Professional Documents
Culture Documents
الطبيعة القانونية ابو بكر ليبيل للمقارنه والصياغه
الطبيعة القانونية ابو بكر ليبيل للمقارنه والصياغه
المطلب األول
الطبيعة القضائية ألوامر األداء
إذا كانـي الوفيفــة األساسـية للقاــاء هــي فـض النزاعــا بـن اخلصــوم ،ومــنح احلمايـة القانونيــة هلــم،
فــإن هنــا مــن يــرى يف أوامــر األداء أهنــا مــن األعمــال القاــائية ،وهنــا مــن يــرى فيهــا أهنــا حكــم قاــائي،
وذلك على الهفصيل الها :
أوالً /أوامر األداء والعم القضائي-:
يهج ـ ـ غالبيـ ــة الش ـ ـراح إىل أن أمـ ــر األداء ه ــو عمـ ــل قا ــائي ،إذ يهاـ ــمن قا ــاءً فاص ـ ـالً يف مطالبـ ــة
قاـائية ،وأنـ يصـدر مــن القاضـي يف موضــو رفـع وفقـاً لعجـراءا الـ رمسهـا القــانون ،فالقـانون قــد أوجــب
إتبــا نظــام أوامــر األداء ،واعهــربه طريقـاً لرفــع املطالبــة القاــائية اســهثناءً مــن القواعــد العامــة يف رفــع الــدعاوى؛
هلذا يعد طلب اسهصدار أمر األداء مطالبة قاائية حبق ،ألن فيـ معـو املطالبـة بـاحلق أمـام القاـاء ،املطالبـة
اجلازمــة بعــد تكليــف املــدين بالوفــاء ،والقاضــي امل ــهص بإصــدار أمــر األداء يفصــل يف مطالبــة قاــائية حبــق،
ويف خصومة حول أصل احلق ،إذ هو يقاـي بـإلزام املـدين بـأداء احلـق وهـو قاـاء قطعـي ملـزم ،فيكـون عملـ
عمالً قاائياً.1
فالعمــل القاــائي هــو تعب ــو عــن إرادة القاضــي تهج ـ إىل تقيي ــد اخلصــوم برأي ـ يف إدعــاءهتم ،وحي ــرتم
القانون هذه النية ويقيدهم فعالً برأي ،كما أن القانون حيرتم هذه اإلرادة ،ألهنا تصدر من القاضي بنـاءً علـى
مــا ل ـ مــن واليــة عامــة حبكــم وفيفه ـ القاــائية ،وبالهــا فــإن أمــر األداء هــو عمــل قاــائي ته ـوافر في ـ كاف ـة
العناصــر اجلوهريــة الالزمــة ،فالقاضــي يعــرب عــن إرادة قطعيــة بــإلزام املــدين بــأداء معــن ،وموضــو اإلج ـراءا
مطالبة قاائية هي إلزام املدعى علي بأداء معن ،وهي تفرت هـيالً حـول مركـز قـانوين معـن حيـث يـدعي
الطالـب عــدم أداء الطـرك األخــر لــدين حـال ،كمــا يهحقـق هلــذا األمــر سـبب العمــل القاـائي حيــث يفصــل
القاضــي يف املطالبــة املرفوعــة بنــاءً علــى حتقيــق هصــر يبــي في ـ اقهناع ـ علــى األدلــة املرفقــة بالعريا ـة ،فــإذا مل
جيدها كافية لهكوين اقهناعـ ،ورأى إجـراء مزيـد مـن الهحقيـق يف املطالبـة املرفوعـة فإنـ حييلهـا إىل ا كمـة الـ
تنظرهــا يف شــكل خصــومة عاديــة ،وهــذا يعــي أن اإلج ـراءا املــذكورة تســههدك دائم ـاً عم ـالً قاــائياً ،فــإذا
كاني كافية بذاهتا لهكوين صدر يف شكل أمر أداء.
.39 - 1أمينـة مصـطفى النمـر ،أوامـر األداء يف مصـر والـدول العربيـة واألجنبيـة ،اإلسـكندرية ،دار املطبوعـا اجلامعيــة،1989 ،
عبدالعزيز عامر ،شرح قانون املرافعا الليي ،القاهرة ،مكهبة غريب (ب.436 ،) -
101 القبيعة القانونية ألوامر األداء (استيفاء الديون الثابتة بالكتابة)
وبنــاءً علــى مــا تقــدم فــإن أمــر األداء هــو عمــل قاــائي اــع للقواعــد ال ـ حتكــم العمــل القاــائي،
وإن القاضــي يصــدره عنــدما يقــوم بوفيفــة قاــائية في اــع لــذا القواعــد الـ اــع هلــا ســائر القاــاة عنــد
يقـرر اســهثناءً أو كانـي القواعــد مباشـرهتم لـوفيفههم القاــائية ،كـل هــذا بطبيعـة احلـال مــا مل يـرد نــص خـا
املهقدمة تهعار مع النظام القانوين ألوامر األداء.1
وقــد تبــو القاــاء املصــري هــذا اال ــاه ،حيــث قاــي حمكمــة الــنقض املص ـرية أن ـ ...." :وقــد أكــد
املشــر ذلــك مبعاملــة أوامــر األداء معاملــة األحكــام يف م ـواطن كثــوة منهــا :مــا نصــي علي ـ امل ـواد (-852
)857-856مكـ ــرر مرافعـ ــا ،الـ ــا يهـ ــأتى مع ـ ـ إن أوامـ ــر األداء وإن كانـ ــي تصـ ــدر بطريقـ ــة ختهلـ ــف عـ ــن
اإلج ـراءا املعهــادة لرفــع الــدعوى وتشــهب بطريقــة اسهصــدار األوامــر علــى الع ـرائض إال أهنــا تصــدر مبوج ــب
السلطة القاائية ال الوالئية ."2ويف حكم آخر كمـة الـنقض املصـرية قاـي فيـ " :أوامـر األداء وإن كانـي
تصدر بطريقة ختهلف عن اإلجراءا املعهادة لرفـع الـدعوى ،وتشـهب بطريقـة اسهصـدار األوامـر علـى العـرائض
إالّ أهنا تصدر مبوجب السلطة القاائية للقاضي ال الوالئية وهلا ما لألحكام من قوة ".3
وبـالرغم مــن ذلــك فـإن هنــا مــن يــرى يف أوامـر األداء أهنــا مــن قبيــل األحكـام القاــائية وذلــك علــى
النحو اآليت بيان .
ثانياً /أوامر األداء والحكم القضائي-:
يذهب فريق من الشراح إىل اعهبار أمر األداء حكماً قاائياً؛ ألن يهامن قااءً قطعياً بـإلزام املـدين
بال ــدين ،ف ــأمر األداء باعهب ــاره ق ـراراً يص ــدر م ــن القاض ــي يف موض ــو مطالب ــة رفع ــي ب ــاإلجراءا ال ـ رمسه ــا
القانون وهو حكم قاائي يف موضـو هـذه املطالبـة ،وال مينـع مـن إسـباغ هـذا الوصـف (أي احلكـم علـى أمـر
األداء) أن إج ـراءا املطالب ــة ليس ــي ه ــي اإلج ـراءا العادي ــة لرف ــع ال ــدعاوى ،وإمن ــا ه ــي إج ـراءا خاص ــة،
فليســي هــذه احلالــة الوحيــدة ال ـ يهطلــب فيهــا املشــر إج ـراءا خاصــة خالف ـاً لعج ـراءا العاديــة دون أن
يثــور الشــك يف اعهبــار الق ـرارا الصــادرة أحكام ـاً بــاملعو الصــحيح ،واملثــال علــى ذلــك :إشــكاال الهنفيــذ
.674وجـدي - 1أمحد السيد صاوي ،الوسي يف شرح قانون املرافعا املدنية والهجارية ،القاهرة ،دار النهاة العربيـة،1990 ،
.658 راغب فهمي ،النظرية العامة للعمل القاائي يف قانون املرافعا ،اإلسكندرية ،منشأة املعارك،1974 ،
- 2طع ــن م ــدين مص ــري رق ــم 52/888ق ،جلس ــة 1983-11-10م ،قا ــاء ال ــنقض امل ــدين إع ــداد س ــعيد امح ــد ش ــعلة ،مطبع ــة
اإلس ــكندرية ،منش ــأة املع ــارك ،293 ،و ــدر االش ــارة إىل أن ـ ق ــد تهبعن ــا ه ــذا املوض ــو يف القا ــاء اللي ــي فل ــم جن ــد حكمـ ـاً
للمح كمـة العليـا يهعلــق بطبيعـة أوامــر األداء علـى قلـة الطعــون املهعلقـة هبــذا املوضـو ( أوامـر األداء) ذلــك أن املهقاضـن يكهفــون
بالهقاضي أمام حماكم املوضو من خالل نظر األوامر والهظلم من .
.475 -3طعن مدين مصري رقم 63/20ق جلسة 1963/4/4م ،جمموعة أحكام النقض ،السنة ،14العدد الثاين،
102 القبيعة القانونية ألوامر األداء (استيفاء الديون الثابتة بالكتابة)
الوقهيــة ،إذ يكفــي املشــر فيهــا بــأن تبــدى أمــام ا اــر عنــد حاــوره للهنفيــذ ،وأن تثبــي يف ا اــر الــذي حيــرره،
ومــع هــذا فــالقرار الصــادر يف اإلشــكال الــوق هــو حكــم بــاملعو الــدقيق ،كمــا ال يغــو مــن وصــف أوامــر األداء
باعهبارها حكماً أن إجراءا اسهصدارها أقرب إىل إجـراءا األوامـر علـى العـرائض منهـا إىل اإلجـراءا العاديـة
لرفــع الــدعوى ، 1فــأمر األداء هــو حكــم بكــل معــو الكلمــة ،فهــو ال يســهند إىل ســلطة القاضــي الوالئيــة بــل إىل
سـلطه القاـائية ،ذلـك ألنـ بـالنظر إىل ماـمون األمـر ال يقـرر إجـراءً وقهيـاً أو حتفظيـاً ،وإمنـا يهاـمن تقريـر حـق
مـن صــدر لـ األمـر قبــل مــن صــدر عليـ مــع إلـزام هــذا األخـو بالــدفع فهــو حيســم نزاعـاً ويفصــل يف أصــل احلــق،
ويشـهمل علــى قاــاء قطعــي بــاملعو الصـحيح ،فــالعربة يف تكييــف قـرار القاضــي لـيس بــاإلجراءا الـ تـهمبــع وإمنــا
بطبيعــة موض ــو الق ـرار ويف أم ــر األداء يوجــد قا ــاء قطعــي مل ــزم ،كمــا أن املش ــر اعهــرب إج ـراءا أوام ــر األداء
اسهثناءً من القواعد العامة يف رفع الدعاوى ،إضافة إىل ذلك فإن عـدم اشـرتاط تسـبيب أمـر األداء ال حيـول دون
وصـف بأنـ حكـم ،فاملشـر قــد ـرج علـى قاعـدة وجـوب تســبيب األحكـام كمـا يف األحكـام اخلاصـة بــإجراءا
اإلثبــا ،وإن كــان هلــذا األمــر أســباب املهمثلــة :يف الوقــائع واألســانيد ال ـ يلــزم القــانون ببياهنــا يف العرياــة ،2والــا
يؤكد صحة هـذا الهكييـف ورود بعـض النصـو الـ تفيـد هـذا املعـو ومنهـا املـادة ( )782مـن قـانون املرافعـا
الليــي ال ـ تــنص علــى أن " يعلــن املــدين يف موطنـ بالعرياــة واألمــر الصــادر عليهــا بالــدفع ويعهــرب األمــر بــاألداء
كأن مل يكن إذا مل يعلن املـدين خـالل سـهة أشـهر مـن تـاريو صـدوره وجيـب أن يشـمل اإلعـالن علـى أنـ إذا مل
يهظلم من األمر خالل مثانية أيام من إعالن ب يصبح األمر مبثابة حكم هنائي واجب الهنفيذ ".
وإذا كــان ش ـراح القــانون يــرون وفق ـاً هلــذا اال ــاه أن أوامــر األداء ذا طبيع ـة قاــائية حبهــة فــإن الــبعض
األخـر منـ يــرى فيهــا أهنــا ذا طبيعــة والئيــة تصــدر مــن القاضـي امل ــهص مبــا لـ مــن ســلطة األمــر ولــيس ســلطة
احلكم.
المطلب الثاني
الطبيعة الوالئية ألوامر األداء
يـرى الــبعض أن أمـر األداء يف حقيقهـ هــو أمـر علــى عرياـة ،ومــع ذلــك فقـد اعهــربه الـبعض أنـ ميثــل
نوعاً خاصاً من املطالبا القاائية.
1فهحـ ـ ــي عبدالصـ ـ ــبور( ،طبيع ـ ـ ــة أوامـ ـ ــر األداء والطع ـ ـ ــن فيهـ ـ ــا) ،جملـ ـ ــة ا ام ـ ـ ــاة املص ـ ـ ـرية ،الس ـ ـ ــنة ( ،)38العـ ـ ــدد الثال ـ ـ ــث ،1972
. 437،438،440أمينة مصطفى النمر ،أوامر األداء يف مصر والدول العربية واالجنبية ،مرجع سابق.53 ،
2الكوين علي اعبودة ،فانون علم القااء ،اجلزء الثاين ،النشاط القاائي ،طرابلس ،املركز القومي للبحوث والدراسا العلمية ،الطبعة
. 404حمم ــود الس ــيد عم ــر الهحي ــوي ،النظ ــام الق ــانوين ألوام ــر األداء ،االس ــكندرية ،دار اجلامع ــة اجلدي ــدة األوىل،1998 ،
للنشــر . 23 ،1999 ،أمحــد أبوالوفــا ،إج ـراءا الهنفيــذ يف امل ـواد املد نيــة والهجاريــة ،اإلســكندرية ،منشــأة املعــارك ،الطبع ــة
السادسة.184 ،1976 ،
103 القبيعة القانونية ألوامر األداء (استيفاء الديون الثابتة بالكتابة)
.49حممود السيد عمر الهحيوي(أوامر أداء 1أمحد عمر بوزقية ،قانون املرافعا ،بنغازي ،جامعة بنغازي ،الطبعة األوىل ،2003
احلقوق الثابهة بالكهابة كاسهثناء من القواعد العامة يف رفع الدعاوى امل دنية) ،جملة البحوث القانونية واالقهصادية ،جامعة املنوفية
كلية احلقوق ،العدد الرابع عشر السنة السابعة 1980م.261 ،
104 القبيعة القانونية ألوامر األداء (استيفاء الديون الثابتة بالكتابة)
قاــاءً بــاإللزام يف شــكل أمــر ،ولــيس يف إطــار احلكــم الهقليــدي ،فــإرادة املشــر هلــا وحــدها الكلمــة يف إل ـزام
السـلطة القاـائية بإصــدار أمـر أو قـرار والئـي بــدالً مـن إصـدار حكــم أو إصـدار حكــم بـدالً مــن إصـدار أمــر
والئي ،أو يف منح آثار احلكم جملرد أمر والئي.1
وبالرغم من كل ذلك فإن هنا من يرى يف أوامر األداء أهنا ذا طبيعة خاصة.
ثانياً /الطبيعة الخاصة ألوامر األداء:
يــرى أنصــار هــذا اال ــاه أن األمــر الصــادر بــاألداء يكــون ذا طبيعــة مزدوجــة ،فهــو يكــون أم ـر علــى
عريا ــة ،ولكن ـ ل ــيس م ــن قاض ــي األم ــور الوقهي ــة ،ول ــيس ص ــادراً يف مس ــألة والئي ــة ،وإمن ــا يك ــون ص ــادراً م ــن
القاضي امل هص بإصدار أوامر األداء يف مطالبـة قاـائية ،ولـذلك فـرغم كونـ مـن الناحيـة الشـكلية أمـراً علـى
عرياة إالّ أن موضوع يكون أشب باحلكم القاائي الغيايب ولكن ال يعي املماثلة الهامـة بينهمـا؛ الخـهالك
فــروك إصــد ار األمــر بــاألداء عــن فــروك إصــدار احلكــم القاــائي الغيــايب ،فــاألمر الص ـادر بــاألداء يهبــع يف
هصرة وشكل هـو نفـس شـكل األعمـال الوالئيـة والـذي يهّبـع يف إصـدارها دائمـاً إجـراءا إصداره إجراءا
هص ــرة وإج ـراءا إص ــدار األم ــر ب ــاألداء ال متاث ــل مطلق ـاً إج ـراءا إص ــدار األعم ــال القا ـائية وال تهط ــابق
معها ،بل هي تشب إجراءا إصدار األعمـال الوالئيـة وبـذلك فـإن األمـر الصـادر بـاألداء يكـون مـن الناحيـة
الش ــكلية عمـ ـالً والئيـ ـاً ،وال ينف ــي ص ــفة األم ــر ع ــن األم ــر الص ــادر ب ــاألداء أن يك ــون هن ــا اخهالفـ ـاً يف بع ــض
اإلجراءا اخلاصة ب عن إجراءا اسهصدار األمر على عرياة ،فهذا االخهالك يكون مرجع أساساً إىل نـو
العم ــل الص ــادر يف احل ــالهن حي ــث يك ــون مرتتبـ ـاً يف احلال ــة األوىل عل ــى عم ــل قا ــائي ،الـ ـا يقها ــي مزي ــداً م ــن
الاــمانا واملغ ــايرة يف بع ــض قواع ــد األم ــر عل ــى عريا ــة ول ــو ع ــن طري ــق األخ ــذ بالقواع ــد املق ــررة يف األحك ــام
القاـائية ،ويكــون يف احلالــة الثانيــة صــادراً بــإجراء وقـ أو حتفظـي ،وفيمــا عــدا أوجـ االخــهالك هــذه فــإن األمــر
الصادر باألداء اع لذا القواعد ال حتكم نظام األمر على عرياة.
أمــا موض ــو األم ــر الص ــادر ب ــاألداء فإن ـ يها ــمن قا ــاءً قطعي ـاً ملزم ـاً ،وحيه ــوي عل ــى عنص ــري الهق ــدير
واإللزام ،فهو يهامن إثبـا احلـق ألحـد اخلصـمن ،وإلـزام اخلصـم اآلخـر بأدائـ ويقـرر احلـق للـدائن ويلـزم املـدين
بأدائ ـ ،ولــذلك فــإن مــادة األمــر الصــادر بــاألداء هــي نفســها مــادة العمــل القاــائي وال ـ حتهــوي كــذلك علــى
عنصري الهقرير واإللزام ،والا الشك في أن الطبيعة املزدوجة لألمر الصادر باألداء تـنعكس انعكاسـا كـامالً علـى
النظام القـانوين لـ ( أي نظـام أوامـر األداء ) ،فهـو نظـام ال يهطـابق متامـاً مـع النظـام القـانوين للعمـل الـوالئي ،وال
يهطـابق أياـاً مـع النظــام القـانوين للعمــل القاـائي بــل هـو مـزيج مـن النظــامن ،فالنصـو الهشـريعية املنظمــة
1الكوين عبودة ،قانون علـم القاـاء ،اجلـزء الثـاين ،مرجـع سـابق . 403 ،وجـدي راغـب فهمـي ،النظريـة العامـة للعمـل القاـائي يف
قانون املرافعا ،مرجع سابق . 655،656 ،حممود السيد عمر الهحيوي ،املقال السابق اإلشارة إلي .263،264 ،
105 القبيعة القانونية ألوامر األداء (استيفاء الديون الثابتة بالكتابة)
لألمــر الصــادر بــاألداء تشــب متام ـاً النصــو الهش ـريعية املنظمــة للحكــم القاــائي ،كمــا أن بعــض النصــو
الهش ـريعية املنظمــة لألمــر الصــادر بــاألداء تشــب متام ـاً النصــو الهش ـريعية املنظمــة لألمــر علــى عرياــة ،وكــل
ذلك يدفع إىل الطبيعة املزدوجة ال تهمهع هبا أوامر األداء . 1
الخاتمة
يف هناية البحث ميكن القول إن أوامر األداء كاسـهثناء مـن القواعـد العامـة يف رفـع الـدعاوى القاـائية
وفق ـاً لقــانون املرافعــا املدنيــة والهجاريــة ،وال ـ ثــار بشــأن طبيعههــا القانونيــة جــدالً واســعاً عنــد فقهــاء قــانون
املرافعــا إن آراء الفق ـ الق ــانوين احنصــر يف ا ــاهن ت ــدور بــن الطبيع ــة القا ـائية مــن حي ــث كون ـ عم ـالً
قاــائياً أو حكم ـاً قاــائياً ،وبــن اعهبــار هــذه األوامــر ذا طبيعــة والئيــة رأى الــبعض أهن ـا أمــر علــى عرياــة،
بينما رأى فيها البعض اآلخر أهنا ذا طبيعة خاصة انزو حتهها.
إن مــرد هــذا اخلــالك يكمــن يف الكيفيــة ال ـ عــاو هبــا املشــر موضــو أوامــر األداء ســواء مــن حيــث
رفــع األمــر ،وكيفيــة نظــره ،أو اسهصــداره والــهظلم من ـ ،حبيــث ألقــي هــذه املعاجلــة فالهلــا عل ـى طبيعــة أوامــر
األداء الّــا يكــون هلــا األثــر البــال عنــدما يقــول القاــاء كلمه ـ يف هــذا املوضــو ،وهــي غائبــة حــىت األن ،وال ـ
ندعوا من خالهلـا أن يكـون للقاـاء رأي فيهـا واحلـديث ينصـب علـى مـن أسـند إليـ املشـر نظـر أمـر األداء،
وا كمة العليا من خالل ما يعر عليها من طعون وما ترسي من مبادئ يف هذا اخلصو .
واهلل من وراء القصد
قائمة المراجع
اوالً /الكهب:
-1أحمد ابوالوفا:
-نظرية األحكام يف قانون املرافعا ،اإلسكندرية ،منشأة املعارك،
الطبعة الثالثة 1977م.
-إجراءا الهنفيذ يف املواد املدنية والهجارية ،اإلسكندرية ،منشأة
1حممـود الســيد عمـر الهحيــوي(أوامر أداء احلقـوق الثابهــة بالكهابـة كاســهثناء مـن القواعــد العامـة يف رفــع الـدعاوى املدنيــة) مقـال ســبقي
اإلشــارة إلي ـ .266،267 ،عبــداملنعم جــوة ،القواعــد العامــة يف الهنفيــذ اجلــربي ،بنغــازي ،املكهبــة الوطنيــة .104 ،أمحــد
مســلم ،أصــول املرافعــا ،القــاهرة ،دار الفكــر العــريب .665،666 ،1971،الكــوين علــي اعبــودة ،فــانون علــم القاــاء،
اجلــزء الثــاين ،مرجــع ســابق. 405 ،أمحــد أبوالوفــا ،نظريــة األحكــام يف قــانون املرافعــا ،اإلســكندرية ،منشــأة املعـارك ،الطبعــة
الثالث ــة 1977م .45،46،47 ،فهحـ ــي عبدالص ــبور( ،طبيعـ ــة أوامـ ــر األداء والطع ــن فيهـ ــا) ،مقـ ــال س ــبقي اإلشـ ــارة إليـ ـ ،
.440،441
106 القبيعة القانونية ألوامر األداء (استيفاء الديون الثابتة بالكتابة)
املعارك 1974م.
-2أحمد السيد صاوي:
-الوسي يف شرح قانون املرافعا املدنية والهجارية ،القاهرة ،دار
النهاة العربية.1990 ،
-3أحمد عمر بوزقية:
-قانون املرافعا ،بنغازي ،جامعة بنغازي ،الطبعة األوىل .2003
-4أحمد مسلم:
-أصول املرافعا ،القاهرة ،دار الفكر العريب.1971،
-5أمنية مصطفى النمر:
-أوامر األداء يف مصر والدول العربية واألجنبية ،اإلسكندرية ،دار
املطبوعا اجلامعية.1989 ،
-6عبد العزيز عامر:
-شرح قانون املرافعا الليي ،القاهرة ،مكهبة غريب (ب.) -
-7عبدالمنعم عبدالعظيم جيرة:
-القواعد العامة يف الهنفيذ اجلربي ،بنغازي ،املكهبة الوطنية.1978،
-8محمود السيد عمر التحيوي:
-النظام القانوين ألوامر أداء احلقوق الثابهة بالكهابة كاسهثناء من القواعد العامة
يف رفع الدعاوى املدنية ،اإلسكندرية – دار اجلامعة اجلديدة للنشر.1999،
-9وجدي راغب فهمي:
-النظرية العامة للعمل القاائي يف قانون املرافعا ،اإلسكندرية ،منشأة املعارك .1974
ثانياً /المقاالت القانونية:
-1فتحي عبدالصبور:
-طبيعة أوامر األداء والطعن فيها ،جملة ا اماة املصرية ،السنة (،)38
العدد الثالث1972 ،م.
-2محمود السيد عمر التحيوي
-أوامر أداء احلقوق الثابهة بالكهابة كاسـهثناء مـن القواعـد العامـة يف رفـع الـدعاوى املدنيـة ،جملـة
البحوث القانونية واالقهصادية جامعة
107 القبيعة القانونية ألوامر األداء (استيفاء الديون الثابتة بالكتابة)
املنوفية كلية احلقوق ،العدد الرابع عشر ،السنة السابعة ،اكهوبر .1998
ثالثاً /أحكام القضاء:
قااء ا لنقض املدين يف األحكام ،إعداد سعيد أمحد شعلة ،اإلسكندرية ،منشأة املعرك.