You are on page 1of 11

‫ﺩﻋﻮﻯ ﺑﻄﻼﻥ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬


‫ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺪﻝ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﻋﺒﺪﺍﷲ‪ ،‬ﺯﻳﺪ ﺣﻨﺶ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﻉ‪2‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬

‫قــضــايا التــحـكـيــم‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪2012‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫‪221 - 229‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪413647‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪IslamicInfo‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ‪ ،‬ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ‪ ،‬ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ‪ ،‬ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/413647‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬

‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬

‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫ﻋﺒﺪﺍﷲ‪ ،‬ﺯﻳﺪ ﺣﻨﺶ‪ .(2012) .‬ﺩﻋﻮﻯ ﺑﻄﻼﻥ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ‪.‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻉ ‪ .229 - 221 ،2‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/413647‬‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫ﻋﺒﺪﺍﷲ‪ ،‬ﺯﻳﺪ ﺣﻨﺶ‪" .‬ﺩﻋﻮﻯ ﺑﻄﻼﻥ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ‪".‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔﻉ ‪ .229 - 221 :(2012) 2‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/413647‬‬

‫قــضــايا التــحـكـيــم‬

‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫قــضــايا التــحـكـيــم‬

‫‪222‬‬
‫القضائية العدد (‪ -)2‬شتاء ‪2122‬‬ ‫‪222‬‬

‫دعوى بطالن حكم التحكيم‬


‫القاضي‪ :‬زيد حنش عبد هللا‬
‫عضو احملكمة العليا‬
‫إن حكم التحكيم ال يقبل الطعن يف ذاته بطرق الطعن العادية وغري العادية‪ ،‬فال جيوز الطعن‬
‫فيه مباشرة وغري مباشرة‪ ،‬وال يقبل الطعن ابالستئناف أو ابملعارضة إذا كان احملكوم فيه جتاراي‪.‬‬
‫أو بطرق الطعن غري العادية‪ ،‬وهي التماس إعادة النظر‪ ،‬أو ابلطعن ابلنقض‪ .‬ولو فرض ونظم‬
‫املشرع اعرتاضا يف اخلارج عن اخلصومة كطريق الطعن‪ ،‬فإن حكم التحكيم الصادر من احملكمني لن يقبل‬
‫الطعن فيه هبذا الطريق (وهذا يعين أبن تنظم نصوص بقانون إذا أريد قبول الطعن)‪.‬‬
‫ولكن املشرع ويف النصوص احلالية استبعد طرق الطعن العادية وغري العادية طبقا للقانون‪.‬‬
‫ويقصد املشرع بشكل خاص استبعاد الطعن ابالستئناف يف أحكام احملكمني يف القانونني اليمين‬
‫واملصري‪.‬‬
‫أما يف القانون الفرنسي فانه جييز الطعن ابالستئناف يف أحكامه مقيدا ابلقانون‪ ،‬أما إذا كان‬
‫احلكم طليقا فإن القاعدة هي العكس‪ ،‬حيث أن األصل هو عدم جواز االستئناف إال إذا اتفق اخلصوم‬
‫على جوازه‪.‬‬
‫وكان القانون الكوييت رقم ( ‪ )38‬لعام ‪1982‬م يعمل ابلقاعدة‪( :‬عدم جواز االستئناف إال إذا‬
‫اتفق اخلصوم على جوازه)‪.‬‬
‫ومع ذلك فقد منع االستئناف يف كثري من احلاالت ‪-‬كما لو كان احملكم غري مقيد ابلقانون‪،‬‬
‫أو إذا مل تزد قيمة املنازعة عن (‪ )100‬دينار أو كان التحكيم منصبا على قضية منظورة أمام حمكمة‬
‫االستئناف‪.‬‬
‫لقد رأى القانون املصري إىل أن املشرع طاملا اتفق اخلصوم عل استبعاد والية قضاء الدولة‪ ،‬ويف‬
‫الوقت نفسه استبعاد إصالح حكم التحكيم عن طريق قضاء الدولة أيضا‪.‬‬
‫وقد ال تتهيأ الفرص أمام حماكم النقض إلرساء مبادئ قانونية يف مسائل التحكيم‪ ،‬إال من‬
‫خالل طريق واحد‪ ،‬وهو ما يوجه من طعون يف األحكام الصادرة من حماكم االستئناف عند نظرها‬
‫لدعوى البطالن األصلية‪.‬‬

‫قضااي التحكيم‬
‫‪222‬‬ ‫دعوي بطالن حكم التحكيم‬
‫القاضي‪ /‬زيد حنش عبد هللا‬
‫إن منع الطعن بطريق الطعن اليت تنظمها قوانني املرافعات‪ ،‬يقصد به ما يصدر من أحكام يف‬
‫ظل القوانني اليت متنع ذلك‪ ،‬أما األحكام اليت صدرت قبل ذلك القانون فتبقى خاضعة للقانون الذي‬
‫صدرت يف ظله‪.‬‬
‫‪ -‬ونتحدث هنا عن دعوى البطالن األصلية اليت هي الطريق الوحيد للطعن املباشر أبحكام‬
‫التحكيم‪.‬‬
‫أي أنه جيوز رفع دعوى بطالن حكم التحكيم‪ ،‬وقد حصر املشرع هذا الطعن املباشر ضد حكم‬
‫التحكيم يف هذا الطريق فقط دون غريه‪.‬‬
‫ويشرتط لقبول هذه الدعوى توافر الشروط العامة لقبول الدعوى وهي‪:‬‬
‫املصلحة‪ ،‬والصفة‪ ،‬وشرط عدم وجود عائق قانوين مينع قبول هذه الدعوى‪.‬‬
‫فإن توافرت هذه الشروط العامة وتوافرت إحدى احلاالت اليت سنذكرها الحقا جاز ألي‬
‫شخص رفعها ولو مل يكن طرفا يف اتفاق التحكيم‪ ،‬مىت حتققت له شروط القبول‪.‬‬
‫إن املشرع يرفض اعتبار االستئناف طريقا للطعن يف حكم التحكيم‪ ،‬ولكنه أجاز قبول دعوى‬
‫بطالن ح كم التحكيم‪ ،‬ولكن هذه الدعوى ضد حكم التحكيم غري متوقف على صدور األمر بتنفيذ‬
‫حكم التحكيم‪ ،‬فليس بلزوم قبول هذه الدعوى أن يكون احلكم متقدما ابلقوة التنفيذية‪ .‬فدعوى‬
‫البطالن تقبل إذا توافرت شروطها العامة وشرطها اخلاص وهو (توافر إحدى حاالت البطالن ولو كان‬
‫هناك ا تفاق يقض بغري ذلك)‪ ،‬مبعىن أن التنازل املسبق عن دعوى البطالن غري جائز‪ ،‬ألهنا الطريق‬
‫الوحيد للتمسك ابلبطالن‪ ،‬بعد أن ألغى املشرع أو رفض االستئناف كطريق للطعن حبكم التحكيم‪.‬‬
‫وحكم احملكمني قد ميس مصاحل الغري الذي مل يكن طرفا يف اتفاق التحكيم وال يستطيع الطعن‬
‫فيه ابعرتاض اخلارج عن اخلصومة عل فرض وجوده‪ .‬واالستئناف طريق مغلق أمام اجلميع‪.‬‬
‫ومل يبق إال دعوى البطالن اليت ال جيوز منعها ابتفاق مسبق‪ ،‬ولذلك ال بد أن تبقى دعوى‬
‫البطالن‪..‬‬
‫وإذا رفعت دعوى البطالن جاز التنازل عنها بعد ذلك سواء وقع طرف من أطراف اتفاق‬
‫التحكيم أو وقع ذلك من الغري أي اخلارج عن اتفاق التحكيم‪.‬‬
‫احلاالت اليت جيوز فيها طلب بطالن أحكام التحكيم‪:‬‬
‫إن احلاالت اليت جيوز فيها طلب بطالن حكم التحكيم على سبيل احلصر وتوجه إىل احلكم‬
‫سواء كان التحكيم داخليا أو دوليا طبقا للمعايري اليت يوردها املشرع وهي كما يلي‪:‬‬
‫القضائية العدد (‪ -)2‬شتاء ‪2122‬‬ ‫‪222‬‬

‫احلالة األوىل‬
‫وجود اتفاق حتكيم‪ :‬ويقصد هبذه احلالة أن يصدر حكم التحكيم دون اتفاق حتكيم‪ .‬أبن‬
‫يصدر احلكم دون وجود مشارطة أو شروط حتكيم‪ ،‬فيكون ذلك مسوغا للطعن فيه بدعوى البطالن‪.‬‬
‫ومن تطبيق ذلك أن مييل اخلصوم إىل عقد منوذجي دون أن يعلم املدعي أن هذا العقد ينطوي‬
‫على شرط حتكيم‪ ،‬أو أن يدعي اخلصم أبن االتفاق املربم مع خصمه ليس اتفاق حتكيم‪ ،‬ألن مهمة ما‬
‫يسمى ابحلكم‪ ،‬ال تعدو أن تكون مهمة خبري أو شخص يقوم ابلوساطة‪.‬‬
‫ولتحقيق هذه احلالة جيب أال يكون للجنة التحكيم والية الفصل يف أية نقطة من نقاط النزاع‪،‬‬
‫ومع ذلك بصدر احلكم فيه‪.‬‬
‫أما إذا كان اتفاق التحكيم يتناول نقاطا حمددة‪ ،‬ولكن جلنة التحكيم أو احملكم الفرد جتاوزها‬
‫وحكم بغريها‪ ،‬فإهنا تتحقق حالة أخرى وهي حالة جتاوز حدود االتفاق‪.‬‬
‫احلالة الثانية‬
‫وهي األخرية يف هذا اجلانب تتعلق ابتفاق حتكيم موجود ابلفعل ووقوع املخالفة يف ركن من‬
‫أركان العقد (ركن احملل )‪ ،‬أما احلالة حمل البحث فتتعلق ابملخالفة بكل عناصر االتفاق على التحكيم‪.‬‬
‫وجيب أن يكون اتفاق التحكيم كتابة وإال كان ابطال‪.‬‬
‫ولكي تتحقق هذه احلالة يشرتط أبنه جيب عل اخلصم أبن يتنازع يف نطاق سلطة جلنة التحكيم‬
‫أو احملكم امل فرد يف بداية خصومة التحكيم‪ ،‬وأن يرفض االشرتاط يف اجللسات أبي شكل كان‪ ،‬حىت ال‬
‫يعترب اتفاق التحكيم ضمنيا يثبت حىت من جمرد حماضر جلسات التحكيم‪.‬‬
‫احلالة الثالثة‬
‫وجود اتفاق حتكيم ابطل أو قابل لإلبطال‪ ،‬ويقصد به صدور احلكم بناء على اتفاق حتكيم‬
‫ابطل أو قابل لإلبطال‪.‬‬
‫وتفرتض هذه احلالة بوجود اتفاق حتكيم ولكن هذا االتفاق يفتقد أحد شروط صحته‪ ،‬فيشوبه‬
‫البطالن ابملدلول اإلجرائي‪ ،‬ويؤدي إىل بطالن احلكم‪ ،‬مبعىن أن كل الوقائع تؤدي إىل بطالن اتفاق‬
‫التحكيم‪ ،‬ومثال ذلك‪ :‬أن تنعدم األهلية أو الصفة عند إبرام اتفاق التحكيم‪ ،‬كأن يوقع االتفاق من‬
‫وكيل ال حيمل وكالة خاصة أو من شخص ال ميلك إبرام مشارطة حتكيم‪ ،‬أو أن يتم االتفاق يف مسألة ال‬
‫جيوز فيها التحكيم‪ ،‬كاملسائل املتعلقة ابلنظام العام‪.‬‬

‫قضااي التحكيم‬
‫‪222‬‬ ‫دعوي بطالن حكم التحكيم‬
‫القاضي‪ /‬زيد حنش عبد هللا‬
‫وحىت تتحقق هذه احلالة جيب أال يكون سبب البطالن قد زال‪.‬‬
‫وال يتمسك البطالن لعيب يف الرضاء ملن شرع هذا البطالن ملصلحته استثناء من القاعدة‬
‫العامة‪ ،‬اليت جتيز ألي شخص رفع دعوى البطالن طاملا كانت له مصلحة أما إذا كانت القاعدة اليت مت‬
‫خمالفتها تتعلق ابلنظام العام مثل‪ :‬إذا كان حمل التحكيم غري جائز‪ -‬فلجميع اخلصوم و لكل ذي‬
‫مصلحة التمسك هبذا البطالن‪.‬‬
‫احلالة الرابعة‬
‫سقوط إيقاف التحكيم النتهاء مهلة التحكيم وصدور احلكم رغما عن كل ذلك إذا انقضت‬
‫مهلة التحكيم اتفاقا أو قانون لصدور احلكم ومل يتفق على مدها صراحة أو ضمنا فإن االتفاق يسقط‪.‬‬
‫فإذا صدر احلكم بعد انتهاء امليعاد جاز الطعن فيه بدعوى البطالن األصلية‪ ،‬وعلة ذلك أن احلكم صدر‬
‫من حمكم أو يف جلنة حتكيم مل تعد متلك حق والية القضاء اليت تستمدها من االتفاق الذي انقضى‬
‫ابنقضاء أجله‪ .‬وجيوز أن تقرر هيئة التحكيم من امليعاد على أال تزيد فرتة املدة على ستة أشهر ما مل يتفق‬
‫الطرفان على مدة تزيد على ذلك‪ ،‬بل جيوز لطريف التحكيم أن يطلبا من رئيس احملكمة املختصة أصال‬
‫بنظر النزاع لو مل يوجد حتكيم‪ ،‬أو رئيس حمكمة االستئناف األصلية‪ ،‬أو رئيس حمكمة االستئناف املتفق‬
‫عليها أن يصدر أمرا بتحديد ميعاد إضايف أو إبهناء إجراءات التحكيم‪.‬‬
‫وللخصوم التخلي عن هذا البطالن كأثر للطابع التعاقدي التفاق التحكيم‪ ،‬والتخلي صراحة أو‬
‫ضمنا كما لو قبل أحد اخلصوم احلكم رغم صدوره بعد امليعاد‪ ،‬فال جيوز التمسك بعد ذلك ابلبطالن‪.‬‬
‫احلالة اخلامسة‬
‫إذا كان أحد طريف اتفاق التحكيم وقت إبرامه فاقد األهلية أو نقصا وفقا للقانون‪ -‬وذلك‬
‫سبب للطعن بدعوى البطالن األصلية‪.‬‬
‫احلالة السادسة‬
‫إذا تعذر على أحد طريف التحكيم تقدمي دفاعه بسبب عدم إعالنه إعالن صحيحا بتعيني‬
‫حمكم‪ ،‬أو إبجراء التحكيم‪ ،‬أو ألي سبب أخر خارج عن إرادته‪ :‬ففي هذه احلالة هي جمرد تطبيقات‬
‫الحرتام حقوق الدفاع واحرتام مبدأ املواجهة كأهم تطبيق الحرتام حق الدفاع‪.‬‬
‫وحق الدفاع مبفهومه التقليدي حق اخلصم يف أن يسمع احملكم وجهة نظره‪ ،‬وبصدور حكم‬
‫التحكيم دون متكني اخلصم من تقدمي دفاعه‪ ،‬فإن احلكم يكون مشواب ابإلخالل يف حق الدفاع‪ ،‬إن‬
‫احملكم ال يستطيع إصدار حكم عادل دون أن يسمع أقوال كل اخلصوم‪ ...‬ومن مث ساد الفقه التقليدي‬
‫يف قاعدة تقليدية هي قاعدة( امسع اخلصم اآلخر)‪.‬‬
‫القضائية العدد (‪ -)2‬شتاء ‪2122‬‬ ‫‪222‬‬

‫ومفهوم حق الدفاع ليس جمرد تقدمي الدفاع أقواله ولكنه بشمول هذا احلق‪ ،‬متكني اخلصم من‬
‫مناقشة اخلصم األخر فيما يقدمه من وسائل دفاع يف اخلصومة‪ ،‬متهيدا لتقدميها إلقناع احملكم أبن حيكم‬
‫لصاحله‪.‬‬
‫ولذلك وجب أن يعلم مبا لدى اخلصم األخر من ادعاءات ووسائل دفاع قانونية وواقعية‬
‫وحجج‪.‬‬
‫وميثل احلق يف العلم جوهر املواجهة‪ ..‬أهم تطبيقات حق الدفاع‪.‬‬
‫وحىت يتحقق حق الدفاع‪ ،‬فتوجد جمموعة من االلتزامات اإلجرائية‪ ،‬تفرض على اخلصوم يف‬
‫مواجهة بعضهم البعض كااللتزام ابألمانة ومقاومة الغش اإلجرائي‪ .‬ويعد العلم واالستماع‪ ،‬وسائل فنية‬
‫تساعد احملكم على إصدار حكم عادل‪ .‬ومن خمالفة حق الدفاع أن يوجد ابحملكم ما يفقده حياده لوجود‬
‫سبب من أسباب الرد‪ ،‬أو عدم األخذ بدفاع ودفوع اخلصوم اجلوهرية‪.‬‬
‫وجيب احرتام عنصري املواجهة‪ ،‬وتقدمي وجهة نظر اخلصم‪ ،‬واطالع اخلصم اآلخر ملا قدمه‬
‫خصمه‪ ،‬ومراعاة شرط العلم يف وقت مناسب للرد عل ما قدمه اخلصم اآلخر‪ ،‬فال بد من مساع الطرفني‪.‬‬
‫وقد قضي حبكم ببطالن حكم حتكيم ألن احملكم كان يسمع اخلصوم لكل منهم يف غيبة الطرف‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫كما أن املظهر الثاين الحرتام حق الدفاع‪ ،‬هو حق اخلصم يف االطالع ملا قدمه الطرف اآلخر‬
‫من وسائل دفاع ومستندات وأدلة إثبات وطلبات‪ ،‬ليبدى رأيه بشأهنا وينظم دفاعه‪.‬‬
‫فعنصر املواجهة واجب مزدوج على احملكم‪ ،‬وهو ملزم ابحرتام اإلجراءات وملزم برفض أي وجه‬
‫دفاع أو عنصر إثبات أو حجة مل يطلع عليها اخلصم‪ .‬وعدم مراعاة ذلك يعد سببا من أسباب تقدمي‬
‫دعوى البطالن األصلية وقد قضي ببطالن حكم حتكيم لصدوره بناء على مذكرات قدمها خصم دون‬
‫إاتحة الفرصة الطالع الطرف اآلخر عليها ملناقشتها‪.‬‬
‫وقضى ببطالن حكم حتكيم لبنائه على تقرير خبري ومل يطلع عليه اخلصوم وقضى ببطالن حكم‬
‫حمكم‪ -‬حيث قررت جلنة التحكيم إعادة فتح ابب املرافعة لتمكني خصم من تقدمي مستند قدمي‪ ،‬ومل‬
‫يعط الطرف اآلخر فرصة للرد على هذا املستند‪.‬‬
‫احلالة السابعة‬
‫إذا استبعد احلكم تطبيق القانون الذي اتفق األطراف على تطبيقه على موضوع النزاع‪ :‬والقانون‬
‫املتفق على تطبيقه هو القانون املوضوعي وتعد هذه احلالة أتكيدا ملبدأ اتساع نطاق إرادة األفراد يف‬
‫التحكيم‪.‬‬

‫قضااي التحكيم‬
‫‪222‬‬ ‫دعوي بطالن حكم التحكيم‬
‫القاضي‪ /‬زيد حنش عبد هللا‬
‫فإذا تعارضت النصوص املتعلقة ابلنظام العام يف القانون الوطين مع نصوص التشريع األجنيب‬
‫الذي طبق يف التحكيم‪ ،‬تعني تغليب قواعد القانون الوطين‪.‬‬
‫وعند تطبيق القانون الوطين على حتكيم خارج الوطن بناء على اتفاق اخلصوم‪ ،‬فاحملكم من تلقاء‬
‫نفسه يلتزم ابلبحث عن النص القانوين الواجب التطبيق‪ ،‬ويفسر القانون األجنيب إذا كان غامضا‪ ،‬ويطبق‬
‫احملكم العرف إذا مل جيد نصا يف التشريع‪ ،‬ويطبق العادات االتفاقية إذا كان القانون األجنيب يعرتف هبا‬
‫وإذا خالف ذلك كان احلكم عرضة لدعوى البطالن األصلية ‪-‬أي أنه يوجد عدم تعادل يف احللول‪ .‬ألنه‬
‫إذا كان اخلطأ يف األسباب القانونية ووصول احملكم إىل حل صحيح‪ ،‬فال يوجد سبب لبطالن احلكم‪.‬‬
‫احلالة الثامنة‬
‫إذا مت تشكيل هيئة التحكيم أو تعيني احملكمني على وجه خمالف للقانون إال التفاق الطرفني‪.‬‬
‫إن املشرع يف معظم الدول قد ترك لألطراف االتفاق على اختيار احملكمني‪ ،‬وكيفية ووقت‬
‫اختيارهم وإذا مل يتفق الطرفان فيتبع اإلجراءات اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا كانت هيئة التحكيم مشكلة من حمكم واحد قضت احملكمة املختصة أصال ابلنزاع إذا مل‬
‫يوجد حتكيم لتعيينه‪ -‬أما إذا كان التحكيم جتاراي دوليا سواء يف البلد الذي جيري فيه التحكيم أو يف‬
‫اخلارج فيكون االختصاص حملكمة استئناف عاصمة الدولة ما مل يتفق الطرفان على حمكمة استئناف‬
‫أخرى يف نفس الدولة وتظل احملكمة اليت ينعقد إليها االختصاص دون غريها هي صاحبة االختصاص‬
‫حىت انتهاء مجيع إجراءات التحكيم‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا كانت هيئة التحكيم مشكلة من ثالثة حمكمني‪ ،‬اختار كل طرف حمكمه‪ ،‬مث يتفق‬
‫احملكمان على اختيار حمكم اثلث‪ -‬فإذا مل يعني أحد الطرفني حمكما خالل الفرتة احملددة لتسليمه طلبا‬
‫بذلك من الطرف اآلخر‪ ،‬أو مل يتفق احملكمان على اختيار احملكم الثالث خالل الفرتة احملددة لذلك‪،‬‬
‫تولت احملكمة املختصة اختياره بناء على طلب أحد الطرفني‪ .‬وتراعي احملكمة يف احملكم الذي ختتاره‬
‫الشروط القانونية اليت اتفق عليها الطرفان بدون إخالل بذلك‪.‬‬
‫ومبراعاة قواعد تشكيل هيئة التحكيم أو تعيني احملكمني فإن دعوى البطالن يف هذه احلالة‬
‫حمددة وللغاية‪ ،‬ألن القانون مل ينص على البطالن إال يف حالة تشكيل هيئة التحكيم من عدد غري وتر‪.‬‬
‫أما يف حالة عدم توافر شروط‪ ،‬فإن معظم التشريعات مل تنص صراحة على البطالن‪ ،‬ولكن ميكن إعمال‬
‫البطالن طبقا للقواعد العامة ‪-‬وطاملا مت ابتفاق الطرفني‪ -‬وإذا خالف أحد الطرفني اختيار احملكم أو مل‬
‫يتفق‪ ،‬فتقوم احملكمة هبذا اإلجراء بناء على طلب أحد األطراف‪.‬‬
‫القضائية العدد (‪ -)2‬شتاء ‪2122‬‬ ‫‪222‬‬

‫احلالة التاسعة‬
‫إذا كان حكم احملكمني ال يشمله اتفاق التحكيم أو جتاوز حدود االتفاق‪ ،‬فإن هذه احلالة‬
‫تتميز عن احلاالت األخرى أبن اخلطأ الذي يسمح ابلبطالن ليس راجعا إىل فعل اخلصوم‪ ،‬وإمنا إىل فعل‬
‫احملكم ابخلروج عن موضوع النزاع‪ .‬وحيدث اخلروج عن حدود االتفاق على التحكيم عند عدم توضيح‬
‫اخلصوم ملوضوع النزاع بدقة يف اتفاق التحكيم والتزام احلكم بقاعدة التغيري الواسع فيؤدي ذلك إىل‬
‫اخلروج عن موضوع االتفاق مثال‪ :‬أن يقضي حمكم يف مسائل ابستعجال رغم أن اتفاق التحكيم ال‬
‫خيوله ذلك‪.‬‬
‫احلالة العاشرة‬
‫إذا دفع بطالن يف حكم التحكيم‪ ،‬أو كانت إجراءات التحكيم ابطلة بطالن أثر يف احلكم‪:‬‬
‫أ‪ -‬يقصد ببطالن احلكم هو ختلف بيان من البيانت اجلوهرية اليت بتخلفها يبطل احلكم‪ .‬مثل‬
‫عدم تسبيب احلكم رغم عدم اتفاق اخلصوم عل ذلك‪.‬‬
‫ب‪ -‬بطالن يف اإلجراءات أثر يف احلكم‪ :‬يقصد بذلك أن يكون احلكم صحيحا يف حد ذاته‬
‫ولكن اإلجراءات السابقة عليه هي اليت شاهبا البطالن‪ ،‬ويؤدي ذلك إىل بطالن حكم التحكيم (ما بين‬
‫عل ابطل فهو ابطل ) مثل اإلخالل حبق الدفاع‪.‬‬
‫احلالة احلادية عشرة‬
‫إذا تضمن حكم احملكمني ما خيالف النظام العام‪.‬‬
‫ففي هذه احلالة فإن احملكمة اليت تنظر دعوى البطالن تقضى ابلبطالن من تلقاء نفسها دون‬
‫التمسك من أحد اخلصوم ابلبطالن مثل حجية األمر املقضي به وتعلقه ابلنظام العام‪.‬‬
‫ميعاد رفع دعوى بطالن حكم التحكيم‪:‬‬
‫ترفع دعوى بطالن حكم التحكيم بعد الفرتة التالية لتاريخ إعالن حكم التحكيم للمحكوم‬
‫عليهم‪ ..‬ويقرر املشرع تنفيذ حكم احملكمني جربا أو اختيارا إال إذا كان ميعاد رفع دعوى ببطالن احلكم‬
‫قد انقضى‪.‬‬
‫االختصاص بنظر دعوى البطالن يف حكم التحكيم‪:‬‬
‫خيتص بنظر دعوى البطالن حلكم التحكيم التجاري الدويل حمكمة استئناف عاصمة البلد كما‬
‫هو يف مصر فاالختصاص حملكمة استئناف القاهرة ما مل ينص الطرفان على اختصاص حمكمة استئناف‬
‫أخرى يف مصر وكما هو يف اليمن أيضا ‪ .‬ويف غري التحكيم التجاري الدويل يكون االختصاص حملكمة‬
‫الدرجة الثانية اليت تتبعها احملكمة املختصة أصال بنظر الدعوى‪.‬‬

‫قضااي التحكيم‬
‫‪222‬‬ ‫دعوي بطالن حكم التحكيم‬
‫القاضي‪ /‬زيد حنش عبد هللا‬
‫إن حكم احملكمني مث احلكم االستئنايف قد فتح الباب وصوال إىل حمكمة النقض‪ :‬وتتهيأ بذلك‬
‫الفرصة لتوحيد األحكام وأتصيلها يف جمال التنفيذ‪.‬‬
‫أثر رفع دعوى البطالن علي التنفيذ‪:‬‬
‫ال يرتتب على رفع دعوى البطالن وقف تنفيذ حكم التحكيم ولكن املشرع رأى أن هناك‬
‫حاالت تستدعي وقف التنفيذ‪ ،‬فأجاز وقف التنفيذ إذا طلب املدعي ذلك يف الدعوى وكانت األسباب‬
‫جدية‪ ،‬وأوجب القانون على احملكمة اليت يرفع أمامها طلب وقف التنفيذ أن تفصل فيه خالل مدة‬
‫حمددة قانون‪ ،‬وإذا أمرت احملكمة بوقف التنفيذ جاز هلا أن أتمر بتقدمي كفالة أو ضمان مايل‪.‬‬
‫األثر الذي يرتتب علي صدور احلكم يف دعوى البطالن‪:‬‬
‫إذا قضت احملكمة ببطالن حكم التحكيم فإهنا تقتصر على القضاء ابلبطالن فحسب وليس هلا‬
‫أن تتعرض ملوضوع النزاع وتقضي به‪.‬‬
‫ومل أيخذ املشرع املصري فيما ورد يف قانون املرافعات الفرنسي اجلديد ورغم أنه ترك فرصة‬
‫للخصوم لعرض النزاع على هيئة حتكيم جديدة ومل يشأ إجبارهم للمثول أمام قضاء الدولة‪ ،‬أتكيدا‬
‫إلعداد دور اإلرادة حىت إبدارة مرفق القضاء وميكن لألطراف االتفاق على غري ذلك‪.‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like