You are on page 1of 29

‫اتفاق التحكيم وصوره‬

‫األستاذ املختار برغاين‬


‫ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﻭﺻﻮﺭﻩ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫هيئة احملامني خبريبكة‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮﺓ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻦ ﺑﻮﺟﺪﺓ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫البحث األول‬ ‫ﺑﺮﻏﺎﻧﻰ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﻉ‪16,17‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬

‫إتفاق التحكيم وصوره‬ ‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬


‫‪2014‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬

‫ﻣﺎﻯاملسائل املدنية والتجارية واإلدارية – اليت جيوز فيها الصلح وال تتعارض مع النظام العام‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫التحكيم نظام خاص للتقاضي يف‬
‫‪617 - 644‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬

‫طريف النزاع‪ ،‬فالتحكيم يف الرأي الراجع من الاقه نظام قضائي خاص حيث يتاق‬ ‫ويكون اللجوء للتحكيم ابتاا‬
‫‪599539‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫قضاء الدولة مبقتضى شرط يف العقد األصلي الذي يربط بينهما‪ ،‬أو اتاا خاص‬ ‫اللجوء للتحكيم بدال من‬
‫‪IslamicInfo‬‬ ‫الطرفان على‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ‬
‫ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﻭﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ﻭﺁﺛﺎﺭﻩ ‪ ،‬ﺻﻮﺭ ﺇﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫ومكان ولغة التحكيم‪ ،‬بل ويف‬ ‫قضائهم‬ ‫(‪ )1‬ويف هذا الشرط أو املشارطة خيتار طرفا النزاع‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/599539‬‬
‫يطلق عليه مشارطة التحكيم‬
‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬

‫أغلب األحيان القانون الواجب التطبيق‪ ،‬ومبقتضاه حييل طرفا اتاا التحكيم إىل حمكم أو أكثر دون قضاء الدولة للاصل‬

‫فيما يثور بينهم من منازعة تتعلق مبعامالهتم العقدية أو غري العقدية حبكم ملزم (‪ )2‬والتحكيم يف أوله اتاا ووسطه إجراء‬

‫وآخره حكم (‪ )3‬وهو مير مبراحل ثالث تبدأ ابالتاا على التحكيم‪ ،‬مث إجراءات نظره وفصله موضوعا‪ ،‬مث تنايذ احلكم‬

‫الصادر يف تلك اخلصومة (‪ )4‬ويقوم نظام التحكيم على أساس إجازة املشرع لألفراد االتاا على طرح ما قد ينشأ بينهم‬

‫من منازعات‪ ،‬سواء كانت تلك املنازعات انجتة عن عالقة عقدية أو غري عقدية على حمكم أو أكثر‪ ،‬أو على هيئة خمتصة‬

‫(‪ )1‬فايز نعيم رضوان‪ .‬إ تاا التحكيم وفقا لقواعد األمم املتحدة للقانون التجاري الدويل ‪ UNCITRAL‬بشأن التحكيم التجاري الدويل ‪ -‬جملة األمن‬
‫والقانون ديب السنة ‪ 51‬العدد ‪ 5‬لسنة ‪ 7002‬ص ‪.51‬‬

‫(‪)2‬ذ‪ /‬أمحد عبد الكرمي سالمة‪ .‬قانون التحكيم التجاري الدويل دار النهضة العربية ‪ 7007‬ص ‪ 51‬و ‪51‬‬

‫(‪)3‬ذ‪ /‬حمسن شايق‪ .‬التحكيم التجاري الدويل طبعة ‪ 5111‬ص‪.27‬‬

‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬النهضة ‪ 7007‬ص‪.55‬‬


‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕالدولية دار‬
‫ﺟﻤﻴﻊالتحكيم‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬أنظمة‬
‫السيد صاوي‪.‬‬ ‫© أمحد‬
‫‪ 2020‬ﺩﺍﺭ‬ ‫ذ‪/‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫أسامة شوقي املليجي‪ .‬هيئة التحكيم االختياري دار النهضة العربية ‪ 7001‬بند ‪ 1‬ص ‪.5‬‬ ‫(‪)4‬ذ‪/‬‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪716‬‬
‫اتفاق التحكيم وصوره‬

‫األستاذ املختار برغاين‬

‫هيئة احملامني خبريبكة‬

‫البحث األول‬

‫إتفاق التحكيم وصوره‬

‫التحكيم نظام خاص للتقاضي يف املسائل املدنية والتجارية واإلدارية – اليت جيوز فيها الصلح وال تتعارض مع النظام العام‬

‫‪ -‬ويكون اللجوء للتحكيم ابتاا طريف النزاع‪ ،‬فالتحكيم يف الرأي الراجع من الاقه نظام قضائي خاص حيث يتاق‬

‫الطرفان على اللجوء للتحكيم بدال من قضاء الدولة مبقتضى شرط يف العقد األصلي الذي يربط بينهما‪ ،‬أو اتاا خاص‬
‫(‪)1‬‬
‫ويف هذا الشرط أو املشارطة خيتار طرفا النزاع قضائهم ومكان ولغة التحكيم‪ ،‬بل ويف‬ ‫يطلق عليه مشارطة التحكيم‬

‫أغلب األحيان القانون الواجب التطبيق‪ ،‬ومبقتضاه حييل طرفا اتاا التحكيم إىل حمكم أو أكثر دون قضاء الدولة للاصل‬

‫فيما يثور بينهم من منازعة تتعلق مبعامالهتم العقدية أو غري العقدية حبكم ملزم (‪ )2‬والتحكيم يف أوله اتاا ووسطه إجراء‬

‫وآخره حكم (‪ )3‬وهو مير مبراحل ثالث تبدأ ابالتاا على التحكيم‪ ،‬مث إجراءات نظره وفصله موضوعا‪ ،‬مث تنايذ احلكم‬

‫الصادر يف تلك اخلصومة (‪ )4‬ويقوم نظام التحكيم على أساس إجازة املشرع لألفراد االتاا على طرح ما قد ينشأ بينهم‬

‫من منازعات‪ ،‬سواء كانت تلك املنازعات انجتة عن عالقة عقدية أو غري عقدية على حمكم أو أكثر‪ ،‬أو على هيئة خمتصة‬

‫(‪ )1‬فايز نعيم رضوان‪ .‬إ تاا التحكيم وفقا لقواعد األمم املتحدة للقانون التجاري الدويل ‪ UNCITRAL‬بشأن التحكيم التجاري الدويل ‪ -‬جملة األمن‬
‫والقانون ديب السنة ‪ 51‬العدد ‪ 5‬لسنة ‪ 7002‬ص ‪.51‬‬

‫(‪)2‬ذ‪ /‬أمحد عبد الكرمي سالمة‪ .‬قانون التحكيم التجاري الدويل دار النهضة العربية ‪ 7007‬ص ‪ 51‬و ‪51‬‬

‫(‪)3‬ذ‪ /‬حمسن شايق‪ .‬التحكيم التجاري الدويل طبعة ‪ 5111‬ص‪.27‬‬

‫ذ‪ /‬أمحد السيد صاوي‪ .‬أنظمة التحكيم الدولية دار النهضة ‪ 7007‬ص‪.55‬‬

‫(‪)4‬ذ‪ /‬أسامة شوقي املليجي‪ .‬هيئة التحكيم االختياري دار النهضة العربية ‪ 7001‬بند ‪ 1‬ص ‪.5‬‬

‫‪716‬‬
‫ابلتحكيم شرط قابلية تلك املنازعة للصلح‪ ،‬وعدم خمالاة ذلك للنظام العام‪ ،‬للاصل فيها حبكم حائز لقوة الشيء املقضي‬

‫به ‪ Autorité de la chose jugée‬أو حبكم مشمول ابلنااذ املعجل ‪ Exécution provisoire‬يف بعض‬

‫التشريعات (‪.)5‬‬

‫‪la convention‬‬ ‫التحكيم‬ ‫ونقطة االرتكاز أو احملور الذي يدور حوله التحكيم‪ ،‬يتمثل يف وجود اتاا‬
‫(‪)7‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫يلتزم مبوجبه األطراف‬ ‫إذ هو عبارة عن عقد أو تصرف قانوين قوامه اإلرادة املناردة لكل طرف‬ ‫‪d'arbitrage‬‬

‫بتحقيق أثر قانوين معني‪ ،‬يتمثل هذا األثر يف االمتناع عن اللجوء إىل قضاء الدولة وطرح النزاع على هيئة خاصة للاصل‬

‫فيه‪ ،‬كما يارض على أطرافه االلتزام ابحلكم الصادر من هذه اهليئة‪ .‬كما أنه يتميز من حيث ماهومه وطبيعته عن فكرة‬

‫التحكيم ذاهتا‪ .‬فاالتاا هو املارتض لوجود التحكيم بني األطراف‪ ،‬كما أنه احملدد لنطا التحكيم وحتديد ما ختتص به‬

‫هيئة التحكيم يف النظر فيه كما أنه شرط لصحة حكم احملكمني‪ ،‬إذ يرتتب على وجود شرط التحكيم صحة التحكيم‬

‫ويرتتب على عدم وجود اتاا لتحكيم بطالن حكم احملكمني (‪ .)8‬اتاا التحكيم قد يتم إبرامه قبل قيام النزاع‪ ،‬فيسمى‬

‫بشرط التحكيم ‪ Clause compromissoire‬وقد يتم إبرامه بعد قيام النزاع فيسمى مشارطة التحكيم‬

‫‪ Compromis‬وشرط التحكيم قد يكون يف صورة شرط إذا ورد يف بند من بنود العقد‪ ،‬أو يف صورة شرط مستقل سواء‬

‫(‪)5‬مثال‪ :‬املادة ‪ 7/757‬من قانون اإلجراءات املدنية اإلمارايت رقم ‪ 55‬لسنة ‪.5117‬‬

‫املادة‪ 517 :‬من قانون املرافعات املدنية والتجارية الكويتيني رقم ‪ 71‬لسنة ‪.5110‬‬

‫املادة‪ 175 :‬من قانون أصول احملاكمات املدنية السوري ‪ -‬مرسوم رقم ‪.5117/1/71‬‬

‫‪)6( Jan vinent et serge Guinchard.‬‬

‫‪1639 page 1101. °Procédure civile DALLOZ 1999 N‬‬

‫(‪)7‬ذ‪ /‬أسامة شوقي املليجي‪ .‬هيئة التحكيم االختياري املرجع السابق بند ‪ 55‬ص ‪ 52‬وما يليها‪.‬‬

‫(‪)8‬متييز ديب الطعن رقم ‪ 55‬لسنة ‪ 5111‬جلسة ‪ 11/5/50‬العدد‪ 5 :‬ص ‪.15‬‬

‫متييز ديب الطعن رقم ‪ 527‬بتاريخ‪ 5112/7/55 :‬والذي جاء فيه "حيث اشرتطت احملكمة ضرورة اشتمال حكم احملكمني لصورة من اتاا التحكيم وإال كان‬
‫احلكم ابطال" مشار إليه حباشية الصاحة ‪ 1‬يف موضوع صور اتاا التحكيم واستقالله جملة األمن والقانون‪.‬‬

‫أكادميية شرطة ديب العدد ‪ 5‬السنة السادسة عشر يناير ‪.7001‬‬

‫‪716‬‬
‫أكان االتاا الحقا للعقد أو كان بصدد عالقة غري عقدية‪ ،‬أما بعد قيام النزاع فيكون اتاا التحكيم يف صورة مشارطة‬

‫حتكيم‪ ،‬حيدد األطراف يف مشارطة التحكيم كل عناصر النزاع‪ ،‬وهذه املشارطة قد يتم إبرامها بعد قيام النزاع ودون وجود‬

‫شرط سابق للتحكيم‪ ،‬فيحدد فيها األطراف عناصر النزاع‪ ،‬كما أهنا قد تكون تاصيال لشرط التحكيم السابق وروده يف‬

‫عقد أو اتاا مستقل‪ ،‬وهذا االتاا يتعني أن يكون مكتواب‪ ،‬وأن يتضمن حتديدا دقيقا للمسائل املتنازع عليها‪ ،‬وإال كان‬

‫التحكيم ابطال ‪.)9( Nulité d'arbitrage‬‬

‫وقد نص الاصل ‪ 752‬من قانون رقم ‪ 01.01‬القاضي بنسخ وتعويض الباب الثامن من القسم اخلامس من قانون‬

‫املسطرة املدنية املغريب على ما يلي‪" :‬جيب‪ ،‬حتت طائلة البطالن‪:‬‬

‫أن يضمن شرط التحكيم كتابة يف االتاا األصلي أو يف وثيقة حتيل إليه‪ ،‬بشكل ال لبس فيه‪،‬‬

‫أن ينص يف شرط التحكيم إما على تعيني احملكم أو احملكمني وإما على طريقة تعيينهم"‪.‬‬

‫(‪)10‬‬
‫فهو ملزم للجانبني ابلتجاء األطراف للتحكيم‬ ‫كما أن هذا االتاا له طبيعة عقدية أو اتااقية من نوع خاص‬

‫واالمتناع عن االلتجاء لقضاء الدولة وقبول احلكم الصادر عن احملكمني‪ ،‬خبالف االلتزامات واحلقو الشخصية يف‬

‫القانون اخلاص اليت يلتزم فيها أحد األطراف بعمل أو االمتناع عن عمل أو إعطاء شيء مقابل التزام الطرف اآلخر أبداء‬

‫مايل معني‪ ،‬إذ يرتتب على وجود اتاا التحكيم بعد إبرامه التزام مجيع األطراف ابختيار حمكم أو أكثر للاصل يف النزاع‬

‫وابالمتناع عن االلتجاء لقضاء الدولة للاصل يف أي نزاع يدخل يف نطا هذا االتاا ‪ ،‬وااللتزام ابحلكم الصادر من اهليئة‬

‫(‪)9‬نصت املادة ‪ 57‬من قانون التحكيم املصري رقم ‪ 71‬لسنة ‪ 5111‬على أن "جيب أن يكون اتاا التحكيم مكتواب وإال كان ابطال ‪."............‬‬

‫نصت املادة ‪ 50‬من قانون التحكيم املصري املشار إليه أعاله على أن‪:‬‬

‫"اتاا التحكيم هو اتاا الطرفني على االلتجاء إىل التحكيم لتسوية كل أو بعض املنازعات اليت نشأت أو ميكن أن تنشأ بينهما مبناسبة عالقة قانونية عقدية‬
‫كانت أو غري عقدية"‪.‬‬

‫(‪)10‬ذ‪ /‬أسامة شوقي املليجي‪ .‬هيئة التحكيم االختياري املرجع السابق اإلشارة إليه بند ‪ 51‬ص ‪.52‬‬

‫‪716‬‬
‫التحكيمية (‪ )11‬وأن أساس محاية إرادة األطراف طبقا ملبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬هو إجازة املشرع للتحكيم يف موضوع االتاا‬

‫وقد نصت معظم التشريعات القانونية على احرتام إرادة األطراف يف االلتجاء للتحكيم بشرط قابلية املنازعة للصلح وعدم‬

‫تعارضها للنظام العام (‪ )12‬وعلى سبيل املثال الاصل ‪ 702‬من قانون ‪ 01.01‬املشار إليه سابقا والذي جاء فيه‪" :‬اتاا‬

‫التحكيم هو التزام األطراف ابللجوء إىل التحكيم قصد حل نزاع نشأ أو قد ينشأ عن عالقة قانونية معينة‪ ،‬تعاقدية أو غري‬

‫تعاقدية" اتاا التحكيم هو املارتض الذي تقوم عليه عملية التحكيم (‪ )13‬فال وجود للتحكيم بدون اتاا التحكيم‪ ،‬وهو‬

‫احملدد لنطا التحكيم ومداه‪ ،‬إذ هو احملور الذي يدور حوله التحكيم‪ ،‬األمر الذي يقتضي التعريف ابتاا التحكيم مث‬

‫بيان موضوعه وآاثره (املطلب األول) والتطر لصور اتاا التحكيم (املطلب الثاين) وهو ما نبحثه على النحو التايل‪:‬‬

‫املطلب األول‬

‫التعريف باتفاق التحكيم وبيان طبيعته موضوعه وآثاره‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف االصطالحي التفاق التحكيم‪:‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬التعريفات التشريعية‪:‬‬

‫عرفت املادة الثامنة يف الاقرة األوىل من القانون النموذجي للتحكيم الذي وضعته جلنة القانون الدويل التجاري والذي‬

‫اعتمدته جلنة األمم املتحدة للقانون التجاري الدويل يف ‪ ،5111/5/75‬اتاا التحكيم أبنه "هو اتاا بني الطرفني‬

‫(‪)11‬ابمسة لطاي دابس‪" .‬شروط اتاا التحكيم وآاثره" رسالة دكتوراه جامعة القاهرة سنة ‪ 7001‬ص‪ 717‬وما يليها‪.‬‬

‫(‪ )12‬املادة الثامنة من مشروع القانون املوحد للتحكيم لدول جملس التعاون اخلليجي يف املواد املدنية والتجارية ‪..‬‬

‫املادة‪ 5/50 :‬من قانون التحكيم املصري رقم ‪ 71‬لسنة ‪،5111‬‬

‫املادة‪ 707 :‬من قانون اإلجراءات املدنية لدولة اإلمارات العربية؛‬

‫املادة‪ 2 :‬من قانون التحكيم السوري لسنة ‪،7001‬‬

‫املادة‪ 5055 :‬من قانون التحكيم اجلزائري رقم ‪ 01.01‬الصادر بتاريخ‪ 71 :‬فرباير ‪( 7001‬اجلريدة الرمسية اجلزائرية العدد‪.)75 :‬‬

‫(‪)13‬ذ‪ /‬أمحد السيد صاوي التحكيم طبقا لقانون ‪ 71‬لسنة ‪ 5111‬وأنظمة التحكيم الدولية دار النهضة العربية ‪ 7007‬بند ‪ 51‬ص ‪.75‬‬

‫‪726‬‬
‫على أن حييال إىل التحكيم مجيع أو بعض املنازعات احملددة اليت نشأت أو قد تنشأ بينهما بشأن عالقة قانونية حمددة‬

‫تعاقدية كانت أو غري تعاقدية‪ .‬وجيوز أن يكون اتاا التحكيم يف صورة شرط حتكيم وارد يف العقد أو يف صورة اتاا‬

‫مستقل"‪.‬‬

‫كما نصت املادة الثانية الاقرة األوىل من اتااقية نيويورك لعام ‪ 5111‬بشأن االعرتاف أبحكام التحكيم وتنايذها على‬

‫أنه "االتاا املكتوب الذي يلتزم مبقتضاه األطراف أبن خيضعوا للتحكيم كل أو بعض املنازعات الناشئة‪ ،‬أو اليت قد‬

‫تنشأ بينهم بشأن موضوع من روابط القانون التعاقدية أو غري التعاقدية املتعلقة مبسألة جيوز تسويتها عن طريق التحكيم"‪.‬‬

‫وقد عرف الاصل ‪ 702‬من قانون ‪ 01.01‬املنظم للتحكيم والوساطة االتااقية املغريب اجلديد أبنه "اتاق التحكيم أبنه‬

‫التزام األطراف ابللجوء إىل التحكيم قصد حل نزاع نشأ أو قد ينشأ عن عالقة معينة‪ ،‬تعاقدية أو غري تعاقدية‪ ،‬وهو قد‬

‫يكون يف شكل عقد حتكيم أو شرط حتكيم"‪.‬‬

‫وقد عرفته املادة العاشرة الاقرة األوىل من قانون التحكيم املصري رقم ‪ 71‬لسنة ‪ 5111‬أبنه "اتاا الطرفني على‬

‫االلتجاء إىل التحكيم لتسوية كل أو بعض املنازعات اليت نشأت بينهما مبناسبة عالقة قانونية عقدية أو غري عقدية‪ .‬وهو‬

‫ناس ما نصت عليه املادة ‪ 5-50‬من قانون التحكيم يف سلطنة عمان الصادر ابملرسوم السلطاين رقم ‪ 12.12‬بنصها‬

‫"االتاا على التحكيم هو االتاا الذي يقرر فيه طرفاه االلتجاء إىل التحكيم لتسوية كل أو بعض املنازعات اليت نشأت‬

‫أو ميكن أن تنشأ بيهما مبناسبة عالقة قانونية معينة كانت عقدية أو غري عقدية"‪.‬‬

‫ويعرف الاصل ‪ 7‬من قانون التحكيم التونسي رقم ‪ 17‬لسنة ‪ 5117‬اتااقية التحكيم على أهنا "اتااقية التحكيم هي‬

‫التزام أطراف على أن ياضوا بواسطة التحكيم كل أو بعض املنازعات القائمة أو اليت ميكن أن تقوم بينهم بشأن عالقة‬

‫قانونية معينة تعاقدية كانت أو غري تعاقدية وتكتسي االتااقية صيغة الشرط التحكيمي أو صيغة االتاا على التحكيم"‪.‬‬

‫‪721‬‬
‫وقد عرفت املادة ‪ 5117‬من القانون املدين الارنسي اجلديد لعام ‪ 5121‬املعدلة ابملرسوم رقم ‪ 100‬لسنة ‪5115‬‬

‫اتاا التحكيم على أنه ڤ ڤ اتاا أطراف العقد على التحكيم إبحالة املنازعات اليت ميكن أن تتولد أو تنشأ عن هذا‬

‫العقد(‪.)14‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التعريفات الفقهية‪:‬‬

‫فقد عرف بعض الاقه اتاا التحكيم على أنه عقد خاص يتم ابتاا الطرفني ابعتباره مظهرا من مظاهر سلطان‬
‫(‪)15‬‬
‫وبتعبري آخر "اتاا الطرفني على االلتجاء للتحكيم دون قضاء الدولة لتسوية كل أو بعض املنازعات اليت‬ ‫اإلرادة‬

‫نشأت أو ميكن أن تنشأ بينهما مبناسبة عالقة قانونية معينة عقدية كانت أو غري عقدية" (‪ )16‬كما عرف البعض اتاا‬

‫التحكيم على أنه "عقد يتاق طرفاه على عرض النزاع الذي نشأ أو قد ينشأ يف املستقبل على شخص أو أشخاص‬

‫معينني عددهم وترا يسمون حمكمني لياصلوا فيه دون احملكمة املختصة" (‪ )17‬وبتعبري آخر هو "عقد مدين تبدو فيه إرادة‬

‫األطراف واضحة‪ ،‬وهتدف حلسم النزاع عن طريق التحكيم وعدم طرحه على قضاء الدولة "(‪.)18‬‬

‫الواقع أن التعرياات السابقة التاا التحكيم تتضمن وصاا التاا التحكيم‪ ،‬وحتديدا لطبيعته وأثره يف االمتناع من‬

‫اللجوء إىل قضاء الدولة أكثر من تعريف اتاا التحكيم‪ ،‬وهذه التعرياات جيمعها أن جوهر ومضمون اتاا التحكيم هو‬

‫‪)14( Art N° 1442 NCPCF. 1975 la clause compromissoire est la convention par laquelle les parties à‬‬
‫‪un contrat s'engagent à sou mettre à arbitrage les litiges qui pourraient naître relativement à ce‬‬
‫‪contrat.‬‬
‫(‪)15‬ذ‪ .‬فتحي وايل "الوسيط يف قانون القضاء املدين" دار النهضة العربية ‪ 7005‬ص ‪.117‬‬

‫(‪)16‬ذ‪ .‬أمحد السيد صاوي مرجع سابق بند ‪ 51‬ص ‪.75‬‬

‫(‪)17‬ذ‪ .‬أمحد مليجي "قواعد التحكيم يف القانون الكوييت" دار الكتب الطبعة ‪.5115 ،5‬‬

‫(‪)18‬ذ‪ .‬أسامة شوقي املليجي مرجع سابق بند ‪ 51‬ص‪.55‬‬

‫‪722‬‬
‫أنه اتاا يلتزم مبقتضاه مجيع األطراف ابالمتناع عن االلتجاء لقضاء الدولة وطرح نزاعاهتم ‪ -‬اليت نشأت أو قد تنشأ ‪-‬‬

‫على حمكم أو أكثر للاصل فيه حبكم ملزم (‪.)19‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬التعريفات القضائية‪:‬‬

‫ومن خالل ما سبق من تعرياات تشريعية وفقهية يتبني أنه لكي يلجأ الطرفان إىل التحكيم حلل نزاعاهتما بدل قضاء‬

‫الدولة الرمسي‪ ،‬يلزم أن يكون هناك عقد كتايب يف شكل اتاا حتكيمي يتضمن االتاا على حل النزاع عن طريق‬

‫االحتكام إىل حمكم واحد أو هيئة حتكيمية‪ ،‬وإما يف شكل شرط حتكيمي وارد يف العقد الرابط بني الطرفني (‪.)20‬‬

‫ويف هذا املنحى جاء يف قرار للمجلس األعلى املغريب سابقا الصادر يف ‪ 5111/57/70‬حتت عدد‪ 2151 :‬يف امللف‬

‫التجاري عدد‪" 5115/7051 :‬ن االختصاص يف أي نزاع ينشب فيما بني األطراف ينعقد للمحاكم يف حني االتاا‬

‫على التحكيم يشكل استثناء‪ ،‬واالستثناء بطبيعته يؤول بشكل ضيق‪ ،‬غري أنه ال ميكن اللجوء إىل التحكيم إال إذا كان‬

‫هناك شرط حتكيمي أو اتاا على التحكيم حرر بشكل ال لبس فيه (‪.)21‬‬

‫وحيث ورد حبيثيات أحد القرارات الصادرة عن حمكمة التمييز األردنية رقم‪ 5117 :‬لسنة ‪ 7002‬بتاريخ‪:‬‬

‫‪ 7002/50/70‬ما يلي‪" :‬يستااد من هذا النص أن إرادة املتعاقدين قد اجتهت إىل أنه يف حالة نشوب أي خالف‬

‫بينهما حول تنايذ هذه االتااقية وتاسري أحكامها أو أي خالف يتعلق هبا يعرض هذا النزاع أو اخلالف على التحكيم‪.‬‬

‫وحيث إن هذا االتاا ال خيالف القانون أو النظام العام وجائز فهو ملزم للجانبني وال جيوز الرجوع عنه وال تعديله وال‬

‫فسخه إال ابلرتاضي أو التقاضي أو مبقتضى نص القانون" (‪.)22‬‬

‫(‪ )19‬ذ‪ .‬أمحد إبراهيم عبد التواب "صور اتاا التحكيم واستقالله" منشور مبجلة األمن والقانون ألكادميية شرطة ديب العدد األول للسنة ‪ 55‬يناير ‪7001‬‬
‫الصاحة ‪.775‬‬

‫(‪)20‬ذ‪ .‬عبد الرمحان املصباحي "قراءة للقانون ‪ 10.10‬املنظم للتحكيم والوساطة" ‪ -‬جملة التحكيم اللبنانية العدد ‪ 7‬لسنة ‪ 7001‬ص ‪ 501‬وما يليها‪.‬‬

‫(‪)21‬منشور مبجلة التحكيم اللبنانية العدد ‪ 7‬لسنة ‪ 7001‬ص ‪.550‬‬

‫(‪)22‬منشور مبجلة التحكيم اللبنانية العدد‪ 7 :‬لسنة ‪ 7001‬ص ‪.717‬‬


‫‪726‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬طبيعة اتفاق التحكيم وموضوعه وآاثره‪:‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬الطبيعة القانونية التفاق التحكيم‪:‬‬

‫اتاا التحكيم سواء كان سابقا على نشوء النزاع يف صورة شرط التحكيم‪ ،‬أو الحقا على نشوء النزاع يف صورة مشارطة‬

‫التحكيم‪ ،‬هو عقد كسائر العقود جيب أن تتوفر فيه أركان العقد املوضوعية من رضاء وسبب وحمل وأهلية‪ ،‬فضال عن‬

‫ضرورة أن يكون مكتواب وقد صرحت املادة ‪ 2‬الاقرة ‪ 5‬من القانون النموذجي على أن ينص صراحة على أن اتاا‬

‫التحكيم يشمل شرط التحكيم أو مشارطة التحكيم‪.‬‬

‫والسبب يف ذلك هو أن بعض الاقه قصر اصطالح اتاا التحكيم على مشارطة التحكيم اليت تربم بني طريف النزاع بعد‬

‫نشوبه‪ .‬إال أن الراجح اآلن أن شرط التحكيم أيضا يعترب عقدا داخل العقد األصلي‪ ،‬حىت ولو أخد صورة شرط التحكيم‬

‫أو بندا يف العقد األصلي الذي يربط بني طريف العالقة القانونية (‪.)23‬‬

‫وقد أاثرت الطبيعة العقدية التاا التحكيم اخلالف يف الاقه والقضاء متخض عليه عدة اجتاهات‪:‬‬

‫االجتاه األول‪ :‬لقد غلب البعض الطابع العقدي على التحكيم وذلك ابلنظر ألمهية اتاا التحكيم وكونه مارتض لعملية‬

‫التحكيم (‪.)24‬‬

‫االجتاه الثاين‪ :‬بينما أضاى مجهور الاقه الطبيعة القضائية عليه (‪ .)25‬كما جعلوا منه قضاء خاصا‪.‬‬

‫(‪)23‬ذ‪ .‬فايز نعيم رضوان املرجع السابق ص ‪ 51‬و‪.51‬‬

‫(‪)24‬ذ‪ .‬وجدي راغب "النظرية العامة للعمل القضائي" رسالة دكتوراه ص ‪.715‬‬

‫ذ‪ .‬خمتار بريري "التحكيم التجاري الدويل" ص‪ 2‬و‪.1‬‬

‫(‪)25‬ذ‪ .‬فتحي وايل "الوسيط يف قانون القضاء املدين" طبعة جامعة القاهرة لسنة ‪ 7005‬بند ‪ 55‬ص ‪ 15‬وما بعدها‪.‬‬

‫ذ‪ .‬حممود مصطاى يونس "قوة أحكام احملكمني وقيمتها أمام قضاء الدولة" املرجع السابق الصاحة ‪ 51‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪726‬‬
‫االجتاه الثالث‪ :‬بينما ذهب جانب اثلث والذي على رأسه عميد القانون التجاري حمسن شايق إىل القول أبن التحكيم‬

‫ليس اتااقا حمضا وال قضاء حمضا وإمنا هو نظام مير يف مراحل متعددة يلبس يف كل منها لباسا خاصا وطابعا خمتلاا‪ .‬فهو‬

‫يف أوله اتاا ويف وسطه إجراء‪ ،‬ويف آخره حكم (‪ .)26‬وأتسيسا على ذلك ذهب ذ‪ /‬أمحد السيد صاوي إىل وضع‬

‫التحكيم يف قالب معني ألن له طبيعة خاصة مرجعها كونه وسيلة بديلة حلل املنازعات بعيدا عن القضاء وإجراءاته‬

‫وتعقيداته اليت مل تعد تناسب ومتطلبات التجارة الدولية (‪.)27‬‬

‫االجتاه الرابع‪ :‬فقد ذهب البعض يف الاقه احلديث للقول ابلطبيعة املركبة للتحكيم‪ ،‬فهو نظام ذو طبيعة مزدوجة‪ ،‬بل هو‬

‫عمل اتااقي يف مصدره الستمداد احملكم سلطاته من إرادة األطراف‪ .‬وهو قضائي يف وظياته‪ .‬فاحملكم ابلرغم من أنه ليس‬

‫قاض‪ ،‬إال أنه يقوم بناس الوظياة املنوط ابلقاضي القيام هبا‪ .‬أال وهو الاصل يف املنازعة املعروضة عليه إبصدار حكم‬

‫فيها(‪.)28‬‬

‫وخالصة القول أن اتاا التحكيم ينعقد بتطابق إرادة الطرفني إذ يعترب اإلجياب والقبول الصادر من الطرفني‪ ،‬من العناصر‬

‫األساسية لوجود ركن الرضا كركن من أركان اتاا التحكيم اليت يرتتب على ختلف إحداها عدم وجود اتاا التحكيم‬

‫وانعدامه‪ .‬فإذا انعقدت إرادة األطراف على وجود اتاا التحكيم بينهما‪ ،‬وتوافر احملل والسبب كان هذا االتاا موجودا‪.‬‬

‫غري أن توافر هذه األركان ال يكاي لصحة اتاا التحكيم‪ .‬إذ يتعني توافر الشروط الشكلية واملوضوعية لصحة اتاا‬

‫التحكيم مثل الكتابة واألهلية وغريها من الشروط‪ ،‬واليت يرتتب على ختلاها بطالن اتاا التحكيم وليس انعدامه كما هو‬

‫(‪)26‬ذ‪ .‬أمحد السيد صاوي ز التحكيم طبقا للقانون رقم ‪ 52‬لسنة ‪ 5111‬مرجع سابق ص ‪.50‬‬

‫(‪ )27‬ذ‪ .‬حممد نور شحاتة "تنايذ أحكام احملكمني يف التشريعات العربية واملقارنة" حبث مقدم ملؤمتر احتاد كليات احلقو العربية الذي عقد ابلقاهرة بتاريخ‪70 :‬‬
‫‪ 77‬ماي ‪.7005‬‬

‫(‪)28‬ذ‪ .‬حمسن شايق "التحكيم التجاري الدويل" طبعة ‪ 5127‬و‪ 5111‬ص ‪.27‬‬

‫ذ‪ .‬حايضة السيد حداد "الطعن ابلبطالن على أحكام التحكيم الصادرة يف املنازعة اخلاصة الدولية" دار الاكر اجلامعي ‪ 5112‬ص‪ 2‬وقد أشارت إىل‪:‬‬

‫‪Antoine kassis «problème de base de l'arbitrage en droit comparé et en droit international» tome 1‬‬
‫‪arbitrage Juridictionnel et arbitrage contractuel paris. L.G.D.J .1997‬‬
‫‪726‬‬
‫احلال عند ختلف األركان‪ .‬فيشرتط أن يكون اتاا التحكيم مكتواب وأن يكون صادرا ممن هو أهل للتصرف يف احلق‬

‫موضوع االتاا (‪.)29‬‬

‫إال أن االجتهاد القضائي املغريب كان مران فيما يتعلق بشرط الكتابة فيما خيص اتاا التحكيم شرطا كان أو مشارطة‬

‫وذلك سريا على النهج الذي سار عليه االجتهاد الدويل يف هذا الباب ومن قرارته ما يلي (‪:)30‬‬

‫"حيث إن اشرتاط كتابة التحكيم ابليد مبوافقة األطراف يكون يف احلالة اليت يتم فيها تعيني حمكم أو حمكمني بصاة‬

‫م م"‪.‬‬ ‫مسبقة يف عقد التحكيم حسب املدلول الصحيح ألحكام الاقرة الثانية من الاصل ‪ 701‬من‬

‫وقد ورد يف اجتهاد القضاء املصري خبصوص الكتابة يف التحكيم وقيمتها ما يلي‪:‬‬

‫"إذا كانت مشارطة ‪ -‬التحكيم املطلوب احلكم ببطالهنا ‪ -‬هي عقد رضائي توافرت عناصره من إجياب وقبول صحيحني‬

‫بني طرفيه‪ ،‬وكان موضوع النزاع النزاع مما جيوز فيه الصلح والتحكيم فيه وقد وقع حمكمان على املشارطة وأقر احملكم الثالث‬

‫كتابة قبوله مهمة التحكيم‪ ،‬فإن املشارطة تكون قد انعقدت صحيحة ويكون طلب احلكم ببطالهنا على غري‬

‫أساس"(‪.)31‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬موضوع اتفاق التحكيم‪:‬‬

‫التاا التحكيم حمل جيب أن ينصب عليه‪ ،‬ويتمثل هذا احملل يف موضوع من موضوعات املعقد الذي ورد شرط التحكيم‬

‫كبند من بنوده‪ ،‬أو ما اثر النزاع بشأنه ابلنسبة لالتاا الالحق على العقد أو ما مت االتاا عليه بني األطراف بعد قيام‬

‫(‪)29‬ذ‪ .‬أمحد إبراهيم عبد التواب "اتاا التحكيم واستقالله" مرجع سابق‪.‬‬

‫(‪)30‬قرار حمكمة النقض املغربية عدد‪ 5017 :‬بتاريخ‪ 5117/5/75 :‬منشور مبجلة التحكيم اللبنانية العدد الثالث لسنة ‪ 7001‬ص ‪ 511‬وما يليها‪.‬‬

‫جلسة ‪ 5121/7/71‬س ‪ 71‬ص ‪ 775‬منشور ابملوسوعة الشاملة يف التحكيم ذ‪ .‬معوض عبد التواب الطبعة األوىل لسنة‬ ‫(‪)31‬الطعن ‪ 111‬لسنة ‪5121‬‬
‫‪ 7001‬ص ‪ 751‬و‪.751‬‬

‫‪727‬‬
‫النزاع بينهما‪ ،‬سواء أكان ذلك مبناسبة نزاع مطروح أمام القضاء‪ ،‬أو قبل قيام هذا النزاع على أساس أن يكون هذا‬

‫املوضوع أو احملل قابال للصلح وغري خمالف للنظام العام (‪.)32‬‬

‫وإذا كان من الشروط الالزمة لصحة اتاا التحكيم‪ ،‬الكتابة وكما نص على ذلك ووضع جزاءا على عدم كتابة مشارطة‬

‫التحكيم البطالن‪ ،‬فإن القانون اشرتط أن يتوافر يف مشارطة التحكيم النص على موضوع النزاع حىت ميكن حتديد والية‬

‫احملكمني (‪.)33‬‬

‫ويف مجيع األحوال جيب أن يكون موضوع النزاع من األمور اليت جيوز فيها التحكيم‪ ،‬وقد تواترت التشريعات الوطنية على‬

‫أن هناك جمالني ال جيوز فيهما التحكيم‪.‬‬

‫‪ -‬األول‪ :‬مسائل األحوال الشخصية‪.‬‬

‫‪ -‬الثاين‪ :‬املسائل املتعلقة ابلنظام العام‪.‬‬

‫وهناك أمثلة عديدة على املسائل املتعلقة ابألحوال الشخصية مثل حالة األشخاص وأهليتهم‪ ،‬اخلطبة والزواج‪ ،‬وحقو‬

‫الزوجني وواجباهتما املتبادلة‪ ،‬واملهر‪ ،‬ونظام األموال بني الزوجني والطال والتطليق والبنوة واإلقرار هبا‪ ،‬وإنكارها (ناي‬

‫النسب) والعالقة بني األصول والاروع‪ ،‬وااللتزام ابلناقة والوالية الشرعية والوصاية واحلج‪ ،‬والنزاعات املتعلقة ابملواريث‬

‫وغريها من التصرفات (‪.)34‬‬

‫أما املسائل املتعلقة ابلنظام العام فهي فكرة مرنة ونسبية ختتلف من دولة إىل أخرى‪ ،‬ومن زمن آلخر ومن أمثلتها‬

‫املنازعات املتعلقة ابكتساب اجلنسية وفقدها واملنازعات املتعلقة أبعمال السيادة واألسلحة واالجتار يف املخدرات‬

‫(‪)32‬ذ‪ .‬أمحد إبراهيم عبد التواب‪" .‬صور اتاا التحكيم واستقالله" مرجع سابق ص ‪.777‬‬

‫(‪)33‬ذ‪ .‬فايز نعيم رضوان "اتاا التحكيم" مرجع سابق ص ‪.11‬‬

‫(‪)34‬ذ‪ .‬فايز نعيم رضوان "اتاا التحكيم" مرجع سابق ص ‪.11‬‬

‫‪726‬‬
‫واملسؤولية اجلنائية والعقوابت‪ .‬وإذا كانت التشريعات الوطنية قد تواترت على استبعاد املسائل املتعلقة ابلنظام العام من‬

‫نطا التحكيم‪ ،‬فيجب أن ننوه إىل أن فكرة النظام العام ختتلف يف ماهومها الداخلي عن ماهومها الدويل (‪.)35‬‬

‫ويف حالة حتديد ماهوم فكرة النظام العام الدويل فإن األمر يصعب كثريا ابلنظر أنه ليس كل ما يعترب من النظام العام‬

‫الداخلي‪ ،‬أو متعلق بقواعد آمرة‪ ،‬يعترب من النظام العام الدويل‪ ،‬فيذهب غالبية الاقه إىل أنه جيب النظر إىل الواقعية‬

‫والعقلية للاصل يف املسائل املتعلقة ابلنظام العام الدويل (‪.)36‬‬

‫وقد حاولت االتااقيات الدولية أن حتدد موضوع التحكيم ابملسائل التجارية‪ ،‬منها بروتوكول جنيف ‪5177‬م‪ .‬الذي ال‬

‫يلزم الدولة ابالعرتاف بصحة اتاا التحكيم إال إذا كان يتعلق مبسائل ميكن حلها عن طريق التحكيم‪ ،‬وأعطى الربوتوكول‬

‫الدول احلق يف أن يقتصر اعرتافها أبحكام التحكيم يف املسائل التجارية‪.‬‬

‫كذلك جند أن اتااقية نيويورك املتعلقة بتنايذ األحكام التحكيمية نصت على عدم إمكانية االعرتاف ابتااقات التحكيم‪،‬‬

‫إال إذا كان موضوع تلك االتااقات منازعات جيوز نشوءها‪ ،‬أي أن القانون الواجب التطبيق من حيث املوضوع على‬

‫النزاع ال مينع الطرفني من اللجوء إىل التحكيم عند نشوب نزاع‪.‬‬

‫كما نص املشرع املغريب على إمكانية بطالن احلكم التحكيمي يف حالة صدوره خالفا لقاعدة من قواعد النظام العام(‪.)37‬‬

‫وتكريسا هلذه القاعدة العامة نورد القرار الصادر عن مركز التحكيم ببريوت بتاريخ‪ 7001/5/70 :‬والذي جاء فيه (‪:)38‬‬

‫(‪)35‬ذ‪ .‬فايز نعيم رضوان "اتاا التحكيم" مرجع سابق ص ‪ 75‬و‪.77‬‬

‫(‪)36‬ذ‪ .‬فايز نعيم رضوان "اتاا التحكيم" مرجع سابق ص ‪ 75‬و‪.77‬‬

‫(‪)37‬الاصل ‪ 75 - 772‬الاقرة ‪:5‬‬

‫"ال يكون الطعن ابلبطالن ممكنا إال يف احلاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪.....................‬‬

‫‪ -5‬إذا صدر احلكم التحكيمي خالفا لقاعدة من قواعد النظام العام"‪.‬‬

‫(‪)38‬منشور مبجلة التحكيم اللبنانية العدد الثاين متوز يوليو ‪ 7001‬ص ‪.775‬‬

‫‪726‬‬
‫"‪.....‬‬

‫حادي عشر ‪ -‬يف التعويض الواجب حتديده لكل من أسهم الشركات يف ضوء التحكيم املطلق‪.‬‬

‫‪.....‬‬

‫وحيث إنه يف ضوء هذه املالحظات وضمن إطار التحكيم املطلق وأسباب التربير ومن منظور الضرر املطلوب جربه‪ ،‬ومبا‬

‫توافر ابمللف من معطيات‪ ،‬فإن اهليئة التحكيمية ترى استعراض طلبات الاريق الثاين تباعا من حيث التعويض عليه مع‬

‫موجب مراعات أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪.......‬‬

‫اثين عشر ‪ )5 -‬يف طلب الاائدة القانونية عن املبالغ املقررة أعاله حيث إنه ولئن مل يتعد الاريق الثاين مطالبته ابلاوائد يف‬

‫أواخر لوائحه وكان ابإلمكان عدم مناقشتها أتسيسا على ذلك‪ ،‬إال أنه البد من التأكيد أن الشريعة اإلسالمية متنع حلظ‬

‫أي فائدة حتت أية تسمية عن دين نقدي جير مناعة نتيجة أتخي يف الاصل أو طلب أو دعوى‪ ،‬ابعتبار أهنا بال مقابل‬

‫فيما لو زاد املبلغ األصلي‪ ،‬ويعترب الشرع اإلسالمي أحكام الراب أهنا من حقو هللا سبحانه وتعاىل فتثار عاوا من قبل‬

‫اللجنة التحكيمية والشرع حظر األخذ هبا حىت لو ارتضاها أصحاب أية عالقة تعاقدية مدنية تصداي لقول‪" :‬الرسول‬

‫صلى هللا عليه وسلم"‪:‬‬

‫"إمنا الراب يف النسيئة" وهو مطلق أتخري فال يعول عليه مما ينبغي معه رد طلب الاائدة‪.‬‬

‫‪ )7‬يف الربح الاائت‬

‫حيث إن الشريعة اإلسالمية تنهى عن أي ربح كان متوقعا ومل حيصل وتعترب أنه غري شرعي ألنه ال أييت نتيجة عمل قام به‬

‫أحدهم‪.‬‬

‫وحيث أنه ينبغي رد هذا الطلب لعدم شرعيته‪.‬‬

‫‪726‬‬
‫ويرى جانب من الاقه أنه ال شك يف أن مسألة النظام العام هي من املسائل املهمة اليت جيب أن تؤخذ يف االعتبار خالل‬

‫خمتلف مراحل التحكيم‪ ،‬وذلك ملا هلا من أتثري على مرحلة االعرتاف حبكم التحكيم النهائي وتنايذيه‪ ،‬وذلك إذا وجدت‬

‫احملكمة أثناء النظر يف دعوى التذييل ابلصيغة التنايذية أن مقرر التحكيم خمالف للنظام العام‪.‬‬

‫إن طريقة البحث عن مدى خمالاة النظام العام قد ختتلف ابختالف تلك املراحل ‪ -‬مرحلة التحكيم ومرحلة االعرتاف‬

‫ابحلكم ‪ -‬فالنتيجة اليت قد يتوصل إليها احملكم ميكن أن ختتلف عن النتيجة اليت يتوصل إليها القاضي يف حمكمة مكان‬

‫صدور حكم التحكيم‪ ،‬خاصة عند اللجوء إىل استخدام مبدأ النظام العام لتحديد القانون الواجب التطبيق على إجراءات‬

‫التحكيم أو على موضوع النزاع‪.‬‬

‫والسبب الرئيسي وراء هذا االختالف يرجع إىل الار بني دور احملكم ودور القاضي يف كياية أدائهم ملهامهم‪ .‬فالقاضي‬

‫قد أيخذ على عاتقه دور احلارس للنظام العام القضائي احمللي وابلتايل فهو ملزم إبعطاء أولوية لتطبيق قواعد النظام العام‬

‫املرتبطة بنظامه القانوين الداخلي وذلك على حساب آية قاعدة آمرة أخرى مأخوذة من قانون أجنيب‪ .‬أما يف اجلانب‬

‫اآلخر‪ ،‬فنجد أن دور احملكم خمتلف‪ ،‬فهو ليس حارسا لنظام قانوين حمدد وال يوجد له والء لنظام قانوين خاص بدولة‬

‫معينة‪ .‬إذ أن احملكم يستمد سلطته مباشرة من اتاا التحكيم‪ ،‬وابلتايل فإن احملكم غري ملزم حبماية املصاحل الوطنية لدولة‬

‫معينة (‪.)39‬‬

‫وبناء على ما تقدم‪ ،‬ميكن القول أبن التزام احملكم مراعاة واحرتام قواعد النظام العام يف منازعات التجارة الدولية وقد قال‬

‫الاقيه ‪" Ole lando‬إن على احملكم وجوب االهتمام مبسألتني‪ ،‬فبوصاه يؤدي خدمة لألطراف فعليه إقناعهم‪ ،‬خاصة‬

‫الطرف اخلاسر‪ ،‬بعدالة قراره‪ ،‬كذلك عليه أن يتأكد من أن احلكم قابل للتنايذ يف الدولة أو الدول اليت سيتم فيها تنايذ‬

‫احلكم"‪.‬‬

‫(‪)39‬ذ‪ .‬حسام التلهوين مدير مركز التحكيم ديب "مدى التزام احملكم مبراعاة النظام العام يف انزعات التجارة الدولية" منشور مبجلة التحكيم اللبنانية العدد الثالث‬
‫ص ‪.701 - 707‬‬

‫‪766‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬آاثر اتفاق التحكيم‪:‬‬

‫اتاا التحكيم شرطا كان أو مشارطة يتضمن جانبني (‪:)40‬‬

‫اجلانب األول إجيايب‪ :‬يتمثل يف اتاا أطراف اتاا التحكيم على طرح نزاعاهتم على حمكم أو أكثر‪ ،‬وقبول احلكم‬

‫الصادر عن هيئة التحكيم‪.‬‬

‫اجلانب الثاين سليب‪ :‬يتمثل يف امتناع أطراف اتاا التحكيم يف االلتجاء لقضاء الدولة ابلنسبة للمنازعات اليت تتعلق‬

‫مبوضوع اتااقهم‪.‬‬

‫هذان اجلانبان يتضمنان آاثر اتاا التحكيم‪ ،‬إذ مبوجبه يلتزم أطرافه من الناحية اإلجيابية اباللتجاء للتحكيم‪ ،‬كما يلتزمون‬

‫من الناحية السلبية ابالمتناع عن االلتجاء لقضاء الدولة (‪.)41‬‬

‫وهذه اآلاثر ترتتب بناء على القوة امللزمة التاا التحكيم مبجرد إبرام اتاا التحكيم‪ ،‬فإذا ما التجأ أحد األطراف إىل‬

‫التحكيم تعني على احملكمة االستمرار يف إجراءات التحكيم‪ ،‬حىت ولو التجأ الطرف اآلخر للقضاء‪ ،‬أما إذا التجأ أحد‬

‫األطراف للقضاء فيتعني على الطرف اآلخر التمسك بوجود شرط التحكيم‪ ،‬وإال اعترب متنازال عن شرط التحكيم‪ ،‬فال‬

‫جيوز للمحكمة إعمال اآلاثر املرتتبة على اتاا ‪ .‬التحكيم من تلقاء ناسها بل يتعني متسك أحد اخلصوم ابلدفع بوجود‬

‫التاا التحكيم‪ ،‬وإال سقط احلق يف الدفع وعد متنازال عن اتاا التحكيم‪.‬‬

‫واتاا التحكيم يف هذه احلالة ملزم جلميع أطرافه‪ ،‬فال جيوز تعديله إال ابجتماع إرادات أطرافه صراحة أو ضمنا‪ ،‬فال جيوز‬

‫العدول عن اتاا التحكيم ابإلرادة املناردة ألي من أطرافه استنادا للقوة امللزمة التاا التحكيم املستقر عليها فقها‬

‫وقضاء (‪.)42‬‬

‫(‪)40‬ذ‪ .‬علي سيد قاسم "نسبية اتاا التحكيم" بند ‪ 7‬ص ‪ 7‬وما بعدها‪ .‬مشار إليه ابهلامش مبجلة األمن القانون يف الصاحة ‪ 51‬من العدد ‪ 5‬السنة ‪.55‬‬

‫(‪)41‬ذ‪ .‬فتحي إمساعيل وإىل "الوسيط يف قانوين القضاء املدين" بند ‪ 112‬ص ‪.117‬‬

‫(‪)42‬ذ‪ .‬ابمسة لطاي دابس " شروط اتاا التحكيم وآاثره" رسالة دكتوراه جامعة القاهرة لسنة ‪ 7001‬ص ‪ 711‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪761‬‬
‫وإذا تقدم أحد األطراف بدعوى أمام حماكم الدولة‪ .‬كان للطرف األخر أن يدفعها عن طريق الدفع بوجود اتاا‬

‫التحكيم‪ ،‬موضوع اتاا التحكيم السابق مستقل عن موضوع العالقة التعاقدية بني طرفيه‪ .‬وهو التزام من طبيعة خاصة‬

‫خبالف االلتزامات الشخصية يف القانون املدين‪ .‬إذ يرتتب على عدم التمسك ابلدفع بوجود اتاا التحكيم قبل مناقشة‬

‫املوضوع‪ ،‬إذا ما التجأ الطرف اآلخر للقضاء‪ ،‬سقط حق الطرف اآلخر يف التمسك ابلدفع‪ ،‬واعتباره متنازال عن اتاا‬

‫التحكيم‪ ،‬األمر الذي يثري التساؤل عن طبيعة اتاا التحكيم‪ ،‬هل هو اتاا مدىن خالص‪ ،‬أم أنه اتاا من طبيعة‬

‫خاصة أو أنه اتاا ذو طبيعة إجرائية؟‬

‫وقد ذهب االجتهاد القضائي لتكريس القاعدة القائلة‪" :‬الدفع بوجود اتاا التحكيم قبل الدخول يف أساس الدعوى"‬

‫ومن بني االجتهادات القضائية الصادرة عن حمكمة التمييز األردنية ما يلي‪ - :‬من واجبات احملكمة رد الدعوى اليت يوجد‬

‫بشأهنا اتاا حتكيم إذا ثبت لديها أن هناك اتاا حتكيم خبصوص موضوع هذه الدعوى مبجرد إاثرة هذا الدفع قبل‬

‫الدخول يف األساس ‪.)43(-‬‬

‫ومن االجتهادات الصادرة عن القضاء السوري ما يلي‪:‬‬

‫"التمسك بشرط التحكيم وإاثرته قبل أي دفع آخر جيعل بت النزاع من اختصاص هيئة التحكيم"(‪.)44‬‬

‫"التمسك بشرط التحكيم ينبغي أن يتم قبل أي دفع يف املوضوع" (‪.)45‬‬

‫"ال جيوز للمحكمة أن تثري شرط التحكيم من تلقاء ناسها وعدم إاثرة شرط التحكيم من قبل األطراف أمام احملكمة يعىن‬

‫تنازال عنه"(‪.)46‬‬

‫(‪)43‬قرار عدد‪ 5117 :‬بتاريخ‪ 7002/50/70 :‬حمكمة التمييز األردنية‪.‬‬

‫(‪)44‬قرار ‪ 7001/115‬بتاريخ‪ 7001/7/71 :‬حمكمة النقض السورية الغرفة األوىل‪.‬‬

‫(‪)45‬قرار عدد‪ 7001/110 :‬بتاريخ‪ 7001/2/07 :‬حمكمة النقض السورية الغرفة األوىل‪.‬‬

‫(‪)46‬قرار عدد‪ 7000/5177 :‬بتاريخ‪ 7000/1/75 :‬القضية عدد‪ 7511 :‬أساس لسنة ‪ 7000‬الغرفة املدنية الثالثة حمكمة النقض السورية‪.‬‬

‫‪762‬‬
‫ويف ميدان التشريع عاجل املشرع املغريب هذه القاعدة كالتايل‪ :‬الاصل ‪ 772‬من قانون ‪:01.01‬‬

‫‪ -‬ملا يكون النزاع معروضا على هيئة حتكيمية‪ ،‬ويف ناس الوقت يطرح على حمكمة أخرى‪ ،‬فإن هذه األخرية حني يثار‬

‫أمامها قبل الدخول يف اجلوهر الدفع بوجود التحكيم‪ ،‬تكون ملزمة ابلتصريح بعدم قبول الطلب املقدم أمامها‪.‬‬

‫‪ -‬وإن كان النزاع غري معروض على التحكيم‪ ،‬وجب على احملكمة بطلب من املدعى عليه‪ ،‬أن تصرح بعدم قبول الدعوى‬

‫املقدمة إليها ما مل يكن بطالن اتاا التحكيم واضحا‪.‬‬

‫‪ -‬وإن رفضت احملكمة يف احلالتني املذكورتني التصريح بعدم قبول الدعوى جاز للهيئة التحكيمية مباشرة مسطرة التحكيم‬

‫أو متابعتها وإصدار حكمها يف انتظار بث احملكمة‪.‬‬

‫وهناك نقاش كبري يدور حول اجلهة املختصة الختاذ اإلجراءات الوقتية والتحاظية مع وجود اتاا التحكيم‪.‬‬

‫لقد حسم املشرع املغريب يف هذا األمر (‪ )47‬أبن اتاا التحكيم ال مينع أي طرف من اللجوء إىل القضاء سواء قبل بدء‬

‫اإلجراءات التحكيمية أو أثناءها الستصدار أي إجراء وقيت أو حتاظي‪ ،‬وجيوز الرتاجع عن تلك اإلجراءات ابلطريقة‬

‫ناسها‪.‬‬

‫ويف ناس السيا أجاز (‪ )48‬حىت للهيئة التحكيمية ما مل يتم االتاا على خال ذلك‪ ،‬أن تتخذ بطلب من أحد األطراف‬

‫كل تدبري مؤقت أو حتاظي تراه الزما يف حدود مهمتها (‪.)49‬‬

‫(‪)47‬الاصل ‪ 5/772‬من القانون املغريب ‪ 01.01‬املنظم للتحكيم والوساطة‪.‬‬

‫(‪)48‬الاصل ‪ 51/772‬من القانون املغريب ‪ 10.10‬املنظم للتحكيم والوساطة‪.‬‬

‫(‪)49‬ذ‪ .‬عبد الرمحان املصباحي قاضي رئيس غرفة حمكمة النقض املغربية "قراءة للقانون رقم‪ 10 :10 :‬املنظم للتحكيم والوساطة االتااقية"‪.‬‬

‫بند ‪ 1‬تنازع االختصاص بني قضاء التحكيم والقضاء الرمسي منشور مبجلة التحكيم اللبنانية العدد‪ :‬الثالث السنة ‪ 7001‬الصاحة ‪ 501‬وما يليها‪.‬‬

‫‪766‬‬
‫كما يكون للخصم يف حالة التجاء اخلصم اآلخر هليئة التحكيم‪ ،‬بناء على اتاا حتكيم ابطل أن يدفع بعدم االختصاص‬

‫أمام هيئة التحكيم‪ ،‬إذا كان عدم االختصاص مبين عن عدم وجود اتاا التحكيم وهو ما ذهب إليه التشريع املصري يف‬

‫املادة ‪ 77‬من قانون التحكيم رقم ‪ 72‬لسنة ‪.5111‬‬

‫إال أنه ال يرتتب على اتاا التحكيم شرطا كان أو مشارطة أي أثر على تقادم احلق موضوع النزاع‪ ،‬ألن الشرط أو‬

‫املشارطة ليستا تكلياا ابلوفاء أو احلضور أمام هيئة التحكيم وال يتضمنا مطالبة ابحلق حمل النزاع بني األطراف كما ال‬

‫يكون له أثر ذايت على تقادم احلق موضوع النزاع‪ ،‬إال إذا صاحبه مطالبة ابحلق موضوع النزاع أو تكليف ابحلضور أمام‬

‫اهليئة التحكيمية أو تكون املشارطة متضمنة إلقرار من أحد األطراف ابلدين حمل النزاع ويقتصر يف هذه احلالة على حتديد‬

‫مقدار الدين‪ ،‬إذ يقع التقادم يف هذه احلالة بسبب اإلقرار الصريح أو الضمين‪ ،‬وليس بسبب املشارطة يف ذاهتا (‪.)50‬‬

‫وقد ذهب بعض الاقه إىل أن اتاا التحكيم (املشارطة) الالحقة لقيام النزاع يقطع التقادم‪ ،‬على أن أساس اتاا‬

‫التحكيم يف هذه احلالة مينع االلتجاء للقضاء وأن اتاا التحكيم السابق على قيام النزاع ال يقطع التقادم لعدم تصور‬

‫التقادم قبل قيام النزاع (‪.)51‬‬

‫وإن اتاا التحكيم إن منع االلتجاء إىل القضاء فهو ال مينع من االلتجاء للتحكيم‪ ،‬فال حيول دون املطالبة القضائية‬

‫ابحلق موضوع النزاع بني أطرافه‪ ،‬وال ينقطع التقادم بشأنه إال بتقدمي طلب التحكيم أمام احملكمني‪ .‬أو يف حالة إقرار أحد‬

‫طرفيه ابحلق واقتصار التحكيم على حتديد مقدار هذا احلق (‪.)52‬‬

‫(‪)50‬ذ‪ .‬أمحد سيد صاوي "التحكيم طبقا للقانون" رقم ‪ 5111/52‬مرجع سابق ص ‪.15‬‬

‫(‪)51‬ذ‪ .‬مصطاى اجلمال ود عكاشة عبد العايل "التحكيم يف العالقات اخلاصة الدولية والداخلية" مرجع سابق بند ‪ 710‬ص ‪.115‬‬

‫(‪)52‬ذ‪ .‬فتحي وايل "قانون التحكيم يف النظرية والتطبيق" مرجع سابق بند ‪ 11 ،12 ،15‬ص ‪ 515‬وما يليها‪.‬‬

‫‪766‬‬
‫أما ابلنسبة ألثر اتاا التحكيم على اخلصومة القضائية واختصاص القضاء االستعجايل واألوامر القضائية الصادرة عن‬

‫رئيس احملكمة فإنه ال أثر هلذا االتاا على اخلصومة من انحية‪ ،‬إذ ال يرتتب على إبرام اتاا التحكيم ابلنسبة لناس‬

‫النزاع أثناء سري اخلصومة أي أثر على أجال السقوط والتقادم‪.‬‬

‫(‪)53‬‬
‫وهو عكس‬ ‫يف رأي بعض الاقه أن أساس ذلك أن اتاا التحكيم ليس اتااقا على وقف اخلصومة أمام القضاء‬

‫بعض الاقه (‪.)54‬‬

‫أما رأي آخر فإنه ال يكون التاا التحكيم هذا األثر إال إذا تضمن صراحة االتاا على وقف اخلصومة (‪ )55‬ومن انحية‬

‫أخرى‪ ،‬فإنه ال أثر التاا التحكيم على والية احملاكم يف ميادين املستعجالت والوامر الوقتية وأساس ذلك أن التحكيم‬

‫بديال عن قضاء الدولة وأن قضاء الدولة هو صاحب االختصاص األصيل ابلاصل يف مجيع النزاعات املدنية والتجارية‪،‬‬

‫وأن أساس ذلك هو إجازة املشرع لطريف االتاا على االلتجاء للتحكيم دون قضاء الدولة وهبذه الصاة يبدو كاستثناء‬

‫على القضاء‪ ،‬واالستثناء ال مينع من العودة لألصل وأن االستثناء يتعني إعماله يف أضيق حدود (‪.)56‬‬

‫لذا فإن االتاا على التحكيم ال يسلب جهات القضاء املختصة والية الاصل يف املسائل الوقتية واملستعجلة‪ ،‬دون أن‬

‫يكون للخصم احلق يف الدفع بوجود اتاا التحكيم وقد نصت املادة ‪ 51‬من قانون التحكيم املصري بقوهلا‪:‬‬

‫"جيوز للمحكمة املشار إليها يف املادة ‪ 1‬من هذا القانون أن أتمر بناء على طلب أحد طريف التحكيم ابختاذ تدابري مؤقتة‬

‫أو حتاظية‪ ،‬سواء قبل البدء يف إجراءات التحكيم أو أثناء سريها"‪.‬‬

‫وقد أمجع الاقه أبن الاصل يف املسائل الوقتية واملستعجلة مسألة جوازية‪ ،‬فاحملكمة املختصة هلا أن تقبل الاصل يف تلك‬

‫املسائل أو ال تقبل‪ .‬وأن وجود اتاا التحكيم ال مينع قضاء الدولة والية الاصل يف املنازعات املستعجلة أو الوقتية‬

‫(‪)53‬ذ‪ .‬فتحي وايل "قانون التحكيم يف النظرية والتطبيق" مرجع سابق ص ‪.512‬‬

‫(‪)54‬ذ‪ .‬مصطاي اجلمال وذ عكاشة عبد العال "التحكيم يف العالقات اخلاصة الدولية والداخلية" مرجع سابق‪ .‬بند ‪ 710‬ص ‪.115‬‬

‫(‪)55‬ذ‪ .‬أمحد إبراهيم عبد التواب "صور اتاا لتحكيم واستقالله" مرجع سابق بند ‪ 51‬ص‪.75‬‬

‫‪766‬‬
‫ابعتباره صاحب االختصاص األصيل يف كل املنازعات‪ ،‬غري أن ذلك ال مينع اخلصوم من االتاا يف اتاا التحكيم على‬

‫أن تكون هيئة التحكيم بناء على طلب أحدمها من أن أتمر أاي منهما ابختاذ تدابري مؤقتة أو حتاظية (‪.)57‬‬

‫وجدير ابلذكر أن بعض اآلاثر السابقة التاا التحكيم مثل االمتناع عن االلتجاء للقضاء وااللتجاء للتحكيم ترتتب‬

‫مبجرد إبرام اتاا التحكيم‪ ،‬استنادا للقوة امللزمة التاا التحكيم‪ ،‬أما ابلنسبة لألثر املتمثل ابلدفع بوجود اتاا التحكيم‪،‬‬

‫فال يرتتب مبجرد إبرام اتاا التحكيم‪ ،‬بل يرتتب يف حالة التجاء اخلصم للقضاء بشرط متسك اخلصم اآلخر‪ ،‬ألن اتاا‬

‫التحكيم يقوم على اإلرادة املشرتكة ألطرافه وال يتعلق ابلنظام العام‪ ،‬ويف هذا الصدد يتعني التمييز بني الوجود املادي‬

‫التاا التحكيم‪ ،‬فهو واقعة مادية يقع عبء إثباهتا على اخلصوم كتابة بكافة طر اإلثبات املمكنة‪ ،‬وبني إعمال األثر‬

‫القانوين التاا التحكيم والذي يتعني على القاضي إعماله يف حالة متسك أحد األطراف بوجود شرط التحكيم إذا مل‬

‫يكن اتاا التحكيم ظاهر البطالن‪.‬‬

‫ويتلخص فيما سبق أن اتاا التحكيم يكون انجزا مند صدوره ابلنسبة اللتزام األطراف ابللجوء إىل التحكيم‪ ،‬فإذا التجأ‬

‫أحد األطراف للتحكيم تعني على الطرف اآلخر االستمرار يف التحكيم‪ ،‬إذ يتعني على هيئة التحكيم االستمرار يف‬

‫التحكيم ولو جلأ الطرف اآلخر للقضاء ملا هلذه الطبيعة اخلاصة التاا التحكيم يف ترتيب تلك اآلاثر اإلجيابية والسلبية‬

‫عكس الاقه اإليطايل الذي يقول ابلطبيعة اإلجرائية التاا التحكيم والراجح فقها أن اتاا التحكيم اتاا له طابع‬

‫خاص وليس له طابع إجرائي (‪.)58‬‬

‫(‪)56‬ذ‪ .‬أمحد إبراهيم عبد التواب "صور اتاا التحكيم واستقالله " مرجع سابق بند ‪ 51‬ص ‪.77‬‬

‫(‪)57‬ذ‪ .‬أمحد إبراهيم عبد التواب "صور اتاا التحكيم واستقالله" مرجع سابق ص ‪.77‬‬

‫(‪)58‬ذ‪ .‬أمحد إبراهيم عبد التواب "صور اتاا التحكيم واستقالله" مرجع سابق ص ‪.77‬‬

‫‪767‬‬
‫املطلب الثاني‬

‫صور إتفاق التحكيم‬

‫استقر الاقه والقضاء على أن اتاا التحكيم يكون يف إحدى صورتني األوىل تكون ابتاا األطراف على اللجوء لاض‬

‫املنازعات اليت ستنشأ بينهما يف املستقبل وهذه الصورة تسمى شرط التحكيم‪ ،‬وقد يتاق طرفا العالقة القانونية عندما‬

‫يدب النزاع بينهما بشأن هذه العالقة‪ ،‬وأيخذ صورة مشارطة التحكيم‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬شرط التحكيم‪:‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬تعريف‪:‬‬

‫شرط التحكيم هو اتاا يلتزم مبقتضاه طرفان على اللجوء للتحكيم دون قضاء الدولة‪ ،‬وقد يتم إدراجه يف العقد األصلي‬

‫الذي ينظم العالقة القانونية بني الطرفني‪ ،‬وهو ما يكثر تطبيقه يف احلياة العملية‪ ،‬ويسميه القانون اللبناين ببند التحكيم يف‬

‫املادة ‪ 257‬وعادة ما يرد الشرط بصيغة مقتضبة تتضمن فقط اإلحالة على التحكيم‪ ،‬كالقول مثال أن أي خالف بني‬

‫طريف العقد حيال على التحكيم‪ .‬وقد يتوسع األطراف يف ذلك إبضافة أحكام أخرى لشرط التحكيم‪ ،‬مثل مكان‬

‫التحكيم والقانون الواجب التطبيق على النزاع ولغة التحكيم‪ ،‬وصاات ومؤهالت كل أو بعض األشخاص الذين سيعينون‬

‫حمكمني يف هيئة التحكيم‪ ،‬كاشرتاط أن يكون رئيس هيئة التحكيم مهندسا أو حماميا‪ ،‬أو حماسبا‪ ،‬كما جيوز أن يتاق‬

‫الطرفان على جنسية كل أو بعض احملكمني‪ .‬وإذا كان التحكيم مؤسسيا (‪ .)59‬فقد جرت العادة أن تضع مؤسسة‬

‫التحكيم املعنية صيغة ينصح األطراف إبدراجها يف عقودهم إذا رغبوا إبحالة نزاعاهتم إىل تلك املؤسسة‪ .‬ويف هذه احلالة‪،‬‬

‫تتبع قواعد املؤسسة يف إجراءات وإدارة التحكيم مبا يف ذلك تعيني احملكمني‪.‬‬

‫(‪)59‬وهو التحكيم الذي تتوىل تنظيمه وإدارته مؤسسة أو مركز حتكيم مثل غرفة التجارة الدولية‪ ،‬ومركز القاهرة ومركز ديب ويقابله التحكيم الاردي أو احلر‪.‬‬

‫‪766‬‬
‫ويستوي يف شرط التحكيم أن يرد يف بداية العقد أو هنايته أو يف أي مكان آخر يف العقد‪ .‬وعندئذ خيضع أي نزاع عن‬

‫العقد للتحكيم‪ ،‬إال إذا تبني من االتاا صراحة أو ضمنا غري ذلك (‪ .)60‬فاملسالة إذن مسالة تاسري لشرط التحكيم‪.‬‬

‫يتوىل أمرها القاضي أو هيئة التحكيم حسب األحوال‪ .‬وهذه القاعدة كرسها االجتهاد القضائي املغريب ومن بني قراراته‬

‫املتواترة يف هذا الباب القرار الصادر عن حمكمة االستيناف ابلدار البيضاء بتاريخ‪ 7005/7/75 :‬قرار جتاري عدد‪:‬‬

‫‪ 7005/5111‬والذي جاء فيه‪ ..." :‬اتاا التحكيم ياسر تاسريا ضيقا ويتعني االلتزام والتقيد حبدوده لكون التحكيم‬

‫هو استثناء من القاعدة العامة اليت هي اللجوء إىل القضاء الرمسي (‪.)61‬‬

‫ومن هنا يتضح أن شرط التحكيم ياسر تاسريا ضيقا وال جيوز التوسع فيه‪ ،‬ويستمد احملكم منه سلطته أي من العقد‬

‫الذي مت فيه االتاا على التحكيم‪ ،‬وجتاوز احملكم ملا مت االتاا عليه يعد خمالف للنظام العام ويؤدي إىل البطالن‪.‬‬

‫‪ )5‬وقد ال يرد االتاا على التحكيم يف صيغة شرط حتكيم ابملاهوم املذكور‪ ،‬وإمنا بصيغة اتاا مستقل عن العقد‬

‫األصلي‪ .‬وعلى غرار شرط التحكيم‪ ،‬فإن مثل هذا االتاا قد يكون سابقا على نشوب النزاع‪ .‬ومثال ذلك أن ال‬

‫يتضمن العقد شرط حتكيم‪ ،‬ولكن يتاق الطرفان يف عقد مستقل على إحالة خالفاهتما املستقبلية اخلاصة ابلعقد األصلي‬

‫إىل التحكيم‪.‬‬

‫كما أن شرط التحكيم يؤخذ ككل ال يتجزء وأن تعديل النص الوارد فيه ال يارتض افرتاضا بل جيب أن يتم التعديل‬

‫مبوافقة إرادة املتعاقدين معا وأن استظهار تعديل نص خاص مبني يف العقد من عدمه هو من قبيل حتصيل احلاصل يف‬

‫الدعوى وهو مما تستقل به احملكمة أي حمكمة املوضوع بال معقب (‪.)62‬‬

‫(‪)60‬ذ‪ .‬فارس حممد عمران "قوانني ونظم التحكيم" املركز القومي لإلصدارات القانونية الطبعة األوىل ‪ 7050‬اجلزء األول الصاحة ‪ 15‬البند ‪.5‬‬

‫(‪)61‬قرار منشور مبجلة التحكيم اللبنانية لسنة ‪ 7001‬اجلزء ‪ 7‬الصاحة ‪.572‬‬

‫(‪)62‬قرار عدد‪ 772 :‬يف ‪ 7005/57/51‬متييز ديب طعن جتاري منشور مبجلة التحكيم اللبنانية لسنة ‪ 7001‬اجلزء ‪ 7‬ص ‪.751‬‬

‫‪766‬‬
‫إال أنه تطرح بعض الشروط التحكيمية إشكاال خاصا حني ينص شرط التحكيم على تعيني حمكمني فقط للنظر يف النزاع‬

‫واحلال أن األصل يف عدد احملكمني أن يكون وترا (‪ .)63‬وقد متيز فقه القضاء التونسي ابملرونة ومل يعترب الشرط التحكيمي‬

‫ابطال بل أقر أن من صالحيات القاضي االستعجايل املختص إمتام تركبة هيئة التحكيم بتعيني حمكم اثلث يكون رئيسا‬

‫هليئة التحكيم‪.‬‬

‫‪ )7‬ومن القرارات الصادرة عن القضاء الارنسي ما يلي‪ ..." :‬مبا أن اجلهة املستأناة مل حتدد أية قاعدة قانونية ميكن‬

‫تطبيقها على أساس النزاع‪ ،‬يف ما يتعلق بتحديد مقدار الضرر الواجب التعويض عنه‪ ،‬واليت قد يكون احملكم جتنبها‬

‫للبحث عن احلل األكثر إنصافا‪ ،‬فإن تقدير الضرر استنادا إىل مبدأ العدالة واإلنصاف‪ ،‬الذي يعترب مبدأ قانونيا عاما يف‬

‫مجيع األنظمة القانونية ومنها النظام املطلق على أساس النزاع‪ ،‬وابلرجوع إىل العناصر املوضوعية املتوافرة من أجل تقدير‬

‫هذا الضرر بشكل إمجايل‪ ،‬فإن تقديرا ال ينطوي يف ظل هذه الشروط على ما يؤكد أن احملكم ختطى حدود سلطته‬

‫وتصرف كما لو كان حمكما مطلقا (‪.)64‬‬

‫ويتم تاسري شرط التحكيم طبقا للمبادئ العامة اليت حتكم تاسري التعبري عن اإلرادة وتكون نية األطراف املشرتكة واحلقيقة‬

‫حامسة أوال‪ .‬إذا مل يكن يف املستطاع حتديد النية احلقيقية‪ ،‬وجب على القاضي تاسري تصرحيات وتصرفات األطراف‬

‫حبسب نظرية الثقة عرب البحث عن الطريقة اليت ميكن من خالهلا فهم تصريح أو موقف حبسن نية تبعا جملموع‬

‫الظروف(‪.)65‬‬

‫كما عرفه القانون املصري يف املادة ‪ 7/5/50‬بنصها "‪ - 5‬اتاا التحكيم هو اتاا الطرفني على االلتجاء إىل التحكيم‬

‫لتسوية كل أو بعض املنازعات اليت نشأت أو ميكن أن تنشأ بينهما مبناسبة عالقة قانونية معينة عقدية أو غري عقدية‪.‬‬

‫(‪)63‬قرار عدد‪ 702 :‬يف ‪ 7001/2/71‬حمكمة االستيناف تونس منشور مبجلة التحكيم اللبنانية لسنة ‪ 7001‬العدد‪ :‬األول ص ‪.757‬‬

‫(‪)64‬قرار صادر عن حمكمة االستيناف ابريس الغرفة املدنية األوىل بتاريخ‪ 7001/50/52 :‬بني شركة ‪ DMS INTERNATIONAL‬وشركة‬
‫االتصال )‪ Cameroon Télécom (CAMTEL‬منشور مبجلة التحكيم اللبنانية لسنة ‪ 7001‬العدد األول ص ‪.575‬‬

‫(‪)65‬قرار صادر عن احملكمة الايديرالية السويسرية الغرفة املدنية األوىل بتاريخ‪ .7001/7/71 :‬الولوج إليه عرب موقع احملكمة االحتادية‪WWW.bge.ch -‬‬

‫‪766‬‬
‫‪ - 7‬جيوز أن يكون اتاا التحكيم سابقا على قيام النزاع‪ ،‬سواء قام مستقال بذاته‪ ،‬أو ورد يف عقد معني بشأن كل أو‬

‫بعض املنازعات اليت قد تنشأ بني الطرفني ‪." ...‬‬

‫وهذا الشرط يرد يف عقد من العقود‪ ،‬أو يف اتاا الحق للعقد ومستقل عنه‪ ،‬كما قد يكون شرط التحكيم يف صورة‬

‫شرط أو إشارة يف ملحق أو مستند ملحق ابلعقد‪ ،‬وقد أطلق عليه بعض الاقه شرط حتكيم ابإلشارة أو ابإلحالة (‪.)66‬‬

‫"‪."clause compromissoire par référence‬‬

‫وقد نصت على ذلك املادة‪ 50 :‬ف ‪ 7‬من قانون التحكيم املصري بنصها‪" :‬ويعترب اتاا على التحكيم كل إحالة ترد‬

‫يف العقد إىل وثيقة تتضمن شرط حتكيم إذا كانت اإلحالة واضحة يف اعتبار هذا الشرط جزء منه"‪ .‬كما نصت على ذلك‬

‫املادة ‪ 5117‬من قانون املرافعات الارنسي وكذا القانون النموذجي الصادر عن اللجنة لألمم املتحدة للتحكيم التجاري‬

‫الدويل األنسرتال لسنة ‪.5111‬‬

‫وتعترب اإلشارة يف عقد ما إىل مستند يشتمل على شرط التحكيم مبثابة اتاا التحكيم‪ ،‬شريطة أن يكون العقد مكتواب‪،‬‬

‫وأن تكون اإلشارة قد وردت حبيث جتعل هذا الشرط جزءا من العقد‪ ،‬وهذه اإلحالة قد تكون صرحية‪ ،‬وقد تكون ضمنية‬

‫طاملا كانت دالة على إرادة الطرفني يف اتاا التحكيم اباللتزام بشرط التحكيم الوارد به (‪.)67‬‬

‫وجتدر اإلشارة إىل أن القضاء الارنسي قد ميز منذ عهد طويل بني شرط التحكيم ومشارطة التحكيم‪ ،‬حيث قررت‬

‫حمكمة النقض الارنسية يف قرارها الصادر سنة ‪ 5117‬إجازة االتاا على التحكيم فقط بعد وقوع النزاع‪ ،‬أي يف صوره‬
‫(‪)68‬‬
‫وقد ظل هذا االجتاه سائدا إىل فرتة ما بني احلربني‬ ‫مشارطة حتكيم واعتبار شرط التحكيم جمرد وعد ابلتحكيم‬

‫العامليني‪ ،‬ابعتبار تضمني العقد شرط التحكيم جمرد وعد بتوقيع مشارطة التحكيم عند قيام النزاع‪ ،‬وعلى أساس ما ذكر‬

‫‪)66( Boukhobza la clause compromissoire par référence en matière d'arbitrage commerciale. Rev .‬‬
‫‪Arb ; 1998, page 496 .‬‬
‫(‪)67‬ذ‪ .‬فتحي إمساعيل وايل‪ :‬الوسيط يف قانون القضاء املدين املرجع السابق ص ‪ 112‬بند ‪.171‬‬

‫(‪)68‬سامية راشد‪ .‬التحكيم يف العالقات الدولية اخلاصة املرجع السابق الصاحات ‪ 21‬و‪ 25‬البند ‪.75‬‬

‫‪766‬‬
‫فقد اعتربه الاقه الارنسي عمل متهيدي سابق على إبرام األطراف التاا التحكيم‪ ،‬وقد تغري هذا املاهوم لشرط التحكيم‬

‫بعد احلرب العاملية األوىل‪ ،‬ويف عهد عصبة األمم اجته الراي للتسوية بني شرط التحكيم ومشارطة التحكيم من حيث‬

‫االعرتاف هبما على قدم املساواة وإعطاء شرط التحكيم ذات القوة اإللزامية‪.‬‬

‫كما جاء بروتوكول جنيف ‪ 5177‬ليعرب عن خطوة هامة يف سبيل حتقيق ذلك كما صرحت اتااقية األمم املتحدة بشأن‬

‫االعرتاف أبحكام احملكمني وتنايذها الصادرة عام ‪ 5111‬على مراعاة ذات اجلانب‪ ،‬ابلنص على اتاا التحكيم للتعبري‬

‫عن شرط التحكيم ومشارطة التحكيم‪ ،‬وعلى األساس السابق‪ ،‬واستجابة ملوقف الاقه والقضاء‪ ،‬عدل املشرع الارنسي‬

‫عن موقاه يف التمييز بني شرط التحكيم ومشارطة التحكيم‪ ،‬فنص يف قانون التحكيم الصادر يف ‪ 51‬ماي ‪ 5110‬على‬

‫التسوية بني شرط التحكيم ومشارطة التحكيم (‪ )69‬غري أن املشرع الارنسي ظل حىت وقت قريب يضيق من نطا شرط‬

‫التحكيم‪ ،‬حيث كان يقصر شرط التحكيم على عقود من نوع خاص‪ ،‬وال جييز شرط التحكيم يف العقود املدنية‪ ،‬وأخريا‬

‫واستجابة للاقه والقضاء‪ ،‬فقد تدخل املشرع الارنسي بقانون‪ 170 - 7005 :‬الصادر يف ‪ 51‬ماي ‪ 7005‬معدال‬

‫نص املادة‪ 7055 :‬من القانون املدين الارنسي الصادر عام ‪ ،5101‬واليت كانت تنص على حظر إيراد شرط التحكيم‬

‫يف العقود املدنية‪ ،‬وقد عدل املشرع نص املادة ‪ 7055‬السابقة ليجيز التحكيم يف العقود املدنية موسعا من نطا شرط‬

‫التحكيم يف مجيع العقود على املستوى الداخلي واخلارجي فيما عدا عقود االستهالك وعقود العمل‪.‬‬

‫اثنيا‪ .‬السؤال املطروح هنا هو‪ .‬هل يشرتط طريقة معينة لتدوين شرط التحكيم؟ واإلجابة أنه ال يشرتط طريقة معينة‬

‫لتدوين شرط التحكيم‪ ،‬فقد يربم كاتاا خاص وقد يرد ضمن بنود العقد‪ ،‬إذ خلت معظم القوانني والنظم من اشرتاط‬

‫طريقة حمددة إليراد اتاا التحكيم‪ ،‬سواء ورد يف اتاا خاص أو كبند من بنود عقد مكتوب‪ ،‬كل ما هناك أن معظم‬

‫التشريعات قد اشرتطت إلثبات هذا االتاا أن يكون مكتواب حيث نصت املادة‪ 2 :‬من القانون النموذجي للتحكيم‬

‫الدويل التجاري الصادر عن جلنة األمم املتحدة لعام ‪ 5111‬على أنه جيب أن يكون اتاا التحكيم مكتواب‪ .‬ويعترب‬

‫‪)69(Philippe FOUCHARD la laborieuse réforme de la clause compromissoire par la loie de 15 Mai‬‬


‫‪2001 Revue d "Arbitrage 2001. p. 397.‬‬
‫‪761‬‬
‫اتاا التحكيم مكتواب كلما ورد يف وثيقة موقعة من الطرفني أو يف تبادل رسائل أو برقيات أو غريها من وسائل االتصال‬

‫كالرسائل اإلليكرتونية وتعترب اإلشارة يف عقد ما إىل مستند يشتمل على شرط التحكيم مبثابة االتاا على التحكيم‬

‫شريطة أن يكون العقد مكتواب‪ ،‬وأن تكون اإلشارة قد وردت حبيث جتعل الشرط جزءا من العقد‪.‬‬

‫وإذا مل يكن شرط التحكيم واضحا ومل يبني طريقة تعيني احملكمني كان الغيا (‪ )70‬كما أن تاسري الشرط التحكيمي يكون‬

‫ضيقا‪ ،‬ويتم تاسري شرط التحكيم طبقا للمبادئ العامة اليت حتكم تاسري التعبري عن اإلرادة‪ .‬وتكون نية األطراف املشرتكة‬

‫واحلقيقية حامسة‪ .‬إذا مل يكن من املستطاع حتديد النية احلقيقية‪ ،‬وجب على القاضي تاسري تصرحيات وتصرفات األطراف‬

‫حبسب نظرية الثقة عرب البحث عن الطريقة اليت ميكن من خالهلا فهم تصريح أو موقف حبسن نية تبعا جملموع الظروف‬

‫(‪.)71‬‬

‫كما ال يشرتط أن يتضمن شرط التحكيم كافة املسائل املتنازع عليها‪ ،‬إذ يكاي االتاا على التحكيم يف شرط التحكيم‬

‫من حيث املبدأ‪ ،‬وهو ما جرى عليه العمل القضائي‪ ،‬إذ ال يتصور أن يتنبأ األشخاص عند إبرامهم للعقد األصلي‬

‫للمسائل اليت ميكن أن تثور بينهم‪ ،‬غري أن ذلك ال مينع من القول بكااية شرط التحكيم إذا تضمن املسائل املتنازع‬

‫عليها‪ ،‬إذ يغين يف هذه احلالة عن إبرام مشارطة التحكيم‪ ،‬وأن بطالن شرط التحكيم ال يرتتب عليه بطالن املشارطة على‬

‫التحكيم والعكس فإن بطالن مشارطة التحكيم ال يرتتب عليه بطالن شرط التحكيم السابق عليها (‪.)72‬‬

‫(‪)70‬قرار حمكمة النقض املصرية (التجارية) رقم ‪ 57/502‬يف ‪ 7002/7/72‬والذي جاء يف قاعدته‪ :‬يشرتط يف شرط التحكيم أن تكون عباراته واضحة وغري‬
‫عمومية وينم عن إرادة واضحة يف تنظيم إجراءات التحكيم وطريقة التعيني للمحكمني‪ ،‬لكي يكون هذا الشرط التحكيمي انفذا‪ ،‬وإال كان الشرط التحكيمي غري‬
‫الواضح ال ينزع اختصاص القصاء‪( .‬منشور مبجلة التحكيم اللبنانية لسنة ‪ 7001‬العدد الثاين ص ‪.)115‬‬

‫(‪)71‬قرار احملكمة االحتادية السويسرية ‪Trib. Féd 22 Janvier 2008 : AC ; SE, AD, Lrd, AE. (1ére cour civile).‬‬

‫ميكن الولوج إليه عرب موقع احملكمة االحتادية‪(4 A. 244/ 2007) WWW.bger.ch :‬‬

‫(‪)72‬ذ‪ /‬فتحي إمساعيل وايل "قانون التحكيم يف النظرية والتطبيق" املرجع السابق بند ‪ 17‬ص ‪.11‬‬

‫ذ‪ /‬أمحد إبراهيم عبد التواب "صور اتاا التحكيم واستقالله" دراسة منشورة مبجلة األمن والقانون‪ .‬ديب السنة ‪ 55‬العدد ‪ 5‬ص ‪.775‬‬

‫‪762‬‬
‫وهذا الشرط‪ ،‬سواء كان واردا يف العقد أو كان يف اتاا الحق قد ال يتضمن املسائل املتنازع عليها‪ ،‬خبالف مشارطة‬

‫التحكيم‪ ،‬فيجب أن تتضمن كافة املسائل املتنازع عليها بني اخلصوم وإال كان االتاا ابطال (املادة‪ 7/50 :‬من قانون‬

‫التحكيم املصري)‪ .‬كما ميكن أن تتضمن أمساء احملكمني‪ ،‬فهي مبثابة عريضة دعوى للنزاع بني اخلصوم‪ ،‬هذه املشارطة‬

‫تتضمن حتديدا أوليا لعناصر النزاع‪ ،‬فال تتضمن حتديدا هنائيا جلميع عناصر النزاع‪ ،‬بل إن يف إمكان اخلصوم تعديل هذه‬

‫الطلبات واإلضافة إليها وحذف بعضها وفقا ملبدأ تطور النزاع عرب مسار الدعوى التحكيمية حىت ميكنهم حتديد طلباهتم‬

‫حتديدا هنائيا‪ .‬ومعىن ذلك أن شرط التحكيم يكاي من حيث املبدأ لوجود التحكيم مع التزام طالب التحكيم أن يقدم يف‬

‫امليعاد احملدد بياان لدعواه‪ ،‬يشتمل على امسه وعنوانه وهويته وموطنه املختار واسم املدعى عليه‪ ،‬عنوانه وهويته وشرح لوقائع‬

‫الدعوى وحتديد املسائل حمل النزاع وطلباته وملتمساته وكل أمر آخر يوجب اتاا التحكيم ذكره يف هذا البيان (املادة‬

‫‪ 70‬من قانون التحكيم املصري)‪ ،‬فإذا توافر شرط التحكيم‪ ،‬فإنه يكون كافيا لصحة التحكيم وال يلزم مشارطة (‪ )73‬إذا‬

‫ما حدد طالب التحكيم املسائل حمل النزاع يف بيان التحكيم وفقا ملا جاء يف املادة ‪ 70‬املذكورة‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬مشارطة التحكيم‪:‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬تعريف‪:‬‬

‫مشارطة التحكيم عبارة عن اتاا بني شخصني أو أكثر من األشخاص املتنازعة لعرض نزاعهم على حمكم أو اكثر من‬

‫اختيارهم دون قضاء الدولة‪.‬‬

‫‪La convention de compromis est un contrat par lequel deux ou plusieurs personnes‬‬
‫‪conviennent que leur différend sera porté non devant les juridictions ordinaires ; mais‬‬
‫(‪devant un ou plusieurs arbitres de leur choix. )74‬‬

‫(‪)73‬ذ‪ /‬فتحي إمساعيل وايل‪" :‬الوسيط يف قانون القضاء املدين" املرجع السابق بند ‪ 112‬ص ‪.171‬‬

‫‪(74)Jean Vincent et Serge GUINCHARD procédure civile, ci. n° 1645 page 1107.‬‬
‫‪766‬‬
‫فهي اتاا يتم بني أطراف املنازعة بعد قيام النزاع لعرض هذا النزاع على التحكيم (‪ )75‬وهى حمرر يتم االتاا عليه بعد‬

‫قيام النزاع (‪ .)76‬وقد ألزمت بعض التشريعات كتابة املشارطة (‪.)77‬‬


‫(‪)78‬‬
‫وقد نصت املادة العاشرة الاقرة الثانية من قانون‬ ‫وتصح مشارطة التحكيم ولو كان النزاع معروض على القضاء‬

‫التحكيم املصري بنصها‪ ..." :‬كما جيوز أن يتم اتاا التحكيم بعد قيام النزاع ولو كانت قد أقيمت بشأنه دعوى أمام‬

‫جهة قضائية‪ ،‬بل تصح املشارطة بعد حكم أول درجة وبعد الطعن يف احلكم ابالستيناف طاملا مل يصدر يف النزاع حكم‬

‫هنائي"‪ .‬ويف هذه احلالة جيب أن حيدد اتاا التحكيم املسائل اليت يشملها التحكيم‪ ،‬وإال كان االتاا ابطال كما نصت‬

‫املادة ‪ 17‬من ناس القانون على أن‪ :‬ال تقبل دعوى بطالن حكم احملكمني إال يف األحوال اآلتية‪ :‬أ) إذا مل يوجد اتاا‬

‫حتكيم أو كان هذا االتاا ابطال أو قابال لإلبطال أو سقط إبنشاء مدته‪.‬‬

‫(وهبذا انتهى اجلزء األول من البحث بعون هللا)‪.‬‬

‫(‪)75‬ذ‪ /‬فتحي إمساعيل وايل‪" :‬الوسيط يف قانون القضاء املدين" املرجع السابق بند ‪ 112‬ص ‪ 171‬و"قانون التحكيم يف النظرية والتطبيق" املرجع السابق بند‬
‫‪ 15‬ص ‪ 507‬وما بعدها وقد قضت املادة ‪ 105‬من قانون املرافعات اإليطايل حسب أحث تعديالت قانون ‪ 1‬يناير ‪ 5111‬إبجازة إخضاع املنازعات الناشئة‬
‫بني األطراف التحكيم ابستثناء املسائل املتعلقة ابألحوال الشخصية واالناصال بني األزواج أو املقرتنني أو املتحدين‪.‬‬

‫(‪)76‬ذ‪ /‬أكتم أمني اخلويل‪" :‬بدء التحكيم وسريه طبقا لنظام التوفيق والتحكيم لغرفة جتارة وصناعة ديب" بتاريخ‪ 71 :‬و ‪ /71‬ماي ‪ 5111‬ص ‪.1‬‬
‫ذ‪ /‬أمحد صدقي حممود‪" :‬ماهوم الكتابة يف اتاا التحكيم" ص ‪.51/52‬‬

‫(‪)77‬نصت املادة ‪ 102‬من قانون املرافعات اإليطايل لسنة ‪ 5111‬على شرط الكتابة وأن تكون املشارطة حمددة حملل النزاع وإال كانت ابطلة كما نصت الاقرة‬
‫الثانية من املادة ‪ 102‬بتوافر الشكل املكتوب للمشارطة يف الرسائل والربقيات بني الطرفني‪.‬‬

‫(‪ )78‬قرار عدد‪ 50 :‬طعن عدد‪ 50 :‬لسنة ‪ 5111‬صادر بتاريخ‪ 5111/50/1 :‬منشور مبجلة قرارات حمكمة التمييز بديب لسنة ‪ 5111‬ص ‪ 151‬عدد‪:‬‬
‫‪ 57‬وقد جاء يف هذا احلكم‪ .‬أن النص يف املادة‪ 570 :‬من قا نون اإلجراءات املدنية الوارد يف الباب الثالث منه بشأن التحكيم على أنه إذا مل يشرتط اخلصوم يف‬
‫االتاا على التحكيم أجال للحكم كان على احملكم أن حيكم خالل ستة أشهر من اتريخ جلسة التحكيم األوىل‪ ،‬وإال جاز ملن شاء من اخلصوم رفع النزاع إىل‬
‫احملكمة أو املضي فيه أمامها إذا كان مرفوعا من قبل مؤداه أن وجود دعوى مردودة بني اخلصوم أمام احملاكم ال حيول دون اتااقهما على اللجوء إىل التحكيم‬
‫للاصل يف ذات النزاع حمل تلك الدعوى‪ ،‬طاملا انه مل يصدر فيها من احملكمة حكم ميتنع معه إعادة طرح النزاع على جهة أخرى خمتصة ابحلكم‪ .‬ومن متة فإن‬
‫اتاا طريف الدعوى خارج احملكمة على اللجوء للتحكيم أثناء نظرها أمام احملاكم عن ذات النزاع يكون صحيحا قانوان وال يرتتب عليه بطالن االتاا ‪.‬‬
‫‪ -‬القاعدة‪" :‬االتاا التحكيمي حيدد موضوع التحكيم وال ميكن التوسيع فيه"‪.‬‬
‫قرار حمكمة التمييز األردنية ‪ 5711‬بتاريخ‪ 7002/50/71 :‬منشور مبجلة التحكيم اللبنانية العدد‪ 7001/1 :‬ص ‪.551‬‬

‫‪766‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like