Professional Documents
Culture Documents
اتفاق التحكيم وصوره
اتفاق التحكيم وصوره
ﻣﺎﻯاملسائل املدنية والتجارية واإلدارية – اليت جيوز فيها الصلح وال تتعارض مع النظام العام ﺍﻟﺸﻬﺮ:
التحكيم نظام خاص للتقاضي يف
617 - 644 ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ:
طريف النزاع ،فالتحكيم يف الرأي الراجع من الاقه نظام قضائي خاص حيث يتاق ويكون اللجوء للتحكيم ابتاا
599539 -
ﺭﻗﻢ :MD
ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ:
قضاء الدولة مبقتضى شرط يف العقد األصلي الذي يربط بينهما ،أو اتاا خاص اللجوء للتحكيم بدال من
IslamicInfo الطرفان على
ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ: ﻗﻮﺍﻋﺪ
ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﻭﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ﻭﺁﺛﺎﺭﻩ ،ﺻﻮﺭ ﺇﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ:
ومكان ولغة التحكيم ،بل ويف قضائهم ( )1ويف هذا الشرط أو املشارطة خيتار طرفا النزاع
http://search.mandumah.com/Record/599539
يطلق عليه مشارطة التحكيم
ﺭﺍﺑﻂ:
أغلب األحيان القانون الواجب التطبيق ،ومبقتضاه حييل طرفا اتاا التحكيم إىل حمكم أو أكثر دون قضاء الدولة للاصل
فيما يثور بينهم من منازعة تتعلق مبعامالهتم العقدية أو غري العقدية حبكم ملزم ( )2والتحكيم يف أوله اتاا ووسطه إجراء
وآخره حكم ( )3وهو مير مبراحل ثالث تبدأ ابالتاا على التحكيم ،مث إجراءات نظره وفصله موضوعا ،مث تنايذ احلكم
الصادر يف تلك اخلصومة ( )4ويقوم نظام التحكيم على أساس إجازة املشرع لألفراد االتاا على طرح ما قد ينشأ بينهم
من منازعات ،سواء كانت تلك املنازعات انجتة عن عالقة عقدية أو غري عقدية على حمكم أو أكثر ،أو على هيئة خمتصة
( )1فايز نعيم رضوان .إ تاا التحكيم وفقا لقواعد األمم املتحدة للقانون التجاري الدويل UNCITRALبشأن التحكيم التجاري الدويل -جملة األمن
والقانون ديب السنة 51العدد 5لسنة 7002ص .51
()2ذ /أمحد عبد الكرمي سالمة .قانون التحكيم التجاري الدويل دار النهضة العربية 7007ص 51و 51
716
اتفاق التحكيم وصوره
البحث األول
التحكيم نظام خاص للتقاضي يف املسائل املدنية والتجارية واإلدارية – اليت جيوز فيها الصلح وال تتعارض مع النظام العام
-ويكون اللجوء للتحكيم ابتاا طريف النزاع ،فالتحكيم يف الرأي الراجع من الاقه نظام قضائي خاص حيث يتاق
الطرفان على اللجوء للتحكيم بدال من قضاء الدولة مبقتضى شرط يف العقد األصلي الذي يربط بينهما ،أو اتاا خاص
()1
ويف هذا الشرط أو املشارطة خيتار طرفا النزاع قضائهم ومكان ولغة التحكيم ،بل ويف يطلق عليه مشارطة التحكيم
أغلب األحيان القانون الواجب التطبيق ،ومبقتضاه حييل طرفا اتاا التحكيم إىل حمكم أو أكثر دون قضاء الدولة للاصل
فيما يثور بينهم من منازعة تتعلق مبعامالهتم العقدية أو غري العقدية حبكم ملزم ( )2والتحكيم يف أوله اتاا ووسطه إجراء
وآخره حكم ( )3وهو مير مبراحل ثالث تبدأ ابالتاا على التحكيم ،مث إجراءات نظره وفصله موضوعا ،مث تنايذ احلكم
الصادر يف تلك اخلصومة ( )4ويقوم نظام التحكيم على أساس إجازة املشرع لألفراد االتاا على طرح ما قد ينشأ بينهم
من منازعات ،سواء كانت تلك املنازعات انجتة عن عالقة عقدية أو غري عقدية على حمكم أو أكثر ،أو على هيئة خمتصة
( )1فايز نعيم رضوان .إ تاا التحكيم وفقا لقواعد األمم املتحدة للقانون التجاري الدويل UNCITRALبشأن التحكيم التجاري الدويل -جملة األمن
والقانون ديب السنة 51العدد 5لسنة 7002ص .51
()2ذ /أمحد عبد الكرمي سالمة .قانون التحكيم التجاري الدويل دار النهضة العربية 7007ص 51و 51
ذ /أمحد السيد صاوي .أنظمة التحكيم الدولية دار النهضة 7007ص.55
()4ذ /أسامة شوقي املليجي .هيئة التحكيم االختياري دار النهضة العربية 7001بند 1ص .5
716
ابلتحكيم شرط قابلية تلك املنازعة للصلح ،وعدم خمالاة ذلك للنظام العام ،للاصل فيها حبكم حائز لقوة الشيء املقضي
به Autorité de la chose jugéeأو حبكم مشمول ابلنااذ املعجل Exécution provisoireيف بعض
التشريعات (.)5
la convention التحكيم ونقطة االرتكاز أو احملور الذي يدور حوله التحكيم ،يتمثل يف وجود اتاا
()7 ()6
يلتزم مبوجبه األطراف إذ هو عبارة عن عقد أو تصرف قانوين قوامه اإلرادة املناردة لكل طرف d'arbitrage
بتحقيق أثر قانوين معني ،يتمثل هذا األثر يف االمتناع عن اللجوء إىل قضاء الدولة وطرح النزاع على هيئة خاصة للاصل
فيه ،كما يارض على أطرافه االلتزام ابحلكم الصادر من هذه اهليئة .كما أنه يتميز من حيث ماهومه وطبيعته عن فكرة
التحكيم ذاهتا .فاالتاا هو املارتض لوجود التحكيم بني األطراف ،كما أنه احملدد لنطا التحكيم وحتديد ما ختتص به
هيئة التحكيم يف النظر فيه كما أنه شرط لصحة حكم احملكمني ،إذ يرتتب على وجود شرط التحكيم صحة التحكيم
ويرتتب على عدم وجود اتاا لتحكيم بطالن حكم احملكمني ( .)8اتاا التحكيم قد يتم إبرامه قبل قيام النزاع ،فيسمى
بشرط التحكيم Clause compromissoireوقد يتم إبرامه بعد قيام النزاع فيسمى مشارطة التحكيم
Compromisوشرط التحكيم قد يكون يف صورة شرط إذا ورد يف بند من بنود العقد ،أو يف صورة شرط مستقل سواء
()5مثال :املادة 7/757من قانون اإلجراءات املدنية اإلمارايت رقم 55لسنة .5117
املادة 517 :من قانون املرافعات املدنية والتجارية الكويتيني رقم 71لسنة .5110
املادة 175 :من قانون أصول احملاكمات املدنية السوري -مرسوم رقم .5117/1/71
()7ذ /أسامة شوقي املليجي .هيئة التحكيم االختياري املرجع السابق بند 55ص 52وما يليها.
متييز ديب الطعن رقم 527بتاريخ 5112/7/55 :والذي جاء فيه "حيث اشرتطت احملكمة ضرورة اشتمال حكم احملكمني لصورة من اتاا التحكيم وإال كان
احلكم ابطال" مشار إليه حباشية الصاحة 1يف موضوع صور اتاا التحكيم واستقالله جملة األمن والقانون.
716
أكان االتاا الحقا للعقد أو كان بصدد عالقة غري عقدية ،أما بعد قيام النزاع فيكون اتاا التحكيم يف صورة مشارطة
حتكيم ،حيدد األطراف يف مشارطة التحكيم كل عناصر النزاع ،وهذه املشارطة قد يتم إبرامها بعد قيام النزاع ودون وجود
شرط سابق للتحكيم ،فيحدد فيها األطراف عناصر النزاع ،كما أهنا قد تكون تاصيال لشرط التحكيم السابق وروده يف
عقد أو اتاا مستقل ،وهذا االتاا يتعني أن يكون مكتواب ،وأن يتضمن حتديدا دقيقا للمسائل املتنازع عليها ،وإال كان
وقد نص الاصل 752من قانون رقم 01.01القاضي بنسخ وتعويض الباب الثامن من القسم اخلامس من قانون
أن يضمن شرط التحكيم كتابة يف االتاا األصلي أو يف وثيقة حتيل إليه ،بشكل ال لبس فيه،
أن ينص يف شرط التحكيم إما على تعيني احملكم أو احملكمني وإما على طريقة تعيينهم".
()10
فهو ملزم للجانبني ابلتجاء األطراف للتحكيم كما أن هذا االتاا له طبيعة عقدية أو اتااقية من نوع خاص
واالمتناع عن االلتجاء لقضاء الدولة وقبول احلكم الصادر عن احملكمني ،خبالف االلتزامات واحلقو الشخصية يف
القانون اخلاص اليت يلتزم فيها أحد األطراف بعمل أو االمتناع عن عمل أو إعطاء شيء مقابل التزام الطرف اآلخر أبداء
مايل معني ،إذ يرتتب على وجود اتاا التحكيم بعد إبرامه التزام مجيع األطراف ابختيار حمكم أو أكثر للاصل يف النزاع
وابالمتناع عن االلتجاء لقضاء الدولة للاصل يف أي نزاع يدخل يف نطا هذا االتاا ،وااللتزام ابحلكم الصادر من اهليئة
()9نصت املادة 57من قانون التحكيم املصري رقم 71لسنة 5111على أن "جيب أن يكون اتاا التحكيم مكتواب وإال كان ابطال ."............
نصت املادة 50من قانون التحكيم املصري املشار إليه أعاله على أن:
"اتاا التحكيم هو اتاا الطرفني على االلتجاء إىل التحكيم لتسوية كل أو بعض املنازعات اليت نشأت أو ميكن أن تنشأ بينهما مبناسبة عالقة قانونية عقدية
كانت أو غري عقدية".
()10ذ /أسامة شوقي املليجي .هيئة التحكيم االختياري املرجع السابق اإلشارة إليه بند 51ص .52
716
التحكيمية ( )11وأن أساس محاية إرادة األطراف طبقا ملبدأ سلطان اإلرادة ،هو إجازة املشرع للتحكيم يف موضوع االتاا
وقد نصت معظم التشريعات القانونية على احرتام إرادة األطراف يف االلتجاء للتحكيم بشرط قابلية املنازعة للصلح وعدم
تعارضها للنظام العام ( )12وعلى سبيل املثال الاصل 702من قانون 01.01املشار إليه سابقا والذي جاء فيه" :اتاا
التحكيم هو التزام األطراف ابللجوء إىل التحكيم قصد حل نزاع نشأ أو قد ينشأ عن عالقة قانونية معينة ،تعاقدية أو غري
تعاقدية" اتاا التحكيم هو املارتض الذي تقوم عليه عملية التحكيم ( )13فال وجود للتحكيم بدون اتاا التحكيم ،وهو
احملدد لنطا التحكيم ومداه ،إذ هو احملور الذي يدور حوله التحكيم ،األمر الذي يقتضي التعريف ابتاا التحكيم مث
بيان موضوعه وآاثره (املطلب األول) والتطر لصور اتاا التحكيم (املطلب الثاين) وهو ما نبحثه على النحو التايل:
املطلب األول
عرفت املادة الثامنة يف الاقرة األوىل من القانون النموذجي للتحكيم الذي وضعته جلنة القانون الدويل التجاري والذي
اعتمدته جلنة األمم املتحدة للقانون التجاري الدويل يف ،5111/5/75اتاا التحكيم أبنه "هو اتاا بني الطرفني
()11ابمسة لطاي دابس" .شروط اتاا التحكيم وآاثره" رسالة دكتوراه جامعة القاهرة سنة 7001ص 717وما يليها.
( )12املادة الثامنة من مشروع القانون املوحد للتحكيم لدول جملس التعاون اخلليجي يف املواد املدنية والتجارية ..
املادة 5055 :من قانون التحكيم اجلزائري رقم 01.01الصادر بتاريخ 71 :فرباير ( 7001اجلريدة الرمسية اجلزائرية العدد.)75 :
()13ذ /أمحد السيد صاوي التحكيم طبقا لقانون 71لسنة 5111وأنظمة التحكيم الدولية دار النهضة العربية 7007بند 51ص .75
726
على أن حييال إىل التحكيم مجيع أو بعض املنازعات احملددة اليت نشأت أو قد تنشأ بينهما بشأن عالقة قانونية حمددة
تعاقدية كانت أو غري تعاقدية .وجيوز أن يكون اتاا التحكيم يف صورة شرط حتكيم وارد يف العقد أو يف صورة اتاا
مستقل".
كما نصت املادة الثانية الاقرة األوىل من اتااقية نيويورك لعام 5111بشأن االعرتاف أبحكام التحكيم وتنايذها على
أنه "االتاا املكتوب الذي يلتزم مبقتضاه األطراف أبن خيضعوا للتحكيم كل أو بعض املنازعات الناشئة ،أو اليت قد
تنشأ بينهم بشأن موضوع من روابط القانون التعاقدية أو غري التعاقدية املتعلقة مبسألة جيوز تسويتها عن طريق التحكيم".
وقد عرف الاصل 702من قانون 01.01املنظم للتحكيم والوساطة االتااقية املغريب اجلديد أبنه "اتاق التحكيم أبنه
التزام األطراف ابللجوء إىل التحكيم قصد حل نزاع نشأ أو قد ينشأ عن عالقة معينة ،تعاقدية أو غري تعاقدية ،وهو قد
وقد عرفته املادة العاشرة الاقرة األوىل من قانون التحكيم املصري رقم 71لسنة 5111أبنه "اتاا الطرفني على
االلتجاء إىل التحكيم لتسوية كل أو بعض املنازعات اليت نشأت بينهما مبناسبة عالقة قانونية عقدية أو غري عقدية .وهو
ناس ما نصت عليه املادة 5-50من قانون التحكيم يف سلطنة عمان الصادر ابملرسوم السلطاين رقم 12.12بنصها
"االتاا على التحكيم هو االتاا الذي يقرر فيه طرفاه االلتجاء إىل التحكيم لتسوية كل أو بعض املنازعات اليت نشأت
أو ميكن أن تنشأ بيهما مبناسبة عالقة قانونية معينة كانت عقدية أو غري عقدية".
ويعرف الاصل 7من قانون التحكيم التونسي رقم 17لسنة 5117اتااقية التحكيم على أهنا "اتااقية التحكيم هي
التزام أطراف على أن ياضوا بواسطة التحكيم كل أو بعض املنازعات القائمة أو اليت ميكن أن تقوم بينهم بشأن عالقة
قانونية معينة تعاقدية كانت أو غري تعاقدية وتكتسي االتااقية صيغة الشرط التحكيمي أو صيغة االتاا على التحكيم".
721
وقد عرفت املادة 5117من القانون املدين الارنسي اجلديد لعام 5121املعدلة ابملرسوم رقم 100لسنة 5115
اتاا التحكيم على أنه ڤ ڤ اتاا أطراف العقد على التحكيم إبحالة املنازعات اليت ميكن أن تتولد أو تنشأ عن هذا
العقد(.)14
فقد عرف بعض الاقه اتاا التحكيم على أنه عقد خاص يتم ابتاا الطرفني ابعتباره مظهرا من مظاهر سلطان
()15
وبتعبري آخر "اتاا الطرفني على االلتجاء للتحكيم دون قضاء الدولة لتسوية كل أو بعض املنازعات اليت اإلرادة
نشأت أو ميكن أن تنشأ بينهما مبناسبة عالقة قانونية معينة عقدية كانت أو غري عقدية" ( )16كما عرف البعض اتاا
التحكيم على أنه "عقد يتاق طرفاه على عرض النزاع الذي نشأ أو قد ينشأ يف املستقبل على شخص أو أشخاص
معينني عددهم وترا يسمون حمكمني لياصلوا فيه دون احملكمة املختصة" ( )17وبتعبري آخر هو "عقد مدين تبدو فيه إرادة
األطراف واضحة ،وهتدف حلسم النزاع عن طريق التحكيم وعدم طرحه على قضاء الدولة "(.)18
الواقع أن التعرياات السابقة التاا التحكيم تتضمن وصاا التاا التحكيم ،وحتديدا لطبيعته وأثره يف االمتناع من
اللجوء إىل قضاء الدولة أكثر من تعريف اتاا التحكيم ،وهذه التعرياات جيمعها أن جوهر ومضمون اتاا التحكيم هو
)14( Art N° 1442 NCPCF. 1975 la clause compromissoire est la convention par laquelle les parties à
un contrat s'engagent à sou mettre à arbitrage les litiges qui pourraient naître relativement à ce
contrat.
()15ذ .فتحي وايل "الوسيط يف قانون القضاء املدين" دار النهضة العربية 7005ص .117
()17ذ .أمحد مليجي "قواعد التحكيم يف القانون الكوييت" دار الكتب الطبعة .5115 ،5
722
أنه اتاا يلتزم مبقتضاه مجيع األطراف ابالمتناع عن االلتجاء لقضاء الدولة وطرح نزاعاهتم -اليت نشأت أو قد تنشأ -
ومن خالل ما سبق من تعرياات تشريعية وفقهية يتبني أنه لكي يلجأ الطرفان إىل التحكيم حلل نزاعاهتما بدل قضاء
الدولة الرمسي ،يلزم أن يكون هناك عقد كتايب يف شكل اتاا حتكيمي يتضمن االتاا على حل النزاع عن طريق
االحتكام إىل حمكم واحد أو هيئة حتكيمية ،وإما يف شكل شرط حتكيمي وارد يف العقد الرابط بني الطرفني (.)20
ويف هذا املنحى جاء يف قرار للمجلس األعلى املغريب سابقا الصادر يف 5111/57/70حتت عدد 2151 :يف امللف
التجاري عدد" 5115/7051 :ن االختصاص يف أي نزاع ينشب فيما بني األطراف ينعقد للمحاكم يف حني االتاا
على التحكيم يشكل استثناء ،واالستثناء بطبيعته يؤول بشكل ضيق ،غري أنه ال ميكن اللجوء إىل التحكيم إال إذا كان
هناك شرط حتكيمي أو اتاا على التحكيم حرر بشكل ال لبس فيه (.)21
وحيث ورد حبيثيات أحد القرارات الصادرة عن حمكمة التمييز األردنية رقم 5117 :لسنة 7002بتاريخ:
7002/50/70ما يلي" :يستااد من هذا النص أن إرادة املتعاقدين قد اجتهت إىل أنه يف حالة نشوب أي خالف
بينهما حول تنايذ هذه االتااقية وتاسري أحكامها أو أي خالف يتعلق هبا يعرض هذا النزاع أو اخلالف على التحكيم.
وحيث إن هذا االتاا ال خيالف القانون أو النظام العام وجائز فهو ملزم للجانبني وال جيوز الرجوع عنه وال تعديله وال
( )19ذ .أمحد إبراهيم عبد التواب "صور اتاا التحكيم واستقالله" منشور مبجلة األمن والقانون ألكادميية شرطة ديب العدد األول للسنة 55يناير 7001
الصاحة .775
()20ذ .عبد الرمحان املصباحي "قراءة للقانون 10.10املنظم للتحكيم والوساطة" -جملة التحكيم اللبنانية العدد 7لسنة 7001ص 501وما يليها.
اتاا التحكيم سواء كان سابقا على نشوء النزاع يف صورة شرط التحكيم ،أو الحقا على نشوء النزاع يف صورة مشارطة
التحكيم ،هو عقد كسائر العقود جيب أن تتوفر فيه أركان العقد املوضوعية من رضاء وسبب وحمل وأهلية ،فضال عن
ضرورة أن يكون مكتواب وقد صرحت املادة 2الاقرة 5من القانون النموذجي على أن ينص صراحة على أن اتاا
والسبب يف ذلك هو أن بعض الاقه قصر اصطالح اتاا التحكيم على مشارطة التحكيم اليت تربم بني طريف النزاع بعد
نشوبه .إال أن الراجح اآلن أن شرط التحكيم أيضا يعترب عقدا داخل العقد األصلي ،حىت ولو أخد صورة شرط التحكيم
أو بندا يف العقد األصلي الذي يربط بني طريف العالقة القانونية (.)23
وقد أاثرت الطبيعة العقدية التاا التحكيم اخلالف يف الاقه والقضاء متخض عليه عدة اجتاهات:
االجتاه األول :لقد غلب البعض الطابع العقدي على التحكيم وذلك ابلنظر ألمهية اتاا التحكيم وكونه مارتض لعملية
التحكيم (.)24
االجتاه الثاين :بينما أضاى مجهور الاقه الطبيعة القضائية عليه ( .)25كما جعلوا منه قضاء خاصا.
()24ذ .وجدي راغب "النظرية العامة للعمل القضائي" رسالة دكتوراه ص .715
()25ذ .فتحي وايل "الوسيط يف قانون القضاء املدين" طبعة جامعة القاهرة لسنة 7005بند 55ص 15وما بعدها.
ذ .حممود مصطاى يونس "قوة أحكام احملكمني وقيمتها أمام قضاء الدولة" املرجع السابق الصاحة 51وما بعدها.
726
االجتاه الثالث :بينما ذهب جانب اثلث والذي على رأسه عميد القانون التجاري حمسن شايق إىل القول أبن التحكيم
ليس اتااقا حمضا وال قضاء حمضا وإمنا هو نظام مير يف مراحل متعددة يلبس يف كل منها لباسا خاصا وطابعا خمتلاا .فهو
يف أوله اتاا ويف وسطه إجراء ،ويف آخره حكم ( .)26وأتسيسا على ذلك ذهب ذ /أمحد السيد صاوي إىل وضع
التحكيم يف قالب معني ألن له طبيعة خاصة مرجعها كونه وسيلة بديلة حلل املنازعات بعيدا عن القضاء وإجراءاته
االجتاه الرابع :فقد ذهب البعض يف الاقه احلديث للقول ابلطبيعة املركبة للتحكيم ،فهو نظام ذو طبيعة مزدوجة ،بل هو
عمل اتااقي يف مصدره الستمداد احملكم سلطاته من إرادة األطراف .وهو قضائي يف وظياته .فاحملكم ابلرغم من أنه ليس
قاض ،إال أنه يقوم بناس الوظياة املنوط ابلقاضي القيام هبا .أال وهو الاصل يف املنازعة املعروضة عليه إبصدار حكم
فيها(.)28
وخالصة القول أن اتاا التحكيم ينعقد بتطابق إرادة الطرفني إذ يعترب اإلجياب والقبول الصادر من الطرفني ،من العناصر
األساسية لوجود ركن الرضا كركن من أركان اتاا التحكيم اليت يرتتب على ختلف إحداها عدم وجود اتاا التحكيم
وانعدامه .فإذا انعقدت إرادة األطراف على وجود اتاا التحكيم بينهما ،وتوافر احملل والسبب كان هذا االتاا موجودا.
غري أن توافر هذه األركان ال يكاي لصحة اتاا التحكيم .إذ يتعني توافر الشروط الشكلية واملوضوعية لصحة اتاا
التحكيم مثل الكتابة واألهلية وغريها من الشروط ،واليت يرتتب على ختلاها بطالن اتاا التحكيم وليس انعدامه كما هو
()26ذ .أمحد السيد صاوي ز التحكيم طبقا للقانون رقم 52لسنة 5111مرجع سابق ص .50
( )27ذ .حممد نور شحاتة "تنايذ أحكام احملكمني يف التشريعات العربية واملقارنة" حبث مقدم ملؤمتر احتاد كليات احلقو العربية الذي عقد ابلقاهرة بتاريخ70 :
77ماي .7005
()28ذ .حمسن شايق "التحكيم التجاري الدويل" طبعة 5127و 5111ص .27
ذ .حايضة السيد حداد "الطعن ابلبطالن على أحكام التحكيم الصادرة يف املنازعة اخلاصة الدولية" دار الاكر اجلامعي 5112ص 2وقد أشارت إىل:
Antoine kassis «problème de base de l'arbitrage en droit comparé et en droit international» tome 1
arbitrage Juridictionnel et arbitrage contractuel paris. L.G.D.J .1997
726
احلال عند ختلف األركان .فيشرتط أن يكون اتاا التحكيم مكتواب وأن يكون صادرا ممن هو أهل للتصرف يف احلق
إال أن االجتهاد القضائي املغريب كان مران فيما يتعلق بشرط الكتابة فيما خيص اتاا التحكيم شرطا كان أو مشارطة
وذلك سريا على النهج الذي سار عليه االجتهاد الدويل يف هذا الباب ومن قرارته ما يلي (:)30
"حيث إن اشرتاط كتابة التحكيم ابليد مبوافقة األطراف يكون يف احلالة اليت يتم فيها تعيني حمكم أو حمكمني بصاة
م م". مسبقة يف عقد التحكيم حسب املدلول الصحيح ألحكام الاقرة الثانية من الاصل 701من
وقد ورد يف اجتهاد القضاء املصري خبصوص الكتابة يف التحكيم وقيمتها ما يلي:
"إذا كانت مشارطة -التحكيم املطلوب احلكم ببطالهنا -هي عقد رضائي توافرت عناصره من إجياب وقبول صحيحني
بني طرفيه ،وكان موضوع النزاع النزاع مما جيوز فيه الصلح والتحكيم فيه وقد وقع حمكمان على املشارطة وأقر احملكم الثالث
كتابة قبوله مهمة التحكيم ،فإن املشارطة تكون قد انعقدت صحيحة ويكون طلب احلكم ببطالهنا على غري
أساس"(.)31
التاا التحكيم حمل جيب أن ينصب عليه ،ويتمثل هذا احملل يف موضوع من موضوعات املعقد الذي ورد شرط التحكيم
كبند من بنوده ،أو ما اثر النزاع بشأنه ابلنسبة لالتاا الالحق على العقد أو ما مت االتاا عليه بني األطراف بعد قيام
()29ذ .أمحد إبراهيم عبد التواب "اتاا التحكيم واستقالله" مرجع سابق.
()30قرار حمكمة النقض املغربية عدد 5017 :بتاريخ 5117/5/75 :منشور مبجلة التحكيم اللبنانية العدد الثالث لسنة 7001ص 511وما يليها.
جلسة 5121/7/71س 71ص 775منشور ابملوسوعة الشاملة يف التحكيم ذ .معوض عبد التواب الطبعة األوىل لسنة ()31الطعن 111لسنة 5121
7001ص 751و.751
727
النزاع بينهما ،سواء أكان ذلك مبناسبة نزاع مطروح أمام القضاء ،أو قبل قيام هذا النزاع على أساس أن يكون هذا
وإذا كان من الشروط الالزمة لصحة اتاا التحكيم ،الكتابة وكما نص على ذلك ووضع جزاءا على عدم كتابة مشارطة
التحكيم البطالن ،فإن القانون اشرتط أن يتوافر يف مشارطة التحكيم النص على موضوع النزاع حىت ميكن حتديد والية
احملكمني (.)33
ويف مجيع األحوال جيب أن يكون موضوع النزاع من األمور اليت جيوز فيها التحكيم ،وقد تواترت التشريعات الوطنية على
وهناك أمثلة عديدة على املسائل املتعلقة ابألحوال الشخصية مثل حالة األشخاص وأهليتهم ،اخلطبة والزواج ،وحقو
الزوجني وواجباهتما املتبادلة ،واملهر ،ونظام األموال بني الزوجني والطال والتطليق والبنوة واإلقرار هبا ،وإنكارها (ناي
النسب) والعالقة بني األصول والاروع ،وااللتزام ابلناقة والوالية الشرعية والوصاية واحلج ،والنزاعات املتعلقة ابملواريث
أما املسائل املتعلقة ابلنظام العام فهي فكرة مرنة ونسبية ختتلف من دولة إىل أخرى ،ومن زمن آلخر ومن أمثلتها
املنازعات املتعلقة ابكتساب اجلنسية وفقدها واملنازعات املتعلقة أبعمال السيادة واألسلحة واالجتار يف املخدرات
()32ذ .أمحد إبراهيم عبد التواب" .صور اتاا التحكيم واستقالله" مرجع سابق ص .777
726
واملسؤولية اجلنائية والعقوابت .وإذا كانت التشريعات الوطنية قد تواترت على استبعاد املسائل املتعلقة ابلنظام العام من
نطا التحكيم ،فيجب أن ننوه إىل أن فكرة النظام العام ختتلف يف ماهومها الداخلي عن ماهومها الدويل (.)35
ويف حالة حتديد ماهوم فكرة النظام العام الدويل فإن األمر يصعب كثريا ابلنظر أنه ليس كل ما يعترب من النظام العام
الداخلي ،أو متعلق بقواعد آمرة ،يعترب من النظام العام الدويل ،فيذهب غالبية الاقه إىل أنه جيب النظر إىل الواقعية
وقد حاولت االتااقيات الدولية أن حتدد موضوع التحكيم ابملسائل التجارية ،منها بروتوكول جنيف 5177م .الذي ال
يلزم الدولة ابالعرتاف بصحة اتاا التحكيم إال إذا كان يتعلق مبسائل ميكن حلها عن طريق التحكيم ،وأعطى الربوتوكول
كذلك جند أن اتااقية نيويورك املتعلقة بتنايذ األحكام التحكيمية نصت على عدم إمكانية االعرتاف ابتااقات التحكيم،
إال إذا كان موضوع تلك االتااقات منازعات جيوز نشوءها ،أي أن القانون الواجب التطبيق من حيث املوضوع على
كما نص املشرع املغريب على إمكانية بطالن احلكم التحكيمي يف حالة صدوره خالفا لقاعدة من قواعد النظام العام(.)37
وتكريسا هلذه القاعدة العامة نورد القرار الصادر عن مركز التحكيم ببريوت بتاريخ 7001/5/70 :والذي جاء فيه (:)38
.....................
()38منشور مبجلة التحكيم اللبنانية العدد الثاين متوز يوليو 7001ص .775
726
".....
حادي عشر -يف التعويض الواجب حتديده لكل من أسهم الشركات يف ضوء التحكيم املطلق.
.....
وحيث إنه يف ضوء هذه املالحظات وضمن إطار التحكيم املطلق وأسباب التربير ومن منظور الضرر املطلوب جربه ،ومبا
توافر ابمللف من معطيات ،فإن اهليئة التحكيمية ترى استعراض طلبات الاريق الثاين تباعا من حيث التعويض عليه مع
.......
اثين عشر )5 -يف طلب الاائدة القانونية عن املبالغ املقررة أعاله حيث إنه ولئن مل يتعد الاريق الثاين مطالبته ابلاوائد يف
أواخر لوائحه وكان ابإلمكان عدم مناقشتها أتسيسا على ذلك ،إال أنه البد من التأكيد أن الشريعة اإلسالمية متنع حلظ
أي فائدة حتت أية تسمية عن دين نقدي جير مناعة نتيجة أتخي يف الاصل أو طلب أو دعوى ،ابعتبار أهنا بال مقابل
فيما لو زاد املبلغ األصلي ،ويعترب الشرع اإلسالمي أحكام الراب أهنا من حقو هللا سبحانه وتعاىل فتثار عاوا من قبل
اللجنة التحكيمية والشرع حظر األخذ هبا حىت لو ارتضاها أصحاب أية عالقة تعاقدية مدنية تصداي لقول" :الرسول
"إمنا الراب يف النسيئة" وهو مطلق أتخري فال يعول عليه مما ينبغي معه رد طلب الاائدة.
حيث إن الشريعة اإلسالمية تنهى عن أي ربح كان متوقعا ومل حيصل وتعترب أنه غري شرعي ألنه ال أييت نتيجة عمل قام به
أحدهم.
726
ويرى جانب من الاقه أنه ال شك يف أن مسألة النظام العام هي من املسائل املهمة اليت جيب أن تؤخذ يف االعتبار خالل
خمتلف مراحل التحكيم ،وذلك ملا هلا من أتثري على مرحلة االعرتاف حبكم التحكيم النهائي وتنايذيه ،وذلك إذا وجدت
احملكمة أثناء النظر يف دعوى التذييل ابلصيغة التنايذية أن مقرر التحكيم خمالف للنظام العام.
إن طريقة البحث عن مدى خمالاة النظام العام قد ختتلف ابختالف تلك املراحل -مرحلة التحكيم ومرحلة االعرتاف
ابحلكم -فالنتيجة اليت قد يتوصل إليها احملكم ميكن أن ختتلف عن النتيجة اليت يتوصل إليها القاضي يف حمكمة مكان
صدور حكم التحكيم ،خاصة عند اللجوء إىل استخدام مبدأ النظام العام لتحديد القانون الواجب التطبيق على إجراءات
والسبب الرئيسي وراء هذا االختالف يرجع إىل الار بني دور احملكم ودور القاضي يف كياية أدائهم ملهامهم .فالقاضي
قد أيخذ على عاتقه دور احلارس للنظام العام القضائي احمللي وابلتايل فهو ملزم إبعطاء أولوية لتطبيق قواعد النظام العام
املرتبطة بنظامه القانوين الداخلي وذلك على حساب آية قاعدة آمرة أخرى مأخوذة من قانون أجنيب .أما يف اجلانب
اآلخر ،فنجد أن دور احملكم خمتلف ،فهو ليس حارسا لنظام قانوين حمدد وال يوجد له والء لنظام قانوين خاص بدولة
معينة .إذ أن احملكم يستمد سلطته مباشرة من اتاا التحكيم ،وابلتايل فإن احملكم غري ملزم حبماية املصاحل الوطنية لدولة
معينة (.)39
وبناء على ما تقدم ،ميكن القول أبن التزام احملكم مراعاة واحرتام قواعد النظام العام يف منازعات التجارة الدولية وقد قال
الاقيه " Ole landoإن على احملكم وجوب االهتمام مبسألتني ،فبوصاه يؤدي خدمة لألطراف فعليه إقناعهم ،خاصة
الطرف اخلاسر ،بعدالة قراره ،كذلك عليه أن يتأكد من أن احلكم قابل للتنايذ يف الدولة أو الدول اليت سيتم فيها تنايذ
احلكم".
()39ذ .حسام التلهوين مدير مركز التحكيم ديب "مدى التزام احملكم مبراعاة النظام العام يف انزعات التجارة الدولية" منشور مبجلة التحكيم اللبنانية العدد الثالث
ص .701 - 707
766
الفقرة الثالثة :آاثر اتفاق التحكيم:
اجلانب األول إجيايب :يتمثل يف اتاا أطراف اتاا التحكيم على طرح نزاعاهتم على حمكم أو أكثر ،وقبول احلكم
اجلانب الثاين سليب :يتمثل يف امتناع أطراف اتاا التحكيم يف االلتجاء لقضاء الدولة ابلنسبة للمنازعات اليت تتعلق
مبوضوع اتااقهم.
هذان اجلانبان يتضمنان آاثر اتاا التحكيم ،إذ مبوجبه يلتزم أطرافه من الناحية اإلجيابية اباللتجاء للتحكيم ،كما يلتزمون
وهذه اآلاثر ترتتب بناء على القوة امللزمة التاا التحكيم مبجرد إبرام اتاا التحكيم ،فإذا ما التجأ أحد األطراف إىل
التحكيم تعني على احملكمة االستمرار يف إجراءات التحكيم ،حىت ولو التجأ الطرف اآلخر للقضاء ،أما إذا التجأ أحد
األطراف للقضاء فيتعني على الطرف اآلخر التمسك بوجود شرط التحكيم ،وإال اعترب متنازال عن شرط التحكيم ،فال
جيوز للمحكمة إعمال اآلاثر املرتتبة على اتاا .التحكيم من تلقاء ناسها بل يتعني متسك أحد اخلصوم ابلدفع بوجود
التاا التحكيم ،وإال سقط احلق يف الدفع وعد متنازال عن اتاا التحكيم.
واتاا التحكيم يف هذه احلالة ملزم جلميع أطرافه ،فال جيوز تعديله إال ابجتماع إرادات أطرافه صراحة أو ضمنا ،فال جيوز
العدول عن اتاا التحكيم ابإلرادة املناردة ألي من أطرافه استنادا للقوة امللزمة التاا التحكيم املستقر عليها فقها
وقضاء (.)42
()40ذ .علي سيد قاسم "نسبية اتاا التحكيم" بند 7ص 7وما بعدها .مشار إليه ابهلامش مبجلة األمن القانون يف الصاحة 51من العدد 5السنة .55
()41ذ .فتحي إمساعيل وإىل "الوسيط يف قانوين القضاء املدين" بند 112ص .117
()42ذ .ابمسة لطاي دابس " شروط اتاا التحكيم وآاثره" رسالة دكتوراه جامعة القاهرة لسنة 7001ص 711وما بعدها.
761
وإذا تقدم أحد األطراف بدعوى أمام حماكم الدولة .كان للطرف األخر أن يدفعها عن طريق الدفع بوجود اتاا
التحكيم ،موضوع اتاا التحكيم السابق مستقل عن موضوع العالقة التعاقدية بني طرفيه .وهو التزام من طبيعة خاصة
خبالف االلتزامات الشخصية يف القانون املدين .إذ يرتتب على عدم التمسك ابلدفع بوجود اتاا التحكيم قبل مناقشة
املوضوع ،إذا ما التجأ الطرف اآلخر للقضاء ،سقط حق الطرف اآلخر يف التمسك ابلدفع ،واعتباره متنازال عن اتاا
التحكيم ،األمر الذي يثري التساؤل عن طبيعة اتاا التحكيم ،هل هو اتاا مدىن خالص ،أم أنه اتاا من طبيعة
وقد ذهب االجتهاد القضائي لتكريس القاعدة القائلة" :الدفع بوجود اتاا التحكيم قبل الدخول يف أساس الدعوى"
ومن بني االجتهادات القضائية الصادرة عن حمكمة التمييز األردنية ما يلي - :من واجبات احملكمة رد الدعوى اليت يوجد
بشأهنا اتاا حتكيم إذا ثبت لديها أن هناك اتاا حتكيم خبصوص موضوع هذه الدعوى مبجرد إاثرة هذا الدفع قبل
"التمسك بشرط التحكيم وإاثرته قبل أي دفع آخر جيعل بت النزاع من اختصاص هيئة التحكيم"(.)44
"ال جيوز للمحكمة أن تثري شرط التحكيم من تلقاء ناسها وعدم إاثرة شرط التحكيم من قبل األطراف أمام احملكمة يعىن
تنازال عنه"(.)46
()45قرار عدد 7001/110 :بتاريخ 7001/2/07 :حمكمة النقض السورية الغرفة األوىل.
()46قرار عدد 7000/5177 :بتاريخ 7000/1/75 :القضية عدد 7511 :أساس لسنة 7000الغرفة املدنية الثالثة حمكمة النقض السورية.
762
ويف ميدان التشريع عاجل املشرع املغريب هذه القاعدة كالتايل :الاصل 772من قانون :01.01
-ملا يكون النزاع معروضا على هيئة حتكيمية ،ويف ناس الوقت يطرح على حمكمة أخرى ،فإن هذه األخرية حني يثار
أمامها قبل الدخول يف اجلوهر الدفع بوجود التحكيم ،تكون ملزمة ابلتصريح بعدم قبول الطلب املقدم أمامها.
-وإن كان النزاع غري معروض على التحكيم ،وجب على احملكمة بطلب من املدعى عليه ،أن تصرح بعدم قبول الدعوى
-وإن رفضت احملكمة يف احلالتني املذكورتني التصريح بعدم قبول الدعوى جاز للهيئة التحكيمية مباشرة مسطرة التحكيم
وهناك نقاش كبري يدور حول اجلهة املختصة الختاذ اإلجراءات الوقتية والتحاظية مع وجود اتاا التحكيم.
لقد حسم املشرع املغريب يف هذا األمر ( )47أبن اتاا التحكيم ال مينع أي طرف من اللجوء إىل القضاء سواء قبل بدء
اإلجراءات التحكيمية أو أثناءها الستصدار أي إجراء وقيت أو حتاظي ،وجيوز الرتاجع عن تلك اإلجراءات ابلطريقة
ناسها.
ويف ناس السيا أجاز ( )48حىت للهيئة التحكيمية ما مل يتم االتاا على خال ذلك ،أن تتخذ بطلب من أحد األطراف
()49ذ .عبد الرمحان املصباحي قاضي رئيس غرفة حمكمة النقض املغربية "قراءة للقانون رقم 10 :10 :املنظم للتحكيم والوساطة االتااقية".
بند 1تنازع االختصاص بني قضاء التحكيم والقضاء الرمسي منشور مبجلة التحكيم اللبنانية العدد :الثالث السنة 7001الصاحة 501وما يليها.
766
كما يكون للخصم يف حالة التجاء اخلصم اآلخر هليئة التحكيم ،بناء على اتاا حتكيم ابطل أن يدفع بعدم االختصاص
أمام هيئة التحكيم ،إذا كان عدم االختصاص مبين عن عدم وجود اتاا التحكيم وهو ما ذهب إليه التشريع املصري يف
إال أنه ال يرتتب على اتاا التحكيم شرطا كان أو مشارطة أي أثر على تقادم احلق موضوع النزاع ،ألن الشرط أو
املشارطة ليستا تكلياا ابلوفاء أو احلضور أمام هيئة التحكيم وال يتضمنا مطالبة ابحلق حمل النزاع بني األطراف كما ال
يكون له أثر ذايت على تقادم احلق موضوع النزاع ،إال إذا صاحبه مطالبة ابحلق موضوع النزاع أو تكليف ابحلضور أمام
اهليئة التحكيمية أو تكون املشارطة متضمنة إلقرار من أحد األطراف ابلدين حمل النزاع ويقتصر يف هذه احلالة على حتديد
مقدار الدين ،إذ يقع التقادم يف هذه احلالة بسبب اإلقرار الصريح أو الضمين ،وليس بسبب املشارطة يف ذاهتا (.)50
وقد ذهب بعض الاقه إىل أن اتاا التحكيم (املشارطة) الالحقة لقيام النزاع يقطع التقادم ،على أن أساس اتاا
التحكيم يف هذه احلالة مينع االلتجاء للقضاء وأن اتاا التحكيم السابق على قيام النزاع ال يقطع التقادم لعدم تصور
وإن اتاا التحكيم إن منع االلتجاء إىل القضاء فهو ال مينع من االلتجاء للتحكيم ،فال حيول دون املطالبة القضائية
ابحلق موضوع النزاع بني أطرافه ،وال ينقطع التقادم بشأنه إال بتقدمي طلب التحكيم أمام احملكمني .أو يف حالة إقرار أحد
طرفيه ابحلق واقتصار التحكيم على حتديد مقدار هذا احلق (.)52
()50ذ .أمحد سيد صاوي "التحكيم طبقا للقانون" رقم 5111/52مرجع سابق ص .15
()51ذ .مصطاى اجلمال ود عكاشة عبد العايل "التحكيم يف العالقات اخلاصة الدولية والداخلية" مرجع سابق بند 710ص .115
()52ذ .فتحي وايل "قانون التحكيم يف النظرية والتطبيق" مرجع سابق بند 11 ،12 ،15ص 515وما يليها.
766
أما ابلنسبة ألثر اتاا التحكيم على اخلصومة القضائية واختصاص القضاء االستعجايل واألوامر القضائية الصادرة عن
رئيس احملكمة فإنه ال أثر هلذا االتاا على اخلصومة من انحية ،إذ ال يرتتب على إبرام اتاا التحكيم ابلنسبة لناس
()53
وهو عكس يف رأي بعض الاقه أن أساس ذلك أن اتاا التحكيم ليس اتااقا على وقف اخلصومة أمام القضاء
أما رأي آخر فإنه ال يكون التاا التحكيم هذا األثر إال إذا تضمن صراحة االتاا على وقف اخلصومة ( )55ومن انحية
أخرى ،فإنه ال أثر التاا التحكيم على والية احملاكم يف ميادين املستعجالت والوامر الوقتية وأساس ذلك أن التحكيم
بديال عن قضاء الدولة وأن قضاء الدولة هو صاحب االختصاص األصيل ابلاصل يف مجيع النزاعات املدنية والتجارية،
وأن أساس ذلك هو إجازة املشرع لطريف االتاا على االلتجاء للتحكيم دون قضاء الدولة وهبذه الصاة يبدو كاستثناء
على القضاء ،واالستثناء ال مينع من العودة لألصل وأن االستثناء يتعني إعماله يف أضيق حدود (.)56
لذا فإن االتاا على التحكيم ال يسلب جهات القضاء املختصة والية الاصل يف املسائل الوقتية واملستعجلة ،دون أن
يكون للخصم احلق يف الدفع بوجود اتاا التحكيم وقد نصت املادة 51من قانون التحكيم املصري بقوهلا:
"جيوز للمحكمة املشار إليها يف املادة 1من هذا القانون أن أتمر بناء على طلب أحد طريف التحكيم ابختاذ تدابري مؤقتة
وقد أمجع الاقه أبن الاصل يف املسائل الوقتية واملستعجلة مسألة جوازية ،فاحملكمة املختصة هلا أن تقبل الاصل يف تلك
املسائل أو ال تقبل .وأن وجود اتاا التحكيم ال مينع قضاء الدولة والية الاصل يف املنازعات املستعجلة أو الوقتية
()53ذ .فتحي وايل "قانون التحكيم يف النظرية والتطبيق" مرجع سابق ص .512
()54ذ .مصطاي اجلمال وذ عكاشة عبد العال "التحكيم يف العالقات اخلاصة الدولية والداخلية" مرجع سابق .بند 710ص .115
()55ذ .أمحد إبراهيم عبد التواب "صور اتاا لتحكيم واستقالله" مرجع سابق بند 51ص.75
766
ابعتباره صاحب االختصاص األصيل يف كل املنازعات ،غري أن ذلك ال مينع اخلصوم من االتاا يف اتاا التحكيم على
أن تكون هيئة التحكيم بناء على طلب أحدمها من أن أتمر أاي منهما ابختاذ تدابري مؤقتة أو حتاظية (.)57
وجدير ابلذكر أن بعض اآلاثر السابقة التاا التحكيم مثل االمتناع عن االلتجاء للقضاء وااللتجاء للتحكيم ترتتب
مبجرد إبرام اتاا التحكيم ،استنادا للقوة امللزمة التاا التحكيم ،أما ابلنسبة لألثر املتمثل ابلدفع بوجود اتاا التحكيم،
فال يرتتب مبجرد إبرام اتاا التحكيم ،بل يرتتب يف حالة التجاء اخلصم للقضاء بشرط متسك اخلصم اآلخر ،ألن اتاا
التحكيم يقوم على اإلرادة املشرتكة ألطرافه وال يتعلق ابلنظام العام ،ويف هذا الصدد يتعني التمييز بني الوجود املادي
التاا التحكيم ،فهو واقعة مادية يقع عبء إثباهتا على اخلصوم كتابة بكافة طر اإلثبات املمكنة ،وبني إعمال األثر
القانوين التاا التحكيم والذي يتعني على القاضي إعماله يف حالة متسك أحد األطراف بوجود شرط التحكيم إذا مل
ويتلخص فيما سبق أن اتاا التحكيم يكون انجزا مند صدوره ابلنسبة اللتزام األطراف ابللجوء إىل التحكيم ،فإذا التجأ
أحد األطراف للتحكيم تعني على الطرف اآلخر االستمرار يف التحكيم ،إذ يتعني على هيئة التحكيم االستمرار يف
التحكيم ولو جلأ الطرف اآلخر للقضاء ملا هلذه الطبيعة اخلاصة التاا التحكيم يف ترتيب تلك اآلاثر اإلجيابية والسلبية
عكس الاقه اإليطايل الذي يقول ابلطبيعة اإلجرائية التاا التحكيم والراجح فقها أن اتاا التحكيم اتاا له طابع
()56ذ .أمحد إبراهيم عبد التواب "صور اتاا التحكيم واستقالله " مرجع سابق بند 51ص .77
()57ذ .أمحد إبراهيم عبد التواب "صور اتاا التحكيم واستقالله" مرجع سابق ص .77
()58ذ .أمحد إبراهيم عبد التواب "صور اتاا التحكيم واستقالله" مرجع سابق ص .77
767
املطلب الثاني
استقر الاقه والقضاء على أن اتاا التحكيم يكون يف إحدى صورتني األوىل تكون ابتاا األطراف على اللجوء لاض
املنازعات اليت ستنشأ بينهما يف املستقبل وهذه الصورة تسمى شرط التحكيم ،وقد يتاق طرفا العالقة القانونية عندما
يدب النزاع بينهما بشأن هذه العالقة ،وأيخذ صورة مشارطة التحكيم.
شرط التحكيم هو اتاا يلتزم مبقتضاه طرفان على اللجوء للتحكيم دون قضاء الدولة ،وقد يتم إدراجه يف العقد األصلي
الذي ينظم العالقة القانونية بني الطرفني ،وهو ما يكثر تطبيقه يف احلياة العملية ،ويسميه القانون اللبناين ببند التحكيم يف
املادة 257وعادة ما يرد الشرط بصيغة مقتضبة تتضمن فقط اإلحالة على التحكيم ،كالقول مثال أن أي خالف بني
طريف العقد حيال على التحكيم .وقد يتوسع األطراف يف ذلك إبضافة أحكام أخرى لشرط التحكيم ،مثل مكان
التحكيم والقانون الواجب التطبيق على النزاع ولغة التحكيم ،وصاات ومؤهالت كل أو بعض األشخاص الذين سيعينون
حمكمني يف هيئة التحكيم ،كاشرتاط أن يكون رئيس هيئة التحكيم مهندسا أو حماميا ،أو حماسبا ،كما جيوز أن يتاق
الطرفان على جنسية كل أو بعض احملكمني .وإذا كان التحكيم مؤسسيا ( .)59فقد جرت العادة أن تضع مؤسسة
التحكيم املعنية صيغة ينصح األطراف إبدراجها يف عقودهم إذا رغبوا إبحالة نزاعاهتم إىل تلك املؤسسة .ويف هذه احلالة،
تتبع قواعد املؤسسة يف إجراءات وإدارة التحكيم مبا يف ذلك تعيني احملكمني.
()59وهو التحكيم الذي تتوىل تنظيمه وإدارته مؤسسة أو مركز حتكيم مثل غرفة التجارة الدولية ،ومركز القاهرة ومركز ديب ويقابله التحكيم الاردي أو احلر.
766
ويستوي يف شرط التحكيم أن يرد يف بداية العقد أو هنايته أو يف أي مكان آخر يف العقد .وعندئذ خيضع أي نزاع عن
العقد للتحكيم ،إال إذا تبني من االتاا صراحة أو ضمنا غري ذلك ( .)60فاملسالة إذن مسالة تاسري لشرط التحكيم.
يتوىل أمرها القاضي أو هيئة التحكيم حسب األحوال .وهذه القاعدة كرسها االجتهاد القضائي املغريب ومن بني قراراته
املتواترة يف هذا الباب القرار الصادر عن حمكمة االستيناف ابلدار البيضاء بتاريخ 7005/7/75 :قرار جتاري عدد:
7005/5111والذي جاء فيه ..." :اتاا التحكيم ياسر تاسريا ضيقا ويتعني االلتزام والتقيد حبدوده لكون التحكيم
هو استثناء من القاعدة العامة اليت هي اللجوء إىل القضاء الرمسي (.)61
ومن هنا يتضح أن شرط التحكيم ياسر تاسريا ضيقا وال جيوز التوسع فيه ،ويستمد احملكم منه سلطته أي من العقد
الذي مت فيه االتاا على التحكيم ،وجتاوز احملكم ملا مت االتاا عليه يعد خمالف للنظام العام ويؤدي إىل البطالن.
)5وقد ال يرد االتاا على التحكيم يف صيغة شرط حتكيم ابملاهوم املذكور ،وإمنا بصيغة اتاا مستقل عن العقد
األصلي .وعلى غرار شرط التحكيم ،فإن مثل هذا االتاا قد يكون سابقا على نشوب النزاع .ومثال ذلك أن ال
يتضمن العقد شرط حتكيم ،ولكن يتاق الطرفان يف عقد مستقل على إحالة خالفاهتما املستقبلية اخلاصة ابلعقد األصلي
إىل التحكيم.
كما أن شرط التحكيم يؤخذ ككل ال يتجزء وأن تعديل النص الوارد فيه ال يارتض افرتاضا بل جيب أن يتم التعديل
مبوافقة إرادة املتعاقدين معا وأن استظهار تعديل نص خاص مبني يف العقد من عدمه هو من قبيل حتصيل احلاصل يف
الدعوى وهو مما تستقل به احملكمة أي حمكمة املوضوع بال معقب (.)62
()60ذ .فارس حممد عمران "قوانني ونظم التحكيم" املركز القومي لإلصدارات القانونية الطبعة األوىل 7050اجلزء األول الصاحة 15البند .5
()62قرار عدد 772 :يف 7005/57/51متييز ديب طعن جتاري منشور مبجلة التحكيم اللبنانية لسنة 7001اجلزء 7ص .751
766
إال أنه تطرح بعض الشروط التحكيمية إشكاال خاصا حني ينص شرط التحكيم على تعيني حمكمني فقط للنظر يف النزاع
واحلال أن األصل يف عدد احملكمني أن يكون وترا ( .)63وقد متيز فقه القضاء التونسي ابملرونة ومل يعترب الشرط التحكيمي
ابطال بل أقر أن من صالحيات القاضي االستعجايل املختص إمتام تركبة هيئة التحكيم بتعيني حمكم اثلث يكون رئيسا
هليئة التحكيم.
)7ومن القرارات الصادرة عن القضاء الارنسي ما يلي ..." :مبا أن اجلهة املستأناة مل حتدد أية قاعدة قانونية ميكن
تطبيقها على أساس النزاع ،يف ما يتعلق بتحديد مقدار الضرر الواجب التعويض عنه ،واليت قد يكون احملكم جتنبها
للبحث عن احلل األكثر إنصافا ،فإن تقدير الضرر استنادا إىل مبدأ العدالة واإلنصاف ،الذي يعترب مبدأ قانونيا عاما يف
مجيع األنظمة القانونية ومنها النظام املطلق على أساس النزاع ،وابلرجوع إىل العناصر املوضوعية املتوافرة من أجل تقدير
هذا الضرر بشكل إمجايل ،فإن تقديرا ال ينطوي يف ظل هذه الشروط على ما يؤكد أن احملكم ختطى حدود سلطته
ويتم تاسري شرط التحكيم طبقا للمبادئ العامة اليت حتكم تاسري التعبري عن اإلرادة وتكون نية األطراف املشرتكة واحلقيقة
حامسة أوال .إذا مل يكن يف املستطاع حتديد النية احلقيقية ،وجب على القاضي تاسري تصرحيات وتصرفات األطراف
حبسب نظرية الثقة عرب البحث عن الطريقة اليت ميكن من خالهلا فهم تصريح أو موقف حبسن نية تبعا جملموع
الظروف(.)65
كما عرفه القانون املصري يف املادة 7/5/50بنصها " - 5اتاا التحكيم هو اتاا الطرفني على االلتجاء إىل التحكيم
لتسوية كل أو بعض املنازعات اليت نشأت أو ميكن أن تنشأ بينهما مبناسبة عالقة قانونية معينة عقدية أو غري عقدية.
()63قرار عدد 702 :يف 7001/2/71حمكمة االستيناف تونس منشور مبجلة التحكيم اللبنانية لسنة 7001العدد :األول ص .757
()64قرار صادر عن حمكمة االستيناف ابريس الغرفة املدنية األوىل بتاريخ 7001/50/52 :بني شركة DMS INTERNATIONALوشركة
االتصال ) Cameroon Télécom (CAMTELمنشور مبجلة التحكيم اللبنانية لسنة 7001العدد األول ص .575
()65قرار صادر عن احملكمة الايديرالية السويسرية الغرفة املدنية األوىل بتاريخ .7001/7/71 :الولوج إليه عرب موقع احملكمة االحتاديةWWW.bge.ch -
766
- 7جيوز أن يكون اتاا التحكيم سابقا على قيام النزاع ،سواء قام مستقال بذاته ،أو ورد يف عقد معني بشأن كل أو
وهذا الشرط يرد يف عقد من العقود ،أو يف اتاا الحق للعقد ومستقل عنه ،كما قد يكون شرط التحكيم يف صورة
شرط أو إشارة يف ملحق أو مستند ملحق ابلعقد ،وقد أطلق عليه بعض الاقه شرط حتكيم ابإلشارة أو ابإلحالة (.)66
وقد نصت على ذلك املادة 50 :ف 7من قانون التحكيم املصري بنصها" :ويعترب اتاا على التحكيم كل إحالة ترد
يف العقد إىل وثيقة تتضمن شرط حتكيم إذا كانت اإلحالة واضحة يف اعتبار هذا الشرط جزء منه" .كما نصت على ذلك
املادة 5117من قانون املرافعات الارنسي وكذا القانون النموذجي الصادر عن اللجنة لألمم املتحدة للتحكيم التجاري
وتعترب اإلشارة يف عقد ما إىل مستند يشتمل على شرط التحكيم مبثابة اتاا التحكيم ،شريطة أن يكون العقد مكتواب،
وأن تكون اإلشارة قد وردت حبيث جتعل هذا الشرط جزءا من العقد ،وهذه اإلحالة قد تكون صرحية ،وقد تكون ضمنية
طاملا كانت دالة على إرادة الطرفني يف اتاا التحكيم اباللتزام بشرط التحكيم الوارد به (.)67
وجتدر اإلشارة إىل أن القضاء الارنسي قد ميز منذ عهد طويل بني شرط التحكيم ومشارطة التحكيم ،حيث قررت
حمكمة النقض الارنسية يف قرارها الصادر سنة 5117إجازة االتاا على التحكيم فقط بعد وقوع النزاع ،أي يف صوره
()68
وقد ظل هذا االجتاه سائدا إىل فرتة ما بني احلربني مشارطة حتكيم واعتبار شرط التحكيم جمرد وعد ابلتحكيم
العامليني ،ابعتبار تضمني العقد شرط التحكيم جمرد وعد بتوقيع مشارطة التحكيم عند قيام النزاع ،وعلى أساس ما ذكر
)66( Boukhobza la clause compromissoire par référence en matière d'arbitrage commerciale. Rev .
Arb ; 1998, page 496 .
()67ذ .فتحي إمساعيل وايل :الوسيط يف قانون القضاء املدين املرجع السابق ص 112بند .171
()68سامية راشد .التحكيم يف العالقات الدولية اخلاصة املرجع السابق الصاحات 21و 25البند .75
766
فقد اعتربه الاقه الارنسي عمل متهيدي سابق على إبرام األطراف التاا التحكيم ،وقد تغري هذا املاهوم لشرط التحكيم
بعد احلرب العاملية األوىل ،ويف عهد عصبة األمم اجته الراي للتسوية بني شرط التحكيم ومشارطة التحكيم من حيث
االعرتاف هبما على قدم املساواة وإعطاء شرط التحكيم ذات القوة اإللزامية.
كما جاء بروتوكول جنيف 5177ليعرب عن خطوة هامة يف سبيل حتقيق ذلك كما صرحت اتااقية األمم املتحدة بشأن
االعرتاف أبحكام احملكمني وتنايذها الصادرة عام 5111على مراعاة ذات اجلانب ،ابلنص على اتاا التحكيم للتعبري
عن شرط التحكيم ومشارطة التحكيم ،وعلى األساس السابق ،واستجابة ملوقف الاقه والقضاء ،عدل املشرع الارنسي
عن موقاه يف التمييز بني شرط التحكيم ومشارطة التحكيم ،فنص يف قانون التحكيم الصادر يف 51ماي 5110على
التسوية بني شرط التحكيم ومشارطة التحكيم ( )69غري أن املشرع الارنسي ظل حىت وقت قريب يضيق من نطا شرط
التحكيم ،حيث كان يقصر شرط التحكيم على عقود من نوع خاص ،وال جييز شرط التحكيم يف العقود املدنية ،وأخريا
واستجابة للاقه والقضاء ،فقد تدخل املشرع الارنسي بقانون 170 - 7005 :الصادر يف 51ماي 7005معدال
نص املادة 7055 :من القانون املدين الارنسي الصادر عام ،5101واليت كانت تنص على حظر إيراد شرط التحكيم
يف العقود املدنية ،وقد عدل املشرع نص املادة 7055السابقة ليجيز التحكيم يف العقود املدنية موسعا من نطا شرط
التحكيم يف مجيع العقود على املستوى الداخلي واخلارجي فيما عدا عقود االستهالك وعقود العمل.
اثنيا .السؤال املطروح هنا هو .هل يشرتط طريقة معينة لتدوين شرط التحكيم؟ واإلجابة أنه ال يشرتط طريقة معينة
لتدوين شرط التحكيم ،فقد يربم كاتاا خاص وقد يرد ضمن بنود العقد ،إذ خلت معظم القوانني والنظم من اشرتاط
طريقة حمددة إليراد اتاا التحكيم ،سواء ورد يف اتاا خاص أو كبند من بنود عقد مكتوب ،كل ما هناك أن معظم
التشريعات قد اشرتطت إلثبات هذا االتاا أن يكون مكتواب حيث نصت املادة 2 :من القانون النموذجي للتحكيم
الدويل التجاري الصادر عن جلنة األمم املتحدة لعام 5111على أنه جيب أن يكون اتاا التحكيم مكتواب .ويعترب
كالرسائل اإلليكرتونية وتعترب اإلشارة يف عقد ما إىل مستند يشتمل على شرط التحكيم مبثابة االتاا على التحكيم
شريطة أن يكون العقد مكتواب ،وأن تكون اإلشارة قد وردت حبيث جتعل الشرط جزءا من العقد.
وإذا مل يكن شرط التحكيم واضحا ومل يبني طريقة تعيني احملكمني كان الغيا ( )70كما أن تاسري الشرط التحكيمي يكون
ضيقا ،ويتم تاسري شرط التحكيم طبقا للمبادئ العامة اليت حتكم تاسري التعبري عن اإلرادة .وتكون نية األطراف املشرتكة
واحلقيقية حامسة .إذا مل يكن من املستطاع حتديد النية احلقيقية ،وجب على القاضي تاسري تصرحيات وتصرفات األطراف
حبسب نظرية الثقة عرب البحث عن الطريقة اليت ميكن من خالهلا فهم تصريح أو موقف حبسن نية تبعا جملموع الظروف
(.)71
كما ال يشرتط أن يتضمن شرط التحكيم كافة املسائل املتنازع عليها ،إذ يكاي االتاا على التحكيم يف شرط التحكيم
من حيث املبدأ ،وهو ما جرى عليه العمل القضائي ،إذ ال يتصور أن يتنبأ األشخاص عند إبرامهم للعقد األصلي
للمسائل اليت ميكن أن تثور بينهم ،غري أن ذلك ال مينع من القول بكااية شرط التحكيم إذا تضمن املسائل املتنازع
عليها ،إذ يغين يف هذه احلالة عن إبرام مشارطة التحكيم ،وأن بطالن شرط التحكيم ال يرتتب عليه بطالن املشارطة على
التحكيم والعكس فإن بطالن مشارطة التحكيم ال يرتتب عليه بطالن شرط التحكيم السابق عليها (.)72
()70قرار حمكمة النقض املصرية (التجارية) رقم 57/502يف 7002/7/72والذي جاء يف قاعدته :يشرتط يف شرط التحكيم أن تكون عباراته واضحة وغري
عمومية وينم عن إرادة واضحة يف تنظيم إجراءات التحكيم وطريقة التعيني للمحكمني ،لكي يكون هذا الشرط التحكيمي انفذا ،وإال كان الشرط التحكيمي غري
الواضح ال ينزع اختصاص القصاء( .منشور مبجلة التحكيم اللبنانية لسنة 7001العدد الثاين ص .)115
()71قرار احملكمة االحتادية السويسرية Trib. Féd 22 Janvier 2008 : AC ; SE, AD, Lrd, AE. (1ére cour civile).
ميكن الولوج إليه عرب موقع احملكمة االحتادية(4 A. 244/ 2007) WWW.bger.ch :
()72ذ /فتحي إمساعيل وايل "قانون التحكيم يف النظرية والتطبيق" املرجع السابق بند 17ص .11
ذ /أمحد إبراهيم عبد التواب "صور اتاا التحكيم واستقالله" دراسة منشورة مبجلة األمن والقانون .ديب السنة 55العدد 5ص .775
762
وهذا الشرط ،سواء كان واردا يف العقد أو كان يف اتاا الحق قد ال يتضمن املسائل املتنازع عليها ،خبالف مشارطة
التحكيم ،فيجب أن تتضمن كافة املسائل املتنازع عليها بني اخلصوم وإال كان االتاا ابطال (املادة 7/50 :من قانون
التحكيم املصري) .كما ميكن أن تتضمن أمساء احملكمني ،فهي مبثابة عريضة دعوى للنزاع بني اخلصوم ،هذه املشارطة
تتضمن حتديدا أوليا لعناصر النزاع ،فال تتضمن حتديدا هنائيا جلميع عناصر النزاع ،بل إن يف إمكان اخلصوم تعديل هذه
الطلبات واإلضافة إليها وحذف بعضها وفقا ملبدأ تطور النزاع عرب مسار الدعوى التحكيمية حىت ميكنهم حتديد طلباهتم
حتديدا هنائيا .ومعىن ذلك أن شرط التحكيم يكاي من حيث املبدأ لوجود التحكيم مع التزام طالب التحكيم أن يقدم يف
امليعاد احملدد بياان لدعواه ،يشتمل على امسه وعنوانه وهويته وموطنه املختار واسم املدعى عليه ،عنوانه وهويته وشرح لوقائع
الدعوى وحتديد املسائل حمل النزاع وطلباته وملتمساته وكل أمر آخر يوجب اتاا التحكيم ذكره يف هذا البيان (املادة
70من قانون التحكيم املصري) ،فإذا توافر شرط التحكيم ،فإنه يكون كافيا لصحة التحكيم وال يلزم مشارطة ( )73إذا
ما حدد طالب التحكيم املسائل حمل النزاع يف بيان التحكيم وفقا ملا جاء يف املادة 70املذكورة.
مشارطة التحكيم عبارة عن اتاا بني شخصني أو أكثر من األشخاص املتنازعة لعرض نزاعهم على حمكم أو اكثر من
La convention de compromis est un contrat par lequel deux ou plusieurs personnes
conviennent que leur différend sera porté non devant les juridictions ordinaires ; mais
(devant un ou plusieurs arbitres de leur choix. )74
()73ذ /فتحي إمساعيل وايل" :الوسيط يف قانون القضاء املدين" املرجع السابق بند 112ص .171
(74)Jean Vincent et Serge GUINCHARD procédure civile, ci. n° 1645 page 1107.
766
فهي اتاا يتم بني أطراف املنازعة بعد قيام النزاع لعرض هذا النزاع على التحكيم ( )75وهى حمرر يتم االتاا عليه بعد
التحكيم املصري بنصها ..." :كما جيوز أن يتم اتاا التحكيم بعد قيام النزاع ولو كانت قد أقيمت بشأنه دعوى أمام
جهة قضائية ،بل تصح املشارطة بعد حكم أول درجة وبعد الطعن يف احلكم ابالستيناف طاملا مل يصدر يف النزاع حكم
هنائي" .ويف هذه احلالة جيب أن حيدد اتاا التحكيم املسائل اليت يشملها التحكيم ،وإال كان االتاا ابطال كما نصت
املادة 17من ناس القانون على أن :ال تقبل دعوى بطالن حكم احملكمني إال يف األحوال اآلتية :أ) إذا مل يوجد اتاا
حتكيم أو كان هذا االتاا ابطال أو قابال لإلبطال أو سقط إبنشاء مدته.
()75ذ /فتحي إمساعيل وايل" :الوسيط يف قانون القضاء املدين" املرجع السابق بند 112ص 171و"قانون التحكيم يف النظرية والتطبيق" املرجع السابق بند
15ص 507وما بعدها وقد قضت املادة 105من قانون املرافعات اإليطايل حسب أحث تعديالت قانون 1يناير 5111إبجازة إخضاع املنازعات الناشئة
بني األطراف التحكيم ابستثناء املسائل املتعلقة ابألحوال الشخصية واالناصال بني األزواج أو املقرتنني أو املتحدين.
()76ذ /أكتم أمني اخلويل" :بدء التحكيم وسريه طبقا لنظام التوفيق والتحكيم لغرفة جتارة وصناعة ديب" بتاريخ 71 :و /71ماي 5111ص .1
ذ /أمحد صدقي حممود" :ماهوم الكتابة يف اتاا التحكيم" ص .51/52
()77نصت املادة 102من قانون املرافعات اإليطايل لسنة 5111على شرط الكتابة وأن تكون املشارطة حمددة حملل النزاع وإال كانت ابطلة كما نصت الاقرة
الثانية من املادة 102بتوافر الشكل املكتوب للمشارطة يف الرسائل والربقيات بني الطرفني.
( )78قرار عدد 50 :طعن عدد 50 :لسنة 5111صادر بتاريخ 5111/50/1 :منشور مبجلة قرارات حمكمة التمييز بديب لسنة 5111ص 151عدد:
57وقد جاء يف هذا احلكم .أن النص يف املادة 570 :من قا نون اإلجراءات املدنية الوارد يف الباب الثالث منه بشأن التحكيم على أنه إذا مل يشرتط اخلصوم يف
االتاا على التحكيم أجال للحكم كان على احملكم أن حيكم خالل ستة أشهر من اتريخ جلسة التحكيم األوىل ،وإال جاز ملن شاء من اخلصوم رفع النزاع إىل
احملكمة أو املضي فيه أمامها إذا كان مرفوعا من قبل مؤداه أن وجود دعوى مردودة بني اخلصوم أمام احملاكم ال حيول دون اتااقهما على اللجوء إىل التحكيم
للاصل يف ذات النزاع حمل تلك الدعوى ،طاملا انه مل يصدر فيها من احملكمة حكم ميتنع معه إعادة طرح النزاع على جهة أخرى خمتصة ابحلكم .ومن متة فإن
اتاا طريف الدعوى خارج احملكمة على اللجوء للتحكيم أثناء نظرها أمام احملاكم عن ذات النزاع يكون صحيحا قانوان وال يرتتب عليه بطالن االتاا .
-القاعدة" :االتاا التحكيمي حيدد موضوع التحكيم وال ميكن التوسيع فيه".
قرار حمكمة التمييز األردنية 5711بتاريخ 7002/50/71 :منشور مبجلة التحكيم اللبنانية العدد 7001/1 :ص .551
766