You are on page 1of 10

‫]‪[1‬القاعدة الفقهية‪ :‬العادة مح َّكمة‬

‫‪Nanang Qosim‬‬
‫معنى القاعدة‪:‬‬
‫أن العادة تجعل َح َك ًما إلثبات حُكم شرعي إذا لم يرد نص في ذلك الحكم المراد إثباته‪ ،‬فإذا ورد‬
‫النص عمل بموجبه‪ ،‬وال يجوز ترك النص والعمل بالعادة؛ ألنه ليس للعادة حق تغيير النصوص‪،‬‬
‫والنص أقوى من العرف؛ ألن العرف قد يكون مستن ًدا على باطل‪.‬‬
‫تعريف العادة‪:‬‬
‫األمر المتكرر من غير عالقة عقلية‪ ،‬وهذا تعريف األصوليين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫أما عند الفقهاء‪:‬‬
‫فهي عبارة عما يستقر في النفوس من األمور المتكررة المعقولة عند الطبائع‬
‫السليمة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫مح َّكمة‪:‬‬
‫اسم مفعول من التحكيم‪ ،‬وهو القضاء والفصل بين الناس؛ أي‪ :‬إن العادة تكون َح َك ًما‬
‫يرجع إليه عند القضاء والفصل‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫تعريف العرف‪:‬‬
‫األمر الذي استقر في النفوس بشهادة العقول‪ ،‬وتلقَّ ْته الطبائع بالقَبول‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫متى تكون العادة والعُرف حجة وحُك ًما؟‬

‫إنما يعتبر العادة والعُرف حجة وحُك ًما عند عدم مخالفتهما لنص شرعي‪ ،‬أو عند عدم شرط أحد‬
‫المتعاقدين‪.‬‬
‫أدلتهما‪ :‬من القرآن‪:‬‬
‫ُوف‪[ ﴾ ‬البقرة‪.]228 :‬‬ ‫‪ -1‬قوله تعالى‪َ  ﴿ :‬ولَه َُّن ِم ْث ُل الَّ ِذي َعلَ ْي ِه َّن بِ ْال َم ْعر ِ‬
‫‪ ‬‬
‫ُوف‪[ ﴾ ‬النساء‪.]19 :‬‬ ‫اشرُوهُ َّن ِب ْال َم ْعر ِ‬ ‫‪ -2‬قوله تعالى‪َ  ﴿ :‬و َع ِ‬
‫‪ ‬‬
‫قال‪ ‬اإلمام القرطبي‪ :‬العُرف والمعروف والعارفة‪ :‬كلُّ َخصلة حسنة ترتضيها العقول‪ ،‬وتطمئن إليها النفوس]‪.[2‬‬
‫‪ ‬‬
‫ين ِم ْن‬ ‫ان فَ َكفَّا َرتُهُ إِ ْ‬
‫ط َعا ُم َع َش َر ِة َم َسا ِك َ‬ ‫اخ ُذ ُك ْم بِ َما َعقَّ ْدتُ ُم اأْل َ ْي َم َ‬
‫اخ ُذ ُك ُم هَّللا ُ ِباللَّ ْغ ِو فِي أَ ْي َمانِ ُك ْم َولَ ِك ْن ي َُؤ ِ‬
‫‪ -3‬قوله تعالى‪ ﴿ :‬اَل ي َُؤ ِ‬
‫ون أَ ْهلِي ُك ْم‪[ ﴾ ‬المائدة‪.]89 :‬‬ ‫أَ ْو َس ِط َما تُ ْ‬
‫ط ِع ُم َ‬
‫ينظر في مقدار الطعام إلى األعراف السائدة والعوائد المتبعة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -4‬عن عائشة‪ ،‬أن هند بنت عتبة‪ ،‬قالت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إن أبا سفيان رج ٌل شحيح‪ ،‬وليس يعطيني ما يكفيني‬
‫يكفيك وول َدك بالمعروف))]‪ ،[3‬قال العالمة ال َعيْني‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أخذت منه وهو ال يعلم‪ ،‬فقال‪(( :‬خذي ما‬ ‫وولدي‪ ،‬إال ما‬
‫ُرف عمل جار]‪.[4‬‬
‫وهذا يدل على أن الع َ‬
‫‪ ‬‬
‫وقال ابن بطال‪ :‬العُرف عند الفقهاء أم ٌر معمول به]‪.[5‬‬
‫‪ ‬‬
‫ُ‬
‫وزن أهل مكة‪ ،‬وال ِمكيال‪ :‬مكيا ُل أهل‬ ‫ُ‬
‫((الوزن‪:‬‬ ‫‪ -5‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫المدينة))]‪.[6‬‬
‫‪ ‬‬
‫نتاج‪ ،‬فاعتبر‬
‫ٍ‬ ‫فاعتبر الرسو ُل صلى هللا عليه وسلم عادة أهل المدينة؛ ألن عادتَهم الكيلُ‪ ،‬وأهل مكة كانوا أهل‬
‫عادتهم في الوزن‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫أرضا بخيبر‪ ،‬فأتى النب َّي صلى هللا عليه وسلم يستأمره فيها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫‪ -6‬أن عم َر بن الخطاب أصاب‬
‫س عندي منه‪ ،‬فما تأمر‬ ‫أرضا بخيبر‪ ،‬لم أُ ِ‬
‫صبْ مااًل قط أنفَ َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫أصبت‬ ‫فقال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إني‬
‫حبست أصلها‪ ،‬وتصدقت به))‪ ،‬قال‪ ...:‬ال جناح على َمن َو ِليَها أن يأكل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شئت‬ ‫به؟‪ ‬قال‪(( :‬إن‬
‫منها بالمعروف]‪.[7‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -7‬عن عبدهللا بن مسعود‪ ،‬قال‪" :‬إن هللا نظر في قلوب العباد‪ ،‬فوجد قلب محمد صلى هللا عليه‬
‫وسلم خي َر قلوب العباد‪ ...،‬فما رأى المسلمون حسنًا‪ ،‬فهو عند هللا ح َس ٌن"]‪.[8‬‬
‫القواعد المندرجة تحت هذه القاعدة‪:‬‬
‫‪ -1‬استعمال الناس حجةٌ يجب العمل بها‪.‬‬
‫‪ -2‬إنما تعتبر العادة إذا اطردت أو غلبت‪.‬‬
‫‪ -3‬العبرة للغالب الشائع ال للنادر‪.‬‬
‫‪ -4‬العُرف الذي تحمل عليه األلفاظ‪ ،‬إنما هو المقارن السابق دون المتأخر‪.‬‬
‫‪ -5‬الحقيقة تترك بداللة العادة‪.‬‬
‫‪ -6‬الكتاب كالخطاب‪.‬‬
‫‪ -7‬اإلشارة المعهودة لألخرس كالبيان باللسان‪.‬‬
‫‪ -8‬المعروف ُعرفًا كالمشروط شرطًا‪.‬‬
‫‪ -9‬التعيين بالعرف كالتعيين بالنص‪.‬‬
‫‪ -10‬المعروف بين التجار كالمشروط بينهم‪.‬‬
‫‪ -11‬ال ينكر تغير األحكام االجتهادية بتغير األزمان‪.‬‬
‫األمثلة‪:‬‬
‫‪ -1‬حد الماء الجاري‪ ،‬األصح أنه‪ :‬ما ي ُع ُّده الناس جاريًا‪.‬‬
‫‪ -2‬وقوع البعر الكثير في البئر‪ ،‬األصح أن الكثير ما استكثره الناظر‪.‬‬
‫المفسد للصالة مف َّوض إلى العُرف‪.‬‬‫ِ‬ ‫‪ -3‬العمل‬
‫‪ -4‬تناول الثمار الساقطة يعتبر فيه العرف‪.‬‬
‫‪ -5‬فيما ال نص فيه من األموال الربوية يعتبر فيه العرف‪.‬‬
‫‪ -6‬ألفاظ الواقفين تعتبر على عرفهم‪.‬‬
‫‪ -7‬ذكر ابن نجيم‪ :‬أن اإلمام للمسجد يسامح في كل شهر أسبو ًعا لالستراحة‪ ،‬ومثله نص في العادة‪،‬‬
‫انتهى]‪ ،[9‬ولكن العرف اختلف اليوم‪ ،‬فال يسمح بأسبوع‪ ،‬بل بيوم أو يومين في الشهر‪ ،‬وفي السنة‬
‫بشهر‪ ،‬وفي المدارس بشهرين‪ ،‬وأثناء الدراسة بشهر‪ ،‬وهذا عندنا في شبه القارة الهندية‪.‬‬
‫]‪ [1‬شرح مجلة األحكام‪ :‬م‪ 36 :‬ص‪ ،40 :‬األشباه للسيوطي‪ ،89 :‬ابن النجيم‪ ،92 :‬الوجيز‪ ،213 :‬القواعد‬
‫للندوي‪.293 :‬‬
‫]‪ [2‬تفسير القرطبي‪.346/ 7 :‬‬
‫]‪ [3‬صحيح البخاري (‪.)65 / 7‬‬
‫]‪ [4‬صحيح البخاري بشرح العيني‪.18 - 16/ 12 :‬‬
‫[‪ ]5‬نفس المصدر‪.‬‬
‫[‪ ]6‬أبو داود‪.13 - 12/ 5 :‬‬
‫[‪ ]7‬البخاري‪ :‬رقم الحديث‪.2565 :‬‬
‫[‪ ]8‬مسند أحمد ‪ -‬عالم الكتب (‪.)379 /1‬‬
‫[‪ ]9‬ابن نجيم‪ 153 :‬ط هندي‪.‬‬

You might also like