Professional Documents
Culture Documents
Nanang Qosim
معنى القاعدة:
أن العادة تجعل َح َك ًما إلثبات حُكم شرعي إذا لم يرد نص في ذلك الحكم المراد إثباته ،فإذا ورد
النص عمل بموجبه ،وال يجوز ترك النص والعمل بالعادة؛ ألنه ليس للعادة حق تغيير النصوص،
والنص أقوى من العرف؛ ألن العرف قد يكون مستن ًدا على باطل.
تعريف العادة:
األمر المتكرر من غير عالقة عقلية ،وهذا تعريف األصوليين.
أما عند الفقهاء:
فهي عبارة عما يستقر في النفوس من األمور المتكررة المعقولة عند الطبائع
السليمة.
مح َّكمة:
اسم مفعول من التحكيم ،وهو القضاء والفصل بين الناس؛ أي :إن العادة تكون َح َك ًما
يرجع إليه عند القضاء والفصل.
تعريف العرف:
األمر الذي استقر في النفوس بشهادة العقول ،وتلقَّ ْته الطبائع بالقَبول.
متى تكون العادة والعُرف حجة وحُك ًما؟
إنما يعتبر العادة والعُرف حجة وحُك ًما عند عدم مخالفتهما لنص شرعي ،أو عند عدم شرط أحد
المتعاقدين.
أدلتهما :من القرآن:
ُوف[ ﴾ البقرة.]228 : -1قوله تعالىَ ﴿ :ولَه َُّن ِم ْث ُل الَّ ِذي َعلَ ْي ِه َّن بِ ْال َم ْعر ِ
ُوف[ ﴾ النساء.]19 : اشرُوهُ َّن ِب ْال َم ْعر ِ -2قوله تعالىَ ﴿ :و َع ِ
قال اإلمام القرطبي :العُرف والمعروف والعارفة :كلُّ َخصلة حسنة ترتضيها العقول ،وتطمئن إليها النفوس].[2
ين ِم ْن ان فَ َكفَّا َرتُهُ إِ ْ
ط َعا ُم َع َش َر ِة َم َسا ِك َ اخ ُذ ُك ْم بِ َما َعقَّ ْدتُ ُم اأْل َ ْي َم َ
اخ ُذ ُك ُم هَّللا ُ ِباللَّ ْغ ِو فِي أَ ْي َمانِ ُك ْم َولَ ِك ْن ي َُؤ ِ
-3قوله تعالى ﴿ :اَل ي َُؤ ِ
ون أَ ْهلِي ُك ْم[ ﴾ المائدة.]89 : أَ ْو َس ِط َما تُ ْ
ط ِع ُم َ
ينظر في مقدار الطعام إلى األعراف السائدة والعوائد المتبعة.
-4عن عائشة ،أن هند بنت عتبة ،قالت :يا رسول هللا ،إن أبا سفيان رج ٌل شحيح ،وليس يعطيني ما يكفيني
يكفيك وول َدك بالمعروف))] ،[3قال العالمة ال َعيْني:
ِ ُ
أخذت منه وهو ال يعلم ،فقال(( :خذي ما وولدي ،إال ما
ُرف عمل جار].[4
وهذا يدل على أن الع َ
وقال ابن بطال :العُرف عند الفقهاء أم ٌر معمول به].[5
ُ
وزن أهل مكة ،وال ِمكيال :مكيا ُل أهل ُ
((الوزن: -5عن ابن عمر ،قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم:
المدينة))].[6
نتاج ،فاعتبر
ٍ فاعتبر الرسو ُل صلى هللا عليه وسلم عادة أهل المدينة؛ ألن عادتَهم الكيلُ ،وأهل مكة كانوا أهل
عادتهم في الوزن.
أرضا بخيبر ،فأتى النب َّي صلى هللا عليه وسلم يستأمره فيها، ً -6أن عم َر بن الخطاب أصاب
س عندي منه ،فما تأمر أرضا بخيبر ،لم أُ ِ
صبْ مااًل قط أنفَ َ ً ُ
أصبت فقال :يا رسول هللا ،إني
حبست أصلها ،وتصدقت به)) ،قال ...:ال جناح على َمن َو ِليَها أن يأكل َ َ
شئت به؟ قال(( :إن
منها بالمعروف].[7
-7عن عبدهللا بن مسعود ،قال" :إن هللا نظر في قلوب العباد ،فوجد قلب محمد صلى هللا عليه
وسلم خي َر قلوب العباد ...،فما رأى المسلمون حسنًا ،فهو عند هللا ح َس ٌن"].[8
القواعد المندرجة تحت هذه القاعدة:
-1استعمال الناس حجةٌ يجب العمل بها.
-2إنما تعتبر العادة إذا اطردت أو غلبت.
-3العبرة للغالب الشائع ال للنادر.
-4العُرف الذي تحمل عليه األلفاظ ،إنما هو المقارن السابق دون المتأخر.
-5الحقيقة تترك بداللة العادة.
-6الكتاب كالخطاب.
-7اإلشارة المعهودة لألخرس كالبيان باللسان.
-8المعروف ُعرفًا كالمشروط شرطًا.
-9التعيين بالعرف كالتعيين بالنص.
-10المعروف بين التجار كالمشروط بينهم.
-11ال ينكر تغير األحكام االجتهادية بتغير األزمان.
األمثلة:
-1حد الماء الجاري ،األصح أنه :ما ي ُع ُّده الناس جاريًا.
-2وقوع البعر الكثير في البئر ،األصح أن الكثير ما استكثره الناظر.
المفسد للصالة مف َّوض إلى العُرف.ِ -3العمل
-4تناول الثمار الساقطة يعتبر فيه العرف.
-5فيما ال نص فيه من األموال الربوية يعتبر فيه العرف.
-6ألفاظ الواقفين تعتبر على عرفهم.
-7ذكر ابن نجيم :أن اإلمام للمسجد يسامح في كل شهر أسبو ًعا لالستراحة ،ومثله نص في العادة،
انتهى] ،[9ولكن العرف اختلف اليوم ،فال يسمح بأسبوع ،بل بيوم أو يومين في الشهر ،وفي السنة
بشهر ،وفي المدارس بشهرين ،وأثناء الدراسة بشهر ،وهذا عندنا في شبه القارة الهندية.
] [1شرح مجلة األحكام :م 36 :ص ،40 :األشباه للسيوطي ،89 :ابن النجيم ،92 :الوجيز ،213 :القواعد
للندوي.293 :
] [2تفسير القرطبي.346/ 7 :
] [3صحيح البخاري (.)65 / 7
] [4صحيح البخاري بشرح العيني.18 - 16/ 12 :
[ ]5نفس المصدر.
[ ]6أبو داود.13 - 12/ 5 :
[ ]7البخاري :رقم الحديث.2565 :
[ ]8مسند أحمد -عالم الكتب (.)379 /1
[ ]9ابن نجيم 153 :ط هندي.