Professional Documents
Culture Documents
للتفكير أهمية كبيرة في حياة اإلنسان وبخاصة المسلم وفيما يلي عرض
ألهمها:
أوال :تكريم اﷲ تعالى لإلنسان على سائر المخلوقات ،قال اﷲ تعالى۞:
َولَ َقدْ َك َّر ْم َنا َبنِي آدَ َم َو َح َم ْل َنا ُه ْم فِي ا ْل َب ِّر َوا ْل َب ْح ِر َو َر َز ْق َناهُم ِّمنَ َّ
الط ِّي َبا ِ
ت
ِير ِّم َّمنْ َخلَ ْق َنا َت ْفضِ ايًل {اإلسراء.}70: ض ْل َنا ُه ْم َعلَى َكث ٍ َو َف َّ
التفكير عبادة أو التعبد بالتفكير
ت لَ َعلَّ ُك ْم َت َت َف َّك ُرونَ ﴾[البقرة: قال تعالىَ ﴿ :ك َذلِ َك ُي َب ِّينُ َّ
ﷲُ لَ ُك ُم اآل َيا ِ
.]219
مقصد التخلص من فكر الجماعة وسلطانها وسطوتها
قال تعالى في بيان هذا المقصد الجليل من التفكير﴿:قُلْ إِ َّن َما أَعِ ُظ ُك ْم
صاح ِِب ُك ْم ِّمن َلِل مثنى وفرادى ُث َّم َت َت َف َّك ُرو ْا َما ِب َ ِب َواحِدَ ٍة أَن َتقُو ُمو ْا ِ َّ ِ
ِج َّنةٍ﴾[سبأ.]46 :
قال الشعراوي« :ولذلك يأمر المنهج اإليماني أن على الواحد منا إن
أراد أن يناقش قضية أهي حق أم باطل ،فال يصح أن نناقشها في
حشد من الناس ،ولكن ،فلنناقشها أوالً في نفوسنا ،لنتبين الحق فيها
من الضالل ،ولذلك يقول الحق سبحانه﴿:قُلْ إِ َّن َمآ أَعِ ُظ ُك ْم ِب َواحِدَ ٍة أَن
صاح ِِب ُك ْم ِّمن ِج َّنةٍ﴾[سبأ: َلِل مثنى وفرادى ُث َّم َت َت َف َّك ُرو ْا َما ِب َ َتقُو ُمو ْا ِ َّ ِ
.]46
كأن الحق يهدينا إلى كيفية التمييز ،فإما أن نناقش أنفسنا ،وإما أن
يتناقش اثنان حتى يمكن أن يقتنع أحدهما برأي اآلخر دون أن يشهد
ثالث هزيمته ،فيكابر ويجادل»
مقصد التخلص من التفكير من خالل مراد القوم
وهذا المقصد القرآني شبيه بالسابق ،فهناك صنف من البشر توقف التفكير عندهم،
وتخلصوا من معاناته المضنية بتركه .وإلى جانبهم أناس آخرون ال يوقفون
التفكير ،ولكن عطب تفكيرهم أنهم يفكرون من خالل مراد القوم .تجدهم يجتهدون
في التفكير إلرضاء القوم من خالل ما يريدون هم.
اهنا تأتي اآلية القرآنية ،لتحذر من هذا المقصد السيء .والذي حذرت منه من
ف َقدَّ َر ُث َّم َن َظ َر ُث َّم َع َب َ
س ف َقدَّ َر ُث َّم قُتِل َ َك ْي َخالل قوله تعالى﴿:إِ َّن ُه َف َّك َر َو َقدَّ َر َفقُتِل َ َك ْي َ
سأ ُ ْ
صلِي ِه ش ِر َ اس َت ْك َبر َف َقال َ إِنْ ه ََذا إِال سِ ْح ٌر ُي ْؤ َث ُر إِنْ َه َذا إِال َق ْول ُ ا ْل َب َ س َر ُث َّم أَدْ َب َر َو ْ
َو َب َ
ش َر﴾[المدثر: ش ِر َعلَ ْي َها ت ِْس َع َة َع َ اح ٌة لِ ْل َب َ
س َق ُر ال ُت ْبقِي َوال َت َذ ُر لَ َّو َ س َق َر َو َما أَدْ َرا َك َما َ َ
18إلى.]30
مقصد البحث عن المصالح جلبا ،والمفاسد دفعا
ها هنا نجد أنفسنا مرة أخرى أمام آية قرآنية تختم بالتفكر والتفكير ،وأن المقصد
هو تجنب الضياع واإلضاعة.
اخ َتلَ َط ِب ِه َن َب ُ
ات اء َف ْ اء أَ ْن َز ْل َناهُ مِنَ َّ
الس َم ِ قال تعالى﴿ :إِ َّن َما َم َثل ُ ا ْل َح َيا ِة ال ُّد ْن َيا َك َم ٍ
از َّي َن ْت َو َظنَّ ض ُز ْخ ُر َف َها َو َّ األر ُ
ت ْ اس َواأل ْن َعا ُم َح َّتى إِ َذا أَ َخ َذ ِ ض ِم َّما َيأْ ُكل ُ ال َّن ُ األر ِ
ْ
ارا َف َج َع ْل َناهَا َحصِ يداا َكأَنْ لَ ْم َت ْغنَ أَهْ لُ َها أَ َّن ُه ْم َقا ِد ُرونَ َعلَ ْي َها أَ َتاهَا أَ ْم ُر َنا لَ ْيًل أَ ْو َن َه ا
ت لِ َق ْو ٍم َي َت َف َّك ُرونَ ﴾[يونس.]24 : صل ُ اآل َيا ِ س َك َذلِ َك ُن َف ِّ األم ِ
ِب ْ
فكل من أهدر التفكر حري به ساعتها أن يضيع في ماله الذي هو كلية من كليات
الشريعة ،بل وجميع ما أضاع فيه عمره أو بعض عمره ،أو أضاع ما استهلك
فيه اآلباء الجهود لتشييده .ولذلك قال تعالىَ ﴿ :ف َج َع ْل َناهَا َحصِ يداا َكأَنْ لَ ْم َت ْغنَ
س﴾ ،فقد تم حصدها وإهالكها .وهذه المهلكة مقصد يجب إعمال التفكير األم ِ
ِب ْ
صل ُفيه ،حتى ال نقع فيها أو نكرر التجارب الفاشلة ،ولربما القاتلةَ ﴿ :ك َذلِ َك ُن َف ِّ
ت لِ َق ْو ٍم َي َت َف َّك ُرونَ ﴾.اآل َيا ِ
التفكير هو الوسيلة لفهم التكاليف السـماوية
إن النظر في كيفية تكون الظواهر الكونية أو االجتماعية يحتاج إلى تفكر
وتدبر ونظـر متفحص متخصص متواصل ،ألن الرؤية العابرة يستطيعها
معظم الناس ع ِالِمهم وجاهلهم أمـا اكتشاف السنن فإنه يحتاج إلى الجهابذة
المتدبرين المتفكرين.
التثبت من صدق األفكار والمبادئ والمعتقدات
1
7