You are on page 1of 22

‫الغارة اليمانية في رّد مفاسد التحريرية‬

‫تأليف خادم علم الحديث الشريف‬

‫الشيخ عبد ال الهرري المعروف بالحبشي غفر ال له ولوالديه‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫مقدمة‬

‫الحمد ل رب العالمين والصلة والسلم على سيد المرسلين وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين‪.‬‬

‫فقد ظهرت جماعة يسمون »حزب التحرير« يحّرفون دين ال وينشرون الباطيل ويثيرون‬
‫الخلفات التي ل معنى لها‪ .‬وقد أسس هذا الحزب رجل يسمى تقي الدين النبهاني ادعى الجتهاد‬
‫وخاض في الدين بجهل‪ ،‬فوقع في التحريف والتكذيب لكتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫وخرق الجماع في مسائل من أصول الدين وفروعه‪.‬‬

‫س في الدين ويحرفه ويفتري على ال ورسوله واجب فقد قمنا بنشر هذا‬
‫وبما أن التحذير ممن يد ّ‬
‫الكتاب الذي يبين فيه مؤلفه بعض فساد هذا الحزب‪.‬‬

‫قسم البحاث والدراسات السلمية‬

‫في جمعية المشاريع الخيرية السلمية‬

‫نبذة موجزة عن حزب التحرير ومؤسسه)(‬

‫هو تقي الدين بن إبراهيم النبهاني‪ ،‬ولد بقرية إجزم بقضاء حيفا بفلسطين سنة ‪1327‬هـ ـ ‪1909‬ر‪.‬‬

‫غادر بلده بعد نكبة ‪1948‬ر فاستقر ببيروت‪ ،‬وأنشأ عام ‪1952‬ر حزب التحرير الذي دعا بزعمه‬
‫لقيام الدولة السلمية التي يراها هو‪ ،‬وأخذ يبث دعوته وأفكاره المنحرفة كما سيمر في هذا الكتاب‬
‫ل بين الردن وسورية ولبنان‪ ،‬فانخدع به من ل علم عنده فتابعوه على سوء معتقده وءارائه‬‫متنق ً‬
‫التي شذ بها عن سائر المة‪.‬‬

‫شايع في بدايته حزب الخوان ثم لم يلبث أن تركهم وتحول إلى حربهم‪.‬‬

‫أمضى أواخر حياته في بيروت وبها توفي عام ‪1400‬هـ ـ ‪1979‬ر‪.‬‬

‫ومؤلفاته التي دّون فيها أفكاره تدل على أنه لم يكن على منهج أهل السنة والجماعة‪ ،‬وهذا ل يخفى‬
‫على ذي عينين لمن طالع هذا الكتيب الذي فيه بيان حقيقة هذا الحزب بإحالة ما ننقله عن رئيسهم‬
‫إلى كتبه حتى يكون القارئ على بينة‪ ،‬وال ولي التوفيق‪.‬‬

‫ترجمة موجزة للمؤّلف‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫الحمد ل رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على سيد المرسلين محمد‪ ،‬وعلى ءاله وصحبه الطيبين‬
‫الطاهرين وبعد‪:‬‬

‫فإنه ظهرت جماعة من الناس يسمون »حزب التحرير« يحّرفون دين ال‪ ،‬وينشرون الباطيل‪،‬‬
‫ويثيرون الخلفات التي ل معنى لها‪ .‬وقد أسس هذا الحزب رجل يسمى تقي الدين النبهاني ادعى‬
‫الجتهاد وخاض في الدين بجهل‪ ،‬فوقع في التحريف والتكذيب لكتاب ال وسنة رسوله صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وخرق الجماع في مسائل من أصول الدين وفروعه‪.‬‬

‫فقياًما مّنا بالواجب الذي افترضه ال علينا وهو المر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬ونصح‬
‫المسلمين وتحذيرهم من هذا الحزب وأقواله كتبنا هذه الوراق على وجه الختصار ذاكرين أقوالهم‬
‫ومفندين ءاراءهم‪ ،‬محتجين عليهم بالكتاب والسنة وإجماع المة وأقوال العلماء فإن التحذير من أهل‬
‫س في‬
‫الضلل أمر واجب‪ ،‬فكما أن التحذير ممن يغش المسلمين في السلع واجب‪ ،‬فالتحذير ممن يد ّ‬
‫ن منُكم أّمٌة‬
‫الدين ويحرفه ويفتري على ال ورسوله واجب من باب أولى‪ ،‬قال ال تعالى‪} :‬ولتُك ْ‬
‫ن عن المنكِر{ ]سورة ءال عمران‪ ،[104/‬وقال أبو‬ ‫ف وينَهو َ‬
‫ن بالمعرو ِ‬
‫ن إلى الخيِر ويأمرو َ‬
‫يدعو َ‬
‫علي الدقاق‪» :‬الساكت عن الحق شيطان أخرس«‪.‬‬

‫موافقة حزب التحرير لعتقاد المعتزلة‬

‫يقول زعيمهم تقي الدين النبهاني في كتابه المسمى الشخصية السلمية) ( ما نصه‪» :‬وهذه الفعال‬
‫ـ أي أفعال النسان ـ ل دخل لها بالقضاء ول دخل للقضاء بها‪ ،‬لن النسان هو الذي قام بها بإرادته‬
‫واختياره‪ ،‬وعلى ذلك فإن الفعال الختيارية ل تدخل تحت القضاء« اهـ‪ ،‬ويقول في نفس الكتاب) (‬
‫ما نصه‪» :‬فتعليق المثوبة أو العقوبة بالهدى والضلل يدل على أن الهداية والضلل هما من فعل‬
‫النسان وليسا من ال« ا‪.‬هـ‪ ،‬وكذا يذكر في كتابه المسمى بـ‪» :‬نظام السلم«) (‪.‬‬

‫الرد‪:‬‬

‫هذا الكلم مخالف للقرءان والحديث وصريح العقل‪ .‬فأما القرءان فقد قال ال تعالى‪} :‬وخَلقَ كلّ‬
‫ل خلقكم وما تعملون{ ]سورة الصافات‪،[96/‬‬ ‫شىٍء فقّدَره تقديًرا{ ]سورة الفرقان‪ ،[2/‬وقال‪}:‬وا ُ‬
‫ل شىٍء خلقناه بقَدر{ ]سورة القمر‪ ،[49/‬والشىء هنا شامل لكل ما يدخل في الوجود من‬ ‫وقال‪}:‬إّنا ك ّ‬
‫أجسام وحركات العباد وسكونهم‪ ،‬ما كان منها اختيارّيا وما كان منها اضطرارّيا‪ ،‬والفعال‬
‫الختيارية أكثر بكثير من غير الختيارية‪ .‬فلو كان كل فعل اختياري من العباد بخلق العبد لكان ما‬
‫يخلقه العبد من أعماله أكثر مما يخلقه ال من أعمال العباد‪ ،‬والشىء معناه في اللغة الموجود‪ ،‬وهذه‬
‫العمال أعمال النسان الختيارية موجودة‪.‬‬

‫فثبت أن قول النبهاني هو رّد للنصوص القرءانية والحديثّية‪ ،‬قال ال تعالى‪}:‬فمن يهدي من أض ّ‬
‫ل‬
‫ل بها من تشآُء{‬‫ضّ‬
‫ل فتنُتك ت ِ‬
‫ل{ ]سورة الروم‪ ،[29/‬وقال تعالى إخباًرا عن موسى ‪}:‬إن هي إ ّ‬ ‫ا ُ‬
‫ل يهدي من يشآُء{ ]سورة‬ ‫نا َ‬
‫ت ولك ّ‬‫]سورة العراف‪ ،[155/‬وقال تعالى ‪}:‬إّنك ل تهدي من أحببْ َ‬
‫ل بها َمن تشآُء‬
‫ضّ‬
‫القصص‪ ،[56/‬أي ل يخلق الهتداء في قلوب العباد إل ال‪ .‬وفي قوله تعالى ‪ُ}:‬ت ِ‬
‫وتهدي من تشآُء{ تصريح ظاهر بأن ال هو الذي يخلق الهتداء في قلوب من شاء أن يهديهم‪،‬‬
‫ل بها من تشآُء{ إل أن‬‫ضّ‬‫والضللة في قلوب من شاء أن يضلهم‪ ،‬ول معنى في اللغة لقوله تعالى ‪}:‬ت ِ‬
‫ال يخلق الضللة في قلب من يشاء‪ ،‬وأنه يخلق الهتداء في قلب من يشاء هو أي ال‪ ،‬لن الضمير‬
‫ل{ وقوله ‪}:‬تشآُء{ ل مرجع له إل إلى ال‪ ،‬ول يحتمل إرجاعه إلى العبد‪ .‬فما ذهب‬ ‫ضّ‬
‫في قوله ‪ُ}:‬ت ِ‬
‫إليه حزب التحرير معارضٌة ظاهرة لكتاب ال‪.‬‬

‫ضا لقوله تعالى ‪}:‬وُنقّلب أفِئدَتهم وأبصاَرُهم{ ]سورة النعام‪ ،[110/‬فقد‬


‫وكلم زعيمهم مخالف أي ً‬
‫أخبر ال في هذه الية بأن عمل العبد القلبي وعمله الذي يعمله بجوارحه من فعل ال تعالى فهل لهم‬
‫من جواب على هذه الية؟!‪.‬‬

‫ل{ ]سورة البقرة‪ ،[102/‬أي إل بمشيئته‪ ،‬لن‬ ‫نا ِ‬ ‫حٍد ِإلّ ِبِإْذ ِ‬
‫ن َأ َ‬
‫ن ِبِه ِم ْ‬
‫ضآّري َ‬
‫وقال تعالى‪َ}:‬وَما ُهم ِب َ‬
‫الذن هنا ل يصح تفسيره بالمر لن ال ل يأمر بالفحشاء‪ ،‬فتعين تفسيره هنا بالمشيئة‪ ،‬والسحر من‬
‫الفعال الختيارية‪.‬‬

‫ك ُق ْ‬
‫ل‬ ‫عنِد َ‬
‫ن ِ‬ ‫سّيَئٌة َيُقوُلوْا َهِذِه ِم ْ‬
‫صْبُهْم َ‬‫ل َوِإن ُت ِ‬‫عنِد ا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫سَنٌة َيُقوُلوْا َهِذِه ِم ْ‬
‫حَ‬
‫صْبُهْم َ‬
‫وقال تعالى ‪َ}:‬وِإن ُت ِ‬
‫حيل بينهم وبين ما يشتهون{ ]سورة سبأ‪،[54/‬‬ ‫ل{ ]سورة النساء‪ ،[78/‬وقال ‪}:‬و ِ‬ ‫عنِد ا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ل ّم ْ‬‫ُك ّ‬
‫ل ُيِريُد َأن ُيْغِوَيُكْم{ ]سورة النعام‪ [34/‬وقال ‪َ}:‬كَذِلكَ َزّيّنا‬ ‫نا ُ‬ ‫وقال ‪] {}:‬سورة هود[‪ ،‬وقال ‪ِ}:‬إن َكا َ‬
‫صاِرِهْم‬‫عَلى َأْب َ‬‫سْمِعِهْم َو َ‬‫عَلى َ‬ ‫عَلى قُُلوِبهْم َو َ‬
‫ل َ‬ ‫خَتَم ا ُ‬ ‫عَمَلُهْم{ ]سورة البقرة‪ ،[108/‬وقال‪َ } :‬‬ ‫ل ُأّمٍة َ‬ ‫ِلُك ّ‬
‫عَلْيَها ِبُكْفِرِهْم{ ]سورة يونس‪ ،[155/‬وقال ‪َ}:‬وَما َكا َ‬
‫ن‬ ‫ل َ‬‫طَبَع ا ُ‬ ‫ل َ‬‫شاَوٌة{ ]سورة النساء‪ [7/‬وقال ‪َ}:‬ب ْ‬ ‫غَ‬ ‫ِ‬
‫ل َر ّ‬
‫ب‬ ‫شاء ا ُ‬ ‫ل َأن َي َ‬
‫ن ِإ ّ‬‫شآُءو َ‬ ‫ل{ ]سورة التكوير‪ ،[100/‬وقال ‪َ}:‬وَما َت َ‬ ‫نا ِ‬ ‫ن ِإلّ ِبِإْذ ِ‬
‫س َأن ُتْؤِم َ‬ ‫ِلَنْف ٍ‬
‫س ُهَداَها{ ]سورة السجدة‪ [13/‬وقال ‪:‬‬ ‫ل َنْف ٍ‬
‫شْئَنا لَتْيَنا ُك ّ‬‫ن{ ]سورة السجدة‪ ،[29/‬وقال‪َ}:‬وَلْو ِ‬ ‫اْلَعاَلِمي َ‬
‫ن َوَزّيَنُه ِفي ُقُلوِبُكْم{ ]سورة الحجرات‪ ،[7/‬إلى سائر ما ورد في كتاب ال عّز‬ ‫ليَما َ‬‫ب ِإَلْيُكُم ا ِ‬
‫حّب َ‬‫}َ‬
‫ل هو المعطي بمّنه وفضله من يشاء من عبيده اليمان وهو‬ ‫ل في هذا المعنى من أن ال عّز وج ّ‬ ‫وج ّ‬
‫محببه إليه ومزّينه في قلبه وهاديه إلى الصراط المستقيم‪ ،‬وأن ال ختم على قلوب بعض عباده‪ ،‬وأن‬
‫أحًدا ل يستطيع أن يعمل غير ما كتب له‪ ،‬وأنه ل يملك لنفسه وغيره نفًعا ول ضّرا إل ما شاء ال‪،‬‬
‫ل ثناؤه وإرادته‪ ،‬وأنه ل يقع لبشر قول ول عمل ول نية إل‬ ‫وأن أفعال العباد كلها تقع بمشيئة ال ج ّ‬
‫بمشيئته تعالى وإرادته‪.‬‬

‫وأما مخالفته للحديث فقد روى مسلم في صحيحه والبيهقي وغيرهما) ( أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ‪»:‬كل شىء بقدر حتى العجز والكيس«‪ ،‬والعجز‪ :‬البلدة‪ ،‬والكيس‪ :‬الذكاء‪ ،‬وقال‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪»:‬إن ال صانع كل صانع وصنعته« رواه الحاكم من حديث حذيفة) (‪،‬‬
‫وقال ‪»:‬القدرية مجوس هذه المة إن مرضوا فل تعودوهم‪ ،‬وإن ماتوا فل تشهدوهم« رواه أبو‬
‫داود) ( في سننه والبيهقي في كتابه القدر) (‪ ،‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪»:‬ستة لعنتهم ولعنهم ال‬
‫ث) (‪.‬‬
‫وكل نبي مجاب‪ :‬الزائد في كتاب ال‪ ،‬والمكذب بقدر ال‪ «...‬الحدي َ‬

‫ضا الحديث الذي أخرجه ابن جرير الطبري في كتابه تهذيب الثار وصححه) ( وهو قوله‬ ‫وخالف أي ً‬
‫عليه الصلة والسلم ‪»:‬صنفان من أمتي ل نصيب لهما في السلم‪ :‬القدرية‪ ،‬والمرجئة«‪ ،‬فهذا‬
‫الحديث صريح في تكفير أهل القدر القائلين بأن العبد هو الذي يخلق أعماله بإرادته وتقديره كهذه‬
‫الفرقة‪ ،‬فهم بهذه المقالة جردوا أنفسهم من السلم وانسلخوا منه كما تنسلخ الحية من جلدها‪.‬‬

‫ضا حديث مسلم) ( عن أبي السود الدؤلي قال‪ :‬قال لي عمران بن الحصين‪ :‬أرأيتَ ما‬ ‫وخالف أي ً‬
‫يعمل الناس اليوم ويكدحون أشىء ُقضي عليهم ومضى عليهم من َقدٍر قد سبق أو فيما ُيستقبلون به‬
‫مما أتاهم به نبّيهم وثبتت الحجة عليهم؟ فقلت‪ :‬بل شىء ُقضي عليهم ومضى عليهم‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬أفل‬
‫ق ال وِملك يده فل ُيسأل عما‬ ‫ت‪ :‬كل شىء خل ُ‬ ‫عا شديًدا وقل ُ‬
‫ت من ذلك فز ً‬
‫يكون ظلًما؟‪ ،‬قال‪ :‬ففزع ُ‬
‫ك إل لحزَر عقلك‪ ،‬إن رجلين من‬ ‫يفعل وهم يسئلون‪ ،‬فقال لي‪ :‬يرحمك ال إني لم ُأرد بما سألُت َ‬
‫ُمَزْيَنة أتيا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون‬
‫فيه أشىء قضي عليهم ومضى فيهم من قدٍر قد سبق أو فيما ُيستقبلون به مما أتاهم به نبّيهم وثبتت‬
‫ل‪:‬‬
‫ق ذلك في كتاب ال عّز وج ّ‬ ‫الحجة عليهم؟ فقال‪»:‬ل بل شىء ُقضي عليهم ومضى فيهم«‪ ،‬وتصدي ُ‬
‫س وما سّواها * فألهمها ُفجوَرها وتقواها{ ]سورة الشمس‪ [8.7/‬اهـ‪.‬‬ ‫}ونف ٍ‬

‫وأما مخالفته لصريح العقل فهو أنه يلزم من قولهم المذكور أن يكون ال مغلوًبا مقهوًرا لنه يكون‬
‫العبد على ذلك خالًقا لهذه المعاصي على رغم إرادة ال‪ ،‬وال ل يكون إل غالًبا قال ال تعالى ‪}:‬وا ُ‬
‫ل‬
‫ب على أمِره{ ]سورة يوسف‪.[21/‬‬ ‫غال ٌ‬

‫وعلى حسب زعمهم فإنه يجري في ملكه تعالى شىء بغير مشيئته وهذا مما ل يصح‪ ،‬فإنه ل يجري‬
‫في الُملك طرفُة عين ول لفتُة ناظر إل بقضاء ال وقدره وقدرته ومشيئته‪ ،‬ول فرق بين ما كان‬
‫خيًرا أو شّرا‪ ،‬ل ُيسأل عما يفعل وهم يسألون‪.‬‬

‫ل أن يكون وجود قسم منها بفعل ال ووجود قسم ءاخر بفعل غيره‪ ،‬كما تقول المعتزلة‬
‫فل يصح عق ً‬
‫الذين خالفوا أهل الحق‪.‬‬

‫قال المام أبو حنيفة في الوصية‪»:‬والعبد مع أعماله وإقراره ومعرفته مخلوق‪ ،‬فإذا كان الفاعل‬
‫مخلوًقا فأفعاله أولى أن تكون مخلوقة«‪ ،‬وقال المام الحسن البصري ‪»:‬من كّذب بالقدر فقد كفر«‬
‫اهـ‪.‬‬

‫وروي عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال ‪»:‬إن كلم القدرية كفر«‪ ،‬وعن عمر بن عبد‬
‫العزيز والمام مالك بن أنس والوزاعي رضي ال عنهم »انهم يستتابون فإن تابوا وإل ُقتلوا«‪.‬‬

‫وروى عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه) ( قال‪ :‬أخبرنا معمر‪ ،‬عن الزهري قال‪» :‬بلغني أنهم‬
‫وجدوا في مقام إبراهيم ثلثة صفوح في كل صفح منها كتاب‪ ،‬وفي الصفح الول‪ :‬أنا ال ذو بّكة‬
‫حَفْفُتها بسبعة أملك حّفا‪ ،‬وباركت لهلها في اللحم واللبن‪ ،‬وفي‬
‫ت الشمس‪ ،‬و َ‬‫صْغ ُ‬
‫صغتها يوم ُ‬
‫ُ‬
‫الصفح الثاني‪ :‬أنا ال ذو بّكة خلقت الرحم وشققت لها اسًما من اسمي‪ ،‬فمن وصلها وصلته ومن‬
‫قطعها بتّته‪ ،‬وفي الثالث‪ :‬أنا ال ذو بّكة خلقت الخير والشر فطوبى لمن كان الخير على يديه‪ ،‬وويل‬
‫لمن كان الشر على يديه«‪.‬‬

‫سا يقولون‪ :‬إن الشر ليس‬ ‫ل قال لبن عباس‪ :‬إن نا ً‬ ‫وعن معمر‪ ،‬عن ابن طاوس‪ ،‬عن أبيه أن رج ً‬
‫ل َما‬
‫شاء ا ُ‬
‫شَرُكوْا َلْو َ‬
‫ن َأ ْ‬
‫ل اّلِذي َ‬
‫سَيُقو ُ‬
‫بقدر‪ ،‬فقال ابن عباس‪ :‬فبيننا وبين أهل القدر هذه الية ‪َ }:‬‬
‫ن{ ]سورة النعام‪.[149.148/‬‬ ‫جَمِعي َ‬
‫شاء َلَهَداُكْم َأ ْ‬
‫شَرْكَنا{ حتى قوله‪َ} :‬فَلْو َ‬
‫َأ ْ‬

‫وأشد من هذا اعتقادهم الذي هو اعتقاد القدرية المعتزلة أن العبد يخلق أفعاله الختيارية وليس ال‬
‫يخلقها‪ ،‬وهذا كفر صريح وشرك بال تعالى‪.‬‬
‫كان في الماضي رجل يقال له غيلن الدمشقي كان في أيام عمر بن عبد العزيز فاستدعاه عمر بن‬
‫عبد العزيز لنه بلغه أنه يقول بقول المعتزلة فأنكر غيلن أنه يقول ذلك أمام عمر‪ ،‬ثم لما مات عمر‬
‫واستخلف يزيد بن عبد الملك ثم استخلف هشام أظهر غيلن ذلك العتقاد فاستدعاه الخليفة هشام‬
‫فقال غيلن‪ :‬أقلني يا أمير المؤمنين‪ ،‬فقال‪ :‬ل أقالني ال إن َأقلتك‪ ،‬فقال غيلن‪ :‬إًذا اجمعني بمن‬
‫يجادلني فإن غلبني فهذا رأسي وإن غلبته افعل به مثل ذلك‪ ،‬فقال الخليفة‪َ :‬من لهذا القدري؟‪ ،‬فقيل‬
‫له‪ :‬الوزاعي‪ ،‬وكان الوزاعي في بيروت والخليفة في دمشق‪ ،‬فاستدعي الوزاعي إلى دمشق‪،‬‬
‫ولما ناظره الوزاعي فغلبه قال الوزاعي عنه‪ :‬كافر ورب الكعبة يا أمير المؤمنين‪ ،‬فأخذه الخليفة‬
‫هشام فقطع يديه ورجليه وعّلقه على باب دمشق‪ ،‬ذكر ذلك الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق‪ ،‬ثم‬
‫إنه صح الحديث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪» :‬صنفان من أمتي ليس لهما نصيب‬
‫في السلم المرجئة والقدرية« حديث صحيح صححه الحافظ الفقيه المجتهد المطلق محمد بن جرير‬
‫الطبري في كتابه تهذيب الثار‪ ،‬فيؤخذ من قوله صلى ال عليه وسلم ‪»:‬صنفان من أمتي ليس لهما‬
‫نصيب في السلم« أن هذه العقيدة عقيدة كفر وأن اعتقاد أن العبد يخلق أفعاله الختيارية ضد‬
‫ىٍء{ ]سورة الرعد‪ [16/‬والشىء يشمل الجسام‬ ‫ش ْ‬
‫ل َ‬
‫ق ُك ّ‬
‫خاِل ُ‬
‫ل َ‬
‫لا ُ‬
‫ءايات من القرءان كقوله تعالى }ُق ِ‬
‫صاَرهُْم{‬
‫ب َأْفِئَدَتُهْم َوَأْب َ‬
‫على اختلف أشكالها والحركات والنوايا والخواطر‪ ،‬وقوله تعالى }َوُنَقّل ُ‬
‫]سورة النعام‪ [110/‬هذه الية دلت على أن ال هو الخالق لعمال القلوب وتقلب البصار‪ ،‬فهؤلء‬
‫التحريرية عُموا وقلدوا الذين قال عنهم الرسول ليس لهم نصيب في السلم‪ ،‬ثم ثبت عن مالك‬
‫رضي ال عنه أنه سئل عن نكاح القدرية أي نكاح المعتزلة فقال‪»:‬ولعبد مؤمن خير من مشرك«‬
‫أي ل يصح التزوج منهم‪ ،‬اعتبر مالك المعتزلة مشركين لنهم أشركوا العبد مع ال لن ال تعالى‬
‫هو الخالق أي الُمخرج لكل شىء من العدم إلى الوجود‪ ،‬فالمعتزلة أشركوا بال بقولهم العبد يخلق‬
‫أعماله الختيارية من العدم إلى الوجود‪ ،‬وهذا أي البراز من العدم إلى الوجود هو معنى الخلق‬
‫المراد في ءايات كثيرة روى ذلك عن مالك من ل يحصى‪ ،‬روى ذلك الحافظ المام المجتهد ابن‬
‫المنذر في كتابه الوسط وكتاب الشراف ول ينفعهم قولهم إن العبد يخلق أفعاله بقدرة أعطاه ال‬
‫إياها‪ ،‬وقال المام المحدث الفقيه عبد القادر بن طاهر التميمي البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق‪:‬‬
‫»المعتزلة مشركون« أي لنهم أشركوا العبد مع ال في صفة الخلق أي إبراز المعدوم من العدم‬
‫إلى الوجود‪ ،‬فأجسام الخلق وحركاتهم وسكناتهم كانت معدومة ثم ال تعالى هو أخرجها من العدم‬
‫إلى الوجود‪ ،‬فالمعتزلة ومن تبعهم من التحريرية جعلوا إبراز العباد وحركاتهم الختيارية للعباد‬
‫قالوا ال يبرز من العدم إلى الوجود الجسام والحركات الغير اختيارية‪ ،‬أما الحركات الختيارية‬
‫نحن نبرزها‪ ،‬وهذا إشراك بال تعالى‪.‬‬

‫سِكي َوَمحَْيا َ‬
‫ي‬ ‫لِتي َوُن ُ‬
‫صَ‬‫ن َ‬
‫ل ِإ ّ‬
‫ويكفي في إبطال قولهم ءايتان من كتاب ال‪ ،‬الولى قوله تعالى‪ُ} :‬ق ْ‬
‫ك َلُه )‪] {(163‬سورة النعام[ ذكر ال في هذه الية الصلة‬ ‫شِري َ‬
‫ن )‪ (162‬لَ َ‬
‫ب اْلَعاَلِمي َ‬
‫ل َر ّ‬
‫َوَمَماِتي ِ‬
‫والنسك وهما من الفعال الختيارية وذكر المحيا والممات وهما ليسا من الفعال الختيارية فجعل‬
‫ل خلًقا له ل شريك له في ذلك‪ ،‬ومعنى الية‪ :‬قل يا محمد إن صلتي ونسكي ومحياي ومماتي‬ ‫كّ‬
‫مخلوق ل ل شريك له في ذلك‪ .‬فخالفت التحريرية تبًعا للمعتزلة فقالوا إن كل الفعال الختيارية‬
‫العبد يخلقها وهو مالكها‪.‬‬

‫ل َرَمى{ ]سورة النفال‪[17/‬‬ ‫نا َ‬‫ت َوَلِك ّ‬


‫ت ِإْذ َرَمْي َ‬
‫ل َقَتَلُهْم َوَما َرَمْي َ‬
‫نا َ‬
‫والية الثانية ‪َ}:‬فَلْم َتْقُتُلوُهْم َوَلِك ّ‬
‫فنفى ال تعالى الرمي عن الرسول صلى ال عليه وسلم وأثبته من جهتين‪ ،‬نفاه من جهة الخلق عنه‬
‫أي ما أنت خلقت ذلك الرمي يا محمد وأثبته له من جهة الكتساب فقد اجتمع النفي والثبات في‬
‫الية لكن من جهتين وهذا مذهب أهل السنة الشاعرة والماتريدية ومن كان قبلهم من أهل السنة أن‬
‫العباد ل يخلقون أعمالهم أي ليسوا مبرزين لها من العدم إلى الوجود وإنما ال هو الذي يبرزها من‬
‫العدم إلى الوجود والعباد يكتسبونها فقط أي يوجهون إرادتهم إليها‪ ،‬وعلى قول التحريرية تكون‬
‫الية جمعت النفي والثبات من جهة واحدة وذلك باطل محال كقول القائل‪ :‬قام زيد لم يقم زيد‪.‬‬
‫ن محمد بنِ حنبل‪:‬‬ ‫أخرج الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق ما نصه) (‪» :‬قال أبو عبد ال أحمد ب ُ‬
‫حلُوه ومّره ومحبوبه ومكروهه وحسنه وسّيئه‬ ‫القدُر خيره وشّره وقليله وكثيره ظاهُره وباطُنه و ُ‬
‫ضاٌء قضاُه على عباده وَقَدٌر قّدره عليهم ل يعدو أحد منهم مشيئَة ال ول‬ ‫وأّوله وءاخره من ال‪َ .‬ق َ‬
‫ل منه عّز رّبنا‬‫عْد ٌ‬
‫يجاوز قضاءه‪ .‬بل كلهم صائرون إلى ما خلقهم له‪ ،‬واقعون فيما َقّدَر عليهم وهو َ‬
‫ك بال والمعاصي كّلها‬ ‫ل الحراِم والشر ُ‬
‫ل الما ِ‬
‫س وأك ُ‬
‫ل النف ِ‬
‫ب الخمِر وقت ُ‬
‫ل‪ ،‬والزنا والسرقُة وشر ُ‬‫وج ّ‬
‫ل وَقَدٍر من غير أن يكون لحٍد من الخلق على ال حجة بل ل الحجةُ البالغُة‬ ‫ن ال عّز وج ّ‬
‫بقضاٍء ِم َ‬
‫خْلقه‪ ،‬ل ُيسأل عما يفعل وهم ُيسألون‪.‬‬‫على َ‬

‫صى‬‫س ومن غيره مّمن عصاه من َلُدن أن ُيع َ‬ ‫ض في خلقه بمشيئة منه‪ ،‬قد علم من إبلي َ‬ ‫وعلُم ال ما ٍ‬
‫ال إلى أن تقوم الساعة المعصية وخلقُهم لها وعِلَم الطاعة من أهل الطاعة وخلقهم لها‪ ،‬وكلّ يعم ُ‬
‫ل‬
‫عِلَم منه ل يعدو واحٌد منهم قدر ال ومشيئته وال الفاعل لما‬ ‫ق له وصائٌر إلى ما قضى عليه و َ‬ ‫خِل َ‬
‫لما ُ‬
‫شاء لعباده الذين عصوه الجنة والطاعة وأن العباَد شاءوا‬ ‫يريد الَفّعال لما يشاء‪ ،‬وَمن زعم أن ال َ‬
‫ن مشيئة ال فأ ّ‬
‫ي‬ ‫ظ ِم ْ‬
‫لنفسهم الشّر والمعصية فعِملوا على مشيئتهم فقد زعم أن مشيئة العباِد أغَل ُ‬
‫حملت ِم َ‬
‫ن‬ ‫عَم أن الِزنا ليس بَقَدٍر قيل له أنت رأيت هذه المرأَة َ‬ ‫افتراٍء أكبُر على ال من هذا‪ ،‬وَمن َز َ‬
‫الزنا وجاءت بولدها شاء ال أن ُيخلق هذا الولد وهل مضى في ساِبق علِمه‪ ،‬فإن قال ل‪ ،‬فقد زعم‬
‫ب الخمر وأكل مال الحرام ليس‬ ‫عَم أن السرقة وشر َ‬ ‫حا وَمن َز َ‬ ‫صرا ً‬‫ك ُ‬‫أن مَع ال خاِلًقا وهذا الشر ُ‬
‫ح قول المجوسية‪:‬‬ ‫صرا ُ‬ ‫ق غيره وهذا ُ‬ ‫ل ِرز َ‬‫ن قادٌر على أن يأك َ‬ ‫بقضاٍء وَقَدٍر فقد زعم أن هذا النسا َ‬
‫ن ال‬ ‫ل الّنفس ليس بَقَدٍر ِم َ‬ ‫ن الوجه الذي أكَلُه‪ ،‬وَمن زعم أن قْت َ‬ ‫ل ِم َ‬‫ل ِرْزَقه‪ ،‬وقضى ال أن يأك َ‬ ‫ل أك َ‬
‫بْ‬
‫ي كفر أوضح من هذا‪ ،‬بل ذلك بقضاء ال ومشيئته في خلقه‬ ‫جِله وأ ّ‬ ‫ت بغير أ َ‬
‫ل ما َ‬
‫ن المقتو َ‬
‫فقد زعم أ ّ‬
‫ق الذي َيفعل ما يريُد‪ ،‬ومن أَقّر بالعلم‬ ‫وتدبيره فيهم وما جرى من سابق علمه فيهم‪ ،‬وهو الَعْدل الح ّ‬
‫لِزَمه القراُر بالقدر والمشيئة على الغضب والرضا« اهـ‪.‬‬

‫ق أفعاَلُه‬
‫ل المعتزلِة بأن العبَد يخُل ُ‬
‫الدليل العقلي على فساِد قو ِ‬

‫ق العبِد لفعِلِه لعموِم قدرِة ال تعالى وإرادِتِه وعلِمِه«‪.‬‬


‫ق‪» :‬امتنَع خل ُ‬
‫ل الح ّ‬
‫قال أه ُ‬

‫ت نسبٌة‬
‫ن نسَبَتها إلى الممكنا ِ‬
‫ك‪ ،‬فإ ّ‬
‫ك وإرادتَُه كذل َ‬
‫ك أن قدرَة ال عاّمٌة وعلَمُه كذل َ‬
‫ل على ذل َ‬
‫ن الدلي ِ‬
‫وبيا ُ‬
‫واحدٌة‪.‬‬

‫ث إمكاُنُه وحدوُثُه‪.‬‬
‫ج إلى القادِر من حي ُ‬
‫ن إنما احتا َ‬
‫ن وجوَد الممك ِ‬
‫فإ ّ‬

‫ت من الجهلِ‬‫ك الصفا ِ‬ ‫ض تل َ‬
‫ت َلَلِزَم اتصاُفُه تعالى بنقي ِ‬
‫ض الممكنا ِ‬‫صت صفاُتُه هذه ببع ِ‬ ‫ص َ‬
‫فلو تخ ّ‬
‫صص بذا ِ‬
‫ت‬ ‫خ ّ‬
‫ق الُم َ‬
‫صصا وتعّل َ‬ ‫خ ّ‬
‫صها ُم َ‬
‫ص ُ‬ ‫ضى تخ ّ‬‫ل‪ ،‬ولقت َ‬ ‫ص عليِه ُمحا ٌ‬‫ص والنق ُ‬ ‫ك نق ٌ‬‫والعجِز وذل َ‬
‫ت عموُم صفاِتِه‪.‬‬‫ل‪ ،‬فإًذا ثب َ‬‫ك محا ٌ‬ ‫ب الوجوِد وصفاِتِه وذل َ‬‫الواج ِ‬

‫ن مراِد ال للزَم المحالُ‬


‫ث وأراَد العبُد خلَفُه ونفَذ مراُد العبِد دو َ‬‫فلو أراَد ال تعالى إيجاَد حاِد ٍ‬
‫ل«‪.‬‬‫ل محا ٌ‬‫ن‪ ،‬فما أّدى إلى المحا ِ‬‫ل بالبرها ِ‬ ‫ن‪ ،‬وتعّدُد اللِه محا ٌ‬‫ت إلهي ِ‬
‫ض في إثبا ِ‬
‫المفرو ُ‬

‫ن العبد يخلق أفعاله الختيارية أي يحدثها من العدم إلى‬


‫تنبيه‪» :‬يجب تكفير المعتزلة القائلين بأ ّ‬
‫ل الُ‬
‫ق غيُر ال{ ]سورة فاطر‪ ،[3/‬وقول ال ‪}:‬ق ِ‬ ‫الوجود لنهم كّذبوا قول ال تعالى ‪}:‬هل من خال ٍ‬
‫خالق كل شىء{ ]سورة الرعد‪ [16/‬وءايات أخرى كثيرة وأحاديث عديدة‪ .‬وهؤلء المعتزلة هم‬
‫القدرية الذين سّماهم رسول ال صلى ال عليه وسلم مجوس هذه المة‪ ،‬وقد أورد هذا الحديث أبو‬
‫حنيفة في إحدى رسائله الخمس وهو صحيح عنده لنه أورده في معِرض الحتجاج‪ ،‬وهم الذين شّدد‬
‫عليهم النكير عبد ال ابن عمر رضي ال عنهما وغيره من أكابر الصحابة ومن جاء بعدهم ‪ .‬قال‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما‪» :‬كلم القدرية كفر«‪ ،‬وقال سيدنا علي بن أبي طالب للقدري‪» :‬إن‬
‫عدت إلى هذا لقطعن الذي فيه عيناك«‪ ،‬وكذلك الحسن بن علي بن أبي طالب والمام المجتهد عبد‬ ‫ُ‬
‫ال بن المبارك فقد حّذر من ثور بن يزيد وعمرو بن عبيد الذي كان من رءوس المعتزلة‪ ،‬وقد أّلف‬
‫في الرد عليهم الحسن بن محمد ابن الحنفية حفيد سّيدنا علي بن أبي طالب‪ ،‬وكذا المام الحسن‬
‫البصري‪ ،‬والخليفة الموي المجتهد عمر بن عبد العزيز رضي ال عنهم‪ ،‬وعلى تكفيرهم كان المام‬
‫ن خيٌر من مشرك{ ]سورة البقرة‪ ،[221/‬نقل‬ ‫سئل عن نكاح المعتزلة ‪}:‬وَلَعبد مؤم ٌ‬
‫مالك فقال حين ُ‬
‫ذلك عنه أبو بكر ابن العربي المالكي‪ ،‬والزركشي في شرحه على أصول ابن السبكي‪ ،‬وكذلك‬
‫كّفرهم إماما أهل السّنة أبو منصور الماتريدي الحنفي‪ ،‬وأبو منصور عبد القاهر البغدادي التميمي‬
‫الشافعي شيخ الشاعرة وشيخ الحافظ البيهقي الذي قال فيه ابن حجر الهيتمي‪» :‬المام الكبير إمام‬
‫أصحابنا أبو منصور البغدادي«‪.‬‬

‫وقد قال شارح إحياء علوم الدين المام الفقيه المحّدث اللغوي محمد مرتضى الزبيدي) ( ‪» :‬لم‬
‫يتوقف علماء ما وراء النهر من أصحابنا ـ يعني الماتريدية ـ في تكفير المعتزلة« اهـ‪ .‬وقال الزاهد‬
‫الصّفار من أكابر الحنفية‪» :‬يجب إكفار القدري ـ أي المعتزلي ـ في قوله‪ :‬إن العبد يخلق أفعال‬
‫نفسه‪ ،‬وفي قوله‪ :‬إن ال لم يشأ وقوع الشر« اهـ‪.‬‬

‫ضا تكفيرهم المام شيخ السلم البلقيني‪ ،‬ورّد عليهم المام المتولي في كتابه الغنية في‬
‫وممن نقل أي ً‬
‫العقيدة وهما من أكابر أصحاب الوجوه من الشافعية‪ ،‬والمام أبو الحسن شيث بن إبراهيم المالكي‪،‬‬
‫وكذلك المام ابن الّتلمساني المالكي في كتابه شرح لمع الدلة لمام الحرمين وغيرهم‪ ،‬ولم يصح‬
‫عن إمام مجتهد كالشافعي وغيره القول بترك تكفير هذا الصنف من المعتزلة‪.‬‬

‫فبعد هذا ل يلتفت إلى ما يخالفه ول يغتّر بعدم تكفير بعض المتأخرين لهم‪ ،‬فقد نقل الستاذ أبو‬
‫منصور التميمي في كتابه التذكرة البغدادية وكتابه تفسير السماء والصفات تكفيرهم عن الئمة‬
‫فقال) (‪» :‬أصحابنا أجمعوا على تكفير المعتزلة«) (‪ .‬وقوله‪» :‬أصحابنا« يعني به الشاعرة‬
‫والشافعية لنه رأس كبير في الشاعرة الشافعية‪ ،‬وهو إماٌم مقّدم في النقل معروف بذلك بين الفقهاء‬
‫والصوليين والمؤرخين الذين أّلفوا في الِفرق‪ ،‬فمن أراد مزيد التأكد فليطالع كتبه هذه‪ ،‬فل ُيدافع‬
‫نقله بكلم بعض المتأخرين‪.‬‬

‫وما يذكر من العبارات التي تفهم ترك تكفيرهم عن بعض المشاهير كالنووي فقد يؤول بأن مراده‬
‫من لم تثبت عليه قضية معينة تقتضي كفَره من مسائلهم‪ ،‬لن منهم من ينتسب إليهم ول يقول بجميع‬
‫ي والمأمون العباسي‪ ،‬فإن بشًرا كان موافقهم في القول بخلق القرءان وكّفرهم‬ ‫مقالتهم كبشر المريس ّ‬
‫في القول بخلق الفعال؛ فل يحكم على جميع من انتسب إلى العتزال بحكم واحد ويحكم على كل‬
‫فرد منهم بكونه ضال‪ ،‬فالذين ل يعتقدون من العتزال أصوله الكفرية إنما ينتسبون إليهم ويعتقدون‬
‫بعض المسائل الخرى كعدم رؤية المؤمنين لربهم في الخرة فهؤلء الذين لم يكّفرهم من تحاشى‬
‫تكفيرهم‪ .‬ومن أراد المزيد فليراجع الكتب التي أّلفت في الِفرق لبيان مقالتهم وأقوال العلماء فيهم‪.‬‬
‫وكذلك قول المام أحمد في المعتصم »يا أميَر المؤمنين« فإن المعتصم والمأمون لم يثبت عنهما‬
‫القول بخلق العبد لفعله كما تقول المعتزلة إنما وافقا المعتزلة في القول بخلق القرءان‪ ،‬ول يعني‬
‫المعتصم والمأمون أنه ليس ل كلم إل هذا اللفظ المنزل الذي هو مخلوق ل كما تعتقد المعتزلة‪،‬‬
‫إنما وافقاهم في القول بمخلوقية اللفظ ففرق بينهما وبين المعتزلة لن المعتزلة نفوا الكلم القائم‬
‫بذات ال وقالوا ليس ل كلم إل الكلم الذي يخلقه في غيره كالشجرة التي كان عندها موسى‪ ،‬فحكم‬
‫المعتزلة الذين نفوا الكلم القائم بذات ال غير حكم من قال بمخلوقية اللفظ المنزل‪ ،‬ول يستطيع أحد‬
‫أن يثبت عن الخليفتين أنهما تلفظا بنفي الكلم الذاتي عن ال‪ ،‬فالتسوية بينهما وبين المعتزلة جهل‬
‫بالحقيقة كما ادعى البوطي في بعض كلمه حيث إنه احتج بقول المام أحمد للمعتصم »يا أمير‬
‫ل للمام ما لم يقله‪ ،‬ول يستطيع أن يثبت عن أحمد أنه قال‬
‫المؤمنين« بأن أحمد لم يكّفرهم وهذا تقوي ٌ‬
‫عن المعتصم أنه كان يقول بما تقول المعتزلة أنه ليس ل كلم إل ما يخلقه في غيره‪ ،‬ودون ذلك‬
‫خرق القتاد‪.‬‬

‫وقد أنكر الحافظ البلقيني في حواشي الروضة قول صاحب الروضة بصحة القدوة بهم في الصلة‬
‫قال) (‪» :‬وقول الشافعي رضي ال عنه‪» :‬أقبل شهادة أهل الهواء إل الخطابية« محمول على من‬
‫ل لذلك بقوله لحفص الفرد لما جادله في مسئلة‬ ‫لم تثبت فيهم قضية معينة تقتضي تكفيرهم‪ ،‬واستد ّ‬
‫القول بخلق القرءان فأفحمه الشافعي‪» :‬لقد كفرت بال العظيم«‪ .‬ورّد البلقيني تأويل قول الشافعي‬
‫هذا بكفران النعمة فقال في حاشيته على روضة الطالبين ما نصه) ( ‪» :‬قوله ـ يعني النووي ـ‪:‬‬
‫وأطلق القفال وكثيرون من الصحاب القول بجواز القتداء بأهل البدع‪ ،‬وأنهم ل يكفرون‪ ،‬قال‬
‫صاحب الُعدة‪ :‬هو ظاهر مذهب الشافعي رضي ال عنه‪ ،‬زاد ـ أي النووي ـ هذا الذي قاله القّفال‬
‫وصاحب العدة هو الصحيح أو الصواب‪ ،‬فقد قال الشافعي‪ :‬أقبل شهادة أهل الهواء إل الخطابية‬
‫لنهم يرون الشهادة بالزور لموافقيهم‪ ،‬ولم يزل السلف والخلف على الصلة خلف المعتزلة‬
‫وغيرهم«‪ .‬قال البلقيني‪» :‬فائدة‪ :‬الصحيح أو الصواب خلف ما قال المصنف ـ يعني النووي ـ‬
‫وقول المام الشافعي رضي ال عنه محمول على من ذكر عنه أنه من أهل الهواء ولم يثبت عليه‬
‫صا على تكفير من قال بخلق القرءان‪،‬‬ ‫صا خا ّ‬‫قضية معينة تقتضي كفره‪ ،‬وهذا نص عام‪ ،‬وقد نص ن ّ‬
‫والقول بالخاص هو المقّدم‪ ،‬وأّما الصلة خلف المعتزلة فهو محمول على ما قدمته من أنه لم يثبت‬
‫عند المقتدين بهم ما يكفرهم«‪ .‬ثم قال البلقيني‪» :‬قوله ـ يعني النووي ـ وقد تأّول البيهقي وغيره من‬
‫أصحابنا المحققين ما جاء عن الشافعي وغيره من العلماء من تكفير القائل بخلق القرءان على‬
‫كفران النعم ل كفران الخروج عن المّلة«‪ .‬قال البلقيني‪» :‬فائدة‪ :‬هذا التأويل ل يصح لن الذي أفتى‬
‫الشافعي رضي ال عنه بكفره بذلك هو حفص الفرد‪ ،‬وقد قال‪ :‬أراد الشافعي ضرب عنقي‪ ،‬وهذا هو‬
‫ق وبه الفتوى خلف ما قال المصّنف«‪.‬اهـ‪.‬‬ ‫الذي فهمه أصحابه الكبار وهو الح ّ‬

‫ويرد تأويل من أّول عبارة الشافعي المذكورة في حق حفصٍ بكفران النعمة ل كفران الجحود ما‬
‫ي صاحب الشافعي أن الشافعيّ‬ ‫ثبت عن عبد الرحمــن بن أبي حاتم عن ربيعة بن سليمان المراد ّ‬
‫ت بال العظيم‪.‬‬‫صا كما أنه هو الراوي لقول الشافعي لقد كفر َ‬
‫كّفره أي حف ً‬

‫فل يجوز الترّدد في تكفير المعتزلة القائلين بأن ال كان قادًرا على خلق حركات العباد وسكونهم ثم‬
‫لما أعطاهم القدرة عليها صار عاجًزا عنها‪ ،‬حكى ذلك غير واحد من الكابر منهم المام أبو‬
‫منصور الماتريدي‪ ،‬والمام أبو منصور البغدادي‪ ،‬والمام أبو سعيد المتولي‪ ،‬والفقيه المالكي شيث‬
‫ابن إبراهيم‪ ،‬وإمام الحرمين وغيرهم كما تقدم‪ ،‬فكيف يسوغ ترك تكفيرهم بعد هذا الذي هو صريح‬
‫في نسبة العجز إلى ال‪.‬‬

‫قال الزركشي في تشنيف المسامع ما نصه) (‪» :‬وقد نص الشافعي على قبول شهادة أهل الهواء‪،‬‬
‫وهو محمول على ما إذا لم يؤد إلى التكفير‪ ،‬وإل فل عبرة به«‪.‬اهـ‪ .‬وهذا يؤكد ما قاله البلقيني في‬
‫حواشي روضة الطالبين بأن مراد الشافعي بقوله أقبل شهادة أهل الهواء إل الخطابية من لم تثبت‬
‫ل‪ ،‬وإن‬
‫بحقه قضية تقتضي تكفيره منهم‪ ،‬يعني كقولهم إن العبد يخلق أفعال نفسه الختيارية استقل ً‬
‫ال كان قادًرا على خلقها قبل أن يعطيهم القدرة فلما أعطاهم صار عاجًزا‪.‬‬

‫أما حديث النبي صلى ال عليه وسلم المشهور ‪»:‬القدرية مجوس هذه المة«) (‪ .‬فمعناه أّمة الدعوة‪،‬‬
‫وأّمة الدعوة تشمل الكافرين والمؤمنين‪ ،‬لن لفظ أمتي ونحوه يحمل على من اتبعه في بعض‬
‫المواضع‪ ،‬وفي بعض المواضع يطلق على من توجهت إليه دعوته فمنهم من ءامن ومنهم من‬
‫أبى«‪.‬‬

‫حزب التحرير يدعي أن عصمة النبياء والرسل تكون بعد الوحي‬

‫ومن جملة ضللهم ما يقول زعيمهم في نفس الكتاب المذكور) ( ونصه‪» :‬إل أن هذه العصمة‬
‫للنبياء والرسل‪ ،‬وإنما تكون بعد أن يصبح نبّيا أو رسول بالوحي إليه‪ ،‬أما قبل النبوة والرسالة فإنه‬
‫يجوز عليهم ما يجوز على سائر البشر‪ ،‬لن العصمة هي للنبوة والرسالة« اهـ‪.‬‬

‫الرد‪:‬‬

‫اتفق أهل الحق على أنه يجب للنبياء الصدق والمانة والفطانة‪ ،‬فُعلم من هذا أن ال تعالى ل يختار‬
‫لهذا المنصب إل من هو سالم من الرذالة والخيانة والسفاهة والكذب والبلدة‪ ،‬فمن كانت له سوابق‬
‫من هذا القبيل ل يصلح للنبوة ولو تخلى منها بعد‪.‬‬

‫وتجب للنبياء العصمة من الكفر والكبائر وصغائر الخسة والدناءة‪ ،‬وتجوز عليهم ما سوى ذلك من‬
‫الصغائر التي ليس فيها خسة‪ ،‬وهذا قول أكثر العلماء كما نقله غير واحد وعليه المام أبو الحسن‬
‫الشعري رضي ال عنه‪.‬‬

‫شا للقبور ولواطّيا إلى غير ذلك من الرذالت‬


‫صا سراًقا نبا ً‬
‫فعلى قول زعيمهم تصح النبوة لمن كان ل ّ‬
‫التي تحصل من البشر‪.‬‬

‫حزب التحرير يزعم أنه يجوز عزل خليفة المسلمين بالفسق‬

‫ومن جملة ضللهم قولهم إن مجلس الشورى له حق أن يعزل الخليفة بسبب أو بدون سبب‪ ،‬وقد‬
‫نشر ذلك في منشور لهم وزع في دمشق منذ أكثر من عشرين سنة‪ ،‬وهو مما ألفه بعض أتباع تقي‬
‫الدين النبهاني‪.‬‬

‫ويقولون في كتابهم المسمى »دستور حزب التحرير«) ( في المور التي يتغير بها حال الخليفة‬
‫فيخرج بها عن كونه خليفة‪ ،‬ويجب عندئذ عزله في الحال‪» :‬الفسق فسًقا ظاهًرا«‪.‬‬

‫ويقول النبهاني في كتابه المسمى »نظام السلم«) ( ما نصه‪» :‬وإن خالف الشرع أو عجز عن‬
‫ل« اهـ‪.‬‬
‫القيام بشؤون الدولة وجب عزله حا ً‬

‫الرد‪:‬‬

‫هذا الكلم مخالف لحاديث تؤكد أمر الخليفة‪ ،‬يخالف قوله صلى ال عليه وسلم‪» :‬من كره من‬
‫أميره شيًئا فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبًرا فمات عليه إل مات ميتة‬
‫جاهلية« ـ رواه مسلم) ( ـ‪ ،‬ويخالف الحديث الصحيح المشهور الذي يأمر بعدم الخروج على الخليفة‬
‫حا« رواه البخاري‬
‫إل من أجل الكفر وفيه‪» :‬وأن ل ننازع المر أهله إل أن تروا كفًرا بوا ً‬
‫حا« أي ظاهًرا‪.‬‬
‫ومسلم) (‪ ،‬ومعنى »بوا ً‬

‫قال النووي في شرح هذا الحديث ما نصه) (‪» :‬ومعنى الحديث ل تنازعوا ولة المور في‬
‫وليتهم‪ ،‬ول تعترضوا عليهم إل أن تروا منهم منكًرا محقًقا تعلمونه من قواعد السلم‪ ،‬فإذا رأيتم‬
‫ذلك فأنكروه عليهم وقولوا بالحق حيث ما كنتم‪ .‬وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين‬
‫وإن كانوا فسقة ظالمين‪ ،‬وقد تظاهرت الحاديث بمعنى ما ذكرته وأجمع أهل السنة أنه ل ينعزل‬
‫السلطان بالفسق« اهـ‪.‬‬

‫وهؤلء التحريرية جعلوا الخليفة ملعبة كالكرة بين أيدي اللعبين‪ ،‬فالخليفة ل ُيقلع بالمعصية لكن ل‬
‫يطاع فيها‪ ،‬ففي صحيح مسلم) ( أن عبد ال بن عمرو بن العاص قال له عبد الرحمن بن عبد رب‬
‫الكعبة‪» :‬إن ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل‪ ،‬وأن نقتل أنفسنا ـ أي بعضنا‬
‫ن تجارًة عن تراض منكم{‬ ‫ضا ـ وال تعالى يقول ‪}:‬ل تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إل أن تكو َ‬
‫بع ً‬
‫]سورة النساء‪ ،[29/‬ويقول ‪}:‬ول تقتلوا أنفسكم{ ]سورة النساء‪ .[29/‬فسكت عبد ال بن عمرو ثم‬
‫قال‪» :‬أطعه في طاعة ال‪ ،‬واعصه في معصية ال«‪.‬‬

‫فالخليفة إن كان يأمر بالخير والشر مهما فسق ل يرفع عليه سلح لن الفتنة التي تتسبب عن خلعه‬
‫أعظم من معصيته‪.‬‬

‫حزب التحرير يزعم أن من مات من غير َبْيَعة لخليفة مات ميتة جاهلية‬

‫ومن أباطيلهم قولهم‪ :‬إن من مات من غير َبْيَعة لخليفة مات ميتة جاهلية) (‪ ،‬فإنهم يذكرون في‬
‫كتابهم المسمى بالخلفة) ( ما نصه‪» :‬فالنبي صلى ال عليه وسلم فرض على كل مسلم أن تكون‬
‫في عنقه بيعة‪ ،‬ووصف من يموت وليس في عنقه بيعة بأنه مات ميتة جاهلية« اهـ‪.‬‬

‫ويذكرون في نفس الكتاب) ( ما نصه‪» :‬فالمسلمون جميًعا ءاثمون إثًما كبيًرا في قعودهم عن إقامة‬
‫خليفة للمسلمين‪ ،‬فإن أجمعوا على هذا القعود كان الثم على كل فرد منهم في جميع أقطار‬
‫المعمورة« اهـ‪ ،‬ويذكرون في موضع ءاخر) ( منه‪» :‬والمدة التي يمهل فيها المسلمون لقامة خليفة‬
‫هي ليلتان‪ ،‬فل يحل أن يبيت ليلتين وليس في عنقه بيعة«‪ ،‬ويقولون) (‪ ...» :‬وإذا خل المسلمون‬
‫من خليفة ثلثة أيام أثموا جميًعا حتى يقيموا خليفة« اهـ‪.‬‬

‫ويقولون في كتاب ءاخر ما نصه) ( ‪»:‬والمسلمون في لبنان كما في سائر بلد المسلمين ءاثمون‬
‫عند ال إذا لم يعملوا على إعادة السلم للحياة ونصب خليفة واحد يجمع أمرهم« اهـ‪.‬‬

‫الرد‪:‬‬

‫هذه العبارات من جملة تحريفهم للكلم عن مواضعه فإن هذا الحديث رواه مسلم) ( عن ابن عمر‬
‫بهذا اللفظ »من خلع يًدا من طاعة لقي ال يوم القيامة ل حجة له‪ ،‬ومن مات وليس في عنقه بيعة‬
‫مات ميتة جاهلية«‪ ،‬فهم يذكرون منه للناس الجملة الخيرة فيكررون »من مات وليس في عنقه‬
‫بيعة مات ميتة جاهلية« مع إيهامهم أن ذلك لمن لم يتكلم معهم في أمر الخليفة كما هم يتكلمون‬
‫بألسنتهم‪.‬‬

‫ومعنى الحديث ليس كما يزعمون إنما المعنى أن من تمرد على الخليفة واستمر على ذلك إلى‬
‫الممات تكون ِميَتُتُه ميتة جاهلية‪ ،‬كما يدل على ذلك حديث مسلم) ( عن ابن عباس عن النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم‪» :‬من كره من أميره شيًئا فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان‬
‫شبًرا فمات عليه إل مات ميتة جاهلية«‪.‬‬

‫فقوله‪»:‬فمات عليه« صريح في أن الذي يموت ميتة جاهلية هو الذي يأتيه الموت وهو متمرد على‬
‫ضا حديث أبي هريرة أنه عليه الصلة والسلم قال‪» :‬من خرج من الطاعة‬ ‫السلطان‪ ،‬ويدل عليه أي ً‬
‫وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية« رواه مسلم) (‪.‬‬

‫ضا حديث البخاري) ( ومسلم) ( عن حذيفة بن اليمان قال فيه رسول ال صلى ال‬ ‫ويدل على ذلك أي ً‬
‫عليه وسلم بعد وصف الدعاة إلى أبواب جهنم‪» :‬فالزموا جماعة المسلمين وإمامهم«‪ ،‬قال حذيفة‪:‬‬
‫فإن لم تكن لهم جماعة ول إمام؟ قال‪» :‬فاعتزل تلك الفرق كّلها«‪ ،‬لم يقل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فإًذا أنتم تموتون ميتة جاهلية‪.‬‬

‫ثم ما يدعيه حزب التحرير فيه حرج‪ ،‬فالرعايا المسلمون اليوم عاجزون عن نصب خليفة وال‬
‫سا إل ُوسعها{ ]سورة البقرة‪ ،[286/‬فهم ضربوا بحديث البخاري‬
‫ل نف ً‬
‫فا ُ‬
‫تعالى يقول ‪}:‬ل يكّل ُ‬
‫عرض الحائط وتشبثوا بحديث مسلم بغير محله‪.‬‬ ‫ومسلم ُ‬

‫فتبين بطلن قولهم وتمويههم‪ ،‬وغرضهم التشويش على المسلمين حتى يتبعوهم ويبايعوا زعيمهم‬
‫تقي الدين النبهاني الذي ادعى الخلفة وبايعه جماعته على ذلك‪ .‬وقد قسم البلد ـ على زعمه ـ بين‬
‫أولده الثلثة‪ ،‬أحدهم سماه أمير العراق‪ ،‬والثاني أمير بلد الشام‪ ،‬والخير أمير مصر‪ ،‬وسمى‬
‫زوجته »أم المؤمنين« ـ على زعمه ـ‪ .‬والن بعد موته نصبوا خليفة وهو موجود في الدانمرك أقام‬
‫الحد على من زنى منهم‪.‬‬

‫بيان حكم نصب الخليفة على المسلمين وحكم من يخرج على الخليفة مع وجوده وحكم من يموت في‬
‫زمن ليس فيه خليفة‬

‫أما المسئلة الولى وهي نصب الخليفة‪ :‬فقد اتفق علماء المسلمين على وجوب نصب الخليفة‪ ،‬ثم‬
‫الخليفة تثبت خلفته بمبايعة أهل الحل والعقد من المسلمين أي أفاضل المسلمين من أهل العلم‬
‫والتقوى‪ ،‬فقد قامت أول خلفة في المة المحمدية خلفة أبي بكر رضي ال عنه بمبايعة عمر‬
‫رضي ال عنه‪ ،‬ثم تتابع المسلمون الذين بالمدينة على بيعته‪ ،‬فثبتت خلفته على رقبة كل مسلم ممن‬
‫كانوا ذلك الوقت بالمدينة ومن كانوا في غيرها‪ ،‬فصار حراًما على كل مسلم أن يخرج على أبي‬
‫ي إمارة‪ ،‬ثم جاءت خلفة عمر رضي ال عنه‬ ‫بكر ويتخلى عن إمارته بأن يقول ليس لك عل ّ‬
‫باستخلف أبي بكر له في المدينة المنورة‪ ،‬فوافق من كان من المهاجرين والنصار بالمدينة على‬
‫نصب عمر خليفة‪ ،‬فثبتت خلفته على رقبة كل مسلم على وجه الرض من كان حاضًرا بالمدينة‬
‫ومن لم يكن‪ ،‬ثم قامت خلفة عثمان رضي ال عنه بنصب عدد من المهاجرين والنصار ممن‬
‫كانوا بالمدينة له كما أمرهم عمر بذلك فثبتت بيعته على رقبة كل مسلم‪ ،‬فخرج عليه أناس من غير‬
‫الصحابة فنازعوه‪ ،‬ثم قامت خلفة علي رضي ال عنه بمبايعة المهاجرين والنصار الذين كانوا‬
‫بالمدينة له فصارت بيعته ثابتة على كل مسلم ممن حضر المدينة ومن كان غائًبا‪ ،‬فصار الخروج‬
‫عليه ذنًبا كبيًرا‪.‬‬

‫أما الحالة الثانية‪ :‬حكم الخروج على الخليفة‪ :‬فقد اتفق أهل العلم أهل الحق على أن الخروج على‬
‫ضا عند‬
‫الخليفة حرام من الكبائر بالجماع إذا كان الخليفة راشًدا كهؤلء الربع‪ ،‬وعلى الفاسق أي ً‬
‫الجمهور‪ ،‬فكان الخروج على أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي رضي ال عنهم ذنًبا كبيًرا‪ ،‬وكان‬
‫ضوا بخلفته حتى أّدى المر‬ ‫خرج على عثمان أناس ليس فيهم أحد من الصحابة فنازعوه ولم ير َ‬
‫بهم إلى أن قتلوه‪ ،‬ثم حصل الخروج على علي في ثلث مواقع‪ ،‬الوقعة الولى كانت بالبصرة كان‬
‫فيها بعض الصحابة طلحة والزبير وعائشة ثم طلحة والزبير انصرفا من المعركة لن علّيا ذّكَر كل‬
‫واحد منهما حديًثا كان قاله الرسول في شأن علي‪ ،‬وكانا تائبين لم يدركهما الموت إل بعد التوبة‪ ،‬أما‬
‫عائشة رضي ال عنها فقد تابت وندمت ندًما كبيًرا على وقوفها في معسكر الخارجين على علي‪،‬‬
‫فهؤلء الثلثة لم يموتوا إل بعد أن عادوا إلى طاعة علي وهؤلء الثلثة من المبشرين بالجنة فذنبهم‬
‫مغفور‪.‬‬

‫وقد وردت أحاديث صحيحة في عظم ذنب من خرج على الخليفة منها حديث ابن حبان‪» :‬من خرج‬
‫من الطاعة وفارق الجماعة فقد خلع ربقة السلم من عنقه حتى يراجع«) ( وهو حديث صحيح بل‬
‫خلف‪ ،‬رواه عدد من المحدثين في تصانيفهم كالحافظ الخطيب البغدادي في كتابه »الفقيه‬
‫والمتفقه«) (‪ ،‬وحديث‪» :‬من خلع يًدا من طاعة لقي ال ل حجة له يوم القيامة ومن مات وليس في‬
‫عنقه بيعة مات ميتًة جاهلية«‪ ،‬ورواه مسلم) ( بهذا اللفظ‪.‬‬

‫ضا معاوية وأناس من أهل الشام لنه كان والًيا أيام‬ ‫وكان ممن خرج على علي رضي ال عنه أي ً‬
‫عمر وعثمان على الشام‪ ،‬وكان خروجه بغير حجة شرعية فإن علّيا كان خليفة راشًدا‪ ،‬بل من شدة‬
‫رغبة معاوية في الملك والرئاسة كما وصفه بذلك سيدنا علي رضي ال عنه فكان قتال الذين قاتلوه‬
‫ي الحافظ ابن حجر في‬ ‫في البصرة والذين قاتلوه مع معاوية في صفين ظلًما كبيًرا ذكر ذلك عن عل ّ‬
‫سّدد وكتاب الحافظ سعيد ابن منصور فكان‬ ‫كتابه »المطالب العالية«) ( ونقل ذلك عن مسند ُم َ‬
‫الخروج على علي كالخروج على أبي بكر وعمر وعثمان لنه ل يجوز الخروج على الخليفة إل أن‬
‫يحصل منه كفر صريح‪ ،‬ولم يكن خروج معاوية على علي وقتاله له عن اجتهاد إنما كان حّبا في‬
‫الملك وليس كاجتهاد المجتهدين في الحكام كاختلف أبي بكر وعلي في حكم مسئلة الجد والخوة‬
‫فإن أبا بكر اجتهد فقال الجد مثل الب فل ترث إخوة الميت معه واجتهد سيدنا علي فقال الجد‬
‫والخوة كغصنين من شجرة فيشتركان في الرث‪ ،‬وهذا الجتهاد هو الذي ورد في‬
‫الحديث) ( ‪»:‬إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد«‪ ،‬وهكذا اختلف‬
‫ل‪.‬‬
‫المام مالك والمام الشافعي‪ ،‬فهذا الجتهاد هو الجتهاد الذي هو مأمور به لمن كان أه ً‬

‫وأما حكم من يموت وهو خارج على الخليفة أي قبل أن يعود إلى طاعة المام فهؤلء ينطبق عليهم‬
‫حديث البخاري ومسلم) ( ‪»:‬من كره من أميره شيًئا فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبًرا فمات‬
‫على ذلك مات ميتة جاهلية«‪ ،‬وهذا معنى الجزء الخير من حديث مسلم المذكور أي قوله صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪»:‬ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية«‪ ،‬ومعنى مات ميتة جاهلية أي مات‬
‫وحالته كميتة عباد الوثان أي شبيهة بهم وليس معناه أنه كافر‪ ،‬وإنما معناه أن من خرج على‬
‫السلطان يكون عاصًيا معصية كبيرة‪ ،‬فإذا تبين هذا تبين فساد قول حزب التحرير إن من يموت في‬
‫هذا الزمن ولم يبايع خليفة يموت ميتة جاهلية‪ ،‬فكلمهم هذا يشمل من مات في هذا الزمن وقبل هذا‬
‫منذ انقطعت الخلفة وهذا شطط كبير وظلم عظيم وهذا تحريف منهم للحديث بل حال من يموت في‬
‫هذا الزمن يعلم من حديث حذيفة بن اليمان رضي ال عنه الذي رواه البخاري وهذا ينطبق على‬
‫الحالة الثالثة وفيه أن حذيفة قال‪ :‬فإن أدركني زمان ليس فيه إمام ول جماعة؟ فقال الرسول صلى‬
‫ض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت‬ ‫ال عليه وسلم ‪»:‬اعتزل تلك الفرق كلها ولو أن َتَع ّ‬
‫على ذلك«) (‪ .‬هذا الحديث وحديث مسلم عن ابن عمر الذي فيه‪» :‬ومن مات وليس في عنقه بيعة‬
‫مات ميتة جاهلية«‪ ،‬كلهما صحيح لكن حديث حذيفة هذا أقوى لن البخاري أسانيده أصح من‬
‫أسانيد مسلم كما هو المعروف عند المحدثين‪ ،‬فواجب على من ينتسب إلى حزب التحرير أن‬
‫ت ولم‬
‫يرجعوا عن هذا وليتأملوا في حديث حذيفة لن الرسول عليه السلم لم يقل له فأنت إن ِم ّ‬
‫تبايع خليفة تكون ميتتك ميتة جاهلية بل أرشدُه إلى ترك التحزب لتلك الفرق أي ل تقاتل مع فرقٍة‬
‫ضد فرقة أخرى وهذا كالقتال الذي حصل في الماضي بين المغرب وموريتانيا فالحديث ينهى عن‬
‫التحزب لحدى الفرقتين دون الخرى بقتال الخرى معها‪ ،‬وهذا أمر ظاهر كالشمس‪.‬‬

‫والعجب كيف التبس هذا المر على حزب التحرير حتى صاروا يرددون بين الناس الجزء الخير‬
‫من حديث مسلم المذكور‪» :‬من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية« مع حذفهم للواو‬
‫ليوهموا الناس أن هذا القدر هو الحديث كله أوهموا الناس أن الحديث هنا أوله‪ ،‬وهذا يعني أنهم‬
‫تائهون عن تحصيل العلم الشرعي‪.‬‬

‫أما حاصل مسئلة الخلفة فإن نصبها واجب فمن تقاعس عن إقامتها مع القدرة فهو عاص ومن قال‬
‫إننا نستطيع في هذا العصر فليرنا أثر هذا القول‪.‬‬

‫ولم يزل حزب التحرير منذ نحو أربعين سنة يلهج بذلك ويكثر ذكر ذلك على مسامع الناس ولم‬
‫يقدروا على نصبها بل هم عاجزون كغيرهم‪ ،‬وأما أهميتها فهو أمر ظاهر وكتب العلماء في العقيدة‬
‫والفقه طافحة بذلك‪ ،‬وليست الخلفة من أركان السلم واليمان بل أركان السلم الخمسة التي‬
‫ذكرها الرسول صلى ال عليه وسلم لجبريل) ( حين جاءه بصورة رجل ل يعرفه أحد من الذين‬
‫كانوا مع الرسول في ذلك المسجد فسأله عن السلم قال‪ :‬يا محمد أخبرني عن السلم‪ ،‬فقال ‪»:‬أن‬
‫تشهد أن ل إله إل ال وأن محمًدا رسول ال وتقيم الصلة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج‬
‫ل«‪ ،‬ثم قال‪ :‬أخبرني عن اليمان‪ ،‬قال‪» :‬اليمان أن تؤمن بال وملئكته‬ ‫البيت إن استطعت إليه سبي ً‬
‫وكتبه ورسله واليوم الخر وتؤمن بالقدر خيره وشره«‪ ،‬فلم يدخل الرسول الخلفة في أركان‬
‫السلم ول في أركان اليمان‪ .‬فل يصح فل يجوز أن يقال ل إسلم بل خلفة‪ ،‬وكيف يجوز ذلك‬
‫طهور شطر اليمان« الحديث‪ ،‬رواه مسلم) (‪ ،‬فما‬ ‫وقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪» :‬ال ّ‬
‫أجهل من يقول ذلك وما أشد تجرئه على الفتراء على الدين فهؤلء تجدهم ل يهتمون بتعلم وتعليم‬
‫أحكام الطهور الذي أكده الرسول هذا التأكيد حيث سماه نصف اليمان فقصارى القول في هذا إنه‬
‫تائه عن الحق وعن الدين‪.‬‬

‫ملحظة‪ :‬من أراد أن يطلع على هذه الحاديث فليراجع صحيح البخاري) (‪ ،‬وهاكم أيها المطالعون‬
‫نص حديث حذيفة في رواية البخاري من كتاب البخاري‪:‬‬

‫حدثنا محمد بن المثنى‪ ،‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ،‬حدثنا ابن جابر‪ ،‬حدثني ُبسر بن عبيد ال الحضرمي‬
‫أنه سمع أبا إدريس الخولني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول‪ :‬كان الناس يسألون رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت‪ :‬يا رسول ال إنا كنا في‬
‫جاهلية وشر فجاءنا ال بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال‪» :‬نعم« قلت‪ :‬وهل بعد ذلك‬
‫خُنه؟ قال‪» :‬قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم‬ ‫خن«‪ ،‬قلت‪ :‬وما َد َ‬
‫الشر من خير؟ قال‪» :‬نعم وفيه َد َ‬
‫وتنكر«‪ ،‬قلت‪ :‬فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال ‪»:‬نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه‬
‫فيها«‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسول ال صفهم لنا‪ ،‬قال‪» :‬هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا«‪ ،‬قلت‪ :‬فما تأمرني إن‬
‫أدركني ذلك؟ قال ‪»:‬تلزم جماعة المسلمين وإمامهم«‪ ،‬قلت‪ :‬فإن لم يكن لهم جماعة ول إمام؟‬
‫قال ‪»:‬فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن َتَعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك«‬
‫اهـ‪.‬‬

‫وفي كتاب الفتن) ( عن ابن عباس عن النبي صلى ال عليه وسلم قال ‪»:‬من كره من أميره شيًئا‬
‫فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبًرا مات ميتة جاهلية« حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد‬
‫عن الجعد أبي عثمان حدثني أبو عثمان العطاردي قال‪ :‬سمعت ابن عباس رضي ال عنهما عن‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم قال ‪»:‬من رأى من أميره شيًئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق‬
‫ضا وهو من‬‫الجماعة شبًرا فمات إل مات ميتة جاهلية«‪ ،‬وحديث ابن عباس هذا رواه مسلم أي ً‬
‫الحاديث المتفق عليها من البخاري ومسلم‪ ،‬ومعناه ظاهر أن الذي يموت ميتة جاهلية هو الذي‬
‫يكون في وقت الخليفة ثم يتمرد عليه ويموت وهو مخالف للخليفة وفي معناه حديث ابن حبان‬
‫وهو ‪»:‬من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فقد خلع ربقة السلم من عنقه حتى يراجع« فتبين‬
‫حّرفوا حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم ووضعوه على غير محله‪ ،‬وعلى‬ ‫بهذا أن التحريرية َ‬
‫قولهم كل من مات منذ انقطعت الخلفة إلى يومنا هذا فميتته ميتة جاهلية فقد جعلوا المسلمين الذين‬
‫ماتوا منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا كالجاهلية عباد الوثان‪ ،‬فأعظم بهذه ِفريًة‪.‬‬

‫وهذه الفرقة كأنها تنقض دين ال شيًئا فشيًئا وحسبنا ال ونعم الوكيل‪ ،‬فمن أراد الرشاد والرجوع‬
‫إلى السلم منهم فليتبرأ من هذه العتقادات وليتشهد حتى يدخل في السلم من جديد وهذا الكلم‬
‫ينصب على من اعتقد منهم هذه العقائد وأما من انتسب إليهم انتساًبا ولم يعتقدها فل نكفره ولكن‬
‫نحذره من الثبات معهم‪.‬‬

‫حزب التحرير ل يحرم المشي بقصد الزنى بامرأة أو الفجور بغلم‬

‫ومن أباطيلهم قولهم في بعض مناشيرهم التي نشروها في طرابلس منذ أكثر من خمس عشرة سنة‬
‫تقريًبا إنه ل يحرم المشي بقصد الزنى بامرأة أو الفجور بغلم‪ ،‬وإنما المعصية في التطبيق بالفعل‪.‬‬

‫الرد‪:‬‬

‫في هذا الكلم مخالفة للجماع‪ ،‬وللحديث ‪ُ»:‬كتب على ابن ءادم نصيبه من الزنى مدرك ذلك ل‬
‫محالة‪ ،‬فالعينان زناهما النظر‪ ،‬والذنان زناهما الستماع‪ ،‬واللسان زناه الكلم‪ ،‬واليد زناها البطش‪،‬‬
‫والرجل زناها الخطا« رواه البخاري ومسلم وغيرهما) (‪.‬‬

‫وقد ذكر النووي في شرحه على مسلم) ( كون المشي للزنى حراًما‪ ،‬واللمس حراًما بدليل الحديث‬
‫المذكور‪.‬‬

‫حزب التحرير يبيح تقبيل ولمس الرجل للمرأة الجنبية التي ل تحل له‬

‫ومن جملة أباطيلهم قولهم بجواز تقبيل الرجل للمرأة الجنبية‪ ،‬وكذا الغمز والمشي ونحو ذلك فإنهم‬
‫ذكروا ذلك في منشور لهم على شكل جواب وسؤال) ( وهذا نصه‪» :‬ما حكم القبلة بشهوة مع‬
‫الدليل؟ الجواب‪ ... :‬قد فهم من مجموع الجوبة المذكورة أن القبلة بشهوة مباحة وليست حراًما‪...‬‬
‫لذلك نصارح الناس بأن التقبيل من حيث هو تقبيل ليس بحرام لنه مباح لدخوله تحت عمومات‬
‫الدلة المبيحة لفعال النسان العادية‪ ،‬فالمشي والغمز والمص وتحريك النف والتقبيل وزم الشفتين‬
‫إلى غير ذلك من الفعال التي تدخل تحت عمومات الدلة‪ ...‬فالصورة العادية ليست حراًما‪ ،‬بل هي‬
‫من المباحات‪ ،‬ولكن الدولة تمنع تداولها‪ ...‬وتقبيل رجل لمرأة في الشارع سواء كان بشهوة أم بغير‬
‫شهوة فإن الدولة تمنعه في الحياة العامة‪...‬‬

‫فالدولة في الحياة العامة قد تمنع المباحات‪ ..‬فمن الرجال من يلمس ثوب المرأة بشهوة‪ ،‬ومنهم من‬
‫ينظر إلى حذائها بشهوة‪ ،‬ويسمع صوتها من الراديو بشهوة‪ ،‬وتتحرك فيه غريزة الجنس على وجه‬
‫يحرك ذكره من سماع صوتها مباشرة‪ ،‬أو من الغناء‪ ،‬أو من قراءة إعلنات الدعاية أو من وصول‬
‫رسالة منها‪ ،‬أو نقل له منها مع غيرها‪ ...‬فهذه أفعال بشهوة كلها تتعلق بالمرأة‪ ،‬وهي مباحة لدخولها‬
‫تحت أدلة الباحة‪ «...‬اهـ‪.‬‬

‫ل كان أو امرأة‪ ،‬أو صافح‬ ‫ويذكرون في منشور ءاخر) ( ما نصه‪» :‬ومن قّبل قادًما من سفر رج ً‬
‫ل كان أو امرأة‪ ،‬ولم يقم بهذا العمل من أجل الوصول إلى الزنى أو اللواط فإن هذا التقبيل‬
‫ءاخر رج ً‬
‫ليس حراًما‪ ،‬ولذلك كانا حللين« اهـ‪.‬‬

‫ضا بجواز مصافحة الرجل للمرأة الجنبية زاعمين أن الرسول صافح بدليل حديث أم‬ ‫وقالوا أي ً‬
‫عطية في المبايعة المروي في البخاري‪» :‬قالت‪ :‬فقبضت امرأة منا يدها« فإن غيرها لم تقبض‬
‫يدها‪ ،‬وقالوا‪ :‬البيعة تكون مصافحة باليد أو كتابة ول فرق بين الرجال والنساء‪ ،‬فإن لهن أن‬
‫يصافحن الخليفة بالبيعة كما يصافحه الرجال«) ( اهـ‪.‬‬

‫وقالوا في منشور لهم) ( عنوانه »حكم السلم في مصافحة الرجل للمرأة الجنبية« بعد كلم‬
‫طويل ما نصه‪» :‬وإذا أمعنا النظر في الحاديث التي فهم منها بعض الفقهاء تحريم المصافحة نجد‬
‫أنها ل تتضمن تحريًما أو نهًيا« اهـ‪.‬‬

‫وختموا هذا المنشور بقولهم‪» :‬وما يصدق على المصافحة يصدق على القبلة« اهـ‪.‬‬

‫الرد‪:‬‬

‫روى ابن حبان) ( عن ُأميمة بنت ُرَقْيَقة‪ ،‬وإسحاق ابن راهويه بسند جيد عن أسماء بنت يزيد‬
‫عا أن النبي صلى ال عليه وسلم قال ‪»:‬إني ل أصافح النساء« قال الحافظ ابن حجر بعد‬ ‫مرفو ً‬
‫إيراده للحديث) ( ‪»:‬وفي الحديث أن كلم الجنبية مباح سماعه‪ ،‬وأن صوتها ليس بعورة‪ ،‬ومنع‬
‫لمس بشرة الجنبية بل ضرورة« اهـ‪.‬‬

‫ن ُيشر َ‬
‫ن‬ ‫صا في مس الجلد للجلد‪ ،‬وإنما معناه ك ّ‬
‫أما حديث أم عطية الذي ورد في البخاري) ( فليس ن ّ‬
‫بأيديهن عند المبايعة بل مماسة فتعين تأويله توفيًقا بين الحديثين الثابتين‪ ،‬ولنه يتعين الجمع بين‬
‫الحديثين إذا كان كل واحد منهما ثابًتا‪.‬‬

‫ث عن‬‫ثم إنه قد ورد في صحيح البخاري) ( في نفس الباب الذي ورد فيه حديث أم عطية حدي ٌ‬
‫عائشة رضي ال عنها قالت‪» :‬كان النبي صلى ال عليه وسلم يبايع النساء بالكلم بهذه الية ‪}:‬ل‬
‫يشركن بال شيًئا{ ]سورة الممتحنة‪ [12/‬قالت‪ :‬وما مست يد رسول ال صلى ال عليه وسلم يَد‬
‫امرأة إل امرأًة يملكها«‪ ،‬فلو كان معنى المبايعة المصافحة كما زعموا لكان في كلمها تناقض‪.‬‬

‫قال ابن منظور في لسان العرب) (‪» :‬وبايعه عليه مبايعة‪ :‬عاهده‪ ،‬وفي الحديث‪» :‬أل تبايعوني‬
‫عا‬
‫على السلم«‪ ،‬هو عبارة عن المعاقدة والمعاهدة« اهـ‪ ،‬فليست المبايعة من شرطها لغة ول شر ً‬
‫س الجلد للجلد‪ ،‬فالمبايعة تصدق على المبايعة بل مس ولكن للتأكيد بايع الصحابة النبي صلى ال‬‫م ّ‬
‫عليه وسلم في بيعة الرضوان بالخذ باليد‪ ،‬وقد تكون المبايعة بالكتابة‪.‬‬

‫ضا‬
‫ومما يرّد كذبهم بأن غير أم عطية مدت يدها للرسول فصافحته في المبايعة حديث البخاري أي ً‬
‫من قول عائشة) ( ‪»:‬ل وال ما مست يُده يَد امرأٍة قط في المبايعة‪ ،‬ما يبايعهن إل بقوله‪ :‬قد بايعُت ِ‬
‫ك‬
‫ضا يقال لهم‪ :‬أين في حديث أم عطية النص على أن غيرها قد صافح النبي فهذا‬ ‫على ذلك«‪ ،‬وأي ً‬
‫وهم منهم وافتراء‪.‬‬

‫ضا على تحريم المصافحة ومس الجنبية بل حائل حديث‪» :‬لن يطعن أحُدكم بحديدة في‬ ‫ويدل أي ً‬
‫ل له«‪ ،‬رواه الطبراني) ( في »المعجم الكبير« وحسنه‬
‫رأسه خير له من أن يمس امرأة ل تح ّ‬
‫الحافظ ابن حجر ونور الدين الهيثمي والمنذري وغيرهم‪.‬‬

‫ثم المس في الحديث معناه الجس باليد ونحوها ليس الجماع كما زعمت التحريرية‪ ،‬وراوي الحديث‬
‫معقل بن َيسار فهم من الحديث خلف ما تدعيه التحريرية كما نقل ذلك عنه ابن أبي شيبة في‬
‫مصنفه‪.‬‬

‫فتبين أن التحريرية افتروا على رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وكذبوا عائشة رضي ال عنها‪،‬‬
‫وحرفوا اللغة العربية‪ ،‬وأباحوا ما حرمه رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫ومما يدل على جهلهم أنهم ادعوا أن حديث الطبراني في تحريم مصافحة الجنبية من قبيل خبر‬
‫الحاد ول يعمل به في الحكام‪ ،‬فنرد عليهم بما ذكره الخطيب البغدادي في كتاب »الفقيه‬
‫والمتفقه«) ( من جواز العمل بحديث الحاد‪ ،‬وقرر الصوليون أنه حجة في سائر أمور الدين ولم‬
‫يخالف في ذلك باشتراط التواتر إمام من الئمة إل المدي وكلمه ل حجة فيه‪ ،‬فظهر بل خفاء‬
‫مكابرة حزب التحرير للحقيقة‪.‬‬

‫ثم ما يروى من أن النبي كانت تقوده أمة سوداء في أحياء المدينة ويقولون‪ :‬في هذا الحديث حجة‬
‫على جواز مصافحة المرأة بل حائل‪.‬‬

‫يقال لهم‪ :‬هذا الحديث ليس فيه النص على أنها كانت تأخذ بيده مصافحة بل حائل‪ ،‬وليس هناك دليل‬
‫على أنها كانت في حد مشتهاة‪ ،‬ومع هذا ل يجوز إلغاء الحديث الصريح الذي في مسلم) (‪» :‬واليد‬
‫زناها البطش« من أجل ذلك الحديث الذي يدخله الحتمال وهذا خلف قاعدة الصوليين والمحدثين‬
‫أنه إن تعارض حديثان ثابتان إسناًدا في الظاهر يجب الجمع بينهما ما أمكن‪ ،‬فإن لم يمكن فإن‬
‫خا‪ ،‬وإل ُذهب إلى الترجيح‪ .‬فلو ذهبنا إلى الترجيح كان هذا‬
‫خا والمتقدم منسو ً‬
‫عرف المتأخر كان ناس ً‬
‫ُ‬
‫الحديث أي حديث مسلم هو المعمول به لن عليه إجماع الئمة‪ ،‬فإن المذاهب الربعة يحرمون‬
‫المس بل حائل بشهوة وبدون شهوة‪ ،‬فالحديث الذي يوافق عمل الكثر عند المحدثين والصوليين‬
‫حا على الذي يخالفه‪ ،‬فكيف بالذي عليه عمل الجميع؟!‬ ‫يكون راج ً‬

‫وانظر أيها القارئ إلى فساد قولهم إنه ل يحرم المشي للزنى ول تحرم قبلة الرجل للمرأة الجنبية‬
‫وبالعكس‪ ،‬وكذا الغمز والمص ولمس ثوب المرأة بشهوة‪ ،‬وعدوا كل ذلك من المباحات‪ ،‬أليس هذا‬
‫الكلم مخالًفا لحديث الطبراني المذكور؟‪ ،‬ومخالًفا لحديث مسلم) ( ‪ُ»:‬كتب على ابن ءادم نصيبه من‬
‫الزنى مدرك ذلك ل محالة‪ ،‬فالعينان زناهما النظر‪ ،‬والذنان زناهما الستماع‪ ،‬واللسان زناه الكلم‪،‬‬
‫ب يهوى ويتمنى وُيصّدق ذلك الفرج ويكذبه«‪ ،‬وفي‬ ‫خطا‪ ،‬والقل ُ‬
‫واليد زناها البطش‪ ،‬والرجل زناها ال ُ‬
‫رواية لبي داود) (‪» :‬واليدان تزنيان فزناهما البطش‪ ،‬والرجلن تزنيان فزناهما المشي‪ ،‬والفم‬
‫يزني فزناه الُقبل«‪ ،‬والُقبل جمع ُقبلة‪ ،‬وفي رواية عند ابن حبان) (‪» :‬واليد زناؤها اللمس«‪.‬‬

‫وما فعلوه يكفي كفًرا لن رد النصوص كفر كما قال النسفي وغيره‪ .‬فكيف يصح لهم دعوى السلم‬
‫مع معارضته؟ وإنما المسلم من سّلم ل ورسوله ولم يرد نصّ القرءان ول نص الحديث‪.‬‬

‫نقول لهم ِبيُنوا عن دعوى السلم ـ أي ابتعدوا ـ لنكم لستم من أهله فقد رددتم النصوص‪.‬‬
‫فالتحريرية يحرفون شرع ال بتحليلهم مصافحة الرجال للنساء الجنبيات غير المحارم وتقبيلهن‬
‫عند الوداع‪ ،‬وقد خالفوا في هذا الجماع وأحاديث صحيحة كما تقدم ذلك‪ ،‬أما الجماع فإن‬
‫المجتهدين الربعة وغيرهم وأتباعهم من المة يحرمون مصافحة الجنبيات مع اختلفهم في نقض‬
‫ست يد رسول ال امرأة ل تحل‬ ‫ضا فإن التحريرية خالفوا حديث عائشة‪» :‬ما َم ّ‬‫الوضوء وعدمه‪ ،‬وأي ً‬
‫له قط« رواه البخاري) (‪ ،‬وحديث َمْعِقل بن يسار رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫س امرأة ل تحل له« رواه الطبراني) (‬ ‫وسلم ‪»:‬لن يطعن أحدكم بحديدة في رأسه خير له من أن َيَم ّ‬
‫وحسنه الحافظ ابن حجر‪ ،‬فهذه الحاديث فيها التصريح بحرمة مس المرأة الجنبية‪.‬‬

‫وأما استدلل التحريرية بحديث أم عطية جاءنا عمر بن الخطاب فقال‪ :‬أنا رسول رسول ال إليكم‬
‫للمبايعة فمد عمر يده من خارج البيت ومددنا أيدينا من داخل البيت فبايعناه فليس فيه ذكر‬
‫المصافحة وإنما فيه ذكر مد اليد من عمر ومنهن فيحمل على أنه كان المد منهن للشارة للمبايعة‪،‬‬
‫ل ل يعارض الصحيح على أن الجماع‬ ‫ومن القواعد المقررة عند الصوليين والفقهاء أن المحتِم َ‬
‫ف وحَدُه فكيف إذا انضمت إليه هذه الحاديث الصحيحة الصريحة فبعد هذا ل يبقى للمخالف إل‬ ‫كا ٍ‬
‫المكابرُة والعناد‪.‬‬

‫حزب التحرير يفتح باب الفتوى بغير علم‬

‫ومثل هذه الفتراءات كثيرة في كتب حزب التحرير فهم يّدعون أن النسان »متى أصبح قادًرا على‬
‫الستنباط فإنه حينئذ يكون مجتهًدا‪ ،‬ولذلك فإن الستنباط أو الجتهاد ممكن لجميع الناس‪ ،‬وميسر‬
‫لجميع الناس ول سيما بعد أن أصبح بين أيدي الناس كتب في اللغة العربية والشرع السلمي«‪،‬‬
‫وهذا نص عبارتهم بحروفها) (‪.‬‬

‫الرد‪:‬‬

‫في هذا الكلم فتح لباب الفتوى بغير علم‪ ،‬ألم يعلموا أن المجتهد هو من علم ما يتعلق بالحكام من‬
‫الكتاب والسنة‪ ،‬وعرف الخاص والعام والمطلق والمقيد والمجمل والمبين والناسخ والمنسوخ‪،‬‬
‫وعرف من السنة المتواتر والحاد والمرسل والمتصل وعدالة الرواة وجرحهم‪ ،‬وعرف أقاويل‬
‫عا وغيره‪ ،‬وعرف القياس جلّيه وخفّيه وصحيحه وفاسده‪،‬‬ ‫الصحابة فمن بعدهم من المجتهدين إجما ً‬
‫وعرف لسان العرب الذي نزل به القرءان‪ ،‬وعرف أصول العتقاد‪ ،‬ويشترط أن يكون عدل قوي‬
‫ظا ليات الحكام وأحاديث الحكام‪.‬‬ ‫القريحة‪ ،‬حاف ً‬

‫ثم إن المجتهد يشهد له أهل العلم بذلك ولم يشهد أحد من العلماء المعتبرين لتقي الدين النبهاني بذلك‬
‫ول بأقل من ذلك مرتبة‪ ،‬وأّنى يكون مثل هذا الرجل مجتهًدا‪.‬‬

‫ضر ال امرأ‬‫ويكفي في رد مقالتهم هذه الحديث المتفق على تصحيحه بل هو من المتواتر) (‪» :‬ن ّ‬
‫سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها‪ ،‬فرب حامل فقه ليس بفقيه‪ ،‬ورب حامل فقه إلى من هو أفقه‬
‫منه«‪ ،‬فقوله عليه السلم‪» :‬فرب حامل فقه ليس بفقيه« معناه أن منكم من ليس له حظ من الحديث‬
‫الذي يسمعه مني أن يفهم ما فيه من الحكام‪ ،‬إنما حظه أن يبلغه لغيره‪ ،‬فذلك الغير قد يكون ممن له‬
‫حظ في الستنباط والجتهاد‪ ،‬فقد قسم الرسول أصحابه إلى قسمين جعل قسًما ل حظ لهم في‬
‫الستنباط والجتهاد‪ ،‬فجعل هذا الصنف الكثر‪ ،‬وجعل قسًما منهم مجرد رواة ُيسمعون الغير ما‬
‫سمعوه منه صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫فمن نظر بعين التأمل إلى تصرفات هذه الفرقة لعلم أنها تدعو المسلمين إلى الفوضى والتهور‪.‬‬

‫وما ذهبت إليه هذه الفرقة التحريرية هو دعوة إلى الفوضى في أمور الدين‪ ،‬فكيف تصلح الفوضى‬
‫ي‪:‬‬
‫في أمور الدين وهي ل تصلح في أمور الدنيا‪ ،‬قال الفوُه الود ّ‬

‫س فوضى ل سراة لهم * ول سراة إذا جالهم سادوا‪.‬‬


‫ح النا ُ‬
‫ل يصل ُ‬

‫اهـ‪.‬‬

‫فهرس المصادر‬

‫أ ـ المصادر المخطوطة‪:‬‬

‫ـ تفسير السماء والصفات‪ ،‬أبو منصور البغدادي‪ ،‬مكتبة قيصري ـ تركيا‪.‬‬

‫ـ حواشي الروضة‪ ،‬البلقيني‪ ،‬مخطوط في المكتبة الزهرية ـ القاهرة‪.‬‬

‫ـ القضاء والقدر‪ ،‬البيهقي‪ ،‬تركيا‪.‬‬

‫ب ـ المصادر المطبوعة‪:‬‬

‫ـ إتحاف السادة المتقين‪ ،‬الزبيدي‪ ،‬دار الفكر ـ بيروت‪.‬‬

‫ـ إتمام العلم‪ ،‬نزار أباظة‪/‬رياض المالح‪ ،‬دار صادر ـ بيروت‪.‬‬

‫ـ الحسان بترتيب صحيح ابن حبان‪ ،‬لبن بلبان‪ ،‬دار الكتب العلمية ـ بيروت‪.‬‬

‫ـ أصول الدين‪ ،‬أبو منصور البغدادي‪ ،‬دار الفاق الجديدة ـ بيروت‪.‬‬

‫ـ العتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد‪ ،‬البيهقي‪ ،‬عالم الكتب ـ بيروت‪.‬‬

‫ـ تاريخ مدينة دمشق‪ ،‬ابن عساكر‪ ،‬دار الفكر ـ بيروت‪.‬‬

‫ـ الترغيب والترهيب‪ ،‬المنذري‪ ،‬دار الفكر ـ بيروت‪.‬‬

‫ـ تشنيف المسامع شرح جمع الجوامع‪ ،‬الزركشي‪ ،‬مؤسسة قرطبة ـ القاهرة‪.‬‬

‫ـ التفكير‪ ،‬تقي الدين النبهاني‪ ،‬من منشورات حزب التحرير ـ ‪1393‬هـ ـ ‪1973‬ر‪.‬‬

‫ـ تكملة معجم المؤلفين‪ ،‬محمد خير رمضان‪ ،‬دار ابن حزم ـ بيروت‪.‬‬
‫ـ تهذيب الثار‪ ،‬ابن جرير الطبري‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫ـ الخلفة‪ ،‬من منشورات حزب التحرير‪.‬‬

‫ـ دستور حزب التحرير‪ ،‬من منشورات حزب التحرير‪.‬‬

‫ـ الدولة السلمية‪ ،‬تقي الدين النبهاني‪ ،‬من منشورات حزب التحرير‪1372 ،‬هـ ـ ‪1953‬ر‪.‬‬

‫ـ سنن الترمذي‪ ،‬الترمذي‪ ،‬دار الكتب العلمية ـ بيروت‪.‬‬

‫ـ سنن أبي داود‪ ،‬أبو داود‪ ،‬دار الجنان ـ بيروت‪.‬‬

‫ـ الشخصية السلمية‪ ،‬تقي الدين النبهاني‪ ،‬من منشورات حزب التحرير ‪1372‬هـ ـ ‪1953‬ر‪.‬‬

‫ـ شرح صحيح مسلم‪ ،‬النووي‪ ،‬دار الفكر ـ بيروت‪.‬‬

‫ـ صحيح البخاري‪ ،‬البخاري‪ ،‬مكتبة الرياض ـ الرياض‪.‬‬

‫ـ صحيح ابن حبان = الحسان بترتيب صحيح ابن حبان‪.‬‬

‫ـ صحيح مسلم‪ ،‬مسلم بن الحجاج‪ ،‬دار الفكر ـ بيروت‪.‬‬

‫ـ فتح الباري بشرح صحيح البخاري‪ ،‬ابن حجر العسقلني‪ ،‬دار المعرفة ـ بيروت‪.‬‬

‫ـ الفقيه والمتفقه‪ ،‬الخطيب البغدادي‪ ،‬دار إحياء السنة النبوية‪.‬‬

‫ـ لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬دار صادر ـ بيروت‪.‬‬

‫ـ مجمع الزوائد‪ ،‬الهيثمي‪ ،‬دار الكتب العلمية ـ بيروت‪.‬‬

‫ـ مذكرة من حزب التحرير‪ ،‬من منشورات حزب التحرير‪ ،‬رجب ‪1405‬هـ ‪ /‬نيسان ‪1985‬ر‪.‬‬

‫ـ مستدرك الحاكم‪ ،‬الحاكم‪ ،‬دار المعرفة ـ بيروت‪.‬‬

‫ـ مسند أحمد‪ ،‬أحمد بن حنبل‪ ،‬دار صادر ـ بيروت‪.‬‬

‫ـ المعجم الكبير‪ ،‬الطبراني‪ ،‬دار إحياء التراث العربي ـ بيروت‪.‬‬

‫ـ مصنف عبد الرزاق‪ ،‬عبد الرزاق‪ ،‬طبعة زهير الشاويش ـ بيروت‪.‬‬

‫ـ المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية‪ ،‬ابن حجر العسقلني‪ ،‬دار المعرفة ـ بيروت‪.‬‬

‫ـ نظام السلم‪ ،‬من منشورات حزب التحرير‪1372 ،‬هـ ـ ‪1953‬ر‪.‬‬


‫فهرس المواضيع‬

‫* مقدمة‬

‫* نبذة موجزة عن حزب التحرير ومؤسسه‬

‫* ترجمة موجزة للمؤّلف‬

‫ـ موافقة حزب التحرير لعتقاد المعتزلة‬

‫ق أفعاَلُه‬
‫ل المعتزلِة بأن العبَد يخُل ُ‬
‫ـ الدليل العقلي على فساِد قو ِ‬

‫ـ حزب التحرير يدعي أن عصمة النبياء والرسل تكون بعد الوحي‬

‫ـ حزب التحرير يزعم أنه يجوز عزل خليفة المسلمين بالفسق‬

‫ـ حزب التحرير يزعم أن من مات من غير َبْيَعة لخليفة مات ميتة جاهلية‬

‫ـ بيان حكم نصب الخليفة على المسلمين وحكم من يخرج على الخليفة مع وجوده وحكم من يموت‬
‫في زمن ليس فيه خليفة‬

‫ـ حزب التحرير ل يحرم المشي بقصد الزنى بامرأة أو الفجور بغلم‬

‫ـ حزب التحرير يبيح تقبيل ولمس الرجل للمرأة الجنبية التي ل تحل له‬

‫ـ حزب التحرير يفتح باب الفتوى بغير علم‬

‫ـ فهرس المصادر‬

‫ـ فهرس المواضيع‬

‫انظر كتابه الشخصية السلمية‪ :‬الجزء الول‪ :‬القسم الول‪):‬ص‪ 71/‬ـ)‪72‬‬


‫(انظر كتابه الشخصية السلمية‪ :‬الجزء الول‪ :‬القسم الول‪) :‬ص‪74 /‬‬
‫( انظر كتابه نظام السلم )ص‪22/‬‬
‫(أخرجه مسلم في صحيحه‪ :‬كتاب القدر‪ :‬باب كل شىء بقدر‪ ،‬والبيهقي في »العتقاد« )ص‪ ،(86 /‬وأحمد في مسنده )‪2/110‬‬
‫(أخرجه الحاكم في المستدرك )‪ 1/31‬ـ ‪32‬‬
‫‪.‬أخرجه أبو داود في سننه‪ :‬كتاب السنة‪ :‬باب في القدر‬
‫( أخرجه البيهقي في كتابه »القضاء والقدر« )‪13‬ق‪/‬أ‬
‫أخرجه الترمذي في سننه‪ :‬كتاب القدر‪ :‬باب ) ‪ ،(17‬والطبراني في »المعجم الكبير« )‪ ،(3/127‬والحاكم في »المستدرك« )‪ (1/36‬وصححه ووافقه الذهبي‬
‫على تصحيحه‪ ،‬وابن حبان في صحيحه انظر »الحسان بترتيب صحيح ابن حبان« )‪ (7/501‬كلهم عن عائشة رضي ال عنها‪ ،‬قال الحافظ الهيثمي في‬
‫»مجمع الزوائد« ) ‪» :(1/176‬رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد ال بن عبد الرحمــن بن موهب‪ ،‬قال يعقوب بن شيبة‪ :‬فيه ضعف‪ .‬وضّعفه يحيى بن معين‬
‫‪.‬في رواية ووثقه في أخرى‪ ،‬وقال أبو حاتم‪ :‬صالح الحديث‪ ،‬ووثقه ابن حبان‪ ،‬وبقية رجاله رجال الصحيح« اهـ‬
‫( تهذيب الثار )‪ 2/653‬ـ ‪654‬‬
‫‪.‬أخرجه مسلم في صحيحه‪ :‬كتاب القدر‪ :‬باب كيفية الخلق الدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته‬
‫( مصنف عبد الرزاق )‪ 5/149‬و ‪11/114‬‬
‫( تاريخ دمشق ) ‪21/310‬‬
‫( إتحاف السادة المّتقين )‪2/135‬‬
‫( أصول الدين )ص‪343 ،342 ،341 ،337 /‬‬
‫( تفسير السماء والصفات )ق‪191/‬‬
‫( حواشي الروضة للبلقيني )‪1/83‬‬
‫( حواشي الروضة للبلقيني )‪1/83‬‬
‫( تشنيف المسامع )ص‪227/‬‬
‫‪.‬أخرجه أبو داود في سننه‪ :‬كتاب السّنة‪ :‬باب في القدر‪ ،‬وصححه الحاكم في المستدرك )‪ (1/85‬ووافقه الذهبي‬
‫( انظر كتابه الشخصية السلمية‪ :‬الجزء الول‪ :‬القسم الول‪) :‬ص‪120/‬‬
‫( انظر كتابه دستور حزب التحرير )ص‪ ،(66/‬والشخصية السلمية‪ :‬الجزء الثاني‪ :‬القسم الثالث‪) :‬ص‪ 107 /‬ـ ‪108‬‬
‫( انظر كتابه نظام السلم )ص‪79/‬‬
‫‪.‬صحيح مسلم‪ :‬كتاب المارة‪ :‬باب وجوب ملزمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن‪ ،‬وفي كل حال وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة‬
‫صحيح البخاري‪ :‬كتاب الفتن‪ :‬باب قول النبي صلى ال عليه وسلم‪» :‬سترون بعدي أموًرا تنكرونها«‪ ،‬وصحيح مسلم‪ :‬كتاب المارة‪ :‬باب وجوب طاعة‬
‫‪.‬المراء في غير معصية وتحريمها في المعصية‬
‫( شرح مسلم )‪12/229‬‬
‫‪.‬صحيح مسلم‪ :‬كتاب المارة‪ :‬باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الول فالول‬
‫انظر كتابهم الشخصية السلمية‪ :‬الجزء الثاني‪ :‬القسم الثالث‪) :‬ص‪ 13 /‬و ‪29‬‬
‫( انظر كتابهم الخلفة )ص‪4/‬‬
‫( انظر كتابهم الخلفة )ص‪9/‬‬
‫انظر كتابهم الخلفة )ص‪ ،(3/‬وكتاب الشخصية السلمية‪ :‬الجزء الثاني‪ :‬القسم الثالث‪) :‬ص‪15/‬‬
‫( انظر كتابهم الدولة السلمية )ص‪179/‬‬
‫( كتاب مذكرة حزب التحرير إلى المسلمين في لبنان )ص‪4/‬‬
‫‪.‬صحيح مسلم‪ :‬كتاب المارة‪ :‬باب وجوب ملزمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال‪ ،‬وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة‬
‫‪.‬انظر المصدر السابق‬
‫‪.‬انظر المصدر السابق‬
‫‪.‬صحيح البخاري‪ :‬كتاب الفتن‪ :‬باب كيف المر إذا لم تكن جماعة‬
‫‪.‬صحيح مسلم‪ :‬كتاب المارة‪ :‬باب وجوب ملزمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال‪ ،‬وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة‬
‫( صحيح ابن حبان‪ ،‬انظر »الحسان بترتيب صحيح ابن حبان« )‪ 8/43‬ـ ‪44‬‬
‫( الفقيه والمتفقه ) ‪ 1/163‬ـ ‪164‬‬
‫‪.‬تقدم تخريجه‬
‫( المطالب العالية ) ‪4/293‬‬
‫صحيح البخاري‪ :‬كتاب العتصام بالكتاب والسنة‪ ،‬باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ‪ ،‬وصحيح مسلم‪ :‬كتاب القضية‪ :‬باب بيان أجر الحاكم إذا اجتهد‬
‫‪.‬فأصاب أو أخطأ‬
‫أخرجه البخاري في صحيحه‪ :‬كتاب الفتن‪ :‬باب قول النبي صلى ال عليه وسلم‪» :‬سترون بعدي أموًرا تنكرونها«‪ ،‬ومسلم في صحيحه‪ :‬كتاب المارة‪ :‬باب‬
‫‪.‬وجوب ملزمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال‪ ،‬وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة‬
‫‪.‬سبق تخريجه‬
‫‪.‬صحيح مسلم‪ :‬كتاب اليمان‪ :‬باب بيان اليمان والسلم والحسان ووجوب اليمان بإثبات قدر ال سبحانه وتعالى‬
‫‪.‬صحيح مسلم‪ :‬كتاب الطهارة‪ :‬باب فضل الوضوء‬
‫‪.‬صحيح البخاري‪ :‬كتاب الفتن‪ :‬باب كيف المر إذا لم تكن جماعة‬
‫‪.‬سبق تخريجه‬
‫‪.‬صحيح البخاري‪ :‬كتاب الستئذان‪ :‬باب زنا الجوارح دون الفرج‪ ،‬وصحيح مسلم‪ :‬كتاب القدر باب قدر على ابن ءادم حظه من الزنى وغيره‬
‫( شرح صحيح مسلم )‪16/206‬‬
‫‪.‬نشرة جواب وسؤال ـ تاريخ ‪ 24‬ربيع الول سنة ‪1390‬هـ‬
‫‪.‬منشور جواب سؤال بتاريخ ‪ 8‬محرم ‪1390‬هـ‬
‫انظر كتابهم الخلفة )ص‪ 22/‬ـ ‪ ،(23‬وكتاب المسمى بالشخصية السلمية‪ :‬الجزء الثاني‪ :‬القسم الثالث‪) :‬ص‪ 22/‬ـ ‪ ،(23‬والجزء الثالث منه )ص‪ 107/‬ـ‬
‫( ‪108‬‬
‫‪.‬صدر بتاريخ ‪ 21‬جمادى الولى ‪1400‬هـ = ‪7/4/1980‬ر‬
‫( صحيح ابن حبان‪ ،‬انظر »الحسان« )‪7/41‬‬
‫( فتح الباري )‪13/204‬‬
‫‪.‬صحيح البخاري‪ :‬كتاب الحكام‪ :‬باب بيعة النساء‬
‫‪.‬صحيح البخاري‪ :‬كتاب الحكام‪ :‬باب بيعة النساء‬
‫( لسان العرب‪ :‬مادة ب ي ع ) ‪8/26‬‬
‫[صحيح البخاري‪ :‬كتاب التفسير‪ :‬باب }إذا جآءكم المؤمنات مهاجرات{ ]سورة الممتحنة‪10/‬‬
‫المعجم الكبير )‪ 20/211‬ـ ‪ ،(212‬قال الحافظ الهيثمي في »مجمع الزوائد« )‪» :(4/326‬رجاله رجال الصحيح« اهـ‪ ،‬وقال المنذري في »الترغيب‬
‫‪.‬والترهيب« )‪» :(3/10‬رواه الطبراني والبيهقي‪ ،‬ورجال الطبراني ثقات رجال الصحيح« اهـ‬
‫( الفقيه والمتفقه ) ‪1/96‬‬
‫‪.‬سبق تخريجه‬
‫‪.‬سبق تخريجه‬
‫‪.‬سنن أبي داود‪ :‬كتاب النكاح‪ :‬باب فيما يؤمر به من غض البصر‬
‫( أخرجه ابن حبان في صحيحه‪ ،‬انظر »الحسان« ) ‪6/300‬‬
‫‪.‬سبق تخريجه‬
‫‪.‬سبق تخريجه‬
‫( كتاب التفكير )ص‪149/‬‬
‫‪.‬سنن الترمذي‪ :‬كتاب العلم‪ :‬باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع‬
‫) ‪Last Updated ( Tuesday, 23 September 2008‬‬

You might also like