You are on page 1of 54

‫الم َحكَّ م في الدعوى التحكيمية‬

‫رد ُ‬
‫دراسة تأصيلية تطبيقية‬

‫د‪ .‬أنور بن حسين الحمراني‬


‫أستاذ الدراسات القضائية المساعد بجامعة أم القرى‬
‫كلية الدراسات القضائية واألنظمة‬
‫جامعة أم القرى‪ ،‬مكة المكرمة‬

‫‪307‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫العـدد الثالثون | رجب ‪1444‬هـ | فبراير ‪2023‬م‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫المقدمة‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم عىل أرشف األنبياء واملرسلني‪،‬‬
‫نبينا حممد‪ ،‬صىل اهلل وسلم عليه وعىل آله وصحبه أمجعني‪ .‬أما بعد‪،‬‬
‫فإن التحكيم كثرت رغبة املتنازعني يف اختياره ‪-‬بأخرة‪ -‬كأسلوب من‬
‫أساليب فض النزاع وخاصة يف النزاعات التجارية؛ ملا يتميز به من رسية‬
‫ورسعة ومرونة ال وجود ملثلها يف القضاء‪ ،‬وال شك أن ا ُمل َحكَّم يعد من أهم‬
‫أركان التحكيم‪ ،‬بل هو أمهها حيث إن مجيع إجراءات التحكيم وأحكامه‬
‫تتأثر به‪ ،‬لذا فقد كان حمل عناية الباحثني واملختصني ببحث املسائل املتعلقة‬
‫بتعيينه ورشوطه ووجباته‪ ،‬ومن املسائل التي ال تقل أمهية عن ذلك ما يتعلق‬
‫بـ«رد ا ُمل َحكَّم»‪ ،‬تكمن أمهية هذه املسألة يف اآليت‪:‬‬
‫‪ -‬كوهنا تتعلق بأهم ركن يف التحكيم وهو ا ُمل َحكَّم‪.‬‬
‫‪ -‬أن رد ا ُمل َحكَّم يعد أكثر مسألة تثار يف عدم صالحية ا ُمل َحكَّم للنظر؛‬
‫ألن موانع النظر األخرى ليست جماالً لالختالف فيها‪.‬‬
‫‪ -‬أن رد ا ُمل َحكَّم له آثار عديدة وخمتلفة وبعضها ‪-‬كام سنبينه إن شاء‬
‫اهلل‪ -‬يكون سبب ًا للبطالن والتعويض‪.‬‬
‫وقد سلكت يف هذا البحث عدة مناهج عىل حسب ما يقتضيه طبيعة‬
‫البحث‪ ،‬منها‪ :‬املنهج التحلييل فيام يتعلق بنصوص النظام السعودي‪ ،‬وكذا‬
‫املنهج االستقرائي فيام يتعلق باملسائل ذات العالقة املوحدة‪ ،‬وكذا املنهج‬
‫االستنباطي يف ما يتعلق ببيان حكم املسكوت عنه‪.‬‬

‫‪308‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫ويمكن تفصيل ذلك يف اآليت‪:‬‬


‫‪ -‬استقراء النصوص املتعلقة بالرد يف النظام السعودي‪.‬‬
‫‪ -‬حتليل هذه النصوص وتوجيه األسئلة عليها‪.‬‬
‫‪ -‬التأصيل الفقهي ملسائل رد ا ُمل َحكَّم وآثاره‪.‬‬
‫‪ -‬استقراء األحكام الصادرة من املحاكم املختصة املتعلقة بالرد وإضافة‬
‫نامذج منها للبحث‪.‬‬
‫وقد التزمت بأصل البحث العلمي املتمثلة يف‪ :‬العناية بعزو اآليات‬
‫وختريج األحاديث‪ ،‬وصياغة البحث بلغة واضحة وسليمة قد اإلمكان‪،‬‬
‫والعناية بالعزو ألهل العلم متحريا األمانة العلمية يف ذلك‪.‬‬
‫ولقد جاءت هذه الدراسة يف مقدمة ومبحث متهيدي وأربعة مباحث‬
‫رئيسية وخامتة‪ ،‬عىل النحو التايل‪:‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ضمنتها‪ :‬أمهية البحث ومنهجه وخطته‪.‬‬
‫املبحث التمهيدي‪:‬‬
‫وضمنته ثالثة مطالب‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف رد ا ُمل َحكَّم‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬األصول الرشعية للرد ا ُمل َحكَّم‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬موانع نظر ا ُمل َحكَّم يف النظام السعودي‪.‬‬

‫‪309‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫املبحث األول‪ :‬أسباب رد ا ُمل َحكَّم‪:‬‬


‫وفيه مطلبان‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬عدم حياد ا ُمل َحكَّم أو عدم استقالله‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬عدم حيازة ا ُمل َحكَّم للمؤهالت املتفق عليها‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬إجراءات رد ا ُمل َحكَّم‪:‬‬
‫وفيه مطلبان‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬اتفاق األطراف عىل إجراءات معينة يف رد املحكم‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬عدم وجود اتفاقية إلجراءات رد املحكم‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬آثار رد ا ُمل َحكَّم‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬قضايا تطبيقية‪.‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫ضمنتها‪ :‬أهم النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫أسأل اهلل السداد والتوفيق ملا قصدته‪ ،‬والعصمة فيه من اخلطأ و الزلل‪،‬‬
‫وأن جيعل ذلك خالص ًا لوجهه الكريم‪ ،‬وإنه ويل ذلك والقادر عليه‪ ،‬وصىل‬
‫اهلل وسلم عىل سيدنا حممد وعىل آله وصحبه أمجعني‪.‬‬
‫وهذا أوان الرشوع يف املقصود‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫المبحث التمهيدي‬
‫وفيه ثالثة مطالب‪:‬‬

‫الم َحكَّ م‪:‬‬


‫المطلب األول‪ :‬تعريف رد ُ‬
‫الر ُّد يف اللغة‪:‬‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫ور ْج ُعه(((‪.‬‬‫الشء َ‬
‫ف َّ ْ‬
‫ص ُ‬
‫َ ْ‬
‫ِك ۡم ُك َّف ً‬
‫َٰ ُ‬ ‫ُّ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ارا﴾ [البقرة‪:‬‬ ‫ويف التنزيل‪﴿ :‬ل ۡو يَ ُردونكم ّ ِم ۢن َب ۡع ِد إِيمن‬
‫‪ ،]109‬أي‪ :‬يرجعونكم(((‪.‬‬
‫وا ُمل َحكَّم((( يف اللغة‪:‬‬
‫من جعل له احلكم يف األمر‪ ،‬يقال‪ :‬ويقال‪ :‬حكَّم ُت الرج َل‪ -‬بِالت َّْش ِد ِ‬
‫يد‪-‬‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫حلك َْم فيه(((‪.‬‬
‫جعلت إليه ا ُ‬
‫َ‬ ‫وحك َّْم ُت ُه يف مايل‪ ،‬إذا‬
‫إل‪َ ،‬‬ ‫َف َّو ْض ُت ْ ُ‬
‫الك َْم َ ْ‬

‫((( لسان العرب‪ ،‬البن منظور (‪ ،)172/3‬مادة (ردد)‪.‬‬


‫((( املفردات يف غريب القرآن‪ ،‬للراغب األصفهاين (‪.)349‬‬
‫يل بِ ِصي َغةِ‬ ‫ِ‬ ‫ُوح ِة‪َ ،‬و َم ُك ٌَّم م ْن َب ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب ال َّت ْفع ِ‬ ‫ م ُك ٌَّم بِ َض ِّم ا ْلي ِم َو َفت ِْح ا َلْاء َوت َْشديد ا ْلكَاف ا َْل ْفت َ‬ ‫((( َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب‬‫ورة م ْن َب ِ‬ ‫الاء َوت َْشديد ا ْلكَاف ا َْلك ُْس َ‬ ‫اس ِم ا َْل ْف ُعول َأ َّما ا ُْل َحك ُِّم بِ َض ِّم ا ْلي ِم َو َفت ِْح ْ َ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫اس ِم ال َفاعل َف َقدْ ُا ْس ُت ْعمل ف َت ْعب ُري عن الَ ْص َم ْي‪ ،‬درر احلكام رشح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َّت ْفعيل بصي َغة ْ‬
‫جملة األحكام‪ ،‬لعيل حيدر (‪.)578/4‬‬
‫((( الصحاح‪ ،‬للجوهري (‪ ،)1902/5‬مادة (ح ك م)‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫واصطالحا‪:‬‬
‫ً‬
‫«هو الشخص الطبيعي((( الذي يوليه اخلصامن أو من ينوب عنهام ليحكم‬
‫بينهام يف قضية خاصة»‪ .‬وهذا يتضح من خالل ما يذكره أهل االصطالح يف‬
‫حاكم حيكم‬
‫ً‬ ‫بيان معنى التحكيم‪ ،‬ومن ذلك قوهلم‪« :‬هو تولية اخلصمني‬
‫بينهام(((»‪ ،‬وقيل‪« :‬هو عبارة عن اختاذ اخلصمني حاك ًم برضامها لفصل‬
‫خصومتهام ودعوامها»(((‪ .‬وقيل‪ :‬هو عقد بني طرفني متنازعني جيعالن فيه‬
‫برضامها شخص ًا آخر حكام بينهام لفصل خصومتهام»(((‪.‬‬
‫املقصود برد ا ُمل َحكَّم‪:‬‬
‫إقالته عن التحكيم جرب ًا بقرار قضائي أو من مؤسسة التحكيم‪ ،‬إذا كان‬
‫التحكيم يتبع مؤسسة معينة‪ ،‬أو بناء عىل طلب أحد أطراف التحكيم لوجود‬
‫سبب من أسباب الرد‪ ،‬مثل عدم حيدته أو استقالله عن أحد طريف النزاع(((‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬عدم متكني ا ُمل َحكَّم من النظر يف املنازعة التحكيمية موضوع‬
‫النزاع لتوفر سبب من األسباب التي تشكك يف حياده واستقالله(((‪.‬‬

‫حمكام‪ ،‬وهذا ظاهر من عدم حتقق رشوط املحكم‬


‫أما الشخص املعنوي فال يصح اختاذه ً‬ ‫(((‬
‫يف نظام التحكيم‪ .‬انظر‪ :‬املادة (‪.)14‬‬
‫الدر املختار‪ ،‬للحصفكي (‪.)428/5‬‬ ‫(((‬
‫البحر الرائق‪ ،‬البن نجيم (‪.)24/7‬‬ ‫(((‬
‫املدخل الفقهي العام‪ ،‬للزرقا (فقرة‪.)200‬‬ ‫(((‬
‫التحكيم يف القوانني العربية‪ ،‬حداد (‪.)246‬‬ ‫(((‬
‫رد املحكم يف التحكيم التجاري الدويل‪ ،‬كسنة املداين (‪.)7‬‬ ‫(((‬

‫‪312‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫وقيل‪ :‬تنحيته بناء عىل طلب اخلصم أو تنحيه من تلقاء نفسه من نظر‬
‫الدعوى التحكيمية أو سامعها أو احلكم فيها متى اشتمل عىل سبب من‬
‫أسباب الرد(((‪.‬‬
‫وهي عبارات متقاربة تتفق يف‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه منع للمحكم وعدم متكني له من النظر واحلكم يف القضية املتنازع‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪ -2‬أن هذا املنع ال يكون إال إذا وجدت أسبابه‪.‬‬
‫واملختار يف تعريف رد ا ُمل َحكَّم‪ :‬هو رصف ا ُمل َحكَّم عن نظر املنازعة‬
‫التحكيمية بناء عىل طلب من أطراف النزاع لوجود سبب من أسباب الرد‬
‫فيه‪.‬‬

‫الم َحكَّ م‪:‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬األصول الشرعية لرد ُ‬
‫لقد اتفقت كلمة الفقهاء عىل أن القايض ‪-‬ومثله ا ُمل َحكَّم‪ُ -‬يمنع من‬
‫النظر يف النزاع واحلكم فيه بالتهمة‪ ،‬وأن احلاكم يشرتط أن يكون عدالً‬
‫من أهل الشهادة(((‪ ،‬وأن األصل‪ :‬أن ما يمنع الشهادة يمنع القضاء‪ ،‬ومن‬
‫عباراهتم يف ذلك‪:‬‬

‫((( التفهيم‪ ،‬البن خنني (‪.)123‬‬


‫((( انظر يف ذلك‪ :‬جمموع الفتوى لشيخ اإلسالم (‪ ،)259/28‬إعالم املوقعني (‪،)77‬‬
‫كشاف القناع (‪.)31/15‬‬

‫‪313‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫‪ -‬قال يف رشح أدب القايض‪« :‬األصل يف هذا الباب أن القضاء يعترب‬


‫بالشهادة‪ ،‬فكل من جازت شهادته له نفذ قضاؤه له‪ ،‬وإال فال»(((‪.‬‬
‫َفس ِه َو َل ِلَ َب َو ْي ِه‬
‫اض َأن ي ْق ِض لن ِ‬
‫‪ -‬وقال يف حتفة الفقهاء‪« :‬و َل جيوز ل ْل َق ِ‬
‫َ‬
‫َوإِن علوا‪َ ،‬و َل لزوجته َو َل ألوالده َوإِن سفلوا‪َ ،‬و َل لكل من َل جتوز َش َها َدته‬
‫َلُم»(((‪.‬‬
‫‪ -‬قال صاحب الكايف يف فقه أهل املدينة‪« :‬وال جيوز له أن يقيض ألبيه‬
‫وال البنه وال ملن ال جتوز شهادته له»(((‪.‬‬
‫‪ -‬قال يف الرشح الكبري عىل خمترص خليل‪(« :‬وال حيكم) أي ال جيوز‬
‫حلاكم أن حيكم (ملن ال يشهد له) كأبيه وابنه وزوجته (عىل املختار)»(((‪.‬‬
‫‪ -‬قال يف األم‪« :‬ال يكون له أن حيكم لنفسه ولو حكم ُر َّد حكمه‪ ،‬وكذلك‬
‫لو حكم لولده أو‪ ،‬والده‪ ،‬ومن ال جتوز له شهادته»(((‪.‬‬
‫‪ -‬وقال يف الطرق احلكمية‪« :‬وهذا من كامل فقه الصحابة مهنع هللا يضر‬
‫فإنم أفقه األُ َّمة وأعلمهم بمقاصد الرشع وحكمه‪َّ ،‬‬
‫فإن التهمة مؤ ِّثر ٌة يف‬ ‫َّ‬
‫باب الشهادات واألقضية واإلقرار»(((‪.‬‬

‫رشح أدب اخلصاف‪ ،‬للصدر الشهيد (‪.)262/3‬‬ ‫(((‬


‫حتفة الفقهاء (‪.)371/3‬‬ ‫(((‬
‫الكايف يف فقه أهل املدينة (‪.)958/2‬‬ ‫(((‬
‫الرشح الكبري عىل خمترص خليل (‪.)152/4‬‬ ‫(((‬
‫األم‪ ،‬للشافعي (‪.)233/6‬‬ ‫(((‬
‫الطرق احلكمية يف السياسة الرشعية‪ ،‬البن القيم (‪.)531/2‬‬ ‫(((‬

‫‪314‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫ويمكن أن يستدل عىل ذلك بجملة من األصول الرشعية من أمهها‪:‬‬


‫َ َّ َ َ ۡ َ ُ َّ َ َ َ َ ۡ َ ٰٓ َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َٰ ُ ۡ َ ۡ‬
‫ٰ‬
‫‪ -‬قوله تعاىل‪﴿ :‬ذل ِكم أقسط عِند ٱللِ وأقوم ل ِلشهدة ِ وأدن أل‬
‫َ َ ْ‬
‫ت ۡرتابُ ٓوا﴾ [البقرة‪ .]282 :‬ووجه الداللة‪ :‬أن من مقاصد الرشيعة التي دلت‬
‫عليها هذه اآلية‪ :‬البعد عن مواطن الريب والشك يف الشهادة‪ ،‬والتهمة‬
‫ريبة(((‪ ،‬فإن كانت التهمة مؤثرة يف باب الشهادة فإن منصب القضاء أبعد‬
‫عن التهم(((‪.‬‬
‫‪ -‬ما روي عن النبي مـلسو هيلع هللا ىلص بطرق متعددة أحسنها ما رواه عمرو‬
‫بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي مـلسو هيلع هللا ىلص قال‪(( :‬ال جتوز شهادة‬
‫خائن وال خائنة وال زان وال زانية وال ذي غمر((( عىل أخيه))(((‪ ،‬وحديث‬
‫عائشة اهنع هللا يضر مرفوع ًا‪(( :‬ال جتوز شهادة خائن وال خائنة وال جملود حدّ ًا‬
‫وال جملودة وال ذي غمر ألخيه وال جمرب شهادة وال القانع أهل البيت هلم‬
‫وال ظنني يف والء وال قرابة))(((‪.‬‬

‫احلاوي الكبري‪ ،‬للاموردي (‪.)159/17‬‬ ‫(((‬


‫قال يف الذخرية‪« :‬فإن امتنعت الشهادة فإن منصب القضاء أبعد عن التهم»‪،‬‬ ‫(((‬
‫(‪.)109/10‬‬
‫أي‪ :‬حقد‪ ،‬انظر‪ :‬النهاية‪ ،‬البن األثري (‪.)384/3‬‬ ‫(((‬
‫رواه أبو داوود يف سننه‪ :‬كتب األقضية‪ ،‬باب الشهادات حديث رقم (‪،)3600‬‬ ‫(((‬
‫وسكت عنه‪ ،‬وقواه ابن حجر يف التلخيص‪ ،)480/4( ،‬وحسنه األلباين يف إرواء‬
‫الغليل‪.)283/8( ،‬‬
‫أخرجه الرتمذي يف سننه‪ ،‬كتاب الشهادات‪ ،‬باب ما جاء فيمن ال جتوز شهادته‪ ،‬برقم‬ ‫(((‬
‫(‪ ،)2298‬والبيهقي يف سننه يف كتاب الشهادات‪ ،‬باب من قال ال تقبل شهادته‪ ،‬برقم‬
‫(‪ )20570‬وقال‪« :‬ال يصح يف هذا عن النبي مـلسو هيلع هللا ىلص يشء يعتمد عليه»‪.‬‬

‫‪315‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫‪ -‬من القواعد الفقهية التي حكي فيه اإلمجاع‪ :‬أن التهمة قادحة يف‬
‫ترصفات الغري(((‪.‬‬
‫غري أنه من املهم التنبيه عىل‪ :‬أنه ليس كل هتمة متنع احلاكم من النظر‬
‫وتؤثر يف حكمه‪ ،‬بل البد أن تكون هتمة قوية‪ ،‬حيث إن أهل العلم ذكروا أن‬
‫التهمة عىل ثالث درجات(((‪:‬‬
‫‪ -‬عليا‪ :‬وهي التهمة القوية وهي املؤثرة إمجاع ًا‪.‬‬
‫‪ -‬دنيا‪ :‬وهي الضعيفة غري املؤثرة إمجاع ًا‪.‬‬
‫‪ -‬ووسطى‪ :‬وهي التي يقع اخلالف فيها غالب ًا‪.‬‬
‫وقد نص فقهاء اإلسالم يف آداب القايض ‪-‬وينبغي أن يراعيها ا ُمل َحكَّم‪-‬‬
‫عىل‪ :‬أن يبتعد عن مواطن التهمة ومواضع الريبة(((‪ ،‬وأن يتحرز عن كل ما‬
‫يقدح يف أحكامه؛ حتى ال جيعل نفسه غرض ًا لسوء الظن‪ ،‬ولعل ذلك يتحقق‬
‫يف التحكيم بأمرين‪:‬‬
‫‪ -‬عدم قبول ا ُمل َحكَّم لعقد التحكيم إذا غلب عىل ظنه أنه يكون فيه‬
‫مته ًام ‪.‬‬
‫‪ -‬التنحي عند ظهور ما يدعو للتهمة يف ترصفات ا ُمل َحكَّم أو عند تقديم‬
‫طلب الرد من أحد األطراف‪.‬‬

‫((( الفروق الفقهية‪ ،‬للقرايف (‪ ،)103/4‬الذخرية‪ ،‬للقرايف (‪.)109/10‬‬


‫((( انظر قواعد احلكام‪ ،‬للعز بن عبد السالم (‪ ،)36/2‬الفروق‪ ،‬للقرايف (‪.)103/4‬‬
‫((( معني احلكام‪ ،‬للطرابليس (‪.)15‬‬

‫‪316‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫واألصل يف ذلك‪ :‬ما ثبت يف حديث صفية اهنع هللا يضر قالت‪ :‬كان رسول‬
‫قمت ألنقلب‪،‬‬‫ُ‬ ‫اهلل مـلسو هيلع هللا ىلص معتك ًفا‪ ،‬فأتيته أزوره ً‬
‫ليل‪ ،‬فحدَّ ثته‪ ،‬ثم‬
‫فقام معي ليقلبني‪ ،‬وكان مسكنها يف بيت أسامة بن زيد‪ ،‬فمر رجالن من‬
‫أرسعا يف امليش‪ ،‬فقال‪(( :‬عىل‬‫األنصار‪ ،‬فلام ر َأ َيا رسول اهلل مـلسو هيلع هللا ىلص َ‬
‫ِرسلكام إنام هي صفية بنت حيي))‪ ،‬فقاال‪ :‬سبحان اهلل يا رسول اهلل‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫خفت أن يقذف يف قلوبكام‬
‫ُ‬ ‫((إن الشيطان جيري من ابن آدم جمرى الدم‪ ،‬وإين‬
‫رشا‪ ،‬أو قال‪ :‬شيئًا))(((‪.‬‬
‫ًّ‬
‫قال ابن دقيق العيد‪« :‬وفيه دليل عىل التحرز مما يقع يف الوهم نسبة‬
‫اإلنسان إليه‪ ،‬مما ال ينبغي‪ .‬وقد قال بعض العلامء‪ :‬إنه لو وقع بباهلام يشء‬
‫لكفرا‪ .‬ولكن النبي مـلسو هيلع هللا ىلص أراد تعليم أمته‪ .‬وهذا متأكد يف حق‬
‫العلامء‪ ،‬ومن يقتدي هبم‪ ،‬فال جيوز هلم أن يفعلوا فعال يوجب ظن السوء‬
‫هبم‪ ،‬وإن كان هلم فيه خملص؛ ألن ذلك تسبب إىل إبطال االنتفاع بعلمهم»(((‪.‬‬

‫الم َحكَّ م في النظام السعودي‪:‬‬


‫المطلب الثالث‪ :‬موانع نظر ُ‬
‫املستقرئ لنظام التحكيم جيد أن األحوال التي يكون القايض فيها ممنوع ًا‬
‫من النظر ثالثة‪:‬‬

‫((( أخرجه البخاري يف صحيحه‪ ،‬كتاب بدء اخللق‪ ،‬باب صفة إبليس‪ ،‬برقم (‪،)3281‬‬
‫ومسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب السالم‪ ،‬باب استحباب القول‪ :‬هذه فالنة؛ ليدفع ظن‬
‫السوء به‪ ،‬برقم (‪.)2175‬‬
‫((( انظر‪ :‬إحكام األحكام رشح عمدة األحكام (‪.)45 /2‬‬

‫‪317‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫‪ .1‬عدم استيفاء رشوط ا ُمل َحكَّم‪:‬‬


‫حيث نصت املادة الرابعة عرشة‪« :‬يشرتط يف ا ُمل َحكَّم ما يأيت‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬أن يكون كامل األهلية‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬أن يكون حسن السرية والسلوك‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬أن يكون حاص ً‬
‫ال عىل األقل عىل شهادة جامعية يف العلوم الرشعية‬
‫أو النظامية‪ ،‬وإذا كانت هيئة التحكيم مكونة من أكثر من حمكم فيكتفى‬
‫بتوافر هذا الرشط يف رئيسها»‪.‬‬
‫فإن ختلف أحد هذه الرشوط يف ا ُمل َحكَّم ثبتت عدم صالحيته للتحكيم‪،‬‬
‫وكان ممنوع ًا من النظر واحلكم يف النزاع التحكيمي‪ ،‬وليس التفاق األطراف‬
‫أثر يف إسقاط هذه الرشوط‪.‬‬
‫‪ .2‬منع ا ُمل َحكَّم‪:‬‬
‫حيث نصت املادة السادسة عرشة من نظام التحكيم‪ -2« :‬يكون‬
‫ا ُمل َحكَّم ممنوع ًا من النظر يف الدعوى وسامعها ‪-‬ولو مل يطلب ذلك أحد طريف‬
‫التحكيم‪ -‬يف احلاالت نفسها التي يمنع فيه القايض»‪.‬‬
‫وهــذه احلــاالت بينتهــا املــادة الرابعــة والتســعون مــن نظــام املرافعــات‬
‫الرشعيــة‪:‬‬
‫«يكون القايض ممنو ًعا من نظر الدعوى وسامعها ولو مل يطلب ذلك أحد‬
‫اخلصوم يف األحوال اآلتية‪:‬‬

‫‪318‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫صهرا له إىل الدرجة‬


‫ً‬ ‫زوجا ألحد اخلصوم أو كان قري ًبا أو‬
‫أ‪ -‬إذا كان ً‬
‫الرابعة‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا كان له أو لزوجته خصومة قائمة مع أحد اخلصوم يف الدعوى‬
‫أو مع زوجته‪.‬‬
‫قيم عليه‪ ،‬أو مظنونة‬
‫وكيل ألحد اخلصوم‪ ،‬أو وص ًيا‪ ،‬أو ً‬ ‫ً‬ ‫ج‪ -‬إذا كان‬
‫زوجا لويص أحد اخلصوم أو القيم عليه‪ ،‬أو كانت له صلة‬‫وراثته له‪ ،‬أو كان ً‬
‫قرابة أو مصاهرة إىل الدرجة الرابعة هبذا الويص أو القيم‪.‬‬
‫د‪ -‬إذا كان له مصلحة يف الدعوى القائمة أو لزوجته أو ألحد أقاربه أو‬
‫قيم عليه‪.‬‬ ‫أصهاره عىل عمود النسب أو ملن يكون هو ً‬
‫وكيل عنه أو وص ًيا أو ً‬
‫هـ‪ -‬إذا كان قد أفتى أو ترافع عن أحد اخلصوم يف الدعوى أو كتب‬
‫فيها ولو كان ذلك قبل اشتغاله بالقضاء‪ ،‬أو كان قد سبق له نظرها قاض ًيا‬
‫حمكم‪ ،‬أو كان قد أدى شهادة فيها‪ ،‬أو بارش إجراء من إجراءات‬
‫خبريا أو ً‬
‫أو ً‬
‫التحقيق فيها»‪.‬‬
‫وهذه األسباب إذا ظهرت يف ا ُمل َحكَّم صح تصدي اجلهة املختصة‬
‫‪-‬سواء اهليئة التحكيمية ابتدا ًء أو حمكمة االستئناف املختصة‪ -‬ولو مل يطلب‬
‫ذلك أحد األطراف‪.‬‬
‫وهل تكون موافقة أطراف النزاع عىل من حتققت فيه بعض هذه األسباب‬
‫مؤثرة يف عدم منعه؟‬

‫‪319‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫ظاهر عبارة املنظم أن هذه األسباب من النظام العام وأنه ال أثر لالتفاق‬
‫عىل اطراحها‪ ،‬لكن ذهب بعض املختصني إىل أن باب التحكيم أوسع من‬
‫القضاء وأن رىض الطرفني كاف يف قبول من قام به سبب من أسباب املنع(((‪.‬‬
‫‪ .3‬رد ا ُمل َحكَّم‪:‬‬
‫حيث نصت املادة السادسة عرشة‪ -3« :‬ال جيوز رد ا ُمل َحكَّم إال إذا‬
‫قامت ظروف تثري شكوك ًا جدية حول حياده أو استقالله‪ ،‬أو مل يكن حائز ًا‬
‫ملؤهالت اتفق عليها طرفا التحكيم وذلك بام ال خيل بام ورد يف املادة (الرابعة‬
‫عرشة) من هذا النظام»‪.‬‬
‫وهذا املانع هو حمل ما جاء البحث كاشف ًا عن أسبابه ومعاجل ًا ألحكامه‬
‫يف مباحثه ومسائله‪.‬‬

‫((( التفهيم‪ ،‬البن خنني (‪.)123‬‬

‫‪320‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫المبحث األول‬
‫الم َحكَّ م‬
‫أسباب رد ُ‬
‫ملا كان التحكيم من أساليب فض النزاع وجب أن تتوفر فيه الضامنات‬
‫الكافية لتحقيق أعىل درجات العدالة بني اخلصوم‪ ،‬لذا حرص املنظم‬
‫السعودي ‪-‬كغريه‪ -‬عىل إحاطة العملية التحكيمية بمجموعة من الضامنات‬
‫املهمة حتى يكون من شأهنا فض النزاع بني األطراف عىل أكمل وجه‪ ،‬وعىل‬
‫رأس هذه الضامنات‪ :‬نزاهة ا ُمل َحكَّم َّ‬
‫وأل يكون مته ًام يف نظره‪ ،‬وأنه متى ما‬
‫ثبت لدى األطراف ضد ذلك‪ :‬كان هلم تقديم طلب رد ا ُمل َحكَّم املتضمن‬
‫منعه من نظر الدعوى التحكيمية‪.‬‬
‫غري أنه من املتقرر رشع ًا‪ :‬أن األصل يف ا ُمل َحكَّم هو النزاهة والسالمة‬
‫من التهمة‪ ،‬فاألصل هو عدم التهمة؛ ألن األصل يف األشياء العدم(((‪،‬‬
‫وأن من ادعى غري ذلك وقع عليه عبء اإلثبات؛ ولذا وضح املنظم هذه‬
‫القاعدة بقوله‪« :‬ال جيوز رد ا ُمل َحكَّم إال إذا قامت ظروف تثري شكوك ًا‬
‫جدية حول حياده أو استقالله أو مل يكن حائز ًا ملؤهالت اتفق عليها طرفا‬
‫التحكيم‪ ،(((»...‬فجعل األصل هو رفض رد ا ُمل َحكَّم‪-‬بعد انعقاد اهليئة‬
‫التحكيمية‪ -‬إال استثناء‪.‬‬
‫ولقد حرص املنظم أسباب الرد يف أمرين ال ثالث هلام‪ ،‬مها‪:‬‬
‫‪ -‬عدم حياده واستقالله‪.‬‬
‫((( انظر‪ :‬حاشية الدسوقي عىل الرشح الكبري (‪.)143/4‬‬
‫((( املادة (‪ )1/16‬من نظام التحكيم السعودي‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫‪ -‬عدم حيازته للمؤهالت املتفق عليها‪.‬‬


‫يل عىل أسباب رد القايض كام فعل يف النظام السابق(((‪ ،‬وأيض ًا كام‬ ‫ومل ُ ِ‬
‫فعل يف أسباب منع ا ُمل َحكَّم حيث نص عىل‪« :‬يكون ا ُمل َحكَّم ممنوع ًا من النظر‬
‫يف الدعوى وسامعها ‪-‬ولو مل يطلب ذلك أحد طريف التحكيم‪ -‬يف احلاالت‬
‫نفسها التي يمنع فيها القايض»‪ ،‬ولكن بينها يف حالتني‪ :‬عدم حياد ا ُمل َحكَّم‬
‫أو عدم استقالله‪ ،‬وأمر آخر وهو‪ :‬عدم حيازته ملؤهالت اتفق عليها أطراف‬
‫التحكيم؛ ولعل السبب يف ذلك‪ :‬هو أن التحكيم له طبيعته اخلاصة‪ ،‬التي‬
‫من شأهنا أن جتعل أسباب رد ا ُمل َحكَّم أوسع وأكثر شموال دون حرص‪ ،‬وهي‬
‫مسألة تقديرية لنظر هيئة التحكيم ختتلف باختالف ظروف كل دعوى‬
‫ومالبساهتا‪.‬‬
‫وسوف أعقد لكل سبب من أسباب رد ا ُمل َحكَّم مطلب ًا‪.‬‬

‫الم َحكَّ م أو عدم استقالله‪:‬‬


‫المطلب األول‪ :‬عدم حياد ُ‬
‫احلياد واالستقالل‪ ،‬من واجبات ا ُمل َحكَّم وختلفهام مؤثر جد ًا يف العدالة‬
‫املنشودة‪ ،‬لذا كان السبب األول من أسباب رد ا ُمل َحكَّم‪ :‬عدم احلياد‬
‫واالستقالل‪.‬‬

‫((( املادة (‪ )12‬من نظام التحكيم الصادر باملرسوم امللكي (م‪ 46/‬تاريخ‬
‫‪1403/7/12‬هـ)‪ ،‬ونصها‪« :‬يطلب رد ا ُمل َحك ٌَّم لألسباب ذاهتا التي يرد هبا القايض‪...‬‬
‫إلخ»‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫وعند البحث عن مدلول هذين املصطلحني‪ :‬نجد أن املنظم مل جيعل هلام‬


‫تعريف ًا كاشف ًا وال حد ًا معين ًا‪ ،‬ومل حيرصمها يف صور معدودة‪ ،‬وإنام جعل النظر‬
‫يف ذلك إىل الداللة العلمية التي يفصح عنها املدلول اللغوي واالصطالحي‪.‬‬
‫لذا سأذكر الداللة اللغوية واالصطالحية هلام‪:‬‬
‫احلياد يف اللغة‪:‬‬
‫قال ابن فارس‪ :‬احلاء والياء والدال أصل واحد‪ ،‬وهو امليل والعدول‬
‫عن طريق االستواء(((‪.‬‬
‫وح ْيدو َدةً‪ :‬مال عنه‬ ‫وقال اجلوهري‪ :‬حاد عن اليشء حييد ُحيود ًا َ‬
‫وح ْيدَ ة َ‬
‫وعدل(((‪.‬‬
‫ٱل ّق َذٰل َِك َما ُك َ‬
‫نت م ِۡنهُ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ ُ ۡ‬ ‫َ َٓ ۡ‬
‫َ‬
‫ت ب ِ ِۖ‬ ‫﴿وجا َءت َسك َرة ٱل َم ۡو ِ‬ ‫ويف التنزيل‪:‬‬
‫ِيد‪[ ﴾19‬ق‪ ]19 :‬أي‪ :‬متيل(((‪.‬‬‫َت ُ‬

‫ويف احلديث‪« :‬بينام النبي مـلسو هيلع هللا ىلص يف حائط لبني النجار عىل بغلة‬
‫له ونحن معه إذ حادت به»(((‪ ،‬أي‪ :‬مالت عن الطريق ونفرت(((‪.‬‬
‫وقال َط َر َفة‪:‬‬

‫مقاييس اللغة (‪.)123/2‬‬ ‫(((‬


‫الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية‪ ،‬للجوهري (‪.)467/2‬‬ ‫(((‬
‫معامل التنزيل‪ ،‬للبغوي (‪.)893/6‬‬ ‫(((‬
‫أخرجه مسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب اجلنة وصفة نعيمها وأهلها‪ ،‬باب عرض مقعد امليت‬ ‫(((‬
‫من اجلنة والنار عليه‪ ،‬برقم (‪.)160/8( )2867‬‬
‫املنهاج رشح صحيح مسلم بن احلجاج‪ ،‬للنووي (‪.)202/17‬‬ ‫(((‬

‫‪323‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫أبـا منـذر رمـت الوفـاء فهبتـه‬


‫(((‬
‫وحدتكامحادالبعريعنالدحض‬ ‫ِ‬

‫وقد استعمله العرب ‪-‬أيض ًا‪ -‬بمعنى‪ :‬الصدُّ واملجانبة‪.‬‬


‫يقول اجلوهري‪ :‬وحايدَ ه ُمايد ًة ِ‬
‫وحياد ًا‪ :‬جا َن َب ُه(((‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الشء إِذا َصدّ َعن ُه خو ًفا َو َأنف ًة(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وقال األزهري‪َ :‬والرجل َييدُ َعن َّ ْ‬
‫عرف جممع اللغة بالقاهرة هذه املفردة بقوله‪:‬‬ ‫واعتامد ًا عىل هذا املعنى‪َّ ،‬‬
‫الُ ُصو َمة(((‪.‬‬ ‫(احلياد) عدم ا ْليل إِ َل َأي طرف من َأ ْط َراف ْ‬
‫وهذا املعنى قريب من املعنى االصطالحي حلياد ا ُمل َحكَّم‪.‬‬
‫وحياد ا ُمل َحكَّم يف االصطالح‪:‬‬
‫عرف بتعريفات متقاربة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬عدم انحياز ا ُمل َحكَّم إىل أحد أطراف النزاع أو وقوفه ضد أحد الطرفني‬
‫ألسباب خاصة أو شخصية(((‪.‬‬
‫‪ -‬وقيل‪ :‬هو عدم امليل إىل جانب أحد اخلصمني(((‪.‬‬

‫ديوان طرفة بن العبد‪.‬‬ ‫(((‬


‫الصحاح (‪.)467/2‬‬ ‫(((‬
‫هتذيب اللغة (‪.)123/5‬‬ ‫(((‬
‫املعجم الوسيط‪ ،‬جممع اللغة العربية بالقاهرة (‪.)211/1‬‬ ‫(((‬
‫اآلثار القانونية لطلب رد ا ُمل َحكَّم‪ ،‬اليب رشيب (‪.)56‬‬ ‫(((‬
‫القانون الواجب التطبيق يف دعوى التحكيم‪ ،‬للكردي (‪.)46‬‬ ‫(((‬

‫‪324‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫‪ -‬وقيل‪ :‬أن يقترص دور ا ُمل َحكَّم ‪-‬أو القايض‪ -‬عىل تلقي األدلة التي‬
‫يتقدم هبا اخلصوم ثم يتوىل تقديرها يف حدود داللته‪َّ ،‬‬
‫وأل يستند إىل دليل‬
‫حتراه بنفسه ألحد اخلصوم(((‪.‬‬
‫‪ -‬واملختار يف تعريفه‪ :‬فهو عدم حتيزه وميله ألحد طريف النزاع يف الرتافع‬
‫واإلثبات واحلكم‪.‬‬
‫وأما االستقالل يف اللغة‪:‬‬
‫َّ‬
‫استقل بـ‪..‬‬ ‫َّ‬
‫استقل أو‬ ‫فهو مصدر‬
‫ويأيت يف اللغة ملعان منها‪:‬‬
‫‪ -‬االرتفاع‪ ،‬يقال‪ :‬استقلت السامء‪ :‬أي ارتفعت(((‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬ويأيت بمعنى‪ :‬االستبداد‪ُ ،‬يقال‪ُ :‬ه َو ُم ْستَق ٌّل بنفسه‪َ ،‬أي ضابِ ٌط َأ َ‬
‫مر ُه(((‪.‬‬
‫َّ‬
‫اسـتقل القـوم إذا مضـوا‬ ‫‪ -‬ويـأيت بمعنـى‪ :‬االرحتـال واملضي‪ ،‬يقـال‪:‬‬
‫وارحتلـوا (((‪.‬‬
‫‪ -‬ويأيت بمعنى‪ :‬عدَّ األمر قليالً‪ ،‬يقال‪ :‬استق َّله‪ ،‬أي‪ :‬عدَّ ه قلي ً‬
‫ال(((‪.‬‬

‫املورد القانوين (‪.)181‬‬ ‫(((‬


‫الصحاح‪ ،‬للجوهري (‪ ،)1804/5‬لسان العرب‪ ،‬البن منظور (‪ ،)566/11‬مادة‬ ‫(((‬
‫(قلل) فيهام‪.‬‬
‫تاج العروس‪ ،‬للزبيدي (‪ ،)281/30‬مادة (قلل) فيه‪.‬‬ ‫(((‬
‫الصحاح‪ ،‬للجوهري (‪ ،)1804/5‬مادة (قلل) فيه‪.‬‬ ‫(((‬
‫املصدر السابق‪.‬‬ ‫(((‬

‫‪325‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫ولعل أقرب معنى من هذه املعاين اللغوية للمعنى االصطالحي املعنيان‬


‫األوليان‪ :‬االرتفاع حيث إن ا ُمل َحكَّم يرتفع عن كل ما يؤثر عليه يف إصدار‬
‫احلكم يف القضية املنظورة‪ ،‬وكذلك املعنى الثاين‪ :‬االستبداد الذي يعني‪:‬‬
‫(االنفراد)(((‪ ،‬حيث إن ا ُمل َحكَّم ينفرد بإصدار احلكم يف القضية املنظورة‬
‫دون تدخل من غريه وال تأثري عليه؛ لذا جاء تعريف االستقالل يف معجم‬
‫حترر من أ َّية ُسلطة خارج َّية(((‪.‬‬
‫اللغة العربية املعارصة بأنه‪ُّ :‬‬
‫واستقالل ا ُمل َحكَّم يف االصطالح‪:‬‬
‫ُع ِّرف بتعريفات عديدة منها‪:‬‬
‫‪ -‬سالمته من كل ما يؤثر عليه يف إجراءاته وقراراته وحكمه من مصالح‬
‫خاصة تتعلق بموضوع النزاع‪ ،‬وكذا سالمته من مصالح يرتبط هبا مع أطراف‬
‫النزاع سواء عينوه يف التحكيم أو شاركوا يف تعيينه أو عينته املحكمة‪ ،‬وكذا‬
‫سالمته من نفوذ أطراف النزاع فال يكون هلم سلطة عليه بتوجيهه واتباعه‬
‫ألوامرهم وكذا سالمته من تدخل غري هؤالء يف أحكامه كائنا من كان فرد ًا‬
‫أو دولة(((‪.‬‬
‫وقيل ‪-‬يف تعريف استقالل القايض وهو بنحوه‪:-‬‬

‫((( القاموس املحيط‪ ،‬للفريوزبادي (‪ ،)267‬مادة (بدد)‪.‬‬


‫((( معجم اللغة العربية املعارصة‪ ،‬ألمحد خمتار (‪.)1853/3‬‬
‫((( التفهيم‪ ،‬البن خنني (‪.)120-119‬‬

‫‪326‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫‪ -‬إنه‪ :‬سالمة القايض من نفوذ غريه عليه يف قضائه فرد ًا أو دولة رئيس ًا‬
‫له أو غريه(((‪.‬‬
‫‪ -‬وقيل‪ :‬هو عدم جواز التدخل يف عمل القضاء أو التأثري عليه من أي‬
‫جهة‪ ،‬وبأية وسيلة كانت مبارشة أو غري مبارشة بصورة مادية أو معنوية‪،‬‬
‫ظاهرة أو خفية(((‪.‬‬
‫‪ -‬وقيل‪ :‬هو انفراده بإصدار األحكام يف الوقائع بالطرق الرشعية وفق‬
‫اجتهاده دون تدخل من غريه وال تأثري عليه((( وهو التعريف املختار‪.‬‬
‫والعالقة بني احلياد واالستقالل يصعب فصل أحدمها عن اآلخر ‪-‬كام‬
‫ذكر بعضهم(((‪ ،-‬ولعل السبب يف ذلك‪ :‬هو أن عدم احلياد أثر من آثار‬
‫عدم استقالل ا ُمل َحكَّم‪ ،‬فإذا اختل استقالل ا ُمل َحكَّم كان من آثاره ميله ألحد‬
‫أطراف اخلصومة‪ ،‬لكنه ليس حمصور ًا فيه بمعنى‪ :‬قد يكون ا ُمل َحكَّم منحاز ًا‬
‫ألحد األطراف بسبب غري عدم استقالله كجهله مثالً‪.‬‬
‫والذي يظهر للباحث‪ :‬أن احلياد يف األصل ميل نفيس أو ذهني ألحد‬
‫طريف النزاع‪ ،‬لكن يستدل عليه بأسبابه التي يكون معها ا ُمل َحكَّم مته ًام يف‬
‫حياده‪ ،‬وذلك إما لوجود عالقة مع أحد األطراف دون اآلخر أو خلصوصية‬
‫موضوع النزاع‪:‬‬

‫الفتوى‪ ،‬البن خنني (‪ ،)175/1‬عند بيانه ملعنى‪ :‬استقالل املفتي‪.‬‬ ‫(((‬


‫موانع النظر القضائي‪ ،‬للعايد (‪.)275‬‬ ‫(((‬
‫استقالل القضاء يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬للسحيم (‪.)123‬‬ ‫(((‬
‫ينظر‪ :‬التفهيم‪ ،‬البن خنني (‪.)120‬‬ ‫(((‬

‫‪327‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫أوالً‪ :‬العالقة بني ا ُمل َحكَّم وأحد أطراف التحكيم‪:‬‬


‫وهذه العالقة هلا صور عديدة منها‪:‬‬
‫‪ -‬عالقة شخصية‪ :‬كأن يكون بينهام قرابة((( أو مصاهرة أو رضاع أو‬
‫صداقة أو عداوة أو جوار أو غري ذلك‪.‬‬
‫ال له بأجر أو وارث ًا أو‬
‫‪ -‬عالقة مالية‪ :‬كأن يكون رشيك ًا ألحدمها أو وكي ً‬
‫مهدى إليه أو غري ذلك‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬خصوصية موضوع النزاع‪:‬‬
‫ولذلك صور أيض ًا منها‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون له أو ملن له به عالقة شخصية أو مالية مصلحة يف النزاع‪.‬‬
‫‪ -‬أو أن يكون له أو ملن له به عالقة شخصية أو مالية خصومة مماثلة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يترصف ترصف الوكيل باخلصومة ملن اختاره حمك ًام‪ ،‬سواء يف‬
‫مرحلة الرتافع بتلقينه أو الدفع مثالً‪ ،‬أو يف مرحلة املداولة بني أعضاء اهليئة‬
‫التحكيمية‪ ،‬أو بالتواصل مع من اختاره حمك ًام خارج جلسات النظر يف‬
‫الدعوى وتوجيهه ونحو ذلك مما يعترب سبب ًا لرده‪.‬‬
‫ومما جيب أن يراعيه ا ُمل َحكَّم يف ذلك‪ :‬أنه بمجرد توقيع اتفاق التحكيم‬
‫فإنه يكتسب والية قضائية ومركز ًا قانوني ًا‪ ،‬يعترب حينئذ حك ًام وقاضي ًا وليس‬
‫وكي ً‬
‫ال عن من اختاره(((‪.‬‬
‫((( املقصود بالقرابة هنا‪ :‬ماعدا القرابة املذكورة يف أسباب منع املحكم‪.‬‬
‫((( عالقة القضاء السعودي بالتحكيم املحيل‪.)210( ،‬‬

‫‪328‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫ومل جيعل املنظم وجود هذه األسباب كافي ًا لرد ا ُمل َحكَّم ‪-‬كام هو الشأن‬
‫يف رد القايض ببعضها‪ ،-‬بل اشرتط أن تثري هذه األسباب شكوك ًا جدية عىل‬
‫حياده واستقالله‪ ،‬بحيث يرجح معها عدم استطاعته احلكم بغري ميل أو‬
‫هوى عند إصدار احلكم‪.‬‬
‫واألصل الرشعي ملبدأ حياد ا ُمل َحكَّم واستقالله أدل ٌة كثرية‪ ،‬من أمهها‪:‬‬
‫ُ َ‬ ‫َّ َّ َ ۡ‬
‫ٱلل يَأ ُم ُرك ۡم أن‬ ‫‪ -‬عموم اآليات اآلمرة بالعدل‪ ،‬منها قوله تعاىل‪﴿ :‬إِن‬
‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ َۡ ُ ُ ْ ۡ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُۡ َۡ‬ ‫َ‬ ‫َ ٰٓ َ ۡ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُّ ْ ۡ َ َ‬
‫اس أن تكموا بِٱلعد ِل﴾‪،‬‬ ‫ت إِل أهل ِها ِإَوذا حكمتم بي ٱنل ِ‬ ‫ٰ‬ ‫ٰ‬
‫تؤدوا ٱلمن ِ‬
‫ۡ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫وقوله‪﴿ :‬إ َّن َّ َ‬
‫ٱحكم بَ ۡي َن ُهم‬ ‫تف‬‫﴿ِإَون َحك ۡم َ‬ ‫ٱلل يَأ ُم ُر بِٱل َع ۡد ِل﴾‪ ،‬وقوله‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ۡ‬
‫ال هلذا األمر‪.‬‬‫بِٱلقِ ۡس ِط﴾‪ ،‬ومن مال مع أحد األطراف مل يكن ممتث ً‬
‫‪ -‬حديث بريدة بن احلصيب هنع هللا يضر عن رسول اهلل مـلسو هيلع هللا ىلص‬
‫قال‪(( :‬القضاة ثالثة‪ :‬واحد يف اجلنة واثنان يف النار‪ ،‬فرجل عرف احلق فقىض‬
‫به فهو يف اجلنة‪ ،‬ورجل عرف احلق فجار يف احلكم فهو يف النار‪ ،‬ورجل‬
‫قىض للناس عىل جهل فهو يف النار))(((‪ ،‬ووجه الداللة‪ :‬أن من مال مع أحد‬
‫اخلصوم فقد جار يف احلكم فهو يف النار‪.‬‬
‫‪ -‬حديث عائشة اهنع هللا يضر أن قريش ًا أمههم شأن املرأة املخزومية التي‬
‫رسقت فقالوا‪ :‬من يكلم فيها رسول اهلل؟ فقالوا‪ :‬ومن جيرتئ عليه إال‬
‫أسامة بن زيد حب رسول اهلل مـلسو هيلع هللا ىلص؟ فكلمه أسامة فقال رسول‬

‫((( رواه أبو داود يف سننه‪ ،‬كتاب األقضية‪ ،‬باب يف القايض خيطئ‪ ،‬برقم (‪،)3573‬‬
‫والرتمذي يف سننه‪ ،‬كتاب األحكام‪ ،‬باب ما جاء عن رسول اهلل مـلسو هيلع هللا ىلص يف‬
‫القايض‪ ،‬برقم (‪.)1322‬‬

‫‪329‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫اهلل مـلسو هيلع هللا ىلص‪(( :‬أتشفع يف حد من حدود اهلل؟))‪ ،‬ثم قام فاختطب ثم‬
‫قال‪(( :‬إنام أهلك الذين من قبلكم أهنم كانوا إذا رسق فيهم الرشيف تركوه‬
‫وإذا رسق فيهم الضعيف أقاموا عليه احلد‪ ))...‬احلديث‪ ،‬ووجه االستدالل‪:‬‬
‫هو قياس حقوق العباد عىل حقوق اهلل يف عدم قبول الشفاعة ألحد اخلصوم‬
‫فيها بجامع عدم اإلسقاط يف ٍّ‬
‫كل‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عدم حيازته للمؤهالت المتفق عليها‪:‬‬

‫ذكر املنظم من أسباب رد ا ُمل َحكَّم‪ :‬إذا مل يكن ا ُمل َحكَّم حائز ًا ملؤهالت اتفق‬
‫عدم حيازته ملؤهالت اتفق الطرفان عليها(((‪ ،‬بام ال خيل برشوط ا ُمل َحكَّم(((‪.‬‬
‫ومن صور ذلك‪ :‬أن يكون النزاع يف املقاوالت فيتفق الطرفان عىل فض‬
‫النزاع بالتحكيم ويشرتطان يف ا ُمل َحكَّمني أو يف أحدهم أن يكونوا خرباء يف‬
‫املقاوالت‪ ،‬فإن فقد هذا املؤهل يف ا ُمل َحكَّم سبب من أسباب رده‪.‬‬
‫واألصل الرشعي هلذا‪ :‬أن االتفاق بمثابة الرشط‪ ،‬والقاعدة الرشعية‪:‬‬
‫أن األصل يف الرشوط بني املتعاقدين الصحة واللزوم‪ ،‬إال ما دل الرشع عىل‬
‫حتريمه وإبطاله(((‪ ،‬واألدلة الرشعية هلذه القاعدة كثرية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٰٓ َ ُّ َ َّ َ َ َ ُ ٓ ْ َ ۡ ُ ْ ۡ ُ ُ‬
‫‪ -‬قوله تعاىل‪﴿ :‬يأيها ٱلِين ءامنوا أوفوا بِٱلعقودِ﴾‪ ،‬وقوله‪﴿ :‬وبِعه ِد‬
‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ََُۡ ْ ۡ‬ ‫َّ َ ۡ ُ ْ‬
‫ٱللِ أوفوا﴾‪ ،‬وقوله‪﴿ :‬وأوفوا بِٱلعهدِ﴾‪ ،‬ووجه الداللة‪ :‬أن الوفاء بحيازة‬
‫ا ُمل َحكَّم مؤه ً‬
‫ال مأمور به‪.‬‬
‫((( نظام التحكيم‪ ،‬املادة السادسة عرشة‪ ،‬فقرة (‪.)2‬‬
‫((( الواردة يف املادة الرابعة عرشة من نظام التحكيم‪.‬‬
‫((( جمموع الفتاوى‪ ،‬البن تيمية (‪.)133/29‬‬

‫‪330‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫‪ -‬حديث عقبة بن عامر هنع هللا يضر قال‪ :‬قال رسول اهلل مـلسو هيلع هللا ىلص‪:‬‬
‫((أحق الرشوط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج))(((‪ ،‬ووجه الداللة‪ :‬أن‬
‫الرشوط عموم ًا جيب الوفاء هبا‪ ،‬ولكن رشوط النكاح أهم وآكد بالوفاء‪.‬‬
‫وظاهر عبارة املنظم‪ :‬أن أي سبب من أسباب الرد مؤثر يف اهليئة‬
‫التحكيمية عموم ًا‪ ،‬سواء يف حمكم كل طرف أو يف رئيسها‪ ،‬وأنه متى ما‬
‫ظهر ألي طرف من أطراف التحكيم ذلك كان له طلب الرد‪ ،‬إال أن املنظم‬
‫قعد قاعدة يف ذلك إال وهي‪« :‬أن تعيني أحد طريف التحكيم للمحكم أو‬
‫االشرتاك يف تعيينه مسقط حلقه يف طلب الرد إال فيام ظهر من أسباب جتيز‬
‫رده بعد التعيني»‪ ،‬ولعل ذلك يرجع ألمرين‪:‬‬
‫‪ -‬ألن تعيينه رىض ضمني بام كان قائ ًام به من أسباب(((‪.‬‬
‫‪ -‬حتى ال يتخذ أحد األطراف طلب الرد وسيلة لتأخري إجراءات‬
‫التحكيم‪.‬‬

‫((( أخرجه البخاري يف صحيحه‪ ،‬كتاب الرشوط‪ ،‬باب الرشوط يف املهر‪ ،‬برقم (‪،)2721‬‬
‫ومسلم يف صحيحه‪ ،‬كتاب النكاح باب الوفاء بالرشوط يف النكاح‪ ،‬برقم (‪.)1418‬‬
‫((( التفهيم‪ ،‬البن خنني (‪.)125‬‬

‫‪331‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫المبحث الثاني‬
‫الم َحكَّ م‬
‫إجراءات رد ُ‬
‫املنظم أوجب عىل ا ُمل َحكَّم أن ُيفصح كتابة لطريف التحكيم عن كل سبب‬
‫من شأنه أن يثري شكوك ًا يف حياده واستقالله‪ ،‬حيث جاءت املادة السادسة‬
‫عرشة‪-1« :‬جيب أال يكون للمحكم مصلحة يف النزاع‪ ،‬وعليه ‪-‬منذ تعيينه‬
‫وطوال إجراءات التحكيم‪ -‬أن يرصح كتابة لطريف التحكيم بكل الظروف‬
‫التي من شأهنا أن تثري شكوك ًا هلا ما يسوغها حول حياده واستقالله إال إذا‬
‫كان قد سبق له أن أحاطهام عل ًام هبا»‪.‬‬
‫وا ُمل َحكَّم إذا قامت به أسباب تدعو للشك يف حياده وأفصح عن ذلك‬
‫ألطراف التحكيم‪ ،‬فإهنم حينئذ ال خيلو حاهلم من أمرين‪:‬‬
‫احلالة األوىل‪:‬‬
‫أن يرضوا به حمك ًام لكون هذه األسباب ال تشكل خطر ًا عىل حياده‬
‫واستقالله‪ ،‬وحينئذ جيوز استمراره حمك ًام؛ ألن أسباب الرد ال تتعلق بالنظام‬
‫العام‪ ،‬فيجوز لطريف التحكيم اختيار ا ُمل َحكَّم ولو تلبس بيشء منها متى كان‬
‫ذلك باطالعهام ورضامها(((‪.‬‬
‫ويرتتب عىل الرىض بذلك‪ :‬هو عدم جواز طلب رد ا ُمل َحكَّم بتلك‬
‫األسباب؛ ألنه أسقط حقه ذلك برضاه موافق ًا يف ذلك ملا هو مقرر يف‬
‫القواعد الفقهية‪« :‬أن الساقط ال يعود»(((‪.‬‬
‫((( التفهيم‪ ،‬البن خنني (‪.)125‬‬
‫((( رشح القواعد الفقهية‪ ،‬للزرقا (‪.)265‬‬

‫‪332‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫فإن ظهرت أسباب أخرى تدعو للشك بعد ذلك عاد له احلق يف طلب‬
‫رده هبا‪.‬‬
‫احلالة الثانية‪:‬‬
‫لكل من طريف التحكيم أن يطلب‬ ‫عدم الرىض بذلك‪ ،‬وحينئذ جيوز ٍّ‬
‫رده خالل مخسة أيام من ذلك‪ ،‬كام دلت عليه املادة السابعة عرشة من نظام‬
‫التحكيم‪ ،‬وفيها‪« :‬يقدم طلب الرد كتابة إىل هيئة التحكيم مبين ًا فيه أسباب‬
‫الرد خالل مخسة أيام من تاريخ علم طالب الرد بتشكيل اهليئة أو بالظروف‬
‫املسوغة للرد»‪.‬‬
‫وهل عدم تقديمه للطلب يف هذه املرحلة لذات األسباب يعد مانع ًا من‬
‫طلبه بعد ذلك؟‬
‫ظاهر عبارة املنظم‪ :‬أن ذلك يعد مانع ًا ويكون طلبه حينئذ غري مقبول‬
‫ال لفوات امليعاد‪ ،‬وقد أحسن املنظم يف ذلك؛ ألن طلب رد ا ُمل َحكَّم له‬
‫شك ً‬
‫آثار عديدة‪ ،‬منها‪ :‬إيقاف إجراءات التحكيم التي من شأهنا تأخري البت يف‬
‫القضية حمل النزاع‪.‬‬
‫وملا كانت إجراءات التحكيم قد يتفق األطراف عىل تعيينها وقد ال‬
‫يتفقان‪ ،‬ناسب أن يعقد لكل حالة منهام مطلب ًا‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اتفاق األطراف على إجراءات معينة في رد المحكم‪:‬‬

‫أجاز املنظم السعودي ألطراف التحكيم االتفاق عىل إجراءات معينة‬


‫لرد ا ُمل َحكَّم‪ ،‬كام قىض بذلك مفهوم املخالفة للامدة السابعة عرشة‪« :‬إذا مل‬

‫‪333‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫يكن هناك اتفاق بني طريف التحكيم حول إجراءات رد ا ُمل َحكَّم‪ ،»...‬وهذا‬
‫يعني‪ :‬أن هذه اإلجراءات ليست من النظام العام الذي ال جيوز االتفاق عىل‬
‫خمالفته‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك‪ :‬أن يتفقا عىل تطبيق قواعد مركز حتكيم دويل كمركز‬
‫التحكيم الدويل بسنغافورة‪ ،‬أو مركز القاهرة اإلقليمي للتحكيم التجاري‬
‫الدويل أو غرفة التجارة الدولية بباريس‪ ،‬عىل إجراءات رد ا ُمل َحكَّم من حيث‬
‫االختصاص‪ ،‬واملدد‪ ،‬وأسباب الرد‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عدم وجود اتفاقية إلجراءات رد المحكم‪:‬‬

‫َّبي نظام التحكيم إجراءات رد املحكم ‪-‬إذا مل يكن هناك اتفاق بني‬
‫طريف التحكيم عىل إجراءات رد املحكم‪ ،-‬من حيث االختصاص وامليعاد‬
‫واالعرتاض وهو ما سيبينه البحث من خالل املسائل التالية‪:‬‬
‫املسألة األوىل‪ :‬تقديم الطلب يف ميعاده جلهة االختصاص‪:‬‬
‫ينعقد االختصاص للنظر يف طلب رد ا ُمل َحكَّم للهيئة التحكيمية‪ ،‬فهي‬
‫املختصة بنظره كام جاء ذلك مرصح ًا به يف نظام التحكيم‪« :‬يقدم طلب الرد‬
‫كتابة إىل هيئة التحكيم مبينا فيه أسباب الرد خالل مخسة أيام من تاريخ علم‬
‫طالب الرد بتشكيل اهليئة أو بالظروف املسوغة للرد»(((‪.‬‬
‫واشرتط املنظم يف طلب الرد رشوط ًا هي‪:‬‬

‫((( املادة (‪ )1/17‬من نظام التحكيم‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫‪ -1‬أن يكون الطلب مكتوب ًا؛ ألن الكتابة من أهم وسائل التوثيق‪ ،‬وهذا‬
‫جنوح من املنظم إىل الشكلية‪ ،‬فإن قدم الطلب شفوي ًا مل جيب البت فيه‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يبني يف الرد األسباب الداعية للرد؛ ألن األصل هو عدم الرد‪،‬‬
‫ومن ادعى خالف ذلك وقع عليه عبء اإلثبات‪ ،‬فإن جاء الطلب من غري‬
‫أسباب مل جيب البت فيه ألنه ال يعدو أن يكون ادعاء‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون يف ميعاده وهو‪ :‬خالل مخسة أيام‪ ،‬ويبدأ حساب هذه‬
‫املدة من حصول علمه بأحد أمرين‪ :‬بتشكيل اهليئة التحكيمية الذي يكون‬
‫بحصول التبليغ املعتد به كام نصت عليه املادة اخلامسة من النظام‪ ،‬أو علمه‬
‫بالظروف املسوغة للرد؛ ولعل تقييد الطلب هبذه الفرتة جاء استصالح ًا‬
‫فاحلاجة يف الدعوى التحكيمية داعية لالستعجال‪.‬‬
‫وينتهي ميعاد تقديم طلب الرد يف حاالت ثالث‪:‬‬
‫‪ -‬بانتهاء األيام اخلمسة‪ ،‬وذلك كام هو مفهوم املادة السابعة عرشة املشار‬
‫إليها سابق ًا‪.‬‬
‫‪ -‬بقفل باب املرافعة يف الدعوى التحكيمية‪ ،‬كام جاء ذلك مرصح ًا به يف‬
‫املادة اخلامسة من الالئحة التنفيذية لنظام التحكيم‪ -2« :‬ال يقبل طلب الرد‬
‫بعد قفل باب املرافعة»‪.‬‬
‫‪ -‬بصدور احلكم النهائي؛ قياس ًا عىل احلالة السابقة بل هي أوىل منها(((‪.‬‬

‫((( أشار هلذه احلالة صاحب كتاب‪ :‬مبادئ التحكيم وفق ًا لنظام التحكيم السعودي‪ ،‬رقم‬
‫(‪ )34‬لسنة‪1433‬هـ‪.)223( ،‬‬

‫‪335‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫‪ -4‬أال يكون قد سبق تقديم طلب رد ا ُمل َحكَّم نفسه لذات األسباب‪،‬‬
‫وقد جاء اإلشارة لذلك يف املادة السابعة عرشة من النظام‪ -2« :‬ال يقبل‬
‫طلب الرد ممن سبق له تقديم طلب برد ا ُمل َحكَّم نفسه يف التحكيم نفسه‬
‫لألسباب ذاهتا»‪.‬‬
‫املسألة الثانية‪ :‬أحكام بت اهليئة التحكيمية يف طلب رد ا ُمل َحكَّم‪:‬‬
‫إذا تم تقديم طلب الرد مستوفي ًا رشوطه السابقة‪ ،‬فإن الطلب يمر‬
‫بمرحلتني‪:‬‬
‫املرحلة األوىل‪ :‬وهي املرحلة التي تكون اهليئة التحكيمية ممنوعة من‬
‫البت يف طلب الرد‪.‬‬
‫وهي مرحلة جعلها املنظم لتنحي ا ُمل َحكَّم من تلقاء نفسه‪ ،‬أو اتفاق‬
‫أطراف التحكيم عىل رده‪.‬‬
‫أما تنحي ا ُمل َحكَّم‪ :‬فهو ملا قد يستشعره من احلرج يف ذلك‪ ،‬فقد أجاز‬
‫املنظم تنحيه من تلقاء نفسه‪ ،‬ومل يبني إجراءات ذلك‪ ،‬ولكن الذي يظهر‬
‫أن ذلك يكون بتقديم قرار مكتوب إىل اهليئة التحكيمية ولو مل ي ِ‬
‫بد أسباب‬ ‫ُ‬
‫ذلك‪ ،‬ويثبت يف ملف القضية‪.‬‬
‫وال يعني تنحي ا ُمل َحكَّم اإلقرار منه بصحة األسباب التي استند عليها‬
‫طالب الرد كام جاء ذلك يف املادة اخلامسة من الالئحة‪ -1« :‬للمحكم‬
‫التنحي عن نظر النزاع إذا طلب رده دون أن يبدي أسباب تنحيه‪ ،‬وال يعد‬
‫هذا إقرار ًا منه بصحة األسباب التي استند إليها طالب الرد»‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫‪ -‬وأما اتفاق أطراف التحكيم عىل الرد‪ ،‬فأشار إليها املنظم بقوله‪« :‬فإذا‬
‫مل يتنح ا ُمل َحكَّم املطلوب رده‪ ،‬أو مل يوافق الطرف اآلخر عىل طلب الرد خالل‬
‫مخسة أيام من تقديمه»(((‪ ،‬وهي بمثابة عزل ا ُمل َحكَّم من قبل من واله‪ ،‬وقد‬
‫جاء وصفه بذلك يف املادة الثامنة عرشة‪ ...-1« :‬ومل يتفقا طرفا التحكيم‬
‫عىل عزله»‪.‬‬
‫وظاهر عبارة املنظم‪ :‬أن اتفاق األطراف عىل الرد موجب لذلك‪ ،‬سواء‬
‫كان طلب الرد لرئيس اهليئة التحكيمية أو ألعضائها‪ ،‬وسواء كان التعيني‬
‫من قبل أطراف التحكيم أو من قبل املحكمة املختصة‪ ،‬إال أنه قد جاء‬
‫استثناء ا ُمل َحكَّم املعني من قبل املحكمة املختصة فال سلطان ألطراف النزاع‬
‫عىل عزله(((‪.‬‬
‫وهذه الفقرة ال ختالف ما سبق تقريره من أنه‪« :‬ال جيوز ألي من طريف‬
‫التحكيم طلب رد ا ُمل َحكَّم الذي عينه أو اشرتك يف تعيينه‪»...‬؛ ألهنا خاصة‬
‫يف طلب الرد ابتدا ًء‪ ،‬وأما املادة حمل الرشح فهي يف املوافقة عىل رده املقدم‬
‫من الطرف اآلخر‪.‬‬
‫فإذا تنحى ا ُمل َحكَّم املطلوب رده‪ ،‬أو اتفق األطراف عىل رد ا ُمل َحكَّم‬
‫املطلوب رده‪ ،‬قبل انتهاء ميعاد هذه املرحلة وهي‪ :‬مخسة أيام من تاريخ‬
‫تقديم الطلب‪ ،‬مل يكن هناك حاجة لنظر اهليئة التحكيمية يف طلب الرد‬
‫حلصول املقصود لطالبه‪.‬‬

‫((( املادة (‪ )17‬فقرة (‪ )1‬من نظام التحكيم‪.‬‬


‫((( املادة (‪ )18‬فقرة (‪ )1‬من نظام التحكيم‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫املرحلة الثانية‪ :‬وهي املرحلة التي جيب عىل اهليئة التحكيمية البت يف‬
‫طلب الرد‪.‬‬
‫إن انقضت املرحلة األوىل‪ ،‬قبل حصول املقصود من طلب الرد‪ ،‬وجب‬
‫عىل اهليئة التحكيمية أن تتصدى للنظر يف طلب الرد وتصدر حك ًام بقبول‬
‫الطلب أو برفضه‪ ،‬من خالل حتققها يف األسباب املذكورة ومدى تأثريها يف‬
‫حياد ا ُمل َحكَّم واستقالله ‪-‬إن كان سبب الرد يعود إىل عدم حياده واستقالله‪،-‬‬
‫أو التحقق من املؤهالت إن كان سبب الرد عدم حيازته ملا اتفق عليه منها‪،‬‬
‫حيث جاء يف املادة السابعة عرشة‪« :‬فإذا مل يتنح ا ُمل َحكَّم املطلوب رده أو مل‬
‫يوافق الطرف اآلخر عىل طلب الرد خالل مخسة أيام من تاريخ تقديمه فعىل‬
‫هيئة التحكيم أن تبت فيه خالل مخسة عرش يوم ًا من تاريخ تسليمه»‪.‬‬
‫وظاهر هذه املادة‪ :‬أن احلكم يصدر من ا ُمل َحكَّم نفسه املطلوب رده إن‬
‫كانت اهليئة التحكيمية مكونة من حمكم واحد‪ ،‬وأما إن تكونت من أكثر من‬
‫حمكم فيكون باإلمجاع أو األغلبية‪.‬‬
‫وظاهر عبارة املنظم ‪-‬أيض ًا‪ :-‬أن ا ُمل َحكَّم املطلوب رده يشارك اهليئة‬
‫التحكيمية يف البت يف طلب رده‪ ،‬فقد جاءت العبارة عامة من غري استثناء‪.‬‬
‫املسألة الثالثة‪ :‬االعرتاض عىل طلب الرد‪:‬‬
‫إذا صدر قرار من اهليئة التحكيمية يف طلب الرد‪ ،‬فإنه ال يكون هنائي ًا‬
‫ال لالعرتاض عليه أمام حمكمة االستئناف املتخصصة بنظر النزاع‪،‬‬ ‫بل قاب ً‬
‫رشيطة أن يكون طلب االعرتاض يف ميعاده وهو ثالثون يوم ًا كام دلت عليه‬

‫‪338‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫املادة الثامنة عرشة‪ ...-1« :‬ولطالب الرد يف حالة رفض طلبه التقدم به إىل‬
‫املحكمة املختصة خالل ثالثني يوم ًا»‪.‬‬
‫ومل يبني املنظم‪ :‬املعترب يف بدء رسيان املدة هل هو‪ :‬من تاريخ إصدار‬
‫القرار من اهليئة التحكيمية‪ ،‬أم من تاريخ تبليغه به؟‬
‫واألقرب يف ذلك أن االعتبار بتاريخ التبليغ‪ ،‬قياس ًا عىل االعرتاض عىل‬
‫حكم التحكيم بالبطالن‪ ،‬حيث جاء يف املادة احلادية واخلمسني من النظام‪:‬‬
‫«‪ -1‬ترفع دعوى بطالن حكم التحكيم من أي طرفيه خالل ستني يوم ًا‬
‫التالية لتاريخ إبالغ ذلك الطرف باحلكم»‪.‬‬
‫وظاهر عبارة املنظم‪ :‬أن حق االعرتاض عىل قرار اهليئة التحكيمية‬
‫برفض طلب الرد ثابت لطالبه‪ ،‬ومل تبني املادة مدى أحقية الطرف اآلخر‬
‫باالعرتاض عىل قرار اهليئة التحكيمية يف حالة قبوله‪ ،‬والذي يظهر أن‬
‫اعرتاضه مقبول؛ ألن له مصلحة يف ذلك متمثلة يف عدم ترضره من التأخر‬
‫الذي يقيض به إعادة تعيني حمكم بديل‪ ،‬وأيض ًا ترضره بام قد يتكبده من‬
‫تعويضات للمحكم املعزول‪.‬‬
‫وبناء عىل تقديم االعرتاض عىل قرار اهليئة التحكيمية املتعلق بطلب‬
‫الرد‪ ،‬وجب عىل حمكمة االستئناف املختصة أن تتصدى للحكم فيه‪ ،‬وقد‬
‫نص املنظم عىل أن حكمها يف ذلك يكون هنائي ًا غري قابل لالعرتاض‪.‬‬

‫‪339‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫ومل تبني املادة حمل الرشح‪ :‬املدة التي جيب عىل املحكمة املختصة احلكم‬
‫خالهلا يف االعرتاض املقدم‪ ،‬مما قد يكون سبب ًا يف إطالة مدة التحكيم(((‪.‬‬

‫((( ينظر‪ :‬الوجيز يف رشح نظام التحكيم‪ ،‬للزيد ص (‪.)183‬‬

‫‪340‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫المبحث الثالث‬
‫الم َحكَّ م والحكم فيه‬
‫اآلثار المترتبة على طلب رد ُ‬
‫رد ا ُمل َحكَّم من املسائل املؤثر يف الدعوى التحكيمية؛ كونه مسلط ًا عىل‬
‫اهليئة التحكيمية التي تعترب أحد أهم أركان التحكيم‪ ،‬لذا فإن له آثار ًا خمتلفة‬
‫يمكن بياهنا يف اآليت‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬اآلثار املرتتبة عىل طلب الرد‪:‬‬
‫يرتتب عىل تقديم أحد طريف النزاع طلب ًا برد ا ُمل َحكَّم‪ :‬وقف إجراءات‬
‫التحكيم‪ ،‬ويقصد بإجراءات التحكيم‪ :‬السري يف اخلصومة التحكيمية‪ ،‬من‬
‫بدايتها املتمثلة باستالم أحد األطراف طلب التحكيم من الطرف اآلخر(((‪،‬‬
‫وحتى هنايتها املتمثلة بصدور احلكم النهائي املنهي للخصومة أو بصدور‬
‫قرار من هيئة التحكيم بإهناء إجراءاته(((‪ ،‬كام جاء ذلك يف املادة السابعة‬
‫عرشة من النظام‪ -3« :‬يرتتب عىل تقديم طلب الرد أمام هيئة التحكيم‬
‫وقف إجراءات التحكيم»‪.‬‬
‫ومن أهم هذه اإلجراءات‪ :‬قطع ميعاد حكم التحكيم‪ ،‬فإنه يف حالة‬
‫عدم وجود اتفاق يف أمد التحكيم فإنه جيب أن يصدر احلكم خالل اثني‬
‫عرش شهر ًا من تأريخ بدء إجراءاته(((‪ ،‬وعليه‪ :‬فال حتسب من تلك املدة زمن‬
‫إيقافها بسبب طلب رد ا ُمل َحكَّم‪.‬‬

‫((( املادة (‪ )26‬من نظام التحكيم‪.‬‬


‫((( املادة (‪ )41‬من نظام التحكيم‪.‬‬
‫((( املادة (‪ )40‬من نظام التحكيم‪.‬‬

‫‪341‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫وال تستكمل اهليئة التحكيمية السري يف إجراءات التحكيم بعد ذلك إال‬
‫يف حالتني‪:‬‬
‫‪ -‬إذا حكمت هيئة التحكيم برفض طلب الرد‪ ،‬حتى لو طعن يف هذا‬
‫احلكم أمام املحكمة املختصة كام جاء ذلك يف املادة السابعة عرشة من النظام‪:‬‬
‫«‪ ....-3‬وال يرتتب عىل الطعن يف حكم هيئة التحكيم برفض الطلب وقف‬
‫إجراءات التحكيم»‪.‬‬
‫وهذا ما مل يصدر من حمكمة االستئناف حكم ببطالن ما حكمت به اهليئة‬
‫التحكيمية برفض طلب الرد(((‪.‬‬
‫‪ -‬إذا تم تعيني حمكم بديل يف حالتي تنحي ا ُمل َحكَّم من تلقاء نفسه‪ ،‬أو‬
‫اتفاق األطراف عىل عزله‪ ،‬فإن اهليئة التحكيمية تستأنف اإلجراءات وال‬
‫تعيدها‪ .‬جاء ذلك موضح ًا يف املادة السادسة من الالئحة التنفيذية‪« :‬إذا‬
‫(((‬
‫انتهت مهمة ا ُمل َحكَّم يف احلاالت الواردة يف املادة التاسعة عرشة من النظام‬
‫‪-‬عدا حالة انتهاء مهمة ا ُمل َحكَّم برده‪ -‬فتوقف إجراءات التحكيم إىل أن‬
‫يعني حمكم بديل وفق النظام»‪.‬‬
‫وعىل ذلك‪ :‬فإن عىل ا ُمل َحكَّم البديل ‪-‬منفرد ًا أو رئيس ًا للتحكيم أو‬
‫عضوا فيه‪ -‬دراسة مذكرات املرافعات للدعوى التحكيمية وحمارضها‬
‫ومجيع ما يتعلق هبا من مرافعات وله حق االستيضاح عن نقاط يراها‬

‫((( التفهيم‪ ،‬البن خنني (‪.)132‬‬


‫((( احلاالت املذكرة يف املادة (‪ )19‬هي‪ :‬الوفاة‪ ،‬رد ا ُمل َحك ٌَّم‪ ،‬عزله‪ ،‬تنحيه‪ ،‬عجزه‪ ،‬أو أي‬
‫سبب آخر‪.‬‬

‫‪342‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫جديرة باالستيضاح وسامع ما يقتضيه احلال شفوي ًا من اخلصوم مع هيئة‬


‫التحكيم»(((‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬اآلثار املرتتبة عىل احلكم برد ا ُمل َحكَّم‪:‬‬
‫‪ .1‬تعيني حمكم بديل‪:‬‬
‫جيب تعيني حمكم بديل عن ا ُمل َحكَّم املردود سواء كان ذلك بتنحيه‪ ،‬أو‬
‫باتفاق أطراف النزاع عىل رده أو حكم اهليئة التحكيمية برده‪.‬‬
‫وجيب أن يتم التعيني هنا موافق ًا لإلجراءات التي اتبعت يف اختياره‬
‫أوال(((‪ ،‬جاء ذلك مبين ًا يف املادة التاسعة عرشة من النظام‪« :‬إذا انتهت مهمة‬
‫ا ُمل َحكَّم بوفاته أو برده أو بعزله أو تنحيه أو عجزه أو ألي سبب آخر وجب‬
‫تعيني بديل له طبق ًا لإلجراءات التي اتبعت يف اختيار ا ُمل َحكَّم الذي انتهت‬
‫مهمته‪.‬‬
‫‪ .2‬امتداد ميعاد حكم التحكيم‪:‬‬
‫إذا تنحى ا ُمل َحكَّم من تلقاء نفسه أو ُعزل باتفاق أطراف التحكيم أو ُحكم‬
‫برده ‪-‬سواء بحكم من اهليئة التحكيمية أو بحكم من ا ُمل َحكَّم املختصة‪ -‬ثم‬
‫حمكم بديل امتد ميعاد حكم التحكيم ثالثني يوم ًا‪ ،‬كام جاء ذلك يف‬ ‫ٌ‬ ‫ُعني‬

‫((( التفهيم‪ ،‬البن خنني (‪.)141‬‬


‫((( كام جاء موضح ًا يف املادة (‪ )15‬من النظام‪.‬‬

‫‪343‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫حمكم بدالً من حمكم ‪ -‬وفق ًا ألحكام‬


‫ٌ‬ ‫املادة األربعني من النظام‪ -4« :‬إذا ُعني‬
‫ها النظام‪ -‬امتد امليعاد املحدد للحكم((( ثالثني يوم ًا»‪.‬‬
‫وهبذا يعلم أن مدة التحكيم تتأثر بطلب رد ا ُمل َحكَّم من جهتني‪:‬‬
‫‪ -‬باإليقاف ‪-‬كام سبق بيانه قريب ًا‪ -‬فور تقديم طلب الرد للهيئة‬
‫التحكيمية‪.‬‬
‫‪ -‬بمد األجل ثالثني يوما يف حالة احلكم برد ا ُمل َحكَّم وتعيني حمكم بديل‬
‫عنه‪.‬‬
‫‪ .3‬بطالن إجراءات التحكيم السابقة‪:‬‬
‫إذا حكم برد ا ُمل َحكَّم سواء من اهليئة التحكيمية أو من املحكمة املختصة‪،‬‬
‫وجب اعتبار ما تم من إجراءات التحكيم باطلة كأن مل تكن‪ ،‬جاء بيان هذا‬
‫األثر يف املادة السابعة عرشة من النظام‪ -4« :‬إذا ُحكم برد ا ُمل َحكَّم سواء من‬
‫هيئة التحكيم أم من املحكمة املختصة عند نظر الطعن‪ ،‬ترتب عىل ذلك‪:‬‬
‫اعتبار ما يكون قد تم من إجراءات التحكيم ‪-‬بام يف ذلك حكم التحكيم‪-‬‬
‫كأن مل يكن»‪.‬‬
‫وعىل اهليئة التحكيمية بعد تعيني ا ُمل َحكَّم البديل استئناف اإلجراءات‬
‫من جديد‪ ،‬وعدم البناء عىل ما تم سابق ًا من إجراءات قبل تقديم طلب‬
‫رد ا ُمل َحكَّم‪ ،‬وهذا ما تم التأكيد عليه يف الالئحة التنفيذية باستثناء حالة رد‬

‫((( وهو اثنا عرش شهر ًا منذ بدء إجراءاته فيام مل يكن اتفاق يف حتديده بني أطراف النزاع‪،‬‬
‫املادة (‪ )40‬من نظام التحكيم‪.‬‬

‫‪344‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫ا ُمل َحكَّم يف مادهتا السادسة‪« :‬إذا انتهت مهمة ا ُمل َحكَّم يف احلاالت الواردة‬
‫يف املادة التاسعة عرشة من النظام ‪-‬عدا حالة انتهاء مهمة ا ُمل َحكَّم برده‪-‬‬
‫فتوقف إجراءات التحكيم إىل أن يعني حمكم بديل وفق النظام»‪.‬‬
‫ولعل وجه إبطال هذه اإلجراءات هو‪ :‬االحتياط لعدالة العملية‬
‫التحكيمية‪ ،‬حيث إن تلك اإلجراءات ‪-‬أعني‪ :‬ما كان خاص ًا بحالة رد‬
‫ا ُمل َحكَّم‪ -‬تكون مشوبة بالشك يف عدالتها و إنصافها‪ ،‬وهذا ظاهر فيام إذا‬
‫كان سبب رد ا ُمل َحكَّم هو خمالفته ملبدأ احليدة واالستقالل‪ ،‬وأما إن كان‬
‫سببه عدم حيازته ملؤهالت اتفق عليه الطرفان فقد يكون وجهه‪ :‬أن تلك‬
‫اإلجراءات تكون مشوبة بالشك يف جرياهنا عىل أصول ما جيب أن يقرره من‬
‫حاز تلك املؤهالت‪.‬‬
‫ويرى الباحث أنه لو قيل يف تلك اإلجراءات السابقة‪ :‬إن األصل هو‬
‫ال للبطالن متى ما حكمت به اهليئة‬ ‫صحة تلك اإلجراءات وأهنا تكون حم ً‬
‫التحكيمية بناء عىل ما يثبته طالب الرد‪ ،‬لكان أوىل لألمور التالية‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬مراعاة للقواعد الرشعية احلاكمة بأن اليقني ال يزول بالشك(((‪،‬‬
‫وأن األصل بقاء ما كان عىل ما كان حتى يقوم الدليل عىل خالفه(((‪ ،‬وغري‬
‫ذلك‪.‬‬

‫((( ينظر يف رشح القاعدة وأدلتها‪ :‬موسوعة القواعد الفقهية‪ ،‬للبورنو (‪.)100/1‬‬
‫((( ينظر يف رشح القاعدة وأدلتها‪ :‬رشح القواعد الفقهية‪ ،‬للزرقا (‪ )87‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪345‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫ثاني ًا‪ :‬أن اعتبار ما تم من إجراءات التحكيم ‪-‬بام يف ذلك احلكم‬


‫التحكيمي‪ -‬كأن مل يكن يف كل األحوال إطالة ألمد التحكيم‪ ،‬وخمالفة‬
‫ألعظم خاصية من خصائص التحكيم أال وهي‪ :‬الرسعة يف اإلجراءات(((‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬أن املنظم اعترب صحة اإلجراءات التحكيمية السابقة قبل تقديم‬
‫طلب الرد يف حالة تنحي ا ُمل َحكَّم وعزله‪ ،‬وصحح البناء عليها بعد تعيني‬
‫ا ُمل َحكَّم البديل ‪-‬كام سبق بيانه‪ -‬فليقس عىل ذلك ما مل يظهر جلي ًا من هذه‬
‫اإلجراءات خمالفته للعدالة‪.‬‬
‫‪ .4‬تعويض ا ُمل َحكَّم‪:‬‬
‫جيوز للمحكم الذي صدر حكم برده سواء من اهليئة التحكيمية أو من‬
‫حمكمة االستئناف املختصة‪ ،‬املطالبة بالتعويض عن ذلك كام جاء مبين ًا يف‬
‫املادة الثامنة عرشة من النظام‪ ....-4« :‬وللمعزول املطالبة بالتعويض إن مل‬
‫يكن العزل قد حصل بسبب منه»‪.‬‬
‫وهذا التعويض مبني عىل ما تقرر من‪ :‬أن الرضر من أركان الضامن(((‪،‬‬
‫وهو متسق مع األصول الرشعية والقواعد الفقهية ومنها‪:‬‬
‫‪ -‬قوله مـلسو هيلع هللا ىلص‪(( :‬ال رضر وال رضار))(((‪.‬‬
‫‪ -‬القاعدة الفقهية‪ :‬الرضر يزال‪.‬‬
‫((( انظر‪ :‬أصول العدل يف التحكيم‪ ،‬للمهداوي (‪.)98‬‬
‫((( نظرية الضامن‪ ،‬للزحييل (‪.)24‬‬
‫ً‬
‫مرسال عن حييى املازين‪ ،‬كتاب األقضية‪ ،‬باب القضاء يف املرفق‪،‬‬ ‫((( رواه مالك يف املوطأ‬
‫برقم (‪ ،)2758‬وحسنه النووي يف األربعني (‪.)32‬‬

‫‪346‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫والرضر بمعناه العام هو‪ :‬كل إيذاء يلحق الشخص سواء أكان يف ماله‬
‫أو جسمه أو عرضه أو عاطفته(((‪.‬‬
‫ومل تبني املادة اجلهة املختصة يف ذلك‪ ،‬والذي يظهر أنه يقدم طلب ًا بذلك‬
‫إىل اهليئة التحكيمية‪ ،‬وهي اجلهة التي تقدر اخلسارة التي حلقت ا ُمل َحكَّم‬
‫كوهنا اخلبري األول يف القضية‪ ،‬ثم تضمن ذلك يف حكمها النهائي‪.‬‬

‫((( املدخل الفقهي العام‪ ،‬للزرقا (فقرة ‪.)586‬‬

‫‪347‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫المبحث الرابع‬
‫(((‬
‫مسائل تطبيقية‬
‫القضية األوىل‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬بيانات القضية‪:‬‬
‫حمكمة االستئناف‪ ،‬منطقة مكة املكرمة‪ ،‬رقم القرار‪ ،541 :‬تارخيه‪:‬‬
‫‪1441/6/24‬هـ‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬نص احلاجة من وقائع احلكم‪:‬‬
‫وأن موكلته تطلب رد املحكم املختار من املدعى عليها املحامي‪)...( /‬‬
‫ألنه بدأ حياته املهنية كمحا ٍم متدرب يف مكتب املحامي (‪ ،)...‬والذي هو‬
‫وكيل املحتكمة‪ .‬وبإحالة طلب الرد موضوع هذه القضية هلذه الدائرة‬
‫حددت لنظرها جلسة ‪1441/6/17‬هـ وفيها أكد وكيل املدعية عىل طلبه‬
‫رد املحكم املحامي (‪ )...‬ألنه بدأ حياته املهنية كمحا ٍم متدرب يف مكتب‬
‫املحامي (‪ )...‬والذي هو وكيل املحتكمة وأن هيئة التحكيم أصدرت‬
‫قرارها ومل تقبل طلب الرد ورفضته ملا ذكرته من أسباب عدم توفر ما يؤثر‬
‫عىل حياد املحكم ولزوال األسباب التي بنت عليها طالبة الرد طلبها‪ ،‬ويف‬
‫جلسة اليوم مل يظهر حضور من يمثل املدعى عليها وأكد وكيل طالبة الرد‬
‫عىل طلبه مكتفي ًا بام ذكره‪.‬‬

‫مصدر هذه القضايا هي‪ :‬البوابة العلمية القضائية بوزارة العدل (‪https://sjp.moj.gov.‬‬ ‫(((‬
‫‪.)sa/‬‬

‫‪348‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫نص احلاجة من األسباب‪:‬‬


‫وبام أن هذه الدائرة اطلعت عىل طلب الرد املقدم وقامت بدراسته‬
‫واالطالع عىل ما ورد يف قرار هيئة التحكيم املشار إليه‪ ،‬وألن ما أورده‬
‫طالب الرد من أسباب تعد غري كافية لرد املحكم املختار من قبل املدعى‬
‫ال عن أن قرار هيئة التحكيم قد تضمن الرد عليها‪ ،‬وتنتهي معه‬‫عليها فض ً‬
‫الدائرة إىل رفض الطلب‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬منطوق احلكم‪.‬‬
‫حكمت الدائرة‪ :‬برفض طلب رد املحكم املقدم يف هذه الدعوى‪.‬‬
‫القضية الثانية‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬بيانات القضية‪:‬‬
‫املحكمة العليا‪ ،‬اهليئة الدائمة‪ ،‬الرياض‪ ،‬رقم القضية‪ ،‬القرار‪:‬‬
‫‪ ،41166272‬تارخيها‪1441/10/19 :‬هـ‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬نص احلاجة من الوقائع‪:‬‬
‫حيث تقدم املعرتض باعرتاض أحيل إىل هذه الدائرة وطلب فيه نقض‬
‫احلكم لألسباب الواردة فيه‪ ،‬وحيث إن املعرتض يطلب نقض احلكم وقد‬
‫كان احلكم املعرتض عليه صادر ًا يف طلب رد املحكم‪ ،‬وقد نصت املادة‬
‫(‪ )1/17‬من نظام التحكيم عىل أنه‪« :‬إذا مل يكن هناك اتفاق بني طريف‬
‫التحكيم حول إجراءات ر ِّد املحكم يقدم طلب الرد كتابة إىل هيئة التحكيم‬
‫مبين ًا فيه أسباب الرد خالل مخسة أيام من تاريخ علم طالب الر ِّد بتشكيل‬

‫‪349‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫اهليئة أو بالظروف املسوغة للر ِّد فإذا مل يتنح املحكم املطلوب رده أو مل يوافق‬
‫الطرف اآلخر عىل طالب الر ِّد خالل مخسة أيام من تاريخ تقديمه فعىل هيئة‬
‫تبت فيه خالل مخسة عرش يوم ًا من تاريخ تسليمه‪ ،‬ولطالب‬ ‫التحكيم أن َّ‬
‫الرد يف حالة رفض طلبه التقدم به إىل املحكمة املختصة خالل ثالثني يوم ًا‬
‫ويكون حكمها يف ذلك غري قابل للطعن بأي من طرق الطعن»‪ ،‬وملا كان‬
‫األمر كذلك وكان هذا احلكم غري قابل للطعن بمقتىض النظام‪ ،‬فإنه ال جيوز‬
‫النظر يف االعرتاض‪.‬‬
‫ثالث ًا‪( :‬منطوق احلكم)‪:‬‬
‫قررت الدائرة‪ :‬عدم جواز نظر االعرتاض‪ .‬وباهلل التوفيق‪ ،‬وصىل اهلل‬
‫عىل نبينا حممد وعىل آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫التعليق عىل القضيتني‪:‬‬
‫جاءت القضية األوىل موافقة ملا قرره النظام يف مادته (‪« :)3/16‬ال‬
‫جيوز رد املحكم إال إذا قامت ظروف تثري شكوك ًا جدية حول حياده أو‬
‫استقالله‪.»..‬‬
‫وجاءت القضية الثانية موافقة ملا قرره املنظم يف مادته (‪...« :)1/17‬‬
‫ولطالب الرد يف حالة رفض طلبه التقدم به إىل املحكمة املختصة خالل‬
‫(ثالثني) يوم ًا ويكون حكمها يف ذلك غري قابل للطعن بأي طريق من طرق‬
‫الطعن»‪.‬‬

‫‪350‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫الخاتمة‬
‫يف ختام البحث ُأورد ما خرج به من نتائج وتوصيات‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬النتائج‪:‬‬
‫‪ -‬أن املرد برد املحكم‪ :‬هو رصف املحكم عن نظر املنازعة التحكيمية‬
‫بناء عىل طلب من أطراف النزاع لوجود سبب من أسباب الرد‪.‬‬
‫‪ -‬أن رد املحكم له من األصول الرشعية ما يستمد منه مرشوعيته‪.‬‬
‫‪ -‬أن أسباب رد املحكم ليست من النظام العام‪.‬‬
‫‪ -‬رد املحكم يفارق موانع نظر املحكم األخرى يف حقيقته وآثاره‪.‬‬
‫‪ -‬ال يقبل رد املحكم إال إذا ثبت من األسباب املدعاة أهنا تؤثر بشكل‬
‫قوي يف حياده واستقالله‪.‬‬
‫‪ -‬األصل يف املحكم بعد تعيينه عدم التهمة‪.‬‬
‫‪ -‬مكَّن املنظم السعودي ألطراف النزاع حلريتهم واعتدَّ هبا يف مواضع‬
‫من النظام منها‪ :‬االتفاق عىل إجراءات رد املحكم‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬التوصيات‪:‬‬
‫‪ -1‬يويص البحث بأن تضمن الالئحة التنفيذية ‪-‬يف حالة إعادة‬
‫إصدارها‪ -‬املسائل التالية‪:‬‬
‫‪ -‬بيان موقف املحكم املطلوب رده ‪-‬فرد ًا أو هيئة‪ -‬من نظر الطلب‬
‫املقدم لرده‪.‬‬

‫‪351‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫‪ -‬بيان املعترب يف بدء رسيان مدة االعرتاض أمام املحكم املختصة عىل‬
‫رفض هيئة التحكيم لطلب الرد‪.‬‬
‫‪ -‬بيان مدى أحقية الطرف اآلخر يف االعرتاض عىل قرار هيئة التحكيم‬
‫يف حالة قبوهلا لطلب الرد واحلكم به‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد املدة التي جيب فيها عىل املحكمة املختصة احلكم يف االعرتاض‬
‫املقدم؛ حتى ال يكون ذلك سبب ًا يف إطالة أمد التحكيم‪.‬‬
‫‪ -‬بيان اجلهة املختصة بنظر طلب التعويض املقدم من قبل املحكم‬
‫املعزول‪.‬‬
‫‪ -2‬يويص الباحث بإعادة النظر يف إجراءات التحكيم التي شارك فيها‬
‫املحكم املردود والتي متت عىل وجه صحيح‪ ،‬أو ريض هبا أطراف النزاع‪.‬‬

‫‪352‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫المراجع‬
‫‪1 .‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪2 .‬اآلثار القانونية لطلب رد املحكم‪ ،‬املؤلف‪ :‬تغريد أبو رشيب‪ ،‬رسالة ماجستري‬
‫من كلية احلقوق جامعة الرشق األوسط‪ ،‬األردن‪2014 .‬م‪.‬‬
‫‪3 .‬إحكام اإلحكام رشح عمدة األحكام‪ ،‬املؤلف‪ :‬ابن دقيق العيد‪ ،‬النارش‪ :‬مطبعة‬
‫السنة املحمدية‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة وبدون تاريخ‪.‬‬
‫‪4 .‬إرواء الغليل يف ختريج أحاديث منار السبيل‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد نارص الدين األلباين‬
‫(املتوىف‪1420 :‬هـ)‪ ،‬إرشاف‪ :‬زهري الشاويش‪ ،‬النارش‪ :‬املكتب اإلسالمي‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1405 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪5 .‬استقالل القضاء يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬املؤلف‪ :‬د‪ .‬حممد السحيم‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬
‫ابن اجلوزي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1436 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪6 .‬أصول العدل يف التحكيم دراسة مقارنة بالفقه اإلسالمي‪ ،‬املؤلف‪ :‬د‪ .‬عيل أمحد‬
‫املهداوي‪ ،‬جملة احلقوق للبحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬كلية احلقوق بجامعة‬
‫اإلسكندرية عدد خاص‪ ،‬ديسمرب ‪2012‬م‪.‬‬
‫‪7 .‬إعالم املوقعني عن رب العاملني‪ ،‬املؤلف‪ :‬شمس الدين حممد بن أيب بكر‬
‫الزرعي املعروف بابن القيم‪ ،‬حتقيق‪ :‬رائد صربي‪ ،‬النارش‪ :‬دار طيبة‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل‪1427 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪8 .‬األم‪ ،‬املؤلف‪ :‬الشافعي أبو عبد اهلل حممد بن إدريس (ت ‪204‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬
‫املعرفة‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة‪.‬‬
‫‪9 .‬البحر الرائق رشح كنز الدقائق مع تكملته‪ ،‬املؤلف‪ :‬زين الدين بن إبراهيم‬
‫بن حممد‪ ،‬املعروف بابن نجيم املرصي (ت ‪970‬هـ)‪ ،‬ويف آخره‪ :‬تكملة البحر‬
‫الرائق ملحمد بن حسني بن عيل الطوري احلنفي القادري (ت بعد ‪1138‬هـ)‪،‬‬
‫النارش‪ :‬دار الكتاب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬

‫‪353‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫ ‪10.‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد مرتىض احلسيني َّ‬


‫الزبيدي‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬مجاعة من املختصني النارش‪ :‬وزارة اإلرشاد واألنباء يف الكويت‪،‬‬
‫املجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب بدولة الكويت ‪1422‬‬
‫ ‪11.‬حتفة الفقهاء‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن أمحد بن أيب أمحد‪ ،‬أبو بكر عالء الدين‬
‫السمرقندي (ت نحو ‪540‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬الثانية‪1414 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪12.‬التحكيم يف القوانني العربية‪ ،‬املؤلف‪ :‬محزة أمحد حداد‪ ،‬النارش‪ :‬دار الثقافة‬
‫للنرش والتوزيع‪ ،‬تاريخ النرش‪2014 :‬م‪.‬‬
‫ ‪13.‬التفهيم رشح نظام التحكيم‪ ،‬املؤلف‪ :‬معايل الشيخ عبد اهلل بن حممد آل خنني‪،‬‬
‫النارش‪ :‬دار احلضارة الطبعة‪ :‬األوىل تاريخ النرش‪1441 :‬هـ‪.‬‬
‫ ‪14.‬هتذيب اللغة‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن أمحد بن األزهري اهلروي‪ ،‬أبو منصور (ت‬
‫‪370‬هـ)‪ ،‬املحقق‪ :‬حممد عوض مرعب‪ ،‬النارش‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪15.‬احلاوي الكبري‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو احلسن عيل بن حممد بن حممد بن حبيب البرصي‬
‫البغدادي‪ ،‬الشهري باملاوردي (ت ‪450‬هـ)‪ ،‬املحقق‪ :‬الشيخ عيل حممد معوض‪،‬‬
‫الشيخ عادل أمحد عبد املوجود‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل‪1419 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪16.‬الدر املختار رشح تنوير األبصار وجامع البحار‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن عيل بن حممد‬
‫احل ْصني املعروف بعالء الدين احلصكفي احلنفي (ت ‪1088‬هـ)‪ ،‬املحقق‪ :‬عبد‬ ‫ِ‬
‫املنعم خليل إبراهيم‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1423 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪17.‬درر احلكام يف رشح جملة األحكام‪ ،‬املؤلف‪ :‬عيل حيدر خواجه أمني أفندي‬
‫(ت ‪1353‬هـ)‪ ،‬تعريب‪ :‬فهمي احلسيني‪ ،‬النارش‪ :‬دار اجليل‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪،‬‬
‫‪1411‬هـ‪.‬‬

‫‪354‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫ ‪18.‬ديوان طرفة بن العبد‪ ،‬املؤلف‪َ :‬ط َر َفة بن العبد بن سفيان بن سعد البكري‬
‫الوائيل أبو عمرو الشاعر اجلاهيل (ت ‪ 564‬م)‪ ،‬املحقق‪ :‬مهدي حممد نارص‬
‫الدين‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪1423 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪19.‬الذخرية‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو العباس شهاب الدين أمحد بن إدريس بن عبد الرمحن‬
‫املالكي الشهري بالقرايف (ت ‪684‬هـ)‪ ،‬املحقق‪ :‬حممد بو خبزة‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬
‫الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪20.‬رد املحكم يف التحكيم التجاري الدويل‪ ،‬املؤلف‪ :‬كسنة املداين‪ ،‬رسالة ماجستري‬
‫بكلية احلقوق بجامعة قاصدي مرباح‪ ،‬اجلزائر‪2017 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪21.‬سنن أيب داؤد‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو داود سليامن بن األشعث األزدي السجستاين‬
‫(‪275 - 202‬هـ)‪ ،‬املحقق‪ :‬شعيب األرنؤوط‪ ،‬حممد كامل قره بليل‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫دار الرسالة العاملية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1430 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪22.‬سنن الرتمذي‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو عيسى حممد بن عيسى الرتمذي (ت ‪279‬هـ)‪،‬‬
‫حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه‪ :‬بشار عواد معروف‪ ،‬النارش‪ :‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1996 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪23.‬السنن الكربى‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو بكر أمحد بن احلسني بن عيل البيهقي (‪- 384‬‬
‫‪458‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬الدكتور عبد اهلل بن عبد املحسن الرتكي‪ ،‬النارش‪ :‬مركز هجر‬
‫للبحوث والدراسات العربية واإلسالمية‪ ،‬القاهرة الطبعة‪ :‬األوىل‪1432 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪24.‬رشح «أدب القايض للخصاف (ت ‪261‬هـ)»‪ ،‬املؤلف‪ :‬برهان األئمة حسام‬
‫الدين عمر بن عبد العزيز بن مازة البخاري املعروف بالصدر الشهيد (املتوىف‬
‫شهيد ًا‪ :‬سنة ‪536‬هـ)‪ ،‬املحقق‪ :‬حميي هالل الرسحان‪ ،‬النارش‪ :‬مطبعة اإلرشاد‪،‬‬
‫بغداد‪ ،‬العراق‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1397 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪25.‬رشح القواعد الفقهية للزرقا‪ ،‬رشحه‪ :‬مصطفى أمحد الزرقا (ابن املؤلف)‪،‬‬
‫النارش‪ :‬دار القلم دمشق‪ ،‬الطبعة‪ :‬العارشة‪1433 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪355‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫ ‪26.‬الرشح الكبري عىل خمترص خليل‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن أمحد بن عرفة الدسوقي‬
‫املالكي (ت ‪1230‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون طبعة وبدون تاريخ‪.‬‬
‫ ‪27.‬الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو نرص إسامعيل بن محاد‬
‫اجلوهري الفارايب (ت ‪393‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد عبد الغفور عطار‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬
‫العلم للماليني‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الرابعة‪1407 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪28.‬صحيح البخاري‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن إسامعيل البخاري اجلعفي‪،‬‬
‫املحقق‪ :‬د‪ .‬مصطفى ديب البغا‪ ،‬النارش‪( :‬دار ابن كثري‪ ،‬دار الياممة)‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬اخلامسة‪1414 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪29.‬صحيح مسلم‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو احلسني مسلم بن احلجاج القشريي النيسابوري‬
‫(‪261-206‬هـ)‪ ،‬املحقق‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬النارش‪ :‬مطبعة عيسى البايب‬
‫احللبي ورشكاه‪ ،‬القاهرة‪( ،‬ثم صورته دار إحياء الرتاث العريب ببريوت‪،‬‬
‫وغريها)‪ ،‬عام النرش‪1374 :‬هـ‪.‬‬
‫ ‪30.‬الطرق احلكمية‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن أيب بكر بن أيوب ابن قيم اجلوزية‬
‫(‪751-691‬هـ)‪ ،‬املحقق‪ :‬نايف بن أمحد احلمد‪ ،‬راجعه‪ :‬سليامن بن عبد اهلل‬
‫العمري‪ ،‬إبراهيم بن عىل العبيد‪ ،‬النارش‪ :‬دار عطاءات العلم (الرياض)‪ ،‬دار‬
‫ابن حزم (بريوت)‪ ،‬الطبعة‪ :‬الرابعة‪1440 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪31.‬عالقة القضاء السعودي بالتحكيم املحيل‪ ،‬املؤلف‪ :‬د‪ .‬عمرو حممد عبد الغني‪،‬‬
‫بحث حمكم منشور يف جملة روح القوانني‪ ،‬العدد (‪2020 ،)91‬م‪.‬‬
‫ ‪32.‬الفتوى يف الرشيعة اإلسالمية‪ ،‬املؤلف‪ :‬معايل الشيخ عبد اهلل بن حممد آل خنني‪،‬‬
‫النارش‪ :‬مكتبة العبيكان الطبعة‪ :‬األوىل‪1429 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪33.‬الفروق أنوار الربوق يف أنواء الفروق‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو العباس شهاب الدين أمحد‬
‫بن إدريس بن عبد الرمحن املالكي الشهري بالقرايف (ت ‪684‬هـ)‪ ،‬ضبط‪ :‬خليل‬
‫املنصور‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1418 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪356‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫ ‪34.‬القانون الواجب التطبيق يف دعوى التحكيم‪ ،‬املؤلف‪ :‬مجال حممد الكردي‪،‬‬


‫النارش‪ :‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬تاريخ النرش‪1998 :‬م‪.‬‬
‫ ‪35.‬قواعد األحكام يف مصالح األنام‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو حممد عز الدين عبد العزيز‬
‫بن عبد السالم بن أيب القاسم بن احلسن السلمي الدمشقي‪ ،‬امللقب بسلطان‬
‫العلامء (ت ‪660‬هـ)‪ ،‬راجعه وعلق عليه‪ :‬طه عبد الرؤوف سعد‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫مكتبة الكليات األزهرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫ ‪36.‬الكايف يف فقه أهل املدينة‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد‬
‫الرب بن عاصم النمري القرطبي (ت ‪463‬هـ)املحقق‪ :‬حممد حممد أحيد ولد‬
‫ماديك املوريتاين‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة الرياض احلديثة‪ ،‬الرياض‪ ،‬اململكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1400 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪37.‬كشاف القناع عن اإلقناع‪ ،‬املؤلف‪ :‬منصور بن يونس البهويت احلنبيل (ت‬
‫‪1051‬هـ)‪ ،‬حتقيق وختريج وتوثيق‪ :‬جلنة متخصصة يف وزارة العدل‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫وزارة العدل يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1429 - 1421 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪38.‬لسان العرب‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد بن مكرم بن عىل‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬مجال الدين ابن‬
‫منظور األنصاري الرويفعي اإلفريقي (ت ‪711‬هـ)‪ ،‬احلوايش‪ :‬لليازجي‬
‫ومجاعة من اللغويني‪ ،‬النارش‪ :‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪1414 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪39.‬مبادئ التحكيم وفق ًا لنظام التحكيم السعودي‪ ،‬املؤلف‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬الشهاب إبراهيم‬
‫الرشقاوي‪ ،‬ود‪ .‬حييى الرشيف‪ ،‬النارش‪ :‬دار اإلجادة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1442 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪40.‬جمموع فتاوى شيخ اإلسالم‪ ،‬املؤلف‪ :‬تقي الدين أبو العباس أمحد بن عبد‬
‫احلليم بن تيمية احلراين (ت ‪728‬هـ)‪ ،‬املحقق‪ :‬عبد الرمحن بن حممد بن قاسم‪،‬‬
‫النارش‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة النبوية‪ ،‬اململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬عام النرش‪1416 :‬هـ‪1995 ،‬م‪.‬‬

‫‪357‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫ ‪41.‬املدخل الفقهي العام‪ ،‬املؤلف‪ :‬مصطفى الزرقا‪ ،‬الدار‪ :‬مطبعة طربني‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬العارشة‪1387 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪42.‬معجم اللغة العربية املعارصة‪ ،‬املؤلف‪ :‬د أمحد خمتار عبد احلميد عمر (ت‬
‫‪1424‬هـ)‪ ،‬بمساعدة فريق عمل‪ ،‬النارش‪ :‬عامل الكتب الطبعة‪ :‬األوىل‪،‬‬
‫‪1429‬هـ‪.‬‬
‫ ‪43.‬املعجم الوسيط‪ ،‬املؤلف‪ :‬جممع اللغة العربية بالقاهرة النارش‪ :‬دار الدعوة‪.‬‬
‫ ‪44.‬معني احلكام فيام يرتدد بني اخلصمني من األحكام‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو احلسن‪ ،‬عالء‬
‫الدين‪ ،‬عيل بن خليل الطرابليس احلنفي (ت ‪844‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكر‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬بدون طبعة وبدون تاريخ‪.‬‬
‫ ‪45.‬املفردات يف غريب القرآن‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو القاسم احلسني بن حممد املعروف‬
‫بالراغب األصفهاين (ت ‪502‬هـ)‪ ،‬املحقق‪ :‬صفوان عدنان الداودي‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫دار القلم‪ ،‬الدار الشامية‪ ،‬دمشق بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1412 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪46.‬مقاييس اللغة‪ ،‬املؤلف‪ :‬أمحد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي‪ ،‬أبو‬
‫احلسني (ت ‪395‬هـ)‪ ،‬املحقق‪ :‬عبد السالم حممد هارون‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكر‪،‬‬
‫عام النرش‪1399 :‬هـ‪.‬‬
‫ ‪47.‬املنهاج رشح صحيح مسلم بن احلجاج‪ ،‬املؤلف‪ :‬أبو زكريا حميي الدين حييى‬
‫بن رشف النووي (ت ‪676‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬الثانية‪1392 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪48.‬موانع النظر القضائي يف الفقه اإلسالمي مقارن ًا بالنظام السعودي‪ ،‬املؤلف‪ :‬د‪.‬‬
‫حممد بن صالح العايد‪ ،‬بحث حمكم منشور يف جملة كلية الدراسات اإلسالمية‬
‫والعربية بدمنهور‪ ،‬العدد اخلامس‪2020 ،‬م‪.‬‬

‫‪358‬‬
‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬ ‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬
‫يميكحتلا ىوعدلا يف مَّكَحُملا در‬

‫ ‪49.‬املورد القانوين؛ تعريف موجز مفهرس هجائي ًا باملصطلحات القانونية وفق‬


‫القوانني العراقية وبعض املصطلحات الفقهية الواردة يف أحكام القضاء‬
‫العراقي‪ ،‬املؤلف‪ :‬عبد احلسني احلسون النارش و سنة النرش‪ :‬بدون‪.‬‬
‫ ‪50.‬موسوعة القواعد الفقهية‪ ،‬املؤلف‪ :‬حممد صدقي بن أمحد بن حممد آل بورنو‬
‫أبو احلارث الغزي‪ ،‬النارش‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪،‬‬
‫‪1424‬هـ‪.‬‬
‫ ‪51.‬املوطأ‪ ،‬املؤلف‪ :‬مالك بن أنس‪ ،‬املحقق‪ :‬حممد مصطفى األعظمي‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫مؤسسة زايد بن سلطان آل هنيان لألعامل اخلريية واإلنسانية‪ ،‬أبو ظبي‪،‬‬
‫اإلمارات‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1425 ،‬هـ‬
‫ ‪52.‬نظرية الضامن‪ ،‬املؤلف‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬وهبة الزحييل‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫العارشة‪1439 ،‬هـ‪.‬‬
‫ ‪53.‬النهاية يف غريب احلديث واألثر‪ ،‬املؤلف‪ :‬جمد الدين أبو السعادات املبارك‬
‫بن حممد بن حممد بن حممد ابن عبد الكريم الشيباين اجلزري ابن األثري (ت‬
‫‪606‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬ظاهر الزاوي‪ ،‬الدار‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫ ‪54.‬الوجيز يف رشح نظام التحكيم يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬املؤلف‪ :‬د‪ .‬نارص‬
‫الزيد‪ ،‬النارش‪ :‬دار الصميعي‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1438 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪359‬‬
‫مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة‬ ‫بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا‬

You might also like