You are on page 1of 6

‫ش ِري َعة‬‫كاح في ال َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫د‬

‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫غ‬ ‫صيَ‬
‫ِ‬
‫اإلسال ِميَّة‬
‫سةٌ فِ ْق ِهيَّةٌ ُمقَا َرنَةٌ‬ ‫ِدرا َ‬
‫إعداد الطالب‪:‬‬
‫أحمد سعيد سالم ‪221070005‬‬
‫ماجد علي سعيد ‪221070001‬‬

‫المساق‪ :‬فقه األحوال الشخصية مقارن‬


‫مـقدمــة‬
‫الدكتور‪ :‬محمود إسماعيل محمد مشعل‬
‫ش رع لعب اده النك اح وس ماه‬ ‫الحم د هلل رب الع المين‪،‬‬
‫على أن ه من العق ود ال تي هي من‬ ‫الميثاق الغليظ‪ ،‬للدالل ة‬
‫بمك ان‪ ،‬إذ ي ترتب علي ه حق وق‬ ‫األهمي ة والخط ورة‬
‫وواجبات وأحكام كثيرة‪ ،‬على الزوج والزوجة‪ .‬ولهذا احتاط الشارع الك ريم في ه ذا العق د وجع ل ل ه ش روطا‬
‫الفصل الدراسي الثاني‬
‫وأركانا‪ ،‬ال تتم إال به‪.‬‬

‫لسنة ‪2023‬‬
‫ومن هذه األركان‪ ،‬صيغة عقد النكاح‪ ،‬وهو مح ل البحث ل دينا‪ ،‬حيث س نذكر إن ش اء هللا تع الى األلف اظ ال تي‬
‫ينعقد بها عقد النكاح عند فقهاء المذاهب األربعة‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫لهذا الموضوع أهمية كبيرة ألسباب كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫معرفة المسلم والمسلمة باأللفاظ الصحيحة التي بها بنعقد عقد النكاح‬ ‫‪)1‬‬
‫ما يترتب على الزوجين من حقوق وواجبات على إثر صحة وبطالن النكاح‬ ‫‪)2‬‬
‫أن يكون المعنيون بعقود األنكحة على دراية بأحكام وأقوال المسألة‬ ‫‪)3‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬


‫عدم وجود بحث مفرد في هذه المسألة حسب اطالع الباحثين‬ ‫‪)1‬‬
‫وجود بعض النزاع بين حاضري عقود النكاح بسبب االختالف في صيغة عقد النكاح‬ ‫‪)2‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫المكتبة اإلسالمية زاخرة بالمؤلفات في أحكام النكاح وشروطه وأركانه وغير ذلك من المس ائل‪ ،‬لكن الب احثين‬
‫لم يطلعوا على بحث مفرد مؤلف بمثل هذا العنوان‪.‬‬

‫إشكالية البحث‪:‬‬
‫ما هي األلفاظ التي بها ينعقد عقد النكاح عند فقهاء المذاهب األربعة؟‬

‫أهداف البحث‪:‬‬
‫بيان األلفاظ التي ينعقد بها عقد النكاح‬ ‫‪)1‬‬
‫نسبة هذه األلفاظ ألصحاب المذاهب األربعة‬ ‫‪)2‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬
‫ينقسم البحث إلى مقدمة‪ ،‬ومبحث‪ ،‬ومطلبين‪ ،‬وخاتمة‪:‬‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫أهمية الموضوع‬ ‫‪)1‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‬ ‫‪)2‬‬
‫الدراسات السابقة‬ ‫‪)3‬‬
‫إشكالية البحث‬ ‫‪)4‬‬
‫أهداف البحث‬ ‫‪)5‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ألفاظ عقد النكاح‬
‫المطلب األول‪ :‬صيغة عقد النكاح‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ألفاظ عقد النكاح الصحيحة‬
‫الخاتمة‪ :‬وتشتمل على أهم النتائج والتوصيات‬
‫المبحث األول‪ :‬ألفاظ عقد النكاح‬
‫المطلب األول‪ :‬صيغة عقد النكاح‬
‫اتفق فقهاء الم ذاهب األربع ة على أن النك اح ينعق د إذا حص ل في ه إيج اب وقب ول بين العاق دين وهم ا ال زوج‬
‫والولي‪ ،‬مع خالف بينهم في أحكام تتعلق بهذا اإليجاب والقبول‪ ،1‬منها‪:‬‬
‫ممن يصدر اإليجاب وممن يصدر القبول؟‬ ‫‪-‬‬
‫هل يشترط تقدم أحدها على اآلخر‪ ،‬أم ال يشترط؟‬ ‫‪-‬‬
‫وحيث أن البحث غير معني بهذه المب احث‪ ،‬فلن يك ون هن اك تفص يل فيه ا‪ ،‬وإنم ا تطرقن ا له ا‪ ،‬نظ را لكونه ا‬
‫مدخال للمطلب التالي‪ ،‬وبابا يفهم منه المراد من البحث‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬ألفاظ عقد النكاح الصحيحة‪:‬‬


‫المراد بهذا المطلب‪ ،‬األلفاظ التي إذا نطق بها العاقدان‪ ،‬ص ح عق د النك اح وانعق د وص ار ب ه الرج ل والم رأة‬
‫زوجان – مع توفر الشروط واألركان األخرى – وترتبت عليه آثار النكاح‪.‬‬

‫المسألة األولى‪ :‬ألفاظ عقد النكاح المتفق عليها‬

‫‪ ) 1‬فتح القدير البن الهمام ‪ ،3/102‬الشرح الكبير للدردير وحاشية الدسوقي ‪ ،2/221‬مغني المحتاج للخطيب الشربيني ‪ ،3/140‬المغني‬
‫البن قدامة ‪6/534‬‬
‫اتفقت أقوال أئمة المذاهب األربعة‪ 1‬على أن عقد النكاح ينعقد إذا تم بلفظ التزويج أو لفظ اإلنكاح‪ ،‬فيقول ال ولي‬
‫للرجل‪ :‬زوجتك أو أنكحتك موليتي‪ ،‬واستدلوا باألدلة التالية‪:‬‬
‫هذان اللفظان هما الواردان في كتاب هللا‪ ،‬قال تعالى‪( :‬وال تنكحوا ما نكح آباؤكم من النس اء إال م ا ق د‬ ‫‪)1‬‬
‫‪3‬‬
‫سلف)‪ 2‬وقوله عز وجل‪( :‬فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها)‬
‫لفظ الزواج واإلنكاح صريحان في إرادة التنزويج‪ ،‬ال يحتمالن خالفه‪ ،‬فصح أن يعقد به النكاح‬ ‫‪)2‬‬

‫المسألة الثانية‪ :‬ألفاظ عقد النكاح عند المذاهب األربعة‬


‫سنذكر تحت هذه المسألة أقوال فقهاء المذاهب األربعة في ألفاظ عقد النكاح المنعقدة – خال ال تزويج واإلنك اح‬
‫–‪:‬‬
‫مذهب الشافعية والحنابلة‪:‬‬
‫بدأنا في ذكر هذين المذهبين وإن كانا مت أخرين زمن ا عن الحنفي ة والمالكي ة‪ ،‬نظ را لكونه ا اتفقت فيم ا ذهبت‬
‫إليه‪.‬‬
‫اقتصر الشافعية والحنابلة على لفظ التزويج واإلنكاح لما تقدم ذكره من اآلي ات الكريم ة أعاله‪ ،‬ووج ه الدالل ة‬
‫أن هللا تعالى حين لم يذكر غير هذين اللفظين‪ ،‬كان ذلك دليال على وجوب االقتص ار عليه ا‪ ،‬تعب دا من ناحي ة‪،‬‬
‫واحتياطا الستحالل الفروج من ناحية أخرى‪ .‬أما وجه كون التلفظ بهذين اللفظين من باب التعب د‪ ،‬ف ذلك لك ون‬
‫النكاح فيه شائبة التعبد حيث وردت النصوص باألمر والحث عليه‪ ،‬وإذا تقرر ذلك ف إن العق د إذا ص ار ي نزع‬
‫إلى العبادات‪ ،‬صار تلقيه من الشرع‪ ،‬فإذا شمل على أذكار كانت هذه األذكار تتلقى من الش رع ك ذلك‪ ،‬وال ذي‬
‫‪4‬‬
‫ورد في الشرع لفظ التزويج واإلنكاح فقط‪ ،‬كما في اآليتين الكريمتين‪.‬‬

‫مذهب الحنفية‪:‬‬
‫ينعقد النكاح عند الحنفية بلفظ الهبة والصدقة والتملي ك وال بيع‪ ،‬ك أن يق ول ال ولي‪ :‬وهبت ك ابن تي‪ ،‬أو أص دقتك‬
‫أختي‪ ،‬أو ملكتك موليتي‪ ،‬أو بعتك ابنتي‪ ،‬واستدلوا باألدلة التالية‪:‬‬
‫قوله تعالى‪( :‬وامرأة مؤمن ة إن وهبت نفس ها للن بي إن أراد الن بي أن يس تنكحها خالص ة ل ك من دون‬ ‫‪)1‬‬
‫المؤمنين)‪ ،‬ووجه الداللة أن ما جاز للنبي صلى هللا عليه وسلم جاز ألمته‪ ،‬وأجابوا عن قوله عز وجل‬
‫(خالصة لك من دون المؤمنين) أن المراد بذلك النكاح من غير مهر‪ ،‬أما هبة المرأة نفسها فجائز لك ل‬
‫المسلمين‬
‫‪5‬‬
‫هذه األلفاظ كلها كنايات‪ ،‬فينعقد بها النكاح بالنية‬ ‫‪)2‬‬

‫‪ ) 1‬الفتاوى الهندية ‪ ،1/270‬الشرح الكبير للدردير وحاشية الدسوقي ‪ ،2/221‬مغني المحتاج للشربيني ‪ ،3/140‬المغني البن قدامة ‪6/532‬‬
‫‪ ) 2‬سورة النساء‪ ،‬آية ‪22‬‬
‫‪ ) 3‬سورة األحزاب‪ ،‬آية ‪37‬‬
‫‪ ) 4‬منتهى اإليرادات ‪2/156‬‬
‫‪ ) 5‬فتح القدير البن الهمام ‪ ،3/105‬حاشية ابن عابدين ‪3/9‬‬
‫مذهب المالكية‪:‬‬
‫ينعقد النكاح عند المالكية بلفظ الهبة – بشرط أن يذكر المهر – مثل‪ :‬وهبتك أختي بعش رة آالف درهم‪ ،‬ف إن لم‬
‫يسم المهر لم يصح‪ ،‬ألنهم يعرفون اإليجاب والقبول أنه اللفظ الدال على إثبات النك اح‪ ،‬ولف ظ الهب ة إذا اق ترن‬
‫‪1‬‬
‫بذكر الصداق صار داال على إثبات النكاح‬

‫المسألة الثالثة‪ :‬ألفاظ عقد النكاح التي ال ينعقد بها العقد‬


‫بعد أن ذكرنا ألفاظ عقد النكاح المتفق عليها عند المذاهب األربعة‪ ،‬ثم األلفاظ التي تنعقد بها مما لم يتفق علي ه‪،‬‬
‫نشرع بذكر األلفاظ التي ال ينعقد بها عقد النكاح‪.‬‬

‫مذهب الشافعية والحنابلة‬


‫يتضح جليا للقارئ مما سبق ذكره أعاله‪ ،‬أن مذهب الشافعية والحنابلة في هذا الباب هو أض يق الم ذاهب‪ ،‬فهم‬
‫رحمهم هللا لم يصححوا إال لفظ التزويج واإلنكاح‪ ،‬وعليه ال ينعقد عقد النكاح بأي لفظ آخر‪.‬‬

‫مذهب الحنفية‪:‬‬
‫ذكر فقهاء المذهب الحنفي أن عقد النكاح ال ينعقد بلفظ اإلجارة‪ ،‬ألن عقد اإلجارة عق د م ؤقت كم ا ه و معل وم‬
‫في أحكام البيوع‪ ،‬وال يجوز في النكاح أن يكون مؤقتا وإال صار نكاح متعة‪.‬‬
‫وال يصح عندهم كذلك التزويج بلفظ الوصية‪ ،‬ب أن يق ول ال ولي أوص يت ل ك بمولي تي‪ ،‬وذل ك ألن الوص ية ال‬
‫تكون إال بعد الموت‪.‬‬
‫وال ينعقد عندهم أيضا لو كان بلفظ اإلباح ة أو اإلع ارة أو ال رهن‪ ،‬ألن ه ذه األلف اظ ليس فيه ا تملي ك للمتع ة‬
‫‪2‬‬
‫للزوج‪ ،‬ومن باب أولى لفظ اإلقالة والخلع‪ ،‬ألنهما لفظان مستعمالن في فسخ العقود ال إثباته‪.‬‬

‫مذهب المالكية‪:‬‬

‫‪ ) 1‬أسهل المدارك للكشناوي ‪2/69‬‬


‫‪ ) 2‬تبيين الحقائق للزيلعي ‪،2/98‬‬
‫كل لفظ ال يقتضي البقاء م دة الحي اة فال يص ح ب ه عق د النك اح‪ ،‬ومثل وا ذل ك ب الحبس أو العاري ة أو اإلج ارة‪.‬‬
‫واختلفوا في اللفظ إذا كان يقتضي البقاء مدة الحي اة‪ ،‬مث ل ال بيع والعطي ة والمنح ة‪ ،‬ف ذهب بعض هم إلى أن ه ال‬
‫‪3‬‬
‫ينعقد‪ ،‬وذهب آخرون إلى انعقاده بشرط تسمية المهر كما في اإلنكاح بلفظ الهبة‪ ،‬وقد تقدم‪.‬‬

‫خـاتمــة‬
‫إن الشارع الحكيم لما أوجب على عباده ش روطا وأركان ا في عق د النك اح‪ ،‬لم يكن ذل ك إال لمراع اة عظم ه ذا‬
‫الميثاق العظيم‪ ،‬وحماية ألهله‪ ،‬وحفظا لحقوقهم‪ ،‬لذلك لم ي ألوا علماؤن ا جه دا في تب يين أحكام ه‪ ،‬ومنه ا ألف اظ‬
‫صيغة عقد النكاح‪.‬‬
‫وفيما يلي أهم النتائج والتوصيات التي وصل إليها الباحثان‪:‬‬
‫أهم النتائج‪:‬‬
‫األولى للعاقدين والعاملين في قطاع األحوال الشخصية االلتزام بألفاظ عقد النكاح المتفق عليها‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫األحوط أيضا للعاقدين والعاملين في قطاع األحوال الشخصية اجتناب األلفاظ التي اختل ف الفقه اء في‬ ‫‪)2‬‬
‫حكم عقد النكاح بها‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫يوصي الباحث ان طلب ة العلم المزي د من البحث في المس ألة والنظ ر في أق وال المحققين من أه ل العلم‬ ‫‪)1‬‬
‫واألقوال والروايات األخرى في المذاهب الفقهية‪ ،‬حيث تم االقتصار في البحث على الق ول المش هور‬
‫عند المذاهب األربعة‪.‬‬
‫على أفراد المجتمع توكيل مثل هذه المسائل ألهل االختصاص لقطع النزاع‪.‬‬ ‫‪)2‬‬

‫‪ ) 3‬الشرح الكبير للدردير وحاشية الدسوقي ‪2/221‬‬

You might also like