You are on page 1of 32

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد حمد عبد الحميد‬

‫تخصيص العام بالمفهوم عند األصوليين‬

*‫ محمد حمد عبد الحميد‬.‫د‬


‫م‬26/1/2016 :‫تاريخ قبول البحث‬ ‫م‬25/2/2015 :‫تاريخ وصول البحث‬
‫ملخص‬
‫ أال وهو تخصيص‬،‫يتناول هذا البحث موضوعًا مهمًا من موضوعات الدالالت في علم أصول الفقه‬
.‫ حيث قسم جمهور األصوليين الدالالت إلى منطوق ومفهوم‬،‫العام المنطوق بالمفهوم‬
،‫ والتخصيص تعريفه وشروط ـــه‬،‫وقد تحدثت في هذا البحث عن العام تعريفه وأنواعه وداللته‬
‫ ثم ذك رت آراء األص وليين في التخص يص ب المفهوم‬،‫والمفه وم تعريف ه وأقس امه وحجي ة ك ل قس م‬
.‫والتطبيقات الفقهية المترتبة على هذه المسألة‬
‫سواء كان مفهوم موافقة‬
ً ‫وقد خلص البحث إلى أن األصوليين قد اختلفوا في تخصيص العام بالمفهوم‬
‫ ولكن خالفهم في التخص يص بمفه وم الموافق ة ك ان أق ل من خالفهم في مفه وم المخالف ة تبع ًا‬،‫أو مخالف ة‬
.‫لخالفهم في أصل حجية المفاهيم‬
‫وقد ألقت هذه المسألة بظاللها على المسائل الفقهية الفرعية فكانت سبباً لخالف الفقهاء في كثير‬
‫ ومن أهمها أن جمهور األصوليين قد جعلوا اإلحسان للوالدين وعدم إيذائهما أصال فقهيا‬،‫من المسائل‬
.‫خصصوا به عمومات الكتاب والسنة‬

Abstract
The present research aims to address the issue of specifying Al- amm(1) by the semantic
text or the implied meaning (al-mafhum). According to the majority of Usul al Fiqh
scholars, (al–dalalat) textual implications can be classified into (Mantouq) the pronounced
meaning and (Mafhum) the semantic text or the implied meaning.
This study has been discussed the jurisprudential meaning of Al-amm, al- khass(2)
and Al –mafhum as well as their types, semantic texts and legitimacy. The researcher
has also analysed Usul al Fiqh scholars’ perspective regarding the process of specifying
(Al–amm) by the semantic text or the implied meaning (Al -mafhum). In addition to that,
this research has focused on Fiqh applications based on such linguistic process in establishing
Sharia rulings.
The researcher has come to the conclusion that Usul al Fiqh scholars has differed
in the issue of specifying (Al–amm) by the semantic text or the implied meaning (Al –
mafhum). However, their disagreement on the issue of specification of Al-amm by the
divergent meaning (Mafhum al-Mukhalafah) was more obvious than specifying Al-
amm by harmonious meaning (mafhum al-muwafaqah). Their disagreement has also led
to the

.‫ جامعة آل البيت‬،‫ كلية الشريعة‬،‫ قسم الفقه وأصوله‬،‫* أستاذ مشارك‬ 1

.2013/2014 ‫ محمد حمد عبد الحميد خالل العام الدراسي‬.‫ اجري هذا البحث بدعم من جامعة آل البيت خالل إجازة التفرغ العلمي الممنوحة للباحث د‬-
(1) Al-amm is basically a word which has a single meaning and which applies to many things, not limited in
number, and it includes everything to which it is applicable.
2
(2) Al- khass is the word that semantically has a single meaning or definitive and specific meaning.

‫م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬2016/‍‫ه‬1438 ،)4( ‫ ع‬،)12( ‫ مج‬،‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‬


151
‫تخصيص العام بالمفهوم عند األصوليين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪the bitter Fiqh dispute among Muslim jurists in addressing a large number of Fiqh matters.‬‬
‫‪One of these matters is that the majority of Usul al Fiqh scholars made it clear that‬‬
‫‪kindness in dealing with parents and not harming them is a Fiqh principle that must be‬‬
‫‪used in specifying Al-amm in the whole Quran and Sunnah.‬‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على المبعوث رحمة للعالمين‪ ،‬سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين‪،‬‬
‫وبعد‪،،،‬‬
‫كبيرا‪،‬‬
‫فإن موضوع تخصيص العام من أهم موضوعات علم أصول الفقه التي اهتم بها األصوليون اهتمام اً ً‬
‫واحتلت مكان ًة عظيمة عندهم‪ ،‬لما لهذا الموضوع من األثر العظيم والكبير على الفروع الفقهية‪ ،‬حيث إن غالب اختالفات‬
‫الفقهاء ترجع في معظمها إلى االختالف في داللة العام وتخصيصه‪.‬‬
‫ويتناول هذا البحث موضوعًا مهم ًا من موضوعات تخصيص العام أال وهو تخصيص العام بالمفهوم‪ ،‬حيث إن‬
‫المفهوم هو أحد أقسام الدالالت عند جمهور األصوليين من المتكلمين الذين قسموا الدالالت إلى قسمين‪ :‬منطوق ومفهوم‪،‬‬
‫والمفهوم عندهم قسمان‪ :‬موافقة ومخالفة‪.‬‬
‫حيث أحاول في هذا البحث لم شتات الموضوع إلخراجه في دراسة متكاملة‪ ،‬وأحقق القول في هذه المسألة‪،‬‬
‫وأبين أثرها على االختالف في الفروع الفقهية‪.‬‬

‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫تحاول الدراسة اإلجابة على التساؤالت التالية‪:‬‬
‫هل المفهوم يصلح مخصصا ٌللعام كالمنطوق؟‬ ‫‪.1‬‬
‫هل تخصيص العام بالمفهوم متفق عليه بين العلماء أم أنه مختلف فيه؟‬ ‫‪.2‬‬
‫ما سبب االختالف في هذه المسألة؟‬ ‫‪.3‬‬
‫ما األثر المترتب على الخالف في هذه المسألة على الفروع الفقهية؟‬ ‫‪.4‬‬

‫منهج البحث‪:‬‬
‫اتبعت في هذا البحث المنهج العلمي التحليلي المقارن القائم على االستقراء وفق النقاط التالية‪:‬‬
‫قمت باستقراء اآلراء واألقوال من كتب األصول المعتمدة‪ ،‬ثم تحليل هذه اآلراء ووضعها على شكل مذاهب‪ ،‬ثم‬ ‫‪.1‬‬
‫ترتيب هذه المذاهب مع ادلتها على شكل دراسة مقارنة‪.‬‬
‫الترجيح بين المذاهب بعد مناقشة األدلة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫بينت األثر المترتب على الخالف في هذه المسألة عند الفقهاء‪ ،‬وذلك من كتبهم المعتمدة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬
‫قمت بتقسيم البحث إلى خمسة مباحث وخاتمة‪:‬‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪152‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد حمد عبد الحميد‬

‫المبحث األول‪ :‬التعريف بالعام‪ ،‬وأنواعه‪ ،‬وداللته‪.‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬التعريف بالتخصيص‪ ،‬وشروطه‪ ،‬وأنواع المخصصات‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬التعريف بالمفهوم‪ ،‬وأقسامه‪ ،‬وحجية كل قسم‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬آراء العلماء في تخصيص العام بالمفهوم‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬التطبيقات الفقهية على تخصيص العام بالمفهوم‪.‬‬
‫الخاتمة‪ :‬وقد ضمنتها أهم النتائج والتوصيات‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫التعريف بالعام‪ ،‬وأنواعه‪ ،‬وداللته‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف العام لغة واصطالحا ً‪:‬‬


‫الفرع األول‪ :‬العام لغة‪ :‬العام اسم فاعل مشتق من الفعل عم وهو مشتق من العموم وهو المصدر ومعناه‪ :‬الشمول ألمر‬
‫متعدد‪ ،‬يقال‪ :‬عم الشيء عموماً‪ :‬شمل الجماعة‪ ،‬وعم الخير‪ :‬شملهم‪ ،‬ومطر عام‪ :‬إذا شمل األمكنة كلها(‪.)1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬العام اصطالحاً‪ :‬عرف العام عند األصوليين بتعريفات متعددة من أهمها‪ :‬عرفه الحنفية بقولهم‪ :‬كل لفظ‬
‫معنى(‪.)2‬‬ ‫ينتظم جمعاً من األسماء لفظاً أو‬
‫ً‬
‫وعرفه فخر الدين الرازي‪" :‬هو اللفظ المستغرق لجميع ما يصلح له بحسب وضع واحد"(‪.)3‬‬
‫وزاد عليه الشوكاني بعد ما عرض تعريفات كثيرة للعام ووصفه بأنه أحسنها قيد "دفعة"(‪.)4‬‬
‫وعرفه الزركشي‪ :‬اللفظ المستغرق لجميع ما يصلح له من غير حصر(‪.)5‬‬
‫وقد جمع هذه التعاريف عبد الكريم زيدان فعرفه بقوله‪ :‬لفظ يستغرق جميع ما يصلح له‪ ،‬بوضع واحد‪ ،‬دفعة‬
‫واحدة من غير حصر(‪.)6‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع العام‪:‬‬


‫تتن وع ص يغ العم وم ال واردة في النص وص الش رعية من حيث قبوله ا للتخص يص أو ع دم قبوله ا إلى ثالث ة‬
‫أقسام(‪:)7‬‬
‫األول‪ :‬عام ال يقبل التخصيص مطلق ًا وهو ما أريد به العموم قطعا‪ ،‬وقد أطلق األصوليون على هذا النوع (عام داللته‬
‫ض ِإ َّال َعَلى‬
‫اَألر ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫على العموم قطعية)‪ ،‬وهو الذي صاحبته قرينة تنفي احتمال تخصيصه‪ ،‬مثل قوله تعالى‪َ :‬و َما من َدآبَّة في ْ‬
‫الّل ِ‪2‬ه ِرْزقُ َها ‪ :6[‬ه ود]‪ ،‬ويوج د ه ذا الن وع في النص وص ال تي تتح دث عن الس نن الكوني ة الثابت ة ال تي ال تقب ل التغي ير أو‬
‫س َذآِئ َق ‪ُ 2‬ة اْل َم‪2ْ 2‬و ِت‪ :185[‬آل عم ران] وه ذا الن وع من الع ام ال مج ال لتخصيصه‪ ،‬وال يدخل ه‬
‫التب ديل كقول ه تع الى‪ُ  :‬ك‪2ُّ 2‬ل َن ْف ٍ‬
‫التخصيص‪ ،‬وال يدخل في موضوع بحثنا‪ ،‬فهو بهذا خارج عن محل النزاع‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬عام أريد به الخصوص قطعا؛ وهو الذي صحبته قرينة تنفي أن يكون العموم مرادًا وتدل على أن المراد من العام‬
‫إنما هو بعض أفراده‪ ،‬وهذا أيضا ليس محل البحث‪ ،‬ألن الخاص ال يمكن أن ُي َخصَّص‪.‬‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬


‫‪153‬‬
‫تخصيص العام بالمفهوم عند األصوليين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الثالث‪ :‬العام المطلق؛ وهو الذي لم تصحبه قرينة تنفي احتمال تخصيصه‪ ،‬وال قرينة تنفي داللته على العموم‪ ،‬فهذا النوع‬
‫من العام ظاهر في العموم حتى يقوم الدليل على تخصيصه فهومحتمل للتخصيص‪ ،‬وهو موضوع البحث‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬داللة العام المطلق‪:‬‬


‫اتفق األصولي ـ ــون على أن العام إذا خصص فعالً بقطعي فداللته على ما بقي من األفراد بعد التخصيص ظنيـة‬
‫ال‬
‫قطعية(‪ .)8‬واختلفوا في داللة العام على شمول أفراده أقطعية هي أم ظنية‪ ،‬على قولين‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬داللة العام المطلق على كل فرد بخصوصه داللة ظنية ال قطعية‪ ،‬بخالف داللة الخاص فإنها قطعية ال‬
‫يعدل عنها إال بدليل وهو قول جمهور األصوليين(‪ .)9‬واحتجوا‪ :‬بأن استقراء النصوص العامة قد دل على أن كل عام‬
‫يحتم ل التخص يص‪ ،‬وأن من الن ادر أن نج د عام ا باقي ًا على عموم ه ح تى ش اع بين اه ل العلم ق ولهم‪" :‬م ا من ع ام اال وق د‬
‫خصص" وصار بمنزلة المثل‪ ،‬فالتخصيص شائع في العام وهو قرينة قوية تورث الشبهة واالحتمال وال تثبت القطعية‬
‫مع الشبهة واالحتمال(‪.)10‬‬
‫القول الثاني‪ :‬داللة العام المطلق على جميع أفراده داللة قطعية ال ظنية كداللة الخاص على معناه وهو قول عامة الحنفية (‪.)11‬‬
‫واحتج وا‪ :‬أن اللفظ العام وضع لغ ًة الستغراق جميع افراده‪ ،‬وهذا هو المعنى الحقيقي للف ظ الع ام‪ ،‬فيلزم حمله عليه عند‬
‫إطالقه‪ ،‬وال يجوز صرفه عنه إال بدليل‪ ،‬يدل على تخصيصه وقصره على بعض أفراده‪ ،‬أما احتمال التخصيص دون‬
‫أن يدل عليه دليل فهو مما ال يلتفت إليه وال يعول عليه‪ ،‬فتبقى داللة العام على شمول أفراده قطعية(‪.)12‬‬
‫والراجح ما ذهب اليه الجمهور؛ ألنه ما دام التخصيص قائما فال مبرر للقول بالقطعية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫التعريف بالتخصيص‪ ،‬وشروطه‪ ،‬وأنواع المخصصات‬

‫المطلب األول‪ :‬التخصيص لغة واصطالحا‪:‬‬


‫الفرع األول‪ :‬التخصيص لغ ًة‪ :‬اإلفراد‪ ،‬يقال خصه بالشيء يخصه خص ًا وخصوص ًا وخصصه وأختصه‪ :‬إذا أفرده به دون‬
‫غيره‪ ،‬ويقال اختص فالن باألمر وتخصص له‪ :‬إذا انفرد به(‪.)13‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التخصيص اصطالحاً‪ :‬عرف التخصيص بعدة تعريفات من أهمها‪:‬‬
‫ما عرفه البيضاوي بقوله‪ :‬إخراج بعض ما يتناوله اللفظ(‪.)14‬‬ ‫‪‬‬
‫وم ا عرف ه الق رافي بأن ه‪ :‬إخ راج م ا تناول ه اللف ظ الع ام‪ ،‬أو م ا يق وم مقام ه ب دليل يص لح لإلخ راج وغ يره قب ل تق رر‬ ‫‪‬‬
‫حكمه(‪.)15‬‬
‫ما عرفه ابن الحاجب بأنه‪ :‬قصر العام على بعض مسمياته(‪.)16‬‬ ‫‪‬‬
‫وعرفه ابن السبكي بأنه‪ :‬قصر العام على بعض أفراده(‪.)17‬‬ ‫‪‬‬
‫وعرفه البخاري من الحنفية بانه‪ :‬قصر العام على بعض أفراده بدليل مقترن مستقل(‪.)18‬‬ ‫‪‬‬
‫ويمكنني القول بعد هذه التعاريف أن التخصيص‪ :‬هو قصر العام على بعض أفراده بدليل‪.‬‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪154‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد حمد عبد الحميد‬

‫المطلب الثاني‪ :‬شروط الدليل المخصص‪:‬‬


‫اتفق العلماء على أنه ال بد أن يقوم دليل على التخصيص وإ ال فال يعتبر هذا التخصيص‪.‬‬
‫ومن خالل التعريفات السابقة يتبين أن الجمهور لم يشترطوا في هذا الدليل ليكون مخصص ًا أي شرط‪ ،‬بل يرون‬
‫أن صرف العام عن عمومه في شمول ما ينطوي تحته من أفراد‪ ،‬وقصره على بعض تلك األفراد هو التخصيص والبيان‬
‫ال عنه‪ ،‬في رتبته أم أقل منه‬
‫ال بالعام في الذكر أم منفص ً‬
‫ال أم غير مستقل‪ ،‬متص ً‬
‫سواء كان الدليل الصارف مستق ً‬
‫ً‬ ‫مطلق اً‪،‬‬
‫رتبة‪ ،‬غير أنهم يتفقون مع الحنفية فيما إذا كان الخاص منفصالً عن العام أن ال يتأخر وروده عن وقت العمل به‪ ،‬ف إن‬
‫ت أخر وروده عن وقت العم ل ب ه ك ان ناس خاً ال مخصص اً؛ ألن التخص يص بي ان‪ ،‬والبي ان ال يج وز ت أخيره عن وقت‬
‫الحاجة قطعاً(‪.)19‬‬
‫وقد اشترط الحنفية في الدليل ليكون مخصصا ثالثة شروط هي(‪:)20‬‬
‫‪.1‬أن يكون مستقالً عن جملة العام بمعنى أن يكون جملة تامة منفصلة بنفسها‪ ،‬مفيدة للمعنى في ذاتها وليست جزءاً من‬
‫ال كاالستثناء والشرط والصفة والغاي ة ال يسمى‬
‫كالم سابق ال يفهم معن اه إال بضمه إلى سابقه‪ ،‬فإذا لم يكن مستق ً‬
‫تخصيصا عندهم وإ نما يسمى قصراً‪.‬‬
‫‪.2‬أن يك ون مقارن اً للع ام في الزم ان‪ ،‬أي في زمن تش ريعه أو ت اريخ نزوله‪ ،‬فيش ترط أن ي ردا في وقت واح د‪ ،‬ف إن ك ان‬
‫الدليل الخاص متراخياً عن العام كان هذا نسخاً ال تخصيصاً‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يكون الدليل المخصص في قوة الدليل المخصص‪ ،‬وعلى هذا فهم ال يخصصون العام من القرآن بخبر اآلحاد‪.‬‬
‫هذا وال بد من اإلشارة هنا إلى أمر في غاية األهمية في موضوع بحثنا وهو أن الحنفية قد اختلفوا مع الجمهور‬
‫في عالقة الخاص بالعام فالجمهور يرون أن العالقة بين الخاص والعام هي عالقة بيان‪ ،‬فالتخصيص عندهم نوع من‬
‫أن واع البي ان المحض‪ ،‬ألن ه يخل و من مع نى المعارض ة‪ ،‬إذ ال معارض ة عن دهم بين الخ اص والع ام في اجته اداتهم‬
‫فالتخصيص ما هو إال تفسير للعام‪.‬‬
‫بينما يرى الحنفية أن العالقة بين الخاص والعام هي عالقة بيان فيها معنى معارضة‪ ،‬ألن التخصيص عندهم تغيير‬
‫للعام‪ ،‬وعدوه من أنواع بيان التغيير(‪.)21‬‬
‫ولعل هذا الذي جعلهم يختلفون في شروط الدليل المخصص‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع المخصصات وموقع التخصيص بالمفهوم منها‪:‬‬


‫(‪) 22‬‬
‫سواء أكان الدليل المخصص نصأ أم غير ذلك ‪.‬‬
‫ً‬ ‫يقصد بالمخصصات‪ :‬األدلة التي تخرج العام عن عمومه إلى الخصوص‪،‬‬

‫واألدلة المخصصة تنقسم إلى قسمين(‪:)23‬‬


‫القس‪22‬م األول‪ :‬المخص ص المس تقل‪ :‬والم راد ب ه المنفص ل ال ذي ال يك ون ج زءاً من النص المش تمل على الع ام‪ ،‬وه ذه‬
‫األدلة تنقسم إلى قسمين‪ :‬نصية مثل القرآن والسنة واجتهادية مثل الحس والعقل والعرف‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬المخصص غير المستقل‪ :‬والم راد ب ه المتص ل الذي يك ون جزءاً من النص المشتمل على العام‪ ،‬وأهمه ا‬
‫عند الجمهور أربعة هي‪ :‬االستثناء المتصل‪ ،‬والصفة والشرط والغاية وهي ما يطلق الحنفية قصراً ال تخصيصاً‪.‬‬
‫وال بد من اإلشارة هنا إلى أن التخصيص بالمفهوم هو من قبيل المخصصات المستقلة‪.‬‬

‫الفرق بين التخصيص بالصفة والتخصيص بمفهوم الصفة‪:‬‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬


‫‪155‬‬
‫تخصيص العام بالمفهوم عند األصوليين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫التخصيص بالصفة تخصيص متصل مثال ذلك أن يقول القائل أكرم األطفال المجتهدين‪ ،‬فكلمة األطفال عموم من‬
‫ناحية "أل" الجنسية لكن الصفة التي تبعتها خصصت هذا العموم على المجتهدين وليس المقصود بالصفة النعت النحوي‬
‫ستَ ِط ْع ِمن ُك ْم‬
‫لكن المقصود بها الصفة المعنوية من نعت ومضاف وغير ذلك‪ .‬مثال ذلك من الشرع قوله تعالى‪َ  :‬و َمن َّل ْم َي ْ‬
‫‪2‬ات‪ :25[‬النس اء] فكلمة فتياتكم عموم ألنه جمع‬ ‫‪2‬ات ُكم اْلمْؤ ِمَن ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫نكح اْلم ْح ِ‬
‫ِ‬
‫صَنات اْل ُمْؤ مَنات َفمن ِّما َمَل َك ْت َْأي َماُن ُكم ِّمن َفتََي ُ ُ‬
‫َطْو ًال َأن َي َ ُ َ‬
‫عرف باإلضافة وفي هذا الجمع دخلت الفتيات المؤمنات وغيرهن لكن كلمة "المؤمنات" التي تبعتها خصصت هذا العموم‬
‫فخ رج من ه الفتي ات غ ير المؤمن ات‪ ،‬إذن في ه ذه الحال ة الوص ف ال ذي تب ع العم وم خصص ه فق د قص ره على بعض‬
‫أفراده‪.‬‬
‫أما بالنسبة للتخصيص بمفهوم الصفة فهو تعارض مفهوم الصفة مع العموم لذلك أخرج مفهوم الصفة بعض‬
‫أفراد العموم منه مثال ذلك احتجاج القائلين بأن ليس على الغنم المعلوفة الزكاة بقوله ‪-‬عليه الصالة والسالم‪" -‬في سائمة‬
‫الغنم الزكاة"(‪ )24‬فكلمة سائمة صفة ومفهوم المخالفة فيها أن غير السائمة ال زكاة عليها فهذا المفهوم عارض حديث "في كل‬
‫(‪)25‬‬
‫ألن هذا الحديث عام في كل شاة إذن المفهوم السابق أخرج بعض أفراد هذا العموم من حكمه‪.‬‬ ‫أربعين شاة شاة"‬
‫إذن التخص يص بالص فة لعبت في ه الص فة دور قص ر العم وم على بعض أف راده ألنه ا تبعت ه أم ا التخص يص‬
‫بمفه وم الص فة لعب في ه المفه وم دور المع ارض للعم وم بداللت ه على عكس حكم الص فة ف أخرج بعض أف راد العم وم من‬
‫عموم ه ليجعلهم تحت حكم آخ ر‪ ،‬ومن هن ا يتض ح أن التخص يص بالص فة أق وى من التخص يص بمفهومه ا ألن مفه وم‬
‫المخالفة ضعيف مقارنة مع المنطوق بعكس الصفة المتصلة فهي من المنطوق(‪.)26‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫التعريف بالمفهوم‪ ،‬وأقسامه‪ ،‬وحجية كل قسم‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف المفهوم لغة واصطالحا ً‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف المفهوم لغ ًة‪:‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المفهوم لغةً‪ :‬اسم مفعول من "فَ ِهم" يقال‪ :‬فَ ِهمه فهماً‪َ :‬علمه َ‬
‫وع َرفه بالقلب(‪.)27‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف المفهوم اصطالحاً‪:‬‬


‫(‪)28‬‬
‫المفهوم إصطالحاً‪ :‬هو ما َد ّل عليه اللفظ ال في مح ّل النطق ‪.‬‬
‫أي أن الحكم المأخوذ من المفهوم لم يذكر في اللفظ أو الكالم ولم ينطق به وإ نما فهم من الكالم فهماً‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أقسام المفهوم‪:‬‬


‫والمفهوم عند جمهور األصوليين‪ :‬إما موافقة وإ ما مخالفة‪.‬‬
‫فإذا كان المسكوت عنه موافقاً للمنطوق به سمي مفهوم موافقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وإ ذا كان المسكوت عنه مخالفاً للمنطوق به سمي مفهوم مخالفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫(‪)29‬‬
‫اصطالحاً‪:‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف مفهوم الموافقة‬
‫عرفه اآلمدي‪ :‬ما يكون مدلول اللفظ في محل السكوت موافقا لمدلوله في محل النطق(‪.)30‬‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪156‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد حمد عبد الحميد‬

‫واطلق الحنفية على مفهوم الموافقة داللة النص أو داللة الداللة وعرفوها بقولهم‪ :‬ما ثبت بمعنى النص لغ ًة ال‬
‫اجتهادًا وال استنباطاً(‪.)31‬‬
‫فدالل ة النص ال ي دل عليه ا اللف ظ مباش رة‪ ،‬ب ل بواس طة مع نى اللف ظ ال ذي يفهم بمج رد اللغ ة‪ ،‬وليس ت بحاج ة‬
‫ال تَ ُقل لَّ ُه َما ٍّ‬
‫ُأف‪ :23[‬اإلس راء] فاآلية دلت بعبارتها على تحريم التأفيف‪ ،‬ودلت‬ ‫الجتهاد أو استنباط‪ ،‬مثل قوله تعالى‪َ  :‬ف َ‬
‫على تحريم الض ـ ــرب والشتم بداللة النص؛ ألن المعنى المفهـــوم من النص هـــو اإليذاء الذي يفهمه كال عارف باللغة‬
‫وليس بحاج ـ ــة الجتهاد واستنباط‪.‬‬
‫وهذا من باب التنبيه باألدنى على األعلى‪ ،‬ويكون الحكم في محل السكوت أولى منه في محل النطق‪ ،‬وإ نما يكون‬
‫واقتضاء للحكم في محل السكوت‬
‫ً‬ ‫كذلك إن لو عرف المقصود في محل النطق من سياق الكالم وعرف أنه أشد مناسبةً‬
‫من اقتضائه له في محل النطق‪ ،‬وذلك كما عرفنا من سياق اآلية المحرمة للتأفيف أن المقصود إنما هو كف األذى عن‬
‫الوالدين‪،‬‬
‫وأن األذى في الشتم والضرب أشد من التأفيف فكان بالتحريم أولى(‪.)32‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف مفهوم المخالفة(‪ )33‬اصطالحاً‪:‬‬


‫عرف مفهوم المخالفة اصطالحاً باعتباره علما أو لقباً بعدة تعريفات من أهمها‪:‬‬
‫مخالفاً ِلمدلوله في مح ّل النطق ‪.‬‬
‫(‪)34‬‬ ‫عرفه اآلمدي‪ :‬ما يكون مدلول اللفظ في مح ّل السكوت ِ‬
‫َ‬
‫(‪)35‬‬
‫الح ْكم إثباتاً ونفياً ‪ .‬ويالحظ على هذين التعريفين‬ ‫ِ ِ‬
‫أن َيكون المسكوت عنه مخالفاً للمذكور في ُ‬ ‫عرفه العضد‪ْ :‬‬
‫أنهما لم يبينا وجه المخالفة أهو الضد أم النقيض؟‬
‫وعرفه الزركشي‪ :‬إثبات نقيض حكم المنطوق للمسكوت(‪.)36‬‬
‫وعرفه ابن الهمام‪ :‬داللته (داللة اللفظ) على نقيض حكم المنطوق ِللمسكوت(‪.)37‬‬
‫وه ذان التعريف ان ق د بين ا وج ه المخالف ة وه و ثب وت نقيض حكم المنط وق للمس كوت مم ا يجعلهم ا أفض ل من‬
‫التعريفين السابقين‪.‬‬
‫ومن تعريفات مفهوم المخالفة عند العلماء المعاصرين ماعرفه محمد أديب الصالح بقوله‪ :‬هو داللة اللفظ على ثبوت‬
‫حكم للمسكوت عنه مخالف لما دل عليه المنطوق النتفاء قيد من القيود المعتبرة في الحكم(‪.)38‬‬
‫وعرفه الدريني‪ :‬بداللة اللفظ على ثبوت نقيض حكم المنطوق لغير المنطوق‪ ،‬النتفاء قيد معتبر في تشريعه(‪.)39‬‬
‫وأرى أن يع ــرف‪ :‬بداللة اللفظ على ثبوت نقيض حكم المنطوق للمسكوت عنه النتفاء قيد من القيود المعتبـ ـــرة‬
‫في تشريع الحكم‪.‬‬
‫(‪)40‬‬
‫ووجه المخالفة عند األصوليين في مفهوم المخالفة إثبات النقيض ال الضد على الراجح ‪.‬‬
‫يقول الزركشي في البحر المحيط‪" :‬قال القرافي في قواعده‪" :‬وهل المخالفة بين المنطوق والمسكوت بضد الحكم‬
‫المنطوق به أو بنقيضه؟ الحق الثاني(‪ ،)41‬ومن تأمل المفهومات وجدها كذلك"(‪.)42‬‬
‫ومعنى (النقيض)‪ :‬أي أنه إذا كان حكم المذكور إثباتاً كان حكم المسكوت عنه نفياً وإ ذا كان حكم المذكور نفياً كان‬
‫حكم المسكوت عنه إثباتاً‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حجية المفهوم‪:‬‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬


‫‪157‬‬
‫تخصيص العام بالمفهوم عند األصوليين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الفرع األول‪ :‬حجية مفهوم الموافقة عند األصوليين‪:‬‬


‫حكى بعض األصوليين االتفاق على القول بحجية مفهوم الموافقة واعتبروا رأي أهل الظاهر في مفهوم الموافقة من‬
‫ب اب الش ذوذ‪ ،‬وع د بعض هم ع دم الق ول بمفه وم الموافق ة من ب اب المك ابرة للعقل (‪ ،)43‬وم ع ذل ك أس تطيع الق ول ب أن‬
‫األصوليين قد اختلفوا في حجية مفهوم الموافقة على مذهبين‪:‬‬
‫المذهب األول‪ :‬مفهوم الموافقة حجة‪ :‬وهو مذهب جمهور األصوليين من الحنفية(‪ )44‬والمالكية(‪ )45‬والشافعية(‪ )46‬والحنابلة(‪.)47‬‬
‫المذهب الثاني‪ :‬مفهوم الموافقة ليس بحجة‪ :‬وهو مذهب ابن حزم الظاهري(‪.)48‬‬

‫أدلة المذاهب في حجية مفهوم الموافقة‪:‬‬


‫أدلة المذهب األول‪ :‬استدل القائلون بحجية مفهوم الموافقة بعدة أدلة من أهمها‪:‬‬
‫أو ًال‪ :‬إن هذا األسلوب من الداللة معهود عند أهل اللغة قبل ورود الشرع‪ ،‬بل هو أبلغ من الداللة من التصريح‪ ،‬فكانت‬
‫داللته لذلك قطعية‪ ،‬وبدهي أن ما كان حجة لغة‪ ،‬يجب اعتباره شرعًا‪ ،‬فالشارع ينزل خطاباته على األصول اللغوية‬
‫وأساليبها‬
‫(‪)49‬‬
‫وعرفها في الفهم واإلفهام ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬إذا قال السيد لعبده‪" :‬ال تعط زيداً حبة وال تقل له أف‪ ،‬وال تظلمه بذرة‪ ،‬وال تعبس في وجهه" فإنه يتبادر إلى‬
‫الفهم من ذلك امتناع إعطاء ما فوق الحبة‪ ،‬وامتناع الشتم والضرب‪ ،‬وامتناع الظلم بالدينار وما زاد‪ ،‬وامتناع‬
‫أذيته بما فوق التعبيس من هجر الكالم وغيره(‪.)50‬‬

‫أدلة ابن حزم في انكار حجية مفهوم الموافقة‪:‬‬


‫أو ًال‪ :‬انطلق ابن حزم في إنكاره لحجية مفهوم الموافقة من موقفه من القياس فقد اعتبر أن مفهوم الموافقة من القياس‪،‬‬
‫وكل ما يقال في رد القياس فهو صالح عنده لرد مفهوم الموافقة؛ ألن القياس باطل بجميع أنواعه(‪.)51‬‬
‫ويرد عليه‪ :‬بأن مفهوم الموافقة يختلف عن القياس في أن العلة فيه غالبًا ما تكون قطعية يفهمها كل عارف باللغ ة‪،‬‬
‫بينما العلة في القياس اجتهادية ال يعرفها إال المجتهدون‪.‬‬
‫ثاني ‪2‬اً‪ :‬يل زم من الق ول بمفه وم الموافق ة التن اقض م ع الق ول بمفه وم المخالف ة بمفه وم المخالف ة‪ ،‬فكم ا يفهم من النهي عن‬
‫بناء على مفه وم‬
‫التأفيف تحريم الضرب والشتم بمفهوم الموافقة يفهم منه أيضًا أن غير أف من الضرب والشتم مباح ً‬
‫المخالفة‪ ،‬وهذا يؤدي إلى التناقض وعليه فال يجوز األخذ بالمفهومين؛ ألنهما متناقضان(‪.)52‬‬
‫ويرد عليه‪ :‬بأن القائلين بمفهوم المخالفة اشترطوا أال يكون الحكم في المسكوت عنه أولى أو مساوياً للمذكور‬
‫في الحكم(‪.)53‬‬
‫ُأف‪ :23[‬اإلسراء] لو كان داالً على تحريم غيره من صور األفعال التي تشترك‬ ‫ال تَ ُقل لَّ ُه َما ٍّ‬
‫ثالثاّ‪ :‬أن قوله تعالى‪ :‬فَ َ‬
‫معه في معناه‪ ،‬لما ذكر اهلل تعالى بعد ذلك في اآلية نفسها النهي عن النهر‪ ،‬ولما أمر بنقيض المنهي عنه‪ ،‬وهو القول‬
‫الكريم‪ ،‬وخفض جناح الذل من الرحمة(‪.)54‬‬
‫وي رد على ذل ك‪ :‬ب أن دالل ة النص التزامي ة على م اهو ال راجح‪ ،‬وق د يص رح الش ارع بم ا علم التزام ا اهتمام اً‬
‫بالموضوع لخطره‪ ،‬وعظم شأنه وهو هنا بر الوالدين(‪.)55‬‬
‫رابعـاً‪ :‬من البدهي أن لفظ أف ال يدل على الضرب والشتم ونحوهما لغةً‪.‬‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪158‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد حمد عبد الحميد‬

‫ويرد على ذلك‪ :‬صحيح أن كلمة أف لم توضع لغة للضرب والشتم والهجر والتجويع ونحو ذلك لكنها تشترك‬
‫ال بحكمه لصور تلك األفعال وضعًا بل‬
‫معها من حيث األثر وهو األذى الذي هو علة الحكم فال يكون النص شام ً‬
‫بالفحوى‪ ،‬أي بواسطة ذلك المعنى المشترك‪ ،‬او العلة‪ ،‬أو األثر(‪.)56‬‬
‫الرأي الراجح‪ :‬بعد مناقشة ابن حزم في أدلته السابقة‪ ،‬أستطيع القول إن الق ول بحجية مفهوم الموافق ة هو الراجح‪ ،‬وهذا‬
‫األسلوب من أساليب العربية ابلغ من المنطوق وقد يكون أقوى منه وأبلغ في الداللة على الحكم‪.‬‬
‫يقول الدريني‪" :‬والخالصة‪ ،‬أن إنكار ابن حزم لداللة النص‪ ،‬إنكار لما يقضي به المنطق العقلي واللغوي مع ًا‪ ،‬وهو خالف‬
‫ال اختالف‪ ،‬فال يعبأ بهذا اإلنكار الذي يعتبر مكابرة كما يقول ابن تيمية"(‪.)57‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حجية مفهوم المخالَفة عند األصوليين(‪:)58‬‬


‫اتفق األصوليون على عدم حجية مفهوم المخالفة عندما ال تكون للقيد فائدة تشريعية‪ ،‬كأن يكون القيد خرج‬
‫مخرج الغالب(‪.)59‬‬
‫وم ع أن الزركش ي ق د ذك ر في البح ر المحيـط أن هن اك خالف ًا في حجي ة مفه وم المخالف ة في كالم الن اس‬
‫ومصطلحاتهم‬
‫حيث يقول‪" :‬وذكر شمس األئمة السرخسي من الحنفية في كتاب السير‪ :‬أنه ليس بحجة في خطابات الشرع(‪ .)60‬قال‪:‬‬
‫وأما في مصطلح الناس وعرفهم فهو حجة‪ ،‬وعكس ذلك بعض المتأخرين منا‪ ،‬فقال‪ :‬حجة في كالم اهلل ورسوله‪ ،‬وفي كالم‬
‫المصنفين وغيرهم ليس بحجة"(‪.)61‬‬
‫إال أن الذي يفهم من كالم األصوليين حصر الخالف في مفهوم المخالفة في كالم وخطابات الشارع‪ ،‬وقد ُن ِق ل‬
‫ومعامالتهم َّ‬
‫فإنه‬ ‫َ‬ ‫أما في كالم الناس‬
‫صر مح ّل النزاع في ُحجِّيَّة مفهوم المخالَفة في كالم الشارع‪َّ ،‬‬
‫الحنفية َح ْ‬
‫ّ‬ ‫عن بعض‬
‫"والحنفية ينفونه بأقسامه في كالم الشارع فقط"(‪.)62‬‬
‫ّ‬ ‫عارفوا على ذلك ‪ ...‬وفي ذلك يقول ابن الهمام‪:‬‬ ‫َيكون ُح َّجةً إذا تَ َ‬
‫وهذا ما ذهب إليه المعاصرون من األصوليين كالدريني وشعبان محمد إسماعيل(‪.)63‬‬
‫األصوليون في ُحجِّيَّة مفهوم المخالَفة في كالم وخطابات الشارع على مذهبين‪:‬‬
‫ّ‬ ‫وقد اختلَف‬

‫المذهب األول‪ :‬مفهوم المخالفة ُحجَّة‪:‬‬


‫وهو مذهب اإلمام مالك وابن الحاجب من المالكية(‪.)64‬‬
‫افعية منهم‪ :‬الشيرازي(‪ ،)65‬وابن السمعاني(‪ ،)66‬وأبو الطيب‪ ،‬وصفي الديـ ـ ــن‬
‫ومذهب اإلمام الشافعي وجمهور ال ّش ّ‬
‫الهندي(‪ ،)67‬والزركشي(‪.)68‬‬
‫َأح َم د‪ ،‬وابن قدام ة‪ ،‬والكل وذاني‪ ،‬وابن عقي ل‪ ،‬والقاض ي أيي يعلى‪ ،‬وابن تيمي ة‪ ،‬والط وفي من‬
‫وم ذهب اإلم ام ْ‬
‫الحنابلة(‪.)69‬‬
‫ومذهب داود‪ ،‬وأبي ثَْور‪ ،‬والكرخي من الحنفية‪ ،‬والشوكاني(‪.)70‬‬

‫المذهب الثاني‪ :‬مفهوم المخالفة ليس ُح َّج ًة‪:‬‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬


‫‪159‬‬
‫تخصيص العام بالمفهوم عند األصوليين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وص ْدر الشريعة من الحنفية (‪ ،)71‬والباج ـ ــي ِمن‬


‫والجصاص والسرخسي َ‬ ‫ّ‬ ‫وهو مذهب اإلمام أبي حنيفة وأصحابه‪،‬‬
‫المالكية(‪ )72‬وأبي العباس بن سريج‪ ،‬وأبي حامد المروزي‪ ،‬وأبي بكر القفّال الشاشي‪ ،‬والغزالي‪ ،‬واآلمدي من‬ ‫ّ‬
‫افعية ‪ ،‬وأبي الحسين البصري ِمن المعتزلة‪ ،‬واختاره ابن َح ْزم ‪.‬‬
‫(‪)74‬‬ ‫)‬‫‪73‬‬ ‫(‬
‫ال ّش ّ‬

‫أدلّة المذاهب في حجية مفهوم المخالفة‪:‬‬


‫استد ّل القائلون بحجية مفهوم المخالَفة بأدلّة كثيرة َأذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫أدلّة المذهب األول‪َ :‬‬
‫س ‪2‬تَ ْغ ِف ْر لَ ُه ْم ِإن‬ ‫ِ‬
‫اس ‪2‬تَ ْغف ْر لَ ُه ْم َْأو الَ تَ ْ‬
‫‪‬ال‪22‬دليل األول‪ :‬اس تدلوا بفهم الن بي ‪ ‬فيم ا روي عن ه أن ه لم ا ن زل قول ه تع الى‪ْ  :‬‬
‫ين‪:80[‬‬ ‫اس‪ِ 2‬ق َ‬ ‫‪2‬ه الَ يه ِ‪2‬دي ا ْلقَ‪22‬وم ا ْلفَ ِ‬
‫َْ‬
‫ِ‬
‫س‪2‬وِله َواللّ ُ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫‪2‬ه لَ ُه ْم َذلِ َك ب َّ‬
‫َِأن ُه ْم َكفَ ُ‪2‬رواْ ِباللّ‪22‬ه َو َر ُ‬ ‫ِر اللّ‪ُ 2‬‬ ‫س‪ْ 2‬ب ِع َ‬
‫ين َم َّ‪2‬رةً َفلَن َي ْغف َ‬
‫تَ ِ‬
‫س‪2‬تَ ْغف ْر لَ ُه ْم َ‬
‫ْ‬
‫التوبة]‪ .‬قال ‪{ :‬سأزيده على السبعين}(‪.)75‬‬
‫ص بمنطوقه على عدم مغفرة اهلل تعالى ِللمنافقين حتّى وإ ِن استغفَر لهم الرسول ‪‬‬ ‫الداللة‪ :‬دل هذا َّ‬
‫الن ّ‬ ‫َو ْج ه ّ‬
‫النبِ ّي ‪( :‬س أزيد َعلَى‬
‫الع َدد عن الس بعين‪ ،‬وِل ذا ق ال َّ‬ ‫ِ‬
‫إن زاد َ‬
‫الح ْكم ْ‬
‫س بعين َم ّرةً‪ ،‬وأف اد مفهوم ه المخ الف انتف اء ُ‬
‫الس َّْب ِعين)‪.‬‬
‫يقول ابن حجر العسقالني‪" :‬وقد تمسك بهذه القصة من جعل مفهوم العدد حجة‪ ،‬وكذا مفهوم الصفة من باب األولى‪،‬‬
‫ووجه الداللة أنه ‪ ‬فهم أن ما زاد على السبعين بخالف السبعين‪ ،‬فقال‪( :‬سأزيد على السبعين)"(‪.)76‬‬
‫وقَ ْد ُنو ِقش هذا الدليل ِمن عدة وجوه من أهمها‪:‬‬
‫َأع َرف‬
‫واحد ال تَقوم به الحجة في إثبات اللغة‪ ،‬واألظهر أنه َغْير صحيح؛ ألنه ‪-‬عليه الصالة السالم‪ْ -‬‬ ‫‪ -1‬أن هذا خبر ٍ‬
‫ّ‬
‫ط ع الطمع عن الغفران‪ ،‬كقول القائل‪ :‬اشفع أو ال تشفع‬ ‫الخْل ق بمعاني الكالم‪ِ ،‬‬
‫وذ ْك ر السبعين َج َرى مبالَغ ةً في اليأس و َق ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫وإ ن شفعت لهم سبعين مرة لم أقبل منك شفاعتك(‪.)77‬‬
‫ويرد على هذا بما يلي‪:‬‬
‫أو ًال‪ّ :‬أن ا ال ُن َس لِّم ّ‬
‫أن خ بر اآلح اد ال تق وم ب ه الحج ة في إثب ات اللغ ة واثب ات مفه وم المخالف ة ألن دالل ة مفه وم المخالف ة‬
‫باتفاق القائلين به ظنية وليست قطعية وعليه يكفي في إثباته الظن ولو اشترطنا القطع المتنع العمل بأكثر أدلة‬
‫األحكام لعدم التواتر في مفرداتها(‪.)78‬‬
‫ثانياً‪ّ :‬أنا ال نسلم عدم ِ‬
‫ص َّحة الحديث‪ ،‬فهو في الصحيحين المتفق على صحتهما(‪.)79‬‬
‫ثالث ‪2‬اً‪ :‬كالم الن بي ‪ ‬وإ ن ك ان محتمالً أن يك ون الم راد ب ه اإلي اس من المغف رة لهم‪ ،‬لكن ه محتم ل أيض اً أن ال تق ع‬
‫المغفـ ـــرة بالسبعين وتقع بما جاوزها‪ ،‬فاستعمل النبي ‪ ‬بما جعل اهلل في قلبه من الرأفة والرحمة بالعباد حكم‬
‫اللسان‪ ،‬ووضع االستدالل موضوعه‪ ،‬رجاء أن يصادف اإلجابة والمغفرة ‪.)80( ‬‬

‫َأح ٍد ِّم ْن ُهم َّم َ‬


‫ات‬ ‫ص ِّل َعلَى َ‬‫وبعدما بين اهلل تعالى المراد من اآلية في تحقيق اإلياس كما في قوله تعالى‪َ  :‬والَ تُ َ‬
‫النبِ ّي ‪ ،‬عن الص الة على‬ ‫ون‪ :84[‬التوبة]‪ ،‬امتنع َّ‬ ‫َأب ًدا والَ تَقُم علَى قَ ْب ِر ِه ِإ َّنهم َكفَرواْ ِباللّ ِه ورسوِل ِه وماتُواْ و ُهم فَ ِ‬
‫اسقُ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ََ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫فلن َيغفر اهلل لهم أبداً‪.‬‬ ‫وعالَ لم َي ُق ْل‪ْ :‬‬ ‫ص على ذلك‪ ،‬وهذا َغ ْير متحقِّق في دليلنا؛ َّ‬
‫ألنه َج ّل َ‬ ‫المنافقين ِلداللة منطوق َّ‬
‫الن ّ‬
‫بل َل َعّل ه الستمالة قلوب‬ ‫{َألز َيد َّن َعَلى السَّْب ِعين} ولم َيُق ْل ِ(ليغفر لهم)‪ ،‬فما كان ذلك النتظار الغفران‪ْ ،‬‬
‫النِبي ‪ ‬قال‪ِ :‬‬ ‫‪َّ ّ -2‬‬
‫أن ّ‬
‫لم ْوتَى مع المبالَغ ـــة في‬ ‫ِ‬ ‫األحيـ ــاء منهم؛ ِل َما رَأى ِمن المصلحة فيهم‪ ،‬وِلترغيبهم في ِّ‬
‫الدين‪ ،‬ال النتظار غفران اهلل تعالى ل َ‬
‫طع الطمع(‪.)81‬‬ ‫اليأس وقَ ْ‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪160‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد حمد عبد الحميد‬

‫ويرد على هذا بما يلي‪:‬‬


‫وَأبلَ ُغهم على اإلطالق‪ ،‬وقَ ْد ُأوتِي جوام ع ال َكِلم‪ ،‬وِل ذا اكتفَى َّ‬
‫النبِ ّي ‪ ‬بقول ه (س أزيد‬ ‫الخْل ق ْ‬
‫صح َ‬ ‫النبِ ّي ‪َ ‬أ ْف َ‬
‫أن َّ‬
‫أوالً‪ّ :‬‬
‫ص‪،‬‬ ‫الم ْعَنى األقرب إلى َّ‬ ‫ألن اآلية تَ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الن ّ‬ ‫تحدث عن مغفرة اهلل تعالى لهم‪ ،‬وهو َ‬ ‫َعلَى الس َّْبعين) ولم َي ُق ْل (ليغفر لهم) ّ‬
‫وليس استمالةً لقلوب األحياء َك َما َذهبتم‪.‬‬
‫ت علَى َّ ِ‬
‫ين ُي ْغفَ ْر لَهُ ْم‬
‫الس ْبع َ‬ ‫َأعلَ ُم َأنِّي ِإ ْن ِز ْد ُ َ‬
‫ثاني ‪2‬اً‪ :‬م ا روي عن عم ر ‪ ‬في ق ول الن بي ‪( :‬إني خ يرت ف اخترت لَ ْو ْ‬
‫رجاء المغفرة وليس استمالةَ قلوب األحياء‪.‬‬ ‫َ‬ ‫العلَّة في الزيادة على السبعين هي‬‫ت علَْيها)(‪ )82‬يؤكدان ِ‬
‫لَ ِز ْد ُ َ َ‬

‫‪‬الدليل الثاني‪ :‬استدلوا بفهم الصحابة وعملهم بمفهوم المخالفة‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫ف َما تََر َك َو ُه َو َي ِرثُ َهآ ِإن لَّ ْم َي ُكن لَّ َها َولَ ٌد فَِإ ن َكا َنتَا‬ ‫ِ‬
‫صُ‬ ‫ت َفلَ َها ن ْ‬‫ُأخ ٌ‬
‫س لَ ُه َولَ ٌد َولَ ُه ْ‬ ‫أوالً‪ :‬قوله تعالى‪ِ :‬إ ِن ْ‬
‫ام ُرٌؤ َهلَ َك لَ ْي َ‬
‫ض‪2‬لُّواْ َواللّ‪ُ 2‬‬‫‪2‬ه لَ ُكم َأن تَ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫اثَْنتَ ْي ِن َفلَهما الثُّلُثَ ِ ِ‬
‫‪2‬ه‬ ‫س‪2‬اء َفلل‪22‬ذ َك ِر مثْ‪ُ 2‬ل َح‪ 2‬ظ اُألنثََي ْي ِن ُي َب ِّي ُن اللّ‪ْ ُ 2‬‬‫ان م َّما تََر َك َوِإن َكا ُنواْ ِإ ْخ َوةً ِّر َج‪22‬االً َو ِن َ‬ ‫َُ‬
‫يم‪ :176[‬النساء]‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِب ُك ِّل َ ٍ‬
‫ش ْيء َعل ٌ‬
‫لمورث ولد‪ ،‬وفَ ِهم‬ ‫ص ف الميراث ِلألخت إذا لم َي ُك ْن ِل ِّ‬ ‫ِ‬
‫ص أفاد منطوقه وجوب إعطاء ن ْ‬ ‫الن ّ‬‫أن هذا َّ‬ ‫الداللة‪ّ :‬‬‫َو ْجه ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ورثوا‬ ‫لكن الصحابة َّ‬ ‫وح َجَبها بالبنت ّ‬ ‫عب اس ‪-‬رضي اهلل عنهما‪ -‬من مفهومه المخالف َّأن َه ا ال ترث عند وجود الولد َ‬ ‫ابـ ـــن ّ‬
‫النبِ ّي ‪َ ‬و َّرث األخوات مع البنات(‪.)83‬‬ ‫أن َّ‬‫األخوات مع البنات بحديث ابن مسعود ّ‬
‫عباس ‪-‬رضي اهلل عنهما‪ِ -‬من الميراث عند وجود الولد ‪.‬‬
‫(‪)84‬‬
‫فلو لَ ْم َي ُك ْن مفهوم المخالَفة ُح َّجةً لَ َما َمَن َعها ابن ّ‬
‫الصلَو ِة ِإ ْن ِخ ْفتُ ْم َأن َي ْف ِت َن ُك ُم الَّ ِذ َ‬
‫ين َكفَ ُروا‪ :101[‬النساء]‪.‬‬ ‫ص ُروا ِم َن َّ‬
‫اح َأن تَ ْق ُ‬ ‫س َعلَ ْي ُك ْم ُج َن ٌ‬
‫ثانياً‪ :‬قوله تعالى‪َ  :‬فلَ ْي َ‬
‫المخالف عدم جواز‬‫ِ‬ ‫حال الخوف‪ ،‬وأفاد مفهومه‬ ‫ص ر الصالة َ‬ ‫أن هذا َّ‬
‫ص أفاد منطوقه جواز َق ْ‬ ‫الن ّ‬ ‫الداللة‪ّ :‬‬ ‫َو ْج ه ّ‬
‫ص ُر َوَق ْد َِأمَّنا؟ "فواَفقه ُع َمر ‪ ‬حيث قال‪:‬‬‫أمي ة عم ر ‪-‬رضي اهلل عنهما‪" :-‬ما باُلَن ا َنْق ِ‬
‫َ َ‬ ‫ص ِر َها عند األمن‪ ،‬وِل َذا سأل يعلى بــن ّ ُ َ َ‬ ‫َق ْ‬
‫ت ِم َّما‬
‫"ع ِجْب ُ‬
‫َ‬
‫ك فَقَال‪( :‬ص َدقَةٌ تَص َّد َ َّ‬ ‫ت َر ُسو َل اللَّ ِه ‪َ ‬ع ْن َذِل َ‬ ‫ت ِم ْنهُ فَ َسَأْل ُ‬‫َع ِج ْب َ‬
‫ق اللهُ بِهَا َعلَْي ُك ْم‪ ،‬فَا ْقَبلُوا َ‬
‫(‪)85‬‬
‫ص َدقَتَه) ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫النبِ ّي ‪.)86(‬‬ ‫وَألن َكره َّ‬ ‫أن مفهوم المخالَفة ُحجَّة؛ وإ ال لَ َما كان ِللتعجب معنى ْ‬ ‫فد ّل ذلك على ّ‬ ‫َ‬
‫وقَ ْد ُنوِقش هذا الدليل‪ :‬بأنهما تعجبا من ذلك؛ ألنهما عقال من اآليات الواردة في وجوب الصالة وجوب اإلتمام‪،‬‬
‫وأن حال الخوف مستثناة من ذلك‪ ،‬وما عداها ثابت على األصل في وجوب اإلتمام فلذلك تعجبا من ثبوت القصر مع‬
‫الح ْكم عند انتفاء َّ‬
‫الش ْرط‪ ،‬فَ َد ّل ذلك على انتفاء الدليل (‪.)87‬‬ ‫ت بها انتفاء ُ‬
‫أن اآلية لم َيثُْب ْ‬ ‫األمن ّ‪َ ،‬ك َما ّ‬
‫المَناقَ َش ة‪ :‬ب أن اآلي ات الدال ة على وج وب الص الة ال تنط ق باإلتم ام وال ب أن األص ل في الص الة‬
‫ت ه ذه ُ‬ ‫وقَ ْد ُر َّد ْ‬
‫ص ر هو األصل؛ بدليل ما ُرِوي عن السيدة عائشة ‪-‬رضي اهلل عنها‪ -‬أنها قالت‪ :‬فرض اهلل الصالة حين‬ ‫اإلتم ام‪ ،‬وإ َّنَم ا َ‬
‫الق ْ‬
‫(‪)88‬‬
‫وزيد في صالة الحضر ‪.‬‬ ‫ت صالة السفر‪ِ ،‬‬ ‫عتين ركعتين في الحضر والسفر‪ِ ،‬‬
‫فُأق َّر ْ‬ ‫فرضها ر ْك ْ‬
‫أن فَ ْهمهما بوجوب اإلتمام وتَ َعجُّبهما َّإن َما كان ِلمخالَفة مفهوم المخالفة(‪.)89‬‬
‫فَ َد ّل ذلك على ّ‬
‫‪‬الدليل الثالث‪ :‬استدلوا بفهم أهل اللغة وقولهم بدليل الخطاب (مفهوم المخالفة)‪ ،‬حيث إن أبا عبيد القاسم بن سالم عبيد وهو‬
‫أوث ق من نق ل كالم الع رب حكى عن الع رب اس تعمالهم دلي ل الخط اب واستش هد علي ه بقول ه ‪َ( :‬ل ُّي اْلو ِ ِ ِ ِ‬
‫اج د ُيح ُّل عْر َ‬
‫ض ُه‬ ‫َ‬
‫وبتَه)(‪.)90‬‬
‫َو ُعقُ َ‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬


‫‪161‬‬
‫تخصيص العام بالمفهوم عند األصوليين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ِ‬
‫المخالف أن‬ ‫حيث أفاد هذا الحديث بمنطوقه على أن لي الواجد يحل عرضه وعقوبته فيجوز حبسه‪ ،‬وأفاد بمفهومه‬
‫لي المعدم ال يحل عرضه وعقوبته فال يجوز أن يحبس(‪.)91‬‬
‫وقد اشتهر القول عن الشافعي بدليل الخطاب أيضاً وتفاريعه تدل عليه(‪.)92‬‬

‫‪‬الدليل الرابع‪ :‬استدلوا من المعقول بعدة أدلة من أهمها‪:‬‬


‫إن مفهوم المخاَلفة لو لم يكن حجة َل َم ا كان ِلتخصيص المذكور بالذكر ً‬
‫فائدة؛ إذ الفرض عدم فائدة َغْي ره‪ ،‬والالزم‬ ‫ّ‬
‫(‪)93‬‬
‫وَأج َدر ‪.‬‬ ‫بغ ْير فائدة‪ ،‬فكالم اهلل تعالى ورسوله أولى ْ‬
‫أن َيثبت تخصيص آحاد البلغاء َ‬ ‫ِ‬
‫باطل؛ َّ‬
‫ألنه ال يستقيم ْ‬

‫أدلّة المذهب الثاني‪:‬‬


‫بأن مفهوم المخالَفة ليس ُح َّجةً بأدلّة‪َ ،‬أذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫استد ّل القائلون ّ‬
‫َ‬
‫إما أن يعرف بالعقل أو النقل‪ ،‬والعقل ال مجال له في‬ ‫أن مفهوم المخالَفة ال يثبت إال بدليل‪ ،‬وهذا الدليل َّ‬ ‫‪‬الدليل األول‪ّ :‬‬
‫إثبات اللغات‪ ،‬والنقل َّإما متواتر أو آحاد‪ ،‬وال سبيل إلى التواتر‪ ،‬واآلحاد ال يفيد َغير َّ‬
‫الظ ّن وهو غير معتبر في إثبات اللغات؛‬ ‫َْ‬
‫وعليه فال دليل على ُحجِّيَّة مفهوم المخالَفة(‪.)94‬‬
‫ويرد على هذا الدليل‪ :‬إن سلمنا أن ذلك ال يعرف إال بالنقل‪ ،‬ولكن ال نسلم امتناع إثبات ذلك باآلحاد إذ المسألة‬
‫ط ِعَّيةً‪ ،‬بل ظنية مجتهد فيها بنفي أو إثبات(‪.)95‬‬‫غير قَ ْ‬
‫لغوي يثبت باآلحاد َك َما ُنِقل عن األصمعي والخليل وأبي ُعَب ْيد‪َ ،‬‬
‫وغ ْيرهم(‪.)96‬‬ ‫ّ‬ ‫أمر‬
‫أن المفهوم ْ‬
‫َك َما ّ‬
‫الح ْكم في حال َنْفِي َه ا ال عن َنْفيه وال عن إثباته؛ ِل َكْونه‬
‫‪‬الدليل الثاني‪َّ :‬أنه لو كان مفهوم المخاَلفة ُح َّج ًة َل َما َح ُسن االستفهام عن ُ‬
‫اس تفهامًا َع َّما َد ّل علي ه اللف ظ كم ا ل و ق ال ل ه‪" :‬ال تق ل لزي د أف" فإن ه دل على امتن اع ض ربه فإن ه ال يحس ن أن يق ال‪" :‬فه ل‬
‫أضربه‪ ،‬وال شك في حسنه لو قال‪" :‬أد الزكاة عن غنمك السائمة" فإنه يحسن أن يقال‪" :‬وهل أوديها عن المعلوفة؟"(‪.)97‬‬
‫أن ذلك َغ ْير مفهوم‪ ،‬فَ َد ّل ذلك على عدم ُحجِّيَّة مفهوم المخالَفة‪.‬‬ ‫وح ْسن االستفهام َي ُد ّل على ّ‬ ‫ُ‬
‫ط اب ظاهرة ظنِّيَّة‬ ‫اَألجَلى واَألوض ح؛ ِل َك ون داللة ِ‬
‫الخ َ‬ ‫أن ُح ْس ن االستفهام إنما كان ِلطلب ْ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ويرد على هذا الدليل‪ّ :‬‬
‫ت الحيوان المخصوص أو إنسانًا‬ ‫رأي َ‬
‫"هل ْ‬
‫بأن يقال‪ْ :‬‬ ‫َأس دًا" ْ‬
‫"رأيت َ‬
‫ُ‬ ‫فإنهم لم َيستقِبحوا االستفهام ِم َّم ْن قال‪:‬‬
‫ط ِعيَّة‪ ،‬وِله َذا َّ‬
‫َغْي ر َق ْ‬
‫اآلخر(‪.)98‬‬
‫الم ْع َني ْين ُدون َ‬ ‫ِ‬
‫أن لَ ْفظه ظاهر في أحد َ‬ ‫شجاعًا؟" مع ّ‬
‫‪‬الدليل الثالث‪ :‬لو كان تعليق الحكم على الصفة في مفهوم المخالَفة يدل على نفيه عن غير المتصف به لَكــان في الخبر‬
‫الغَنم السائمة‬
‫ت َ‬ ‫رأي ُ‬
‫كذلك؛ ضرورةَ اشتراك األمر والخبر في التخصيص بالصفة‪ ،‬والالزم ممتنع ولهذا فإنه لو قال " ْ‬
‫فإنه ال َي ُد ّل على عدم رؤية المعلوفة منها(‪.)99‬‬
‫تَْر َعى " َّ‬
‫ان قياس‬
‫ويرد على هذا الدليل‪ :‬أن القائلين بمفهوم المخالفة ال فرق عندهم في تعليق الحكم بالصفة بين األمر والخبر ثم ّ‬
‫الخبر على األمر قياس في اللغة وهو ال يصح ولو سلمنا صحة القياس في اللغة فالفرق بين األمر والخبر ظاهر(‪.)100‬‬

‫الرأي الراجح‪:‬‬
‫بعد هذا العرض ألدلة الفريقين يتبين لدي أن المذهب األول والذي ذهب أصحابه إلى القول بحجية مفهوم المخالفة‬
‫هو الراجح لما يلي‪:‬‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪162‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد حمد عبد الحميد‬

‫وأن أدلة المذهب الثاني لم تسلم‬ ‫ِ‬


‫إن أدلّة المذهب األول قد سلمت جميعها مما وجه إليها من مناقشة واعتراض ّ‬
‫ّ‬ ‫‪.1‬‬
‫ِمن المناقشة واالعتراض‪.‬‬
‫إن فهم النبي ‪ ‬والصحابة وأهل اللغة وهم جميعاً أهل فصاحة وبالغة ولسان يؤكد العمل بمفهوم المخالفة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫التخصيص بالقيد إذا كان مقصوداً منه التشريع ‪-‬وهذا شرط من شروط العمل بمفهوم المخالفة‪ -‬يوجب االنتباه‬ ‫‪.3‬‬
‫إلى ذلك القيد‪ ،‬فعدم اعتباره يؤدي إلى ضياع األحكام الشرعية وفواتها‪.‬‬

‫شروط العمل بمفهوم المخالفة‪:‬‬


‫لع ل هذا الموض وع من أهم موض وعات البحث؛ ألن التخصيص بمفه وم المخالفة متوق ف على حجيته‪ ،‬وحجيت ه‬
‫متوقفة على تطبيق شروط العمل به‪ ،‬ومن هذه الشروط‪:‬‬
‫مفهوم‬ ‫أولوي ة أو مساواة كان حينئذ‬
‫ّ‬ ‫ت فيه‬
‫ظ َه َر ْ‬ ‫الح ْكم ِمن المنطوق أو ُم ِ‬
‫ساويًا له‪ ،‬فلو َ‬ ‫‪.1‬أال َيكون المسكوت عنه أولى بذلك ُ‬
‫َ‬
‫موافَقة ال مفهوم مخالفة‪ ،‬وأخذ نفس الحكم ال نقيضه(‪ ،)101‬كتحريم الضرب أو الشتم الذي هو مفهوم قوله تعالى‪:‬‬
‫ال تَ ُقل لَّ ُه َما ٍّ‬
‫ُأف‪ :23[‬اإلسراء]‪.‬‬ ‫‪‬فَ َ‬
‫‪.2‬أال يوجد في المسكوت عنه المراد إعطاؤه حكم ًا دليل خاص يدل على حكمه‪ ،‬فإن وجد هذا الدليل الخاص فهو طريق‬
‫الحكم‪ ،‬ال مفهوم المخالفة(‪ .)102‬أما إذا وجد دليل عام يعارض المنطوق الخاص فهذا هو موضوع بحثنا‪.‬‬
‫‪ .3‬أال يكون للقيد الذي قيد به النص فائدة أخرى غير إثبات خالف المنطوق به للمسكوت عنه أي أن يتمحض القيد الذي‬
‫خص بالذكر في النص لبيان تشريع الحكم دون أية فائدة أخرى(‪.)103‬‬

‫وهذا شرط جامع يندرج تحته كثير من الشروط ومن ذلك‪:‬‬


‫الالِتي ِفي ُح ُج ِ‬
‫ور ُكم ‪ :23[‬النساء] فإن الغالب كون‬ ‫أن ال يخرج المنطوق مخرج الغالب المعتاد مثل قوله تعالى‪ :‬ورَباِئ ُب ُكم َّ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫أ‪ْ -‬‬
‫الرب ائب م ع أمه اتهن في بيت ال زوج‪ ،‬فقي د ب ه ل ذلك‪ ،‬ال ألن حكم الالتي لس ن في الحج ور بخالف حكم من في‬
‫الحجور‪.‬‬
‫س َّخَر اْلَب ْحَر ِلتَْأ ُكُلوْا ِمْن ُ‬
‫‪2‬ه َل ْحم‪2‬اً َطِرّي‪2‬اً‪ :[14‬النح ل) فوصف اللحم‬ ‫ِ‬
‫أن ال يقصد بالمنطوق االمتنان مثل قوله تعالى‪َ :‬و ُهَو َّالذي َ‬
‫ب‪ْ -‬‬
‫بالطراوة لقصد االمتنان ال على أن غيره ال يحل‪.‬‬
‫ولعل ه ـ ــذا الشرط من أهم شروط العمل بمفهوم المخالفة‪ ،‬حيث يوجب على المجتهد أن ينظر أوالً في القيد‪،‬‬
‫ف ـ ــإذا وجد أن القيد هو قيد تشريعي علق الحكم عليه‪ ،‬وإ ن لم يكن كذلك لم يعلق الحكم به‪.‬‬
‫وال بد من اإلشارة هنا إلى أن القائلين بحجية مفهوم المخالفة بشكل عام لم يقولوا بحجية بعض المفاهيم مثل مفهوم‬
‫اللقب‪ ،‬وعليه فال يمكن أن يتصور أن نخصص العام بمفهوم اللقب‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫آراء األصوليين فى تخصيص العام بالمفهوم‬

‫المطلب األول‪ :‬تصوير المسألة وتحرير محل النزاع‪:‬‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬


‫‪163‬‬
‫تخصيص العام بالمفهوم عند األصوليين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫يمكن تعريف التخصيص بالمفهوم‪ :‬بأنه قصر العام من نصوص القرآن أو السنة على بعض أفراده‪ ،‬وإ خراج‬
‫سواء كان مفهوم موافقة أو مخالفة‪.‬‬
‫ً‬ ‫بناء على دليل هو المفهوم‬
‫األفراد األخرى وإ عطاؤها حكما خاصاً مغايراً للعام ً‬
‫فصورة المسألة التي نحن بصددها أن يرد منطوق دليل شرعي عام من القرآن أو السنة‪ ،‬فيعارضه مفهوم دليل‬
‫شرعي خ اص منفص ل عن ه‪ ،‬فه ل يج وز تخص يص عم وم ذل ك ال دليل بمفه وم ال دليل المع ارض ل ه‪ ،‬أم أن المفه وم ال‬
‫يقوى على تخصيصه‪ ،‬وعليه يكون العموم مقدماً؟‬
‫ذكر شيخ اإلسالم ابن تيمية أن تخصيص العموم بمفهوم المخالفة إنما يكون في كالمين منفصلين من متكلم واحد‬
‫أو في حكم الواح د‪ ،‬ككالم اهلل تع الى‪ ،‬وكالم رس وله ‪ ،‬ال في كالم واح د متص ل (المخصص ات المس تقلة‪ ،‬التخص يص‬
‫بالص فة)‪ ،‬وال كالم متكلمين ال يجب اتح اد مقص ودهما؛ ألنهم ا كالم ان متعارض ان ي رجح بينهم ا وال يجم ع‪ .‬ق ال ش يخ‬
‫اإلسالم ابن تيمية‪" :‬هذا الذي تكلم الناس فيه من داللة المفهوم هل هي حجة أم ال؟ وإ ذا كانت حجة فهل يخص بها‬
‫الع ام أم ال؟ إنم ا ه و في كالمين منفص لين من متكلم واحد‪ ،‬أو في حكم الواحد‪ ،‬ليس ذلك في كالم واح د متص ل بعض ه‬
‫ببعض‪ ،‬وال في كالم متكلمين ال يجب اتحاد مقصودهما"(‪.)104‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬سبب الخالف في المسالة‪:‬‬


‫ذكر كثير من األصوليين بأن سبب الخالف في تخصيص العام بالمفهوم يرجع إلى حجية المفهوم‪ ،‬قال الشيرازي‬
‫بع د أن ذك ر الخالف بين الش افعية والحنفي ة في تخص يص الع ام بمفه وم المخالف ة‪( :‬وه ذا مب ني على أص ل وه و أن دلي ل‬
‫الخطاب عندنا حجة‪ ،‬وعندهم ليس بحجة)(‪.)105‬‬
‫قال الشوكاني‪( :‬والحاصل أن التخصيص بالمفاهيم فرع العمل بها)(‪ .)106‬وعلى هذا فالذين لم يقولوا بحجية المفهوم‬
‫لم يخصصوا العام بالمفهوم‪.‬‬
‫ويمكنني القول بأنه من أسباب الخالف في هذه المسألة أيضاً اختالف العلماء في العالقة بين العام والخاص‪ ،‬وفي‬
‫دالل ة الع ام والخ اص‪ ،‬وفي ط رق دف ع التع ارض‪ ،‬فالحنفي ة مثال ل و ك انوا يقول ون بحجي ة مفه وم المخالف ة ف إنهم يق دمون‬
‫الترجيح على الجمع بين األدلة وغالباً ما يرجحون العام على الخاص‪ ،‬وهذا ما سيتضح الحقاً‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬آراء األصوليين في تخصيص العام بمفهوم الموافقة وأدلتهم‪:‬‬
‫نقل كثير من األصوليين اتفاق األصوليين على التخصيص بمفهوم الموافقة‪ ،‬وحجتهم في ذلك االتفاق على العمل به‪،‬‬
‫ومن هؤالء اآلمدي‪ ،‬وصفي الدين الهندي‪ ،‬وابن السبكي‪ ،‬والمرداوي وغيرهم‪.‬‬
‫وسواء كان‬
‫ً‬ ‫قال اآلمدي‪( :‬ال نعرف في ذلك خالفًا بين القائلين بالعموم والمفهوم أنه يجوز تخصيص العموم بالمفهوم‬
‫من قبيل مفهوم الموافقة أم المخالفة)(‪.)107‬‬
‫سواء قيل إن داللته لفظية أو معنوية؛‬
‫ً‬ ‫وقال صفي الدين الهندي‪( :‬ال يستراب في جواز التخصيص بمفهوم الموافقة‪،‬‬
‫ألنه أقوى داللة من المنطوق على ثبوت الحكم)(‪.)108‬‬
‫قال المرداوي‪( :‬يخص العام بمفهوم الموافقة اتفاقاً)(‪.)109‬‬
‫ولم يرتض الزركشي هذا اإلدعاء باالتفاق على التخصيص بمفهوم الموافقة فقال‪( :‬والحق أن الخالف ثابت فيهما)‬
‫(‪)110‬‬
‫أي في مفهوم الموافقة والمخالفة‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪164‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد حمد عبد الحميد‬

‫وأرى أن الس بب في نق ل االتف اق على التخص يص بمفه وم الموافق ة ه و اعتب ار بعض العلم اء خالف ابن ح زم م ع‬
‫الجمهور في حجية مفهوم المخالفة خالف شاذ غير معتبر‪ ،‬وقد نقلوا االتفاق على العمل بمفهوم الموافقة وأقول هنا إن هذا‬
‫األم ر غير صحيح؛ ألن عدم قول ابن حزم بمفهوم الموافق ة قد ت رتب عليه خالف مع الجمهور في هذه المسألة فهو لم‬
‫يخصص العام بمفهوم الموافقة وعمل بعموميات القرآن والسنة وهذا سيظهر جلياً في المبحث التطبيقي‪.‬‬
‫كما أن دعوى االتفاق هنا التسلم؛ ألن هناك من العلماء من اعتبر أن داللة المفهوم هي داللة قياسية وليست لفظية‬
‫وعليه فيجري الخالف الذي جرى في التخصيص بالقياس هنا‪.‬‬
‫وبناء على ما تقدم أستطيع القول بأن األصوليين قد اختلفوا في التخصيص بمفهوم الموافقة على قولين‪:‬‬
‫ً‬
‫القول األول‪ :‬يجوز التخصيص بمفهوم الموافقة‪ ،‬وهو قول جمهور األصوليين من الحنفية(‪ ،)111‬والمالكية(‪ ،)112‬والشافعية(‪،)113‬‬
‫والحنابلة(‪ ،)114‬وغيرهم‪.‬‬
‫والحنفية يقولون بتخصيص العام بمفهوم الموافقة ولكن ضمن شروطهم التي اشترطوها في التخصيص لذلك‬
‫نق ل ص احب ف واتح الرحم وت ش رح مس لم الثب وت‪ :‬أن ه يفهم من كالم البعض أن ه ال يخص ص بمفه وم الموافق ة؛ ألن‬
‫(‪)115‬‬
‫اء علي ه فالحنفي ة‬
‫العب ارة أق وى إال إذا خص بعب ارة قاطع ة أوالً‪ ،‬والتحقي ق أن ه يخص ص مطلق اً إذا ك ان جلي اً ‪ ،‬وبن ً‬
‫يخصصون العام بمفهوم الموافقة إذا كان قطعي اً جلي اً (مفهوم أولى) اتفاق اً؛ ألنه قطعي فيكون في مرتبة العام القطعي‬
‫عندهم أيضاً‪ ،‬وأما إذا كان مفهوم الموافقة ظنياً فال يخصص به إال إذا خص بعبارة قاطعة أوالً‪ ،‬فإن العام يصير ظنياً‬
‫بعد التخصيص‪.‬‬

‫اء على قول ه بع دم حجي ة مفه وم الموافق ة‪،‬‬


‫الق‪22‬ول الث‪22‬اني‪ :‬ال يج وز التخص يص بمفه وم الموافق ة‪ ،‬وه و ق ول ابن ح زم بن ً‬
‫والتطبيقات الفقهية التي خالف فيها ابن حزم الجمهور والتي أساسها عدم التخصيص بمفهوم الموافقة أو المخالفة تدل على‬
‫ذلك(‪.)116‬‬

‫أدلة القول األول‪:‬‬


‫استدل القائلون بجواز التخصيص بمفهوم الموافقة بعدة أدلة من أهمها‪:‬‬
‫‪.1‬الث ابت بدالل ة النص كالث ابت ب النص قطع اً فيج وز التخص يص ب ه‪ ،‬ح تى ق ال األص وليون إن دالل ة النص تعم ل عمل‬
‫النص(‪ ،)117‬يقول ابن السمعاني‪" :‬وأعلم أنه كما يجوز التخصيص ببعض الكتاب‪ ،‬يجوز التخصيص بفحوى الكالم‪،‬‬
‫ودليل الخطاب‪ ،‬أما فحوى النص فهو جار مجرى النص"(‪.)118‬‬
‫‪.2‬الثابت بداللة النص أقوى من الثابت بالنص‪ ،‬حيث نقل الزركشي كالم الكيا الطبري في أن داللة المفهوم أقوى من داللة‬
‫العموم المنطوق‪ ،‬فإذا قال‪ :‬أعط زيدا درهما‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن دخل الدار فأعطه درهما‪ ،‬كان الثاني أقوى‪ ،‬والدليالن إذا‬
‫تعارضا قضي بأقواهما(‪.)119‬‬
‫‪.3‬الثابت بداللة النص (مفهوم الموافقة) قد يكون قطعي ًا‪ ،‬قال الغزالي‪( :‬المفهوم بالفحوى‪ ،‬كتحريم ضرب األب حيث فهم من‬
‫النهي عن التأفيف‪ ،‬فهو قاطع كالنص‪ ،‬وإ ن لم يكن مستندًا إلى لفظ‪ ،‬ولسنا نريد اللفظ بعينه بل بداللته فكل سمعي‬
‫قاطع فهو كالنص)(‪.)120‬‬
‫‪.4‬التخصيص بداللة النص (مفهوم الموافقة) جمع بين األدلة؛ إذ عدم التخصيص يؤدي إلى إهماله‪ ،‬وإ عمال الدليلين أولى من‬
‫إهمال أحدهما(‪.)121‬‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬


‫‪165‬‬
‫تخصيص العام بالمفهوم عند األصوليين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪.5‬يجوز النسخ بمفهوم الموافقة عند أكثر األصوليين‪ ،‬وإ ذا جاز النسخ به كان مخصصا من باب أولى‪.‬‬
‫‪.6‬العمل بالمفهوم في حال تخصيص عموم المنطوق به ال يعني إلغاء المنطوق مطلق ًا‪ ،‬وإ نما يعني تخصيصه بالمفهوم وبقاءه‬
‫ال فيما وراء التخصيص‪ ،‬أما عدم التخصيص بالمفهوم فيعني إبطال المفهوم‪ ،‬وال يخفى أن الجمع بين الدليلين ولو‬
‫عام ً‬
‫من وجه أولى من العمل بظاهر أحدهما وإ بطال أصل اآلخر(‪.)122‬‬

‫أدلة القول الثاني‪ :‬لم أجد فيما اطلعت عليه أي دليل يمكن أن يستدل به على هذا القول إال أن مفهوم الموافقة ليس حجة‬
‫وعليه فال يخصص العام به‪.‬‬

‫بناء على سبب الخالف في هذه المسالة وهو حجية مفهوم الموافقة‪ ،‬ولما ترجح عندنا سابقًا من حجية‬
‫الرأي الراجح‪ً :‬‬
‫مفهوم الموافقة‪ ،‬فالرأي الراجح هو القائل بجواز التخصيص بمفهوم الموافقة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬آراء األصوليين في تخصيص العام بمفهوم المخالفة وأدلتهم‪:‬‬


‫القائلون بعدم حجية مفهوم المخالفة لم يقولوا بالتخصيص بمفهوم المخالفة وعلى رأس هؤالء الحنفية‪ ،‬ومن الشافعية‪:‬‬
‫والغزالي(‪.)124‬‬ ‫(‪)123‬‬
‫ابن سريج‬
‫أما القائلون بحجية مفهوم المخالفة فقد اختلفوا في التخصيص بمفهوم المخالفة على قولين‪:‬‬

‫الق‪22‬ول األول‪ :‬يج وز التخص يص بمفه وم المخالف ة‪ ،‬وه و ق ول جمه ور األص وليين فق د ق ال ب ذلك جمه ور الش افعية‬
‫والمالكي ـ ــة وجمهور الحنابلة‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬ال يجوز التخصيص بمفهوم المخالفة‪ ،‬ونسب هذا القول لإلمام مالك(‪ ،)125‬وقال به بعض المالكية(‪ ،)126‬حيث‬
‫نقل عن ابن دقيق العيد أنه رأى في مصنفات المتأخرين ما يقتضي تقديم العموم(‪ )127‬وأبو يعلى وأبو الخطاب من الحنابلة(‪،)128‬‬
‫(‪)130‬‬ ‫(‪)129‬‬
‫وابن حزم‪ ،‬ومحمد بخيت المطيعي‬ ‫والرازي من الشافعية‬

‫أدلة القول األول‪:‬‬


‫استدل القائلون بجواز تخصيص العام بمفهوم المخالفة بعدة أدلة من أهمها‪:‬‬
‫(‪)131‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ .1‬مفهوم المخالفة (دليل الخطاب) مستفاد من النص‪ ،‬فصار بمنزلة النص فجاز التخصيص به‬
‫(‪) 132‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.2‬المفهوم دليل شرعي وهو خاص في مورده‪ ،‬فوجب أن يكون مخصصًا للعموم لترجح داللة الخاص على داللة العام‬
‫ون وقش ه ذا ال دليل‪ :‬ب أن المفه وم وإ ن ك ان خاص اً وأق وى في داللت ه من العم وم إال أن العم وم منط وق ب ه‪،‬‬
‫والمنطوق أقوى في داللته من المفهوم‪ ،‬الفتقار المفهوم في داللته إلى المنطوق‪ ،‬وعدم افتقار المنطوق في داللته إلى‬
‫المفهوم(‪.)133‬‬
‫ويجاب عن ذلك‪ :‬بأن العمل بالمفهوم ال يلزم منه إبطال العموم مطلقاً‪ ،‬وال كذلك العكس‪ ،‬وال يخفى أن الجمع‬
‫بين الدليلين ولو من وجه‪ ،‬أولى من العمل بظاهر أحدهما وإ بطال أصل اآلخر(‪.)134‬‬

‫أدلة القول الثاني‪:‬‬


‫استدل القائلون بعدم جواز تخصيص العام بمفهوم المخالفة بعدة أدلة من أهمها‪:‬‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪166‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد حمد عبد الحميد‬

‫‪.1‬المفهوم وإ ن كان حجة فداللته أضعف من داللة المنطوق(‪ ،)135‬المنطوق أقوى في داللته من المفهوم الفتقار المفهوم في‬
‫داللته إلى المنطوق‪ ،‬وعدم افتقار المنطوق في داللته إلى المفهوم(‪.)136‬‬
‫ويجاب عن ذلك‪ :‬بأن رجحنا الخاص على العام؛ ألن داللة الخاص على ما تحته أقوى من داللة العـــام على‬
‫ذل ك الخ اص؛ واألق وى راجح(‪ ،)137‬حيث إن الخ اص قطعي في داللت ه‪ ،‬والع ام ظ ني في داللت ه عن د جمه ور األص وليين‪،‬‬
‫والمفهوم وإ ن كان ضعيفا كونه مفهوما فهو أقوى كونه خاص اً والمنطوق وإ ن كان قوي اً كونه منطوق اً فهو ضعيف‬
‫كونه عاماً‪.‬‬
‫ال ش رعياً أن يخص ص ب ه الع ام؛ ألن العم وم إذا ك ان منطوق اً فه و دلي ل متف ق على‬
‫‪.2‬ال يل زم من ك ون مفه وم المخالف ة دلي ً‬
‫حجيت ه‪ ،‬ومفه وم المخالف ة مختل ف في حجيت ه‪ ،‬وم ا اتفق وا على حجيت ه أرجح مم ا اختلف وا في حجيت ه بال ش بهة ثم إن ه ال‬
‫يص ار إلى الجم ع بين ال دليلين بإعمالهم ا إال بع د تعادلهم ا‪ ،‬أم ا م ع وج ود الم رجح ف الواجب على المجته د أن يعم ل‬
‫بالراجح(‪.)138‬‬

‫ويجاب عن ذلك‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬إن القائلين بالتخصيص بالمفهوم هم الذين يرون حجيته وإ عماله‪ ،‬فهو عندهم دليل معتبر وطريق لمعرفة الحكم‬
‫(‪.)139‬‬
‫كالمنطوق‪ ،‬ولهذا يصح تخصيصه به‬
‫ثانياً‪ :‬القائلون بتخصيص العام بمفهوم المخالفة هم من الجمهور‪ ،‬الذين لم يشترطوا في الدليل المخصص ان يكون في‬
‫ق وة ال دليل المخص ص‪ ،‬ل ذلك هم يجمع ون بين ال دليلين بالتخص يص ول و لم يتع ادال؛ ألن العالق ة بين الع ام‬
‫والخاص عندهم هي عالقة بيان وليست معارضة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬القائلون بتخصيص العام بمفهوم المخالفة هم من الجمهور‪ ،‬يقدمون الجمع ومن صوره التخصيص على الترجيح؛‬
‫ألن إعمال الدليلين أولى من إهمال احدهما‪.‬‬
‫‪.3‬ال ف رق بين منط وق خ اص ومنط وق ه و من أف راد الع ام؛ ف إن لف ظ الخ اص ظ اهر في منطوق ه الخ اص‪ ،‬كم ا أن الع ام‬
‫ظاهر في جميع أفراده حتى يوجد مخصص يعادله ويساويه حتى يعارضه فيخصصه(‪.)140‬‬
‫ويجاب عن ذلك‪ :‬بأن هذا عند الحنفية الذين يرون أن العام قطعي في داللته حتى يوجد ما يخصصه‪ ،‬أما على‬
‫رأي الجمهور الذين يأخذون بمفهوم المخالفة ويجعلونه مخصصا للعام فإن العام عندهم ظني في داللته كما هو معروف‪،‬‬
‫ولهذا ليس ثمة ما يمنع من تخصيصه بالمفهوم عندهم(‪.)141‬‬

‫الرأي الراجح‪:‬‬
‫مم ا س بق من األدل ة ي ترجح الق ول األول‪ ،‬لق وة أدلت ه‪ ،‬وألن في ه إعم ال لس ائر األدل ة وم ا يك ون فيه ا من قي ود‬
‫وأوصاف وشروط وغيرها‪ ،‬كما أن التخصيص مقدم على الترجيح عند الجمهور؛ ألن إعمال الدليلين أولى من إهمال‬
‫أح دهما‪ ،‬وال يل زم من أن المنط وق أق وى من المفه وم ع دم تخص يص الع ام ب ه؛ ألن جمه ور األص وليين لم يش ترطوا في‬
‫الدليل المخصص أن يكون‬
‫في قوة الدليل المخصص‪ ،‬فسنة اآلحاد تخصص عموم الكتاب‪ ،‬وكذا القياس عند جمهور األصوليين‪.‬‬

‫المطلب السادس‪ :‬شروط التخصيص بالمفهوم‪:‬‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬


‫‪167‬‬
‫تخصيص العام بالمفهوم عند األصوليين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مسألة تخصيص العام بالمفهوم من المسائل االجتهادية العويصة والشائكة أصولياً‪.‬‬


‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية عن هذه المسألة‪( :‬وهي غمرة من غمرات أصول الفقه‪ ،‬وقد اشتبهت أنواعها على‬
‫كثير من السابحين فيه)(‪.)142‬‬
‫ال يعني جواز التخصيص بالمفهوم أن األمر قد حسم هنا‪ ،‬فقد يكون العالم ممن يقول بالتخصيص بالمفهوم‪،‬‬
‫ويرجح العموم وال يعمل بالتخصيص‪ ،‬فالمسألة اجتهادية ترجيحية‪.‬‬
‫قال ابن رشد في بداية المجتهد‪( :‬فوجب أن يرجح بين العموم ودليل الخطاب‪ ،‬والخالف أن العموم أقوى من‬
‫دلي ل الخط اب‪ ،‬لكن العم وم يختل ف أيض اً في الق وة والض عف‪ ،‬ول ذلك ليس يبع د أن يك ون بعض أدل ة الخط اب أق وم من‬
‫بعض أدلة العموم‪ ،‬فالمسألة لعمري اجتهادية)(‪.)143‬‬
‫ولعل الذي يتحكم بهذه المسألة هو شروط العمل بالمفهوم ألن هذه الشروط بمثابة شروط للتخصيص بالمفهوم‪ ،‬حيث‬
‫ال حج ة للمفه وم ب دون ش روط العم ل ب ه‪ ،‬وعلي ه فال يخص ص ب ه إن لم تتحق ق ه ذه الش روط‪ ،‬كم ا يتحكم به ا ش روط‬
‫التخصيص التي وضعها بعض األصوليين كالحنفية‪.‬‬
‫وقد ذكر الشوكاني شروطاً للتخصيص بمفهوم المخالفة من أهمها‪:‬‬
‫أال يعارض مفهوم المخالفة بمفهوم الموافقة فيكون أولى بالعمل به‪ ،‬فيتفق مفهوم الموافقة والعموم‪ ،‬ففي هذه‬
‫الحال ة ال يخصص العام بمفه وم المخالفة؛ألنه ليس حجة‪ ،‬وقد ذك ر الزركشي قول القاضي أبي الطيب‪ :‬تخصيص العام‬
‫بدليل الخطاب واجب إال أن يمنع منه دليل أقوى من المفهوم‪ ،‬فيسقط حينئذ المفهوم ويبقى العام على عمومه‪ ،‬وقد ذكر لذلك‬
‫ال وهو نهيه ‪ ‬عن بيع ما لم يقبض مع قوله ‪( ‬من ابتاع طعام ًا‪ ،‬فال يبعه حتى يستوفيه)‪ ،‬حيث لم يقل الشافعية هنا‬
‫مثا ً‬
‫بالمفهوم ويخصصوا به العموم‪ ،‬ألنهم عملوا بمفهوم الموافقة (التنبيه) وهو أقوى وأولى من مفهوم المخالفة؛ ألن الطعام إذا‬
‫لم يجز بيعه قبل القبض مع حاجة الناس إليه‪ ،‬فألن ال يجوز غيره أولى(‪.)144‬‬
‫وقد اكتفيت بهذا المثال؛ ألن الشروط األخرى في حقيقتها ترجع إلى شرط واحد وهو حجية مفهوم المخالفة‪.‬‬

‫المبحث الخامس‬
‫التطبيقات الفقهية على تخصيص العام بالمفهوم‬
‫لقد كان لالختالف في تخصيص النص العام بالمفهوم أثر كبير على اختالف الفقهاء في كثير من المسائل الفقهية‪،‬‬
‫وفيما يأتي بيان ذلك في المطالب اآلتية‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التطبيقات الفقهية على التخصيص بمفهوم الموافقة‪:‬‬


‫الفرع األول‪ :‬التخصيص بمفهوم الموافقة في النصوص الشرعية‪:‬‬
‫لقد ألقت هذه المسألة وهي تخصيص العام بمفهوم الموافقة بظاللها على كثير من المسائل الفقهية‪ ،‬ومن أهم هذه المسائل‬
‫جعل بر الوالدين أصالً فقهياً يخصص كثيراً من عموميات القرآن الكريم والسنة‪.‬‬
‫َأح ُد ُه َما َْأو ِكالَ ُه َم‪2‬ا فَالَ‬ ‫ضى ر ُّب َك َأالَّ تَعب ُدواْ ِإالَّ ِإيَّاهُ و ِبا ْلو ِال َد ْي ِن ِإ ْحساناً ِإ َّما ي ْبلُ َغ َّن ِع َ ِ‬
‫ند َك ا ْلك َب َر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُْ‬ ‫فقوله تعالى‪َ  :‬وقَ َ َ‬
‫ُأف َو َال تَْن َهْر ُه َما َو ُقل َّل ُه َما َقْو ًال َك ِريماً‪ :23[‬اإلسراء] فيه أمر باإلحسان إلى الوالدين‪ ،‬كما أن فيه نهي ًا عن التأفيف‬ ‫تَ ُقل َّل ُه َما ٍّ‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪168‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد حمد عبد الحميد‬

‫والنه ر‪ ،‬فاآلي ة دلت بعبارته ا على تح ريم الت أفيف‪ ،‬ودلت على تح ريم الض رب والش تم بدالل ة النص من ب اب أولى؛ ألن‬
‫المعنى المفهوم من النص هو اإليذاء الذي يفهمه كل عارف باللغة وليس بحاجة الجتهاد واستنباط‪.‬‬
‫وهذا من باب التنبيه باألدنى على األعلى‪ ،‬ويكون الحكم في محل السكوت أولى منه في محل النطق‪ ،‬وإ نما يكون‬
‫واقتضاء للحكم في محل السكوت من‬
‫ً‬ ‫كذلك إن لو عرف المقصود في محل النطق من سياق الكالم وعرف أنه أشد مناسب ًة‬
‫اقتضائه له في محل النطق‪ ،‬وذلك كما عرفنا من سياق اآلية المحرمة للتأفيف أن المقصود إنما هو كف األذى عن الوالدين‪،‬‬
‫وأن األذى في الشتم والضرب أشد من التأفيف فكان بالتحريم أولى(‪.)145‬‬
‫ومن هنا دلت اآلية بالمفهوم على تحريم الضرب وسائر أنواع األذى من ب اب أولى(‪ ،)146‬وقد أصبحت هذه اآلي ة‬
‫ال ش رعياً فقهي اً‬
‫بمفهومها ال ذي يح رم مج رد وص ول األذى من الول د لوال ده في أي عالق ة أو تعام ل ينش أ بينهم ا‪ ،‬أص ً‬
‫خصص به القائلون بتخصيص العام بمفهوم الموافقة الكثير من عموميات القرآن والسنة ومن ذلك‪:‬‬

‫المسألة األولى‪ :‬قتل الوالد لولده مانع من القصاص‪:‬‬


‫اختلف الفقهاء في وجوب القصاص من الوالد لولده على ثالثة أقوال‪:‬‬
‫(‪)148‬‬ ‫(‪)147‬‬
‫والشافعية‬ ‫(سواء كان أباً أو أماً) ال يقتل بولده وإ ن سفل‪ ،‬وهذا قول الجمهور من الحنفية‬
‫ً‬ ‫القول األول‪ :‬أن الوالد‬
‫والحنابلة(‪.)149‬‬
‫وابن حزم(‪ .)151‬واستدلوا‬ ‫(‪)150‬‬
‫الق‪2‬ول الث‪2‬اني‪ :‬أن الوالد يقتل بولده مطلق ًا‪ ،‬وهذا رأي ابن ن افع وابن عبد الحكم وابن المنذر‬
‫س ب َّ‬
‫ِالن ْف ِ‬
‫س‪ ‬فظاهرهم ا ي دل على قت ل‬ ‫اص ِفي ا ْلقَ ْتلَى‪ ‬وقول ه تع الى‪َّ  :‬‬
‫الن ْف َ‬ ‫ص‪ُ 2‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بعم وم قول ه تع الى‪ُ  :‬كت َب َعلَ ْي ُك ُم ا ْلق َ‬
‫الوالد بولده‪.‬‬
‫القول الثالث‪ :‬أن الوالد ال يقتل بولده إال إذا وضح منه قصد القتل‪ ،‬إذا انتفت الشبهة في أنه أراد تأديبه‪ ،‬أي إذا ثبت ثبوت ًا‬
‫قاطعـــاً أن ه أراد قتل ه‪ ،‬فل و أض جعه فذبح ه أو ش ق بطن ه أو قط ع أعض ائه فق د تحق ق أن ه أراد قتل ه‪ ،‬فيقتص من ه‪ ،‬وه و‬
‫قـ ــول اإلمام مالك(‪.)152‬‬
‫ومن جملة ما استدل به الجمهور ما يلي‪:‬‬
‫ص ْي َنا اِإْل نس َ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ان ِب َوال َد ْيه ُح ْ‬
‫س‪2‬ناً‪ :8[‬العنكب وت]‪.‬‬ ‫َ‬ ‫قوله تعالى‪َ  :‬و ِبا ْل َوال َد ْي ِن ِإ ْح َ‬
‫ساناً‪ :23[‬االس راء]‪ ،‬وقوله تع الى‪َ  :‬و َو َّ‬ ‫‪.1‬‬
‫وليس القتل من اإلحسان والمصاحبة بالمعروف‪.‬‬
‫ال تَ ُق‪2‬ل َّل ُه َم‪2‬ا ٍّ‬
‫ُأف َو َال تَْن َهْر ُه َما ‪ ،‬فهي وإ ن ح رمت الت أفيف‬ ‫تخص يص عم وم آي ات القص اص بمفه وم قول ه تع الى‪َ  :‬ف َ‬ ‫‪.2‬‬
‫نصا وعب ارة‪ ،‬إال أنه ا ح رمت الض رب والقت ل من ب اب أولى‪ ،‬ب ل ح رمت مج رد اإلي ذاء ال ذي ق د يص ل من الول د‬
‫لوالديه‪ ،‬وفي قتل الوالد بولده إيذاء له‪ ،‬فهو منهي عنه‪ ،‬وهذا من باب تخصيص القرآن بالقرآن‪.‬‬
‫تخصيص عموم آيات القصاص بقوله ‪" :‬ال ُيقتل الوالد بالولد"(‪.)153‬‬ ‫‪.3‬‬
‫وهذا من باب تخصيص القرآن بالسنة‪.‬‬
‫ونالحظ في هذا السياق كيف أن جمهور الفقهاء قالوا بعدم قتل الوالد إذا قتل ولده ومن جملة أدلتهم التخريج‬
‫ال تَ ُقل لَّ ُه َما ٍّ‬
‫ُأف‪.‬‬ ‫على أصل التخصيص بمفهوم الموافقة المعتمد على قوله تعالى‪َ  :‬ف َ‬
‫المسألة الثانية‪ :‬جرح الوالد لوالده مانع من القصاص‪:‬‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬


‫‪169‬‬
‫تخصيص العام بالمفهوم عند األصوليين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ما جرى من خالف في مسألة قتل الوالد لولده يجري هنا والذي يهمنا أن الجمهور قد خصصوا عموم قوله‬
‫تعالى‪( :‬الجروح قصاص) بوجوب اإلحسان للوالدين‪ ،‬فإقامة القصاص عليهما ليست من اإلحسان‪ ،‬واستدلوا بمفهوم‬
‫ال تَ ُقل لَّ ُه َما ٍّ‬
‫ُأف‪ ‬المحرم إليذاء الوالدين وال شك أن في القصاص منهما إيذاء لهما‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪َ  :‬ف َ‬

‫المسألة الثالثة‪ :‬قذف الوالد لولده مانع من إقامة حد القذف‪:‬‬


‫اختلف الفقهاء في وجوب الحد على الوالدين إذا قذفا الولد على قولين‪:‬‬
‫والحنابلة(‪ ،)156‬والراجح والمعتمد عن ـــد‬ ‫(‪)155‬‬
‫والشافعية‬ ‫(‪)154‬‬
‫القول األول‪ :‬ال ُّ‬
‫يحد الوالدان بقذف الولد‪ ،‬وهو ق ـ ــول الحنفية‬
‫المالكية(‪.)157‬‬
‫القول الثاني‪ :‬يحد الوالدان بالقذف وهو قول ابن حزم(‪ ،)158‬وهو قول عند المالكية وقيدوه بالصريح(‪.)159‬‬
‫ات ثُ َّم لَ ْم َي‪ْ22‬أتُوا ِب َْأر َب َع‪2ِ 2‬ة ُ‬
‫ش ‪َ 2‬ه َداء‬ ‫‪2‬ون ا ْلم ْحص ‪َ 2‬ن ِ‬ ‫واحتج أص حاب الق ول الث اني بعم وم قول ه تع الى‪َ  :‬والَّ ِذ َ‬
‫ين َي ْر ُم‪َ ُ َ 2‬‬
‫ين َج ْل َدةً‪ :4[‬النور] فقد عممت اآلية وجوب إقامة حد القذف دون أن تخص قذف الوالد لولده‪.‬‬ ‫وه ْم ثَ َم ِان َ‬
‫اجِل ُد ُ‬
‫فَ ْ‬
‫ال تَ ُقل لَّ ُه َما ٍّ‬
‫ُأف‪.‬‬ ‫أما أصحاب القول األول فقد خصصوا هذا العموم بمفهموم الموافقة من قوله تعالى‪َ  :‬ف َ‬
‫قال الكاساني‪( :‬وهو أن ال يكون القاذف أب المقذوف وال جده وإ ن عال وال أمه وال جدته وإ ن علت فإن كان ال حد‬
‫ال تَ ُق‪22‬ل َّل ُه َم‪22‬ا ٍّ‬
‫ُأف‪ ‬والنهي عن الت أفيف نص ًا نهي عن الض رب دالل ة وله ذا ال يقت ل ب ه قصاص ًا‪،‬‬ ‫علي ه لق ول اهلل تع الى‪َ  :‬ف َ‬
‫ولقوله تعالى‪( :‬وبالوالدين احساناً) والمطالب بالقذف ليس من اإلحسان في شيء فكان منفي اً بالنص؛ وألن توقير األب‬
‫واحترامه واجب شرعاً)(‪.)160‬‬

‫المسألة الرابعة‪ :‬ال يقام حد السرقة على الوالد إذا سرق مال ابنه‪:‬‬
‫يشترك الوالدان مع الولد في المال غالبًا‪ ،‬وللوالدين شبهة أخذ مال الولد‪ ،‬وللوالدين والولد شبهة نفقة في مال اآلخر‪،‬‬
‫فهل ُيقطع الوالدان بالسرقة من مال الولد؟‪.‬‬
‫اختلف الفقهاء في ذلك على قولين‪:‬‬
‫(‪)164‬‬ ‫(‪)163‬‬ ‫(‪)162‬‬ ‫(‪)161‬‬
‫والحنابلة‬ ‫والشافعية‬ ‫والمالكية‬ ‫القول األول‪ :‬ال يقطع الوالدان بالسرقة من مال الولد‪ ،‬وهو قول الحنفية‬
‫(‪)166‬‬ ‫(‪)165‬‬
‫‪.‬‬ ‫وابن ح زم‬ ‫الق‪22‬ول الث‪22‬اني‪ :‬يق ام ح د الس رقة على الوال دين إذا س رقا من م ال ول دهما‪ ،‬وه و أبي ث ور وابن المن ذر‬
‫ط ُعواْ َْأي ِد َي ُه َما‪ :38[‬المائدة]‪.‬‬ ‫الس ِ‬
‫ارقَ ُة فَا ْق َ‬ ‫ق َو َّ‬ ‫الس ِ‬
‫ار ُ‬ ‫واستدل بعموم قوله تعالى‪َ  :‬و َّ‬
‫وقد استدل الجمهور بعدة أدلة على قولهم من جملتها التخصيص بالمفهوم المأخوذ من قوله تعالى‪َ  :‬ف َال َتُقل َّل ُه َما ٍّ‬
‫ُأف‪.‬‬

‫المسألة الخامسة‪ :‬ال يحبس الوالد بدين ولده‪ ،‬وال يطالب به‪:‬‬
‫قد يكون للولد َدين على والده‪ ،‬وقد يمتنع الوالد من أداء الدين إلى ولده‪ ،‬فهل يحبس الوالد؟ أختلف الفقهاء في‬
‫ذلك على قولين‪:‬‬
‫والحنابلة(‪.)170‬‬ ‫(‪)169‬‬
‫والمالكية(‪ ،)168‬واألصح عند والشافعية‬ ‫(‪)167‬‬
‫القول األول‪ :‬ال يحبس الوالد بدين ولده‪ ،‬وهو قول الحنفية‬
‫(‪) 171‬‬
‫‪ .‬واستدل بعموم قوله ‪( :‬لي الواجد يحل عرضه وعقوبته)‬ ‫القول الثاني‪ :‬يحبس الوالد بدين ولده‪ ،‬وهو قول ابن حزم‬
‫(‪)173‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ ،)172‬فالحديث يدل بعمومه على حل عرض المماطل كأن يقول غريمه‪ :‬ظلمني‪ ،‬وعقوبته‪ :‬أي حبسه‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪170‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد حمد عبد الحميد‬

‫قال ابن النجار‪( :‬خص منه الوالدان بمفهوم قوله ‪ :‬فمفهومه أنه ال يؤذيهما بحبس وال بغيره‪ ،‬فلذلك ال يحبس الوالد‬
‫بدين ولده‪ ،‬بل وال له مطالبته على الصحيح من المذهب وعليه أكثر العلماء)(‪.)174‬‬
‫وما ينبغي أن نالحظه هنا‪ :‬إن التخصيص بالمفهوم فيما سبق من المسائل التي ذكرتها سابقا لم يكن الدليل الوحيد في‬
‫المسألة وهذا يؤكد قوة وصحة التخصيص بالمفهوم؛ ألنه يكون من جملة أدلة معتبرة في المسألة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التخصيص بمفهوم الموافقة في كالم الناس‪:‬‬


‫السيد لعبده‪( :‬ك ّل من دخل داري‬
‫ال على التخصيص بمغهوم الموافقة في كالم الناس وهو‪" :‬لو قال ّ‬
‫ذكر اآلمدي مثا ً‬
‫فإن ذلك يد ّل على تحريم ضرب زيد وإ خراجه عن العموم‪،‬‬ ‫ثم قال‪( :‬إن دخل زيد داري فال تقل له‪ :‬اُف)‪ّ ،‬‬
‫فاضربه)‪ّ ،‬‬
‫نظرا إلى مفهوم الموافقة وما سيق له الكالم من كف األذى عن زيد"(‪.)175‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التطبيقات الفقهية على التخصيص بمفهوم المخالفة‪:‬‬


‫الفرع األول‪ :‬نجاسة الماء‪:‬‬
‫سواء أكان‬
‫ً‬ ‫اجمع الفقهاء على أن الماء إذا خالطته نجاسة وغيرت أحد أوصافه (لونه وطعمه ورائحته) كان نجس ًا‬
‫الماء قليالً أو كثيراً(‪.)176‬‬
‫واختلفوا في الماء إذا القته نجاسة ولم تغير أحد أوصافه على قولين‪:‬‬
‫سواء أكان كثيراً أو قليالً‪ ،‬وهو قول اإلمام‬
‫ً‬ ‫القول األول‪ :‬إن الماء إذا خالطته نجاسة ولم تغير أحد أوصافه فهو طاهر‬
‫مالك(‪ ،)177‬وابن حزم(‪ ،)178‬وابن تيمية‪.‬‬
‫واستدلوا بقوله ‪( :‬إن الماء ال ينجسه شيء)(‪.)179‬‬
‫الق‪22‬ول الث‪22‬اني‪ :‬وق د ف رق أص حابه بين القلي ل والكث ير‪ ،‬ف إذا ك ان الم اء كث يرًأ ‪-‬أك ثر من قل تين‪ -‬فإن ة ال ينجس بمج رد‬
‫وقوع النجاسة فيه‪ ،‬وإ نما ينجس إذا غيرت أحد أوصافه‪ ،‬ودل على ذلك اإلجماع‪.‬‬
‫أما إذا كان الماء قليالً ‪-‬دون القلتين‪ ،-‬فإنه ينجس بمجرد وقوع النجاسة‪.‬‬
‫وهو قول الشافعية(‪ ،)180‬والحنابلة(‪.)181‬‬
‫واستدلوا بمفهوم حديث النبي ‪( :‬إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث)(‪ ،)182‬ومفهوم المخالفة أنه إن لم يكن قلتين‬
‫فك ان أق ل من ذل ك حم ل الخبث‪ ،‬فيك ون ب ذلك تخص يص بمفه وم المخالفة لعم وم الحديث‪ ،‬ق ال اإلسنوي‪( :‬مفه وم المخالف ة‬
‫كقول ه إذا بل غ الم اء قل تين لم يحم ل خبث ًا أي لم يتنجس فإن ه ي دل مفهوم ه على أن م ا دون القل تين يتنجس بمج رد مالق اة‬
‫النجاسة فيجوز تخصيصه لما سبق من كونه دليالً عاماً)(‪.)183‬‬
‫وفي هذه المسألة يقول النووي‪( :‬وأما مالك وموافقوه فاحتج لهم بقوله ‪ ‬الماء طهور ال ينجسه شيء‪ ،‬وهو‬
‫حديث صحيح كما سبق وبالقياس على القلتين‪ ،‬وعلى‬
‫ما إذا ورد الماء على النجاسة‪ ،‬واحتج أصحابنا عليهم بحديث القلتين‪ ،‬وقد وافقنا مالك رحمه اهلل على القول‬
‫بدليل الخطاب)(‪.)184‬‬
‫قـ ــال ابن قدامة‪( :‬وتحديده بالقلتين يدل على أن ما دونهما ينجس‪ ،‬إذ لو استوى حكم القلتين وما دونهما لم يكـ ــن‬
‫التحديد مفيداً)(‪.)185‬‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬


‫‪171‬‬
‫تخصيص العام بالمفهوم عند األصوليين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نقض الوضوء بمس الفرج‪:‬‬


‫أختلف الفقهاء في كون مس الفرج ناقضاً من نواقض الوضوء أم ال على قولين‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬مس الفرج ال يعد ناقضاً من نواقض الوضوء وهو قول الحنفية(‪.)186‬‬
‫واستدلوا‪ :‬بحديث طلق بن علي عن أبيه عن النبي ‪ ‬أنه سئل عن الرجل يمس ذكره في الصالة فقال‪" :‬هل هو‬
‫إال بضعة منك"(‪.)187‬‬
‫والحنابلة(‪.)190‬‬ ‫(‪)189‬‬
‫والشافعية‬ ‫(‪)188‬‬
‫القول الثاني‪ :‬مس الفرج ناقض من نواقض الوضوء‪ ،‬وهو قول المالكية‬
‫وهؤالء وإ ن اتفقوا في الجملة‪ ،‬ولكنهم اختلفوا في الشروط والتفاصيل ومن ذلك‪:‬‬
‫سواء كان ببطن الكف أو جنب الكف أو أصبع واستدلوا‬
‫ً‬ ‫ذهب المالكية إلى أن مطلق المس ناقض للوضوء‬
‫بعموم قوله ‪" :‬من مس ذكره فليتوضأ"(‪.)191‬‬
‫وذهب الشافعية والحنابلة إلي أن الناقض للوضوء هو المس ببطن الكف دون حائل وقد خصوا عموم قوله ‪:‬‬
‫"من مس ذكره فليتوضأ" بمفهوم قوله ‪" :‬إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه‪ ،‬وليس بينهما ستر وال حجاب فليتوضأ"(‪،)192‬‬
‫فاإلفضاء لغة المس ببطن الكف وهو بطن الراحتين وبطن األصابع ومفهوم الشرط المستفاد من حديث اإلفضاء يدل‬
‫(‪)193‬‬
‫على أن غير اإلفضاء ال ينقض فيكون مخصصاً لعموم المس وتخصيص العموم بالمفهوم جائز‬

‫الفرع الثالث‪ :‬وجوب الزكاة في الغنم السائمة‪:‬‬


‫اختل ف الفقه اء في األنع ام التي تجب به ا الزك اة هل يشترط فيه ا أن تك ون س ائمة أم تجب في المعلوف ة على‬
‫قولين‪:‬‬
‫(‪)194‬‬
‫‪ ،‬واستدلوا‪ :‬بعموم قوله ‪( :‬في أربعين‬ ‫القول األول‪ :‬تجب الزكاة في األنعام السائمة والمعلوفة‪ ،‬وهذا قول المالكية‬
‫إن التََّقي َُّد‬
‫شاة شاة)(‪ )195‬فاألصل في الغنم أن تزكى سواء كانت سائمة أم ال‪ .‬فهم قدموا العام على المفهوم وقالوا أيض اً َّ‬
‫ظ ِر‬ ‫الن َ‬‫ان بِ َّ‬
‫َّو ُم‪ ،‬والتقييد إذا َك َ‬ ‫بِالسَّاِئ َم ِة ال مفهوم له ألنه خرج مخرج الغالب؛ ألن الغالب ِفي األنعام ِفي َْأر ِ‬
‫ض الحجاز الس ْ‬
‫ِ ِ‬
‫لْل َغال ِب اَل َي ُك ُ‬
‫ون ُح َّجةً‪ ،‬وال مفهوم له(‪.)196‬‬
‫(‪)198‬‬
‫القول الثاني‪ :‬ال تجب الزكاة إال في األنعام السائمة فقط‪ ،‬أما المعلوفة فال زكاة فيها‪ ،‬وهو قول الحنفية(‪ )197‬والشافعية‬
‫والحنابلة(‪.)199‬‬
‫أما الشافعية والحنابلة فقد خصصوا عموم قوله ‪( :‬في أربعين شاة شاة) بمفهوم المخالفة من قوله ‪ ...( :‬في‬
‫سائمة الغنم إذا كانت أربعين‪ ،‬ففيها شاة‪ ،)200()...‬ففي وصف السائمة إخراج لغير السائمة من وجوب الزكاة بمفهوم‬
‫المخالفة‪.‬‬
‫يقول الزنجاني‪( :‬ووجه التخصيص أن صاحب الشرع عدل عن اللفظ العام وهو في الغنم زكاة لتعم السائمة‬
‫وغير السائمة إلى قوله في سائمة الغنم زكاة‪ ،‬وال بد من كون هناك فائدة من هذه الصفة (السائمة)‪ ،‬وال يفهم من هذه‬
‫الفائدة إال نفي الحكم عما عدا السائمة أي ال زكاة في غير السائمة‪ ،‬فعموم حديث النبي ‪-‬عليه الصالة والسالم‪( :-‬في‬
‫أربعين شـاة شاة) خصص بمفهوم المخالفة من حديث (في سائمة الغنم زكاة) وهو ال زكاة في المعلوفة‪ ،‬فتكون الزكاة‬
‫واجبة في سائمة الغنم ال عموم الغنم و هذا قول جمهور الشافعية) (‪.)201‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬نكاح الحر األمة‪:‬‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪172‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد حمد عبد الحميد‬

‫اختلف الفقهاء في نكاح الحر األمة على قولين‪:‬‬


‫القول األول‪ :‬يجوز نكاح األمة مطلقا‪ ،‬وهو قول الحنفية(‪ ،)202‬والمشهور من رواية ابن القاسم من المالكية(‪.)203‬‬
‫سواء كانت مسلمة أم كتابية‪ ،‬ولم يشترطوا في ذلك إال شرطا واحدًا‬
‫ً‬ ‫حيث قال الحنفية بجواز نكاح األمة مطلقًا‪،‬‬
‫وهو أن ال يكون تحته حرة‪ ،‬وال يشترط في ذلك عدم القدرة على نكاح الحرة أو خوف العنت وذلك لعموم قوله تعالى‪ :‬‬
‫س‪2‬تَ ِط ْع‬ ‫ِ‬
‫ِل َل ُكم َّما َوَراء َذل ُك ْم‪ ‬وقالوا أن قوله تعالى‪َ :‬و َمن َّل ْم َي ْ‬
‫س‪2‬ا ‪ ‬وعموم قوله تعالى‪َ :‬وُأح َّ‬ ‫‪2‬اب َل ُكم ِّم َن ِّ‬
‫الن َ‬
‫ِ‬
‫َفانك ُحوْا َما َط َ‬
‫ط ْوالً‪ ‬ال يدل على المنع إال بمفهوم الشرط والصفة‪ ،‬وهما ليسا بحجة‪.‬‬ ‫ِمن ُك ْم َ‬
‫وقد نفل عن اإلمام مالك في المشهور من رواية ابن القاسم جواز نكاح األمة وإ ن كان ال يخاف عنت ًا وهو واجد‬
‫للطول‪.‬‬
‫(‪)204‬‬
‫القول الثاني‪ :‬ال يحل للحر نكاح األمة إال بشرطين‪ :‬عدم الطول وخوف العنت وهو المشهور من مذهب اإلمام مالك‬
‫والحنابلة(‪.)206‬‬ ‫(‪)205‬‬
‫وهو مذهب الشافعية‬
‫ستَ ِط ْع‬
‫قال ابن رشد في بداية المجتهد‪" :‬والسبب في اختالفهم معارضة دليل الخطاب في قوله تعالى‪َ  :‬و َم ْن لَ ْم َي ْ‬
‫َأن مفه وم دلي ل الخط اب‬ ‫ين‪ ‬اآْل َي ةَ‪ .‬وذل ك َّ‬ ‫الص ِال ِح َ‬
‫امى ِم ْن ُك ْم َو َّ‬ ‫اَأْلي َ‬
‫ِ‬
‫َأن َي ْنك َح‪ ‬اآْل َيةَ‪ ،‬لعموم قوله‪َ  :‬وَأ ْنك ُحوا َ‬
‫طواًل ْ ِ‬
‫م ْن ُك ْم َ ْ‬
‫ِ‬
‫ض ي ََّأنه اَل يحل نِ َك اح اَأْلم ِة ِإاَّل بشرطين‪ :‬أحدهما‪ :‬ع َدم َّ‬
‫الطْو ِل‬ ‫طواًل ‪ ‬اآْل ي ةَ‪ ،‬ي ْقتَ ِ‬ ‫ِفي قوله تعالى‪ :‬وم ْن لَم ي ِ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ستَط ْع م ْن ُك ْم َ ْ‬
‫ََ ْ َْ‬
‫ٍ‬
‫‪2‬امى م ْن ُك ْم‪ ‬يقتض ي بعموم ه إنك احهن من ح ٍر َْأو َعْب د‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إلى اْل ُح َّرِة‪َ ،‬والثَّانِي‪َ :‬خ ْو ُ‬
‫اَأْلي‪َ 2‬‬
‫ف اْل َعَنت‪َ .‬و َق ْولُ هُ تَ َع الَى‪َ  :‬وَأْنك ُح‪22‬وا َ‬
‫وم؛ ألن‬ ‫َأعلَم‪ِ -‬م َن اْل ُع ُم ِ‬ ‫َّ‬ ‫ط ِ‬ ‫يل اْل ِخ َ‬
‫احٍد‪َ ،‬خاِئ ًفا للعنت َْأو غير خائف‪َ ،‬ل ِك َّن َدِل َ‬ ‫اح ًدا َكان الحر َأو غير و ِ‬ ‫و ِ‬
‫‪-‬واللهُ ْ ُ‬ ‫اهَن ا َ‬
‫اب َأ ْق َوى َه ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫األمر ِبِإْن َك اح ِه َّن وأال ُي ْجَب ْر َن على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طة في نكاح اِإْل َماء‪ ،‬وإ نما المقصود به ُ‬ ‫ض فيه إلى صَفات َّ‬
‫الزْو ِج اْل ُم ْشتََر َ‬ ‫َه َذا العموم َل ْم ُيتَ َعَّر ْ‬
‫اح"(‪.)207‬‬ ‫ِّ‬
‫الن َك ِ‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫توصلت في نهاية هذا البحث إلى أهم النتائج التالية‪:‬‬
‫اختل ف األص وليون في التخص يص بمفه وم الموافق ة والمخالف ة ولكن خالفهم في التخص يص بمفه وم الموافق ة اق ل من‬ ‫‪-1‬‬
‫خالفهم في التخصيص بمفهوم المخالفة‬
‫السبب في الخالف في هذه المسالة هو خالفهم في حجية المفاهيم‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫سواء كان مفهوم موافقة أو مخالفة‪.‬‬
‫ً‬ ‫الراجح هو جواز تخصيص العام بالمفهوم‬ ‫‪-3‬‬
‫القائلـ ــون بالتخصيص بمفهوم الموافقة جعلوا بر الوالدين واإلحسان إليهما وعدم إيذائهما أصال فقهيا خصصوا‬ ‫‪-4‬‬
‫بـ ــه عموميات كثير من نصوص القرآن والسنة‪،‬‬
‫ال بد من االنتب اه إلى ش روط العم ل بمفه وم المخالف ة‪ ،‬ألن ه ذه الش روط تض بط العم ل بمفه وم المخالف ة وتجعل ه‬ ‫‪-5‬‬
‫حجة وبالتالي يصح التخصيص به‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫‪.1‬االهتمام والعناية بالدراسات األصولية وخصوصًا في مجال دالالت األلفاظ وتأصيل ورد المسائل الفرعية إلى أصولها التي‬
‫بنيت عليها‪.‬‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬


‫‪173‬‬
‫تخصيص العام بالمفهوم عند األصوليين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .2‬إجراء المزيد من الدراسات األصولية التطبيقية في مجال دالالت األلفاظ وخصوصا في باب التخصيص‪.‬‬
‫تم بحمد اهلل ورعايته‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)12‬ع (‪ 1438 ،)4‬ه‍‪2016/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫‪174‬‬
‫() محمد بن أبي بكر الرازي‪( ،‬ت ‪666‬ه)‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬تحقيق‪ :‬يوس ــف الشيخ محمد‪ ،‬بيروت‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬الدار النموذجية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1999‬م‪( ،‬ط ‪ ،)5‬ص‪ .218‬ابراهيم أنيس ورفاقه‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪ ،2‬ج‪ ،2‬ص‪.629‬‬
‫() عالء ال دين عب د العزي ز بن أحم د البخ اري (‪730‬هـ)‪ ،‬كش‪22‬ف األس‪22‬رار عن أص‪22‬ول فخ‪22‬ر اإلس‪22‬الم ال‪22‬بزدوي‪ ،‬ب يروت‪ ،‬دار الكتب العلمي ة‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1997‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،1‬ص‪.53‬‬


‫() فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين الرازي‪ ،‬المحصول في علم األصول‪ ،‬تحقيق طه جابر العلواني‪ ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪1997 ،‬م‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫(ط‪ ،)3‬ج‪ ،2‬ص‪.309‬‬


‫() محمد بن علي بن محمد الشوكاني‪ ،‬ارشاد الفحول إلى تحقيق علم األصول‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو مصعب البدري‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪1992 ،‬م‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫(ط‪ ،)1‬ص‪.198‬‬
‫() محمد بن بهادر بن عبد اهلل الزركشي‪ ،‬البحر المحيط في أصول الفقه‪ ،‬الك ويت‪ ،‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪1992 ،‬م‪( ،‬ط‪،)2‬‬ ‫‪5‬‬

‫ج‪ ،3‬ص‪.5‬‬
‫() عبد الكريم زيدان‪ ،‬الوجيز في اصول الفقه‪ ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ص‪.241‬‬ ‫‪6‬‬

‫() محم د اديب الص الح‪ ،‬تفس‪22‬ير النص‪22‬وص في الفق‪22‬ه اإلس‪22‬المي‪ ،‬ب يروت‪ ،‬المكتب اإلس المي‪1993 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)4‬ج‪ ،2‬ص‪ .102‬عب د الوه اب‬ ‫‪7‬‬

‫خالف‪ ،‬أصول الفقه‪ ،‬ص‪185‬‬


‫() البخاري‪ ،‬كشف األسرار‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .451‬فتحي الدريني‪ ،‬المناهج األصولية في اإلجتهاد بالرأي في التشريع اإلسالمي‪ ،‬دمشق‪ ،‬الشركة‬ ‫‪8‬‬

‫المتحدة للتوزيع‪1985 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)2‬ص‪ .534‬محمد اديب الصالح‪ ،‬تفسير النصوص‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .102‬خالف‪ ،‬أصول الفقه‪ ،‬ص‪.185‬‬
‫() الزركشي‪ ،‬البحر المحيط‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .26‬محمد أديب الصالح‪ ،‬تفسير النصوص‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .102‬خالف‪ ،‬أصول الفقه‪ ،‬ص‪.185‬‬ ‫‪9‬‬

‫() محمد اديب الصالح‪ ،‬تفسير النصوص‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .102‬خالف‪ ،‬أصول الفقه‪ ،‬ص‪.185‬‬ ‫‪10‬‬

‫() عالء الدين البخاري‪ ،‬كش‪2‬ف األس‪2‬رار‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .425‬محمد أديب الصالح‪ ،‬تفس‪2‬ير النص‪2‬وص‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .102‬خالف‪ ،‬أص‪2‬ول الفقه‪ ،‬ص‬ ‫‪11‬‬

‫‪.185‬‬
‫() عالء الدين البخاري‪ ،‬كشف األسرار عن أصول البزدوي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .452‬زيدان‪ ،‬الوجيز في اصول الفقه‪ ،‬ص‪.251‬‬ ‫‪12‬‬

‫() محمد بن مكرم بن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار صادر‪1414 ،‬ه‪( ،‬ط‪ ،)3‬ج‪ ،7‬ص‪.24‬‬ ‫‪13‬‬

‫() البيضاوي‪ ،‬منهاج األصول مع شرح نهاية السؤل‪ ،‬دمنهور‪ ،‬مصر‪ ،‬مكتبة بحر العلوم‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.374‬‬ ‫‪14‬‬

‫() القرافي‪ ،‬العقد المنظوم في الخصوص والعموم‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.79‬‬ ‫‪15‬‬

‫() ابن الحاجب‪ ،‬شرح المنتهى األصولي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.173‬‬ ‫‪16‬‬

‫() ابن السبكي‪ ،‬جمع الجوامع مع حاشية العطار على شرح الجالل المحلي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار البصائر‪2009 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،2‬ص‪.31‬‬ ‫‪17‬‬

‫() البخاري‪ ،‬كشف األسرار عن أصول البزدوي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.448‬‬ ‫‪18‬‬

‫() محمد اديب الصالح‪ ،‬تفسير النصوص‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.85‬‬ ‫‪19‬‬

‫() البخاري‪ ،‬كشف األسرار عن أصول البزدوي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.448 ،430‬‬ ‫‪20‬‬

‫() البخاري‪ ،‬كشف األسرار عن أصول البزدوي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .448‬الدريني‪ ،‬المناهج األصولية‪ ،‬ص‪.556‬‬ ‫‪21‬‬

‫() الدريني‪ ،‬المناهج األصولية‪ ،،‬ص‪.575‬‬ ‫‪22‬‬

‫() الصالح‪ ،‬تفسير النصوص‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.95‬‬ ‫‪23‬‬

‫)) نص الحديث‪" :‬وفي سائمة الغنم إذا كانت أربعين ففيها شاة إلى عشرين ومائة‪ )...‬رواه أبو داود‪ ،‬سليمان بن األشعث‪ ،‬سنن أبو داود‬ ‫‪24‬‬

‫تحقي ق ش عيب األرن اؤوط‪ ،‬محم د كام ل ق رة بللي‪ ،‬ب يروت‪ ،‬دار الرس الة العالمي ة‪2009 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ب اب في زك اة السائمـ ـــة‪ ،‬ح ديث رقم (‬
‫‪ ،)1567‬ج‪ ،3‬ص‪ . 17‬وقال عنه شعيب األرناؤوط اسناده صحيح‪ .‬ورواه البيهقي‪ ،‬أحمد بن الحسيــن‪،‬‬
‫السنن الكبرى‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد القادر عطا‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪2003 ،‬م‪( ،‬ط ‪ ،)3‬حديث رقم (‪ ،)7251‬ج‪ ،4‬ص‪.147‬‬
‫)) رواه أبو داود‪ ،‬سنن أبي داود‪ ،‬باب في زكاة السائمة‪ ،‬حديث رقم (‪ ،)1568‬ج‪ ،3‬ص‪ .20‬ورواه الترمذي‪ ،‬محمد بن عيسى‪ ،‬الجامع‬ ‫‪25‬‬

‫الكبير سنن الترمذي‪ ،‬تحقي ق بشار عواد معروف‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الغرب اإلس المي‪1998 ،‬م‪ ،‬باب ما جاء في زك اة األب ل والغنم‪ ،‬ح ديث‬
‫رقم ‪ ،621‬ج‪ ،2‬ص‪ .10‬والبيهقي‪ ،‬السنن الكبرى‪ ،‬حديث رقم (‪ ،)7252‬ج‪ ،4‬ص‪.147‬‬
‫‪26‬‬
‫‪)) http://www.feqhweb.com/vb/showthread.php.‬‬
‫)) محمد بن يعقوب الفيروزآبادي‪( ،‬ت ‪ ،)817‬القاموس المحيط‪ ،‬تحقيق محمد العرقسوسي‪ ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪2005 ،‬م‪( ،‬ط‪،)5‬‬ ‫‪27‬‬

‫ص‪ .1146‬أحم د بن ف ارس بن زكري ا‪ ،‬معجم مق ‪22‬اييس اللغة‪ ،‬ب يروت‪2008 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)2‬ج‪ ،2‬ص‪( 333‬م ادة فهم)‪ .‬ال رازي‪ ،‬مخت‪222‬ار‬
‫الصحاح‪ ،‬ص‪.244‬‬
‫)) الشوكاني‪ ،‬ارشاد الفحول‪ ،‬ص‪.302‬‬ ‫‪28‬‬

‫)) من مسميات مفهوم الموافقة عند األصوليين‪ :‬مفهوم الخطاب وفحوى الخطاب‪ ،‬ولحن الخطاب‪ ،‬وتنبيه الخطاب‪ ،‬والقياس الجلي‪ ،‬انظر‪،‬‬ ‫‪29‬‬

‫الشوكاني‪ ،‬ارشاد الفحول‪ ،‬ص‪.302‬‬


‫)) علي بن أبي علي بن محمد اآلمدي‪ ،‬األحكام في أصول األحكام‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.63‬‬ ‫‪30‬‬

‫)) البزدوي‪ ،‬اصول البزدوي مع كشف األسرار‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.115‬‬ ‫‪31‬‬

‫)) اآلمدي‪ ،‬األحكام في أصول األحكام‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.64‬‬ ‫‪32‬‬

‫)) من مسميات مفهوم المخالفة أيضا عند األصوليين‪ :‬دليل الخطاب‪ ،‬المخصوص بالذكر عند الحنفية‪.‬‬ ‫‪33‬‬

‫)) اآلمدي‪ ،‬األحكام في أصول األحكام‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.67‬‬ ‫‪34‬‬

‫)) العضد‪ ،‬شرح العضد على مختصر ابن الحاجب‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.173‬‬ ‫‪35‬‬

‫)) الزركشي‪ ،‬البحر المحيط في أصول الفقه‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.13‬‬ ‫‪36‬‬

‫)) ابن أم ير الح اج الحل بي‪ ،‬التقرير والتحبير على التحرير في أصول الفقه لكم‪2‬ال ال‪2‬دين بن الهم‪2‬ام الحنفي‪ ،‬ب يروت‪ ،‬دار الكتب العلمي ة‪،‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪1999‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،1‬ص‪.150‬‬


‫)) محمد أديب الصالح‪ ،‬تفسير النصوص في الفقه اإلسالمي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.609‬‬ ‫‪38‬‬

‫)) فتحي الدريني‪ ،‬المناهج األصولية‪ ،‬ص‪.403‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪40‬‬
‫)) الف رق بين الض دين والنقيض ين أن النقيض ين ال يجتمع ان وال يرتفع ان كالع دم والوج ود‪ ،‬والض دان ال يجتمع ان ولكن يرتفع ان‪ ،‬كالس واد‬
‫والبياض‪ ،‬انظر‪ ،‬علي بن محمد الجرجاني‪ ،‬التعريفات‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪1983 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،1‬ص‪.137‬‬
‫)) أحمد بن إدريس القرافي‪ ،‬أنوار البروق في أنواع الفروق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.71‬‬ ‫‪41‬‬

‫)) الزركشي‪ ،‬البحر المحيط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.13‬‬ ‫‪42‬‬

‫)) الشوكاني‪ ،‬ارشاد الفحول‪ ،‬ص‪ .302‬الدريني‪ ،‬المناهج األصولية‪ ،‬ص‪.347‬‬ ‫‪43‬‬

‫)) البخاري‪ ،‬كشف االسرار‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .115‬السرخسي‪ ،‬اصول السرخسي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪241‬‬ ‫‪44‬‬

‫)) الباجي‪ ،‬أحكام الفصول في أحكام األصول ‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬حققه عبد اهلل التركي‪1995 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)2‬ج‪ ،2‬ص‪.514‬‬ ‫‪45‬‬

‫)) اآلمدي‪ ،‬األحكام في أصول األحكام‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.64‬‬ ‫‪46‬‬

‫)) عالء ال دين علي بن س ليمان الم رداوي‪ ،‬تحري‪22‬ر المنق‪22‬ول وته‪22‬ذيب علم األص‪22‬ول‪ ،‬تحقي ق‪ :‬عب د اهلل هاش م وهش ام الع ربي‪ ،‬الق اهرة‪ ،‬دار‬ ‫‪47‬‬

‫البصائر‪2008 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ص‪.273‬‬


‫)) علي بن أحمد بن سعيد بن حزم‪ ،‬األحكام‪ ،‬م‪ ،2‬ص‪.371‬‬ ‫‪48‬‬

‫)) الدريني‪ ،‬المناهج األصولية‪ ،‬ص‪.338‬‬ ‫‪49‬‬

‫)) اآلمدي‪ ،‬األحكام في أصول األحكام‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.65‬‬ ‫‪50‬‬

‫)) الصالح‪ ،‬تفسير النصوص‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،644‬الدريني‪ ،‬المناهج األصولية‪ ،‬ص‪.343‬‬ ‫‪51‬‬

‫)) ابن حزم‪ ،‬األحكام‪ ،‬م‪ ،2‬ص‪.371‬‬ ‫‪52‬‬


‫)) الدريني‪ ،‬المناهج األصولية‪ ،‬ص‪.345‬‬ ‫‪53‬‬

‫)) ابن حزم‪ ،‬األحكام‪ ،‬م‪ ،2‬ص‪ ،372‬الدريني‪ ،‬المناهج األصولية‪ ،‬ص‪.343‬‬ ‫‪54‬‬

‫)) الدريني‪ ،‬المناهج األصولية‪ ،‬ص‪.346‬‬ ‫‪55‬‬

‫)) المرحع السابق‪ ،‬ص‪.346‬‬ ‫‪56‬‬

‫)) المرجع السابق‪ ،‬ص‪.347‬‬ ‫‪57‬‬

‫)) تحدث معظم األصوليين عن حجية مفهوم المخالفة بصورة تفصيلية عند كل نوع من أنواع مفهوم المخالفة وطبيعة البحث تقتضي أن‬ ‫‪58‬‬

‫أتحدث عن حجية مفهوم المخالفة بصورة عامة‪.‬‬


‫)) اآلمدي‪ ،‬األحكام في أصول األحكام‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .94‬الدريني‪ ،‬المناهج األصولية‪ ،‬ص‪.403‬‬ ‫‪59‬‬

‫)) بحثت عن هذا الكالم في كتاب شرح السير للسرخسي فلم أجدة‪ ،‬وذلك في حدود اطالعي‪ ،‬واهلل تعالى اعلم‪.‬‬ ‫‪60‬‬

‫)) الزركشي‪ ،‬البحر المحيط في أصول الفقه‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.15‬‬ ‫‪61‬‬

‫)) ابن أمير الحاج الحلبي‪ ،‬التقرير والتحبير‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.150‬‬ ‫‪62‬‬

‫)) الدريني‪ ،‬المناهج األصولية‪ ،‬ص ‪ ،415‬شعبان محمد اسماعيل‪ ،‬أصول الفقه الميسر‪ ،‬الق اهرة‪ ،‬دار الكت اب الج امعي‪1994 ،‬م‪( ،‬ط‪،)1‬‬ ‫‪63‬‬

‫ج‪ ،3‬ص‪.54‬‬
‫)) ابن أمير الحاج الحلبي‪ ،‬التقرير والتحبير‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.150‬‬ ‫‪64‬‬

‫)) أبو إسحاق إبراهيم الشيرازي‪ ،‬شرح اللمع‪ ،‬حققه عبد المجيد تركي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪1988 ،‬م‪( ،‬ط ‪ ،)1‬ج ‪ ،1‬ص ‪.428‬‬ ‫‪65‬‬

‫)) منص ور بن محم د بن عب د الجب ار الس معاني‪ ،‬قواط‪22‬ع األدل‪22‬ة في األص‪22‬ول‪ ،‬تحقي ق‪ :‬محم د حس ن الش افعي‪ ،‬ب يروت‪ ،‬دار الكتب العلمي ة‪،‬‬ ‫‪66‬‬

‫‪1997‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،1‬ص‪.238‬‬


‫)) صفي الدين األرموي‪ ،‬نهاية الوصول في دراية األصول‪ ،‬تحقيق صالح اليوسف و سعد السريح‪ ،‬مكة المكرمة والرياض‪ ،‬مكتبة نزار‬ ‫‪67‬‬

‫مصطفى الباز‪1999 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)2‬ج‪ ،5‬ص‪.2045‬‬


‫)) الزركشي‪ ،‬البحر المحيط في أصول الفقه‪1988 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.15‬‬ ‫‪68‬‬

‫)) ابن قدامة المقدسي‪ ،‬روضة الناظر وجنة المناظر‪ ،‬ص‪ .179‬آل تيمية‪ ،‬المسودة في أصول الفقه‪ ،‬حققه‪ ،‬أحمد الذروي‪ ،‬الرياض‪ ،‬دار‬ ‫‪69‬‬

‫الفض يلة‪ ،‬ب يروت‪ ،‬دار ابن ح زم‪ 2001 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،2‬ص‪ .680‬نجم ال دين س ليمان بن عب د الق وي الط وفي‪ ،‬ش‪22‬رح مختص‪22‬ر الروضة‪،‬‬
‫تحقيق عبد اهلل التركي‪ ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪( ،1990 ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،2‬ص‪.723‬‬
‫)) الشوكاني‪ ،‬إرشاد الفحول‪ ،‬ص‪.303‬‬ ‫‪70‬‬

‫)) أحم د بن علي الجص اص ال رازي‪ ،‬أص‪22‬ول الجص‪22‬اص (الفص‪22‬ول في األص‪22‬ول)‪ ،‬ب يروت‪ ،‬دار الكتب العلمي ة‪2000 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،1‬ص‬ ‫‪71‬‬

‫‪ .155‬السرخس ي‪ ،‬أص‪22‬ول السرخسي‪ ،‬حقق ه أب و الوف ا األفغ اني‪ ،‬ب يروت‪ ،‬دار الكتب العلمي ة‪1993 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،1‬ص‪ ،255‬البخ اري‪،‬‬
‫كشف األسرار‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .377‬ابن أمير الحاج‪ ،‬التقرير والتحبير‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.150‬‬
‫)) أبو الوليد الباجي‪ ،‬أحكام الفصول في أحكام األصول‪ ،‬حققه عبد المجيد تركي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪1995 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)2‬ج‪،2‬‬ ‫‪72‬‬

‫ص‪.520‬‬
‫)) محمد بن محمد الغزالي‪ ،‬المستصفى‪ ،‬حققه محمد عبد الشافي‪ ،‬بي ــروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪1993 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ص‪ .265‬اآلمدي‪،‬‬ ‫‪73‬‬

‫األحكام في أصول األحكام‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.70‬‬


‫)) أبو الحسين البصري‪ ،‬المعتمد في أصول الفقه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .12‬ابن حزم‪ ،‬األحكام في أصول األحكام‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.325‬‬ ‫‪74‬‬

‫)) أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب التفسير‪ ،‬باب قوله‪ :‬استغفر لهم أو ال تستغفر لهم‪ ،‬حديث رقم (‪ ،)4670‬انظر‪ :‬صحيح البخاري‬ ‫‪75‬‬

‫بشرح فتح الباري‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪ .277‬ومس لم في ص حيحه‪ ،‬كت اب فض ائل الص حابة‪ ،‬ب اب من فض ائل عم ر‪ ،‬ح ديث رقم ( ‪ ،)2400‬انظ ر‪:‬‬
‫صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪ ،15‬ص‪.167‬‬
‫)) ابن حجر العسقالني‪ ،‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪.281‬‬ ‫‪76‬‬
‫)) الغزالي‪ ،‬المستصفى‪ ،‬ص‪.267‬‬ ‫‪77‬‬

‫)) فاضل عبد الواحد‪ ،‬أصول الفقه‪ ،‬ص‪.266‬‬ ‫‪78‬‬

‫)) الزركشي‪ ،‬البحر المحيط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .43‬وصفي الدين الهندي‪ ،‬نهابة الوصول‪ ،‬ح‪ ،5‬ص ‪.2098‬‬ ‫‪79‬‬

‫)) ابن السمعاني‪ ،‬قواطع األدلة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .245‬الزركشي‪ ،‬البحر المحيط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.43‬‬ ‫‪80‬‬

‫)) الغزالي‪ ،‬المستصفى‪ ،‬ص‪.267‬‬ ‫‪81‬‬

‫الص الة على المنافقين واالستغفار للمنافقين برقم (‪ .)1366‬انظر‪ :‬صحيح البخاري‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأخَرجه البخاري في كتَ اب الجنائز‪ :‬باب ما ُي ْك َره م َن ّ‬
‫)) ْ‬
‫‪82‬‬

‫بشرح فتح الباري‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.373‬‬


‫)) أخرج ه البخ اري في ص حيحه في كت اب الف رائض‪ ،‬ب اب م يراث األخ وات م ع البن ات عص بة‪ ،‬ح ديث رقم (‪ ،)6742‬انظ ر‪ :‬ص‪22‬حيح‬ ‫‪83‬‬

‫البخاري مع شرح فتح الباري‪ ،‬ج‪ ،15‬ص‪.252‬‬


‫)) ابن السمعاني‪ ،‬قواطع األدلة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.242‬‬ ‫‪84‬‬

‫ص ِر َها برقم (‪ .)1108‬انظر‪ :‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.196‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأخ َرجه ُم ْسلم في كتَاب صالة المسافرين وقَ ْ‬
‫)) ْ‬
‫‪85‬‬

‫)) الرازي‪ ،‬المحصول‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.126‬‬ ‫‪86‬‬

‫)) الرازي‪ ،‬المحصول‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.126‬‬ ‫‪87‬‬

‫الصالة في اإلسراء؟ برقم (‪ . )350‬انظر‪ :‬صحيح البخاري بشرح فتح الب‪22‬اري‪،‬‬ ‫َأخرجه البخاري في ِكتَاب الصالة‪ :‬باب َك ْيف فُ ِر ِ‬
‫ضت ّ‬ ‫)) ْ َ‬
‫‪88‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ص ِر َها برقم (‪ .)1105‬انظر‪ :‬صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.194‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وم ْسلم في كتَاب صالة المسافرين وقَ ْ‬
‫ج‪ ،2‬ص‪ُ .166‬‬
‫)) الرازي‪ ،‬المحصول‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.126‬‬ ‫‪89‬‬

‫َأخ َرج ه أحم د بن حنب ل في مس نده‪ ،‬تحقي ق‪ :‬ش عيب األرن اؤوط وآخ رون‪ ،‬ب يروت‪ ،‬مؤسس ة الرس الة‪2001 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ح ديث رقم (‬
‫)) ْ‬
‫‪90‬‬

‫‪ ،)17946‬ج‪ ،29‬ص‪ .465‬وأب و داود في ِكتَ اب األقض ية ب اب في الحبس في ال َّد ْين َ‬


‫وغ ْي ِره ب رقم (‪ ،)3628‬ج‪ ،5‬ص‪ ،45‬وق ال عن ه‬
‫ش عيب األرن اؤوط‪ :‬إس ناده حس ن‪ .‬والنس ائي‪ ،‬أحم د بن ش عيب‪ ،‬الس‪22‬نن الك‪22‬برى‪ ،‬حقق ه حس ن ش لبي‪ ،‬بإش راف ش عيب األرن اؤوط‪ ،‬ب يروت‪،‬‬
‫طل الغني برقم (‪ ،)6242‬ج‪ ،2‬ص‪ .970‬والبيهقي‪ ،‬السنن الكبرى‪ ،‬باب حبس من عليه الدين‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪2001 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬باب َم ْ‬
‫رقم (‪ ،)11279‬ج‪ ،6‬ص‪.85‬‬
‫)) ابن السمعاني‪ ،‬قواطع األدلة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .243‬اآلمدي‪ ،‬األحكام‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.70‬‬ ‫‪91‬‬

‫)) صفي الدين الهندي‪ ،‬نهاية الوصول‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.2051‬‬ ‫‪92‬‬

‫)) المرجع السابق‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.2055‬‬ ‫‪93‬‬

‫)) اآلم دي‪ ،‬األحكام‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .78‬ص في ال دين الهن دي‪ ،‬نهاية الوصول‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .2058‬عالء ال دين البخ اري‪ ،‬كشف األس‪2‬رار‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‬ ‫‪94‬‬

‫‪.378‬‬
‫)) اآلمدي‪ ،‬األحكام في أصول األحكام‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.78‬‬ ‫‪95‬‬

‫)) عبد اهلل بن حميد السالمي‪ ،‬طلعة الشمس‪ ،‬تحقيق عمر القيام‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الرشد‪2008 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،1‬ص‪.523‬‬ ‫‪96‬‬

‫)) اآلم دي‪ ،‬األحكام‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .78‬ص في ال دين الهن دي‪ ،‬نهاية الوصول‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ ،2062‬عالء ال دين البخ اري‪ ،‬كشف األس‪2‬رار‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‬ ‫‪97‬‬

‫‪.378‬‬
‫)) اآلمدي‪ ،‬األحكام‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.78‬‬ ‫‪98‬‬

‫)) المرجع السابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.79‬‬ ‫‪99‬‬

‫)) المرجع السابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.79‬‬ ‫‪100‬‬

‫)) ال دريني‪ ،‬المن ‪22‬اهج األص ‪22‬ولية‪ ،‬ص‪ .412‬محم د أديب الص الح‪ ،‬تفس ‪22‬ير النص ‪22‬وص‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .673‬خليف ة ب ابكر الحس ن‪ ،‬من ‪22‬اهج‬ ‫‪101‬‬

‫األصوليين في طرق دالالت اللفاظ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة وهبة‪1989 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ص‪.263‬‬
‫)) الزركشي‪ ،‬البحر المحيط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .18‬محمد أديب الصالح‪ ،‬تفسير النصوص‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.673‬‬ ‫‪102‬‬
‫)) الزركش ي‪ ،‬البحر المحيط‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .22‬ال دريني‪ ،‬المناهج األص‪2‬ولية‪ ،‬ص‪ .413‬مص طفى ال زلمي‪ ،‬أص ول الفق ه في نس يجه الجدي د‪،‬‬ ‫‪103‬‬

‫ص‪.386‬‬
‫)) تقي الدين أحمد بن تيمية‪ ،‬مجموع الفتاوي‪ ،‬الرياض‪ ،‬مكتبة العبيكان‪1998 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،16‬ص‪.62‬‬ ‫‪104‬‬

‫)) الشيرازي‪ ،‬شرح اللمع‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.357‬‬ ‫‪105‬‬

‫)) الشوكاني‪ ،‬إرشاد الفحول‪ ،‬ص‪.272‬‬ ‫‪106‬‬

‫)) اآلمدي‪ ،‬األحكام‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.529‬‬ ‫‪107‬‬

‫)) الهندي‪ ،‬نهاية الوصول‪ ،‬م‪ ،4‬ص‪.1678‬‬ ‫‪108‬‬

‫)) المرداوي‪ ،‬تحرير المنقول‪ ،‬ص‪.251‬‬ ‫‪109‬‬

‫)) الزركشي‪ ،‬البحر المحيط‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.382‬‬ ‫‪110‬‬

‫)) المرداوي‪ ،‬تحرير المنقول‪ ،‬ص‪.251‬‬ ‫‪111‬‬

‫)) التلمس اني‪ ،‬مفت‪22‬اح الوص‪22‬ول‪ ،‬ص‪ ،84‬أحم د بن إدريس الق رافي‪ ،‬العق‪2‬د المنظ‪22‬وم في الخص‪22‬وص والعم‪22‬وم‪ ،‬حقق ه أحم د الختم عب د اهلل‪،‬‬ ‫‪112‬‬

‫القاهرة‪ ،‬دار الكتبي‪1999 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،2‬ص‪.336‬‬


‫)) ابن السمعاني‪ ،‬قواطع األدلة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.191 ،184‬‬ ‫‪113‬‬

‫)) المرداوي‪ ،‬تحرير المنقول‪ ،‬ص‪ .251‬ابن النجار‪ ،‬شرح الكوكب المنير‪ ،‬م‪ ،3‬ص‪.369‬‬ ‫‪114‬‬

‫)) األنصاري‪ ،‬فواتح الرحموت‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .353‬المطيعي‪ ،‬سلم الوصول لشرح نهاية السؤل‪ ،‬مطبوع مع نهاية السول‪ ،‬دمنهور‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪115‬‬

‫مكتبة بحر العلوم‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.468‬‬


‫)) ابن حزم‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪.264‬‬ ‫‪116‬‬

‫)) الدريني‪ ،‬المناهج األصولية‪ ،‬ص‪.321‬‬ ‫‪117‬‬

‫)) ابن السمعاني‪ ،‬قواطع األدلة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.184‬‬ ‫‪118‬‬

‫)) الزركشي‪ ،‬البحر المحيط‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.385‬‬ ‫‪119‬‬

‫)) الغزالي‪ ،‬المستصفى‪ ،‬ص‪.246‬‬ ‫‪120‬‬

‫)) خليفة بابكر الحسن‪ ،‬مناهج األصوليين في طرق دالالت‪ 2‬األلفاظ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة وهبة‪1989 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ص‪.168‬‬ ‫‪121‬‬

‫)) خليفة بابكر الحسن‪ ،‬مناهج األصوليين في طرق دالالت‪ 2‬األلفاظ‪ ،‬ص‪.168‬‬ ‫‪122‬‬

‫)) الزركشي‪ ،‬البحر المحيط‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.385‬‬ ‫‪123‬‬

‫)) الغزالي‪ ،‬المستصفى‪ ،‬ص‪.246‬‬ ‫‪124‬‬

‫)) الزركشي‪ ،‬البحر المحيط‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.383‬‬ ‫‪125‬‬

‫)) التلمساني‪ ،‬مفتاح الوصول‪ ،‬ص‪.84‬‬ ‫‪126‬‬

‫)) الزركشي‪ ،‬البحر المحيط‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .383‬الشوكاني‪ ،‬ارشاد الفحول‪ ،‬ص‪.272‬‬ ‫‪127‬‬

‫)) المرداوي‪ ،‬تحرير المنقول‪ ،‬ص‪ .251‬ابن النجار‪ ،‬شرح الكوكب المنير‪ ،‬م‪ ،3‬ص‪.369‬‬ ‫‪128‬‬

‫)) الرازي‪ ،‬المحصول‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.102‬‬ ‫‪129‬‬

‫)) المطيعي‪ ،‬سلم الوصول لشرح نهاية السؤل‪ ،،‬ج‪ ،2‬ص‪.469‬‬ ‫‪130‬‬

‫)) ابن السمعاني‪ ،‬قواطع األدلة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ .184‬الطوفي‪ ،‬شرح مختصر الروضة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.568‬‬ ‫‪131‬‬

‫)) اآلمدي‪ ،‬األحكام‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.529‬‬ ‫‪132‬‬

‫)) اآلمدي‪ ،‬األحكام‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.530‬‬ ‫‪133‬‬

‫)) اآلم دي‪ ،‬األحك‪22‬ام‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .530‬ص في ال دين الهن دي‪ ،‬نهاي‪22‬ة الوص‪22‬ول‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .1682‬الم رداوي‪ ،‬التحب‪22‬ير ش‪22‬رح التحرير‪ ،‬ج‪،6‬‬ ‫‪134‬‬

‫ص‪ .2665‬القرافي‪ ،‬شرح تنقيح الفصول‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.2150‬‬


‫)) الرازي‪ ،‬المحصول‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.102‬‬ ‫‪135‬‬

‫)) اآلمدي‪ ،‬األحكام‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .530‬صفي ال دين الهن دي‪ ،‬نهاية الوصول‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .1682‬التحبير ش‪2‬رح التحرير‪ ،‬الم رداوي‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‬ ‫‪136‬‬

‫‪ .2665‬القرافي‪ ،‬شرح تنقيح الفصول‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.2150‬‬


‫)) الرازي‪ ،‬المحصول‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.102‬‬ ‫‪137‬‬

‫)) المطيعي‪ ،‬سلم الوصول لشرح نهاية السؤل‪ ،،‬ج‪ ،2‬ص‪.469‬‬ ‫‪138‬‬

‫)) خليفة بابكر الحسن‪ ،‬مناهج األصوليين في طرق دالالت‪ 2‬األلفاظ‪ ،‬ص‪.280‬‬ ‫‪139‬‬

‫)) المطيعي‪ ،‬سلم الوصول لشرح نهاية السؤل‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.469‬‬ ‫‪140‬‬

‫)) خليفة بابكر الحسن‪ ،‬مناهج األصوليين في طرق دالالت‪ 2‬األلفاظ‪ ،‬ص‪.282‬‬ ‫‪141‬‬

‫)) ابن تيمية‪ ،‬مجموع الفتاوي‪ ،‬ج‪ ،16‬ص‪.62‬‬ ‫‪142‬‬

‫)) محمد بن رشد‪ ،‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار المعرفة‪1986 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)8‬ج‪ ،1‬ص‪.352‬‬ ‫‪143‬‬

‫)) الزركشي‪ ،‬البحرالمحيط‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.386‬‬ ‫‪144‬‬

‫)) اآلمدي‪ ،‬األحكام في أصول األحكام‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.64‬‬ ‫‪145‬‬

‫)) وهبة الزحيلي‪ ،‬أصول الفقه اإلسالمي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.349‬‬ ‫‪146‬‬

‫)) عالء الدين أبو بكر بن مسعود الكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.235‬‬ ‫‪147‬‬

‫)) يحيى بن شرف النووي‪( ،‬ت‪676‬هـ)‪ ،‬روضة الطالبين ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عادل عبد الموجود وعلي معوض‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ج‪،7‬‬ ‫‪148‬‬

‫ص‪.31‬‬
‫)) عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي‪ ،‬المغني على مختصر الخرقي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪1994 ،‬م‪( ،‬ط ‪ ،)1‬ج‪ ،7‬ص‪.446‬‬ ‫‪149‬‬

‫)) ابن قدامة‪ ،‬المغني‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.446‬‬ ‫‪150‬‬

‫)) ابن حزم‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪.264‬‬ ‫‪151‬‬

‫)) محم د بن عرف ة الدس وقي‪ ،‬حاش‪22‬ية الدس‪22‬وقي على الش‪22‬رح الكب‪22‬ير‪ ،‬مص ر‪ ،‬دار احي اء الكتب العربي ة‪/‬عيس ى الب ابي الحل بي‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‬ ‫‪152‬‬

‫‪.242‬‬
‫() سنن الترمذي‪ ،‬أبواب الديات ‪ ،‬باب ما جاء في الرجل يقتل ابنه يقاد منه أم ال؟ رقم الحديــث (‪ ،)1401‬ج‪ ،3‬ص‪ .73‬وسنن‬ ‫‪153‬‬

‫ابن ماجه‪ ،‬أبواب الديات ‪ ،‬باب ال يقتل الوالد بولده‪ ،‬رقم الحديث (‪ ،)2661‬ج‪ ،3‬ص‪ .674‬والحديث بالطرق المتعددة يشد بعضه بعض اً‪،‬‬
‫وتدل هذه الطرق على صحة الحديث‪ .‬ابن حجر العسقالني‪ ،‬التلخيص الحبير‪ ،‬رقم الحديث (‪ ،)1687‬ج‪ ،4‬ص‪.16‬‬
‫)) الكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.42‬‬ ‫‪154‬‬

‫)) النووي‪ ،‬روضة الطالبين‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.31‬‬ ‫‪155‬‬

‫)) ابن قدامة المقدسي‪ ،‬المغني على مختصر الخرقي‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.446‬‬ ‫‪156‬‬

‫)) الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.327‬‬ ‫‪157‬‬

‫)) ابن حزم‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪.264‬‬ ‫‪158‬‬

‫)) الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.327‬‬ ‫‪159‬‬

‫)) الكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪42‬‬ ‫‪160‬‬

‫)) الكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.70‬‬ ‫‪161‬‬

‫)) الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي‪ ،‬ج‪ ،‬ص‪.327‬‬ ‫‪162‬‬

‫)) النووي‪ ،‬روضة الطالبين‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.334‬‬ ‫‪163‬‬

‫)) ابن قدامة المقدسي‪ ،‬المغني على مختصر الخرقي‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.190‬‬ ‫‪164‬‬

‫)) ابن قدامة المقدسي‪ ،‬المغني على مختصر الخرقي‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.190‬‬ ‫‪165‬‬
‫)) ابن حزم‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪.264‬‬ ‫‪166‬‬

‫)) فخر الدين عثمان بن علي الزيلعي الحنفي‪ ،‬تبين الحقائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الكتب اإلسالمي‪1313 ،‬هـ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.182‬‬ ‫‪167‬‬

‫)) الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.213‬‬ ‫‪168‬‬

‫)) النووي‪ ،‬روضة الطالبين‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪ .213‬اإلسنوي‪ ،‬التمهيد في تخريج الفروع على اًألصول‪ ،‬ص‪.369‬‬ ‫‪169‬‬

‫)) وهبة الزحيلي أصول الفقه اإلسالمي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.349‬‬ ‫‪170‬‬

‫)) ابن حزم‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪.265‬‬ ‫‪171‬‬

‫)) سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪172‬‬

‫)) ابن النجار‪ ،‬شرح الكوكب المنير‪ ،‬م‪ ،3‬ص‪.367‬‬ ‫‪173‬‬

‫)) ابن النجار‪ ،‬شرح الكوكب المنير‪ ،‬م‪ ،3‬ص‪.367‬‬ ‫‪174‬‬

‫)) اآلمدي‪ ،‬األحكام‪ ،‬م‪ ،2‬ص‪.529‬‬ ‫‪175‬‬

‫)) ابن تيمية‪ ،‬مجموع الفتاوي‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪.20‬‬ ‫‪176‬‬

‫)) الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبير‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.41‬‬ ‫‪177‬‬

‫)) ابن حزم‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬ج‪ ،‬ص‪.159‬‬ ‫‪178‬‬

‫)) أخرج ه أحم د في مس‪2‬نده ح ديث رقم (‪ )2100‬ج‪ ،4‬ص‪ .13‬والترم ذي في س‪2‬ننه‪ ،‬وحس نه‪ ،‬رقم (‪ ،)66‬ج‪ ،1‬ص‪ .122‬وال بيهقي في‬ ‫‪179‬‬

‫السنن الكبرى‪ ،‬رقم (‪ ،)1216‬ج‪ ،1‬ص‪.389‬‬


‫)) النووي‪ ،‬روضة الطالبين‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .131‬التمهيد في تخريج الفروع على اًألصول‪ ،‬ص‪.369‬‬ ‫‪180‬‬

‫)) ابن قدامة المقدسي‪ ،‬المغني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .47‬المقدسي‪ ،‬العدة‪ ،‬ص‪.369‬‬ ‫‪181‬‬

‫)) أخرجه أبو داود في سننه‪ ،‬باب ما ينجس الماء‪ ،‬حديث رقم ( ‪ ،)63‬ج ‪ ،1‬ص ‪ .46‬وأحمد في مسنده‪ ،‬رقم ( ‪ ،)4961‬ج ‪ ،9‬ص ‪.22‬‬ ‫‪182‬‬

‫والترمذي‪ ،‬في سننه رقم (‪ ،)67‬ج‪ ،1‬ص‪123 .‬وصححه الحاكم‪ ،‬المستدرك على الصحيحين‪ ،‬تحقيق محمد عطا‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪1990 ،‬م‪( ،‬ط‪ )1‬حديث رقم (‪ ،)461‬ج‪ ،1‬ص‪.226‬‬
‫)) اإلسنوي‪ ،‬التمهيد في تخريج الفروع على األصول‪ ،‬ص‪.370‬‬ ‫‪183‬‬

‫)) النووي‪ ،‬المجموع‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.117‬‬ ‫‪184‬‬

‫)) ابن قدامة المقدسي‪ ،‬المغني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.47‬‬ ‫‪185‬‬

‫)) الكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.30‬‬ ‫‪186‬‬

‫)) أخرج ه أحم د في مس نده رقم (‪ ،)24240‬ج‪ ،39‬ص‪ .460‬وأحم د بن محم د الطح اوي‪ ،‬ش رح مع اني اآلث ار‪ ،‬حقق ه محم د النج ار‪،‬‬ ‫‪187‬‬

‫بيروت‪ ،‬عالم الكتب‪1994 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬حديث رقم (‪ ،) 461‬وقال عنه صحيح مستقيم اإلسناد غير مضطرب في إسناده‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.76‬‬
‫)) الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبير‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .121‬ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.39‬‬ ‫‪188‬‬

‫)) النووي‪ ،‬روضة الطالبين‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.186‬‬ ‫‪189‬‬

‫)) ابن قدامة‪ ،‬المغني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .144‬عبد الرحمن المقدسي‪ ،‬العدة شرح العمدة‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد علي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬ص‪.42‬‬ ‫‪190‬‬

‫)) رواه أحم د في مس ‪22‬نده‪ ،‬ح ديث رقم (‪ ،)27293‬ج‪ ،45‬ص‪ .265‬وأب و داود في س ‪22‬ننه‪ ،‬رقم ‪ ،181‬ج‪ ،1‬ص‪ .130‬وابن حب ان‪ ،‬في‬ ‫‪191‬‬

‫ص‪22‬حيحه‪ ،‬ب ترتيب ابن بلب ان‪ ،‬تحقي ق‪ :‬ش عيب األرن اؤوط‪ ،‬ب يروت‪ ،‬مؤسس ة الرس الة‪1988 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ح ديث رقم ‪ ،1116‬وق ال عن ه‬
‫شعيب إسناده قوي‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.400‬‬
‫)) أخرج ه ال بيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬رقم (‪ ،)636‬ج‪ ،1‬ص‪ .209‬ابن حب ان في صحيحه‪ ،‬رقم (‪ ،)1118‬ج‪ ،3‬ص ‪ ،401‬وق ال عن ه‬ ‫‪192‬‬

‫شعيب إسناده حسن‪ .‬والحاكم في المستدرك‪ ،‬رقم ‪ ،472‬ج‪ ،1‬ص‪.299‬‬


‫)) أحمد بن محمد بن حجر الهيتمي‪ ،‬تحفة المنهاج في شرح المنهاج‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار احياء التراث العربي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.144‬‬ ‫‪193‬‬

‫)) الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبير‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.432‬‬ ‫‪194‬‬
‫)) سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪195‬‬

‫)) الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبير‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.41‬‬ ‫‪196‬‬

‫)) الكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.30‬‬ ‫‪197‬‬

‫)) النووي‪ ،‬روضة الطالبين‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.47‬‬ ‫‪198‬‬

‫)) ابن قدامة المقدسي‪ ،‬المغني‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.37‬‬ ‫‪199‬‬

‫)) سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪200‬‬

‫)) الزنجاني‪ ،‬تخريج الفروع على األصول‪ ،‬ص‪.163‬‬ ‫‪201‬‬

‫)) الكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.266‬‬ ‫‪202‬‬

‫)) ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.42‬‬ ‫‪203‬‬

‫)) ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.42‬‬ ‫‪204‬‬

‫)) النووي‪ ،‬روضة الطالبين‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.466‬‬ ‫‪205‬‬

‫)) ابن قدامة‪ ،‬المغني‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.420‬‬ ‫‪206‬‬

‫)) ابن رشد‪ ،‬بداية المجتهد‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.42‬‬ ‫‪207‬‬

You might also like