Professional Documents
Culture Documents
الشأخاص هل يستلزم
عموم الحأوال
والزأمنة والبقاع ؟
إعداد الدكتور
خالد محمد العروسي عبد القادر
السأتاذ المساعد بكلية الشريعة والدراسأات السألماية
جاماعة أم القرى -ماكة المكرماة
-2-
ملخص البحث
صدق ابن دقيق العيد -رحمه ال -حين قال )) :أصول الفقه هو الذي يقضي ول
يقضى عليه (( ،ومان قواعده العظيمة ،التي كانت قاضية وحاكمة على كثير مان المسائل ،
هذه القاعدة وهي :العام في الشأخاص هل هو عام في الزأمانة والماكنة والحوال ؟ أو :
العام في الشيء هل هو عام في ماتعلقاته ؟
وهذه القاعدة التي تناولتها في هذا البحث ،بقيت قرون ا طويلة ،خامالة غير ماذكورة ،
وإن ذكرت ،فتذكر رعررضا في ثنايا الكلم ،حتى أثارها المتأخرون مان الئمة .فاختلفوا
فيها اختلف ا عظيم ا .وهذا البحث الذي أقدماه بين يديك ،هو جهد المقل ،جمعت فيه
تحقيقات الئمة ،وأزألت بعض الضطراب الذي وقع فيه بعضهم ،ل سأيما في تعيين ماوضع
الخلفا ،وتوجيه بعض الدلة ،وجمعت مان المسائل التي فررعها العلماء مان هذه القاعدة
.
وتكوون هذا البحث مان ماقدماةة وفصلين :
أماا المقدماة ،فذكرت فيها أهمية هذه المسألة ،وخصائصها .
أماا الفصل الول فجعلته توطئة وتمهيدا للمسألة ،وتكوون مان أربعة ماباحث هي :
الول :تعريف العام .
الثاني :صيغ العموم .
الثالث :تعريف المطلق .
-3-
أماا الفصل الثاني ،فهو الذي يتعلق بهذه المسألة ،وتكرون مان سأتة ماباحث هي :
الول :صورة المسألة وماوضعها في كتب الصول .
الثاني :أصل المسألة وماوضع النزاع .
الثالث :ماذاهب العلماء وتحقيقاتهم للمسألة .
الرابع :أدلة العلماء وماناقشتها .
الخاماس :المسائل المفررعة على هذه القاعدة .
السادس :الترجيح بين المذاهب .
والحمد ل رب العالمين
الباحأث
د /خالد محمد العروسي عبد القادر
-4-
المقدمة
الحمد ل ،حمدا توجبه سأوابغ نعمه ،التي ل تتعرد ول تحصى ،رفع بالعلم قدر
العلماء ،فجعلهم ورثة النبياء .
وصلى ال على سأريدنا ماحمد ،المبعوث إلى الناس كافة ،بين يدي الساعة بشيرا
ونذيرا ،فهدى ال به مان شأاء مان عباده ،وفتح برسأالته قلوبا غلفا ،وعيونا عميا ،وآذانا
صما ،وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ،إلى يوم الدين ،وسأرلم تسليما كثيرا .
وبعد :فإن مان سأمات هذا الدين العظيم ،العموم والشمول في الفراد ،فهو يخاطب
الناس كافة ،أحمرهم ،وأسأودهم ،مان شأهد الوحي وصحب الرسأول ش ،ومان جاء
بعدهم إلى أن تقوم الساعة قال ش )) :والذي نفسي بيده ل يسمع بي رجل مان هذه
الماة ،يهودي ول نصراني ،ثم ل يؤمان بي إل دخل النار ((). (1
ومان سأماته العموم والشمول في أحكاماه وقضاياه ،فكل خطاب عام قد شأمل في
دللته كل حادثة وقعت في الماضي ،وتقع الن ،أو يمكن وقوعها في المستقبل .فما
حكم به على زأاةن ،أو سأارق ،فهو حكم على كل زأان ،أو سأارق إلى أن تقوم الساعة .
لهذا وغيره اعتنى الصوليون كل العناية ،بباب العموم ،فأفردوا لمسائله وماباحثه
ماصنفات اختصت به ،ككتاب تلقيح الفهوم في تنقيح صيغ العموم ) (2و أحكام كل
)) (( ))
وحسبك أنهم يفخرون لورود لفظ العموم على لسان الئمة كالشافعي وأحمد رحمهما
ال تعالى). (4
1
)( أخرجججه ماسججلم فججي صججحيحه فججي كتججاب اليمججان ،بججاب وجججوب اليمججان برسأججالة نبينججا ماحمججد ش رقججم )
( 153عن أبي هريرة رضي ال عنه .
2
)( هو للحافظ صلحا الدين أبي سأعيد خليل بن كيكلدي العلئي الشافعي الدماشقي ) ت 761هج ( .
3
)( هو لقاضي القضاة تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي السبكي ) ت 756هج ( .
4
)( انظر :المسودة ص . 81
-5-
والمسائل التي اندرجت تحت هذا الباب ،ماسائل عظيمة الشأن ،جليلة القدر ،
شأغلت الئمة ،وتسابق أهل التحقيق في تقريرها ،واسأتخراج لطائف ماعانيها ،وقواعد
مابانيها ،حتى صار اللغويون وأهل البيان عالة عليهم في تحرير بعض دللت اللفاظ .
والمسألة التي نحن بصددها هي :هل العام في الشأخاص ،يستلزم العموم في الزأمانة
والماكنة والحوال ؟ وجعل لها آخرون عنوان ا يقول :العام في شأيء ،هل هو عام في
مافرداته وماتعلقاته ؟ وهي مان عظيم هذه المسائل وجليلها ،إل أنها اماتازأت بخصائص ،
جعلتها نسيج وحدها بين المسائل الخرى ،فقد بقيت خامالة غير ماذكورة ،حتى أثار
صيدها بعض المتأخرين -في آخر القرن السادس -فتسابق أهل الشأن لقتناص فوائدها
،وتقييد شأواردها ،فأصاب مان أصاب الرماي ،فأتى بالعجب بالعجاب ،مان تحقيقات
بديعة ونكت لطيفة ،ماما سأتقف عليه خلل هذا البحث إن شأاء ال ،وأخطأ مان أخطأ
الرماي ،فاجتهد ،ول يلم المرء بعد اجتهاد .
ومان خصائص هذه المسألة أيضا ،تفرقها بين ماصنفات الصول ،وكتب الحكام ،
فمن رام تحقيقها في ماظانها -أي كتب الصول -فما شأفى غليلا ،وبقيت نفسه على
تشروفا وتطلع ؛ حتى يعود إلى بقية كتب الحكام التي تناولت هذه المسألة .
وفي هذا البحث ،الذي أقدماه بين يديك ،قمت بجمع ماا تبعثر ،ونظم ماا انتثر مان
صلا أقوالهم ،مانصقح ا ماا اضطربت فيه
هذه المسائل ،مابرين ا ماا أبهم مان كلم العلماء ،ماف ص
تحقيقاتهم ،ماحصررا لموضع النزاع والخلفا ،ماستعين ا على هذا كله بأقوال المحققين مانهم
،وبما صرح مان لوازأم ماذاهبهم .
ويبقى شأيءء أخير يجدر ذكره ،وهو ماأخذ يؤخذ على الذاكرين لهذه القاعدة ،وهو
أنهم أغفلوا ذكر المسائل الفقهية المخرجة عليها ،حتى المصنفات التي عنيت بهذا الفن ،
خلت عن ذكرها أو الشأارة إليها .
لذلك قمت بجمع ماا تيسر مان هذه المسائل مان كتب الفروع والحكام وغيرها ،
ذكرها الئمة في ماعرض السأتدلل ،ومان لوازأم هذه التخريجات اسأتبان لي كثير مان اللبس
الذي وقع في تحقيقات بعض الئمة .
هذا وال تعالى أسأأل أن ينفع بذلك دينا ودنيا ،ويجعل هذا العلم نورا يسعى بين
أيدينا ،ويصلح أعمالنا ونياتنا ،إنه على كل شأيء قدير ،وبالجابة جدير .
-6-
الفصل الول
المبحث الوأل :تعريف العام
العام لغة :شأمول أمار المتعدد ،يقال :عومهم المار يعمهم عموماا :أي شأملهم). (1
واصطلحا )) :اللفظ المستغرق لما يصلح له (( .
وهذا تعريف أبي الحسين البصري) ، (2وابن السمعاني) ، (3واختاره الرازأي) (4وزأاد عليه
)) :بحسب وضع واحد (( ) (5احترازأا عما يتناوله بوضعين فصاعدا كالمشترك ،واختار هذا
التعريف أتباع الماام ،وطائفة مان الصوليين). (6
وعورفه الغزالي) (7بقوله )) :اللفظ الواحد الدال مان جهة واحدة على شأيئين
فصاعدا ((). (8
وقال ابن الحاجب) )) : (9والولى :ماا دل على ماسميات باعتبار أمار اشأتركت فيه
1
)( انظر :لسان العرب ،ماادة ) عمم ( .
2
)( هججو ماحمججد بججن علججي بججن الطيججب ،المعججتزلي ،أحججد أئمتهججم ،صججاحب )) المعتمججد (( و)) شأججرحا الصججول
الخمسة (( سأكن بغداد وتوفي بها سأنة 436هج .انظججر ترجمتججه فجي :شأجذرات الججذهب/ 7 :ج ،40العلم:
. 275 / 6
3
)( هججو مانصججور بججن ماحمججد بجن عبججد الجبججار التميمججي الشججافعي ،أبججو المظفججر ،صججاحب )) قواطججع الدلججة (( ولججد
سأنة 426وتوفي سأنة . 489انظر ترجمته في :طبقات الشافعية ، 335 / 5 :العلم . 112 / 7 :
4
)( هو ماحمد بن عمر بن الحسين ،أبجو عبد الج ،فخر الدين ال رازأي ،يعجرفا بابن الخطيب ،صجاحب
)) المحصججول (( و)) التفسججير (( .تججوفي سأججنة 606هج ج .انظججر ترجمتججه فججي :شأججذرات الججذهب / 7 :ج ، 40
العلم . 313 / 6 :
5
)( انظر التعريف الول وبهذا القيد في :المعتمد ، 203 / 1 :قواطع الدلة ، 282 / 1 :الكاشأف :
. 214 / 4
6
)( انظر :نهاية السول ، 312 / 2 :العدة ، 140 / 1 :البحر المحيط . 5 / 3 :
7
)( هججو ماحمججد بججن ماحمججد بججن ماحمججد الغزالججي الطوسأججي الشججافعي ،أبججو حاماججد ،حجججة السأججلم ،صججاحب
)) المستصفى (( و)) إحياء علوم الدين (( توفي سأنة 505هج .انظر ترجمته في :شأذرات الذهب 18 / 5 :
العلم : ،
. 22 / 7
8
)( انظر :المستصفى . 32 / 2 :
9
)( هو عثمان بن عمر بن أبي بكر الكردي المالكي ،جمال الدين ،أبو عمرو ،المعروفا بابن الحججاجب ،
صججاحب )) ماختصججر المنتهججى (( و)) الكافيججة (( تججوفي سأججنة 646هج ج .انظججر ترجمتججه فججي :شأججذرات الججذهب :
، 405 / 7العلم . 211 / 4 :
-7-
1
)( انظر :رفع الحاجب . 61 / 3 :
2
)( هججو سأججليمان بججن عبججد القججوي بججن عبججد الكريججم الطججوفي البغججدادي الحنبلججي ،أبججو الربيججع ،نجججم الججدين ،
ص ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججاحب
)) شأججرحا ماختصججر الروضججة (( و)) التعييججن شأججرحا الربعيججن (( تججوفي سأججنة 716هجج .انظججر ترجمتججه فججي :شأججذرات
الذهب ، 71 / 8 :العلم . 127 / 3 :
3
)( انظر :التعيين شأرحا الربعين :ص . 217
-8-
وماثال الكل قولك :كل رجل مانكم يحمل الصخرة ،أي المجموع ل كل واحد .
أماا الكلي :فهو ماا يشترك في مافهوماه كثيرون ،كالحيوان والنسان فإنه صادق على
جميع أفراده). (1
1
)( انظر :رفع الحاجب ، 82 / 3 :شأرحا الكوكب المنير ، 112 / 3 :تيسير التحرير . 193 / 1 :
-9-
فيمن يعقل كقوله تعالى :س ((
و أين و أونى و)) حيث (( لعموم المكان ،و ماتى و أويان لعموم الزماان ،
(( )) (( )) (( )) (( ))
فتقول )) :حيثما أتيتني أكرماتك (( عوم كل ماكان ،وإذا قلت )) :ماتى جئت أكرماتك (( عوم
كل
زأماان .
- 2ماا عتصرفا باللم غير العهدية ،وهو إماا لفظ واحد نحو :قوله تعالى :س
ش ] النور [ 2 :أو جمع ،ثم الجمع إماا أن يكون له
واحءد مان لفظه
كج“ المسلمين ” ،و “ المشركين ” ،و “ الذين ” ،فواحده “ :المسلم ” “ ،
المشرك ” ،
و “ الذي ” .أو ل يكون له واحد مان لفظه نحو “ :الناس ” ،و “ الماء ” ،و “
التراب ” ،فل يقال فيه “ :ناسأة ” ،أو “ مااءة ” ،أو “ ترابة ” ،لن هذه اللفاظ
وضعت لتدل على جنس مادلولها ،ل على آحاده مانفردة .
- 3لفظ الجمع واسأم الجنس إذا أضيفا إلى ماعرفة نحو :رأيت عبيد زأيد ،وشأاهدت
- 10 -
ماال عمرو ،اقتضى ذلك أن الرؤية والمشاهدة كانت لجميع ذلك .
- 4لفظ كل و جميع وماا تصرفا مانها نحو :أجمع وأجمعين ،وهما أقوى
(( )) (( ))
1
)( انظججر هججذا المبحججث فججي :شأججرحا ماختصججر الروضججة / 2 :ج - 465ج ، 474المسججودة :ص ، 91رفججع
الحاجب . 186 / 3 :
- 11 -
1
)( انظر :شأرحا ماختصر الروضة ، 634 - 633 / 2 :شأرحا الكوكب المنير . 393 / 3 :
- 13 -
وهذا المبحث هو حرفا المسألة التي نحن بصددها ،فاجعله مانك على ذتسكةر .
1
)( انظر :تلقيح الفهوم :ص . 96 - 94
- 14 -
الفصل الثاني
المبحث الوأل :صورة المسألة وأموضعها
في كتب الصول
يضرب الصوليون ماثلا لهذه القاعدة بقوله تعالى :س
ش
] التوبة [ 50 :فهي عاماة في كل ماشرك .فمن قال :إن عموم الشأخاص يستلزم عموم
الحوال والزأمانة والبقاع يقول :ماعنى الية :اقتلوا كل ماشرك ،على أي حال كان ،وفي
ص مانه البعض كأهل الذماة .
أي زأماان وماكان كان ،إل ماا تخ و
أماا مان قال :إن العام في الشأخاص ماطلق في المذكورات ،فل تعم الصيغة في شأيء
مان هذه الربع ،فإذا قال :اقتلوا المشركين ،عوم كل ماشرك لعموم الصيغة بحيث ل يبقى
فرد ،لكنه ل يعم الحوال ،حتى ل يقتل في حال الهدنة والذماة ،ول يعرم المكان ،حتى
يدل على المشركين في أرض الهند ماثلا ،ول الزأماان حتى يدل على يوم السبت ماثلا ،
فهي ماطلقة في هذه الربع ،ل يدل عليها بنفي ول إثبات ،فإذا جاءت السنة ماثلا بحكم
،كاسأتثناء أهل الذماة ،لم يكن ذلك ماخالفا لظاهر لفظ القرآن ،بل هو بيان لما لم يتعرض
له).(1
وهذا المثال على هذا الوجه ،إنما تيذكر تجوزأا ،وإل فهو غير صالح لتصوير أصل
المسألة وذلك لن الية قد وجدت فيها قرينة تدل على عموم الماكنة وهي قوله تعالى :
س ش ] التوبة [ 5 :و حيث تفيد عموم المكان
(( ))
وأركد هذا العموم بقوله )) :وجدتموهم (( ،وماا كان فيه قرينة تدل على العموم ل يصلح أن
يكون ماثالا للقاعدة). (2
وخير مان هذا المثال المذكور ماا تنقل عن القاضي أبي يعلى) (3ماحتجا على جوازأ
1
)( انظر :البحر المحيط ، 30 / 3 :شأرحا المحلى على جمع الجواماع ، 408 / 1 :أصول ابن مافلح :
السلطانية (( توفي سأنة 458هج .انظر ترجمته في :شأذرات الذهب ، 252 / 5العلم . 99 / 6 :
1
)( انظر :المسودة في ، 88القواعد والفوائد الصولية :ص . 311
2
)( انظججر :شأججرحا الكججوكب المنيججر / 3 :ج ، 115رفججع الحججاجب / 3 :ج ، 83شأججرحا المحلججى علججى جمججع
الجواماج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججع :
، 408 / 1البهاج . 86 / 2 :
3
)( انظر :أصول ابن مافلح ، 994 / 3 :المسودة :ص ، 88القواعد والفوائد الصولية :ص . 311
4
)( انظر :شأرحا ماختصر الروضة . 377 / 2 :
5
)( هججو ماحمججد بججن إسأججماعيل بججن صججلحا الكحلنججي الصججنعاني ،يعججرفا بججالماير ،ويلقججب بالمؤيججد بججال ،ماججن
ماصنفاته )) سأبل السلم ،شأرحا بلوغ المرام (( و)) شأرحا الجاماع الصغير (( وغيرها ،توفي سأنة 1182هج .
انظر ترجمته في :العلم . 38 / 6 :
- 16 -
الجمهور ،ول يقولون بأنه يتكرر عليه المار أصلا ،فهذا الذي ذكره) (1ليس مان ماحل
النزاع في ورد ول صدر ((). (2
والحق أن ماسألة إفادة المار للتكرار ،والمسألة التي نحن بصددها ،قد جاءتا في
قرجررةن واحد ،وبينهما تلزأم ل يخفى ،يقول الزركشي )) :واعلم أن بعضهم يعصبر عن التكرار
بالعموم ،لن أوامار الشرع ماما يستلزم فيه العموم التكرار إن قلنا :إن العام في الشأخاص
عام في الحوال والزأمانة (() . (3وإذا وجدت مان يقول :إن العام في الشأخاص ،عام في
الحوال والزأمانة ،ثم يقول :إن المار ل يفيد التكرار ،فقوله هذا مابني على دليل خارجي
،أو قرينة ترجحت عنده أوجبت الخروج عن هذا التلزأم .
1
)( ويقصد الجلل المحلى شأارحا جمع الجواماع
2
)( انظر :حاشأية الصنعاني على أحكام الحكام . 241 / 1 :
3
)( انظر :البحر المحيط . 386 / 2 :
- 17 -
1
)( هو ماحمد بن بهادر بن عبد ال ،بدر الدين الزركشي ،الشافعي ،ويلقب بالمنهاجي ،صاحب )) البحر
المحيججط (( و)) البرهججان (( .تججوفي سأججنة بمصججر سأججنة 794هج ج .انظججر ترجمتججه فججي :شأججذرات الججذهب / 8 :
، 572العلم . 60 / 6 :
2
)( هو أحمد بن إدريس القرافي الصنهاجي المالكي ،أبو العباس ،شأهاب الدين صاحب )) نفجائس الصججول
في شأرحا المحصول (( و)) الفروق (( .توفي سأنة 684هج .انظر ترجمته في :العلم . 95 / 1 :
3
)( انظر :شأرحا تنقيح الفصول :ص ، 200الفروق ، 138 / 1 :نفائس الصول . 1995 / 4 :
4
)( هو ماحمد بن علي بن وهب القشيري ،أبو الفتح ،تقي الدين ،المعروفا بابن دقيق العيد ،صاحب
)) إحكججام الحكججام شأججرحا عمججدة الحكججام (( و)) شأججرحا اللمججام (( .تججوفي سأججنة 702ه ج .انظججر ترجمتججه فججي :
شأذرات الذهب ، 11 / 7العلم . 283 / 6 :
5
)( ذكر ذلك ابن الملقن في العلم . 454 / 1 :
6
)( انظر :إحكام الحكام ، 54 / 1 :شأرحا اللمام . 275 / 1 :
- 18 -
كان أمارا بجميع القيسة ،كان ماتناولا -ل ماحالة -لجميع الوقات ،وإل قدحا ذلك
في كونه ماتناولا لكل القيسة ((). (2
حال الكفر والسألم ،حتى جاء التخصيص مانه ش فبوين أن المقصود المسلم ل الكافر
.
وكلم الماام أحمد ظاهر ظهورا برينا في العمل بهذه القاعدة ،إل أن المخالفين مان
1
)( انظر :قواطع الدلة . 363 / 3 :
2
)( انظر :الكاشأف . 182 / 6 :
3
)( انظر :المبحث الول مان هذا الفصل .
4
((
)( هو ماحفوظ بن أحمد بن الحسن الكلوذاني ،البغدادي ،الحنبلي ،أبو الخطاب ،صاحب )) التمهيد
و)) الخلفا الكججبير (( ،تججوفي سأججنة 510هج ج ببغججداد .انظججر ترجمتججه فججي :شأججذرات الججذهب / 6 :ج ، 45
العلم . 291 / 5 :
5
)( انظر :التمهيد . 187 / 2 :وانظر كذلك :القواعد والفوائد الصولية :ص . 311
6
)( انظر :أصول ابن مافلح ، 840 / 2 :القواعد والفوائد الصولية :ص . 312
- 19 -
بعض الحنابلة يقولون :تسمية أحمد له عاما ا في الشأخاص قصد به عموم بدل ،ل
شأمول).(1
ومان هذه النقول ماا ذكره الزركشي نقلا عن الغزالي في فتاويه فإنه قال فيما إذا
(( ))
قال لماته الحامال :كل ولد تلدينه فهو حر ،أنه كما يشمل الذكر والنثى ،يشمل
اختلفا الوقت فينبغي أن يعم ويتكرر .
وماا نص عليه الشافعي فيما إذا قال الرجل لزوجته :أنت طالق ،ثم قال :أردت إن
دخلت الدار ،أنه ل يدين ،وإذا نوى إلى شأهرين يدين ففرق بين الزماان والمكان ،ثم نقل
عن بعض أئمة الشافعية أنه ل فرق ،بل هو عام في الزماان والمكان). (2
وأحسب أن في هذين المثالين نظر ،وذلك لن في اللفظ قرينة تدل على عموم
الزماان والحال ،وذلك لنه عولق العتق والطلق على شأرط ،وهو يقتضي التكرار ،فيكون
عاما ا في الزماان ،لذا لم أقف على مان اسأتدل مان هذين النقلين على هذه المسألة مان
الشافعية ،والزركشي لم يجزم بنسبة هذه المسألة للشافعي والغزالي ،بل قال :هو ظاهر
كلماهم .
أماا الفرع الخر لهذه المسألة ،وهو القول :إن العام في الشأخاص ماطلق في الزأماان
والبقاع والحوال والتعلقات ،فإن الباحث ليجد أن أغلب ماصنفات الصول تنسبها
للقرافي والصفهاني) (3دون غيرهما ،بل قد نفى بعض العلماء أن يكون أحد قد قال
بقولهما) ، (4وكأنها ماسألة ابتدعها القرافي ووافقه الصفهاني ،ثم مااتت بموتهما .
وليس المار كذلك ،بل لهذه المسألة سألف سأبقوا القرافي إليها ،وخلف ورثوها عنه
وعملوا بها .فممن صررحا بفرع هذه المسألة عن المتقدماين سأيف الدين المادي ،فإنه
قال في الكلم على قول الصحابي هل هو حجة ،جوابا عن الحتجاج بقوله ش :
1
)( انظر :أصول ابن مافلح ، 840 / 2 :القواعد والفوائد الصولية :ص . 312
2
)( انظر :البحر المحيط . 30 / 3 :
3
)( هو ماحمد بن ماحمود بن ماحمد بن عرباد ،العجلي ،الشافعي ،أبو عبد ال ،شأمس الدين الصفهاني
،صججاحب )) الكاشأججف عججن المحصججول (( و)) غايججة المطلججب (( .تججوفي سأججنة بالقججاهرة سأججنة 688هج ج .انظججر
ترجمته في :شأذرات الذهب ، 710 / 7 :العلم . 87 / 7 :
4
)( انظر :سألم الوصول لشرحا نهاية السول . 341 / 3 :
- 20 -
)) أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم (() )) : (1إن الخبر وإن كان عاماا في الصحاب
والمقتدين
يهم ،على أن ماا فيه القتداء غير عام ،ول يلزم مان العموم في الشأخاص ،العموم في
الحوال (() (2وصورحا بها أيضا ماجد الدين ابن تيمية) (3في المسرودة فقال )) :ثم فرق بين
أفراد الفعل وبين لوازأم الفعل مان المكان والزماان والحوال ،فالصواب أن ماثل هذا لم
يتعرض له المار ل بإذن ول بمنع ((). (4
واسأتدل بها ابن قداماة) (5في ماوضع مان كتابه “ المغني ” ،وإن كان المشهور عنه
القول الول). (6
)(8
وعمل بفرع هذه المسألة مان المتأخرين أبو العباس بن تيمية) (7وابن قاضي الجبل
1
)( الحديث أخرججه عبد بن حميجد فجي ماسنده عن ابن عمجر ،ول يصجح .انظر :المطالب العالية / 4 :
. 146
2
)( الحكام في أصول الحكام . 227 / 3 :
3
)( هججو عبججد السججلم بججن عبججد الج ج بججن الخضججر بججن تيميججة الحنبلججي ،أبججو البركججات ،ماجججد الججدين ،صججاحب
)) المنتقى مان أحاديث الحكام (( و)) المحرر (( توفي سأنة 652هج .انظججر ترجمتججه فججي :شأججذرات الججذهب :
، 443 / 7العلم . 6 / 4
4
)( انظر :المسودة :ص . 89
5
)( هججو عبججد الج بججن أحمججد بججن ماحمججد بججن قداماججة المقدسأججي الحنبلججي ،ماوفججق الججدين ،أبججو ماحمججد ،صججاحب
المغنج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججي (( ، ))
و)) روضة الناظر (( .توفي سأنة 620ه ج .انظجر ترجمتجه فججي :شأججذرات الجذهب / 7 :ج ، 155العلم :
. 67 / 4
6
)( انظر :أصول ابن مافلح . 995 / 3 :
7
)( هججو أحمججد بججن عبججد الحليججم بججن عبججد السججلم بججن تيميججة الحنبلججي ،أبججو العبججاس ،تقججي الججدين ،صججاحب
)) الفتاوى (( و)) مانهاج السنة (( ،تجوفي سأجنة 728ه ج .انظججر ترجمتججه فجي :شأجذرات الججذهب / 8 :ج ، 142
العلم :
. 144 / 1
8
)( هو أحمد بن الحسن بن عبد ال المقدسأي الحنبلي ،شأرفا الدين ،أبو العباس ،مان تصانيفه )) أصول
الفقه (( و)) الفائق (( .توفي سأنة 771هج .انظر ترجمته في :شأذرات الذهب ،376 / 8 :العلم/ 1 :
. 111
- 21 -
وغيرهم). (1
أماا ماوضع النزاع في هذه المسألة ،فيجري في العام الذي في سأياق النفي ،والعام
الذي في سأياق المار ،وأل توجد صيغة مان صيغ العموم الدالة على عموم الزماان أو
المكان أو الحال .
وحرجر تاج الدين السبكي) (2رحمه ال الخلفا في العام إذا كان في سأياق الثبات
كقوله تعالى :س ش ] التوبة ، [ 5 :
ونفى أن يكون الخلفا في الفعل إذا كان في سأياق النفي ،كما لو قيل :ل تقتل ماسلم ا
،فنظر إلى النهي الذي يفيد التكرار ،فيعم كل زأماان ،ثم جعل مان لزأم عموم الزماان،
عموم المكان والحال ،فصار كل فعل في سأياق النهي أو النفي يدل على عموم الزماان
وضعا وعلى عموم الحال اسأتلزاماا ،فلم يبق الخلفا إل في الفعل الذي في سأياق
الثبات). (3
وهذا القول الذي ذهب إليه التاج ،ل أعلم أحدا وافقه عليه) ، (4فهو أولا غير ماتجه
ماع القائلين بأن العام في الشأخاص يستلزم عموم الزأماان والحوال ،لنهم جعلوا التلزأم
بين الشأخاص والفعال ،وبين الزماان والمكان والحال ،وذلك لحاجة الفعل والشخص
إلى ظرفا يقع فيه ،وإلى حال يكون فيها ،أماا التاج فجعل التلزأم بين عموم الزماان وعموم
الحال ماطلق ا ،وهو ماا يخالف ماقالة الجمهور .وثاني ا إذا سألمنا بالتلزأم ،فهو ل يلزم
القائلين بأن العام في الشأخاص ماطلق في الزأمانة والحوال ،وسأتقف بإذن ال في
المسائل المخررجة على هذا الصل ،ماسائل فررعها القرافي مان العام في سأياق النفي،
فجعلها عاماة في الزماان للنهي ،ماطلقة في الحوال والمتعلقات ،وهذا يخالف ماا التزماه
1
)( انظر :مانهاج السنة ، 219 / 4 :شأرحا الكوكب المنير . 116 / 3 :
2
((
)( هو عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي ،أبو نصر ،مان تصانيفه )) جمع الجواماع
و)) رفع الحاجب عن ماختصر ابن الحاجب (( .توفي سأجنة 771ه ج .انظجر ترجمتجه فجي :شأجذرات الجذهب
:
، 380 / 8العلم . 184 / 4 :
3
)( انظر :البهاج . 87 / 2 :
4
)( نسب الصنعاني هذا القول للجلل المحلي في شأرحة على جمع الجواماع ،لكني لم أقف عليه .
- 22 -
السبكي .
ثم يبقى تنبيه أخير يقتضيه المقام ،وهو أن الصوليين ل يذكرون أول مان أحدث هذه
المقالة -أي القول بأن العام في الشيء ماطلق في أحواله وماتعلقاته -وإن كانوا يتفقون
ت في تتبع نشأتها ،وجدت أن القائلين
على أنه خلفا المشهور والمعروفا ،وإذا اجتهد ر
بهذه المسألة ،كانوا في سأنين ماتقاربة ،في زأمان المادي وماجد الدين بن تيمية ،ول تكاد
تعرفا قبلهم .ماما يرجح أن ظهورها كان في أول القرن السابع ،ثم شأاعت وذاعت على
لسان القرافي .فاجعل هذا التنبيه مانك على ذتسكةر ،فهو ماعين -إن شأاء ال -على ماعرفة
الصواب والراجح مان هذه القوال عند تعرضنا له في المبحث الخير .
- 23 -
الزأماان ،وقد عملت به مارة ،فل يلزم أن أعمل به أخرى لعدم عموم المطلق ،قلنا له :
لما دلت الصيغة على العموم في كل ذات دخلت الدار ،ومان جملتها الذوات الداخلة في
آخر النهار ،فإذا أخرجت تلك الذوات فقد أخرجت ماا دلت الصيغة على دخوله وهي كل
ذات ((). (1
ثم أورد رحمه ال سأؤالا على ماا سأرلم به -وهو أن المطلق يكفي في العمل به ماررة
واحدة -فقال :هل يكتفى فيه بالمرة فعلا -أي بفعل المكلف -أو حملا على المقويد
؟
فإذا قلنا بالفعل فهو ماسولم كما إذا قال :أعتق رقبة ،ففعل ذلك ماورة ،ل يلزماه
إعتاق رقبة أخرى ،لحصول الوفاء بمقتضى المار مان غير أن نقول باقتضاء اللفظ العموم .
أماا إذا قلنا :إنه يكتفى فيه بالمررة الواحدة حملا على المقيد ،فغير ماسولم لن مان
ماقتضى تقييد المطلق بالصورة المعينة حملا ،أن ل يحصل الكتفاء بغيرها ،كما لو قال :
أعتق رقبة ،فإن ماقتضى الطلق أن يحصل الجزاء بكل ماا يسمى رقبة ،وذلك يقتضي
الجزاء به ،فإذا خصصنا الحكم بالرقبة المؤمانة مانعنا إجزاء الكافرة ،وماقتضى الطلق
الجزاء إن وقع العتق لها ،وماا فعلناه خلفا ماقتضاه .
إلى أن قال رحمه ال )) :فتنبه لهذه المواضع التي ترد عليك مان ألفاظ الكتاب
والسنة ،إذا كان الطلق في الحوال أو غيرها ماما يقتضي الحمل على البعض فيه عود
التخصيص إلى ماحل العموم وهي الشأخاص ،أو ماخالفة المقتضى الطلق عند الحمل ،
فالحكم بالتخصيص أو التقييد ماع وجوب الوفاء بمقتضى العموم أو الطلق ل يكون إل
لدليل مانفصل ،أماا إذا كان الطلق في صورة ل تقتضي ماخالفة صيغة العموم ،ول ينافي
ماقتضى الطلق فالكلم صحيح ((). (2
هذا ماا خرطه ابن دقيق العيد عن هذه القاعدة ،وأحسب أن كلماه واضح كل الوضوحا
أنه يعني أن العام في الشأخاص يدل على العموم في الحوال التزاما ا ل وضع ا .وأغلب
الظن أن مان حمل كلماه على الثاني ،فجعله ماذهب ا ثالث ا ،إنما حمله على هذا الوهم عدم
إطلعه على شأرحا اللمام ،واكتفاؤه بما أماله -اسأتمله عماد الدين ابن الثير
الشافعي) - (3في شأرحا العمدة ،وآية ذلك أن الناقلين عن شأرحا اللمام كالسبكي
1
)( انظر :إحكام الحكام . 55 / 1 :
2
)( انظر :شأرحا اللمام . 279 - 277 / 1 :
3
)( هو إسأماعيل بن أحمد بن تاج الدين ابن الثير الحلبي ،كاتب مان العلماء بالدب ،مان ماصنفاته )) كنججز
- 25 -
الولى :الصل فيها أنها تقع على مان يعقل والثانية :فيما ل يعقل ،ولكن إذا اختلط مان
يعقل وماا ل يعقل أتي بلفظ مان تغليب ا لوصف العقلء ،كما إذا قلت :رأيت مان في
(( ))
الدار ،وأنت تريد الرجال ،والنساء ،والجمادات والبهائم ،ول تقول :رأيت ماا في الدار،
لشرفا العاقل على البهائم والجماد .
ومان هذه المقدماة دخل في تحقيق هذه القاعدة فقال )) :إذا قلنا :انظروا إلى ماا خلق
ال مان شأيء كان عموماا لفظيا في جميع المخلوقات ،عاماا في جميع أحوالها ،ومان
جملة أحوالها كان بعضها عقلء ،وأن اللفظ يتناول هذه الحالة لعموماه وإذا ماا تناولها ماع
غيرها يكون قد اجتمع مان يعقل وماا ل يعقل ،فيتعين التغليب كما تقدم ،فيكون التعبير
حينئذ بلفظ
مان ،ل بلفظ ماا ،لكن لما كانت العرب تعصبر بلفظ ماا في هذا المقام دون لفظ
(( )) (( )) (( ))
مان دل ذلك على أن هذه الحالة التي هي حالة العقلء ،لم يتناولها اللفظ البتة ،وأنه (( ))
إنما يتناول عموم الموجودات مان حيث هي ماوجودات ،ماع ماطلق الحالة ،وهي حالة ماا ،
غير ماعوينة ،التي هي أعم مان العقلء ،والجمادات ،والقاعدة :أن العم المعنوي ل
يستلزم الخص ،فلذلك لم يتعين اندراج حالة العقل في مادلول اللفظ فلم يتعين التغليب ،
ول وجد سأببه وهذا برهان قوي على أن العام في الشأخاص ماطلق في الحوال فتأمال ذلك
((). (2
- 3تحقيق أبي الحسن الباجي): (3
البراعة (( و)) شأرحا قصيدة ابن عبدون (( توفي سأنة . 699انظر ترجمته في :العلم . 309 / 1 :
1
)( انظر :البهاج ، 87 / 2 :البحر المحيط . 33 / 3 :
2
)( انظر :العقد المنظوم ، 381 - 380 / 1 :وانظر كذلك :شأرحا تنقيح الفصول :ص . 200
3
)( هججو علء الججدين علججي بججن ماحمججد بججن خطرججاب البججاجي ،المصججري ،الشججافعي قججال ابججن العمججاد :صججنف
ماختصرات في علوم ماتعددة اشأتهرت وحفظت في حياته ثجم انطفئجت كجأن لجم تكجن .تجوفي سأجنة 714ه ج .
- 26 -
وهو تحقيق نقله عنه تلميذه تقي الدين السبكي) (1وقال عن كلم ابن دقيق العيد
والقرافي )) :كل مان القولين غير صحيح (() . (2ثم بوين أن الصواب العمل بالقاعدة ،يعني
أن العام في الشأخاص ماطلق في الحوال والزأمانة والبقاع ،ول يلزم ماا ذكره القرافي ،
بمعنى أنه إذا عمل به في الشأخاص في حالة ماا ،في ماكان ماا ،ل يعمل به في تلك
الشأخاص مارة أخرى ،أماا في أشأخاص أخر فيعمل به ،ول يلزم التخصيص في الشأخاص ،
فالتوفية بالطلق ل يتكرر ذلك الحكم ،فكل زأان تيحرد ،وإذا جلدناه ،ل نجلده ثانيا في
ماكان آخر ،أو زأماان آخر ،أو حالة أخرى ،إل إذا زأنى ماررة أخرى ،لن تكرر جلده
ل دليل عليه ،والفعل ماطلق). (3
وهذا التحقيق الذي نقله السبكي الكبير ،هو عين ماا قاله ابن دقيق العيد في شأرحا
))
اللمام ،وأشأار إلى ذلك ولده تاج الدين فقال )) :وغالب ظني أن الشيخ تقي الدين ابن ((
دقيق العيد في شأرحا اللمام ذكر هذا التقرير بعينه (() . (4وصررحا به كذلك الزركشي
(( ))
فقال )) :وهذا ماستمد ماما ذكره الشيخ في شأرحا اللمام (() (5بل وأنكر الصنعاني -
(( ))
رحمه ال -عليه قوله )) :وكل مان القولين غير صواب (( ثم يعود إلى قوله ويصوبه). (6
ولما كان هذا التقرير ،على هذا الوجه قد يرد عليه اعتراض يقول :إن عدم تكرار
الجلد في الزنا ماثلا ماعلوم مان كون المار ل يقتضي التكرار ،فالمطلق هو الحكم ،أي
عدم تكرار الجلد ،والعام هو المحكوم عليه ،أي كل زأان ،وهما غيران -أي يجوزأ
وجود أحدهم ماع عدم الخر ، -وهذا يناقض قولنا :العام ماطلق ،لما كان هذا التقرير
على هذا الوجه زأاده السبكي الكبير تهذيب ا ،حتى يرجع العموم والطلق إلى لفظة واحدة
،فقال ماا حاصله :إن المحكوم عليه كالزاني ماثلا ،أو المشرك ،فيه أماران :أحدهما :
الشخص ،والثاني :الصفة ،كالزنا ماثلا ،وأداة العموم لما دخلت عليه ،أفادت عموم
الشأخاص ،ل عموم الصفة ،فالصفة باقية على إطلقها ،فهذا ماعنى قولهم :العام في
الشأخاص ماطلق في الحوال والزأمانة والبقاع ،أي كل شأخص حصل مانه ماطلق زأنا تحود ،
وكل شأخص حصل مانه ماطلق شأرك قتل بشرطه ،فرجع العموم والطلق إلى لفظة واحدة
باعتبار مادلولها). (1
- 4تحقيق الصنعاني :
أورد الصنعاني رحمه ال هذا التحقيق في حاشأيته على إحكام الحكام ،وغولط كلا
مان القرافي وابن دقيق العيد ،لن القرافي روجح ماقتضى الطلق وجعله حاكم ا على العموم
مان غير مارجح ،وكذلك فعل ابن دقيق العيد حين ررجح ماقتضى العموم وجعله حاكما على
الطلق مان غير مارجح أيضا فقال )) :والتحقيق أن العام في الشأخاص غير ماطلق في
الحوال والماكنة والزأمانة ،بل هو ماقيد بها عقلا فإنه لبد مان حال يقع عليه أفراد العام ،
وزأماان وماكان يقع فيهما ضرورة عقلية ،والتخصيص كما يقع بالعقل اتفاقا يقع التقييد به،
إذ هما مان واد واحد ،فكل فرد مان أفراد العام ماقيد بحال وزأماان وماكان ،أي على أي
حال ،وفي أي ماكان ،وفي أي زأماان ،فهو عام في أحوال الفراد وأزأماانها وأماكنتها ،فإن
أرادوا بقولهم إنه ماستلزم عموم الحوال والزأمانة والماكنة عقلا ،فهو ماا أردناه وإن
اختلفت العبارة ،ولكن قول الشارحا -يعني ابن دقيق العيد )) : -ونحن ل نقول بالعموم
في هذه المواضع مان حيث الطلق (( تسليم للقرافي ومان ماعه أن العام ماطلق ،ونحن
ل نسلمه ،بل نقول إنه ماقيد عقلا بعموم أزأمانة الفراد وأحوالها وأماكنتها ،وبه يندفع ماا
أوردناه مان البحث في أنه ترجيح بل مارجح ،إذ مابناه على أن العام ماطلق في غير الذوات
كما قاله القرافي وسألمه الشارحا ،وقوله )) :وهو ماطلق فيها (( قد عرفت أنه غير ماطلق فيها
بل ماقيد عقلا بأي ماكان وأي زأماان وعلى أي حال ((). (2
1
)( انظر :أحكام كل :ص . 607
2
)( انظر :حاشأية الصنعاني على إحكام الحكام . 246 - 245 / 1 :
- 28 -
ورحم ال الماام الصنعاني ،فقد وقع فيما أنكره على السبكي ،حين غرلط ابن دقيق
العيد ثم رجع إلى قوله وصروبه ،وهذا ماا فعله في هذا التحقيق فهو في حقيقته تكرار لكلم
ابن دقيق العيد ،وإل ماا الفرق بين التقييد عقلا ،والتقييد بدللة اللتزام -وهي دللة
عقلية -؟ فالصنعاني يقول بأرنه ماقيد عقلا بعموم أزأمانة الفراد وأحوالها وأماكنتها ،وابن
دقيق العيد يقول بأنه ماقيد التزاماا بعموم أزأمانة الفراد وأحوالها وأماكنتها .ثم ضرب رحمه
ال ماثلا فقال )) :فلو قال :اعط كل عالم مان علماء البلد درهما فأعطاهم جميعا فصار
مامتثلا وخلصت ذماته عن المار ،ولو أعطاهم إل واحدا لم يخلص عن المار ول عتود
مامتثلا ،
لنه لبد مان عموم العطاء كل الفراد ،وعلى قول القرافي إن أعطى واحدا خلص عن
ذلك ((). (3
وهو قول نتلجلل القرافي أن يقول به ،فالمثال الذي ذكره الصنعاني طافح بالصيغ الدالة
على العموم ،وقد سأبق القول أن الخلفا ل يجري فيما وجدت فيه قرينة العموم ،فالمثال
المذكور فيه لفظة كل وهي أقوى صيغ العموم ،ولفظ )) علماء البلد (( وهو جمع مانكر
(( ))
ماضافا يفيد العموم بالتفاق ،ثم أتيقال بعد هذا كله )) :على قول القرافي إن أعطى واحدا
ف. خلص عن ذلك (( ؟ هذا رخسل ء
وسأبب هذا الخلط ،أن الصنعاني رحمه ال طرد الخلفا في كل عام .وقد سأبق
القول أن الخلفا بين العلماء ،فيما إذا لم تكن هناك قرينة تدل على عموم الماكنة
والزأمانة والحوال ،وسأيأتي إن شأاء ال تعالى في المبحث الخاماس ،في المسائل
المخورجة على هذه القاعدة ،ماسألةء حكم عليها القرافي بعموم الزماان لوجود قرينة تدل
عليه .
3
)( انظر :حاشأية الصنعاني على إحكام الحكام . 246 / 1 :
- 29 -
باللف واللم ،فيعم جميع المااكن ،وليس هذا ماوضع النزاع ،إنما النزاع فيما إذا لم
يكن هناك قرينة تدل على العموم). (5
1
)( هو خالد بن زأيد بن النججار ،شأججهد العقبجة وبجدرا ،ماجات سأججنة 50ه ج بجأرض الجروم فججي زأماجن ماعاويجة وقيججل
52هج .انظر ترجمته في :أسأد الغابة . 121 / 2 :
2
)( أخرجه البخاري في كتاب الصلة ،باب قبلة أهل المدينة وأهل الشام رقم ، 394 :وماسلم في كتاب
الطهارة ،باب السأتطابة رقم . 264 :
3
)( انظر :إحكام الحكام . 55 / 1 :
4
)( هججو عمججر بججن علججي بججن أحمججد النصججاري الشججافعي ،أبججو حفججص ،ماججن ماصججنفاته )) :العلم بفوائججد عمججدة
الحكام (( و)) التوضيح بشرحا الجاماع الصحيح (( .توفي سأنة 804هج .انظر ترجمته في :شأججذرات الججذهب
،71 / 9 :العلم . 57 / 5 :
5
)( انظر :العلم / 1 :ج ، 455وانظر كذلك :أحكجام كجل :ص ، 608البحجر المحيجط / 3 :ج ، 32
البهاج . 88 / 2 :
- 30 -
- 2الحديث الذي رواه أبو سأعيد بن المعلى) (1قال )) :كنت أصرلي في المسجد
فدعاني رسأول ال فلم أجبه ،فقلت :يا رسأول ال إني كنت أصلي ،فقال :ألم يقل ال :
ش س
] النفال . (2)(( [ 24 :
ووجه الدللة :أن النبي ش جعل الية عاماة في الحوال ،فأنكر على أبي سأعيد
حين دعاه -وهو في حالة الصلة -فلم يجبه حتى سأرلم .فدرل على أن العام في
الشأخاص ،عام في الحوال كذلك). (3
وتعرقب هذا السأتدلل أيض ا تاج الدين السبكي فقال )) :ظهر لي الن أن العموم في
الحوال ،إنما جاء في هذه الية مان صيغة إذا ،فإنها ظرفا ،والمار ماعلق بها وهي
(( ))
شأرط أيض ا ،والمعلق على شأرط يقتضي التكرار ،والظرفا يشمل جميع الوقات ،ويلزماها
الحوال ((). (4
وهذا العتراض مابني على ماا يراه تاج الدين السبكي ،مان التلزأم بين عموم الزماان
والحوال ،وفيه نظر ،سأبق الكلم فيه ،إذ ليس هناك تلزأم بين الزماان والحال ،نعم قد
دول الحديث على عموم الزماان لصيغة إذا لكن ليس هناك صيغة أخرى تدل على عموم
(( ))
الحوال ،بل عموم الحال اسأتفيد مان عموم الشأخاص في قوله )) :اسأتجيبوا (( ،وسأيأتي
في المبحث السادس ،عند التعرض للترجيح ،اسأتقصاء لقوال العلماء في هذا الحديث ،
وأن هذا العتراض لم يلتفت إليه أحد .
- 3وهو اسأتدلل ذكره ابن دقيق العيد ،طالما شأغف به الصوليون ،حين يعتمدون
في إثبات الشيء على حسن اللوم فقال )) :وأيض ا فإن الصوليين يعتمدون في إثبات
العموم على حسن اللوم فيمن خالف ماقتضى العموم ،ولو قلنا بهذا القول ،لزم أن يكون
السيد إذا قال لعبده :مان دخل الدار فأعطه درهم ا ،فدخل الدار أقوام ل يحصون ،فلم
1
)( أبججو سأججعيد بججن المعلججى ،قيججل اسأججمه :رافججع بججن المعلججى .وقيججل الحججارث ،ل يعججرفا إل بحججديثين ،هججذا
أحدهما .توفي سأنة 73أو 74هج .انظر ترجمته في :أسأد الغابة . 139 / 6 :
2
)( الحديث أخرجه البخاري في كتاب التفسير ،باب ماا جاء في فاتحة الكتاب ،رقم . 4744 :
3
)( انظر :البحر المحيط ، 32 / 3 :فتح الباري لبن رجب . 458 / 3 :
4
)( انظر :البهاج شأرحا المنهاج . 87 / 2 :
- 31 -
يعطهم شأيئ ا أن ل يتوجه اللوم إلى العبد ،لن له أن يقول :لفظك عام في الذوات ،ماطلق
بالنسبة إلى الحوال والزأماان ،فأنا أعمل بلفظك فيمن دخل مان الطوال ،ول أعمل به في
غيرهم ،أو فيمن دخل آخر النهار ،أو آخر العمر ،وأكون قد عملت بمقتضى اللفظ
لكان ذلك سأبب اللوم جزماا ((). (1
ب -أدلة ماذهب القرافي :
- 1حديث أبي أيوب النصاري المتقدم ،فقالوا :هو حجة للقرافي لنه لو كان
عموم الفعل في سأياق النهي يقتضي العموم في المكان لما كان لتعريف المكان باللف
واللم في قوله )) :الغائط (( فائدة). (2
ضسعفه ل يخفى ،غايةت ماا هنالك ،أن في الحديث قرينة تدل على عموم
وهو اسأتدلل ت
المكان ،فتبقى النصوص التي خلت مان القرائن ماوضع نزاع .
- 2ماا تنقل عن القاضي عبد الوهاب) (3في قوله تعالى :س
ش ] التوبة [ 5 :قال )) :لو كان
العام في المشركين عاما ا في المكان ،لكان قوله تعالى :س
بيع الخيار :إن الخيار عام ،وماتعلقه وهو ماا يكون فيه الخيار ماطلق ،فيحمل على خيار
1
)( انظر :شأرحا اللمام . 280 / 1 :
2
)( انظر :العلم . 455 / 1 :
3
)( هججو عبججد الوهججاب بججن علججي بججن نصججر التغلججبي البغججدادي المججالكي ،أبججو ماحمججد ،ماججن ماصججنفاته )) :عيججون
المج ججالس (( و)) الشأج جرافا عل ججى ماس ججائل الخلفا (( ،ت ججوفي سأ ججنة 422ه ج ج .انظ ججر ترجمت ججه ف ججي :شأ ججذرات
الذهب ، 112 / 5 :العلم . 184 / 4 :
4
)( انظر :العلم . 455 / 1 :
- 32 -
1
)( انظر :البحر المحيط ، 32 / 3 :العلم . 455 / 1 :
2
)( هو ماحمد بن عبد الدايم النعيمي الشافعي ،شأمس الدين ،مان ماصنفاته )) :شأرحا اللفية (( فججي الصججول
و)) شأرحا العمدة (( .توفي سأنة 831ه ج .انظجر ترجمتجه فجي :شأجذرات الجذهب / 9 :ج ، 286العلم :
. 188 / 6
3
)( هو عبد ال بن عمجر بجن الخطجاب العجدوي ،أبجو عبجد الرحمجن ،ماجن فقهجاء الصجحابة ،شأجهد فتجح ماكة ،
توفي سأنة 73هج .انظر ترجمته في :أسأد الغابة ، 336 / 3 :العلم . 108 / 4 :
4
)( الحديث أخرجه البخاري في صحيحه ،كتاب البيوع ،بجاب البيعجان بالخيجار رقجم ) ، ( 2110وماسجلم
في كتاب البيع ،باب ثبوت خيار المجلس رقم ) . ( 1531
5
)( انظر :إحكام الحكام . 108 / 3 :
- 33 -
فنقل عنه أنه قال )) :الخيار عام وماتعلقه وهو ماا يكون فيه الخيار ماطلق ،فيحمل على
خيار الفسخ ((). (1
ويزداد عجبك إذا علمت أن لبن دقيق العيد كلم مالحق بما سأبق يزيل أي احتمال
للتدافع المزعوم في كلماه ،ويوجهه إلى غير الوجهة التي أرادها البرمااوي رحمه ال ،وماع
ض البرمااوي الطرفا عنه ،ولم يشر إليه ل تصريح ا ول تلميح ا .ولم يتنبه إلى
ذلك غ ر
ذلك -فيما أعلم -إل الكمال بن أبي شأريف) (2رحمه ال ،فرد عنه ،وأحسن الرد فقال
ماا حاصله إن ابن دقيق العيد ل يمنع كون العام في الشأخاص ماطلقا في المتعلقات إل إذا
نافى ذلك ماقتضى صيغة العموم ،وتقييد إطلق ماتعلق الخيار ،وحمله على خيار الفسخ ل
ينافي ماقتضى صيغة العموم في قوله )) :فكل مانهما بالخيار (( لن اللم فيه للعهد ل للعموم
،ثم سأاق كلم ابن دقيق العيد -الذي أغفله البرمااوي -وهو قوله )) :حمله على خيار
الفسخ أولى لوجهين :أحدهما أن لفظة الخيار قد عهد اسأتعمالها مان الرسأول ش في
خيار الفسخ كما في حديث حبان بن مانقذ) )) : (3ولك الخيار (() (4فالمراد مانه خيار الفسخ
،وحديث المصراة )) :فهو بالخيار ثلثا (() (5فيحمل الخيار المذكور ههنا عليه لنه لما
كان ماعهودا مان النبي ش كان أظهر في الرادة ((). (6
1
)( انظر :الدر اللواماع )) ماخطوط ، 145 ،ب (( ،حاشأية الصنعاني على إحكام الحكام . 244 / 1 :
2
)( هججو ماحمججد بججن ماحمججد بججن ابججي شأ جريف المقدسأججي الشججافعي ،كمججال الججدين ،أبججو المعججالي ،ماججن تصججانيفه
)) الججدر اللواماججع بتحريججر جمججع الجواماججع (( و)) الفرائججد فججي حججل شأججرحا العقائججد (( .تججوفي سأججنة 906ه ج .انظججر
ترجمته في :شأذرات الذهب ، 43 / 1 :العلم . 53 / 7 :
3
)( هو حبان بن مانقجذ بجن عمجرو بجن النججار النصجاري الخزرججي ،شأجهد أحجدا وماجا بعجدها ،تجوفي فجي خلفجة
عثمان وعمره 130عاما ا .انظر ترجمته في :أسأد الغابة . 666 / 1 :
4
))
)( الحديث بهذا اللفظ أخرجه الدارقطني في سأننه في كتاب البيع رقم ) ( 2992أن النججبي ش قججال :
إذا بعججت فقججل :ل خلبججة ،ثججم أنججت فججي كججل سأججلعة تبتاعهججا بالخيججار ثلث ليججال (( .وضججعفه ابججن حجججر فججي
تلخيص الحبير . 21 / 3 :
5
)( أخرجه ماسلم في كتاب البيع ،باب حكم بيع المصراة ) ( 1524عججن النججبي ش قججال )) :ماجن اشأججترى
ماصرات فهو بالخيار ثلثة أيام (( .
6
((
)( انظر :إحكام الحكام ، 109 / 3 :وانظر رد ابن أبي شأريف في :الدرر اللواماع )) ماخطوط 145 :
.
- 34 -
فأين هذا مان نقل البرمااوي ؟ وهل في كلم ابن دقيق العيد ماا يدل على قوله :إن
الخيار عام ؟ وقد صررحا تصريحا ل لتسبس فيه أن اللم في الخيار هي للعهد ل للعموم ،
ولذلك حمل الحديث على الفسخ .
وقد ذكر ابن أبي شأريف ردا آخر ل يقوم على سأاق صحيحة فقال )) :الجواب أورده
عن غيرهم بصيغة قيل ،ونقله عن غيره بصيغة قيل ل ينافي اختياره غير ماا نقله بالصيغة
)( 1
المذكورة (( ومان عرفا مانهج ابن دقيق العيد ل يلتفت إلى هذا الرد ،فهو إذا نقل جواب ا
عن غيره ،وكان غير مارضي ،يتعقبه دائم ا بالنقض أو التضعيف .
- 4وهذا السأتدلل أورده ابن الملقن -رحمه ال -فقال )) :إن أبا حنيفة في
ماسألة الفعل في سأياق النفي يقول بعدم العموم في المفعول في الزماان والمكان ،ووافقه
الشافعي على عدم العموم في الزماان والمكان ،وخالفه في المفعول به ،واحتج عليه أبو
حنيفة بقياس المفعول به على الزماان والمكان الذي سأرلم الشافعي عدم العموم فيهما ،
وهذا ماثل ماقالة القرافي ((). (2
وهذا السأتدلل في غاية الوهن ،وينقض أوتله آخره ،وابن الملقن يشير إلى المسألة
المشهورة ،فيما إذا وقع الفعل المتعصدي في سأياق النفي أو حصيز الشرط ،ولم تيصصرحا
بمفعوله ،كما إذا قال :وال ،ل أكلت ،أو :ل آكل ،أو :إن أكلت فعلى كذا ،فهل
يكون للعموم ؟
فعند الشافعي وماالك وأحمد وأبو يوسأف :يكون للعموم ،فيعم جميع المأكولت ،
والعام يقبل التخصيص ،فلو نوى ماأكولا دون ماأكول صحت نيته ول يحنث بأكل غيره).(3
وذهب أبو حنيفة وفخر الدين الرازأي إلى عدم العموم ،فل يقبل التخصيص لن
التخصيص مان ماوانع العموم). (4
1
)( الدرر اللواماع )) ، 145ب (( .
2
)( انظر :العلم . 456 - 455 / 1 :
3
)( انظججر :المستصججفى / 2 :ج ج ، 62شأججرحا تنقيججح الفصججول :ص ، 184شأججرحا الكججوكب المنيججر / 3 :
، 203تيسير التحرير . 246 / 1 :
4
)( انظر :فواتح الرحموت ، 286 / 1 :المحصول . 627 / 2 / 1 :
- 35 -
وهذه هي المقدماة الثانية التي ذكرها ابن الملقن ،وهي ماسلمة له ،أماا المقدماة الولى
وهي قوله :إن الشافعي قال بعدم العموم في المفعول فيه ،أي الزماان والمكان ،فغير
ماسلم ،وقد انتزعه مان كلم الرازأي حين قال )) :ثم أجمعنا على أنه لو نوى التخصيص
بالمكان والزماان لم يصح ((). (1
وابن الملقن لو لم يكن شأافعيا للتمسنا له العذر في هذا النقل ،ولكن أرنى له العذر ،
وهذا الجماع الذي ادعاه الرازأي أنكره عليه أكثر الشافعية ،بل نقلوا نصا عن الشافعي أنه
إذا قال :إن كلمت زأيدا فأنت طالق ،ثم قال :أردت شأهرا ،أنه يصح ،ويقبل مانه بل
فرق) . (2فكيف يصح القياس ،والصل باطل غير ماسولم ،ثم إذا سألمنا بهذا القياس
الفاسأد ،فإن قياس المفعول به على المفعول فيه ،فيه تعسف ،لن المفعول به مان
ماقروماات الفعل في الوجود ،لن أكلا بل ماأكول ماحال أماا الزماان والمكان فليسا مان لوازأم
مااهية الفعل ،ول مان ماقومااته ،بل هما مان لوازأم الفاعل ،ول شأك أن دللة الفعل على
المفعول به أقوى مان دللته على المفعول فيه). (3
نعم ،قد أجرى القرافي قاعدته على هذه المسألة ،وألزم نفسه بها فقال )) :والذي
عندي في هذه المسألة أن الفعل المذكور عام في أفراد المصادر ،ماطلق في المفاعيل ،
وقد تقدمات قاعدة وهي :أن العام في الشأخاص ماطلق في الحوال والزأمانة والبقاع
والمتعلقات ،والمفاعيل مان جملة المتعلقات ،فيكون اللفظ ماطلقا فيها ...وكذلك ههنا
ماتعلق قوله :
ل آكل ،ماطلق ،فإن لم يكن له نية حنث بأي ماأكول أكله ،فإن نوى ماأكولا ماعينا لم
يحنث بغيره ،وتكون هذه النية ماقيدة للمطلق ...فعلى هذا تكون هذه المسألة ماع الحنفية
في تقييد المطلق هل يجوزأ في غير الملفوظ فيما درل اللفظ عليه التزاماا أم ل ؟ وليست في
أن اللفظ عام أم ل ؟ ((). (4
هذا ماا ألزم القرافي نفسه ،وهو غير لزأم لغيره ،بل قد ينعكس هذا السأتدلل الذي
1
)( انظر :المحصول . 628 / 2 / 1 :
2
)( انظر :رفع الحاجب ، 166 / 3 :البحر المحيط . 125 / 3 :
3
)( انظر :البحر المحيط ، 125 / 3 :تلقيح الفهوم :ص . 453
4
)( العقد المنظوم . 523 / 1 :
- 36 -
أورده ابن الملقن فيقال :جماهير أهل العلم قالوا في ماسألة الفعل في سأياق النفي ،إنه
عام في المفعول فيه والمفعول به .وهذا ماثل ماقالة ابن دقيق العيد .
- 37 -
أ -اسأتدل القرافي رحمه ال بهذه القاعدة في فروقه ،عند ذكر قاعدة الحمل
(( ))
على أول جزئيات المعنى ،وقاعدة الحمل على أول أجزائه ،فبعد أن برين الفرق بين الجزء
والكل والجزئي والكلي) ، (1ذكر أن كثير مان فقهاء المذهب وغيرهم التبس عليهم ،
اطلءق ،وقع في أصول الفقه ،وهو أن ترتيب الحكم على السأم هل يقتضي القتصار
على أوله أم ل ؟ فغلطوا في تخريج بعض المسائل على هذه القاعدة فأورد رحمه ال
ماسائل توافقها ،مانها :ماسألة اختلفا العلماء في التفرقة بين الماة وولدها في البيع ،أو
القسمة ،هل يمنع ذلك إلى البلوغ أو الثغار) (2؟ وقال )) :إن المشهور هو الثاني) (3دون
الول وتخريجه على القاعدة ماتيسر أيض ا ،حسن لسبب أن قوله ش )) :ل تووله والدة
على ولدها (() (4عام في الوالدات والمولودين مان جهة أن والدة نكرة في سأياق النفي
(( ))
فتعم ،و ولدها اسأم جنس أضيف فيعم ،وعام في الزأماان أيض ا مان جهة أن ل لنفي
(( )) (( ))
1
)( راجججع :الفصججل الول ،المبحججث الول ،فق ججد تعرض ججت لتعريججف هججذه المصججطلحات ،ووج ججه إلحاقهججا
بالعموم والمطلق .
2
)( الثغار :سأقوط روابع الصبي ،انظر :المغصرب ،فصل )) الثاء ماع الغين (( .
)( إن أراد بالمشججهور عنججد المالكيججة فهججو ماسجولم ،أماججا الحنفيججة والحنابلججة وروايججة عنججد الشججافعية أنججه يمنججع إلججى 3
البلوغ .انظر :روضة الطالبين / 3 :ج ، 83المغني / 4 :ج ، 180ماواهب الجليجل / 4 :ج ،371شأجرحا
فتح القدير . 112 / 6 :
4
)( الحديث أخرجه البيهقي فجي سأجننه ،كتجاب النفقجات ،بجاب الم تجتزوج فيسقط حقهجا ماجن حضجانة الولجد
سن الحديث السيوطي في الجاماع الصغير . 583 / 2 :
) . ( 15767وح ر
- 38 -
السأتقبال على جهة العموم ومانه :س
ش ] طه [ 74 :فإن ذلك يعم الزأمانة المستقبلة ،غير أنه ماطلق في
أحوال الولد ،لن القاعدة :إن العام في الشأخاص ماطلق في الحوال ،وإذا كان ماطلقا
في الحوال فهو يتناول أمارا كليا يصدق في رتبة دنيا وهي الثغار ،ورتبة عليا وهي البلوغ
،فإذا خرج الخلفا على القاعدة مان هذا الوجه اسأتقام ،لنه حمل اللفظ على أدنى
ماراتب جزئياته ،ول يخالف اللفظ الدال على الكلي وأماا عموم ل فهو راجع إلينا ،
(( ))
كأنه قال :حرم ال تعالى عليكم ذلك في جميع الزأمانة المستقبلة مان زأمان هذا الخطاب
وليس عموماه بالنسبة إلى الماهات والولد ،فلم تكن فيه ماعارضة لعدم العموم في
الوالدات فتأمال ذلك ((). (1
وماعلوم ماما سأبق أن دللة العموم على أفراده كلية ،ل كلي ،فمن يقول :إن العام
في الشأخاص عام في الحوال ،فيجري لفظ ولدها على عموماه فيجعل النهي إلى
(( ))
ب -اسأتدل ابن قداماة أيضا بهذه القاعدة في المغني ،في ماسألة مان قتل أو أتى
(( ))
حدا خارج الحرم ،ثم لجأ إلى الحرم هي يستوفى مانه فيه ؟ فنقل خلفا العلماء ،وانتصر
لقول مان يقول :أنه ل يستوفى مان الملتجيء إلى الحرم .
والقائلون بالسأتيفاء اسأتدلوا بعموم المار بجلد الزاني) (2وقطع السارق) ، (3واسأتيفاء
القصاص) ، (4مان غير تخصيص بمكان دون ماكان ،فأجابهم بقوله )) :وأماا جلد الزاني
وقطع السارق والمار بالقصاص ،فإنما هو ماطلق في الماكنة والزأمانة ،فإنه يتناول ماكان ا
1
)( انظر :الفروق . 138 / 1 :
2
)( وهججي ق ججوله تع ججالى :س
ش النور . 2 :
3
)( وهج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججي قج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججوله تعج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججالى :س
ش المائدة . 38 :
4
)( وهج ج ج ج ج ججي ق ج ج ج ج ج ججوله تع ج ج ج ج ج ججالى :س
ش البقرة . 178 :
- 39 -
غير ماعين ،ضرورة أنه لبد مان ماكان ،فيمكن إقاماته في ماكان غير الحرم ،ثم لو كان
عموماا ،فإن ماا رويناه خاص يخص به ((). (1
جج -وعمل بهذه القاعدة أبو العباس ابن تيمية رحمه ال في ررده على الرافضي الذي
زأعم أن أبا بكر مانع فاطمة) - (2رضي ال عنهما -إرثها ،ماستدلا بقوله ش )) :نحن
ماعاشأر النبياء ل نورث ،ماا تركناه صدقة (() (3وماخالف ا لقوله تعالى :س
ش ] النساء . [ 11 :
وقد أجاب ابن تيمية رحمه ال عن ذلك بوجوه :مانها :أن الية لم يقصد بها بيان مان
يورث ،ومان ل يورث ،ول بيان صفة الموروث والوارث ،وإنما قصد بها أن المال
الموروث يقسم بين الوارثين على هذا التفصيل إلى أن قال )) :ول يقال :إن ظاهرها
ماتروك ،بل نقول :لم يقصد بها إل بيان نصيب الوارث ،ل بيان الحال التي يثبت فيها
الرث ،فالية عاماة في الولد والموتى ،ماطلقة في الموروثين ،وأماا شأروط الرث ،فلم
تتعرض له الية ،بل هي ماطلقة فيه ،ل تدل عليه بنفي ول إثبات ،كما في قوله تعالى :
ش س
(()(4
. ] التوبة [ 5 :عام في الشأخاص ماطلق في المكان والحوال
د -ومامن عمل بهذه القاعدة نجم الدين الطوفي في شأرحا الربعين عند شأرحه
(( ))
لحديث )) :بني السألم على خمس :شأهادة أن ل إله إل ال ،وأن ماحمدا رسأول ال ،
1
)( انظر :المغني . 91 / 9 :
2
)( فاطمججة بنججت رسأججول ال ج ش ،سأججيدة نسججاء العججالمين ،ماججا عججدا ماريججم بنججت عم جران ،أماهججا خديجججة بنججت
خويلد تزوجت علي بن أبي طالب رضي ال عنهما ،توفيت بعد وفاة رسأول ال ش بستة أشأهر .
انظر :أسأد الغابة . 216 / 7 :
3
)( الحديث أخرجه البخاري في صجحيحه فجي كتجاب فضجائل أصجحاب النجبي ،بجاب مانجاقب قرابجة رسأجول الج
ش ومانقبة فاطمة ) ، ( 3712وماسلم في كتاب الجهاد والسير ،باب حكم الفيء ) . ( 1759
4
)( انظر :مانهاج السنة . 220 - 219 / 4 :
- 40 -
وإقام الصلة ،وإيتاء الزكاة ،وحج البيت ،وصوم رماضان ((). (1
ولما كان الطوفي -رحمه ال -يرى أن العام في الشأخاص ،ماطلق في الزأمانة
والحوال ،وهذا الحديث يقتضي تقرر السألم المعتبر لمن أتى بهذه الركان الخمسة مارة
واحدة ،وهو ماطلق في الزأماان ،والمطلق يكتفى فيه بالعمل مارة واحدة ،فبماذا يثبت
عموماه في الزأماان ،وتكرره فيه ؟
فأجاب )) :بالدلة المنفصلة الدالة على العموم ،نحو قوله ش )) :خمس صلوات
كتبهن ال في اليوم والليلة (( ) (2وقوله عليه الصلة والسلم )) :مان ترك الصلة فقد
كفر (() (3يقتضي مان تركها مارة واحدة كفر ،وذلك يقتضي عموم وجوبها في الزأماان ،
والدلة على ذلك كثيرة ((). (4
ثانيا :القائلون بأن العام في الشأخاص عام في الزأمانة والحوال :
أ -اسأتدل بهذه القاعدة ابن دقيق العيد -رحمه ال -في فروع ابن الحاجب
(( ))
) ، (5وذكرها في ماعرض ماناقشة بين حنفي وشأافعي ،في وجوب النية في الوضوء ،واسأتدل
الشافعي على وجوب النية بقوله ش )) :ماا مانكم مان رجل يقرب وضوءه فيتمضمض
ويستنشق فينتثر إل خررت خطايا وجهه ، (6)(( ...فيقول الحنفي :قد اتفقنا على العمل به
في الوضوء المنوي ،حيث ل يقع قربه إل بالنية ،وبذلك قضينا عهدة الحديث ،ويبقى ماا
عداه مان الوضوء إذا لم ينو القربة ،هل تيوجب الطهارة بدون النية أم ل ؟ وليس في
1
)( الحديث أخرجه البخاري في كتاب اليمان ،باب دعاؤكم أيمانكم ) ، ( 8وماسجلم فجي كتجاب اليمجان
،باب بيان أركان السألم ) . ( 9
2
)( الحججديث أخرجججه البخججاري فججي كتججاب اليمججان ،بججاب الزكججاة ماججن اليمججان ) ، ( 46وماسججلم فججي كتججاب
اليمان ،باب بيان الصلوات التي هي أحد أركان السألم ) ( 8عن طلحة بن عبيد ال رضي ال عنه .
3
)( أخرجججه الترماججذي فججي كتججاب اليمججان ،بججاب ماججا جججاء فججي حرماججة الصججلة ) ( 2621والنسججائي فججي كتججاب
الصلة ،باب الحكم في تارك الصلة ) ( 463عن عبد ال بن بريدة عججن أبيججه )) العهججد الججذي بيننججا وبينهججم
الصلة فمن تركها فقد كفر (( قال الترماذي :حديث حسن صحيح غريب .
4
)( انظر :التعيين :ص . 82
5
)( نقله عنه الزركشي في البحر المحيط . 435 - 434 / 3 :
6
)( هو جزء مان حديث طويل رواه ماسلم في صحيحه في كتججاب صججلة المسججافرين ) ( 832عججن أبججي أمااماججة
.
- 41 -
الحديث دللة على نفيه ول إثباته ،فهو عام في التوضؤ ،ماطلق في الوضوء). (1
فأجاب ابن دقيق العيد على لسان الشافعي )) :وجوابه أن العموم في التوضؤ يلزم مانه
العموم في الوضوء ،لنه ماا مان نوع مان أنواع الوضوء إل وفاعله ماتوضئ ،فيندرج تحت
العموم ،فيلزم أن يكون ماثاب ا عليه نظرا إلى عموم اللفظ (( .
ب -ومامن اسأتدل بها أيضا ابن رجب الحنبلي) - (2رحمه ال تعالى -في ماسألة
إجابة الساماع للمؤذن لحديث )) :إذا سأمعتم النداء ،فقولوا ماثل ماا يقول المؤذن (()، (3
فلو سأمعه وهو في حال الصلة ،فهل يجيبه ،أم ل ؟ فقال ابن رجب )) :هذا قد يبنى
على أصل ،وهو :أن العام في الشأخاص ،هل هو عام في الحوال ،أم ل ؟ وفيه
اختلفا ،قد أشأرنا إليه في غير ماوضع .ويدل على عموماه في الحوال :إنكار النبي
ش على مان دعاه فلم يجبه حتى سأرلم ،وقوله له )) :ألم يقل ال س
ش
] النفال . (4)(( [ 240 :
1
)( نقلت هذه المناقشة بالمعنى ،وانظر ماذهب الحنفية والشافعية في هذه المسألة في :شأرحا فتججح القججدير
:
، 28 / 1روضة الطالبين . 156 / 1 :
2
)( هججو زأيججن الججدين أبججو الفججرج عبججد الرحمججن بججن رجججب الحنبلججي الدماشججقي ،ماججن ماصججنفاته )) فتججح البججاري شأججرحا
البخاري (( )) ،القواعد الفقهية (( .تجوفي سأجنة 795ه ج .انظججر ترجمتججه فجي :شأجذرات الججذهب : صحيح
، 578 / 8العلم . 359 / 3 :
3
)( الحججديث أخرجججه البخججاري فججي كتججاب الذان ،بججاب ماجا يقججول إذا سأججمع المنججادى ) ( 611عججن أبججي سأججعيد
الخدري.
4
)( انظر :فتح الباري لبن رجب . 458 / 3 :
- 42 -
)) إن هذه القاعدة إنما تنقدحا في سأياق الثبات ،ل إذا كان فعلا في سأياق النفي (()، (3
1
)( انظر :حاشأية الصنعاني على إحكام الحكام . 247 / 1 :
2
)( انظر هذا الحديث بنصه في صحيح البخاري ،كتاب التفسير ،باب )) وقوماوا ل قانتين (( رقجم ) 4534
(.
3
)( انظر :البهاج في شأرحا المنهاج . 87 / 2 :
- 43 -
وقد ذكرنا سأابق ا مان الماثلة ماا فيه رود على هذه اللوازأم) ، (1فيبقى هذا السأتدلل سأالم ا مان
النقص ،عمدةا ل صحاب هذا المذهب .
ويضافا إلى ماا سأبق ،أن العلماء ل يزالون يستدلون به على عموم الحوال ،
فالخطابي) (2في شأرحه على صحيح البخاري) (3قال )) :قوله :ألم يقل ال عز وجل :
ش س
(()(4
] النفال [ 24 :يدل على أن حكم لفظ العموم أن يتسجرى على جميع ماقتضاه
واسأتدل به ابن حجر العسقلني) (5رحمه ال
فقال )) :وفيه اسأتعمال صيغة العموم في الحوال كلها (() ، (6واسأتدل به ابن رجب الحنبلي
-كما مارر بك سأابق ا) - (7وغيرهم .
فمن هؤلء مان سأبق السبكي ،ومانهم مان تأخر عنه ،ولم يوردوا اعتراضا يذكر على
هذا السأتدلل .
- 2أشأرنا فيما سأبق) (8أن المشهور والمعروفا عن العلماء القول بأن العام في
الشأخاص عام في ماتعلقاته ،وهي ماقالة قديمة ررددها الئمة كابن السمعاني ،وأبي
1
)( انظجر :ماسججألة إذا قججال :والج ل أكججل ،فججي المبحججث الرابجع ،فججي الججدليل الرابجع لمججذهب القرافججي ،فقججد
جعلججه عاما ج ا فججي أف جراد المصججادر ،ماطلججق فججي ماتعلقججاته ،وكججذلك انظججر :المبحججث الخججاماس ،التفريججع الول
للقرافي حيث جعل قوله ش )) :ل توله والدة على ولجدها (( عاماجا فجي الشأجخاص والزأمانة للقرينجة ،ماطلقجا
في أحوال الولد ،وكل المثالين قد انقدحا ،في الفعل الذي في سأياق النفي .
2
)( هو أبو سأليمان رحمد بن ماحمد الخطابي الشافعي ،ماجن ماصجنفاته )) ماعجالم السجنن (( ،و)) غريجب الحججديث
(( توفي سأنة 388هج .انظر ترجمته في :شأذرات الذهب ، 472 / 4 :العلم . 273 / 2 :
3
)( انظر :أعلم الحديث . 1797 / 3 :
4
)(
5
)( هو أحمد بن علي بن حجر العسجقلني الشجافعي ،شأجهاب الججدين ،أبججو الفضجل ،ماجن ماصجنفاته )) الصجابة
في تمييجز الصجحابة (( و)) فتجح البجاري شأجرحا صجحيح البخجاري (( .تجوفي سأجنة 852ه ج .انظجر ترجمتجه فجي :
شأذرات الذهب ، 395 / 9 :العلم . 178 / 1 :
6
)( انظر :فتح الباري . 158 / 8 :
7
)( انظر :آخر ماسألة في المبحث الخاماس .
8
)( انظر :المبحث الثاني مان الفصل الول .
- 44 -
الخطاب الكلوذاني ،وغيرهم ،وبقيت تتردد -أكثر مان قرن -مان غير نكير حتى ظهر ماا
يخالفها في أول القرن السابع -على الراجح -على يد المادي وماجد الدين بن تيمية
وغيرهم .
ول أعني بهذا دعوى الجماع ،لنها دعوى عسيرة الثبوت ،لسأيما عند مان يشترط
في ذلك التنصيص مان كل قائل مان أهل الجماع على الحكم ،ول يكتفى بالسكوت ،
ولكن حسبنا إيراد هذا الشأكال وبقاؤه مان غير جواب ليبقى دليلا للجمهور ،ويعضده
قول المحققين :إن هذا المشهور ،وهذا هو المعروفا .
- 3قد تقرر في علم الصول أن إعمال الدلة أولى مان إهمالها ،وماذهب ابن دقيق
العيد أقرب إلى تحقيق هذه القاعدة ،فهو لم ينكر الطلق ،وعمل به في بعض الصيغ ،
وعمل بالعموم في بعضها ،وجعل العموم قاضيا على الطلق إذا تعارضا ،لسأتلزام عموم
الشأخاص والفعال ،إلى عموم الزأمانة والماكنة والحوال .أماا ماذهب القرافي فقد جعل
الطلق حاكم ا على العموم ماطلق ا ،مان غير نظةر إلى اسأتلزام الشأخاص والفعال إلى زأماان
وماكان وحال ،لذا أحسب أن ماذهب ابن دقيق العيد أدنى للحق فقد عمل بهذه القاعدة
ماا أماكنه العمل ،وراعى النصافا بين دللة العموم والطلق ماا وسأعه النصافا .
- 45 -
المصادر وأالمراجع
-البهاج في شأرحا المنهاج ،لعلي بن عبد الكافي السبكي ) ت 756هج ( وولده تاج
الدين عبد الوهاب السبكي ت 771هج ،دار الكتب العلمية -بيروت ،الطبعة الولى
1404هج .
-إحكام الحكام شأرحا عمدة الحكام ،لتقي الدين ماحمد بن علي بن وهب القشيري
الشهير بابن دقيق العيد ) ت 702هج ( ،دار الكتب العلمية -بيروت .
-الحكام في أصول الحكام ،لسيف الدين علي بن ماحمد المادي ) ت 631هج (،
دار الفكر 1401هج .
-أسأد الغابة في ماعرفة الصحابة ،لعز الدين ابن الثير الجزري ) ت 630هج ( ،تحقيق
علي ماعروض -عادل عبد الموجود ،دار الكتب العلمية ،بيروت -لبنان .
-الصابة في تمييز الصحابة ،لشهاب الدين أحمد بن حجر العسقلني ) ت 852هج (
دار صادر -بيروت ،الطبعة الولى 1328هج .
-أصول ابن مافلح ،لشمس الدين ماحمد بن مافلح المقدسأي ) ت 763هج ( ،تحقيق
الدكتور فهد السدحان ،ماكتبة العبيكان ،الرياض 1420هج .
-العلم ،لخير الدين الزركلي ،الطبعة الثامانة ،دار العلم للمليين ،بيروت -لبنان .
-العلم بفوائد عمدة الحكام ،لبي حفص عمر بن علي النصاري الشافعي
) ت 804هج ( المعروفا بابن الملقن ،تحقيق عبد العزيز بن أحمد المشيقح ،دار
العاصمة -الرياض .
-أعلم الحديث في شأرحا صحيح البخاري ،لبي سأليمان رحسمد بن ماحمد الخطابي
) ت 388هج ( ،تحقيق :الدكتور ماحمد بن سأعيد بن عبد الرحمن آل سأعود ،ماعهد
البحوث العلمية وإحياء التراث السألماي ،جاماعة أم القرى .
-البحر المحيط في أصول الفقه ،لبدر الدين ماحمد بن بهادر الزركشي ) ت 794هج (
راجعه :الدكتور عمر الشأقر ،وزأارة الوقافا والشئون السألماية ،الكويت
- 46 -
1409هج .
-التعيين في شأرحا الربعين ،لنجم الدين سأليمان الطوفي ) ت 716هج ( ،المكتبة
المكية -ماكة المكرماة 1419هج .
-تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير ،لشهاب الدين أحمد بن علي
العسقلني ) ت 852هج ( ،المكتبة الثرية -باكستان .
-التمهيد في أصول الفقه ،لمحفوظ بن أحمد أبي الخطاب الكلوذاني ) ت 510هج ( ،
تحقيق :د .مافيد أبو عمشة ،د .ماحمد علي إبراهيم ،ماركز البحث العلمي وإحياء
التراث السألماي ،جاماعة أم القرى 1406هج .
-تيسير التحرير على كتاب التحرير ،لبن الهمام ) ت 861هج ( ،لمحمد أماين
المعروفا بأماير بادشأاه ،دار الفكر .
-الجاماع الصغير في أحاديث البشير النذير ،لجلل الدين السيوطي ) ت 911هج ( ،
دار الكتب العلمية -بيروت .
-جمع الجواماع ماع حاشأية البناني على شأرحا الجلل ،لتاج الدين عبد الوهاب السبكي
) ت 771هج ( ،دار الفكر 1402هج .
-حاشأية الصنعاني على إحكام الحكام المسمى بالعدة ،لمحمد بن إسأماعيل الصنعاني
) ت 1182هج ( ،المطبعة السلفية 1379هج .
-الدرر اللواماع في تحرير جمع الجواماع ،للكمال لمحمد بن أبي شأريف الشافعي
) ت 906هج ( ،ماخطوط في ماركز البحوث وإحياء التراث ،جاماعة أم القرى رقم .96
-رفع الحاجب عن ماختصر ابن الحاجب ،لتاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي
) ت 771هج ( ،تحقيق :علي ماعوض -عادل عبد الموجود ،عالم الكتب -بيروت
1419هج .
-روضة الطالبين ،لبي زأكريا يحيى بن شأرفا النووي ) ت 676هج ( ،تحقيق :عادل
عبد الموجود ،علي ماعوض ،دار الكتب العلمية ،بيروت .
-سألم الوصول لشرحا نهاية السول ،لمحمد بن بخيت مافتي الديار المصرية ،ولد سأنة
- 47 -
1271هج ،ماطبوع على هاماش نهاية السول ،عالم الكتب -بيروت 1982م .
-سأنن أبي داود ماع شأرحه عون المعبود ،لبي داود سأليمان بن الشأعث السجستاني
) ت 275هج ( ،دار الكتب العلمية ،بيروت -لبنان .
-سأنن البيهقي ) السنن الكبرى ( ،لبي بكر أحمد بن علي البيهقي ) 458هج ( ،تحقيق
:ماحمد عبد القادر عطا ،دار الكتب العلمية ،بيروت .
-سأنن الترماذي ماع شأرحه عارضة الحوذي ،لبي عيسى ماحمد بن عيسى الترماذي
) ت 275هج ( ،دار الكتب العلمية ،بيروت 1418هج .
-سأنن الدارقطني ،للحافظ علي بن عمر الدارقطني ) ت 385هج ( تحقيق :ماجدي
الشورى ،دار الكتب العلمية بيروت .
-شأذرات الذهب في أخبار مان ذهب ،لشهاب الدين عبد الحي بن العماد الحنبلي
) ت 1032هج ( ،تحقيق :عبد القادر الرناؤوط ،وماحمود الرناؤوط ،دار ابن كثير
-دماشق ،بيروت .
-شأرحا اللمام بأحاديث الحكام ،لتقي الدين ماحمد بن علي بن وهب القشيري الشهير
بابن دقيق العيد ) ت 702هج ( ،تحقيق :عبد العزيز ماحمد السعيد ،دار أطلس
1418هج .
-شأرحا تنقيح الفصول في اختصار المحصول في الصول ،لشهاب الدين أحمد بن إدريس
القرافي ) ت 684هج ( ،دار الفكر للطباعة والنشر ،القاهرة -بيروت 1393هج .
-شأرحا فتح القدير ،لكمال الدين ماحمد بن عبد الواحد المعروفا بابن الهمام
) ت 861هج ( ،دار التراث العربي -بيروت .
-شأرحا الكوكب المنير في أصول الفقه ،لمحمد بن أحمد ابن النجار الحنبلي
) ت 972هج ( ،تحقيق :الدكتور ماحمد الزحيلي ،والدكتور نزيه حماد ،ماركز البحث
العلمي وإحياء التراث السألماي ،ماكة المكرماة .
-شأرحا ماختصر الروضة ،لنجم الدين سأليمان بن عبد القوي الطوفي ) ت 716هج (،
تحقيق :الدكتور عبد ال التركي ،ماؤسأسة الرسأالة ،بيروت .
- 48 -
-صحيح البخاري ماع شأرحا فتح الباري ،لمحمد بن إسأماعيل البخاري ) ت 256هج (
دار صادر .
-صحيح ماسلم ماع شأرحا النووي ،لبي الحسين ماسلم بن الحجاج القشيري
) ت 261هج ( ،دار إحياء التراث العربي ،بيروت .
-العدة في أصول الفقه ،للقاضي أبي يعلى الحنبلي ) ت 458هج ( ،تحقيق :
د .أحمد المباركي ،ماؤسأسة الرسأالة 1400هج .
-العقد المنظوم في الخصوص والعموم ،لشهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي
) ت 682هج ( ،تحقيق :الدكتور أحمد الختم عبد ال ،المكتبة المكية 1420هج .
-فتح الباري شأرحا صحيح البخاري ،لحمد بن علي بن حجر العسقلني
) ت 852هج ( ،تحقيق :الشيخ عبد العزيز بن بازأ ،الشيخ ماحمد فؤاد عبد الباقي ،
دار الفكر .
-فتح الباري في شأرحا صحيح البخاري ،لبي الفرج عبد الرحمن بن رجب الحنبلي
) ت 795هج ( ،تحقيق :طارق عوض ال ماحمد ،دار ابن الجوزأي .
-الفروق ،لشهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي ) ت 682هج ( ،دار المعرفة ،
بيروت -لبنان .
-فواتح الرحموت بشرحا ماسلم الثبوت ،لعبد العلي ماحمد بن نظام الدين النصاري
) ت 1225هج ( ،ماطبوع بذيل ماع المستصفى ،دار العلوم الحديثة ،بيروت .
-قواطع الدلة في أصول الفقه ،لبي المظفر مانصور بن ماحمد السمعاني
) ت 489هج ( ،تحقيق الدكتور عبد ال الحكمي ،الطبعة الولى 1419هج ،ماكتبة
التوبة .
-القواعد والفوائد الصولية ،لبي الحسن علء الدين البعلي المعروفا بابن اللحام
) ت 803هج ( ،تحقيق :عبد الكريم الفضيلي ،المكتبة العصرية ،بيروت .
-الكاشأف عن المحصول في علم الصول ،لبي عبد ال ماحمد بن عباد الصفهاني
) ت 653هج ( ،تحقيق :عادل عبد الموجود وعلي ماعروض ،الطبعة الولى 1419هج
- 49 -