You are on page 1of 50

‫مسألة العام في‬

‫الشأخاص هل يستلزم‬
‫عموم الحأوال‬
‫والزأمنة والبقاع ؟‬

‫إعداد الدكتور‬
‫خالد محمد العروسي عبد القادر‬
‫السأتاذ المساعد بكلية الشريعة والدراسأات السألماية‬
‫جاماعة أم القرى ‪ -‬ماكة المكرماة‬
‫‪-2-‬‬

‫ملخص البحث‬
‫صدق ابن دقيق العيد ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬حين قال ‪ )) :‬أصول الفقه هو الذي يقضي ول‬
‫يقضى عليه (( ‪ ،‬ومان قواعده العظيمة ‪ ،‬التي كانت قاضية وحاكمة على كثير مان المسائل ‪،‬‬
‫هذه القاعدة وهي ‪ :‬العام في الشأخاص هل هو عام في الزأمانة والماكنة والحوال ؟ أو ‪:‬‬
‫العام في الشيء هل هو عام في ماتعلقاته ؟‬
‫وهذه القاعدة التي تناولتها في هذا البحث ‪ ،‬بقيت قرون ا طويلة ‪ ،‬خامالة غير ماذكورة ‪،‬‬
‫وإن ذكرت ‪ ،‬فتذكر رعررضا في ثنايا الكلم ‪ ،‬حتى أثارها المتأخرون مان الئمة ‪ .‬فاختلفوا‬
‫فيها اختلف ا عظيم ا ‪ .‬وهذا البحث الذي أقدماه بين يديك ‪ ،‬هو جهد المقل ‪ ،‬جمعت فيه‬
‫تحقيقات الئمة‪ ،‬وأزألت بعض الضطراب الذي وقع فيه بعضهم ‪ ،‬ل سأيما في تعيين ماوضع‬
‫الخلفا ‪ ،‬وتوجيه بعض الدلة ‪ ،‬وجمعت مان المسائل التي فررعها العلماء مان هذه القاعدة‬
‫‪.‬‬
‫وتكوون هذا البحث مان ماقدماةة وفصلين ‪:‬‬
‫أماا المقدماة ‪ ،‬فذكرت فيها أهمية هذه المسألة ‪ ،‬وخصائصها ‪.‬‬
‫أماا الفصل الول فجعلته توطئة وتمهيدا للمسألة ‪ ،‬وتكوون مان أربعة ماباحث هي ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬تعريف العام ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬صيغ العموم ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬تعريف المطلق ‪.‬‬
‫‪-3-‬‬

‫الرابع ‪ :‬الفرق بين العام والمطلق ‪.‬‬

‫أماا الفصل الثاني ‪ ،‬فهو الذي يتعلق بهذه المسألة ‪ ،‬وتكرون مان سأتة ماباحث هي ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬صورة المسألة وماوضعها في كتب الصول ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أصل المسألة وماوضع النزاع ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬ماذاهب العلماء وتحقيقاتهم للمسألة ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬أدلة العلماء وماناقشتها ‪.‬‬
‫الخاماس ‪ :‬المسائل المفررعة على هذه القاعدة ‪.‬‬
‫السادس ‪ :‬الترجيح بين المذاهب ‪.‬‬
‫والحمد ل رب العالمين‬
‫الباحأث‬
‫د‪ /‬خالد محمد العروسي عبد القادر‬
‫‪-4-‬‬

‫المقدمة‬

‫الحمد ل ‪ ،‬حمدا توجبه سأوابغ نعمه ‪ ،‬التي ل تتعرد ول تحصى ‪ ،‬رفع بالعلم قدر‬
‫العلماء ‪ ،‬فجعلهم ورثة النبياء ‪.‬‬

‫وصلى ال على سأريدنا ماحمد ‪ ،‬المبعوث إلى الناس كافة‪ ،‬بين يدي الساعة بشيرا‬
‫ونذيرا ‪ ،‬فهدى ال به مان شأاء مان عباده ‪ ،‬وفتح برسأالته قلوبا غلفا ‪ ،‬وعيونا عميا ‪ ،‬وآذانا‬
‫صما ‪ ،‬وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ‪ ،‬إلى يوم الدين ‪ ،‬وسأرلم تسليما كثيرا ‪.‬‬
‫وبعد ‪ :‬فإن مان سأمات هذا الدين العظيم ‪ ،‬العموم والشمول في الفراد ‪ ،‬فهو يخاطب‬
‫الناس كافة ‪ ،‬أحمرهم ‪ ،‬وأسأودهم ‪ ،‬مان شأهد الوحي وصحب الرسأول ش ‪ ،‬ومان جاء‬
‫بعدهم إلى أن تقوم الساعة قال ش ‪ )) :‬والذي نفسي بيده ل يسمع بي رجل مان هذه‬
‫الماة‪ ،‬يهودي ول نصراني ‪ ،‬ثم ل يؤمان بي إل دخل النار (()‪. (1‬‬
‫ومان سأماته العموم والشمول في أحكاماه وقضاياه ‪ ،‬فكل خطاب عام قد شأمل في‬
‫دللته كل حادثة وقعت في الماضي ‪ ،‬وتقع الن ‪ ،‬أو يمكن وقوعها في المستقبل ‪ .‬فما‬
‫حكم به على زأاةن ‪ ،‬أو سأارق ‪ ،‬فهو حكم على كل زأان ‪ ،‬أو سأارق إلى أن تقوم الساعة ‪.‬‬
‫لهذا وغيره اعتنى الصوليون كل العناية ‪ ،‬بباب العموم ‪ ،‬فأفردوا لمسائله وماباحثه‬
‫ماصنفات اختصت به ‪ ،‬ككتاب تلقيح الفهوم في تنقيح صيغ العموم )‪ (2‬و أحكام كل‬
‫))‬ ‫((‬ ‫))‬

‫وماا عليه تدل )‪ (3‬وغيرها ‪.‬‬


‫((‬

‫وحسبك أنهم يفخرون لورود لفظ العموم على لسان الئمة كالشافعي وأحمد رحمهما‬
‫ال تعالى)‪. (4‬‬

‫‪1‬‬
‫)( أخرجججه ماسججلم فججي صججحيحه فججي كتججاب اليمججان ‪ ،‬بججاب وجججوب اليمججان برسأججالة نبينججا ماحمججد ش رقججم )‬
‫‪ ( 153‬عن أبي هريرة رضي ال عنه ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫)( هو للحافظ صلحا الدين أبي سأعيد خليل بن كيكلدي العلئي الشافعي الدماشقي ) ت ‪ 761‬هج ( ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫)( هو لقاضي القضاة تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي السبكي ) ت ‪ 756‬هج ( ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫)( انظر ‪ :‬المسودة ص ‪. 81‬‬
‫‪-5-‬‬

‫والمسائل التي اندرجت تحت هذا الباب ‪ ،‬ماسائل عظيمة الشأن ‪ ،‬جليلة القدر ‪،‬‬
‫شأغلت الئمة ‪ ،‬وتسابق أهل التحقيق في تقريرها ‪ ،‬واسأتخراج لطائف ماعانيها ‪ ،‬وقواعد‬
‫مابانيها ‪ ،‬حتى صار اللغويون وأهل البيان عالة عليهم في تحرير بعض دللت اللفاظ ‪.‬‬
‫والمسألة التي نحن بصددها هي ‪ :‬هل العام في الشأخاص ‪ ،‬يستلزم العموم في الزأمانة‬
‫والماكنة والحوال ؟ وجعل لها آخرون عنوان ا يقول ‪ :‬العام في شأيء ‪ ،‬هل هو عام في‬
‫مافرداته وماتعلقاته ؟ وهي مان عظيم هذه المسائل وجليلها ‪ ،‬إل أنها اماتازأت بخصائص ‪،‬‬
‫جعلتها نسيج وحدها بين المسائل الخرى ‪ ،‬فقد بقيت خامالة غير ماذكورة ‪ ،‬حتى أثار‬
‫صيدها بعض المتأخرين ‪ -‬في آخر القرن السادس ‪ -‬فتسابق أهل الشأن لقتناص فوائدها‬
‫‪ ،‬وتقييد شأواردها ‪ ،‬فأصاب مان أصاب الرماي ‪ ،‬فأتى بالعجب بالعجاب ‪ ،‬مان تحقيقات‬
‫بديعة ونكت لطيفة ‪ ،‬ماما سأتقف عليه خلل هذا البحث إن شأاء ال ‪ ،‬وأخطأ مان أخطأ‬
‫الرماي ‪ ،‬فاجتهد ‪ ،‬ول يلم المرء بعد اجتهاد ‪.‬‬
‫ومان خصائص هذه المسألة أيضا ‪ ،‬تفرقها بين ماصنفات الصول ‪ ،‬وكتب الحكام ‪،‬‬
‫فمن رام تحقيقها في ماظانها ‪ -‬أي كتب الصول ‪ -‬فما شأفى غليلا ‪ ،‬وبقيت نفسه على‬
‫تشروفا وتطلع ؛ حتى يعود إلى بقية كتب الحكام التي تناولت هذه المسألة ‪.‬‬
‫وفي هذا البحث ‪ ،‬الذي أقدماه بين يديك ‪ ،‬قمت بجمع ماا تبعثر ‪ ،‬ونظم ماا انتثر مان‬
‫صلا أقوالهم ‪ ،‬مانصقح ا ماا اضطربت فيه‬
‫هذه المسائل ‪ ،‬مابرين ا ماا أبهم مان كلم العلماء ‪ ،‬ماف ص‬
‫تحقيقاتهم ‪ ،‬ماحصررا لموضع النزاع والخلفا ‪ ،‬ماستعين ا على هذا كله بأقوال المحققين مانهم‬
‫‪ ،‬وبما صرح مان لوازأم ماذاهبهم ‪.‬‬
‫ويبقى شأيءء أخير يجدر ذكره ‪ ،‬وهو ماأخذ يؤخذ على الذاكرين لهذه القاعدة ‪ ،‬وهو‬
‫أنهم أغفلوا ذكر المسائل الفقهية المخرجة عليها ‪ ،‬حتى المصنفات التي عنيت بهذا الفن ‪،‬‬
‫خلت عن ذكرها أو الشأارة إليها ‪.‬‬
‫لذلك قمت بجمع ماا تيسر مان هذه المسائل مان كتب الفروع والحكام وغيرها ‪،‬‬
‫ذكرها الئمة في ماعرض السأتدلل ‪ ،‬ومان لوازأم هذه التخريجات اسأتبان لي كثير مان اللبس‬
‫الذي وقع في تحقيقات بعض الئمة ‪.‬‬
‫هذا وال تعالى أسأأل أن ينفع بذلك دينا ودنيا‪ ،‬ويجعل هذا العلم نورا يسعى بين‬
‫أيدينا‪ ،‬ويصلح أعمالنا ونياتنا ‪ ،‬إنه على كل شأيء قدير ‪ ،‬وبالجابة جدير ‪.‬‬
‫‪-6-‬‬

‫الفصل الول‬
‫المبحث الوأل ‪ :‬تعريف العام‬
‫العام لغة ‪ :‬شأمول أمار المتعدد ‪ ،‬يقال ‪ :‬عومهم المار يعمهم عموماا ‪ :‬أي شأملهم)‪. (1‬‬
‫واصطلحا ‪ )) :‬اللفظ المستغرق لما يصلح له (( ‪.‬‬
‫وهذا تعريف أبي الحسين البصري)‪ ، (2‬وابن السمعاني)‪ ، (3‬واختاره الرازأي)‪ (4‬وزأاد عليه‬
‫‪ )) :‬بحسب وضع واحد (( )‪ (5‬احترازأا عما يتناوله بوضعين فصاعدا كالمشترك ‪ ،‬واختار هذا‬
‫التعريف أتباع الماام ‪ ،‬وطائفة مان الصوليين)‪. (6‬‬
‫وعورفه الغزالي)‪ (7‬بقوله ‪ )) :‬اللفظ الواحد الدال مان جهة واحدة على شأيئين‬
‫فصاعدا (()‪. (8‬‬
‫وقال ابن الحاجب)‪ )) : (9‬والولى ‪ :‬ماا دل على ماسميات باعتبار أمار اشأتركت فيه‬

‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬لسان العرب ‪ ،‬ماادة ) عمم ( ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫)( هججو ماحمججد بججن علججي بججن الطيججب ‪ ،‬المعججتزلي ‪ ،‬أحججد أئمتهججم ‪ ،‬صججاحب )) المعتمججد (( و)) شأججرحا الصججول‬
‫الخمسة (( سأكن بغداد وتوفي بها سأنة ‪ 436‬هج ‪ .‬انظججر ترجمتججه فجي ‪ :‬شأجذرات الججذهب‪/ 7 :‬ج ‪ ،40‬العلم‪:‬‬
‫‪. 275 / 6‬‬
‫‪3‬‬
‫)( هججو مانصججور بججن ماحمججد بجن عبججد الجبججار التميمججي الشججافعي ‪ ،‬أبججو المظفججر ‪ ،‬صججاحب )) قواطججع الدلججة (( ولججد‬
‫سأنة ‪ 426‬وتوفي سأنة ‪ . 489‬انظر ترجمته في ‪ :‬طبقات الشافعية ‪ ، 335 / 5 :‬العلم ‪. 112 / 7 :‬‬
‫‪4‬‬
‫)( هو ماحمد بن عمر بن الحسين ‪ ،‬أبجو عبد الج ‪ ،‬فخر الدين ال رازأي ‪ ،‬يعجرفا بابن الخطيب ‪ ،‬صجاحب‬
‫)) المحصججول (( و)) التفسججير (( ‪ .‬تججوفي سأججنة ‪ 606‬هج ج ‪ .‬انظججر ترجمتججه فججي ‪ :‬شأججذرات الججذهب ‪ / 7 :‬ج ‪، 40‬‬
‫العلم ‪. 313 / 6 :‬‬
‫‪5‬‬
‫)( انظر التعريف الول وبهذا القيد في ‪ :‬المعتمد ‪ ، 203 / 1 :‬قواطع الدلة ‪ ، 282 / 1 :‬الكاشأف ‪:‬‬
‫‪. 214 / 4‬‬
‫‪6‬‬
‫)( انظر ‪ :‬نهاية السول ‪ ، 312 / 2 :‬العدة ‪ ، 140 / 1 :‬البحر المحيط ‪. 5 / 3 :‬‬
‫‪7‬‬
‫)( هججو ماحمججد بججن ماحمججد بججن ماحمججد الغزالججي الطوسأججي الشججافعي ‪ ،‬أبججو حاماججد ‪ ،‬حجججة السأججلم ‪ ،‬صججاحب‬
‫)) المستصفى (( و)) إحياء علوم الدين (( توفي سأنة ‪ 505‬هج ‪ .‬انظر ترجمته في ‪ :‬شأذرات الذهب ‪18 / 5 :‬‬
‫العلم ‪:‬‬ ‫‪،‬‬
‫‪. 22 / 7‬‬
‫‪8‬‬
‫)( انظر ‪ :‬المستصفى ‪. 32 / 2 :‬‬
‫‪9‬‬
‫)( هو عثمان بن عمر بن أبي بكر الكردي المالكي ‪ ،‬جمال الدين ‪ ،‬أبو عمرو ‪ ،‬المعروفا بابن الحججاجب ‪،‬‬
‫صججاحب )) ماختصججر المنتهججى (( و)) الكافيججة (( تججوفي سأججنة ‪ 646‬هج ج ‪ .‬انظججر ترجمتججه فججي ‪ :‬شأججذرات الججذهب ‪:‬‬
‫‪ ، 405 / 7‬العلم ‪. 211 / 4 :‬‬
‫‪-7-‬‬

‫ماطلقا ضربة (()‪ (1‬أي ‪ :‬دفعة ‪.‬‬


‫ويجيء كلم العرب بالضافة إلى العموم والخصوص على أربعة أقسام ‪:‬‬
‫‪   ‬‬ ‫‪ - 1‬عام يراد به العام نحو ‪ :‬س‬
‫ش ] النور ‪. [ 35 :‬‬
‫‪ - 2‬خاص يراد به الخاص نحو‪ :‬س ‪   ‬‬
‫‪‬ش‬ ‫‪‬‬
‫] الحزاب ‪. [ 37 :‬‬
‫‪ - 3‬عام يراد به الخاص نحو ‪ :‬س ‪    ‬ش ]‬
‫‪    ‬‬ ‫النمل ‪ [ 230 :‬ونحو ‪ :‬س‬
‫ش ] الحقافا ‪. [ 25 :‬‬
‫‪    ‬‬ ‫‪ - 4‬خاص يراد به العام نحو ‪ :‬س‬
‫‪ ‬ش‬
‫] السأراء ‪.[ 23 :‬‬
‫خص التأقيف بالنهي عنه ‪ ،‬والمراد النهي عن جميع أنواع أذاهما ‪ .‬قال الطوفي)‪ (2‬بعد‬
‫أن سأاق ماا تقدم ‪ )) :‬فاعرفا هذه القاعدة فإنه ل يخرج عنها شأيء مان الكلم (()‪. (3‬‬
‫ثم إن مادلول العموم كلية ‪ ،‬ل كل ‪ ،‬ول كلى ‪ ،‬والكلية هي التي يحكم فيها على كل‬
‫فرد ‪ ،‬فرد ‪ ،‬بحيث ل يبقى فرد ‪ .‬أماا الكل فالحكم عليه باعتبار المجموع ‪.‬‬
‫وماثال الكلية قولك ‪ :‬كل رجل يشبعه رغيفان غالبا ‪ ،‬فصدق هذا القول باعتبار الكلية‬
‫‪ ،‬ل باعتبار الكل الذي هو المجموع ‪ ،‬لن المجموع ل يشبعه رغيفان ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬رفع الحاجب ‪. 61 / 3 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( هججو سأججليمان بججن عبججد القججوي بججن عبججد الكريججم الطججوفي البغججدادي الحنبلججي ‪ ،‬أبججو الربيججع ‪ ،‬نجججم الججدين ‪،‬‬
‫ص ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججاحب‬
‫)) شأججرحا ماختصججر الروضججة (( و)) التعييججن شأججرحا الربعيججن (( تججوفي سأججنة ‪ 716‬هجج ‪ .‬انظججر ترجمتججه فججي ‪ :‬شأججذرات‬
‫الذهب ‪ ، 71 / 8 :‬العلم ‪. 127 / 3 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( انظر ‪ :‬التعيين شأرحا الربعين ‪ :‬ص ‪. 217‬‬
‫‪-8-‬‬

‫وماثال الكل قولك ‪ :‬كل رجل مانكم يحمل الصخرة ‪ ،‬أي المجموع ل كل واحد ‪.‬‬
‫أماا الكلي ‪ :‬فهو ماا يشترك في مافهوماه كثيرون ‪ ،‬كالحيوان والنسان فإنه صادق على‬
‫جميع أفراده)‪. (1‬‬

‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬رفع الحاجب ‪ ، 82 / 3 :‬شأرحا الكوكب المنير ‪ ، 112 / 3 :‬تيسير التحرير ‪. 193 / 1 :‬‬
‫‪-9-‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬صيغ العموم‬


‫الطرق التي تفيد العموم أربعة هي ‪:‬‬
‫‪ - 4‬طريق السأتنباط‬ ‫‪ - 3‬طريق العرفا‬ ‫‪ - 2‬طريق اللغة‬ ‫‪ - 1‬طريق الشرع‬
‫والذي يعنينا في هذا البحث هو طريق اللغة ‪ :‬وصيغ العموم التي تندرج تحت هذا‬
‫الطريق خمسة هي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬السأماء التي تقع أدوات في الشرط ‪ ،‬وهي مان أعلى صيغ العموم ‪ ،‬نحو ‪ :‬مان‬
‫))‬

‫‪    ‬‬ ‫فيمن يعقل كقوله تعالى ‪ :‬س‬ ‫((‬

‫‪ ‬ش ] الطلق ‪. [ 2 :‬‬


‫‪   ‬‬ ‫و ماا فيما ل يعقل كقوله تعالى ‪ :‬س‬ ‫((‬ ‫))‬

‫‪ ‬ش ] آل عمران ‪. [ 191 :‬‬


‫و أي في العقلء وغيرهم نحو ‪ :‬أي الرجال ليقت ‪ ،‬وأي الدواب ركبت ‪.‬‬ ‫((‬ ‫))‬

‫و أين و أونى و)) حيث (( لعموم المكان ‪ ،‬و ماتى و أويان لعموم الزماان ‪،‬‬
‫((‬ ‫))‬ ‫((‬ ‫))‬ ‫((‬ ‫))‬ ‫((‬ ‫))‬

‫فتقول‪ )) :‬حيثما أتيتني أكرماتك (( عوم كل ماكان ‪ ،‬وإذا قلت ‪ )) :‬ماتى جئت أكرماتك (( عوم‬
‫كل‬
‫زأماان ‪.‬‬
‫‪ - 2‬ماا عتصرفا باللم غير العهدية ‪ ،‬وهو إماا لفظ واحد نحو ‪ :‬قوله تعالى ‪ :‬س‬
‫‪  ‬ش ] النور ‪ [ 2 :‬أو جمع ‪ ،‬ثم الجمع إماا أن يكون له‬
‫واحءد مان لفظه‬
‫كج“ المسلمين ” ‪ ،‬و “ المشركين ” ‪ ،‬و “ الذين ” ‪ ،‬فواحده ‪ “ :‬المسلم ” ‪“ ،‬‬
‫المشرك ” ‪،‬‬
‫و “ الذي ” ‪ .‬أو ل يكون له واحد مان لفظه نحو ‪ “ :‬الناس ” ‪ ،‬و “ الماء ”‪ ،‬و “‬
‫التراب ” ‪ ،‬فل يقال فيه ‪ “ :‬ناسأة ” ‪ ،‬أو “ مااءة ” ‪ ،‬أو “ ترابة ” ‪ ،‬لن هذه اللفاظ‬
‫وضعت لتدل على جنس مادلولها ‪ ،‬ل على آحاده مانفردة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬لفظ الجمع واسأم الجنس إذا أضيفا إلى ماعرفة نحو ‪ :‬رأيت عبيد زأيد ‪ ،‬وشأاهدت‬
‫‪- 10 -‬‬

‫ماال عمرو ‪ ،‬اقتضى ذلك أن الرؤية والمشاهدة كانت لجميع ذلك ‪.‬‬

‫‪ - 4‬لفظ كل و جميع وماا تصرفا مانها نحو ‪ :‬أجمع وأجمعين ‪ ،‬وهما أقوى‬
‫((‬ ‫))‬ ‫((‬ ‫))‬

‫الصيغ نحو قوله تعالى ‪ :‬س ‪    ‬ش‬


‫] آل عمران ‪ [ 185 :‬س ‪     ‬ش‬
‫] القصص ‪ [ 88 :‬س ‪  ‬‬
‫‪ ‬ش‬
‫] ص ‪. [ 73 :‬‬
‫‪ - 5‬النكرة والفعل في سأياق النفي وكذلك في النهي لنه في ماعنى النفي ‪ ،‬صررحا‬
‫بذلك أهل العربية ‪ ،‬ماثاله قوله تعالى ‪ :‬س ‪   ‬‬
‫ش ] النعام ‪[ 101 :‬‬
‫‪      ‬‬ ‫س‬
‫‪ ‬ش)‪ ] (1‬النعام ‪. [ 151 :‬‬
‫وقد وضع الصوليون قيودا لفادة هذه القسام العموم وهي ‪ :‬أن ل تقوم قرينة أو‬
‫دليل يدل على تخصيصه ‪ ،‬أو على أن المراد بها الخصوص فيكون مان باب إطلق العام‬
‫وإرادة الخاص ‪.‬‬
‫وقد ضربت صفح ا عن ذكر بعض الصيغ التي وقع فيها خلفا بين الصوليين كالمفرد‬
‫ط الكلم في‬
‫المضافا لمعرفة ‪ ،‬والجمع المنكر ‪ ،‬والنكرة في سأياق المار ‪ ،‬ونحوها ‪ ،‬وبرسس ت‬
‫هذا الخلفا ‪ ،‬ليس مان غرض هذا البحث ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)( انظججر هججذا المبحججث فججي ‪ :‬شأججرحا ماختصججر الروضججة ‪/ 2 :‬ج ‪- 465‬ج ‪ ، 474‬المسججودة ‪ :‬ص ‪ ، 91‬رفججع‬
‫الحاجب ‪. 186 / 3 :‬‬
‫‪- 11 -‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬تعريف المطلق‬


‫المطلق لغة ‪ :‬ماأخوذ مان الرسأال والنفكاك عن القيد ‪ ،‬يقال ‪ :‬ناقة طرسلق وطتتلق ‪ :‬أي‬
‫ل عقال عليها ‪ .‬والطليق ‪ :‬السأير الذي أطلق عنه إسأاره ‪ ،‬وتخصلي سأبيله)‪. (1‬‬
‫وفي اصطلحا الصوليين ‪ )) :‬ماا دل على شأائع في جنسه (( وهو تعريف ابن‬
‫الحاجب)‪. (2‬‬
‫وقال المادي)‪ )) : (3‬المطلق ‪ :‬النكرة في سأياق الثبات (()‪. (4‬‬
‫ماثاله قوله تعالى ‪ :‬س ‪  ‬ش ] المجادلة ‪، [ 3 :‬‬
‫وقوله ش ‪ )) :‬ل نكاحا إل‬
‫بولي (()‪ (5‬فكل واحد مان لفظ الرقبة والولي ‪ ،‬قد يتناول واحد ا غير ماعين مان جنس الرقاب‬
‫والولياء)‪. (6‬‬
‫ويقابل المطلق ‪ :‬المقويد وهو ‪ )) :‬ماا تناول ماعين ا أو ماوصوف ا بزائد على حقيقة‬
‫((‬ ‫))‬

‫جنسه (()‪. (7‬‬


‫وماثاله ‪ :‬أعتق زأيدا مان العبيد ‪ ،‬فقد تناول زأيدا دون غيره ‪ ،‬وماا كان ماوصوف ا بوصف‬
‫زأائد على حقيقة جنسه نحو ‪ :‬س ‪   ‬ش ]‬
‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬لسان العرب ماادة ) طلق ( ‪ ،‬شأرحا الكوكب المنير ‪. 392 / 3 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( انظر ‪ :‬رفع الحاجب ‪. 366 / 2 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( هججو علججي بججن ماحمججد بججن سأججالم التغلججبي ‪ ،‬أبججو الحسججن ‪ ،‬سأججيف الججدين الماججدي ‪ ،‬صججاحب )) الحكججام فججي‬
‫أصول الحكام (( و)) مانتهى السول (( توفي بدماشق سأنة ‪ 631‬هج ‪ .‬انظر ترجمتججه فجي‪ :‬شأجذرات الجذهب‪/ 7 :‬‬
‫‪ ، 253‬العلم ‪. 332 / 4 :‬‬
‫‪4‬‬
‫)( انظر ‪ :‬الحكام في أصول الحكام ‪. 162 / 2 :‬‬
‫‪5‬‬
‫)( أخرجه أبو داود في كتاب النكاحا ‪ ،‬باب الولي رقم ) ‪ ،( 2085‬والترماذي في كتاب النكاحا‪ ،‬باب ماا‬
‫جاء ‪ :‬ل نكاحا إل بولي رقم ) ‪ ( 1101‬عن أبي ماوسأى الشأعري رضي ال عنه ‪.‬‬
‫قال ابن حجر في تلخيص الحبير ‪/ 3 :‬ج ‪: 156‬ج )) وقد اختلف في وصله وإرسأاله ‪ .‬وقد صجحت الرواية‬
‫فيه عن أزأواج النبي ش (( ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫)( انظر ‪ :‬شأرحا ماختصر الروضة ‪ ، 630 / 2 :‬شأرحا الكوكب المنير ‪. 392 / 3 :‬‬
‫‪7‬‬
‫)( انظر ‪ :‬المراجع السابقة ‪.‬‬
‫‪- 12 -‬‬

‫‪ ‬ش‬ ‫‪ ‬‬ ‫النساء ‪ [ 92 :‬وس‬


‫] النساء ‪ [ 92 :‬فوصف الرقبة باليمان ‪ ،‬والشهرين بالتتابع ‪ ،‬وذلك وصف زأائد على‬
‫حقيقة جنس الرقبة والشهرين ‪ ،‬لن الرقبة قد تكون ماؤمانة‬
‫وكافرة ‪ ،‬والشهرين قد يكونان ماتتابعين وغير ماتتابعين ‪.‬‬
‫وتتفاوت ماراتب المقيد في تقييده ‪ ،‬فكلما كانت القيود أكثر ‪ ،‬كانت رتبته في التقييد‬
‫‪ ‬‬ ‫أعلى وهو فيه أدخل ‪ ،‬فقوله تعالى ‪ :‬س‬
‫‪   ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪   ‬ش ] التوبة ‪ [ 112 :‬أعلى رتبة في‬
‫التقييد وأدخل مان اقتصاره على بعض الصفات المذكورة ‪ ،‬فكلما كثرت الوصافا‬
‫المخصصة المميزة للذات مان غيرها ‪ ،‬كانت رتبة التخصيص والتقييد فيها أعلى)‪. (1‬‬

‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬شأرحا ماختصر الروضة ‪ ، 634 - 633 / 2 :‬شأرحا الكوكب المنير ‪. 393 / 3 :‬‬
‫‪- 13 -‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬الفرق بين العام‬


‫وأالمطلق‬
‫المطلق في الحقيقة قسم مان أقسام العموم ‪ ،‬إل أن عموماه بدلي ‪ ،‬والعام عموماه‬
‫‪‬‬ ‫شأمولي ‪ ،‬وسأمي عاما ا بسبب أن ماوارده غير مانحصرة ‪ ،‬فقوله تعالى‪ :‬س‬
‫‪ ‬ش ] النساء ‪ [ 92 :‬ماطلق على فرد شأائع في أفراده يتناولها على سأبيل‬
‫البدل ‪ ،‬فل يجب عليه أن يعتق كل ماا يسمى رقبة ‪ ،‬ويسمى أيض ا عموم الصلحية بخلفا‬
‫((‬
‫عموم الشمول فإنه يلزم تتبع الفراد الداخلة تحت اللفظ ‪ ،‬ومادلوله ‪ -‬كما سأبق ‪ )) -‬كلية‬
‫وهي الحكم على كل فرد مان أفراد تلك المادة ‪ ،‬حتى ل يبقى مانها فرد ‪ ،‬أماا عموم البدل‬
‫فإنه )) كلي (( وهو الذي ل يمنع تصوره مان وقوع الشركة فيه)‪. (1‬‬

‫وهذا المبحث هو حرفا المسألة التي نحن بصددها ‪ ،‬فاجعله مانك على ذتسكةر ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬تلقيح الفهوم ‪ :‬ص ‪. 96 - 94‬‬
‫‪- 14 -‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫المبحث الوأل ‪ :‬صورة المسألة وأموضعها‬
‫في كتب الصول‬
‫‪‬‬ ‫يضرب الصوليون ماثلا لهذه القاعدة بقوله تعالى ‪ :‬س‬
‫‪ ‬ش‬
‫] التوبة ‪ [ 50 :‬فهي عاماة في كل ماشرك ‪ .‬فمن قال ‪ :‬إن عموم الشأخاص يستلزم عموم‬
‫الحوال والزأمانة والبقاع يقول ‪ :‬ماعنى الية ‪ :‬اقتلوا كل ماشرك ‪ ،‬على أي حال كان ‪ ،‬وفي‬
‫ص مانه البعض كأهل الذماة ‪.‬‬
‫أي زأماان وماكان كان ‪ ،‬إل ماا تخ و‬
‫أماا مان قال ‪ :‬إن العام في الشأخاص ماطلق في المذكورات ‪ ،‬فل تعم الصيغة في شأيء‬
‫مان هذه الربع ‪ ،‬فإذا قال ‪ :‬اقتلوا المشركين‪ ،‬عوم كل ماشرك لعموم الصيغة بحيث ل يبقى‬
‫فرد ‪ ،‬لكنه ل يعم الحوال ‪ ،‬حتى ل يقتل في حال الهدنة والذماة ‪ ،‬ول يعرم المكان ‪ ،‬حتى‬
‫يدل على المشركين في أرض الهند ماثلا ‪ ،‬ول الزأماان حتى يدل على يوم السبت ماثلا ‪،‬‬
‫فهي ماطلقة في هذه الربع ‪ ،‬ل يدل عليها بنفي ول إثبات ‪ ،‬فإذا جاءت السنة ماثلا بحكم‬
‫‪ ،‬كاسأتثناء أهل الذماة‪ ،‬لم يكن ذلك ماخالفا لظاهر لفظ القرآن ‪ ،‬بل هو بيان لما لم يتعرض‬
‫له)‪.(1‬‬
‫وهذا المثال على هذا الوجه ‪ ،‬إنما تيذكر تجوزأا ‪ ،‬وإل فهو غير صالح لتصوير أصل‬
‫المسألة وذلك لن الية قد وجدت فيها قرينة تدل على عموم الماكنة وهي قوله تعالى ‪:‬‬
‫س ‪  ‬ش ] التوبة ‪ [ 5 :‬و حيث تفيد عموم المكان‬
‫((‬ ‫))‬

‫وأركد هذا العموم بقوله ‪ )) :‬وجدتموهم (( ‪ ،‬وماا كان فيه قرينة تدل على العموم ل يصلح أن‬
‫يكون ماثالا للقاعدة)‪. (2‬‬
‫وخير مان هذا المثال المذكور ماا تنقل عن القاضي أبي يعلى)‪ (3‬ماحتجا على جوازأ‬
‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬البحر المحيط ‪ ، 30 / 3 :‬شأرحا المحلى على جمع الجواماع ‪ ، 408 / 1 :‬أصول ابن مافلح ‪:‬‬

‫‪. 841 / 2‬‬


‫‪2‬‬
‫)( انظر ‪ :‬البحر المحيط ‪ ، 32 / 3 :‬العلم ‪. 455 / 1 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( هججو القاضججي ماحمججد بججن الحسججين بججن ماحمججد ‪ ،‬أبججو يعلججى الفجراء الحنبلججي ‪ ،‬صججاحب )) العججدة (( و)) الحكججام‬
‫‪- 15 -‬‬

‫القضاء في المسجد بقوله تعالى ‪ :‬س‬


‫‪   ‬‬
‫‪  ‬ش ] المائدة ‪ . [ 49 :‬فقيل له ‪ :‬هذا أمار بالحكم ‪ ،‬ل يدل على‬
‫المكان ‪ ،‬فقال ‪ :‬هو أمار بالحكم في عموم الماكنة والزأمانة إل ماا خصه الدليل ‪.‬‬
‫والمخالف يقول ‪ :‬هو ماطلق في الماكنة والزأمانة ‪ ،‬والمطلق يخرج مان عهدة العمل به‬
‫بصورة ‪ ،‬وقد عملنا بهذا المار ‪ -‬في دار القضاء ماثلا ‪ -‬فيبقى ماا عداه ماسكوت ا عنه لم‬
‫يتناوله النص بإذن أو مانع ‪ ،‬فمن قال بحوازأ القضاء في المسجد يحتاج إلى دليل‬
‫جديد)‪. (1‬‬
‫وأكثر الصوليين يبحثون هذه المسألة في باب العموم ‪ ،‬عند ذكر دللة العموم‬
‫ومادلوله)‪ . (2‬وآخرون يعيدون ذكرها في باب المطلق ‪ -‬لما بين المطلق والعام مان نسب ‪-‬‬
‫فدللة المطلق كالعام لكنه على البدل ‪ ،‬فيقولون ‪ :‬المار بالمطلق هل يكون أمارا بمفرداته‬
‫ويكون عاماا فيها)‪ (3‬؟ وبحثها آخرون في دللة المار على التكرار كما فعل الطوفي)‪ (4‬رحمه‬
‫ال ‪.‬‬
‫وقد أشأكل هذا المار على الصنعاني)‪ (5‬رحمه ال ‪ ،‬فقال ماا حاصله ‪ :‬إنه ل مالزأماة بين‬
‫إفادة المار التكرار وهذه المسألة ‪ ،‬ثم قال ‪ )) :‬فإنه إذا أوقع الرجل الصلة المأماور بها في‬
‫المثال ‪ -‬وهو قوله ‪ :‬ليصل كل رجل ركعتين ‪ -‬ماررة واحدة برئت ذماته وعود مامتثلا عند‬

‫السلطانية (( توفي سأنة ‪ 458‬هج ‪ .‬انظر ترجمته في ‪ :‬شأذرات الذهب ‪ ، 252 / 5‬العلم ‪. 99 / 6 :‬‬
‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬المسودة في ‪ ، 88‬القواعد والفوائد الصولية ‪ :‬ص ‪. 311‬‬
‫‪2‬‬
‫)( انظججر ‪ :‬شأججرحا الكججوكب المنيججر ‪ / 3 :‬ج ‪ ، 115‬رفججع الحججاجب ‪ / 3 :‬ج ‪ ، 83‬شأججرحا المحلججى علججى جمججع‬
‫الجواماج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججع ‪:‬‬
‫‪ ، 408 / 1‬البهاج ‪. 86 / 2 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( انظر ‪ :‬أصول ابن مافلح ‪ ، 994 / 3 :‬المسودة ‪ :‬ص ‪ ، 88‬القواعد والفوائد الصولية ‪ :‬ص ‪. 311‬‬
‫‪4‬‬
‫)( انظر ‪ :‬شأرحا ماختصر الروضة ‪. 377 / 2 :‬‬
‫‪5‬‬
‫)( هججو ماحمججد بججن إسأججماعيل بججن صججلحا الكحلنججي الصججنعاني ‪ ،‬يعججرفا بججالماير ‪ ،‬ويلقججب بالمؤيججد بججال ‪ ،‬ماججن‬
‫ماصنفاته )) سأبل السلم ‪ ،‬شأرحا بلوغ المرام (( و)) شأرحا الجاماع الصغير (( وغيرها ‪ ،‬توفي سأنة ‪ 1182‬هج ‪.‬‬
‫انظر ترجمته في ‪ :‬العلم ‪. 38 / 6 :‬‬
‫‪- 16 -‬‬

‫الجمهور ‪ ،‬ول يقولون بأنه يتكرر عليه المار أصلا ‪ ،‬فهذا الذي ذكره)‪ (1‬ليس مان ماحل‬
‫النزاع في ورد ول صدر (()‪. (2‬‬

‫والحق أن ماسألة إفادة المار للتكرار ‪ ،‬والمسألة التي نحن بصددها ‪ ،‬قد جاءتا في‬
‫قرجررةن واحد ‪ ،‬وبينهما تلزأم ل يخفى ‪ ،‬يقول الزركشي ‪ )) :‬واعلم أن بعضهم يعصبر عن التكرار‬
‫بالعموم ‪ ،‬لن أوامار الشرع ماما يستلزم فيه العموم التكرار إن قلنا ‪ :‬إن العام في الشأخاص‬
‫عام في الحوال والزأمانة (()‪ . (3‬وإذا وجدت مان يقول ‪ :‬إن العام في الشأخاص ‪ ،‬عام في‬
‫الحوال والزأمانة ‪ ،‬ثم يقول ‪ :‬إن المار ل يفيد التكرار ‪ ،‬فقوله هذا مابني على دليل خارجي‬
‫‪ ،‬أو قرينة ترجحت عنده أوجبت الخروج عن هذا التلزأم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)( ويقصد الجلل المحلى شأارحا جمع الجواماع‬
‫‪2‬‬
‫)( انظر ‪ :‬حاشأية الصنعاني على أحكام الحكام ‪. 241 / 1 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( انظر ‪ :‬البحر المحيط ‪. 386 / 2 :‬‬
‫‪- 17 -‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أصل المسألة وأموضع‬


‫النزاع‬
‫يقول الزركشي)‪ )) : (1‬يظن كثير مان الناس أن البحث في هذه المسألة ماما أثاره‬
‫المتأخرون ‪ ،‬وليس كذلك ‪ ،‬بل وقع في كلم مان قبلهم (( ‪.‬‬
‫وماا قاله صاحب البحر صحيح في الجملة ‪ ،‬وإذا شأئت التفصيل فالحق أن هذه ماسألة‬
‫كانت خامالة ‪ ،‬ل تتذكر إل رعررضا في تضاعيف المباحث مان غير تدليل أو تحرير ‪ ،‬وكأنها‬
‫ماسلمة مان المسلمات ‪ .‬حتى تلقفها شأهاب الدين القرافي)‪ ، (2‬وشأغف بها ‪ ،‬فما يزال‬
‫يذكرها ويكررها في ماصنفاته مان غير اسأتثناء)‪ ، (3‬وهو صاحب الدعوى المخالفة لما درج‬
‫عليه السابقون فقال ‪ :‬إن العام في الشأخاص ماطلق في أحوالهم ‪ ،‬فلما تصردى له تقي‬
‫الدين ابن دقيق العيد)‪ - (4‬وكانا يتناظران)‪ - (5‬وعورض به ‪ ،‬في شأرحي العمدة واللمام)‪، (6‬‬
‫سألكت بعد ذلك ماسلك الخلفا ‪ ،‬فتعاهدها الصوليون مان بعدهما بالبيان والتفصيل ‪،‬‬
‫وانتصر كل فريق لفرعي هذه المسألة بالتدليل والتحقيق والتحرير ‪.‬‬
‫والقول بأن العام في الشأخاص عام في ماتعلقاته هو المعروفا والمشهور عند العلماء ‪،‬‬
‫ومامن صررحا بها ابن السمعاني في الكلم على اسأتصحاب الحال فقال ‪ )) :‬لن لفظ العموم‬
‫درل على اسأتغراقه جميع ماا يتناوله اللفظ في أصل الوضع في العيان والزأماان ‪ ،‬فأي عين‬
‫وجدت ثبت فيها الحكم ‪ ،‬وأي زأماان وجدت ثبت فيه الحكم بكون اللفظ دالا عليه‬

‫‪1‬‬
‫)( هو ماحمد بن بهادر بن عبد ال ‪ ،‬بدر الدين الزركشي ‪ ،‬الشافعي ‪ ،‬ويلقب بالمنهاجي ‪ ،‬صاحب )) البحر‬
‫المحيججط (( و)) البرهججان (( ‪ .‬تججوفي سأججنة بمصججر سأججنة ‪ 794‬هج ج ‪ .‬انظججر ترجمتججه فججي ‪ :‬شأججذرات الججذهب ‪/ 8 :‬‬
‫‪ ، 572‬العلم ‪. 60 / 6 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( هو أحمد بن إدريس القرافي الصنهاجي المالكي ‪ ،‬أبو العباس ‪ ،‬شأهاب الدين صاحب )) نفجائس الصججول‬
‫في شأرحا المحصول (( و)) الفروق (( ‪ .‬توفي سأنة ‪ 684‬هج ‪ .‬انظر ترجمته في ‪ :‬العلم ‪. 95 / 1 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( انظر ‪ :‬شأرحا تنقيح الفصول ‪ :‬ص ‪ ، 200‬الفروق ‪ ، 138 / 1 :‬نفائس الصول ‪. 1995 / 4 :‬‬
‫‪4‬‬
‫)( هو ماحمد بن علي بن وهب القشيري ‪ ،‬أبو الفتح ‪ ،‬تقي الدين ‪ ،‬المعروفا بابن دقيق العيد ‪ ،‬صاحب‬
‫)) إحكججام الحكججام شأججرحا عمججدة الحكججام (( و)) شأججرحا اللمججام (( ‪ .‬تججوفي سأججنة ‪ 702‬ه ج ‪ .‬انظججر ترجمتججه فججي ‪:‬‬
‫شأذرات الذهب ‪ ، 11 / 7‬العلم ‪. 283 / 6 :‬‬
‫‪5‬‬
‫)( ذكر ذلك ابن الملقن في العلم ‪. 454 / 1 :‬‬
‫‪6‬‬
‫)( انظر ‪ :‬إحكام الحكام ‪ ، 54 / 1 :‬شأرحا اللمام ‪. 275 / 1 :‬‬
‫‪- 18 -‬‬

‫ويتناوله بعموماه (()‪. (1‬‬


‫وكذلك فعل فخر الدين الرازأي في ماحصوله ‪ ،‬جوابا على سأؤال فقال ‪ )) :‬إنه لما‬
‫((‬ ‫))‬

‫كان أمارا بجميع القيسة ‪ ،‬كان ماتناولا ‪ -‬ل ماحالة ‪ -‬لجميع الوقات ‪ ،‬وإل قدحا ذلك‬
‫في كونه ماتناولا لكل القيسة (()‪. (2‬‬

‫ص عليها القاضي أبو يعلى كما تقودم)‪. (3‬‬


‫ون و‬
‫وذكرها أبو الخطاب)‪ (4‬في التمهيد فقال ‪ )) :‬المطلق يشتمل على جميع صفات الشيء‬
‫وأحواله (()‪. (5‬‬
‫وهؤلء المذكورون قد صررحوا بهذه القاعدة تصريحا ل تلبس فيه ‪ ،‬وهناك نقول عن‬
‫الئمة يفيد ظاهر كلماهم العمل بها مانها ‪:‬‬
‫‪  ‬‬ ‫ماا قاله الماام أحمد في قوله تعالى ‪ :‬س‬
‫‪ ‬ش ] النساء ‪ ، [ 11 :‬ظاهرها على العموم أن مان وقع عليه اسأم‬
‫ولد فله ماا فرض ال ‪ .‬وكان رسأول ال ش هو المعصبر عن الكتاب ‪ :‬أن الية إنما‬ ‫((‬ ‫))‬

‫قصدت المسلم ل الكافر)‪. (6‬‬


‫ووجه الدللة أن الماام أحمد فهم مان عموم لفظ أولدكم عموم أحوالهم ‪ ،‬فيشمل‬
‫((‬ ‫))‬

‫حال الكفر والسألم ‪ ،‬حتى جاء التخصيص مانه ش فبوين أن المقصود المسلم ل الكافر‬
‫‪.‬‬
‫وكلم الماام أحمد ظاهر ظهورا برينا في العمل بهذه القاعدة ‪ ،‬إل أن المخالفين مان‬
‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬قواطع الدلة ‪. 363 / 3 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( انظر ‪ :‬الكاشأف ‪. 182 / 6 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( انظر ‪ :‬المبحث الول مان هذا الفصل ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫((‬
‫)( هو ماحفوظ بن أحمد بن الحسن الكلوذاني ‪ ،‬البغدادي ‪ ،‬الحنبلي ‪ ،‬أبو الخطاب ‪ ،‬صاحب )) التمهيد‬

‫و)) الخلفا الكججبير (( ‪ ،‬تججوفي سأججنة ‪ 510‬هج ج ببغججداد ‪ .‬انظججر ترجمتججه فججي ‪ :‬شأججذرات الججذهب ‪ / 6 :‬ج ‪، 45‬‬
‫العلم ‪. 291 / 5 :‬‬
‫‪5‬‬
‫)( انظر ‪ :‬التمهيد ‪ . 187 / 2 :‬وانظر كذلك ‪ :‬القواعد والفوائد الصولية ‪ :‬ص ‪. 311‬‬
‫‪6‬‬
‫)( انظر ‪ :‬أصول ابن مافلح ‪ ، 840 / 2 :‬القواعد والفوائد الصولية ‪ :‬ص ‪. 312‬‬
‫‪- 19 -‬‬

‫بعض الحنابلة يقولون ‪ :‬تسمية أحمد له عاما ا في الشأخاص قصد به عموم بدل ‪ ،‬ل‬
‫شأمول)‪.(1‬‬
‫ومان هذه النقول ماا ذكره الزركشي نقلا عن الغزالي في فتاويه فإنه قال فيما إذا‬
‫((‬ ‫))‬

‫قال لماته الحامال ‪ :‬كل ولد تلدينه فهو حر ‪ ،‬أنه كما يشمل الذكر والنثى ‪ ،‬يشمل‬
‫اختلفا الوقت فينبغي أن يعم ويتكرر ‪.‬‬
‫وماا نص عليه الشافعي فيما إذا قال الرجل لزوجته ‪ :‬أنت طالق ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬أردت إن‬
‫دخلت الدار ‪ ،‬أنه ل يدين ‪ ،‬وإذا نوى إلى شأهرين يدين ففرق بين الزماان والمكان ‪ ،‬ثم نقل‬
‫عن بعض أئمة الشافعية أنه ل فرق ‪ ،‬بل هو عام في الزماان والمكان)‪. (2‬‬
‫وأحسب أن في هذين المثالين نظر ‪ ،‬وذلك لن في اللفظ قرينة تدل على عموم‬
‫الزماان والحال ‪ ،‬وذلك لنه عولق العتق والطلق على شأرط ‪ ،‬وهو يقتضي التكرار ‪ ،‬فيكون‬
‫عاما ا في الزماان ‪ ،‬لذا لم أقف على مان اسأتدل مان هذين النقلين على هذه المسألة مان‬
‫الشافعية ‪ ،‬والزركشي لم يجزم بنسبة هذه المسألة للشافعي والغزالي ‪ ،‬بل قال ‪ :‬هو ظاهر‬
‫كلماهم ‪.‬‬
‫أماا الفرع الخر لهذه المسألة ‪ ،‬وهو القول ‪ :‬إن العام في الشأخاص ماطلق في الزأماان‬
‫والبقاع والحوال والتعلقات ‪ ،‬فإن الباحث ليجد أن أغلب ماصنفات الصول تنسبها‬
‫للقرافي والصفهاني)‪ (3‬دون غيرهما ‪ ،‬بل قد نفى بعض العلماء أن يكون أحد قد قال‬
‫بقولهما)‪ ، (4‬وكأنها ماسألة ابتدعها القرافي ووافقه الصفهاني ‪ ،‬ثم مااتت بموتهما ‪.‬‬
‫وليس المار كذلك ‪ ،‬بل لهذه المسألة سألف سأبقوا القرافي إليها ‪ ،‬وخلف ورثوها عنه‬
‫وعملوا بها ‪ .‬فممن صررحا بفرع هذه المسألة عن المتقدماين سأيف الدين المادي ‪ ،‬فإنه‬
‫قال في الكلم على قول الصحابي هل هو حجة ‪ ،‬جوابا عن الحتجاج بقوله ش ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬أصول ابن مافلح ‪ ، 840 / 2 :‬القواعد والفوائد الصولية ‪ :‬ص ‪. 312‬‬
‫‪2‬‬
‫)( انظر ‪ :‬البحر المحيط ‪. 30 / 3 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( هو ماحمد بن ماحمود بن ماحمد بن عرباد ‪ ،‬العجلي ‪ ،‬الشافعي ‪ ،‬أبو عبد ال ‪ ،‬شأمس الدين الصفهاني‬
‫‪ ،‬صججاحب )) الكاشأججف عججن المحصججول (( و)) غايججة المطلججب (( ‪ .‬تججوفي سأججنة بالقججاهرة سأججنة ‪ 688‬هج ج ‪ .‬انظججر‬
‫ترجمته في ‪ :‬شأذرات الذهب ‪ ، 710 / 7 :‬العلم ‪. 87 / 7 :‬‬
‫‪4‬‬
‫)( انظر ‪ :‬سألم الوصول لشرحا نهاية السول ‪. 341 / 3 :‬‬
‫‪- 20 -‬‬

‫)) أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم (()‪ )) : (1‬إن الخبر وإن كان عاماا في الصحاب‬
‫والمقتدين‬
‫يهم ‪ ،‬على أن ماا فيه القتداء غير عام ‪ ،‬ول يلزم مان العموم في الشأخاص ‪ ،‬العموم في‬
‫الحوال (()‪ (2‬وصورحا بها أيضا ماجد الدين ابن تيمية)‪ (3‬في المسرودة فقال ‪ )) :‬ثم فرق بين‬
‫أفراد الفعل وبين لوازأم الفعل مان المكان والزماان والحوال ‪ ،‬فالصواب أن ماثل هذا لم‬
‫يتعرض له المار ل بإذن ول بمنع (()‪. (4‬‬
‫واسأتدل بها ابن قداماة)‪ (5‬في ماوضع مان كتابه “ المغني ” ‪ ،‬وإن كان المشهور عنه‬
‫القول الول)‪. (6‬‬
‫)‪(8‬‬
‫وعمل بفرع هذه المسألة مان المتأخرين أبو العباس بن تيمية)‪ (7‬وابن قاضي الجبل‬

‫‪1‬‬
‫)( الحديث أخرججه عبد بن حميجد فجي ماسنده عن ابن عمجر ‪ ،‬ول يصجح ‪ .‬انظر ‪ :‬المطالب العالية ‪/ 4 :‬‬
‫‪. 146‬‬
‫‪2‬‬
‫)( الحكام في أصول الحكام ‪. 227 / 3 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( هججو عبججد السججلم بججن عبججد الج ج بججن الخضججر بججن تيميججة الحنبلججي ‪ ،‬أبججو البركججات ‪ ،‬ماجججد الججدين ‪ ،‬صججاحب‬
‫)) المنتقى مان أحاديث الحكام (( و)) المحرر (( توفي سأنة ‪ 652‬هج ‪ .‬انظججر ترجمتججه فججي ‪ :‬شأججذرات الججذهب ‪:‬‬
‫‪ ، 443 / 7‬العلم ‪. 6 / 4‬‬
‫‪4‬‬
‫)( انظر ‪ :‬المسودة ‪ :‬ص ‪. 89‬‬
‫‪5‬‬
‫)( هججو عبججد الج بججن أحمججد بججن ماحمججد بججن قداماججة المقدسأججي الحنبلججي ‪ ،‬ماوفججق الججدين ‪ ،‬أبججو ماحمججد ‪ ،‬صججاحب‬
‫المغنج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججي (( ‪،‬‬ ‫))‬

‫و)) روضة الناظر (( ‪ .‬توفي سأنة ‪ 620‬ه ج ‪ .‬انظجر ترجمتجه فججي ‪ :‬شأججذرات الجذهب ‪/ 7 :‬ج ‪ ، 155‬العلم ‪:‬‬
‫‪. 67 / 4‬‬
‫‪6‬‬
‫)( انظر ‪ :‬أصول ابن مافلح ‪. 995 / 3 :‬‬
‫‪7‬‬
‫)( هججو أحمججد بججن عبججد الحليججم بججن عبججد السججلم بججن تيميججة الحنبلججي ‪ ،‬أبججو العبججاس ‪ ،‬تقججي الججدين ‪ ،‬صججاحب‬
‫)) الفتاوى (( و)) مانهاج السنة (( ‪ ،‬تجوفي سأجنة ‪ 728‬ه ج ‪ .‬انظججر ترجمتججه فجي ‪ :‬شأجذرات الججذهب ‪/ 8 :‬ج ‪، 142‬‬
‫العلم ‪:‬‬
‫‪. 144 / 1‬‬
‫‪8‬‬
‫)( هو أحمد بن الحسن بن عبد ال المقدسأي الحنبلي ‪ ،‬شأرفا الدين ‪ ،‬أبو العباس ‪ ،‬مان تصانيفه )) أصول‬
‫الفقه (( و)) الفائق (( ‪ .‬توفي سأنة ‪ 771‬هج ‪ .‬انظر ترجمته في ‪ :‬شأذرات الذهب‪ ،376 / 8 :‬العلم‪/ 1 :‬‬
‫‪. 111‬‬
‫‪- 21 -‬‬

‫وغيرهم)‪. (1‬‬
‫أماا ماوضع النزاع في هذه المسألة ‪ ،‬فيجري في العام الذي في سأياق النفي ‪ ،‬والعام‬
‫الذي في سأياق المار ‪ ،‬وأل توجد صيغة مان صيغ العموم الدالة على عموم الزماان أو‬
‫المكان أو الحال ‪.‬‬
‫وحرجر تاج الدين السبكي)‪ (2‬رحمه ال الخلفا في العام إذا كان في سأياق الثبات‬
‫كقوله تعالى ‪ :‬س ‪  ‬ش ] التوبة ‪، [ 5 :‬‬
‫ونفى أن يكون الخلفا في الفعل إذا كان في سأياق النفي ‪ ،‬كما لو قيل ‪ :‬ل تقتل ماسلم ا‬
‫‪ ،‬فنظر إلى النهي الذي يفيد التكرار ‪ ،‬فيعم كل زأماان‪ ،‬ثم جعل مان لزأم عموم الزماان‪،‬‬
‫عموم المكان والحال‪ ،‬فصار كل فعل في سأياق النهي أو النفي يدل على عموم الزماان‬
‫وضعا وعلى عموم الحال اسأتلزاماا ‪ ،‬فلم يبق الخلفا إل في الفعل الذي في سأياق‬
‫الثبات)‪. (3‬‬
‫وهذا القول الذي ذهب إليه التاج ‪ ،‬ل أعلم أحدا وافقه عليه)‪ ، (4‬فهو أولا غير ماتجه‬
‫ماع القائلين بأن العام في الشأخاص يستلزم عموم الزأماان والحوال ‪ ،‬لنهم جعلوا التلزأم‬
‫بين الشأخاص والفعال ‪ ،‬وبين الزماان والمكان والحال ‪ ،‬وذلك لحاجة الفعل والشخص‬
‫إلى ظرفا يقع فيه ‪ ،‬وإلى حال يكون فيها ‪ ،‬أماا التاج فجعل التلزأم بين عموم الزماان وعموم‬
‫الحال ماطلق ا ‪ ،‬وهو ماا يخالف ماقالة الجمهور ‪ .‬وثاني ا إذا سألمنا بالتلزأم ‪ ،‬فهو ل يلزم‬
‫القائلين بأن العام في الشأخاص ماطلق في الزأمانة والحوال ‪ ،‬وسأتقف بإذن ال في‬
‫المسائل المخررجة على هذا الصل ‪ ،‬ماسائل فررعها القرافي مان العام في سأياق النفي‪،‬‬
‫فجعلها عاماة في الزماان للنهي‪ ،‬ماطلقة في الحوال والمتعلقات ‪ ،‬وهذا يخالف ماا التزماه‬

‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬مانهاج السنة ‪ ، 219 / 4 :‬شأرحا الكوكب المنير ‪. 116 / 3 :‬‬
‫‪2‬‬
‫((‬
‫)( هو عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي ‪ ،‬أبو نصر ‪ ،‬مان تصانيفه )) جمع الجواماع‬
‫و)) رفع الحاجب عن ماختصر ابن الحاجب (( ‪ .‬توفي سأجنة ‪ 771‬ه ج ‪ .‬انظجر ترجمتجه فجي ‪ :‬شأجذرات الجذهب‬
‫‪:‬‬
‫‪ ، 380 / 8‬العلم ‪. 184 / 4 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( انظر ‪ :‬البهاج ‪. 87 / 2 :‬‬
‫‪4‬‬
‫)( نسب الصنعاني هذا القول للجلل المحلي في شأرحة على جمع الجواماع ‪ ،‬لكني لم أقف عليه ‪.‬‬
‫‪- 22 -‬‬

‫السبكي ‪.‬‬
‫ثم يبقى تنبيه أخير يقتضيه المقام ‪ ،‬وهو أن الصوليين ل يذكرون أول مان أحدث هذه‬
‫المقالة ‪ -‬أي القول بأن العام في الشيء ماطلق في أحواله وماتعلقاته ‪ -‬وإن كانوا يتفقون‬
‫ت في تتبع نشأتها ‪ ،‬وجدت أن القائلين‬
‫على أنه خلفا المشهور والمعروفا ‪ ،‬وإذا اجتهد ر‬
‫بهذه المسألة ‪ ،‬كانوا في سأنين ماتقاربة ‪ ،‬في زأمان المادي وماجد الدين بن تيمية ‪ ،‬ول تكاد‬
‫تعرفا قبلهم ‪ .‬ماما يرجح أن ظهورها كان في أول القرن السابع ‪ ،‬ثم شأاعت وذاعت على‬
‫لسان القرافي ‪ .‬فاجعل هذا التنبيه مانك على ذتسكةر ‪ ،‬فهو ماعين ‪ -‬إن شأاء ال ‪ -‬على ماعرفة‬
‫الصواب والراجح مان هذه القوال عند تعرضنا له في المبحث الخير ‪.‬‬
‫‪- 23 -‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مذاهب العلماء‬


‫وأتحقيقاتهم للمسألة‬
‫ت أن‬
‫إذا رجعت إلى كلم الصوليين في بيان ماذاهب العلماء في هذه المسألة ‪ ،‬وجد ر‬
‫سم المذاهب إلى ثلثة ‪:‬‬
‫أكثرهم يق ص‬
‫المذهب الول يقول ‪ :‬إن العام في الشأخاص عام في الزأمانة والماكنة والحوال ‪.‬‬
‫والثاني يقول ‪ :‬إن العام في الشأخاص ‪ ،‬ماطلق في الزأمانة والماكنة والحوال ‪.‬‬
‫والثالث ماذهب توسأط ‪ ،‬فجمع بين المقالتين فقال ‪ :‬إنه يعم بطريق اللتزام ل بطريق‬
‫الوضع)‪. (1‬‬
‫والحق أن ماذاهب العلماء ل تعدوا أكثر مان قولين‪ ،‬ومان جعل لهذه المسألة ماذهبا‬
‫ثالثا ‪ ،‬فقد وهم ‪ ،‬لنه ظن أن ابن دقيق العيد يرى أن العام في الشأخاص يدل على عموماه‬
‫في الزأمانة والماكنة بطريق الوضع‪ ،‬وسأبب هذا الوهم سأيتبرين لك مان خلل هذا المبحث‬
‫‪ -‬إن شأاء ال تعالى ‪ -‬وإليك تحقيقات العلماء ‪:‬‬
‫‪ - 1‬تحقيق ابن دقيق العيد ‪ :‬تناول ابن دقيق العيد ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬هذه القاعدة في‬
‫صلها أحسن تفصيل في شأرحا اللمام)‪ ، (3‬فذكر‬ ‫)‪(2‬‬
‫شأرحا العمدة فأجمل الكلم فيها ‪ ،‬ثم ف و‬
‫في ماقدماة هذا التحقيق التسليم بأن العام في الشأخاص ماطلق في الحوال وغيرها ‪ ،‬إل أن‬
‫اعتراضه رحمه ال كان على طريقة السأتدلل ‪ ،‬فالعمل بهذه المقدماة مارضي ‪ ،‬إذا لم‬
‫يخالف ذلك ماقتضى صيغة العموم ‪ ،‬فإن خالفها كان الحكم للعموم ‪ ،‬ماحافظة على‬
‫ماقتضى صيغته ‪ ،‬فاللفظ الدال على عموم الذوات ‪ ،‬دال على ثبوت الحكم في كل ذات‬
‫داخلة تحته ‪ ،‬ول تخرج عنه ذات إل بالتخصيص ‪ ،‬فمن قال ‪ :‬إنه يكفي في العمل به‬
‫صورة واحدة فقد أخرج عدة ذوات مامن شأملهم اللفظ العام بغير ماخصص ‪.‬‬
‫وقد ضرب لهذا ماثلا فقال ‪ )) :‬إذا قال ‪ :‬مان دخل داري فأعطه درهما فمقتضى‬
‫الصيغة العموم في كل ذات صدق عليها أنها داخلة ‪ ،‬فإذا قال قائل ‪ :‬هو ماطلق في‬
‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬شأرحا الكوكب المنير ‪ ، 119 / 3 :‬أحكام كل ‪ :‬ص ‪ ، 607‬سألم الوصول ‪. 341 / 2 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( انظر ‪ :‬إحكام الحكام ‪. 54 / 1 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( انظر ‪ :‬شأرحا اللمام ‪. 275 / 1 :‬‬
‫‪- 24 -‬‬

‫الزأماان ‪ ،‬وقد عملت به مارة ‪ ،‬فل يلزم أن أعمل به أخرى لعدم عموم المطلق ‪ ،‬قلنا له ‪:‬‬
‫لما دلت الصيغة على العموم في كل ذات دخلت الدار ‪ ،‬ومان جملتها الذوات الداخلة في‬
‫آخر النهار ‪ ،‬فإذا أخرجت تلك الذوات فقد أخرجت ماا دلت الصيغة على دخوله وهي كل‬
‫ذات (()‪. (1‬‬
‫ثم أورد رحمه ال سأؤالا على ماا سأرلم به ‪ -‬وهو أن المطلق يكفي في العمل به ماررة‬
‫واحدة ‪ -‬فقال ‪ :‬هل يكتفى فيه بالمرة فعلا ‪ -‬أي بفعل المكلف ‪ -‬أو حملا على المقويد‬
‫؟‬
‫فإذا قلنا بالفعل فهو ماسولم كما إذا قال ‪ :‬أعتق رقبة ‪ ،‬ففعل ذلك ماورة ‪ ،‬ل يلزماه‬
‫إعتاق رقبة أخرى ‪ ،‬لحصول الوفاء بمقتضى المار مان غير أن نقول باقتضاء اللفظ العموم ‪.‬‬
‫أماا إذا قلنا ‪ :‬إنه يكتفى فيه بالمررة الواحدة حملا على المقيد ‪ ،‬فغير ماسولم لن مان‬
‫ماقتضى تقييد المطلق بالصورة المعينة حملا ‪ ،‬أن ل يحصل الكتفاء بغيرها ‪ ،‬كما لو قال ‪:‬‬
‫أعتق رقبة ‪ ،‬فإن ماقتضى الطلق أن يحصل الجزاء بكل ماا يسمى رقبة ‪ ،‬وذلك يقتضي‬
‫الجزاء به ‪ ،‬فإذا خصصنا الحكم بالرقبة المؤمانة مانعنا إجزاء الكافرة ‪ ،‬وماقتضى الطلق‬
‫الجزاء إن وقع العتق لها ‪ ،‬وماا فعلناه خلفا ماقتضاه ‪.‬‬
‫إلى أن قال رحمه ال ‪ )) :‬فتنبه لهذه المواضع التي ترد عليك مان ألفاظ الكتاب‬
‫والسنة ‪ ،‬إذا كان الطلق في الحوال أو غيرها ماما يقتضي الحمل على البعض فيه عود‬
‫التخصيص إلى ماحل العموم وهي الشأخاص ‪ ،‬أو ماخالفة المقتضى الطلق عند الحمل ‪،‬‬
‫فالحكم بالتخصيص أو التقييد ماع وجوب الوفاء بمقتضى العموم أو الطلق ل يكون إل‬
‫لدليل مانفصل ‪ ،‬أماا إذا كان الطلق في صورة ل تقتضي ماخالفة صيغة العموم ‪ ،‬ول ينافي‬
‫ماقتضى الطلق فالكلم صحيح (()‪. (2‬‬
‫هذا ماا خرطه ابن دقيق العيد عن هذه القاعدة ‪ ،‬وأحسب أن كلماه واضح كل الوضوحا‬
‫أنه يعني أن العام في الشأخاص يدل على العموم في الحوال التزاما ا ل وضع ا ‪ .‬وأغلب‬
‫الظن أن مان حمل كلماه على الثاني ‪ ،‬فجعله ماذهب ا ثالث ا ‪ ،‬إنما حمله على هذا الوهم عدم‬
‫إطلعه على شأرحا اللمام ‪ ،‬واكتفاؤه بما أماله ‪ -‬اسأتمله عماد الدين ابن الثير‬
‫الشافعي)‪ - (3‬في شأرحا العمدة ‪ ،‬وآية ذلك أن الناقلين عن شأرحا اللمام كالسبكي‬
‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬إحكام الحكام ‪. 55 / 1 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( انظر ‪ :‬شأرحا اللمام ‪. 279 - 277 / 1 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( هو إسأماعيل بن أحمد بن تاج الدين ابن الثير الحلبي ‪ ،‬كاتب مان العلماء بالدب ‪ ،‬مان ماصنفاته )) كنججز‬
‫‪- 25 -‬‬

‫والزركشي)‪ (1‬قد رسأللموا مان هذا الوهم ‪.‬‬


‫‪ - 2‬تحقيق القرافي ‪:‬‬
‫وهو الذي شأغف بهذا البحث‪ ،‬وكررره كثيرا في ماصنفاته‪ ،‬وخالف فيها الجمهور فقال‪:‬‬
‫صيغ العموم إن كانت عاماة في الشأخاص فهي ماطلقة في الزأمانة والحوال والمتعلقات ‪،‬‬
‫ول يثبت العموم فيها إل بدليل ‪ ،‬لذلك أشأار رحمه ال إلى أن هذه القاعدة يحتاج إليها‬
‫كثيءر في باب التخصيص وغيره ‪.‬‬
‫وبوين ذلك في كتابه العقد المنظوم بعد أن ذكر ماقدماة في صيغة مان و ماا ‪ ،‬وأن‬
‫((‬ ‫))‬ ‫((‬ ‫))‬

‫الولى ‪ :‬الصل فيها أنها تقع على مان يعقل والثانية ‪ :‬فيما ل يعقل ‪ ،‬ولكن إذا اختلط مان‬
‫يعقل وماا ل يعقل أتي بلفظ مان تغليب ا لوصف العقلء ‪ ،‬كما إذا قلت ‪ :‬رأيت مان في‬
‫((‬ ‫))‬

‫الدار ‪ ،‬وأنت تريد الرجال ‪ ،‬والنساء‪ ،‬والجمادات والبهائم ‪ ،‬ول تقول ‪ :‬رأيت ماا في الدار‪،‬‬
‫لشرفا العاقل على البهائم والجماد ‪.‬‬
‫ومان هذه المقدماة دخل في تحقيق هذه القاعدة فقال ‪ )) :‬إذا قلنا ‪ :‬انظروا إلى ماا خلق‬
‫ال مان شأيء كان عموماا لفظيا في جميع المخلوقات ‪ ،‬عاماا في جميع أحوالها ‪ ،‬ومان‬
‫جملة أحوالها كان بعضها عقلء ‪ ،‬وأن اللفظ يتناول هذه الحالة لعموماه وإذا ماا تناولها ماع‬
‫غيرها يكون قد اجتمع مان يعقل وماا ل يعقل ‪ ،‬فيتعين التغليب كما تقدم ‪ ،‬فيكون التعبير‬
‫حينئذ بلفظ‬
‫مان ‪ ،‬ل بلفظ ماا ‪ ،‬لكن لما كانت العرب تعصبر بلفظ ماا في هذا المقام دون لفظ‬
‫((‬ ‫))‬ ‫((‬ ‫))‬ ‫((‬ ‫))‬

‫مان دل ذلك على أن هذه الحالة التي هي حالة العقلء ‪ ،‬لم يتناولها اللفظ البتة ‪ ،‬وأنه‬ ‫((‬ ‫))‬

‫إنما يتناول عموم الموجودات مان حيث هي ماوجودات ‪ ،‬ماع ماطلق الحالة ‪ ،‬وهي حالة ماا ‪،‬‬
‫غير ماعوينة ‪ ،‬التي هي أعم مان العقلء ‪ ،‬والجمادات ‪ ،‬والقاعدة ‪ :‬أن العم المعنوي ل‬
‫يستلزم الخص ‪ ،‬فلذلك لم يتعين اندراج حالة العقل في مادلول اللفظ فلم يتعين التغليب ‪،‬‬
‫ول وجد سأببه وهذا برهان قوي على أن العام في الشأخاص ماطلق في الحوال فتأمال ذلك‬
‫(()‪. (2‬‬
‫‪ - 3‬تحقيق أبي الحسن الباجي)‪: (3‬‬

‫البراعة (( و)) شأرحا قصيدة ابن عبدون (( توفي سأنة ‪ . 699‬انظر ترجمته في ‪ :‬العلم ‪. 309 / 1 :‬‬
‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬البهاج ‪ ، 87 / 2 :‬البحر المحيط ‪. 33 / 3 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( انظر ‪ :‬العقد المنظوم ‪ ، 381 - 380 / 1 :‬وانظر كذلك ‪ :‬شأرحا تنقيح الفصول ‪ :‬ص ‪. 200‬‬
‫‪3‬‬
‫)( هججو علء الججدين علججي بججن ماحمججد بججن خطرججاب البججاجي ‪ ،‬المصججري ‪ ،‬الشججافعي قججال ابججن العمججاد ‪ :‬صججنف‬
‫ماختصرات في علوم ماتعددة اشأتهرت وحفظت في حياته ثجم انطفئجت كجأن لجم تكجن ‪ .‬تجوفي سأجنة ‪ 714‬ه ج ‪.‬‬
‫‪- 26 -‬‬

‫وهو تحقيق نقله عنه تلميذه تقي الدين السبكي)‪ (1‬وقال عن كلم ابن دقيق العيد‬
‫والقرافي ‪ )) :‬كل مان القولين غير صحيح (()‪ . (2‬ثم بوين أن الصواب العمل بالقاعدة ‪ ،‬يعني‬
‫أن العام في الشأخاص ماطلق في الحوال والزأمانة والبقاع ‪ ،‬ول يلزم ماا ذكره القرافي ‪،‬‬
‫بمعنى أنه إذا عمل به في الشأخاص في حالة ماا ‪ ،‬في ماكان ماا ‪ ،‬ل يعمل به في تلك‬
‫الشأخاص مارة أخرى ‪ ،‬أماا في أشأخاص أخر فيعمل به‪ ،‬ول يلزم التخصيص في الشأخاص ‪،‬‬
‫فالتوفية بالطلق ل يتكرر ذلك الحكم ‪ ،‬فكل زأان تيحرد ‪ ،‬وإذا جلدناه ‪ ،‬ل نجلده ثانيا في‬
‫ماكان آخر ‪ ،‬أو زأماان آخر ‪ ،‬أو حالة أخرى ‪ ،‬إل إذا زأنى ماررة أخرى ‪ ،‬لن تكرر جلده‬
‫ل دليل عليه ‪ ،‬والفعل ماطلق)‪. (3‬‬
‫وهذا التحقيق الذي نقله السبكي الكبير ‪ ،‬هو عين ماا قاله ابن دقيق العيد في شأرحا‬
‫))‬

‫اللمام ‪ ،‬وأشأار إلى ذلك ولده تاج الدين فقال ‪ )) :‬وغالب ظني أن الشيخ تقي الدين ابن‬ ‫((‬

‫دقيق العيد في شأرحا اللمام ذكر هذا التقرير بعينه (()‪ . (4‬وصررحا به كذلك الزركشي‬
‫((‬ ‫))‬

‫فقال ‪ )) :‬وهذا ماستمد ماما ذكره الشيخ في شأرحا اللمام (()‪ (5‬بل وأنكر الصنعاني ‪-‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫رحمه ال ‪ -‬عليه قوله ‪ )) :‬وكل مان القولين غير صواب (( ثم يعود إلى قوله ويصوبه)‪. (6‬‬
‫ولما كان هذا التقرير ‪ ،‬على هذا الوجه قد يرد عليه اعتراض يقول ‪ :‬إن عدم تكرار‬
‫الجلد في الزنا ماثلا ماعلوم مان كون المار ل يقتضي التكرار ‪ ،‬فالمطلق هو الحكم ‪ ،‬أي‬
‫عدم تكرار الجلد ‪ ،‬والعام هو المحكوم عليه ‪ ،‬أي كل زأان ‪ ،‬وهما غيران ‪ -‬أي يجوزأ‬
‫وجود أحدهم ماع عدم الخر ‪ ، -‬وهذا يناقض قولنا ‪ :‬العام ماطلق ‪ ،‬لما كان هذا التقرير‬

‫انظر ترجمته في ‪ :‬شأذرات الذهب ‪ ، 63 / 8 :‬العلم ‪. 334 / 4 :‬‬


‫‪1‬‬
‫)( هو علي بن عبجد الكججافي السجبكي ‪ ،‬النصجاري ‪ ،‬الخزرجججي ‪ ،‬أبجو الحسجن ‪ ،‬ماجن ماصجنفاته ‪ )) :‬البهججاج فججي‬
‫شأرحا المنهاج (( و)) أحكام كل (( ‪ ،‬توفي سأنة ‪ 756‬ه ج ‪ .‬انظجر ترجمتجه فجي ‪ :‬شأجذرات الجذهب‪/ 8 :‬ج ‪،308‬‬
‫العلم ‪. 302 / 4 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( انظر ‪ :‬أحكام كل ‪ :‬ص ‪. 607‬‬
‫‪3‬‬
‫)( انظر ‪ :‬أحكام كل ‪ :‬ص ‪. 607‬‬
‫‪4‬‬
‫)( انظر ‪ :‬البهاج في شأرحا المنهاج ‪. 87 / 2 :‬‬
‫‪5‬‬
‫)( انظر ‪ :‬البحر المحيط ‪. 33 / 3 :‬‬
‫‪6‬‬
‫)( حاشأية الصنعاني على إحكام الحكام ‪. 244 / 1 :‬‬
‫‪- 27 -‬‬

‫على هذا الوجه زأاده السبكي الكبير تهذيب ا ‪ ،‬حتى يرجع العموم والطلق إلى لفظة واحدة‬
‫‪ ،‬فقال ماا حاصله ‪ :‬إن المحكوم عليه كالزاني ماثلا ‪ ،‬أو المشرك ‪ ،‬فيه أماران ‪ :‬أحدهما ‪:‬‬
‫الشخص ‪ ،‬والثاني ‪ :‬الصفة ‪ ،‬كالزنا ماثلا ‪ ،‬وأداة العموم لما دخلت عليه ‪ ،‬أفادت عموم‬
‫الشأخاص ‪ ،‬ل عموم الصفة ‪ ،‬فالصفة باقية على إطلقها ‪ ،‬فهذا ماعنى قولهم ‪ :‬العام في‬
‫الشأخاص ماطلق في الحوال والزأمانة والبقاع ‪ ،‬أي كل شأخص حصل مانه ماطلق زأنا تحود ‪،‬‬
‫وكل شأخص حصل مانه ماطلق شأرك قتل بشرطه ‪ ،‬فرجع العموم والطلق إلى لفظة واحدة‬
‫باعتبار مادلولها)‪. (1‬‬
‫‪ - 4‬تحقيق الصنعاني ‪:‬‬

‫أورد الصنعاني رحمه ال هذا التحقيق في حاشأيته على إحكام الحكام ‪ ،‬وغولط كلا‬
‫مان القرافي وابن دقيق العيد ‪ ،‬لن القرافي روجح ماقتضى الطلق وجعله حاكم ا على العموم‬
‫مان غير مارجح ‪ ،‬وكذلك فعل ابن دقيق العيد حين ررجح ماقتضى العموم وجعله حاكما على‬
‫الطلق مان غير مارجح أيضا فقال ‪ )) :‬والتحقيق أن العام في الشأخاص غير ماطلق في‬
‫الحوال والماكنة والزأمانة ‪ ،‬بل هو ماقيد بها عقلا فإنه لبد مان حال يقع عليه أفراد العام ‪،‬‬
‫وزأماان وماكان يقع فيهما ضرورة عقلية ‪ ،‬والتخصيص كما يقع بالعقل اتفاقا يقع التقييد به‪،‬‬
‫إذ هما مان واد واحد ‪ ،‬فكل فرد مان أفراد العام ماقيد بحال وزأماان وماكان ‪ ،‬أي على أي‬
‫حال ‪ ،‬وفي أي ماكان ‪ ،‬وفي أي زأماان ‪ ،‬فهو عام في أحوال الفراد وأزأماانها وأماكنتها ‪ ،‬فإن‬
‫أرادوا بقولهم إنه ماستلزم عموم الحوال والزأمانة والماكنة عقلا ‪ ،‬فهو ماا أردناه وإن‬
‫اختلفت العبارة ‪ ،‬ولكن قول الشارحا ‪ -‬يعني ابن دقيق العيد ‪ )) : -‬ونحن ل نقول بالعموم‬
‫في هذه المواضع مان حيث الطلق (( تسليم للقرافي ومان ماعه أن العام ماطلق ‪ ،‬ونحن‬
‫ل نسلمه ‪ ،‬بل نقول إنه ماقيد عقلا بعموم أزأمانة الفراد وأحوالها وأماكنتها ‪ ،‬وبه يندفع ماا‬
‫أوردناه مان البحث في أنه ترجيح بل مارجح ‪ ،‬إذ مابناه على أن العام ماطلق في غير الذوات‬
‫كما قاله القرافي وسألمه الشارحا ‪ ،‬وقوله ‪ )) :‬وهو ماطلق فيها (( قد عرفت أنه غير ماطلق فيها‬
‫بل ماقيد عقلا بأي ماكان وأي زأماان وعلى أي حال (()‪. (2‬‬

‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬أحكام كل ‪ :‬ص ‪. 607‬‬
‫‪2‬‬
‫)( انظر ‪ :‬حاشأية الصنعاني على إحكام الحكام ‪. 246 - 245 / 1 :‬‬
‫‪- 28 -‬‬

‫ورحم ال الماام الصنعاني ‪ ،‬فقد وقع فيما أنكره على السبكي ‪ ،‬حين غرلط ابن دقيق‬
‫العيد ثم رجع إلى قوله وصروبه ‪ ،‬وهذا ماا فعله في هذا التحقيق فهو في حقيقته تكرار لكلم‬
‫ابن دقيق العيد ‪ ،‬وإل ماا الفرق بين التقييد عقلا ‪ ،‬والتقييد بدللة اللتزام ‪ -‬وهي دللة‬
‫عقلية ‪ -‬؟ فالصنعاني يقول بأرنه ماقيد عقلا بعموم أزأمانة الفراد وأحوالها وأماكنتها ‪ ،‬وابن‬
‫دقيق العيد يقول بأنه ماقيد التزاماا بعموم أزأمانة الفراد وأحوالها وأماكنتها ‪ .‬ثم ضرب رحمه‬
‫ال ماثلا فقال ‪ )) :‬فلو قال ‪ :‬اعط كل عالم مان علماء البلد درهما فأعطاهم جميعا فصار‬
‫مامتثلا وخلصت ذماته عن المار ‪ ،‬ولو أعطاهم إل واحدا لم يخلص عن المار ول عتود‬
‫مامتثلا ‪،‬‬
‫لنه لبد مان عموم العطاء كل الفراد ‪ ،‬وعلى قول القرافي إن أعطى واحدا خلص عن‬
‫ذلك (()‪. (3‬‬
‫وهو قول نتلجلل القرافي أن يقول به ‪ ،‬فالمثال الذي ذكره الصنعاني طافح بالصيغ الدالة‬
‫على العموم ‪ ،‬وقد سأبق القول أن الخلفا ل يجري فيما وجدت فيه قرينة العموم ‪ ،‬فالمثال‬
‫المذكور فيه لفظة كل وهي أقوى صيغ العموم ‪ ،‬ولفظ )) علماء البلد (( وهو جمع مانكر‬
‫((‬ ‫))‬

‫ماضافا يفيد العموم بالتفاق ‪ ،‬ثم أتيقال بعد هذا كله ‪ )) :‬على قول القرافي إن أعطى واحدا‬
‫ف‪.‬‬ ‫خلص عن ذلك (( ؟ هذا رخسل ء‬
‫وسأبب هذا الخلط ‪ ،‬أن الصنعاني رحمه ال طرد الخلفا في كل عام ‪ .‬وقد سأبق‬
‫القول أن الخلفا بين العلماء ‪ ،‬فيما إذا لم تكن هناك قرينة تدل على عموم الماكنة‬
‫والزأمانة والحوال ‪ ،‬وسأيأتي إن شأاء ال تعالى في المبحث الخاماس ‪ ،‬في المسائل‬
‫المخورجة على هذه القاعدة ‪ ،‬ماسألةء حكم عليها القرافي بعموم الزماان لوجود قرينة تدل‬
‫عليه ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫)( انظر ‪ :‬حاشأية الصنعاني على إحكام الحكام ‪. 246 / 1 :‬‬
‫‪- 29 -‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬أدلة العلماء وأمناقشتها‬


‫مان عجيب أمار هذه المسألة ‪ ،‬أن الذي تولى كبرها ‪ -‬أعني القرافي ‪ -‬لم يتعرض أبدا‬
‫إلى ذكر الدلة على صحة ماا ذهب إليه ‪ ،‬بل ترك ماؤنة ذلك لمن أعقبه مان أهل العلم ‪،‬‬
‫وإليك أدلة كل ماذهب ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬أدلة ماذهب ابن دقيق العيد ‪:‬‬
‫‪ - 1‬وهو دليل اسأتدل به ابن دقيق العيد عند شأرحه لحديث في عمدة الحكام ‪.‬‬
‫وهو حديث أبي أيوب النصاري)‪ (1‬رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسأول ال ش ‪ )) :‬إذا أتيتم‬
‫الغائط فل تستقبلوا القبلة بغائط ول بول ‪ ،‬ول تستدبروها ‪ ،‬ولكن شأصرقوا أو غرربوا ‪ .‬قال‬
‫أبو أيوب ‪ :‬فقدمانا الشام فوجدنا ماراحيض قد بنيت نحو الكعبة فننحرفا عنها ونستغفر ال‬
‫عز وجل (()‪. (2‬‬
‫ووجه الدللة ‪ :‬أن أبا أيوب مان أهل اللسان والشرع وقد اسأتعمل قوله ش ‪:‬‬
‫)) ل تستقبلوا القبلة ول تستدبروها (( عاماا في المااكن بدليل ‪ ،‬أنه إذا قدم الشام كان‬
‫ينحرفا عنها ‪ ،‬ولفظ الحديث ماطلق فيها ‪ ،‬فيكون العام في الشأخاص عاماا في الماكنة ‪،‬‬
‫ولو خرج عنه بعض المااكن لخالف صيغة العموم في النهي عن السأتقبال والسأتدبار)‪. (3‬‬
‫وقد تعقب غير واحد هذا السأتدلل بالنقض ‪ ،‬مانهم ابن الملقن)‪ ، (4‬فذكر ماا يقدحا‬
‫في هذا السأتدلل وهو لفظ ‪ :‬الغائط الوارد في الحديث ‪ ،‬فهو اسأم للمكان ماعرفا‬
‫((‬ ‫))‬

‫باللف واللم ‪ ،‬فيعم جميع المااكن ‪ ،‬وليس هذا ماوضع النزاع ‪ ،‬إنما النزاع فيما إذا لم‬
‫يكن هناك قرينة تدل على العموم)‪. (5‬‬

‫‪1‬‬
‫)( هو خالد بن زأيد بن النججار ‪ ،‬شأججهد العقبجة وبجدرا ‪ ،‬ماجات سأججنة ‪ 50‬ه ج بجأرض الجروم فججي زأماجن ماعاويجة وقيججل‬
‫‪ 52‬هج ‪ .‬انظر ترجمته في ‪ :‬أسأد الغابة ‪. 121 / 2 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( أخرجه البخاري في كتاب الصلة ‪ ،‬باب قبلة أهل المدينة وأهل الشام رقم ‪ ، 394 :‬وماسلم في كتاب‬
‫الطهارة ‪ ،‬باب السأتطابة رقم ‪. 264 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( انظر ‪ :‬إحكام الحكام ‪. 55 / 1 :‬‬
‫‪4‬‬
‫)( هججو عمججر بججن علججي بججن أحمججد النصججاري الشججافعي ‪ ،‬أبججو حفججص‪ ،‬ماججن ماصججنفاته‪ )) :‬العلم بفوائججد عمججدة‬
‫الحكام (( و)) التوضيح بشرحا الجاماع الصحيح (( ‪ .‬توفي سأنة ‪ 804‬هج ‪ .‬انظر ترجمته في‪ :‬شأججذرات الججذهب‬
‫‪ ،71 / 9 :‬العلم ‪. 57 / 5 :‬‬
‫‪5‬‬
‫)( انظر ‪ :‬العلم ‪/ 1 :‬ج ‪ ، 455‬وانظر كذلك ‪ :‬أحكجام كجل ‪ :‬ص ‪ ، 608‬البحجر المحيجط ‪/ 3 :‬ج ‪، 32‬‬
‫البهاج ‪. 88 / 2 :‬‬
‫‪- 30 -‬‬

‫‪ - 2‬الحديث الذي رواه أبو سأعيد بن المعلى)‪ (1‬قال ‪ )) :‬كنت أصرلي في المسجد‬
‫فدعاني رسأول ال فلم أجبه ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسأول ال إني كنت أصلي ‪ ،‬فقال ‪ :‬ألم يقل ال ‪:‬‬
‫‪ ‬ش‬ ‫‪   ‬‬ ‫س‬
‫] النفال ‪. (2)(( [ 24 :‬‬
‫ووجه الدللة ‪ :‬أن النبي ش جعل الية عاماة في الحوال ‪ ،‬فأنكر على أبي سأعيد‬
‫حين دعاه ‪ -‬وهو في حالة الصلة ‪ -‬فلم يجبه حتى سأرلم ‪ .‬فدرل على أن العام في‬
‫الشأخاص ‪ ،‬عام في الحوال كذلك)‪. (3‬‬
‫وتعرقب هذا السأتدلل أيض ا تاج الدين السبكي فقال ‪ )) :‬ظهر لي الن أن العموم في‬
‫الحوال ‪ ،‬إنما جاء في هذه الية مان صيغة إذا ‪ ،‬فإنها ظرفا ‪ ،‬والمار ماعلق بها وهي‬
‫((‬ ‫))‬

‫شأرط أيض ا ‪ ،‬والمعلق على شأرط يقتضي التكرار ‪ ،‬والظرفا يشمل جميع الوقات ‪ ،‬ويلزماها‬
‫الحوال (()‪. (4‬‬
‫وهذا العتراض مابني على ماا يراه تاج الدين السبكي ‪ ،‬مان التلزأم بين عموم الزماان‬
‫والحوال ‪ ،‬وفيه نظر ‪ ،‬سأبق الكلم فيه ‪ ،‬إذ ليس هناك تلزأم بين الزماان والحال ‪ ،‬نعم قد‬
‫دول الحديث على عموم الزماان لصيغة إذا لكن ليس هناك صيغة أخرى تدل على عموم‬
‫((‬ ‫))‬

‫الحوال ‪ ،‬بل عموم الحال اسأتفيد مان عموم الشأخاص في قوله ‪ )) :‬اسأتجيبوا (( ‪ ،‬وسأيأتي‬
‫في المبحث السادس ‪ ،‬عند التعرض للترجيح ‪ ،‬اسأتقصاء لقوال العلماء في هذا الحديث ‪،‬‬
‫وأن هذا العتراض لم يلتفت إليه أحد ‪.‬‬
‫‪ - 3‬وهو اسأتدلل ذكره ابن دقيق العيد ‪ ،‬طالما شأغف به الصوليون ‪ ،‬حين يعتمدون‬
‫في إثبات الشيء على حسن اللوم فقال ‪ )) :‬وأيض ا فإن الصوليين يعتمدون في إثبات‬
‫العموم على حسن اللوم فيمن خالف ماقتضى العموم ‪ ،‬ولو قلنا بهذا القول ‪ ،‬لزم أن يكون‬
‫السيد إذا قال لعبده ‪ :‬مان دخل الدار فأعطه درهم ا ‪ ،‬فدخل الدار أقوام ل يحصون ‪ ،‬فلم‬
‫‪1‬‬
‫)( أبججو سأججعيد بججن المعلججى ‪ ،‬قيججل اسأججمه ‪ :‬رافججع بججن المعلججى ‪ .‬وقيججل الحججارث ‪ ،‬ل يعججرفا إل بحججديثين ‪ ،‬هججذا‬
‫أحدهما ‪ .‬توفي سأنة ‪ 73‬أو ‪ 74‬هج ‪ .‬انظر ترجمته في ‪ :‬أسأد الغابة ‪. 139 / 6 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( الحديث أخرجه البخاري في كتاب التفسير ‪ ،‬باب ماا جاء في فاتحة الكتاب ‪ ،‬رقم ‪. 4744 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( انظر ‪ :‬البحر المحيط ‪ ، 32 / 3 :‬فتح الباري لبن رجب ‪. 458 / 3 :‬‬
‫‪4‬‬
‫)( انظر ‪ :‬البهاج شأرحا المنهاج ‪. 87 / 2 :‬‬
‫‪- 31 -‬‬

‫يعطهم شأيئ ا أن ل يتوجه اللوم إلى العبد ‪ ،‬لن له أن يقول ‪ :‬لفظك عام في الذوات ‪ ،‬ماطلق‬
‫بالنسبة إلى الحوال والزأماان ‪ ،‬فأنا أعمل بلفظك فيمن دخل مان الطوال ‪ ،‬ول أعمل به في‬

‫غيرهم ‪ ،‬أو فيمن دخل آخر النهار ‪ ،‬أو آخر العمر ‪ ،‬وأكون قد عملت بمقتضى اللفظ‬
‫لكان ذلك سأبب اللوم جزماا (()‪. (1‬‬
‫ب ‪ -‬أدلة ماذهب القرافي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬حديث أبي أيوب النصاري المتقدم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬هو حجة للقرافي لنه لو كان‬
‫عموم الفعل في سأياق النهي يقتضي العموم في المكان لما كان لتعريف المكان باللف‬
‫واللم في قوله ‪ )) :‬الغائط (( فائدة)‪. (2‬‬
‫ضسعفه ل يخفى ‪ ،‬غايةت ماا هنالك ‪ ،‬أن في الحديث قرينة تدل على عموم‬
‫وهو اسأتدلل ت‬
‫المكان ‪ ،‬فتبقى النصوص التي خلت مان القرائن ماوضع نزاع ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ - 2‬ماا تنقل عن القاضي عبد الوهاب)‪ (3‬في قوله تعالى ‪ :‬س‬
‫‪   ‬ش ] التوبة ‪ [ 5 :‬قال ‪ )) :‬لو كان‬
‫العام في المشركين عاما ا في المكان ‪ ،‬لكان قوله تعالى ‪ :‬س ‪ ‬‬

‫ش تكرارا ‪ ،‬وحيث مان صيغ العموم في‬


‫المكان (()‪. (4‬‬
‫والجواب عن هذا السأتدلل هو عين الجواب عن الدليل الول ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أن ابن دقيق العيد قد خالف هذه القاعدة في شأرحا العمدة فقال في حديث‬
‫((‬ ‫))‬

‫بيع الخيار ‪ :‬إن الخيار عام ‪ ،‬وماتعلقه وهو ماا يكون فيه الخيار ماطلق ‪ ،‬فيحمل على خيار‬
‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬شأرحا اللمام ‪. 280 / 1 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( انظر ‪ :‬العلم ‪. 455 / 1 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( هججو عبججد الوهججاب بججن علججي بججن نصججر التغلججبي البغججدادي المججالكي ‪ ،‬أبججو ماحمججد ‪ ،‬ماججن ماصججنفاته ‪ )) :‬عيججون‬
‫المج ججالس (( و)) الشأج جرافا عل ججى ماس ججائل الخلفا ((‪ ،‬ت ججوفي سأ ججنة ‪ 422‬ه ج ج ‪ .‬انظ ججر ترجمت ججه ف ججي ‪ :‬شأ ججذرات‬
‫الذهب‪ ، 112 / 5 :‬العلم ‪. 184 / 4 :‬‬
‫‪4‬‬
‫)( انظر ‪ :‬العلم ‪. 455 / 1 :‬‬
‫‪- 32 -‬‬

‫الفسخ وهذا اعترافا بمقالة القرافي)‪. (1‬‬


‫وهذا التناقض في كلم ابن دقيق العيد ‪ -‬إن كان صحيح ا ‪ -‬اقتنصه البرمااوي)‪ (2‬مان‬
‫شأرحا العمدة ‪ ،‬ثم خرطه في شأرحا اللفية ‪ ،‬فشاع وذاع بين الصوليين ‪ ،‬حتى صار دليلا‬
‫((‬ ‫))‬

‫على صحة ماذهب القرافي ‪.‬‬


‫وماا تيظن أنه تناقض ‪ ،‬أورده ابن دقيق العيد رحمه ال عند شأرحه لحديث عبد ال بن‬
‫عمر)‪ (3‬رضي ال عنهما قال ‪ :‬قال رسأول ال ش ‪ )) :‬البصيعان بالخيار ماا لم يتفرقا ‪ ،‬أو قال‬
‫((‬
‫‪ :‬حتى يتفرقا‪ ،‬فإن صدقا وبرينا بورك لهما في بيعهما‪ ،‬وإن كتما وكذبا ماحقت بركة بيعهما‬
‫)‪ (4‬فنقل ابن دقيق العيد اعتراض مان قال بتعذر العمل بظاهر الحديث ‪ ،‬لنه أثبت الخيار‬
‫لكل واحد مان المتبايعين ‪ ،‬وهذا ماتعذر ‪ ،‬لن الحال ل تخلوا ‪ ،‬إماا أن يتفقا في الختيار أو‬
‫يختلفا ‪ ،‬فإن اتفقا لم يثبت لواحد مانهما على صاحبه خيار ‪ ،‬وإن اختلفا ‪ ،‬بأن اختار‬
‫أحدهما الفسخ والخر الماضاء ‪ ،‬فيستحيل أن يثبت لكل واحد مانهما على صاحبه الخيار‬
‫‪ ،‬فلزم تأويل الحديث ‪ ،‬ول يحتاج إليه ‪ ،‬إذ يكفينا صدكم ماعشر المثبتين لخيار المجلس‬
‫عن السأتدلل بظاهر الحديث ‪ .‬ثم أعقبه ابن دقيق العيد بجواب قال فيه ماا نصه ‪:‬‬
‫)) وأجيب عنه بأن قيل‪ :‬لم يثبت ش ماطلق الخيار فنحن نحمله على خيار الفسخ ‪،‬‬
‫فيثبت لكل واحد مانهما على صاحبه خيار الفسخ ‪ ،‬وإن أبى صاحبه ذلك (()‪. (5‬‬
‫هذا كلماه نقلته لك بالحرفا ‪ ،‬والعجيب أن البرمااوي شأروه هذا الكلم بنقله بالمعنى‬

‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬البحر المحيط ‪ ، 32 / 3 :‬العلم ‪. 455 / 1 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( هو ماحمد بن عبد الدايم النعيمي الشافعي ‪ ،‬شأمس الدين ‪ ،‬مان ماصنفاته ‪ )) :‬شأرحا اللفية (( فججي الصججول‬

‫و)) شأرحا العمدة (( ‪ .‬توفي سأنة ‪ 831‬ه ج ‪ .‬انظجر ترجمتجه فجي ‪ :‬شأجذرات الجذهب ‪/ 9 :‬ج ‪ ، 286‬العلم ‪:‬‬
‫‪. 188 / 6‬‬
‫‪3‬‬
‫)( هو عبد ال بن عمجر بجن الخطجاب العجدوي ‪ ،‬أبجو عبجد الرحمجن ‪ ،‬ماجن فقهجاء الصجحابة ‪ ،‬شأجهد فتجح ماكة ‪،‬‬
‫توفي سأنة ‪ 73‬هج ‪ .‬انظر ترجمته في ‪ :‬أسأد الغابة ‪ ، 336 / 3 :‬العلم ‪. 108 / 4 :‬‬
‫‪4‬‬
‫)( الحديث أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬كتاب البيوع ‪ ،‬بجاب البيعجان بالخيجار رقجم ) ‪ ، ( 2110‬وماسجلم‬
‫في كتاب البيع ‪ ،‬باب ثبوت خيار المجلس رقم ) ‪. ( 1531‬‬
‫‪5‬‬
‫)( انظر ‪ :‬إحكام الحكام ‪. 108 / 3 :‬‬
‫‪- 33 -‬‬

‫فنقل عنه أنه قال ‪ )) :‬الخيار عام وماتعلقه وهو ماا يكون فيه الخيار ماطلق ‪ ،‬فيحمل على‬
‫خيار الفسخ (()‪. (1‬‬
‫ويزداد عجبك إذا علمت أن لبن دقيق العيد كلم مالحق بما سأبق يزيل أي احتمال‬
‫للتدافع المزعوم في كلماه ‪ ،‬ويوجهه إلى غير الوجهة التي أرادها البرمااوي رحمه ال ‪ ،‬وماع‬
‫ض البرمااوي الطرفا عنه ‪ ،‬ولم يشر إليه ل تصريح ا ول تلميح ا ‪ .‬ولم يتنبه إلى‬
‫ذلك غ ر‬
‫ذلك ‪ -‬فيما أعلم ‪ -‬إل الكمال بن أبي شأريف)‪ (2‬رحمه ال ‪ ،‬فرد عنه ‪ ،‬وأحسن الرد فقال‬
‫ماا حاصله إن ابن دقيق العيد ل يمنع كون العام في الشأخاص ماطلقا في المتعلقات إل إذا‬
‫نافى ذلك ماقتضى صيغة العموم ‪ ،‬وتقييد إطلق ماتعلق الخيار ‪ ،‬وحمله على خيار الفسخ ل‬
‫ينافي ماقتضى صيغة العموم في قوله ‪ )) :‬فكل مانهما بالخيار (( لن اللم فيه للعهد ل للعموم‬
‫‪ ،‬ثم سأاق كلم ابن دقيق العيد ‪ -‬الذي أغفله البرمااوي ‪ -‬وهو قوله ‪ )) :‬حمله على خيار‬
‫الفسخ أولى لوجهين ‪ :‬أحدهما أن لفظة الخيار قد عهد اسأتعمالها مان الرسأول ش في‬
‫خيار الفسخ كما في حديث حبان بن مانقذ)‪ )) : (3‬ولك الخيار (()‪ (4‬فالمراد مانه خيار الفسخ‬
‫‪ ،‬وحديث المصراة ‪ )) :‬فهو بالخيار ثلثا (()‪ (5‬فيحمل الخيار المذكور ههنا عليه لنه لما‬
‫كان ماعهودا مان النبي ش كان أظهر في الرادة (()‪. (6‬‬

‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬الدر اللواماع )) ماخطوط ‪ ، 145 ،‬ب (( ‪ ،‬حاشأية الصنعاني على إحكام الحكام ‪. 244 / 1 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( هججو ماحمججد بججن ماحمججد بججن ابججي شأ جريف المقدسأججي الشججافعي ‪ ،‬كمججال الججدين ‪ ،‬أبججو المعججالي ‪ ،‬ماججن تصججانيفه‬
‫)) الججدر اللواماججع بتحريججر جمججع الجواماججع (( و)) الفرائججد فججي حججل شأججرحا العقائججد (( ‪ .‬تججوفي سأججنة ‪ 906‬ه ج ‪ .‬انظججر‬
‫ترجمته في ‪ :‬شأذرات الذهب ‪ ، 43 / 1 :‬العلم ‪. 53 / 7 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( هو حبان بن مانقجذ بجن عمجرو بجن النججار النصجاري الخزرججي ‪ ،‬شأجهد أحجدا وماجا بعجدها ‪ ،‬تجوفي فجي خلفجة‬
‫عثمان وعمره ‪ 130‬عاما ا ‪ .‬انظر ترجمته في ‪ :‬أسأد الغابة ‪. 666 / 1 :‬‬
‫‪4‬‬
‫))‬
‫)( الحديث بهذا اللفظ أخرجه الدارقطني في سأننه في كتاب البيع رقم ) ‪ ( 2992‬أن النججبي ش قججال ‪:‬‬
‫إذا بعججت فقججل ‪ :‬ل خلبججة ‪ ،‬ثججم أنججت فججي كججل سأججلعة تبتاعهججا بالخيججار ثلث ليججال (( ‪ .‬وضججعفه ابججن حجججر فججي‬
‫تلخيص الحبير ‪. 21 / 3 :‬‬
‫‪5‬‬
‫)( أخرجه ماسلم في كتاب البيع ‪ ،‬باب حكم بيع المصراة ) ‪ ( 1524‬عججن النججبي ش قججال ‪ )) :‬ماجن اشأججترى‬
‫ماصرات فهو بالخيار ثلثة أيام (( ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫((‬
‫)( انظر ‪ :‬إحكام الحكام ‪ ، 109 / 3 :‬وانظر رد ابن أبي شأريف في ‪ :‬الدرر اللواماع )) ماخطوط ‪145 :‬‬
‫‪.‬‬
‫‪- 34 -‬‬

‫فأين هذا مان نقل البرمااوي ؟ وهل في كلم ابن دقيق العيد ماا يدل على قوله ‪ :‬إن‬
‫الخيار عام ؟ وقد صررحا تصريحا ل لتسبس فيه أن اللم في الخيار هي للعهد ل للعموم ‪،‬‬
‫ولذلك حمل الحديث على الفسخ ‪.‬‬

‫وقد ذكر ابن أبي شأريف ردا آخر ل يقوم على سأاق صحيحة فقال ‪ )) :‬الجواب أورده‬
‫عن غيرهم بصيغة قيل ‪ ،‬ونقله عن غيره بصيغة قيل ل ينافي اختياره غير ماا نقله بالصيغة‬
‫)‪( 1‬‬
‫المذكورة (( ومان عرفا مانهج ابن دقيق العيد ل يلتفت إلى هذا الرد ‪ ،‬فهو إذا نقل جواب ا‬
‫عن غيره ‪ ،‬وكان غير مارضي ‪ ،‬يتعقبه دائم ا بالنقض أو التضعيف ‪.‬‬
‫‪ - 4‬وهذا السأتدلل أورده ابن الملقن ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬فقال ‪ )) :‬إن أبا حنيفة في‬
‫ماسألة الفعل في سأياق النفي يقول بعدم العموم في المفعول في الزماان والمكان ‪ ،‬ووافقه‬
‫الشافعي على عدم العموم في الزماان والمكان ‪ ،‬وخالفه في المفعول به ‪ ،‬واحتج عليه أبو‬
‫حنيفة بقياس المفعول به على الزماان والمكان الذي سأرلم الشافعي عدم العموم فيهما ‪،‬‬
‫وهذا ماثل ماقالة القرافي (()‪. (2‬‬
‫وهذا السأتدلل في غاية الوهن ‪ ،‬وينقض أوتله آخره ‪ ،‬وابن الملقن يشير إلى المسألة‬
‫المشهورة ‪ ،‬فيما إذا وقع الفعل المتعصدي في سأياق النفي أو حصيز الشرط ‪ ،‬ولم تيصصرحا‬
‫بمفعوله ‪ ،‬كما إذا قال ‪ :‬وال ‪ ،‬ل أكلت ‪ ،‬أو ‪ :‬ل آكل ‪ ،‬أو ‪ :‬إن أكلت فعلى كذا ‪ ،‬فهل‬
‫يكون للعموم ؟‬
‫فعند الشافعي وماالك وأحمد وأبو يوسأف ‪ :‬يكون للعموم ‪ ،‬فيعم جميع المأكولت ‪،‬‬
‫والعام يقبل التخصيص ‪ ،‬فلو نوى ماأكولا دون ماأكول صحت نيته ول يحنث بأكل غيره)‪.(3‬‬
‫وذهب أبو حنيفة وفخر الدين الرازأي إلى عدم العموم ‪ ،‬فل يقبل التخصيص لن‬
‫التخصيص مان ماوانع العموم)‪. (4‬‬

‫‪1‬‬
‫)( الدرر اللواماع )) ‪ ، 145‬ب (( ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫)( انظر ‪ :‬العلم ‪. 456 - 455 / 1 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( انظججر ‪ :‬المستصججفى ‪/ 2 :‬ج ج ‪ ، 62‬شأججرحا تنقيججح الفصججول ‪ :‬ص ‪ ، 184‬شأججرحا الكججوكب المنيججر ‪/ 3 :‬‬
‫‪ ، 203‬تيسير التحرير ‪. 246 / 1 :‬‬
‫‪4‬‬
‫)( انظر ‪ :‬فواتح الرحموت ‪ ، 286 / 1 :‬المحصول ‪. 627 / 2 / 1 :‬‬
‫‪- 35 -‬‬

‫وهذه هي المقدماة الثانية التي ذكرها ابن الملقن ‪ ،‬وهي ماسلمة له ‪ ،‬أماا المقدماة الولى‬
‫وهي قوله ‪ :‬إن الشافعي قال بعدم العموم في المفعول فيه‪ ،‬أي الزماان والمكان ‪ ،‬فغير‬
‫ماسلم ‪ ،‬وقد انتزعه مان كلم الرازأي حين قال ‪ )) :‬ثم أجمعنا على أنه لو نوى التخصيص‬
‫بالمكان والزماان لم يصح (()‪. (1‬‬
‫وابن الملقن لو لم يكن شأافعيا للتمسنا له العذر في هذا النقل ‪ ،‬ولكن أرنى له العذر ‪،‬‬
‫وهذا الجماع الذي ادعاه الرازأي أنكره عليه أكثر الشافعية ‪ ،‬بل نقلوا نصا عن الشافعي أنه‬
‫إذا قال ‪ :‬إن كلمت زأيدا فأنت طالق ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬أردت شأهرا ‪ ،‬أنه يصح ‪ ،‬ويقبل مانه بل‬
‫فرق)‪ . (2‬فكيف يصح القياس ‪ ،‬والصل باطل غير ماسولم ‪ ،‬ثم إذا سألمنا بهذا القياس‬
‫الفاسأد ‪ ،‬فإن قياس المفعول به على المفعول فيه ‪ ،‬فيه تعسف ‪ ،‬لن المفعول به مان‬
‫ماقروماات الفعل في الوجود ‪ ،‬لن أكلا بل ماأكول ماحال أماا الزماان والمكان فليسا مان لوازأم‬
‫مااهية الفعل ‪ ،‬ول مان ماقومااته ‪ ،‬بل هما مان لوازأم الفاعل ‪ ،‬ول شأك أن دللة الفعل على‬
‫المفعول به أقوى مان دللته على المفعول فيه)‪. (3‬‬
‫نعم ‪ ،‬قد أجرى القرافي قاعدته على هذه المسألة ‪ ،‬وألزم نفسه بها فقال ‪ )) :‬والذي‬
‫عندي في هذه المسألة أن الفعل المذكور عام في أفراد المصادر ‪ ،‬ماطلق في المفاعيل ‪،‬‬
‫وقد تقدمات قاعدة وهي‪ :‬أن العام في الشأخاص ماطلق في الحوال والزأمانة والبقاع‬
‫والمتعلقات‪ ،‬والمفاعيل مان جملة المتعلقات ‪ ،‬فيكون اللفظ ماطلقا فيها ‪ ...‬وكذلك ههنا‬
‫ماتعلق قوله ‪:‬‬
‫ل آكل ‪ ،‬ماطلق ‪ ،‬فإن لم يكن له نية حنث بأي ماأكول أكله ‪ ،‬فإن نوى ماأكولا ماعينا لم‬
‫يحنث بغيره ‪ ،‬وتكون هذه النية ماقيدة للمطلق ‪ ...‬فعلى هذا تكون هذه المسألة ماع الحنفية‬
‫في تقييد المطلق هل يجوزأ في غير الملفوظ فيما درل اللفظ عليه التزاماا أم ل ؟ وليست في‬
‫أن اللفظ عام أم ل ؟ (()‪. (4‬‬
‫هذا ماا ألزم القرافي نفسه ‪ ،‬وهو غير لزأم لغيره ‪ ،‬بل قد ينعكس هذا السأتدلل الذي‬
‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬المحصول ‪. 628 / 2 / 1 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( انظر ‪ :‬رفع الحاجب ‪ ، 166 / 3 :‬البحر المحيط ‪. 125 / 3 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( انظر ‪ :‬البحر المحيط ‪ ، 125 / 3 :‬تلقيح الفهوم ‪ :‬ص ‪. 453‬‬
‫‪4‬‬
‫)( العقد المنظوم ‪. 523 / 1 :‬‬
‫‪- 36 -‬‬

‫أورده ابن الملقن فيقال ‪ :‬جماهير أهل العلم قالوا في ماسألة الفعل في سأياق النفي ‪ ،‬إنه‬
‫عام في المفعول فيه والمفعول به ‪ .‬وهذا ماثل ماقالة ابن دقيق العيد ‪.‬‬
‫‪- 37 -‬‬

‫المبحث الخامس ‪ :‬المسائل المفررعّة عّلى‬


‫هذه القاعّدة‬
‫قد سأبق القول أن مان المآخذ التي تؤخذ على الذاكرين لهذه القاعدة ‪ ،‬أنهم أخلوا‬
‫ماصنفاتهم عن ذكر الفروع المخررجة عليها ‪ ،‬وسأتقف في هذا المبحث ‪ -‬إن شأاء ال ‪-‬‬
‫على نقول لكبار الئمة ‪ -‬مان كل الفريقين ‪ -‬في اعمالهم لهذه القاعدة ‪ ،‬عند اسأتنباطهم‬
‫للمسائل ‪ ،‬وترجيحهم للقوال ‪ .‬وإليك هذه النقول ‪:‬‬
‫أولا ‪ :‬القائلون بأن العام في الشأخاص ‪ ،‬ماطلق في الزأمانة والحوال ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬اسأتدل القرافي رحمه ال بهذه القاعدة في فروقه ‪ ،‬عند ذكر قاعدة الحمل‬
‫((‬ ‫))‬

‫على أول جزئيات المعنى ‪ ،‬وقاعدة الحمل على أول أجزائه ‪ ،‬فبعد أن برين الفرق بين الجزء‬
‫والكل والجزئي والكلي)‪ ، (1‬ذكر أن كثير مان فقهاء المذهب وغيرهم التبس عليهم ‪،‬‬
‫اطلءق ‪ ،‬وقع في أصول الفقه ‪ ،‬وهو أن ترتيب الحكم على السأم هل يقتضي القتصار‬
‫على أوله أم ل ؟ فغلطوا في تخريج بعض المسائل على هذه القاعدة فأورد رحمه ال‬
‫ماسائل توافقها ‪ ،‬مانها ‪ :‬ماسألة اختلفا العلماء في التفرقة بين الماة وولدها في البيع ‪ ،‬أو‬
‫القسمة ‪ ،‬هل يمنع ذلك إلى البلوغ أو الثغار)‪ (2‬؟ وقال ‪ )) :‬إن المشهور هو الثاني)‪ (3‬دون‬
‫الول وتخريجه على القاعدة ماتيسر أيض ا ‪ ،‬حسن لسبب أن قوله ش ‪ )) :‬ل تووله والدة‬
‫على ولدها (()‪ (4‬عام في الوالدات والمولودين مان جهة أن والدة نكرة في سأياق النفي‬
‫((‬ ‫))‬

‫فتعم ‪ ،‬و ولدها اسأم جنس أضيف فيعم ‪ ،‬وعام في الزأماان أيض ا مان جهة أن ل لنفي‬
‫((‬ ‫))‬ ‫((‬ ‫))‬

‫‪1‬‬
‫)( راجججع ‪ :‬الفصججل الول ‪ ،‬المبحججث الول ‪ ،‬فق ججد تعرض ججت لتعريججف هججذه المصججطلحات ‪ ،‬ووج ججه إلحاقهججا‬
‫بالعموم والمطلق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫)( الثغار ‪ :‬سأقوط روابع الصبي ‪ ،‬انظر ‪ :‬المغصرب ‪ ،‬فصل )) الثاء ماع الغين (( ‪.‬‬
‫)( إن أراد بالمشججهور عنججد المالكيججة فهججو ماسجولم ‪ ،‬أماججا الحنفيججة والحنابلججة وروايججة عنججد الشججافعية أنججه يمنججع إلججى‬ ‫‪3‬‬

‫البلوغ ‪ .‬انظر ‪ :‬روضة الطالبين ‪/ 3 :‬ج ‪ ، 83‬المغني ‪/ 4 :‬ج ‪ ، 180‬ماواهب الجليجل ‪/ 4 :‬ج ‪ ،371‬شأجرحا‬
‫فتح القدير ‪. 112 / 6 :‬‬
‫‪4‬‬
‫)( الحديث أخرجه البيهقي فجي سأجننه ‪ ،‬كتجاب النفقجات ‪ ،‬بجاب الم تجتزوج فيسقط حقهجا ماجن حضجانة الولجد‬
‫سن الحديث السيوطي في الجاماع الصغير ‪. 583 / 2 :‬‬
‫) ‪ . ( 15767‬وح ر‬
‫‪- 38 -‬‬

‫‪   ‬‬ ‫السأتقبال على جهة العموم ومانه ‪ :‬س‬
‫‪ ‬ش ] طه ‪ [ 74 :‬فإن ذلك يعم الزأمانة المستقبلة ‪ ،‬غير أنه ماطلق في‬
‫أحوال الولد ‪ ،‬لن القاعدة ‪ :‬إن العام في الشأخاص ماطلق في الحوال ‪ ،‬وإذا كان ماطلقا‬
‫في الحوال فهو يتناول أمارا كليا يصدق في رتبة دنيا وهي الثغار ‪ ،‬ورتبة عليا وهي البلوغ‬
‫‪ ،‬فإذا خرج الخلفا على القاعدة مان هذا الوجه اسأتقام ‪ ،‬لنه حمل اللفظ على أدنى‬
‫ماراتب جزئياته ‪ ،‬ول يخالف اللفظ الدال على الكلي وأماا عموم ل فهو راجع إلينا ‪،‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫كأنه قال ‪ :‬حرم ال تعالى عليكم ذلك في جميع الزأمانة المستقبلة مان زأمان هذا الخطاب‬
‫وليس عموماه بالنسبة إلى الماهات والولد ‪ ،‬فلم تكن فيه ماعارضة لعدم العموم في‬
‫الوالدات فتأمال ذلك (()‪. (1‬‬

‫وماعلوم ماما سأبق أن دللة العموم على أفراده كلية ‪ ،‬ل كلي ‪ ،‬فمن يقول ‪ :‬إن العام‬
‫في الشأخاص عام في الحوال ‪ ،‬فيجري لفظ ولدها على عموماه فيجعل النهي إلى‬
‫((‬ ‫))‬

‫البلوغ ‪ ،‬ماا لم يأت دليل يخصه ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬اسأتدل ابن قداماة أيضا بهذه القاعدة في المغني ‪ ،‬في ماسألة مان قتل أو أتى‬
‫((‬ ‫))‬

‫حدا خارج الحرم ‪ ،‬ثم لجأ إلى الحرم هي يستوفى مانه فيه ؟ فنقل خلفا العلماء ‪ ،‬وانتصر‬
‫لقول مان يقول ‪ :‬أنه ل يستوفى مان الملتجيء إلى الحرم ‪.‬‬

‫والقائلون بالسأتيفاء اسأتدلوا بعموم المار بجلد الزاني)‪ (2‬وقطع السارق)‪ ، (3‬واسأتيفاء‬
‫القصاص)‪ ، (4‬مان غير تخصيص بمكان دون ماكان ‪ ،‬فأجابهم بقوله ‪ )) :‬وأماا جلد الزاني‬
‫وقطع السارق والمار بالقصاص‪ ،‬فإنما هو ماطلق في الماكنة والزأمانة ‪ ،‬فإنه يتناول ماكان ا‬
‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬الفروق ‪. 138 / 1 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( وهججي ق ججوله تع ججالى ‪ :‬س ‪   ‬‬
‫‪    ‬ش النور ‪. 2 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪  ‬‬ ‫)( وهج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججي قج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججوله تعج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججالى ‪ :‬س‬
‫‪ ‬ش المائدة ‪. 38 :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪    ‬‬ ‫)( وهج ج ج ج ج ججي ق ج ج ج ج ج ججوله تع ج ج ج ج ج ججالى ‪ :‬س‬
‫‪ ‬ش البقرة ‪. 178 :‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪- 39 -‬‬

‫غير ماعين‪ ،‬ضرورة أنه لبد مان ماكان ‪ ،‬فيمكن إقاماته في ماكان غير الحرم ‪ ،‬ثم لو كان‬
‫عموماا ‪ ،‬فإن ماا رويناه خاص يخص به (()‪. (1‬‬

‫جج ‪ -‬وعمل بهذه القاعدة أبو العباس ابن تيمية رحمه ال في ررده على الرافضي الذي‬
‫زأعم أن أبا بكر مانع فاطمة)‪ - (2‬رضي ال عنهما ‪ -‬إرثها ‪ ،‬ماستدلا بقوله ش ‪ )) :‬نحن‬
‫‪‬‬ ‫ماعاشأر النبياء ل نورث ‪ ،‬ماا تركناه صدقة (()‪ (3‬وماخالف ا لقوله تعالى ‪ :‬س‬
‫‪     ‬‬
‫‪ ‬ش ] النساء ‪. [ 11 :‬‬
‫وقد أجاب ابن تيمية رحمه ال عن ذلك بوجوه ‪ :‬مانها ‪ :‬أن الية لم يقصد بها بيان مان‬
‫يورث ‪ ،‬ومان ل يورث ‪ ،‬ول بيان صفة الموروث والوارث ‪ ،‬وإنما قصد بها أن المال‬
‫الموروث يقسم بين الوارثين على هذا التفصيل إلى أن قال ‪ )) :‬ول يقال ‪ :‬إن ظاهرها‬
‫ماتروك ‪ ،‬بل نقول ‪ :‬لم يقصد بها إل بيان نصيب الوارث ‪ ،‬ل بيان الحال التي يثبت فيها‬
‫الرث ‪ ،‬فالية عاماة في الولد والموتى ‪ ،‬ماطلقة في الموروثين ‪ ،‬وأماا شأروط الرث ‪ ،‬فلم‬
‫تتعرض له الية ‪ ،‬بل هي ماطلقة فيه ‪ ،‬ل تدل عليه بنفي ول إثبات ‪ ،‬كما في قوله تعالى ‪:‬‬
‫‪ ‬ش‬ ‫‪  ‬‬ ‫س‬
‫(()‪(4‬‬
‫‪.‬‬ ‫] التوبة ‪ [ 5 :‬عام في الشأخاص ماطلق في المكان والحوال‬
‫د ‪ -‬ومامن عمل بهذه القاعدة نجم الدين الطوفي في شأرحا الربعين عند شأرحه‬
‫((‬ ‫))‬

‫لحديث ‪ )) :‬بني السألم على خمس ‪ :‬شأهادة أن ل إله إل ال ‪ ،‬وأن ماحمدا رسأول ال ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬المغني ‪. 91 / 9 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( فاطمججة بنججت رسأججول ال ج ش ‪ ،‬سأججيدة نسججاء العججالمين ‪ ،‬ماججا عججدا ماريججم بنججت عم جران ‪ ،‬أماهججا خديجججة بنججت‬
‫خويلد تزوجت علي بن أبي طالب رضي ال عنهما ‪ ،‬توفيت بعد وفاة رسأول ال ش بستة أشأهر ‪.‬‬
‫انظر ‪ :‬أسأد الغابة ‪. 216 / 7 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( الحديث أخرجه البخاري في صجحيحه فجي كتجاب فضجائل أصجحاب النجبي ‪ ،‬بجاب مانجاقب قرابجة رسأجول الج‬
‫ش ومانقبة فاطمة ) ‪ ، ( 3712‬وماسلم في كتاب الجهاد والسير ‪ ،‬باب حكم الفيء ) ‪. ( 1759‬‬
‫‪4‬‬
‫)( انظر ‪ :‬مانهاج السنة ‪. 220 - 219 / 4 :‬‬
‫‪- 40 -‬‬

‫وإقام الصلة ‪ ،‬وإيتاء الزكاة ‪ ،‬وحج البيت ‪ ،‬وصوم رماضان (()‪. (1‬‬
‫ولما كان الطوفي ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬يرى أن العام في الشأخاص ‪ ،‬ماطلق في الزأمانة‬
‫والحوال ‪ ،‬وهذا الحديث يقتضي تقرر السألم المعتبر لمن أتى بهذه الركان الخمسة مارة‬
‫واحدة ‪ ،‬وهو ماطلق في الزأماان ‪ ،‬والمطلق يكتفى فيه بالعمل مارة واحدة ‪ ،‬فبماذا يثبت‬
‫عموماه في الزأماان ‪ ،‬وتكرره فيه ؟‬

‫فأجاب ‪ )) :‬بالدلة المنفصلة الدالة على العموم ‪ ،‬نحو قوله ش ‪ )) :‬خمس صلوات‬
‫كتبهن ال في اليوم والليلة (( )‪ (2‬وقوله عليه الصلة والسلم ‪ )) :‬مان ترك الصلة فقد‬
‫كفر (()‪ (3‬يقتضي مان تركها مارة واحدة كفر ‪ ،‬وذلك يقتضي عموم وجوبها في الزأماان ‪،‬‬
‫والدلة على ذلك كثيرة (()‪. (4‬‬
‫ثانيا ‪ :‬القائلون بأن العام في الشأخاص عام في الزأمانة والحوال ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬اسأتدل بهذه القاعدة ابن دقيق العيد ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬في فروع ابن الحاجب‬
‫((‬ ‫))‬

‫)‪ ، (5‬وذكرها في ماعرض ماناقشة بين حنفي وشأافعي ‪ ،‬في وجوب النية في الوضوء ‪ ،‬واسأتدل‬
‫الشافعي على وجوب النية بقوله ش ‪ )) :‬ماا مانكم مان رجل يقرب وضوءه فيتمضمض‬
‫ويستنشق فينتثر إل خررت خطايا وجهه ‪ ، (6)(( ...‬فيقول الحنفي ‪ :‬قد اتفقنا على العمل به‬
‫في الوضوء المنوي ‪ ،‬حيث ل يقع قربه إل بالنية ‪ ،‬وبذلك قضينا عهدة الحديث ‪ ،‬ويبقى ماا‬
‫عداه مان الوضوء إذا لم ينو القربة ‪ ،‬هل تيوجب الطهارة بدون النية أم ل ؟ وليس في‬
‫‪1‬‬
‫)( الحديث أخرجه البخاري في كتاب اليمان ‪ ،‬باب دعاؤكم أيمانكم ) ‪ ، ( 8‬وماسجلم فجي كتجاب اليمجان‬
‫‪ ،‬باب بيان أركان السألم ) ‪. ( 9‬‬
‫‪2‬‬
‫)( الحججديث أخرجججه البخججاري فججي كتججاب اليمججان ‪ ،‬بججاب الزكججاة ماججن اليمججان ) ‪ ، ( 46‬وماسججلم فججي كتججاب‬
‫اليمان ‪ ،‬باب بيان الصلوات التي هي أحد أركان السألم ) ‪ ( 8‬عن طلحة بن عبيد ال رضي ال عنه ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫)( أخرجججه الترماججذي فججي كتججاب اليمججان ‪ ،‬بججاب ماججا جججاء فججي حرماججة الصججلة ) ‪ ( 2621‬والنسججائي فججي كتججاب‬
‫الصلة ‪ ،‬باب الحكم في تارك الصلة ) ‪ ( 463‬عن عبد ال بن بريدة عججن أبيججه )) العهججد الججذي بيننججا وبينهججم‬
‫الصلة فمن تركها فقد كفر (( قال الترماذي ‪ :‬حديث حسن صحيح غريب ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫)( انظر ‪ :‬التعيين ‪ :‬ص ‪. 82‬‬
‫‪5‬‬
‫)( نقله عنه الزركشي في البحر المحيط ‪. 435 - 434 / 3 :‬‬
‫‪6‬‬
‫)( هو جزء مان حديث طويل رواه ماسلم في صحيحه في كتججاب صججلة المسججافرين ) ‪ ( 832‬عججن أبججي أمااماججة‬
‫‪.‬‬
‫‪- 41 -‬‬

‫الحديث دللة على نفيه ول إثباته ‪ ،‬فهو عام في التوضؤ ‪ ،‬ماطلق في الوضوء)‪. (1‬‬
‫فأجاب ابن دقيق العيد على لسان الشافعي ‪ )) :‬وجوابه أن العموم في التوضؤ يلزم مانه‬
‫العموم في الوضوء ‪ ،‬لنه ماا مان نوع مان أنواع الوضوء إل وفاعله ماتوضئ ‪ ،‬فيندرج تحت‬
‫العموم ‪ ،‬فيلزم أن يكون ماثاب ا عليه نظرا إلى عموم اللفظ (( ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ومامن اسأتدل بها أيضا ابن رجب الحنبلي)‪ - (2‬رحمه ال تعالى ‪ -‬في ماسألة‬
‫إجابة الساماع للمؤذن لحديث ‪ )) :‬إذا سأمعتم النداء ‪ ،‬فقولوا ماثل ماا يقول المؤذن (()‪، (3‬‬
‫فلو سأمعه وهو في حال الصلة ‪ ،‬فهل يجيبه ‪ ،‬أم ل ؟ فقال ابن رجب ‪ )) :‬هذا قد يبنى‬
‫على أصل ‪ ،‬وهو ‪ :‬أن العام في الشأخاص ‪ ،‬هل هو عام في الحوال ‪ ،‬أم ل ؟ وفيه‬
‫اختلفا ‪ ،‬قد أشأرنا إليه في غير ماوضع ‪ .‬ويدل على عموماه في الحوال ‪ :‬إنكار النبي‬
‫ش على مان دعاه فلم يجبه حتى سأرلم ‪ ،‬وقوله له ‪ )) :‬ألم يقل ال س‬
‫‪ ‬ش‬ ‫‪   ‬‬
‫] النفال ‪. (4)(( [ 240 :‬‬

‫‪1‬‬
‫)( نقلت هذه المناقشة بالمعنى ‪ ،‬وانظر ماذهب الحنفية والشافعية في هذه المسألة في ‪ :‬شأرحا فتججح القججدير‬
‫‪:‬‬
‫‪ ، 28 / 1‬روضة الطالبين ‪. 156 / 1 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( هججو زأيججن الججدين أبججو الفججرج عبججد الرحمججن بججن رجججب الحنبلججي الدماشججقي ‪ ،‬ماججن ماصججنفاته )) فتججح البججاري شأججرحا‬
‫البخاري (( ‪ )) ،‬القواعد الفقهية (( ‪ .‬تجوفي سأجنة ‪ 795‬ه ج ‪ .‬انظججر ترجمتججه فجي ‪ :‬شأجذرات الججذهب ‪:‬‬ ‫صحيح‬
‫‪ ، 578 / 8‬العلم ‪. 359 / 3 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( الحججديث أخرجججه البخججاري فججي كتججاب الذان‪ ،‬بججاب ماجا يقججول إذا سأججمع المنججادى ) ‪ ( 611‬عججن أبججي سأججعيد‬
‫الخدري‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫)( انظر ‪ :‬فتح الباري لبن رجب ‪. 458 / 3 :‬‬
‫‪- 42 -‬‬

‫المبحث السادس ‪ :‬الترجيح بين المذاهب‬


‫والترجيح في هذه المسألة ‪ ،‬ماركب صعب ‪ ،‬وصدق الصنعاني ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬حين‬
‫((‬
‫قال عن هذا المبحث ‪ )) :‬قد افترقت فيه أذهان الفحول ‪ ،‬وماا زأالت حول تحقيقه تجول‬
‫)‪ ، (1‬ومان العسر الجزم بالراجح مان هذه القوال ‪ ،‬لن الجزم يحتاج إلى يقين ‪ ،‬واليقين مان‬
‫شأرطه أن يقوم على دليل واضح راسأخ ل تلبس فيه ‪ ،‬وأرنى لنا ذلك والدلة التي سأاقها‬
‫العلماء ‪ ،‬لم يسلم أحد مانها مان ماقال أو نظر ‪ ،‬كما ماور بك سأابق ا ‪.‬‬
‫ويبقى ماركب الظن ‪ -‬وهو أخد طرفي الشك بصفة الرجحان ‪ -‬وهو ماركب يمكن‬
‫تذليله ‪ -‬إن شأاء ال ‪ -‬فيقال ‪ :‬ماذهب الجمهور أمايل للحق‪ ،‬وأدعى للصواب للدلة‬
‫التية‪:‬‬
‫‪ - 1‬حديث أبي سأعيد المعرلى رضي ال عنه حيث دعاه النبي ش فلم يجبه ‪ ،‬فقال‬
‫‪:‬‬
‫ألم يقل ال ‪ :‬س ‪  ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪ ‬ش ] النفال ‪ [ 24 :‬هو عمدة الدلة للقائلين بأن العام في‬
‫الشأخاص ‪ ،‬يستلزم العموم في الزأمانة والحوال ‪ ،‬فأبوا سأعيد ‪ ،‬كان في حالة صلة ‪،‬‬
‫والصلة قد أمار المسلمون بالسكوت فيها ‪ ،‬وعدم الكلم لقوله تعالى ‪ :‬س‬
‫‪   ‬ش)‪ ] (2‬البقرة ‪:‬‬
‫‪ ، [ 238‬حتى جاء النبي ش فبوين له ‪ ،‬أن عموم الية تدل على عموم الحوال ‪ ،‬ومانها‬
‫حالة الصلة ‪.‬‬
‫والشائبة التي ألقى بها التاج السبكي ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬على هذا السأتدلل ‪ ،‬ل تقوم‬
‫على سأاق صحيحة ‪ ،‬فقد ظن أن مان لوازأم عموم الزماان ‪ ،‬عموم الحوال ‪ ،‬فالية دلت على‬
‫عموم الزماان لصيغة إذا فيلزماها عموم الحوال ‪ ،‬ثم بنى على هذا الظن ماذهبا قال فيه ‪:‬‬
‫((‬ ‫))‬

‫)) إن هذه القاعدة إنما تنقدحا في سأياق الثبات ‪ ،‬ل إذا كان فعلا في سأياق النفي (()‪، (3‬‬

‫‪1‬‬
‫)( انظر ‪ :‬حاشأية الصنعاني على إحكام الحكام ‪. 247 / 1 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( انظر هذا الحديث بنصه في صحيح البخاري ‪ ،‬كتاب التفسير‪ ،‬باب )) وقوماوا ل قانتين (( رقجم ) ‪4534‬‬
‫(‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫)( انظر ‪ :‬البهاج في شأرحا المنهاج ‪. 87 / 2 :‬‬
‫‪- 43 -‬‬

‫وقد ذكرنا سأابق ا مان الماثلة ماا فيه رود على هذه اللوازأم)‪ ، (1‬فيبقى هذا السأتدلل سأالم ا مان‬
‫النقص ‪ ،‬عمدةا ل صحاب هذا المذهب ‪.‬‬
‫ويضافا إلى ماا سأبق ‪ ،‬أن العلماء ل يزالون يستدلون به على عموم الحوال ‪،‬‬
‫فالخطابي)‪ (2‬في شأرحه على صحيح البخاري)‪ (3‬قال ‪ )) :‬قوله ‪ :‬ألم يقل ال عز وجل ‪:‬‬
‫‪ ‬ش‬ ‫‪   ‬‬ ‫س‬
‫(()‪(4‬‬
‫] النفال ‪ [ 24 :‬يدل على أن حكم لفظ العموم أن يتسجرى على جميع ماقتضاه‬
‫واسأتدل به ابن حجر العسقلني)‪ (5‬رحمه ال‬
‫فقال ‪ )) :‬وفيه اسأتعمال صيغة العموم في الحوال كلها (()‪ ، (6‬واسأتدل به ابن رجب الحنبلي‬
‫‪ -‬كما مارر بك سأابق ا)‪ - (7‬وغيرهم ‪.‬‬
‫فمن هؤلء مان سأبق السبكي ‪ ،‬ومانهم مان تأخر عنه ‪ ،‬ولم يوردوا اعتراضا يذكر على‬
‫هذا السأتدلل ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أشأرنا فيما سأبق)‪ (8‬أن المشهور والمعروفا عن العلماء القول بأن العام في‬
‫الشأخاص عام في ماتعلقاته ‪ ،‬وهي ماقالة قديمة ررددها الئمة كابن السمعاني ‪ ،‬وأبي‬

‫‪1‬‬
‫)( انظجر ‪ :‬ماسججألة إذا قججال ‪ :‬والج ل أكججل ‪ ،‬فججي المبحججث الرابجع ‪ ،‬فججي الججدليل الرابجع لمججذهب القرافججي ‪ ،‬فقججد‬
‫جعلججه عاما ج ا فججي أف جراد المصججادر ‪ ،‬ماطلججق فججي ماتعلقججاته ‪ ،‬وكججذلك انظججر ‪ :‬المبحججث الخججاماس ‪ ،‬التفريججع الول‬
‫للقرافي حيث جعل قوله ش ‪ )) :‬ل توله والدة على ولجدها (( عاماجا فجي الشأجخاص والزأمانة للقرينجة ‪ ،‬ماطلقجا‬
‫في أحوال الولد ‪ ،‬وكل المثالين قد انقدحا ‪ ،‬في الفعل الذي في سأياق النفي ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫)( هو أبو سأليمان رحمد بن ماحمد الخطابي الشافعي ‪ ،‬ماجن ماصجنفاته )) ماعجالم السجنن (( ‪ ،‬و)) غريجب الحججديث‬
‫(( توفي سأنة ‪ 388‬هج ‪ .‬انظر ترجمته في ‪ :‬شأذرات الذهب ‪ ، 472 / 4 :‬العلم ‪. 273 / 2 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( انظر ‪ :‬أعلم الحديث ‪. 1797 / 3 :‬‬
‫‪4‬‬
‫)(‬
‫‪5‬‬
‫)( هو أحمد بن علي بن حجر العسجقلني الشجافعي ‪ ،‬شأجهاب الججدين ‪ ،‬أبججو الفضجل ‪ ،‬ماجن ماصجنفاته )) الصجابة‬
‫في تمييجز الصجحابة (( و)) فتجح البجاري شأجرحا صجحيح البخجاري (( ‪ .‬تجوفي سأجنة ‪ 852‬ه ج ‪ .‬انظجر ترجمتجه فجي ‪:‬‬
‫شأذرات الذهب ‪ ، 395 / 9 :‬العلم ‪. 178 / 1 :‬‬
‫‪6‬‬
‫)( انظر ‪ :‬فتح الباري ‪. 158 / 8 :‬‬
‫‪7‬‬
‫)( انظر ‪ :‬آخر ماسألة في المبحث الخاماس ‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫)( انظر ‪ :‬المبحث الثاني مان الفصل الول ‪.‬‬
‫‪- 44 -‬‬

‫الخطاب الكلوذاني ‪ ،‬وغيرهم ‪ ،‬وبقيت تتردد ‪ -‬أكثر مان قرن ‪ -‬مان غير نكير حتى ظهر ماا‬
‫يخالفها في أول القرن السابع ‪ -‬على الراجح ‪ -‬على يد المادي وماجد الدين بن تيمية‬
‫وغيرهم ‪.‬‬
‫ول أعني بهذا دعوى الجماع ‪ ،‬لنها دعوى عسيرة الثبوت ‪ ،‬لسأيما عند مان يشترط‬
‫في ذلك التنصيص مان كل قائل مان أهل الجماع على الحكم ‪ ،‬ول يكتفى بالسكوت ‪،‬‬
‫ولكن حسبنا إيراد هذا الشأكال وبقاؤه مان غير جواب ليبقى دليلا للجمهور ‪ ،‬ويعضده‬
‫قول المحققين ‪ :‬إن هذا المشهور ‪ ،‬وهذا هو المعروفا ‪.‬‬
‫‪ - 3‬قد تقرر في علم الصول أن إعمال الدلة أولى مان إهمالها ‪ ،‬وماذهب ابن دقيق‬
‫العيد أقرب إلى تحقيق هذه القاعدة ‪ ،‬فهو لم ينكر الطلق ‪ ،‬وعمل به في بعض الصيغ ‪،‬‬
‫وعمل بالعموم في بعضها ‪ ،‬وجعل العموم قاضيا على الطلق إذا تعارضا ‪ ،‬لسأتلزام عموم‬
‫الشأخاص والفعال ‪ ،‬إلى عموم الزأمانة والماكنة والحوال ‪ .‬أماا ماذهب القرافي فقد جعل‬
‫الطلق حاكم ا على العموم ماطلق ا ‪ ،‬مان غير نظةر إلى اسأتلزام الشأخاص والفعال إلى زأماان‬
‫وماكان وحال ‪ ،‬لذا أحسب أن ماذهب ابن دقيق العيد أدنى للحق فقد عمل بهذه القاعدة‬
‫ماا أماكنه العمل ‪ ،‬وراعى النصافا بين دللة العموم والطلق ماا وسأعه النصافا ‪.‬‬
‫‪- 45 -‬‬

‫المصادر وأالمراجع‬
‫‪ -‬البهاج في شأرحا المنهاج ‪ ،‬لعلي بن عبد الكافي السبكي ) ت ‪ 756‬هج ( وولده تاج‬
‫الدين عبد الوهاب السبكي ت ‪ 771‬هج ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪ 1404‬هج ‪.‬‬
‫‪ -‬إحكام الحكام شأرحا عمدة الحكام ‪ ،‬لتقي الدين ماحمد بن علي بن وهب القشيري‬
‫الشهير بابن دقيق العيد ) ت ‪ 702‬هج ( ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ -‬الحكام في أصول الحكام ‪ ،‬لسيف الدين علي بن ماحمد المادي ) ت ‪ 631‬هج (‪،‬‬
‫دار الفكر ‪ 1401‬هج ‪.‬‬
‫‪ -‬أسأد الغابة في ماعرفة الصحابة ‪ ،‬لعز الدين ابن الثير الجزري ) ت ‪ 630‬هج ( ‪ ،‬تحقيق‬
‫علي ماعروض ‪ -‬عادل عبد الموجود ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -‬الصابة في تمييز الصحابة‪ ،‬لشهاب الدين أحمد بن حجر العسقلني ) ت ‪ 852‬هج (‬
‫دار صادر ‪ -‬بيروت ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ 1328‬هج ‪.‬‬
‫‪ -‬أصول ابن مافلح ‪ ،‬لشمس الدين ماحمد بن مافلح المقدسأي ) ت ‪ 763‬هج ( ‪ ،‬تحقيق‬
‫الدكتور فهد السدحان ‪ ،‬ماكتبة العبيكان ‪ ،‬الرياض ‪ 1420‬هج ‪.‬‬
‫‪ -‬العلم ‪ ،‬لخير الدين الزركلي ‪ ،‬الطبعة الثامانة ‪ ،‬دار العلم للمليين ‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -‬العلم بفوائد عمدة الحكام ‪ ،‬لبي حفص عمر بن علي النصاري الشافعي‬
‫) ت ‪ 804‬هج ( المعروفا بابن الملقن ‪ ،‬تحقيق عبد العزيز بن أحمد المشيقح ‪ ،‬دار‬
‫العاصمة ‪ -‬الرياض ‪.‬‬
‫‪ -‬أعلم الحديث في شأرحا صحيح البخاري ‪ ،‬لبي سأليمان رحسمد بن ماحمد الخطابي‬
‫) ت ‪ 388‬هج ( ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬الدكتور ماحمد بن سأعيد بن عبد الرحمن آل سأعود ‪ ،‬ماعهد‬
‫البحوث العلمية وإحياء التراث السألماي ‪ ،‬جاماعة أم القرى ‪.‬‬
‫‪ -‬البحر المحيط في أصول الفقه‪ ،‬لبدر الدين ماحمد بن بهادر الزركشي ) ت ‪ 794‬هج (‬
‫راجعه ‪ :‬الدكتور عمر الشأقر‪ ،‬وزأارة الوقافا والشئون السألماية ‪ ،‬الكويت‬
‫‪- 46 -‬‬

‫‪ 1409‬هج ‪.‬‬
‫‪ -‬التعيين في شأرحا الربعين ‪ ،‬لنجم الدين سأليمان الطوفي ) ت ‪ 716‬هج ( ‪ ،‬المكتبة‬
‫المكية ‪ -‬ماكة المكرماة ‪ 1419‬هج ‪.‬‬
‫‪ -‬تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير ‪ ،‬لشهاب الدين أحمد بن علي‬
‫العسقلني ) ت ‪ 852‬هج ( ‪ ،‬المكتبة الثرية ‪ -‬باكستان ‪.‬‬
‫‪ -‬التمهيد في أصول الفقه ‪ ،‬لمحفوظ بن أحمد أبي الخطاب الكلوذاني ) ت ‪ 510‬هج ( ‪،‬‬
‫تحقيق ‪ :‬د‪ .‬مافيد أبو عمشة ‪ ،‬د‪ .‬ماحمد علي إبراهيم ‪ ،‬ماركز البحث العلمي وإحياء‬
‫التراث السألماي ‪ ،‬جاماعة أم القرى ‪ 1406‬هج ‪.‬‬
‫‪ -‬تيسير التحرير على كتاب التحرير ‪ ،‬لبن الهمام ) ت ‪ 861‬هج ( ‪ ،‬لمحمد أماين‬
‫المعروفا بأماير بادشأاه ‪ ،‬دار الفكر ‪.‬‬
‫‪ -‬الجاماع الصغير في أحاديث البشير النذير ‪ ،‬لجلل الدين السيوطي ) ت ‪ 911‬هج ( ‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ -‬جمع الجواماع ماع حاشأية البناني على شأرحا الجلل ‪ ،‬لتاج الدين عبد الوهاب السبكي‬
‫) ت ‪ 771‬هج ( ‪ ،‬دار الفكر ‪ 1402‬هج ‪.‬‬
‫‪ -‬حاشأية الصنعاني على إحكام الحكام المسمى بالعدة ‪ ،‬لمحمد بن إسأماعيل الصنعاني‬
‫) ت ‪ 1182‬هج ( ‪ ،‬المطبعة السلفية ‪ 1379‬هج ‪.‬‬
‫‪ -‬الدرر اللواماع في تحرير جمع الجواماع ‪ ،‬للكمال لمحمد بن أبي شأريف الشافعي‬
‫) ت ‪906‬هج ( ‪ ،‬ماخطوط في ماركز البحوث وإحياء التراث ‪ ،‬جاماعة أم القرى رقم ‪.96‬‬
‫‪ -‬رفع الحاجب عن ماختصر ابن الحاجب ‪ ،‬لتاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي‬
‫) ت ‪ 771‬هج ( ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬علي ماعوض ‪ -‬عادل عبد الموجود ‪ ،‬عالم الكتب ‪ -‬بيروت‬
‫‪ 1419‬هج ‪.‬‬
‫‪ -‬روضة الطالبين ‪ ،‬لبي زأكريا يحيى بن شأرفا النووي ) ت ‪ 676‬هج ( ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عادل‬
‫عبد الموجود ‪ ،‬علي ماعوض ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ -‬سألم الوصول لشرحا نهاية السول ‪ ،‬لمحمد بن بخيت مافتي الديار المصرية ‪ ،‬ولد سأنة‬
‫‪- 47 -‬‬

‫‪ 1271‬هج ‪ ،‬ماطبوع على هاماش نهاية السول ‪ ،‬عالم الكتب ‪ -‬بيروت ‪ 1982‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬سأنن أبي داود ماع شأرحه عون المعبود ‪ ،‬لبي داود سأليمان بن الشأعث السجستاني‬
‫) ت ‪ 275‬هج ( ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -‬سأنن البيهقي ) السنن الكبرى ( ‪ ،‬لبي بكر أحمد بن علي البيهقي ) ‪ 458‬هج ( ‪ ،‬تحقيق‬
‫‪ :‬ماحمد عبد القادر عطا ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ -‬سأنن الترماذي ماع شأرحه عارضة الحوذي ‪ ،‬لبي عيسى ماحمد بن عيسى الترماذي‬
‫) ت ‪ 275‬هج ( ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ 1418‬هج ‪.‬‬
‫‪ -‬سأنن الدارقطني ‪ ،‬للحافظ علي بن عمر الدارقطني ) ت ‪ 385‬هج ( تحقيق ‪ :‬ماجدي‬
‫الشورى ‪ ،‬دار الكتب العلمية بيروت ‪.‬‬
‫‪ -‬شأذرات الذهب في أخبار مان ذهب ‪ ،‬لشهاب الدين عبد الحي بن العماد الحنبلي‬
‫) ت ‪ 1032‬هج ( ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عبد القادر الرناؤوط ‪ ،‬وماحمود الرناؤوط ‪ ،‬دار ابن كثير‬
‫‪ -‬دماشق ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ -‬شأرحا اللمام بأحاديث الحكام ‪ ،‬لتقي الدين ماحمد بن علي بن وهب القشيري الشهير‬
‫بابن دقيق العيد ) ت ‪ 702‬هج ( ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عبد العزيز ماحمد السعيد ‪ ،‬دار أطلس‬
‫‪ 1418‬هج ‪.‬‬
‫‪ -‬شأرحا تنقيح الفصول في اختصار المحصول في الصول‪ ،‬لشهاب الدين أحمد بن إدريس‬
‫القرافي ) ت ‪ 684‬هج ( ‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر ‪ ،‬القاهرة ‪ -‬بيروت ‪ 1393‬هج ‪.‬‬
‫‪ -‬شأرحا فتح القدير ‪ ،‬لكمال الدين ماحمد بن عبد الواحد المعروفا بابن الهمام‬
‫) ت ‪ 861‬هج ( ‪ ،‬دار التراث العربي ‪ -‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ -‬شأرحا الكوكب المنير في أصول الفقه ‪ ،‬لمحمد بن أحمد ابن النجار الحنبلي‬
‫) ت ‪ 972‬هج ( ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬الدكتور ماحمد الزحيلي ‪ ،‬والدكتور نزيه حماد ‪ ،‬ماركز البحث‬
‫العلمي وإحياء التراث السألماي ‪ ،‬ماكة المكرماة ‪.‬‬
‫‪ -‬شأرحا ماختصر الروضة‪ ،‬لنجم الدين سأليمان بن عبد القوي الطوفي ) ت ‪ 716‬هج (‪،‬‬
‫تحقيق ‪ :‬الدكتور عبد ال التركي ‪ ،‬ماؤسأسة الرسأالة ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪- 48 -‬‬

‫‪ -‬صحيح البخاري ماع شأرحا فتح الباري‪ ،‬لمحمد بن إسأماعيل البخاري ) ت ‪ 256‬هج (‬
‫دار صادر ‪.‬‬

‫‪ -‬صحيح ماسلم ماع شأرحا النووي ‪ ،‬لبي الحسين ماسلم بن الحجاج القشيري‬
‫) ت ‪ 261‬هج ( ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ -‬العدة في أصول الفقه ‪ ،‬للقاضي أبي يعلى الحنبلي ) ت ‪ 458‬هج ( ‪ ،‬تحقيق ‪:‬‬
‫د‪ .‬أحمد المباركي ‪ ،‬ماؤسأسة الرسأالة ‪ 1400‬هج ‪.‬‬
‫‪ -‬العقد المنظوم في الخصوص والعموم ‪ ،‬لشهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي‬
‫) ت ‪ 682‬هج ( ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬الدكتور أحمد الختم عبد ال ‪ ،‬المكتبة المكية ‪ 1420‬هج ‪.‬‬
‫‪ -‬فتح الباري شأرحا صحيح البخاري ‪ ،‬لحمد بن علي بن حجر العسقلني‬
‫) ت ‪ 852‬هج ( ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬الشيخ عبد العزيز بن بازأ ‪ ،‬الشيخ ماحمد فؤاد عبد الباقي ‪،‬‬
‫دار الفكر ‪.‬‬
‫‪ -‬فتح الباري في شأرحا صحيح البخاري ‪ ،‬لبي الفرج عبد الرحمن بن رجب الحنبلي‬
‫) ت ‪ 795‬هج ( ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬طارق عوض ال ماحمد ‪ ،‬دار ابن الجوزأي ‪.‬‬
‫‪ -‬الفروق ‪ ،‬لشهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي ) ت ‪ 682‬هج ( ‪ ،‬دار المعرفة ‪،‬‬
‫بيروت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -‬فواتح الرحموت بشرحا ماسلم الثبوت ‪ ،‬لعبد العلي ماحمد بن نظام الدين النصاري‬
‫) ت ‪ 1225‬هج ( ‪ ،‬ماطبوع بذيل ماع المستصفى ‪ ،‬دار العلوم الحديثة ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ -‬قواطع الدلة في أصول الفقه ‪ ،‬لبي المظفر مانصور بن ماحمد السمعاني‬
‫) ت ‪ 489‬هج ( ‪ ،‬تحقيق الدكتور عبد ال الحكمي ‪ ،‬الطبعة الولى ‪ 1419‬هج ‪ ،‬ماكتبة‬
‫التوبة ‪.‬‬
‫‪ -‬القواعد والفوائد الصولية ‪ ،‬لبي الحسن علء الدين البعلي المعروفا بابن اللحام‬
‫) ت ‪ 803‬هج ( ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عبد الكريم الفضيلي ‪ ،‬المكتبة العصرية ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ -‬الكاشأف عن المحصول في علم الصول ‪ ،‬لبي عبد ال ماحمد بن عباد الصفهاني‬
‫) ت ‪ 653‬هج ( ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عادل عبد الموجود وعلي ماعروض ‪ ،‬الطبعة الولى ‪1419‬هج‬
‫‪- 49 -‬‬

‫‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬


‫‪ -‬الكليات ‪ ،‬لبي البقاء أيوب بن ماوسأى الكفوي ) ت ‪ 1094‬هج ( ‪ ،‬تحقيق ‪:‬‬
‫د‪ .‬عدنان درويش ‪ ،‬وماحمد المصري ‪ ،‬ماؤسأسة الرسأالة ‪ ،‬بيروت ‪ 1413‬هج ‪.‬‬
‫‪ -‬لسان العرب ‪ ،‬لبي الفضل جمال الدين ماحمد بن مانظور المصري ) ت ‪ 771‬هج ( ‪،‬‬
‫دار صادر ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ -‬المحصول في علم الصول ‪ ،‬لفخر الدين ماحمد بن عمر الرازأي ) ت ‪ 606‬هج ( ‪،‬‬
‫تحقيق ‪ :‬الدكتور طه جابر العلياني ‪ ،‬ماطبعة الفرزأدق ‪ ،‬الرياض ‪ 1399‬هج ‪.‬‬
‫‪ -‬المستصفى مان علم الصول ‪ ،‬لبي حاماد ماحمد بن ماحمد الغزالي ) ت ‪ 505‬هج ( ‪،‬‬
‫دار العلوم الحديثة ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ -‬المسوودة في أصول الفقه ‪ ،‬لمجد الدين عبد السلم بن عبد ال بن تيمية ‪ ،‬وشأهاب‬
‫الدين عبد الحليم بن عبد السلم بن تيمية وشأيخ السألم أحمد بن عبد الحليم بن‬
‫تيمية ‪ ،‬ماطبعة المدني ‪ ،‬المؤسأسة السعودية بمصر ‪.‬‬
‫‪ -‬المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ‪ ،‬لبن حجر أحمد بن علي العسقلني‬
‫) ت ‪ 852‬هج ( ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬الشيخ حبيب الرحمن العظمي ‪ ،‬دار المعرفة ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ -‬المعتمد في أصول الفقه‪ ،‬لبي الحسين ماحمد بن علي البصري المعتزلي ) ت ‪ 436‬هج‬
‫( ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -‬المغررب في ترتيب المعررب ‪ ،‬لبي الفتح ناصر بن عبد السيد المطرزأي ) ت ‪ 616‬هج‬
‫( ‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ -‬المغني في فقه الماام أحمد بن حنبل ‪ ،‬لموفق الدين ماحمد بن قداماة المقدسأي ) ت‬
‫‪620‬هج (‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بيروت ‪ 1405‬هج ‪.‬‬
‫‪ -‬مانهاج السنة النبوية ‪ ،‬لتقي الدين أحمد بن تيمية ) ت ‪ 728‬هج ( ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬الدكتور‬
‫ماحمد رشأاد سأالم ‪.‬‬
‫‪ -‬ماواهب الجليل لشرحا ماختصر خليل ‪ ،‬لبي عبد ال ماحمد بن عبد الرحمن المغربي‬
‫المعروفا بالخطاب ) ت ‪ 954‬هج ( ‪ ،‬دار الفكر ‪ 1398‬هج ‪.‬‬
‫‪- 50 -‬‬

‫‪ -‬نفائس الصول في شأرحا المحصول ‪ ،‬لشهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي‬


‫) ت ‪ 684‬هج ( ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عادل عبد الموجود ‪ -‬علي ماعوض ‪ ،‬ماكتبة نزار البازأ ‪ ،‬ماكة‬
‫المكرماة ‪.‬‬
‫‪ -‬نهاية السول في شأرحا مانهاج الصول ‪ ،‬لجمال الدين عبد الرحيم السأنوي‬
‫) ت ‪ 772‬هج ( ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ،‬بيروت ‪ 1982‬م ‪.‬‬

You might also like