Professional Documents
Culture Documents
741
تعريف بكتابي منتقى األخبار مالك المحمدي
المقدمة :
الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين نبينا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،أما بعد:
فإن السنة النبوية مصدر رئيس من مصادر التشريع ،فهي الشارحة للقرآن
الكريم ،المبيّنة لمجمله ،والمخصصة لعمومه ،والمقيدة لمطلقه ،وقد أمر هللا بطاعة
رسوله ،وجعل طاعته طاعة له ،قال تعالى ﴿ :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ
ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ﴾ [النساء ،]08 :والسنة وحي أوحاه هللا لنبيه ،قال
تعالى :ﮋﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﮊ [النجم ،]4-3 :ولما
كانت هذه منزلة السنة النبوية صنف فيها العلماء وكتبوا وأفنوا أعمارهم في خدمة
سنة سيد المرسلين ،وخاتم النبيين عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصالة وأتم
التسليم.
وإن من أهم المصنفات في السنة النبوية تلك التي جمعت أحاديث األحكام ،التي
ال يستغني عنها أي مسلم فضال عن طالب العلم.
ومن أشهرها وأهمها بلوغ المرام ،فقد اهتم به العلماء قديما ،وحديثا ،وله منزلة
عالية عند طلبة العلم ،إال أنه مع هذا مختصر يحتاج إلى بعض اإلضافات ،فأردت
بهذه الدراسة أن أعرف به وبكتاب المنتقى ،مع عقد مقارنة بينهما ،وبيان القدر
الزائد من المنتقى على البلوغ ،وإنما اخترت المنتقى ،ألنه الكتاب الذي يعتمده
العلماء حفظا ،وشرحا ،وتعليما ،بعد بلوغ المرام ،ويرشدون من درس من الطلبة
بلوغ المرام ،وأتقن مسائله أن ينتقل إلى المنتقى ،وقد أثنى عليه العلماء.
قال ابن الجزري-رحمه هللا " :-وهو مشهور لم يؤلف مثله") (.
مشكلة البحث:
لما كان "بلوغ المرام" ذا منزلة كبيرة ،ونفع عميم ،ولكنه مع هذا مختصر
يحتاج إلى بعض اإلضافات ،وكتاب المنتقى للمجد ابن تيمية-رحمه هللا ،-حافل
نافع في بابه ،ولكنه موسع وبينه وبين بلوغ المرام تداخل كبير ،فأردت أن أعرف
بالكتابين ،مع بيان منهجهما ،وعقد مقارنة بينهما ،وحسب بحثي لم أجد من قام بهذا
األمر ،فإن الرغبة تتجه لذلك ،وباهلل التوفيق.
حدود البحث:
تنحصر حدود بحثي في دراسة كتابي بلوغ المرام ،والمنتقى ،وعقد مقارنة
بينهما.
أهمية البحث وأسباب اختياره:
-مكانة كتابي المنتقى ،والبلوغ عند أهل العلم.
-2شمولية المنتقى ألغلب أحاديث البلوغ مع الزيادات عليها ،فناسب دراسة
الكتابين ،وبيان أوجه التوافق ،واالختالف ،ومقدار الزائد من المنتقى على
البلوغ.
-3بلوغ المرام كتاب حافل ،غير أنه بحاجة إلى إضافات جاءت مفرقة ،لذلك
كانت هذه الدراسة.
أهداف البحث:
-دراسة كتابي المنتقى والبلوغ ،مع بيان منهجهما ،وعقد مقارنة بينهما.
-2إعانة طالب العلم ،واختصار أوقاتهم ،وتجنيبهم المزيد من المعاناة وذلك
بالجمع بين كتابين عظيمين من كتب األحكام.
-3بيان مقدار عدة األحاديث الزائدة في المنتقى على البلوغ.
أوال :التعريف بكتاب المنتقى.
ويشمل التعريف به معرفة النقاط التالية:
عنوان الكتاب:
()2
المنتقى من أحاديث األحكام .
مصنفه:
مجد الدين أبو البركات عبد السالم بن عبد هللا بن الخضر بن محمد بن علي
الحراني ،ابن تيمية ( ،)3الحنبلي ( ،)4األصولي النحوي ( ).
( )2هذا االسم هو الذي أثبته في ترجمته ابن رجب ،وابن الجزري ،والداودي ،وابن العماد الحنبلي ،وابن الطباخ الحنبلي ،وجماعة من
المعاصرين ،وهو موجود في نسخة خطية متقدمة ،قال عنها الشيخ/طارق عوض هللا ":وهي نسخة جيدة ،قليلة األخطاء ،كتبها أحمد بن عبد
.)5 الرحمن الشافعي ،وفرغ من كتابتها سنة(
واالسم الذي أثبته الشيخ/طارق عوض هللا في تحقيقه ،هو ( المنتقى في األحكام الشرعية من كالم خير البرية ،وهو موجود في نسخة مخطوطة،
ولكنها متأخرة وفيها بعض التصحيفات .ينظر :ذيل طبقات الحنابلة ( ،)6/4غاية النهاية في طبقات القراء ( ،)306/طبقات المفسرين للداودي
( ،)38 /شذرات الذهب في أخبار من ذهب ( ،)44 /5إعالم النبالء بتاريخ حلب الشهباء لمحمد راغب الطباخ (.)480/4
موضوع الكتاب:
()6
أحاديث األحكام .
عدة أحاديثه:
يختلف عدد األحاديث باختالف الطبعات ،وفي الطبعة التي اعتمدتها في
الدراسة ( )5بلغ عدد األحاديث فيها ثالثة آالف وتسعمائة وستة وعشرون ()3226
حديثا.
منهجه:
يتضح منهجه من خالل بيانه فيما يلي:
أوالا :منهجه في المقدمة:
نهج المجد ابن تيمية -رحمه هللا -منهجا مشابها لمنهج كثير من العلماء في
مقدمات مصنفاتهم ،وقد جاء في مقدمته أمور عدة وهي:
-بدأ مقدمته بالبسملة ،والحمدلة ،والصالة على الرسول.
-2بين موضوع كتابه بقوله ":هذا كتاب يشتمل على جملة من األحاديث النبوية
التي ترجع أصول األحكام إليها ،ويعتمد علماء أهل اإلسالم عليها".
-3ذكر المراجع التي اعتمدها بقوله ":انتقيتها من صحيحي البخاري ومسلم،
ومسند اإلمام أحمد بن محمد بن حنبل ،وجامع أبي عيسى الترمذي ،وكتاب
السنن ألبي عبد الرحمن النسائي ،وكتاب السنن ألبي داود السجستاني ،وكتاب
السنن البن ماجه القزويني".
-4ذكر المصطلحات التي أوردها في كتابه وهي ":أخرجاه ،ورواه الخمسة،
ورواه الجماعة ،ومتفق عليه" ،وبين معنى كل مصطلح (.)0
-بين أنه أورد آثارا يسيرة عن الصحابة.
-6ذكر طريقته في كتابه بقوله" :ورتبت األحاديث في هذا الكتاب على ترتيب
فقهاء أهل زماننا ،لتسهل على مبتغيها ،وترجمت لها أبوابا ببعض ما دلت
عليه من الفوائد".
ثانيا ا :منهجه في إيراد األحاديث ،والحكم عليها:
يتبين منهجه في ذلك من خالل النقاط التالية:
( )6ويدل على ذلك قول المصنف في مقدمته ":هذا كتاب يشتمل على جملة من األحاديث النبوية التي ترجع أصول
األحكام إليها ،ويعتمد علماء أهل اإلسالم عليها".
( )5وهي طبعة الشيخ طارق عوض هللا كما سبق بيانه.
( )0ومعانيها كما يلي" :أخرجاه" للبخاري ومسلم" ،الخمسة" ألصحاب السن وأحمد" ،الجماعة" للسبعة" ،متفق
عليه" ألحمد والبخاري ومسلم.
751
العدد ( ) 5أكتوبر 8102م المجلة العربية للدراسات االسالمية والشرعية
أنه يورد األحاديث محذوفة األسانيد إال الراوي األعلى للحديث ،أو التابعي، )
ويندر إيراد اإلسناد عمن دون التابعي (.)2
لم يقتصر على ذكر األحاديث المرفوعة ،بل أورد بعض اآلثار اليسيرة ،وقد )2
نص على ذلك في مقدمته.
األصل أنه يورد الحديث ثم يذكر تخريجه ،إال إذا أراد أن يبين بعض األلفاظ )3
المختلفة أو الزائدة ،فإنه يذكر التخريج ثم يورد اللفظ (.) 8
يختصر ألفاظ األحاديث أحيانا ( ). )4
يجمع أحيانا بين مختلف الحيث ،فيتابع بين األحاديث التي ظاهرها التعارض )
(.) 2
قد يعل الحديث ،إما بالتصريح بأن الحديث معلول دون بيان العلة ( ،) 3أو )6
مع بيانها (.) 4
( )2هذا هو األغلب األعم في الكتاب ،وفي حاالت نادرة جدا قد يورد اإلسناد ،ومثاله حديث( ،)42عن إسحاق بن
يوسف قال :حدثنا شريك ،عن محمد بن عبد الرحمن ،عن عطاء ،عن ابن عباس قالُ " :سئِ َل النَّبِ ُّي ع َْن ْال َمنِ ِّي
اق َوإِنَّ َما يَ ْكفِيك أَ ْن تَ ْم َس َحهُ ِب ِخرْ قَ ٍة أَوْ بِإ ِ ْذ ِخ َر ٍة" .رواه الدارقطني. ص ِ ب ،فَقَا َل :إنَّ َما هُ َو بِ َم ْن ِزلَ ِة ْال ُمخَا ِط َو ْالبُ َ صيبُ الثَّوْ َ يُ ِ
( ) 8مثاله حديث ،68عن عبد هللا بن عكيم قال :كتب إلينا رسول هللا قبل وفاته بشهر "أن ال تَنتَفِعُوا ِمن ال َم ْيتَ ِة
ْ ْ ْ َ ْ َ
ب" .رواه الخمسة ،ولم يذكر منهم المدة غير أحمد ،وأبي داود قال الترمذي :هذا حديث حسن. ص ٍ ب َو َال َع َ بِإِهَا ٍ
ت لَ ُك ْم فِي ُجلُو ِد ْال َم ْيتَ ِة فَإ ِ َذا َجا َء ُك ْم ِكتَابِي هَذاَ ت َر َّخصْ ُ وللدارقطني :إن رسول هللا كتب إلى جهينة "إنِّي ُك ْن ُ
ب". ص ٍ ب َو َال َع َ فَ َال تَ ْنتَفِعُوا ِم ْن ْال َم ْيتَ ِة بِإِهَا ٍ
وللبخاري في تاريخه عن عبد هللا بن عكيم قال :حدثنا مشيخة لنا من جهينة أن النبي كتب إليهم "أَ ْن َال تَ ْنتَفِعُوا
َي ٍء". ِم ْن ْال َم ْيتَ ِة بِش ْ
ب فِيهَا ِ َ َرش ْ
ن م ُ ه
ِ ِ ِ َ َّ ن إَ ف ة َّ
ض ف ْ
ال ي ف
َ ِ ِب ار َّ
ش ال ْ
َن ع ِ َّ
هللا ل
ُ ُو س ر َا
َ َ ناه َ ن" : قال عازب بن البراء عن ، 66 حديث ( ) مثاله
فِي ال ُّد ْن َيا لَ ْم يَ ْش َربْ فِيهَا فِي ْاآل ِخ َر ِة" .مختصر من مسلم ،الحديث قد تقدم الكالم عليه.
هللاِ نَهَى أَ ْن يَت ََوضَّأ َ ال َّر ُج ُل بِفَضْ ِل طَه ِ
ُور ( ) 2مثاله حديث ، ، 8،2عن الحكم بن عمرو الغفاري "أَ َّن َرسُو َل َّ
ْال َمرْ أَ ِة" .رواه الخمسة إال أن ابن ماجه والنسائي قاال :وضوء المرأة .وقال الترمذي هذا حديث حسن ،وقال ابن
هللاِ َ كانَ يَ ْغتَ ِس ُل ماجه ،وقد روى بعده حديثا آخر :الصحيح األول ،يعني حديث الحكم عن ابن عباس أَ َّن َرسُو َل َّ
بِفَضْ ِل َم ْي ُمونَةَ ،رواه أحمد ومسلم .
فذكر حديثا يدل على النهي عن الطهارة بفضل المرأة-وهو الماء المتبقي بعد وضوئها ،أو غسلها عندما تنفرد
أحاديث تدل على جواز استعماله في الطهارة. َ به-ثم ذكر
ُ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ َ 3
صالةَ لِ َمن ال ُوضُو َء لهُ َوال ُوضُو َء لِ َمن ال يَذك ُر ا ْس َم ( ) مثاله حديث ، 60عن أبي هريرة عن النبي قال" :ال َ
هللاِ َعلَ ْي ِه" .رواه أحمد ،وأبو داود ،وابن ماجه ،وألحمد ،وابن ماجه من حديث سعيد بن زيد وأبي سعيد مثله، َّ
والجميع في أسانيدها مقال قريب ،وقال البخاري :أحسن شيء في هذا الباب حديث رباح بن عبد الرحمن يعني
حديث :سعيد بن زيد ،وسئل إسحاق بن راهويه أي حديث أصح في التسمية؟ فذكر حديث أبي سعيد.
( ) 4مثاله حديث ، 28عن حفصة زوج النبي أن النبي " كَاْنَ يَجْ َعلْ يَ ِمي ْنهُ لِطَ َعا ِم ِهَ ،و َش َرابِ ِهَ ،وثِيَابِ ِهَ ،ويَجْ َعلْ
ك" .وفي إسناده "أبو أيوب اإلفريقي عبد هللا بن علي" ،وفيه مقال .رواية أبي داود. ِش َمالَهُ لماْ ِس َوىْ َذلِ َ
757
تعريف بكتابي منتقى األخبار مالك المحمدي
) ،أو بنقل حكم أحد )5يحكم على األحاديث التي فيها مقال إما باجتهاد منه (
األئمة (.) 6
)0إذا كان الحديث في الصحيحين فإنه غالبا يكتفي بتخريجه منهما ( ،) 5وإن
كان في غيرهما خرجه من بقية الكتب السبعة التي ذكرها في المقدمة (،) 0
وما كان خارج الكتب السبعة خرجه من بعض المصادر األخرى ونادرا ما
يخرج عن الكتب السبعة (.) 2
-كثيرا ما يتعقب األحاديث ببعض التعليقات ،إما لتوجيه الحديث ( ،)28أو لبيان
أقوال أهل العلم في المسألة ( ،)2أو لذكر بعض االستنباطات الدقيقة من
الحديث ( ،)22أو لبيان معنى بعض المفردات (.)23
ص َال ٍة ق َعلَى أُ َّمتِي َألَ َمرْ ته ْم ِع ْن َد ُك ِّل َ ( ) مثاله حديث ،25عن أبي هريرة عن النبي قال" :لَوْ َال أَ ْن أَ ُش َّ
ك" .رواه أحمد بإسناد صحيح. بِ ُوضُو ٍءَ ،و َم َع ُك ِّل ُوضُو ٍء بِ ِس َوا ٍ
هللاِ تَ َوضَّأ َ ِع ْن َدهَا َو َم َس َح بِ َر ْأ ِس ِه ."...رواه أحمد ،وأبو ( ) 6مثاله حديث ، 23عن الربيع بنت معوذ "أَ َّن َرسُو َل َّ
ُ ْ
ُور ِه َما َوبُطُونِ ِه َما" .رواه أبو داود، داود ،وفي لفظَ " :م َس َح بِ َرأ ِس ِه َم َّرتَ ْي ِن بَدَأَ بِ ُم َؤ َّخ ِر ِه ثُ َّم بِ ُمقَ َّد ِم ِه َوبِأ ُذنَ ْي ِه ِك ْلتَ ْي ِه َما ظُه ِ
والترمذي وقاال :حديث حسن.
وحديث ،2 5عن أم حبيبة قالت :سمعت رسول هللا يقولَ " :م ْن َمسَّ فَرْ َجهُ فَ ْليَتَ َوضَّأْ" .رواه ابن ماجه ،واألثرم
وصححه أحمد وأبو زرعة.
هللاِ يَعُودنِي َوأَنَا َم ِريضٌ َال أَ ْعقِ ُل."...متفق عليه. ( ) 5مثاله حديث ،3عن جابر بن عبد هللا قالَ " :جا َء َرسُو ُل َّ
ُور ْال َمرْ أَ ِة.
هللاِ نَهَى أَ ْن يَتَ َوضَّأ َ ال َّر ُج ُل بِفَضْ ِل طَه ِ ( ) 0مثاله حديث ،2عن الحكم بن عمرو الغفاري أَ َّن َرسُو َل َّ
رواه الخمسة إال أن ابن ماجه والنسائي قاال :وضوء المرأة.
( ) 2األغلب أنه التزم بهذه الكتب وما خرج عنها إال يسيرا ،وهذا المنهج قد بينه في المقدمة بقوله" :ولم أخرج فيما
عزوته عن كتبهم إال في مواضع يسيرة" .قال الشوكاني في شرح هذه الجملة ":هو من الخروج ال من التخريج ،أي
أنه اقتصر في كتابه هذا على العزو إلى األئمة المذكورين ،وقد يخرج عن ذلك في مواضع يسيرة فيروي عن
غيرهم كالدارقطني ،والبيهقي ،وسعيد بن منصور ،واألثرم" .ينظر :نيل األوطار( .) 32/
28
ت َحتَّى ال :ا ْدنُ ْه فَ َدنَوْ ُ
ْت فَقَ َي ا ْنتَهَى إلَى ُسبَاطَ ِة قَوْ ٍم فَبَا َل قَائِما فَتَنَ َّحي ُ ( ) مثاله حديث ، 88عن حذيفة أَ َّن النَّبِ َّ
ت ِع ْن َد َعقِبَ ْي ِه فَت ََوضَّأ َو َم َس َح َعلَى ُخف ْي ِه" .رواه الجماعة ،والسباطة :ملقى التراب والقمام .ولعله لم يجلس لمانع َّ َ قُ ْم ُ
كان بها ،أو وجع كان به.
2
اج النَّبِ ِّي فِي َج ْفنَ ٍة فَ َجا َء النَّبِ ُّي لِيَتَ َوضَّأ َ ِم ْنهَا أَوْ ( ) مثاله حديث ، 2عن ابن عباس قال":ا ْغتَ َس َل بَعْضُ أَ ْز َو ِ
إن ْال َما َء َال يُجْ نِبُ " .رواه أحمد ،وأبو داود ،والنسائي، هللاِ إنِّي ُك ْنت ُجنُبا ،فَقَا َلَّ : ت لَهُ :يَا َرسُو َل َّ يَ ْغتَ ِس َل ،فَقَالَ ْ
والترمذي ،وقال حديث حسن صحيح.
قلت :وأكثر أهل العلم على الرخصة للرجل من فضل طهور المرأة ،واألخبار بذلك أصح.
وكرهه أحمد وإسحاق إذا خلت به ،وهو قول عبد هللا بن سرجس ،وحملوا حديث ميمونة على أنها لم تخل به،
جمعا بينه وبين حديث الحكم.
ُصيبُ ثَوْ بَهَا ِم ْن د َِم ت إحْ دَانَا ي ِ ت ا ْم َرأَةٌ إلَى النَّبِ ِّي فَقَالَ ْ ( )22مثاله حديث ،2عن أسماء بنت أبي بكر قالتَ ":جا َء ْ
صلِّي فِي ِه" .متفق عليه. ض ُحهُ ثُ َّم تُ َ صهُ بِ ْال َما ِء ثُ َّم تَ ْن َ ْال َح ْي َ
ض ِة َكيْفَ تَصْ نَعُ؟ فَقَا َل :تَ ُحتُّهُ ثُ َّم تَ ْق ُر ُ
وفيه دليل على أن دم الحيض ال يعفى عن يسيره وإن قل لعمومه ،وأن طهارة السترة شرط للصالة ،وأن هذه
النجاسة وأمثالها ال يعتبر فيها تراب وال عدد ،وأن الماء متعين إلزالة النجاسة.
751
العدد ( ) 5أكتوبر 8102م المجلة العربية للدراسات االسالمية والشرعية
( )23مثاله حديث ،35عن أنس بن مالك "أَ َّن َر ْهطا ِم ْن ُع ْك ٍل أَوْ قَا َل ُع َر ْينَةَ قَ ِد ُموا فَاجْ تَ َووْ ا ْال َم ِدينَةَ فَأ َ َم َر لَهُ ْم َرسُو ُل
اح َوأَ َم َرهُ ْم أَ ْن يَ ْخ ُرجُوا فَيَ ْش َربُوا ِم ْن أَ ْب َوالِهَا َوأَ ْلبَانِهَا" .متفق عليه .اجتووها :أي استوخموها ،وقد ثبت عنه هللاِ بِلِقَ ٍ َّ
ض ْال َغن َِم". با
َ ِ ِر َ م ي ِ ف وا ُّ ل صَ ": قال أنه
َت فُ َالنَةُ تَ ْعنِي هللاِ َمات ْ ت يَا َرسُو َل َّ ت َز َم َعةَ فَقَالَ ْ َت شَاةٌ لِسَوْ َد ِة بِ ْن ِ ( )24مثاله حديث ،68، 2عن ابن عباس قالَ " :مات ْ
هللاُ تَ َعالَى :ﮋ ﮙ هللاِ :إنَّ َما قَا َل َّ َت؟ فَقَا َل لَهَا َرسُو ُل َّ ك شَا ٍة قَ ْد َمات ْ ال :فَلَوْ َال أَخ َْذتُ ْم َم ْس َكهَا ،قَالُوا :أَنَأْ ُخ ُذ َم ْس َ ال َّشاةَ ،فَقَ َ
َط َع ُمونَهُ أَ ْن تَ ْدبُ ُغو ُه ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ه ه ه هﮊ [األنعامَ ] 4 :وأَ ْنتُ ْم َال ت ْ
ت ِع ْن َدهَا" .رواه أحمد بإسناد صحيح. ت ِم ْنهُ قِرْ بَة َحتَّى تَ َخ َّرقَ ْ َت َم ْس َك َها فَ َدبَ َغ ْتهُ فَاتَّ َخ َذ ْ
ت إلَ ْيهَا فَ َسلَخ ْ فَتَ ْنتَفِعُوا بِ ِه .فَأَرْ َسلَ ْ
ثم ذكر بعده مباشرة باب :ما جاء في نسخ تطهير الجلود .وأور فيه حديث عبد هللا بن عكيم قال :كتب إلينا
ب" .رواه الخمسة ،ولم يذكر منهم المدة غير َص ٍ ب َو َال ع َ رسول هللا قبل وفاته بشهر "أَ ْن َال تَ ْنتَفِعُوا ِم ْن ْال َم ْيتَ ِة بِإِهَا ٍ
ت أحمد ،وأبي داود قال الترمذي ":هذا حديث حسن" ،و للدارقطني :إن رسول هللا كتب إلى جهينة "إنِّي ُك ْن ُ
ب". ص ٍ ب َو َال َع َ ت لَ ُك ْم فِي ُجلُو ِد ْال َم ْيتَ ِة فَإ ِ َذا َجا َء ُك ْم ِكتَابِي هَ َذا فَ َال تَ ْنتَفِعُوا ِم ْن ْال َم ْيتَ ِة بِإِهَا ٍ َر َّخصْ ُ
هللاِ يَ ْم َس ُح َعلَى ِع َما َمتِ ِه َو ُخفَّ ْي ِه" .رواه ( )2مثاله حديث ،283عن عمرو بن أمية الضمري قالَ " :رأَيْت َرسُو َل َّ
أحمد ،والبخاري ،وابن ماجه.
هللاِ لِ َحا َجتِ ِه هَ َدفٌ ،أَوْ حائش ( )26مثاله حديث ،02عن عبد هللا بن جعفر قالَ " :كانَ أَ َحبَّ َما ا ْستَتَ َر بِ ِه َرسُو ُل َّ
ن َْخ ٍل" .رواه أحمد ،ومسلم ،وابن ماجه .وحائش نخل :أي جماعته وال واحد له من لفظه.
ْ 25
اريَ ِة َويُ َرشُّ ِم ْن ( ) مثاله حديث ،33عن أبي السمح خادم رسول هللا قال :قال النبي " :يُ ْغ َس ُل ِم ْن بَوْ ِل ال َج ِ
بَوْ ِل ال ُغ َال ِم" .رواه أبو داود ،والنسائي ،وابن ماجه. ْ
( ) مثاله حديث ، 02عن ابن عباس أن رسول هللا قال" :إ َذا تَ َوضَّأْت فَ َخلِّلْ أَ َ
20
ك" .رواه ك َو ِرجْ لَ ْي َ صا ِب َع يَ َد ْي َ
أحمد ،وابن ماجه ،والترمذي.
ض َعلَ ْي ِه ِطيبٌ فَ َال يَ ُر ُّد ُه ِ َ ُر ع ْ
ن م َ " : قال هللا رسول أن - عنه هللا رضي - هريرة أبي ( )22مثاله حديث ، 62عن
فَإِنَّهُ َخفِيفُ ْال َمحْ َم ِل طَيِّبُ الرَّائِ َح ِة" .رواه أحمد ،ومسلم ،والنسائي ،وأبو داود.
38
ُ
ار فَ َو َج ْدت َح َج َري ِْن ( ) مثاله حديث ، 3عن ابن مسعود قال" :أَتَى النَّبِ ُّي ْ الغَائِطَ فَأ َ َم َرنِي أ ْن آتِيَهُ بِث َالث ِة أحْ َج ٍ
َ َ َ َ
ْ َ ْ َ
ث فَل ْم أ ِج ْد فَأ َخذت رَوْ ثة فَأتَ ْيتهُ بِهَا فَأ َخذ ال َح َج َر ْي ِن َوألقَى الرَّوْ ثةََ ،وقَا َل :هَ ِذ ِه ِركسٌ " .رواه أحمد، ْ َ َ ُ َ َ ُ ْ َ َ َ َو ْالتَ َمسْت الثالِ َ
َّ ُ
والبخاري ،والترمذي ،والنسائي ،وزاد فيه أحمد في رواية له " ائتني بحجر.
3
از ْلنَا نَ ْنتَبِ ُذ فِي ِه
ِ م
َ مَّ ُ ث ا،َ ه َ
ك ْ
س مَ َا ن ْ
غ َ بدَ َ ف ٌ ةَا
ش تَ :مات ْ
َت لَنَا ج النَّبِ ِّي قَالَ ْ ( ) مثاله حديث ، 5عن ابن عباس عن "سَوْ َدةَ َزوْ ِ
َ َّ
وحديث ، 56عن المقدام بن معدي كرب قال" :أتِ َي َرسُو ُل هللاِ بِ َوضُو ٍء فَت ََوضَّأ فَ َغ َس َل َكفَّ ْي ِه ثَ َالثاَ ،و َغ َس َل ُ
ق ثَ َالثا ثَ َالثا ،ثُ َّم َم َس َح بِ َر ْأ ِس ِه َوأُ ُذنَ ْي ِه ظَا ِه َرهُ َما ض َوا ْستَ ْن َش َ َوجْ هَهُ ثَ َالثا ،ثُ َّم َغ َس َل ِذ َرا َع ْي ِه ثَ َالثا ثَ َالثا ثُ َّم َمضْ َم َ
َوبَا ِطنَهُ َما" .رواه أبو داود ،وأحمد وزادَ " ،و َغ َس َل ِرجْ لَ ْي ِه ث َالثا ث َالثا".
َ َ
751
تعريف بكتابي منتقى األخبار مالك المحمدي
-يكثر التبويب جدا ،وكل موضوع مستقل يفرده بتبويب ،وقد يذكر فيه حديثا،
أو أكثر.
شروحه:
قد سبق الشوكاني إلى شرح هذا الكتاب أئمة كرام ،وخيرة من العلماء األعالم
وهم:
-العالمة أحمد بن المحسن القاضي ابن قاضي الجبل (ت55 :ه) ولم يتمه.
-2الحافظ محمد بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي(ت554:ه).
-3العالمة سراج الدين عمر بن الملقن الشافعي(ت084:ه).
إال إن هذه الشروح لم يقدر لها أن ترى النور (.)32
-4نيل األوطار لإلمام محمد بن علي الشوكاني(ت 2 8:ه).
()33
-شرح أوله للعالمة عبد العزيز بن عبد هللا بن باز(ت 428:ه) .
-6شرح شيخنا العالمة صالح بن فوزان الفوزان (.)34
شرح شيخنا العالمة عبد الرحمن بن ناصر البراك ( .)3
ثانيا :التعريف بكتاب البلوغ.
ويشمل التعريف به هذه النقاط التالية:
عنوان الكتاب:
()36
بلوغ المرام من أدلة األحكام.
مصنفه:
( )32مقدمة محمد صبحي بن حسن حالق لنيل األوطار( .) 6/
( )33وهذا الشرح موجود على بعض المواقع صوتيا وله بعض التفريغات في ملتقى أهل الحديث ،وهو شرح فريد
فيه بعض التحقيقات النفيسة الموجزة.
( )34الزال الشيخ مستمرا في شرحه مغرب كل سبت وهو في ثلثه األول.
( )3ابتدأ الشيخ شرحه قبل عام تقريبا وهو في أوائله.
( )36ويدل على هذه التسمية األمور التالية:
أوال :تصريح المؤلف باسمه في مقدمة الكتاب ،حيث قال":وسميته بلوغ المرام من أدلة األحكام".
ثانيا :ذكره جماعة ممن ترجم للمصنف بهذا االسم ،منهم تلميذ المصنف السخاوي ،وابن تغري بردي ،وغيرهما .ينظر الجواهر
:
والدرر ،والمنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي.
ثالثا :إثباته على نسخ خطية عدة.
رابعا :تتابع الشراح على تسميته بهذا االسم ،ومنهم الصنعاني ،والمباركفوري وغيرهما.
754
العدد ( ) 5أكتوبر 8102م المجلة العربية للدراسات االسالمية والشرعية
هو شهاب الدين )35( ،أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد،
األستاذ إمام األئمة ،الشهاب ،أبو الفضل ،الكناني ،العسقالني ،المصري ،ثم
القاهري ،الشافعي (.)30
موضوع الكتاب:
()32
أحاديث األحكام .
زمن تأليفه:
الذي يترجح أنه من الكتب التي ألفها ابن حجر مؤخرا ،ويدل على ذلك أمران:
األول :متانة هذا الكتاب وجودته ،ودقة معلوماته.
()48
الثاني :إحالة ابن حجر في موضع منه على فتح الباري ،مما يدل أن فتح
الباري قد تقدم عليه تأليفا ،وقد مكث في تأليف فتح الباري خمسة وعشرون سنة.
عدة أحاديثه:
يختلف عدد األحاديث باختالف الطبعات ،وفي الطبعة التي اعتمدتها في
الدراسة ( )4بلغ عدد األحاديث ألف وأربعمائة وتسعة وستون ( ) 462حديثا.
منهجه:
()42
من خالل بيان ما يلي: يتضح منهجه
أوالا :منهجه في المقدمة:
نهج الحافظ ابن حجر-رحمه هللا-منهجا مقاربا لمنهج كثير من العلماء في
مقدمات مصنفاتهم ،وقد جاء في مقدمته أمور عدة وهي:
بدأ بالبسملة ،والحمدلة ،والصالة على الرسول . -
بين موضوع كتابه بقوله":فهذا مختصر يشتمل على أصول األدلة -2
الحديثية لألحكام الشرعية".
ذكر المصطلحات التي أوردها في كتابه وهي" السبعة ،والستة، -3
والخمسة ،واألربعة ،والثالثة ،والمتفق عليه" ،وبين معنى كل
مصطلح.
نص على تسمية كتابه بقوله ":سميته بلوغ المرام من أدلة األحكام". -4
ثانيا ا :منهجه في إيراد األحاديث ،والحكم عليها:
يتضح منهجه في ذلك من خالل النقاط التالية:
-أنه يورد األحاديث محذوفة األسانيد إال الراوي األعلى للحديث ،أو التابعي
(.)43
-2االقتصار على الحديث المرفوع إن كان ذلك نصا في الموضوع ،دون إيراد
الموقوف(.)44
-3التصريح باسم الراوي في الحديث األول ،والتعبير عنه في الحديث الثاني
بقوله :وعنه( .)4
( )42قد استفدت في دراسة منهج المؤلف في مواضع عدة ،من رسالة منهج الحافظ ابن حجر في كتابه بلوغ
المرام ،للباحث يوسف بن الحاج النيجيري ،مقدمة لنيل درجة الماجستير ،من كلية التربية بالجامعة األمريكية في
لندن.
( )43هذا هو األغلب في الكتاب ،ونادرا ما يورد اإلسناد ،ومثاله حديث( ،)40عن طلحة بن مصرف ،عن أبيه،
َاق" .أخرجه أبو داود بإسناد ضعيف. ص ُل بَيْنَ ْال َمضْ َم َ
ض ِة َو ِاال ْستِ ْنش ِ هللاِ يَ ْف ِْت َرسُو َل َّ عن جده قالَ :رأَي ُ
( )44وهذا أمثلته ال تحصر ،والكتاب مبني على ذلك ،ومن أمثلته الحديث األول ،حديث أبي هريرة في ماء البحر،
فقد ورد مرفوعا ،وموقوفا فأورد المرفوع واكتفى به.
( )4مثاله :حديث 36،3حيث قال :وعن أبي هريرة قَا َل :قَا َل َرسُو ُل َّ
هللاِ ":إِ َذا ا ْستَ ْيقَظَ أَ َح ُد ُك ْم ِم ْن َمنَا ِم ِه
يت َعلَى َخ ْي ُشو ِم ِه" .متفق عليه .ثم قال بعده. فَ ْليَ ْستَ ْنثِرْ ثَ َالثا ،فَإ ِ َّن ال َّش ْيطَانَ يَبِ ُ
َت يَ َدهُ".متفق َ وعنه" :إِ َذا ا ْستَ ْيقَظَ أَ َح ُد ُك ْم ِم ْن نَوْ ِم ِه فَ َال يَ ْغ ِمسُ يَ َدهُ فِي ِ
اإلنَا ِء َحتَّى يَ ْغ ِسلَهَا ثَ َالثا ،فَإِنَّهُ َال يَ ْد ِري أيْنَ بَات ْْ
عليه ،وهذا لفظ مسلم.
751
العدد ( ) 5أكتوبر 8102م المجلة العربية للدراسات االسالمية والشرعية
-4األصل أنه يورد الحديث ثم يذكر تخريجه ،إال إذا أراد أن يبين بعض األلفاظ
المختلفة أو الزائدة ،فإنه يذكر التخريج ثم يورد اللفظ (.)46
-يختصر األحاديث أحيانا (.)45
-6يجمع أحيانا بين مختلف الحديث ،فيورد األحاديث التي ظاهرها التعارض
متتالية (.)40
-5يميز الكالم المدرج في األحاديث أحيانا (.)42
-0يبين الراجح في األحاديث المختلف فيها بين الرفع ،والوقف ( ،) 8وكذلك في
األحاديث المختلف فيها بين الرفع واإلرسال ( ).
-2قد يتتبع طرق الحديث لبيان المطلق ( ،) 2أو لتعميم ما ظاهره التخصيص (،) 3
( ،) 3أو لبيان سبب ورود الحديث (.) 4
اإلهَابُ فَقَ ْد طَهُ َر" .أخرجه هللاِ ":إِ َذا ُدبِ َغ ْ ِ ( )46مثاله حديث ، 5عن ابن عباس-رضي هللا عنهما-قَا َل :قَا َل َرسُو ُل َّ
ب ُدبِ َغ".مسلم ،وعند األربعة" :أَيُّ َما إِهَا ٍ
ت ،فَقَا َل النَّبِ ُّي " :اِ ْف َعلِي َما يَ ْف َع ُل ت :لَ َّما ِج ْئنَا َس ِرفَ ِحضْ ُ ( )45مثاله حديث ، 42عن عائشة-رضي هللا عنها-قَالَ ْ
َطه ُِري" .متفق عليه في حديث طويل. ت َحتَّى ت ْ ْال َحاجُّ َ ،غ ْي َر أَ ْن َال تَطُوفِي بِ ْالبَ ْي ِ
يَ ،وهُ َو َغ ْي ُر ُمحْ ِر ٍم، ص ْي ِد ِه ْال ِح َما َر ْال َوحْ ِش َّ ص ِة َ ( )40مثاله حديث ،666،66عن أبي قتادة األنصاري فِي قِ َّ
َي ٍء؟" قَالُواَ :ال .قَا َل" :فَ ُكلُوا هللاِ ِ ألَصْ َحا ِب ِهَ ،وكَانُوا ُمحْ ِر ِمينَ " :هَلْ ِم ْن ُك ْم أَ َح ٌد أَ َم َرهُ أَوْ أَشَا َر إِلَ ْي ِه بِش ْ قَا َل :فَقَا َل َرسُو ُل َّ
َما بَقِ َي ِم ْن لَحْ ِم ِه" .متفق عليه .ثم قال بعده.
األ ْب َوا ِء ،أَوْ بِ َو َّدانَ ،فَ َر َّدهُ
هللاِ ِ ح َمارا َوحْ ِشيّاَ ،وهُ َو بِ ْ َ وعن الصعب بن جثامة الليثي :أَنَّهُ أَ ْهدَى لِ َرسُو ِل َّ
ك إِ َّال أَنَّا ُح ُر ٌم"ُ .متَّفَ ٌ
ق َعلَ ْي ِه. َعلَ ْي ِهَ ،وقَا َل" :إِنَّا لَ ْم نَ ُر َّدهُ َعلَ ْي َ
وظاهرين الحديثين التعارض وكالم أهل العلم معلوم في ذلك ،وتوجيه ذلك أن سبب رده في الحديث الثاني
ألنه صيد من أجله ،والمحرم ال يأكل ما صيد من أجله ،وهذه العلة منتفية في الحديث األول.
42
صاهَا َدخَ َل ( ) مثاله حديث ، 255عن أبي هريرة قال :قال رسول هللا ":إِ َّن ِ َّهللِ تِسْعا َوتِ ْس ِعينَ اسْماَ ،م ْن أَحْ َ
ْال َجنَّةَ" .متفق عليه وساق الترمذي وابن حبان األسماء ،والتحقيق أن سردها إدراج من بعض الرواة.
( ) 8مثاله حديث ،648عن معاوية بن أبي سفيان-رضي هللا عنهما ،-عن النبي قال في ليلة القدر" :لَ ْيلَةُ َسب ٍْع
َو ِع ْش ِرينَ " .رواه أبو داود ،والراجح وقفه.
وقد اختلف في تعيينها على أربعين قوال أوردتها في "فتح الباري".
( ) مثاله حديث ،645عن أنس قال :قيل :يا رسول هللا ،ما السبيل؟ قال" :ال َّزا ُد َوالرَّا ِحلَةُ " .رواه الدارقطني
وصححه الحاكم ،والراجح إرساله.
2
َي ٌء". ( ) مثاله حديث ،4،3،2عن أبي سعيد الخدري قال :قال رسول هللا " :إِ َّن ْال َما َء طَهُو ٌر الَ يُنَ ِّج ُسهُ ش ْ
َيءٌ، ْ
أخرجه الثالثة وصححه أحمد .ثم أورد حديث أبي أمامة الباهلي قال :قال رسول " :إِ َّن ال َما َء َال يُنَ ِّج ُسهُ ش ْ
ب َعلَى ِري ِح ِه َوطَ ْع ِم ِهَ ،ولَوْ نِ ِه" .أخرجه ابن ماجه ،وضعفه أبو حاتم .ثم أورد حديث ابن عمر. إِ َّال َما َغلَ َ
َ ْ َ َّ ُ ْ َ
عن عبد هللا بن عمر -رضي هللا عنهما -قال :قال رسول هللا " :إِذا َكانَ ال َما َء قلتَ ْي ِن ل ْم يَحْ ِملْ ال َخبَث" .وفي
لفظ" :لَ ْم يَ ْنجُسْ " .أخرجه األربعة ،وصححه ابن خزيمة .وابن حبان ،والحاكم.
وفي كل هذا بيان للماء الذي أطلق في الحديث األول.
( ) 3مثاله حديث ،520وعن عمرو بن شعيب ،عن أبيه ،عن جده; أن رسول هللا قالَ " :ال يَجُو ُز ِال ْم َرأَ ٍة َع ِطيَّةٌ
إِ َّال بِإ ِ ْذ ِن َزوْ ِجهَا".
751
تعريف بكتابي منتقى األخبار مالك المحمدي
ك َزوْ ُجهَا ِعصْ َمتَهَا" .رواه أحمد ،وأصحاب السنن إال الترمذي، وفي لفظَ " :ال يَجُو ُز لِ ْل َمرْ أَ ِة أَ ْم ٌر فِي َمالِهَا ،إِ َذا َملَ َ
وصححه الحاكم .ظاهر الحديث األول أنها ال تعطي من مال زوجها إال بإذنه ،فأورد الحديث الثاني ليبين أن هذا ال
يخص مال زوجها ،بل يعم حتى مالها هي.
( ) 4مثاله حديث ،205عن ابن عباس -رضي هللا عنهما :-أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي فقالت :يا رسول
هللا! ثابت بن قيس ما أعيب عليه في خلق وال دين ،ولكني أكره الكفر في اإلسالم ،قال رسول هللا " :أَتَ ُر ِّدينَ َعلَ ْي ِه
َطلِيقَة" .رواه البخاري. َح ِديقَتَهُ؟" ،قالت :نعم .قال رسول هللا ":ا ْقبَ ِل ْال َح ِديقَةََ ،وطَلِّ ْقهَا ت ْ
وفي رواية له :وأمره بطالقها.
وفي رواية عمرو بن شعيب ،عن أبيه ،عن جده عند ابن ماجه :أن ثابت بن قيس كان دميما وأن امرأته قالت:
لوال مخافة هللا إذا دخل علي لبسقت في وجهه.
( ) مثاله حديث وعن زيد بن كعب بن عجرة ،عن أبيه قال :تزوج رسول هللا العالية من بني غفار ،فلما دخلت
َاق .رواه الحاكم، صد ِ ك"َ ،وأَ َم َر لَهَا بِال َّ عليه ووضعت ثيابها ،رأى بكشحها بياضا ،فقالْ " :البَ ِسي ثِيَابَ ِكَ ،و ْال َحقِي بِأ َ ْهلِ ِ
وفي إسناده جميل بن زيد وهو مجهول ،واختلف عليه في شيخه اختالفا كثيرا.
( ) 6مثاله حديث ، 833عن عمرو بن العاص قالَ " :ال تُ ْلبِسُوا َعلَ ْينَا ُسنَّةَ نَبِيِّنَاِ ،ع َّدةُ أُ ِّم ْال َولَ ِد إِ َذا تُ ُوفِّ َي َع ْنهَا َسيِّ ُدهَا
أَرْ بَ َعةَ أَ ْشه ٍُر َو َع ْشرا" .رواه أحمد ،وأبو داود ،وابن ماجه ،وصححه الحاكم ،وأعله الدارقطني باالنقطاع.
( ) 5مثاله حديث ،022عن ابن عمر -رضي هللا عنهما ،-عن النبي قال":ال ُّش ْف َعةُ َك َح ِّل ْال ِعقَا ِل" .رواه ابن ماجه
ب" .وإسناده ضعيف. والبزار ،وزادَ " :و َال ُش ْف َعةَ لِغَائِ ٍ
( ) 0مثاله حديث ،0 5عن أبي هريرة قال :قال رسول هللا " :أَ ِّد ْاألَ َمانَةَ إِلَى َم ِن ا ْئتَ َمنَكَ َ ،و َال تَ ُخ ْن َمنْ
ك" .رواه أبو داود ،والترمذي وحسنه ،وصححه الحاكم ،واستنكره أبو حاتم الرازي. خَانَ َ
هللاِ يَأْ ُم ُرنِي فَأَتَّ ِزرُ ،فَيُبَا ِش ُرنِي َوأنَاَ ( ) 2مثاله حديث ، 32عن عائشة -رضي هللا عنها -قالتَ " :كانَ َرسُو ُل َّ
َحائِضٌ " .متفق عليه.
ار ِه ،يُ ْنتَظَ ُر بِهَا َ -وإِ ْن َكانَ غَائِبا - ِ ج
َ ة
ِ ع
َ ْ
ف ُ
ش ِ ب ُّ
ق ح
َ َ أ ر
ُ اجَ ْ
ال " : هللا رسول قال :قال جابر عن ، 020 ( )68مثاله حديث
إِ َذا َكانَ طَ ِريقُهُ َما َوا ِحدا" .رواه أحمد ،واألربعة ،ورجاله ثقات.
( )6ومن هذه الكتب التي استفاد ابن حجر منها :سنن سعيد بن منصور ،ومصنف ابن أبي شيبة ،ومصنف عبد
الرزاق ،وعلل ابن أبي حاتم ،وسنن الدارقطني ،ومسند البزار ،ومسند أبي عوانة ،والمنتقى البن الجارود،
وصحيح ابن حبان ،وصحيح ابن خزيمة ،ومستدرك الحاكم ،ومعاجم الطبراني ،وسنن البيهقي.
( )62مثاله :باب الغسل وحكم الجنب ،ذكر فيه األسباب الموجبة للغسل ،واألغسال المستحبة ،والواجبة ،وصفة
الغسل ،وذكر فيه األشياء التي يجتنبها الجنب.
751
العدد ( ) 5أكتوبر 8102م المجلة العربية للدراسات االسالمية والشرعية
ويتضح لك هذا اإلجمال إذا نظرت في كتاب المنتقى للمجد ،فقد ذكر في أبواب الغسل اثنين وعشرين بابا.
ك َم َع ُكلِّ ( )63مثاله حديث ،38عن أبي هريرة عن رسول هللا قال" :لَوْ َال أَ ْن أَ ُش َّ
ق َعلَى أُ َّمتِي َألَ َمرْ تُهُ ْم بِال ِّس َوا ِ
ُوضُو ٍء" .أخرجه مالك ،وأحمد ،والنسائي ،وصححه ابن خزيمة.
751
تعريف بكتابي منتقى األخبار مالك المحمدي
( )64مثاله كتاب اللباس ذكره صاحب المنتقى بعد أبواب ستر العورة ،بينما أخره صاحب البلوغ إلى آخر كتاب
الصالة.
( )6وهذا أمثلته كثيرة جدا ،ومنها كتاب الشفعة ،وكتاب اللقطة ،وكتاب الهبة والعطية ،عند المجد في المنتقى،
جعلها ابن حجر في البلوغ أبوابا ،فقال :باب الشفعة ،وباب اللقطة ،وباب الهدية والعطية.
711
العدد ( ) 5أكتوبر 8102م المجلة العربية للدراسات االسالمية والشرعية
الـخــاتـــمة :
الحمد هلل الذي لم يزل علما قديرا ،وصلى هللا وسلم على نبيه محمد
المبعوث للعالمين بشيرا ونذيرا ،أما بعد...
فأسأل المولى سبحانه أن يجعل هذا البحث خالصا لوجهه ،صوابا على سنة
رسوله ،وأالّ يجعل فيه ألحد من البشر شيئا ،وما كان فيه صوابا فهو من محض
توفيق هللا ومعونته وتسديده ،وما كان فيه من خطأ فهو من نفسي والشيطان ،ربنا
ال تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ،وال تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين وال أقل من ذلك.
ويحسن في خاتمة هذا البحث أن أذكر أهم النتائج والتوصيات.
أهم النتائج:
-0وجود التشابه الكبير بين كتابي المنتقى والبلوغ في كثير من الجوانب
المنهجية.
-2وجود بعض االختالفات الجذرية بين كتابي المنتقى والبلوغ في بعض
الجوانب المنهجية.
-3شمول كتاب المنتقى ألغلب أحاديث البلوغ ،وزاد عليها زيادات ال يستغني
الناظر في أحاديث األحكام عنها.
-4بلوغ المرام كتاب حافل ،غير أنه بحاجة إلى زيادات جاءت مفرقة في أبواب
عدة.
-5ندرة الدراسات األكاديمية التي تطرقت لبيان منهج كتابي المنتقى والبلوغ.
-6أن عدة أحاديث منتقى األخبار-التي تضمنت حكما فقهيا زائدا-لم يرد في بلوغ
المرام قرابة الستمائة حديث.
-7علم الزوائد خدم طلبة العلم خصوصا ،والباحثين عموما خدمة نفيسة،
واختصر لهم الوقت ،والجهد.
-8أن كثيرا من هذه األحاديث الزوائد لم تدرس دراسة مستوفاة ،ولم يجمع كالم
أهل العلم فيها في موضع واحد ،وربما مكث الباحث أياما عديدة حتى يجمع
كالمهم في حديث واحد ،وال شك أن في جمعها ،ودراستها ،وتحقيقها ،فائدة
عظيمة ،وهي إضافة جديدة لهذا العلم الشريف.
-9أحاديث األحكام منثورة في مصنفات عدة ،يحتاج الناظر فيها إلى تتبعها
واستقرائها من مصنفاتها.
717
تعريف بكتابي منتقى األخبار مالك المحمدي
711
العدد ( ) 5أكتوبر 8102م المجلة العربية للدراسات االسالمية والشرعية
714
العدد ( ) 5أكتوبر 8102م المجلة العربية للدراسات االسالمية والشرعية
يوسف بن محمد الزيلعي (المتوفى562 :هـ) ،نصب الراية ألحاديث الهداية مع
حاشيته بغية األلمعي في تخريج الزيلعي ،عبد هللا بن قدم للكتاب :محمد
يوسف البَنُوري ،صححه ووضع الحاشية :عبد العزيز الديوبندي الفنجاني،
إلى كتاب الحج ،ثم أكملها محمد يوسف الكاملفوري ،تحقيق :محمد عوامة،
مؤسسة الريان للطباعة والنشر -بيروت -لبنان /دار القبلة للثقافة
اإلسالمية-جدة – السعودية ،الطبعة :األولى 4 0 ،هـ 225/م ،عدد
األجزاء.4 :
711
تعريف بكتابي منتقى األخبار مالك المحمدي
711