You are on page 1of 310

‫الجـداول الفقهيـة‬

‫للمسائل اخلالفية يف كتاب‬


‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد‬
‫د احلفيد املتوىف سنة‪595( :‬هـ)‬ ‫حملمد بأ م دد بأ‬
‫كتاب‪ :‬اجلهاد‪ ،‬واألميان‪ ،‬والنذو ‪ ،‬والضحااي‪ ،‬والذابئح‪ ،‬والصيد‪ ،‬والعقيقة‪،‬‬
‫واألطعمة واأل ربة‬
‫إعداد‪ :‬د‪ .‬ظاهر بأ فخري الظاهر‬
‫مستاذ الفقه املاشا بكلية الاشريعة ابجلامعة اإلسالمية ابملدينة املنو ة‬
‫‪1438‬ه‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على خامت األنبياء واملرسلني‪ ،‬نبينا حممد وعلى آله وأصحابه‪ ،‬ومن تبعهم إبحسان إىل يوم الدين‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫املتوَّف سنة (‪595‬ﻫ)‪ ،‬ﻫو الكتاب املقرر على طلبة‬ ‫فإن كتاب (بداية اجملتهد وهناية املقتصد)‪ ،‬ملؤلفه‪ :‬حممد بن أمحد بن حممد بن أمحد بن رشد القرطيب (ابن رشد احلفيد)‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫يدرس إىل يومنا‪ ،‬وبذلك جتاوزت مدة تدريس ﻫذا الكتاب يف‬ ‫كلية الشريعة والكليات األخرى ابجلامعة اإلسالميَّة ابملدينة املنورة منذ أتسيس اجلامعة عام (‪1381‬ﻫ)‪ ،‬وما زال َّ‬
‫اجلامعة (‪ )50‬سنة‪.‬‬
‫فكرت يف عمل جداول ملسائل الكتاب ابستخدام برانمج الباوربوينت (‪ ،)power point‬وسرت على ذلك عدة سنوات دراسية‪ ،‬وقد‬ ‫يسر هللا تعاىل يل التَّدريس يف اجلامعة َّ‬
‫وملا َّ‬
‫علي غري واحد من الطلبة أ ْن أقوم بطباعة مسائل الكتاب على برانمج الورد (‪ )Word‬بنفس طريقة اجلداول؛‬ ‫القت ﻫذه الطريقة استحساانً من طلبة الكلية وثناء كبرياً‪ ،‬واقرتح َّ‬
‫االطالع عليها وحفظها وضبطها‪ ،‬حىت ال حيتاج الطالب استخدام جهاز احلاسوب عند مطالعة املسائل‪.‬‬ ‫ليسهل ِّ‬
‫ألن كتاب (بداية اجملتهد) كبري احلجم‪ ،‬وجدت أنَّه من الضروري أ ْن أقوم بكتابة املسائل فيه تباعاً على حسب كتب وأبواب‬ ‫فاستعنت ابهلل تعاىل ومشرت وبدأت العمل‪ ،‬ونظراً َّ‬
‫الفقه اليت ذكرﻫا ابن رشد ‪-‬رمحه هللا‪ ،-‬فانتهيت من القسم األول‪ ،‬وﻫو كتاب (الطَّهارة من احلدث) وكان عدد مسائله (‪ )115‬مسألة خمتلفاً فيها‪ ،‬مث أهنيت اجلزء الثاين كتاب‬
‫(الصالة) وكان عدد مسائله (‪ )219‬مسألة‪ ،،‬مث كتاب (أحكام امليت) وكان عدد مسائله (‪ )46‬مسألة‪ ،‬مث انتقلت إىل اجلزء الثالث كتاب (الزكاة) وكان عدد مسائله (‪ )75‬مسألة‪،‬‬ ‫َّ‬
‫مث إىل اجلزء الرابع كتاب (الصيام) وكان عدد مسائله (‪ )78‬مسألة‪ ،‬مث إىل اجلزء اخلامس كتاب (احلـج) وكان عدد مسائله (‪ )162‬مسألة‪ ،‬مث إىل اجلزء السادس وﻫو كتاب (اجلهاد‪/‬‬
‫األميان‪ /‬النذو ‪ /‬الضحااي‪ /‬الذابئح‪ /‬الصيد‪ /‬العقيقة‪ /‬األطعمة واأل ربة) وﻫو اجلزء الذي بني أيدينا اآل َّن‪ ،‬وعدد مسائله (‪ )177‬مسألة‪.‬‬
‫وسأنتقل – إ ْن شاء هللا‪ -‬بعد ذلك إىل بقية الكتاب؛ كتاب النكاح‪ ،‬مث كتاب البيوع‪ ،‬وﻫكذا إىل هناية الكتاب إبذن هللا‪.‬‬
‫علي إبمتام ﻫذا الكتاب‪ ،‬وأ ْن جيعله خالصاً لوجهه الكرمي‪ ،‬وأ ْن جيعله صواابً‪ ،‬وأ ْن يتقبله وجيعله علماً ينتفع به بعد املمات‪.‬‬
‫مين َّ‬
‫الرحيم أ ْن َّ‬
‫وأسأل الكرمي َّ‬
‫د‪ .‬ظاﻫر بن فخري الظاﻫر‬
‫كلية الشريعة ابجلامعة اإلسالمية‬
‫‪Email: thaher88@hotmail.com‬‬

‫‪3‬‬
‫ممهية ومهداف البحث‪:‬‬
‫تظهر أمهية البحث وأﻫدافه من خالل اآليت‪:‬‬
‫‪ -1‬البحث خيدم وبشكل مباشر املقرر الدراسي لطلبة كلية الشريعة ابجلامعة اإلسالمية‪ ،‬وﻫو كتاب (بداية اجملتهد وهناية املقتصد)‪ ،‬وابلتايل تكون ﻫذه خدمة‬
‫جديدة للكتاب –وﻫي غري مسبوقة‪ -‬يضاف لرصيد اخلدمات املقدمة للكتاب‪ ،‬وتسهم يف تيسري مسائل الكتاب وتيسري فهمها وحفظها وضبطها‪.‬‬
‫‪ -2‬يربز البحث اجلوانب اليت متيز هبا كتاب (بداية اجملتهد وهناية املقتصد) وأمهها بيان (سبب اخلالف) يف املسائل‪.‬‬
‫‪ -3‬يستكمل البحث بعض اجلوانب الناقصة يف املسائل؛ كتحرير حمل اخلالف يف املسألة‪ ،‬وإضافة أدلة مل يذكرﻫا املؤلف‪ ،‬وبيان مثرة اخلالف‪ ،‬ومراجع املسألة‪.‬‬
‫‪ -4‬ترتيب األقوال واألدلة على نسق واحد‪ ،‬حيث إن املؤلف –رمحه هللا‪ -‬يقدم ويؤخر فيها‪.‬‬
‫‪ -5‬حصر مسائل الكتاب املختلف فيها‪ ،‬وحصر املسائل املتفق عليها‪.‬‬
‫‪ -6‬خدمة ألﻫداف اجلامعة واإلسهام يف إثراء املعرفة وإضافة جديدة للمكتبة اإلسالمية‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬سرت على تقسيم وترتيب املؤلف – رمحه هللا‪ -‬يف ذكر الكتب واألبواب واملسائل واألقوال‪ ،‬وأنسب القول لإلمام وليس للمذﻫب‪ ،‬مع بيان الرواية الراجحة إذا‬
‫ذكر املؤلف –رمحه هللا– أكثر من رواية للمذﻫب الواحد‪ ،‬وﻫذا قليل يف الكتاب‪ ،‬وأثبت ما نسبه املؤلف –رمحه هللا– من أقوال فقهية لغري األئمة األربعة‪ ،‬وال‬
‫أزيد عليه‪ .‬وأضفت إيل املذاﻫب؛ مذﻫب اإلمام أمحد بن حنبل –ر محه هللا – يف كل املسائل اليت مل يذكر امسه فيها‪ .‬وإذا ذكر املؤلف – رمحه هللا – القول دون‬
‫نسبته ألحد‪ ،‬أجتهد يف نسبته ملن قال به من األئمة األربعة – رمحهم هللا ‪ ،-‬وال أنسبه لغريﻫم‪ ،‬إال إذا خرج القول عنهم‪ ،‬فأنسبه ألشهر من قال به من غري‬
‫األئمة األربعة – رمحهم هللا ‪.-‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -2‬إذا ذكر املؤلف –رمحه هللا– عنوان املسألة فقط‪ ،‬أو ذكر أقوال ورواايت اإلمام مالك فقط‪ ،‬دون اإلشارة إىل أقوال بقية األئمة‪ ،‬وال إىل سبب اخلالف يف‬
‫املسألة‪ ،‬وال إىل األدلة‪ ،‬فإين أجتاوز ﻫذه املسألة و(ال) أذكرﻫا وأعتربﻫا خارج نطاق ﻫذا العمل‪ ،‬حىت ال أضيف مسائل مل يتكلم عنها املؤلف –رمحه هللا–‬
‫وأدخل يف الكتاب ما ليس منه؛ إذ املعلوم أن مؤلف الكتاب اقتصر على أﻫم مسائل الفقه‪ ،‬وينبه على ﻫذا غالباً هناية كل ابب أو كتاب‪.‬‬
‫‪ -3‬أسرد املسائل املتفق عليها يف كل ابب أو بداية الكتاب‪ ،‬ومن مث اذكر املسائل املختلف فيها‪.‬‬
‫‪ -4‬حرصت على استعمال ألفاظ املؤلف –رمحه هللا‪ -‬وطريقته يف نقل املسائل املتفق عليها‪ ،‬وأنقل لفظه يف حكاية األقوال ونسبتها‪ ،‬بقدر املستطاع‪.‬‬
‫‪ -5‬وضعت كل جدول يف صفحة واحدة – وﻫذا ﻫو لب البحث ‪ -‬ليسهل ضبط وحفظ املسألة‪ ،‬وطريقته كاآليت‪:‬‬
‫عنوان املسألة‬ ‫قم املسألة‬
‫أذكر ﻫنا اجلانب املتفق عليه يف املسألة واجلانب املختلف فيه‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫القول الثالث ونسبته‬ ‫القول الثاين ونسبته‬ ‫القول األول ونسبته‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أذكر ﻫنا سبب اخلالف الذي ذكره ابن رشد‪ ،‬وإذا مل يذكره ‪ -‬وﻫذا قليل ‪ ،-‬أجتهد يف استنتاجه‪ ،‬وأضع بني قوسني عبارة (مل يذكره ابن‬
‫سبب اخلالف‬
‫رشد)‬
‫أذكر ﻫنا دليل القول الثالث ووجه‬ ‫أذكر ﻫنا دليل القول الثاين ووجه الداللة‬ ‫أذكر ﻫنا دليل القول األول ووجه الداللة إذا‬
‫األدلة‬
‫الداللة إذا لزم من كالم ابن رشد غالباً‬ ‫إذا لزم من كالم ابن رشد غالباً‬ ‫لزم من كالم ابن رشد غالباً‬
‫أذكر ﻫنا الراجح يف املسألة حسب ما ظهر يل وسبب الرتجيح ابختصار‬ ‫الراجح‬

‫أذكر ﻫنا مثرة اخلالف للقول الثالث‬ ‫أذكر ﻫنا مثرة اخلالف للقول الثاين‬ ‫أذكر ﻫنا مثرة اخلالف للقول األول‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫مراجع املسألة‬
‫أذكر ﻫنا مراجع املسألة من كتب املذاﻫب الفقهية تسهيالً ملن أراد الرجوع إىل أمهات كتب الفقه‬

‫‪5‬‬
‫‪ -6‬إذا كان اخلالف يف املسألة على قولني؛ أقسم اجلدول إىل قسمني‪ ،‬وإذا كان على ثالثة أقوال ِّ‬
‫أقسم اجلدول إىل ثالثة أقسام‪ ،‬وﻫكذا؛ علما أبن أغلب‬
‫اخلالف يف املسائل على قولني‪ ،‬مث على ثالثة أقوال‪ ،‬ويقل اخلالف على أربعة أقوال‪ ،‬ويندر على سمسة أقوال‪ ،‬وإذا زاد على ذلك عمعت بني األقوال إذا‬
‫أمكن ذلك ومل يؤثر على فهم املسالة‪.‬‬

‫‪ -7‬ما ذكره املؤلف –رمحه هللا‪ -‬من أدلة يف الكتاب‪ ،‬أقدمها وأذكرﻫا يف اجلدول أوالً ولو كان الدليل من السنة أو العقل وأضع أمامه إشارة (*)‪ ،‬وما أضفته من‬
‫مؤخراً ولو كان الدليل من القرآن وأضع أمامه إشارة (●)؛ ليسهل التمييز بني األدلة يف أصل الكتاب واألدلة املضافة من خارج الكتاب‪.‬‬
‫أدلة أذكره بعد ذلك َّ‬
‫علماً أبن األدلة يف أصل الكتاب تشمل كل دليل ذكره ابن رشد –رمحه هللا‪ -‬نصاً أو ابملعىن‪ ،‬أو أملح أو أشار إليه‪ .‬وما مل يذكره البتة من أدلة (مهمة)‬
‫أضفتها‪ ،‬مع مراعاة االقتصار على أﻫم األدلة‪ ،‬وأجتنب االستدالل ابحلديث الضعيف إال عند احلاجة إليه؛ عندما ال أجد غريه‪ .‬وأوضح وجه الداللة من‬
‫الدليل إذا احتاج األمر مسرتشداً بتوجيه اخلالف من كالم املؤلف –رمحه هللا ‪.-‬‬
‫ومع ﻫذا فإن الكتاب ال يزال حباجة إىل خدمات أكثر من ذلك‪ ،‬خاصة من جهة االستدالل لألقوال‪.‬‬
‫‪ -8‬املؤلف – رمحه هللا – أحياانً يدمج أكثر من مسألة‪ ،‬خصوصاً إذا اتفقت يف سبب اخلالف‪ ،‬ولصعوبة فهم املسألة هبذه الطريقة قمت ابلفصل بني املسائل‬
‫املدجمة‪ ،‬ووضعت لكل مسألة منها جدوالً مستقالً‪.‬‬
‫‪ -9‬وضعت رموزاً خمتصرة بني معكوفتني [ ] لتخريج احلديث‪ ،‬وال أطيل يف ذلك‪ ،‬فالكتاب خمدوم من انحية ختريج األحاديث واحلكم عليها‪.‬‬
‫‪ -10‬رقَّمت املسائل بشكل تسلسلي لكامل كل كتاب ابستقالل‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪6‬‬
‫الرموز املستخدمة يف ختريج األحاديث‬
‫الكتاب‬ ‫الرمز‬ ‫الكتاب‬ ‫الرمز‬ ‫الكتاب‬ ‫الرمز‬ ‫الكتاب‬ ‫الرمز‬
‫األحكام الشرعية‬ ‫إش‬ ‫البخاري يف التأريخ‬ ‫تخ‬ ‫مشكل اآلاثر‬ ‫طح‬ ‫صحيح البخاري‬ ‫خ‬
‫لألشبيليزجنويه‬
‫األموال البن‬ ‫زن‬ ‫الكبريللشوكاين‬
‫نيل األوطار‬ ‫طا‬ ‫للطحاويخزمية‬
‫صحيح ابن‬ ‫خز‬ ‫صحيح مسلم‬ ‫م‬
‫األموال للقاسم بن‬ ‫قا‬ ‫شرح السنة للبغوي‬ ‫بغ‬ ‫مصنف ابن أيب شيبة‬ ‫ش‬ ‫متفق عليه‬ ‫متفق‬
‫سالمالبزار‬
‫مسند‬ ‫بز‬ ‫موطأ اإلمام مالك‬ ‫طأ‬ ‫مصنف عبد الرزاق‬ ‫عب‬ ‫سنن أيب داود‬ ‫د‬
‫مستخرج أيب عوانة‬ ‫عوا‬ ‫املستدر للحاكم‬ ‫كم‬ ‫مسند أيب يعلى‬ ‫ع‬ ‫سنن الرتمذي‬ ‫ت‬
‫إحتاف املهرة للبوصريي‬ ‫إت‬ ‫كتاب األم للشافعي‬ ‫مم‬ ‫سنن الدارقطين‬ ‫قط‬ ‫سنن النسائي‬ ‫ن‬
‫اتريخ اخلطيب البغدادي‬ ‫خط‬ ‫مسند الطيالسي‬ ‫طيا‬ ‫سنن البيهقي‬ ‫هق‬ ‫سنن ابن ماجه‬ ‫جه‬
‫هتذيب اآلاثر للطربي‬ ‫ته‬ ‫مسند الشافعي‬ ‫ا‬ ‫االستذكار البن عبد‬ ‫كا‬ ‫مسند اإلمام أمحد‬ ‫حم‬
‫املنتقى البن اجلارود‬ ‫مأ‬ ‫أمحد بن ﻫانئ األثرم‬ ‫مثر‬ ‫الدارمي‬
‫سنن الرب‬ ‫دا‬ ‫صحيح ابن حبان‬ ‫حب‬
‫التحقيق البن اجلوزي‬ ‫حتق‬ ‫معرفة اآلاثر والسنن‬ ‫سنأ‬ ‫احمللى البن حزم‬ ‫مح‬ ‫املعجم الكبري‬ ‫طب‬
‫املراسيل أليب داود‬ ‫مـرا‬ ‫للبيهقيللهيثمي‬
‫جممع الزوائد‬ ‫جممع‬ ‫األوسط البن املنذر‬ ‫سط‬ ‫اين بن‬
‫سعيد‬
‫سننللطرب‬ ‫ص‬
‫عمع اجلوامع للسيوطي‬ ‫مجع‬ ‫الكامل البن عدي‬ ‫عد‬ ‫طبقات ابن سعد‬ ‫سع‬ ‫منصورالبن‬
‫التمهيد‬ ‫مت‬
‫عبدالرب‬

‫‪7‬‬
‫ترمجة موجزة البن رشد ‪ -‬رمحه اهلل‪-‬‬
‫ﻫو‪ :‬حممد بن أمحد بن حممد بن أمحد بن رشد‪ ،‬املكىن أبيب الوليد‪ ،‬املعروف ابحلفيد‪ ،‬واملعروف اببن رشد احلفيد الفيلسوف‪ ،‬ولد يف قرطبة سنة (‪520‬ﻫ)‪ ،‬وتويف مبراكش سنة‬
‫(‪595‬ﻫ)‪ .‬نشأ يف بيت علم وفضل‪ ،‬فجده حممد بن أمحد كان فقيهاً‪ ،‬مالكي املذﻫب‪ ،‬برع يف علمي الفرائض واألصول‪ ،‬ووالده‪ :‬أمحد بن حممد كان من علماء األندلس‪،‬‬
‫فشغف ابن رشد احلفيد حبب العلم واملطالعة‪ ،‬وأكب على التحصيل‪ ،‬منذ صغره‪ ،‬ومل يدع النظر والقراءة منذ أن عقل‪ ،‬وكان رزقه هللا تعاىل ذﻫنا‬
‫أسند إليه القضاء بقرطبة‪ُ ،‬‬
‫وقادا‪ ،‬وذكاء مفرطا‪ ،‬ومهة عالية‪ .‬واستفاد من علماء عصره يف شىت العلوم والفنون‪ ،‬فتفقه‪ ،‬وبرع‪ ،‬ومسع احلديث‪ ،‬وأتقن الطب‪ ،‬وأقبل على الكالم والفلسفة حىت ضرب به‬
‫فزع إىل فتواه يف الطب‪ ،‬كما كان يفزع إىل فتواه يف الفقه‪.‬‬
‫املثل‪ ،‬وكان يُ َ‬
‫من ماشائخه ‪ :‬والده أمحد بن حممد‪ ،‬وأبو بكر بن مسحون‪ ،‬وأبو عبد هللا املازري‪ ،‬وأبو القاسم بن بشكوال‪ ،‬وأبو الفضل القاضي عياض‪ ،‬وغريﻫم‪.‬‬
‫ومن تالمذته‪ :‬ابنه القاضي أمحد أبو القاسم‪ ،‬وابنه الطبيب عبد هللا أبو حممد‪ ،‬وأبو الربيع بن سامل‪ ،‬وأبو القاسم بن الطيلسان‪ ،‬وأبو بكر بن جهور‪ ،‬وغريﻫم‪.‬‬
‫تر رمحه هللا آاث ا علمية كثرية‪ ،‬منها‪" :‬بداية اجملتهد وهناية املقتصد"‪ ،‬الكتاب الذي حنن بصدد خدمته‪ ،‬و "الكليات" يف الطب‪ ،‬و"فصل املقال فيما بني احلكمة والشريعة‬
‫من االتصال"‪ ،‬و"العلل واألعراض"‪ ،‬و"التعريف"‪ ،‬و"األدوية املفردة"‪ ،‬و"القوى الطبيعية"‪ ،‬وغري ذلك من الكتب العلمية القيمة النافعة‪ ،‬اليت وصلت (‪ )92‬مؤلفاً‪.‬‬
‫أثىن عليه عمع من العلماء‪ ،‬ومما ورد يف ثنائه‪:‬‬
‫قال أبو جعفر الضيب‪" :‬فقيه‪ ،‬حافظ‪ ،‬مشهور‪ ،‬شار يف علوم عمة‪ ،‬وله تواليف تدل على معرفته"‪.‬‬
‫"درس يف الفقه واألصول وعلم الكالم‪ ،‬ومل ينشأ ابألندلس مثله كماالً وفضالً"‪.‬‬
‫وقال ابن فرحون‪َّ :‬‬
‫وقال ابن أيب أصيبغة‪" :‬مشهور ابلفضل‪ ،‬معنت بتحصيل العلوم‪ ،‬أوحد يف الفقه واخلالف"‪.‬‬
‫ـ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫انظر ترمجته يف‪ :‬عيون األنباء يف طبقات األطباء ص (‪ ،)487‬وسري أعالم النبالء (‪ ،)307/21‬وأتريخ قضاة األندلس ص (‪ ،)144‬والديباج املذﻫب (‪ ،)257/2‬وشذرات الذﻫب (‪،)320/4‬‬
‫وشجرة النور الزكية ص (‪.)146‬‬

‫‪8‬‬
‫نبذة خمتصرة عن كتاب بداية اجملتهد ونهاية املقتصد‬
‫كتاب (بداية اجملتهد وهناية املقتصد)‪ ،‬من أشهر مؤلفات ابن رشد احلفيد ‪ -‬رمحه هللا ‪ ،-‬وﻫو كتاب عظيم النَّفع‪ ،‬أبدع املؤلف يف ترتيبه وتنسيقه‪ ،‬وعرضه وأسلوبه‪ ،‬واجتهد‬
‫يف توجيه أسباب اخلالف بني العلماء وحترير حمل اخلالف‪ ،‬فأجاد وأفاد‪( ،‬كما صرح بذبك يف هناية كتاب احلج)‪ ،‬حىت قال عنه الذﻫيب ‪-‬رمحه هللا ‪( :-‬كتاب بداية اجملتهد‬
‫وهناية املقتصد يف الفقه‪ ،‬علَّل فيه َّ‬
‫ووجه‪ ،‬وال نعلم يف فنه أنفع منه وال أحسن مساقاً)‪.‬‬
‫ونوه عبد الرؤوف سعد أبمهية الكتاب بقوله‪( :‬عز نظريه‪ ،‬عمع أصول الفقه‪ ،‬واستشهد عليه بفروعه‪ ،‬فهو كتاب فقه وأصول يف نفس الوقت‪ ،‬معروض بطريقة ميسرة‬
‫مفصلة‪ ،‬من أراد االجتهاد فعليه بدراسة ﻫذا الكتاب‪ ،‬ومن أراد االقتصار على كتاب واحد يغنيه عن عشرات الكتب يف األصول والفقه فعليه أيضاً هبذا الكتاب‪ ،‬فللكتاب‬
‫من امسه احلظ األوَّف‪ ،‬والنصيب الوافر)‪.‬‬
‫وقال ابن رشد – رمحه هللا ‪ -‬عن كتابه بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪َّ :)157/2‬‬
‫(فإن ﻫذا الكتاب إمنا وضعناه ليبلغ به اجملتهد يف ﻫذه الصناعة رتبة االجتهاد‪ ،‬إذا حصل‬
‫يسمى فقيهاً‪ ،‬ال حبفظ مسائل الفقه)‪ .‬وقال (‪ )704 /1‬هناية‬ ‫ما جيب له أ ْن ِّ‬
‫حيصل قبله من القدر الكايف له يف علم‪ :‬النحو‪ ،‬واللغة‪ ،‬وصناعة أصول الفقه‪ ،...‬وهبذه الرتبة َّ‬
‫كتاب احلج‪( :‬وضعته منذ أريد؛ من عشرين عاماً أو حنوﻫا‪ ،‬واحلمد هلل ِّ‬
‫رب العاملني)‪.‬‬
‫ويع ُّد تقدماً ملموساً يف جمال التأليف‬
‫فالكتاب جامع بني األصول والفقه‪ ،‬ومعتمد على نصوص شرعية من الكتاب والسنة‪ ،‬ومشتمل على القواعد األصوليَّة والفقهيَّة‪َ ،‬‬
‫الفقهي‪ ،‬وحماولة لفتح ابب االجتهاد أمام األجيال الصاعدة‪.‬‬
‫املدونة إلمام دار اهلجر مالك بن أنس‪ ،‬واالستذكار البن عبد الرب‪ ،‬واملنتقى للباجي‪ ،‬واملقدمات‬
‫وقد استفاد ‪ -‬رمحه هللا ‪ -‬ممن سبقه من كبار احملققني‪ ،‬فالتقط الدُّرر من َّ‬
‫املمهدات البن رشد اجلد – رحم هللا اجلميع ‪.-‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ‬
‫انظر‪ :‬أتريخ اإلسالم (‪ ،)198/42‬وآراء ابن رشد احلفيد الفقهية (ص‪ ،)41:‬ومقدمة تربية ملكة االجتهاد من خالل بداية اجملتهد (ص‪ ،)107:‬ومقدمة ابن زاحم (‪.)6/1‬‬

‫‪9‬‬
‫اجلهود املبذولة يف ددمة كتاب بداية اجملتهد ونهاية املقتصد‬
‫كتاب (بداية اجملتهد وهناية املقتصد) من الكتب اليت تناوهلا الباحثون من جوانب خمتلفة؛ فقهية‪ ،‬وأصولية‪ ،‬ومن انحية ختريج األحاديث وغريﻫا‪ ،‬لكن مازال الكتاب‬
‫ألن أغلب الطبعات املوجودة ينقصها ذلك‪ .‬وقد كانت أول طبعة للكتاب سنة‬ ‫حباجة إىل حتقيق علمي لضبط نصوصه‪ ،‬وذلك ابلرجوع إىل أصول املخطوطات‪َّ ،‬‬
‫(‪1333‬ﻫ)‪ ،‬مث توالت الطبعات إىل يومنا ﻫذا‪ ،‬فبلغت العشرات‪ .‬وﻫذا ما متَّ الوقوف عليه من اجلهود اليت خدمت ﻫذا الكتاب العظيم‪ ،‬كتاب‪( :‬بداية اجملتهد وهناية‬
‫املقتصد)‪:‬‬
‫موال‪ :‬اجلهود املبذولة يف ختريج محاديث الكتاب‪:‬‬
‫‪ -1‬اهلداية يف ختريج أحاديث البداية (بداية اجملتهد وهناية املقتصد)‪ ،‬للمحدث حممد بن حممد الغماري (مطبوع يف ستة أجزاء)‪.‬‬
‫‪ -2‬طريق الرشد يف ختريج أحاديث ابن رشد‪ ،‬للشيخ عبد اللطيف آل عبد اللطيف (خرج أحاديث نصف الكتاب‪ ،‬وﻫو اجلزء األول فقط)‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬اجلهود املبذولة يف حتقيق منت الكتاب‪:‬‬
‫‪ -1‬حتقيق كتاب الطهارة من كتاب (بداية اجملتهد وهناية املقتصد)‪ ،‬لفضيلة الشيخ حممد بن انصر السحيباين‪( .‬مطبوع يف جزء واحد) وقد كان ضمن مشروع حتقيق‬
‫لكامل الكتاب‪ ،‬وكان من املقرر أ ْن يقوم به عدة أعضاء من ﻫيئة التدريس يف اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬لكنه مل يتم‪ .‬وقد َّ‬
‫قدم الدكتور السحيباين مبقدمة طويلة ومفيدة عن‬
‫الكتاب‪ ،‬ومؤلفه‪ ،‬وطبعاته‪.‬‬
‫‪ -2‬شرح كتاب الطهارة وكتاب الصالة من كتاب (بداية اجملتهد وهناية املقتصد) لفضيلة األستاذ الدكتور عبد هللا بن إبراﻫيم الزاحم‪( .‬جزءان)‪ ،‬إىل هناية كتاب الصالة‪ ،‬وقد‬
‫أجاد وأفاد ولعله الشرح األوَّف للكتاب‪ ،‬وأرجو أ ْن ييسر هللا تعاىل له إمتام الكتاب على نفس املنهج‪ ،‬وقد أورد يف مقدمة الكتاب (نقالً من كتاب‪ :‬تربية ملكة االجتهاد)‬
‫جدوالً وضح فيه أسباب االختالف يف الكتاب والنسبة املئوية لذلك‪ ،‬ومقارنة بني الكتاب واملراجع األخرى خبصوص عدد أحاديث األحكام‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -3‬شرح الدكتور أمحد بن عبدهللا العمري‪ ،‬من بداية كتاب الزكاة إىل كتاب األطعمة‪ ،‬وجزء من كتاب البيوع واجلناايت (على شكل مذكرات مل تطبع ككتاب)‪ ،‬وقد امتاز‬
‫الشرح بذكر نص منت الكتاب مع إضافات مهمة وتصحيحات توضع بني معقويف [‪ ،]...‬لتمييز املنت عن اإلضافة‪ ،‬وميز بداية املسائل بعالمة (@) وابلتايل ميكن‬
‫قراءة الكتاب بطريقة واضحة وميسرة‪.‬‬
‫‪ -4‬شروحات كثرية كتبها أعضاء ﻫيئة التدريس يف اجلامعة اإلسالمية من خالل تدريس الكتاب يف اجلامعة‪ ،‬وﻫي عبارة عن مذكرات مل تطبع كلها‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬اجلهود املبذولة يف الكتاب مأ خالل الرسائل اجلامعية‪:‬‬
‫‪( -1‬القواعد والضوابط الفقهية) من خالل كتاب (بداية اجملتهد وهناية املقتصد)‪ ،‬للدكتور عبد الوﻫاب جامع‪ ،‬طبع بعمادة البحث العلمي ابجلامعة اإلسالمية يف أربعة‬
‫أجزاء)‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ إعمال (القواعد األصولية واملقاصدية) يف بيان اخلالف الفقهي العايل من بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬رسالة علمية لنيل درجة الدكتوراه يف اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬للطالب‬
‫أمحد بن خليفة الشرقاوي‪.‬‬
‫‪ -3‬تربية ملكة (االجتهاد) من خالل بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬رسالة دكتوراه حملمد بولوز‪ ،‬مقدم جلامعة حممد بن عبد هللا بفاس املغرب‪ ،‬وقد أطال يف مقدمته يف أكثر‬
‫من (‪ )250‬صفحة الكالم عن الكتاب ومؤلفه‪ ،‬وذكر إحصاءات ومقارانت كثرية وحتليل دقيق للكتاب‪ ،‬حيسن الرجوع إليها‪ ،‬وأجاد وافاد يف ذلك‪.‬‬
‫‪ -4‬حترير توثيق (اتفاقات) ابن رشد يف كتابه (بداية اجملتهد وهناية املقتصد) رسالة مقدمة يف جامعة أم القرى؛ للباحثِّني‪ :‬عبدهللا بن علي بصفر‪ ،‬ومحدان بن عبدهللا‬
‫الشمري‪ ،‬وﻫاين بن أمحد عبدالشكور‪ ،‬وحممد بن عبدالرحيم عبدهللا‪.‬‬
‫‪( -5‬اإلعماع) عند اإلمام ابن رشد يف بداية اجملتهد‪ ،‬يف كتايب الزكاة والصيام‪ ،‬رسالة ماجستري مقدمة لكلية الشريعة (قسم أصول الفقه) جبامعة اإلميان ابليمن‪ ،‬من الطالب‬
‫عبده عبدهللا قاسم عام (‪2014‬م)‪.‬‬
‫‪ -6‬األقوال اليت وصفها ابن رشد (ابلشذوذ) يف بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬لصاحل بن علي الشمراين‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪( -7‬آراء) ابن رشد احلفيد (الفقهية) من خالل كتابه بداية اجملتهد وهناية املقتصد عمعاً ودراسة‪ ،‬رسالتان يف املاجستري سجلتا يف اجلامعة اإلسالمية؛ األوىل من أول‬
‫الكتاب إىل آخر كتاب األطعمة واألشربة للطالب أويدروغو تيداين‪ ،‬والثانية من أول كتاب النكاح إىل آخر الكتاب للطالب دمبلي إبراﻫيم‪.‬‬
‫‪( - 8‬اختيارات) ابن رشد يف بداية اجملتهد يف جمال العبادات‪ ،‬رسالة ماجستري يف جامعة األمري عبدالقادر للعلوم اإلسالمية‪ ،‬ألمحد غرايب‪.‬‬
‫‪( -9‬اتفاقات) ابن رشد احلفيد من خالل كتابه بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬دراسة فقهية مقارنة يف العبادات واألحوال الشخصية‪ ،‬رسالة دكتوراه يف جامعة القاﻫرة‪،‬‬
‫لألمني أبو بكر الرغروغي‪.‬‬
‫‪( -10‬أسباب االختالف) من خالل بداية اجملتهد (حبث من إعداد‪ /‬حممد بلحسان) يف جامعة حممد اخلامس ابلرابط‪.‬‬
‫‪( -11‬أسباب اختالف الفقهاء) عند ابن رشد يف العبادات من خالل كتاب بداية اجملتهد وهناية املقتصد للباحث عمر بن صاحل بن عمر‪ /‬و(أسباب اختالف الفقهاء)‬
‫عند ابن رشد يف كتابه بداية اجملتهد وهناية املقتصد يف (غري) العبادات للباحث سيدي حممد ولد عبدهللا (رسالتان لنيل درجة املاجستري مقدمتان يف جامعة اإلمام)‪.‬‬
‫‪( -12‬أسباب اخلالف) الواردة يف بداية اجملتهد وهناية املقتصد البن رشد – دراسة فقهية مقارنة – مشروع علمي مقدم للمعهد العايل للقضاء‪.‬‬
‫‪( -13‬أسباب اختالف الفقهاء) عند ابن رشد احلفيد وأثرﻫا الفقهي‪ ،‬رسالة دكتوراه يف اجلامعة األردنية بعمان للباحث زايد اهليب زيد العازمي‪.‬‬
‫‪ -14‬اجلامع املفيد يف (أسباب اختالف الفقهاء) عند اإل مام ابن رشد احلفيد يف بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬حبث للدكتور عبدالكرمي حامدي من جامعة ابتنة ابجلزائر‪.‬‬
‫‪( -15‬اختالف الفقهاء يف فهم النصوص واملعاين الشرعية وأثره يف الفروع) ‪ ،‬من خالل كتاب بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ .‬عدة رسائل دكتوراه سجلت ابجلامعة‬
‫اإلسالم ية؛ األوىل للطالب عبدالقادر نظام إدريس من أول الكتاب إىل هناية كتاب الصالة‪ ،‬والثانية للطالب معاذ سيف فارع من بداية كتاب الزكاة إىل هناية كتاب‬
‫احلج‪ ،‬والثالثة للطالب سهل مغراوي من بداية كتاب اجلهاد إىل هناية كتاب النكاح‪.‬‬
‫‪( -16‬املشرت اللفظي) سبباً من أسباب اختالف الفقهاء‪ :‬دراسة أصولية تطبيقية يف كتاب بداية اجملتهد البن رشد احلفيد‪ ،‬حبث تكميلي مقدم للجامعة اإلسالمية مباليزاي‬
‫لنيل درجة املاجستري َّف ختصص أصول الفقه (مل يذكر اسم الباحث)‪.‬‬
‫‪( -17‬الداللة اللغوية) وأثرﻫا يف اختالف الفقهاء عند ابن رشد احلفيد‪ ،‬رسالة دكتوراه يف اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬لعبد القادر سيال‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -18‬أثر (التعارض ودفعه بني األدلة) يف النكاح وتوابعه‪ ،‬دراسة تطبيقية من خالل كتاب بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬رسالة ماجستري يف أصول الفقه جبامعة أم القرى‬
‫عام (‪1419‬ﻫـ)‪ ،‬للباحث حممد بن حسن عمعان الغامدي‪.‬‬
‫‪ -19‬شرح التلقني لإلمام املازري (من ابب اإلمامة إىل هناية كتاب اجلمعة)‪ ،‬دراسة وحتقيقاً مع املقارنة بكتاب بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬للطالب عمال عزون‪ ،‬ابجلامعة‬
‫اإلسالمية ابملدينة املنورة‪.‬‬
‫‪ 20‬ـ ـ بداية اجملتهد البن رشد (وأثره يف الفقه اإلسالمي املقارن)‪ ،‬للعبدالرمحن عبيد إمام الشافعي‪ ،‬رسالة دكتوراه جبامعة األزﻫر‪ ،‬كلية الشريعة‪ ،‬عام ‪1400‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ 21‬ـ ـ ـ (منهج ابن رشد الفقهي)‪ ،‬دراسة من بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬رسالة ماجستري يف اجلامعة اإلسالمية مباليزاي‪ ،‬لغالية يوﻫدة‪.‬‬
‫‪ 22‬ـ ـ ـ الفقيه ابن رشد وكتابه بداية اجملتهد‪ ،‬رسالة دكتوراه يف جامعة األزﻫر‪ ،‬لعبدالرمحن عبيد إمام‪.‬‬
‫‪ -23‬حتقق لكامل الكتاب يف قسم الفقه بكية الشريعة ابجلامعة اإلسالمية‪ ،‬واملتوقع أن يصل عدد الرسائل فيه إىل أكثر من(‪ )20‬رسالة‪.‬‬
‫ابعا‪ :‬اجلهود املبذولة يف تسهيل الكتاب‪:‬‬
‫تعد ﻫذه اجلداول من ابب التسهيل للكتاب‪ ،‬وﻫنا كتب أخرى من ﻫذا الباب وكلها تصب يف ابب التسهيل للكتاب ومنها‪:‬‬
‫‪ -1‬خالصة بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬جلاسر عودة (جزء واحد)‪ ،‬وقد خلَّص فيه بداية اجملتهد وهناية املقتصد على ﻫيئة جداول لكل كتاب؛ ذاكراً عنوان املسألة‪ ،‬مث‬
‫اآلراء‪ ،‬مث األدلة (مكتفياً ابإلشارة إىل بعض اآلية أو طرف احلديث)‪ ،‬مث سبب اخلالف‪ ،‬وأحياانً يعلق بقوله‪( :‬قلت)‪ ،‬وال يزيد على ما يف الكتاب‪ .‬وهبذا يلتقي حبثي‬
‫ﻫذا مع كتاب‪( :‬خالصة بداية اجملتهد وهناية املقتصد)‪ ،‬يف ذكر‪ :‬عنوان املسألة‪ ،‬وسبب اخلالف‪ ،‬واألقوال يف املسألة‪ .‬وأزيد يف حبثي ﻫذا؛ بذكر‪ :‬حترير حمل اخلالف‪،‬‬
‫وذكر األقوال ونسبتها مع ذكر قول اإلمام أمحد –رمحه هللا‪ ،-‬وذكر كامل األدلة اليت ذكرﻫا ابن رشد –رمحه هللا ‪ ،-‬وأزيد عليها األدلة اليت مل يذكرﻫا وهلا تعلُّق مهم‬
‫ابملسألة‪ ،‬والرتجيح بني القوال‪ ،‬وذكر مثرة اخلالف‪ ،‬وذكر مراجع املسألة‪ .‬ﻫذا فضالً أين كتبت اجلداول بطريقة خمتلفة متاماً؛ حيث إنين أقسم اجلدول ‪ -‬أفقياً ‪ -‬على‬
‫حسب عدد األقوال؛ إىل‪ :‬قسمني أو ثالثة أو أربعة أو سمسة‪ ،‬وأحياً أزيد‪ ،‬وأقسم اجلدول – طولياً ‪ -‬إىل مثانية أقسام (كما ﻫو موضح ص‪ ،)5 :‬وﻫذا يفيد يف معرفة‬
‫عدد األقوال يف املسألة حىت قبل الدخول يف تفاصيل اخلالف فيها‪ .‬أما صاحب خالصة بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬فإنَّه يقسم اجلدول أفقياً إىل أربعة أقسام يف‬

‫‪13‬‬
‫عميع املسائل‪ ،‬ويسرد األقوال حتت قسم واحد‪ .‬وعموماً بدأت العمل يف ﻫذه اجلداول اجتهاداً مين وقبل الوقوف على كتاب خالصة بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪،‬‬
‫الذي (مل) أجده – بعد االطالع عليه ‪ -‬يغين عن ﻫذا العمل؛ للمفارقات الكثرية بني العملني وقد أشرت إليها آنفاً‪.‬‬
‫‪ -2‬منارة املبتدي (نظم) بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬وﻫو نظم يف (‪ )6734‬بيتاً‪ ،‬للدكتور محدايت شبيهنا ماء العينني‪ ،‬وطبعته دار املعارف اجلديدة عام (‪2011‬م)‪.‬‬
‫‪ -3‬تشجري منت الكتاب (خمططات فقهية تفاعلية ابأللوان)‪ ،‬للدكتور وليد مصطفى شاويش (يشمل جزء من الكتاب)‪.‬‬
‫‪ -4‬تشجري منت الكتاب عن طريق (الباوربوينت) يف (‪ )605‬شرحية ابأللوان إىل هناية كتاب النكاح‪ ،‬للدكتور عامر هبجت‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬اجلهود املبذولة يف طبعات الكتاب‪:‬‬
‫للكتاب نسخ خطية كثرية بلغت (‪ )17‬نسخة؛ منها‪ :‬نسخ يف املكتبة األزﻫرية‪ ،‬ونسخة دار الكتب املصرية‪ ،‬ونسخة يف خزانة القروين‪ ،‬ونسخة يف اخلزانة احلسنية ابلرابط‪.‬‬
‫وأول طبعة للكتاب سنة (‪1333‬ﻫ)‪ ،‬مث توالت الطبعات إىل يومنا ﻫذا‪ ،‬فبلغت العشرات‪ ،‬وبتحقيقات كثرية‪ ،‬وكل طبعة هلا ميزة؛ منها من اﻫتم بتخريج األحاديث‪ ،‬ومنها‬
‫من اﻫتم بوضع املنت ابللون األمحر‪ ،‬ومنها من وضع عناوين للمنت‪ ،‬ومنها من وضع بعض احلواشي املهمة‪ ،‬وغري ذلك‪ ،‬ومن أشهر الطبعات اليت وقفت عليها‪:‬‬
‫‪ -1‬طبعة بتحقيق ماجد احلموي (‪ 4‬أجزاء)‪.‬‬
‫‪ -2‬طبعة بتحقيق حممد صبحي حالق (‪ 4‬أجزاء)‪.‬‬
‫‪ -3‬طبعة بتحقيق على حممد معوض (‪ 6‬أجزاء)‪.‬‬
‫‪ -4‬طبعة بتحقيق الدكتور عبدهللا العبادي (‪ 4‬أجزاء)‪ ،‬وهبامشها السبيل املرشد إىل بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪.‬‬
‫‪ -5‬طبعة بتحقيق فريد اجلندي (جزءان)‪.‬‬
‫‪ -6‬طبعة بتحقيق أبو الزﻫراء جازم القاضي (جزءان)‪.‬‬
‫‪ -7‬طبعة بتحقيق طه عبد الرؤوف سعد (جزءان)‪ ،‬وغريﻫا من الطبعات‪ ،‬وﻫي كثرية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫سادسا‪ :‬اجلهود املبذولة يف رح الكتاب (صويت) مو (فديو)‪:‬‬
‫‪ -1‬شرح صويت للشيخ العامل الفقيه حممد بن محود الوائلي ‪ -‬رمحه هللا‪ -‬يف املسجد النبوي الشريف‪ ،‬وﻫو من أكربﻫا وأمشلها يف (‪ )130‬درساً‪ ،‬وﻫو شرح رائع ال ميل منه‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻫنا شروح كثرية وقفت عليها وقد تناولت أجزاء من الكتاب ومنها‪ :‬شرح أ‪ .‬د‪ .‬حممد الروكي‪ ،‬وشرح الدكتور عمال الروكي (مقدمة الكتاب فقط)‪ ،‬وشرح أ‪ .‬د‪.‬‬
‫عبدالسالم السحيمي (دورة يف مسجد القبلتني يف كتاب الصيام)‪ ،‬وشرح أ‪ .‬د‪ .‬حممد املختار الشنقيطي (كتاب البيوع)‪ ،‬وشرح أ‪ .‬د‪ .‬سليمان الرحيلي‪ ،‬وشرح الشيخ‬
‫مصطفى العدوي‪ ،‬وشرح د‪ .‬حممد عبداملقصود‪ ،‬وشرح االستاذ عزام السلمي‪ ،‬وشرح د‪ .‬حممد العبدالوي‪ ،‬وشرح الشيخ عبدهللا بن سامل السكران يف ُعمان‪ ،‬وشرح د‪.‬‬
‫ﻫاين ابن عبدهللا اجلبري‪ ،‬وشرح الشيخ خالد منصور‪ ،‬وشرح الشيخ حممد عبدالعزيز‪ ،‬وشرح الشيخ حممد يوسف حربة‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬اجلهود املبذولة يف ترمجة الكتاب إىل اللغات األجنبية‪:‬‬
‫ترعمت أجزاء من الكتاب إىل لغات أخرى خمتلفة‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬ترجم ثلث الكتاب إىل اللغة الفرنسية‪ ،‬واملرتجم أمحد لعميش يف (‪ 3‬أجزاء)؛ ترجم جزء من كتاب النكاح‪ ،‬وجزء يف أبواب من املعامالت‪ ،‬وجزء حيتوي كتاب الصرف‪.‬‬
‫‪ -2‬ترجم جزء من الكتاب إىل اللغة األملانية‪ ،‬على يد أحد املستشرقني األملان‪.‬‬
‫‪ -3‬ترعمت مقدمة الكتاب إىل اللغة اإلجنليزية‪ ،‬مع فهرس َّ‬
‫مفصل بنفس اللغة ملواضيع ومسائل اجلزء األول؛ من الكتاب إىل حدود كتاب االعتكاف‪.‬‬
‫اثمنا‪ :‬إحصااات لكتاب بداية اجملتهد‪:‬‬
‫‪1‬ـ ـ ـ عدد مسائل الكتاب‪ :‬اختُلف يف عدد مسائل كتاب بداية اجملتهد‪ ،‬أل َّن األمر نسيب خيتلف من حيث اإلعمال أو التفصيل‪ ،‬إذ ما قد يعده البعض مسألة واحدة‪ ،‬قد‬
‫يعتربه اآلخر مسائل متعددة‪ ،‬استحضاراً لتفريعاهتا وما ميكن أ ْن يندرج حتتها من مسائل أصغر منها‪ ،‬ومما قيل يف عدد املسائل اآليت‪:‬‬
‫ـ ـ ـ أحصى طه عبد الرؤوف سعد أكثر من (‪( )6000‬ست آالف) مسألة يف الكتاب‪.‬‬
‫ـ ـ ـ تتبع مسائل الكتاب حممد بولوز يف كتابه تربية ملكة االجتهاد‪ ،‬فقال‪ :‬وجدت حوايل (‪ )3400‬مسألة‪.‬‬
‫ـ ـ ـ قلت‪ :‬انتهيت من جدولة نصف الكتاب‪ ،‬وقد كانت عدد املسائل قرابة (‪ )900‬مسألة‪ ،‬وابلتايل أقدر عدد مسائل الكتاب ب (‪ )2000‬مسألة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وﻫذا يؤكد َّ‬
‫أن ابن رشد – رمحه هللا – مل يذكر إال أمهات املسائل‪ ،‬وﻫو مل يذكر بعض أبواب الفقه مثل‪ :‬الوقف‪ ،‬وإحياء املوات‪ ،‬واالستصناع‪ ،‬وغريﻫا‪ .‬ومبقارنة عدد مسائل‬
‫ُختصر على أﻫم املسائل‪ ،‬فمثالً‪ :‬كتاب املبسوط للسرخسي احلنفي (ت‪483‬ه) حيوي (‪ )10634‬مسألة‪،‬‬ ‫أن الكتاب أ ِّ‬
‫الكتاب‪ ،‬بعدد مسائل كتب أخرى يظهر بوضوح َّ‬
‫وكتاب اجملموع للنووي الشافعي (ت‪676‬ه) حيوي (‪ )4954‬مسألة‪ ،‬وكتاب املغين البن قدامة احلنبلي (ت‪620‬ه) حيوي (‪ )7791‬مسألة‪ ،‬وكتاب املوسوعة الفقهية‬
‫(الكويتية) حيوي (‪ )13081‬مسألة‪.‬‬
‫‪2‬ـ ـ ـ عدد األبواب يف الكتاب (‪ )131‬ابابً‪ ،‬وعدد اجلُمل (‪ )20‬عملة‪ ،‬وعدد الفصول (‪ )134‬فصالً‪ ،‬وعدد إيراد كلمة‪ :‬مسألة (‪ )160‬مرة‪ ،‬وذكر عبارة‪ :‬القول يف كذا‬
‫(‪ )54‬مرة‪ ،‬وطرح تساؤالً (‪ )1106‬مرة‪ ،‬وعدد اآلايت املذكورة تصرحياً أو تلميحاً (‪ )805‬آية‪ ،‬وعدد األحاديث املرفوعة اليت خرجها الغماري يف اهلداية يف ختريج‬
‫أحاديث البداية (‪ )1799‬حديثاً سواء ذكرﻫا تصرحياً أو تلميحاً‪ ،‬ونقل عن الصحابة ‪ ‬أو الصحايب حوايل (‪ )126‬مرة‪ ،‬وذكر من أعالم الصحابة (‪ )216‬امساً؛‬
‫من الرجال (‪ )173‬علماً‪ ،‬ومن النساء (‪ )43‬علماً‪ ،‬وﻫو ما يشكل قرابة ثلث األعالم الواردة يف الكتاب‪ ،‬البالغ عددﻫم (‪ )661‬علماً‪ ،‬ونقل عن (‪ )115‬علماً من‬
‫التابعني‪ ،‬ونقل من صحيح مسلم (‪ )130‬مرة‪ ،‬ومن صحيح البخاري (‪ )123‬مرة‪ ،‬وحكم على احلديث بـأنه اثبت (‪ )268‬مرة‪.‬‬
‫‪3‬ـ ـ ـ األخطاء واألوﻫام اليت وقت يف كتاب بداية اجملتهد‪:‬‬
‫ـ ـ ـ حصر الدكتور عبدهللا العبادي يف السبيل املرشد إىل بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ )47‬موطناً‪ ،‬وقع الوﻫم فيها يف نسبة األقوال‪ ،‬وﻫذا من بني حوايل سمسمائة وألف‬
‫مسألة خمتلف‪ ،‬منها‪ )5( :‬مواطن يف مذﻫب مالك‪ ،‬و(‪ )7‬موطن يف مذﻫب أيب حنيفة‪ ،‬و(‪ )10‬مواطن يف مذﻫب الشافعي‪ ،‬والبقية متفرقات‪.‬‬
‫ـ ـ ـ وحصر الغماري يف اهلداية يف ختريج أحاديث البداية أخطاء ابن رشد – رمحه هللا‪ -‬يف األحاديث‪ ،‬يف (‪ )90‬حديثاً؛ منها‪ :‬يف حوايل عشرين موضعاً أخطأ يف ضبط رواة‬
‫األحاديث‪ ،‬ويف (‪ )13‬موضعاً أخطأ ابلقول أبنَّه مل يقف على الرواية اليت أوردﻫا ابن رشد‪ ،‬ويف (‪ )12‬موضعاً أخطأ يف صيغة احلديث‪ ،‬ويف (‪ )12‬أخطأ ابلقول َّ‬
‫أبن‬
‫احلديث مل خيرجه البخاري أو مسلم يف الوقت الذي حكم فيه ابن رشد أبنَّه أخرجه أحدمها‪ ،‬ويف (‪ )9‬مواضع أخطـأ َّ‬
‫أبن احلديث ال أصل له‪ ،‬وأخطاء أخرى متفرقة‪.‬‬
‫اتسعا‪ :‬صيغ اإلمجاع لكتاب بداية اجملتهد‪:‬‬
‫‪1‬ـ ـ ـ صيغ نقل االمجاع عند املؤلف‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫اختلفت وتنوعت الصيغ والعبارات اليت أوردﻫا املؤلف –رمحه هللا– يف نقل االتفاق واإلعماع يف كتابه‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬اتفق املسلمون‪ ،‬اتفق العلماء‪ ،‬اتفقوا‪ ،‬اتفاقهم‪ ،‬اتفق‬
‫اجلميع‪ ،‬اتفق عميعهم‪ ،‬اتفق عامة الفقه اء‪ ،‬اتفق عوام الفقهاء‪ ،‬اتفق أكثر العلماء‪ ،‬اتفق عمهور فقهاء األمصار بعد الصدر األول‪ ،‬ال جيوز ابتفاق‪ ،‬أعمعوا‪ ،‬أعمع العلماء‪،‬‬
‫وقع اإلعماع‪ ،‬أعمعوا ابجلملة‪ ،‬العلماء ابجلملة جمتمعون‪ ،‬أعمع أﻫل العلم‪ ،‬جممع على حترمي كذا‪ ،‬ال جيوز إبعماع كذا‪ ،‬ال خالف بني املسلمني‪ ،‬ال خالف بني العلماء‪ ،‬ال‬
‫خالف فيه‪ ،‬ال أعلم فيه خالفاً‪ ،‬ال يُعلم اختالفاً‪ ،‬معلوم من الكتاب و السنة واإلعماع ‪ ،‬ال خالف يف ذلك‪ ،‬كلهم خيتار كذا‪ ،‬واألصول أكثر شهادة على كذا‬
‫‪2‬ـ ـ ـ صيغ الرتجيح والتضعيف عند املؤلف‪:‬‬
‫استعمل املؤلف ‪-‬رمحه هللا‪ -‬الكثري من العبارات اليت تدل على ترجيحه أو تضعيفه ألحد األقوال يف املسألة‪.‬‬
‫‪ )1‬صيغ الرتجيح‪ :‬األسعد يف ﻫذه املسألة ﻫو كذا‪ ،‬وﻫذا قوي كما ترى‪ ،‬وﻫذا حسن جداً‪ ،‬وﻫذا مذﻫب حسن‪ ،‬واجلمع أوىل من الرتجيح عند أﻫل الكالم الفقهي‪،‬‬
‫وﻫذه طريقة جيدة‪ ،‬وﻫي طريقة جيدة مبنية على أصول أﻫل الكالم الفقهي‪ ،‬وﻫو الصواب وهللا أعلم‪ ،‬وما عليه اجلمهور أظهر‪ ،‬وﻫو األقيس‪ ،‬وﻫو أبني‪ ،‬وﻫذا فيه حجة‬
‫الئحة للجمهور‪ ،‬وﻫو األوىل‪ ،‬وﻫو كما قال‪ ،‬وﻫو أحسن‪ ،‬وﻫو معىن جيد‪ ،‬وﻫو أجود‪ ،‬وﻫو الفقه‪ ،‬واحلق كذا‪ ،‬واألجود كذا‪ ،‬واألوىل كذا‪ ،‬والظاﻫر من الشرع كذا‪ ،‬والفقه‬
‫كذا‪ ،‬وأوىل املذاﻫب عندي وأحسنها كذا‪ ،‬والذي أعتقده كذا‪ ،‬واألشبه كذا‪ ،‬واألظهر الذي جيب املصري إليه كذا‪ ،‬وﻫذا قول جيد وغريه بعيد‪.‬‬
‫‪ )2‬صيغ التضعيف‪ :‬ال معىن لقول من قال كذا وكذا‪ ،‬وﻫو قول غالط خميل‪ ،‬وﻫذا ال معىن له‪ ،‬ولذلك يضعف القول بكذا‪ ،‬ﻫذا كذب ابلقياس والتجربة‪ ،‬وﻫذا كله‬
‫ختبط وشيء غري مفهوم‪ ،‬وﻫذا فيه بُعد‪ ،‬وﻫذا كله لعله تعمق‪ ،‬وﻫذا فيه ضعف‪ ،‬وﻫذا ففيه نظر‪ ،‬وذلك اضطراب جار على غري قياس‪ ،‬وال وجه لقوله إال وجه ضعيف‪،‬‬
‫وأقاويل ﻫؤالء شاذة ومردودة ابلسنن املشهورة‪ ،‬وﻫذا خمالف للنص‪ ،‬وكال الفريقني مل يلزم أصله‪ ،‬وﻫذا قياس ليس بشيء‪ ،‬وﻫذا ليس له حظ من النظر‪ ،‬وﻫذا عمود كثري‪،‬‬
‫وﻫذا خارج عن القياس والسماع‪ ،‬القياس الذي اعتمده القائلون بكذا ليس تسلَّم مقدماته‪ ،‬وﻫو يف غاية الضعف‪ ،‬وﻫو غري سديد‪ ،‬وﻫذا تناقض‪ ،‬وﻫذا غري جيد‪ ،‬وﻫذا‬
‫شذوذ خمالف للنص‪ ،‬وﻫو يف ﻫذه املسألة ظاﻫري حمض‪ ،‬وﻫذا جواب ال تقوم به حجة‪ ،‬وﻫو استحسان مبين على غري أصول‪ ،‬وﻫذا كله ختليط وإبطال للمعقول واملنقول‪،‬‬
‫وقوله يف ذلك ضعيف ومرغوب عنه‪ ،‬وﻫذا من أعجب ما وقع يف ﻫذه املسألة‪ ،‬وﻫذا ختبط وشيء غري مفهوم‪ ،‬وﻫذا مل يقل به أحد‪ ، ،‬وقد شذ قوم‪ ،‬وﻫذا ال معىن له مع‬
‫اشتهار اآلاثر‪ ،‬ومل يقدروا أ ْن يعطوا يف ذلك سبباً معقوالً‪ ،‬وعلى من يزعم وجود الفرق إقامة الدليل‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫عا را‪ :‬مصاد الكتاب مما صرح ابأ د – ده هللا – بذكر اسم ابلكتاب‪:‬‬
‫الكتب اليت نقل منها املؤلف –رمحه هللا– كثرية جداً‪ ،‬إال أنَّه مل يصرح إال أبمساء كتب قليلة منها‪ ،‬وأكثرﻫا من كتب احلديث‪ ،‬ومن الكتب اليت صرح ابلنقل منها الكتب‬
‫اآلتية‪ :‬االستذكار البن عبد الرب‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬سنن الرتمذي‪ ،‬سنن أيب داود‪ ،‬سنن النسائي‪ ،‬سنن الدار قطين‪ ،‬مصنف ابن أيب شيبة‪ ،‬مصنف‬
‫عبدالرزاق‪ ،‬معامل السنن للخطايب‪ ،‬معجم الطربي‪ ،‬موطأ اإلمام مالك‪ ،‬مسند اإلمام أمحد‪ ،‬احمللى البن حزم‪ ،‬املدونة للشافعي‪ ،‬الواضحة البن حبيب‪ ،‬العتبية (املستخرجة)‬
‫حملمد العتيب‪ ،‬املقدمات املمهدات لبيان ما اقتضته رسوم املدونة من األحكام الشرعيات والتحصيالت احملكمات ألمهات مسائلها املشكالت‪( ،‬املنتخب) حملمد بن حيىي‬
‫ابن لبابة بن عبد هللا (الرببري)‪ ،‬الزاﻫي يف الفقه أليب إسحاق حممد بن القاسم بن شعبان املصري‪ ،‬خمتصر ما ليس يف املختصر‪ ،‬األموال أليب عبيد القاسم بن سالم اهلروي‬
‫األزدي‪ ،‬املنتقى للباجي‪ ،‬الربﻫان أليب املعايل‪ ،‬شرح معاين اآلاثر للطحاوي‪ ،‬أجبد العلوم‪ ،‬اإلنصاف للحسن بن حممد التميمي‪ ،‬الضروري يف أصول الفقه البن رشد احلفيد‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫منهج ومصطلحات ابن رشد ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬يف كتابه بداية اجملتهد ونهاية املقتصد‬
‫مل ينص ابن رشد –رمحه هللا– على منهجه يف الكتاب‪ ،‬وال على املصطلحات اليت استعملها‪ ،‬إال إنَّه يذكر شيئاً من ذلك يف طيات الكتاب‪ ،‬ومن خالل استقراء الكتاب‬
‫يظهر بعض من معامل منهجه –رمحه هللا– يف الكتاب‪ ،‬ويُعلم بعض املصطلحات اليت سار عليها‪.‬‬
‫موال‪ :‬منهجه – ده هللا – مما ذكره يف طيات كتابه‪:‬‬
‫‪1‬ـ ـ ـ سبب أتليف الكتاب نص عليه – رمحه هللا ‪ -‬بقوله‪َّ :‬‬
‫(فإن غرضي يف ﻫذا الكتاب‪ ،‬أ ْن أثبت فيه لنفسي على جهة التذكرة من مسائل األحكام املتفق عليها واملختلف‬
‫فيها أبدلتها‪ ،‬والتنبيه على نكت اخلالف فيها ما جيري جمرى األصول والقواعد‪ ،‬ملا عسى أ ْن يرد على املسائل املنطوق هبا يف الشرع أو تتعلق ابملنطوق به تعلقاً قريباً‪،‬‬
‫وﻫي املسائل اليت وقع االتفاق عليها أو اشتهر اخلالف فيها بني الفقهاء اإلسالميني‪ ،‬من لدن الصحابة ‪ ‬إىل أ ْن فشا التقليد)‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ ـ عمع – رمحه هللا ‪ -‬يف كتابه ماشهو ات املسائل فقط‪ ،‬وبني – رمحة هللا – ذلك يف عدة مواضع‪ ،‬خاصة يف هناية الكتاب أو الباب‪ ،‬ومن ذلك قوله‪:‬‬
‫ـ ـ ـ (فهذه ﻫي ماشهو ات املسائل اليت يف ﻫذا الباب)‪.‬‬
‫ـ ـ ـ (ليس قصدان تفصيل املذﻫب وال خترجيه‪ ،‬وإمنا الغرض اإلشارة إىل قواعد املسائل وأصوهلا)‪.‬‬
‫ـ ـ ـ (فروع ﻫذا الباب كثرية وكلها غري منطوق به‪ ،‬وليس قصدان ﻫاﻫنا إال ما جيري جمرى األصول)‪.‬‬
‫ـ ـ ـ (ليس قصدان يف ﻫذا الكتاب يف األكثر ذكر اخلالف الذي يوجبه القياس‪ ،‬كما ليس قصدان ذكر املسائل املسكوت عنها يف الشرع إال يف األقل‪ ،‬وذلك إما من حيث‬
‫ﻫي مشهورة وأصل لغريﻫا)‪.‬‬
‫ـ ـ ـ (فليس يليق بكتابنا ﻫذا‪ ،‬إذ كان قصدان فيه إمنا ﻫو ذكر املنطوق به من الشرع‪ ،‬أو ما كان قريباً من املنطوق به)‪.‬‬
‫ـ ـ ـ (وحنن إمنا قصدان من ذلك‪ ،‬ذكر املشهور وما جيري جمرى األصول)‪.‬‬
‫ـ ـ ـ (وحنن نذكر خالفهم يف مسألة مسألة منها‪ ،‬وعيون أدلتهم‪ ،‬وأسباب خالفهم على ما قصدان)‪.‬‬
‫ـ ـ ـ (كان قصدان إمنا ﻫو ذكر املسائل اليت ﻫي منطوق هبا يف الشرع‪ ،‬أو قريب من املنطوق هبا)‪.‬‬
‫ـ ـ ـ (إذ كان قصدان إمنا ﻫو ذكر املسائل اليت جتري من ﻫذه األشياء جمرى األمهات‪ ،‬وﻫي اليت اشتهر فيها اخلالف بني فقهاء األمصار)‪.‬‬
‫ـ ـ ـ (وفروع ﻫذا الباب كثرية وليس قصدان التفريع يف ﻫذا الكتاب)‪.‬‬
‫أن قصدان يف ﻫذا الكتاب كما‬‫ـ ـ ـ (إذ كان القصد إمنا ﻫو إثبات املسائل املشهورة اليت وقع اخلالف فيها بني فقهاء األمصار‪ ،‬مع املسائل املنطوق هبا يف الشرع‪ ،‬وذلك َّ‬
‫قلنا غري مرة‪ ،‬إمنَّا ﻫو أ ْن نثبت املسائل املنطوق هبا يف الشرع املتفق عليها واملختلف فيها‪ ،‬ونذكر من املسائل املسكوت عنها اليت اشتهر اخلالف فيها بني فقهاء‬
‫األمصار)‪.‬‬
‫ـ ـ ـ (إذ كان غرضنا على القصد األول‪َّ ،‬إمنا ﻫو الكالم يف املسائل اليت تتعلق ابملنطوق به من الشرع)‪.‬‬
‫‪3‬ـ ـ ـ يقدم جانب االتفاق يف املسألة املختلف فيها‪ ،‬فييقول عن اول إيراد املسألة‪( :‬اتفقوا)‪ ،‬أو (اتفق علماء األمصار)‪ ،‬أو (أعمعوا)‪ ،‬وغري ذلك من الصيغ‪ .‬وعدد‬
‫اإلعماعات اليت نقلها يصل إىل (‪ )1034‬إعماع‪.‬‬
‫‪4‬ـ ـ ـ ذكر – رمحه هللا ‪ -‬امساً آخر للكتاب‪ ،‬فسماه‪( :‬بداية اجملتهد وكفاية املقتصد)‪.‬‬
‫‪5‬ـ ـ ـ من أكرب ميزات الكتاب أنَّه ينص على ذكر (سبب اخلالف) يف املسألة‪ ،‬بل تفرد الكتاب بذلك‪ ،‬ويذكر ذلك بعد ذكر األقوال عادة‪ ،‬وأحياان (ال) يذكر سبب‬
‫االختالف بشكل صريح و إمنا يورد عمدة كل فريق‪ ،‬وعدد أسباب اخلالف املذكورة يف الكتاب (‪ )2800‬سبباً‪.‬‬
‫‪6‬ـ ـ ـ يُكثر من النقل من كتاب االستذكار البن عبدالرب – رمحه هللا ‪ ،-‬خصوصاً يف ابب ختريج األحاديث ونسبة األقوال‪ ،‬وقد نص – رمحه هللا – على ذلك بقوله‪( :‬وأكثر‬
‫ما عولت فيما نقلت من نسبة ﻫذه املذاﻫب إىل أرابهبا‪ ،‬ﻫو كتاب االستذكا )‪.‬‬
‫‪7‬ـ ـ ـ صدر – رمحه هللا – الكتاب مبقدمة أصولية‪َّ ،‬‬
‫ضمنها بعض الطرق اليت تُتلقى منها األحكام الشرعية‪.‬‬
‫‪8‬ـ ـ ـ اختذ –رمحه هللا‪ -‬لنفسه بعض املصطلحات‪ ،‬مثل‪( :‬الثابت)‪ ،‬و (األثر)‪ ،‬و (اجلمهور)‪ ،‬و (الكوفيون)‪ ،‬و (القاضي)؛ فقال‪( :‬ومىت قلت‪ :‬اثبت‪- ،‬يعين للحديث‪،-‬‬
‫َّ‬
‫فإمنا أعين ما أخرجه البخاري‪ ،‬أو مسلم‪ ،‬أو ما اجتمعا عليه)‪ ،‬وقال‪( :‬مع َّ‬
‫أن اآلاث الصحاح اليت ورد فيها صفة وضوئه‪ ،)....‬فهو يطلق مصطلح (األثر) على‬

‫‪20‬‬
‫(احلديث)‪ ،‬وقد درج على ﻫذا يف كتابه كله‪ ،‬وقال‪( :‬ذا قلت‪ :‬اجلمهو ‪ ،‬فالفقهاء الثالثة معدودون فيهم‪ ،‬أعين مالكاً والشافعي وأاب حنيفة)‪ ،‬وأحياانً يسمي اجلمهور‬
‫بلفظ (اجلماعة)‪ ،‬وقال‪( :‬وقال الكوفيون‪ ،‬أبو حنيفة وأصحابه‪ ،‬والثوري)‪ ،‬وقال‪( :‬قال القاضي‪ :‬فهذا الذي رأينا أ ْن نثبته يف ﻫذا الكتاب)‪ ،‬وقال‪( :‬قال القاضي‪:‬‬
‫وﻫو ظاﻫر ما حكاه ِّ‬
‫جدي رمحه هللا يف املقدمات)‪ ،‬فهو يعين ابلقاضي نفسه‪ ،‬أي‪ :‬يسمي نفسه ابلقاضي‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫‪9‬ـ ـ ـ يذكر –رمحه هللا‪ -‬القواعد األصولية‪ ،‬مثل قاعدة‪( :‬األصل براءة الذمة)‪ ،‬وقاعدة‪( :‬أتخري البيان عن وقت احلاجة ال جيوز)‪ ،‬وقاعدة‪( :‬محل الكالم على احلقيقة‪ ،‬أوىل‬
‫من محله على اجملاز)‪ ،‬وغريﻫا‪.‬‬
‫‪10‬ـ ـ ـ كان الفراغ من أتليف الكتاب عام (‪564‬ﻫـ)‪ ،‬وآخر ما كتب منه كتاب (احلج)‪ ،‬كتبه بعد (‪ )20‬عاماً‪ ،‬قال ‪ -‬رمحه هللا – يف هناية كتاب احلج‪( :‬كان الفراغ منه –‬
‫أي‪ :‬كتاب احلج ‪ -‬يوم األربعاء التاسع من عمادى األوىل الذي ﻫو عام أربعة ومثانني وسمسمائة (‪584/05/09‬ﻫـ)‪ ،‬وﻫو جزء من كتاب بداية اجملتهد‪ ،‬الذي‬
‫وضعته منذ أزيد من عاشريأ عاماً‪ ،‬أو حنوﻫا‪ ،‬واحلمد هلل رب العاملني)‪ ،‬وعلَّق الناسخ على ذلك بقوله‪( :‬وكان رضي هللا عنه عزم حني أتليف الكتاب أوالً أ ْن (ال)‬
‫يُثبت كتاب احلج‪ ،‬مث بدا له بعد فأثبته)‪ ،‬وقد أشار صاحب كتاب تربية ملكة االجتهاد (‪ )89/1‬لسبب أتخري ابن رشد – رمحه هللا – يف كتابة كتاب احلج فقال‪:‬‬
‫وذلك لسبب غياب أحد أﻫم شروط ﻫذه العبادة‪ ،‬وﻫو االستطاعة ألﻫل املغرب عموماً‪ ،‬وأﻫل األندلس على وجه اخلصوص‪ ،‬بسبب عدم توفر األمن ووجود خماطر‬
‫وأﻫوال يف طريق من يعزم على أداء ﻫذه الفريضة‪ ،‬سواء يف الرب أو البحر؛ حيث وقعت سنة (‪557‬ه) – أي‪ :‬قبل سنوات قليلة من أتليف بداية اجملتهد ‪ -‬غارة‬
‫عبيد مكة على احلجاج‪ ،‬حيث هنبوا أمواهلم‪ ،‬فتوقف السعي والطواف‪ ،‬وامتنع احلج ورحل احلجاج إىل املدينة‪ ،‬ويف نفس السنة حدثت أيضاً اضطراابت يف الدولة‬
‫الفاطمية مبصر‪ ،‬وﻫي معرب من معابر احلجاج املغاربة واألندلسيني‪ .‬لذلك رأي فقهاء األندلس سقوط فريضة احلج عن أﻫل تلك البالد‪ ،‬ملا يصنع ابحلاج مما ال‬
‫يرتضيه هللا عز وجل‪ ،‬فراكب ﻫذا السبيل راكب خطر ومعتسف غرر وهللا قد أوجد‪ ،‬لذا أفىت العلماء بسقوط احلج عن أﻫل األندلس واملغرب‪ ،‬بل قالوا حيرم عليهم‬
‫وأيمثوا ابلذﻫاب للحج‪ .‬وظهر عام (‪578‬ه) اللصوص واملختلسني ملا أبيدي احلجاج يف احلرم‪ ،‬والذين كانوا آفة احلرم الشريف‪ ،‬ال يغفل أحد عن متاعه طرفة عني‬
‫إال اختلس من يديه أو من وسطه‪ ،‬حبيل عجيبة ولطافة غريبة‪ .‬مث استطاع صالح الدين األيويب بعد ذلك إسقاط حكم الفاطميني وتوحيد الشام ومصر حتت إمرته‬
‫عام (‪581‬ه)‪ ،‬ومتكن من دحر الصليبيني وحترير القدس الشريف عام (‪583‬ه)‪ ،‬فذﻫب الكثري من الشرور‪ ،‬وسهل السبيل للحجاج‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫اثنيا‪ :‬منهجه – ده هللا – مما يُستنتج مأ خالل استقراا الكتاب‪:‬‬
‫ـ ـ ـ طريقته فريدة يف مناقشة األقوال وعرضها‪.‬‬
‫ـ ـ ـ موضوع الكتاب ﻫو اخلالف الفرعي الواقع بني املذاﻫب األربعة وغريﻫا‪ ،‬مما ﻫو غري معتمد؛ كاملذﻫب الظاﻫري‪ ،‬أو املنقرضة غري املدونة؛ كمذﻫب الليث بن سعد‪،‬‬
‫وأيب ثور والطربي – رحم هللا اجلميع ‪.-‬‬
‫ـ ـ ـ أول ما يذكر مذﻫب إمامه – اإلمام مالك رمحه هللا – وﻫذا ﻫو الغالب‪ ،‬ويذكر الرواايت يف املذﻫب املالكي‪ ،‬ويزيد عليها بذكر أقوال أعالمه املشهورين‪ ،‬ومع ﻫذا يرجح‬
‫أحياانً غري مذﻫبه‪ ،‬ويرد على مذﻫبه‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ال ِّ‬
‫يرجح بني األقوال غالباً‪ ،‬وإ ْن كان مييل ألحد األقوال أحياانً‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ال خيرج عن الفقه غالباً‪.‬‬
‫ـ ـ ـ يظهر بوضوح أتثر اإلمام ابن رشد –رمحه هللا ‪ -‬بفلسفته وثقافته املنطقية‪ ،‬ومرانه على اجلدل يف مقارنته للمذاﻫب وخترجيه لألقوال‪.‬‬
‫ـ ـ ـ يذكر عند عرض املسألة؛ األدلة من الكتاب والسنة واإلعماع والقياس‪ ،‬خترجياً على سبب اخلالف‪.‬‬
‫ـ ـ ـ خيوض أحياانً يف ختريج احلديث نقالً عن االستذكار غالباً‪.‬‬
‫ـ ـ ـ يذكر اخلالف عن األئمة أيب حنيفة ومالك والشافعي – رمحهم هللا ‪ ،-‬وقليل ما يذكر اخلالف عن اإلمام م دد – رمحه هللا ‪ ،-‬حيث نقل عن املذﻫب احلنبلي (‪)215‬‬
‫مرة‪ ،‬بينما نقل عن املذﻫب املالكي (‪ )2453‬مرة‪ ،‬ويورد أحياانً اخلالف عند الظاﻫرية‪ ،‬وخطأه يف نسبة القول لقائله قليل جداً‪.‬‬
‫ـ ـ ـ استوعب يف الكتاب األبواب الفقهية؛ بدءاً من كتاب الطهارة‪ ،‬وانتهاءً بكتاب األقضية‪ ،‬وذلك يف حنو واحد وسبعني كتاابً؛ وحتت كل كتاب فصول‪ ،‬وحتت كل‬
‫فصل أبواب‪ ،‬وحتت كل ابب مسائل‪ ،‬فهو مكثر يف تفريع األبواب والفصول‪ ،‬فيقول مثالً‪« :‬القول احمليط أبصول ﻫذه العبادة ينحصر يف سمسة أبواب»‪ ،‬مث يسردﻫا‬
‫سرداً‪ ،‬ليبدأ ابلتفصيل بعد ذلك‪ ،‬فيقول مثالً‪« :‬ويتعلق هبذا الباب مما اختلفوا فيه سبع مسائل»‪ ،‬ويفصلها مسألةً مسألة‪.‬‬
‫ـ ـ ـ يبتدئ يف الغالب ابلتأصيل للمسألة من الكتاب‪ ،‬أو السنة‪ ،‬أو اإلعماع أو القياس‪ ،‬بقوله‪« :‬واألصل يف ﻫذا الباب»‪ ،‬مث أييت ابلدليل‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ـ ـ ـ سلك يف ترتيب الكتب منهج املالكية؛ فقدَّم ‪ -‬بعد قسم العبادات ‪ -‬كتاب النكاح على كتاب البيوع مث كتاب اجلناايت‪.‬‬
‫ـ ـ ـ يدمج أحياانً بني مسألتني أو أكثر‪ ،‬مث يذكر سبب اخلالف فيها‪ ،‬وعادة يذك ر املسألة مث سبب اخلالف‪ ،‬إال يف ابب أحكام جزاء الصيد‪ ،‬فقد ذكر فيها أكثر من (‪)14‬‬
‫مسألة سرداً – على غري عادته – مث ذكر أسباب اخلالف فيها سرداً‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ال يُ ِّ‬
‫عرف ابملصطلحات الفقهية غالباً‪.‬‬
‫ـ ـ ـ يذكر فائدة االختالف يف بعض املسائل‪ ،‬وﻫذا قليل جداً‪.‬‬
‫ـ ـ ـ أتدب –رمحه هللا‪ -‬مع األئمة وعامة الفقهاء‪ ،‬فال جتد يف الكتاب سباً وال شتماً وال ِّح َّدة أو توتر مزاج‪ ،‬ويتحاشى التَّهجم على خمالفيه‪ ،‬وال يغرق يف احلجاج‬
‫أبن له خصماً بعينه‪ ،‬ويبالغ يف التواضع وحيتاط يف العبارة‪ ،‬ويكثر من قوله‪ :‬أحسب كذا‪ ،‬وفيما علمت كذا‪ ،‬وفيما أذكر كذا‪ ،‬وفيما أظن‬‫واملخاصمة‪ ،‬بل ال تشعر أبداً َّ‬
‫كذا‪ ،‬وأان الشا يف كذا‪ .‬وﻫذا أتكيداً منه ‪-‬رمحه هللا‪ -‬على الصدق واألمانة‪ ،‬فهو عندما ال يكون متأكداً من أمر يُشعر به القارئ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫كتاب اجلهاد‬
‫كتاب اجلهاد‬
‫وينقسم إلى جملتين‬
‫اجلملة األوىل‪ :‬يف معرفة أركان احلرب‬
‫وتحته سبعة فصول‬
‫األول‪ :‬معرفة حكم مأ وظيفة اجلهاد‪ ،‬وملأ تلزم‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬معرفة الذيأ حيا بون‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬معرفة ما جيوز مأ النكاية يف صنف مأ مصناف مهل احلرب‪ ،‬مما ال جيوز ذلك‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬معرفة جواز روط احلرب‪.‬‬
‫اخلامس‪ :‬معرفة العدد الذيأ (ال) جيوز الفرا عنهم‪.‬‬
‫السادس‪ :‬هل جتوز املهادنة؟‪.‬‬
‫السابع‪ :‬ملاذا حيا بون؟‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد –رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف اجلملة األوىل (معرفة أركان احلرب)‬
‫عني‪.‬‬
‫أن اجلهاد على املسلمني فرض على الكفاية‪( ،‬ال) فرض ْ‬ ‫‪ -1‬أعمع العلماء على َّ‬
‫األصحاء‪.‬‬
‫َّ‬ ‫‪( -2‬ال) خالف يف وجوب اجلهاد على‪ِّ :‬‬
‫الرجال‪ ،‬األحرار‪ ،‬البالغني‪ ،‬الذين جيدون ما يغزون به‪،‬‬
‫عني‪.‬‬
‫عامة الفقهاء متفقون على أن من شرط فريضة اجلهاد إذن األبويْن‪ ،‬إال أ ْن يكون فرض ْ‬ ‫‪-3‬‬
‫حياربون عميع املشركني‪.‬‬
‫اتفقوا على أن الذين َ‬ ‫‪-4‬‬
‫النكاية ابلعدو بطريق االستعباد جائز بطريق اإلعماع‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫أعمعت الصحابة ‪ ‬على جواز استعباد أﻫل الكتاب؛ ذكراهنم وإانثهم‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫‪ -7‬اتفقوا على جواز أتمني اإلمام‪.‬‬
‫‪( -8‬ال) خالف بني املسلمني أنَّه جيوز يف احلرب قتل املشركني الذكران البالغني املقاتلني‪.‬‬
‫‪( -9‬ال) خالف بني العلماء أنَّه (ال) جيوز قتل صبيان املشركني وال نسائهم‪ ،‬ما مل تقاتل املرأة والصيب‪.‬‬
‫‪ -10‬اتفق املسلمون على جواز قتل املشركني ‪ -‬يف احلرب‪ -‬ابلسالح‪.‬‬
‫‪ -11‬اتفق عوام الفقهاء على جواز رمي حصون املشركني ابملنجنيق (املدفع)‪ ،‬سواء كان فيها نساء وذرية أو مل يكن‪.‬‬
‫‪ -12‬شرط احلرب على الكفار بلوغ الدعوة هلم ابتفاق‪ ،‬وال جيوز حرابتهم قبل ذلك‪.‬‬
‫‪ -13‬أعمعوا على أنَّه (ال) جيوز فرار املسلم يف احلرب من ِّضعف عدد املشركني‪.‬‬
‫أن املقصود ابحملاربة ألﻫل الكتاب – ما عدا أﻫل الكتاب ونصارى العرب ‪ -‬ﻫو أحد أمرين؛ إما دخول اإلسالم‪ ،‬أو إعطاء اجلزية‪.‬‬ ‫‪ -14‬اتفق املسلمون على َّ‬
‫‪ -15‬اتفق عامة الفقهاء على جواز أخذ اجلزية من اجملوس‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫اجلملة األوىل‪ :‬معرفة أركان احلرب‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫عنوان املسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫حكم اجلهاد على املسلمني‬ ‫‪1‬‬
‫هل مخذ اإلذن مأ األبويأ املاشركني رط لوجوب اجلهاد؟‬ ‫‪2‬‬
‫هل إذن الغرمي رط لوجوب اجلهاد؟‬ ‫‪3‬‬
‫هل ُحيا ب احلباشة والرت ؟‬ ‫‪4‬‬
‫حكم استعباد الرهبان وقتلهم ومسرهم‬ ‫‪5‬‬
‫حكم قتل األسري‬ ‫‪6‬‬
‫ممان العبد‬ ‫‪7‬‬
‫ممان املرمة‬ ‫‪8‬‬
‫حكم قتل مأ (ال) ياشا يف احلرب مأ الكافريأ (ممأ ال يطيق القتال)‬ ‫‪9‬‬
‫حكم قتل املاشركني يف احلرب ابحلرق ابلنا‬ ‫‪10‬‬
‫مي (املدن) ابملنجنيق (املدافع)‬ ‫‪11‬‬
‫النكاية ابلعدو ابملباين (الدو ) واحليوان والنبات‬ ‫‪12‬‬
‫حكم تكرا الدعوة لإلسالم قبل احلرب‬ ‫‪13‬‬
‫الضعف الذي (ال) جيوز الفرا عنهم يف املعركة‬ ‫‪14‬‬
‫هل جتوز مهادنة الكفا ؟‬ ‫‪15‬‬
‫حكم وقوع اهلدنة على مال يدفعه املسلمون للكفا‬ ‫‪16‬‬
‫مقدا مدة مهادنة الكفا‬ ‫‪17‬‬
‫هل تقبل اجلزية مأ املاشركني (غري) مهل الكتاب؟‬ ‫‪18‬‬
‫حكم السفر ابلقرآن إىل م ض العدو (دا احلرب)‬ ‫‪19‬‬

‫‪27‬‬
‫حكم اجلهاد على املسلمني‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫اتفق العلماء على مشروعية اجلهاد (القتال) يف سبيل هللا‪ ،‬واختلفوا يف حكمه‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫اجلهاد تطوع‬ ‫اجلهاد فرض على الكفاية‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫عبد هللا بن احلسن‬ ‫اجلمهور‬
‫أتويل قوله تعاىل‪ُ ( :‬كتِّب)‪( ،‬مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬

‫(ﭑ ﭒ ﭓ)‬ ‫‪ ‬قوله تعاىل‪:‬‬ ‫* قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒﭓ ﭔ ﭕﭖ) [البقرة‪ ،]216:‬وكتب معناه (فرض)‪.‬‬
‫[البقرة‪ ،]216:‬كتب معناه (شرع)‪ ،‬وليس‬ ‫* قوله تعاىل‪( :‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬
‫(ﯝ‬ ‫أن اجلهاد فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط مبعىن الوجوب‪ ،‬كما يف قوله تعاىل‪:‬‬
‫ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ) [التوبة‪ ،]122:‬دل على َّ‬
‫ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ‬ ‫عن اآلخرين‪.‬‬ ‫األدلة‬

‫ﯦ) [البقرة‪.]180:‬‬ ‫* قوله تعاىل‪( :‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬


‫ﭴ) [النساء‪ ،]95:‬اجملاﻫد والقاعد موعود ابحلسىن‪ ،‬فدل على أنه فرض كفاية‪.‬‬
‫* مل خيرج النيب ‪ ‬اجلميع الغزوات‪ ،‬ومل خيرج قط إال وتر بعض الناس‪ ،‬فدل أنه فرض كفاية‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬اجلهاد فرض على الكفاية)‪ ،‬فلم خيرج ‪ ‬يف عامة السرااي‪ ،‬كما أن بعض الصحابة ‪ ‬بقي يف املدينة يف بعض الغزوات‪ ،‬وال يُصرف (كتب) إىل‬
‫الراجح‬
‫النَّدب إال بدليل‪ ،‬وال دليل على ذلك‪ ،‬أما آية الوصية (فكتب) فيها مبعىن (فرض)‪ ،‬إال أهنا نُسخت بتشريع املواريث‬
‫إذا تركت األمة اإلسالمية جهاد الطلب وﻫي‬ ‫إذا تركت األمة اإلسالمية جهاد الطلب وﻫي قادرة عليه أمث عميع من ﻫو قادر على اجلهاد‪ ،‬وإذا فعله بعضهم انتفى‬
‫قادرة عليه فال إمث عليها‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫اإلمث‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)708/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)3/10‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)294/3‬والتلقني يف الفقه املالكي (‪ ،)91/1‬ومواﻫب اجلليل (‪ ،)347/3‬واحلاوي الكبري‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)112/14‬والتنبيه يف الفقه الشافعي (ص‪ ،)232-231‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)116/4‬واإلنصاف (‪)116/4‬‬

‫‪28‬‬
‫هل مخذ اإلذن مأ األبويأ املاشركني رط لوجوب اجلهاد؟‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫الزمىن‪ ،‬وعامة الفقهاء على َّ‬
‫أن من شرط‬ ‫األصحاء‪ ،‬وال جيب على املرضى و َّ‬
‫َّ‬ ‫ال خالف يف وجوب اجلهاد على الرجال األحرار البالغني الذين جيدون ما يغزون‪،‬‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫فريضة اجلهاد إذن األبوين (إال أ ْن يكون عليه فرض عني)‪ ،‬واختلفوا يف أخذ اإلذن من األبوين املشركني‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫يُستأذن األبوين املشركني للجهاد‬ ‫(ال) يُستأذن األبوين املشركني للجهاد‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الثوري‬ ‫اجلمهور‬
‫معارضة فعل الصحابة لظاﻫر األثر (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫ألن من الصحابة ‪ ‬من كان جياﻫد مع الرسول ‪ ‬ووالده * حديث عبد هللا بن عمرو بن العاص ‪ ‬قال‪( :‬جاء رجل إىل النيب ‪ ‬يستأذنه‬‫‪َّ ‬‬
‫للجهاد‪ ،‬فقال له‪ :‬أحي والدا ‪ ،‬قال نعم‪ ،‬قال‪ :‬ففيهما فجاﻫد) [متفق]‪ ،‬ﻫذا عام ال‬ ‫مشر ‪ ،‬ومل يستأذنه‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫يفرق بني األبوين املسلمني وغريمها‪ ،‬فمعىن األبوة متحقق فيهما‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال يستأذن األبوين املشركني للجهاد)‪ ،‬لفعل الصحابة ‪ ‬لذلك‪ ،‬وإقرار الرسول ‪ ‬هلم‪ ،‬وقد قال تعاىل‪( :‬ﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ)[النساء‪]141:‬‬ ‫الراجح‬

‫من غزا مع املسلمني دون إذن أبويه املشركني أمث‬ ‫من غزا مع املسلمني دون إذن أبويه املشركني (مل) أيمث‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)708/1‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)294/3‬واالستذكار (‪ ،)40/5‬والذخرية (‪ ،)395/3‬واحلاوي الكبري (‪ ،)122/14‬وهناية املطلب (‪ ،)403/17‬وشرح الزركشي على‬
‫مراجع املسألة‬
‫خمتصر اخلرقي (‪ ،)438/6‬وكشاف القناع (‪)44/3‬‬

‫‪29‬‬
‫هل إذن الغرمي رط لوجوب اجلهاد؟‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫ذﻫب عامة الفقهاء إىل وجوب أخذ اإلذن للجهاد من األبوين املسلمني‪ ،‬و َّ‬
‫أن شروط وجوب اجلهاد املتفق عليها ﻫي‪ :‬اإلسالم والبلوغ والعقل واحلرية والذكورية‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫واالستطاعة ابلبدن واملال‪ ،‬واختلفوا ﻫل جيب أخذ اإلذن من الغرمي‪ ،‬ملن عليه دين حال خصوصاً إذا مل يرت وفاءً‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) جيب على املدين استئذان الغرمي (الدائن) للجهاد إذا كان‬ ‫جيب على املدين استئذان الغرمي (الدائن) للجهاد إال إذا تر وفاءً‬
‫يقدر على القضاء‬ ‫اجلمهور‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬
‫الدين لتكفري اخلطااي سبب مؤثِّر يف وجوب إذن الغرمي؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫ﻫل منع َّ‬ ‫سبب اخلالف‬
‫أن اجلهاد يف سبيل هللا واإلميان أفضل ‪ ‬األصل عدم املنع من اجلهاد ما مل يرد دليل على وجوب‬ ‫* حديث أيب قتادة‪( :‬أن النيب ‪ ‬قام فيهم فذكر َّ‬
‫تكفر عين خطاايي‪ ،‬االستئذان‪ ،‬وال دليل‪.‬‬ ‫مت يف سبيل هللا‪َّ ،‬‬ ‫األعمال‪ .‬فقام رجل فقال‪ :‬اي رسول هللا‪ ،‬أرأيت إ ْن ُّ‬
‫األدلة‬
‫الدين‪ ،‬فإن جربيل ‪‬‬ ‫فقال له رسول هللا ‪ :‬نعم وأنت صابر حمتسب مقبل غري مدبر‪ ،‬إال َّ‬
‫فالديْن مانع من التكفري فوجب استئذان الغرمي‪.‬‬ ‫قال يل ذلك)‪[ ،‬م]‪َّ ،‬‬
‫القول األول‪( :‬جيب استئذان الغرمي للجهاد)‪ ،‬ألن مراجعة جربيل ‪ ‬للنيب ‪ ‬يف ذلك فيه داللة على أتثري الدين يف املغفرة للمجاﻫد‪ ،‬واليت ﻫو مقصد اجملاﻫد‬
‫الراجح‬
‫األول‬
‫من أراد أن جياﻫد وعليه دين ومل أيذن له صاحبه فال مانع‬ ‫ينبغي لقائد اجليش أن يرد من أراد اجلهاد وعليه دين ومل أيذن له صاحب الدين‬
‫مثرة اخلالف‬
‫من ذلك إذا كان ﻫنا من يقضيه عنه لو مات‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)709/1‬وتبيني احلقائق (‪ ،)242/3‬والبحر الرائق (‪ ،)77/5‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)464/1‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)351/1‬والتنبيه يف الفقه الشافعي‬
‫مراجع املسألة‬
‫(ص‪ ،)232‬ومنهاج الطالبني (ص‪ ،)307‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)119/4‬واإلنصاف (‪)122/4‬‬

‫‪30‬‬
‫هل ُحيا ب احلباشة ر‬
‫والرت ؟‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫الرت ‪ ،‬فال حياربون؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫اتفق العلماء على أن عميع املشركني حياربون‪ ،‬واختلفوا ﻫل يستثىن صنف من أصناف املشركني‪ ،‬وﻫم احلبشة و ُّ‬ ‫حترير حمل اخلالف‬

‫ال جيوز ابتداء احلبشة والرت ابحلرب‬ ‫حيارب عميع املشركني بال استثناء‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬ ‫اجلمهور‬
‫االختالف يف صحة األثر (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫الرت ما تركوكم)‪[ ،‬د‪/‬ن‪/‬حم ورواية‪( :‬اتركوا‬
‫*عموم قوله تعاىل‪( :‬ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ *قوله ‪( :‬دعوا احلبشة ما ودعوكم‪ ،‬واتركوا ُّ‬
‫احلبشة ما تركوكم‪ ،‬فإنَّه ال يستخرج كنز الكعبة إال ذو السويقتني من احلبشة)‪ ،‬وصححه‬ ‫ﯝ ﯞ) [األنفال‪ ،]39:‬وﻫذا عام ال خيص فئة دون أخرى‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫احلاكم ووافقه الذﻫيب‪ /‬وقال األلباين‪ :‬يف سنده رجل ضعيف]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬حيارب عميع املشركني)‪ ،‬لعموم اآلية‪ .‬قال القرايف‪ُ :‬سئل اإلمام مالك عن صحة األثر‪ ،‬فلم يعرتف بذلك‪ ،‬وقال‪ :‬مل يزل الناس يتحامون غزوﻫم‬ ‫الراجح‬
‫(ال) يُشرع ابتداء احلبشة والرت ابلقتال‬ ‫يُشرع ابتداء احلبشة والرت ابلقتال كما يُشرع ذلك يف سائر املشركني‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)709/1‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)711/2‬والبحر الرائق (‪ ،)85-84/5‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)98‬والذخرية (‪ ،)386/3‬واألم (‪،)253/4‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫والتنبيه يف الفقه الشافعي (ص‪ ،)232‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)125/4‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)448/6‬‬

‫‪31‬‬
‫حكم استعباد الرهبان وقتلهم ومسرهم‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫أعمعوا على جواز النِّكاية ابلعدو يف النفوس ابالستعباد والتَّملك‪ ،‬وذلك يف عميع املشركني‪ ،‬ذكوراً وإاناثً وشيوخاً وصبياانً صغاراً وكباراً‪ ،‬وكذلك الرﻫبان إذا‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫الرﻫبان الذين مل يشاركوا يف القتال‪ ،‬ﻫل جيوز استعبادﻫم وقتلهم وأسرﻫم‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫شاركوا ابلقتال يقتلوا بال خالف‪ ،‬واختلفوا يف ُّ‬
‫جيوز اسرتقاق الرﻫبان مطلقاً‬ ‫تعرض للرﻫبان ال بقتل وال أسر وال استعباد‬
‫(ال) يُ َّ‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‬
‫ظاﻫر تعارض عموم اآلية مع األثر‪ /‬واالختالف يف صحة األثر (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫‪ ‬عموم قوله تعاىل‪( :‬ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬ ‫*قول أيب بكر الصديق ‪( :‬ستمرون على قوم يف الصوامع‪ ،‬ﻫم احتبسوا‬
‫أنفسهم فيها‪ ،‬فذروﻫم وما حبسوا أنفسهم له) [ط‪/‬ﻫق‪ /‬وقد روي من أوجه ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ) [التوبة‪ ،]5:‬وﻫذا عام يتناول بعمومه‬
‫أن رسول هللا ‪ ‬خرج الرﻫبان وغريﻫم‪.‬‬ ‫كلها ضعيفة منقطعة‪ ،‬وحنوه عن خالد بن زيد ‪َّ ‬‬
‫األدلة‬
‫مشيعاً ألﻫل مؤته‪ ،‬فقال‪ :‬وستجدون رجاالً يف الصوامع معتزلني الناس‪ ،‬فال ‪ ‬ألنه كافر ال نفع يف حياته‪ ،‬فيعامل كغريه‪.‬‬
‫تعرضوا هلم) وﻫو منقطع أيضاً]‪.‬‬
‫‪ ‬ألهنم ليسوا من أﻫل القتال‪.‬‬
‫تعرض للرﻫبان بقتل وال اسرتقاق)‪ ،‬أتسياً بفعل الصحابة ‪ ‬لذلك‪ ،‬وألنه ال ضرر منه فيخشى‬
‫القول األول‪( :‬ال يُ َّ‬ ‫الراجح‬

‫من أسر راﻫبا مل يلزمه فك أسره‬ ‫من أسر راﻫبا لزمه فك أسره يف احلال‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)710/1‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)711/2‬وتبيني احلقائق (‪ ،)245/3‬واملدونة الكربى (‪ ،)499/1‬والبيان والتحصيل (‪ ،)1854‬واحلاوي الكبري (‪ ،)192/14‬وهناية‬
‫مراجع املسألة‬
‫املطلب (‪ ،)463/17‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)125/4‬واملغين (‪ ،)178/3‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪ ،)547/6‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)10/6‬‬

‫‪32‬‬
‫حكم قتل األسري‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫اتفق العلماء على أن اإلمام خمري يف األسرى بني املن (العفو بال مقابل) واالستعباد وأخذ الفداء‪ ،‬واختلفوا ﻫل جيوز لإلمام قتل األسري؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫مينع اإلمام من قتل األسري‬ ‫جيوز لإلمام قتل األسري‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫عطاء‪ /‬احلسن البصري‪ /‬سعيد بن جبري ‪‬‬ ‫أكثر العلماء‬

‫ظاﻫر تعارض قوله تعاىل‪( :‬ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ) [حممد‪ ،]4:‬وتعارض األفعال‪ ،‬ومعارضة ظاﻫر الكتاب لفعله ‪‬‬ ‫سبب اخلالف‬

‫*قوله تعاىل‪( :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ *قول ـ ـ ـ ــه تع ـ ـ ـ ــاىل‪( :‬ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬


‫ﯬ ﯭ) [األنفال‪ ،]67:‬دل ظاﻫر اآلية على أن القتل أفضل من االستعباد‪ ،‬وكان سبب نزول اآلية ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ) [حممـد‪ ،]4:‬ظــاﻫر اآليــة ي ُّ‬
‫ـدل علــى أنـه لــيس‬
‫لإلمــام بعــد األســر إال املــن أو الفــداء‪ ،‬وﻫــذه اآليــة انســخة لفعلــه ‪‬‬ ‫مشاورته ‪ ‬يف أسرى بدر‪ ،‬وإشارة عمر ‪ ‬بقتلهم‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫*ألن الرسول ‪ ‬قتل األسرى‪( ،‬فقتل يوم بدر ثالثة صرباً؛ عقبة بن أيب ُمعـيط‪ ،‬والنضـر بـن احلـارث‪ ،‬من قتل األسري‪.‬‬
‫*ألن النيب ‪ ‬مل يقتل أُسارى بدر‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ومطعم بن عدي)‪[ ،‬طب‪ /‬ش]‪ ،‬وقتل ‪ :‬ﻫالل بن َخ ِّطل [ﻫق‪ /‬قط‪ /‬طب]‪.‬‬ ‫ُ‬
‫القول األول‪( :‬جيوز قتل األسري)‪ ،‬ألن اآلية‪( :‬ﮂ ﮃ ﮄﮅ) خمصصة ابلسنة‪ ،‬وليس املقصود منها حصر ما يُفعل ابألسارى‪ ،‬بل فعله ‪ ‬حكم زائد على ما يف‬ ‫الراجح‬
‫األمرين‪ ،‬وقد قتل النيب ‪ ‬يف آخر حياته يف فتح مكة‪ ،‬وقد تكون املصلحة أحياانً يف قتل األسري‪ ،‬خصوصاً من َّ‬
‫اشتد ضرره على املسلمني‬
‫اإلمام خمري يف األسرى بني‪ :‬املن‪ ،‬واالستعباد‪ ،‬وأخذ الفداء‪ ،‬وضرب‬ ‫خمري يف األسرى بني‪ :‬املن‪ ،‬واالستعباد‪ ،‬وأخذ الفداء‪ ،‬وضرب اجلزية‪ ،‬أو القتل عند األئمة‬
‫اإلمام َّ‬
‫مثرة اخلالف‬
‫اجلزية (دون) القتل‬ ‫الثالثة‪ ،‬وعند احلنفية خمري بني االستعباد والقتل فقط‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)711/1‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)302-301/3‬وبدائع الصنائع (‪ ،)119/7‬والتلقني يف الفقه املالكي (‪ ،)94/1‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)366/1‬واحلاوي‬
‫مراجع املسألة‬
‫الكبري (‪ ،)173/14‬والبيان (‪ ،)147/12‬واملغين (‪ ،)44/13‬واإلنصاف (‪)130/4‬‬

‫‪33‬‬
‫ممان العبد‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫(ال) خالف بني املسلمني أنه (ال) جيوز قتل األسري بعد أتمينه‪ ،‬واتفقوا على جواز أتمني اإلمام‪ ،‬وعمهور العلماء على جواز أمان الرجل املسلم احلر‪ ،‬دون أخذ إذن من اإلمام ‪-‬‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫خالفاً البن املاجشون‪ ،-‬وأعمعوا أن أمان الصيب غري املراﻫق ال جيوز‪ ،‬ومثله أمان اجملنون‪ ،‬واختلفوا يف حكم أمان العبد‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) جيوز أمان العبد إال أن يكون مأذوان له يف القتال‬ ‫جيوز أمان العبد مطلقا‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫اجلمهور‬
‫ظاﻫر معارضة العموم للقياس‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*ألن األمان من شرطه الكمال‪ ،‬والعبد انقص ابلعبودية‪ ،‬فوجب أ ْن يكون للعبودية‬ ‫َّ‬ ‫*عموم حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪ ،‬وحنوه عن علي ‪( :‬املسلمون‬
‫أن‬
‫أتثري يف إسقاطه‪ ،‬قياساً على أتثريﻫا يف إسقاط كثري من األحكام الشرعية‪ ،‬و ْ‬ ‫تتكافأ دماؤﻫم‪ ،‬ويسعى بذمتهم أدانﻫم‪ ،‬وﻫم يد على من سواﻫم) [طيا‪ /‬حم‪ /‬د‪ /‬حه‪/‬‬
‫خيصص عموم احلديث هبذا القياس‪.‬‬ ‫ﻫق]‪ ،‬ويف رواية‪( :‬وجيري عليهم أدانﻫم)‪ ،‬وأدانﻫم أي‪ :‬أقلهم‪ ،‬فيدخل كل وضيع ابلنص‬
‫وكل شريف ابلفحوى‪ ،‬ودخل يف األدىن العبد‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫ألن العبد (ال) جيب عليه اجلهاد‪ ،‬فال يصح أمانه كالصيب‪.‬‬‫‪َّ ‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن العبد جملوب من دار احلرب‪ ،‬فال يُؤمن أ ْن ينظر هلم يف تقدمي مصلحتهم‪.‬‬ ‫‪ ‬حديث علي ‪ ‬قال رسول هللا ‪( :‬ذمة املسلمني واحدة‪ ،‬يسعى هبا أدانﻫم‪ ،‬فمن‬
‫أخفر مسلماً فعليه لعنة هللا واملالئكة والناس أعمعني‪ ،‬ال يُقبل منه صرف وال عدل)‪[ ،‬خ]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيوز أمان العبد)؛ لعموم احلديث فهو نص يف حمل اخلالف وداللته واضحة‪ ،‬وألن العبد مسلم مكلَّف فصح أمانه كاحلر‪ ،‬وليس ﻫو مبتهم‪ ،‬فاألصل براءة الذمة‬ ‫الراجح‬
‫جيوز قتل احلريب الذي أمنه العبد‬ ‫(ال) جيوز قتل احلريب الذي أمنه العبد‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)712/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)70/10‬وبدائع الصنائع (‪ ،)106/7‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)559/4‬ومنح اجلليل (‪ ،)170/3‬واألم (‪،)370/7‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫والوسيط يف املذﻫب (‪ ،)43/7‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)162/4‬واملغين (‪ ،)34/7‬وكشاف القناع (‪ ،)105/3‬ونيل األوطار (‪)34/7‬‬

‫‪34‬‬
‫ممان املرمة‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫(ال) خالف بني املسلمني أنه (ال) جيوز قتل األسري بعد أتمينه‪ ،‬واتفقوا على جواز أتمني اإلمام‪ ،‬وعمهور العلماء على جواز أمان الرجل املسلم احلر‪ ،‬دون أخذ إذن من‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫اإلمام ‪-‬خالفاً البن املاجشون‪ ،-‬وأعمعوا أن أمان الصيب غري املراﻫق ال جيوز‪ ،‬ومثله أمان اجملنون‪ ،‬واختلفوا يف حكم أمان املرأة للكافر احملارب‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫أمان املرأة موقوف على إذن اإلمام‬ ‫جيوز أمان املرأة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫ابن املاجشون‪ /‬سحنون‬ ‫اجلمهور‬
‫االختالف يف مفهوم قوله ‪( :‬قد أجران من أجرت اي أم ﻫانئ) [متفق ]‪ /‬وقياس املرأة يف التأمني على الرجل‪ /‬واالختالف يف ألفاظ عموع املذكر ﻫل يتناول النساء أم ال؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حديث أم ﻫانئ بنت أيب طالب –رضي هللا عنها‪ -‬قالت‪( :‬ذﻫبت إىل رسول هللا ‪ ‬عام الفتح‪ ،‬فقلت‪* :‬قوله ‪( :‬قد أجران من أجرت اي أم ﻫانئ)‪ ،‬يُفهم منه‬
‫اي رسول هللا‪ ،‬زعم ابن أمي أنه قاتل رجالً قد أجرته‪ ،‬فقال ‪ :‬قد أجران من أجرت اي أم ﻫانئ) [خ‪/‬م]‪ ،‬أن أمان أم ﻫانئ –رضي هللا عنها‪ -‬ال صحة له يف‬
‫نفسه‪ ،‬وأنه لوال إجازة النيب ‪ ‬لذلك مل يؤثر‪.‬‬ ‫فُهم منه إمضاء أمان أم ﻫانئ –رضي هللا عنها‪ -‬من جهة أنه قد انعقد وأثر‪.‬‬
‫*قوله ‪( :‬املسلمون تتكافأ دماؤﻫم‪ ،‬ويسعى بذمتهم أدانﻫم‪ ،‬وﻫم يد على من سواﻫم) [طيا‪ /‬حم‪ /‬د‪* /‬ألن املرأة انقصة عن الرجل يف ابب اجلهاد‪ ،‬فلم جيز‬ ‫األدلة‬
‫أماهنا كأمان الصيب‪.‬‬ ‫ﻫق]‪ ،‬أدانﻫم أي‪ :‬أقلهم‪ ،‬وقد دخل يف األدىن املرأة‪.‬‬
‫‪ ‬ال يُؤمن أ ْن يكون يف أمان املرأة ضرر على املسلمني‪،‬‬ ‫*قياس املرأة على الرجل‪ ،‬فال فرق بينهما يف إجازة األمان‪.‬‬
‫فكان موقوفاً على إذن اإلمام‪.‬‬ ‫‪ ‬أجارت زينب بنت رسول هللا ‪ ‬أاب العاص بن الربيع‪ ،‬فأمضاه رسول هللا ‪[ ‬ﻫق‪ /‬عب‪ /‬ش]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جبوز أمان املرأة)‪ ،‬لنص حديث أم ﻫانئ ‪-‬رضي هللا عنها‪ ،-‬فهو أظهر يف أن النيب ‪ ‬أخرب بلزوم العقد‪ ،‬وقد أشار ابن املنذر – رمحه هللا ‪ -‬أن املسألة إعماع من‬
‫الراجح‬
‫أﻫل العلم‪ ،‬وأومأ إىل ضعف قول املخالف‬
‫جيوز قتل الكافر احلريب الذي أمنته املرأة إذا مل ُِّجيز اإلمام‬
‫(ال) جيوز قتل الكافر احلريب الذي أمنته املرأة مطلقاً‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫أماهنا‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)712/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)69/10‬وبدائع الصنائع (‪ ،)106/7‬والذخرية (‪ ،)444/3‬ومنح اجلليل شرح خمتصر خليل (‪ ،)170/3‬واحلاوي الكبري‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)145/13‬والوسيط يف املذﻫب (‪ ،)43/7‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)162/4‬واملغين (‪ ،)76/13‬ونيل األوطار (‪)34/7‬‬

‫‪35‬‬
‫حكم قتل مأ (ال) يُاشا يف احلرب مأ الكافريأ (ممأ ال يُطيق القتال)‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫(ال) خالف بني املسلمني أنه جيوز يف احلرب قتل املشركني الذكران البالغني‪ ،‬وال خالف أنه (ال) جيوز قتل صبيان املشركني وال قتل نسائهم ما مل تقاتل املرأة والصيب‪ ،‬فإذا قاتلت املرأة استبيح دمها‪ ،‬لقوله ‪ ‬ملا قُتلت امرأة‪( :‬ما‬ ‫حترير حمل‬
‫كانت ﻫذه لتقاتل) [حم‪ /‬د‪ /‬جه‪ /‬كم‪ /‬ﻫق]‪ ،‬واختلفوا يف قتل غري املشاركني يف القتال؛ كاملعاق واملريض والشيخ الكبري وحنوﻫم‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬ ‫اخلالف‬
‫يقتل عميع املشركني بال استثناء‬ ‫(ال) يُقتل احلراث (املزارعني) فقط‬ ‫(ال) يُقتل الشيوخ فقط‬ ‫(ال) يُقتل من مل يشار يف احلرب‬ ‫األقوال‬
‫الشافعي (األصح)‬ ‫األوزاعي‬ ‫الثوري‪ /‬األوزاعي‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‬ ‫ونسبتها‬
‫ثالثة أسباب؛ األول‪ :‬ظاﻫر معارضة بعض اآلاثر خبصوصها لعموم الكتاب واألثر‪ /‬والثاين‪ :‬ظاﻫر معارضة قوله تعاىل‪( :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ)‬
‫سبب اخلالف‬
‫[البقرة‪ ،]190:‬لقوله تعاىل‪( :‬ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ) [التوبة‪ ،]5:‬والثالث‪ :‬اختالفهم يف العلة املوجبة للقتل‪ ،‬ﻫل ﻫي الكفر أم إطاقة القتال؟‬
‫(أن *حديث‪( :‬وال تقتلوا *حديث رابح بن الربيع ‪ ‬قال‪* :‬قوله تعاىل‪( :‬ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬ ‫*عن ابن عباس –رضي هللا عنهما‪َّ :-‬‬
‫النيب ‪ ‬كان إذا بعث جيوشه قال‪ :‬ال تقتلوا شيخاً فانياً)‪ ،‬فنص (خرجنا مع رسول هللا ‪ ‬يف غزوة‬
‫ﮯ) [التوبة‪ ،]5:‬ﻫذا يقتضي قتل كل مشر ‪ ،‬وﻫذه اآلايت‬
‫الولدان وال أصحاب الصوامع) [ش‪ /‬حم‪ /‬احلديث على الشيخ فمرران ابمرأة مقتولة‪ ،‬فقال ‪ :‬ما‬
‫كانت ﻫذه لتقاتل‪ ،‬مث قال‪ :‬احلق انسخة لقوله تعاىل‪( :‬ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ‬ ‫ﻫق‪ /‬والصحيح أنَّه من قول أيب بكر ‪ .]‬الفاين دون غريه‪.‬‬
‫خبالد فال يقتل ذرية وال عسيفاً)‪ ،‬ﯼ) [البقرة‪.]190:‬‬ ‫(أن رسول هللا ‪ ‬إذا‬ ‫*حديث أنس ‪َّ :‬‬
‫[حم‪ /‬د‪ /‬جه‪ /‬كم‪ /‬ﻫق‪ /‬طح‪* /‬عموم قوله ‪( :‬أُمرت أن أقاتل الناس حىت يشهدوا أ ْن ال إله إال هللا وأن‬ ‫بعث جيشه‪ ،‬قال‪ :‬ال تقتلوا شيخاً فانياً وال‬ ‫األدلة‬
‫حممداً رسول هللا) [خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫حبان]‪.‬‬ ‫ابن‬‫و‬ ‫احلاكم‬ ‫وصححه‬ ‫طفالً صغرياً وال امرأة) [د‪ /‬ﻫق] وضعفه‬
‫*عن ابن وﻫب قال‪( :‬أاتان كتاب *حديث مسرة ‪ ‬قال ‪( :‬اقتلوا شيوخ املشركني واستحيوا شرخهم)‪،‬‬ ‫الغماري‪.‬‬
‫عمر‪ ،‬وفيه‪ :‬ال تغلوا وال تغدروا [حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬ﻫق‪ /‬ويف رواية‪( :‬واستبقوا)‪ /‬قال الرتمذي‪ :‬حسن صحيح]‪.‬‬ ‫*ألن العلة للقتل إطاقة القتال‪ ،‬للنهي عن‬
‫وال تقتلوا وليداً‪ ،‬واتقوا هللا يف وشرخهم‪ :‬الصغار الذين مل يدركوا‪ ،‬أو الشباب أﻫل اجللد الذين ينتفع هبم‬ ‫قتل النساء مع أهنم كفار‪ ،‬ويلحق هبم من مل‬
‫*ألن العلة املوجبة للقتل ﻫي الكفر‪ ،‬فتطرد يف عميع الكفار‪.‬‬ ‫الفالحني)‪[ ،‬ص‪ /‬ﻫق]‪.‬‬ ‫يُطق القتال لنفس العلة‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال يُقتل من مل يشار يف احلرب) لقوة أدلة القول‪ ،‬فإن اإلسالم يتشوف إىل حفظ الدماء‪ ،‬فهو دين الرمحة‪ ،‬واألدلة متظافرة على تر قتل من ال يقاتل‬ ‫الراجح‬
‫الواجب على اجملاﻫدين اجتناب قتل‬ ‫الواجب على اجملاﻫدين‬
‫الواجب على اجملاﻫدين اجتناب قتل من ال يطيق‬
‫جيوز للمجاﻫدين قتل كل من وجد من الكفار يف املعركة دون استثناء‬ ‫املزارعني واحلراث من الكفار وجيوز قتل‬ ‫اجتناب قتل الشيوخ من‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫القتال من الكفار‬
‫من عداﻫم‬ ‫الكفار وجيوز قتل من عداﻫم‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)714/1‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)711/2‬وتبيني احلقائق (‪ ،)245/3‬واملدونة الكربى (‪ ،)499/1‬والذخرية (‪ ،)397/3‬واحلاوي الكبري (‪ ،)192/14‬وهناية املطلب (‪ ،)463/17‬والكايف‬
‫مراجع املسألة‬
‫يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)125/4‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪ ،)545/6‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)22/6‬‬

‫‪36‬‬
‫حكم قتل املاشركني يف احلرب ابحلرق ابلنا‬ ‫مسألة (‪)10‬‬
‫صح النهي عن الْ ُمثلة ابلعدو (تشويه البدن بعد املوت جبدع األنف وقطع اليد وحنوه)‪ ،‬حلديث عبد هللا بن زيد ‪ ‬قال‪( :‬هنى رسول هللا ‪ ‬عن املثلة) [خ]‪ ،‬واتفق املسلمون على‬
‫جواز قتل املشركني ابلسالح؛ كالسهم والسيف والبندقية وحنوﻫا مما يقتل جبرمه‪ ،‬وال خالف أنه إذا قُدر على العدو فال جيوز حتريقه ابلنار‪ ،‬واختلفوا يف حكم رمي املشركني ابلنار إذا‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫(مل) ميكن إال بذلك‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫جيوز حتريق املشركني ابلنار ورميهم هبا إذا ابتدأ العدو‬ ‫جيوز حتريق املشركني ابلنار ورميهم هبا‬ ‫يكره حتريق املشركني ابلنار ورميهم هبا‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫قوم (مل يُنسب ألحد)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك(الصحيح)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬الثوري‬ ‫مالك (رواية)‪ /‬عمر ‪‬‬
‫ظاﻫر معارضة العموم للخصوص‬ ‫سبب اخلالف‬
‫(أمرين رسول هللا *عموم قوله تعاىل‪( :‬ﮬﮭﮮﮯ) ‪ ‬عموم قوله تعاىل‪( :‬ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬
‫*حديث محزة بن عمرو األسلمي ‪ ‬قال‪َّ :‬‬

‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ) [البقرة‪.]194:‬‬ ‫‪ ‬على سرية‪ ،‬فخرجت فيها‪ ،‬فقال يل‪ :‬إ ْن وجدمت فالانً [التوبة‪ ،]5:‬ومل يستثن قتالً دون قتل‪.‬‬
‫فأحرقوه ابلنار فوليت‪ ،‬فناداين فرجعت إليه‪ ،‬فقال‪ :‬إ ْن وجدمت‬
‫حرق علي ‪ ‬بعض‬ ‫‪ ‬فعل الصحابة ‪ ‬لذلك‪ ،‬فقد َّ‬ ‫األدلة‬
‫فالانً فاقتلوه وال حترقوه‪ ،‬فإنَّه ال يُعذب ابلنار إال رب النار)‬
‫غالة الشيعة [خ]‪ ،‬وحرق خالد ‪ ‬بعض أصحاب الردة‬
‫[حم‪ /‬د‪ /‬ﻫق‪ /‬وصححه األلباين‪ /‬وﻫو عند البخاري بلفظ‪:‬‬
‫[عب]‪.‬‬
‫عذب هبا]‪.‬‬‫إن النار ال يُ َّ‬
‫َّ‬
‫القول الثاين‪( :‬جيوز حتريق املشركني ابلنار)‪ ،‬بل أصبح ﻫذا من ضرورايت احلرب‪ ،‬فاألسلحة احلديثة أغلبها تقتل ابلتحريق‪ ،‬وال ميكن النكاية ابلعدو إال هبا‪ ،‬أما حديث محزة ‪ ‬فقد كان‬
‫الراجح‬
‫املقصود من التحريق أ ْن حيصل به القتل‪ ،‬ابتداءً‪ ،‬وإ ْن قدروا على قتله ابلسيف وحنوه مث هنى عنه ‪‬‬
‫إذا حتصن املشركون ومل نقدر عليهم إال بتحريقهم‬ ‫إذا حتصن املشركون ومل نقدر عليهم إال بتحريقهم فال مانع من‬ ‫إذا حتصن املشركون ومل نقدر عليهم إال بتحريقهم فاهلدي عدم فعل‬
‫مثرة اخلالف‬
‫وابدروا برمينا ابلنار فال مانع من حتريقهم‬ ‫حتريقهم‬ ‫ذلك‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)716/1‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)709/2‬وبدائع الصنائع (‪ ،)100/7‬والذخرية (‪ ،)409/3‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)551/4‬واملغين (‪،)138/13‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫والشرح الكبري على منت املقنع (‪)396/10‬‬

‫‪37‬‬
‫مي (املدن) ابملنجنيق (املدافع)‬ ‫مسألة (‪)11‬‬
‫اتفق عوام الفقهاء على جواز رمي احلصون ابجملانيق (املدافع) اليت يُقصف هبا من بعيد دون متييز بيت مقاتل وغريه‪ ،‬وﻫذا جيوز ولو كان يف احلصون نساء وذرية‪ ،‬فريموا ويقصد برميه املقاتلة‪ ،‬لفعل النيب ‪ ،‬فقد‬
‫وتسمى ﻫذه‬
‫وألن الكف عن ذلك يُفضي إىل تعطيل اجلهاد‪ ،‬أما إذا كان بتلك احلصون واملدن أسرى من املسلمني َّ‬ ‫(نصب املنجنيق على أﻫل الطائف أربعني يوماً)‪ ،‬ورواية‪( :‬سبعة عشر يوماً) [ﻫق‪ /‬مرا‪ /‬ت]‪َّ ،‬‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫احلالة (مبسألة التَّرتيس) وكانت احلرب غري قائمة أو ابإلمكان القدرة عليهم بدون رمي مع األمن من شرﻫم‪ ،‬مل جيز رميهم‪ ،‬لكن إذا دعت احلاجة إىل رميهم للخوف منهم على املسلمني جاز رميهم؛ ألهنا حالة‬
‫ضرورة ويقصد برميه الكفار‪ ،‬واختلفوا يف جواز الرمي إذا مل خيف منهم‪ ،‬ولكن مل يقدر عليهم إال ابلرمي‪ ،‬واحلرب قائمة بني الفريقني وﻫم مترتسون ابملسلمني‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جيوز الرمي ابملنجنيق ولو كان يف احلصن أسرى من املسلمني‬ ‫(ال) جيوز الرمي ابملنجنيق إ ْن كان ابحلصن أسرى من املسلمني‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‬ ‫مالك‪ /‬أمحد‪ /‬األوزاعي‪ /‬الليث‬
‫ظاﻫر معارضة اآلية للنظر يف مصلحة املسلمني (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*ألن النظر إىل املصلحة يقتضي اجلواز‪ ،‬فبهذا حيصل مقدار النكاية اليت‬‫َّ‬ ‫*قوله تعاىل‪( :‬ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬
‫جيوز أن تبلغ هبم يف نفوسهم ورقاهبم‪.‬‬
‫أن كفار قريش‬‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ) [الفتح‪ ،]25:‬فقد أخرب تعاىل َّ‬
‫ألن تر الرمي يفضي إىل تعطيل اجلهاد‪ ،‬ويكون ذريعة للمشركني للترتس‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫األدلة‬
‫ﻫم الذين صدوا املسلمني عن دخول املسجد احلرام‪ ،‬وهنى املسلمني عن قتاهلم لوجود رجال ونساء من املؤمنني‬
‫دائما ابملسلمني ليأمنوا على أنفسهم وذراريهم‪.‬‬
‫املستضعفني يف مكة ممن يكتمون إمياهنم‪ ،‬فلو دخل اجليش ألصاهبم القتل‪ ،‬ولو تزيلوا (متيز) الكافر من املسلم يف مكة‬
‫لعذب هللا تعاىل الكافرين‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جيوز الرمي ابملنجنيق ولو كان يف احلصن أسرى من املسلمني)‪ ،‬وﻫذا لضرورة احلرب‪ ،‬ولقفل ابب عظيم من التكتيك العسكري‪ ،‬فلو علم الكفار أن الترتس ابملسلمني مينع من رميهم ألخذوا‬
‫الراجح‬
‫هبذه الطريقة يف كل حرب‪ ،‬أما كفار قريش فقد أمهلهم هللا تعاىل لعلمه مبا سيكون من بعد ذلك فتح مكة ودخول أﻫلها يف اإلسالم‪ ،‬وملا فيه من حرمة املكان‬
‫إ ْن قتل مسلماً برميه ابملنجنيق فعلى الرامي الكفارة عند الشافعية‪ ،‬والدية‬
‫(ال) يُرمى ابملنجنيق ولو تر فتح احلصن‪ ،‬فمن فعل ذلك فقتل معصوماً فعليه الدية والكفارة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫يف رواية عندﻫم‪ .‬وليس عليه شيء؛ ال دية وال كفارة عند احلنفية‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)717/1‬والسري الصغري (ص‪ ،)135‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)64/10‬واملدونة الكربى (‪ ،)513/1‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)98‬واحلاوي الكبري (‪ ،)133/13‬والبيان‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)136/12‬واملغين (‪ ،)141/13‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)291/3‬‬

‫‪38‬‬
‫النكاية ابلعدو ابملباين (الدو ) واحليوان والنبات‬ ‫مسألة (‪)12‬‬
‫إذا كانت احلاجة تدعو إىل ﻫدم املباين وعقر الدواب وحرق النبات وإتالف ذلك عليهم فيُفعل ذلك بال خالف‪ ،‬واختلفوا يف جواز فعل ذلك من ابب النكاية ابلعدو وغيظهم‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫فقط‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫(ال) جيوز قطع الشجر وعقر الدواب وختريب املباين إغاظةً للعدو‬ ‫جيوز قطع الشجر وعقر الدواب وﻫدم‬
‫جيوز قطع الشجر‪ ،‬وال جيوز قتل الدواب وال ﻫدم املباين‬
‫األوزاعي‬ ‫املباين من ابب إغاظة ابلعدو‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‬
‫اختالفهم يف مفهوم خمالفة فعل أيب بكر الصديق ‪ ‬لفعله ‪‬‬ ‫سبب اخلالف‬
‫(أن النيب ‪ ‬قطع *وصية أيب بكر الصديق ‪ ‬جليوشه‪( :‬ال تقطعن شجراً مثمراً‪ ،‬وال ختربن *حديث ابن عمر ‪ ‬يف قطع النيب ‪ ‬لنخل بين‬ ‫*حديث ابن عمر ‪َّ :‬‬
‫حترقن خنالً) [طأ‪ /‬ﻫق‪ /‬يغ‪ /‬ش]‪ ،‬فعل النضري‪.‬‬ ‫خنل بين النضري وأحرق‪ ،‬ويف ذلك نزلت عامراً‪ ،‬وال َّ‬
‫تعقرن شاةً وال بعرياً‪ ،‬وال َّ‬
‫اآلية من قوله تعاىل‪( :‬ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ الصديق ‪ ‬ﻫذا إمنا كان ملكان علمه بنسخ النهي عن ذلك‪ ،‬إذ ال جيوز ‪ ‬أحاديث النهي عن قتل الدواب واختاذﻫا غرضاً‪.‬‬
‫ﭣ ﭤ)) [متفق]‪ ،‬وليس ألحد أ ْن خيالف الصديق النيب ‪ .‬أو يكون فعله ‪ ‬ببين النضري خاصاً به ‪.‬‬
‫‪ ‬ألنه ‪ ‬هنى عن قتل الدواب صرباً [خ]‪ ،‬ولعن من اختذه غرضاً [م]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫بعد فعله ‪ ‬حجة وال قول‪.‬‬
‫‪ ‬ألن احليوان له روح فلم جيز قتله لغيظ املشركني‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن فيه نكاية ابلعدو‪.‬‬
‫‪ ‬قوله ‪ ‬ألسامة ‪ :‬أغر على أُبـىن ‪ ‬ألن ﻫذا من اإلفساد‪ ،‬وقد قال تعاىل‪( :‬ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬
‫َْ‬ ‫ْ‬
‫ﮇﮈ ﮉﮊﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ) [البقرة‪.]205:‬‬ ‫صباحاً‪ِّ ،‬‬
‫وحرق) [د‪ /‬جه]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيوز قطع الشجر وعقر الدواب وﻫدم املباين من ابب اإلغاظة ابلعدو)؛ حلديث ابن عمر ‪‬؛ وملا فيه من نكاية ابلعدو وختويف لغريﻫم وردع هلم‪ ،‬وفِّعل الصديق ‪‬‬
‫الراجح‬
‫اجتهاد منه وخاص به‪ ،‬لكن فعله ‪ ‬مقدم عليه‬
‫من قطع الشجر يف احلرب فال حرج عليه‪ ،‬ومن قتل‬ ‫(ال) حرج على من قطع الشجر وعقر‬
‫من قطع الشجر أو عقر الدواب أو ﻫدم املباين فقد خالف السنة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫الدواب أو ﻫدم املباين فقد خالف السنة‬ ‫الدواب وﻫدم املباين يف احلرب‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)717/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)31/10‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)119/4‬واملدونة الكربى (‪ ،)500/1‬والذخرية (‪ ،)407/3‬واألم (‪ ،)272/4‬واحلاوي‬
‫مراجع املسألة‬
‫الكبري (‪ ،)184/14‬واملغين (‪)148-143/13‬‬

‫‪39‬‬
‫حكم تكرا الدعوة لإلسالم قبل احلرب‬ ‫مسألة (‪)13‬‬
‫ابالتفاق شرط حماربة الكافرين بلوغهم دعوة إلسالم هلم‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ) [اإلسراء‪ ،]15:‬واختلفوا ﻫل جيب تكرار الدعوة لإلسالم عند تكرار احلرب؟‪ ،‬واخلالف‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫على ثالثة أقوال‬
‫يستحب تكرار الدعوة عند‬
‫(ال) جيب وال يستحب تكرار الدعوة عند تكرار احلرب‬ ‫جيب تكرار الدعوة عند تكرار احلرب حىت مع بلوغ الدعوة‬
‫تكرار احلرب‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫انفع موىل ابن عمر – رضي هللا عنهما‪-‬‬ ‫مالك‬
‫اجلمهور‬
‫ظاﻫر معارضة القول للفعل‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حديث ابن عمر ‪ ‬قال‪( :‬أغار رسول هللا ‪ ‬على بين املصطلق وﻫم غارون‬ ‫*اجلمع بني حديث‬ ‫*حديث بريدة ‪ ‬قال‪( :‬كان رسول هللا ‪ ‬إذا أمر أمرياً على جيش‪ ،‬قال له‪ :‬إذا‬
‫وأنعامهم تسقي على املاء‪ ،‬فقتل مقاتلهم وسىب ذراريهم) [خ‪/‬م]‪ ،‬ففعله ‪ ‬انسخ‬ ‫بريدة ‪ ،‬وحديث ابن‬ ‫لقيت عدو من املشركني فادعهم إىل ثالث خصال؛ ادعهم إىل اإلسالم فإ ْن ﻫم‬
‫لقوله‪ ،‬وإمنا كان تكرار الدعوة أول اإلسالم قبل انتشار الدعوة‪ ،‬بدليل دعوهتم إىل‬ ‫عمر ‪ ،‬فنرجح القول‬ ‫أجابو فاقبل منهم وكف عنهم‪ ،‬مث ادعهم إىل التَّحول من دارﻫم إىل دار املهاجرين‬
‫اهلجرة‪.‬‬ ‫على الفعل‪ ،‬ومحل الفعل‬ ‫‪ ،...‬فإ ْن أبو فسلهم اجلزية‪ ،‬فإ ْن أبو فاستعن ابهلل وقاتلهم) [م]‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬حديث‪( :‬بعث رسول هللا ‪ ‬رﻫطاً من األنصار إىل أيب رافع‪ ،‬فدخل عليه‬ ‫على اخلصوص للجمع بني‬ ‫‪ ‬عن ابن عباس ‪ ‬قال‪( :‬ما قاتل رسول هللا ‪ ‬قوماً قط إال دعاﻫم إىل‬
‫عبدهللا بن عتيك بيته فقتله وﻫو انئم) [خ]‪.‬‬ ‫األحاديث‪.‬‬ ‫اإلسالم) [حم]‪.‬‬
‫‪ ‬قوله ‪ ‬لعلي ‪ ‬يف فتح خيرب‪( :‬على رسلك حىت تنزل بساحتهم‪ ،‬مث ادعهم‬
‫إىل اإلسالم) [خ‪/‬م]‪ ،‬واألصل يف األمر يف األحاديث الوجوب‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬يستحب تكرار الدعوة)‪ ،‬وﻫذا فيه عمع بني األحاديث وإعطاء فسحة لقائد اجليش أو السرية النظر يف األمر حسب ما تقتضيه املصلحة‬ ‫الراجح‬
‫من حارب ومل يكرر الدعوة فقد امتثل اهلدي النبوي‬ ‫من حارب قبل تكرار الدعوة فال حرج عليه‬ ‫من حارب قبل تكرار الدعوة (مل) يقم بواجب الدعوة قبل القتال‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)718/1‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)709/2‬وتبيني احلقائق (‪ ،)243/3‬واملدونة الكربى (‪ ،)496/1‬والذخرية (‪ ،)402/3‬واملهذب يف فقه اإلمام الشافعي (‪ ،)273/3‬والبيان‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)121-120/12‬واملغين (‪ ،)29/13‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)444-442/6‬‬

‫‪40‬‬
‫الضعف الذي (ال) جيوز الفرا عنهم يف املعركة‬ ‫مسألة (‪)14‬‬
‫الضعف‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الضعف من املشركني‪ ،‬واختلفوا يف تفسري ِّ‬ ‫اتفقوا على أنَّه (ال) جيوز للمسلم يف املعركة أ ْن يفر عن ِّ‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫الضعف الذي (ال) جيوز الفرار منه يف املعركة يكون ابلقوة‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الضعف الذي (ال) جيوز الفرار منه يف املعركة يكون ابلعدد فقط‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك (رواية ابن املاجشون)‬ ‫اجلمهور‬
‫االختالف يف مفهوم قوله تعاىل‪( :‬ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ) (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬

‫*قولــه تع ــاىل‪( :‬ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ) ‪ ،‬ﻫذا من ابب اإلخبار‪ ،‬أو من ابب‬
‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ) البشارة‪ ،‬وقد فرقت الشريعة يف الغنيمة بني الراجل والفارس‪ ،‬مما يُعلم أنَّه ال تساوي‬
‫بينهما‪ ،‬واعتبار اختالف القوة يكون يف القتال‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫[األنفال‪ ،]66:‬ظاﻫر اآلية أن ِّ‬
‫الضعف ابلعدد‪ ،‬فاملسلم يقابل اثنـني مـن املشـركني‪،‬‬
‫وﻫذا بعد التخفيف‪ ،‬وإال كان املسلم يقابل عشرة من املشركني‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬الضعف الذي ال جيوز الفرار منه يكون ابلقوة مع اعتبار العدد)‪ ،‬وﻫذا القول ال بد من املصري إليه يف ﻫذه األايم‪ ،‬إذ القوة العسكرية اآلن ال تقاس ابلعدد‪ ،‬بل ابلعدة والعتاد‪،‬‬
‫الراجح‬
‫فيمكن جلندي واحد مع طائرة أ ْن يهلك جيشاً أبكمله‪ ،‬أما فيما مضى من العصور فكانت العدة مع تفاوهتا متقاربة‬

‫إذا فر اجملاﻫد من خصمه ألنه أقوى منه وأشد عدة منه (ال) يعد فاراً من الزحف‬ ‫إذا فر اجملاﻫد من خصمه ألنَّه أقوى منه وأشد عدة منه يعد فاراً من الزحف‬ ‫مثرة اخلالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)720/1‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)712/2‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)348/1‬والبيان والتحصيل (‪ ،)49/10‬واحلاوي الكبري (‪ ،)182/14‬وهناية املطلب‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)449-448/17‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)122/4‬واإلنصاف (‪)125/4‬‬

‫‪41‬‬
‫هل جتوز مهادنة الكفا ؟‬ ‫مسألة (‪)15‬‬
‫املهادنة ‪ -‬وتسمى املوادعة واملعاﻫدة واملساملة والصلح املؤقت ‪ ،-‬ﻫي‪ :‬أ ْن يُعقد ألﻫل احلرب عقداً على تر القتال مدة بعوض أو بغري عوض‪ .‬وﻫي جائزة بشرطها ويلزم االلتزام هبا‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫مىت وقعت‪ ،‬واختلفوا مىت جتوز مهادنة الكفار وﻫل جيوز الصلح بدون ضرورة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جتوز املهادنة –من غري سبب‪ -‬إذا رأى اإلمام املصلحة فيها‬
‫(ال) جتوز املهادنة إال ملكان الضرورة الداعية ألﻫل اإلسالم؛ من فتنة أو غري ذلك‬
‫ولو بال ضرورة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫جماﻫد‪ /‬وعكرمة‪ /‬واحلسن وقتادة (وغريﻫم)‬
‫اجلمهور‬
‫معارضة ظاﻫر قوله تعاىل‪( :‬ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ) [التوبة‪ ،]5:‬وقوله تعاىل‪( :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ)‬
‫سبب اخلالف‬
‫[التوبة‪ ،]29:‬لقوله تعاىل‪( :‬ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ) [األنفال‪]61:‬‬
‫*قوله تعاىل‪( :‬ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ *قوله تعاىل‪( :‬ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ‬
‫ﰆ ﰇ ﰈ)‪ ،‬ﻫذه اآلية (آية الصلح) خمصصة ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤ) ‪.‬‬
‫*قوله تعاىل‪( :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬ ‫لآلايت اآلمرة ابلقتال‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫*صاحل النيب ‪ ‬قريْشاً عام احلديبية على تر القتال [خ]‪ ،‬ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ) ‪ ،‬ﻫااتن اآليتان فيهما األمر ابلقتال‬
‫وﻫي انسخة آلية الصلح‪ ،‬فال جيوز ذلك إال لضرورة‪.‬‬ ‫ومل يكن ذلك ملوضع الضرورة‪.‬‬

‫القول األول‪( :‬جتوز املهادنة بال ضرورة)‪ ،‬مىت وجدت املصلحة يف ذلك‪ ،‬خصوصاً مع ضعف املسلمني يف ﻫذه العصور‪ ،‬ومساح أكثر الدول (غري املسلمة) للمسلمني بفتح مراكز إسالمية‬
‫الراجح‬
‫ومساجد مما يتيح للمسلمني نشر اإلسالم‪ ،‬واإلسالم يتطلع إىل حفظ الدماء ال لسفكها‬
‫لو عقد اإلمام اهلدنة لغري ضرورة جازت وأصبحت الزمة‬
‫لو عقد اإلمام اهلدنة لغري ضرورة كانت ابطلة وغري الزمة لعموم املسلمني‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫لعموم املسلمني‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)720/1‬واجلوﻫرة النرية على خمتصر القدوري (‪ ،)259/2‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)114/7‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)104‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)603/4‬واحلاوي الكبري (‪ ،)350/14‬وهناية املطلب (‪ ،)76/18‬واملغين (‪ ،)154/13‬واإلنصاف (‪)212/4‬‬

‫‪42‬‬
‫حكم وقوع اهلدنة على مال يدفعه املسلمون للكفا‬ ‫مسألة (‪)16‬‬
‫عماﻫري أﻫل العلم على جواز اهلدنة بشيء أيخذه أﻫل اإلسالم من الكفار‪ ،‬على أ ْن (ال) يكون ذلك الشيء ﻫو اجلزية‪ ،‬وجتوز املهادنة دون أ ْن يدفع الكفار للمسلمني شيئاً‪،‬‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫واختلفوا يف حكم وقوع اهلدنة على مال يدفعه أﻫل اإلسالم للكفار‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) جيوز لإلمام أ ْن يُصاحل الكفار على شيء يدفعه املسلمون إىل الكفار‪ ،‬إال أ ْن ُخيافوا أ ْن يُستأصلوا‬ ‫جيوز لإلمام أ ْن يُصاحل الكفار على شيء يدفعه املسلمون إىل الكفار‬
‫كلهم‬ ‫إذا دعت ضرورة إىل ذلك‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‬ ‫اجلمهور‬
‫االختالف يف أتويل فعله ‪ ‬من ِّمهه املصاحلة مقابل مال يدفعه للكافرين (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*ألنَّه ‪ ‬ﻫم أن يصاحل على مال يدفعه للكفار‪ ،‬من حديث سعيد بن *القياس على إعماع العلماء على جواز فداء أسرى املسلمني؛ ألن املسلمني إذا صاروا إىل ﻫذا احلد‪ ،‬فهم‬
‫املسيب قال‪( :‬أرسل النيب ‪ ‬إىل عيينة بن حصن‪ :‬أرأيت إ ْن جعلت مبنزلة األسارى‪.‬‬
‫لك ثلث متر األنصار‪ ،‬أترجع مبن معك من غطفان‪ ،‬وختذل بني ‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬
‫األدلة‬
‫األحزاب‪ ،...‬فأرسل النيب ‪ ‬إىل سعد بن عبادة وسعد بن معاذ‪ ،‬ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ) [التوبة‪ ،]111 :‬أخرب تعاىل أن املؤمنني إذا قتلوا أو قُتلوا استحقوا اجلنة‪،‬‬
‫فاستوت احلالتان يف الثواب‪ ،‬فلم جيز دفع العوض لدفع الثواب‪.‬‬ ‫فقاال‪ :‬فإان نرى أ ْن ال نُعطيهم إال السيف) [سع‪/‬مع]‪.‬‬
‫‪ ‬ألن دفع العوض من ابب الضرورات‪ ،‬خوفاً من سحق املسلمني‪.‬‬
‫الدفع لعيينة بن حصن بعد مشاورة السعديْن‪.‬‬ ‫‪ ‬ألن النيب ‪ ‬يف آخر أمره امتنع عن َّ‬
‫القول األول‪( :‬جيوز لإلمام أن يصاحل الكفار على شيء يدفع هلم للضرورة)‪ ،‬وﻫذا ﻫو ظاﻫر فعله ‪ ،‬وابجلملة ال خيرج القول الثاين عن ﻫذا القول؛ فإن خوف االستئصال ُّ‬
‫يعد ضرورًة‬
‫الراجح‬
‫قصوى‪ ،‬فكأن بني القولني تالق مع اختالف يف تفسري الضرورة‬
‫لو صاحل اإلمام على أ ْن يدفع للكفار شيئاً لضرورة ال تصل إىل خوف‬
‫لو صاحل اإلمام على أ ْن يدفع للكفار شيئاً لضرورة ال تصل إىل خوف االستئصال فصلحه ابطل‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫االستئصال فصلحه صحيح‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)720/1‬واملبسوط (‪ ،)87/10‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)114/7‬والقوانني الفقهية (ص ‪ ،)104‬ومنح اجلليل (‪ ،)229/3‬واحلاوي الكبري (‪ ،)296/14‬واملهذب‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)323/3‬واجملموع (‪ ،)440/19‬واحملرر يف الفقه (‪ ،)182/2‬واملبدع (‪)360/3‬‬

‫‪43‬‬
‫مقدا مدة مهادنة الكفا‬ ‫مسألة (‪)17‬‬
‫اتفقوا على جواز املهادنة ولزوم الوفاء هبا مىت ُوضعت على الوجه الصحيح‪ ،‬واختلفوا ﻫل جتوز املهادنة مدة مفتوحة‪ ،‬أم ال بد من مدة حمددة كصلح‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫احلديبية‪ ،‬على خالف بينهم يف مقدار مدة صلح احلديبية‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) جيوز الصلح ألكثر من املدة اليت صاحل عليها النيب ‪ ‬يف صلح احلديبية‬
‫ليس للصلح مدة حمدودة‪ ،‬فيجوز الصلح مدة مفتوحة‬
‫وﻫي عشر سنني‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد (رواية أيب اخلطاب)‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد (رواية القاضي)‬
‫الطرفني؟‬
‫االختالف يف أتويل معىن املدة اليت صاحل عليها النيب ‪ ‬يف صلح احلديبية‪ ،‬ﻫل ﻫو من ابب التحديد أم من ابب االتفاق بني ْ‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*األصل عموم األمر ابلقتال حىت يُسلموا أو يُعطوا اجلزية؛ لقوله تعاىل‪( :‬ﭽ ‪ ‬صاحل النيب ‪ ‬أﻫل احلديبية عشر سنني‪ ،‬وقيل على أربع سنني‪ ،‬وقيل‬
‫ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ على ثالث‪ ،‬وﻫذا وقع من ابب االتفاق بني الطرفني‪ ،‬وليس من ابب‬
‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ) [التوبة‪ ،]29:‬وختصص التحديد ألكثر زمن الصلح‪ ،‬فلو وقع االتفاق على أكثر من ذلك ملا‬
‫األدلة‬
‫ﻫذه اآلية بفعله ‪ ‬عام احلديبية‪ ،‬فال يُزاد يف الصلح على املدة اليت صاحل عليها امتنع ‪ ‬عن ذلك‪.‬‬
‫رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ ‬الصلح مدة مفتوحة يفضي إىل تر اجلهاد ابلكلية‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬ليس للصلح مدة حمدودة)‪ ،‬وما وقع منه ‪ ‬يف صلح احلديبية كان على سبيل االتفاق وليس لتحديد املدة‬ ‫الراجح‬
‫لو صاحل اإلمام أﻫل الكفر ملدة (‪ )12‬سنة مثالً‪ ،‬بطلت الزايدة‪ ،‬ويبطل الصلح لو صاحل اإلمام أﻫل الكفر مدة (‪ )12‬أو زايدة على ذلك يصح الصلح‪،‬‬
‫مثرة اخلالف‬
‫ولزم الوفاء به‬ ‫يف أحد الوجهني؛ بناء على مسألة تفريق الصفقة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)720/1‬وتبيني احلقائق (‪ ،)245/3‬والبناية (‪ ،)115/7‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)469/1‬ومنح اجلليل (‪ ،)229/3‬والذخرية (‪ ،)449/3‬وخمتصر املزين مع األم‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)386/8‬واحلاوي الكبري (‪ ،)351/14‬واملغين (‪ ،)155/13‬واملبدع (‪ ،)359/3‬واهلداية على مذﻫب اإلمام أمحد (ص ‪)221‬‬

‫‪44‬‬
‫هل تقبل اجلزية مأ املاشركني (غري) مهل الكتاب؟‬ ‫مسألة (‪)18‬‬
‫اتفق املسلمون على َّ‬
‫أن املقصود ابحملاربة ألﻫل الكتاب (اليهود والنصارى)؛ إما لدخول اإلسالم‪ ،‬أو إلعطاء اجلزية‪ ،‬ويستثىن من ذلك أﻫل الكتاب من قريش ونصارى العرب‪ .‬واتفق عامة الفقهاء‬
‫على جواز أخذ اجلزية من اجملوس كما تُؤخذ من أﻫل الكتاب؛ لقوله ‪ ‬عن اجملوس‪( :‬سنوا هبم ُسنة أﻫل الكتاب) [طأ‪ /‬عب‪ /‬ش‪/‬ﻫق‪ /‬ويف سنده انقطاع‪ /‬وعند البخاري شهد ابن عوف أن‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫رسول هللا ‪ ‬أخذﻫا من جموس ﻫجر]‪ ،‬واختلفوا يف حكم أخذ اجلزية من الكفار –غري أﻫل الكتاب واجملوس‪ ،-‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫تُؤخذ اجلزية من أﻫل الكتاب فقط دون غريﻫم‬ ‫كل مشر إال مشركي العرب‬ ‫تُؤخذ اجلزية من ِّ‬ ‫تُؤخذ اجلزية من ِّ‬
‫كل مشر‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد (ظاﻫر املذﻫب)‪ /‬أبو ثور‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫مالك‬
‫ظاﻫر معارضة العموم للخصوص‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*قوله ‪ ‬ألمراء السرااي الذين كان يبعثهم إىل مشركي العرب ‪* -‬قوله تعاىل‪( :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ *قوله تعاىل‪( :‬ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬
‫ومعلوم أهنم كانوا غري أﻫل الكتاب‪( :‬إذ لقيت عدو من املشركني ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬
‫فادعهم إىل ثالث خصال‪ ...‬فإن أبوا فسلهم اجلزية) [م]‪ ،‬وﻫذا‬
‫ﯢﯣ ﯤﯥ) [األنفال‪.]39:‬‬ ‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ)‬
‫عام يشمل عميع املشركني‪.‬‬
‫* قوله ‪( :‬أُمرت أن أقاتل الناس حىت يقولوا ال‬ ‫[التوبة‪ ،]29:‬دلت اآلية بعمومها على أخذ اجلزية من أﻫل الكتاب‬
‫‪ ‬ملا جاز اسرتقاق نساء غري أﻫل الكتاب‪ ،‬جاز أخذ اجلزية منهم‬
‫إله إال هللا‪ ،‬فإذا قالوﻫا منعوا مين دماءﻫم وأمواهلم إال‬ ‫عرابً وعجماً دون مشركي العرب‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫كأﻫل الكتاب‪.‬‬
‫حبقها‪ ،‬وحساهبم على هللا تعاىل) [خ‪/‬م]‪ ،‬ﻫذا عام‬ ‫‪ ‬قوله ‪( :‬أال أدلكم على كلمة تُدين لكم هبا العرب‪ ،‬وتؤدي اجلزية‬
‫‪ ‬ألن أخذ اجلزية ذل وصغار‪ ،‬فتؤخذ منهم ما دام أهنا أُخذت من‬
‫ومتأخر عن اخلصوص من أمر النيب ‪ ‬لسراايه؛ لذا‬ ‫إليكم العجم‪ ،‬شهادة أن ال إله إال هللا) [حم‪ /‬حب‪ /‬ن‪/‬يع‪ /‬كم‪/‬ت‪ /‬وضعفه‬
‫أﻫل الكتاب‪ ،‬وﻫم أفضل ديناً‪.‬‬
‫ﻫو انسخ له‪ ،‬فاآلية أمر بقتاهلم على العموم‪ ،‬وﻫي‬ ‫األرنووط‪ /‬وحسنه الرتمذي واحلاكم والذﻫيب]‪ ،‬فعم ابجلزية العجم‪ ،‬وعم ابلدين‬
‫‪ ‬قياس غري اجملوس على اجملوس‪ ،‬فلما جاز أخذﻫا من اجملوس‪،‬‬
‫متأخرة‪ ،‬فهي يف عام الفتح‪.‬‬ ‫العرب‪ ،‬فدل على افرتاقهما‪ ،‬وأن اجلزية تؤخذ من العجم دون العرب إال‬
‫وﻫم ليسوا أبﻫل كتاب‪ ،‬جاز من غري اجملوس جبامع الكفر‪.‬‬
‫أﻫل الكتاب؛ لآلية‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬تؤخذ اجلزية من أﻫل الكتاب فقط)؛ لظاﻫر داللة اآلية يف ذلك‪ ،‬وألن أصل دين أﻫل الكتاب دين مساوي‪ ،‬خبالف األداين امللحدة املنكرة لوجود هللا تعاىل‬ ‫الراجح‬
‫(ال) تُؤخذ اجلزية من املشركني سواء كانوا عرابً أو‬ ‫تقبل اجلزية من أﻫل الكتاب عرابً وعجماً‪ ،‬ومن مشركي العجم‪ ،‬أما‬
‫تقبل اجلزية من البوذيني‪ ،‬والشيوعيني‪ ،‬ومشركي العرب والعجم‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫عجماً‪ ،‬وليس هلم إال اإلسالم أو السيف‬ ‫مشركو العرب فليس هلم إال اإلسالم أو السيف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)748 ،722/1‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)190/1‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)307/3‬والذخرية (‪ ،)451/3‬والتاج واإلكليل (‪ ،)594/4‬واألم (‪ ،)182/4‬واملهذب (‪ ،)306/3‬وكفاية‬
‫مراجع املسألة‬
‫األخيار (ص ‪ ،)508‬والكايف البن قدامة (‪ ،)124/4‬واإلقناع (‪ ،)16/2‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)44/6‬‬

‫‪45‬‬
‫حكم السفر ابلقرآن إىل م ض العدو (دا احلرب)‬ ‫مسألة (‪)19‬‬
‫الضياع‪ ،‬واالمتهان‪ ،‬ووجوب صيانته من األعداء‪ ،‬وحكى ابن عبد الرب –رمحه هللا‪ -‬إعماع الفقهاء على‬
‫أعمع العلماء على وجوب حفظ كتاب هللا تعاىل من َّ‬
‫عدم السفر ابلقرآن إىل أرض العدو إذا ِّخيف عليه من االمتهان‪ ،‬وﻫذا احلكم خاص ابملصحف املطبوع ورقياً‪ ،‬وخيرج منه برامج املصحف اإللكرتونية‪ ،‬وكتب‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫التفسري‪ ،‬وترعمة القرآن ابللغات األخرى‪ ،‬واختلفوا يف حكم السفر ابلقرآن إىل أرض العدو مع األمن عليه من الضياع‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جيوز السفر ابلقرآن إىل أرض العدو‬ ‫(ال) جيوز السفر ابلقرآن إىل أرض العدو‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي (الصحيح)‬ ‫عامة الفقهاء‬
‫ﻫل النهي عام أريد به العام‪ ،‬أو عام أريد به اخلاص؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حديث ابن عمر ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪( :‬ال تسافروا ابلقرآن إىل أرض * حديث ابن عمر ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪( :‬ال تسافروا ابلقرآن إىل أرض العدو؛‬
‫العدو؛ خمافة أ ْن تناله أيديهم) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ﻫذا النهي عام عن أخذ املصحف إىل خمافة أ ْن تناله أيديهم) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ﻫذا حديث عام أريد به اخلاص‪ ،‬وﻫو خوف املهانة‪،‬‬ ‫األدلة‬
‫كما بني ذلك احلديث‪( :‬خمافة أن تناله أيديهم)‪ ،‬فإذا مل خيف من ذلك جاز‪.‬‬ ‫أرض العدو‪ ،‬فيحمل على عمومه‪ ،‬سواء أُمن عليه املهانة أو مل يؤمن‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جيوز السفر ابلقرآن إىل أرض العدو)‪ ،‬إذا أُمن عليه من املهانة‪ ،‬فاملسلم حيتاج النظر يف القرآن يف ِّ‬
‫كل مكان‪ ،‬وخصوصاً يف اجلبهات وأماكن‬
‫الراجح‬
‫أن العلَّة يف احلديث خمافة االمتهان‪ ،‬وﻫي منتفية ﻫنا فال حرج‬
‫القتال‪ ،‬وما دام َّ‬
‫(ال) أيمث من سافر ابلقرآن إىل أرض العدو ولو أمن عليه املهانة‬ ‫أيمث من سافر ابلقرآن إىل أرض العدو حىت لو أمن عليه املهانة‬ ‫مثرة اخلالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)723/1‬بدائع الصنائع (‪ ،)102/7‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)108/7‬وإعالء السنن (‪ ،)26/12‬وجامع األمهات (ص ‪ ،)244‬وشرح خليل للخرشي (‪،)115/3‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫اإلقناع يف حل ألفاظ أيب شجاع (‪ ،)104/1‬وأسىن املطالب (‪ ،)62/1‬واملغين (‪ ،)204/1‬واإلقناع (‪)20/2‬‬

‫‪46‬‬
‫اجلملة الثانية‬
‫أحكام أموال احملاربني إذا متلكها املسلمون‬

‫وحتته سبعة فصول‬


‫األول‪ :‬حكم اخلُ ُمس‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬حكم األ بعة األمخاس‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬حكم األنفال‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬حكم ما ُوجد مأ مموال املسلمني عند الكفا ‪.‬‬
‫اخلامس‪ :‬حكم األ ضني‪.‬‬
‫السادس‪ :‬حكم الفيا‪.‬‬
‫السابع‪ :‬محكام اجلزية واملال الذي يُؤخذ مأ الكفا عأ طريق الصلح‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد –رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف اجلملة الثانية‬
‫(أحكام أموال احملاربني إذا متلكها املسلمون)‬
‫‪ -1‬اتفق املسلمون على أن الغنيمة اليت تؤخذ قسراً من أيدي الروم –ما عدا األرضني ‪ -‬أن سمسها لإلمام‪.‬‬
‫‪ -2‬أعمع عمهور العلماء على َّ‬
‫أن أربعة أسماس الغنيمة للغامنني‪ ،‬إذا خرجوا إبذن اإلمام‪.‬‬
‫‪ -3‬اتفقوا على أن السهم من الغنيمة يستحقه الذكران األحرار البالغني من املقاتلني‪.‬‬
‫‪ -4‬اتفقوا على إابحة الغزو للنساء‪.‬‬
‫‪ -5‬اتفق املسلمون على حترمي الغُلول‪.‬‬
‫‪ -6‬اتفق العلماء على جواز تنفيل اإلمام من الغنيمة (أي‪ :‬يزيد على نصيبه) ملن يشاء‪.‬‬
‫‪ -7‬أعمعوا على أن الكفار غري ضامنني ألموال املسلمني إذا أخذﻫا الكفار من املسلمني ابلغلبة‪.‬‬
‫‪ -8‬العلماء جممعون على أنه (ال) جيوز أخذ اجلزية من أﻫل الكتاب العجم‪ ،‬ومن اجملوس‪.‬‬
‫‪ -9‬اتفقوا – فيما حكي عن بعضهم‪ -‬أن اجلزية ال تؤخذ من قرشي كتايب‪.‬‬
‫‪ -10‬اتفقوا على أن اجلزية جتب بثالثة أوصاف؛ الذكورية‪ ،‬والبلوغ‪ ،‬واحلرية‪ ،‬وأهنا (ال) جتب على النساء‪ ،‬وال على الصبيان‪ ،‬وال على العبيد‪.‬‬
‫‪ -11‬اتفقوا على أن اجلزية (ال) جتب على الذمي إال بعد مضي احلول؛ ألن احلول شرط يف وجوهبا‪ ،‬وأهنا تسقط عنه إذا أسلم قبل انقضاء احلول‪.‬‬
‫‪ -12‬اتفقوا على أن اجلزية تصرف يف مصاحل املسلمني اشرتاكاً من غري حتديد؛ كاحلال يف الفيء‪ ،‬وﻫذا عند من رأى أن اجلزية مصروفة إىل اجتهاد اإلمام‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫ّ‬
‫اجلملة الثانية‪ :‬أحكام أموال احملاربني إذا متلكها املسلمون‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫عنوان املسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫كيفية تقسيم اخلُ ُمس‬ ‫‪20‬‬
‫ماذا يُفعل بسهم الرسول ‪ ‬مأ الغنيمة‪ ،‬وسهم ذوي القرىب بعد موته ‪‬؟‬ ‫‪21‬‬

‫مأ هم ذوي القرىب يف قوله تعاىل (ﭛ ﭜ) [األنفال‪]41:‬؟‬ ‫‪22‬‬

‫حكم الصفي مأ الغنيمة‬ ‫‪23‬‬


‫هل يستحق مأ الغنيمة مأ خرج لوحده للقتال بغري إذن اإلمام؟‬ ‫‪24‬‬
‫هل للنساا سهم مأ الغنيمة إذا خرجأ مع اجليش؟‬ ‫‪25‬‬
‫هل للعبيد سهم مأ الغنيمة إذا خرجوا مع اجليش؟‬ ‫‪26‬‬
‫هل للصيب املراهق سهم مأ الغنيمة إذا خرج مع اجليش؟‬ ‫‪27‬‬
‫هل يُسهم للتجا واألُجراا مأ الغنيمة؟‬ ‫‪28‬‬
‫حكم اجلعائل‬ ‫‪29‬‬
‫إذا حلق عسكر اإلسالم مدد يف دا احلرب قبل من يقسموا الغنيمة‪ ،‬مو حيرزوها بدا اإلسالم‪ ،‬هل ياشا كوهنم فيها؟‬ ‫‪30‬‬
‫كيفية توزيع الغنيمة لو خرجت سرية مأ العسكر وغنمت‬ ‫‪31‬‬
‫مقدا ما جيب للفا س مأ الغنيمة‬ ‫‪32‬‬
‫ما جيوز للمجاهد مخذه مأ الغنيمة قبل القسمة‬ ‫‪33‬‬
‫عقوبة الغال‬ ‫‪34‬‬
‫مأ مي يا مأ الغنيمة يكون النفل؟‬ ‫‪35‬‬

‫‪49‬‬
‫عنوان املسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫احلد األعلى للنفل‬ ‫‪36‬‬
‫هل جيوز الوعد ابلتنفيل قبل احلرب؟‬ ‫‪37‬‬
‫هل تنفيل اإلمام رط يف استحقاق السلب؟‬ ‫‪38‬‬
‫ما رط استحقاق السلب؟‬ ‫‪39‬‬
‫هل خيمس السلب؟‬ ‫‪40‬‬
‫حكم ما ُوجد مأ مموال املسلمني عند الكفا‬ ‫‪41‬‬
‫حكم العبد واألمة املغنومة مأ الكفا إذا تبني مهنا ألحد املسلمني‬ ‫‪42‬‬
‫لو مسلم الكافر ويف يده مال للمسلم هل جيوز ملأ بيده املال مخذه؟‬ ‫‪43‬‬
‫إذا دخل مسلم إىل الكفا احملا بني خلسة ومخذ مال (مسلم) منهم فلمأ يكون املال؟‬ ‫‪44‬‬
‫إذا مسلم احلريب وهاجر إىل دا اإلسالم وتر ولده وزوجته وماله يف دا احلرب فما حكمهم؟‬ ‫‪45‬‬
‫حكم ما افتتح املسلمون مأ األ ض عنوة‬ ‫‪46‬‬
‫كيفية قسمة الفيا‬ ‫‪47‬‬
‫هل جتب اجلزية على الفقري واملقعد والاشيخ الكبري ومهل الصوامع وحنوهم؟‬ ‫‪48‬‬
‫مقدا اجلزية الواجبة‬ ‫‪49‬‬
‫لو مسلم الذمي بعد متام احلول هل تسقط اجلزية عنه؟‬ ‫‪50‬‬
‫حكم مخذ الزكاة مأ نصا ى بين تغلب‬ ‫‪51‬‬
‫هل جيب تعاشري جتا ة مهل الذمة؟‬ ‫‪52‬‬

‫‪50‬‬
‫كيفية تقسيم اخلُ ُمس‬ ‫مسألة (‪)20‬‬
‫أن الغنيمة اليت تُؤخذ قسراً من العدو الكافر – ابستثناء األرض‪ -‬أن أربعة أسماسها للمجاﻫدين‪ ،‬واخلُمس لإلمام؛ لقوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ)‬
‫اتفق املسلمون َّ‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫[األنفال‪ ،]41:‬واختلفوا يف كيفية تقسيم اخلُ ُمس على أربعة أقوال‬
‫اخلُ ُمس مبنزلة الفيء‬ ‫اخلُ ُمس يقسم على (ثالثة) أقسام‬ ‫اخلُ ُمس يقسم على (أربعة) أقسام‬ ‫اخلُ ُمس يُقسم على (سمسة) أقسام‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‪ /‬عامة الفقهاء‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫الشافعي (قول)‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫الشافعي (األظهر)‪ /‬أمحد (املشهور)‬
‫ﻫل ذُكر األصناف يف اآلية‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ) [األنفال‪ ،]41:‬املقصود منه تعيني اخلُمس هلم‪ ،‬أم القصد التنبيه هبم على غريﻫم‪ ،‬فيكون ذلك من ابب اخلاص الذي أريد به العام؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*قوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ * قوله تعاىل‪( :‬ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ * قوله تعاىل‪( :‬ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ *قوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ)‪ ،‬ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ)‪ ،‬ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭙ ﭚ)‪ ،‬ذكر األصناف يف اآلية من‬
‫ﭟ ﭠ) ‪ ،‬فذكر هللا تعاىل ﻫو ابب اخلاص الذي أريد به العام‪ ،‬فذكرﻫم‬ ‫نصت اآلية على سمسة أقسام‪ ،‬وقسم هللا تعاىل ورسوله ‪ ‬ف ْذكر هللا تعاىل ﻫو الفتتاح الكالم‪ ،‬وليس‬
‫الفتتاح الكالم‪ ،‬وسهم النيب ‪ ‬وذي املقصود منه التنبيه لغريﻫم فيتعدى إليهم‪ ،‬فجاز‬ ‫قسم واحد‪ ،‬وافتتاح اآلية ابسم هللا تعاىل من ابب الترب به‪ ،‬ال قسماً بذاته‪ ،‬وما كان للرسول ‪ ‬فهو لذي‬
‫األدلة‬
‫لإلمام أ ْن يصرف الغنيمة فيما يراه صالحاً‬ ‫القرىب سقطا مبوت النيب ‪.‬‬ ‫القرىب‪.‬‬ ‫إلفراده بسهم‪ ،‬فلله تعاىل الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫‪ ‬عن ابن عباس ‪ ‬قال‪( :‬إن أاب للمسلمني‪.‬‬ ‫‪ ‬عن ابن عمر وابن عباس –رضي هللا عنهما‪( :-‬كان ‪ ‬األثر‪( :‬كان عمر وعثمان –رضي هللا‬
‫بكر وعمر قسما اخلمس على ثالثة‬ ‫عنهما‪ -‬يعطيان ذوي القرىب) [حم‪ /‬وﻫو‬ ‫رسول هللا ‪ ‬يقسم اخلُمس على سمسة) [حم‪ /‬ﻫق]‪.‬‬
‫أسهم) [طرب]‪.‬‬ ‫ضعيف]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬يُقسم اخلُمس على (سمسة) أقسام)‪ ،‬لصريح نص اآلية يف ذلك‪ ،‬ولفعل الصحابة ‪‬‬ ‫الراجح‬
‫وجتعل يف بيت املال‪،‬‬
‫(ال) ختمس الغنيمة‪ُ ،‬‬
‫يُقسم اخلُمس؛ على اليتامى‪،‬‬ ‫يُقسم اخلمس؛ قسم لذي القرىب‪ ،‬وقسم‬ ‫يُقسم اخلُمس؛ قسم واحد هلل ورسوله ‪ ،‬وقسم لذي القرىب‪،‬‬
‫ويُعطى منه الغين والفقري‪ ،‬ويوزعها اإلمام حسب‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫واملساكني‪ ،‬وابن السبيل‬ ‫لليتامى‪ ،‬وقسم للمساكني‪ ،‬وقسم البن السبيل‬ ‫وقسم لليتامى‪ ،‬وقسم للمساكني‪ ،‬وقسم البن السبيل‬
‫ما يراه‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)725/1‬والسري الصغري (ص ‪ ،)248‬واللباب يف اجلمع بني السنة والكتاب (‪ ،)270/2‬وجممع األهنر (‪ ،)648/1‬والنوادر والزايدات (‪ ،)366/3‬واملقدمات املمهدات (‪،)357/1‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫وهناية املطلب (‪ ،)505/11‬والبيان (‪ ،)228/12‬واملغين (‪ ،)287/9‬واملبدع (‪)328/3‬‬

‫‪51‬‬
‫ماذا يفعل بسهم الرسول ‪ ‬مأ الغنيمة‪ ،‬وسهم ذوي القرىب بعد موته ‪‬؟‬ ‫مسألة (‪)21‬‬
‫اتفق املسلمون َّ‬
‫أن الغنيمة اليت تُؤخذ قسراً من العدو الكافر –ابستثناء األرض‪ -‬وأن أربعة أسماسها للمجاﻫدين‪ ،‬واخلُمس لإلمام‪ ،‬وسبق يف املسألة السابقة اخلالف يف تقسيم اخلُمس الذي ﻫو لإلمام‪،‬‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫واخلالف ﻫنا فيما يُفعل بسهم رسول هللا ‪ ‬وبسهم ذي القرىب بعد موته ‪ ،‬وابلتايل خيرج احلنفية من ﻫذا اخلالف؛ إلسقاطهم سهم الرسول ‪ ‬وذي القرىب ابتداءً‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬
‫ُجيعل سهم الرسول ‪ ‬وذي القرىب يف السالح‬ ‫يكون سهم الرسول ‪ ‬لإلمام‪ ،‬وسهم ذي القرىب‬ ‫يُرد سهم الرسول ‪ ‬وذي القرىب على‬ ‫يُرد سهم الرسول ‪ ‬وذي القرىب على بقية‬
‫والعدة‬ ‫لقرابة اإلمام‬ ‫ابقي اجليش‬ ‫األصناف الذين هلم اخلمس‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي (قول)‪ /‬أمحد‬ ‫قتادة‪ /‬بعض الصحابة ‪‬‬ ‫الشافعي (األصح)‬ ‫الطربي‬
‫االختالف يف مفهوم اآلية (ﭒ ﭓ ﭔ) [األنفال‪ ،]41:‬واالختالف يف ظاﻫر األحاديث (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*قوله تعاىل‪ ( :‬ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ *قوله تعاىل‪ ( :‬ﭗ ﭘ ﭙ)‪ ،‬يرد *حديث أيب بكر ‪ ‬قال‪ :‬مسعت رسول هللا ‪  ‬قوله ‪( :‬ال حيل يل مما أفاء هللا عليكم وال‬
‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ سهم الرسول ‪ ‬وذي القرىب على يقول‪( :‬إذا أطعم هللا نبياً طُعمة مث قبضه كانت مثل ﻫذه إال اخلمس‪ ،‬وﻫو مردود عليكم) [ص‪/‬‬
‫ﭠ)‪ ،‬نص هللا تعاىل على أصناف ابقي اجليش من ابب إحلاقهم‪ ،‬تشبيهاً للذي يلي بعده) [حم‪ /‬د‪ /‬ﻫق‪ /‬قال الغماري‪ :‬د‪ /‬ن‪ /‬طأ‪ /‬حم]‪.‬‬
‫حمدودة‪ ،‬فإذا سقط بعضهم يرد على البقية‪ .‬ببقية األصناف املنصوص عليهم يف وفيه الوليد‪ ،‬وثقه األكثر‪ ،‬واحتج به مسلم‪  ،‬األثر‪( :‬كان يف خالفة أيب بكر وعمر –رضي‬ ‫األدلة‬
‫هللا عنهما‪ -‬يُصرف سهم الرسول ‪ ‬وذي القرىب‬ ‫وحسنه األلباين]‪.‬‬ ‫اآلية‪.‬‬
‫‪ ‬قال ابن عباس ‪ ‬عن سهم ذوي القريب‪َّ :‬‬
‫(إان يف اخليل والعدة يف سبيل هللا) [حمب]‪.‬‬
‫كنا نزعم أنه لنا) [ﻫق]‪.‬‬
‫القول الرابع‪ُ ( :‬جيعل سهم الرسول ‪ ‬وذي القرىب يف مصاحل املسلمني)؛ لظاﻫر احلديث‪( :‬وﻫو مردود عليكم)‪ ،‬ولفهم الصحابة ‪ ‬لذلك‬ ‫الراجح‬

‫يُقسم اخلُمس بعد النيب ‪ ‬على أربعة أقسام‪:‬‬ ‫يُقسم اخلُمس بعد النيب ‪ ‬على سمسة أقسام‪:‬‬ ‫يُقسم اخلُمس بعد النيب ‪ ‬على أربعة‬
‫يُقسم اخلمس بعد النيب ‪ ‬على ثالثة‪:‬‬
‫قسم للعدة والسالح (مصاحل املسلمني)‪ ،‬وثالثة‬ ‫قسم لإلمام‪ ،‬وقسم لقرابة اإلمام‪ ،‬وقسم لليتامى‪،‬‬ ‫أقسام؛ قسم للجيش‪ ،‬وثالثة أقسام؛‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫اليتامى‪ ،‬واملساكني‪ ،‬وابن السبيل‬
‫أقسام؛ لليتامى‪ ،‬واملساكني‪ ،‬وابن السبيل‬ ‫وقسم للمساكني‪ ،‬وقسم البن السبيل‬ ‫لليتامى‪ ،‬واملساكني‪ ،‬وابن السبيل‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)725/1‬والبناية (‪ ،)171/7‬واحلاوي الكبري (‪ ،)390/8‬والبيان (‪ ،)229/12‬واملغين (‪ ،)459/6‬وكشاف القناع (‪ ،)84/3‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪ ،)598/4‬واهلداية يف‬
‫مراجع املسألة‬
‫ختريج أحاديث البداية (‪)50/6‬‬

‫‪52‬‬
‫مأ هم ذوي القرىب يف قوله تعاىل (ﭛ ﭜ) ؟‬ ‫مسألة (‪)22‬‬
‫أن ُسمس الغنيمة ترد على من ذكرﻫم هللا تعاىل يف قوله‪( :‬ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜﭝﭞ ﭟﭠ)‬ ‫اتفق املسلمون َّ‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫[األنفال‪ ،]41:‬واختلفوا ما املراد بذي القرىب يف اآلية؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ذوو القرىب ﻫم بنو ﻫاشم وبنو عبد املطلب‬ ‫ذوو القرىب ﻫم بنو ﻫاشم فقط‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‬ ‫مالك‬
‫ﻫل ُحيمل معىن ذوي القرىب على عدم حل الصدقة هلم‪ ،‬أم على النصرة للنيب ‪‬؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حديث جبري بن مطعم ‪ ،‬قال‪ ( :‬ملا كان يوم خيرب وضع رسول هللا ‪ ‬سهم‬ ‫*ألن بين ﻫاشم (ال) حتل هلم الصدقة دون غريﻫم‪.‬‬
‫ذي القرىب يف بين ﻫاشم‪ ،‬وبين عبد املطلب‪ ،‬وقال رسول هللا ‪ :‬إان وبنو عبد‬ ‫األدلة‬
‫املطلب ال نفرتق يف جاﻫلية‪ ،‬وال إسالم‪ ،‬وإمنا حنن وﻫم شيء واحد) [خ]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬بنو ﻫاشم وبنو عبد املطلب)؛ لنص حديث جبري ‪ ،‬فهو نص يف حمل اخلالف‬ ‫الراجح‬
‫إذا طالب بنوا عبد املطلب اإلمام بسهم ذوي القرىب (مل) يعطهم‬ ‫إذا منع اإلمام بين عبد املطلب من سهم ذوي القرىب فقد منعهم حقهم‬ ‫مثرة اخلالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)726/1‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)172/7‬وجممع األهنر (‪ ،)648/1‬والبيان والتحصيل (‪ ،)383/2‬والذخرية (‪ ،)142/3‬واحلاوي الكبري (‪ ،)431/8‬والبيان‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)82/8‬والتذﻫيب يف أدلة الغاية والتقريب (ص‪ ،)230‬واملغين (‪ ،)293/9‬والشرح املمتع (‪)27/8‬‬

‫‪53‬‬
‫حكم الصفي مأ الغنيمة‬ ‫مسألة (‪)23‬‬
‫الصفي من الغنيمة ليس ألحد بعد رسول‬
‫(ال) خالف على وجوب ُسمس اخلُمس من الغنيمة – عند من يرى وجوبه‪ -‬للنيب ‪ ،‬سواء غاب عن القسمة أو حضرﻫا‪ ،‬وأعمعوا على أن َّ‬
‫هللا ‪ - ‬خالفاً أليب ثور‪ -‬الذي قال جيري جمرى سهم النيب ‪ ،‬والصفي‪ :‬شيء خيتاره النيب ‪ ‬من املغنم قبل القسمة؛ كاجلارية‪ ،‬والعبد‪ ،‬والثوب‪ ،‬والسيف وحنوه‪ .‬وقد اختلفوا ﻫل‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫أيخذ النيب ‪ ‬الصفي مع اخلُمس؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫الصفي‬
‫للنيب ‪ ‬اخلُمس و َّ‬ ‫ليس للنيب ‪ ‬إال اخلُمس فقط‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫عمهور العلماء‬ ‫قوم (مل يُنسب ألحد)‬
‫ظاﻫر تعارض املفهوم من احلديث مع املنطوق (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫الصفي) [د‪ /‬كم‪ /‬ﻫق‪ /‬وصححه ابن حبان واحلاكم]‪.‬‬ ‫‪ ‬قال ‪ ( :‬ال حيل يل مما أفاء هللا عليكم وال مثل ﻫذه إال *عن عائشة – رضي هللا عنها‪ -‬قالت‪( :‬كانت صفية من َّ‬
‫اخلُمس‪ ،‬وﻫو مردود عليكم) [ص‪ /‬د‪ /‬ن‪ /‬طأ‪ /‬حم]‪ ،‬دل أنَّه *عن الشعيب قال‪( :‬كان للنيب ‪ ‬سهم يدعى َّ‬
‫الصفي‪ ،‬إ ْن شاء عبداً‪ ،‬وإ ْن شاء أمةً‪ ،‬وإ ْن شاء فرساً‪ ،‬خيتاره قبل‬
‫ِّ‬
‫الصفي للنيب ‪ ‬معروف عند أﻫل العلم‪ ،‬وال خيتلف فيه أﻫل السري‪.‬‬ ‫فأخذ َّ‬
‫اخلُمس) [د‪ /‬ﻫق‪ /‬طح]‪ْ ،‬‬ ‫ليس للنيب ‪ ‬إال اخلُمس‪.‬‬
‫األدلة‬
‫الصفي) [ﻫق‪ /‬وحنوه ما‬ ‫‪ ‬عموم قوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ‪ ‬حديث وفد عبد القيس‪ ،‬الذي رواه ابن عباس ‪ ‬وفيه‪( :‬وأ ْن يعطوا سهم النيب ‪ ‬و َّ‬
‫كتب النيب ‪ ‬إىل زﻫري بن أقيش عند‪ :‬د‪ /‬ن‪ /‬حم]‪.‬‬
‫ﭙ) [األنفال‪ ،]41:‬ومل يذكر َّ‬
‫الصفي‪.‬‬

‫القول الثاين‪( :‬للنيب ‪ ‬اخلُمس والصفي)‪ ،‬وﻫذا اثبت من فعله ‪ ،‬واخلالف يف ﻫذه املسألة يعد خالفاً ضعيفاً‪ ،‬ويكفي ضعفه أنه مل يُذكر اسم املخالف يف كتب الفقه‬ ‫الراجح‬
‫الصفي وبعد قسمة الغنيمة أيخذ اخلمس‬
‫قبل قسمة الغنيمة أيخذ النيب ‪َّ ‬‬ ‫الصفي‬
‫عند قسمة الغنيمة أيخذ النيب ‪ ‬اخلمس دون َّ‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)728/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)9/10‬والبحر الرائق (‪ ،)98/5‬وإعالء السنن (‪ ،)276/12‬واهلداية شرح البداية (‪ ،)52/6‬ومواﻫب اجلليل (‪ ،)401/3‬ومنح اجلليل‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)251/3‬واحلاوي الكبري (‪ ،)390/8‬وروضة الطالبني (‪ ،)7/7‬واملغين (‪ ،)291/9‬واإلقناع (‪،)164/3‬‬

‫‪54‬‬
‫هل يستحق مأ الغنيمة مأ خرج لوحده للقتال بغري إذن اإلمام؟‬ ‫مسألة (‪)24‬‬
‫أعمع عمهور العلماء على أن أربعة أسماس الغنيمة للغامنني‪ ،‬إذا خرجوا إبذن اإلمام؛ لقوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) [األنفال‪ ،]41:‬فملَّك هللا تعاىل أربعة أسماس‬
‫الغنيمة للمقاتلني بوصفها هلم‪( :‬ﭔ)‪ ،‬واستثىن منها اخلُمس‪ ،‬واختلفوا ﻫل أيخذ من الغنيمة من خرج للقتال بغري إذن اإلمام‪ ،‬سواء خرجت جمموعة لوحدﻫا أو فرد لوحده‪ ،‬وليس مع‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫اجليش وغنموا ؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫من خرج للقتال بغري إذن اإلمام وغنم‪ ،‬أيخذ الغنيمة كلها (إن مل‬ ‫إذا خرجت السرية أو الرجل بغري إذن اإلمام‪ ،‬فكل ما‬ ‫إذا خرجت السرية أو الرجل بغري إذن اإلمام فلها أربعة‬
‫يكن اإلمام منعه)‬ ‫ساقت نفل أيخذه اإلمام‬ ‫أسماس الغنيمة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫أبو حامد (شافعي)‬ ‫اجلمهور‬
‫ظاﻫر تعارض نص اآلية مع األمر الواقع (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*ظاﻫر قوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ *ألن الفعل الواقع يف عهد الرسول ‪ ‬أن عميع السرااي إمنا ‪ ‬أثر عمر ‪( :‬الغنيمة ملن شهد الوقيعة) [ﻫق‪ /‬ش‪ /‬عب‪ /‬وﻫو‬
‫السرية‪ ،‬فكان موقوف]‪ ،‬فدل بعمومه أن من (مل) يشهد الوقيعة فال شيء له‪،‬‬‫كانت خترج عن إذنه ‪ ‬كما ﻫو معلوم يف ِّ‬
‫ﭘ ﭙ)‪ ،‬ومل ِّ‬
‫يفرق بني من خرج إبذن اإلمام‬ ‫األدلة‬
‫وأيخذه كله من قاتل‪.‬‬ ‫إذن اإلمام شرطاً يف استحقاق الغنيمة‪.‬‬
‫وبغري إذن اإلمام‪.‬‬
‫‪ ‬أخذه الغنيمة كلها عقوبة هلم؛ لغزوﻫم بال إذن اإلمام‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ختمس الغنيمة مطلقاً)‪ ،‬وﻫذا يوافق ظاﻫر اآلية؛ ألن اجليش كله له أتثري يف النصر ويف الظ فر ابلعدو‪ ،‬فال قوة للسرية بال بقية اجليش‪ ،‬وقد ضع ف ابن رشد – رمحه‬
‫الراجح‬
‫هللا‪ -‬القول الثاين‬
‫من خرج بال إذن اإلمام وغنم‪ ،‬فال ختمس الغنيمة‪ ،‬وأيخذﻫا‬ ‫من خرج بغري إذن اإلمام وغنم (ال) حيل له من الغنيمة‬ ‫من خرج إبذن اإلمام وغنم فله أربعة أسماس الغنيمة‪،‬‬
‫مثرة اخلالف‬
‫الغازون كلها‬ ‫شيء‪ ،‬وترجع لإلمام‪ ،‬وتصرف مصارف الفيء‬ ‫حاله حال الذي خرج مع جيش املسلمني وغنم‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)729/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)73/10‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)303/3‬وإعالء السنن (‪ ،)128/12‬واألم (‪ ،)373/7‬والبيان (‪ ،)207/12‬واجملموع (‪ ،)161/18‬واملغين‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪)167/13‬‬

‫‪55‬‬
‫هل للنساا سهم مأ الغنيمة إذا خرجأ مع اجليش؟‬ ‫مسألة (‪)25‬‬
‫هلن؟‪،‬‬
‫اتفقوا على أن الغنيمة للذكران األحرار البالغني‪ ،‬واتفقوا على أن النساء مباح هلن الغزو‪ ،‬واختلفوا إذا خرجت النساء للغزو مع اجليش املسلم‪ ،‬ﻫل هلن سهم من الغنيمة أم يُرضخ َّ‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫والرضخ‪ :‬أ ْن تُعطى املرأة شيئاً من الغنيمة دون مقدار السهم‪ .‬واخلالف على قولني‬
‫للمرأة سهم من الغنيمة كالذكران‬ ‫يُرضخ للمرأة شيء من الغنيمة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫األوزاعي‬ ‫اجلمهور‬
‫اختالفهم يف تشبيه املرأة ابلرجل يف كوهنا إذا غزت هلا أتثري يف احلرب أم ال‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* حديث حشرج عن جدته قالت‪( :‬خرجت مع رسول هللا ‪ ‬يف غزوة خيرب سادس ست نسوة‪ ،‬فبلغ رسول هللا‬ ‫*أثر ابن عباس ‪ ‬ملا ُسئل عن خروج النساء للحرب قال‪:‬‬
‫خرجنت؟‪ ،‬فقلنا‪ :‬اي رسول هللا خرجنا‬
‫َّ‬ ‫خرجنت‪ ،‬وإبذن من‬
‫َّ‬ ‫‪ ،‬فبعث إلينا فجئنا فرأينا فيه الغضب‪ ،‬فقال‪ :‬مع من‬ ‫(كن حيضرن احلرب مع رسول هللا ‪ ،‬فأما أ ْن يُضرب هلن سهم‬
‫نغزل الشعر ونعني به يف سبيل هللا‪ ،‬ومعنا دواء للجرحى‪ ،‬ونناول السهام ونسقي السويق‪ .‬فقال‪ :‬قمن‪ ،‬حىت إذا‬ ‫فال‪ ،‬وقد كان يرضخ هلن) [د‪ /‬ﻫق‪ /‬ولفظ مسلم‪( :‬وأما سهم‬
‫فتح هللا عليه خيرب أسهم لنا كما أسهم للرجال‪ ،‬وكان ذلك متراً) [د‪ /‬ن‪ /‬وسنده جمهول‪ ،‬وضعفه األلباين]‪.‬‬ ‫فال يضرب هلن)]‪.‬‬
‫األدلة‬
‫*تشبه املرأة ابلرجل‪ ،‬فلها أتثري مثله يف احلرب‪.‬‬ ‫* (ال) تُشبَّه املرأة ابلرجل يف احلرب‪ ،‬فتأثريﻫا دون الرجل؛ لذا‬
‫‪ ‬عن سعيد بن املسيب عن ابن شهبل‪( :‬أن النيب ‪ ‬ضرب لسهلة بنت عاصم يوم حنني بسهم‪ ،‬فقال رجل‬ ‫(مل) يغزو يوماً جيش كله من النساء‪.‬‬
‫من القوم‪ :‬أُعطيت سهلة مثل سهمي) [ص]‪.‬‬ ‫‪ ‬ألن اإلسالم أسقط وجوب اجلهاد عن املرأة‪ ،‬فليس هلا سهم‬
‫كالرجال‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬يرضخ للمرأة وال يُسهم هلا من الغنيمة)؛ لصحة خرب ابن عباس ‪ ،‬فهو نص يف حمل اخلالف‬ ‫الراجح‬
‫يُعطي اإلمام جزءاً غري مقد ر من الغنيمة للمرأة‪ ،‬ويكون‬
‫أتخذ املرأة سهماً من الغنيمة مثل ما أيخذ الذكر‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫ذلك دون السهم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)729/1‬والسري الصغري (ص‪ ،)247‬وتبيني احلقائق (‪ ،)256/3‬والقوانني الفقهية (ص ‪ ،)101‬ومنح اجلليل (‪ ،)189/3‬واجملموع (‪ ،)362/19‬وعمدة السالك‬
‫مراجع املسألة‬
‫(ص ‪ ،)235‬وخمتصر اخلرقي (ص ‪ ،)140‬واملغين (‪ ،)93/13‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)56/6‬‬

‫‪56‬‬
‫هل للعبيد سهم مأ الغنيمة إذا خرجوا مع اجليش؟‬ ‫مسألة (‪)26‬‬
‫اتفقوا على أن الغنيمة للذكران األحرار البالغني‪ ،‬واختلفوا يف العبيد ﻫل هلم شيء من الغنيمة؟ واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫للعبد سهم واحد من الغنيمة‬ ‫(ليس) للعبد حظ من الغنيمة مطلقاً إال أ ْن أييت بغنيمة‬ ‫يُرضخ للعبد شيء من الغنيمة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو ثور‪ /‬احلسن البصري‪ /‬عمر بن عبد العزيز‬ ‫األوزاعي‬ ‫اجلمهور‬
‫ﻫل عموم اخلطاب يف قوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) [األنفال‪ ،]41:‬يتناول األحرار والعبيد معاً؟‪ ،‬أم لألحرار دون العبيد‬ ‫سبب اخلالف‬
‫‪ ‬حديث عمري موىل أيب اللحم قال‪( :‬شهدت خيرب ‪ ‬ألن العبد ال ميلك‪ ،‬فملكه لسيده‪ ،‬فما أخذه من الغنيمة * أثر عمر ‪( :‬ليس أحد إال وله يف ﻫذا املال حق‪ ،‬إال ما‬
‫يف رسول هللا ‪ ،‬فأمر يب فقلِّدت عاد لسيده‪ ،‬ورمبا مل حيضر سيده القتال‪ ،‬فيغنم السيد وﻫو مل ملكت أميانكم) [طأ‪ /‬قال ابن عبد الرب‪ :‬وﻫو أصح]‪.‬‬
‫مع ساديت‪ ،‬فكلموا َّ‬
‫‪ ‬ألن العبد مسلم مكلف‪ ،‬فله ما للمسلمني‪ ،‬وعليه ما على‬ ‫سيفاً‪ ،‬فإذا أان أجره فأخرب أين مملو ‪ ،‬فأمر يل بشيء يغزو‪.‬‬
‫األدلة‬
‫املسلمني‪ ،‬وحرمته كحرمة احلر‪ ،‬والعناء يف احلرب واحد‪.‬‬ ‫من ُخرثي املتاع) [د‪ /‬ت‪ /‬وصححه األلباين]‪.‬‬
‫‪ ‬روي عن األسود بن يزيد أنه قال‪( :‬شهد فتح القادسية‬ ‫‪ ‬ألن العبيد ال جيب عليهم القتال‪ ،‬فال يكون هلم‬
‫عبيد‪ ،‬فضرب هلم سهامهم) [ذكره الطربي يف اترخية]‪.‬‬ ‫سهم من الغنيمة‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬يُرضخ للعبد شيء من الغنيمة)‪ ،‬لفعله ‪‬؛ وألن العبد ال ميلك‪ ،‬ولكن يُعطى من ابب اإلحسان إليه‪ ،‬فآية الغنيمة‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖﭗ ﭘﭙ)‪ ،‬مل تشمله‪،‬‬
‫الراجح‬
‫واألثر يف ذلك مل يصح‬
‫أيخذ العبد سهماً واحداً من الغنيمة سواء كان راجالً أو‬ ‫يُعطي اإلمام جزءاً غري مقدر من الغنيمة للعبد مبقدار‬
‫(ال) يُعطى العبد شيئاً من الغنيمة‪ ،‬ال سهم‪ ،‬وال يُرضخ له‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫فارساً‬ ‫دون السهم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)729/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)45/10‬واجلوﻫرة النرية (‪ ،)268/2‬والذخرية (‪ ،)429/3‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)132/3‬واللباب يف الفقه الشافعي‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)421/1‬والبيان (‪ ،)218/12‬وأسىن املطالب (‪ ،)93/3‬ومسائل اإلمام أمحد برواية أيب داود (‪ ،)323/1‬واملغين (‪)93/13‬‬

‫‪57‬‬
‫هل للصيب املراهق سهم مأ الغنيمة إذا خرج مع اجليش؟‬ ‫مسألة (‪)27‬‬
‫اتفقوا أن الغنيمة للذكران األحرار البالغني‪ ،‬واختلفوا ﻫل للصيب سهم من الغنيمة كالبالغني؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫يُرضخ للصيب وال يُسهم له‬ ‫يُسهم للصيب كالبالغني إن كان يطيق القتال‬ ‫يُسهم للصيب كالبالغني مطلقاً‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‬ ‫مالك‬ ‫األوزاعي‬
‫ظاﻫر تعارض فعل الصحابة ‪ ‬لعموم قوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) [األنفال‪]41:‬‬ ‫سبب اخلالف‬
‫‪ ‬ألن أخذ السهم من الغنيمة منوط ابلقتال *روي عن عمر ‪ ‬وابن عباس ‪َّ :‬‬
‫(إن الغلمان ال سهم هلم‪ ،‬وانتشر‬ ‫* أثر عمر ‪( :‬ليس أحد إال وله‬
‫واملقاتلني‪ ،‬فمن محل السالح ولديه القدرة على القتال ذلك بني الصحابة) [ش]‪.‬‬ ‫يف ﻫذا املال حق إال ما ملكت‬
‫كان مقاتالً‪ ،‬فسهم له كسائر املقاتلني‪ ،‬فهو ذكر ‪ ‬عن عقبة بن عامر قال‪ :‬اختلف الناس يف فتح االسكندرية؛ حيث مل‬ ‫أميانكم) [طأ‪ /‬قال ابن عبد الرب‪:‬‬
‫يقسم عمرو للصبيان شيئاً‪ ،‬فقال‪ :‬انظروا‪ ،‬فإ ْن كان قد أشعر‪ ،‬فاقسموا‬ ‫مقاتل‪.‬‬ ‫وﻫو أصح]‪.‬‬
‫األدلة‬
‫أن اجلوزجاين رواه‪ /‬قال األلباين‪ :‬مل أقف‬‫له) [ذكر صاحب املغين َّ‬ ‫‪ ‬حديث‪( :‬أسهم رسول هللا ‪‬‬
‫عليه]‪.‬‬ ‫للصبيان خبيرب) [ﻫق‪ /‬وﻫو منقطع]‪.‬‬
‫‪ ‬مل يثبت عن النيب ‪ ‬أنه كان يُقسم للصغار‪ ،‬بل كان ال جييزﻫم‬
‫للقتال‪.‬‬
‫القسم هلم‬
‫القول الثالث‪( :‬يُرضخ للصيب وال يُسهم له)‪ ،‬لعدم ثبوت ذلك عن الصحابة ‪ ،‬ولو كان معلوماً الشتهر‪ ،‬وملا توقف الصحابة ‪ ‬يف ْ‬ ‫الراجح‬
‫إذا كان الصيب يُطيق القتال وحيمل السالح فيأخذ من‬ ‫أيخذ الصيب سهم واحد من‬
‫يعطي اإلمام جزءاً غري مقدر من الغنيمة للصيب مبقدار دون السهم‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫الغنيمة كما أيخذ الذكور البالغني‬ ‫الغنيمة‪ ،‬مثله مثل الذكور البالغني‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)729/1‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)300/3‬وجممع األهنر (‪ ،)647/1‬واملدونة الكربى (‪ ،)520/1‬والنوادر والزايدات (‪ ،)188/3‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)475/1‬واألم‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)174/4‬واحلاوي الكبري (‪ ،)163/14‬واملغين (‪ ،)95/13‬وكشاف القناع (‪)87/3‬‬

‫‪58‬‬
‫هل يُسهم للتجا واألُجراا مأ الغنيمة؟‬ ‫مسألة (‪)28‬‬
‫اتفقوا على أن من خرج من املسلمني للقتال يف سبيل هللا فله سهم من الغنيمة‪ ،‬راجالً كان أو فارساً‪ ،‬واختلفوا فيمن خرج مع املسلمني املقاتلني ولكن ليس للقتال بل للتجارة أو‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫اإلجارة (العمل عندﻫم) أبجرة للخدمة‪ ،‬وشهدوا القتال ومل يقاتلوا‪ ،‬ﻫل هلم سهم من الغنيمة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫يُسهم للتجار واألجراء ما دام أهنم شهدوا القتال‪ ،‬ولو مل يقاتلوا‬ ‫(ال) يُسهم للتجار واألجراء الذين مل يقاتلوا‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد (املشهور)‪ /‬الشافعي (قول)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي (األصح)‪ /‬أمحد (رواية)‬
‫ختصيص عموم قوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) [األنفال‪ ،]41:‬ابلقياس الذي يوجب الفرق بني التجار واألُجراء وسائر الغامنني‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*عموم قوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ)‪ ،‬وﻫذا عام‪،‬‬ ‫*قوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ) ‪ ،‬والتجار واألُجراء حكمهم خالف سائر اجملاﻫدين؛ ألهنم‬
‫والعموم جيري على ظاﻫره‪ ،‬فيدخل يف قسمة الغنيمة التجار واألُجراء‪.‬‬ ‫مل يقصدوا القتال‪ ،‬بل قصدوا التجارة‪ ،‬فهم مستثنون من عموم اآلية‪.‬‬
‫*يُشبه ابجلعائل‪ ،‬وﻫو أ ْن يُعني أﻫل الديوان بعضهم بعضاً‪ ،‬فيُعني‬ ‫*حديث عوف بن مالك ‪ ‬قال‪( :‬بعثين رسول هللا ‪ ‬يف سرية‪ ،‬فقال رجل‪ :‬أخرج معك على أ ْن جتعل‬
‫القاعد منهم الغازي‪.‬‬ ‫يل سهماً يف املغنم‪ ،‬مث قال‪ :‬وهللا ال أدري أتغنمون أم ال تغنمون‪ ،‬ولكن اجعل يل شيئاً معلوماً‪ ،‬فجعلت‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬حديث‪( :‬يُسهم لألجري) [عب‪ /‬ش]‪.‬‬ ‫له ثالثة داننري‪ .‬فغزوان فأصبنا مغنماً‪ ،‬فسألت النيب ‪ ‬عن ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬ما أجد له يف الدنيا واآلخرة إال‬
‫‪ ‬أثر عمر ‪( :‬الغنيمة ملن شهد الوقيعة) [ﻫق‪ /‬ش‪ /‬عب‪ /‬وﻫو‬ ‫داننريه ﻫذه الثالثة الذي أخذ) [طب‪ /‬د‪ /‬كم‪ /‬ﻫق‪ /‬وحنوه عن يعلى بن أمية‪/‬وحسنه الطرباين وصححه‬
‫موقوف]‪ ،‬وﻫذا شهد الوقيعة وإ ْن مل يقاتل‪.‬‬ ‫األلباين]‪.‬‬
‫‪ ‬ألن الغنيمة للمقاتلني‪ ،‬فمن قاتل استحقها وإال فال‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال يسهم للتجار وال األجراء الذين مل يقاتلوا)‪ ،‬فهذا القول أقرب للدليل‪ ،‬ولو قلنا‪ :‬أيخذون‪ ،‬ألخذوا مرتني؛ مرة من األجر‪ ،‬وأخرى من الغنيمة‪ ،‬فأصبحوا أكثر حظاً ممن قاتل‬ ‫الراجح‬
‫لو حضر التاجر القتال‪ ،‬ومثله األجري خلدمة املقاتل ومل يقاتلوا استحقوا‬
‫لو حضر التاجر القتال‪ ،‬ومثله األجري خلدمة املقاتل ومل يقاتلوا فال شيء هلم من الغنيمة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫األجرة‪ ،‬واستحقوا سهم الغنيمة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)730/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)45/10‬وبدائع الصنائع (‪ ،)4364/9‬واملدونة الكربى (‪ ،)520/1‬والشرح الكبري للدردير (‪ ،)192/2‬واجملموع (‪،)159/18‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫واملغين (‪ ،)166-163/13‬ونيل األوطار (‪ ،)326/7‬وتفسري القرطيب (‪)17/8‬‬

‫‪59‬‬
‫حكم اجلعائل‬ ‫مسألة (‪)29‬‬
‫اجلعائل‪ :‬مفردﻫا ُجعل‪ ،‬وﻫو ما ُجيعل للعامل على عمله‪ ،‬واملراد أ ْن يقول اإلمام‪ :‬من قتل فالانً فله َسلَبه‪ ،‬أو‪ :‬من فتح ابب كذا فله كذا من املال‪ ،‬وحنو‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫ذلك‪ .‬وقد اتفقوا على استحقاق الغنيمة للمقاتل‪ ،‬واختلفوا يف جواز اجلعائل‪ ،‬سواء كانت ملسلم أو لكافر‪ ،‬ملقاتل أو غري مقاتل‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جتوز اجلعائل (على تفصيل بينهم؛ فاشرتط بعضهم بذهلا من السلطان‪ ،‬أو تكون للضرورة‪ ،‬أو أ ْن ال‬
‫(ال) جتوز اجلعائل‬
‫تكون قبل الغزو‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الثوري‪ /‬الليث‬
‫األئمة األربعة‬
‫ﻫل تشبه اجلعائل ابإلجارة أم ﻫي عقد مستقل (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫‪ ‬ألنه ُجعل يف مصلحة فجاز‪ ،‬كأجرة الدليل‪ ،‬وقد استأجر النيب ‪ ‬وأبو بكر ‪ ‬يف اهلجرة من ‪ ‬ألن يف اجلعل نوع إجارة جمهولة‪ ،‬فكان فيه غرر‪،‬‬
‫فلم جيز‪.‬‬ ‫دهلم على الطريق [خ]‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬ألن اجلعائل قد تكون للمسلم وقد تكون للكافر‪،‬‬ ‫‪ ‬ألن اجلُعل كان يف مصلحة فجاز‪.‬‬
‫فأصبحت ضرابً من ضروب االستعانة ابلكافر يف احلرب‪.‬‬ ‫‪ ‬ألن النيب ‪ ‬جعل للسرية الثلث والربع مما غنموا [حم‪ /‬د‪ /‬ﻫق‪ /‬من‪ /‬وصححه احلاكم واأللباين]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جتوز اجلعائل)؛ ملا فيه من مصلحة ل لمسلمني‪ ،‬فهو مبذول ملن قام بعمل زايدة على ما ﻫو مطلوب منه‪ ،‬وخيالف اإلجارة‪ ،‬بل حكى ابن‬
‫الراجح‬
‫قدامة –رمحه هللا‪ -‬اإلعماع على جواز اجلعالة يف احلرب‬
‫من ُجعِّل له جعل من أجل مهمة ما يف احلرب فقام‬
‫يستحب لإلمام أ ْن جيعل جعالً ملن يقوم مبهمة ما يف احلرب لشحذ مهم اجلنود وغريﻫم‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫هبا فليس له منه شيء ألنَّه (ال) يصح‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)731/1‬وتبيني احلقائق (‪ ،)258/3‬واجلوﻫرة النرية (‪ ،)266/2‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)465/1‬وحاشية العدوي (‪ ،)16/2‬وحتفة احملتاج (‪ ،)272/9‬وحاشية‬
‫مراجع املسألة‬
‫اجلمل (‪ ،)210/5‬واملغين (‪ ،)58/13‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)534/6‬‬

‫‪60‬‬
‫إذا حلق عسكر اإلسالم مدد يف دا احلرب قبل من يقسموا الغنيمة‪ ،‬مو حيرزوها بدا اإلسالم‪ ،‬هل ياشا كوهم فيها؟‬ ‫مسألة (‪)30‬‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫أن اجملاﻫد إذا حضر أرض املعركة وقاتل فله سهم الغنيمة‪ ،‬وكذلك لو شهد املعركة ومل يقاتل استحق السهم من الغنيمة‪ ،‬وكذا اتفقوا على أن اجملاﻫد إذا حلق ابجليش بعد انتهاء‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫املعركة وخروجهم لدار اإلسالم أ ْن ال شيء له‪ ،‬واختلفوا لو حلقهم بعد انتهاء املعركة وقبل عودهتم لدار اإلسالم‪ ،‬ﻫل يستحق الغنيمة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫إذا جاء اجملاﻫد بعد انتهاء القتال وقبل رجوع اجليش إىل دار اإلسالم فله سهم من الغنيمة‬ ‫إذا جاء اجملاﻫد بعد انتهاء القتال فليس له سهم من الغنيمة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫اجلمهور‬
‫سببان للخالف‪ :‬األثر والقياس؛ فأما األثر فإنه ورد يف ﻫذه املسألة أثرين متعارضني‪ ،‬وأما القياس فهو ﻫل يُلحق أتثري الغازي يف احلفظ بتأثريه يف اآلخذ؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬قال‪( :‬بعث رسول هللا ‪ ‬أابن بن سعيد *حديث ابن عمر ‪ ‬قال‪( :‬إمنا تغيب عثمان عن بدر‪ ،‬فإنَّه كانت حتته بنت رسول هللا ‪ ،‬وكانت مريضة‪ ،‬فقال له‬
‫إن لك أجر رجل ممن شهد بدراً وسهمه) [خ]‪ ،‬فضرب له رسول هللا ‪ ‬بسهم ومل حيضر القتال؛ َّ‬
‫ألن اشتغاله‬ ‫ابن العاص على سرية من املدينة قِّبل جند‪ ،‬فقدم أابن بن سعيد النيب ‪َّ :‬‬
‫وأصحابه على رسول هللا ‪ ‬خبيرب بعد أن فتحها‪ ،‬فقال النيب ‪ :‬كان بسبب اإلمام‪.‬‬
‫اجلس اي أابن‪ .‬ومل يقسم هلم) [د‪ /‬ﻫق‪ /‬خ تعليقاً‪ /‬وصححه ‪ ‬أثر عمر ‪ ‬قال‪( :‬الغنيمة ملن شهد الوقيعة) [ﻫق‪ /‬ش‪ /‬عب]‪ ،‬وﻫذا مل يشهد الوقيعة‪.‬‬
‫* يلحق أتثري الغازي ابحلفظ بتأثري اآلخذ‪ ،‬فالذي جاء قبل أ ْن يصل اجليش إىل بالد املسلمني له أتثري يف حفظ الغنيمة‪ ،‬فيشبه‬ ‫األلباين]‪.‬‬
‫*(ال) يُلحق أتثري الغازي ابحلفظ بتأثري األخذ‪ ،‬فاحلفظ أضعف‪ ،‬التأثري يف احلفظ ابلتأثري يف األخذ‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫فلم جيب له ما وجب للغازي الذي أخذ الغنيمة من عدوه قهراً‪  .‬ألن متام ملك الغنيمة بتمام االستيالء‪ ،‬وال يكون ذلك إال ابإلحراز إىل دار اإلسالم أو قسمتها‪ ،‬فمن جاء قبل ذلك‬
‫فقد أدركها قبل ملكها فاستحقها‪.‬‬
‫‪ ‬أثر عمر ‪( :‬أنَّه كتب إىل سعد‪ :‬قد أمددتك بقوم‪ ،‬فمن أات قبل أ ْن تُفين القتلى فأشركه يف الغنيمة) [ﻫق‪ /‬وﻫو‬
‫منقطع وفيه جمالد وﻫو ضعيف]‪.‬‬
‫ا لقول األول‪( :‬ليس له سهم)‪ ،‬ودليلهم عن أيب ﻫريرة ‪ ‬نص يف حمل اخلالف‪ ،‬ويشهد له أثر ابن عمر ‪ ،‬وحيمل فعله ‪ ‬لعثمان ‪ ‬أنَّه من ابب املواساة له‪ ،‬وأنَّه أعطاه من‬
‫الراجح‬
‫اخلُمس الذي ﻫو هلل تعاىل ولرسوله ‪‬‬
‫إذا وصل اجملاﻫد إىل جبهة القتال بعد انتهاء القتال سقط‬
‫إذا وصل اجملاﻫد إىل جبهة القتال بعد انتهاء القتال وقبل رجوع اجليش استحق سهمه من الغنيمة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫حقه من الغنيمة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)732/1‬والنتف يف الفتاوى للسغدي (‪ ،)727 /2‬والعناية (‪ ،)478/5‬وإعالء السنن (‪ ،)128/12‬والنوادر والزايدات (‪ ،)179/3‬واحلاوي الكبري (‪،)159/14‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫واملهذب (‪ ،)299/3‬والوسيط (‪ ،)542/4‬وإعانة الطالبني (‪ ،)231/2‬واإلنصاف (‪ ،)165/4‬واهلداية على مذﻫب اإلمام أمحد (ص ‪)21‬‬

‫‪61‬‬
‫كيفية توزيع الغنيمة لو خرجت سرية مأ العسكر وغنمت‬ ‫مسألة (‪)31‬‬
‫سبق يف مسألة (‪ )24‬الكالم عن كيفية قسمة الغنيمة فيما لو خرجت جمموعة بغري إذن اإلمام‪ ،‬والكالم ﻫنا يف السرية اليت تنفصل عن جيش املسلمني‪ ،‬أو تسبقه فتغنم‪ ،‬والسرية‪ :‬ﻫي القطعة من‬
‫اجليش‪ ،‬قد يصل عددﻫا أربعمائة فرد‪ ،‬ومسيت سرية؛ ألهنا تسري (تسري) ابلليل‪ .‬وال إشكال أنَّه إذا أقام األمري بدار اإلسالم وبعث سرية منفردة وغنمت أن الغنيمة هلا وحدﻫا‪ ،‬واخلالف‪ :‬لو‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫خرجت السرية مع اجليش‪ ،‬لكن انفردت عنه مبهمة – ما ‪ -‬إبذن اإلمام فغنمت‪ ،‬فكيف تُقسم الغنيمة؟‪ ،‬اخلالف على ثالثة أقوال‬
‫اإلمام ابخليار‪ ،‬إ ْن شاء سمَّس ما غنمت‬
‫للسرية‬
‫السرية اخلُ ُمس‪ ،‬والباقي َّ‬
‫يؤخذ من غنيمة َّ‬ ‫السرية من غنيمة‬
‫السرية فيما انفردت به َّ‬
‫يشار اجليش أﻫل َّ‬
‫السرية‪ ،‬وإ ْن شاء َّنفله كله‬
‫َّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫احلسن البصري‬ ‫اجلمهور‬
‫النخعي‬
‫السرية‪ ،‬بتأثري من حضر القتال‪ ،‬وﻫم أﻫل السرية؟‬
‫ﻫل يُشبَّه أتثري العسكر (اجليش) يف غنيمة َّ‬ ‫سبب اخلالف‬
‫(السرية) بتأثري من حضر ‪ ‬عموم أثر عمر ‪ ‬قال‪( :‬الغنيمة ملن‬‫*حديث عمرو بن شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪(* :‬ال) يشبَّه أتثري من أخذ الغنيمة َّ‬
‫شهد الوقيعة)‪.‬‬ ‫(املسلمون تتكافأ دماؤﻫم‪ ،‬ويسعى بذمتهم أدانﻫم‪ ،‬وجيري عليهم أقصاﻫم‪ ،‬وﻫم يد القتال (اجليش)‪ ،‬فاملباشر أعظم أتثرياً من ِّ‬
‫الردئ‪.‬‬
‫ومتسريهم على قاعدﻫم‪ ،‬ال يُقتل ‪ ‬عموم قوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ‪ ‬عموم قوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ‬ ‫ِّ‬ ‫ضعِّ ُفهم‪،‬‬
‫على من سواﻫم يرد ُم ِّش ُّد ُﻫم على ُم ْ‬
‫مؤمن بكافر‪ ،‬وال ذو عهد يف عهده) [طيا‪ /‬د‪ /‬جه‪ /‬ﻫق‪ /‬وحسنه األلباين]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) [األنفال‪.]41:‬‬ ‫ﭙ) ‪ ،‬والذي غنم ﻫم َّ‬
‫السرية‪.‬‬
‫*ألن للجيش أتثرياً يف أخذ الغنيمة‪ ،‬كتأثري من حضر القتال‪ ،‬فهم شيء واحد‪.‬‬
‫‪ ‬أثر عمر ‪ ‬قال‪( :‬الغنيمة ملن شهد الوقيعة) [ش‪ /‬طب‪/‬‬
‫‪ ‬فعل النيب ‪( :‬لَما بعث سرية من اجليش قِّبل أوطاس‪ ،‬فغنمت َّ‬
‫السرية‪ ،‬أشر بينها‬
‫السرية دون اجليش‪.‬‬
‫عد‪ /‬وﻫو موقوف]‪ ،‬والذي شهد الوقيعة ﻫم َّ‬ ‫وبني اجليش) [خ]‪.‬‬
‫السرية من الغنيمة)؛ لصحة داللة حديث‪( :‬املسلمون تتكافأ دماؤﻫم)‪ ،‬وألن السرية تتقوى بوجود اجليش‪ ،‬وتضعف بدونه‬
‫السرية فيما انفردت به َّ‬
‫القول األول‪( :‬يُشار اجليش أﻫل َّ‬ ‫الراجح‬
‫لو غنمت سرية‪ ،‬إما أ ْن يؤخذ منها اخلُمس‬
‫لو غنمت سرية‪ ،‬يؤخذ من الغنيمة اخلُمس ويرد الباقي على السرية‬ ‫السرية وعلى اجليش‬
‫لو غنمت سرية‪ ،‬يُؤخذ من الغنيمة اخلُمس ويُقسم الباقي على َّ‬
‫ويرد الباقي على السرية لوحدﻫا‪ ،‬أو أتخذه‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫وحدﻫا دون اجليش‬ ‫مشاركةً ابلسوية‬
‫السرية عميعها انفلة بال ختميس‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)732/1‬والنوادر والزايدات (‪ ،)175/3‬والتاج واإلكليل (‪ ،)580/4‬واملهذب (‪ ،)299/3‬واجملموع (‪ ،)364/19‬والبيان (‪ ،)223/12‬واحملرر (‪ ،)177/2‬واملغين (‪،)131/13‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫وكشاف القناع (‪ ،)83/3‬وموسوعة فقه احلسن البصري (ص‪)762‬‬

‫‪62‬‬
‫مقدا ما جيب للفا س مأ الغنيمة‬ ‫مسألة (‪)32‬‬
‫اتفقوا على املقدار الواجب من الغنيمة للرجل الذي ال فرس له‪ ،‬سهم واحد‪ ،‬واختلفوا يف مقدار سهم الفارس‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫للفارس سهمان‬ ‫للفارس ثالثة أسهم‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫اجلمهور‬
‫ظاﻫر اختالف اآلاثر‪ ،‬ومعارضة القياس لألثر‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حديث جممع عن ابن يعقوب عن عمه ‪ ‬قال‪( :‬شهدان احلديبية مع رسول هللا ‪ ،‬فقسمت خيرب‬ ‫*حديث ابن عمر –رضي هللا عنهما‪( :-‬أن النيب ‪ ‬أسهم لرجل وفرسه‬
‫على أﻫل احلديبية‪ ،‬فقسمها رسول هللا ‪ ‬مثانية عشر سهماً‪ ،‬فأعطى الفارس سهمني‪ ،‬وأعطى الراجل‬ ‫ثالثة أسهم؛ سهمان للفرس‪ ،‬وسهم لراكبه) [خ‪/‬م]‪.‬‬
‫سهماً) [د‪ /‬ش‪ /‬حم‪ /‬طب‪ /‬كم‪ /‬ﻫق‪ /‬وصححه احلاكم والذﻫيب‪ ،‬وضعف إسناده الشافعي‪ ،‬ويف سند‬ ‫فارسني يوم خيرب‪ ،‬فأعطاان‬
‫ْ‬ ‫‪ ‬حديث أيب رﻫم ‪ ‬قال‪( :‬كنت أان وأخي‬
‫احلديث كالم طويل ذكره الغماري]‪.‬‬ ‫النيب ‪ ‬ستة أسهم؛ أربعة لفرسينا‪ ،‬وسهمني لنا) [ﻫق]‪ ،‬احلديثان نص يف‬ ‫األدلة‬
‫*حىت ال يكون سهم الفرس أكثر من سهم اإلنسان‪ ،‬فالفرس حيوان‪ ،‬فكيف يُعطى أكثر من اآلدمي‪.‬‬ ‫حمل اخلالف‪.‬‬
‫‪ ‬عن ابن عمر ‪-‬رضي هللا عنهما‪( :-‬أن النيب ‪ ‬جعل للفارس سهمني‪ ،‬والراجل سهماً) [ش‪ /‬قط‪/‬‬ ‫‪ ‬ألن الفرس الذي يف احلرب أعظم‪ ،‬وكلفته أكثر‪ ،‬فينبغي أ ْن يكون سهمه‬
‫سنده صحيح على شرط الشيخني]‪.‬‬ ‫أكثر‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬للفارس ثالثة أسهم)‪ ،‬قال ابن رشد –رمحه هللا‪ -‬عن القياس الذي أخذ به أصحاب القول الثاين‪ " :‬وﻫذا القياس ليس بشيء؛ ألن سهم الفرس إمنا استحقه اإلنسان الذي ﻫو‬
‫الراجح‬
‫الفارس ابلفرس‪ ،‬وغري بعيد أن يكون أتثري الفارس ابلفرس يف احلرب ثالثة أضعاف أتثري الراجل‪ ،‬بل لعله واجب‪ ،‬مع أن حديث ابن عمر أثبت"‬
‫من أعطى للفارس سهمني فقد وافق سنة النيب ‪‬‬ ‫من أعطى للفارس ثالثة أسهم فقد وافق سنة النيب ‪‬‬ ‫مثرة اخلالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)733/1‬واألصل املعروف ابملبسوط للشيباين (‪ ،)178 /2‬وإعالء السنن (‪ ،)169/12‬والسري الصغري (ص ‪ ،)112‬وحتفة امللو (ص ‪ ،)185‬واملدونة الكربى (‪ ،)518/1‬والكايف‬
‫مراجع املسألة‬
‫البن عبد الرب (‪ ،)475/1‬واألم (‪ ،)98/2‬وإعانة الطالبني (‪ ،)231/2‬واملبدع (‪ ،)332/3‬والروض املربع (‪ ،)297/1‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)63/6‬‬

‫‪63‬‬
‫ما جيوز للمجاهد مخذه مأ الغنيمة قبل القسمة‬ ‫مسألة (‪)33‬‬
‫اتفقوا على حترمي الغلول‪ ،‬والغلول ﻫو‪ :‬أخذ شيء من الغنيمة قبل قسمتها؛ ودليل حترميه حديث عبادة بن الصامت ‪ ،‬قال النيب ‪( :‬أدوا اخليط واملخيط‪ ،‬وإايكم والغلول؛ فإنَّه عار‬
‫على أﻫله يوم القيامة) [حم‪ /‬وحنوه عن العرابض بن سارية ‪ ‬عند‪ :‬بز‪ /‬طب‪ /‬ورجال سند وثقات]‪ ،‬واختلفوا ﻫل جيوز للغزاة األكل من طعام الغنيمة يف ما داموا يف أرض العدو‪ ،‬ومثله‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫العلف للدواب؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) جيوز للمجاﻫد األكل من طعام الغنيمة‬ ‫جيوز للمجاﻫد األكل من طعام الغنيمة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫ابن شهاب (مالكي)‬ ‫اجلمهور‬
‫ظاﻫر معارضة اآلاثر اليت جاءت يف حترمي الغلول لآلاثر الواردة يف إابحة أكل الطعام‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حديث ابن مغفل ‪ ‬قال‪( :‬أصبت جراب شحم يوم خيرب‪ ،‬فقلت‪ :‬ال أعطي منه شيئاً‪ ،‬فالتفت فإذا رسول هللا ‪ * ‬حديث عبادة بن الصامت ‪ ،‬قال النيب ‪( :‬أدوا اخليط‬
‫واملخيط‪ ،‬وإايكم والغلول؛ فإنه عار على أﻫله يوم القيامة)‪،‬‬ ‫يبتسم) [خ‪/‬م]‪.‬‬
‫ترجح أحاديث حترمي الغلول على األحاديث املبيحة ألكل‬ ‫*حديث ابن عمر –رضي هللا عنهما‪ -‬قال‪( :‬كنا نصيب يف مغازينا العسل والعنب فنأكله وال نرفعه) [خ]‪.‬‬
‫األدلة‬
‫*حديث ابن أيب أوَّف ‪ ‬قال‪( :‬أصبنا طعاماً يوم خيرب‪ ،‬وكان الرجل جييء فيأخذ منه مقدار ما يكفيه فننطلق) [ذ‪ /‬الطعام‪.‬‬
‫من‪ /‬كم‪ /‬ﻫق‪ /‬وصححه احلاكم]‪ ،‬ﻫذه األحاديث وحنوﻫا خمصصة ألحاديث الغلول‪.‬‬
‫‪ ‬ألن الطعام والعلف يقل يف دار احلرب‪ ،‬فأبيح ليقوى اجملاﻫد على القتال‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيوز للمجاﻫد األكل من طعام الغنيمة)‪ ،‬وأحاديث القول نص ظاﻫر يف املسألة‬ ‫الراجح‬
‫لو أكل اجملاﻫد من مال الغنيمة لضرورة أو لغري ضرورة‪ ،‬مبقدار ما حيتاجه‪ ،‬إبذن أو بغري إذن من اإلمام‪ ،‬جاز ذلك ومل لو أكل اجملاﻫد من مال الغنيمة بغري ضرورة وبدون إذن اإلمام عُد‬
‫مثرة اخلالف‬
‫غاالً للغنيمة‬ ‫غاالً‬
‫يعد َ‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)734/1‬والعناية (‪ ،)484/5‬واجلوﻫرة النرية (‪ ،)261/2‬والتهذيب يف اختصار املدونة (‪ ،)69/2‬والفواكه الدواين (‪ ،)401/1‬وجواﻫر العقود (‪ ،)383/1‬وأسىن‬
‫مراجع املسألة‬
‫املطالب (‪ ،)197/4‬واملغين (‪ ،)168/13‬والكايف البن قدامة (‪ ،)136/4‬وكشاف القناع (‪)73/3‬‬

‫‪64‬‬
‫عقوبة الغال‬ ‫مسألة (‪)34‬‬
‫اتفقوا على حترمي الغلول‪ ،‬وﻫو من كبائر الذنوب‪ ،‬وموعد صاحبه ابلعقوبة‪ ،‬واختلفوا يف عقوبة الغال الدنيوية‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫الغال يعزر‬ ‫الغال حيرق رحله ومتاعه كله‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي‬ ‫أمحد‬
‫اختالفهم يف تصحيح حديث‪( :‬من غل فاحرقوا متاعه)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫غل‪ ،‬فأحرقوا متاعه واضربوه) [حم‪ /‬ألن النيب ‪ ‬مل حيرق‪ ،‬وقال للرجل الذي أخذ من الغنيمة‪:‬‬
‫*حديث عمر ‪ ‬عن النيب ‪( :‬إذا وجدمت الرجل قد َّ‬
‫د‪ /‬ت‪ /‬كم‪ /‬ﻫق‪ /‬قال الرتمذي نقال عن البخاري‪ :‬فيه رجل منكر احلديث‪ ،‬وقد أطال (كن أنت جتيء به يوم القيامة‪ ،‬فلن أقبله منك) [د]‪ ،‬ومل‬
‫حيرق متاعه‪.‬‬ ‫الغماري الكالم فيه]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪( :‬أن رسول هللا ‪ ‬وأاب بكر وعمر أحرقوا متاع ‪‬ألن إحراق املتاع فيه إضاعة للمال‪ ،‬وقد هنى النيب ‪ ‬عن‬
‫إضاعة املال‪.‬‬ ‫الغال) [ﻫق‪ /‬ش]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬الغال يعزر)‪ ،‬لضعف احلديث الذي نص على التحريق؛ وملا فيه من إضاعة املال‪ ،‬ولعدم وجود عقوبة حتريق يف الشريعة بسبب السرقة‬ ‫الراجح‬

‫من غل من الغنيمة ُحرق متاعه ورحله إال املصحف وما فيه روح‪ ،‬وال حترق ثيابه اليت‬
‫من غل من الغنيمة غزره اإلمام مبا يرى من عقوبة تردعة‬ ‫حيرق‪ ،‬وكذا ال حيرق متاع‬‫يلبسها‪ ،‬وال سالحه وال نفقته‪ ،‬وإ ْن مات قبل أ ْن ُحيرق رحله مل َّ‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫الصيب والعبد‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)735/1‬والنتف يف الفتاوى للسغدي (‪ ،)727 /2‬واملعتصر من املختصر (‪ ،)238/1‬والنوادر والزايدات (‪ ،)203/3‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)473/1‬وإرشاد‬
‫السالك (ص‪ ،)51‬واألم (‪ ،)265/4‬وهناية املطلب (‪ ،)532/11‬ومسائل اإلمام أمحد وإسحاق بن راﻫويه (‪ ،)3913/8‬واحملرر (‪ ،)178/2‬واملغين (‪ ،)169/13‬واهلداية يف‬ ‫مراجع املسألة‬
‫ختريج أحاديث البداية (‪)71/6‬‬

‫‪65‬‬
‫مأ مي يا مأ الغنيمة يكون النفل؟‬ ‫مسألة (‪)35‬‬
‫النفل‪ :‬زايدة تضاف إىل سهم الغازي‪ .‬وقد اتفق العلماء على جواز النَّفل قبل إحراز الغنائم للتحريض على القتال؛ حبيث يزيد اإلمام على نصيب السرية‪ ،‬أو اجملاﻫد الفرد مقداراً معيناً‪ ،‬وقد سبق يف مسألة رقم‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫(‪ )31‬أن النخعي – رمحه هللا‪ -‬يرى جواز تنفيل كامل الغنيمة للسرية اليت خرجت وغنمت لوحدﻫا‪ ،‬واخلالف ﻫنا من أين يُؤخذ النفل؟‪ ،‬وقد اختلفوا فيه على ثالثة أقوال‬
‫النَّفل يكون من سمس اخلمس‪ ،‬وﻫو حظ اإلمام‬
‫النَّفل يكون من عملة رأس الغنيمة بعد أخذ اخلمس‬ ‫النَّفل يكون من اخلمس الواجب لبيت مال املسلمني‬
‫فقط‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد‪ /‬أبو عبيد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬
‫الشافعي‬
‫ﻫل بني اآليتني الواردتني يف الغنائم تعارض‪ ،‬أم مها على التخيري‪ ،‬ومها قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) [األنفال‪ ،]1:‬وقوله تعاىل (ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬
‫سبب اخلالف‬
‫ﭗ ﭘ ﭙ) [األنفال‪ /]41:‬واختالف اآلاثر يف ﻫذه املسألة‬
‫*ﻫي أدلة القول األول‪ ،‬وقد خصوا اخلمس حبظ *قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) ‪ ،‬أي‪ :‬حكمها‬ ‫*قوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫اإلمام حىت ال يُزاحم اليتامى واملساكني وأبناء‬
‫وملكيتها هلل تعاىل وللرسول ‪ ،‬وال تعارض بني ﻫذه اآلية وقوله تعاىل‪( :‬ﭒ‬ ‫ﭙ) ‪ ،‬ﻫذه اآلية انسخة لقوله تعاىل‪:‬‬
‫السبيل يف نصيبهم‪.‬‬
‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) [األنفال‪]41:‬؛ ألهنا على التخيري‪.‬‬ ‫(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ)‪،‬‬
‫* حديث حبيب بن مسلمة ‪( :‬أن النيب ‪ ‬كان ينفل الربع من السرااي بعد‬ ‫فال نفل بعد إحراز الغنيمة إال من اخلمس‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫وينفلهم الثلث بعد اخلمس يف الرجعة) [حم‪ /‬د‪ /‬ﻫق‪ /‬من‪/‬‬ ‫اخلمس يف البداءة‪ِّ ،‬‬ ‫*حديث ابن عمر –رضي هللا عنهما‪( :-‬أن رسول هللا‬
‫وصححه احلاكم واأللباين]‪ ،‬فكان ينفل ‪ ‬قبل بدء الغزوة‪ ،‬وبعد الفراغ من الغزوة‪،‬‬ ‫‪ ‬بعث سرية فيها عبد هللا بن عمر قِّبل جند‪ ،‬فغنموا‬
‫وﻫذا يدل على أن النفل من رأس الغنيمة بعد اخلمس‪ ،‬فقد ملكهم ‪ ‬النفل قبل‬ ‫إبالً كثرية‪ ،‬فكان سهامه اثين عشر بعرياً‪ ،‬ونفلوا بعرياً‬
‫إحراز الغنيمة ابتداءً‪.‬‬ ‫بعرياً) [متفق]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬النفل يكون من اخلمس الواجب لبيت مال املسلمني)‪ ،‬وعموماً النفل من اخلمس‪ ،‬وليس من نصيب اجملاﻫدين‪ ،‬وعموم اجليش الذي ملكهم إايه رب العاملني‪ ،‬وابلتايل تكون آية األنفال‬
‫الراجح‬
‫(‪ )41‬انسخة لآلية األوىل من السورة‪ ،‬وﻫذا مذﻫب عمهور العلماء كما قال القرطيب‬
‫بعد إحراز الغنيمة يُعطى اجليش أربعة أسماسها‪،‬‬ ‫بعد إحراز الغنيمة يُعطى اجليش أربعة أسماسها‪،‬‬
‫بعد إحراز الغنيمة ُخيرج اخلمس ويوزع على املذكورين يف اآلية‪ ،‬وابقي الغنيمة األربعة‬
‫واخلمس الثاين يُقسم سمسة أقسام –حسب ما ذكر‬ ‫واخلمس الثاين ُخيرج منه النَّفل أوالً‪ ،‬مث تُقسم إىل ثالثة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫أسماس‪ُ ،‬خيرج منها النفل مث يوزع على اجليش‬
‫يف اآلية‪ -‬وخيرج من سمس هللا ورسوله ‪ ‬فقط النفل‬ ‫أقسام عند أيب حنيفة‪ ،‬وعند مالك يتصرف فيه اإلمام‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)736/1‬واجلوﻫرة النرية (‪ ،)266/2‬والبناية (‪ ،)180/7‬وإعالء السنن (‪ ،)272/12‬واملدونة الكربى (‪ ،)517/1‬والنوادر والزايدات (‪ ،)221/3‬واألم (‪ ،)150/4‬والبيان (‪ ،)198/12‬وحتفة‬
‫احملتاج (‪ ،)144/7‬ومسائل اإلمام أمحد رواية ابنه عبد هللا (ص‪ ،)257‬واملغين (‪ ،)53/13‬واجلامع ألحكام القرآن للقرطيب (‪)4/8‬‬
‫مراجع املسألة‬

‫‪66‬‬
‫احلد األعلى للنفل‬ ‫مسألة (‪)36‬‬
‫اتفق العلماء على جواز النفل‪ ،‬وال إشكال أنَّه (ال) حد ألقل النفل‪ ،‬فيجوز لإلمام أ ْن ِّ‬
‫ينفل ابلشيء اليسري‪ ،‬واختلفوا يف احلد األقصى واألعلى للنفل‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫َ‬
‫ال حد ألكثر النَّفل‪ ،‬وﻫو موكول الجتهاد اإلمام‬ ‫ِّ‬
‫جيوز أ ْن ينفل السرية عميع ما غنمت‬ ‫(ال) جيوز النَّفل أبكثر من الثلث‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‪ /‬الشافعي‬ ‫أبو حنيفة (لو َّنفل قبل اإلحراز)‪ /‬النخعي‬ ‫أبو حنيفة (لو َّنفل بعد اإلحراز)‪ /‬أمحد‬
‫االختالف يف مفهوم حديث حبيب بن مسلمة يف نفل السرااي دون اجليش‪ ،‬وﻫل ﻫو خمصص آلية األنفال (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* حديث حبيب بن مسلمة ‪( :‬أن النيب ‪ ‬كان يُ ِّنفل الربع * قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ‪ ‬ألن النيب ‪ ‬نفل مرة الربع‪ ،‬ومرة الثلث‪ ،‬ومرة‬
‫من السرااي بعد اخلمس يف البداءة‪ ،‬وينفلهم الثلث بعد اخلمس ﭘﭙ)‪ ،‬ﻫذه اآلية حمكمة غري منسوخة‪ ،‬وﻫي عامة نصف السدس‪ ،‬فدل على أن األمر كله موكول إىل‬
‫اإلمام‪ ،‬وليس ما ورد من مقدار التنفيل للتحديد‪.‬‬ ‫يف الرجعة) [حم‪ /‬د‪ /‬ﻫق‪ /‬من‪ /‬وصححه احلاكم واأللباين]‪ ،‬فلم غري َّ‬
‫خمصصة‪.‬‬
‫األدلة‬
‫ِّ‬
‫ينفل النيب ‪ ‬أكثر من الثلث‪ ،‬فال يتجاوز هلذا املقدار‪ ،‬وﻫذا ‪ ‬أثر عمر ‪ ‬قال‪( :‬الغنيمة ملن شهد الوقعة) [ش‪/‬‬
‫احلديث خمصص آلية األنفال‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ طب‪ /‬عد‪ /‬وﻫو موقوف]‪ ،‬والسرية ﻫي اليت شهدت‬
‫ﭗ ﭘ ﭙ) ‪( ،‬ﭒ ﭓﭔﭕﭖﭗ ﭘﭙ)‪.‬‬
‫الوقعة‪ ،‬وهلا دون اخلمس‪ ،‬فجاز أ ْن حتوز عميع الغنيمة‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال يُ ِّنفل أبكثر من الثلث)‪ ،‬فهذا ما ورد يف السنة‪ ،‬واالقتصار عليه أوىل‪ ،‬أما قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ) [األنفال‪ ،]1:‬فهذه اآلية منسوخة ابآلية‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫الراجح‬
‫ﭕﭖ ﭗﭘ ﭙ) [األنفال‪ ،]41:‬كما ذﻫب لذلك عمهور العلماء‬
‫يُ ِّنفل اإلمام ما شاء‪ ،‬لكن عند مالك تُؤخذ من سمس‬
‫يُ ِّنفل اإلمام كامل الغنيمة للسرية دون ختميس‬ ‫يُ ِّنفل اإلمام للسرية ثلث الغنيمة فأقل بعد أخذ اخلمس منها‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫الغنيمة‪ ،‬وعند الشافعي تُؤخذ من سمس اخلمس‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)737/1‬واللباب يف اجلمع بني السنة والكتاب (‪ ،)772/2‬وبدائع الصنائع (‪ ،)115/7‬وإعالء السنن (‪ ،)289/12‬واالختيار (‪ ،)133/4‬واملدونة الكربى‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)517/1‬والبيان والتحصيل (‪ ،)80/3‬واألم (‪ ،)151/4‬واحلاوي الكبري (‪ ،)401/8‬واملغين (‪ ،)55/13‬واملبدع (‪)310/3‬‬

‫‪67‬‬
‫هل جيوز الوعد ابلتنفيل قبل احلرب؟‬ ‫مسألة (‪)37‬‬
‫اتفق العلماء على جواز الن فل من اإلمام‪ ،‬وأنَّه جيوز إذا بدأت احلرب‪ ،‬واختلفوا ﻫل جيوز لإلمام أ ْن يعد سريةً أو جندايً ابلنَّفل قبل احلرب؟‪ ،‬واخلالف‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫على قولني‬
‫جيوز الوعد ابلتنفيل قبل احلرب‬ ‫يكره التنفيل قبل احلرب‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫(اجلمهور)‬ ‫(مالك)‬
‫معارضة مفهوم القصد من الغزو لظاﻫر األثر‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* ألن الغزو إمنا يُقصد به وجه هللا تعاىل؛ ولتكون كلمة هللا تعاىل ﻫي العليا‪ ،‬فإذا وعد * حديث حبيب بن مسلمة ‪َّ :‬‬
‫(أن النيب ‪ ‬كان ينفل الربع من السرااي بعد اخلمس يف‬
‫وينف لهم الثلث بعد اخلمس يف الرجعة) [حم‪ /‬د‪ /‬ﻫق‪ /‬من‪ /‬وصححه احلاكم‬ ‫البداءة‪ِّ ،‬‬ ‫اإلمام ابلنفل قبل احلرب‪ِّ ،‬خيف أ ْن يسفك الغزاة دماءﻫم يف حق غري هللا تعاىل‪.‬‬
‫‪ ‬حديث ابن عباس –رضي هللا عنهما‪ -‬قال‪( :‬ملا كان يوم بدر‪ ،‬قال النيب هللا ‪ ‬واأللباين]‪ ،‬ثبت عنه ‪ ‬أنَّه كان يعد ابلنفل يف البداءة‪ ،‬أي‪ :‬قبل بدء الغزو‪ .‬وال اجتهاد‬ ‫األدلة‬
‫قال‪ :‬من قتل قتيالً فله كذا وكذا‪ ،‬ومن أسر أسرياً فله كذا وكذا) [د‪ /‬طرب‪ /‬كم‪ /‬ﻫق]‪ .‬مع النص‪.‬‬
‫* ألن املقصود من الوعد ابلتَّنفيل قبل احلرب التنشيط على احلرب‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جيوز الوعد ابلتَّنفيل قبل احلرب)‪ ،‬وحديث حبيب بن مسلمة ‪ ‬نص يف حمل اخلالف‪ ،‬ومعلوم أن اجملاﻫد موعود ابلغنيمة أيضاً‪ ،‬ومل يصرفه ذلك عن وجه هللا‬
‫الراجح‬
‫تعاىل‪ ،‬والقتال لرفع كلمة ال إله إال هللا؛ فإن العربة يف ذلك ابلنية‬
‫(ال) حرج على اإلمام أ ْن يعد سرية أو فرداً ابلنفل قبل اخلروج للحرب‬ ‫األوىل عدم الوعد من اإلمام ابلنفل قبل اخلروج للحرب‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)737/1‬واالختيار (‪ ،)132/4‬وتبيني احلقائق (‪ ،)258/3‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)477/1‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)130/3‬واألم (‪ ،)151/4‬واحلاوي‬
‫مراجع املسألة‬
‫الكبري (‪ ،)401/8‬واملغين (‪ ،)226/9‬واملبدع (‪)310/3‬‬

‫‪68‬‬
‫هل تنفيل اإلمام رط يف استحقاق السلب؟‬ ‫مســألــة (‪)38‬‬
‫السلَب‪ :‬ما كان القتيل البساً له من ثياب وحنوﻫا‪ ،‬وما كان معه من سالح يستعني به يف القتال‪ ،‬وأما ما معه من مال ومتاع ال يستعني به يف احلرب فليس داخالً يف‬
‫َّ‬ ‫حترير حمل‬
‫السلَب‪ .‬وال خالف أن القاتل يف احلرب يستحق سلب املقتول – يف اجلملة ‪ ،-‬لقوله ‪( :‬من قتل كافراً فله َسلَبه) [خ‪/‬م]‪ ،‬واختلفوا ﻫل يُشرتط ألخذ السلب تنفيل‬ ‫َّ‬ ‫اخلالف‬
‫اإلمام بعد احلرب؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫السلَب مستحق للقاتل سواء َّنفله اإلمام أو مل ِّ‬
‫ينفله‬ ‫(ال) يستحق سلَب املقتول إال أ ْن ِّ‬
‫ينفله اإلمام للقاتل أو يشرتطه القاتل‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو ثور‪ /‬إسحاق‪ /‬عماعة من السلف‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الثوري‬
‫االختالف يف قوله ‪ ‬يوم حنني من حديث أيب قتادة ‪( :‬من قتل قتيالً فله سلَبه)‪ ،‬ورواية‪( :‬من قتل قتيالً له عليه بينة فله سلبه) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ﻫل ﻫذا منه ‪ ‬على جهة‬ ‫سبب اخلالف‬
‫النَّفل أو على جهة االستحقاق للقاتل؟‬
‫* قوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) [األنفال‪ ،]41:‬ملا نص هللا تعاىل يف * قوله ‪( :‬من قتل قتيالً فله َسلَبه)‪ ،‬ﻫذا من ابب بيان‬
‫للسلب مطلقاً‪.‬‬
‫اآلية على أن اخلمس هلل تعاىل‪ ،‬علم أن األربعة أسماس واجبة للغامنني‪ ،‬كما أنه ملا نص على استحقاق القاتل َّ‬
‫السلب مأخوذ من الغنيمة بغري تقدير اإلمام واجتهاده‪،‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن َّ‬ ‫الثلث لألم يف املواريث علم أن الثلثني لألب‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫* قوله ‪( :‬من قتل قتيالً فله سلَبه)‪ ،‬ﻫذا من جهة النفل‪ ،‬وما قضى به ‪ ‬يوم حنني‪ ،‬فلم يفتقر إىل إذنه‪ ،‬كالسهم من الغنيمة‪.‬‬
‫وقد ُمحل على النَّفل ال االستحقاق ملعارضة آية الغنيمة‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ) ‪.‬‬
‫(السلب مستحق‪ ،‬أذن به اإلمام أو مل أيذن)‪ ،‬لظاﻫر قوله ‪ ،‬وألن ﻫذا مما ِّ‬
‫حيفز اجملاﻫدين‪ ،‬قال أبو عمر ابن عبد الرب‪ :‬قوله ‪( :‬من قتل قتيالً فله سلَبه)‪،‬‬ ‫القول الثاين‪َّ :‬‬ ‫الراجــح‬
‫إن النيب ‪ ‬مل ِّ‬
‫ينفل إال يف ُحنني‬ ‫ﻫذا حمفوظ عن النيب ‪ ‬يف ُحنني ويف بدر‪ ،‬وﻫذا فيه رد على اإلمام مالك حني قال‪َّ :‬‬
‫عند الشافعي‪ :‬أيخذ القاتل سلَب املقتول بغري إذن اإلمام‪ ،‬فهو‬ ‫السلب إىل الغنيمة ويوزعه على اجملاﻫدين ابلسوية‪ ،‬و(ال) يصح للقاتل أ ْن‬
‫جيوز لإلمام أ ْن يضم َّ‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫السلَب إبذن اإلمام‬‫مستحق له ابلقتل‪ ،‬وعند أمحد‪ :‬األوىل أ ْن أيخذ َّ‬ ‫يستحوذ عليه دون إذن اإلمام‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)738/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)47 /10‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)133 /4‬والتفريع للجالب (ص‪ ،)209 :‬وإرشاد السالك (ص‪ ،)51 :‬وخمتصر املزين‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫(‪ ،)377/8‬واحلاوي الكبري (‪ ،)393 /8‬واملغين (‪ ،)70/13‬والشرح الكبري (‪)453 /10‬‬

‫‪69‬‬
‫ما رط استحقاق السلب؟‬ ‫مســألــة (‪)39‬‬
‫السلَب أ ْن يكون املقتول من املقاتلة الذين جيوز قتاهلم‪ ،‬فمن قتل صبياً أو‬
‫أن القاتل يف احلرب يستحق السلب‪ ،‬وال خالف أن من شرط استحقاق َّ‬ ‫(ال) خالف يف اجلملة َّ‬ ‫حترير حمل‬
‫السلَب شروط أخرى؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫امرأةً أو شيخاً فانياً أو ضعيفاً ممن ال يقاتل مل يستحق سلَبه‪ ،‬واختلفوا ﻫل الستحقاق َّ‬ ‫اخلالف‬
‫السلب للقاتل إذا كان القتل‬‫(ال) يُستحق َّ‬ ‫السلَب للقاتل إال إذا قتله مقبالً غري مدبر‬
‫(ال) يُستحق َّ‬ ‫السلَب للقاتل بكل حال دون شرط‬ ‫يُستحق َّ‬ ‫األقوال‬
‫قبل معمعة احلرب أو بعدﻫا‬ ‫الشافعي‬ ‫اجلمهور‬ ‫ونسبتها‬
‫األوزاعي‬
‫االختالف يف مفهوم حديث‪( :‬من قتل قتيالً فله سلَبه) (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫ألن األصل يف حصول ال َّسلَب أ ْن يغرر املشر بقتله‪  ،‬ألن السلَب يكون للمبارزة أو احلرب‪،‬‬ ‫‪ ‬عموم قوله ‪( :‬من قتل قتيالً فله سلبه) [خ‪/‬م]‪َّ  ،‬‬
‫السلَب إال للمبارزة‪ ،‬أو‬
‫فالنيب ‪ ‬مل يُعط َّ‬ ‫(أي يربز للقتال وليس منهزماً)‪.‬‬ ‫وﻫذا عام بدون شرط‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫ألن املنهزم بعد احلرب قد كفى املسلمني شر نفسه‪ ،‬ومل ملن كفى املسلمني شره‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫يغرر قاتله بقتله فلم يستحق سلَبه‪ ،‬كاألسري‪.‬‬
‫السلَب بكل حال)‪ ،‬لعموم احلديث‪ ،‬أما التخصيص أو التقييد ابألحوال املذكورة يف األحاديث وكوهنا شرطاً الستحقاق السلب فغري مسلَّم‬
‫القول األول‪( :‬يُستحق َّ‬ ‫الراجــح‬
‫من لقي مشركا قبل احتدام احلرب فقتله‬ ‫من الحق مشركاً أراد الفرار من املعركة فقتله وأخذ سلبه‬ ‫من الحق مشركاً أراد الفرار من املعركة فقتله وأخذ‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫فليس له سلبه‬ ‫فليس له سلبه‬ ‫سلبه كان له‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)738/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)47 /10‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)181 /7‬والتفريع للجالب (ص‪ ،)209 :‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)99 :‬واألم للشافعي (‪،)364 /7‬‬ ‫مراجع‬
‫وخمتصر املزين (‪ ،)249 /8‬واملغين (‪ ،)65/13‬وشرح الزركشى على خمتصر اخلرقى (‪)182 /3‬‬ ‫املسألــة‬

‫‪70‬‬
‫هل ُخيمس السلب؟‬ ‫مســألــة (‪)40‬‬
‫أن الغنيمة ختمس‪ ،‬فيُخرج منها اخلُمس قبل توزيعها على الغامنني‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) [األنفال‪ ،]41:‬واختلفوا ﻫل خيمس‬
‫اتفقوا على َّ‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫السلب؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫َّ‬
‫السلَب مطلقاً‬
‫خيمس َّ‬ ‫السلَب مطلقاً‬
‫(ال) خيمس َّ‬ ‫السلَب جاز أ ْن خيمسه‬
‫إذا استكثر اإلمام َّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫األوزاعي‪ /‬مكحول‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫إسحاق‬
‫ظاﻫر معارضة فعل عمر ‪ ‬ملطلق حديث عوف بن مالك ‪( ‬مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫أن ‪ ‬عموم قوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ‬ ‫* حديث عوف بن مالك األشجعي ‪ ‬وقاله ابن الوليد‪َّ ( :‬‬ ‫* عن أنس بن مالك ‪ ‬قال‪( :‬إن الرباء بن مالك محل على مرزابن‬
‫خيمس‬‫رسول هللا ‪ ‬قضى ابلسلب للقاتل) [م‪ /‬ويف رواية‪( :‬ومل ِّ‬ ‫يوم الدارة فطعنه طعنة على قربوس َسرجه فقتله‪ ،‬فبلغ سلَبه ثالثني ألفاً‪،‬‬
‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ)‬
‫دل احلديث إما بظاﻫره أو بنصه أن السلب ال‬ ‫السلَب) حم‪ /‬د]‪َّ ،‬‬ ‫فبلغ ذلك عمر بن اخلطاب ‪ ،‬فقال أليب طلحة‪( :‬إان كنا ال خنمس‬
‫[األنفال‪ ،]41:‬والسلَب من عملة‬ ‫األدلــة‬
‫خيمس‪.‬‬ ‫ماال كثرياً‪ ،‬وال أراين إال سمسته)‪ ،‬قال‪:‬‬
‫السلَب‪ ،‬وإن سلَب الرباء قد بلغ ً‬
‫الشيء الذي يُغنم‪.‬‬ ‫* قول عمر ‪( :‬كنا ال ِّ‬
‫خنمس السلَب)‪ ،‬ويف رواية زايدة‪( :‬على‬ ‫فكان أول سلب سمس يف اإلسالم [ش‪ /‬ﻫق]‪ ،‬فالتفريق بني الكثري‬
‫أن األمر من فعله ‪ ‬عدم ختميس‬ ‫عهد رسول هللا ‪َّ ،)‬‬
‫دل على َّ‬ ‫والقليل سنة عمر ‪.‬‬
‫السلَب‪.‬‬
‫َّ‬
‫السلَب ملا استكثره فهذا‬
‫السلَب مطلقاً)‪ ،‬لفعل النيب ‪ ‬واخللفاء من بعده؛ أبو بكر وعمر صدراً من خالفته‪ ،‬وأما فعل عمر ‪ ‬بتخميس َّ‬
‫القول الثاين‪( :‬ال خيمس َّ‬ ‫الراجــح‬
‫اجتهاد خاص منه ‪ ‬وليس إعماع من الصحابة ‪ ،‬وحديث ابن عوف ‪ ‬خمصص لعموم اآلية‬
‫لو كان السلَب قليالً وجب‬ ‫جيز لإلمام أ ْن خيمسه‬
‫لو كان السلب كثرياً أو قليالً مل ْ‬ ‫إذا كان السلب كثرياً أخذ اإلمام ُسمسه كاحلال يف الغنيمة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫ختميسه كاحلال يف الغنيمة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)738/1‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)133 /4‬واجلوﻫرة النرية على خمتصر القدوري (‪ ،)266 /2‬وإعالء السنن (‪ ،)295/12‬والنوادر والزايدات (‪،)225 /3‬‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫والقوانني الفقهية (ص‪ ،)99 :‬واألم للشافعي (‪ ،)150/4‬وروضة الطالبني (‪ ،)335 /5‬واملغين (‪ ،)69/13‬والعدة شرح العمدة (ص‪)636 :‬‬

‫‪71‬‬
‫حكم ما ُوجد مأ مموال املسلمني عند الكفا‬ ‫مســألــة (‪)41‬‬
‫اسرتدت منهم بطريق الغلبة‪ ،‬ما‬ ‫أن ما ُوجد من أموال الكفار عند الكفار بعد الغلبة عليهم يكون ختميسه للمسلمني‪ ،‬واختلفوا يف األموال اليت عند الكفار وﻫي للمسلمني أوالً‪ ،‬ولكن ُ‬‫اتفقوا على َّ‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫حكمها؟‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬
‫ما اسرتد املسلمون من أيدي الكفار من ما ُوجد من مال املسلم قبل القسم إذا حاز الكفار املال وبلغ دارﻫم مث‬ ‫ما اسرتده املسلمون من أيدي الكفار من أموال املسلمني تعود ألرابهبا من‬
‫أموال املسلمني يُقسم ﻫو غنيمة للجيش يعود لصاحبه‪ ،‬وبعد القسم صاحبه أخذه املسلمون فهو لصاحبه قبل‬ ‫املسلمني‬
‫القسم‪ ،‬وأيخذه بثمنه بعد القسم‪،‬‬ ‫أوىل به بثمنه‬ ‫الزﻫري‪ /‬عمرو بن دينار‪ /‬علي بن أيب‬ ‫الشافعي‪ /‬أبو ثور‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫وما حازه الكفار لكن مل يبلغوا به‬ ‫مالك‪ /‬أمحد‪ /‬الثوري‪ /‬عمر بن‬ ‫طالب ‪‬‬
‫دارﻫم فهو لصاحبه‬ ‫اخلطاب ‪‬‬
‫أبو حنيفة‬
‫ظاﻫر تعارض اآلاثر والقياس‪ /‬وﻫل ميلك الكفار على املسلمني أمواهلم إذا غلبوﻫم عليها أم ليس ميلكوهنا؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* حديث عمران بن احلصني ‪‬‬ ‫أن رجالً‬‫* حديث عمران بن احلصني ‪ ‬قال‪( :‬أغار املشركون على سرح املدينة * حديث أسامة بن زيد ‪ ‬قال‪( :‬قلت‪ :‬اي * حديث ابن عباس ‪َّ ( :‬‬
‫قال‪( :‬أغار املشركون على سرح‬ ‫وأخذوا العضباء انقة رسول هللا ‪ ‬وامرأة من املسلمني‪ ،‬فلما كانت ذات ليلة رسول هللا‪ ،‬أين تنزل غداً – إ ْن شاء هللا‪-‬؟ وجد بعرياً له كان املشركون قد‬
‫املدينة‪ ،)...‬دل احلديث أن‬ ‫قامت املرأة وقد انموا فركبت العضباء مث توجهت إىل املدينة‪ ،‬ونذرت لئن وذلك زمن الفتح – قال‪ :‬وﻫل تر لنا عقيل أصابوه‪ ،‬فقال ‪ :‬إ ْن أصبته قبل أ ْن‬
‫الكفار إذا مل يبلغوا دارﻫم يُرد مال‬ ‫جناﻫا هللا لتنحرﻫا‪ ،‬فلما وصلت وأخربت بنذرﻫا‪ ،‬قال ‪ :‬بئس ما جزيتيها‪ ،‬من منزل؟‪ .‬وكان عقيل ورث أاب طالب ألنَّه يُقسم فهو لك‪ ،‬وإ ْن أصبته بعد‬
‫املسلم لصاحبه مطلقاً‪.‬‬ ‫أن الكافر ميلك مال القسم أخذته ابلقيمة) [قط‪ /‬ﻫق‪/‬‬ ‫ال نذر فيما ال ميلك ابن آدم‪ ،‬وال نذر يف معصية) [م]‪ ،‬فلم ميلِّكها ‪ ‬كافر) [خ‪/‬م]‪ ،‬فدل َّ‬
‫‪ ‬ألن ما مل يصل املال لدار‬ ‫املسلم‪ ،‬فإذا اسرتده املسلمون غلبة فهو غنيمة‪ .‬واحلديث ضعفه ابن رشد والدارقطين‬ ‫الناقة‪ ،‬فدل أن الكافر ال ميلك مال املسلم اليت غلبه عليها‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫الكفر مل حيوزوه حيازة كاملة‪،‬‬ ‫* حديث ابن عمر ‪ ‬قال‪( :‬ذﻫبت فرسه فأخذﻫا العدو‪ ،‬فظهر عليهم * ألهنم أعمعوا أن الكافرين غري ضامنني والبيهقي وغريﻫم]‪ ،‬فدل على التفريق‬
‫فريجع املال للمسلم‪.‬‬ ‫املسلمون فردت عليه زمن رسول هللا ‪ ،‬وأبق عبد له فلحق ابلروم فظهر عليهم ألموال املسلمني‪ ،‬فلزم منه أ ْن يكون الكفار بني ما ُوجد قبل القسمة وما ُوجد‬
‫مالكني له‪ ،‬فلو كانوا غري مالكني لضمنوا‪ .‬بعد القسمة‪.‬‬ ‫املسلمون فرده عليه خالد بن الوليد بعد النيب ‪[ )‬خ]‪.‬‬
‫* تشبيه األموال ابلرقاب‪ ،‬فكما أن الكفار ال ميلكون رقاب املسلمني‪ ،‬فكذا ال ‪ ‬ألن الكفار ملكوه ابستيالئهم فصار * قضاء عمر ‪( :‬من وجد ماله‬
‫بعينه فهو أحق به‪ ،‬مامل يُقسم)‬ ‫غنيمة كسائر أمواهلم‪.‬‬ ‫ميلكون أمواهلم‪ ،‬كما ال ميلك الباغي ال رقاب وال أموال العادل (املبغى عليه)‪.‬‬
‫[ص‪/‬أثر]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ما اسرتد املسلمون من أموال املسلمني تعود ألرابهبا)‪ ،‬وﻫذا القول أحظ ابلدليل وأوضح داللة‪ ،‬وقد ضعف ابن رشد – رمحه هللا – القول الثالث والرابع‪ ،‬فقال‪( :‬من َّفرق بني احلكم قبل‬ ‫الراجــح‬
‫القسم وبعده‪ ،‬وبني ما أخذه املشركون بغلبة أو بغري غلبة‪ ،‬فليس له حظ من النظر)‬
‫من وجد ماله يف الغنيمة قبل أ ْن‬ ‫من وجد ماله بعينه يف الغنيمة فاسرتده‬ ‫من وجد ماله بعينه يف الغنيمة فال حق له فيه‬ ‫من وجد ماله بعينه يف الغنيمة وجب على اإلمام رده عليه مطلقاً‬
‫تصل إىل داير الكفار فهو له مطلقاً‬ ‫قبل قسمتها فهو له وإال دفع مثنه‬ ‫وﻫو من الغنيمة‬
‫وأما إن وصل إىل داير الكفار فهو‬ ‫وأخذه إ ْن شاء‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫له إذا مل تقسم الغنيمة وأما إذا‬
‫قسمت فهو له إ ْن دفع مثنه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)739/1‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)190 /7‬وفتح القدير (‪ ،)7 /6‬واملدونة الكربى (‪ ،)14 /3‬وعقد اجلواﻫر الثمينة يف مذﻫب عامل املدينة (‪ ،)319 /1‬وخمتصر املزين (‪ ،)380 /8‬واجملموع (‪ ،)117/12‬واملغين (‪/13‬‬
‫مراجع املسألــة‬
‫‪ ،)117‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪ ،)476 /10‬اهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)84/6‬‬

‫‪72‬‬
‫حكم العبد واألمة املغنومة مأ الكفا إذا تبني مهنا ألحد املسلمني‬ ‫مســألــة (‪)42‬‬
‫إذا استوىل الكفار على حر مل ميلكوه سواء كان مسلماً أو ذمياً‪ ،‬وال خالف يف ﻫذا‪ ،‬واختلفوا لو استوىل الكفار على األمة والعبد واملدبَّر واملكاتب وأم الولد‪ ،‬مث غنمه‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫املسلمون منهم فما حكمه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) تُ ُّرد األمة والعبد وأم الولد وحنوﻫا لسيدﻫا‬ ‫تـَُرُّد األمة وأم الولد دون غريمها لسيدﻫا‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي‬
‫ﻫل ميلك الكفار على املسلمني أمواهلم إذا غلبوا عليها أم ليس ميلكوهنا؟‪ /‬وﻫل يلحق به ما يقوم ابملال؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫‪ ‬الكفار (ال) ميلكون ما حصلوا عليه من املكاتب وأم الولد‪ ،‬ألنه ال ‪ ‬ألن الكفار ميلكون كل ما حصلوا عليه ابلقهر مما يقوم ابملال‪ ،‬واألمة والعبد وحنومها مما يقوم‬
‫ابملال فيملكها الكفار‪ ،‬وال فرق بني األمة وأم الولد والعبد القن‪.‬‬ ‫جيوز نقل امللك فيها كاحلر‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬ألن أم الولد ال جيوز لغري سيدﻫا استحالهلا‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬تُ ُّرد األمة وأم الولد لسيدﻫا)‪ ،‬بناءً على الراجح يف املسألة السابقة‪ ،‬من أن الكفار ال ميلكون أموال املسلمني ابلغلبة عليها ابلقهر‪ ،‬وقد ضعف ابن رشد –‬ ‫الراجــح‬
‫رمحه هللا – القول الثاين‪ ،‬فقال‪( :‬استثناء أم الولد واملدبَّر من سائر األموال ال معىن له)‪ ،‬خصوصاً من يرى أن الكفار ميلكون على املسلمني سائر األموال‪ ،‬وقال‪( :‬ال فرق‬
‫بني سائر األموال إال أ ْن يثبت يف ذلك مساع)‬
‫جيب أ ْن ترجع األمة وأم الولد لسيدﻫا قبل وبعد القسم‪ ،‬وجيوز لإلمام مىت خرجت األمة وأم الولد ابلقسم ألحد املسلمني أو اشرتاﻫا إنسان‪ ،‬مل يكن لسيدمها أخذمها‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫إال ابلثمن‬ ‫أ ْن يفدي أم الولد أو ُجيرب سيدﻫا على فدائها‪ ،‬وإ ْن مل يكن لسيدﻫا‬
‫مال أعطيت له واتبعه الذي أخرجت يف نصيبه بقيمتها ديناً مىت أيسر‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)742/1‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)393/2‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)195/7‬والتهذيب يف اختصار املدونة (‪ ،)53/2‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫(‪ ،)375/3‬واألم للشافعي (‪ ،)301/4‬وخمتصر املزين (‪ ،)380/8‬واملغين (‪ ،)122/13‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪)482/10‬‬

‫‪73‬‬
‫لو مسلم الكافر ويف يده مال للمسلم هل جيوز ملأ بيده املال مخذه؟‬ ‫مســألــة (‪)43‬‬
‫أكثر العلماء على أن الكفار إذا أخذوا أموال املسلمني مث قهرﻫم املسلمون فأخذوﻫا منهم وعلم صاحبها – قبل قسمتها – أهنا ترد على صاحبها بغري‬ ‫حترير حمل‬
‫شيء‪ ،‬وال خالف أن الكافر احلريب إذا أسلم أو دخل على املسلمني أبمان بعد أن استوىل على مال مسلم فأتلفه فإنه (ال) ضمان عليه‪ ،‬واختلفوا لو أسلم‬ ‫اخلالف‬
‫الكافر لوحده ويف يده مال للمسلم سواء ُعلم املسلم أو ُجهل‪ ،‬ﻫل جيوز له أخذ املال‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫لو أسلم الكافر وبيده مال للمسلم مل يصح له أخذه‬ ‫لو أسلم الكافر وبيده مال للمسلم يصح له أخذه‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‬
‫ﻫل ميلك الكفار على املسلمني أمواهلم إذا غلبوا عليها أم ليس ميلكوهنا؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫‪ ‬قوله ‪( :‬من أسلم على شيء فهو له) [ص‪/‬ﻫق‪/‬وحسنه ‪ ‬حديث ابن عمر ‪ ‬قال‪( :‬ذﻫبت فرسه فأخذﻫا العدو‪ ،‬فظهر عليهم املسلمون‬
‫فردت عليه زمن رسول هللا ‪[ ‬خ]‪َّ ،‬‬
‫فدل َّ‬
‫أن الكافر ال ميلك ما حصل عليه من‬ ‫َّ‬ ‫األلباين]‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن الكفار ميلكون ما حصلوا عليه من املسلمني ابلقهر والغلبة‪ .‬املسلمني ابلقهر والغلبة‪.‬‬
‫القول األول‪ ( :‬لو أسلم الكافر وبيده مال للمسلم يصح له أخذه)‪ ،‬فهو أصبح من املسلمني وله ما للمسلمني وعليه ما على املسلمني‪ ،‬فصح أخذه للمال‪،‬‬ ‫الراجــح‬
‫كما صحح نكاحه وواليته‪ ،‬خبالف ما أخذ منه قهراً‬
‫لو أسلم الكافر وبيده مال مسلم فريده للمسلم أو يرد مثنه‪ ،‬وإذا كان املال أم ولد أو‬ ‫لو أسلم الكافر وبيده مال مسلم صح للكافر أخذه بال عوض‪ ،‬إال‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫أمة ردﻫا على صاحبها‬ ‫أم الولد واألمة فرتد عند أيب حنيفة ومالك‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)742/1‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)387 /2‬واجلوﻫرة النرية (‪ ،)261/2‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)566 /4‬وشرح خمتصر خليل للخرشي‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫(‪ ،)127/3‬واألم للشافعي (‪ ،)270/4‬واحلاوي الكبري (‪ ،)278/14‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)151 /4‬واملغين (‪)122/13‬‬

‫‪74‬‬
‫إذا دخل مسلم إىل الكفا احملا بني خلسة ومخذ مال (مسلم) منهم فلمأ يكون املال؟‬ ‫مســألــة (‪)44‬‬
‫اتفقوا أن ما أخذه املسلمون يف احلرب من مال الكافرين فهو غنيمة للمسلمني‪ ،‬وذﻫب عامة أﻫل العلم إىل أن ما أخذه الكفار من أموال املسلمني مث قهرﻫم املسلمون فأخذوﻫا منهم‬ ‫حترير حمل‬
‫وعلم صاحبها ُرَّد ت إليه قبل قسمها بغري شيء‪ ،‬ولو دخل مسلم لوحده إىل الكفار وأخذ ماهلم فهو للمسلمني‪ ،‬سواء قلنا‪ :‬يشاركه فيها اجليش أو ال يشاركه‪ ،‬وسواء خرج إبذن اإلمام أو‬
‫اخلالف‬
‫أن املال ملسلم فما حكمه‪ ،‬وملن يكون؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫بغري إذنه‪ ،‬لكن لو خرج مسلم إىل الكفار ِّخلسةً وأخذ منهم ماالً فتبني َّ‬
‫من أخذ ماالً من الكفار وتبني أنه ملسلم فهو لصاحب املال‬ ‫من أخذ ماالً من الكفار وتبني أنه ملسلم فمن أخذه أوىل به‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‪ /‬الشافعي (مقتضى مذﻫبه)‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‬
‫ﻫل ميلك الكفار على املسلمني أمواهلم إذا غلبوﻫم عليها أم ليس ميلكوهنا؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫‪ ‬حديث عمران بن احلصني ‪ ‬قال‪( :‬أغار املشركون على سرح املدينة وأخذوا العضباء انقة رسول هللا ‪‬‬ ‫‪ ‬ألن الكفار ميلكون ما حصلوا عليه من املسلمني ابلقهر والغلبة‪.‬‬
‫وامرأة من املسلمني‪ ،‬فلما كانت ذات ليلة قامت املرأة ‪ -‬وقد انموا ‪ -‬فركبت العضباء مث توجهت إىل املدينة‪- ،‬‬ ‫‪ ‬ألن املال أصبح ملكاً لواحد بعينه فأشبه ما لو قُسم‪.‬‬
‫‪ -‬ونذرت لئن جناﻫا هللا بنَحرﻫا ‪ ،-‬فلما وصلت وأخربت بذلك النيب ‪ ‬قال‪ :‬بئس ما جزيتيها‪ ،‬ال نذر فيما ال‬
‫األدلــة‬
‫ميلك ابن آدم‪ ،‬وال نذر يف معصية) [م]‪ ،‬ومل ميلِّكها النيب ‪ ‬الناقة على الرغم أهنا نذرت بذحبها‪ ،‬ومساه نذر‬
‫معصية‪ ،‬وﻫي قد أخذت الناقة من الكفار قهراً‪.‬‬
‫‪ ‬ألنه مل حيصل يف يده بعوض‪ ،‬فكان صاحبه أحق به‪ ،‬كما لو أدركه يف الغنيمة قبل قسمته‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬من أخذ ماالً من الكفار وﻫو ملسلم فهو لصاحب املال)‪ ،‬لظاﻫر داللة حديث عمران بن احلصني ‪ ،‬وألن الكفار (ال) ميلكون ما حصلوا عليه من مال ملسلم ابلغلبة‬ ‫الراجــح‬
‫من استوىل على شيء من الكفار كان ملكه إال إذا كان ﻫو يف األصل ملسلم فريده عليه بال مقابل‬ ‫من استوىل على شيء من الكفار كان ملكه وإ ْن كان ﻫو يف األصل‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫ملسلم ولصاحبه اسرتداده بثمنه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)743/1‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)393 /2‬وبداية املبتدي (ص‪ ،)117 :‬وشرح ابن انجي التنوخي على منت الرسالة (‪ ،)384 /1‬وحاشية العدوي على كفاية الطالب الرابين‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫(‪ ،)14 /2‬واألم للشافعي (‪ ،)293 /4‬والبيان (‪ ،)190 /12‬واملغين (‪ ،)119/13‬وكشاف القناع عن منت اإلقناع (‪)79 /3‬‬

‫‪75‬‬
‫إذا مسلم احلريب وهاجر إىل دا اإلسالم وتر ولده وزوجته وماله يف دا احلرب فما حكمهم؟‬ ‫مســألــة (‪)45‬‬
‫اتفقوا َّأن احلريب إذا أسلم يف دار احلرب حقن دمه وماله وأوالده الصغار‪ ،‬وكذا إ ْن دخل دار اإلسالم ومعه أوالده وماله وزوجته وأسلم‪ ،‬واختلفوا لو َّأن احلريب أسلم وﻫاجر إىل دار اإلسالم وتر يف دار الكفر ولده‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫الصغري وزوجته وماله فما حكمهم؟‪ ،‬وﻫل جيوز سبيهم (واخلالف يف األوالد الصغار وليس الكبار)‪ ،‬وأخذ ماله غنيمة لو غلب عليهم املسلمون؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫إذا أسلم احلريب وﻫاجر إىل دار اإلسالم فما تر من‬ ‫إذا أسلم احلريب وﻫاجر إىل دار اإلسالم فكل ما تر‬ ‫إذا أسلم احلريب وﻫاجر إىل دار اإلسالم فكل ما تر له حرمة اإلسالم‬
‫زوجة وولد له حرمة اإلسالم‪ ،‬وما تر من مال (فليس)‬ ‫(ليس) له حرمة اإلسالم‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫له حرمة اإلسالم‬ ‫أبو حنيفة‬
‫مالك‬
‫اختالفهم يف مفهوم قوله ‪( :‬أمرت أ ْن أقاتل الناس حىت يقولوا‪ :‬ال إله إال هللا‪ ،‬فإذا قالوﻫا عصموا مين دماءﻫم وأمواهلم إال حبقها) [متفق]‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* قوله ‪( :‬فإذا قالوﻫا عصموا مين دماءﻫم وأمواهلم)‪ ،‬األصل أن املبيح للمال ‪ ‬ألنَّه مل يثبت إسالم ولده وزوجته إبسالمه‪ ،‬ومل يعصم ‪َّ ‬‬
‫ألن أوالد املسلم يتبعونه يف اإلسالم‪.‬‬
‫ماله الختالف الدارين‪ ،‬ولذا لو ُسيب الطفل وأبواه يف دار ‪َّ ‬‬
‫ألن ماله وداره يف دار احلرب فهي تبع لذلك‪.‬‬ ‫ﻫو الكفر‪ ،‬وأن العاصم ﻫو اإلسالم‪ ،‬وقد أسلم‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫الكفر مل يتبعهما‪ ،‬ويتبع سابيه يف اإلسالم‪.‬‬ ‫‪ ‬ألن أوالده أوالد مسلم‪ ،‬فوجب أ ْن يتبعوه يف اإلسالم‪ ،‬كما لو كانوا معه يف الدار‪.‬‬
‫ألن داره بقعة يف دار احلرب‪ ،‬فجاز اغتنامها‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫‪ ‬ألن ماله مال مسلم‪ ،‬فال جيوز اغتنامه‪ ،‬كما لو كان يف دار اإلسالم‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬إذا أسلم احلريب وﻫاجر لدار اإلسالم فما تر له حرمة اإلسالم)‪ ،‬وقد ضعف ابن رشد –رمحه هللا‪ -‬القول الثالث‪ ،‬فقال‪( :‬والتفريق بني املال والزوجة والولد ﻫذا جار على غري قياس)‪،‬‬ ‫الراجــح‬
‫ورد على القول الثاين فقال‪( :‬األصل أن املبيح للمال ﻫو الكفر‪ ،‬والعاصم ﻫو اإلسالم‪ ،‬فمن زعم أن ﻫا ﻫنا مبيح غري الكفر من متلك عدو أو غريه‪ ،‬فعليه الدليل)‬
‫لو غزا املسلمون دار كفر فسبوا وغنموا واتضح َّ‬
‫أن‬ ‫لو غزا املسلمون دار كفر فسبوا وغنموا واتضح َّ‬
‫أن بعض‬ ‫لو غزا املسلمون دار كفر فسبوا وغنموا واتضح َّ‬
‫أن بعض السيب والغنيمة ﻫم أبناء‬
‫بعض السيب والغنيمة ﻫم أبناء ومال رجل أسلم والتحق‬ ‫السيب والغنيمة ﻫم أبناء ومال رجل أسلم والتحق بدار‬ ‫ومال رجل أسلم والتحق بدار اإلسالم وجب ردﻫا عليه‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بدار اإلسالم وجب رد السيب إليه ومل يلزم رد املال إليه‬ ‫اإلسالم (مل) يلزم ردﻫا عليه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)743/1‬وشرح السري الكبري (ص‪ ،)719 :‬والبحر الرائق (‪ ،)112 /5‬وعقد اجلواﻫر الثمينة (‪ ،)319 /1‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)102 :‬وروضة الطالبني (‪ ،)252 /10‬وكفاية‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫األخيار (ص ‪ ،)502‬واملغين (‪ ،)115/13‬واإلقناع يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل (‪)13 /2‬‬

‫‪76‬‬
‫حكم ما افتتح املسلمون مأ األ ض عنوة‬ ‫مســألــة (‪)46‬‬
‫اتفق املسلمون أن الغنيمة اليت تُؤخذ قسراً من املشركني يف احلرب من متاع ولباس ودواب وحنوﻫا‪َّ ،‬أن سمسها لبيت مال املسلمني‪ ،‬واألربعة أسماس الباقية للمجاﻫدين‪ ،‬واختلفوا يف قسمة األرض مما افتتح املسلمون‪ ،‬واخلالف على‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫ثالثة أقوال‬
‫اإلمام خمري بني قسمة األرض على املسلمني أو يضرب على‬ ‫تُقسم األرض على الغامنني كما تقسم بقية الغنائم‬ ‫(ال) تُقسم األرض على الغامنني إال أ ْن يرى اإلمام املصلحة فيه‬
‫أﻫلها الكفار اخلراج‬ ‫الشافعي‬ ‫مالك‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد (املشهور)‬
‫ما يُظن من تعارض بني آية سورة األنفال‪( :‬ﭒﭓﭔﭕﭖ)[األنفال‪ ،]41:‬وآية سورة احلشر‪( :‬ﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏ)[احلشر‪ ،]7:‬مع قوله تعاىل‪( :‬ﭑﭒﭓﭔ) [احلشر‪]10:‬‬ ‫سبب اخلالف‬
‫أن رسول هللا ‪ ‬عامل أﻫل‬ ‫* حديث ابن عمر ‪َّ ( :‬‬ ‫* قوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ)‪ ،‬وقوله تعاىل‪( :‬ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ * آية األنفال‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ) ‪ ،‬ﻫذه يف‬
‫خيرب بشطر ما خيرج من متر أو زرع) [خ‪/‬م]‪ ،‬وحديث‬
‫ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ الغنيمة‪ ،‬وآية احلشر‪( :‬ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬
‫عائشة – رضي هللا عنها – قالت‪( :‬كان النيب ‪ ‬يبعث‬
‫عبد هللا بن رواحة إىل يهود خيرب فيخرص النخل حني‬ ‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ) ‪ ،‬آية األنفال واحلشر متوارداتن على معىن واحد ﮏ)‪ ،‬ﻫذه يف الفيء‪ ،‬فتُحمل آية األنفال على ظاﻫرﻫا‪،‬‬
‫يطيب‪ ،‬قبل أ ْن يُؤكل) [عب‪/‬د‪/‬قط]‪ ،‬يُفهم من احلديثني َّ‬
‫أن‬ ‫فيخمس كل ما ُغنم من متاع وأرض‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫(الفيء)‪ ،‬وآية احلشر خمصصة آلية األنفال اليت ﻫي حممولة على اخليار‪ ،‬فليس من‬
‫رسول هللا ‪ ‬مل يكن قسم كل أرض خيرب‪ ،‬لكن قسم‬ ‫* حديث بشري بن يسار ‪( :‬أن رسول هللا ‪ ‬حني ظهر‬ ‫قسمة الغنيمة قسمة األرض‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫طائفة وتر طائفة مل يقسمها‪ ،‬فبان َّ‬
‫أن اإلمام ابخليار بني‬ ‫* قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ على خيرب قسمها على ستة وثالثني سهماً‪ ،‬فجعل نصف‬
‫القسمة واإلقرار أبيديهم‪ ،‬وﻫو الذي فعل عمر ‪.‬‬ ‫ذلك كله للمسلمني‪ ،‬وجعل النصف اآلخر ملن ينزل به من‬
‫ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ) ‪ ،‬ﻫذه اآلية أشركت عميع الناس ابلفيء‪،‬‬
‫الوفود واألمور ونوائب الناس) [حم‪/‬د‪/‬بغ‪ /‬وقال عمر ‪‬‬
‫احلاضرين واآلتني‪ ،‬وﻫذا فهم عمر ‪ ‬فقد قال عن اآلية‪( :‬ما أرى إال وقد عمت‬
‫كما عند (خ)‪ :‬ما فتحت على قرية‪ ،‬إال قسمتها كما قَسم‬
‫اخللق) [طا]‪ ،‬ومل يقسم األرض اليت فتحت أايمه عنوة‪ ،‬ومنها أرض العراق ومصر‪.‬‬
‫رسول هللا ‪ ‬خيرب]‪ ،‬فتقسم األرض لعموم الكتاب ولفعله‬
‫‪ ‬الذي جيري جمرى البيان للمجمل فضالً عن العام‪.‬‬
‫املن عليهم أو قسمتها‪ ،‬بناء على فعله ‪ ‬مبكة اليت فتحت ِّعنوة‬‫خمري بني القسمة وضرب اخلراج)‪ ،‬فهذا القول أحظ ابلدليل‪ ،‬ﻫذا إذا مل يسلموا بعد الغلبة عليهم‪ ،‬فإ ْن أسلموا ُخِّري اإلمام بني ِّ‬‫القول الثالث‪( :‬اإلمام َّ‬
‫[م]‪ ،‬وقد قال ابن رشد – رمحه هللا – عن القول األول‪ :‬ضعيف جداً‪ ،‬وعمع الغماري – رمحه هللا‪ -‬بني أدلة القول الثالث وأدلة القول الثاين فقال‪ :‬ال تعارض بينها‪ ،‬فقد ورد َّ‬
‫أن خيرب مل تُفتح كلها عنوة [د]‪ ،‬فما‬ ‫الراجــح‬
‫فُتح عنوة قسمه ‪ ،‬وما فُتح صلحاً عامل أﻫله على شطر مما خيرج منه‬
‫لو شاء اإلمام قسم األرض‪ ،‬ولو شاء أبقى األرض‬ ‫ُخت َّمس األرض كما ُخت َّمس الغنيمة‪ ،‬فيكون سمسها لبيت املال‪،‬‬ ‫تكون األرض املفتوحة عنوة وقفاً يصرف خراجها يف مصاحل املسلمني من أرزاق املقاتلة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫املغنومة يف أيدي أﻫلها ويضرب عليها اخلراج مدة معلومة‬ ‫وأربعة أسماس للمجاﻫدين‬ ‫وبناء القناطر واملساجد وغري ذلك من سبل اخلري‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)743/1‬وتبيني احلقائق شرح كنز الدقائق وحاشية الشليب (‪ ،)248 /3‬وفتح القدير للكمال ابن اهلمام (‪ ،)469 /5‬والتهذيب يف اختصار املدونة (‪ ،)264 /1‬والذخرية للقرايف (‪ ،)417 /3‬واحلاوي الكبري (‪/8‬‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫‪ ،)405‬والتنبية يف الفقه الشافعي (ص‪ ،)236 :‬واملغين (‪ ،)189/4‬وزاد املستقنع يف اختصار املقنع (ص‪ ،)97 :‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)90/6‬‬

‫‪77‬‬
‫كيفية قسمة الفيا‬ ‫مســألــة (‪)47‬‬
‫الفيء – عند اجلمهور – ﻫو‪ :‬كل ما صار للمسلمني من الكفار من قِّبل ُّالرعب واخلوف‪ ،‬من غري أ ْن يوجف خبيل أو ركاب‪ ،‬فهو املال َّ‬
‫احملصل بال حرب‪ .‬وقد اختلفوا يف اجلهة اليت تصرف فيها‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫الفيء ويف ختميسه‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫الفيء غري خممس‪ ،‬ويُقسم على األصناف‬ ‫الفيء فيه اخلمس‪ ،‬ويصرف على من ذكر يف آية األنفال‪،‬‬ ‫الفيء جلميع املسلمني‪ ،‬وال سمس يف شيء منه‬
‫اخلمسة الذين يقسم عليهم اخلمس‬ ‫والباقي مصروف إىل اجتهاد اإلمام‬ ‫اجلمهور‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي (قول)‬ ‫الشافعي (املذﻫب)‬
‫ﻫل األصناف اخلمسة املذكورون يف اآلية‪( :‬ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ) [احلشر‪ ]7:‬تنبيها على املستحقني ومن فوقهم أو من ابب التعداد واحلصر هلم فال يتعداﻫا؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* قوله تعاىل‪( :‬ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ * قوله تعاىل‪( :‬ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ * قوله تعاىل‪( :‬ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬
‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ) [احلشر‪ ]7:‬اآلية‪ ،‬ذكرت ﮑ) ‪ ،‬اآلية ذكرت األصناف الذين يستوجبون الفيء‪ ،‬ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ)‪ ،‬ظاﻫر اآلية أن عميع‬
‫الفيء يُقسم على األصناف اخلمسة املذكورين‬ ‫فال يتعداﻫم إىل غريﻫم‪ ،‬فهذا خاص هبم‪.‬‬ ‫بعض األصناف من ابب التنبيه هلم ويتعداﻫم إىل من فوقهم‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫يف اآلية‪.‬‬ ‫* حديث عمر ‪ ‬قال‪( :‬كانت أموال بين النضري مما أفاء هللا على‬
‫رسوله مما مل يوجف عليه املسلمون خبيل وال ِّركاب‪ ،‬فكانت للنيب‬
‫‪ ‬خالصة‪ ،‬فكان ينفق منها على أﻫله نفقة سنة‪ ،‬وما بقي جيعله‬
‫الكراع والسالح عدة يف سبيل هللا) [خ‪/‬م]‪ ،‬وﻫذا يدل أن‬ ‫يف ِّ‬
‫الفيء ال خيمس‪.‬‬
‫خيمس)‪ ،‬قال ابن رشد – رمحه هللا – عن قول الشافعي‪ :‬مل يقل به أحد قبل الشافعي‪ ،‬وإمنا محله على ﻫذا القول ألنَّه رأى الفيء قد قُسم‬ ‫القول األول‪( :‬الفيء جلميع املسلمني وال َّ‬ ‫الراجــح‬
‫على األصناف يف آية الغنيمة (األنفال)‪ ،‬مث مال إىل القول الثالث‪ ،‬لكن حديث عمر ‪ ‬الصحيح يدل على القول األول‬
‫يعطي ويل األمر الفيء ملن ذكروا يف آية‬ ‫ِّ‬
‫خيمس ويل األمر الفيء فيعطي اخلمس ملن ذكروا يف اآلية‬ ‫يصرف ويل األمر الفيء يف املصاحل العامة للمسلمني؛ كبناء‬
‫األنفال واحلشر وال يتعداﻫم إىل غريﻫم‬ ‫املستشفيات واملرافق العامة وغري ذلك‪ ،‬ويعطي من شاء من رعيته والباقي جيعله يف املصاحل العامة للمسلمني؛ كبناء املستشفيات‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫واملرافق العامة وغري ذلك‪ ،‬ويعطي من شاء من رعيته‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)746/1‬وفتح القدير (‪ ،)25 /6‬والبحر الرائق (‪ ،)89 /5‬واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‪ ،)441/4‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)99 :‬واحلاوي الكبري (‪ ،)389/8‬واملهذب‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫(‪ ،)302 /3‬واهلداية على مذﻫب اإلمام أمحد (ص‪ ،)220 :‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪)155 /4‬‬

‫‪78‬‬
‫هل جتب اجلزية على الفقري واملقعد والاشيخ الكبري ومهل الصوامع وحنوهم؟‬ ‫مســألــة (‪)48‬‬
‫كف اليد عنهم ودخوهلم حتت احلماية والرعاية‪ ،‬والتزام الدولة النظر يف شؤوهنم وفق ضوابط حمددة‪ .‬وقد‬
‫اجلزية ﻫي‪ :‬املال الذي يدفعه الكتايب ومن يف حكمه لبيت مال املسلمني‪ ،‬جزاء َّ‬
‫الزمن واألعمى وأﻫل الصوامع‪ ،‬ومثله الفقري‬
‫اتفقوا أنه (ال) جزية على صيب وال زائل العقل وال امرأة وال عبد‪ ،‬واختلفوا يف وجوهبا على من ليس من أﻫل القتال؛ كالشيخ الفاين و َّ‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫وحنوﻫم‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫الزمن واألعمى وأﻫل الصوامع والفقري‬
‫جتب اجلزية على الشيخ الفاين و َّ‬ ‫الزمن واألعمى وأﻫل الصوامع والفقري وحنوﻫم‬
‫(ال) جتب اجلزية على الشيخ الفاين و َّ‬
‫وحنوﻫم‬ ‫اجلمهور‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي (قول)‬
‫ﻫل تقتل ﻫذه األصناف يف احلرب إذا مل تشار فيها أم ال تقتل؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫‪ ‬ألن ﻫذه األصناف منهي عن قتلها‪ ،‬فال جتب عليهم اجلزية؛ كالنساء والصبيان‪  .‬عموم قوله ‪( :‬خذ من كل حامل ديناراً) [حم‪ /‬ش‪ /‬عب‪ /‬ت‪ /‬ن‪/‬‬
‫‪ ‬عموم قوله تعاىل‪( :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ) [البقرة‪ ،]286:‬والفقري وحنوه قط‪ /‬ﻫق‪ /‬وصححه غري واحد]‪ ،‬فهذا يشمل عميع األصناف بال‬ ‫األدلــة‬
‫استثناء‪.‬‬ ‫يدخل يف معىن ﻫذه اآلية‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال جتب اجلزية على ﻫذه األصناف)‪ ،‬فإحلاقها مبن ات ِّفق على سقوط اجلزية عنهم؛ كالصيب واجملنون واملرأة أوىل‪ ،‬قال ابن رشد – رمحه هللا ‪:-‬‬ ‫الراجــح‬
‫(كل ﻫذه مسائل اجتهادية ليس فيها توقيت شرعي)‬
‫الزمن واألعمى وحنوﻫم‪ ،‬سواء كانوا أغنياء‬
‫الزمن واألعمى وحنوﻫم ممن ال يطيق القتال‪ ،‬وإ ْن تؤخذ اجلزية من الشيخ الفاين و َّ‬
‫تسقط اجلزية عن الشيخ الفاين و َّ‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫أو فقراء وال فرق‬ ‫كانوا أغنياء‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)749/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)79 /10‬والعناية شرح اهلداية (‪ ،)53 /6‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)479 /1‬والذخرية للقرايف (‪ ،)452 /3‬واألم للشافعي‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫(‪ ،)186/4‬وخمتصر املزين (‪ ،)385 /8‬واملغين (‪ ،)219/13‬واهلداية على مذﻫب اإلمام أمحد (ص‪)224 :‬‬

‫‪79‬‬
‫مقدا اجلزية الواجبة‬ ‫مســألــة (‪)49‬‬
‫أعمع العلماء على جواز أخذ اجلزية من أﻫل الكتاب العجم ومن اجملوس‪ ،‬واتفقوا أن اجلزية جتب بثالثة أوصاف‪ :‬الذكورية‪ ،‬والبلوغ‪ ،‬واحلرية‪ ،‬واختلفوا يف مقدار اجلزية الواجبة على كل شخص‪ ،‬واخلالف على‬ ‫حترير حمل‬
‫سمسة أقوال‬ ‫اخلالف‬
‫أقل اجلزية دينار أو عدله معافر‬ ‫جيب على الغين (‪ )48‬درمهاً‪ ،‬وعلى املتوسط‬ ‫ال َّ‬
‫حد ألكثر اجلزية وال حد ألقلها‬ ‫أقل اجلزية دينار‪ ،‬وال َّ‬
‫حد ألكثرﻫا‬ ‫جيب على أﻫل الذﻫب أربعة داننري‪،‬‬ ‫األقوال‬
‫(ثياب ابليمن)‬ ‫(‪ )24‬درمهاً‪ ،‬وعلى الفقري (‪ )12‬درمهاً‬ ‫الثوري‬ ‫الشافعي‬ ‫وعلى أﻫل ِّ‬
‫الورق أربعون درمهاً‬
‫ونسبتها‬
‫أمحد (رواية)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد (املشهور)‬ ‫مالك‬
‫اختالف اآلاثر يف مقدار اجلزية الواجبة‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* أثر عمر ‪( :‬أنه فرض اجلزية * حديث معاذ ‪ ‬ملا بعثه ‪ ‬إىل * اجلمع بني اآلاثر يف مقدار اجلزية فهي حتمل * أثر عمر ‪( :‬أنه جعل اجلزية على * حديث معاذ ‪( :‬خذ من كل‬
‫ثالث طبقات؛ على الغين مثانية وأربعني حامل ديناراً‪ ،‬أو عدله معافر) [حم‪/‬‬ ‫على التَّخيري‪.‬‬ ‫يف حق الغين أربعون درمهاً‪ ،‬أو اليمن قال له‪( :‬خذ من كل حامل‬
‫* عموم ما ينطلق عليه اسم اجلزية الكثري درمهاً‪ ،‬وعلى املتوسط أربعة وعشرين ش‪ /‬عب‪ /‬ن‪ /‬ت‪ /‬قط‪ /‬ﻫق‪/‬‬ ‫أربعة داننري‪ ،‬ويف حق الفقري عشرة ديناراً)‪ ،‬ﻫذا دل على أقل اجلزية‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫والقليل فال توقيت فيه‪ ،‬وليس فيه توقيت يف درمهاً‪ ،‬وعلى الفقري اثنا عشر درمهاً) وصححه غري واحد]‪ ،‬يرجح ﻫذا‬ ‫دراﻫم أو دينار) [عب‪ /‬ش‪ * /‬تعدد اآلاثر يف أكثر اجلزية يدل‬
‫حديث متفق على صحته‪ ،‬وقد ورد يف [ش‪/‬عب‪/‬ﻫق]‪ ،‬يرجح ﻫذا األثر على احلديث على غريه ألنه مرفوع للنيب‬ ‫ﻫق]‪ ،‬يرجح ﻫذا األثر على غريه على التَّخيري بينها‪ ،‬وأنَّه ال توقيت‬
‫‪.‬‬ ‫غريه ألنه األصح‪.‬‬ ‫ألكثره‪ ،‬فيجمع بني حديث معاذ‬ ‫ألنه األصح‪.‬‬
‫الكتاب مطلقاً‪( :‬ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬
‫‪ ‬وتعدد اآلاثر عن عمر ‪.‬‬
‫ﮘﮙ) [التوبة‪.]29:‬‬
‫القول الثالث‪( :‬ال حد ألكثر اجلزية وال ألقلها)‪ ،‬ويُرت ذلك الجتهاد اإلمام‪ ،‬ونوع العملة واحلالة االقتصادية والقيمة املالية اليت تتغري من زمن إىل زمن‪ ،‬وقد قال ابن رشد – رمحه هللا – عن القول الثالث‪( :‬وﻫو األظهر)‬ ‫الراجــح‬
‫(ال) يُؤخذ يف اجلزية أقل من دينار‪،‬‬ ‫خيتلف تقدير اجلزية حبسب حال املعطي‪،‬‬ ‫تقدير اجلزية مصروف إىل اجتهاد اإلمام‬ ‫(ال) جيوز أخذ أقل من دينار يف‬ ‫يُؤخذ من الغين أربعة داننري‪ ،‬أو‬
‫وجيوز أخذﻫا ثياابً ال ماالً‬ ‫سواء كان فقرياً أو غنياً أو متوسطاً‬ ‫اجلزية‪ ،‬وأكثرﻫا حبسب ما يصاحلون‬ ‫أربعون درمهاً حتديداً‪ ،‬ال يزيد وال‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫عليه‬ ‫ينقص‪ ،‬ومعها ضيافة ثالثة أايم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)749/1‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)137 /4‬وتبيني احلقائق شرح كنز الدقائق وحاشية الشليب (‪ ،)276 /3‬والرسالة للقريواين (ص‪ ،)68 :‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)479 /1‬واحلاوي الكبري (‪،)299 /14‬‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫والبيان (‪ ،)255 /12‬واهلداية على مذﻫب اإلمام أمحد (ص‪ ،)223 :‬واملغين (‪)209/13‬‬

‫‪80‬‬
‫لو مسلم الذمي بعد متام احلول هل تسقط اجلزية عنه؟‬ ‫مســألــة (‪)50‬‬
‫أن اجلزية (ال) جتب على ِّ‬
‫الذ مي إال بعد هناية احلول‪ ،‬وأهنا تسقط عنه إذا أسلم قبل انقضاء احلول‪ ،‬فاحلول شرط يف وجوب اجلزية‪ ،‬فإذا وجد الرافع للجزية ‪-‬‬ ‫اتفقوا على َّ‬ ‫حترير حمل‬
‫وﻫو اإلسالم‪( -‬مل) جتب‪ ،‬واختلفوا لو أسلم الذمي بعد متام احلول وقد استقر وجوب اجلزية يف ذمته‪ ،‬فهل تسقط عنه إبسالمه أم ال تسقط؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫اخلالف‬
‫من أسلم بعد متام احلول (مل) تسقط عنه اجلزية للحول املاضي‬ ‫من يُسلم بعد متام احلول سقطت عنه اجلزية‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‬ ‫اجلمهور‬
‫ﻫل اإلسالم يهدم اجلزية الواجبة أو ال يهدمها؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫ألن اإلسالم (ال) يهدم وجوب اجلزية عنه حال كفره‪ ،‬كما ال يهدم‬ ‫* َّ‬ ‫* ألن اإلسالم يهدم وجوب اجلزية حال الكفر‪ ،‬كما يهدم كثرياً من الواجبات‪.‬‬
‫‪ ‬عموم قوله تعاىل‪( :‬ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ) [األنفال‪ ،]38:‬كثرياً من احلقوق املرتتبة عليه‪ ،‬كسائر الديون واخلراج‪.‬‬
‫واجلزية من عملة ما سلف‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫‪ ‬حديث ابن عباس ‪ ‬قال ‪( :‬ليس على املسلم جزية) [د‪/‬ت‪/‬حم]‪ ،‬وﻫذا أصبح من املسلمني‪.‬‬
‫يؤدي اخلراج – أي اجلزية ‪[ )-‬د‪/‬جه]‪.‬‬ ‫‪ ‬حديث‪( :‬ال ينبغي للمسلم أ ْن ِّ‬
‫صغَار‪ ،‬فال تُؤخذ ممن أسلم‪ ،‬كما لو أسلم قبل احلول‪.‬‬‫‪ ‬ألن اجلزية َ‬
‫ألن اإلسالم جيب ما قبله‪ ،‬وجيب ما ﻫو أعظم من اجلزية من الذنوب واملعاصي والشر ابهلل تعاىل‪ ،‬وألن اجلزية حق مايل للدولة وليس ﻫو‬ ‫القول األول‪( :‬تسقط اجلزية)‪َّ ،‬‬ ‫الراجــح‬
‫دين آلدمي‪ ،‬ومال الدولة العام له أحكامه اخلاصة؛ لذا مل جتب فيه الزكاة‬
‫الذمي بعد سنة ومل يدفع اجلزية وجبت يف ذمته ووجب عليه‬ ‫إذا أسلم ِّ‬ ‫الذمي بعد سنة ومل يدفع اجلزية سقطت عنه يف عميع األحوال‪ ،‬حىت لو اهتم أنَّه أسلم‬ ‫إذا أسلم ِّ‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫دفعها‪ ،‬وال تربأ ذمته إال بذلك‬ ‫إلسقاط اجلزية عنه‪ ،‬وتربأ ذمته قضاءً‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)750/1‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)403 /2‬والعناية شرح اهلداية (‪ ،)52 /6‬واملدونة الكربى (‪ ،)283 /2‬والتفريع للجالب (ص‪ ،)218 :‬واألم للشافعي (‪/4‬‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫‪ ،)304‬واحلاوي الكبري (‪ ،)315 /14‬واملغين (‪ ،)221/13‬واهلداية على مذﻫب اإلمام أمحد (ص‪)224 :‬‬

‫‪81‬‬
‫حكم مخذ الزكاة مأ نصا ى بين تغلب‬ ‫مســألــة (‪)51‬‬
‫سبق أ ْن تكلَّم ابن رشد – رمحه هللا– عن ﻫذه املسألة يف كتاب الزكاة‪ ،‬مسألة (‪ ،)2‬وقد اتفقوا أن الزكاة (ال) تُؤخذ من الكفار سواء كانوا أﻫل الكتاب أو غريﻫم‪ ،‬ويؤخذ‬ ‫حترير حمل‬
‫العشر من أﻫل الذمة دون الزكاة‪ ،‬واختلفوا يف نصارى بين تغلب (النصارى العرب)‪ ،‬ﻫل تُؤخذ منهم الزكاة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫اخلالف‬
‫(ضعفاً) من نصارى بين تغلب دون غريﻫم‬‫تُؤخذ الزكاة ِّ‬ ‫(ال) تُؤخذ الزكاة من عميع أﻫل الذمة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬الثوري‬ ‫عمهور العلماء‬
‫ظاﻫر معارضة فعل عمر ‪ ‬لظاﻫر النصوص (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫ألن اإلسالم شرط يف قبول الزكاة‪ ،‬فكما ال جتب على الكافر الصالة والصيام فكذا ال جتب * ثبت عن عمر ‪ ‬أنه صاحل نصارى بين تغلب على تضعيف الصدقة‬ ‫‪َّ ‬‬
‫نؤدي كما ِّ‬
‫يؤدي‬ ‫عليهم‪ ،‬ملا طلب منهم دفع اجلزية‪ ،‬قالوا‪ :‬حنن عرب ال ِّ‬
‫الزكاة‪ ،‬قال تعاىل‪( :‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ) [الفرقان‪.]23:‬‬
‫‪ ‬حديث معاذ ‪ ‬ملا بعثه النيب ‪ ‬إىل اليمن قال له‪( :‬إنك أتيت قوماً من أﻫل الكتاب‪ ،‬العجم‪ ،‬ولكن خذ منا كما أيخذ بعضكم من بعض – يعنون الصدقة –‪،‬‬ ‫األدلــة‬
‫أن هللا فقال عمر ‪( :‬ال‪ ،‬ﻫذا فرض على املسلمني)‪ ،‬فقالوا‪ :‬فزد ما شئت هبذا‬‫فليكن أول ما تدعوﻫم إليه شهادة أ ْن ال إله إال هللا ‪ ،...‬فإ ْن أطاعو لذلك‪ ،‬فأعلمهم َّ‬
‫االسم‪ ،‬ال ابسم اجلزية‪ ،‬ففعل فرتاضى ﻫو وﻫم على أن ِّضعف الصدقة‬ ‫افرتض عليهم صدقة يف أمواهلم‪ ،‬تُؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم) [متفق]‪.‬‬
‫عليهم‪[ .‬ﻫق‪/‬سنن‪/‬كار‪/‬أموا]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال تؤخذ من عميع أﻫل الذمة‪ ،‬مبا فيهم نصارى بين تغلب)‪ ،‬وفعل عمر ‪ ‬اجتهاد منه ِّ‬
‫وحنكة‪ ،‬وإال فقد صرح ‪ ‬أبن الزكاة فرض على املسلمني‪ ،‬فيعترب‬ ‫الراجــح‬
‫ما أخذه منهم جزية وضريبة وليس زكاة‬
‫تؤخذ الضريبة من أﻫل الذمة العرب ِّ‬
‫ضعف زكاة املسلمني‬ ‫تُؤخذ اجلزية من أﻫل الذمة سواء كانوا عرابً أو عجماً‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)751 ،454/1‬واملبسوط (‪ ،)178/2‬والبناية (‪ ،)361/3‬واملدونة الكربى (‪ ،)298 /2‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)67‬وحتفة احملتاج يف شرح املنهاج‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫وحواشي الشرواين والعبادي (‪ ،)290 /9‬ومغين احملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج (‪ ،)251 /4‬واملغين (‪ ،)343/9‬والشرح الكبري (‪)590/10‬‬

‫‪82‬‬
‫هل جيب تعاشري جتا ة مهل الذمة؟‬ ‫مســألــة (‪)52‬‬
‫وصلحيَّة‪ :‬وﻫي اليت يتربعون هبا ليكف عنهم‪ ،‬أو توضع على أﻫل الذمة‬ ‫اجلزية على ثالثة أصناف‪َ ،‬عنوية‪ :‬وﻫي اليت تفرض على احلربيني بعد اهنزامهم‪ ،‬فهي مفروضة على أﻫل البالد املفتوحة عنوة‪ُ ،‬‬ ‫حترير حمل‬
‫ابلرتاضي والصلح‪ ،‬و ُعشرية‪ :‬وﻫي ما يُفرض على أﻫل الذمة يف أمواهلم‪ ،‬وقد اختلفوا ﻫل جيب العشر يف أموال أﻫل الذمة اليت يتجرون هبا يف بالد املسلمني‪ ،‬ومثله لو كانوا حربيني‪ ،‬واخلالف على ثالثة‬ ‫اخلالف‬
‫أقوال‬
‫يؤخذ من أموال جتار أﻫل الذمة نصف (ال) يُؤخذ من أموال جتار أﻫل الذمة شيء إال ابلصلح‬ ‫العشر‪ ،‬إال ما يساق للمدينة فنصف العشر‬ ‫ِّ‬ ‫األقوال‬
‫يُؤخذ من أموال جتار أﻫل الذمة ُ‬
‫عليه أو ابلشرط‬ ‫العشر‬
‫ُ‬ ‫مالك‬ ‫ونسبتها‬
‫الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬
‫العشر على أموال التجار ُسنَّة يُرجع إليها عن رسول هللا ‪‬‬
‫مل أيت يف ُ‬ ‫سبب اخلالف‬
‫العشر على من‬
‫العشر على * فعل عمر ‪ ‬من شرطه نصف ُ‬ ‫العشر من مشركي * ألن عمر ‪ ‬شرط نصف ُ‬
‫* عن رجل من أصحاب النيب ‪ ‬ملا ُسئل‪( :‬مل كنتم أتخذون ُ‬
‫من دخل احلجاز من أﻫل الذمة [ﻫق]‪ ،‬دخل احلجاز من أﻫل الذمة‪ ،‬ﻫذا على وجه الشرط‬ ‫العرب؟‪ ،‬قال‪ :‬ألهنم كانوا أيخذون منا العشر إذا دخلنا إليهم) [أموا]‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫العشور على اليهود والنصارى) وفعله ‪ ‬لذلك كان أبمر من الرسول وليس من ابب السنة الالزمة‪ ،‬فال جيب شيء من‬ ‫‪ ‬قوله ‪( :‬ليس على املسلمني ُعشور‪ ،‬إمنا ُ‬
‫أموال التجار إال ابلشرط‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫العشر‪.‬‬
‫أن الواجب يف مال جتار أﻫل الكتاب ُ‬ ‫[د‪/‬حم]‪َّ ،‬‬
‫فدل َّ‬
‫الذمة نصف العشر)‪ ،‬لثبوت ذلك من سنة عمر ‪ ‬مبحضر من الصحابة ‪ ،‬فكان ذلك مبنزلة اإلعماع السكويت‬ ‫القول الثاين‪( :‬يؤخذ من أموال جتار أﻫل ِّ‬ ‫الراجــح‬
‫ُ‬
‫(ال) يُؤخذ من أموال التجار شيء إال ما اصطُلح عليه أو‬ ‫الذمة من جتارة ألرض‬‫ما دخل به أﻫل ِّ‬ ‫ما دخل به أﻫل الذمة من جتارة ألرض املسلمني يُؤخذ منه العشر لبيت مال‬
‫اشرتط‪ ،‬فتكون اجلزية العشرية نوعاً من اجلزية الصلحية‪،‬‬ ‫املسلمني يُؤخذ منه نصف العشر لبيت‬ ‫املسلمني‪ ،‬وما دخل املدينة (خاصة) يُؤخذ منه نصف العشر‪ ،‬وعلى ﻫذا تكون‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫وأقل ما جيب أ ْن يشارطوا عليه ﻫو ما فرضه عمر ‪،‬‬ ‫مال املسلمني‪ ،‬بشرط أ ْن يبلغ ما يتجرون‬ ‫الصلحية‬
‫اجلزية العشرية غري ُّ‬
‫به احلول والنصاب املعلوم يف كتاب الزكاة وإ ْن شورطوا على أكثر فحسن‪ ،‬واحلريب كالذمي يف احلكم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)752/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)200 /2‬وبدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع (‪ ،)38 /2‬والتفريع للجالب (ص‪ ،)219 :‬والرسالة للقريواين (ص‪ ،)68 :‬واحلاوي الكبري‬ ‫مراجع‬
‫(‪ ،)341 /14‬واملهذب يف فقه اإلمام الشافعي للشريازي (‪ ،)322 /3‬واملغين (‪ ،)229/13‬والعدة شرح العمدة (ص‪)657 :‬‬ ‫املسألــة‬

‫‪83‬‬
‫كتـاب األميـ ـان‬

‫‪84‬‬
‫كتاب األميان‬
‫وينقسم إلى جملتين‬
‫‪ -‬اجلملة األوىل‪ :‬يف معرفة ضروب األميان ومحكامها‬
‫‪ -‬اجلملة الثانية‪ :‬يف معرفة األ ياا الرافعة لألميان الالزمة ومحكامها‬

‫‪85‬‬
‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد –رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف كتاب األميان‬
‫الشرع أ ْن يُقسم به‪ ،‬ومنها ما (ال) جيوز أ ْن يقسم به‪.‬‬
‫أن األشياء منها؛ ما جيوز يف َّ‬ ‫اتَّفق اجلمهور على َّ‬ ‫‪-1‬‬
‫اتفقوا على إابحة األميان اليت أبمساء هللا تعاىل‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أن األميان؛ منها لغو‪ ،‬ومنها منعقدة‪.‬‬ ‫اتفقوا على َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫أن األميان اليت ليست إقساماً بشيء‪ ،‬وإمنا خترج خمرج اإللزام الواقع بشرط من الشروط‪َّ ،‬أهنا تلزم يف ال ُقرب‪ ،‬وفيما يُلزمه َّ‬
‫ابلشرع؛‬ ‫اتفق اجلمهور على َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫كالطالق والعِّتاق‪.‬‬
‫أن االستثناء له أتثري يف ِّ‬
‫حل األميان‪.‬‬ ‫أعمعوا ابجلملة َّ‬ ‫‪-5‬‬
‫أن استثناء مشيئة هللا تعاىل يف األمر احمللوف على فعله أو تركه‪ ،‬أنَّه رافع لليمني‪.‬‬ ‫اتَّفق اجلميع على َّ‬ ‫‪-6‬‬
‫ث ﻫو املخالفة ملا انعقدت عليه اليمني‪.‬‬ ‫أن موجب احلِّْن ِّ‬ ‫اتفقوا َّ‬ ‫‪-7‬‬
‫أن اليمني على نية املستحلِّف يف الدعاوى‪.‬‬ ‫اتفقوا َّ‬ ‫‪-8‬‬
‫أن الكفارة يف األميان ﻫي األربعة املذكورة يف قوله تعاىل‪( :‬ﯟ) [املائدة‪.]89:‬‬ ‫‪ -9‬اتفقوا َّ‬
‫‪ -10‬اجلمهور على َّ‬
‫أن كفارة اليمني على التَّخيري‪ ،‬وال جيوز له الصيام إال إذا عجز‪.‬‬
‫شىت بيمني واحدة‪َّ ،‬‬
‫أن كفارته كفارة ميني واحدة‪.‬‬ ‫أن من حلف على أمور َّ‬ ‫‪ -11‬اتفقوا َّ‬
‫شىت‪.‬‬
‫شىت على أمور َّ‬
‫أن الكفارات بعدد األميان‪ ،‬كما لو حلف أبميان َّ‬ ‫‪ -12‬ال خالف أنَّه إذا حلف أبميان َّ‬
‫شىت على شيء واحد‪َّ ،‬‬

‫‪86‬‬
‫اجلملة األوىل‬
‫يف معرفة ضروب األميان وأحكامها‬
‫وتشتمل ثالثة فصول‬
‫الفصل األول‪ :‬يف معرفة األميان املباحة ومتييزها مأ غري املباحة‪.‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬يف معرفة األميان اللغوية واملنعقدة‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬يف معرفة األميان اليت ترفعها الكفا ة واليت (ال) ترفعها‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫اجلملة األوىل‪ :‬يف معرفة ضروب األميان وأحكامها‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫عنوان املسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫احللف بغري هللا تعاىل‬ ‫‪1‬‬
‫احللف بصفات هللا عز وجل ومفعاله‬ ‫‪2‬‬
‫املراد ابليمني اللغو‬ ‫‪3‬‬
‫هل يف اليمني الغموس كفا ة؟‬ ‫‪4‬‬
‫احللف ابلكفر ابهلل تعاىل‬ ‫‪5‬‬
‫حكم األميان اليت إن خترج خمرج اإللزام باشرط‬ ‫‪6‬‬
‫قول القائل‪( :‬مقسم مو م هد) هل هو ميني؟‬ ‫‪7‬‬

‫‪88‬‬
‫احللف بغري هللا تعاىل‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫اتفقوا على جواز احللف ابهلل – عز وجل‪ -‬إال قوالً شاذاً يف ذلك‪ ،‬واختلفوا يف جواز احللف مبعظَّم – غري هللا عز وجل‪-‬؛ كالكعبة‪ ،‬والنيب ‪ ،‬والصحايب‪ ،‬واآلابء‪ ،‬والشَّرف وغريﻫا‪،‬‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫واخلالف على قولني‬
‫يكره احللف بكل معظم‬ ‫(ال) جيوز احللف مبعظم غري هللا عز وجل‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‪ /‬الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬
‫معارضة ظاﻫر الكتاب يف احللف مبعظم غري هللا‪-‬عز وجل‪ -‬لألثر‪ /‬واختالفهم يف بناء اآلية واحلديث‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*ألن هللا تعاىل أقسم يف الكتاب أبشياء كثرية من خملوقاته‪ ،‬مثل قوله‪( :‬ﭑ ﭒ)‬
‫َّ‬ ‫*حديث ابن عمر ‪ ،‬قال النيب ‪( :‬أال َّ‬
‫إن هللا ينهاكم أ ْن حتلفوا آبابئكم‪ ،‬من كان‬
‫[الطارق‪ ، ]1:‬وقوله‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ) [النجم‪( ،]1 :‬ﭑ ﭒ) [الصافات‪:‬‬ ‫حالفاً‪ ،‬فليحلف ابهلل أو ليصمت) [خ‪/‬م]‪.‬‬
‫‪ ‬حديث ابن عمر ‪ ،‬قال‪( :‬ال ُحيلف بغري هللا‪ِّ ،‬‬
‫وإين مسعت رسول هللا ‪ ‬يقول‪:‬‬
‫‪( ،]1‬ﮢ ﮣ) [النازعات‪.]1 :‬‬
‫من حلف بغري هللا‪ ،‬فقد كفر أو أشر ) [حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬حب‪ /‬طح‪ /‬كم‪ /‬وحسنه‬
‫*املقصود حبديث‪( :‬من كان حالفاً فليحلف ابهلل)‪ ،‬ﻫو أ ْن ال يُعظَّم من مل يُعظمه الشرع‬ ‫األدلة‬
‫الرتمذي‪ ،‬وصححه ابن حبان]‪.‬‬
‫بدليل قوله‪( :‬إن هللا ينهاكم أ ْن حتلفوا آبابئكم)‪ ،‬وﻫذا من ابب اخلاص الذي أُريد به العام‪،‬‬
‫‪ ‬حديث بريدة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪( :‬من حلف ابألمانة فليس منا) [حم‪/‬‬
‫بكل معظَّم‪.‬‬
‫فيجوز احللف ِّ‬
‫د‪ /‬حب‪ /‬بز‪ /‬طح‪ /‬وصححه احلاكم واملنذري والنووي وغريﻫم]‪.‬‬
‫‪ ‬قول النيب ‪ ‬للرجل الذي جاء يسأل عن اإلسالم‪ ،‬لَما وىل وقال‪ :‬وهللا ال أزيد على‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن احللف ابلشيء تعظيم له‪ ،‬فال يكون ذلك إال هلل –عز وجل‪.-‬‬
‫ﻫذا وال أنقص‪ ،‬قال ‪( :‬أفلح وأبيه إ ْن صدق) [م]‪ ،‬وﻫذا حلف ابآلابء‪.‬‬
‫القول األول‪ :‬حيرم احللف مبعظم غري هللا تعاىل‪ ،‬وﻫذا فيه عمع بني الكتاب واألثر‪ ،‬فإن األميان الواردة يف الكتاب‪ ،‬املقسوم به فيه حمذوف‪ ،‬وﻫو هللا تبار وتعاىل‪ ،‬وأن التقدير‪( :‬ورب‬
‫النجم)‪( ،‬ورب السماء)‪( ،‬ورب الصافات)‪( ،‬ورب النازعات)‪ .‬وحديث‪( :‬أفلح وأبيه) إما منسوخ وكان ذلك قبل النهي‪ ،‬أو ﻫو كالم جرى على ألسنة العرب دون قصد احللف‪ ،‬أو أنه حيمل‬ ‫الراجح‬
‫على التأكيد وليس التعظيم‪ ،‬أو يف الكالم حمذوف تقديره‪( :‬أفلح ورب أبيه)‬
‫من حلف مبعظم غري هللا ‪ -‬عز وجل‪ -‬فقد أتى عمالً مكروﻫاً‪ ،‬وميينه منعقدة‪ ،‬وال إمث‬ ‫من حلف مبعظم غري هللا –عز وجل‪ -‬فعل حراماً‪ ،‬وفاعله عاص‪ ،‬وعليه أ ْن يتوب‬
‫عليه‪ ،‬وعليه الوفاء‪ ،‬وعليه كفارة اليمني إ ْن حنث‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫ويستغفر‪ ،‬وميينه غري منعقدة‪ ،‬وال كفارة إ ْن حنث‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)758/1‬وتبيني احلقائق (‪ ،)109/3‬والعناية (‪ ،)69/5‬والبيان والتحصيل (‪ ،)26/18‬واألم (‪ ،)64/7‬واحلاوي الكبري (‪ ،)262/15‬واحملرر (‪ ،)197/2‬والفروع وتصحيح‬
‫مراجع املسألة‬
‫الفروع (‪ ،)437/10‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪)73‬‬

‫‪89‬‬
‫احللف بصفات هللا عز وجل ومفعاله‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫يسمى هبا غريه جل جالله‪ ،‬مثل‪( :‬هللا‪ ،‬الرب‪ ،‬اإلله‪ ،‬الرمحن‪ ،‬الرحيم)‪ ،‬واختلفوا يف جواز احللف بصفات هللا تعاىل‬ ‫اتفقوا على جواز احللف أبمساء هللا تعاىل املختصة به‪ ،‬وال َّ‬
‫الثبوتية‪ ،‬سواء كانت صفات ذاتية؛ كالعلم والقدرة والسمع والبصر‪ ،‬والعزة واحلِّكمة‪ .‬أو صفات خربية؛ كالوجه واليدين والعينني‪ ،‬ومثله الصفات الفعلية اليت تتعلق مبشيئة هللا تعاىل‪،‬‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫اليت إ ْن شاء فعلها وإ ْن شاء مل يفعلها‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) جيوز احللف بصفات هللا عز وجل وأفعاله‬ ‫جيوز احللف بصفات هللا عز وجل وأفعاله‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫ابن املواز (مالكي)‬ ‫اجلمهور‬
‫ﻫل يُقتصر ابحلديث‪( :‬من كان حالفاً فليحلف ابهلل) على ما جاء به تعليق احلكم فيه (اسم هللا تعاىل فقط)‪ ،‬أو يُعدَّى إىل الصفات واألفعال؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حديث ابن عمر ‪ ‬قال ‪( :‬أال إن هللا ينهاكم أ ْن حتلفوا آبابئكم‪ ،‬من كان حالفاً فليحلف ابهلل أو *حديث‪( :‬فليحلف ابهلل)‪ ،‬اقتصر احلديث على اسم هللا تعاىل فال يعدى‬
‫إىل غريه‪.‬‬ ‫ليصمت) [خ‪/‬م]‪ ،‬كما جاز احللف ابسم هللا تعاىل‪ ،‬جاز احللف بصفاته وأفعاله؛ لعموم احلديث‪.‬‬
‫‪ ‬ألن صفات األفعال أمور متجددة فال يُقسم هبا‪.‬‬ ‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﰗ ﰘﰙ) [ص‪ ،]82 :‬وﻫذا حلف بصفة‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬حديث آخر رجل يدخل اجلنة يقول‪( :‬وعزتك ال أسألك غريﻫا) [خ‪/‬م]‪.‬‬
‫‪ ‬حديث جربيل ‪ ‬قال‪( :‬وعزتك ال يسمع هبا أحد إال دخلها) [ﻫق]‪.‬‬
‫‪ ‬حديث الذي يُغمس يف اجلنة ويقال له‪( :‬ﻫل رأيت بؤساً قط؟‪ ،‬فيقول‪ :‬ال‪ ،‬وعزتك وجاللك) [م]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيوز احللف بصفات هللا عز وجل وأفعاله)‪ ،‬وأدلة القول نص يف حمل اخلالف‪ ،‬قال ابن رشد –رمحه هللا‪ -‬عن دليل القول الثاين‪( :‬تعليق احلكم يف احلديث ابالسم فقط‪ ،‬عمود كثري)‬ ‫الراجح‬
‫(ال) تنعقد اليمني ابحللف بصفات هللا تعاىل وأفعاله‪ ،‬وال يرتتب عليها آاثر‬ ‫تنعقد اليمني ابحللف بصفات هللا تعاىل وأفعاله‪ ،‬ويرتتب عليها آاثر اليمني الصحيحة‬
‫مثرة اخلالف‬
‫اليمني الصحيحة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)758/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)132/8‬والبحر الرائق (‪ ،)306/4‬والذخرية (‪ ،)6/4‬ومواﻫب اجلليل (‪ ،)265/3‬وروضة الطالبني (‪ ،)10/11‬وكفاية األخيار (ص ‪،)539‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫واإلنصاف (‪ ،)3/11‬وكشاف القناع (‪ ،)230/6‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪)55‬‬

‫‪90‬‬
‫املراد ابليمني اللغو‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫اتفقوا على أن األميان؛ منها ميني (لغو)‪ ،‬ومنها ميني (منعقدة)؛ لقوله تعاىل‪( :‬ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ) [املائدة‪ ،]89 :‬واختلفوا يف املراد بيمني اللغو‪ ،‬واخلالف‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫على سمسة أقوال‬
‫يظن ميني اللغو‪ :‬ما مل تنعقد عليه النية‪ ،‬مثل ما جيري ميني اللغو‪ :‬أ ْن حيلف الرجل وﻫو ميني اللغو‪ :‬ﻫي اليمني على فعل املعاصي اليمني اللغو‪ :‬أ ْن حيلف الرجل على أ ْن ِّ‬
‫حيرم‬ ‫ميني اللغو‪ :‬ﻫي اليمني على الشيء ؛ ُّ‬
‫على نفسه ما أحله هللا تعاىل‬ ‫الشعيب‪ /‬مسروق‬ ‫غضبان‬ ‫على األلسنة عادة‪ ،‬كقول الرجل‪ :‬ال وهللا‬ ‫الرجل أنه على يقني منه فخرج على خالفه‬
‫سعيد بن جبري‬ ‫إمساعيل القاضي (مالكي)‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬عائشة –رضي هللا عنها‪-‬‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬قتادة‪ /‬جماﻫد‪ /‬النخعي‪/‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫احلسن ابن أيب احلسن‬
‫االشرتا الذي يف اسم اللغو‬ ‫سبب اخلالف‬
‫‪ ‬حديث عائشة –رضي هللا عنها‪-‬‬ ‫‪ ‬حديث عائشة –رضي هللا عنها‪-‬‬ ‫*ألن اللغو يدل على معىن ُعريف‬ ‫*اللغو يُطلق على الكالم الباطل‪* ،‬اللغو يُطلق على الكالم الذي تنعقد عليه‬
‫قال ‪( :‬من عمل عمالً ليس عليه‬ ‫قال ‪( :‬من عمل عمالً ليس عليه‬ ‫يف الشرع‪ ،‬وﻫي األميان اليت بني‬ ‫كقوله تعاىل‪( :‬ﯕ ﯖ ﯗ نية املتكلم به؛ لظاﻫر قوله تعاىل‪( :‬ﯓ‬
‫أمران فهو رد)‪ ،‬ومن حرم على نفسه‬ ‫أمران فهو رد) [خ‪/‬م]‪ ،‬اليمني على فعل‬ ‫الشارع سقوط حكمها‪،‬‬ ‫ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬ ‫ﯘ) [فصلت‪.]26 :‬‬
‫احلالل‪ ،‬فعمله مردود وال يرتتب على‬ ‫حمرمة‪ ،‬فتكون مردودة الغية‬
‫معصية ميني َّ‬ ‫كالطالق يف الغضب يف قوله‬ ‫اليمني‪،‬‬ ‫(لغو‬ ‫‪ ‬أثر أيب ﻫريرة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ﯚﯛﯜﯝﯞ)‪ ،‬فيمني اللغو‬
‫ميينه أثر‪.‬‬ ‫وال يرتتب عليها أثر‪.‬‬ ‫‪( :‬ال طالق يف إغالق)‬
‫ظن أنَّه ضد اليمني املنعقدة‪ ،‬وﻫي املؤكدة‪ ،‬فوجب أ ْن‬
‫حلف اإلنسان على الشيء يُ ُّ‬ ‫األدلة‬
‫[حم‪ /‬تخ‪ /‬د‪ /‬جه‪ /‬ﻫق]‪ ،‬فإذا‬
‫الذي حلف عليه‪ ،‬فإذا ﻫو غري ذلك)‪ .‬يكون احلكم املضاد للشيء املضاد‪.‬‬
‫مل يُعترب الطالق يف اإلغالق‪،‬‬
‫‪ ‬حديث عائشة –رضي هللا عنها‪ -‬قال‬
‫فمثله اليمني يف اإلغالق‪.‬‬
‫‪( :‬اليمني اللغو‪ ،‬كالم الرجل يف بيته‪ :‬ال‬
‫‪ ‬حديث ابن عباس ‪ ‬قال‬
‫وهللا‪ ،‬وبلى وهللا) [د‪ /‬حب‪ /‬ﻫق‪ ،‬وصحح‬
‫‪( :‬ال ميني يف غضب) [قط]‪.‬‬
‫وقفه الدارقطين‪ ،‬وصحح رفعه األلباين]‪.‬‬
‫قال ابن رشد –رمحه هللا‪ :-‬األظهر ﻫو القول األول والثاين‪ ،‬فيكون املراد بيمني اللغو كال القولني‪ ،‬فلو حلف اإلنسان على شيء وظهر خالفه‪ ،‬أو قال‪ :‬وهللا يف كالمه بال قصد اليمني‪ ،‬فهو ميني لغو‪ ،‬أما احللف ابلغضب‬
‫الراجح‬
‫على فعل معصية‪ ،‬وعلى حترمي ما أحل هللا تعاىل‪ ،‬فهي ميني‪ ،‬فلما حرم النيب ‪ ‬على نفسه‪ ،‬قال له تعاىل‪( :‬ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦﭧ ﭨ) [التحرمي‪]2:‬‬
‫لو قال‪ -‬مثالً‪ :-‬وهللا ال آكل اخلبز ما‬ ‫لو قال‪ :‬وهللا ال أصلي اجلماعة‪ ،‬كانت‬ ‫إذا غضب رب البيت غضباً‬ ‫إذا قال الضيف لصاحب البيت‪ :‬وهللا ال‬ ‫لو قال‪ :‬وهللا َّ‬
‫إن فالانً مل يسافر‪ .‬لكونه‬
‫حييت‪ ،‬مث أكله‪ ،‬فال شيء عليه‬ ‫ميني لغو‪ ،‬وال حكم هلا‪ ،‬وجيب عليه أن‬ ‫شديداً مث حلف أنَّه ال يشرتي‬ ‫أجلس حىت جتلس‪ ،‬مث أصر صاحب البيت‬ ‫الغالب على ظنه‪ ،‬مث ظهر خالفه فال‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫يصلي‬ ‫أشياء معينة مث اشرتاﻫا فال شيء‬ ‫عليه فجلس‪ ،‬فال شيء عليه‬ ‫شيء عليه‬
‫عليه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)759/1‬واجلوﻫرة النرية (‪ ،)295/2‬ودرر احلكام (‪ ،)39/2‬واملدونة الكربى (‪ ،)578/1‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)28/9‬واألم (‪ ،)66/7‬وهناية املطلب (‪ ،)306/18‬والكايف‬
‫مراجع املسألة‬
‫البن قدامة (‪ ،)186/4‬وشرح الزركشي (‪ ،)73/7‬وتصحيح الفروع (‪ ،)447/10‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪)137‬‬

‫‪91‬‬
‫هل يف اليمني الغموس كفا ة؟‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫اتفقوا على وجوب الكفارة يف اليمني (املنعقدة) إذا خالف ما حلف عليه‪ ،‬واليمني املنعقدة ﻫي‪ :‬اليمني اليت حيلفها على أمر من املستقبل؛ أ ْن يفعله أو ال يفعله‪ .‬وقد اتفقوا على (عدم)‬
‫وجوب الكفارة يف ميني (اللغو) على خالف يف معناﻫا –كما يف املسألة السابقة‪ ،-‬واختلفوا ﻫل يف اليمني (الغموس) كفارة؟‪ ،‬واليمني الغموس ﻫي‪ :‬اليمني اليت حيلفها على أمر ماض أو‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫على أمر حال كاذابً‪ ،‬وﻫي من كبائر الذنوب‪ ،‬ومسيت غموساً ألهنا تغمس صاحبها يف النار‪ ،‬واخلالف يف كفارة ميني الغموس على قولني‬
‫يف اليمني الغموس كفارة‬ ‫ليس يف اليمني الغموس كفارة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬الظاﻫرية‪ /‬األوزاعي‬ ‫اجلمهور‬
‫ظاﻫر معارضة عموم الكتاب لألثر‬ ‫سبب اخلالف‬
‫حرم هللا *عموم قوله تعاىل‪( :‬ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ‬
‫*حديث أيب أمامة ‪ ‬قال ‪( :‬من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه (حلفه)‪َّ ،‬‬
‫أن اليمني ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‪[ ) ...‬املائدة‪ ،]89 :‬ظاﻫر اآلية يوجب‬ ‫عليه اجلنة‪ ،‬وأوجب له النار‪ ،‬وإ ْن كان قضيباً من أرا ) [م]‪ ،‬ظاﻫره يوجب َّ‬
‫أ ْن يكون يف اليمني الغموس كفارة‪ ،‬لكوهنا من األميان املنعقدة‪.‬‬ ‫الغموس ليس فيها كفارة‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬حديث أيب ﻫريرة ‪ - ‬مرفوعاً‪ -‬قال‪( :‬سمس ليس هلن كفارة‪ ،‬ومنها احللف على‬
‫‪ ‬ألن هللا تعاىل أوجب الكفارة مع فساد العمل‪ ،‬فأوجب الكفارة على املظاﻫر وﻫو (ﭶ‬
‫ميني فاجرة يقتطع هبا مال امرئ مسلم) [حم‪ /‬وحسنه األلباين]‪.‬‬
‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ) [اجملادلة‪ ،]1 :‬وجتب الكفارة على من تعمد الفطر ابجلماع يف هنار رمضان‪ ،‬ومن‬
‫أفسد احلج ابجلماع تلزمه الكفارة‪ ،‬فكذا من حلف كاذابً‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ليس يف اليمني الغموس كفارة)‪ ،‬فاحلديث خاص واآلية عامة‪ ،‬قال ابن رشد –رمحه هللا‪ -‬رداً على الشافعي‪( :‬ولكن للشافعي إما أ ْن يستثين من األميان الغموس ما ال يُقتطع هبا حق‬
‫إن األميان اليت يقتطع هبا حق الغري قد عمعت الظلم واحلنث‪ ،‬فوجب أال تكون الكفارة هتدم األمرين عميعاً‪ ،‬أو ليس ميكن فيها أ ْن هتدم احلنث دون الظلم‪،‬‬ ‫الغري‪ ،‬وﻫو الذي ورد فيه النص‪ ،‬أو يقول‪َّ :‬‬ ‫الراجح‬
‫كفر سقط عنه عميع اإلمث)‬ ‫ألن رفع احلنث ابلكفارة إمنا ﻫو من ابب التوبة‪ ،‬وليس تتبعض التوبة يف َّ‬
‫الذنب الواحد بعينه‪ ،‬فإ ْن اتب ورد املظلمة و َّ‬ ‫َّ‬
‫من حلف ميني الغموس التوبة‪ ،‬وكفر كفارة ميني سقط عنه اإلمث‪ ،‬كاحلال يف اليمني املنعقدة‬ ‫كفارة ميني الغموس التوبة إىل هللا تعاىل وال يُقبل غري ذلك‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)761/1‬النتف يف الفتاوى (‪ ،)381/1‬واالختيار (‪ ،)47/4‬واملدخل البن احلاج (‪ ،)4/2‬ومواﻫب اجلليل (‪ ،)266/3‬واحلاوي الكبري (‪ ،)268/15‬والبيان‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)488/10‬واملغين (‪ ،)496/9‬وكشاف القناع (‪ ،)235/6‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪)150‬‬

‫‪92‬‬
‫احللف ابلكفر ابهلل تعاىل‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫من قال‪( :‬أان كافر ابهلل تعاىل‪ ،‬أو مشر ابهلل‪ ،‬أو يهودي)‪ ،‬إ ْن فعل كذا‪ ،‬مث فعل ذلك‪ ،‬فقد اتفقوا أنَّه فعل أمراً حمرماً ومعصية‪ ،‬حلديث أيب ﻫريرة ‪ ‬أن رسول هللا ‪ ‬قال‪( :‬من حلف‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫مبلة غري اإلسالم فهو كما قال) [خ‪/‬م]‪ ،‬وال خيرج من اإلسالم‪ ،‬سواء خالف ما حلف عليه أو مل خيالفه‪ ،‬واختلفوا ﻫل ﻫذه ميني تُوجب الكفارة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫احللف ابلكفر ابهلل تعاىل ميني وعليه فيها الكفارة إذا خالف اليمني‬ ‫احللف ابلكفر ابهلل تعاىل ليست مييناً وال كفارة فيها‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد (املعتمد)‬
‫اختالفهم ﻫل اليمني بكل ما له ُحرمة‪ ،‬أم ليس جيوز اليمني إال ابهلل تعاىل فقط؟‪ ،‬مث إ ْن وقعت فهل تنعقد أم ال؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*ألن األميان تنعقد بكل ما عظَّم الشرع حرمته‪ ،‬ألن احللف ابلتعظيم كاحللف برت التعظيم‪،‬‬ ‫*ألن األميان املنعقدة –اليت ﻫي بصيغ القسم‪ -‬إمنا ﻫي األميان الواقعة ابهلل عز وجل‬ ‫َّ‬
‫أن من حلف بوجوب حق هللا عليه‪،‬‬ ‫وذلك كما أنَّه جيب التعظيم أ ْن (ال) يرت التعظيم‪ ،‬فكما َّ‬ ‫وأبمسائه‪.‬‬
‫كذلك من حلف برت وجوبه‪ ،‬لزمه‪ .‬فحاصله أن ﻫذا احللف كناية عن احللف ابهلل تعاىل‪.‬‬ ‫فإن هللا تعاىل جعل‬‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ) [األنعام‪َّ ،]109 :‬‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ) [املائدة‪ ،]89 :‬فهذا عام يشمل اليمني بغري‬ ‫غاية اليمني وأغلظها‪ ،‬اليمني ابهلل عز وجل‪ ،‬فلم تتغلظ بغريه‪.‬‬
‫ملة اإلسالم‪.‬‬ ‫‪ ‬حديث ابن عمر ‪ ‬أن النيب ‪ ‬قال‪( :‬من حلف بغري هللا فقد كفر أو أشر )‬ ‫األدلة‬
‫َّ‬
‫‪ ‬حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬أن رسول هللا ‪( :‬من حلف مبلة غري اإلسالم فهو كما قال) [خ‪/‬‬ ‫[حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬حب‪ /‬طح‪ /‬كم‪/‬طيا‪ /‬وحسنه الرتمذي‪ ،‬وصححه ابن حبان]‪ ،‬فدل على‬
‫م]‪ ،‬فاعترب ميينه مييناً‪.‬‬ ‫سقوط الكفارة يف اليمني بغري هللا عز وجل‪.‬‬
‫أن على من حلف ابلكفر ابهلل تعاىل فعليه الكفارة‪ ،‬كابن‬ ‫‪ ‬أفىت غري واحد من الصحابة ‪َّ ‬‬ ‫العزى‪ ،‬فليقل‪ :‬ال إله إال هللا)‬
‫َّ‬ ‫و‬ ‫ابلالت‬ ‫حلف‬ ‫‪ ‬حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬قال ‪( :‬من‬
‫عباس وعائشة وحفصة وأم سلمة وابن عمر ‪[ ‬عب‪ /‬قط‪ /‬ﻫق‪ /‬سنن]‪.‬‬ ‫[متفق]‪ ،‬ومل يذكر الكفارة‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬احللف ابلكفر ابهلل تعاىل ليست مييناً وال كفارة فيها)؛ ألنه مل يقسم قسماً شرعياً صحيحاً‪ ،‬ومل يصح دليل مرفوع على وجوب الكفارة‬ ‫الراجح‬
‫من قال‪ :‬وهللا أان يهودي أو نصراين إ ْن مل أفعل كذا‪ .‬انعقدت ميينه‪ ،‬وعليه كفارة ميني إ ْن حنث ‪ ،‬وإ ْن مل‬
‫من قال‪ :‬وهللا أان يهودي أو نصراين إ ْن مل أفعل كذا‪ .‬مث مل يفعل فعليه التوبة كفارة لفعله املشني‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫حينث فال كفارة‪ ،‬وعليه التوبة ألنَّه وقع يف معصية‬
‫معصيةخليل للخرشي (‪ ،)54/3‬واحملرر‬
‫وقع)‪،‬يفوشرح‬
‫بة؛‪/1‬ألنه‪582‬‬
‫الكربىو (‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)762/1‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)379/1‬والدر املختار مع حاشية ابن عابدين (‪ ،)17/7/3‬واملدونة الت‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)197/2‬واإلقناع (‪ ،)336/4‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪)90‬‬

‫‪93‬‬
‫حكم األميان اليت خترج خمرج اإللزام باشرط‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫لو قال‪ :‬إ ْن فعلت كذا فعلي مشي إىل بيت هللا تعاىل‪ ،‬أو إ ْن فعلت كذا فعلي صدقة ألف ريـال‪ ،‬أو إ ْن فعلت كذا فلن آكل اخلبز‪ ،‬أو أشرب احلليب‪ ،‬ومثله لو قال‪ :‬إ ْن فعلت كذا فغالمي‬
‫حر‪ ،‬أو امرأيت طالق‪ .‬فهذه ظاﻫرﻫا القسم‪ ،‬وحقيقتها إلزام معلق بشرط‪ ،‬خبالف ما لو استخدم اسم هللا تعاىل‪ ،‬فقال مثالً‪ :‬وهللا إ ْن فعلت كذا فعلي صدقة‪ ،‬فهذه ميني صرفة‪ ،‬وخبالف ما‬ ‫حترير حمل‬
‫لو قال‪ :‬علي املشي إىل بيت هللا تعاىل‪ ،‬فهذا نذر ابتفاق‪ ،‬واإللزام املعلَّق بشرط قد يكون إلزاماً بفعل قربة‪ ،‬كقوله‪( :‬إ ْن فعلت كذا فعلي الصدقة بكذا)‪ ،‬وقد يكون إلزاماً ابلعتق أو‬ ‫اخلالف‬
‫الطالق‪ ،‬كقوله‪ :‬إ ْن فعلت كذا فغالمي حر‪ ،‬أو زوجي طالق‪ ،‬وقد اختلفوا يف لزومها‪ ،‬وﻫل فيها كفارة إذا خالف؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫األميان اليت خترج خمرج اإللزام‬ ‫األميان اليت خترج خمرج اإللزام بشرط ال كفارة‬
‫األميان اليت خترج خمرج اإللزام بشرط فيها الكفارة‪ ،‬إال الطالق والعتق يقع‬
‫بشرط غري الزمة‪ ،‬وال كفارة فيها‬ ‫فيها‪ ،‬وإ ْن مل يفعل ما حلف عليه أمث‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو عبيد‪ /‬أبو ثور‬
‫أﻫل الظاﻫر‬ ‫مالك‬
‫ﻫل األميان اليت إن خترج خمرج اإللزام بشرط ميني أو نذر‪ ،‬أو ليست أمياانً وال نذوراً؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*ألهن ـا ميــني‪ ،‬وﻫــي داخلــة حتــت عمــوم قولــه تعــاىل‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ) [المائدد‪* ،]89 : :‬ألهنا ليست بنـذر فيلـزم اإلتيـان‬
‫َّ‬ ‫*ألهنــا مــن جــنس النــذر‪ ،‬فهــي مــن األشــياء الــيت‬
‫هبا‪ ،‬وال أبميان فرتفعها الكفارة‪.‬‬ ‫نــص الشــرع علــى أنــه إذا التزمهــا اإلنســان لزمتــه‪ ،‬فتجب فيها الكفارة‪.‬‬
‫فيجــب الوفــاء بــه وإال أمث؛ لعمــوم قولــه ‪( :‬مــن *قولــه تعــاىل‪( :‬ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‪ ...‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ) [التحــرمي‪ ،]2-1 :‬ظــاﻫر ﻫــذا َّ‬
‫أن‬
‫ن ــذر أ ْن يطي ــع هللا فليطع ــه‪ ،‬وم ــن ن ــذر أ ْن يعص ــي هللا تعــاىل مس ـى ابلشــرع القــول الــذي خمرجــه خمــرج الشــرط‪ ،‬أو خمــرج اإلل ـزام دون شــرط وال ميــني‪ ،‬مســاه‬ ‫األدلة‬
‫مييناً‪ ،‬وقد نزلت اآلية ملا قال النيب ‪( :‬حرام علي كذا)‪ ،‬فيكون مييناً ابلعرف الشرعي‪.‬‬ ‫هللا فال يعصيه) [خ]‪.‬‬
‫*حىت لو قلنا إهنا نذر‪ ،‬فتجب فيها الكفارة لقوله ‪( :‬كفارة النذر كفارة ميني) [م]‪.‬‬
‫هبن‪ ،‬الطالق والنكاح والعتاق) [ص‪ /‬ﻫق‪ /‬ش]‪.‬‬ ‫‪ ‬يقع الطالق والعتق لقوله ‪( :‬ثالث ال يُلعب َّ‬
‫يرجع لنية القائل ﻫل نوى النذر أم اليمني؟‪ ،‬فإ ْن مل ينو‪ ،‬يكون الراجح القول الثاين‪( :‬األميان اليت خترج خمرج اإللزام بشرط فيها الكفارة إذا خالف ما التزمه‪ ،‬إال إذا خالف وكان ميينه يف العتق أو‬
‫الطالق‪ ،‬فيلزمه وال كفارة)‪ ،‬قال ابن رشد –رمحه هللا‪ -‬رداً على املالكية‪( :‬يعسر ﻫذا على املالكية لتسميتهم إايﻫا أمياان‪ ،‬لكن لعلهم إمنا مسوﻫا أمياان على طريق التجوز والتوسع‪ ،‬واحلق أنه ليس جيب‬ ‫الراجح‬
‫أن النذر ليس مييناً‪ ،‬وإ ْن كان ليس مييناً إال أن حكمه حكم اليمني إال ما خصصه اإلعماع مثل الطالق‬ ‫أن تسمى حبسب الداللة اللغوية) مث قال‪ :‬حديث‪( :‬كفارة النذر كفارة ميني)‪ ،‬ظاﻫره َّ‬
‫يلزمه أ ْن يفعل ما ألزم به نفسه‪ ،‬فيمتنع عن فعل‬
‫(ال) يلزمه أ ْن يفعل ما ألزم به‬
‫املعلق به‪ ،‬فلو قال‪ :‬إ ْن منت عن الصالة فعلي يلزمه أ ْن يفعل ما ألزم به نفسه‪ ،‬وإذا خالف كفر‪ ،‬إال يف العتق والطالق‪ ،‬إ ْن خالف وقع العتق ووقع‬
‫نفسه‪ ،‬وال كفارة عليه‪ ،‬وﻫي يف‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫الطالق‬ ‫صدقة‪ ،‬وجب عليه الوفاء بعدم النوم عنها‪ ،‬ولو‬
‫حكم اللغو‬
‫انم مل تلزمه الصدقة‪ ،‬ومثله العتق والطالق‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)763/1‬وتكملة اجملموع (‪ ،)113/17‬وأسىن املطالب (‪ ،)273/3‬واملغين (‪ ،)508/9‬وكشاف القناع (‪ ،)240/6‬وامللخص الفقهي (‪)605/2‬‬ ‫مراجع املسألة‬

‫‪94‬‬
‫قول القائل‪( :‬مقسم مو م هد) هل هو ميني؟‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫اتفقوا أنه لو قال‪( :‬أقسم ابهلل‪ ،‬أو أشهد ابهلل‪ ،‬أو أحلف ابهلل‪ ،‬أهنا أميان صحيحة‪ ،‬واختلفوا لو قال‪( :‬أقسم أو أشهد أو أحلف) إ ْن كان كذا وكذا‪ ،‬ومل يذكر لفظ اجلاللة‪ ،‬ﻫل يكون مييناً؟‪ ،‬واخلالف على‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫ثالثة أقوال‬
‫لو قال‪( :‬أقسم أو أشهد) وأراد هبا ابهلل تعاىل ابلنية فهي ميني‪،‬‬
‫قول (أقسم أو أشهد) ميني صحيحة‬ ‫قول (أقسم أو أشهد) ليست مييناً مطلقاً‬
‫وإ ْن مل يرد هبا هللا تعاىل فليست مييناً‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬ ‫الشافعي (املذﻫب)‬
‫مالك‪ /‬أمحد (رواية)‬
‫اعى اعتبار صيغة اللفظ‪ ،‬أو اعتبار مفهومه ابلعادة أو اعتبار النية‬
‫ﻫل املر َ‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*املعترب ابليمني صيغة اللفظ‪ ،‬وﻫو مل يكن يف *املعترب ابليمني صيغة اللفظ ابلعادة‪ ،‬ففي اللفظ حمذوف وال بد أنَّه هللا تعاىل‪ ،‬فالعادة *ليس املعترب ابليمني صيغة اللفظ وال اعتبار العادة‪ ،‬لكن‬
‫املعترب نية القائل‪ ،‬فاللفظ صاحل أ ْن يكون مييناً‪ ،‬وصاحل أ ْن (ال)‬ ‫من قال‪ :‬أقسم‪ ،‬يُريد‪ :‬أقسم ابهلل تعاىل‪.‬‬ ‫لفظه مقسوم به‪ ،‬فال يكون مييناً‪.‬‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ‪...‬ﮣﮤﮥ)[املنافقون‪ -1 :‬يكون مييناً‪ ،‬والنية متيزﻫا؛ لعموم حديث عمر ‪ ‬قال النيب‬
‫‪( :‬إمنا األعمال ابلنيات وإمنا لكل امرئ ما نوى) [خ‪/‬م]‪.‬‬ ‫ﯞ ﯟ) [النور‪ ،]46 :‬فاللعان أميان‪ ،‬لقوله ‪ ،]2‬فسمى هللا تعاىل الشهادة مييناً‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪( :‬لوال األميان لكان يل وهلا شأن) [حم‪ /‬ضيا‪  /‬قول العباس ‪ ‬للنيب ‪( :‬أقسمت عليك اي رسول هللا لتبايعنه‪ ،‬فبايعه النيب ‪،‬‬
‫ﻫق‪ /‬وصححه أمحد شاكر]‪ ،‬وقد قال تعاىل‪ :‬وقال‪ :‬أبررت قسم عمي) [حم‪ /‬جه‪ /‬ﻫق‪ /‬وفيه ضعف]‪.‬‬
‫أن مطلق الشهادة ال ‪ ‬قول أيب بكر ‪ ‬للنيب ‪( :‬أقسمت عليك اي رسول هللا لتخربين مبا أصبت مما‬ ‫(شهادات ابهلل)‪ ،‬فدل على َّ‬
‫أخطأت‪ ،‬فقال النيب ‪ :‬ال تُقسم) [خ‪/‬م]‪.‬‬ ‫يكون مييناً حىت تقرتن بذكر هللا تعاىل‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬أقسم أو أشهد ميني صحيحة)؛ حلديث أيب بكر ‪ ،‬فهو نص يف حمل اخلالف‬ ‫الراجح‬
‫لو قال‪ :‬أقسم أو أشهد ونوى اليمني فهي ميني صحيحة جيب‬ ‫لو قال‪ :‬أقسم أو أشهد كان كالمه لغوا‪ ،‬ومل‬
‫لو قال‪ :‬أقسم أو أشهد‪ ،‬اعترب مييناً صحيحاً‪ ،‬فوجب عليه الوفاء هبا أو الكفارة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫عليه الوفاء أو الكفارة‪ ،‬وإ ْن مل ينو يكون لغواً ال حكم له‬ ‫تنعقد مييناً‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)765/1‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)380/1‬ودرر احلكام (‪ ،)40/2‬واملدونة الكربى (‪ ،)580/1‬والذخرية (‪ ،)11/4‬واألم (‪ ،)64/7‬واللباب يف الفقه الشافعي (ص‪ ،)403‬ومسائل اإلمام‬
‫مراجع املسألة‬
‫أمحد‪ ،‬رواية ابنه أيب الفضل (‪ ،)229/3‬واملبدع (‪ ،)64/8‬واإلقناع (‪ ،)332/4‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪)90‬‬

‫‪95‬‬
‫اجلملة الثانية‬
‫يف معرفة األشياء الرافعة لألميان الالزمة وأحكامها‬
‫وتنقسم إلى قسمين‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬النظر في االستثناء‪ ،‬وتحته فصالن‪:‬‬


‫الفصل األول‪ :‬يف روط االستثناا املؤثر يف اليمني‬
‫الفصل الثاين‪ :‬يف تعريف األميان اليت يؤثر فيها االستثناا مأ اليت ال تؤثر‬

‫القسم الثاني‪ :‬النظر في الكفارات‪ ،‬وتحته ثالثة فصول‪:‬‬


‫الفصل األول‪ :‬يف موجب احلنث و روطه ومحكامه‬
‫الفصل الثاين‪ :‬يف فع احلنث‪ ،‬وهي الكفا ات‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مىت ترفع الكفا ة احلنث‪ ،‬وكم ترفع؟‬

‫‪96‬‬
‫اجلملة الثانية‪ :‬يف معرفة األشياء الرافعة لألميان الالزمة وأحكامها‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫عنوان املسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫حكم االستثناا إذا فصله عأ اليمني‬ ‫‪8‬‬
‫إذا نوى احلالف االستثناا بقلبه (ومل) ينطق به هل يصح؟‬ ‫‪9‬‬
‫هل تصح نية االستثناا املتأخرة عأ النطق ابليمني؟‬ ‫‪10‬‬
‫هل يؤثر استثناا املاشيئة يف الطالق والعتق؟‬ ‫‪11‬‬
‫لو متى احلالف ابملخالف انسيا مو مكرها؟‬ ‫‪12‬‬
‫لو فعل بعض احمللوف عليه هل حينث؟‬ ‫‪13‬‬
‫لو اختلف لفظ احلالف عأ نيته‬ ‫‪14‬‬
‫حكم التو ية يف اليمني‬ ‫‪15‬‬
‫لو حلف من (ال) أيكل ؤوسا فأكل ؤوس حيتان (مسك)‬ ‫‪16‬‬
‫لو حلف من (ال) أيكل حلما فأكل حما‬ ‫‪17‬‬
‫مقدا اإلطعام لكل مسكني يف كفا ة اليمني‬ ‫‪18‬‬
‫هل يكون مع اخلبز إدام يف اإلطعام؟‬ ‫‪19‬‬
‫ما اجملزئ مأ الكسوة يف كفا ة اليمني؟ (مقدا الكسوة)‬ ‫‪20‬‬
‫هل ياشرتط التتابع يف األايم الثالثة يف صيام كفا ة اليمني؟‬ ‫‪21‬‬
‫ا رتاط العدد يف املساكني يف كفا ة اليمني‬ ‫‪22‬‬
‫هل ياشرتط اإلسالم واحلرية يف املساكني يف كفا ة اليمني؟‬ ‫‪23‬‬
‫هل مأ رط الرقبة ‪ -‬املعتقة يف كفا ة اليمني‪ -‬سالمتها مأ العيوب؟‬ ‫‪24‬‬
‫هل مأ رط الرقبة ‪ -‬املعتقة يف كفا ة اليمني‪ -‬من تكون مؤمنة؟‬ ‫‪25‬‬
‫حكم تقدمي كفا ة اليمني على احلنث‬ ‫‪26‬‬
‫الكفا ة لو حلف على يا واحد مرا ا كثرية وحنث‬ ‫‪27‬‬
‫الكفا ة لو حلف يف ميني واحد أبكثر مأ صفتني مأ صفات هللا تعاىل مث حنث‬ ‫‪28‬‬

‫‪97‬‬
‫حكم االستثناا إذا فصله عأ اليمني‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫أعمعوا على أن االستثناء – يف اجلملة‪ -‬له أتثري يف ِّ‬
‫حل األميان‪ ،‬واتفق اجلميع على أن استثناء مشيئة هللا تعاىل يف األمر احمللوف على فعله أو تركه أنه رافع لليمني؛ َّ‬
‫ألن االستثناء ﻫو رفع للزوم اليمني‪ ،‬وأعمعوا‬
‫على أنَّه مىت اجتمع يف االستثناء ثالثة شروط‪ ،‬كان االستثناء صحيحاً‪ ،‬ومؤثراً على انعقاد اليمني‪ ،‬وﻫي‪ :‬أ ْن يكون االستثناء متَّسقاً (متصالً) مع اليمني‪ ،‬وملفوظاً به‪ ،‬ومقصوداً من أول اليمني‪ .‬واتفقوا أن‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫فصل املستثىن منه بفاضل حكماً؛ من قطع نفس أو عطاس أو تثاؤب‪ ،‬أن الفاصل غري مؤثر‪ ،‬واختلفوا لو فصل االستثناء ابليمني قصداً‪ ،‬ﻫل يصح االستثناء‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫لو فصل االستثناء عن اليمني بسكتة يسرية للتذكر أو لكالم‬
‫الفصل الطويل يف االستثناء يف اليمني غري مؤثر (على خالف يف مدته)‬ ‫اتصال االستثناء ابليمني شرط لصحة االستثناء‬
‫الغري صح االستثناء‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫ابن عباس ‪ /‬قتادة‬ ‫اجلمهور‬
‫الشافعي (قول)‪ /‬أمحد (رواية)‬
‫ﻫل االستثناء مانع النعقاد ابتداءً أو حال هلا؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حديث عكرمة ‪ ‬قال رسول هللا ‪( :‬وهللا ألغزون قريشاً‪ ،‬قاهلا *ألن استثناء حال لليمني ولو مع البعد‪ ،‬فال يلزم فيه االتصال‪.‬‬ ‫*حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬قال ‪( :‬من حلف فقال إ ْن شاء‬
‫ثالث مرات‪ ،‬مث سكت مث قال‪ :‬إ ْن شاء هللا) [د‪ /‬ع‪ /‬طح‪ /‬طب‪  /‬قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬ ‫هللا مل حينث) [حم‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬حمب‪ /‬ع‪ /‬وصححه‬
‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ) [الفرقان‪ ]68 :‬مث بعد سنة نزل‪( :‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬
‫مع‪ /‬ﻫق‪ /‬حب‪ /‬مح‪ /‬جممع‪ /‬قال اهليتمي‪ :‬رجاله رجال الصحيح‪،‬‬ ‫األلباين]‪ ،‬الفاء للرتتيب والتعقيب مع الفورية‪.‬‬
‫وقال أبو داود‪ :‬احلديث مسند البن عباس ‪ /‬وقال ابن حجر‪:‬‬ ‫*ألن االستثناء مانع النعقاد اليمني‪ ،‬فيشرتط أن يكون‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ) [الفرقان‪ ،]70 :‬فصح االستثناء مع بعد الزمن‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫إسناده مضطرب]‪ ،‬فقد حلف ‪ ‬مث سكت مث مل يغزﻫم‪.‬‬ ‫متصالً‪.‬‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫* َّ‬
‫ألن االستثناء حال لليمني ابلقرب مثل الكفارة‪ ،‬فال يلزم فيه‬ ‫‪ ‬حديث عبد الرمحن بن مسرة ‪ ‬قال ‪( :‬إذا حلفت‬
‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ) [الكهف‪ ،]24-23 :‬فقد علق املشيئة على الذكر بعد‬ ‫االتصال‪.‬‬ ‫على ميني فرأيت أن غريﻫا خري منها فكفر عن ميينك)‬
‫النسيان‪.‬‬ ‫[خ‪/‬م]‪ ،‬قال‪ :‬كفر‪ ،‬ومل يقل‪ :‬فاستثىن‪.‬‬
‫القول الثاين‪ :‬لو فصل االستثناء عن اليمني بسكتة يسرية صح االستثناء؛ حلديث عكرمة ‪ ،‬فهو نص يف ذلك‪ ،‬وال يناقضه حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬فيصح عند الفورية ولكن ال يشرتط‪ ،‬ويصح عند السكتة اليسرية‪ ،‬أما‬
‫الراجح‬
‫االستثناء بعد طول الفصل‪ ،‬ملا وجبت كفارة أصالً‪ ،‬و َّ‬
‫ألن االستثناء يف اليمني بعد الفراغ منها رجوع عنها‪ ،‬وال رجوع عن اليمني إال بكفارة‪.‬‬
‫من قال‪ :‬وهللا ال يدخل فالن بييت؛ فعند ابن عباس ‪ ‬يصح له أن يقول‬ ‫من قال‪ :‬وهللا ال يدخل فالن بييت‪ ،‬مث فكر قليال أو َّ‬
‫ذكره أحد‬ ‫من قال‪ :‬وهللا ال يدخل فالن بييت‪ ،‬مث فكر قليالً فقال‪ :‬إ ْن‬
‫مثرة اخلالف‬
‫إ ْن شاء هللا ولو بعد عام‪ ،‬وعند قتادة يصح له ذلك قبل أ ْن يقوم من جملسه‬ ‫ابالستثناء‪ ،‬فقال‪ :‬إ ْن شاء هللا‪ ،‬صح استثناؤه‬ ‫شاء هللا‪ ،‬مل يصح االستثناء‪ ،‬وانعقد ما حلف عليه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)767/1‬والعناية سرح اهلداية (‪ ،)94/5‬ورد احملتار (‪ ،)371/3‬وحاشية الدسوقي مع الشرح الكبري (‪ ،)130/2‬ومنح اجلليل (‪ ،)105/4‬والتنبيه (‪ ،)198/1‬واجملموع (‪ ،)150/17‬واملغين‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)522/9‬واملبدع (‪ ،)72/8‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪)184‬‬

‫‪98‬‬
‫إذا نوى احلالف االستثناا بقلبه (ومل) ينطق به هل يصح؟‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫أعمعوا أنَّه إذا اجتمع يف االستثناء ثالثة شروط كان االستثناء صحيحاً‪ ،‬ومؤثر على انعقاد اليمني ‪ ،‬وﻫي‪ :‬أ ْن يكون االستثناء متَّسقاً (متصالً) مع اليمني‪ ،‬وملفوظاً به‪،‬‬
‫حترير حمل اخلالف ومقصوداً من أول اليمني‪ .‬واختلفوا إذا حلف احلالف ونوى االستثناء يف قلبه‪ ،‬سواء كان االستثناء أبلفاظ االستثناء‪ ،‬أو بتخصيص العموم‪ ،‬أو بتقييد املطلق‪ ،‬واخلالف على‬
‫قولني‬
‫يصح االستثناء من اليمني يف القلب إذا استثىن ب ـ ـ (إال)‬ ‫(ال) يصح االستثناء من اليمني إال بنطق املستثىن‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫بعض املالكية‬ ‫اجلمهور‬
‫ﻫل تلزم العقود الالزمة فقط ابلنية دون اللفظ‪ ،‬أو ابللفظ والنية معاً؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*ألن العقود الالزمة كاليمني‪ ،‬تلزم وتنعقد ابلنطق والنية‪ ،‬ومثله الطالق والعتق‪ ،‬فلو ‪ ‬حديث عمر ‪ ‬قال ‪( :‬إمنا األعمال ابلنيات وإمنا لكل امرئ ما‬
‫نوى الطالق بقلبه ومل يتلفظ مل يقع‪ ،‬كذلك لو نطق واستثىن بقلبه (مل) يصح نوى) [خ‪/‬م]‪ ،‬فمن نوى االستثناء ب ــ(إال) ولو مل يتلفظ به‪ ،‬فإن النية‬
‫معتربة؛ لظاﻫر احلديث‪.‬‬ ‫االستثناء‪ ،‬ال ابلطالق وال ابليمني‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬قال ‪( :‬من حلف‪ ،‬فقال‪ :‬إ ْن شاء هللا‪ ،‬مل حينث) [حم‪/‬‬
‫ت‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬عب‪ /‬ع‪ /‬وصححه األلباين]‪ ،‬قوله‪( :‬فقال) دليل على اعتبار النطق‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال يصح االستثناء من اليمني إال ابلنطق) وقد قال ابن قدامة – رمحه هللا‪ :-‬ال نعلم فيه خمالفاً‪ .‬وما دام أن اليمني ال تنعقد مبجرد النية‪ ،‬فكذا‬
‫الراجح‬
‫االستثناء فيها‪ ،‬وقال ابن رشد –رمحه هللا‪ -‬عن القول الثاين‪ :‬التفرقة بني (إال) وغريه من احلروف ضعيف‬
‫من قال‪ :‬وهللا ال أفعل كذا‪ ،‬وعقد يف قلبه إال أ ْن يشاء هللا‪ ،‬صح‬ ‫من قال‪ :‬وهللا ال أفعل كذا‪ ،‬وعقد يف قلبه‪ :‬إال أ ْن يشاء هللا‪ ،‬أو إ ْن شاء هللا‪ ،‬فال أثر‬
‫مثرة اخلالف‬
‫استثناؤه‪ ،‬ولو استثىن بغري (إال) مل يصح‬ ‫ملا عقده يف قلبه وجيب عليه أ ْن يلتزم ما حلف به‪ ،‬أو يكفر إ ْن حنث‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)768/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)210/2‬والتاج واإلكليل (‪ ،)411/4‬والفواكه الدواين (‪ ،)410/1‬وبلغة السالك (‪ ،)207/2‬والكايف البن قدامة (‪ ،)188/4‬واملغين‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ )485/13‬والشرح الكبري (‪ ،)187/11‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪)194‬‬

‫‪99‬‬
‫هل تصح نية االستثناا املتأخرة عأ النرطق ابليمني؟‬ ‫مسألة (‪)10‬‬
‫أعمعوا أنه إذا اجتمع يف االستثناء ثالثة شروط أنه كان االستثناء صحيحاً‪ ،‬ومؤثر على انعقاد اليمني‪ ،‬وﻫي‪ :‬أ ْن يكون االستثناء متَّسقاً (متصالً) مع اليمني‪ ،‬وملفوظاً به‪ ،‬ومقصوداً من أول اليمني‪.‬‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫واختلفوا فيمن أحدث نية االستثناء متأخرة عن النطق ابليمني‪ ،‬كمن حلف على شيء‪ ،‬فذكره من جبانبه – مثالً ‪ -‬ابالستثناء فاستثىن‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫تصح نية االستثناء املتأخرة يف استثناء العموم‬
‫(ال) تصح نية االستثناء املتأخرة‬ ‫تصح نية االستثناء املتأخرة (بشرط) اتصاهلا ابليمني‬
‫بتخصيص‪ ،‬أو املطلق بتقييد‪ ،‬وال يصح استثناء‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬
‫العدد بنية متأخرة‪ /‬قول (مل يُنسب ألحد)‬
‫ﻫل االستثناء مانع لعقد اليمني أو حال لليمني؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*ألن االستثناء مانع من عقد اليمني ابتداء‪ ،‬فال ‪ ‬يصح االستثناء املتأخر بتخصيص العموم‪ ،‬وتقييد‬ ‫حال لليمني بعد عقده‪ ،‬فال تلزم النية له من أول اليمني‪ ،‬مثل‬ ‫*ألن االستثناء ُّ‬
‫بد من اشرتاط النية أول اليمني؛ ليوجد املانع قبل املطلق‪ ،‬ألن املستثىن منه يقبل أ ْن يكون أجناساً خمتلفة‪،‬‬ ‫الكفارة حتل اليمني بعد عقده‪.‬‬
‫خبالف العدد؛ فإنه لو أراد العدد األقل ابتداء حللف‬ ‫عقد اليمني‪.‬‬ ‫ألطوفن الليلة على تسعني‬
‫َّ‬ ‫‪ ‬حديث أيب ﻫريرة ‪ ،‬قال‪( :‬قال سليمان ‪:‬‬
‫عليه‪ ،‬فبدالً من قوله عشرة إال سمسة‪ ،‬كان األوىل أ ْن‬ ‫امرأة‪ ،‬كل تلد غالماً يقاتل يف سبيل هللا‪ ،‬فقال له صاحبه قل‪ :‬إن شاء هللا‪ ،‬فنسي‪،‬‬
‫يقول (سمسة) ابتداءً‪.‬‬ ‫فطاف هبن‪ ،‬فلم أتت امرأة منهن بولد إال واحدة بشق غالم‪ ،‬فقال ‪ :‬لو استثىن‪،‬‬ ‫األدلة‬
‫أو قال‪ :‬إ ْن شاء هللا مل حينث) [خ]‪ ،‬فدل على صحة نية االستثناء املتأخرة‪.‬‬
‫‪ ‬عموم قوله ‪( :‬من حلف‪ ،‬فقال‪ :‬إ ْن شاء هللا مل حينث) [حم‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬جه‪/‬‬
‫حمب‪ /‬ع‪ /‬وصححه األلباين]‪ ،‬وﻫذا يف احملصلة‪ ،‬قال‪ :‬إ ْن شاء هللا‪.‬‬
‫‪ ‬ألن االستثناء يكون بعد اليمني‪ ،‬وكذلك نيته ال مانع أ ْن تكون بعد اليمني‪.‬‬
‫القول األول‪ :‬تصح نية االستثناء املتأخرة‪ ،‬ملا تقرر يف املسألة رقم (‪ )8‬أبن االستثناء حال لعقد اليمني‬ ‫الراجح‬
‫من حلف‪ :‬أ ْن (ال) يفعل شيئاً‪ ،‬أو حلف أب ْن يتصدق‬ ‫من حلف أ ْن (ال) يفعل شيئاً‪ ،‬أو حلف أب ْن‬
‫بعشرة رايالت مث تذكر االستثناء‪ ،‬فقال‪ :‬إ ْن شاء هللا يف‬ ‫يتصدق بعشرة رايالت‪ ،‬مث َّ‬
‫تذكر االستثناء متصالً‬ ‫َّ‬ ‫من حلف‪ :‬أ ْن (ال) يفعل شيئاً أو حلف أب ْن يتصدق بعشرة رايالت‪ ،‬مث َّ‬
‫تذكر االستثناء‬
‫مثرة اخلالف‬
‫األوىل‪ ،‬أو عشرة إال ثالثة يف الثانية‪ ،‬صح استثناؤه يف‬ ‫ابليمني‪ ،‬فقال‪ :‬إ ْن شاء هللا يف األوىل‪ ،‬أو عشرة إال‬ ‫متصالً ابليمني‪ ،‬فقال‪ :‬إ ْن شاء هللا يف األوىل‪ ،‬أو عشرة إال ثالثة يف الثانية صح استثناؤه‬
‫األوىل‪ ،‬ومل يصح استثناؤه يف الثانية وعليه الكفارة إ ْن حنث‬ ‫ثالثة يف الثانية‪ ،‬مل يصح وعليه الكفارة إ ْن حنث‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)769/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)143/8‬وتبيني احلقائق (‪ ،)116/3‬وإرشاد السالك (ص ‪ ،)53‬والشامل يف فقه اإلمام مالك (‪ ،)272/2‬والتنبيه (ص‪ ،)198‬وفتح العزيز‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)25/9‬والكايف البن قدامة (‪ ،)187/4‬والشرح الكبري (‪ ،)186/11‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪)192‬‬

‫‪100‬‬
‫هل يؤثر استثناا املاشيئة يف الطالق والعتق؟‬ ‫مسألة (‪)11‬‬
‫سبق اخلالف يف مسألة رقم (‪ ،)6‬يف األميان اليت خترج خمرج اإللتزام بشرط‪ ،‬وقد اتفق اجلميع على أن استثناء مشيئة هللا تعاىل يف األمر احمللوف على فعله أو على تركه أنه رافع لليمني‪ ،‬واختلفوا‬
‫ﻫل االستثناء مؤثر يف الطالق والعتاق‪ ،‬سواء علق االستثناء مبجرد الطالق أو العتق فقط‪ ،‬كقوله‪ :‬ﻫي طالق إ ْن شاء هللا‪ ،‬أو ﻫو عتيق إ ْن شاء هللا‪ ،‬أو يعلِّق الطالق بشرط من الشروط‪ ،‬مثل أ ْن‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫يقول‪ :‬إ ْن كان كذا فهي طالق إ ْن شاء هللا‪ ،‬أو إ ْن كان كذا فهو عتيق إ ْن شاء هللا‪ ،‬فهل االستثناء يؤثر يف القول الذي خرج خمرج الشرط‪ ،‬وابلقول الذي خرج خمرج اخلرب؟‪ ،‬اخلالف على قولني‬
‫االستثناء املعلَّق مبجرد الطالق والعتق‪ ،‬واالستثناء املعلَّق بشرط من الشروط‬ ‫سمى مييناً‪ ،‬واالستثناء املعلَّق بشرط من‬
‫االستثناء املعلَّق مبجرد الطالق والعتق (ال) يؤثر وال يرفع احلكم‪ ،‬وال يُ َّ‬
‫يف الطالق والعتق‪ ،‬كالمها مؤثِّر ويرفع احلكم‬ ‫الشروط مؤثر‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‬ ‫مالك‪ /‬أمحد‬
‫ﻫل االستثناء مانع لعقد اليمني أو حال لليمني؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*ألن االستثناء حال للعقود‪ ،‬فوجب أ ْن يكون له أتثري يف الطالق‪ ،‬وإ ْن‬ ‫َّ‬ ‫*ألن االستثناء املعلَّق مبجرد الطالق والعتق ﻫي من جنس النذر‪ ،‬وليست مييناً‪ ،‬فتجب عليه وال يرفعها االستثناء؛‬ ‫َّ‬
‫كان وقع‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ألهنا مما لزم من الشرع‪.‬‬
‫*ألن االستثناء سواء قلنا ﻫو حال لليمني أو مانع هلا‪ ،‬إال أنه ملا قرن بلفظ جمرد الطالق ال يكون له أتثري فيه‪ ،‬إذ ‪ ‬حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬قال ‪( :‬من حلف‪ ،‬فقال‪ :‬إ ْن شاء هللا مل حينث)‬
‫[حم‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬حمب‪ /‬ع‪ /‬وصححه األلباين]‪ ،‬كما صح االستثناء يف‬ ‫قد وقع الطالق‪ ،‬فلو قال لزوجته‪( :‬أنت طالق إ ْن شاء هللا ) وقع؛ َّ‬
‫ألن املانع إمنا يقوم ملا مل يقع يف املستقبل‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫أن االستثناء يؤثِّر يف اليمني اليمني فكذا يف الطالق والعتق‪ ،‬فكالمها إلزام بعدم الفعل‪.‬‬
‫‪ ‬حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬قال ‪( :‬من حلف‪ ،‬فقال‪ :‬إ ْن شاء هللا مل حينث)‪ ،‬ظاﻫره َّ‬
‫‪ ‬ألنَّه علق الطالق والعتق ابملشيئة‪ ،‬وﻫي ال تعلم‪ ،‬وال يلزم ابلشك شيء‪.‬‬ ‫فقط‪.‬‬
‫‪ ‬ألنَّه تعليق إىل ما ال سبيل إىل علمه‪ ،‬فيبطل‪ ،‬كما لو علَّقه على مستحيل‪.‬‬
‫القول الثاين‪ :‬االستثناء املعلق مبجرد الطالق والعتق‪ ،‬واالستثناء املعلَّق بشرط فيها مؤثر‪ ،‬ملا تقرر أن االستثناء حال لعقد اليمني‬ ‫الراجح‬
‫من قال لزوجته‪ :‬أنيت طالق إال أ ْن يشاء هللا‪ ،‬مل تطلق‪ ،‬إال إذا أكد ذلك‪،‬‬ ‫من قال لزوجته‪ :‬أنيت طالق إال أ ْن يشاء هللا‪ ،‬طلقت‪ ،‬ولو قال‪ :‬أنيت طالق إ ْن غادريت البيت اليوم‪ ،‬مل تطلق إال إذا‬
‫مثرة اخلالف‬
‫ولو قال‪ :‬أنيت طالق إ ْن غادريت البيت اليوم‪ ،‬مل تطلق إال إذا غادرته‬ ‫غادرته‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)769/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)157/3‬وتبيني احلقائق (‪ ،)241/2‬والبيان والتحصيل (‪ ،)155/6‬والتاج واإلكليل (‪ ،)359/5‬واحلاوي الكبري (‪ ،)258/10‬والبيان‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)129/10‬ومسائل اإلمام أمحد وإسحاق بن راﻫويه (‪ ،)2469/5‬والشرح الكبري (‪)438/8‬‬

‫‪101‬‬
‫لو متى احلالف ابملخالف انسيا مو مكرها؟‬ ‫مسألة (‪)12‬‬
‫اتفقوا على أن موجب احلْنث ﻫو املخالفة ملا انعقدت عليه اليمني‪ ،‬وذلك بفعل ما حلف على أال يفعله‪ ،‬أو تر ما حلف على فعله‪ ،‬واختلفوا يف حكم من‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫أتى ابملخالف انسياً حللفه‪ ،‬أو ذاكراً لذلك لكن أُكره على الفعل أو الرت ‪ ،‬فهل حينث؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫لو أتى احلالف ابملخالف انسياً أو مكرﻫاً (ال) حينث‬ ‫لو أتى احلالف ابملخالف انسياً أو مكرﻫاً حينث كالعامد واملختار‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬
‫ظاﻫر معارضة عموم األدلة من القرآن واألثر‪ ،‬حبيث ميكن أ ْن ُخيصص كل منهما بصاحبه‬ ‫سبب اخلالف‬
‫(رفع عن أميت اخلطأ والنسيان وما استكرﻫوا عليه) [ن‪ /‬ت‪ /‬جه‪ /‬د‪،‬‬
‫*عموم قوله تعاىل‪( :‬ﯙﯚ ﯛ ﯜ ﯝ) [املائدة‪* ،]89 :‬عموم قوله ‪ُ :‬‬
‫وﻫو صحيح]‪ ،‬ظاﻫره (ال) حينث املخطئ والناسي‪.‬‬ ‫ومل يفرق بني عامد وانسي‪.‬‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ) [األحزاب‪،]5 :‬‬ ‫األدلة‬
‫يتعمد املخالفة‪ ،‬فال حنث عليه‪.‬‬
‫وﻫو مل َّ‬
‫‪ ‬القياس على النائم واجملنون؛ لعلة عدم القصد‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬لو أتى احلالف ابملخالف انسياً أو مكرﻫاً ال حينث)؛ لقوة أدلة القول؛ وألن أصل عقد اليمني اإللزام للنفس مبا ال يلزم ابتداءً‪ ،‬فلزم أ ْن تكون املخالفة‬
‫الراجح‬
‫مع اإلرادة‬
‫من حلف أ ْن (ال) أيكل نوعاً معيناً من الطعام‪ ،‬مث نسي وأكله أو أكره على أكله‪،‬‬ ‫من حلف أ ْن (ال) أيكل نوعاً معيناً من الطعام‪ ،‬مث نسي وأكله أو‬
‫مثرة اخلالف‬
‫(مل) حينث‬ ‫أكره على أكله‪ ،‬حنث وعليه الكفارة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)772/1‬واهلداية (‪ ،)317/2‬واجلوﻫرة النرية (‪ ،)192/2‬وحاشية العدوي مع اخلرشي (‪ ،)71/3‬واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‪ ،)894/2‬والتبصر للخمي‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)1758/4‬والبيان (‪ ،)559/10‬وجواﻫر العقود (‪ ،)261/2‬وروضة الطالبني (‪ ،)3/11‬والكايف البن قدامة (‪ ،)193/4‬وشرح الزركشي (‪ ،)67/7‬واإلنصاف (‪)24/11‬‬

‫‪102‬‬
‫لو فعل بعض احمللوف عليه هل حينث؟‬ ‫مسألة (‪)13‬‬
‫اتفق األئمة األربعة على أن من حلف على (فعل) شيء‪ ،‬كقوله‪( :‬وهللا آلكلن الرغيف)‪ ،‬مث أكل بعض الرغيف وتر بعضه فهو (ال) حينث‪ ،‬واختلفوا لو حلف على‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫(تر ) شيء‪ ،‬كقوله‪( :‬وهللا ال آكل الرغيف) مث أكل بعضه‪ ،‬ﻫل حينث؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫لو فعل بعض احمللوف على تركه (مل) حينث‬ ‫لو فعل بعض احمللوف على تركه حينث‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫مالك‪ /‬أمحد (رواية)‬
‫ﻫل يتعلَّق َ‬
‫موجب اليمني أبقل ما ينطلق على االسم أو جبميعه (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*يُؤخذ يف حلف الرت أبقل ما يدل عليه االسم‪ ،‬وﻫذا من ابب ‪ ‬حديث عائشة –رضي هللا عنها‪ -‬يف اعتكاف النيب ‪ ،‬قالت‪( :‬كان ‪ ‬يُصغي إيل رأسه‬
‫وﻫو جماور ‪-‬معتكف‪ -‬يف املسجد وأان حائض) [متفق]‪ ،‬ومل يبطل اعتكافه ‪ ‬إبخراج جزء‬ ‫االحتياط‪.‬‬
‫املنع من جسده‪ ،‬فدل على أن فعل البعض ال يتعلَّق به حكم‪.‬‬ ‫‪ ‬مقتضى اليمني‪ ،‬املنع من فعل عميع احمللف عليه‪ ،‬فاقتضت َ‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬كما ال حينث من حلف على فعل شيء وفعل بعضه‪ ،‬كذلك من حلف على تر شيء وفعل‬ ‫من فعل أقل شيء منه‪.‬‬
‫بعضه‪.‬‬
‫‪ ‬ألن اليمني تعلقت برت اجلميع‪ ،‬فال حينث بفعل البعض‪.‬‬
‫القول الثاين‪ :‬لو فعل بعض احمللوف على تركه (مل) حينث‪ ،‬لقوة أدلة القول‪ ،‬قال ابن رشد –رمحه هللا‪( :-‬وأما تفريق مالك بني الفعل والرت ‪ ،‬فلم جير يف ذلك على أصل واحد)‬ ‫الراجح‬
‫لو قال‪( :‬وهللا ال آكل ﻫذا الرغيف) وأكل بعضه‪ ،‬احنلت ميينه‬
‫لو قال‪( :‬وهللا ال آكل ﻫذا الرغيف) وأكل بعضه‪ ،‬فال حينث حىت أيكله كله‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫ووجبت عليه الكفارة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)772/1‬والبحر الرائق (‪ ،)347/4‬وتبيني احلقائق (‪ ،)125/3‬وأقرب السالك مع حاشية الصاوي (‪ ،)232/2‬وشرح الزرقاين (‪ ،)225/4‬واحلاوي الكبري (‪ ،)379/15‬وحبر‬
‫مراجع املسألة‬
‫املذﻫب (‪ ،)474/10‬وتكملة اجملموع (‪ ،)108/18‬واملسائل الفقهية من كتاب الروايتني والوجهني (‪ ،)55 /3‬واملغين (‪ ،)589/9‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪)256‬‬

‫‪103‬‬
‫لو اختلف لفظ احلالف عأ نيته‬ ‫مسألة (‪)14‬‬
‫اتفقوا أنه لو حلف املسلم على شيء بلفظ‪ ،‬وقد توافق اللفظ مع نيته‪ ،‬أنه انعقد ميينه مبا تلفظ به ونواه‪ ،‬كمن حلف أال أيكل اللحم‪ ،‬وينوي بذلك عميع‬
‫اللحوم‪ ،‬وكذلك لو حلف بلفظ حمدد‪ ،‬كمن حلف أ ْن ال أيكل (حلم عجل) انعقد ميينه على ما حدده‪ .‬واختلفوا فيمن أطلق اللفظ يف اليمني‪ ،‬وخالف يف‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫يتحمله اللفظ‪ ،‬كمن حلف (بلفظه) أ ْن ال أيكل حلماً‪ ،‬وﻫو يقصد (بنيته) أنَّه ال أيكل الدجاج فقط‪ ،‬أما لو قال‪ :‬قصدت ابللحم‬
‫نيته ظاﻫر لفظه‪ ،‬فيما َّ‬
‫الفاكهة‪ ،‬فهذا ال يُقبل‪ ،‬لعدم احتمال اللفظ‪ ،‬وقد اختلفوا فيمن خالف لفظه نيته يف احللف فيما حيتمله اللفظ‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫العربة يف اليمني ابلنية‬ ‫العربة يف اليمني ابللفظ‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك (وعنده تفصيل)‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‬
‫ﻫل املعترب يف األميان اللفظ أم النية؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬

‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﯙﯚﯛﯜﯝ ﯞ) [املائدة‪ ،]89 :‬فاملعترب ما انعقد‬ ‫‪ ‬ألن العربة يف العقود الالزمة ﻫو اللفظ‪ ،‬وكذا اليمني‪.‬‬
‫عليه اليمني‪ ،‬وﻫي نية احلالف‪.‬‬
‫‪ ‬حديث عمر ‪ ‬قال ‪( :‬إمنا األعمال ابلنيات‪ ،‬وإمنا لكل امرئ ما نوى)‬ ‫األدلة‬
‫[خ‪ /‬م]‪ ،‬فهذا نوى شيئاً معيناً فال يلزمه غريه‪ ،‬إذ احلالف تلفظ ونوى‪ ،‬ومل‬
‫أيت بلفظ جمرد‪ ،‬في ِّ‬
‫قدم اللفظ على النية‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬العربة يف اليمني ابلنية)؛ ألن احلالف أعلم مبراده‪ ،‬بل إنه قد يُريد أعم مما حلف عليه‪ ،‬أو أقل مما حلف عليه‬ ‫الراجح‬

‫من حلف أ ْن (ال) أيكل اللحم‪ ،‬وﻫو ينوي حلم الغنم فقط‪ ،‬حرم عليه حلم الغنم‪ ،‬وجاز له‬ ‫من حلف أن (ال) أيكل اللحم‪ ،‬وﻫو ينوي حلم الغنم فقط‪ ،‬حرم عليه كل أنواع اللحوم‬
‫مثرة اخلالف‬
‫أكل بقية اللحوم‪ ،‬وال حينث بذلك‬ ‫والدجاج والسمك وغريﻫا؛ عمالً بظاﻫر اللفظ‪ ،‬وإ ْن أكل شيئاً من ذلك حنث‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)772/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)163/8‬والبناية (‪ ،)154/6‬والقوانني الفقهية (ص ‪ ،)108‬والتبصرة (‪ ،)1684/4‬وتكملة اجملموع (‪،)43/18‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫والفقه املنهجي (‪ ،)19/3‬وشرح منتهى اإلرادات (‪ ،)453/3‬والكايف البن قدامة (‪ ،)196/4‬واإلنصاف (‪ ،)1150‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪)217‬‬

‫‪104‬‬
‫حكم التو ية يف اليمني‬ ‫مسألة (‪)15‬‬
‫الذﻫن‪ ،‬وﻫو يقصد أمرا آخر حيتمله اللفظ املذكور‪ ،‬كمن قال‪ :‬وهللا ﻫذا أخي‪ ،‬ويقصد أخاه يف اإلسالم‪ ،‬أو يقول‪ :‬وهللا أان يف‬ ‫التَّورية يف اليمني ﻫي‪ :‬القسم على شيء معناه متبادر إىل ِّ‬
‫احلرم‪ ،‬ويقصد أنَّه يف حدود حرم املدينة ومكة‪ ،‬وليس يف املسجد‪ ،‬وقد اتفقوا على أنه (ال) جيوز التورية يف اليمني يف الدعاوى أمام القاضي‪ ،‬واختلفوا يف حكم التَّورية يف (غري) الدعاوى‪،‬‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫وليس احلالف ظاملاً وال ضرورة له يف ذلك وال مصلحة‪ ،‬كالتورية يف املواعيد وغريﻫا‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) جتوز التورية يف اليمني‬ ‫جتوز التورية يف اليمني‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي‬
‫ﻫل املعترب يف اليمني ظاﻫر اللفظ أم املعىن القائم ابلنفس؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬قال ‪( :‬اليمني على نية املستحلف) [م]‪ ،‬احلديث‬ ‫* املعترب يف اليمني املعىن القائم ابلنفس‪ ،‬ال ظاﻫر اللفظ‪.‬‬
‫‪ ‬عموم قوله تعاىل‪( :‬ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ) [املائدة‪ ،]89 :‬واحلالف نص يف حمل اخلالف‪ ،‬وﻫذا عام لليمني أمام القاضي وغريﻫا‪ ،‬وختصيصه‬
‫ابلقضاء ال دليل عليه‪.‬‬ ‫عقد اليمني على ما نواه‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬حديث عمر ‪ ‬قال ‪( :‬إمنا األعمال ابلنيات‪ ،‬وإمنا لكل امرئ ما نوى) *حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬قال ‪( :‬ميينك على ما يصدقك به صاحبك) [م]‪.‬‬
‫[خ‪/‬م]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬ال جتوز التَّورية يف اليمني)؛ لقوة وصراحة أدلة القول؛ َّ‬
‫وألن التَّورية يف اليمني تبطل الفائدة املرجوة منها‬ ‫الراجح‬

‫من طلب من صديقه سلفاً وكان مماطالً‪ ،‬فقال له‪ :‬وهللا ال أملك رايالً واحداً يف من طلب من صديقه سلفاً وكان مماطالً‪ ،‬فقال له‪ :‬وهللا ال أملك رايالً واحداً‬
‫أن ما معه من فئة (‪ )500‬رايل مثالً‪ ،‬كان كاذابً ولو أراد‬ ‫أن ما معه من فئة (‪ )500‬رايل مثالً‪ ،‬جاز له احللف على نيته يف جييب‪ .‬ويقصد َّ‬ ‫جييب‪ .‬ويقصد َّ‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بذلك التورية‬ ‫ﻫذه وال شيء عليه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)773/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)212/30‬واملختصر الفقهي البن عرفة (‪ ،)379/2‬ومغين احملتاج (‪ ،)182/6‬والنجم الوﻫاج (‪ ،)24/10‬واإلنصاف (‪،)253/11‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫واإلقناع (‪ ،)393/4‬ومطالب أويل النهى (‪ ،)518/6‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪)304‬‬

‫‪105‬‬
‫لو حلف من (ال) أيكل ؤوسا فأكل ؤوس حيتان (مسك)‬ ‫مسألة (‪)16‬‬
‫اتفقوا أنه لو حلف أ ْن (ال) أيكل رؤوساً وأكل رأساً من هبيمة األنعام حنث‪ ،‬واختلفوا لو أكل رأس حوت (مسكة) ﻫل حينث؟‪ ،‬واخلالف علال قولني‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫من حلف أ ْن (ال) أيكل رؤوساً فأكل رؤوس حيتان (ال) حينث‬
‫من حلف أ ْن (ال) أيكل رؤوساً‪ ،‬فأكل رؤوس حيتان حنث‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (قول)‪ /‬الشافعي (بشرط أال يكون يف بلد يباع فيه رؤوس‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك (قول)‪ /‬أمحد (املذﻫب)‬
‫السمك مفردة)‬
‫ﻫل املراعى يف لفظ اليمني داللة اللفظ أو داللة اللغة؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*ألن املراعى يف االسم والعرف‪ ،‬ويف العرف ال يطلق على رأس احلوت اسم الرأس‪* ،‬ألن املراعى يف االسم داللة اللغة‪ ،‬فيطلق يف اللغة اسم الرأس على رأس احلوت‪.‬‬
‫إذ الرأس للحيوان الذي حيصل به التذكية‪ ،‬ورأس احلوت وجسمه سواء‪ ،‬فاملفهوم ‪ ‬لو حلف أال يشرب ماءً‪ ،‬فإنه حينث بشرب املاء املاحل واملاء النجس‪ ،‬فيتناول عموم‬
‫اسم الرأس رأس السمك‪.‬‬ ‫عند الناس رؤوس األنعام ال رؤوس السمك‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن اسم الرأس يقع على العصفور واجلراد وغريه‪ ،‬ومعلوم أن العموم غري مراد‬
‫ﻫنا‪ ،‬واحلالف مل يُرد ذلك‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬من حلف ال أيكل رؤوساً فأكل رأس حوت ال حينث)؛ ألنه ينصرف إىل هبيمة األنعام حقيقة‪ ،‬ما مل ينو احلالف غري ذلك‬ ‫الراجح‬
‫من حلف ال أيكل رؤوساً‪ ،‬فأكل رأس مسك احنلت ميينه وحنث ووجبت عليه الكفارة‬ ‫من حلف ال أيكل رؤوساً‪ ،‬فأكل رأس مسك مل تنحل ميينه‪ ،‬وما زالت منعقدة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)774/1‬والنتف يف الفتاوى للسغدي (‪ ،)398/1‬واحمليط الربﻫاين (‪ ،)284/4‬والقوانني الفقهية (ص ‪ ،)109‬واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‪،)895 /2‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫واإلقناع للماوردي (ص‪ ،)190‬وحبر املذﻫب (‪ ،)447/10‬وشرح منتهى اإلرادات (‪ ،)461/3‬وكشف املخدرات (‪ ،)808 /2‬وأحكام البحر يف الفقه اإلسالمي (ص ‪)591‬‬

‫‪106‬‬
‫لو حلف من (ال) أيكل حلما فأكل حما‬ ‫مسألة (‪)17‬‬
‫اتفقوا على أن من حلف أ ْن ال أيكل حلماً انعقدت ميينه‪ ،‬وحرم عليه أكل اللحم‪ ،‬واختلفوا لو أكل الشحم‪ - ،‬ومثله‪ :‬املخ والكبد والطحال والقلب والكرش‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫والدماغ والقانصة ‪ ،-‬ﻫل حينث؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫لو حلف ال أيكل حلماً فأكل شحماً حنث‬ ‫لو حلف ال أيكل حلماً فأكل شحماً (ال) حينث‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫ﻫل املعترب يف اليمني داللة اللفظ احلقيقي‪ ،‬أم املعترب فيه الشيء وما يتولد منه (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* املعترب يف اليمني داللة اللفظ احلقيقي‪ ،‬وﻫو حلَف (ال) أيكل حلماً‪ ،‬والشحم *ألن اسم الشيء ينطلق على الشيء وعلى ما يتولد منه‪ ،‬واللحم‬
‫والشحم كالمها شيء واحد‪.‬‬ ‫ﻫو خالف اللحم‪.‬‬
‫األدلة‬
‫الشحم يف اسم اللحم ال لغة وال عرفاً‪ ،‬بدليل لو أمر وكيله بشراء حلم ‪ ‬ألن الشحم حلم حقيقة‪ ،‬ويتخذ منه ما يتخذ من اللحم‪ ،‬فأشبه حلم‬ ‫‪ ‬ال يدخل َّ‬
‫الفخذ‪.‬‬ ‫فاشرتى له شحماً‪ ،‬مل يكن ممتثالً ألمره‪ ،‬وال ينفذ الشراء‪.‬‬
‫اليمني داللة اللفظ احلقيقي وما انعقدت عليه اليمني‪( :‬ﯙﯚﯛ‬ ‫القول األول‪( :‬لو حلف ال أيكل حلماً فأكل شحماً (ال) حينث)؛ ألن املعترب يف‬
‫الراجح‬
‫ﯜﯝﯞ) [املائدة‪]89 :‬‬
‫من حلف أ ْن ال أيكل حلماً فأكل شحماً احنلت ميينه‪ ،‬ووجبت عليه‬
‫من حلف أ ْن ال أيكل حلماً فأكل شحماً بقيت ميينه منعقدة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫كفارة اليمني‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)774/1‬والنتف يف الفتاوى للسغدي (‪ ،)398 /1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)183/8‬واملدونة الكربى (‪ ،)601/1‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)451/1‬واألم‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)84/7‬واللباب يف الفقه الشافعي (ص‪ ،)404 :‬ومسائل اإلمام أمحد رواية ابنه أيب الفضل (‪ ،)395/2‬واملغين (‪ ،)589/13‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪)279‬‬

‫‪107‬‬
‫مقدا اإلطعام لكل مسكني يف كفا ة اليمني‬ ‫مسألة (‪)18‬‬
‫أن عليه الكفارة‪ ،‬واتفقوا أن الكفارة فيها ﻫي األنواع األربعة اليت ذكرﻫا هللا تعاىل بقوله‪ (:‬ﯟﯠ ﯡﯢﯣﯤﯥﯦ‬
‫أعمعوا على أن من حلف ابسم من أمساء هللا تعاىل مث حنث َّ‬
‫ﯧﯨﯩ ﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰ ﯱﯲﯳﯴﯵ ﯶﯷﯸﯹ ) [املائدة‪ ،]89 :‬وأعمعوا على أن احلالف إذا عدم اإلطعام أو الكسوة أو العتق صام؛ لقوله تعاىل‪ ( :‬ﯮﯯﯰ‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫ﯱﯲﯳﯴ) [املائدة‪ ،]89 :‬وذﻫب عمهور العلماء إىل أن احلالف إذا حنث فإنَّه خمري بني اإلطعام أو الكسوة أو العتق‪ ،‬خالفاً البن عمر ‪ ‬الذي فرق فيها فقال‪ :‬كفارة اليمني املغلظة؛ العتق‬
‫والكسوة‪ ،‬وكفارة اليمني اليت مل تغلَّظ ابإلطعام‪ ،‬مع اتفاق اجلميع أنه إذا مل جيد انتقل إىل الصيام‪ ،‬واختلفوا يف مقدار اإلطعام لكل واحد من العشرة مساكني‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫كفارة اإلطعام يف اليمني‪ ،‬لكل مسكني مد من بر‪ ،‬أو‬ ‫كفارة اإلطعام يف اليمني‪ ،‬لكل مسكني نصف صاع‬ ‫كفارة اإلطعام يف اليمني‪ ،‬لكل مسكني مد من حنطة مبد‬
‫نصف صاع من غريه‬ ‫من حنطة أو صاعاً من شعري أو متر أو غريه‬ ‫النيب ‪‬‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫مالك (وخصه أبﻫل املدينة)‪ /‬الشافعي‪ /‬ابن القاسم (مالكي)‬
‫اختالفهم يف أتويل قوله تعاىل‪( :‬ﯣﯤﯥﯦﯧ)‪ /‬وتردد كفارة احلنث بني كفارة الفطر متعمداً يف رمضان‪ ،‬وبني كفارة األذى يف احلج‬ ‫سبب اخلالف‬
‫‪ ‬حديث أيب يزيد املدين ‪ ‬قال‪( :‬جاءت امرأة من بين‬ ‫تعاىل‪ (:‬ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬ ‫*قوله تعاىل‪( :‬ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ)‪ ،‬املراد * قوله‬
‫بياضة بنصف وسق شعري‪ ،‬فقال النيب ‪ ‬للمظاﻫر‪ :‬أطعم‬ ‫ﯧ)‪ ،‬املراد قوت كامل اليوم‪ ،‬وﻫو غداء وعشاء‪،‬‬ ‫أكلة واحدة‪ ،‬فوجب املد ألنه وسط يف الشبع‪.‬‬
‫َّي شعري مكان مد بر) [ﻫق]‪.‬‬
‫ﻫذا‪ ،‬فإن مد ْ‬ ‫*القياس على كفارة الفطر متعمداً يف رمضان‪ ،‬من حديث أيب فوجب نصف صاع ليكفي وجبتني‪.‬‬
‫‪ ‬حديث كعب بن عجرة ‪...( :‬أو أطعم ستة مساكني‪،‬‬ ‫ﻫريرة ‪ ‬قال‪( :‬جاء رجل إىل النيب ‪ ‬أفطر يف رمضان‪...‬فأيت *القياس على كفارة األذى يف احلج‪ ،‬من حديث كعب بن‬
‫مدين لكل إنسان) [خ‪/‬م]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫بعرق فيه متر قدر سمسة عشر صاعاً‪ ،‬وقال ‪-‬فيه‪ :-‬كل أنت وأﻫل عجرة ‪ :‬أنَّه كان مع رسول هللا ‪ ‬حمرماً فآذاه القمل يف‬‫َ‬
‫‪ ‬القياس على فدية األذى يف احلج‪ ،‬وﻫي نصف صاع من‬ ‫بيتك) [د‪ /‬قط‪ /‬وصححه األلباين]‪ ،‬ويف رواية‪( :‬أُيت مبكتل فيه رأسه‪ ،‬فأمره ‪ ‬أن حيلق رأسه وقال‪( :‬صم ثالثة أايم‪ ،‬أو‬
‫التمر أو الشعري بال خالف‪ ،‬فكذا فدية احلانث‪.‬‬ ‫سمسة عشر صاعاً)‪ ،‬والصاع (‪ )4‬مدود‪ ،‬فيكون اجملموع (‪ )60‬أطعم ستة مساكني‪ ،‬مدين لكل إنسان) [خ‪/‬م]‪ ،‬واملدان‪:‬‬
‫نصف صاع‪.‬‬ ‫مداً‪ ،‬ولكل مسكني مد‪.‬‬

‫القول األول‪ :‬كفارة اإلطعام يف اليمني (مد لكل مسكني)؛ لداللة حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬على ﻫذا املعىن‪ ،‬ولو زاد احتياطاً وإبراءً للذمة فذلك أحسن‬ ‫الراجح‬
‫اجملزئ الذي تربأ به ذمة احلانث يف اليمني إطعام (‪ )10‬أمداد‬ ‫اجملزئ الذي تربأ به ذمة احلانث يف اليمني إطعام (‪)20‬‬ ‫اجملزئ الذي تربأ به ذمة احلانث يف اليمني إطعام (‪ )10‬مدود من‬
‫مثرة اخلالف‬
‫من الرب‪ )20( ،‬مداً من التمر والشعري‪ ،‬وحنوﻫا‬ ‫مداً من احلنطة‪ ،‬أو (‪ )40‬مداً من الشعري‪ ،‬والتمر‪ ،‬وغريﻫا‬ ‫أي نوع من الطعام؛ من بر‪ ،‬أو شعري‪ ،‬أو متر‪ ،‬أو حنوه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)775/1‬واملبسوط للشيباين (‪ ،)209/3‬واحلجة على أﻫل املدينة (‪ ،)398/1‬واملدونة الكربى (‪ ،)454/1‬والتنبيهات املستنبطة (‪ ،)847/2‬واألم (‪ ،)67/7‬وجواﻫر العقود‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)264/2‬والشرح الكبري (‪ ،)616/8‬واإلعماع البن املنذر (ص ‪ ،)137‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪ ،)364‬واجلداول الفقهية لكتاب احلج (م‪)41 /‬‬

‫‪108‬‬
‫هل يكون مع اخلبز إدام يف اإلطعام؟‬ ‫مسألة (‪)19‬‬
‫تعاىل‪( :‬ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ ﯪﯫ‬ ‫ذﻫب عمهور الفقهاء إىل أن احلالف الذي حينث خمري بني اإلطعام أو الكسوة أو العتق‪ ،‬لقوله‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫ﯬﯭ) [املائدة‪ ،]89 :‬واختلفوا فيمن اختار اإلطعام ‪ ،‬فاختار الرب أو الشعري‪ ،‬فقدم خبزاً للمساكني‪ ،‬ﻫل يلزمه تقدمي إدام مع اخلبز؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫يلزم تقدمي اإلدام مع اخلبز (على خالف بينهم يف الوسط من‬
‫(ال) يلزم تقدمي اإلدام مع اخلبز‬
‫اإلدام‪ ،‬ﻫل ﻫو الزيت أو اللنب أو السمن أو التمر)‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‪ /‬أبو حنيفة (إذا أطعمهم حنطة)‬
‫أبو حنيفة (إذا أطعمهم شعرياً أو ذرة)‪ /‬ابن حبيب (مالكي)‬
‫االختالف يف أتويل قوله تعاىل‪( :‬ﯣﯤﯥﯦﯧ) [املائدة‪ /]89 :‬وﻫل العربة ابإلطعام اإلشباع أم جمرد اإلطعام؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫[املائدة‪ ،]89 :‬واإلدام‬ ‫(ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ)‬ ‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﯣﯤﯥﯦﯧ) [املائدة‪ ،]89 :‬فمن أعطى حباً بال إدام فقد أطعم‪  .‬قوله تعاىل‪:‬‬
‫داخل يف الطعام‪.‬‬ ‫‪ ‬ألن احلنطة تشبع بال إدام‪ ،‬خبالف غريﻫا (عند أيب حنيفة)‪.‬‬
‫‪ ‬ما ورد من آاثر عن الصحابة ‪ ،‬وفيها إعطاء احلب دون اإلدام‪ ،‬كقول ابن عباس ‪  :‬يعطى اإلدام مع خبز الشعري والذرة ليمكنه من الشبع‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫(مد من حنطة لكل مسكني) [عب]‪،‬‬ ‫(لكل مسكني مد) [طرب]‪ ،‬وقول ابن عمر ‪ِّ :‬‬
‫ومثله عن زيد بن اثبت ‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال يلزم تقدمي اإلدام مع اخلبز)؛ لظاﻫر اآلية؛ وملا ورد عن الصحابة ‪ ‬يف ذلك‪ ،‬ولو قدم اإلدام فذلك أفضل‬ ‫الراجح‬
‫كفر عن ميينه إبطعام اخلبز أو الرز‪ ،‬لزمه‬ ‫من حنث يف حلفه و َّ‬ ‫من حنث يف حلفه و َّ‬
‫كفر عن ميينه إبطعام اخلبز أو الرز دون إدام‪ ،‬أجزأه‪ ،‬ولو َّ‬
‫قدم معه‬
‫مثرة اخلالف‬
‫تقدمي اإلدام معه لتربأ ِّذمته‬ ‫إداماً كان أفضل‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)776/1‬واملبسوط للشيباين (‪ ،)211/3‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)341/2‬والتاج واإلكليل (‪ ،)417/4‬والتفريع (‪ ،)297/1‬وشفاء الغليل للمكناسي (‪،)386/1‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫واحلاوي الكبري (‪ ،)306/14‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪ ،)371‬وتفسري القرطيب (‪)180/6‬‬

‫‪109‬‬
‫ما اجملزئ مأ الكسوة يف كفا ة اليمني؟ (مقدا الكسوة)‬ ‫مسألة (‪)20‬‬
‫ذﻫب عمهور العلماء إىل أن احلالف الذي حينث خمري بني اإلطعام والكسوة والعتق‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ )‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫[املائدة‪ ،]89 :‬واختلفوا لو اختار الكسوة‪ ،‬فما اجملزئ منها؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ُجيزئ احلانث أ ْن يكسي أبقل ما ينطلق عليه اسم الكسوة‬ ‫الواجب على احلانث أ ْن يكسي ما ُجيزئ فيه الصالة (على خالف بينهم يف نوع الكسوة)‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‪ /‬أبو يوسف‬
‫ﻫل الواجب األخذ أبقل داللة االسم اللغوي أو املعىن الشرعي؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*الواجب األخذ يف الكسوة أبقل داللة االسم اللغوي للكسوة يف قوله تعاىل‪( :‬ﯨ ﯩ)‬ ‫*الواجب األخذ يف داللة قوله تعاىل‪( :‬ﯨ ﯩ) املعىن الشرعي‪ ،‬فالكفارة عبادة‪،‬‬
‫فيجوز أ ْن يكسى أبي نوع منها؛ ألنه يقع عليه اسم الكسوة‪.‬‬ ‫فلم جيز فيها أقل مما يسرت يف الصالة‪.‬‬
‫‪ ‬أثر أيب موسى األشعري ‪( :‬حلف على ميني فكفر‪ ،‬فكسا كل إنسان منهم ثوابً‪  ،‬أثر عمران بن احلصني ‪( :‬أن رجالً سأله عن الكسوة‪ ،‬فقال‪ :‬أرأيت لو أن وفداً دخلوا‬
‫على أمريﻫم فكسا كل رجل منهم قلنسوة‪ ،‬قال الناس إنه كساﻫم؟) [ﻫق‪ /‬مح]‪.‬‬ ‫إما مقعداً وإما ظهرانياً) [ﻫق‪ /‬طب‪ /‬عب‪ /‬وإسناده صحيح]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬ألنه يستوي ق ْدر اإلطعام يف الكفارة بني الرجال والنساء‪ ،‬فوجب أ ْن يستوي قدر الكسوة‬
‫فيها أيضاً‪ ،‬ولو اعتربان فيهما سرت العورة لوجب اختالف القدر فيها؛ الختالف عورة الرجل‬
‫عن عورة املرأة‪.‬‬
‫القول األول‪ :‬الواجب أن يكسي احلانث كساءً ساتراً للصالة‪ ،‬إذ إن صرف األلفاظ املطلقة إىل املعىن الشرعي أوىل‪ ،‬ويف ﻫذا مراعاة للعرف أيضاً‬ ‫الراجح‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ عند أيب حنيفة‪ :‬جيب يف الكسوة قميص أو رداء أو كساء أو ملحفة أو إزار‪ ،‬املهم أنَّه‬
‫جيزئ يف الكسوة‪ :‬سروال‪ ،‬أو إزار‪ ،‬أو رداء‪ ،‬أو عمامة‪ ،‬أو منديل‪ ،‬أو جبة‪ ،‬أو درع من‬ ‫يسرت عميع البدن‪ ،‬وال جتزئ العمامة وال السراويل عند أيب يوسف‪.‬‬
‫مثرة اخلالف‬
‫صوف‪ ،‬أو مشاغ‪ ،‬أو غرتة أو غريﻫا‬ ‫ـ ـ ـ ـ ـ عند مالك‪ :‬جيب ثوب للرجل يسرت عميع البدن‪ ،‬وللمرأة ثوب وسمار‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ـ عند أمحد‪ :‬جيب للرجل ثوب أو قميص يصلي فيه‪ ،‬أو إزار ورداء‪.‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)776/1‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)384/1‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)342/2‬والذخرية (‪ ،)63/4‬ومواﻫب اجلليل (‪ ،)273/3‬واألم (‪ ،)68/7‬وهناية املطلب (‪،)314/18‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫والكايف البن قدامة (‪ ،)194/4‬وشرح الزركشي (‪ ،)135/7‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪)379‬‬

‫‪110‬‬
‫هل ياشرتط التتابع يف األايم الثالثة يف صيام كفا ة اليمني؟‬ ‫مسألة (‪)21‬‬
‫ذﻫب عمهور العلماء إىل أن احلالف الذي حينث خمري بني اإلطعام والكسوة والعتق‪ ،‬لقوله تعاىل‪ ( :‬ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ ﯪﯫ‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫ﯬﯭ ) [املائدة‪ ،]89 :‬واختلفوا لو اختار احلانث الصيام‪ ،‬ﻫل يلزمه أ ْن يصوم متتابعاً؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫يشرتط التتابع يف صيام كفارة اليمني‬ ‫(ال) يشرتط التتابع يف صيام كفارة اليمني‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‬
‫ﻫل جيوز العمل ابلقراءة اليت ليست يف املصحف (القراءة الشاذة)؟‪ /‬واختالفهم ﻫل ُحيمل األمر مبطلق الصوم على التتابع أم ليس حيمل عليه؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*قراءة ابن مسعود ‪( :‬فمن مل جيد فصيام ثالثة أايم متتابعة ذلك كفارة أميانكم) [عب‪ /‬ش‪ /‬ﻫق‪ /‬وإسناده صحيح]‪،‬‬
‫*قوله تعاىل‪( :‬ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ)‪ ،‬ﻫذا مطلق فيبقى‬
‫منزلة مْن ِّزلة أخبار اآلحاد‪ ،‬وﻫي‬
‫ومثله قراءة أيب بن كعب ‪ ،‬فيُعمل ابلقراءة اليت ليست يف املصحف‪ ،‬فقراءة اآلحاد َّ‬
‫صاحلة لتقييد املطلق وختصيص العام‪.‬‬ ‫على إطالقه‪.‬‬
‫‪ ‬ألن األصل يف الصيام الواجب يف الشرع إمنا ﻫو التتابع‪.‬‬ ‫‪ ‬القياس على عدم وجوب التتابع يف قضاء رمضان‪.‬‬
‫‪ ‬أثر ابن عباس ‪ ‬قال يف كفارة اليمني‪( :‬ﻫو ابخليار يف ﻫؤالء الثالث‪ ،‬األول‪ ،‬فإ ْن مل جيد شيئاً من ذلك‪ ،‬فصيام ثالثة‬ ‫األدلة‬
‫أايم متتابعات) [طرب‪ /‬ﻫق]‪.‬‬
‫‪ ‬القياس على كفارة القتل والظهار‪( :‬ﮛ ﮜ ﮝ) [النساء‪ ،]92 :‬فيُحمل املطلق يف آية كفارة اليمني على‬
‫املقيد يف كفارة القتل والظهار‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال يشرتط التتابع يف صيام كفارة اليمني)‪ ،‬لألمر املطلق يف اآلية‪ ،‬خبالف ما ورد من األمر ابلصيام يف كفارة القتل والظهار‪ ،‬فقد جاءت مقيدة ابلتتابع‬ ‫الراجح‬
‫لو صام لكفارة اليمني يوماً‪ ،‬وقطع التتابع فأفطر اليوم الثاين – مثالً‪ -‬فإ ْن كان لغري عذر انقطع تتابعه اتفاقاً‪ ،‬ووجب‬ ‫لو صام لكفارة اليمني يوماً‪ ،‬وتوقف اليوم الثاين‪ ،‬مث‬
‫عليه االستئناف‪ ،‬وإ ْن كان لعذر؛ كمرض‪ ،‬وسفر‪ ،‬وحيض‪ ،‬ونفاس‪ ،‬وصيام رمضان‪ ،‬انقطع التتابع‪ ،‬واستأنف عند أيب‬ ‫أكمل صح صيامه‪ ،‬وبرأت ذمته‪ ،‬وأدى الواجب‪ ،‬ومع‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫حنيفة‪ ،‬وال يستأنف عند أمحد‬ ‫ذلك فاملستحب التتابع‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)776/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)76/2‬واجلوﻫرة النرية (‪ ،)143/1‬والقوانني الفقهية (ص ‪ ،)111‬واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‪ ،)446/1‬واحلاوي الكبري (‪،)463/10‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫وهناية املطلب (‪ ،)318/18‬واملغين (‪ ،)554/9‬واإلقناع (‪ ،)338/4‬ونيل األوطار (‪ ،)240/8‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪)405‬‬

‫‪111‬‬
‫ا رتاط العدد يف املساكني يف كفا ة اليمني‬ ‫مسألة (‪)22‬‬
‫اتفقوا على أن احلانث لو أراد أ ْن يكفر ابلطعام‪ ،‬وأطعم عشرة مساكني‪ ،‬فقد فعل الوجب الذي عليه؛ لقوله تعاىل‪( :‬ﯟﯠﯡﯢ) [املائدة‪،]89 :‬‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫واختلفوا ﻫل جيوز له أ ْن يُطعم مسكيناً واحداً عشرة أايم‪ ،‬أو يطعم مسكينني كل واحد منهما سمسة أايم‪ ،‬أم أن العدد الوارد يف اآلية الزم؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جيوز يف كفارة اليمني إطعام مسكيناً واحداً عشرة أايم‬ ‫جيب يف كفارة اليمني إطعام عشرة مساكني‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫ﻫل كفارة اليمني حق واجب للعدد املذكور يف اآلية (ﯡﯢ) [املائدة‪ ،]89 :‬أو حق واجب على ِّ‬
‫املكفر وقدر ابلعدد املذكور؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫املكفر‪ ،‬فيجب عليه إخراج مقدار ما يطعم عشرة‬‫* ألن كفارة اليمني حق واجب يف ذمة ِّ‬ ‫* ألن كفارة اليمني حق واجب للعدد املذكور يف اآلية (ﯡ ﯢ)‬
‫مساكني أبي طريقة أخرجها‪.‬‬ ‫كالوصية‪ ،‬فمن أوصى لعشرة مساكني لزم استيفاء العدد‪.‬‬
‫‪ ‬ألن من َّردد اإلطعام عشرة أايم‪ ،‬كمن أطعم كل يوم مسكيناً فيجزئه‪.‬‬ ‫‪ ‬قوله تعاىل‪ ( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ )‪ ،‬اآلية اشرتطت العدد‪ ،‬فمن‬
‫‪ ‬ألن اإلطعام لدفع اجلوع‪ ،‬واجلوع يتجدد‪ ،‬فلو أطعمه عشرة أايم‪ ،‬كان كمن أطعم عشرة‬ ‫أطعم أقل من العدد املذكور كان غري ممتثل‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫مساكني‪.‬‬ ‫‪ ‬نص غري واحد من الصحابة ‪ ‬على استيعاب العدد املذكور يف اآلية‪ ،‬قال عمر‬
‫‪ ‬كما جاز إعطاء كامل زكاة األموال الواجبة لصنف واحد‪ ،‬كذا جيوز إعطاء كفارة اليمني‬ ‫‪( :‬أطعم عشرة مساكني) [عب‪ /‬ش‪ /‬ﻫق‪ /‬وسنده صحيح‪ ،‬وحنوه عن علي وزيد‬
‫ملسكني واحد‪.‬‬ ‫وابن عمر ‪.]‬‬
‫القول األول‪( :‬جيب إطعام عشرة مساكني)؛ لظاﻫر اآلية‪ ،‬وتفسري الصحابة ‪ ‬نص يف ذلك‪ ،‬وال اجتهاد مقابل النص‬ ‫الراجح‬
‫من أطعم مسكيناً واحداً عشرة أايم أجزأه يف كفارة اليمني‪ ،‬وبرأت ذمته‪ ،‬لكن يدفع له كل‬ ‫من أطعم مسكيناً واحداً عشرة أايم (مل) جيزئه ذلك عن كفارة اليمني‪ ،‬وكان كمن‬
‫مثرة اخلالف‬
‫يوم بيومه‪ ،‬وال تدفع مرة واحدة‪ ،‬ومثله لو أطعم اثنني مدة سمسة أايم لكل منهما‬ ‫أطعم مسكيناً واحداً وبقي عليه إطعام تسعة مساكني‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)777/1‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)341/2‬واجلوﻫرة النرية (‪ ،)195/2‬والنوادر والزايدات (‪ ،)20/4‬والفواكه الدواين (‪ ،)412/1‬والتنبيه (ص ‪ ،)199‬والبيان‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)586/10‬ومسائل اإلمام أمحد رواية أيب داود السجستاين (ص‪ ،)301 :‬واحملرر (‪ ،)198/2‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪)372‬‬

‫‪112‬‬
‫هل ياشرتط اإلسالم واحلرية يف املساكني يف كفا ة اليمني؟‬ ‫مسألة (‪)23‬‬
‫اتفقوا على أنه جيوز للحانث عن اليمني أن يكفر إبطعام املساكني أو كسوهتم؛ لقوله تعاىل‪( :‬ﯟﯠﯡﯢ‪...‬ﯨﯩ ) [املائدة‪ ،]89 :‬واختلفوا ﻫل يشرتط يف‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫املساكني الذين سيطعمهم أ ْن يكونوا مسلمني أو أحراراً حىت حتل هلم صدقة الكفارة؟‪ ،‬سواء كان إطعاماً أو كسوة‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) يشرتط اإلسالم واحلرية يف املساكني لكفارة اليمني‬ ‫يشرتط اإلسالم واحلرية يف املساكني لكفارة اليمني‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫اشرتاط اإلسالم‪ /‬ﻫل استيجاب الصدقة ابلفقر فقط‪ ،‬أم ابلفقر واإلسالم‬
‫سبب اخلالف‬
‫اشرتاط احلرية‪ /‬ﻫل يتصور يف العبيد وجود الفقر أم ال؟‪ ،‬فهم مكفيون من ساداهتم يف غالب األحوال‪ ،‬أو ممن جيب أ ْن يكفوا‬
‫*تشبيه كفارة اليمني ابلزكاة الواجبة على املسلمني‪ ،‬فيشرتط اإلسالم يف املساكني *تشبيه كفارة اليمني ابلصدقات اليت تكون عن تطوع‪ ،‬فيجوز لغري املسلمني‪ ،‬وقد أنبأ السمع أنَّه‬
‫يثاب ابلصدقة على الفقري غري املسلم‪.‬‬ ‫الذين جتب هلم ﻫذه الكفارة‪.‬‬
‫*العبد نفقته واجبة على سيده‪ ،‬فال حيتاج املعونة ابلكفارات وما جرى جمراﻫا من *قد يوجد من العبيد من جيوعه سيده مع وجوب نفقته عليه‪ ،‬فكان العبيد واألحرار سواء يف‬
‫استحقاق كفارة اليمني‪.‬‬ ‫الصدقات‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﯟﯠﯡﯢ ) [املائدة‪ ،]89 :‬وﻫذا عام يشمل املسلم والكافر‪.‬‬ ‫‪ ‬كما اشرتط يف الرقبة املعتقة أ ْن تكون مؤمنة‪ ،‬فكذا يف اإلطعام‪.‬‬
‫‪ ‬ألن الكفارة وجبت لدافع املسكنة‪ ،‬وﻫذا موجود يف الكافر كاملسلم‪ ،‬بل ﻫو يف الكافر أوىل؛ ألنه‬ ‫‪ ‬ألن الكفارة ال تدفع إىل احلريب اتفاقاً‪ ،‬فكذلك غريه جبامع الكفر‪.‬‬
‫ِّ‬
‫يرغبهم يف اإلسالم‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬يشرتط اإلسالم واحلرية يف املساكني)؛ إذ األصل يف العبادات املالية أهنا تُعطى لفقراء املسلمني‪ ،‬ولألحرار‪َّ ،‬‬
‫ألن العبيد ال ميلكون أصالً‪ ،‬فضالً عن وجوب نفقتهم على أسيادﻫم‬ ‫الراجح‬
‫لو أعطى الكافر والعبد املسكني كفارة اليمني مل تربأ ذمة احلانث‪ ،‬وجيب إخراجها‬
‫لو أعطى الكافر الذمي والعبد املسكني كفارة اليمني برأت ذمة احلانث‪ ،‬وأخرج ما وجب عليه‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫مرة أخرى للحر املسلم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)777/1‬واملبسوط للشيباين (‪ ،)212/3‬وبدائع الصنائع (‪ ،)104/5‬واملدونة الكربى (‪ ،)593/1‬وشرح خليل للخرشي (‪ ،)58/3‬والتدريب يف الفقه الشافعي‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)291/4‬واملسائل الفقهية من كتاب الروايتني والوجهني (‪ ،)299 /2‬واملغين (‪ ،)538/9‬والروض الندي (ص ‪ ،)493‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪)356‬‬

‫‪113‬‬
‫هل مأ رط الرقبة ‪-‬املعتقة يف كفا ة اليمني‪ -‬سالمتها مأ العيوب؟‬ ‫مسألة (‪)24‬‬
‫( ﯟﯠ ﯡﯢﯣﯤﯥ ﯦﯧ ﯨ‬ ‫اتفقوا على أن احلانث عن اليمني جيب أ ْن يكفر ابإلطعام أو الكسوة أو حترير رقبة؛ لقوله تعاىل‪:‬‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫ﯩ ﯪﯫﯬﯭ) [املائدة‪ ،]89 :‬واختلفوا ﻫل يُشرتط يف الرقبة املعتقة السالمة من العيوب اليت تؤثر يف مثنها؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) يشرتط يف الرقبة املعتقة يف كفارة اليمني أ ْن تكون سليمة من العيوب‬ ‫يشرتط يف الرقبة املعتقة يف كفارة اليمني أ ْن تكون سليمة من العيوب‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أﻫل الظاﻫر‬ ‫فقهاء األمصار‬
‫ﻫل الواجب األخذ أبقل ما يدل عليه االسم‪ ،‬أو ابسم ما يدل عليه؟‬ ‫سبب اخلالف‬

‫*قوله تعاىل‪( :‬ﯫ ﯬ ﯭ)‪ ،‬الواجب األخذ مبا يدل عليه االسم‪ ،‬وقد دل * قوله تعاىل‪( :‬ﯫ ﯬ ﯭ)‪ ،‬الواجب األخذ أبقل ما يدل عليه االسم‪،‬‬
‫اسم الرقبة على رقبة كاملة خالية من العيوب؛ إذ األصل السالمة من العيوب‪ .‬وقد جاء لفظ‪( :‬رقبة) مطلق من غري تقييد‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬كما (ال) جيوز إخراج الثوب املعيب والطعام املعيب‪ ،‬فكذا ال جيوز إعتاق‬
‫العبد املعيب‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬يشرتط يف الرقبة املعتقة السالمة من العيوب)‪ ،‬الختالف مثن الرقبة املعتقة اختالفاً ظاﻫراً بسبب العيوب‪ ،‬فإن هللا طيب ال يقبل إال طيباً‬ ‫الراجح‬
‫يصح إعتاق العبد املقعد‪ ،‬وفاقد البصر‪ ،‬ومقطوع اليدين أو الرجلني‪ ،‬عن‬ ‫(ال) يصح إعتاق العبد املقعد‪ ،‬وال فاقد البصر‪ ،‬وال مقطوع اليدين أو الرجلني‪،‬‬
‫مثرة اخلالف‬
‫كفارة اليمني‪ ،‬وكذا كل عبد فيه عيوب تُنقص الثمن‪ ،‬ومتنعه العمل‬ ‫عن كفارة اليمني‪ ،‬وكذا كل عيب يُنقص الثمن‪ ،‬ومينع العبد من العمل‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)778/1‬والتاج واإلكليل (‪ ،)419/4‬وأسهل املدار (ص‪ ،)423‬والتهذيب للبغوي (‪ ،)112 /8‬وإعانة الطالبني (‪ ،)366/4‬واإلرشاد إىل سبيل الرشاد (ص‪:‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫‪ ،)409‬واملغين (‪ ،)546/9‬واحمللى (‪ ،)338/6‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪)398‬‬

‫‪114‬‬
‫هل مأ رط الرقبة ‪-‬املعتقة يف كفا ة اليمني‪ -‬من تكون مؤمنة؟‬ ‫مسألة (‪)25‬‬
‫اتفقوا على أن احلانث عن اليمني جيب أ ْن يكفر ابإلطعام أو الكسوة أو حترير رقبة؛ لقوله تعاىل‪( :‬ﯟﯠﯡ ﯢﯣ ﯤﯥ ﯦ ﯧﯨ‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫ﯩﯪﯫﯬﯭ) [املائدة‪ ،]89 :‬واختلفوا ﻫل يُشرتط يف الرقبة املعتقة أ ْن تكون مؤمنة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) يشرتط يف الرقبة املعتقة يف كفارة اليمني أ ْن تكون مؤمنة‬ ‫يشرتط يف الرقبة املعتقة يف كفارة اليمني أ ْن تكون مؤمنة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫ﻫل ُحيمل املطلق على املقيد يف األشياء اليت تتفق يف األحكام وختتلف يف األسباب‪ ،‬كحال حكم كفارة اليمني مع كفارة القتل‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حيمل املطلق على املقيد يف األشياء اليت تتفق يف األحكام وختتلف يف *(ال) حيمل املطلق على املقيد يف األشياء اليت تتفق يف األحكام وختتلف يف األسباب‪،‬‬
‫األسباب‪ ،‬فيشرتط يف الرقبة اإلميان‪ ،‬محال على اشرتاط ذلك يف كفارة القتل‪ :‬فال يشرتط اإلميان؛ إلطالق اللفظ يف آية كفارة اليمني‪( :‬ﯪ ﯫ ﯬﯭ) [املائدة‪:‬‬
‫‪ ،]89‬فيدخل فيه الرقبة املؤمنة والكافرة‪.‬‬ ‫( ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ) [النساء‪.]91 :‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬حديث معاوية بن احلكم السلمي ‪ ‬قال‪( :‬كانت يل جارية‪ ،‬فأتيت النيب‬
‫‪ ‬فقلت‪ :‬علي رقبة‪ ،‬أفأعتقها؟‪ ،‬فسأهلا النيب ‪ ،‬مث قال‪ :‬أعتقها فإهنا‬
‫مؤمنة) [م]‪ ،‬فدل أنَّه أجاز عتقها عن الكفارة بشرط اإلميان‪.‬‬
‫كفارة اليمني اإلميان)؛ ألن احلكم واحد‪ ،‬وﻫو إعتاق رقبة بسبب كفارة‪ ،‬وعند أكثر األصوليني ُحيمل املطلق على املقيد إذا احتد‬‫القول األول‪( :‬يشرتط يف الرقبة املعتقة يف َّ‬
‫الراجح‬
‫السبب واختلف احلكم‬
‫من أعتق رقبة غري مؤمنة يف كفارة اليمني‪ ،‬أجزأته وبرأت ذمته‪ ،‬واحنلت ميينه‬ ‫من أعتق رقبة غري مؤمنة يف كفارة اليمني‪ ،‬مل جتزئه‪ ،‬ويلزمه إعتاق رقبة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)778/1‬واملبسوط مؤمنة‬
‫للشيباين (‪ ،)198/3‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)343/2‬واجلامع ملسائل املدونة (‪ ،)393 /6‬واملعونة (‪ ،)642/1‬والفواكه الدواين (‪ ،)413/1‬واألم‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)69/7‬وحتفة احملتاج (‪ ،)16/10‬ومغين احملتاج (‪ ،)191/6‬واملغين (‪ ،)546/9‬وشرح الزركشي على اخلرقي (‪ ،)135/7‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪)385‬‬

‫‪115‬‬
‫حكم تقدمي كفا ة اليمني على احلنث‬ ‫مسألة (‪)26‬‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫أن من حلف مث حنث مث كفر‪ ،‬فقد احنلت ميينه وارتفع عنه االمث‪ ،‬واختلفوا فيمن حلف مث كفر مث حنث‪ ،‬فقدم التكفري على احلنث ﻫل يقبل منه ذلك؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫(ال) جيوز تقدمي الكفارة على احلنث‬ ‫جيوز تقدمي الكفارة على احلنث‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (رواية أشهب)‬ ‫الشافعي (واستثىن الصوم فال جيزئ قبل احلنث)‪ /‬أمحد‪ /‬مالك (املذﻫب)‬
‫اختالف الرواية يف حديث‪( :‬من حلف على ميني فرأيت أن غريﻫا خرياً منها‪ /)...‬واختالفهم ﻫل ُجيزئ احلق الواجب قبل وقت وجوبه؟‪ /‬وﻫل الكفارة رافعة للحنث أو مانعة له؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* حديث عبد الرمحن بن مسرة ‪ ‬قال ‪( :‬إذا حلفت على ميني فرأيت أن غريﻫا خري منها فكفر عن ميينك‪ * ،‬حديث عبد الرمحن بن مسرة ‪ ‬قال ‪( :‬إذا حلفت على ميني فرأيت أن غريﻫا‬
‫وأت الذي ﻫو خري) [م]‪ ،‬ورواية عن عن أيب موسى‪( :‬إين وهللا ‪-‬إ ْن شاء هللا‪ -‬ال أحلف على ميني فأرى خري منها فأت الذي ﻫو خري‪ ،‬وكفر عن ميينك) [خ]‪ ،‬ورواية‪( :‬إين وهللا ‪-‬إن شاء‬
‫هللا‪ -‬ال أحلف على ميني فأرى غريﻫا خرياً منها‪ ،‬إال أتيت الذي ﻫو خري‪ ،‬وكفرت‬ ‫غريﻫا خرياً منها‪ ،‬إال كفرت عن مييين‪ ،‬وأتيت الذي ﻫو خري) [خ‪/‬م]‪.‬‬
‫*ألنَّه وإ ْن كان موجب الكفارة احلنث‪ ،‬إال أنه جيوز تقدمي احلق الواجب قبل وقت وجوبه‪ ،‬كتقدمي الزكاة عن مييين) [خ]‪.‬‬
‫*الظاﻫر أن الكفارة إمنا جتب بعد احلنث كالزكاة بعد احلول‪.‬‬ ‫قبل وجوهبا‪.‬‬
‫*ألن الكفارة رافعة للحنث إذا وقع‪ ،‬فلم جيز تقدميها عليه‪.‬‬ ‫*ألن الكفارة بعد احلنث مانعة للحنث‪ ،‬فيجوز تقدميها‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ) [التحرمي‪ ،]2 :‬فالكفارة قبل احلنث حتله‪ ،‬والتحلة ال تكون بعد ‪ ‬ألن الكفارة تسرت اجلناية (ﻫتك حرمة اسم هللا تعاىل) وال جناية قبل‬
‫احلنث‪.‬‬ ‫احلنث‪ ،‬ألنه بعد احلنث احنلت اليمني ابحلنث ال ابلكفارة‪.‬‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ) [املائدة‪ ،]89 :‬دل أن اليمني سبب الكفارة‪ ،‬ومن ‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ) ‪ ،‬تقديره‪ :‬مبا عقدمت األميان‬
‫وحنثتم فكفارته)‪.‬‬ ‫كفر بعد وجود السبب أجزأه‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيوز تقدمي الكفارة على احلنث)‪ ،‬وبذلك يُعمل جبميع رواايت احلديث‪ ،‬والعمل جبميع الرواايت أوىل من العمل ببعضها‬ ‫الراجح‬
‫من حلف مث كفر مث حنث‪ ،‬ال يرتفع احلنث‪ ،‬ومل يصح تكفريه‪ ،،‬ووجب عليه‬ ‫من حلف مث كفر مث حنث‪ ،‬صح تكفريه‪ ،‬واحنلت ميينه‪ ،‬وارتفع االمث‪ ،‬واملستحب احلنث مث التكفري عند‬
‫مثرة اخلالف‬
‫التكفري مرة اثنية‬ ‫الشافعي وأمحد‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)779/1‬والغرة املنيفة (ص‪ ،)179‬واجلوﻫرة النرية (‪ ،)192/2‬والبيان والتحصيل (‪ ،)186/5‬والتاج واإلكليل (‪ ،)422/4‬وهناية املطلب (‪ ،)308/18‬وتكملة اجملموع‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)113/18‬وهناية احملتاج (‪ ،)181/8‬واملغين (‪ ،)418/3‬والشرح الكبري (‪ ،)198/11‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪)330‬‬

‫‪116‬‬
‫الكفا ة لو حلف على يا واحد مرا ا كثرية وحنث‬ ‫مسألة (‪)27‬‬
‫أن عليه كفارة ميني واحدة‪ ،‬وال خالف بينهم أنه إذا حلف‬‫اتفقوا أن من حلف على أمور شىت بيمني واحدة‪ ،‬كقوله‪( :‬وهللا ال آكل‪ ،‬وهللا ال أشرب‪ ،‬وهللا ال أمشي)‪َّ ،‬‬
‫أبميان شىت على شيء واحد‪ ،‬كقوله‪( :‬وهللا واتهلل وابهلل ورب البيت‪ ،‬واألحد الصمد‪ ،‬ال أدخل البيت)‪ ،‬أن عليه كفارات بعدد األميان‪ ،‬كاحللف أبميان شىت على أشياء‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫شىت‪ ،‬واختلفوا إذا حلف على شيء واحد بعينه مراراًكثرية‪ ،‬كقوله‪( :‬وهللا وهللا وهللا ال أفعل كذا)‪ ،‬أو‪( :‬وهللا ال أفعل كذا‪ ،‬وهللا ال أفعل كذا)‪ ،‬مث حنث‪ ،‬فكم كفارة‬
‫جتب عليه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫من حلف على شيء واحد بعينه مراراً كثرية مث حنث جتب عليه كفارات بعددﻫا إذا‬
‫من حلف على شيء واحد بعينه مراراً كثرية مث حنث جتب عليه كفارة واحدة‬
‫أراد ابلتكرار االستئناف أو التغليظ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك (املذﻫب)‪ /‬الشافعي (األصح)‪ /‬أمحد‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (رواية)‪ /‬الشافعي (قول)‬
‫ﻫل املوجب للتعدد يف األميان‪ ،‬ﻫو تعدد األميان ابجلنس أو ابلعدد؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*ألن املوجب للتعدد يف األميان تعدد األميان ابجلنس (املقسم عليه)‪ ،‬وﻫو * ألن املوجب للتعدد يف األميان تعدد األميان بعدد تكرار اليمني (القسم احمللوف به)‪،‬‬
‫وﻫو ذكر احمللوف به مراراً‪ ،‬فهو إما يريد التكرار أو االستئناف‪.‬‬ ‫أقسم على شيء واحد (اجلنس احمللوف عليه)‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬أثر ابن عمر ‪ ‬قال‪( :‬إذا أقسمت مراراً فكفارة واحدة) [عب‪ /‬ﻫق‪/‬‬
‫وسنده صحيح]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬من حلف على شيء واحد بعينه مراراً مث حنث وجبت عليه كفارة واحدة‪ ،‬ألن احمللوف عليه شيء واحد‬ ‫الراجح‬
‫من حلف على شيء واحد بعينه مراراً كثرية‪ ،‬انعقدت ميينه بعدد املرات اليت كررﻫا يف‬ ‫من حلف على شيء واحد بعينه مراراً كثرية‪ ،‬فهو كمن حلف مييناً واحدة‪،‬‬
‫مثرة اخلالف‬
‫احمللوف به‪ ،‬وإذا حنث وجب عليه بكل لفظ حملوف كفارة‬ ‫فإذا حنث وكفره مرة واحدة برأت ذمته‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)780/1‬والدر املختار مع حاشية ابن عابدين (‪ ،)714/3‬والدر املختار شرح التنوير (ص‪ ،)281‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)447/1‬والذخرية (‪ ،)17/4‬واملهذب‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)115/3‬والبيان (‪ ،)586/10‬واملغين (‪ ،)514/9‬وكشاف القناع (‪ ،)244/6‬وأحكام اليمني ابهلل عز وجل (ص ‪)250‬‬

‫‪117‬‬
‫الكفا ة لو حلف يف ميني واحد أبكثر مأ صفتني مأ صفات هللا تعاىل مث حنث‬ ‫مسألة (‪)28‬‬
‫(ال) خالف أنه لو حلف أبميان شىت على شيء واحد‪ ،‬كقوله‪( :‬وهللا ال آكل‪ ،‬ورب البيت ال آكل‪ ،‬أقسم ابهلل ال آكل)‪ ،‬مث حنث‪ ،‬أن عليه كفارات متعددة بعدد األميان‪ ،‬واختلفوا‬
‫لو حلف يف ميني واحدة أبكثر من صفتني من صفات هللا عز وجل‪ ،‬كقوله‪( :‬ابلسميع العليم احلكيم ال آكل) أو قال‪( :‬ابلسميع والعليم واحلكيم –ابلعطف‪ ،)-‬مث حنث‪ ،‬كم يلزمه‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫كفارة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫من حلف على ميني واحدة أبكثر من صفتني هلل تعاىل مث حنث جتب عليه‬ ‫من حلف على ميني واحدة أبكثر من صفتني هلل تعاىل مث حنث جتب عليه كفارات بعدد الصفات‬
‫كفارة واحدة‬ ‫(إذا أدخل بني القسمني حرف عطف)‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (بشرط أال يريد استئناف ميني بكل كلمة)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة (رواية)‬
‫ﻫل مراعاة الواحدة أو الكثرة يف اليمني ﻫو راجع إىل (صيغة القول) أو إىل (تعداد األشياء) اليت يشتمل عليها القول الذي خمرجه خمرج اليمني؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*ألن مراعاة الواحدة أو الكثرة يف اليمني راجع إىل (تعدد األشياء) أي‪ :‬عدد ما تضمنته صيغة * ألن مراعاة الواحدة أو الكثرة يف اليمني راجع إىل (صيغة القول‪ ،‬أي‪َّ :‬‬
‫أن‬
‫املراعى يف اليمني عدد احمللوف عليه وﻫو واحد‪ ،‬وميكن محل تعدد الصفات‬ ‫القول من األشياء اليت ميكن أ ْن يقسم بكل واحد منها على انفراد‪.‬‬
‫األدلة‬
‫على التأكيد‪.‬‬ ‫‪ ‬ألن كل صفة من الصفات صاحلة‪ ،‬أل ْن يقسم هبا على ِّحدا وابنفراد‪ ،‬فتتعدد بتعددﻫا‪.‬‬
‫‪ ‬ألنَّه لو حلف أبميان شىت على شيء واحد‪ ،‬تعددت الكفارات‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬من حلف على ميني واحدة أبكثر من صفتني مث حنث فعليه كفارة واحدة)؛ ألن احمللوف عليه واحد‪ ،‬ومحل تعدد الصفات على التأكيد ممكن‬ ‫الراجح‬
‫من حلف فقال‪ :‬ابلسميع والعليم واحلكيم‪ ،‬ال أفعل كذا‪ ،‬مث حنث فعليه كفارة‬ ‫من حلف فقال‪ :‬ابلسميع والعليم واحلكيم‪ ،‬ال أفعل كذا‪ ،‬مث حنث فعليه ثالث كفارات‪ ،‬وإذا قال‪:‬‬
‫مثرة اخلالف‬
‫واحدة‬ ‫ابلسميع العليم احلكيم –بدون واو‪ -‬فعليه كفارة واحدة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)780/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)1587/4‬والكايف يف فقه أﻫل املدينة (‪ ،)447/1‬والذخرية (‪ ،)18/4‬وروضة الطالبني (‪ ،)16/11‬وأسىن املطالب (‪ ،)245/4‬وفتح‬
‫مراجع املسألة‬
‫العزيز (‪ ،)248/12‬واملسائل الفقهية من كتاب الروايتني والوجهني (‪ ،)47 /3‬وعمدة الفقه (ص ‪ ،)123‬والشرح الكبري (‪)171/11‬‬

‫‪118‬‬
‫كتـاب النرـذو‬

‫‪119‬‬
‫ّ‬
‫كتـاب النـذور‬
‫ويشمل ثالثة فصول‬
‫‪ -‬الفصل األول‪ :‬يف مصناف النذ ‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الثاين‪ :‬فيما يلزم النذو وما ال يلزم‪ ،‬ومجلة محكامها‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الثالث‪ :‬يف معرفة الاشيا الذي يلزم عأ النذ ومحكامها‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد –رمحه اهلل– اتفاقا أو إمجاعا يف كتاب النذور‬
‫وصرح بلفظ النَّذر‪.‬‬ ‫‪ -1‬اتفقوا على لزوم النَّذر املطلق يف ال ُقرب‪ ،‬إ ْن كان على وجه ِّ‬
‫الرضا َّ‬
‫‪ -2‬أعمعوا على لزوم النَّذر الذي خرج خمرج الشرط‪ ،‬إ ْن كان نذراً ب ُقربة‪.‬‬
‫‪ -3‬اتفقوا على لزوم النَّذر ابملشي إىل بيت هللا تعاىل للحج أو العمرة‪.‬‬
‫أن من نذر املشي للصالة لغري املساجد الثالثة (ال) يلزمه‪.‬‬ ‫‪ -4‬أكثر الناس َّ‬
‫‪ -5‬اتفقوا َّ‬
‫أن من نذر من جهة (اخلرب) أ ْن جيعل ماله كله يف سبيل هللا تعاىل‪ ،‬أنَّه يلزمه‪ ،‬كقوله‪ :‬نذرت مايل للمساكني‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫كتاب النذور‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫عنوان املسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫حكم النذ املطلق يف ال ُقرب (الطاعة)‬ ‫‪1‬‬
‫هل ياشرتط يف النذ التصريح بلفظ (النذ ) يف النذ املطلق؟‬ ‫‪2‬‬
‫هل ياشرتط يف النذ من خيرج على وجه الرضا يف النذ املطلق؟‬ ‫‪3‬‬
‫مأ نذ فعل معصية‬ ‫‪4‬‬
‫مأ حرم على نفسه يئا مأ املباحات‬ ‫‪5‬‬
‫النذ املطلق (املبهم) الذي مل يعني فيه الناذ يئا‬ ‫‪6‬‬
‫مأ نذ الذهاب ما يا إىل بيت هللا احلرام مبكة وعجز عأ املاشي‬ ‫‪7‬‬
‫مأ نذ من مياشي إىل مسجد النيب ‪ ‬مو إىل بيت املقدس‬ ‫‪8‬‬
‫مأ نذ من مياشي إىل غري املساجد الثالثة‬ ‫‪9‬‬
‫الواجب فيمأ نذ من ينحر ابنه يف مقام إبراهيم‬ ‫‪10‬‬
‫مأ نذ من جيعل ماله كله يف سبيل هللا (نذ من يتصدق بكل ماله)‬ ‫‪11‬‬

‫‪122‬‬
‫حكم النذ املطلق يف ال ُقرب (الطاعة)‬ ‫مســألــة (‪)1‬‬
‫أعمعوا على لزوم النَّذر الذي خمرجه خمرج الشرط إذا كان نذراً ب ُقربة (طاعة)‪ ،‬كقول القائل‪( :‬إ ْن شفى هللا مريضي‪ ،‬فلله علي صوم شهر)‪ ،‬لعموم قوله تعاىل‪( :‬ﮊ ﮋ ﮌ‬ ‫حترير حمل‬
‫وألن هللا تعاىل مدح ذلك فقال‪( :‬ﭙ ﭚ) [اإلنسان‪ ،]7:‬واختلفوا يف حكم النَّذر املطلق يف ال ُقرب (الطاعة) اليت هلا أصل يف الشَّرع؛ كالصوم والصالة‬
‫ﮍﮎ ﮏ) [املائدة‪َّ ،]1:‬‬ ‫اخلالف‬
‫والصدقة واحلج‪ ،‬كقول القائل‪( :‬هلل علي صوم شهر)‪ ،‬خبالف ملا ليس له أصل يف الوجوب يف الشرع‪ ،‬كعيادة املريض‪ ،‬ﻫل يلزم؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) يلزم الوفاء ابلنذر املطلق يف ال ُقرب‬ ‫يلزم الوفاء ابلنَّذر املطلق يف ال ُقرب‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫بعض أصحاب الشافعي‬ ‫اجلمهور‬
‫االختالف يف مفهوم كلمة النَّذر عند العرب (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* قوله تعاىل‪( :‬ﮍ ﮎ) وقوله‪( :‬ﭙ ﭚ) ‪،‬‬ ‫* عموم قوله تعاىل‪( :‬ﮊ ﮋﮌﮍﮎ) ‪ ،‬وﻫذا عقد جيب الوفاء به‪.‬‬
‫ُحيمل األمر ابلوفاء على الندب ال على الوجوب‪.‬‬ ‫* قوله تعاىل‪( :‬ﭙ ﭚ) ‪ ،‬وﻫذا مدح للموفني ابلنذور وﻫو شامل لكل نذر‪.‬‬
‫ألن النَّذر عند العرب وعد بشرط (قاله غالم ثعلب)‪.‬‬ ‫* قوله تعاىل‪( :‬ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘﮙ ﮚﮛ ﮜﮝﮞ‪ ‬ﮠﮡﮢ ﮣ ﮤ ‪َّ ‬‬ ‫األدلــة‬
‫ألن ما التزمه اآلدمي بعوض يلزمه ابلعقد‪ ،‬كاملبيع‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ‪‬ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ)‬
‫املستأجر‪ ،‬وما التزمه بغري عوض ال يلزمه مبجرد العقد‪،‬‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫[التوبة‪ ،]77 -75:‬فأخرب عز وجل بوقوع العقاب بنقضه للنذر‪.‬‬
‫كاهلبة‪.‬‬ ‫‪ ‬حديث عائشة –رضي هللا عنها – قال ‪( :‬من نذر أ ْن يُطيع هللا فليطعه) [خ]‪ ،‬وﻫذا نذر الطاعة‪.‬‬
‫وألن الصحيح أ َّن العرب ِّ‬
‫تسمي امللتزم نذراً‪ ،‬وإ ْن مل يكن بشرط‪ ،‬وليس وعداً ابلشرط‬ ‫القول األول‪( :‬يلزم الوفاء ابلنذر املطلق يف ال ُقرب)‪ ،‬لظاﻫر داللة النص من الكتاب والسنة‪َّ ،‬‬ ‫الراجــح‬
‫ُ‬
‫لو قال‪( :‬هلل علي صوم شهر) مل ينعقد نذره وال جيب عليه‬ ‫لو قال‪( :‬هلل علي صوم شهر) انعقد نذره ولزمه صيام شهر‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫صيام شهر‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)784/1‬والبحر الرائق و (‪ ،)309 /4‬وجممع األهنر يف شرح ملتقى األحبر (‪ ،)545 /1‬ومواﻫب اجلليل (‪ ،)319 /3‬والتفريع يف فقه اإلمام مالك بن أنس‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫(‪ ،)273/1‬هناية املطلب يف دراية املذﻫب (‪ ،)423 /18‬وشرح مشكل الوسيط (‪ ،)283 /4‬واملغين (‪ ،)623/13‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪)343 /11‬‬

‫‪123‬‬
‫هل ياشرتط يف النذ التصريح بلفظ (النذ ) يف النذ املطلق؟‬ ‫مســألــة (‪)2‬‬
‫اتفقوا على لزوم النَّذر املطلق يف ال ُقرب الذي خرج خمرج الشرط كقوله‪( :‬إ ْن شفى هللا مريضي‪ ،‬فلله علي صوم شهر)‪ ،‬واتفقوا على لزوم النذر املطلق يف ال ُقرب كقوله‪( :‬هلل علي صوم‬
‫شهر)‪ - ،‬وخالف فيه بعض الشافعية كما يف املسألة السابقة – والذين ذﻫبوا إىل لزوم النَّذر املطلق يف القرب‪ ،‬اتفقوا على لزومه بشرط‪ :‬أ ْن خيرج النَّذر على وجه الرضا ال على وجه‬
‫حترير حمل‬
‫مصرحاً فيه ابلشيء املنذور كقوله‪( :‬هلل علي نذر صوم شهر)‪ ،‬أو كان غري مصرح‬ ‫اللَّجاج (الغضب)‪ ،‬وأ ْن خيرج منه بلفظ النذر كقوله‪( :‬هلل علي نذر صوم شهر)‪ ،‬وسواء كان النَّذر َّ‬
‫اخلالف‬
‫كقوله‪( :‬هلل علي نذر صوم أو صالة) (على خالف بينهم يف أقل الواجب عليه)‪ ،‬واختلفوا لو مل يصرح بلفظ (النذر) كقوله‪( :‬هلل علي أ ْن أحج) ومل يذكر كلمة (النذر)‪ ،‬ﻫل ينعقد‬
‫النذر ويلزمه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ينعقد النذر ولو مل ِّ‬
‫يصرح الناذر بلفظ النذر‬ ‫(ال) ينعقد النَّذر إذا مل ِّ‬
‫يصرح الناذر بلفظ النذر‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‬ ‫ابن املسيب‬
‫ﻫل جيب النذر ابلنية واللفظ معاً‪ ،‬أو ابلنية فقط؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* جيب النذر ابلنية‪ ،‬وليس من شرطه التصريح ابللفظ‪.‬‬ ‫* جيب النَّذر ابلنية واللفظ معاً‪ ،‬فالنية ال تُعلم إال ابللفظ‪.‬‬
‫ألن حذف لفظ (النذر) من النذر غري معترب‪َّ ،‬‬
‫ألن القول الذي خمرجه خمرج النذر‬ ‫* ألنَّه لو مل يصرح بلفظ النذر‪ ،‬يكون كأنَّه إخبار بوجوب شيء مل يوجبه هللا تعاىل * َّ‬ ‫األدلــة‬
‫يُقصد به النذر‪ ،‬وإ ْن مل ِّ‬
‫يصرح بلفظ النذر‪.‬‬ ‫يصرح جبهة الوجوب وﻫو لفظ (النذر)‪.‬‬ ‫عليه‪ ،‬إال أ ْن ِّ‬
‫القول الثاين‪( :‬ينعقد النذر ولو مل يصرح بلفظ النذر)‪ ،‬الجتماع النية واللفظ الدال على إلزام النفس‪ ،‬وﻫذا كاف يف محله على النذر واللزوم‬ ‫الراجــح‬

‫علي أ ْن أحج) لزمه احلج نذراً‬


‫لو قال‪( :‬هلل َّ‬ ‫علي أ ْن أحج) مل يتعلَّق وجوب احلج يف ذمته‬
‫لو قال‪( :‬هلل َّ‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)784/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)92 /5‬والبحر الرائق (‪ ،)309 /4‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)112 :‬ومواﻫب اجلليل (‪ ،)318 /3‬وأسىن املطالب يف شرح روض الطالب‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫(‪ ،)587 /1‬وفتح املعني بشرح قرة العني مبهمات الدين (ص‪ ،)311 :‬واإلقناع يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل (‪ ،)358 /4‬ومطالب أويل النهى يف شرح غاية املنتهى (‪)426 /6‬‬

‫‪124‬‬
‫هل ياشرتط يف النذ من خيرج على وجه الرضا يف النذ املطلق؟‬ ‫مســألــة (‪)3‬‬
‫اتفقوا على لزوم النَّذر املطلق يف ال ًقرب إذا خرج خمرج الشرط‪ ،‬واتفقوا على لزوم النَّذر املطلق يف القرب – خالفاً لبعض الشافعية ‪ ،-‬وذﻫب اجلمهور إىل (عدم) اشرتاط‬ ‫حترير حمل‬
‫الرضا‪ ،‬واختلفوا لو خرج على وجه اللجاج (الغضب) ﻫل يلزمه؟‪،‬‬‫أن النَّذر املطلق يف ال ُقرب يلزم إذا خرج على وجه ِّ‬
‫التصريح بلفظ النذر ‪ -‬خالفاً البن املسيب ‪ ،-‬واتفقوا َّ‬ ‫اخلالف‬
‫واخلالف على قولني‬
‫(ال) يشرتط للزوم النذر أ ْن خيرج من جهة الرضا‬ ‫يشرتط للزوم النذر أ ْن خيرج على جهة الرضا ال اللجاج (الغضب)‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة (قول)‪ /‬مالك‬ ‫أبو حنيفة (قول)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫ﻫل النذر املطلق يف القرب الذي خيرج خمرج الشرط عند الغضب (اللجاج)‪ /‬وﻫل يُلحق ابلنذر أم اليمني؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫ألن اللفظ من جنس النذر‪ ،‬فهي من األشياء اليت نص الشرع على‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫* َّ‬
‫ألن األصل يف ال ُقربة أ ْن تكون على جهة الرضا‪ ،‬ال على جهة اللجاج (الغضب)‪.‬‬
‫أنَّه إذا التزمها اإلنسان لزمته‪ ،‬فيجب الوفاء به‪ ،‬لعموم قوله ‪( :‬من‬ ‫‪ ‬ألنَّه يف اللجاج (الغضب) ال يكون قاصداً النذر وال ال ُقربة‪ ،‬فيكون حكمها حكم اليمني‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫نذر أ ْن يُطيع هللا فليطعه) [خ]‪.‬‬
‫أن من نذر وﻫو غضبان لزمه شيء‪ ،‬سواء قلنا‪:‬‬‫القول الثاين‪( :‬ال يشرتط للزوم النذر أ ْن خيرج من جهة الرضا)‪ ،‬لظاﻫر لفظ الناذر‪ ،‬ولظاﻫر احلديث‪ ،‬والتفاق القولني على َّ‬ ‫الراجــح‬
‫كفارة ميني‪ ،‬أو الوفاء ابلنذر‬
‫من قال‪( :‬هلل علي أ ْن أحج) وﻫو غضبان انعقد نذره‪ ،‬ولزمه الوفاء به‬ ‫من قال‪( :‬هلل علي أ ْن أحج) وﻫو غضبان (ال) ينعقد نذره‪ ،‬وجيب عليه كفارة ميني فقط‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)785/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)42 /24‬والدر املختار وحاشية ابن عابدين (رد احملتار) (‪ ،)738 /3‬واملعونة على مذﻫب عامل املدينة (ص‪ ،)650 :‬والشرح الكبري‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫للشيخ الدردير وحاشية الدسوقي (‪ ،)161 /2‬والبيان يف مذﻫب اإلمام الشافعي (‪ ،)475 /4‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)459 /8‬واملغين (‪ ،)622/13‬والعدة شرح العمدة (ص‪)505 :‬‬

‫‪125‬‬
‫مأ نذ فعل معصية‬ ‫مســألــة (‪)4‬‬
‫أعمع اجلمهور على لزوم الوفاء بنذر الطاعة‪ ،‬كمن قال‪( :‬نذر علي صيام شهر)‪ ،‬وأعمعوا أنَّه (ال) حيل الوفاء بنذر املعصية‪ ،‬كمن قال‪( :‬نذر علي أ ْن أشرب اخلمر) وحنوه‪ ،‬واختلفوا‬ ‫حترير حمل‬
‫ﻫل جتب عليه كفارة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫اخلالف‬
‫من نَ َذر ن ْذر معصية تلزمه كفارة ميني‬ ‫من نَ َذر ن ْذر معصية فال كفارة عليه وال يلزمه شيء‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‪ /‬سفيان‪ /‬الكوفيون‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‬
‫تعارض ظواﻫر اآلاثر يف ﻫذه املسألة‪ ،‬وذلك أنَّه روي يف ﻫذه املسألة حديثان‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* حديث عمران بن حصني ‪ ‬قال ‪( :‬ال نذر يف معصية‪ ،‬وكفارته‬ ‫* حديث عائشة – رضي هللا عنها – قال ‪( :‬من نذر أ ْن يُطيع هللا فليطعه‪ ،‬ومن نذر أ ْن يعصي هللا فال‬
‫كفارة ميني) [ن‪/‬تخ‪/‬كم‪/‬ﻫق‪/‬طح‪/‬حم‪/‬د‪/‬جه‪ /‬واحلديث مضطرب‪/‬قال‬ ‫تضمن َّ‬
‫أن املعصية ال تلزم‪ ،‬ومل يذكر كفارة‪.‬‬ ‫يرجح ﻫذا احلديث‪ ،‬وقد َّ‬ ‫يعصه) [خ]‪َّ ،‬‬
‫الرتمذي‪ :‬حديث غريب‪ ،‬وصححه األلباين‪ ،‬وقد تكلم عليه ابن رشد‬ ‫* حديث أيب إسرائيل ‪ ‬حني نذر أ ْن يقوم يف الشمس وال يقعد‪ ،‬وال يستظل‪ ،‬وال يتكلَّم‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫كالماً طويالً]‪ ،‬جيمع بني ﻫذا احلديث وحديث عائشة – رضي هللا‬ ‫(مروه‪ ،‬فليتكلَّم وليجلس وليستظل‪ ،‬وليتم صومه) [خ]‪ ،‬فأمره ‪ ‬أ ْن يُتم ما كان طاعة هلل تعاىل‪ ،‬ويرت ما‬
‫األدلــة‬
‫أبن املعصية ال تلزم‪ ،‬وﻫذا احلديث‬ ‫عنها ‪ ،-‬فحديث عائشة يُفيد َّ‬ ‫كان معصية‪ ،‬ومل أيمره ابلكفارة‪.‬‬
‫تضمن لزوم الكفارة‪ ،‬فيجمع بني احلديثني‪ ،‬واجلمع أوىل‪ ،‬فتجب كفارة‬
‫َّ‬ ‫‪ ‬حديث عمران بن حصني ‪ ‬يف املرأة اليت نذرت أ ْن تنحر العضباء انقة رسول هللا ‪ ‬ملا جناﻫا هللا‬
‫اليمني‪.‬‬ ‫تعاىل من األسر‪ ،‬فقال هلا ‪( :‬ال وفاء لنذر يف معصية‪ ،‬وال فيما ال ميلك العبد) [م]‪ ،‬ومل أيمرﻫا‬
‫‪ ‬لو حلف على فعل معصية للزمته كفارة ميني‪ ،‬وكذا لو نذر أ ْن يفعل‬ ‫ابلكفارة‪.‬‬
‫معصية‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن النذر مل ينعقد أصالً‪ ،‬فال كفارة فيه‪ ،‬كلغو اليمني‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬من نذر معصية تلزمه كفارة ميني)‪ ،‬وﻫذا على القول بصحة احلديث‪ ،‬وهبذا حيمل املطلق من حديث عائشة – رضي هللا عنها – على املقيَّد من حديث عمران ‪،‬‬ ‫الراجــح‬
‫واجلمع بني احلديثني ‪ -‬ما دام ممكناً ‪ -‬أوىل من إمهال أحدمها‬
‫من نذر أ ْن (ال) يصلي أو يصوم يوم العيد ‪ -‬مثالً ‪ -‬انعقد نذره‪،‬‬ ‫من نذر أ ْن (ال) يصلي أو يصوم يوم العيد ‪ -‬مثالً ‪ -‬مل ينعقد نذره‪ ،‬وال جيوز له الوفاء به‪ ،‬وعليه التوبة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫وحيرم عليه الوفاء به‪ ،‬وتلزمه كفارة ميني‬ ‫واالستغفار‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)785/1‬والنتف يف الفتاوى للسغدي (‪ ،)195 /1‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)339 /2‬والرسالة للقريواين (ص‪ ،)87 :‬وشرح زروق على منت الرسالة (‪ ،)622/2‬واألم‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫للشافعي (‪ ،)279 /2‬والغرر البهية يف شرح البهجة الوردية (‪ ،)209 /5‬واملغين (‪ ،)624/13‬ومطالب أويل النهى يف شرح غاية املنتهى (‪)423 /6‬‬

‫‪126‬‬
‫مأ حرم على نفسه يئا مأ املباحات‬ ‫مســألــة (‪)5‬‬
‫حرم على نفسه شيئاً‬
‫حرم هللا) [طب]‪ ،‬واختلفوا فيما جيب على من َّ‬ ‫ِّ‬
‫كاملستحل ما َّ‬ ‫أحل هللا‪،‬‬ ‫(إن ِّ‬
‫احملرم ما َّ‬ ‫شرعا كتحليل احلرام‪ ،‬حلديث أم معبد – رضي هللا عنها ‪ -‬قال ‪َّ :‬‬
‫حترمي املباح مذموم ً‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫من املباحات‪ ،‬كقوله‪( :‬حرام علي شرب العسل‪ ،‬أو وطء الزوجة) وحنوه‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫من حرم على نفسه شيئاً مباحاً فعليه كفارة ميني‬ ‫من حرم على نفسه شيئاً مباحاً فال شيء عليه مطلقاً‬ ‫حرم على نفسه شيئاً مباحاً فال شيء عليه إال إذا حرم الزوجة‬
‫من َّ‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬ ‫أﻫل الظاﻫر‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫معارضة مفهوم النظر لظاﻫر قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ‪ ‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭭ ﭮ) [التحرمي‪]2 -1:‬‬ ‫سبب اخلالف‬

‫* النظر‪ /‬النذر ليس ﻫو اعتقـاد خـالف احلكـم الشـرعي‪ ،‬فـال حي ِّـرم احلـالل‪ ،‬وال ‪ ‬قولـ ـ ــه تعـ ـ ــاىل‪( :‬ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ * قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬
‫ِّ‬
‫ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ‪ ‬ﭢﭣﭤ‬ ‫ُحيلــل احلـرام‪ ،‬والتصــرف يف ﻫــذا إمنــا ﻫــو للشــارع‪ ،‬فوجــب أ ْن يكــون ملكــان ﻫــذا ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬
‫ﯚ) [النحـ ــل‪ ،]116:‬وحتـ ــرمي املبـ ــاح اف ـ ـرتاء وكـ ــذب ﭥ ﭦ ﭧ )‪ ،‬ظاﻫره َّ‬
‫أن الكفارة حتل ﻫذا‬ ‫أن م ــن ح ــرم عل ــى نفس ــه ش ــيئاً أابح ــه هللا تع ــاىل ل ــه ابلش ــرع‪ ،‬أنَّــه (ال)‬ ‫املفهــوم َّ‬
‫عل ـ ـ ــى هللا تع ـ ـ ــاىل‪ ،‬وﻫ ـ ـ ــو ابط ـ ـ ــل مطلقـ ـ ـ ـاً وم ـ ـ ــردود العقد‪ ،‬وقد مساﻫا تعاىل مييناً‪ ،‬سواء كان الذي‬ ‫حرم ــه الش ــرع‪ ،‬وق ــد ق ــال تع ــاىل‪:‬‬ ‫يلزم ــه‪ ،‬كم ــا (ال) يل ــزم إ ْن ن ــذر حتلي ــل ش ــيء َّ‬
‫األدلــة‬
‫حرمه ‪ ‬على نفسه العسل أو اجلماع‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وحمدث‪.‬‬ ‫(ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ) [املائـ ـ ـ ـ ـ ــدة‪ ،]87:‬وقـ ـ ـ ـ ـ ــال‪:‬‬
‫* أثر ابن عباس ‪ ‬قال‪( :‬إذا حرم الرجل‬ ‫(ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ) [األعراف‪.]32:‬‬
‫عليه امرأته‪ ،‬فهي ميني يكفرﻫا‪ ،‬وقال‪( :‬ﯯ‬ ‫‪ ‬إذا حـ ـ َّـرم علـ ــى نفسـ ــه الزوجـ ــة وقـ ــع يف الظهـ ــار وانطبـ ــق عليـ ــه قولـ ــه تعـ ــاىل‪:‬‬
‫ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ) )‬ ‫(ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ)‬
‫[األحزاب‪[ ]21:‬م]‪.‬‬ ‫[اجملادلة‪.]3:‬‬
‫القول الثالث‪( :‬من حرم على نفسه املباح فعليه كفارة ميني)‪ ،‬وأدلتهم نص يف حمل اخلالف‪ ،‬فال يُعدل عنها إىل النظر‬ ‫الراجــح‬
‫من قال‪ :‬العسل حرام علي وزوجيت حرام علي‪،‬‬ ‫من قال‪ :‬العسل حرام علي وزوجيت حرام علي‪،‬‬ ‫من قال‪ :‬العسل حرام علي وزوجيت حرام علي‪ ،‬فعليه كفارة الظهار بتحرمي‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫فعليه كفارة ميني بتحرمي زوجته وأيضاً عليه كفارة‬ ‫فليس عليه شيء وكالمه لغو وكذب‬ ‫زوجته وال شيء عليه بتحرمي العسل‬
‫ميني بتحرمي العسل‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)787/1‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)320 /2‬واللباب يف اجلمع بني السنة والكتاب (‪ ،)597 /2‬والرسالة للقريواين (ص‪ ،)88 :‬والكايف البن عبد الرب‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫(‪ ،)450/1‬احلاوي الكبري (‪ ،)185/10‬وفتح العزيز (‪ ،)521 /8‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)191 /4‬واملغين (‪ ،)505 ،465/13‬واحمللى ابآلاثر (‪)307 /9‬‬

‫‪127‬‬
‫النذ املطلق (املبهم) الذي مل يُعني فيه الناذ يئا‬ ‫مســألــة (‪)6‬‬
‫املعني‪ ،‬كقوله‪( :‬هلل علي نذر صيام شهر إن شفى مريضي)‪ ،‬واختلفوا لو نذر نذراً مطلقاً ومل ينو فيه شيئاً‪ ،‬كقوله‪( :‬هلل علي نذر إن شفى‬
‫اتفقوا على وجوب الوفاء ابلنذر َّ‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫يعني املنذور‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫مريضي)‪ ،‬وسكت ومل ِّ‬
‫من نذر نذراً مبهماً فعليه أقل ما ينطلق عليه االسم من ال ُقَرب‬ ‫من نذر نذراً مبهماً فعليه كفارة ِّظهار‬ ‫من نذر نذراً مبهماً فعليه كفارة ميني‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫القاضي حسني (شافعي)‬ ‫سعيد بن جبري‪ /‬قتادة‬ ‫أكثر العلماء (اجلمهور)‬
‫ظاﻫر تعارض مفهوم األثر مع داللة اللغة (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫ألن النذر املبهم ﻫو أغلظ األميان‪َّ * ،‬‬
‫ألن اجملزئ يف النذر املبهم أقل ما ينطلق عليه االسم‪.‬‬ ‫* حديث عقبة بن عامر ‪ ‬قال ‪( :‬كفارة ‪َّ ‬‬
‫النَّذر كفارة ميني) [م]‪ ،‬ورواية‪( :‬كفارة النذر ‪-‬إذا فوجب له أغلظ الكفارات وﻫي كفارة‬
‫يسم‪ -‬كفارة ميني) [ت‪ /‬وقال‪ :‬حسن صحيح الظهار‪.‬‬ ‫مل ِّ‬ ‫األدلــة‬

‫غريب]‪ ،‬واحلديث نص يف حمل اخلالف‪.‬‬


‫القول األول‪( :‬من نذر نذراً مبهماً فعليه كفارة ميني)‪ ،‬واحلديث نص يف ذلك‪ ،‬قال ابن رشد – رمحه هللا – عن القول الثاين وﻫو من أوجب كفارة ظهار‪ ،‬قال‪( :‬وأما من قال‪:‬‬ ‫الراجــح‬
‫فيه كفارة الظهار‪ ،‬فخارج عن القياس والسماع)‬
‫علي نذر إ ْن جنحت يف االختبارات) لزمه أ ْن يصلي‬
‫من قال‪( :‬هلل َّ‬ ‫علي نذر إ ْن جنحت يف‬
‫من قال‪( :‬هلل َّ‬ ‫علي نذر إ ْن جنحت يف‬
‫من قال‪( :‬هلل َّ‬ ‫مثرة اخلالف‬

‫ركعتني‪ ،‬أو يصوم يوماً‪ ،‬أو يطعم مسكيناً‬ ‫االختبارات) لزمه كفارة ظهار‬ ‫االختبارات) ال يلزمه النذر‪ ،‬وعليه كفارة ميني‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)788/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)92 /5‬ودرر احلكام شرح غرر األحكام (‪ ،)40 /2‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)412/4‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪،)56/3‬‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫وروضة الطالبني (‪ ،)296/3‬وأسىن املطالب يف شرح روض الطالب (‪ ،)576 /1‬واملغين (‪ ،)623/13‬العدة شرح العمدة (ص‪ ،)506 :‬شرح ابن بطال (‪)161/6‬‬

‫‪128‬‬
‫مأ نذ الذهاب ما يا إىل بيت هللا احلرام مبكة وعجز عأ املاشي‬ ‫مســألــة (‪)7‬‬
‫اتفقوا على لزوم النذر ابملشي إىل بيت هللا احلرام‪ ،‬فيمشي حبج أو عمرة راجالً‪ ،‬واختلفوا لو عجز عن املشي بعض يف الطريق أو كله ماذا جيب عليه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫من نذر املشي للبيت احلرام وعجز عن املشي وركب عليه واجب آخر (واختلفوا فيه على أقوال؛ قيل‪ :‬املشي مرة أخرى‪،‬‬ ‫من نذر املشي للبيت احلرام وعجز عن املشي وركب‬
‫وقيل‪ :‬دم‪ ،‬ﻫدي‪ ،‬وقيل‪ :‬كفارة ميني)‬ ‫(ال) شيء عليه‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد (املذﻫب)‪ /‬علي ‪ /‬أﻫل املدينة‪ /‬أﻫل مكة‬ ‫ابن عمر ‪ /‬ابن املسيب‪ /‬أبو سلمة ابن عبد الرمحن‬
‫منازعة األصول ملسألة النذر ابملشي إىل بيت هللا احلرام وخمالفة األثر هلا‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* عليه دم‪ /‬تشبيهاً بسائر األفعال الواجبة يف احلج اليت تسقط إبراقة الدم‪ ،‬كمن تر – مثالً – اإلحرام من امليقات‪.‬‬ ‫* حديث عقبة بن عامر ‪ ‬قال‪( :‬نذرت أخيت أ ْن متشي‬
‫* عليه ﻫدي‪ /‬تشبيهاً ابملتمتع والقارن جيب عليهما اهلدي لفعلهما نسكني يف سفرة واحدة‪ ،‬وﻫذا فعل ما جيب عليه يف سفر واحد‪،‬‬ ‫إىل بيت هللا عز وجل‪ ،‬فأمرتين أ ْن أستفيت هلا رسول هللا‬
‫فعله يف سفرين‪ ،‬فهو أخل بواجب املشي‪ ،‬فهو كمن تر اإلحرام من امليقات‪.‬‬ ‫‪ ،‬فاستفتيت هلا‪ ،‬فقال ‪ :‬لتمش‪ ،‬ولرتكب) [خ‪/‬م]‪،‬‬
‫ِّ‬
‫(إن هللا ال يصنع بشقاء أختك شيئاً‪ ،‬فلتحج ولتكفر عنها) [د‪ /‬حم‪ /‬وضعفه‬ ‫‪ ‬رواية يف حديث عقبة بن عامر ‪ ‬قال هلا ‪َّ :‬‬ ‫ومل أيمرﻫا بشيء وال كفارة‪.‬‬
‫األلباين]‪ ،‬ويف رواية‪( :‬لتحج راكبة مث ِّ‬
‫األدلــة‬
‫تكفر عن ميينها) [خز‪ /‬ﻫق‪ /‬وضعفه األلباين]‪ ،‬ويف رواية‪( :‬مروﻫا فلتختمر ولرتكب ولتصم ثالثة‬ ‫أن رسول هللا ‪ ‬رأى‬ ‫‪ ‬حديث أنس بن مالك ‪َّ ( :‬‬
‫أايم) [د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬حم‪ /‬ﻫق‪ /‬وضعفه األلباين واألرنؤوط]‪ ،‬دلت رواايت احلديث مبجملها على وجوب الكفارة‪ ،‬ومساﻫا ‪‬‬ ‫رجالً يُهادى بني ابنيه‪ ،‬فسأهلم عنه‪ ،‬فقال ‪َّ :‬‬
‫إن هللا لغين‬
‫كفارة ميني‪.‬‬ ‫عن تعذيب ﻫذا نفسه‪ ،‬وأمره أ ْن يركب) [خ‪/‬م]‪ ،‬ومل أيمره‬
‫‪ ‬عموم حديث‪( :‬كفارة النذر كفارة ميني) [م]‪.‬‬ ‫بشيء وال كفارة‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال شيء على من نذر املشي للبيت احلرام وعجز)‪ ،‬وذلك حلديث عقبة ‪ ‬يف الصحيحني‪ ،‬وحديث أنس ‪ ،‬ولو كفَّر كفارة ميني لكان أوىل‪ ،‬ومما يضعِّف القول الثاين اختالفهم كثرياً يف الواجب‬ ‫الراجــح‬
‫عليه‪ ،‬وجعل بعضهم املشي ابلنذر من واجبات احلج اليت جيب فيها الدم برتكها‪ ،‬وﻫذا من ابب إحالة املختلف فيه إىل املختلف فيه‪ ،‬أما التكفري بكفارة اليمني ففيه وجه من السنة‬
‫من نذر املشي للبيت احلرام وعجز وركب أي وسيلة نقل‪:‬‬ ‫من نذر املشي للبيت احلرام وعجز ركب أي وسيلة نقل‪،‬‬
‫‪ -‬عند أﻫل املدينة وعلي ‪ :‬عليه أ ْن ميشي مرة أخرى يف حجة أخرى من حيث عجز‪ ،‬وإ ْن شاء ركب وأجزأه وعليه دم‪.‬‬ ‫ال شيء عليه‪ ،‬وذمته بريئة من النذر‬
‫‪ -‬عند أﻫل مكة وأيب حنيفة والشافعي وأمحد (املعتمد)‪ :‬أجزأه وجيب عليه اهلدي (كهدي التمتع)‪.‬‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫‪ -‬عند مالك‪ :‬عليه أ ْن ميشي مرة أخرى يف حجة أخرى من حيث عجز‪ ،‬وعليه اهلدي بدنة أو بقرة‪ ،‬فإ ْن مل جيد فشاة‪.‬‬
‫‪ -‬عند أمحد (رواية)‪ :‬عليه كفارة ميني‪.‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)788/1‬واهلداية شرح البداية (‪ ،)157/6‬واملعتصر من املختصر من مشكل اآلاثر (‪ ،)261 /1‬واملدونة (‪ ،)466 /1‬والرسالة للقريواين (ص‪ ،)88 :‬واجملموع شرح‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫املهذب (‪ ،)492 /8‬وكفاية النبيه يف شرح التنبيه (‪ ،)306 /8‬واملغين (‪ ،)635/13‬وعمدة الفقه (ص‪)120 :‬‬

‫‪129‬‬
‫مأ نذ من مياشي إىل مسجد النيب ‪ ‬مو إىل بيت املقدس‬ ‫مســألــة (‪)8‬‬
‫اتفقوا أن من نذر أ ْن ميشي إىل املسجد احلرام أنَّه يلزمه ذلك‪ ،‬فيمشي حبج أو عمرة ما دام أنَّه قادر عليه‪ ،‬واختلفوا فيمن نذر أ ْن ميشي إىل املسجد النبوي أو إىل بيت املقدس ليصلي فيهما‪ ،‬ﻫل يلزمه النَّذر‪،‬‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫واخلالف على قولني‬
‫من نذر املشي إىل مسجد النيب ‪ ‬أو بيت املقدس (ال) يلزمه النذر‬ ‫من نذر املشي إىل مسجد النيب ‪ ‬أو بيت املقدس لزمه النذر‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو يوسف (إال إذا صلَّى يف املسجد احلرام)‬
‫اختالفهم يف املعىن الذي تُسرج املطي بسببه من حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬قال ‪( :‬ال تُسرج املطي إال لثالثة مساجد؛ املسجد احلرام‪ ،‬ومسجدي ﻫذا‪ ،‬وبيت املقدس) [حم‪ /‬طأ‪ /‬تح‪/‬‬ ‫سبب اخلالف‬
‫د‪ /‬وأصله يف الصحيحني بلفظ‪( :‬ال تُشد ِّ‬
‫الرحال)]‬
‫* قوله ‪( :‬ال تُسرج املطي إال لثالثة مساجد ‪ ،)...‬املعىن الذي تُسرج املطي إىل تلك * قوله ‪( :‬ال تسرج املطي إال لثالثة مساجد ‪ ،)...‬املعىن الذي تُسرج املطي إىل‬
‫تلك املساجد من أجله‪ ،‬ﻫو ملوضع صالة الفرض‪ ،‬والفرض ال ينذر‪ ،‬ألنَّه أصالً‬ ‫املساجد من أجله‪ ،‬ﻫو ملوضع صالة النفل مع صالة الفرض فيها‪.‬‬
‫* حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬قال ‪( :‬صالة يف مسجدي ﻫذا أفضل من ألف صالة فيما واجب ابلشرع ال ابلنذر‪َّ ،‬‬
‫وألن ما ال أصل له يف الشرع ال جيب ابلنذر‪.‬‬
‫سواه‪ ،‬إال املسجد احلرام) [متفق]‪ ،‬وﻫذا يشمل الفرض والنفل‪ ،‬فيجب املشي على من نذر * قوله ‪( :‬صالة يف مسجدي ﻫذا أفضل من ألف صالة ‪ ،)...‬ﻫذا ُحيمل على‬ ‫األدلــة‬
‫صالة الفرض (ال) النَّفل‪ ،‬مصرياً إىل اجلمع بني ﻫذا احلديث وحديث‪( :‬صالة أحدكم‬ ‫الصالة فيه‪ ،‬ومثله بيت املقدس‪.‬‬
‫‪ ‬يلزم املشي ملسجد النيب ‪ ‬وبيت املقدس‪ ،‬كما يلزم املشي للمسجد احلرام ابلنذر‪ ،‬يف بيته أفضل من صالته يف مسجده ﻫذا‪ ،‬إال املكتوبة) [تخ‪ /‬د‪ /‬قال الغماري‪ :‬رجاله‬
‫ثقات إال أنَّه معلول]‪ ،‬وإال وقع التضاد بني ﻫذين احلديثني‪.‬‬ ‫لشموهلا يف حديث‪( :‬ال تشد الرحال إال إىل ثالث مساجد) [خ‪/‬م]‬
‫القول األول‪( :‬من نذر املشي إىل مسجد النيب ‪ ‬أو بيت املقدس لزمه النذر)‪ ،‬لقوة أدلة القول‪ ،‬وال يصح املعىن املشار إليه يف القول الثاين‪ ،‬من عدم وجوب ما ال أصل له يف‬ ‫الراجــح‬
‫الشرع‪ ،‬لقوله ‪ ‬لعمر ‪( :‬أوف بنذر ) ملا قال‪ :‬إين نذرت يف اجلاﻫلية أن أعتكف ليلة يف املسجد احلرام [متفق]‬
‫(علي نذر أ ْن أذﻫب مشياً إىل املسجد النبوي ألصلي فيه)‪ ،‬جيزئه أ ْن يصلي‬
‫من قال‪َّ :‬‬ ‫علي نذر أ ْن أذﻫب ماشياً إىل املسجد النبوي ألصلي فيه‪ ،‬وجب أ ْن يذﻫب إليه‬
‫من قال‪َّ :‬‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫يف أي مسجد‪ ،‬وإ ْن نذر املشي إىل املسجد احلرام للصالة فيه لزمه ملكان احلج والعمرة‬ ‫مشياً‪ ،‬وعند أيب يوسف لو ذﻫب مشياً للمسجد احلرام أجزأه عن ذلك أيضاً‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)790/1‬واألصل املعروف ابملبسوط للشيباين (‪ ،)485 /2‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)231 /6‬واملدونة (‪ ،)565/1‬القوانني الفقهية (ص‪ ،)114 :‬واألم للشافعي‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫(‪ ،)281 /2‬وخمتصر املزين (‪ ،)405 /8‬واملغين (‪ ،)639/13‬والفروع وتصحيح الفروع (‪ ،)90 /11‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)162/6‬‬

‫‪130‬‬
‫مأ نذ من مياشي إىل غري املساجد الثالثة‬ ‫مســألــة (‪)9‬‬
‫اتفقوا َّ‬
‫أن من نذر أ ْن ميشي إىل املسجد احلرام أنَّه يلزمه ذلك النذر‪ ،‬وسبق اخلالف يف املسألة السابقة فيمن نذر أ ْن ميشي إىل مسجد النيب ‪ ‬أو إىل بيت املقدس‪،‬‬ ‫حترير حمل‬
‫واختلفوا يف حكم الوفاء بنذر املسري إىل غري املساجد الثالثة؛ املسجد احلرام‪ ،‬واملسجد النبوي‪ ،‬وبيت املقدس‪ ،‬واخلالف يف بقية املساجد اليت هلا فضل كمسجد قباء‪ ،‬أما‬ ‫اخلالف‬
‫املساجد اليت (ال) فضل هلا فخارجة عن حمل اخلالف‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫يلزم النذر ابملشي لغري املساجد الثالثة إذا نذر يف مسجد له فضل زائد‬ ‫(ال) يلزم النذر ابملشي لغري املساجد الثالثة مطلقاً‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫ابن حبيب (مالكي)‬ ‫أكثر العلماء‬
‫االختالف يف أتويل حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬من قوله ‪( :‬ال تُسرج املطي إال لثالثة مساجد‪ ،‬املسجد احلرام‪ ،‬ومسجدي ﻫذا‪ ،‬وبيت املقدس) [حم‪ /‬طأ‪ /‬تخ‪ /‬د‪ /‬وأصله يف‬ ‫سبب اخلالف‬
‫الصحيحني بلفظ‪( :‬ال تُشد ِّ‬
‫الرحال)] (أشار إليه ابن رشد)‬
‫* حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬قال ‪( :‬ال تُسرج املطي إال لثالثة مساجد‪ ،‬املسجد احلرام‪ * ،‬أثر عبد هللا بن أيب بكر عن عمته عن جدته‪َّ :‬‬
‫(أهنا كانت جعلت على‬
‫ومسجدي ﻫذا‪ ،‬وبيت املقدس)‪ ،‬ﻫذا نص على عدم جواز السفر لغري ﻫذه املساجد يف نفسها مشياً إىل مسجد قباء‪ ،‬فماتت ومل تقضه‪ ،‬فأفىت عبد هللا بن عباس‬ ‫األدلــة‬
‫ابنتها أ ْن متشي عنها) [طأ‪ /‬بغ‪ /‬طيا‪ /‬كار]‪ ،‬وﻫذا نص يف لزوم النذر ابملشي‬ ‫النذر ويف غريه‪.‬‬
‫إىل ما له فضل من املساجد‪.‬‬ ‫‪ ‬أنكر أبو ﻫريرة ‪ ‬على من ذﻫب إىل وادي طوى [ذكره يف أتسيس األحكام]‬
‫القول األول‪( :‬ال يلزم النذر ابملشي لغري املساجد الثالثة)‪ ،‬وﻫذا ﻫو املفهوم من حديث أيب ﻫريرة ‪ ،‬وفيه سد لذريعة زايرة املساجد األخرى وشد الرحال إليها‪ ،‬وسد‬ ‫الراجــح‬
‫لذريعة الوقوع يف البدعة أو الشر‬
‫من نذر من أﻫل املدينة املشي إىل مسجد قباء لزمه الوفاء بنذره‪ .‬وخصصت‬ ‫من نذر زايرة مسجد قباء مشياً مل ينعقد نذره‪ ،‬وال يلزم الوفاء به إال ندابً‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫ألن شد ِّ‬
‫الرحال (ال) جيوز إال للمساجد الثالثة‬ ‫أﻫل املدينة دون غريﻫم؛ َّ‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)790/1‬وعمدة القارئ (‪ ،)470/11‬وإكمال املعلم (‪ ،)267/4‬وسبل السالم (‪ ،)114/4‬وأتسيس األحكام (‪ ،)98/5‬والتجريد للقدوري (‪ ،)6521 /12‬والدر‬
‫املختار وحاشية ابن عابدين (رد احملتار) (‪ ،)627 /2‬والفواكه الدواين على رسالة ابن أيب زيد القريواين (‪ ،)422 /1‬وحاشية العدوي (‪ ،)36 /2‬واألم للشافعي (‪ ،)73 /7‬وخمتصر‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫املزين (‪ ،)405 /8‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)216/4‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪)363/11‬‬

‫‪131‬‬
‫الواجب فيمأ نذ من ينحر ابنه يف مقام إبراهيم‬ ‫مســألــة (‪)10‬‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫أن من نذر أ ْن يذبح ابنه؛ سواء يف مقام إبراﻫيم أو يف أي مكان‪ ،‬كقوله‪ :‬هلل علي نذر أ ْن أذبح ابين‪ ،‬اتفقوا أنَّه (ال) حيل له ذحبه‪ ،‬واختلفوا يف الواجب عليه‪ ،‬واخلالف على سبعة أقوال‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫من نذر ذبح ابنه فعليه‬ ‫من نذر ذبح ابنه فال شيء عليه‬ ‫من نذر ذبح ابنه‬ ‫من نذر ذبح ابنه‬ ‫من نذر ذبح ابنه فعليه‬ ‫من نذر ذبح ابنه فعليه شاة‬ ‫من نذر ذبح ابنه فعليه حنر بدنة‬
‫كفارة ميني‬ ‫الشافعي‪ /‬أبو يوسف‬ ‫فعليه أ ْن حيج بولده‬ ‫فعليه أ ْن يهدي‬ ‫مائة من اإلبل‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬ابن عباس ‪‬‬ ‫مالك‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد (قياس املذﻫب)‬ ‫الليث‬ ‫ديته‬ ‫نسب البن عباس ‪/‬‬
‫علي ‪‬‬ ‫ابن حبيب (مالكي)‬
‫خمرج على اخلالف يف املسألة املشهورة‪ :‬ﻫل يلزمنا شرع من قبلنا؟‪( ،‬وإ ْن كان الظاﻫر َّ‬
‫أن ﻫذا الفعل خاص إببراﻫيم ‪ ،‬ومل يكن شرعاً‬ ‫تقرب اببنه‪ ،‬ﻫل ﻫو الزم للمسلمني أم ليس بالزم؟‪ ،‬وذلك َّ‬
‫قصة إبراﻫيم ‪ ‬ملا َّ‬ ‫سبب اخلالف‬
‫ألﻫل زمانه)‬
‫‪ ‬حديث‪( :‬ال نذر‬ ‫* قصة إبراﻫيم ‪ ‬ليس بالزم للمسلمني‪ ،‬فهو‬ ‫* نفس دليل القول‬ ‫* قصة عبد املطلب‪( :‬ملا * نفس دليل‬ ‫* قصة إبراﻫيم ‪ ،‬فهي‬ ‫* قصة إبراﻫيم ‪ ،‬فهي من‬
‫يف معصية وكفارته‬ ‫شرع خص به إبراﻫيم ‪ ،‬وشرع من قبلنا‬ ‫األول والثاين‪ ،‬لكن‬ ‫األول‬ ‫أمر حبفر زمزم‪ ،‬نذر هلل القول‬ ‫من شرع من قبلنا‪ ،‬وﻫو شرع‬ ‫شرع من قبلنا‪ ،‬وﻫو شرع لنا‪،‬‬
‫كفارة ميني) [د‪ /‬ت‪/‬‬ ‫ليس شرعاً لنا‪.‬‬ ‫ال ُقرب‬ ‫ُحتمل‬ ‫لكن‬ ‫تعاىل أ ْن ينحر بعض ولده‪ ،‬والثاين‪،‬‬ ‫وحيمل ما ذكر فيها من‬
‫لنا‪ُ ،‬‬ ‫وحيمل ما ذكر فيها من كبش‬ ‫ُ‬
‫جه‪/‬كم‪/‬ﻫق‪/‬‬ ‫ن‪/‬‬ ‫‪ ‬ألنَّه نذر معصية ال جيب الوفاء به وال‬ ‫على‬ ‫اإلسالمية‬ ‫القربة‬ ‫فخرج السهم البنه عبد هللا حتمل‬ ‫كبش الفداء على ال ُقرب‬ ‫الفداء على ال ُقرب اإلسالمية‪،‬‬
‫وصححه األلباين]‬ ‫جيوز‪ ،‬حلديث‪( :‬ال نذر يف معصية‪ ،‬وال فيما‬ ‫احلج بولده‪.‬‬ ‫– والد الرسول ‪ - ‬اإلسالمية على‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬كاهلدي‪ ،‬فتجب‬ ‫وﻫي اهلدي‪ ،‬فتجب يف اهلدي‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬حديث‪( :‬كفارة‬ ‫ال ميلك ابن آدم)‪[ ،‬م] وحلديث‪( :‬من نذر‬ ‫ففداه مبائة من اإلبل) إﻫداء ِّ‬
‫الدية‪.‬‬ ‫عليه شاة‪ ،‬فاألمر بذبح‬ ‫بدنة‪ ،‬وكذا يف فداء ابنه‪ ،‬فاألمر‬
‫النذر كفارة ميني) [م]‪.‬‬ ‫أ ْن يعصي هللا فال يعصه) [خ]‪.‬‬ ‫[كم‪ /‬وضعفه الذﻫيب]‪،‬‬ ‫إبراﻫيم ‪ ‬البنه كاألمر‬ ‫بذبح إبراﻫيم ‪ ‬البنه كاألمر‬
‫ومثله من نذر ذبح ابنه‪.‬‬ ‫بذبح شاة‪.‬‬ ‫بذبح بدنة‪.‬‬
‫القول السابع‪( :‬من نذر ذبح ابنه فعليه كفارة ميني)‪ ،‬ألنَّه نذر معصية‪ ،‬وسبق يف مسألة (‪ )4‬من كتاب النذور َّ‬
‫أن من نذر فعل معصية تلزمه كفارة ميني‪ ،‬أما قصة إبراﻫيم ‪ ‬فهي خمتصة إببراﻫيم ‪ ،‬وال يتعداه إىل‬ ‫الراجــح‬
‫غريه‪ ،‬بل حىت أنَّه ال يتعداه ألﻫل زمانه‪ ،‬حلكمة هللا تعاىل أعلم هبا‪ ،‬فضالً عما ورود مما خيالف ذلك يف شرعنا‬
‫تربأ ذمته بكفارة اليمني‬ ‫مل ينعقد نذره وال يلزمه عليه شيء‬ ‫يفدي ابنه ابلذﻫاب به‬ ‫يقدر دية ابنه‬ ‫يفدي ابنه بذبح (‪ )100‬من‬ ‫يفدي ابنه بذبح شاة ويتصدق‬ ‫يفدي ابنه بذبح انقة أو بعري‬
‫إىل احلج‬ ‫وخيرجها يف سبيل‬ ‫اإلبل ويتصدق هبا‬ ‫هبا‬ ‫ويتصدق هبا‬
‫مثرة اخلالف‬
‫هللا فداءً البنه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)791/1‬والتجريد للقدوري (‪ ،)6507 /12‬والدر املختار وحاشية ابن عابدين (رد احملتار) (‪ ،)739 /3‬واملدونة (‪ ،)576 /1‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)114 :‬واحلاوي الكبري (‪ ،)489 /15‬والبيان يف‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫مذﻫب اإلمام الشافعي (‪ ،)472/4‬واملغين (‪ ،)476/13‬واملبدع يف شرح املقنع (‪ ،)124 /8‬واحمللى (‪)15/8‬‬

‫‪132‬‬
‫مأ نذ من جيعل ماله كله يف سبيل هللا تعاىل (نذ من يتصدق بكل ماله)‬ ‫مســألــة (‪)11‬‬
‫حترير حمل اخلالف اتفقوا َّ‬
‫أن من نذر من جهة (اخلري) أ ْن جيعل ماله كله يف سبيل هللا تعاىل‪ ،‬كقوله‪( :‬نذرت مايل للمساكني)‪ ،‬أنَّه يلزمه ذلك‪ ،‬واختلفوا فيمن نذر من جهة (الشرط) أ ْن جيعل ماله كله يف سبيل هللا‪ ،‬كقوله‪( :‬مايل للمساكني‬
‫إ ْن فعلت كذا) ففعل‪ ،‬اختلفوا ماذا جيب عليه؟‪ ،‬واخلالف على ستة أقوال‬
‫إ ْن كان املال كثريا أخرج سمُُسه‪،‬‬ ‫من نذر ماله‬ ‫من نذر ماله للمساكني أخرج عميع‬ ‫من نذر ماله للمساكني جيب‬ ‫من نذر ماله للمساكني جيب عليه إخراج ثلث ماله‬ ‫من نذر ماله للمساكني جتب‬
‫وإ ْن كان وسطاً فسبعه‪ ،‬وإ ْن كان‬ ‫للمساكني خيرج‬ ‫األموال اليت جتب فيها الزكاة‬ ‫عليه إخراج عميع ماله‬ ‫مالك‬ ‫عليه كفارة ميني‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫قليالً فعشره‪ /‬قتادة‬ ‫مثل زكاة ماله‪ /‬ربيعة‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫زفر‪ /‬النخعي‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫ظاﻫر معارضة األصل يف ﻫذه املسألة لألثر‬ ‫سبب اخلالف‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن النذر املطلق ‪ ‬مل أقف على دليل هلذا القول‪.‬‬ ‫‪ ‬االستحسان‪ /‬ال واجب إال ما‬ ‫* األصل الوفاء ابلنذر الالزم‬ ‫* حديث عقبة ‪ ‬قال ‪ * :‬حديث أيب لبابة ‪ ‬ملا اتب هللا تعاىل عليه قال‪( :‬اي رسول‬
‫حممول على معهود‬ ‫أوجبه هللا تعاىل‪ ،‬وﻫو الزكاة‪،‬‬ ‫على الناذر‪ ،‬وﻫو نَ َذر عميع ماله‬ ‫(كفارة النذر كفارة ميني) هللا‪ ،‬أجاور وأخنلع من مايل صدقة إىل هللا‪ ،‬وإىل رسوله‪ ،‬فقال‬
‫يف الشرع‪ ،‬وال جيب‬ ‫فينصرف نذره إىل أموال الزكاة‪.‬‬ ‫فوجب عليه ما نذره على الوجه‬ ‫‪ :‬جيزيك من ذلك الثلث) [طأ‪ /‬حم‪ /‬د‪ /‬دا‪ /‬ويف سنده ضعف]‪.‬‬ ‫[م]‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫يف الشرع إال قدر‬ ‫‪ ‬تربع الصديق ‪ ‬بكل ماله وقال‪:‬‬ ‫الذي قصده‪.‬‬ ‫‪ ‬حديث‪( :‬من نذر ما ال ‪ ‬قوله ‪ ‬لكعب بن مالك ‪ ‬ملا ختلَّف عن غزوة تبو فتاب‬
‫الزكاة‪.‬‬ ‫(أبقيت هلم هللا ورسوله)‪ ،‬وقبل منه‬ ‫‪ ‬عموم قوله ‪( :‬من نذر أ ْن‬ ‫يُطيق فعليه كفارة ميني) [د‪ /‬هللا تعاىل عليه‪ ،‬قال‪( :‬اي رسول هللا‪َّ ،‬‬
‫إن من توبيت أ ْن أخنلع من‬
‫‪[ ‬د‪ /‬ت‪ /‬قال الرتمذي‪ :‬حسن‬ ‫يطيع هللا فليطعه) [خ]‪ ،‬فهو‬ ‫مايل صدقة إىل هللا ورسوله‪ ،‬فقال ‪ :‬أمسك عليك بعض‬ ‫قط‪ /‬ﻫق‪ /‬جه]‪.‬‬
‫صحيح‪ ،‬وضعفه ابن حزم يف احمللى]‬ ‫نَ َذر ن ْذر طاعة فيلزمه الوفاء به‪.‬‬ ‫مالك) [متفق]‪ ،‬ويف رواية‪( :‬جيزئ عنك الثلث) [د]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬من نذر ماله للمساكني فعليه كفارة ميني)‪ ،‬ولعل ﻫذا القول األحظ دليالً‪ ،‬فليس كل من تصدق مباله لزمه ذلك‪ ،‬وقد قال ‪ ‬للرجل الذي جاء يتصدق مبثل بيضة من ذﻫب‪ ،‬قال‪( :‬أييت أحدكم مبا ميلك‪ ،‬فيقول‪ :‬ﻫذه‬ ‫الراجــح‬
‫صدقة‪ .‬مث يقعد يتكفف الناس‪ ،‬خري الصدقة ما كان عن ظهر ِّغىن) [د‪ /‬كم‪ /‬وصححه الذﻫيب‪ /‬ويف سنده مقال]‪ ،‬وقد ضعف ابن رشد – رمحه هللا – عميع األقوال إال القول األول والثاين‬
‫إ ْن كان ميلك (‪ )100‬ألف أخرج‬ ‫حيسب زكاة ماله‬ ‫من نذر أ ْن يتصدق مباله كله إ ْن شفي‬ ‫من نذر أ ْن يتصدق مباله كله إ ْن‬ ‫من نذر أ ْن يتصدق مباله كله إ ْن شفي ولده‪ ،‬يقسم ماله كله إىل ثالثة‬ ‫من نذر أ ْن يتصدق مباله كله إ ْن‬
‫(‪ )20‬ألفا‪ ،‬وإ ْن كان ميلك‬ ‫وخيرجها ويربأ بذلك‪،‬‬ ‫ولده خيرج ما ميلكه من الذﻫب والفضة‬ ‫شفي ولده‪ ،‬فعليه أ ْن خيرج من‬ ‫أقسام‪ ،‬وخيرج ثلثه يف سبيل هللا‪ ،‬وبذلك تربأ ذمته‬ ‫شفي ولده يطعم عشرة مساكني‬
‫مثرة اخلالف‬
‫(‪ )7000‬أخرج (‪ ،)1000‬وإ ْن‬ ‫وﻫذه غري الواجبة إذا‬ ‫وهبيمة األنعام ومال التجارة والزرع‪،‬‬ ‫ماله كله دون استثناء‬ ‫أو يكسوﻫم أو يعتق رقبة‪ ،‬فإ ْن مل‬
‫كان ميلك(‪ )500‬أخرج (‪)50‬‬ ‫حل احلول على املال‬ ‫ويرت بيته وما يستعمله من مقتنيات‬ ‫جيد صام ثالثة أايم وبرأت ذمته‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)792/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)134 /4‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)54 /3‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)113 :‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)94 /3‬واحلاوي الكبري (‪،)458 /15‬‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫وأسىن املطالب يف شرح روض الطالب (‪ ،)576/1‬واملغين (‪ ،)629/13‬ومنتهى اإلرادات (‪ ،)254 /5‬واحمللى (‪)10/8‬‬

‫‪133‬‬
‫كتـاب الضحـايـا‬

‫‪134‬‬
‫كتاب الضحايا‬
‫ويشمل أربعة أبواب‬
‫الباب األول‪ :‬يف حكم الضحااي‪ ،‬ومأ املخاطب هبا؟‪.‬‬
‫الباب الثاين‪ :‬يف منواع الضحااي وصفاهتا ومسناهنا وعددها‪.‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬يف حكم الذبح‪.‬‬
‫الباب الرابع‪ :‬يف محكام حلوم الضحااي‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد – رمحه اهلل – اتفاقا أو إمجاعا يف كتاب الضحايا‬
‫‪ -1‬أعمع العلماء على جواز الضحااي من عميع هبيمة األنعام‪.‬‬
‫‪ -2‬كلهم جممعون على أنَّه (ال) جتوز الضحية بغري هبيمة األنعام‪.‬‬
‫‪ -3‬أعمع العلماء على اجتناب‪ :‬العرجاء‪ ،‬واملريضة‪ ،‬والعجفاء اليت ال تُنقي‪.‬‬
‫أن ما كان من عيوب األضحية خفيفاً‪ ،‬فال أتثري له يف منع اإلجزاء‪.‬‬ ‫‪ -4‬أعمعوا على َّ‬
‫أن املرض ِّ‬
‫البني مينع اإلجزاء‪.‬‬ ‫‪( -5‬ال) خالف يف َّ‬
‫أن قطع األذن كله أو أكثره عيب‪.‬‬‫‪ -6‬مل خيتلف اجلمهور َّ‬
‫‪ -7‬أعمعوا على أنَّه (ال) جيوز اجلَ َذع من املعز‪ ،‬بل الثَّين فما فوقه‪.‬‬
‫أن الكبش (ال) ُجيزئ إال عن واحد‪.‬‬ ‫‪ -8‬أعمعوا على َّ‬
‫‪ -9‬وأعمعوا على أنَّه (ال) جيوز أ ْن يشرت يف النُّسك أكثر من سبعة‪.‬‬
‫أن َّ‬
‫الذبح قبل صالة العيد (ال) جيوز‪.‬‬ ‫‪ -10‬اتفقوا على َّ‬
‫‪( -11‬ال) خالف بينهم َّ‬
‫أن األايم (املعدودات) ﻫي أايم التشريق‪.‬‬
‫‪ -12‬اتفقوا على أنَّه جيوز أ ْن يوكِّل ِّ‬
‫املضحي غريه على َّ‬
‫الذبح‪.‬‬ ‫َ‬
‫أن املضحي مأمور أ ْن أيكل من حلم أضحيته ويتصدَّق‪.‬‬ ‫‪ -13‬اتفقوا على َّ‬
‫‪ -14‬العلماء متفقون – فيما علمت – أنَّه (ال) جيوز بيع حلم األضحية‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫كتاب الضحايا‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬

‫عنوان املسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬


‫حكم األضحية‬ ‫‪1‬‬
‫مفضل الضحااي‬ ‫‪2‬‬
‫التضحية مبا فيه عيب (م د) مأ العيوب املنصوص عليها‬ ‫‪3‬‬
‫التضحية مبا فيه عيب (مساو) للعيوب املنصوص عليها‬ ‫‪4‬‬
‫التضحية يف الصكاا‬ ‫‪5‬‬
‫التضحية ابألبرت‬ ‫‪6‬‬
‫التضحية ابجلذع مأ الضأن‬ ‫‪7‬‬
‫اال رتا يف األضحية يف (اإلبل والبقر)‬ ‫‪8‬‬
‫مأ ذبح األضحية (قبل) ذبح اإلمام وبعد الصالة‬ ‫‪9‬‬
‫مىت يذبح األضحية مأ ليس له إمام مأ مهل القرى؟‬ ‫‪10‬‬
‫آخر زمان ذبح األضحية‬ ‫‪11‬‬
‫الذبح يف (الليايل) اليت تتخلل مايم النحر‬ ‫‪12‬‬
‫كيفية تقسيم األضحية‬ ‫‪13‬‬
‫حكم بيع مجزاا مأ األضحية – غري اللحم‪-‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪137‬‬
‫حكم األضحية‬ ‫مســألــة (‪)1‬‬
‫اتفقوا على مشروعية األضحية وفضلها‪ ،‬وأنَّه (ال) ينبغي للموسر أ ْن يرتكها‪ ،‬واختلفوا يف حكمها‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫األضحية واجبة‬ ‫األضحية ُسنة مؤكدة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (رواية)‬ ‫مالك (مشهور)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬الصاحبان‬
‫ﻫل فعله ‪ ‬يف ذبح األضحية حممول على الوجوب أو على الندب؟ ‪ /‬واختالفهم يف مفهوم األحاديث الواردة يف أحكام الضحااي‬ ‫سبب اخلالف‬
‫أن رسول هللا ‪ ‬قال‪( :‬إذا دخل العشر * مل يرت ‪ ‬الضحية قط‪ ،‬حىت يف السفر‪ ،‬ودل عليه حديث ثوابن ‪ ‬قال‪( :‬ذبح‬ ‫* حديث أم سلمة – رضي هللا عنها – َّ‬
‫يضحي‪ ،‬فال أيخذ من شعره شيئاً‪ ،‬وال من أظفاره) [م]‪ ،‬فقوله‪ :‬رسول هللا ‪ ‬أضحيته يف السفر‪ ،‬مث قال‪ :‬اي ثوابن‪ ،‬أصلح حلم ﻫذه األضحية‪ ،‬قال‪ :‬فلم‬ ‫وأراد أحدكم أ ْن ِّ‬
‫أن األضحية ليست بواجبة‪ ،‬فلو كانت أزل أطعمه منها حىت قدم املدينة) [م]‪ ،‬فمداومته ‪ ‬على فعلها َّ‬
‫دل على وجوهبا‪.‬‬ ‫يضحي)‪ ،‬دليل على َّ‬ ‫(إذا أراد أحدكم أ ْن ِّ‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬حديث أيب بردة ‪ ‬ملا ذبح قبل الصالة أمره ‪ ‬إبعادة أضحيته‪ ،‬فقال له‪ِّ :‬‬
‫(إن شاتك‬ ‫واجبة ملا علَّقها ‪ ‬على إرادة املكلَّف‪.‬‬
‫* تَـَر بعض الصحابة ‪ ‬الذبح؛ كأيب بكر وابن عباس ‪[ ‬عب]‪ ،‬وضحى شاة حلم‪ ،‬فقال‪ :‬اي رسول هللا‪ ،‬عندي داجنا جذعة من املعز‪ ،‬قال‪ :‬اذحبها‪ ،‬وال تصلح‬
‫لغري ‪ ،‬مث قال‪ :‬من ذبح قبل الصالة فإمنا يذبح لنفسه‪ ،‬ومن ذبح بعد الصالة فقد مت‬ ‫بالل ‪ ‬بديك [مح]‪ ،‬ولو كانت واجبة ملا تركها الصحابة ‪.‬‬
‫نُسكه وأصاب سنة املسلمني) [متفق]‪ ،‬ولو كانت غري واجبة ملا أمره ‪ ‬إبعادة الذبح‪.‬‬
‫أن أاب حنيفة – رمحه هللا – مل ير وجوب األضحية يف السفر مع َّ‬
‫أن ظاﻫر‬ ‫وحيمل حديث ثوابن ‪ ‬على االستحباب املؤَّكد‪ ،‬فكما َّ‬ ‫القول األول‪( :‬األضحية سنة مؤكدة)‪ُ ،‬‬
‫حديث ثوابن ‪ ‬يدل عليه‪ ،‬فكذلك ال يدل على الوجوب يف غري السفر‪ ،‬أما أمره ‪ ‬أليب بردة ‪ ‬ابإلعادة فليس للوجوب‪ ،‬ولكن من ابب اإلخبار‪ ،‬واخلالف يف ﻫذه‬ ‫الراجــح‬
‫املسألة يف حكم وجوب الذبح ابتداءً‬
‫من كان مقيماً موسراً وجب عليه أ ْن يضحي وإال أمث برت األضحية‪ ،‬وإ ْن كان موسراً‬ ‫من تر األضحية وﻫو قادر عليها فقد تر سنة عظيمة وشعرية من شعائر‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫مسافراً ال جتب عليه‬ ‫املسلمني وفاته اخلري الكثري لكن (ال) أيمث برتكها‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)797/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)8/12‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)355/4‬واملعونة على مذﻫب عامل املدينة (ص‪ ،)657 :‬وشرح ابن انجي التنوخي على منت‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫الرسالة (‪ ،)357 /1‬واحلاوي الكبري (‪ ،)71/15‬والبيان يف مذﻫب اإلمام الشافعي (‪ ،)645/2‬واملغين (‪ ،)360/13‬واحملرر يف الفقه على مذﻫب اإلمام أمحد بن حنبل (‪)251/1‬‬

‫‪138‬‬
‫مفضل الضحااي‬ ‫مســألــة (‪)2‬‬
‫أعمع العلماء على جواز الضحااي مع عميع هبيمة األنعام‪ ،‬وكلهم جممعون على أنَّه (ال) جتوز الضحية بغري هبيمة األنعام‪ ،‬إال ما حكي عن احلسن بن صاحل أنه قال‪ :‬جتوز‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫التضحية ببقر الوحش عن سبعة‪ ،‬والظيب عن واحد‪ .‬واختلفوا يف األفضل من الضحااي‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫أفضل الضحااي‪ :‬اإلبل مث البقر مث الكبش‬ ‫أفضل الضحااي‪ :‬الكبش مث البقر مث اإلبل‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أشهب وابن شعبان (من املالكية)‬ ‫مالك‬
‫ظاﻫر معارضة القياس لدليل الفعل‪ /‬وﻫل ِّ‬
‫الذبح العظيم (الكبش) الذي فدى به إبراﻫيم ‪ ‬سنة ابقية؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫(أن النيب ‪ ‬كان يضحي * القياس‪ /‬الضحااي قُربة حبيوان‪ ،‬فوجب أ ْن يكون األفضل فيها األفضل‬ ‫* دليل الفعل‪ /‬مل يرو عنه ‪ ‬أنَّه ضحى إال بكبش‪ ،‬كحديث‪َّ :‬‬
‫يف اهلدااي‪ ،‬واألفضل يف اهلدااي اإلبل‪ ،‬وقد أﻫدى ‪ ‬يف حجة الوداع مائة‬ ‫أن الكباش أفضل‪.‬‬ ‫بكبشني) [خ‪ /‬م]‪ ،‬وال يفعل ‪ ‬إال األفضل‪َّ ،‬‬
‫فدل َّ‬
‫* َّ‬
‫ألن إبـراﻫيم ‪ ‬فــدى ابنــه ابلكــبش‪ ،‬وذلــك ســنة ابقيــة‪ ،‬وﻫــو مبنزلــة األضــحية‪ ،‬لقولــه تعــاىل‪ :‬من اإلبل‪ ،‬وحنر بيده ‪ ‬ثالثة وستني بدنة [م]‪.‬‬
‫* حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬قال ‪ ‬يف يوم اجلمعة‪( :‬من راح الساعة األوىل‬ ‫أن الكبش أفضل‪.‬‬ ‫(ﭖﭗﭘﭙ) [الصافات‪ ،]78:‬فدل َّ‬ ‫األدلــة‬
‫فكأمنا َّقرب بدنة‪ ،‬ومن راح الساعة الثانية فكأمنا َّقرب بقرة‪ ،‬ومن راح‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن الكبش أطيب حلماً‪.‬‬
‫الساعة الثالثة فكأمنا قرب كبشاً) [متفق]‪ ،‬فدل َّ‬
‫أن اإلبل أفضل‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن اإلبل أكثر حلماً‪.‬‬
‫ضحى‬
‫القول الثاين‪( :‬أفضل الضحااي اإلبل)‪ ،‬ومل يقتصر ‪ ‬على الكباش يف كل حاله‪( ،‬فكان ‪ ‬يذبح وينحر ابملصلى) [خ]‪ ،‬أي ينحر اإلبل‪ ،‬وثبت عنه ‪( :‬أنَّه َّ‬ ‫الراجــح‬
‫ابإلبل وابلكبش‪ ،‬فكان ‪ ‬يضحي عن نسائه ابلبقر) [خ]‪ ،‬وكان ‪( :‬يضحي ابملدينة ابجلزور أحياانً‪ ،‬وابلكبش إذا مل جيد اجلزور) [ﻫق]‬
‫من قدم اإلبل يف األضحية فقد فعل األفضل‬ ‫من قدم الكبش يف األضحية فقد فعل األفضل‪ ،‬وإ ْن كان قادراً على التضحية ابإلبل والبقر‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)799/1‬ودرر احلكام شرح غرر األحكام (‪ ،)235 /1‬والبحر الرائق شرح كنز الدقائق ومنحة اخلالق وتكملة الطوري (‪ ،)387 /2‬والقوانني الفقهية (ص‪،)126 :‬‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫شرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)38 /3‬واحلاوي الكبري (‪ ،)77 /15‬واملهذب يف فقة اإلمام الشافعي للشريازي (‪ ،)433 /1‬واملغين البن قدامة (‪ ،)438 /9‬والعدة شرح العمدة (ص‪)231 :‬‬

‫‪139‬‬
‫التضحية مبا فيه عيب (م د) مأ العيوب املنصوص عليها‬ ‫مســألــة (‪)3‬‬
‫البني مرضها‪ ،‬والعجفاء اليت ال تُنقي؛ حلديث الرباء بن عازب ‪َّ ( :‬‬
‫أن رسول هللا ‪ُ ‬سئل‪ :‬ماذا‬ ‫البني عرجها يف الضحااي‪ ،‬واملريضة ِّ‬
‫أعمع العلماء على اجتناب العرجاء ِّ‬
‫البني مرضها‪ ،‬والعجفاء اليت ال تُنقي) [حم‪ /‬طأ‪ /‬ت‪ /‬د‪ /‬ن‪ /‬جه‪/‬‬‫البني عورﻫا‪ ،‬واملريضة ِّ‬
‫البني عرجها‪ ،‬والعوراء ِّ‬
‫يتَّـ َقى من الضحااي؟‪ ،‬فأشار بيده وقال‪ :‬أربع؛ العرجاء ِّ‬
‫أن ما كان من ﻫذه األربع العيوب خفيفاً فال أتثري له يف منع اإلجزاء‪ ،‬واختلفوا لو كانت العيوب أشد من‬ ‫طيا‪ /‬وصحح إسناده الرتمذي واأللباين]‪ ،‬كذلك أعمعوا على َّ‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫أن املرض ِّ‬
‫البني مينع اإلجزاء‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫املنصوص عليها ﻫل متنع اإلجزاء؟‪ ،‬مع اتفاقهم َّ‬
‫لو كانت األضحية عيوهبا أشد من املنصوص عليها جتزئ‬ ‫(ال) جتزئ األضحية لو كانت عيوهبا أشد من املنصوص عليها‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أﻫل الظاﻫر‬ ‫اجلمهور‬
‫ﻫل اللفظ الوارد يف حديث الرباء بن عازب ‪ ،‬خاص أُريد به اخلصوص‪ ،‬أو خاص أُريد به العموم؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫أن رسول هللا ‪ُ ‬سئل‪ :‬ماذا يتقى من الضحااي؟‪،‬‬ ‫أن رسول هللا ‪ُ ‬سئل‪ :‬ماذا يتقى من * حديث الرباء بن عازب ‪َّ ( :‬‬ ‫* حديث الرباء بن عازب ‪َّ ( :‬‬
‫الضحااي؟‪ ،‬فأشار بيده وقال‪ :‬أربع‪ ،‬العرجاء البني عرجها ‪ ،)...‬اللفظ يف فأشار بيده وقال‪ :‬أربع ‪ ،)...‬اللفظ يف احلديث خاص أُريد به اخلصوص‪ ،‬ولذلك‬ ‫األدلــة‬
‫احلديث خاص أُريد به العموم‪ ،‬وﻫذا من النوع الذي يقع فيه التنبيه ابألدىن أخرب ابلعدد (أربع)‪ ،‬فال مينع اإلجزاء إال ﻫذه العيوب األربعة املنصوص عليها‪.‬‬
‫على األعلى‪ ،‬فما ﻫو أشد من املنصوص أحرى أ ْن (ال) جتزئ‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال جتزئ األضحية لو كانت عيوهبا أشد من املنصوص عليها)‪ ،‬لقوة ما استدل به اجلمهور‪ ،‬فإذا مل ُجتزئ العوراء فمن ابب أوىل العمياء‪ ،‬وﻫذا ﻫو الظاﻫر‬ ‫الراجــح‬
‫جبالء من حديث الرباء بن عازب ‪ ،‬وﻫذا مثل قوله تعاىل‪( :‬ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ) [اإلسراء‪ ،]23:‬فمن ابب أوىل حترمي ما ﻫو أكرب من التأفف‬
‫جتزئ التضحية ابلكسيح اليت ال متشي‪ ،‬والعمياء اليت ال تبصر‪ ،‬ومقطوعة كامل األذن‬ ‫(ال) جتزئ التضحية ابلكسيح اليت ال متشي‪ ،‬أو مكسورة الساق‪ ،‬وال ابلعمياء‪،‬‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫أو القرن أو َّ‬
‫الذنَب وحنوﻫا‬ ‫وال مقطوعة كامل األذن أو القرن أو َّ‬
‫الذنَب وحنوﻫا‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)801/1‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)358 /4‬واجلوﻫرة النرية على خمتصر القدوري (‪ ،)189 /2‬والذخرية للقرايف (‪ ،)147/4‬والقوانني الفقهية (ص‪:‬‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫‪ ،)127‬واحلاوي الكبري (‪ ،)81/15‬والبيان يف مذﻫب اإلمام الشافعي (‪ ،)444 /4‬واملغين البن قدامة (‪ ،)475 /3‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)17 /7‬‬

‫‪140‬‬
‫التضحية مبا فيه عيب (مسا ٍو) للعيوب املنصوص عليها‬ ‫مســألــة (‪)4‬‬
‫البني عورﻫا‪ ،‬واملريضة ِّ‬
‫البني مرضها‪،‬‬ ‫البني عرجها‪ ،‬والعوراء ِّ‬ ‫أعمع العلماء على اجتناب األضاحي الواردة يف حديث الرباء بن عازب ‪ ‬عندما ُسئل ‪ ‬عما يتَّـ َقى من األضاحي قال‪( :‬أربع؛ العرجاء ِّ‬ ‫حترير حمل‬
‫أن ما كان من ﻫذه العيوب األربع خفيفاً أنَّه (ال) أتثري له يف منع اإلجزاء‪ ،‬واختلفوا لو‬‫والعجفاء اليت ال تُنقي) [حم‪ /‬طأ‪ /‬ت‪ /‬د‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬طيا‪ /‬وصحح إسناده الرتمذي واأللباين]‪ ،‬كذلك أعمعوا على َّ‬
‫أن املرض البني مينع اإلجزاء‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫كانت العيوب يف سائر األعضاء مفيداً للنقص على حنو إفادة ﻫذه العيوب املنصوص عليها‪ ،‬أي مساوية هلا‪ ،‬مع اتفاقهم على َّ‬ ‫اخلالف‬
‫جتزئ األضحية لو كانت عيوهبا مساوية‬ ‫جتزئ األضحية لو كانت عيوهبا مساوية للمنصوص‬ ‫(ال) جتزئ األضحية لو كانت عيوهبا مساوية للمنصوص عليها‬
‫للمنصوص عليها‪ ،‬و(ال) يستحب اجتناهبا‬ ‫عليها‪ ،‬ويستحب اجتناهبا‬ ‫مالك (مشهور)‪ /‬أمحد‬
‫أﻫل الظاﻫر‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬بعض املالكية (ابن القصار‪ /‬ابن‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلالب‪ /‬البغداديون)‬
‫اختالفهم يف مفهوم حديث الرباء بن عازب ‪ ،‬وﻫل يُفهم منه املعىن اخلاص الذي أُريد به العام‪ ،‬وإ ْن قلنا‪ :‬العام‪ ،‬فأي عام ﻫو‪ ،‬الذي أكثر أو املساوي أو مها معا؟‪ /‬وتعارض اآلاثر يف ﻫذه املسألة‬ ‫سبب اخلالف‬
‫أن رسول هللا ‪ * ‬حديث الرباء بن عازب ‪َّ ( :‬أن رسول هللا‬ ‫أن رسول هللا ‪ُ ‬سئل‪ :‬ماذا يَّتـ َقى من الضحااي؟‪ ،‬قال‪ :‬أربع‪ * :‬حديث الرباء بن عازب ‪َّ ( :‬‬ ‫* حديث الرباء بن عازب ‪َّ ( :‬‬
‫العرجاء البني عرجها ‪ ،)...‬ﻫذا احلديث من ابب اخلاص الذي أريد به العام‪ ،‬وﻫو من ابب التنبيه سئل‪ :‬ماذا يتقى من الضحااي؟‪ ،‬قال‪ :‬أربع‪ :‬العرجاء ‪ ‬سئل‪ :‬ماذا يتقى من الضحااي؟‪ ،‬قال‪ :‬أربع‪:‬‬
‫ابألدىن على األعلى‪ ،‬وأيضاً التنبيه ابملساوي على املساوي‪ ،‬فهو شامل ملا ﻫو أشد للمنطوق‪ ،‬أو البني عرجها ‪ ،)...‬ﻫذا احلديث من ابب اخلاص العرجاء البني عرجها ‪ ،)...‬ﻫذا احلديث من ابب‬
‫الذي أُريد به العام‪ ،‬ولكنه من ابب التنبيه ابألدىن اخلاص الذي أُريد به اخلاص‪ ،‬فال مينع اإلجزاء إال‬ ‫مساو له‪ ،‬فتمنع العيوب الشبيهة اإلجزاء‪ ،‬كما متنعه العيوب اليت أكرب منها‪.‬‬
‫* حديث علي ‪ ‬قال‪( :‬أمران رسول هللا ‪ ‬أ ْن نستشرف العني واألذن‪ ،‬وال نضحي بشرقاء على األعلى فقط‪ ،‬ليس من ابب التنبيه ابملساوي من ﻫذه األربع املنصوص عليها‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫(مشقوقة األذن)‪ ،‬وال خرقاء (مثقوبة األذن)‪ ،‬وال ُمدابرة (مقطوعة األذن من اجلنب)‪ ،‬وال برتاء) على املساوي‪ ،‬فال يُلحق هبذه األربع املساوي هلا يف * حديث الرباء ‪( :‬أربع ال جتزئ ‪ ،)...‬قال له‬
‫عبيد بن فريوز‪ :‬إين أكره أ ْن يكون يف السن‬ ‫[ حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬كم‪ /‬ﻫق‪ /‬دا‪ /‬وصححه الرتمذي واحلاكم‪ ،‬وصححه األلباين بشواﻫده]‪ ،‬العيوب إال على وجه االستحباب‪.‬‬
‫جيمع بني ﻫذا احلديث وحديث الرباء ‪( :‬ما كرﻫته فدعه وال حترمه ‪ ،)...‬حبمل حديث الرباء * حديث الرباء ‪( :‬أربع ال جتزئ ‪ ،...‬ما كرﻫته فدعه نقص‪ ،‬وأ ْن يكون يف القرن نقص‪ ،‬قال الرباء ‪:‬‬
‫يرجح ﻫذا احلديث على (ما كرﻫته فدعه وال حترمه على أحد) [ن]‪ ،‬يرجح‬ ‫وال حترمه على غري ‪َّ ،)...‬‬ ‫‪ ‬على اليسري‪ ،‬وﻫذا احلديث على الكثري البني‪ ،‬فيلحق يف حكم املنصوص املساوي له‪.‬‬
‫ﻫذا احلديث على حديث علي ‪.‬‬ ‫غريه‪ ،‬ويستحب اجتناب العيوب‪ ،‬حلديث علي ‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال) جتزئ األضحية لو كانت عيوهبا مساوية للمنصوص عليها)‪ ،‬لقوة الدليل على ذلك‪ ،‬واحلديث من ابب التنبيه ابألدىن على األكثر وعلى املساوي‪ ،‬كقوله تعاىل‪( :‬ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬ ‫الراجــح‬
‫ﮬ) [اإلسراء‪ ،]23:‬فيدخل فيه ما ﻫو مساوي لكلمة (أف)‬
‫لو ضحى مبا فيها عيب مساو للعيب‬ ‫لو ضحى مبا فيها عيب مساو للعيب املنصوص عليه‬ ‫لو ضحى مبا فيها عيب مساو للعيب املنصوص عليه ال تقبل أضحيته‪ ،‬وعليه إعادهتا‪ ،‬على‬
‫املنصوص عليه جتزئه بال كراﻫة‬ ‫جتزئه مع الكراﻫة‬ ‫خالف بينهم يف املعترب ابلعيب‪ ،‬ﻫل ﻫو الثلث من األذن والذنب أو أكثر‪ ،‬ومثله ذﻫاب‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫األسنان‪ ،‬وعند مالك ذﻫاب جزء من القرن ليس بعيب ما مل يُ ْدِّم‪ ،‬خالفاً ألمحد‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)802/1‬واحمليط الربﻫاين يف الفقه النعماين (‪ ،)93 /6‬ولسان احلكام (ص‪ ،)387 :‬واملعونة على مذﻫب عامل املدينة (ص‪ ،)662 :‬وشرح ابن انجي التنوخي على منت‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫الرسالة (‪ ،)361 /1‬واحلاوي الكبري (‪ ،)83 /15‬والبيان يف مذﻫب اإلمام الشافعي (‪ ،)445 /4‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)544 /1‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)17 /7‬‬

‫‪141‬‬
‫التضحية يف الصكاا‬ ‫مســألــة (‪)5‬‬
‫(أن النيب ‪ ‬هنى عن أعضب األذن والقرن) [د‪ /‬حم‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬طيا‪ /‬كم‪ /‬وصححه احلاكم‬ ‫أن قطع األذن كله أو أكثره عيب‪ ،‬حلديث علي ‪َّ :‬‬‫(مل) خيتلف اجلمهور َّ‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫الصكاء‪ ،‬وﻫي اليت ُخلقت بال أذن‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫واأللباين مبجموع طرقه]‪ ،‬واألعضب‪ :‬املقطوع النصف فما فوق‪ ،‬واختلفوا يف التضحية يف َّ‬
‫جتزئ التضحية يف الصكاء‬ ‫(ال) جتزئ األضحية يف الصكاء‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‬
‫ﻫل حديث علي ‪ ‬خاص أُريد به العام‪ ،‬أو خاص أريد به اخلاص؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫اجلماء‪ ،‬وﻫي اليت مل خيلق هلا قرن‪.‬‬
‫(أن النيب ‪ ‬هنى عن أعضب األذن والقرن)‪ ،‬احلديث من ابب * القياس على َّ‬ ‫* حديث‪َّ :‬‬
‫اخلاص الذي أُريد به العام‪ ،‬وﻫو من ابب التنبيه ابألدىن على األعلى‪ ،‬فإذا ‪َّ ‬‬
‫ألن ﻫذا النقص ال يؤثر على اللحم‪ ،‬وال ُخيل مبقصود األضحية‪ ،‬ومل يرد فيه هني‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫كانت العضباء ال جتوز فمن ابب أوىل الصكاء‪ ،‬لذﻫاب عميع األذن‪.‬‬
‫َّ‬
‫ابلصكاء)‪ ،‬وﻫذا يفارق العضباء لورود النهي عنها‪ ،‬وﻫو عيب ورمبا يكون ملرض فيها‪ ،‬خبالف اجلماء فإنه ليس مبرض وال عيب‬ ‫القول الثاين‪( :‬جتزئ التضحية‬ ‫الراجــح‬
‫ضحى اب َّ‬
‫لصكاء اليت بال أذن فأضحيته جمزئة‪ ،‬ولكن التضحية بكاملة اإلذن أفضل‬ ‫لو ضحى اب َّ‬
‫لصكاء اليت بال أذن فأضحيته (غري) جمزئة وال تقبل‪ ،‬وعليه إعادهتا لو َّ‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)804/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)17 /12‬ودرر احلكام شرح غرر األحكام (‪ ،)270 /1‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)5/3‬واملعونة على مذﻫب عامل املدينة‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫(ص‪ ،)661 :‬واحلاوي الكبري (‪ ،)83 /15‬ومغين احملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج (‪ ،)128 /6‬واملغين (‪ ،)372/3‬ودليل الطالب لنيل املطالب (ص‪)112 :‬‬

‫‪142‬‬
‫التضحية ابألبرت‬ ‫مســألــة (‪)6‬‬
‫البني عرجها‪ ،‬والعوراء ِّ‬
‫البني عورﻫا‪ ،‬واملريضة‬ ‫أعمع العلماء على اجتناب العيوب الواردة يف حديث الرباء بن عازب ‪ ‬يف الضحااي من قوله ‪( :‬أربع ال جتزئ؛ العرجاء ِّ‬
‫ِّ‬
‫البني مرضها‪ ،‬والعجفاء اليت ال تُنقي) [حم‪ /‬طأ‪ /‬ت‪ /‬د‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬طيا‪ /‬وصحح إسناده الرتمذي واأللباين]‪ ،‬واختلفوا يف التضحية يف البرتاء‪ ،‬وﻫي اليت ال ذنَب (ألية) هلا‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫ِّخلقة أو مقطوعاً‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) جتزئ األضحية ابلبرتاء‬ ‫جتزئ األضحية ابلبرتاء‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬ ‫الشافعي (إذا ُخلقت بال ذنَب)‪ /‬أمحد‬
‫تعارض ظاﻫر اآلاثر يف ﻫذه املسألة (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* حديث أيب سعيد اخلدري ‪ ‬قال‪( :‬اشرتيت كبشاً ألضحي به‪ ،‬فأكل الذئب َذنَبه‪ ،‬فسألت رسول * حديث علي ‪ ‬قال‪( :‬أمران رسول هللا ‪ ‬أ ْن نستشرف العني‬
‫ضح به) [حم‪ /‬جه‪ /‬ﻫق‪ /‬وإسناده ضعيف‪ /‬قال ابن رشد‪ :‬حديث أيب سعيد ‪ ‬عن واألذن‪ ،‬وال نضحي بشرقاء‪ ،‬وال خرقاء‪ ،‬وال ُمدابرة‪ ،‬وال برتاء)‬ ‫هللا ‪ ‬فقال‪ِّ :‬‬
‫[حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬كم‪ /‬ﻫق‪ /‬وصححه الرتمذي واحلاكم‪،‬‬ ‫جابر اجلعفي‪ ،‬وجابر عند أكثر احملدثني ال حيتج به]‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫وصححه األلباين بشواﻫده]‪ ،‬األصل يف النهي محله على التحرمي‪.‬‬
‫‪ ‬القياس على مقطوعة األذن والقرن (األعضب)‪ ،‬فكما أهنا ال‬
‫جتوز‪ ،‬فكذا مقطوعة الذنَب‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬ال جتزئ األضحية ابلبرتاء)‪ ،‬وذلك لصحة حديث علي ‪ ،‬وﻫو مقدم على حديث أيب سعيد اخلدري ‪ ‬الضعيف‪َّ ،‬‬
‫وألن الذنَب (األلية) منتفع به أكثر‬ ‫الراجــح‬
‫من العني يف العوراء‪ ،‬وابلرغم من ذلك مل جتزئ‪ ،‬ومن ابب أوىل مقطوعة الذنَب أو اليت بال ذنَب ِّخلقة‬
‫لو ضحى مبقطوعة الذنَب فأضحيته غري جمزئة وعليه إعادهتا‬ ‫‪ -‬عند الشافعي‪ :‬لو خلقت بال ألية جتزئ على الصحيح‪ ،‬ولو قطع الذئب – أو غريه – أليتها مل جتزئ‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫‪ -‬وعند أمحد‪ :‬جتزئ مطلقاً سواء ُخلقت بال ألية أو قطعت أليتها‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)804/1‬والنتف يف الفتاوى للسغدي (‪ ،)239 /1‬واحمليط الربﻫاين يف الفقه النعماين (‪ ،)92 /6‬وخمتصر خليل (ص‪ ،)80 :‬وأسهل املدار «شرح إرشاد‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫السالك يف مذﻫب إمام األئمة مالك» (‪ ،)501 /1‬واحلاوي الكبري (‪ ،)83 /15‬روضة الطالبني (‪ ،)196/3‬املغين (‪ ،)372/13‬املمتع شرح املقنع (‪)500/2‬‬

‫‪143‬‬
‫التضحية ابجلذع مأ الضأن‬ ‫مســألــة (‪)7‬‬
‫أعمعوا على جواز التضحية ابلثَّين (ما له سنة) من املعز ومن الضأن ومن اإلبل والبقر‪ ،‬وأنَّه (ال) جيوز التضحية ابجلذع (ما له ستة أشهر) من املعز‪ ،‬واختلفوا يف جواز‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫التضحية ابجلذع من الضأن‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) جيوز التضحية ابجلذع من الضأن‬ ‫جيوز التضحية ابجلذع من الضأن‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حممد ابن حزم‬ ‫اجلمهور‬
‫ظاﻫر معارضة العموم للخصوص‬ ‫سبب اخلالف‬
‫ضحى قبل الصالة‪،‬‬‫* اخلصوص من حديث جابر ‪ ‬قال ‪( :‬ال تذحبوا إال ُمسنة‪ ،‬إال أ ْن يعسر عليكم فتذحبوا جذعة من * العموم من حديث أيب بردة ‪ :‬أنَّه َّ‬
‫الضأن) [م]‪ ،‬واملسنة أكرب من اجلذع بسنة‪ ،‬واملراد‪ :‬اليت ألقت أسناهنا‪ ،‬وﻫذا احلديث خاص فيبىن على (فقال له ‪ :‬شاتك شاة حلم‪ ،‬فقال‪ :‬اي رسول هللا‪َّ ،‬‬
‫إن‬
‫عندي داجنا جذعة من املعز‪ ،‬قال‪ :‬اذحبها‪ ،‬وال تصلح‬ ‫العام من حديث أيب بردة ‪ ،‬فإنَّه استثين من عموم حديثه جذع الضأن ابلنص‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫يرجح ﻫذا العموم يف منع التضحية ابلثين‬
‫(أن رسول هللا ‪ ‬قسم بني أصحابه ضحااي‪ ،‬قال‪ :‬فصار يل جذعة‪ ،‬لغري ) [متفق]‪َّ ،‬‬ ‫‪ ‬حديث عبد هللا بن عقبة ‪َّ :‬‬
‫من املعز والضأن وغريﻫا‪ ،‬على اخلصوص من حديث جابر‬ ‫ضح هبا) [متفق]‪.‬‬
‫فقال ‪ِّ :‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ‬حديث عقبة بن عامر ‪ ‬قال‪( :‬ضحينا مع رسول هللا ‪ ‬ابجلذع من الضأن) [ن‪ /‬وﻫو صحيح]‪.‬‬
‫وحيمل حديث أيب بردة ‪ ‬على األفضلية‪ ،‬وقد جاء يف رواية حلديث أيب بردة ‪ ‬قال‪( :‬ال أجد إال جذعاً اي رسول‬ ‫القول األول‪( :‬جيوز التضحية ابجلذع من الضأن)‪ُ ،‬‬ ‫الراجــح‬
‫هللا‪ ،‬فقال ‪( :‬إ ْن مل جتد إال جذعاً فاذبح) [طأ‪ /‬ن]‪ ،‬ومل خيصه هبذا احلكم‬
‫من ضحى ابجلذع من الضأن مل جيزئه وتلزمه إعادة األضحية‬ ‫من ضحى ابجلذع من الضأن أجزأه‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)804/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)141 /4‬وبدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع (‪ ،)70 /5‬والكايف يف فقه أﻫل املدينة (‪ ،)420 /1‬والقوانني الفقهية (ص‪،)126 :‬‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫واللباب يف الفقه الشافعي (ص‪ ،)397 :‬واحلاوي الكبري (‪ ،)75 /15‬واملغين (‪ ،)367/13‬وعمدة الفقه (ص‪ ،)51 :‬واحمللى ابآلاثر (‪)13 /6‬‬

‫‪144‬‬
‫اال رتا يف األضحية يف (اإلبل والبقر)‬ ‫مســألــة (‪)8‬‬
‫أن إشرا اآلخرين يف األضحية بقصد الثواب جائز‪ ،‬كمن ذبح عن نفسه وعمن يعوهلم‪ ،‬حلديث عائشة – رضي هللا‬ ‫أن الكبش (ال) ُجيزئ إال عن شخص واحد‪ ،‬وال خالف يف َّ‬ ‫أعمعوا َّ‬
‫فدخل علينا بلحم بقر‪ ،‬فقلنا‪ :‬ما ﻫذا؟‪ ،‬فقالوا‪ :‬ضحى رسول هللا ‪ ‬عن أزواجه) [متفق]‪ ،‬وحلديث ابن شهاب قال‪( :‬ما حنر رسول هللا ‪ ‬عن أﻫل بيته إال‬ ‫عنها – قالت‪( :‬كنا مبىن‪ُ ،‬‬
‫بدنة واحدة أو بقرة واحدة) [طأ‪ /‬د‪ /‬ن‪ /‬وﻫو مرسل]‪ ،‬واختلفوا يف االشرتا يف اإلبل والبقر بقصد التَّملك‪ ،‬كأ ْن يذبح بقرة أو ينحر بدنة عن أكثر من شخص‪ ،‬مع اتفاق من يقول‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫(عدل عن اجلزور بعشرة‬
‫أن البقرة تذبح عن سبعة‪ ،‬واختالفهم يف اإلبل‪ ،‬واألكثر أهنا تنحر عن سبعة خالفاً للشافعي الذي قال‪ :‬تذبح عن عشرة‪ ،‬حلديث رافع ‪ ‬قال‪ُ :‬‬ ‫ابجلواز على َّ‬
‫من الغنم) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واخلالف يف مسألة جواز االشرتا يف اإلبل والبقر على قولني‬
‫جيوز االشرتا يف أضحية اإلبل والبقر‬ ‫(ال) جيوز االشرتا يف أضحية اإلبل والبقر‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‬
‫معارضة األصل يف ﻫذه املسألة للقياس املبين على األثر الوارد يف اهلدااي‪ /‬وﻫل يلحق األجانب ابألقارب يف التشريك؟‪ /‬وقياس الضحااي على اهلدااي‬ ‫سبب اخلالف‬
‫يتبعض‪ ،‬فمن كان له جزء يف ضحية (ال) * القياس املبين على األثر من حديث جابر ‪ ‬قال‪( :‬حنران مع‬ ‫ألن األمر ابلتضحية ال َّ‬ ‫* األصل أنَّه (ال) جيزئ إال واحد عن واحد‪َّ ،‬‬
‫رسول هللا ‪ ‬عام احلديبية البدنة عن سبعة‪ ،‬والبقرة عن سبعة)‬ ‫ينطلق عليه اسم أنَّه مضحي‪.‬‬
‫(سن رسول هللا ‪ ‬البدنة عن سبعة‪ ،‬والبقرة عن‬ ‫[م]‪ ،‬ويف رواية‪َّ :‬‬ ‫* ملا مل جيز االشرتا يف الضأن‪ ،‬كذلك مل جيز يف غريه‪.‬‬
‫سبعة) [حم]‪ ،‬ويف رواية‪ :‬قال ‪( :‬البقرة عن سبعة‪ ،‬والبدنة عن‬ ‫* َّ‬
‫ألن اإلعماع انعقد على منع التشريك يف األضحية لألجانب‪ ،‬فوجب أ ْن يكون األقارب يف ذلك يف قياس األجانب‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬لو اشرت أكثر من واحد يف أضحية لكان كل واحد منهم قد أخرج بعض حلم من بقرة أو بدنة‪ ،‬وﻫذه ليست سبعة) [د]‪ ،‬ملا جاز االشرتا يف اهلدي جاز ذلك يف األضحية‬
‫قياساً‪.‬‬ ‫أضحية كما لو اشرتى بعض حلم‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جيوز االشرتا يف أضحية اإلبل والبقر)‪ ،‬فتقدمي األثر أوىل من ترجيح األصل‪ ،‬وقد بني ابن رشد – رمحه هللا – سبب تقدمي اإلمام مالك لألصل على األثر فقال‪( :‬وأما‬
‫أبن ذلك كان حني صد املشركون رسول هللا ‪ ‬عن البيت‪ ،‬وﻫدي احملصر ليس ﻫو عنده واجباً‪،‬‬ ‫فرجح األصل على القياس املبين على ﻫذا األثر‪ ،‬ألنَّه اعتل حلديث جابر ‪َّ ‬‬ ‫مالك َّ‬ ‫الراجــح‬
‫أبن الضحااي غري واجبة‪،‬‬‫وإمنا ﻫو تطوع‪ ،‬وﻫدي التطوع جيوز عنده فيه االشرتا ‪ ،‬وال جيوز االشرتا يف اهلدي الواجب)‪ ،‬مث رد ابن رشد – رمحه هللا ‪ -‬على ﻫذا بقوله‪( :‬لكن على القول َّ‬
‫فقد ميكن قياسها على اهلدي)‬
‫لو اشرت أكثر من واحد إىل سبعة أشخاص يف بقرة أو انقة‬ ‫لو اشرت أكثر من واحد يف األضحية أو اهلدي ببقرة أو انقة (مل) جيزئ عنهم ولزم كل واحد منهم أضحية أو ﻫدي‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫ابلتضحية هبا أو تقدميها ﻫدايً أجزأﻫم ذلك‬ ‫آخر‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)805/1‬وجممع األهنر يف شرح ملتقى األحبر (‪ ،)517 /2‬والدر املختار شرح تنوير األبصار وجامع البحار (ص‪ ،)645 :‬واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‪ ،)909 /2‬واملعونة على مذﻫب عامل‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫املدينة (ص‪ ،)663 :‬والبيان يف مذﻫب اإلمام الشافعي (‪ ،)460 /4‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)502 /7‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪ ،)9 /7‬وكشاف القناع عن منت اإلقناع (‪)532 /2‬‬

‫‪145‬‬
‫مأ ذبح األضحية (قبل) ذبح اإلمام وبعد الصالة‬ ‫مســألــة (‪)9‬‬
‫أن ذبيحته حلم وليست أبضحية‪ ،‬إال عطاء – رمحه هللا ‪ -‬قال جبوازه من بعد طلوع الشمس‪ ،‬حلديث أيب بردة ‪ :‬أنَّه ذبح قبل الصالة‬ ‫أن من ذبح (قبل) وقت الصالة َّ‬ ‫اتفقوا على َّ‬
‫أن من ذبح بعد الصالة وبعد ذبح اإلمام‬ ‫فقال له ‪( :‬شاتك شاة حلم)‪ ،‬وأمره إبعادة الذبح [متفق]‪ ،‬ولقوله ‪( :‬أول ما نبدأ به يف يومنا ﻫذا أ ْن نصلي مث ننحر) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واتفقوا َّ‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫فقد أصاب السنة‪ ،‬واختلفوا فيمن ذبح بعد الصالة أو مضي وقتها لكن (قبل) ذبح اإلمام‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جيزئ ذبح األضحية قبل ذبح اإلمام‬ ‫(ال) جيزئ ذبح األضحية قبل ذبح اإلمام‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬الثوري‬ ‫مالك‬
‫ظاﻫر اختالف اآلاثر يف ﻫذه املسألة‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* حديث جابر ‪ ‬قال‪( :‬صلَّى بنا رسول هللا ‪ ‬يوم * حديث أيب بردة ‪ :‬أنَّه ذبح قبل الصالة فقال له ‪( :‬شاتك شاة حلم) [متفق]‪.‬‬
‫أن النيب * حديث أنس ‪ ‬قال ‪( :‬من كان ذبح قبل الصالة فليعد) [خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫النحر يف املدينة‪ ،‬فتقدم رجال فنحروا‪ ،‬وظنوا َّ‬
‫‪ ‬قد حنر‪ ،‬فأمر النيب ‪ ‬من كان حنر أ ْن يعيد بنحر * حديث الرباء بن عازب ‪ ‬قال ‪َّ :‬‬
‫(إن أول ما نبدأ به يف يومنا ﻫذا أ ْن نصلي‪ ،‬مث نرجع فننحر) [خ‪ /‬م]‪ ،‬كل‬ ‫األدلــة‬
‫أن األحاديث الواردة يف الذبح قبل الصالة ُحتمل على موطن واحد‪ ،‬فمن ذبح قبل الصالة فقد ذبح قبل رسول هللا ‪،‬‬ ‫آخر‪ ،‬وال ينحروا حىت ينحر النيب ‪[ )‬م]‪ ،‬فدل َّ‬
‫النحر قبل حنر اإلمام ال جيزئ‪ ،‬كما ال جيزئ من ذبح فيجب أ ْن يكون املؤثِّر يف عدم اإلجزاء إمنا ﻫو الذبح قبل الصالة‪ ،‬كما يف األحاديث الثابتة‪ ،‬فهي تدل مبفهوم اخلطاب –‬
‫أن الذبح بعد الصالة جتزئ‪ ،‬ألنَّه لو كان ﻫنا شرط آخر لإلجزاء مل يسكت عنه ‪ ‬مع َّ‬
‫أن فرضه التبيني‪.‬‬ ‫داللة قوية – َّ‬ ‫قبل الصالة‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جيزئ ذبح األضحية بعد الصالة وقبل ذبح اإلمام)‪ ،‬لقوة الدليل على ذلك ووجاﻫته‪ ،‬قال الغماري – رمحه هللا ‪ -‬عن حديث جابر ‪( :‬احلديث شاذ‪ ،‬وقع فيه‬ ‫الراجــح‬
‫أن النيب ‪ ‬إمنا أمرﻫم ابإلعادة لكوهنم حنروا قبله‪ ،‬وﻫذا خمالف لألحاديث الصحيحة األخرى املصرحة َّ‬
‫أبن الذبح كان منهم قبل الصالة)‬ ‫التصرف من الراوي لظنه َّ‬
‫من ذبح األضحية بعد الصالة وقبل ذبح اإلمام فذحبه صحيح‪ ،‬واألوىل الذبح بعد ذبح اإلمام (عند أيب حنيفة وأمحد)‬ ‫من ذبح األضحية بعد الصالة وقبل ذبح اإلمام فشاته‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫وعند الشافعي‪ :‬إذا مضى من هنار العيد قدر الصالة واخلطبة حل الذبح‬ ‫شاة حلم‪ ،‬وعليه ذبح أخرى‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)808/1‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪ ،)198/6‬واللباب يف اجلمع بني السنة والكتاب (‪ ،)633 /2‬وجممع األهنر يف شرح ملتقى األحبر (‪ ،)518/2‬وخمتصر خليل (ص‪ ،)80 :‬وشرح ابن‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫انجي التنوخي على منت الرسالة (‪ ،)362 /1‬واحلاوي الكبري (‪ ،)85 /15‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)389 /8‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪ ،)34 /7‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)257 /3‬‬

‫‪146‬‬
‫مىت يذبح األضحية مأ ليس له إمام مأ مهل القرى؟‬ ‫مســألــة (‪)10‬‬
‫أن من ذبح من أﻫل املدن الذين تقام فيهم الصالة بعد الصالة وبعد ذبح اإلمام فقد أصاب السنة‪ ،‬واتفقوا َّ‬
‫أن من ذبح يف اليوم الثاين من العيد فله أ ْن يذبح من الفجر‪ ،‬واختلفوا يف أﻫل القرى ممن‬ ‫اتفقوا َّ‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫ليس هلم إمام وال تُقام فيهم صالة العيد مىت يذحبون األضحية؟‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬
‫أﻫل القرى هلم أ ْن يذحبوا بعد طلوع الشمس‬ ‫أﻫل القرى هلم أ ْن يذحبوا بعد‬ ‫يتحرون قدر الصالة واخلطبة ويذحبون‬
‫أﻫل القرى َّ‬ ‫يتحرون ذبح أقرب األئمة إليهم‬
‫أﻫل القرى َّ‬
‫عطاء‬ ‫الفجر مباشرة‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬
‫ﻫل األمر ابلذبح بعد الصالة خاص أبﻫل األمصار الذين تُقام فيهم الصالة‪ ،‬أم يعم األمر غريﻫم ممن ال تُقام فيهم الصالة؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫ألن األضحية عبادة يتعلق آخرﻫا ابلوقت‬ ‫ألن بداية يوم النحر من ‪َّ ‬‬
‫‪َّ ‬‬ ‫‪ ‬ألنَّه (ال) صالة يف حق أﻫل القرى‪ ،‬فوجب االعتبار‬ ‫‪ ‬حديث جابر ‪ ‬قال‪( :‬صلَّى بنا رسول هللا ‪ ‬يوم‬
‫طلوع الفجر الثاين‪ ،‬فكان (غروب الشمس)‪ ،‬فأيضاً يتعلق أوهلا ابلوقت‬ ‫ب َقدر وقت الصالة‪ ،‬وقد قال ‪( :‬من ذبح قبل الصالة‬ ‫أن النيب ‪ ‬قد حنر‪،‬‬ ‫فتقدم رجال فنحروا‪ ،‬وظنوا َّ‬
‫النحر‪َّ ،‬‬
‫وقت األضحية كسائر اليوم‪( .‬شروق الشمس)‪ ،‬كالصيام‪.‬‬ ‫فإمنا ﻫي شاة حلم) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فاحلديث جعل وقتاً حمدداً‬ ‫فأمر النيب ‪ ‬من كان حنر أ ْن يُعيد بنحر آخر‪ ،‬وال ينحروا‬
‫ألﻫل األمصار‪ ،‬ويقاس عليه من (ال) تقام فيهم الصالة‬ ‫حىت ينحر النيب ‪[ )‬م]‪ ،‬ومثله قوله ‪( :‬من كان ذبح‬ ‫األدلــة‬
‫من أﻫل القرى‪.‬‬ ‫قبل الصالة فليعد) [خ‪ /‬م]‪ ،‬وﻫذا عام ألﻫل املدن والقرى‪،‬‬
‫‪ ‬ألهنا عبادة وقتها يف حق أﻫل األمصار بعد شروق‬ ‫يتحرون قدر الصالة واخلطبة وذبح اإلمام‬ ‫إال َّ‬
‫أن أﻫل القرى َّ‬
‫الشمس فال يتقدم وقتها يف حق غريﻫم‪ ،‬كصالة العيد‪.‬‬ ‫ملا مل يكن عندﻫم صالة‪.‬‬
‫ترجح يف املسألة السابقة أنَّه (ال) جيزئ الذبح قبل الصالة‪ ،‬وال جيب االنتظار حىت يذبح اإلمام‪ ،‬فكما َّ‬
‫أن أﻫل املصر إذا‬ ‫القول الثاين‪( :‬يتحرى أﻫل القرى قدر الصالة واخلطبة)‪ ،‬وال يصح الذبح قبله‪ ،‬ملا َّ‬ ‫الراجــح‬
‫يصل هبم اإلمام – لسبب ما – مل جيزئ يف حقهم الذبح بعد الفجر‪ ،‬فكذا أﻫل القرى‬ ‫مل ِّ‬
‫لو ذبح أﻫل القرى – أو أﻫل املصر ‪ -‬بعد طلوع‬ ‫لو ذبح أﻫل القرى بعد طلوع‬ ‫ينتظر أﻫل القرى قدر الصالة واخلطبة‪ ،‬مث يذحبون وال‬ ‫ينتظر أﻫل القرى أقرب األئمة إليهم‪ ،‬فإذا ذبح ذحبوا‪،‬‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫الشمس أجزأﻫم‪ ،‬ولو ذحبوا بعد الفجر مل جيزئهم‬ ‫الفجر الثاين أجزأﻫم ذلك‬ ‫يتحرون عن ذبح اإلمام‬ ‫ومن ذبح قبل ذلك فشاته شاة حلم‪ ،‬وعليه اإلعادة‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)809/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)10 /12‬وبدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع (‪ ،)73 /5‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)371 /4‬والثمر الداين شرح رسالة ابن أيب زيد‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫القريواين (ص‪ ،)394 :‬واحلاوي الكبري (‪ ،)85 /15‬والبيان يف مذﻫب اإلمام الشافعي (‪ ،)435 /4‬واملغين (‪ ،)385/13‬والروض املربع شرح زاد املستقنع (ص‪)290 :‬‬

‫‪147‬‬
‫آخر زمان ذبح األضحية‬ ‫مســألــة (‪)11‬‬
‫اتفقوا على مشروعية ذبح األضحية يوم النحر‪ ،‬وﻫو اليوم العاشر من شهر ذي احلجة (‪ ،)12/10‬واختلفوا إىل مىت ميتد آخر يوم للذبح‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫آخر يوم لذبح األضحية مغيب مشس يوم‬ ‫آخر يوم لذبح األضحية مغيب مشس يوم‬ ‫آخر يوم لذبح األضحية مغيب مشس يوم (‪)13‬‬ ‫آخر يوم لذبح األضحية مغيب‬
‫(‪ )30‬من ذي احلجة‬ ‫(‪)10‬‬ ‫الشافعي‪ /‬األوزاعي‬ ‫مشس يوم (‪)12‬‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو سلمة ‪ /‬عطاء‬ ‫جابر ‪ /‬ابن جبري ‪ /‬ابن سريين‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‬
‫اختالفهم ما ﻫي األايم املعلومات يف قوله تعاىل‪( :‬ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ) [احلج‪]27:‬؟‪ /‬ومعارضة دليل اخلطاب يف آية احلج‬ ‫سبب اخلالف‬
‫حلديث جبري بن مطعم ‪‬‬
‫* قوله تعاىل‪( :‬ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ * حديث جبري بن مطعم ‪ ‬قال ‪( :‬كل عرفات * قوله تعاىل‪( :‬ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ‪ ‬أثر أيب أمامة بن سهل بن ُحنيف قال‪( :‬كان‬
‫ﮝ ﮞﮥ) ‪ ،‬املراد ابألايم موقف‪ ،‬وارفعوا عن بطن ُعرنة‪ ،‬وكل مزدلفة موقف‪ ،‬ﮝ ﮞ ﮥ) ‪ ،‬املراد ابألايم املعلومات‪ :‬الرجل من املساكني يشرتي أضحيته فيسمنها‪ ،‬حىت‬
‫ِّ‬
‫أن اإلعماع يكون آخر ذي احلجة‪ ،‬فيضحي هبا) [حم‪ /‬سنن‪/‬‬ ‫املعلومات‪ :‬يوم النحر ويومان بعده‪ ،‬وارفعوا عن حمسر‪ ،‬وكل فجاج مىن منحر‪ ،‬وكل أايم العشر األول لذي احلجة‪ ،‬ومبا َّ‬
‫فريجح دليل اخلطاب يف اآلية على التشريق ذبح) [حم‪ /‬بز‪ /‬طب‪ /‬حب‪ /‬ﻫق‪ /‬وأصله انعقد أنَّه (ال) جيوز الذبح فيها إال يف اليوم ﻫق‪ /‬وﻫو حديث مرسل‪ ،‬فيه من مل يسم‪ ،‬وقال‬
‫حديث جبري بن مطعم ‪ ،‬فال حنر عند مسلم]‪ ،‬فيُجمع بني احلديث واآلية‪ ،‬إذ ال العاشر‪ ،‬فوجب أن يكون الذبح يف يوم النحر أمحد‪ :‬حديث منقطع وﻫو عجيب]‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫ْ‬
‫معارضة بينهما‪ ،‬فاحلديث اقتضى حكماً زائداً على فقط‪.‬‬ ‫إال يف يوم النحر ويومان بعده‪.‬‬
‫ألن النيب ‪ ‬هنى عن ادخار حلوم ما يف اآلية‪ ،‬فيجوز الذبح يف اليوم الثالث من أايم‬ ‫‪َّ ‬‬
‫األضاحي فوق ثالث‪ ،‬فال جيوز الذبح التشريق‪ ،‬فهو ابتفاق داخل فيها‪ ،‬وقد نص عليه‬
‫يف وقت ال جيوز فيه ادخار األضحية‪ .‬احلديث‪ ،‬واملقصود منه حتديد أايم الذبح‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬آخر يوم لذبح األضحية مغيب مشس يوم (‪ ،))13‬فيكون الذبح أربعة أايم‪ ،‬وهبذا نعمل ابآلية واحلديث‪ ،‬قال ابن رشد – رمحه هللا – عن القول الرابع‪( :‬قول شاذ ال دليل عليه)‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫الراجــح‬
‫احلديث املقصود منه حتديد أايم الذبح‪ ،‬أما اآلية فليس املقصود منها ذلك‬
‫أايم النحر يوم واحد‪ ،‬وﻫو يوم النحر‪ ،‬وﻫو أايم النحر (‪ )20‬يوما من بداية يوم (‪ )10‬من ذي‬ ‫أايم النحر أربعة‪ :‬يوم (‪ ،)10‬و (‪ ،)11‬من ذي‬ ‫أايم النحر ثالثة‪ :‬يوم (‪ ،)10‬و‬
‫يوم عيد األضحى‪ ،‬يوم (‪ )10‬من ذي احلجة احلجة إىل هناية الشهر يوم (‪ )30‬من ذي احلجة‬ ‫احلجة و (‪ ،)12‬و (‪ ،)13‬ومن حنر بعد غروب‬ ‫(‪ ،)11‬و (‪ )12‬من ذي احلجة‪ ،‬ومن‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫ومن حنر بعد غروب مشس يوم (‪ )30‬مل جيزئه‬ ‫ومن حنر بعد غروب مشس يوم (‪ )10‬مل جيزئه‬ ‫مشس يوم (‪ )13‬مل جيزئه‬ ‫حنر بعد غروب مشس يوم (‪ )12‬مل‬
‫وهنايةزئهاملقتصد (‪ ،)810/1‬والعناية شرح اهلداية (‪ ،)513 /9‬واجلوﻫرة النرية على خمتصر القدوري (‪ ،)188 /2‬وشرح زروق على منت الرسالة (‪ ،)1152 /2‬والثمر الداين شرح رسالة ابن‬
‫بداية اجملتهد جي‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫أيب زيد القريواين (ص‪ ،)395 :‬واإلقناع للماوردي (ص‪ ،)185 :‬والبيان يف مذﻫب اإلمام الشافعي (‪ ،)436 /4‬واملغين (‪ ،)386/13‬والروض املربع شرح زاد املستقنع (ص‪)290 :‬‬

‫‪148‬‬
‫الذبح يف (الليايل) اليت تتخلل مايم النحر‬ ‫مســألــة (‪)12‬‬
‫اتفقوا على مشروعية ذبح األضحية هناراً يف أايم الذبح‪ ،‬واختلفوا يف حكم ذحبها يف الليل‪ ،‬من بعد املغرب إىل الفجر يف األايم اليت يشرع فيها الذبح هناراً‪ ،‬واخلالف على‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫قولني‬
‫جيوز ذبح األضحية ابلليل‬ ‫(ال) جيوز ذبح األضحية ابلليل‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫مالك (مشهور)‪ /‬أمحد (الصحيح)‬
‫االشرتا يف اسم اليوم يف قوله تعاىل‪( :‬ﮜ ﮝ ﮞ ﮥ) [احلج ‪ /]27‬وﻫل يُطلق على الليل والنهار معاً‪ ،‬أو على النهار فقط؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* اليـ ـ ــوم يطلـ ـ ــق يف اللغـ ـ ــة علـ ـ ــى النهـ ـ ــار فقـ ـ ــط‪ ،‬لقولـ ـ ــه تعـ ـ ــاىل‪( :‬ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ) * اليــوم يُطلــق يف اللغــة علــى الليــل والنهــار‪ ،‬لقولــه تعــاىل‪:‬‬
‫ُ‬
‫(ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ) [ﻫود‪.]65:‬‬ ‫[احلاقة‪.]7:‬‬
‫األدلــة‬
‫‪ ‬التحــرمي حكــم شــرعي يفتقــر إىل دليــل يفـ ِّـرق بــني الليــل‬ ‫‪ ‬حديث ابن عباس ‪ ‬قال‪( :‬هنى النيب ‪ ‬عن َّ‬
‫الذبح ليالً) [طب‪ /‬جممع‪ /‬وفيه مرتو ‪ ،‬وﻫو ضعيف]‪.‬‬
‫والنهار‪ ،‬وال دليل‪.‬‬ ‫‪ ‬ألنَّه يتعذر ابلليل تفرقة اللحم يف الغالب‪ ،‬فال َّ‬
‫يفرق طرَّاي ويفوت بعض املقصود من األضحية‪.‬‬
‫‪ ‬األصل عدم التفرقة بني الليل والنهار‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جيوز ذبح األضحية ليالً وهناراً)‪ ،‬وﻫذا أظهر يف قوله تعاىل‪( :‬ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮥ) ‪ ،‬فوقت الذكر يف اآلية الليل والنهار ابتفاق‪ ،‬وكذا‬
‫وقت الذبح‪ ،‬قال ابن رشد – رمحه هللا ‪( :-‬إ ْن سلمنا َّ‬
‫أن داللة اليوم على النهار دون الليل‪ ،‬مل مينع ذلك الذبح ابلليل إال بنحو ضعيف من إجياب دليل اخلطاب‪ ،‬وﻫو‬ ‫الراجــح‬
‫تعليق ضد احلكم بضد مفهوم االسم‪ ،‬وﻫذا أضعف أنواع اخلطاب‪ ،‬وما أحد قال به من املتكلمني إال الدقاق فقط)‬
‫من ذبح أضحيته ليالً كانت شاة حلم‪ ،‬ومل جتزئ عن األضحية‪ ،‬ومن ذبح عن واجب كمن نذر األضحية مل من ذبح أضحيته ليالً أو هناراً أجزأه ذلك سواء كان ذلك‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫النحر واجباً أو مسنوانً‬ ‫جيزئه عن الواجب‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)811/1‬ودرر احلكام شرح غرر األحكام (‪ ،)268 /1‬والدر املختار شرح تنوير األبصار وجامع البحار (ص‪ ،)646 :‬واملدونة (‪ ،)550/1‬والتاج‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)390 /4‬وخمتصر املزين (‪ ،)392 /8‬واللباب يف الفقه الشافعي (ص‪ ،)397 :‬وخمتصر اخلرقي (ص‪ ،)147 :‬واملغين (‪)387/13‬‬

‫‪149‬‬
‫كيفية تقسيم األضحية‬ ‫مســألــة (‪)13‬‬
‫أن املضحي مأمور أ ْن أيكل من أضحيته‪ ،‬وأ ْن يتصدَّق منها‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ) [احلج‪ ،]27:‬والبائس الفقري‪ :‬شديد الفقر‪ ،‬وقوله تعاىل‪( :‬ﯛ‬
‫اتفقوا َّ‬
‫ﯜ ﯝ) [احلج‪ ،]36:‬والقانع‪ :‬السائل‪ ،‬واملعرت‪ :‬احملتاج الذي ال يسأل لكن يتعرض لك‪ .‬ولقوله ‪ ‬عن األضاحي من حديث عائشة – رضي هللا عنها ‪( :-‬كلوا و َّادخروا وتصدَّقوا) [متفق]‪،‬‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫واختلفوا كيف تقسم الضحااي وإىل كم قسم‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫تقسم األضحية إىل قسمني‬ ‫تقسم األضحية ثالثة أقسام‬ ‫خمري بني أكل كامل األضحية أو الصدقة بكاملها‬
‫املضحي َّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي (قول)‬ ‫أكثر العلماء‬ ‫ابن املواز (مالكي)‬
‫مل يثبت يف الكتاب وال السنة نص صريح يف األمر بتقسيم األضحية‪ ،‬أو حتديد مقدار ما يؤكل أو يتصدق به أو يهدى‪ ،‬واالختالف يف أتويل الكتاب (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫‪ ‬مل يرد شيء اثبت يف الكتاب والسنة يف تقسيم األضاحي وال مقدار * قوله ‪ ‬يف حديث عائشة – رضي هللا عنها ‪( :-‬كلوا و َّادخروا وتصدَّقوا)‪ ،‬دل على * قوله تعاىل‪( :‬ﮦ ﮧ‬
‫التقسيم‪ ،‬فيبقى األصل جواز أ ْن جيعل على قسم واحد‪ ،‬إما تؤكل أو مشروعية التقسيم لألضحية ثالثة أقسام‪ ،‬ومحله أغلبهم على االستحباب‪ ،‬خالفاً للظاﻫرية ﮨ ﮩ ﮪ)‪،‬‬
‫دل على تقسيم األضحية إىل‬ ‫محلوه على الوجوب‪.‬‬ ‫يتصدق هبا‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫* قوله تعاىل‪( :‬ﮦ ﮧ ﯛ ﯜ ﯝ) ‪ ،‬ذكرت اآلية ثالثة أصناف‪ ،‬فينبغي أ ْن قسمني‪.‬‬ ‫‪( ‬ال) جيب األكل من األضحية‪،‬كما ال جيب األكل من العقيقة‪.‬‬
‫تُقسم األضحية أثالاثً‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬تقسم األضحية ثالثة أقسام)‪ ،‬واألَوىل أ ْن تُقسم أثالاثً لظاﻫر اآلية واحلديث‪ ،‬وﻫذا من ابب االستحباب‪ ،‬فلو خالف ذلك فال حرج‪ ،‬لكن ينبغي أ ْن يكون للفقري من األضحية نصيب‪،‬‬
‫ملا نص عليه عز وجل يف ذلك يف أكثر من موضع‪ ،‬وحلديث ابن عباس – رضي هللا عنهما – الذي قال يف وصف أضحية النيب ‪( :‬يطعم أﻫل بيته الثلث‪ ،‬ويطعم فقراء جريانه الثلث‪ ،‬ويتصدق على‬ ‫الراجــح‬
‫السؤال ابلثلث) [رواه احلافظ األصفهاين يف القطائف]‬
‫عند أيب حنيفة وأمحد‪ :‬تقسم أثالاث استحباابً‪ ،‬ويستحب عند أيب حنيفة زايدة قسم الصدقة السنة أ ْن أيكل نصفاً ويتصدق‬ ‫لو أكل املضحي كامل األضحية ومل يتصدق بشيء منها فال حرج‬
‫منها‪ ،‬وعند الظاﻫرية‪ :‬تقسم أثالاثً وجوابً وأيكل من أضحيته فرضاً ولو لقمة‪ ،‬وعند مالك‪ :‬بنصف‪ ،‬ولو أكلها كلها جاز‬ ‫عليه‪ ،‬ولو تصدق بكاملها ومل أيكل منها فال حرج عليه‬
‫مثرة اخلالف‬
‫تقسم ثالثة أقسام دون حتديد ابلثلث‪ ،‬وال أيكلها كلها دون صدقة‪ ،‬وعند عبد الوﻫاب‬
‫املالكي‪ :‬ال جيب األكل من األضحية‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)813/1‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)360 /4‬والعناية شرح اهلداية (‪ ،)517 /9‬والتبصرة للخمي (‪ ،)1566 /4‬والفواكه الدواين (‪ ،)383/1‬واملهذب يف فقه‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫اإلمام الشافعي للشريازي (‪ ،)436 /1‬والبيان يف مذﻫب اإلمام الشافعي (‪ ،)455 /4‬واملغين (‪ ،)379/13‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪)582 /3‬‬

‫‪150‬‬
‫حكم بيع مجزاا مأ األضحية –غري اللحم‪-‬‬ ‫مســألــة (‪)14‬‬
‫العلماء متفقون على أنَّه (ال) جيوز بيع حلم األضحية أو شحمها‪ ،‬وال جيوز إعطاء اجلزار منها شيئاًكأجرة‪ ،‬واختلفوا يف بيع األجزاء األخرى لألضحية؛ كجلدﻫا‪ ،‬وشعرﻫا‪،‬‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫وأطرافها‪ ،‬ورأسها‪ ،‬ولبنها‪ ،‬وغري ذلك مما يُنتفع به‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جيوز بيع أجزاء األضحية عدا اللحم‬ ‫(ال) جيوز بيع أي جزء من األضحية‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬عطاء‬ ‫اجلمهور‬
‫ﻫل تُلحق بقية أجزاء األضحية – غري اللحم – حبكم اللحم‪ ،‬أم حبكم االنتفاع ابللحم وبقية أجزاء األضحية؟(مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫ابلعروض من ابب االنتفاع‪ ،‬وقد‬
‫ألن مبادلة أجزاء األضحية – غري اللحم – َ‬‫‪ ‬حديث علي ‪ ‬قال‪( :‬أمرين رسول هللا ‪ ‬أ ْن أقوم على بدنة‪ ،‬وأ ْن أقسمها كلها؛ * َّ‬
‫جلودﻫا وجالهلا‪ ،‬وأ ْن ال أُعطي اجلزار منها شيئاً) [خ‪/‬م]‪ ،‬وﻫذا نص يف حمل اخلالف‪ .‬أعمعوا على جواز انتفاع املضحي بلحم أضحيته‪ ،‬وﻫذا جرى جمرى االنتفاع‬
‫بلحم األضحية‪ ،‬وانتفاع املضحي جبلد األضحية‪.‬‬ ‫‪ ‬ألنَّه جعل األضحية هلل تعاىل‪ ،‬فلم جيز أ ْن يبيع منها شيئاً؛ كالوقف‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬قال ‪( :‬من ابع جلد أضحيته‪ ،‬فال أضحية له) [ﻫق‪ /‬كم‪/‬‬
‫وﻫو حسن]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال جيوز بيع أي جزء من األضحية)‪ ،‬وﻫذا قياساً على منع بيع اللحم‪َّ ،‬‬
‫وألن األضحية خرجت من ملك صاحبها فال يبيع وال يشرتي هبا‬ ‫الراجــح‬

‫‪ -‬عند أيب حنيفة يبيع أجزاء األضحية اب َلعروض؛ كالغرابل واملنجل وحنوه‪ ،‬وال‬ ‫من ابع أجزاء أضحيته من جلد وغريه فقد خالف اهلدي النبوي وتصرف ابألضحية‬
‫يصح مبا تقع به املعاوضة؛ كالذﻫب والفضة والطعام‪ ،‬ويتصدق هبا‬ ‫مبا ال جيوز له‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫ابلعروض وابلدراﻫم والداننري ومبا شاء‬
‫‪ -‬وعند عطاء يبيع أجزاء األضحية َ‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)813/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)14 /12‬وبدائع الصنائع (‪ ،)81/5‬وإرشاد السالك إىل أشرف املسالك يف فقه اإلمام مالك (ص‪ ،)55 :‬والتاج‬ ‫مراجع املسألــة‬
‫واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)385/4‬واحلاوي الكبري (‪ ،)109/15‬واملهذب يف فقه اإلمام الشافعي للشريازي (‪ ،)437 /1‬واملغين (‪ ،)382/13‬والعدة شرح العمدة (ص‪)236 :‬‬

‫‪151‬‬
‫كتـاب الـذبـائ ـح‬

‫‪152‬‬
‫كتاب الذبائح‬
‫ويشمل خمسة أبواب‬
‫الباب األول‪ :‬يف معرفة حمل الذبح والنحر‪ ،‬وهو املذبوح مو املنحو‬
‫الباب الثاين‪ :‬يف معرفة الذبح والنحر‬
‫الباب الثالث‪ :‬يف معرفة اآللة اليت هبا يكون الذبح والنحر‬
‫الباب الرابع‪ :‬يف معرفة روط الذكاة‬
‫الباب اخلامس‪ :‬يف معرفة الذابح والناحر‬

‫‪153‬‬
‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد –رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف كتاب الذبائح‬
‫مبحرم وال منفوذ املقاتل وال ميؤوس‬
‫الذبح‪ ،‬ﻫو احليوان الربي ذو الدم‪ ،‬الذي ليس َّ‬ ‫أن احليوان الذي يعمل فيه َّ‬ ‫اتفقوا على َّ‬ ‫‪-1‬‬
‫منه؛ بوقذ أو نطح أو ترد أو افرتاس سبع أو مرض‪.‬‬
‫أن احليوان البحري ليس حيتاج إىل ذكاة‪.‬‬ ‫اتفقوا َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫أن‪( :‬املنخنقة‪ /‬املوقوذة‪ /‬املرتدية‪ )...‬تعيش‪ ،‬وذلك أب ْن ال يُصاب هلا مقتل‪َّ ،‬‬
‫فالذكاة عاملة فيها‪.‬‬ ‫اتفقوا على أنَّه إذا غلب على الظَّن َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫الذكاة يف البهيمة اليت تُشرف على املوت‪ ،‬إذا كان فيها دليل على احلياة‪.‬‬ ‫اتفقوا على عمل َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫الذكاة يف هبيمة األنعام؛ حنر وذبح‪.‬‬ ‫أن َّ‬
‫اتفقوا على َّ‬ ‫‪-5‬‬
‫أن البقرة جيوز فيها َّ‬
‫الذبح والنَّحر‪ ،‬ومل خيتلفوا يف‬ ‫أن من ُسنَّة اإلبل النَّحر‪ ،‬و َّ‬ ‫أن من ُسنَّة الغنم والطري َّ‬
‫الذبح‪ ،‬و َّ‬ ‫اتفقوا على َّ‬ ‫‪-6‬‬
‫الذبح والنَّحر للغنم والطري واإلبل يف موضع الضرورة‪.‬‬ ‫جواز َّ‬
‫الذبح الذي يُقطع فيه الودجان واملريء واحللقوم‪ُ ،‬مبيح لألكل‪.‬‬ ‫أن َّ‬
‫اتفقوا على َّ‬ ‫‪-7‬‬
‫أن التذكية به جائزة‪.‬‬‫أن كل ما أهنر الدم وفرى األوداج؛ من حديد أو صخر أو عود أو قضيب‪َّ ،‬‬ ‫أعمع العلماء على َّ‬ ‫‪-8‬‬
‫اتفقوا على جواز ذكاة من عمع سمسة شروط‪ :‬اإلسالم‪ ،‬والذكورية‪ ،‬والبلوغ‪ ،‬والعقل‪ ،‬وتر تضييع الصالة‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫‪ -10‬اتفقوا على منع تذكية املشركني وعبدة األصنام‪.‬‬
‫‪ -11‬العلماء جممعون على جواز ذابئح أﻫل الكتاب‪.‬‬
‫‪ -12‬اجلمهور على جواز أكل الذبيحة اليت مل يُعلم ﻫل ذَكر فيها الكتايب اسم هللا تعاىل‪ ،‬ولست أذكر يف ﻫذا خالفاً‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫كتاب الذبائح‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫عنوان املسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫أتثري الذكاة يف املنخنقة واملوقوذة واملرتدية والنطيحة وما مكل السبع‬ ‫‪1‬‬
‫هل تطهر جلود احليواانت حمرمة األكل ابلذكاة؟‬ ‫‪2‬‬
‫أتثري الذكاة يف البهيمة اليت م رفت على املوت مأ دة املرض‬ ‫‪3‬‬
‫هل ذكاة األم ذكاة جلنينها يف احليوان مأكول اللحم؟‬ ‫‪4‬‬
‫ما يُاشرتط يف اجلنني إذا خرج ميتا بعد ذكاة ممه ليحل مكله‬ ‫‪5‬‬
‫هل للجراد ذكاة؟‬ ‫‪6‬‬
‫هل يذكى احليوان الربمائي؟‬ ‫‪7‬‬
‫حكم حنر ما يُذبح‪ ،‬وذبح ما يُنحر‬ ‫‪8‬‬
‫ما الواجب قطعه يف حمل الذبح – عند التذكية‪ -‬ليباح مكل احليوان‬ ‫‪9‬‬
‫الذبح فوق اجلوزة‬ ‫‪10‬‬
‫الذبح مأ انحية العنق (الرقبة) (الذبيحة القفية)‬ ‫‪11‬‬
‫لو متادى الذابح حىت قطع خناع الذبيحة (النخع)‬ ‫‪12‬‬
‫هل يُاشرتط يف الذبح من يكون على فو (دفعة) واحدة‬ ‫‪13‬‬
‫حكم التذكية ابلسأ والظرفر والعظم‬ ‫‪14‬‬

‫‪155‬‬
‫عنوان املسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫حكم التسمية عند ذبح الذبيحة‬ ‫‪15‬‬
‫حكم توجيه الذبيحة إىل جهة القبلة عند الذبح‬ ‫‪16‬‬
‫هل تاشرتط نية الذبح؟‬ ‫‪17‬‬
‫لو ذبح الكتايب استنابة عأ املسلم‬ ‫‪18‬‬
‫حكم ذابئح نصا ى بين تغلب‬ ‫‪19‬‬
‫حكم ذبيحة املرتد‬ ‫‪20‬‬
‫حكم ذبيحة الكتايب لو ذبح ألعيادهم وكنائسهم‬ ‫‪21‬‬
‫حكم ذبيحة الكتايب لو ذبح مما حرم عليه يف دينه‬ ‫‪22‬‬
‫حكم حوم ذابئح الكتايب احملرمة عليهم‬ ‫‪23‬‬
‫حكم ذابئح اجملوس‬ ‫‪24‬‬
‫ذبيحة املرمة والصيب‬ ‫‪25‬‬
‫ذبيحة اجملنون والسكران‬ ‫‪26‬‬
‫تذكية السا ق والغاصب‬ ‫‪27‬‬

‫‪156‬‬
‫أتثري الذكاة يف املنخنقة واملوقوذة واملرتدية والنطيحة وما مكل السبع‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫أن احليوان البحري ليس حيتاج إىل‬‫مبحرم‪ ،‬وال منفوذ املقاتل‪ ،‬وال ميؤس منه؛ بوقذ أو نطح أو ترد أو افرتاس سبع أو مرض‪ ،‬و َّ‬
‫أن احليوان الذي يعمل فيه الذبح ﻫو‪ :‬احليوان الربي‪ ،‬ذو الدم الذي ليس َّ‬ ‫اتفقوا َّ‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫ذكاة‪ .‬واختلفوا يف أتثري الذكاة يف األصناف املذكورة يف قوله تعاىل‪( :‬ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤ ﭥ) [املائدة‪ ،]3:‬واملنخنقة‪ :‬اليت متوت ابخلنق (حبس النفس)‪،‬‬ ‫حترير حمل‬
‫أن ﻫذه األصناف إذا مل تبلغ اإلصابة منها‬‫واملوقوذة‪ :‬اليت متوت بسبب الضرب ابلعصا واحلجر وحنوه‪ ،‬واملرتدية‪ :‬اليت متوت بسبب السقوط من مكان عال‪ ،‬والنَّطيحة‪ :‬اليت متوت بنطح شاة أخرى‪ .‬وقد اتفقوا َّ‬ ‫اخلالف‬
‫فإن الذكاة تعمل فيها‪ ،‬واتفقوا َّ‬
‫أن االستثناء يف اآلية راجع إىل املنخنقة وما بعدﻫا دون ما قبلها‪ ،‬واختلفوا ﻫل الذكاة تعمل فيها‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫مبلغاً حبيث يغلب على الظن أهنا تعيش ولن هتلك َّ‬
‫الذكاة يف األصناف اخلمسة املذكورة يف اآلية إذا ذُكِّيت قبل موهتا‬
‫(ال) تعمل َّ‬ ‫الذكاة يف األصناف اخلمسة املذكورة يف اآلية إذا ذُكِّيت قبل موهتا‬
‫تعمل َّ‬
‫مالك (األشهر)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬الزﻫري‪ /‬ابن عباس ‪‬‬
‫األقوال ونسبتها‬

‫اختالفهم يف مفهوم قوله تعاىل‪( :‬ﭣ ﭤ ﭥ) ‪ ،‬ﻫل ﻫو استثناء متصل‪ ،‬أو استثناء منقطع؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* قوله تعاىل‪( :‬ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ)‪ ،‬االستثناء يف اآلية‬ ‫* قوله تعاىل‪( :‬ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬
‫منقطع (ال) أتثري له يف اجلملة ِّ‬
‫املتقدمة‪ ،‬وﻫذا شأن االستثناء املنقطع يف كالم العرب‪.‬‬ ‫ﭤ ﭥ)‪ ،‬االستثناء يف اآلية متَّصل‪ ،‬فخرج من اجلنس بعض ما يتناوله اللفظ‪،‬‬
‫ألن اآلية مل تتعلَّق أبعيان ﻫذه األوصاف وﻫي حيَّة‪ ،‬إمنا تعلَّق هبا بعد املوت‪ ،‬فيكون االستثناء منقطعاً‪ ،‬ومعىن قوله‪:‬‬
‫* َّ‬ ‫وﻫي األصناف اخلمس املذكورة‪ ،‬فتعمل فيها الذكاة‪.‬‬
‫(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ)‪ ،‬إمنا ﻫو‪ :‬حلم امليتة وحلم املوقوذة‬ ‫مرجوة احلياة‪ ،‬فدل‬
‫َّ‬ ‫كانت‬ ‫إذا‬ ‫األصناف‬ ‫الذكاة تعمل يف ﻫذه‬‫أن َّ‬
‫* اإلعماع على َّ‬
‫األدلة‬
‫واملرتدية وبقية األصناف‪ ،‬أي‪ :‬حلم ﻫذه األصناف حمرم هبذه األسباب سوى اليت متوت من تلقاء نفسها‪ ،‬ألن حلم احليوان‬ ‫على َّ‬
‫أن االستثناء متصل وله أتثري‪.‬‬
‫حمرم يف حال احلياة‪ ،‬بدليل اشرتاط الذكاة‪ ،‬ولقوله ‪( :‬ما قُطع من البهيمة وﻫي حية فهو ميتة) [حم‪/‬ن‪/‬دا‪/‬كم‪/‬بز‪ /‬ويف‬ ‫‪ ‬حديث جارية كعب بن مالك ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪( :-‬أهنا كانت ترعى غنم ًا‬
‫سنده مقال]‪.‬‬ ‫بسلع‪ ،‬فأصيبت شاة منها‪ ،‬فأدركتها فذكتها حبجر‪ ،‬فقال ‪ :‬كلوﻫا) [متفق]‪ ،‬ومل‬
‫ألن البهيمة واحلالة ﻫذه (ال) تعمل فيها الذكاة‪ ،‬فالذكاة للحي وﻫذه يف حكم امليتة‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫يسأل ومل يستفصل ‪.‬‬
‫الذكاة يف األصناف اخلمسة املذكورة يف اآلية)‪ ،‬حلديث جارية كعب ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ ،-‬قال ابن رشد – رمحه هللا‪( :-‬لكن احلق يف ذلك كيفما كان األمر يف االستثناء‪ ،‬فواجب أ ْن تكون‬‫القول األول‪( :‬تعمل َّ‬
‫الذكاة تعمل فيها)‬
‫الراجح‬
‫عند مالك‪ :‬امليؤوس املقطوع مبوهتا – منفوذة املقاتل‪( -‬ال) تعمل فيها الذكاة قوالً واحداً عنده‪ ،‬وامليؤوسة املشكو فيها‬ ‫ﻫذه األصناف إذا ذُكيت وفيها نوع حياة‪ ،‬تعترب يف حكم املذكاة فيجوز أكلها‪.‬‬
‫روايتان يف املذﻫب‪ ،‬فهذه األصناف على رواية عدم الذكاة فيها تعترب ميتة ال حيل أكلها‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫واستثىن أمحد اليت مل يبق من حياهتا إال مثل حركة املذبوح‪ ،‬فال تباح عنده‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)818/1‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)233/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)5/12‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)425/1‬وجامع األمهات (ص‪ ،)226‬واحلاوي الكبري (‪ ،)50/15‬واجملموع (‪،)72/9‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫واملغين (‪ ،)314/13‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)668/6‬‬

‫‪157‬‬
‫هل تطهر جلود احليواانت حمرمة األكل ابلذكاة؟‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫حمرمة األكل‪ ،‬فال جيوز حلمها ولو ذُكِّيت‪ ،‬واختلفوا ﻫل تعمل الذكاة يف جلود حمرمة األكل فتطهر ابلتذكية؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫أن الذكاة (ال) ُِّحتل حلم احليواانت َّ‬
‫اتفقوا َّ‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫(ال) تعمل الذكاة يف احليوان حمرم األكل و(ال) ِّ‬
‫تطهر اجللود‬ ‫الذكاة تعمل يف السباع وغريﻫا ما عدا اخلنزير‪ِّ ،‬‬
‫وتطهر اجللود‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬
‫ﻫل عميع أجزاء احليوان اتبعة للحم يف احلليَّة واحلرمة‪ ،‬أم ليس بتابع للحم؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* ليست بقية أجزاء احليوان اتبعة للحم‪ ،‬وعلى ﻫذا إ ْن مل تعمل الذكاة يف اللحم فإهنا * عميع أجزاء احليوان اتبعة للحم‪ ،‬فإذا (مل) تعمل الذكاة يف اللحم مل تعمل فيما سواه‬
‫ألن األصل أهنا تعمل يف عميع األجزاء‪ ،‬فإذا ارتفع ابلدليل من ابب أوىل‪ ،‬كما (ال) تعمل الذكاة يف ذبح اجملوسي‪ ،‬أو الذبح غري املشروع‪.‬‬ ‫تعمل يف سائر أجزاء احليوان‪َّ ،‬‬
‫احملرم للحم عملها يف اللحم‪ ،‬بقي عملها يف سائر األجزاء‪ ،‬إال أن يدل دليل على ارتفاعه‪  .‬عن أيب املليح عن أبيه ‪ ‬قال‪( :‬هنى ‪ ‬عن جلود السباع)‪ ،‬ورواية‪( :‬هنى عن‬ ‫ِّ‬ ‫األدلة‬
‫(دابغ األمي ذكاته) [طيا‪ /‬د‪ /‬سنن‪ /‬قط]‪ ،‬أي‪ :‬لبوس جلود السباع والركوب عليها) [د‪ /‬ن‪ /‬ت‪ /‬حم‪/‬بز‪ /‬سنن‪ /‬طب‪ /‬وصححه‬ ‫‪ ‬حديث مسلمة اهلذيل ‪ ‬قال ‪ِّ :‬‬
‫كذكاته‪ ،‬فشبَّه الدبغ ابلذكاة‪ ،‬واملشبَّه به أقوى من املشبَّه‪ ،‬فإذا طهر الدبغ مع ضعفه‪ ،‬األلباين واألرنؤوط]‪ ،‬وﻫذا النهي عام يف َّ‬
‫املذكى وغريه‪.‬‬
‫فالذكاة أوىل‪َّ ،‬‬
‫ألن الدبغ يرفع العلة بعد وجودﻫا‪ ،‬والذكاة متنعها‪ ،‬واملنع أقوى من الرفع‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬ال تعمل الذكاة يف احليوان حمرم األكل)‪َّ ،‬‬
‫ألن األصل يف الذكاة حتليل اللحم من أجل أكله‪ ،‬ويكون اجللد وبقية أجزاء احليوان تبع له‪ ،‬وال يقصد عادة ابلذكاة غري‬
‫الراجح‬
‫االستفادة ابللحم ابتداءً‬
‫من ذكى أسدا أو ذئباً ودبغ جلده (مل) يطهر اجللد‪ ،‬ومل جيز له االستفادة منه يف‬ ‫من ذكى أسدا أو ذئباً ودبغ جلده‪ ،‬جاز له االستفادة منه يف الصالة واللباس والبيع وغريه‬
‫الصالة واللباس والبيع‬ ‫مثرة اخلالف‬

‫بداية اجملتهد وهناية املقصد (‪ ،)820/1‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)72/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)86/1‬والبيان والتحصيل (‪ ،)39/2‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)121‬واألم (‪ ،)23/1‬واحلاوي‬
‫مراجع املسألة‬
‫الكبري (‪ ،)57/1‬واملغين (‪ ،)96/1‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)52/1‬‬

‫‪158‬‬
‫أتثري الذكاة يف البهيمة اليت م رفت على املوت مأ دة املرض‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫أن البهيمة اليت (مل) تشرف على املوت إذا ذكيت فهي حالل اللحم‪ ،‬واختلفوا يف حكم ذكاة البهيمة اليت أشرفت على املوت من شدة املرض‪ ،‬ﻫل تعمل َّ‬
‫الذكاة فيها أم ال؟‪،‬‬ ‫اتفقوا َّ‬
‫مع اختالفهم يف املعترب يف البهيمة املشرفة على املوت؛ منهم من قال‪ :‬املعترب احلركة‪ ،‬وبعضهم قال‪ :‬املعترب حركة طرف العني وحتريك الذنب‪ ،‬والركض ابلرجل‪ ،‬وبعضهم قال‪ :‬يشرتط‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫التَّنفس‪ ،‬وقد اختلفوا يف عمل الذكاة يف املشرفة على اهلال من شدة املرض‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫الذكاة (ال) تعمل يف البهيمة املشرفة على املوت لشدة املرض‬ ‫الذكاة تعمل يف البهيمة املشرفة على املوت لشدة املرض إذا وجد فيها دليل احلياة (على‬
‫مالك (رواية)‬ ‫خالف يف املعترب يف دليل احلياة)‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‬
‫ظاﻫر معارضة القياس لألثر‬ ‫سبب اخلالف‬
‫أن َّ‬
‫الذكاة إمنا تعمل يف احلي‪ ،‬واملشرفة على املوت‬ ‫ألن من املعلوم َّ‬
‫* األثر‪ /‬حديث جارية كعب بن مالك ‪( :‬أهنا كانت ترعى غنماً بسلع‪ ،‬فأصيبت *القياس‪َّ /‬‬
‫شاة منها‪ ،‬فأدركتها فذكتها حبجر‪ ،‬فقال ‪ :‬كلوﻫا) [متفق]‪ ،‬فإذا عملت التذكية يف بسبب املرض يف حكم امليت‪ ،‬فال تعمل فيها الذكاة‪ ،‬وقد قال تعاىل‪:‬‬
‫اليت أصيبت فهي تعمل يف املريضة‪ ،‬ومل يسأل النيب ‪ ‬ومل يستفصل عن حال الشاة‪( .‬ﭑ ﭒ ﭓ) [املائدة‪.]3:‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬كما جاز تذكية البهيمة املريضة اليت (مل) تشرف على املوت‪ ،‬فكذا البهيمة اليت‬
‫أشرفت على املوت‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬الذكاة تعمل يف البهيمة املشرفة على املوت)‪ ،‬لداللة حديث جارية كعب ‪ ‬على ذلك‪ ،‬فهو نص يف حمل اخلالف‬ ‫الراجح‬
‫إذا ذُكِّيت البهيمة املشرفة على املوت حل أكلها‪ .‬ومن نذر ذبح شاة فاشرتاﻫا مث إهنا إذا ذُكِّيت البهيمة املشرفة على املوت (مل) حيل أكلها فهي ميتة‪ .‬ومن نذر ذبح‬
‫مثرة اخلالف‬
‫شاة فاشرتاﻫا مث إهنا أشرفت على املوت فذحبها مل جيزئه وعليه شاة أخرى‬ ‫أشرفت على املوت فذحبها فقد أوَّف بنذره‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)820/1‬واجلوﻫرة النرية (‪ ،)183/2‬والبحر الرائق (‪ ،)196/8‬والذخرية (‪ ،)127/4‬والكايف يف فقه أﻫل املدينة (‪ ،)429‬والبيان للعمراين‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)534/4‬واجملموع (‪ ،)88/9‬ومسائل اإلمام أمحد رواية ابنه عبد هللا (ص‪ ،)265‬والعدة شرح العمدة (‪)494/1‬‬

‫‪159‬‬
‫هل ذكاة األم ذكاة جلنينها يف احليوان مأكول اللحم؟‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫اتفقوا إذا ذُكيت األم وخرج اجلنني حياًّ أنَّه جيب أ ْن َّ‬
‫يذكى ليحل أكله‪ ،‬واختلفوا ﻫل تعمل ذكاة األم يف جنينها إذا خرج منها ميتاً بعد ذبح األم‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫ذكاة األم ليست ذكاة جلنينها‬ ‫ذكاة األم ذكاة جلنينها (على خالف بينهم فيما يشرتط يف اجلنني ليحل أكله)‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أبو حممد ابن حزم‬ ‫اجلمهور‬
‫اختالفهم يف صحة اآلاثر املروية يف ﻫذه املسألة من حديث أيب سعيد اخلدري‪ ،‬مع خمالفته لألصول‬ ‫سبب اخلالف‬
‫أن اجلنني إذا كان حياً مث مات مبوت أمه‪ ،‬فإنَّه ميوت خنقاً‪ ،‬فيكون من املنخنقة‬ ‫*حديث أيب سعيد اخلدري ‪ ‬قال‪( :‬سألنا رسول هللا ‪ ‬عن البقرة أو الناقة *األصل َّ‬
‫اليت ورد النهي بتحرميها‪( ،‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫أو الشاة‪ ،‬ينحرﻫا أحدان فنجد يف بطنها جنينا‪ ،‬أأنكله أو نلقيه؟‪ ،‬فقال‪ :‬كلوه‬
‫إ ْن شئتم‪ ،‬ذكاته – أو ذكاة اجلنني‪ -‬ذكاة أمه) [حم‪/‬د‪ /‬ت‪ /‬جه‪ /‬قط‪ /‬ﻫق‪/‬‬
‫من‪ /‬كم‪ /‬وصححه احلاكم والذﻫيب واأللباين وابن حبان وغريﻫم‪ /‬وضعفه ابن ﭜ) [املائدة‪.]3:‬‬
‫حزم وعبد احلق وابن القطان وغريﻫم‪ /‬وأطال الغماري الكالم عن احلديث يف ‪ ‬حديث ابن عمر ‪ ‬قال رسول هللا ‪( :‬أُحلَّت لنا ميتتان ودمان؛ والسمك واجلراد)‬ ‫األدلة‬
‫[جه‪ /‬حم‪ /‬طأ‪ /‬وصححه األلباين]‪ ،‬مل يذكر احلديث سوى ميتة السمك واجلراد‪ ،‬ومل‬ ‫اهلداية]‪ ،‬احلديث نص يف حمل اخلالف‪.‬‬
‫يتعرض للجنني يف بطن أمه‪.‬‬
‫يتغذى َّ‬ ‫ِّ‬
‫‪ ‬قياس اجلنني على األعضاء‪ ،‬إال أنَّه متصل ابألم اتصال خلقة‪َّ ،‬‬
‫بغذائها‪ ،‬فتكون ذكاته بذكاهتا‪ ،‬كأعضائها‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ذكاة األم ذكاة جلنينها)‪ ،‬وحديث أيب سعيد اخلدري ‪ ‬نص يف حمل اخلالف‪ ،‬وال قياس مع النص‬ ‫الراجح‬
‫من ذبح بقرة فوجد يف بطنها جنيناً ميتاً حرم عليه أكله‬ ‫من ذبح بقرة فوجد يف بطنها جنيناً ميتاً جاز له أكله‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)821/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)42/5‬وتبيني احلقائق (‪ ،)293/5‬والبيان والتحصيل (‪ ،)382/3‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)342/4‬وهناية املطلب (‪،)218/18‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫والبيان للعمراين (‪ ،)556/4‬واملبدع يف شرح املقنع (‪ ،)32/8‬واإلنصاف (‪ ،)402/10‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)213/6‬‬

‫‪160‬‬
‫ما يُاشرتط يف اجلنني إذا خرج ميتا بعد ذكاة ممه ليحل مكله‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫ذﻫب اجلمهور –خالفاً أليب حنيفة وابن حزم رمحهما هللا‪ -‬إىل َّ‬
‫أن ذكاة األم ذكاة جلنينها لو خرج ميتاً‪ ،‬واختلفوا فيما يشرتط يف اجلنني حىت حيل أكله‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫(ال) يشرتط حلل أكل اجلنني َّ‬
‫املذكاة َّ‬
‫أن يكون على متام اخللقة وال شعره انبت‬ ‫يشرتط يف اجلنني َّ‬
‫املذكاة أمه أ ْن يكون على متام اخللقة وشعره انبت‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‬
‫ظاﻫر معارضة العموم للقياس‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*العموم‪ /‬من حديث أيب سعيد اخلدري ‪ ‬قال‪( :‬سألنا رسول هللا عن البقرة أو الناقة أو‬ ‫* القياس‪ /‬من عموم قوله ‪( :‬ذكاة اجلنني ذكاة أمه)‪ ،‬يقتضي أ ْن يشرتط يف اجلنني‬
‫الشاة‪ ،‬ينحرﻫا أحدان فنجد يف بطنها جنيناً‪ ،‬أأنكله أو نلقيه؟‪ ،‬فقال‪ :‬كلوه إ ْن شئتم‪ ،‬ذكاته‬ ‫احلياة قياساً على األشياء اليت تعمل فيها التَّذكية‪ ،‬واحلياة ال توجد يف اجلنني إال إذا‬
‫– أو ذكاة اجلنني‪ -‬ذكاة أمه) [حم‪/‬د‪ /‬ت‪ /‬جه‪ /‬قط‪ /‬ﻫق‪ /‬من‪ /‬وصححه غري واحد‪،‬‬ ‫نبت شعره ومت خ ْلقه‪.‬‬
‫يفرق ‪ ‬بني اجلنني املشعر وغريه‪.‬‬ ‫وضعفه غري واحد]‪ ،‬ومل ِّ‬ ‫* قال عبد هللا بن كعب بن مالك‪( :‬كان أصحاب رسول هللا ‪ ‬يقولون‪ :‬إذا أشعر‬
‫*عن ابن أيب ليلى قال‪ ،‬قال رسول هللا ‪( :‬ذكاة اجلنني ذكاة أمه‪ ،‬أشعر أو مل يشعر)‬ ‫اجلنني فذكاته ذكاة أمه) [مح]‪ ،‬ويف رواية عن ابن عمر رضي هللا عنهما مرفوعاً‪( :‬ذكاة‬ ‫األدلة‬
‫[قط‪/‬ﻫق‪ /‬وله رواية أخرى عن انفع عن ابن عمر رضي هللا عنهما ويف سنده رجل جمهول‬ ‫اجلنني إذا أشعر ذكاة أمه‪ ،‬ولكنه يُذبح حىت ينصب ما فيه من الدم) [حم‪ /‬وﻫو‬
‫فهو ضعيف]‪.‬‬ ‫موقوف]‪.‬‬
‫القياس‪ /‬يقتضي أ ْن يكون ذكاة اجلنني يف ذكاة أمه من قِّبل أنَّه جزء منها‪ ،‬وإذا كان ذلك‬ ‫‪ ‬حديث ابن عمر رضي هللا عنهما قال‪( :‬إذا حنرت الناقة‪ ،‬فذكاة ما يف بطنها يف‬
‫كذلك فال معىن الشرتاط احلياة فيه‪.‬‬ ‫ذكاهتا‪ ،‬إذا كان مت خلقه ونبت شعره) [طأ]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬ال يشرتط حلل اجلنني َّ‬
‫املذكى أ ْن يكون اتم اخللقة وال شعره انبت)‪ ،‬لضعف رواايت احلديث يف ذلك‪ ،‬واألصل العدم‪ .‬قال ابن رشد –رمحه هللا‪( :-‬يضعف أ ْن خيصص‬
‫الراجح‬
‫حديث أيب سعيد اخلدري ‪ ‬ابلقياس عند مالك‬
‫من ذبح بقرة فوجد يف بطنها جنيناً ميتاً ليس عليه شعر أو (مل) يكتمل عضو من أعضائه‬ ‫من ذبح بقرة فوجد يف بطنها جنيناً ميتاً ليس عليه شعر أو (مل) يكتمل عضو من أعضائه (مل)‬
‫مثرة اخلالف‬
‫حل له أكله‬ ‫حيل أكله ووجب إلقاؤه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)821/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)42/5‬وتبيني احلقائق (‪ ،)293/5‬والبيان والتحصيل (‪ ،)382/3‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)342/4‬وهناية املطلب‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)218/18‬والبيان للعمراين (‪ ،)556/4‬واملبدع يف شرح املقنع (‪ ،)33/8‬واإلنصاف (‪ ،)402/10‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)213/6‬‬

‫‪161‬‬
‫هل للجراد ذكاة؟‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫اتفقوا على ِّ‬
‫حل أكل اجلراد‪ ،‬واتفقوا أنَّه إذا وجد اجلراد حياً مث قُتل بقطع رأسه أو إبلقائه يف النار أو يف الزيت احلار أو يف املاء فإنَّه يؤكل‪ ،‬واختلفوا لو كان اجلراد ميتاً دون‬ ‫حترير حمل‬
‫سبب‪ ،‬ﻫل جيوز أكله؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫اخلالف‬
‫(ال) جيوز أكل اجلراد بدون ذكاة‬ ‫جيوز أكل اجلراد امليت ولو بدون تذكية‬ ‫األقوال‬
‫مالك‬ ‫عامة الفقهاء‪ /‬مطرف (مالكي)‬ ‫ونسبتها‬
‫ﻫل ميتة اجلراد ﻫو مما يتناوله اسم امليتة أم ال؟‪ ،‬يف قوله تعاىل‪( :‬ﭑﭒ ﭓ) [املائدة‪ ،]3:‬وﻫل اجلراد نثرة (والدة) حوت (مسك) أو حيوان بري؟ (كذا ذكره ابن‬
‫سبب اخلالف‬
‫رشد)‬
‫*قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ)‪ ،‬ﻫذا (ال) يتناول ميتة اجلراد‪ ،‬لقوله ‪ ‬من حديث * قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ)‪ ،‬ﻫذا عام يتناول كل ميتة‪ ،‬ومنها‬
‫ُحل لنا ميتتان؛ السمك واجلراد) [حم‪ /‬جه‪ /‬قط‪ /‬وصححه ميتة اجلراد‪.‬‬ ‫ابن عمر رضي هللا عنهما‪( :‬أ َّ‬
‫األلباين]‪ ،‬فالسمك واجلراد مستثنيان من اآلية بنص احلديث‪.‬‬
‫‪ ‬حديث ابن أيب أوَّف ‪ ‬قال‪( :‬غزوان مع رسول هللا ‪ ‬سبع غزوات‪ ،‬أنكل معه اجلراد)‬ ‫األدلة‬
‫[خ‪/‬م]‪.‬‬
‫أن النيب ‪ ‬دعا على اجلراد ابهلال ‪ ،‬وقال َّ‬
‫إن اجلراد نثرة احلوت يف‬ ‫‪ ‬حديث أنس ‪َّ ( :‬‬
‫البحر) [جه‪ /‬ت‪ /‬قال الرتمذي حديث غريب]‪ ،‬وما دام أنَّه من البحر فيلحق مبيتة البحر‪.‬‬
‫فرق فيه بني جراد وآخر‪ ،‬وال بني موت وآخر‪،‬‬
‫القول األول‪( :‬جيوز أكل اجلراد امليت ولو بدون تذكية)‪ ،‬ودليلهم نص يف حمل اخلالف من حديث ابن عمر وابن أيب أوَّف ‪ ،‬ومل يُ َّ‬ ‫الراجح‬
‫فيكون مستثىن من عموم اآلية‬
‫من وجد جراداً ميتاً ملقاً على األرض (مل) حيل له أكله‪ ،‬وإذا وجده حياً حل‬
‫حل له عمعه وأكله‬
‫من وجد جراداً ميتاً ملقاً على األرض َّ‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫له أكله بعد تذكيته‪ ،‬وذلك بقطع رأسه أو إلقائه يف النار أو الزيت احلار وحنوه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)823/1‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)228/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)229/11‬واملدونة الكربى (‪ ،)537/1‬والتلقني يف الفقه املالكي (‪ ،)111/1‬واألم (‪ ،)255/2‬والبيان‬
‫للعمراين (‪ ،)525/4‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)547/1‬واإلنصاف (‪ ،)384/10‬والسبيل املرشد إىل بداية اجملتهد وهناية املقتصد للعبادي (‪ ،)1108/2‬وأحكام األطعمة يف الشريعة‬ ‫مراجع املسألة‬
‫اإلسالمية (ص‪)248‬‬

‫‪162‬‬
‫هل يذكى احليوان الربمائي؟‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫اتفقوا على ِّ‬
‫حل احليوان البحري ؛كالسمك بال ذكاة‪ ،‬واتفقوا على وجوب ذكاة احليوان الربي؛كبهيمة األنعام‪ ،‬واختلفوا يف وجوب ذكاة احليوان الذي يعيش يف الرب والبحر (الربمائي)‪،‬‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫كالسلحفاة‪ ،‬وسرطان البحر‪ ،‬والضفدع وكلب البحر والفقمة وحنوﻫا‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫احليوان الربمائي يُلحق مبكان مأواه وعيشه ووالدته‪ ،‬براً أو‬ ‫احليوان الربمائي يُلحق ابحليوان البحري فال‬
‫احليوان الربمائي يُلحق ابحليوان الربي َّ‬
‫فيذكى‬
‫حبراً‬ ‫َّ‬
‫يذكى‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬
‫الشافعي‪ /‬ابن القاسم (مالكي)‬ ‫مالك‬
‫اختالفهم يف مكان إحلاق احليوان الربمائي‪ ،‬ﻫل يلحق ابلرب أو البحر‪ ،‬واختالفهم يف سبب اإلحلاق (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ) [املائدة‪ ،]3:‬دلت ‪ ‬قوله ‪ ‬عن البحر‪( :‬ﻫو الطَّهور ماؤه احلِّ ُّل ‪َّ ‬‬
‫ألن العربة مبكان العيش فيُلحق به‪ ،‬فإ ْن كان مأواه املاء‬
‫ميتته) [ت‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬وصححه غري واحد]‪ ،‬دل ويرعى يف الرب أُحلق ابلبحري؛ كالسلحفاة‪ ،‬وإ ْن كان مأواه‬ ‫اآلية على حترمي امليتة مطلقاً‪ ،‬ويدخل فيها الربمائي‪.‬‬
‫على حل ميتة البحر عموماً سواء عاش يف الرب ومرعاه يف البحر فيلحق ابلربي؛ كطري املاء‪.‬‬ ‫‪ ‬ألنَّه حيوان يعيش يف الرب وله نفس سائلة فيجب تذكيته‪.‬‬
‫ألن احليوان الذي (ال) يعيش إال يف البحر ميوت إبخراجه من املاء‪ ،‬البحر فقط أم يف الرب والبحر معاً‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬أثر شريح قال‪( :‬كل شيء يف البحر مذبوح)‬ ‫خبالف الربمائي فإنَّه يبقى حياً بعد خروجه من املاء‪.‬‬
‫[تخ‪ /‬قط‪ /‬ويف سنده ضعف]‪.‬‬
‫‪ ‬قياس احليوان الربمائي على احليوان البحري‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬يُلحق احليوان الربمائي ابحليوان الربي)‪َّ ،‬‬
‫ألن له جهاز تنفس ورئة مثل احليوان الربي واإلنسان‪ ،‬خبالف احليوان البحري الذي يتنفس من خالل اخلياشيم‬ ‫الراجح‬
‫من وجد سلحفاة ميتة يف الرب حل له أكلها‪ ،‬ومن وجد طري‬ ‫جيوز أكل ميتة السلحفاء والفقمة والسرطان‬ ‫(ال) حيل أكل السلحفاء والفقمة والسرطان وحنوﻫا إال بعد ذكاهتا‪،‬‬
‫مثرة اخلالف‬
‫ماء ميت يف البحر (مل) حيل له أكله‬ ‫وحنوﻫا فهي يف حكم املذكاة‬ ‫ومن وجدﻫا ميتة يف البحر (مل) حيل له أكلها‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)823/1‬والبيان والتحصيل (‪ ،)300/3‬واحلاوي الكبري (‪ ،)63/15‬وأسىن املطالب (‪ ،)566/1‬واملغين (‪ ،)344/13‬واملبدع يف شرح املقنع (‪ ،)23/8‬واجلداول‬
‫مراجع املسألة‬
‫الفقهية املسألة رقم (‪ )110‬من كتاب احلج واملسالة رقم (‪ )100‬من كتاب الطهارة‪ ،‬وأحكام األطعمة يف الشريعة اإلسالمية (ص‪ ،)293‬وأحكام البحر يف الفقه اإلسالمي (ص‪)632‬‬

‫‪163‬‬
‫حكم حنر ما يُذبح‪ ،‬وذبح ما يُنحر‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫أن من سنة الغنم والطري الذبح‪ ،‬لقوله تعاىل عن الكبش‪( :‬ﭩ ﭪ ﭫ) [الصافات‪ ،]107:‬و َّ‬
‫أن من سنة اإلبل النحر‪،‬‬ ‫أن الذكاة يف هبيمة األنعام؛ حنر وذبح‪ ،‬و َّ‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫أن البقر جيوز فيها الذبح والنحر‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ) [البقرة‪ ،]67:‬ولقول عائشة ‪ -‬رضي هللا عنها ‪( :-‬ما حنر رسول هللا ‪ ‬عن أزواجه إال بقرة واحدة)‬
‫و َّ‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫[د‪ /‬جه]‪ ،‬ومل خيتلفوا َّ‬
‫أن يف مكان الضرورة جيوز ذبح ما ينحر‪ ،‬وحنر ما يذبح‪ ،‬واختلفوا يف فعل ذلك لغري ضرورة‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫جيوز حنر ما يذبح‪ ،‬وال جيوز ذبح ما ينحر‬ ‫جيوز حنر ما يذبح‪ ،‬وذبح ما ينحر‬ ‫(ال) جيوز حنر ما يذبح وال ذبح ما ينحر‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫ابن بكري (مالكي)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (قول)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أشهب (مع الكراﻫة)‬ ‫مالك (املذﻫب)‬
‫ظاﻫر معارضة الفعل للعموم‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* فعله ‪ ،‬فإنَّه ثبت‪( :‬أنَّه حنر من إبله ستني * عموم حديث رافع بن خديج ‪ ‬قال‪ :‬قلت اي رسول هللا‪ ،‬إان نلقى ‪َّ ‬‬
‫ألن أعناق اإلبل طويلة‪ ،‬فإذا ذُحبت‬
‫(وضحى العدو غداً وليس معنا ُمدى‪ ،‬فقال ‪( :‬ما أهنر الدم وذُكر اسم هللا عليه تعذب خبروج روحها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وأعطى الباقي علياً فنحرﻫا) [م]‪،‬‬
‫األدلة‬
‫بكبشني أملحني‪ ،‬فذحبهما بيده) [خ‪ /‬م]‪ ،‬داوم فكلوه‪ ،‬ما مل يكن سنًّا أو ظفراً) [متفق]‪ ،‬دل على جواز األمرين عميعاً‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن املقصود قطع األوداج وإخراج الدم‪ ،‬وﻫذا حيصل هبما عميعاً‪.‬‬ ‫‪ ‬على حنر اإلبل وذبح الغنم فال يعدل عنه‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جيوز حنر ما يذبح‪ ،‬وذبح ما ينحر)‪ ،‬لعموم حديث رافع ‪ ،‬و َّ‬
‫ألن فعله ‪ ‬من حنر اإلبل ال يدل على وجوبه ومنع غريه‬ ‫الراجح‬
‫تؤكل الشاة ابلنحر‪ ،‬وال تؤكل اإلبل‬ ‫(ال) جيوز يف الغنم والطري إال الذبح‪ ،‬ويف اإلبل‬
‫لو حنر الشاة أو ذبح اإلبل فأكله جائز‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫ابلذبح‬ ‫إال النحر‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)824/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)41/5‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)569/11‬واملدونة الكربى (‪ ،)543/1‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)429/1‬واألم (‪ ،)262/2‬واجملموع‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)90/9‬واملغين (‪ ،)306/13‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪)550/1‬‬

‫‪164‬‬
‫ما الواجب قطعه يف حمل الذبح –عند التذكية‪ -‬ليباح مكل احليوان‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫أن األكمل قطع األربعة؛ احللقوم (جمرى النفس)‪ ،‬واملريء (جمرى الطعام والشراب)‪ ،‬والودجني (مثىن ودج وﻫو العرق‬‫أن حمل الذبح احللق واللَّبَّة (الوﻫدة اليت بني أصل العنق والصدر)‪ ،‬وال خالف َّ‬
‫أعمعوا َّ‬ ‫حترير حمل‬
‫احمليط ابحللقوم)‪ ،‬وﻫذا القطع مبيح لألكل‪ ،‬وﻫو األسرع خلروج روح احليوان‪ .‬واختلفوا يف الفعل املعترب للذبح‪ ،‬أو الواجب قطعه عند الذبح من األربعة؛ احللقوم واملريء والودجان‪ ،‬واخلالف على سمسة أقوال‬ ‫اخلالف‬
‫الواجب قطع كل األربعة‪ ،‬احللقوم‬ ‫الواجب يف الذبح قطع‬
‫يقطع الودجني فقط‬ ‫الواجب يف الذبح قطع ثالثة من أربعة‬ ‫الوجب يف الذبح قطع الودجني واحللقوم‬ ‫األقوال‬
‫واملريء والودجني‬ ‫املريء واحللقوم‬
‫مالك (رواية)‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫مالك (مشهور)‬ ‫ونسبتها‬
‫مالك (رواية) حممد بن احلسن‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫مل أيت يف الواجب قطعه يف حمل الذبح شرط منقول‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حديث أيب أمامة‬ ‫*ألن الواجب قطع ما وقع عليه‬ ‫َّ‬ ‫ألن بقطع املريء‬ ‫* حديث أيب أمامة ‪ ‬قال‪( :‬كانت جارية * حديث رافع بن خديج ‪ ‬قال‪( :‬قلت اي ‪َّ ‬‬
‫‪( :‬ما فرى‬ ‫لعقبة بن عمرو ترعى غنماً‪ ،‬فعطبت شاة‪ ،‬رسول هللا‪ ،‬إان نلقى العدو غداً وليس معنا ُمدى‪ ،‬واحللقوم قطع يف حمل اإلعماع على جوازه‪ ،‬وقد وقع اإلعماع‬
‫األوداج) ﻫذا يدل‬ ‫فكسرت حجراً من املروة فذكتها‪ ،‬فقال ‪ :‬ﻫل فقال ‪ :‬ما أهنر الدم وذكر اسم هللا عليه فكلوا) الذبح ما ال تبقى احلياة على قطع عميع األربعة؛ احللقوم‬
‫على وجوب قطع‬ ‫يت األوداج؟‪ ،‬قالت‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬كل ما فرى [متفق]‪ ،‬ظاﻫر احلديث يقتضي وجوب قطع بعض معه‪ ،‬فأشبه ما لو قطع واملريء واألوداج‪َّ ،‬‬
‫ألن الذكاة ملا كانت‬ ‫أفر ِّ‬
‫الودجني عميعا‪.‬‬ ‫شرطاً يف التحليل‪ ،‬ومل يكن يف ذلك‬ ‫حز ظُفر) [طب‪ /‬األوداج فقط‪ ،‬وعليه حيمل حديث أيب أمامة ‪ ،‬األربعة‪.‬‬ ‫األوداج ما مل يكن قرض سن أو َّ‬
‫نص فيما جيزئ‪ ،‬وجب أ ْن يكون‬ ‫جمع‪ /‬مح‪ ،/‬واحلديث ضعيف‪ ،‬ضعفه ابن حزم فيكون (ما فرى األوداج)‪ ،‬املراد به البعض ال‬ ‫األدلة‬
‫الواجب يف ذلك ما وقع عليه اإلعماع‬ ‫دل على وجوب الكل‪ ،‬كما يدل عليه كالم العرب‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬خرب يف هناية السقوط]‪َّ ،‬‬
‫على جوازه‪ ،‬حىت يرد الدليل على جواز‬ ‫ألن لألكثر حكم الكل‪ ،‬فإن قطع ثالثة أوداج‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫قطع الودجني على ظاﻫر احلديث‪.‬‬
‫االستثناء‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن بقطع الودجني يقطع جمرى الدم‪ ،‬وبقطع كأنَّه قطع الكل‪ ،‬فالذكاة مبنية على التوسعة‪.‬‬
‫*حديث أيب أمامة ‪ ‬يدل على قطع‬ ‫احللقوم يقطع التنفس‪.‬‬
‫عميع األوداج األربعة‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬الواجب قطع كل األربعة؛ احللقوم واملريء والودجني)‪ ،‬لظاﻫر حديث أيب رافع ‪ ،‬وضعف حديث أيب أمامة ‪ ،‬فيبقى حديث أيب رافع ‪ ‬على عمومه‪ ،‬قال ابن رشد –رمحه هللا‪( :-‬وأما من‬
‫الراجح‬
‫اشرتط قطع احللقوم واملريء‪ ،‬فليس له حجة من مساع‪ ،‬ومثله من اشرتط احللقوم واملريء دون الودجني)‬
‫حىت حيل أكل الذبيحة‬ ‫‪-‬عند مالك يقطع كامل األربعة‪.‬‬ ‫حىت حيل أكل الذبيحة يقطع‬ ‫حىت حيل أكل الذبيحة جيب قطع كل الودجني‪،‬‬
‫حىت حيل أكل الذبيحة يقطع‪ :‬احللقوم والودجان‪ ،‬أو‪:‬‬
‫يكفي أ ْن يقطع كامل‬ ‫‪ -‬عند حممد بن احلسن يقطع أكثر األربعة‬ ‫املريء واحللقوم معاً‪ ،‬ولو قطع‬
‫املريء واحللقوم وأحد الودجني‪ ،‬أو‪ :‬املريء والودجان‬
‫واحللقوم (كله أو أكثره)‪ ،‬وأما إذا قطع الودجني‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫الودجني فقط‬ ‫ال كاملها‬ ‫أحدمها مل جيز أكل الذبيحة‬ ‫واملريء‪ ،‬أو أحد الودجني واحللقوم واملريء فإنه ال جيزئ‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)825/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)3/12‬وبدائع الصنائع (‪ ،)41/5‬والكايف يف فقه اإلمام مالك (‪ ،)427/1‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)123‬واألم (‪ ،)259/2‬والكاوي الكبري (‪،)87/15‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫واملغين (‪ ،)303/13‬واإلنصاف (‪ ،)392/10‬واحمللى (‪)440/7‬‬

‫‪165‬‬
‫الذبح فوق اجلوزة‬ ‫مسألة (‪)10‬‬
‫أن الذبح مهما كان يف احللق حتت اجلوزة (الغلصمة)‪ ،‬فقد متت الذكاة‪ ،‬واختلفوا فيمن ذبح فوق اجلوزة‪ ،‬ومل يقطعها يف نصفها وخرجت اآللة إىل‬ ‫حترير حمل أعمع العلماء على َّ‬
‫جهة البدن‪ ،‬ﻫل يصح ذلك؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫اخلالف‬
‫تؤكل الذبيحة ولو مل تقطع اجلوزة من النصف‬ ‫لو مل تقطع اجلوزة من النصف (ال) تؤكل الذبيحة‬ ‫األقوال‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أشهب وابن عبد احلكم وابن وﻫب (مالكية)‬ ‫مالك‪ /‬ابن القاسم‬ ‫ونسبتها‬
‫ﻫل قطع احللقوم شرط يف الذكاة أو ليس بشرط‬ ‫سبب اخلالف‬
‫ألن قطع احللقوم شرط يف الذكاة‪ ،‬فال بد أ ْن تقطع اجلوزة‪ ،‬ألنَّه إذا قطع فوق * َّ‬
‫ألن املقصود بقطع احللقوم واملريء والودجني إسالة الدم‪ ،‬وﻫذا حيصل ولو مل‬ ‫* َّ‬
‫األدلة‬
‫تقطع اجلوزة من النصف‪.‬‬ ‫اجلوزة خرج احللقوم سليماً‪.‬‬
‫ألن األحاديث مل تتعرض لقطع اجلوزة أبداً‪ ،‬و َّ‬
‫ألن إسالة الدم حيصل بقطع احللقوم واملريء واألوداج كيفما كان‬ ‫القول الثاين‪( :‬تؤكل الذبيحة ولو مل تقطع اجلوزة من النصف)‪َّ ،‬‬ ‫الراجح‬
‫لو مل تقطع اجلوزة من النصف تعترب الذبيحة مذكاة ما دام أنَّه أهنر الدم وسال‬ ‫لو مل تقطع اجلوزة من النصف تعترب الذبيحة ميتة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)827/1‬والذخرية (‪ ،)137/4‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)3/3‬والسبيل املرشد إىل بداية اجملتهد (‪)1114/2‬‬ ‫مراجع املسألة‬

‫‪166‬‬
‫الذبح مأ انحية العنق (الرقبة) (الذبيحة القفية)‬ ‫مسألة (‪)11‬‬
‫أن حمل الذبح احللق واللَّبَّة‪ ،‬و َّ‬
‫أن األكمل يف الذبح قطع احللقوم واملريء والودجني‪ ،‬واختلفوا لو ذبح من القفا‪ ،‬حىت وصل بقطعه إىل حمل الذبح‪ ،‬ﻫل يصح وحتل به الذبيحة‪،‬‬ ‫أعمعوا َّ‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫واخلالف على قولني‬
‫جيوز الذبح من القفا‬ ‫(ال) جيوز الذبح من القفا‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬إسحاق‪ /‬أبو ثور‪ /‬بعض الصحابة ‪‬‬ ‫مالك‪ /‬ابن املسيب‪ /‬ابن شهاب‬
‫ﻫل تعمل الذكاة يف املنفوذة املقاتل أم ال؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* َّ‬
‫ألن القاطع ألعضاء الذكاة من القفا‪ ،‬ال يصل إليها ابلقطع إال بعد قطع النخاع‪  ،‬حديث رافع بن خديج ‪ ‬قال‪( :‬قلت اي رسول هللا‪ ،‬إان نلقى العدو غداً وليس معنا‬
‫ُمدي‪ ،‬فقال ‪( :‬ما أهنر الدم وذكر اسم هللا عليه فكلوا) [متفق]‪ ،‬والذبح من القفا‬ ‫فرتد الذكاة على حيوان قد أصيب مقتله‪ ،‬فال تعمل فيه‪.‬‬
‫وﻫو مقتل من املقاتل‪ُ ،‬‬ ‫األدلة‬
‫حيصل به سيالن الدم وقطع األوداج‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن القطع من القفا سبب لزﻫوق النفس‪ ،‬والقفا ليس حمالً للذبح‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جيوز الذبح من القفا)‪ ،‬بشرط أ ْن يكون يف البهيمة حياة مستقرة عند وصول اآللة إىل األوداج‪ ،‬وبذلك يكون الذبح من القفا كالذبح من احللق‪ ،‬فالعربة بسبب زﻫوق الروح‬
‫الراجح‬
‫وﻫو قطع األوداج‬
‫‪-‬عند أيب حنيفة يشرتط لتحل أ ْن يكون املوت بعد الوصول ابلقطع إىل ثالثة من األوداج‪.‬‬
‫‪-‬عند الشافعي بشرط أ ْن تصل اآللة إىل احللقوم واملريء‪ ،‬ويف الذبيحة حياة مستقرة‪.‬‬
‫من ذبح الشاة من قفاﻫا (مل) حيل له أكلها ألهنا ميتة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫‪-‬عند أمحد‪ :‬بشرط (أال) يكون تعمد ذلك‪ ،‬فإ ْن تعمد فال تؤكل‪ ،‬وبشرط أ ْن يكون فيها‬
‫حياة مستقرة قبل وصول اآللة للحلقوم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)827/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)228/11‬وتبيني احلقائق (‪ ،)292/5‬واملدونة الكربى (‪ ،)541/1‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)123‬واألم (‪ ،)262/2‬والبيان‬
‫مراجع املسألة‬
‫للعمراين (‪ ،)533/4‬واملغين (‪ ،)307/13‬واإلنصاف (‪ ،)395/10‬والسبيل املرشد إىل بداية اجملتهد (‪)1117/2‬‬

‫‪167‬‬
‫لو متادى الذابح حىت قطع خناع الذبيحة (النخع)‬ ‫مسألة (‪)12‬‬
‫أن الذابح لو متادى يف الذبح حىت قطع النخاع وأابن رأس الذبيحة‪ ،‬وكان ساﻫياً أو‬ ‫أن حمل الذبح احللق واللَّبَّة‪ ،‬و َّ‬
‫أن األكمل يف الذبح قطع احللقوم‪ ،‬واتفقوا َّ‬ ‫أعمعوا َّ‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫فإن الذبيحة تُؤكل‪ ،‬واختلفوا لو فعل ذلك متعمداً ﻫل تؤكل الذبيحة؟‪ ،‬مع اتفاقهم على كراﻫة ﻫذا الفعل‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫جاﻫالً‪َّ ،‬‬
‫لو متادى الذابح حىت قطع خناع الذبيحة متعمداً (ال) تؤكل‬ ‫لو متادى الذابح حىت قطع خناع الذبيحة متعمداً جاز أكلها‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مطرف‪ /‬ابن املاجشون (مالكي)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫ﻫل من تعمد قطع ما ذُكر حلل الذبيحة مع غريه يؤثر يف صحة ذكاهتا أو ال يؤثر؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫ذكى على الصفة غري الشرعية‪ ،‬فال تؤكل‪.‬‬ ‫‪ ‬حديث رافع بن خديج من قوله ‪( :‬ما أهنر الدم وذُكر اسم هللا عليه * ألنَّه َّ‬
‫فكلوا) [متفق]‪ ،‬فهو قطع األوداج واحللقوم واملريء وزاد عليها‪ ،‬والعربة ‪ ‬قوله ‪( :‬إذا ذحبتم فأحسنوا ِّ‬
‫الذحبة) [م]‪ ،‬وﻫذا مل ُحيسن الذبح‪.‬‬
‫ألن ﻫذا الفعل قد ِّ‬ ‫األدلة‬
‫يؤدي إىل عدم خروج الدم‪ ،‬حيث تفقد الذبيحة اإلحساس بذلك‪،‬‬ ‫ابلتذكية بقطع األوداج األربعة وقد فعل‪ ،‬أما الزايدة فتحمل على الكراﻫة ‪َّ ‬‬
‫فتكون مثل املوقوذة‪.‬‬ ‫(ال) على منع ِّح ِّل الذبيحة‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬لو متادى الذابح فقطع خناع الذبيحة متعمداً جاز أكلها)‪ ،‬فال ُح َّجة يف منع األكل حبصول ذكاته‬ ‫الراجح‬
‫لو أابن الذابح رأس الذبيحة متعمداً تكون يف حكم امليتة فال تؤكل‬ ‫لو أابن الذابح رأس الذبيحة متعمداً تكون مذكاة وجيوز أكلها‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)828/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/12‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)50/4‬واملدونة الكربى (‪ ،)543/1‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)4/3‬واملهذب يف‬
‫مراجع املسألة‬
‫فقه اإلمام الشافعي (‪ ،)459/1‬والبيان للعمراين (‪ ،)532/4‬واإلنصاف (‪ ،)404/10‬وكشاف القناع (‪ ،)211/6‬والسبيل املرشد إىل بداية اجملتهد (‪)1118/1‬‬

‫‪168‬‬
‫هل يُاشرتط يف الذبح من يكون على فو (دفعة) واحدة‬ ‫مسألة (‪)13‬‬
‫ذﻫب اجلمهور إىل مشروعية الفورية يف َّ‬
‫الذبح‪ ،‬مبعىن أنَّه إذا بدأ الذبح (ال) يرفع يده حىت ينتهي من القطع‪ ،‬وأنَّه إذا رفع يده قبل انتهاء الذبح مث أعادﻫا بعد وقت طويل‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫فإن ذبيحته (ال) تؤكل‪ ،‬واختلفوا فيمن بدأ القطع مث توقف قليالً – ألي سبب‪ -‬مث استأنف‪ ،‬يعين أنَّه ذبح على دفعتني‪ ،‬ﻫل تؤكل الذبيحة؟‪ ،‬وخالصة اخلالف على قولني‬
‫لو ذبح وتوقف قليالً مث استأنف الذبح (ال) تؤكل ذبيحته‬ ‫لو ذبح مث وتوقف قليالً مث استأنف الذبح ت ُؤكل ذبيحته‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫سحنون (مالكي)‬ ‫اجلمهور‪ /‬ابن حبيب (مالكي) ‪ /‬أبو احلسن اللخمي (مالكي)‬
‫ﻫل من شرط الذبيحة قطع كل أعضاء الذكاة (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*ألنَّه ملا رفع يده قبل أ ْن يستتم الذبح كانت الذبيحة‬ ‫* ليس من شرط الذكاة قطع كل أوداج الذبيحة‪.‬‬
‫مذكاة‪ ،‬فال تؤثِّر فيها العودة‪َّ ،‬‬
‫ألهنا‬ ‫‪ ‬حديث جارية كعب بن مالك رضي هللا عنهما‪( :‬أهنا كانت ترعى غنماً بسلع‪ ،‬فأصيبت شاة منها‪ ،‬فذكتها منفوذة املقاتل غري َّ‬
‫األدلة‬
‫حبجر‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ :‬كلوﻫا) [متفق]‪ ،‬ﻫذه الشاة ذُحبت على دفعتني؛ األوىل إصابتها مث تذكيتها حبجر‪ ،‬مبنزلة ذكاة طرأت على منفوذة املقاتل‪.‬‬
‫ومل يؤثِّر التوقف عن ذلك‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬لو ذبح مث توقف قليالً مث استأنف تؤكل ذبيحته)‪ ،‬وﻫذا ﻫو ظاﻫر حديث جارية كعب ‪ ،‬فهو ذبْح مث توقف مث أُكمل الذبح‬ ‫الراجح‬
‫من ذبح مث توقف قليالً – لتعب أصابه مثالً‪ -‬مث رجع‬ ‫من ذبح مث توقف قليالً – لتعب أصابه مثالً‪ -‬مث رجع فأكمل‪ ،‬ذبيحته حالل وتذكيته صحيحة وال يضره‬
‫مثرة اخلالف‬
‫فأكمل‪ ،‬ذبيحته ميتة و(ال) حيل أكلها‬ ‫التوقف اليسري‪ .‬وعند اللخمي يشرتط لرفع اليد أ ْن يظن أنَّه قد أمت الذكاة فتبني غري ذلك‪ ،‬فأعاد يده‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)828/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/12‬وبدائع الصنائع (‪ ،)49/5‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)430/1‬والذخرية (‪ ،)137/4‬واإلنصاف (‪ ،)393/10‬وكشاف القناع‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)206/6‬والفقه اإلسالمي وأدلته (‪)658/3‬‬

‫‪169‬‬
‫حكم التذكية ابلسأ والظرفر والعظم‬ ‫مسألة (‪)14‬‬
‫أن كل ما أهنر الدَّم وفرى األوداج؛ من حديد أو صخر أو عود أو قضيب‪َّ ،‬‬
‫أن التذكية به جائزة‪ ،‬واختلفوا يف جواز التذكية ابلسن والظفر والعظم‪ ،‬وخالصة‬ ‫أعمع العلماء على َّ‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫اخلالف على أربعة أقوال‬
‫(ال) جتوز التذكية ابلعظم و(ال) ابلظفر و(ال)‬ ‫جتوز التذكية ابلعظم مطلقاً و(ال) جتوز جتوز التذكية ابلعظم مطلقاً و(ال) جتوز‬
‫جتوز التذكية ابلعظم والسن والظفر‬
‫ابلسن‬ ‫ابلسن والظفر املتصلني وجتوز ابملنزوعني‬ ‫ابلسن والظفر‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬
‫أمحد (رواية)‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫مفهوم النهي الوارد يف حديث رافع بن خديج ‪ ‬قال‪( :‬قلت اي رسول‪ ،‬إان نلقى العدو غداً‪ ،‬وليس معنا ُمدي‪ ،‬فقال ‪ :‬ما أهنر الدم وذكر اسم هللا عليه فكلوا‪ ،‬ما مل يكن سناً أو‬
‫ظفراَ‪ ،‬وسأحدثكم عن ذلك‪ ،‬أما ِّ‬ ‫سبب اخلالف‬
‫السن فعظم‪ ،‬وأما الظُّفر فمدي احلبشة) [متفق]‬
‫* حديث رافع بن خديج ‪ ...( :‬ما * حديث رافع بن خديج ‪ ،‬النهي * حديث رافع بن خديج ‪ُ ،‬حيمل * حديث رافع بن خديج ‪( ،‬أما السن‬
‫أبن السن والظفر ال ينهرا الدم النهي يف احلديث على الكراﻫة (ال) فعظم)‪ ،‬علل بكون السن عظماً‪ ،‬فكل عظم‬ ‫مل يكن سناً أو ظفراً)‪ ،‬ليس من طبع فيه معلل َّ‬
‫أن غالباً‪ ،‬لكن إذا وجد منها ما ينهر الدم التحرمي‪ ،‬ألنَّه ليس من اإلحسان يف الفعل‪ ،‬توجد فيه العلة‪ ،‬فجمع احلديث بني النهي‬ ‫السن والظفر أ ْن ينهرا الدم غالباً‪ .‬أو َّ‬ ‫األدلة‬
‫النهي يف احلديث يدل على فساد املنهي جاز‪ ،‬وﻫذا إذا كاان منفصلني ال وقد قال ‪...( :‬وإذا ذحبتم فأحسنوا عنها كلها؛ العظم والظفر والسن‪.‬‬
‫متصلني‪ ،‬وحيمل احلديث على املتصلني‪ِّ .‬‬
‫الذحبة) [م]‪.‬‬ ‫عنه‪.‬‬
‫فإن النهي يدل على فساد املنهي عنه‪ .‬إال َّ‬
‫أن ابن رشد – رمحه هللا ‪ -‬أيَّد القول الثالث فقال‪( :‬ال معىن‬ ‫القول األول‪( :‬جتوز التذكية ابلعظم وال جتوز ابلسن والظفر)‪ ،‬لظاﻫر حديث رافع ‪َّ ،‬‬
‫الراجح‬
‫لقول من َّفرق بني العظم والسن)‬
‫تصح التذكية بكل ما ينهر الدم ما عدا العظم‪،‬‬ ‫تصح التذكية بكل ما ينهر الدم لكن أيمث‬ ‫تصح التذكية بكل ما ينهر الدم ما عدا‬ ‫تصح التذكية بكل ما ينهر الدم ما عدا‬
‫مثرة اخلالف‬
‫و(السن واألظفار) متصلة كانت أو منفصلة‬ ‫من ذكى بعظم أو سن أو ظفر‬ ‫السن واألظفار إذا كانت متصلة‬ ‫السن واألظفار متصلة كانت أو منفصلة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)829/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)227/11‬وبدائع الصنائع (‪ ،)42/5‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)430/1‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)123‬واحلاوي الكبري‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)28/15‬واجملموع (‪ ،)81/9‬واملغين (‪ ،)301/13‬والفقه اإلسالمي وأدلته (‪)675/3‬‬

‫‪170‬‬
‫حكم التسمية عند ذبح الذبيحة‬ ‫مسألة (‪)15‬‬
‫اتفقوا على مشروعية التسمية عند ذبح الذبيحة‪ ،‬وأهنا مستحبة‪ ،‬وأنَّه لو قال‪( :‬ابسم هللا) أجزأه‪ ،‬على خالف بينهم فيما يزاد عليها‪ ،‬واختلفوا يف حكم التسمية‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫التسمية عند الذبح فرض مع الذكر ساقطة مع‬
‫التسمية عند الذبح سنة مؤكدة‬ ‫التسمية عند الذبح فرض‬
‫النسيان‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬ابن عباس رضي هللا عنهما‪ /‬أبو ﻫريرة ‪‬‬ ‫أﻫل الظاﻫر‪ /‬ابن عمر ‪ /‬الشعيب‪ /‬ابن سريين‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد (املذﻫب)‪ /‬مالك‪ /‬الثوري‬
‫معارضة ظاﻫر الكتاب يف ﻫذه املسألة لألثر‬ ‫سبب اخلالف‬
‫(سئل رسول هللا ‪ ،‬فقيل‪ :‬اي رسول هللا‪َّ ،‬‬
‫إن انساً من البادية أيتوننا‬ ‫*حديث ﻫشام عن أبيه قال‪ُ :‬‬ ‫أن رسول هللا ‪‬‬‫*عموم حديث ابن عباس ‪َّ :‬‬ ‫*قوله تعاىل‪( :‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬
‫بلحمان‪ ،‬وال ندري أمسوا هللا عليها أم ال؟‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ :‬مسوا هللا عليها مث كلوﻫا) [طأ‪ /‬وقد‬ ‫قال‪َّ ( :‬‬
‫إن هللا جتاوز ( أو‪ :‬وضع) عن أميت اخلطأ‬
‫ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ) [األنعام‪ ،]121:‬وﻫذا هني صريح‬
‫رواه مالك مرسالً‪ /‬واحلديث عند البخاري عن عائشة رضي هللا عنها ويف آخره‪ :‬وكانوا حديثي عهد‬ ‫والنسيان وما استكرﻫوا عليه) [ﻫق‪ /‬جه‪ /‬حب‪ /‬قط‪/‬‬
‫يسم عليه عند الذبح‪ ،‬وقد مساه فسقاً‪،‬‬ ‫عن أكل ما مل َّ‬
‫ابلكفر]‪ ،‬دل احلديث على عدم وجوب التسمية‪.‬‬ ‫طب‪ /‬كم‪ /‬وصححه احلاكم واألرنؤوط]‪.‬‬
‫حمرم‪.‬‬
‫َّ‬ ‫تكاب‬ ‫وال فسق إال ابر‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪ ( :‬ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬ ‫‪ ‬أدلة القول األول‪ ،‬ومحلوﻫا على املتعمد دون‬
‫‪ ‬حديث عدي بن حامت ‪ ‬قال‪( :‬قلت اي رسول‬
‫ﮫ ﮬ ﮭ) [األنعام‪ ،]145:‬فاحملرمات ﻫذه الثالثة فحسب‪ ،‬ومل يدخل فيها مرتو التسمية‪.‬‬ ‫الناسي‪.‬‬ ‫هللا‪ ،‬إين أُرسل كليب و ِّ‬ ‫األدلة‬
‫أمسي‪ ،‬فقال ‪ :‬إ ْن أرسلت كلبك‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ) [املائدة‪ ،]5:‬واملعروف َّأهنم (ال) يسمون على‬ ‫ومسيت فأخذ فقتل فكل‪ ،‬قلت‪ :‬إين أرسل كليب فأجد‬
‫الذبح‪ ،‬وحل طعامهم‪ ،‬فدل على عدم وجوب التسمية‪.‬‬ ‫الذبيحة عند َّ‬ ‫معه كلباً آخر‪ ،‬ال أدري أيهما أخذ‪ ،‬قال‪ :‬فال أتكل‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝ‬ ‫فإمنا مسيت على كلبك ومل تسم على غريه) [م]‪.‬‬
‫‪ ‬عموم حديث‪( :‬ما أهنر الدم وذُكر اسم هللا عليه‬
‫ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ)[املائدة‪ ،]3:‬ومل يذكر تعاىل التسمية‪.‬‬
‫فكل) [خ‪/‬م]‪ ،‬فإذا مل يذكر اسم هللا عليه فال أيكل‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬التسمية عند الذبح سنة)‪ ،‬ولو كانت واجبة ملا جاز أكل طعام أﻫل الكتاب‪ ،‬وال جاز أكل حلم اجلزار حىت نتأكد أنَّه ذكر اسم هللا تعاىل عند الذبح‪ ،‬وألنَّه جاز أكل اللحم املشكو يف التسمية‬
‫أن من أكل مرتو التسمية ليس بفاسق‪ ،‬فدل على عدم وجوهبا‬ ‫عليه‪ ،‬كما يف حديث ﻫشام عن أبيه‪ ،‬وحتمل أدلة القول األول على االستحباب‪ ،‬والنهي على الكراﻫة‪ .‬وقد أعمع العلماء َّ‬ ‫الراجح‬

‫من نسي التسمية على الذبيحة فذحبه صحيح وذبيحته‬ ‫من نسي التسمية على الذبيحة أو تعمد تركها فذبيحته‬
‫من تعمد تر التسمية على الذبيحة فقد تعمد خمالفة اهلدي النبوي وذبيحته حالل‬
‫حالل ومن تعمد تركها فذبيحته ميتة‬ ‫ميتة‬ ‫مثرة اخلالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)829/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)238/11‬وبدائع الصنائع (‪ ،)46/5‬والكايف يف فقه أﻫل املدينة (‪ ،)428/1‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)328/4‬وهناية املطلب (‪،)113/18‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫واملهذب يف فقه اإلمام الشافعي (‪ ،)459/1‬واملبدع يف شرح املقنع (‪ ،)31/8‬واإلنصاف (‪ ،)399/10‬وتفسري ابن كثري (‪ ،)271/2‬والسيل املرشد إىل بداية اجملتهد (‪)1124/2‬‬

‫‪171‬‬
‫حكم توجيه الذبيحة إىل جهة القبلة عند الذبح‬ ‫مسألة (‪)16‬‬
‫أن من نسي استقبال القبلة عند الذبح حلَّت ذبيحته‪ ،‬واختلفوا يف حكم توجيه الذبيحة إىل جهة‬ ‫اتفقوا على مشروعية التسمية عند َّ‬
‫الذبح‪ ،‬وأنَّه جيزئه أ ْن يقول‪( :‬ابسم هللا)‪ ،‬وأعمع العلماء على َّ‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫القبلة عند الذبح‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬
‫يكره توجيه الذبيحة إىل جهة القبلة‬ ‫جيب توجيه الذبيحة إىل جهة‬
‫جيوز توجيه الذبيح إىل جهة القبلة‬ ‫يستحب توجيه الذبيحة إىل جهة القبلة‬
‫مالك (رواية)‪ /‬ابن عمر رضي هللا‬ ‫القبلة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشعيب‪ /‬النخعي‬ ‫اجلمهور‬
‫عنهما‪ /‬ابن سريين‬ ‫مالك (رواية)‬
‫املسألة مسكوت عنها وليس يف الشرع شيء يصلح أن يكون أصالً تُقاس عليه ﻫذه املسألة (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫منزﻫة عن‬ ‫ألن القبلة جهة َّ‬‫ألن القبلة جهة ‪َّ ‬‬ ‫*ألن األصل يف توجيه الذبيحة إىل القبلة أثناء * القياس‪َّ /‬‬
‫َّ‬ ‫‪ ‬حديث جابر ‪ ‬قال‪( :‬ذبح النيب ‪ ‬كبشني أقرنني أملحني يوم العيد‪،‬‬
‫الذبح اإلابحة‪ ،‬إال أ ْن يدل الدليل على معظمة‪ ،‬والذبح عبادة‪ ،‬فوجب أ ْن األذى‪ ،‬فال يقضي حاجته حنو القبلة‪،‬‬ ‫(ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬ ‫فلما وجهها إىل القبلة قال‪:‬‬
‫وكذا ال يذبح حنوﻫا‪ ،‬جبامع األذى يف‬ ‫يشرتط فيها اجلهة‪ ،‬كالصالة‪.‬‬ ‫اشرتاط ذلك‪ ،‬وال فرق بني اجلهات‪.‬‬ ‫ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ) [األنعام‪[ ،]79:‬ﻫق‪/‬حم‪ /‬جه‪ /‬طأ‪/‬‬
‫* القياس على استقبال القبلة كل‪.‬‬ ‫فدل على استحباب ﻫذا الفعل‪.‬‬ ‫حز]‪َّ ،‬‬ ‫األدلة‬
‫ابمليت عند الدفن‪.‬‬ ‫ألن الصحابة ‪ ‬كانوا إذا ذحبوا استقبلوا القبلة‪ ،‬قال الشعيب‪ :‬كانوا‬ ‫‪َّ ‬‬
‫يستحبون أ ْن يستقبلوا ابلذبيحة القبلة‪.‬‬
‫القبلة جهة معظمة‪.‬‬ ‫ألن ِّ‬
‫‪َّ ‬‬
‫القول األول‪( :‬يستحب توجيه الذبيحة إىل جهة القلبة عند الذبح)‪ ،‬قال ابن رشد –رمحه هللا‪ :-‬ليس يف الشرع شيء يصلح أ ْن يكون أصالً تقاس عليه ﻫذه املسألة‪ ،‬إال أ ْن يُستعمل فيها قياس مرسل ال يستند إىل أصل‬
‫الراجح‬
‫(ألن القبلة جهة معظمة) قال‪ :‬ليس كل عبادة تشرتط فيها اجلهة‪ ،‬ما عدا الصالة‪ ،‬وقياس الذبح على الصالة بعيد‬‫خمصوص‪ ،‬وقياس شبه بعيد‪ ،‬لكن ﻫذا ضعيف)‪ ،‬وقال عن قياس القول الثالث من قوهلم‪َّ :‬‬

‫من وجه الذبيحة إىل القبلة فقد خالف‬ ‫من وجه الذبيحة إىل خالف‬
‫من وجه الذبيحة إىل أي جهة فقد وافق السنة‬ ‫من وجه الذبيحة إىل القبلة فقد وافق السنة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫السنة‬ ‫القبلة فقد عصى النيب ‪‬‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)832/1‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)230/1‬والبحر الرائق (‪ ،)194/8‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)124‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)16/3‬واحلاوي الكبري (‪ ،)94/15‬والبيان‬
‫مراجع املسألة‬
‫للعمراين (‪ ،)450/4‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)550/1‬واإلنصاف (‪)404/10‬‬

‫‪172‬‬
‫هل تاشرتط نية الذبح؟‬ ‫مسألة (‪)17‬‬
‫الذبح‪ - ،‬أي‪ :‬قصد الفعل لتؤكل ال جملرد إزﻫاق‬ ‫اتفقوا على مشروعية التَّسمية عند َّ‬
‫الذبح‪ ،‬وأنَّه جيزئ أ ْن يقول‪( :‬بسم هللا)‪ ،‬واتفقوا من ذبح ونوى وقصد َ‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫الروح‪ ،-‬أنَّه تؤكل ذبيحته‪ ،‬واختلفوا فيمن ذبح بدون قصد‪ ،‬ﻫل تؤكل ذبيحته؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) جتب نية الذبح عند ذبح الذبيحة‬ ‫جتب نية الذبح عند ذبح الذبيحة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‬ ‫اجلمهور‬
‫ﻫل الذبح عبادة أو ﻫو فعل معقول املعىن؟ (أشار إيه ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*ألن الذبح فعل معقول املعىن‪ ،‬حيصل عنه فوات النفس الذي ﻫو املقصود منه‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫* َّ‬
‫ألن الذبح عبادة اشرتطت فيها الصفة والعدد‪ ،‬فوجب أ ْن تكون من‬
‫األدلة‬
‫فال تشرتط فيه النية‪ ،‬كما ال تشرتط يف إزالة النجاسة النية‪ ،‬بل إزالة عينها‪.‬‬ ‫شرطها النية‪.‬‬
‫يفرق بني الذبح لألكل والذبح لغري األكل‪ ،‬واألصل يف ﻫذا حديث‪( :‬إمنا األعمال ابلنيات‪ ،‬وإمنا لكل امرئ ما نوى)‬
‫القول األول‪( :‬جتب نية الذبح)‪ ،‬وهبذا َّ‬
‫الراجح‬
‫[خ‪ /‬م]‬
‫من ذبح بال نية أو أخاف حيواانً بسكني أو ضرب حيواانً بسيف لدفع‬
‫من ذبح بال نية‪ ،‬أو ضرب حيواانً بسيف لدفع شره فمات‪ ،‬أو ذبح اجملنون‬
‫شره فمات‪ ،‬أو ذبح اجملنون والسكران والصيب غري املميز‪ ،‬كلهم (فال) حيل‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫والسكران والصيب غري املميز‪ ،‬فالذبيحة حالل أكلها‬
‫أكل تلك الذابئح‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)830/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)45/5‬والتلقني يف الفقه املالكي (‪ ،)106/1‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)310/4‬واحلاوي الكبري (‪ ،)92/15‬والبيان للعمراين‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)528/4‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)548/1‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)661/6‬‬

‫‪173‬‬
‫لو ذبح الكتايب استنابة عأ املسلم‬ ‫مسألة (‪)18‬‬
‫اتفــق العلمــاء علــى منــع تذكيــة املشــركني وعبــدة األصــنام‪ ،‬لقولــه تعــاىل‪( :‬ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ) [املائــدة‪ ،]3:‬ولقولــه تعــاىل‪( :‬ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ) [املائــدة‪،]3:‬‬
‫والعلماء جممعون على جواز ذابئح أﻫل الكتاب‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﯞﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ) [املائدة‪ ،]5:‬ﻫذا بشرط أ ْن يكون الذبح هلم وليس‬ ‫حترير حمل اخلالف‬

‫للمسلم‪ ،‬وبشروط أخرى‪ ،‬واختلفوا لو ذبح الكتايب ابلنيابة عن املسلم‪ ،‬فالذبيحة للمسلم والذي يباشر الذبح عنه الكتايب ﻫل جيوز ذلك؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) جيوز استنابة الكتايب يف الذبح عن املسلم‬ ‫جيوز استنابة الكتايب يف الذبح عن املسلم‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك (رواية)‬ ‫اجلمهور‬
‫ﻫل من شرط ذبح املسلم‪ ،‬اعتقاد حتليل الذبيحة على الشروط اإلسالمية يف ذلك أم ال؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* عموم قوله تعاىل‪( :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ)‪ ،‬ﻫذا * َّ‬
‫ألن النية شرط يف ذبح الذبيحة‪ ،‬فال حتل ذبيحة الكتايب ملسلم؛ ألنَّه (ال) يصح منه‬
‫وجود ﻫذه النية‪.‬‬ ‫عام يشمل ما ذحبه الكتايب لنفسه وما ذحبه لغريه‪.‬‬
‫األدلة‬
‫َّ‬
‫*ألن النية (ليست) شرطاً يف ذبح الذبيحة‪.‬‬
‫َّ‬
‫*ألن نية املستنيب جتزئ‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيوز استنابة الكتايب يف الذبح عن املسلم)‪ ،‬لعموم اآلية‬ ‫الراجح‬
‫لو ذبح كتايب ذبيحة املسلم بدالً عنه‪( ،‬ال) حيل للمسلم أكلها وأيكلها الكتايب إ ْن شاء‬ ‫لو ذبح كتايب ذبيحة املسلم بدالً عنه حيل للمسلم أكلها‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)834/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)146/4‬وبدائع الصنائع (‪ ،)79/5‬وجامع األمهات (ص‪ ،)230‬والذخرية (‪ ،)365/3‬واحلاوي الكبري (‪ ،)91/15‬والبيان‬
‫مراجع املسألة‬
‫للعمراين (‪ ،)448/4‬واملغين (‪ ،)389/13‬واإلنصاف (‪)82/4‬‬

‫‪174‬‬
‫حكم ذابئح نصا ى بين تغلب‬ ‫مسألة (‪)19‬‬
‫العلماء جممعون على جواز ذابئح أﻫل الكتاب‪ ،‬واختلفوا يف حكم ذابئح نصارى بين تغلب‪( ،‬وﻫم نصارى بنو تغلب بن وائل‪ ،‬من العرب‪ ،‬انتقلوا يف‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫اجلاﻫلية إىل النصرانية‪ ،‬وقبل منهم عمر ‪ ‬اجلزية مضاعفة ابسم الصدقة)‪ ،‬وقد اختلفوا يف ذابئحهم ﻫل حتل؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) جتوز ذابئح نصارى بين تغلب‬ ‫ذابئح نصارى بين تغلب حتل مثل ذابئح أﻫل الكتاب‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي (قول)‪ /‬علي ‪‬‬ ‫اجلمهور‪ /‬ابن عباس ‪‬‬
‫ﻫل يتناول العرب املتنصرين واملتهودين‪ ،‬اسم (الذين أوتوا الكتاب)‪ ،‬كما يتناول ذلك األمم املختصة ابلكتاب‪ ،‬وﻫم بنو إسرائيل والروم‬ ‫سبب اخلالف‬

‫ألن اسم أﻫل الكتاب يف اآلية‪( :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤ) ‪( ،‬ال)‬ ‫* قوله تعاىل‪( :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ) [املائدة‪ ،]5:‬ﻫذا يتناول * َّ‬
‫العرب املتنصرين واملتهودين‪ ،‬كما يتناول اسم الذين أوتوا الكتاب أصالة‪ ،‬يتناول إال األمم املختصة ابلكتاب من بين إسرائيل والروم وغريﻫم‪ ،‬أما نصارى‬ ‫األدلة‬
‫بين تغلب فهم يف حكم املرتدين‪.‬‬ ‫فال فرق بني الكتايب العريب وغريه‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ذابئح نصارى بين تغلب حتل مثل ذابئح أﻫل الكتاب)‪ ،‬وال فرق‪ ،‬وعموم اآلية يف تسمية أﻫل الكتاب يتناوهلم‬ ‫الراجح‬
‫من قدم له نصراين من بين تغلب حلماً ذكاه بنفسه (مل) حيل له أكله‬ ‫من قدم له نصراين من بين تغلب حلماً ذكاه بنفسه جاز له أكله‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)834/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)45/5‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)532/11‬واألم (‪ ،)254/2‬واملهذب يف فقه اإلمام الشافعي (‪ ،)451/1‬واملغين (‪،)223/13‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫واإلنصاف (‪)387/10‬‬

‫‪175‬‬
‫حكم ذبيحة املرتد‬ ‫مسألة (‪)20‬‬
‫اتفقوا على جواز تذكية من عمع سمسة شروط‪ :‬اإلسالم‪ ،‬والذكورية‪ ،‬والبلوغ‪ ،‬والعقل‪ ،‬وتر تضييع الصالة‪ .‬واتفقوا على منع تذكية املشركني وعبد األصنام‬
‫أن املرتد إذا ذﻫب إىل غري دين النصرانية واليهودية كمن ذﻫب إىل الوثنية َّ‬
‫أن ذبيحته (ال) تؤكل‪ .‬واختلفوا يف حكم‬ ‫ومثلهم البوذيني ومن ال دين له‪ .‬واتفقوا َّ‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫ذبيحة املرتد‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫تؤكل ذبيحة املرتد‬ ‫(ال) تؤكل ذبيحة املرتد‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫إسحاق‪ /‬الثوري‬ ‫اجلمهور‬
‫ﻫل املرتد (ال) يتناوله اسم أﻫل الكتاب أو يتناوله؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫* قوله تعاىل‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ)‪ ،‬ﻫذا (ال) *قوله تعاىل‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ)[املائدة‪ ،]5 :‬ﻫذا يتناول املرتد‬
‫والكافر األصلي‪َّ ،‬‬
‫ألن من توىل قوماً فهو منهم‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫يتناول املرتد‪ ،‬فهو ليس له حرمة أﻫل الكتاب‪ ،‬كعبدة األواثن‪ ،‬ألنَّه‬
‫كافر (ال) يُقر على كفره‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال تؤكل ذبيحة املرتد)‪ ،‬فاملرتد غري أﻫل الكتاب‪ ،‬لذا وجب قتل املرتد لقوله ‪( :‬من بدل دينه فاقتلوه) [خ]‪ ،‬بينما أﻫل الكتاب قد يكونون أﻫل ذمة‬
‫الراجح‬
‫أو عهد معصومي الدماء‬
‫‪ -‬عند إسحاق تؤكل ذبيحة املرتد بال كراﻫة‬
‫لو ذبح مرتد ذبيحة لنفسه أو نيابة عن مسلم فحكمها حكم امليتة‬
‫‪ -‬وعند الثوري تؤكل ذبيحة املرتد مع الكراﻫة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫(ال) تؤكل‬
‫‪ -‬وعندمها ال تباح ذبيحته إال إذا ذﻫب إىل اليهودية أو النصرانية دون الوثنية‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)835/1‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)71/3‬ولسان احلكام (ص‪ ،)381‬والبيان والتحصيل (‪ ،)436/16‬ومواﻫب اجلليل (‪ ،)214/3‬واملهذب يف فقه اإلمام الشافعي‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)457/1‬واجملموع (‪ ،)75/9‬واملغين (‪ ،)289/13‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)250/6‬‬

‫‪176‬‬
‫حكم ذبيحة الكتايب لو ذبح ألعيادهم وكنائسهم‬ ‫مسألة (‪)21‬‬
‫يسم تؤكل‪ ،‬واختلفوا إذا علم أنَّه مل ِّ‬
‫يسم بل تر‬ ‫حل ذبيحة أﻫل الكتاب إذا مسى هللا تعاىل عليها‪ ،‬وأيضاً إذ مل يُعلم أمسَّى عند الذبح أم (مل) ِّ‬
‫أعمعوا على ِّ‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫التسمية عمداً‪ ،‬وكان الذبح ألعيادﻫم وكنائسهم‪ ،‬أو ذكر (غري) اسم هللا تعاىل عليها‪ ،‬كاملسيح‪ ،‬واخلالف يف حكم الذبيحة على ثالثة أقوال‬
‫حترم ذبيحة أﻫل الكتاب ألعيادﻫم وكنائسهم‬ ‫تباح ذبيحة أﻫل الكتاب ألعيادﻫم وكنائسهم‬ ‫تكره ذبيحة أﻫل الكتاب ألعيادﻫم وكنائسهم‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد (املذﻫب)‬ ‫أشهب (مالكي)‬ ‫مالك‬
‫ظاﻫر تعارض عموم الكتاب يف ﻫذه املسألة ومن خيصص منهما اآلخر؟‪ ،‬فكل واحد منهما يصح أ ْن يستثىن من اآلخر‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*قولــه تعــاىل‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ) *قوله تعاىل‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ) *قوله تعاىل‪( :‬ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ) ‪،‬‬
‫[املائدة‪ ،]5:‬ﻫذا من أﻫل الكتاب‪ ،‬وﻫذا طعامهم وﻫذا ذبح لغري هللا تعاىل‪ ،‬فتكون اآلية خمصصة‬
‫األص ــل يف ذابئ ــح أﻫ ــل الكت ــاب اجلـ ـواز‪ ،‬وحتم ــل م ــا‬
‫فتكون ﻫذه اآلية مستثىن من قوله تعاىل‪( :‬ﮓ لقوله تعاىل‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬
‫ذبــح ألعيــادﻫم علــى الكراﻫــة‪ ،‬ملكــان معارضــة اآليــة‬ ‫األدلة‬
‫ﯤ)‪.‬‬ ‫ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ) ‪.‬‬
‫لقول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه تع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاىل‪( :‬ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ)‬
‫[البقرة‪.]173:‬‬
‫القول الثالث‪( :‬حترم ذبيحة أﻫل الكتاب ألعيادﻫم وكنائسهم)‪ ،‬فإذا كانت الذبيحة اليت تذبح لغري هللا تعاىل على يد مسلم (ال) تؤكل‪ ،‬فمن ابب أوىل اليت تذبح‬
‫الراجح‬
‫لغري هللا تعاىل على يد غري مسلم‪ ،‬قال ابن رشد –رمحه هللا‪ :-‬األصل ﻫو أ ْن (ال) يؤكل من تذكيتهم‪ ،‬إال ما كان على شروط اإلسالم‬
‫لو قدم نصراين ملسلم حلماً ذحبه مبناسبة ميالد املسيح رأس لو قدم نصراين ملسلم حلماً ذحبه مبناسبة ميالد املسيح‬ ‫لو قدم نصراين ملسلم حلماً ذحبه مبناسبة ميالد‬
‫مثرة اخلالف‬
‫رأس السنة امليالدي‪ ،‬حرم أكله‬ ‫السنة امليالدي‪ ،‬جاز أكله‬ ‫املسيح رأس السنة امليالدي‪ ،‬املستحب عدم أكله‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)835/1‬واملدونة الكربى (‪ ،)536/1‬والبيان والتحصيل (‪ ،)272/3‬واجملموع (‪ ،)78/9‬واملغين (‪ ،)294/13‬واإلنصاف (‪ ،)408/10‬والسيل املرشد إىل بداية اجملتهد‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪)1135/2‬‬

‫‪177‬‬
‫حكم ذبيحة الكتايب لو ذبح مما حرم عليه يف دينه‬ ‫مسألة (‪)22‬‬
‫حل ذبيحة الكتايب إذا مسى هللا تعاىل عليها‪ ،‬وكانت الذبيحة مما (ال) حترم عليهم يف التوراة‪ ،‬مما قال تعاىل عنه‪( :‬ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫﯬﯭ‬
‫أعمعوا على ِّ‬
‫ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴﯵ ﯶﯷ ﯸﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ) [األنعام‪ ،]146:‬واختلفوا لو ذبح ما ﻫو حمرم عليه يف دينه؛ كاإلبل والنعام‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫والبطة‪ ،‬وكل ما ليس مبشقوق األصابع‪ ،‬ﻫل جيوز للمسلم أكله‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬
‫يكره للمسلم أكل ذبيحة الكتايب مما‬ ‫إن كانت حمرمة عليهم ابلتوراة (ال) جيوز‪ ،‬وإن‬ ‫(ال) جيوز للمسلم أكل ذبيحة الكتايب‬ ‫جيوز للمسلم أكل ذبيحة الكتايب مما حرم عليه يف دينه‬
‫حرم عليه يف دينه‬ ‫كانوا ﻫم من حرمها على أنفسهم جيوز‬ ‫مما حرم عليه يف دينه‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬ابن وﻫب‪/‬‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك (رواية)‬ ‫أشهب (مالكي)‬ ‫ابن القاسم (مالكي)‬ ‫ابن عبد احلكم‬
‫ظاﻫر معارضة عموم اآلية‪( :‬ﯟ ﯠﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ) [املائدة‪ ،]5:‬الشرتاط نية الذكاة (اعتقاد حتليل الذبيحة ابلتذكية)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫َّ‬
‫*ألن ما حرمه هللا تعاىل عليهم أمر حق‪ ،‬فال تعمل *األصــل ج ـواز طعــام أﻫــل الكتــاب لقولــه‬ ‫*عم ـ ــوم قولـ ــه تع ـ ــاىل‪( :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ *ألنَّه يشرتط يف ذبيحة أﻫل الكتاب حىت‬
‫فيه الذكاة‪ ،‬وما حرموا على أنفسهم ﻫو أمر ابطل تع ـ ــاىل‪( :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬ ‫حتل هلم مث حتل لنا‪ ،‬أ ْن يعتقد حتليل‬
‫ﯤ ﯥ ﯦ)‪( ،‬ال) تش ـ ـ ــرتط ني ـ ـ ــة ال ـ ـ ــذكاة وال‬
‫فتعمل فيه التذكية‪.‬‬ ‫ألن النية شرط يف الذكاة‪ ،‬وﻫم‬ ‫الذبيحة‪َّ ،‬‬
‫ﯤ ﯥ ﯦ) ‪ ،‬وملك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان‬ ‫اعتق ــاد حتلي ــل الذبيح ــة للكت ــايب ابلتذكي ــة لعم ــوم اآلي ــة‪،‬‬
‫(ال) يعتقدون حتليلها ابلتذكية‪ ،‬فال جتوز‬ ‫األدلة‬
‫االخ ـ ــتالف يف املس ـ ــألة واشـ ـ ـرتاط بع ـ ــض‬ ‫فتحل ذبيحتهم مطلقاً‪.‬‬
‫ﻫذه الذبيحة‪ ،‬فلذلك كانت حراماً علينا‬
‫العلمـ ــاء اعتقـ ــاد الكتـ ــايب حتليـ ــل الذبيحـ ــة‬
‫لو (مل) تكن تذكيتهم هلا ذكاة‪ ،‬كما (ال)‬
‫ابلتذكية‪ ،‬فكرﻫت مراعاة لذلك‪.‬‬
‫يكون ذبح اخلنزير لنا ذكاة‪.‬‬
‫أن ما حرم عليهم أو حرموا على أنفسهم ﻫو يف وقت شريعة اإلسالم‬ ‫القول األول‪( :‬جيوز للمسلم أكل ذبيحة الكتايب مما حرم عليه يف دينه)‪ ،‬قال ابن رشد –رمحه هللا‪ -‬نقالً عن القاضي‪ :‬واحلق َّ‬
‫ألن اإلسالم انسخ جلميع الشرائع اليت قبله‪ ،‬فيجب أ ْن (ال) يراعى اعتقادﻫم يف ذلك‪ ،‬وال يشرتط أيضاً‪ ،‬ألنَّه لو اشرتط ذلك ملا جاز أكل ذابئحهم كلها بوجه من الوجوه‪ ،‬لكون‬ ‫أمر ابطل‪َّ ،‬‬ ‫الراجح‬
‫اعتقاد شريعتهم يف ذلك منسوخاً‪ ،‬واعتقاد شريعتنا ال يصح منهم‪ ،‬فتكون ذابئحهم جائزة لنا إبطالق‪ ،‬وإال ارتفع حكم آية التحليل عملة‬
‫لو ذبح الكتايب ما حرم عليه يف التوراة يكون‬
‫األوىل أ ْن جيتنب املسلم أكل ذبيحة‬ ‫قدم رجل من أﻫل الكتاب ملسلم‬ ‫لو َّ‬ ‫قدم رجل من أﻫل الكتاب ملسلم بطة ذحبها‬ ‫لو َّ‬
‫ميتة وال حيل للمسلم أكله‪ ،‬وإذا ذبح ما حرمه‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫الكتايب احملرمة عليه‬ ‫بطة ذحبها (مل) حيل للمسلم أكلها‬ ‫حل للمسلم أكلها‬
‫ﻫو على نفسه فهو حالل للمسلم أكله‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)835/1‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)529/11‬والكايف يف فقه أﻫل املدينة (‪ ،)438/1‬والبيان والتحصيل (‪ ،)367/3‬واألم (‪ ،)266/2‬واجملموع (‪ ،)71/9‬واملغين (‪،)312/13‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫وكشاف القناع (‪ ،)211/6‬واألطعمة وأحكام الصيد والذابئح للفوزان (ص‪)112‬‬

‫‪178‬‬
‫حكم حوم ذابئح الكتايب احملرمة عليهم‬ ‫مسألة (‪)23‬‬
‫أعمعوا على ِّ‬
‫حل ذبيحة الكتايب إذا مسَّى هللا تعاىل عليها‪ ،‬وكانت الذبيحة مما (ال) حترم عليهم يف دينهم‪ ،‬واختلفوا يف حل أكل الشحوم من هبيمة األنعام مما حرم على أﻫل الكتاب أكلها؛‬
‫كشحوم البقر والغنم من قوله تعاىل‪( :‬ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ‬ ‫حترير حمل‬
‫ﯺ ﯻ) [األنعام‪ ،]146:‬فإذا ذبح الكتايب البقرة‪ -‬مثالً ‪ -‬فمع اتفاقهم على جواز أكل حلم البقر للمسلم‪ ،‬اختلفوا ﻫل جيوز للمسلم أيضاً أكل شحم البقر احملرم على الكتايب‪،‬‬ ‫اخلالف‬
‫واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫يكره للمسلم أكل الشحوم احملرمة من‬ ‫(ال) جيوز للمسلم أكل الشحوم احملرمة من‬
‫جيوز للمسلم أكل الشحوم احملرمة من ذابئح أﻫل الكتاب‬
‫ذابئح أﻫل الكتاب‬ ‫ذابئح أﻫل الكتاب‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫مالك (رواية)‬ ‫مالك (املذﻫب)‪ /‬أشهب‬
‫ظاﻫر معارضة عموم اآلية‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤﯥ ﯦ) [املائدة‪ ،]5:‬الشرتاط نية الذكاة (اعتقاد حتليل الذبيحة ابلتذكية)‪ /‬وﻫل تتبعض التذكية أو ال‬
‫سبب اخلالف‬
‫تتبعض؟‬
‫*ألن التذكية تتبعض‪ ،‬فيجوز للكتايب أكل اللحم دون الشحم من ذبيحته‪ ،‬ويف نفس‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫*ألن التذكية تتبعض‪ ،‬واألصل جواز ذابئح‬ ‫*ألن التذكية (ال) تتبعض‪ ،‬فال يصح أ ْن نقول‬ ‫َّ‬
‫الوقت جيوز أكل الشحم واللحم للمسلم‪.‬‬ ‫(ال) جيوز أكل الشحم من ذبيحة الكتايب‬
‫أﻫل الكتاب لعموم قوله تعاىل‪( :‬ﯟ‬ ‫وجيوز أكل اللحم يف نفس الذبيحة‪.‬‬
‫*عم ـ ــوم قول ـ ــه تع ـ ــاىل‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤﯥ ﯦ) ‪ ،‬ي ـ ــدخل في ـ ــه‬
‫*يشرتط يف ذبيحة الكتايب حىت حتل هلم وحتل ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬
‫الشحم واللحم‪ ،‬وال يشرتط اعتقاد حتليل الذبيحة للكتايب‪.‬‬ ‫لنا‪ ،‬أ ْن يعتقدوا حتليلها ابلتذكية‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫ﯦ)‪ ،‬وملكان االختالف والشرتاط‬
‫*حــديث عبــد هللا بــن مغفــل ‪ ‬قــال‪( :‬أصــبت ج ـراب شــحم يــوم خيــرب‪ ،‬فقلــت ال‬
‫بعض العلماء اعتقاد حتليل الشحم‬
‫أعطي منـه شـيئاً‪ .‬فالتفـت فـإذا رسـول هللا ‪ ‬يبتسـم) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فيـه دليـل علـى جـواز‬
‫أيضاً‪ ،‬جرى احلكم عليه ابلكراﻫة‪.‬‬
‫الشحوم لذابئح أﻫل الكتاب‪ ،‬فلم ينكر عليه ‪ ‬االنتفاع به‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬جيوز للمسلم أكل الشحوم احملرمة من ذابئح أﻫل الكتاب)‪ ،‬فالتحرمي خاص هبم‪ ،‬وﻫذه الشحوم داخلة يف عموم اآلية‪ ،‬فإذا جاز أكل اللحم جاز أكل الشحم‪ ،‬واحلرمة متعلقة‬
‫الراجح‬
‫ابلكتايب ال ابملسلم‪ ،‬وقد أﻫدت يهودية لرسول هللا ‪ ‬شاة‪ ،‬فأكل منها ومل حيرم شحم بطنها وال غريه [خ‪/‬م]‬
‫لو ذبح كتايب بقرة –مثالً‪ -‬جيوز للمسلم أكل لو ذبح الكتايب بقرة –مثالً‪ -‬جيوز للمسلم‬
‫لو ذبح الكتايب بقرة مثالً‪ -‬جيوز للمسلم أكل شحمها وحلمها وعظمها وال حرج‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫أكل حلمها‪ ،‬واألوىل له تر شحمها‬ ‫حلمها‪ ،‬وحيرم عليه أكل شحمها‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)836/1‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)529/11‬والذخرية (‪ ،)123/4‬ومنح اجلليل شرح خمتصر خليل (‪ ،)416/2‬واألم (‪ ،)266/2‬واجملموع (‪ ،)70/9‬واملبدع يف شرح املقنع‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)35/8‬وشرح منتهى اإلرادات (‪ ،)423/3‬واألطعمة وأحكام الصيد للفوزان (ص‪)112‬‬

‫‪179‬‬
‫حكم ذابئح اجملوس‬ ‫مسألة (‪)24‬‬
‫حل ذابئح أﻫل الكتاب – بشروطها‪ ،-‬واتفقوا على عدم حل ذابئح املشركني وعبدة األصنام واألواثن‪ .‬واختلفوا يف حكم ذابئح اجملوس (وﻫم عبدة الكواكب‬ ‫اتفقوا على ِّ‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫والنار‪ ،‬وﻫم يعتقدون َّ‬
‫أن للكون إهلني‪ ،‬إله خري وﻫو النور‪ ،‬وإله شر وﻫو الظالم)‪ ،‬واختلفوا ﻫل جيوز للمسلم أكلها؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جتوز ذابئح اجملوس‬ ‫(ال) جتوز ذابئح اجملوس‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الظاﻫرية‪ /‬أبو ثور‪ /‬ابن املسيب‬ ‫اجلمهور‬
‫اخلالف يف مفهوم قوله ‪ ‬عن اجملوس‪( :‬سنوا هبم سنة أﻫل الكتاب)‪ ،‬وﻫل يُلحقون أبﻫل الكتاب أم ال؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ *حديث عبد الرمحن بن عوف ‪ ‬أن النيب ‪ ‬قال يف اجملوس‪( :‬سنوا هبم‬
‫سنة أﻫل الكتاب) [طأ‪ /‬شا‪ /‬عن‪ /‬ش‪ /‬أموا‪ /‬سنن‪ /‬وقد أطال الغماري‬
‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ)‬
‫أن اجملوس يف حكم الذبيحة كأﻫل‬ ‫الكالم يف سند احلديث]‪ ،‬دل على َّ‬
‫[املائدة‪ ،]3:‬فتحرم ذابئح املشركني إعماعاً‪ ،‬واجملوس من عملة املشركني‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ) [املائدة‪ ،]5:‬وﻫؤالء ليسوا ‪َّ ‬‬
‫ألن اجملوس يقرون ابجلزية‪ ،‬فتباح ذابئحهم وصيدﻫم كاليهود والنصارى‪ ،‬وقد‬
‫أخذ ‪ ‬اجلزية من جموس ﻫجر‪.‬‬ ‫من أﻫل الكتاب‪.‬‬

‫القول األول‪( :‬ال جتوز ذابئح اجملوس)‪ ،‬وقد نقل اإلعماع غري واحد على ﻫذا احلكم‪ ،‬قال ابن قدامة نقالً عن إبراﻫيم احلريب‪ :‬خرق أبو ثور اإلعماع‪ .‬أما حديث‪( :‬سنوا هبم سنة أﻫل‬
‫أن احلديث خمتلف يف صحته‪ ،‬وتؤيده رواية يف احلديث عن حممد بن احلسن‪َّ :‬‬
‫(أن النيب ‪‬‬ ‫الكتاب)‪ ،‬فهذا خاص ابجلزية واملعاملة‪ ،‬وليس لبقية األحكام كالطعام والنكاح‪ ،‬فضالً َّ‬ ‫الراجح‬
‫كتب إىل جموس ﻫجر يعرض عليهم اإلسالم‪ ،‬فمن أسلم قبل منه‪ ،‬ومن مل يسلم ضرب عليه اجلزية‪ ،‬غري انكحي نسائهم وال آكلي ذابئحهم) [طا‪ /‬ش‪ /‬عب وﻫو مرسل]‬
‫حل للمسلم أكلها‬
‫لو ذبح اجملوسي ذبيحة عن نفسه أو نيابة عن املسلم َّ‬ ‫لو ذبح اجملوسي ذبيحة عن نفسه أو نيابة عن املسلم (ال) تؤكل وﻫي يف حكم امليتة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)837/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)18/12‬وبدائع الصنائع (‪ ،)141/5‬والبيان والتحصيل (‪ ،)290/3‬وحاشية العدوي على كفاية الطالب الرابين‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)588/1‬واألم (‪ ،)289/4‬واحلاوي الكبري (‪ ،)91/15‬ومسائل اإلمام أمحد رواية ابنه عبد هللا (ص‪ ،)264‬واملغين (‪ ،)296/13‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)44/6‬‬

‫‪180‬‬
‫ذبيحة املرمة والصيب‬ ‫مسألة (‪)25‬‬
‫اتفقوا على جواز ذبيحة من عمع سمسة شروط‪ :‬اإلسالم‪ ،‬والذكورية‪ ،‬والبلوغ‪ ،‬والعقل‪ ،‬وتر تضييع الصالة‪ .‬واختلفوا يف حكم ذبيحة املرأة والصيب مع إعماعهم‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫على َّ‬
‫أن ذبيحة املرأة والصيب تؤكل‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ذبيحة املرأة والصيب مكروﻫة‬ ‫ذبيحة املرأة والصيب جائزة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو املصعب (مالكي)‬ ‫اجلمهور‬
‫نقصان املرأة والصيب‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حديث سعد بن معاذ ‪َّ :‬‬
‫(أن جارية لكعب بن مالك كانت ترعى الغنم بسلع‪ ،‬فأصيبت *تكره حملل نقصان املرأة والصيب عن الرجل يف بعض األحكام‬
‫األدلة‬
‫الشرعية‪.‬‬ ‫فسئل رسول هللا ‪ ‬عن ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬كلوﻫا) [متفق]‪.‬‬
‫شاة‪ ،‬فأدركتها فذكتها حبجر‪ُ ،‬‬
‫القول األول‪( :‬ذبيحة املرأة والصيب جائزة)‪ ،‬وال كراﻫة فيها‪ ،‬وحديث جارية كعب ‪ ‬نص يف ذلك‬ ‫الراجح‬
‫إذا مل يكن يف البيت إال امرأة وصيب فاألفضل استدعاء رجل ليتوىل‬
‫إذا ذحبت املرأة والصيب تؤكل ذبيحتهما بال حرج‪ ،‬كما لو ذبح الرجل‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫الذبح إ ْن أمكن ذلك‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)837/1‬االختيار لتعليل املختار (‪ ،)10/5‬وحاشية ابن عابدين (‪ ،)297/6‬والتاج واإلكليل (‪ ،)310/4‬ومواﻫب اجلليل (‪ ،)209/3‬والبيان للعمراين (‪،)527/4‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫واجملموع (‪ ،)76/9‬واملغين (‪ ،)311/13‬وكشاف القناع (‪)206/6‬‬

‫‪181‬‬
‫ذبيحة اجملنون والسكران‬ ‫مسألة (‪)26‬‬
‫اتفقوا على جواز تذكية من عمع سمسة شروط‪ :‬اإلسالم‪ ،‬والذكورية‪ ،‬والبلوغ‪ ،‬والعقل‪ ،‬وتر تضييع الصالة‪ ،‬واختلفوا يف حكم ذبيحة اجملنون والسكران‪ ،‬واخلالف على‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫قولني‬
‫جتوز ذبيحة اجملنون والسكران‬ ‫(ال) جتوز ذبيحة اجملنون وال السكران‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‬
‫ﻫل تشرتط النية يف الذكاة (اعتقاد وحتليل الذبيحة ابلذكاة)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫ألن النية ال تشرتط يف الذكاة‪ ،‬فتصح من اجملنون والسكران‪.‬‬‫ألن الذكاة يعترب هلا القصد‪ ،‬فيعترب هلا العقل‪ ،‬كالعبادة‪ ،‬ومن (ال) عقل له * َّ‬ ‫* َّ‬
‫‪ ‬ألن الذبح فعل معقول املعىن‪ ،‬حيصل به فوات النفس الذي ﻫو املقصود منه‪،‬‬ ‫(ال) يصح منه القصد‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫فال تشرتط فيه النية‪ ،‬كما (ال) تشرتط النية يف إزالة النجاسة‪ ،‬بل إزالة عينها‪.‬‬
‫نفرق بني الذبح املقصود لألكل‪ ،‬والذبح غري املقصود لذلك‪ .‬واألصل يف ﻫذا قوله ‪( :‬إمنا األعمال‬ ‫القول األول‪( :‬ال جتوز ذبيحة اجملنون وال السكران)‪ ،‬وهبذا ِّ‬
‫الراجح‬
‫ابلنيات وإمنا لكل امرئ ما نوى) [خ‪/‬م]‬
‫لو ذبح اجملنون أو السكران الذي (ال) يعقل فذبيحته حالل وتؤكل بال حرج‬ ‫لو ذبح اجملنون أو السكران الذي (ال) يعقل‪ ،‬فذبيحته ميتة (ال) تؤكل‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)837/1‬واجلوﻫرة النرية (‪ ،)180/2‬ودرر احلكام (‪ ،)278/1‬والكايف يف فقه أﻫل املدينة (‪ ،)430/1‬والبيان والتحصيل (‪ ،)270/3‬واألم (‪ ،)264/2‬واحلاوي الكبري‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)93/15‬واملغين (‪ ،)311/13‬وكشاف القناع (‪)205/6‬‬

‫‪182‬‬
‫تذكية السا ق والغاصب‬ ‫مسألة (‪)27‬‬
‫اتفقوا على جواز ذبيحة من عمع سمسة شروط‪ :‬اإلسالم‪ ،‬والذكورية‪ ،‬والبلوغ‪ ،‬والعقل‪ ،‬وتر تضييع الصالة‪ .‬واختلفوا يف حكم تذكية السارق والغاصب‪ ،‬يعين لو سرق شاة‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫أن ﻫذا الفعل (ال) يسقط عنه الضمان‪ ،‬واخلالف على قولني‬‫أو غصبها مث ذكاﻫا ﻫل جيوز أكلها؟‪ ،‬مع َّ‬
‫(ال) جتوز تذكية السارق والغاصب‬ ‫جتوز تذكية السارق والغاصب‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫داود‪ /‬إسحاق بن راﻫويه‬ ‫اجلمهور‬
‫ﻫل النهي يدل على فساد املنهي عنه أو ال يدل؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫َّ‬
‫*ألن النهي يدل على فساد املنهي عنه‪ ،‬والسارق والغاصب‬ ‫*حديث عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل من األنصار قال‪( :‬خرجنا مع رسول هللا ‪ ‬يف جنازة‪ ،‬فلما رجع‬
‫استقبله راعي –امرأة‪ -‬فجيئ ابلطعام فوضع بني يديه‪ ،‬فأكل ‪ ‬وﻫو يلو يف لقمته‪ ،‬فقال‪ :‬أين وجدت حلم منهي عن ذكاهتما وتناوهلما ومتلكهما‪ ،‬فإذا ذكوا فسدت‬
‫شاة أخذت بغري إذن أﻫلها‪ ،‬مث قال للمرأة‪ :‬أطعميه األسارى) [حم‪ /‬د‪ /‬قط‪ /‬ﻫق‪ /‬طب‪ /‬وصححه التذكية‪.‬‬
‫الغماري]‪ ،‬فدل على جواز أكل املسروق واملغصوب‪ ،‬وإال ملا جاز إطعام الشاة لألسارى‪ ،‬وألمر ‪ ‬برميها‪.‬‬
‫األدلة‬
‫*حديث‪( :‬سئل رسول هللا ‪ ‬عنها – أي‪ :‬عن ذكاة السارق والغاصب‪ -‬فلم ير فيها أبساً) [ذكره ابن رشد‬
‫ونسبه ملوطأ ابن وﻫب‪ /‬قال الغماري‪ :‬مل أقف على خرب يف ﻫذا املعىن]‪.‬‬
‫*ألن النهي (ال) يدل على فساد املنهي عنه‪ ،‬إال إذا كان املنهي عنه شرطاً من شروط ذلك الفعل‪ ،‬فتجوز‬ ‫َّ‬
‫تذكية السارق والغاصب‪ ،‬ألنَّه ليس صحة امللك شرطاً من شروط التذكية‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جتوز تذكية السارق والغاصب)؛ لقوة أدلة القول‪ ،‬حلديث جارية كعب ابن مالك ‪ ،‬الذي يدل على ذلك‪ ،‬فقد ذحبت بغري إذن صاحب الشأن‪ ،‬و َّ‬
‫ألن السارق‬
‫الراجح‬
‫والغاصب وإ ْن كان ذلك منه ال جيوز‪ ،‬إال أنَّه قصد ابلتذكية والذبح ما يقصد حل الذبيحة‬
‫لو سرق شخص أو غصب شاة مث ذكاﻫا فإهنا ميتة (ال)‬
‫لو سرق شخص أو غصب شاة مث ذكاﻫا فيجوز أكلها مع إمثه وجيب عليه ضماهنا‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫تؤكل وجيب عليه ضماهنا‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)838/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)76/5‬وتبيني احلقائق (‪ ،)9/6‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)385/4‬ومواﻫب اجلليل (‪ ،)253/3‬واجملموع (‪ ،)78/9‬واإلنصاف‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)210/6‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)244/6‬‬

‫‪183‬‬
‫كتـاب الصيـد‬

‫‪184‬‬
‫كتاب الصيد‬
‫ويشمل أربعة أبواب‬
‫الباب األول‪ :‬يف حكم الصيد ويف حمل الصيد‪.‬‬
‫الباب الثاين‪ :‬فيما يكون به الصيد‪.‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬يف صفة الصيد والاشرائط املاشرتطة يف عمل الذكاة يف الصيد‪.‬‬
‫الباب الرابع‪ :‬فيمأ جيوز صيده‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد –رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف كتاب الصيد‬
‫أن األمر ابلصيد يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﯝ ﯞ ﯟ ﮊ [املائدة‪ ،]2 :‬بعد النهي عنه يف اآلية‪ :‬ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﮊ‬
‫‪ -1‬اتفق العلماء على َّ‬
‫[املائدة‪ ،]96 :‬يدل على إابحة الصيد‪ ،‬لوقوع األمر به بعد النهي عنه‪.‬‬
‫أن حمل الصيد من احليوان البحري (السمك وأصنافه)‪ ،‬ومن احليوان الربي‪ ،‬حالل األكل غري املستأنس‪.‬‬ ‫‪ -2‬أعمعوا على َّ‬
‫‪ -3‬اتفقوا على جواز الصيد ابحملدَّد؛ كالرماح والسيوف والسهام‪ ،‬ومبا جرى جمراﻫا مما يعقر‪.‬‬
‫‪ -4‬اتفقوا على جواز الصيد ابلكالب املعلَّمة ما عدا الكلب األسود‪.‬‬
‫‪ -5‬اتفقوا على جواز الصيد ابجلوارح املعلمة –ابجلملة‪.-‬‬
‫‪ -6‬الكلب الذي (ال) يزدجر‪( ،‬ال) يسمى معلَّماً ابتفاق‪.‬‬
‫أن الذكاة املختصة ابلصيد ﻫي العقر‪.‬‬ ‫‪ -7‬اتفقوا على َّ‬
‫حل الصيد‪ ،‬أنَّه إذا أُدر –غري‪ -‬منفوذ املقاتل‪ ،‬أنَّه َّ‬
‫يذكى‪ ،‬إذا قدر عليه الصائد قبل أ ْن ميوت‪.‬‬ ‫أن من شرط ِّ‬
‫‪ -8‬اتفق األئمة األربعة على َّ‬
‫حل الصيد ابجلارح‪ ،‬أن (ال) يشاركه يف العقر من ليس عقره ذكاة له‪ ،‬ألنه ال يدري من قتل الصيد‪.‬‬‫‪ -9‬أعمعوا على شرط ِّ‬
‫‪ -10‬اشرتطوا حلل الصيد أ ْن يكون – غري‪ -‬مقدور عليه حني إرسال اجلارح‪ ،‬خبالف ما لو كان الصيد مقدوراً على أخذه ابليد دون خوف أو غرر‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫كتاب الصيد‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫عنوان املسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫كيفية ذكاة احليوان املستأنس إذا استوحش‬ ‫‪1‬‬
‫الصيد ابملعراض واحلجر‬ ‫‪2‬‬
‫الصيد ابلكلب األسود البهيم‬ ‫‪3‬‬
‫حكم الصيد ابجلوا ح غري الكلب‬ ‫‪4‬‬
‫ا رتاط االنزجا يف سائر اجلوا ح (عدا الكلب)‬ ‫‪5‬‬
‫هل مأ رط اجلا ح من ال أيكل مأ الصيد (سواا كان كلبا مو غريه)؟‬ ‫‪6‬‬
‫لو مد الصيد حيا فمات قبل من يذكيه ومل ميكنه ذكاته‬ ‫‪7‬‬
‫لو م سل اجلا ح على صيد معني فصاد آخر‬ ‫‪8‬‬
‫لو مد الصائد صيده حيا وليس معه ما يذكيه به مأ آلة حادة‬ ‫‪9‬‬
‫الصيد ابلاشبكة واحلبل‬ ‫‪10‬‬
‫لو مى الصيد فغاب عأ مصرعه (غاب عأ عني الصائد)‬ ‫‪11‬‬
‫لو صاد صيدا ابلسهم مو اجلا ح فسقط يف املاا مو تردى مأ مكان عال‬ ‫‪12‬‬
‫لو ضرب الصيد فأبني منه عضو (لو تبق به حياة مستقرة)‬ ‫‪13‬‬
‫إذا اصطاد احملرم فهل حيل الصيد للحالل‬ ‫‪14‬‬
‫االصطياد بكلب اجملوسي املعلم‬ ‫‪15‬‬

‫‪187‬‬
‫كيفية ذكاة احليوان املستأنس إذا استوحش‬ ‫املسألة (‪)1‬‬
‫اتفقوا على إابحة الصيد لقوله‪ :‬ﮋ ﯝ ﯞ ﯟ ﮊ [املائدة‪ ،]2 :‬وأعمعوا على َّ‬
‫أن حمل الصيد من احليوان البحري ﻫو السمك وأصنافه‪ ،‬ومن احليوان الربي‬
‫يذكى‪ ،‬وﻫل جيوز‬ ‫وند ‪-‬كالبعري مثالً‪ -‬واستوحش‪ ،‬فلم يُقدر على أخذه وحنره‪ ،‬فكيف َّ‬ ‫حالل األكل‪ ،‬غري املستأنس‪ ،‬واختلفوا لو استوحش حيوان مما َّ‬
‫يذكى َّ‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫أن يُصاد؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫احليوان املستأنس إذا استوحش وندَّ‪ ،‬يقتل كالصيد‬ ‫احليوان املستأنس إذا استوحش َّ‬
‫وند فذكاته ابلذبح أو النحر‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‬
‫ظاﻫر معارضة األصل يف ﻫذه املسألة للخرب‬ ‫سبب اخلالف‬
‫أن *حديث رافع بن خديج ‪ ‬قال‪( :‬كنا مع النيب ‪ ‬بذي احلليفة‪ ،‬فأصاب الناس‬ ‫أن احليوان اإلنسي (ال) يُؤكل إال ابلذبح أو النحر‪ ،‬و َّ‬ ‫* األصل َّ‬
‫فند منها بعري‪ ،‬وكان يف القوم خيل يسرية‪ ،‬فطلبوه‬ ‫جوع‪ ،‬فأصبنا إبالً وغنماً‪َّ ،‬‬ ‫احليوان الوحشي ال يؤكل إال ابلعقر‪.‬‬
‫ألن احليوان اإلنسي إذا تو َّحش (مل) يثبت له حكم الوحشي‪ ،‬فال فأعياﻫم‪ ،‬فأﻫوى إليه رجل بسهم فحبسه هللا تعاىل‪ ،‬فقال ‪ :‬إن هلذه البهائم‬ ‫‪َّ ‬‬
‫األدلة‬
‫ند عليكم منها‪ ،‬فاصنعوا به ﻫكذا) [خ‪/‬م]‪.‬‬ ‫جيب على احملرم اجلزاء بقتله؛ ألنَّه ليس بصيد‪ ،‬وال يصري احلمار األﻫلي أوابد كأوابد الوحش‪ ،‬فما َّ‬
‫ألن االعتبار يف احليوان يف الذكاة حبال احليوان وقت الذبح‪ ،‬ال أبصله‪ ،‬بدليل‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫مباحاً إذا استوحش‪.‬‬
‫الوحشي إذا قدر عليه وجب تذكيته يف احللق واللبة‪ ،‬فكذا األﻫلي لو استوحش‬
‫القول الثاين‪( :‬احليوان املستأنس إذا استوحش يقتل كالصيد)‪ ،‬قال ابن رشد – رمحه هللا‪ :-‬والقول حبديث رافع ‪ ‬أوىل لصحته‪ ،‬بل وﻫو جاري على جمرى األصل‪،‬‬
‫ألن العلة يف كون العقر ذكاة يف بعض احليواانت ﻫو عدم القدرة عليه ال غري‪ ،‬ال ألنَّه وحشي فقط‪ ،‬فإذا وجد ﻫذا املعىن من اإلنسي‪ ،‬جاز أ ْن تكون ذكاته‬ ‫وذلك َّ‬ ‫الراجح‬
‫ذكاة الوحشي‪ ،‬وبذلك يتفق القياس والسماع‬
‫من ﻫرب منه بعري فلم يقدر عليه إال برميه بسهم أو ابلرصاص فمات فهو يف حكم‬
‫من ﻫرب منه بعري فلم يقدر عليه إال برميه بسهم أو ابلرصاص فمات‬
‫املذكى‪ ،‬وكذا لو سقط يف بئر ورأسه لألسفل ومل يقدر على الوصول إىل عنقه‪،‬‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫يطعنه يف أي مكان من جسده وحيل‬ ‫فهو جيفة (ال) حيل أكله إال أ ْن يدركه حياً فيذكيه‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)842/1‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)566/11‬واجلوﻫرة النرية على خمتصر القدوري (‪ ،)183/2‬واملدونة الكربى (‪ ،)540/1‬والكايف يف فقه أﻫل املدينة (‪،)428/1‬‬
‫مراجع املسألة‬
‫واجملموع شرح املهذب (‪ ،)122/9‬والبيان (‪ ،)555/4‬واملغين (‪ ،)292/13‬وشرح منتهى اإلرادات (‪)385/11‬‬

‫‪188‬‬
‫الصيد ابملعراض واحلجر‬ ‫املسألة (‪)2‬‬
‫اتفقوا على جواز الصيد ابآلالت احلادة؛ كالرماح والسيوف والسهام وما جرى جمراﻫا من األسلحة احلديثة‪ ،‬مما يعقر وجيرح وخيرق جسد احليوان‪ ،‬واختلفوا يف‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫الصيد ابل ِّـمعراض (وﻫو عود حمدد ورمبا ُجعل يف رأسه حديدة)‪ ،‬وكذا الصيد ابحلجر احلاد‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫إذا خرق املعراض واحلجر جسد احليوان جاز أكله وإذا مل‬ ‫(ال) جيوز الصيد ابملعراض وال ابحلجر‬
‫جيوز الصيد ابملعراض واحلجر احملدد مطلقاً‬
‫خيرق مل جيز‬ ‫احملدد مطلقاً‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‬ ‫اعي‬ ‫ز‬‫األو‬ ‫ابن عمر‪ /‬احلسن البصري‬
‫معارضة األصول يف ﻫذه املسألة بعضها بعضاً‪ ،‬وظاﻫر معارضة األثر هلا‬ ‫سبب اخلالف‬
‫أن العقر ﻫو ذكاة الصيد‪* ،‬حديث عدي بن حامت ‪ ‬سأل النيب ‪ ‬عن املعراض‬ ‫*ألن الوقيذ حمرم ابلكتاب‪ ،‬وﻫذا *من األصول الشرعية َّ‬
‫َّ‬
‫املقتول ابملعراض وقيذ فيمنع إبطالق‪ .‬والقتل ابملعراض واحلجر احملدد من العقر الذي فقال‪( :‬ما أصاب بعرضه فال أتكل‪ ،‬فإنَّه وقيذ) ويف رواية‪:‬‬
‫(ما خرق فكل‪ ،‬وما قتل بعرضه فال أتكل) [متفق]‪ ،‬فبني‬ ‫خيتص به الصيد‪ ،‬فهو حالل‪ ،‬وليس وقيذاً‪.‬‬
‫‪ ‬حكم الذي أصاب بعرضه‪ ،‬واستثناه من حكم اجلواز‪،‬‬ ‫األدلة‬
‫فيبقى ما أصاب حبده وخرق على ما ﻫو عليه من احلل‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن ما قتل حبده مبنزلة ما طعنه برحمه أو رماه بسهمه‪،‬‬
‫ألنَّه حمدد وخرق وقتل حبده‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬إذا خرق املعراض واحلجر جاز أكله)‪ ،‬وﻫذا ما صوبه ابن رشد –رمحه هللا‪ ،-‬وحديث عدي ‪ ‬واضح الداللة يف املسألة‬ ‫الراجح‬
‫إذا صاد ابملعراض واحلجر‪ ،‬نظران؛ فإذا كان خرق اجلسد‬
‫من رمى طائراً أو أرنباً حبجر حاد فصدمه ومل خيرق‬ ‫من رمى طائراً أو أرنباً حبجر حاد فقتله‬
‫فهو َّ‬
‫مذكى يؤكل‪ ،‬وإذا مل خيرق اجلسد فهو موقوذ مات‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫حل أكله‬
‫جسمه كان ميتة وإذا خرق جسده َّ‬ ‫كان ميتة ولو خرق احلجر جسده‬
‫بسبب الثقل فال يؤكل‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)844/1‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)448/12‬والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (‪ ،)260/8‬واملدونة الكربى (‪ ،)539/1‬واملعونة على مذﻫب عامل املدينة‬
‫مراجع املسألة‬
‫(ص‪ ،)680:‬واألم للشافعي (‪ ،)6/6‬واحلاوي الكبري (‪ ،)25/15‬واملغين (‪ ،)282/13‬واإلنصاف (‪)420/10‬‬

‫‪189‬‬
‫الصيد ابلكلب األسود البهيم‬ ‫املسألة (‪)3‬‬
‫اتفقوا على جواز االصطياد ابلكلب املعلَّم على اخلصوص‪ ،‬واختلفوا يف جواز االصطياد ابلكلب األسود البهيم الذي ال بياض فيه مطلقاً‪،‬‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫واخلالف على قولني‬
‫جيوز الصيد ابلكلب األسود البهيم‬ ‫(ال) جيوز الصيد ابلكلب األسود البهيم‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي‬ ‫أمحد‪ /‬إسحاق‪ /‬البصري‪ /‬النخعي‪ /‬قتادة‬
‫ظاﻫر معارضة القياس للعموم‬ ‫سبب اخلالف‬
‫(أن النيب ‪ ‬أمر بقتل الكالب‪ ،‬مث هنى عن *قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮊ [املائدة‪:‬‬ ‫*حديث جابر‪َّ :‬‬
‫قتلها‪ ،‬وقال‪ :‬عليكم ابألسود البهيم ذي النقطتني‪ ،‬فإنَّه شيطان) [د‪ ،]4 /‬ﻫذا عام يدخل فيه عميع أنواع الكالب‪.‬‬
‫ت‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬وصححه الرتمذي واأللباين‪ /‬وأصل احلديث عند مسلم ‪ ‬حديث عدي بن حامت ‪ ‬قال ‪( :‬إذا أرسلت كالبك املعلَّمة‪،‬‬
‫بدون ذكر‪ :‬األسود البهيم]‪ ،‬يقتضي القياس أ ْن (ال) جيوز اصطياد وذكرت اسم هللا عليها‪ ،‬فكل مما أمسكن عليكم) [متفق]‬ ‫األدلة‬
‫أن النهي يقتضي فساد املنهي عنه‪  .‬حديث أيب ثعلبة اخلشين ‪ ،‬قال ‪( :‬ما صدت بكلبك املعلَّم‪،‬‬ ‫الكلب األسود‪ ،‬خصوصاً إذا قلنا َّ‬
‫ألن الكلب األسود حيرم اقتناؤه‪ ،‬فلم يبح صيده كغري املعلَّم‪ ،‬فإابحة فاذكر اسم هللا مث ُكل) [متفق]‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫مبحرم كسائر الرخص‪.‬‬
‫الصيد رخصة‪ ،‬فال تستباح َّ‬
‫ألن النهي (ال) يدل على فساد املنهي عنه يف الصحيح‬ ‫القول الثاين‪( :‬جيوز الصيد ابلكلب األسود البهيم)‪ ،‬أخذاً بعموم اآلية واحلديث‪ ،‬و َّ‬ ‫الراجح‬
‫لو صاد الكلب األسود املعلَّم ومل يُدر الصيد حياً‪ ،‬جاز أكله ألنَّه صيد‬ ‫لو صاد ابلكلب األسود املعلَّم‪ ،‬ومل يُدر الصيد حياً ومل يذكِّيه‪،‬‬
‫مثرة اخلالف‬
‫صحيح‬ ‫يكون ميتة (ال) يؤكل عند أمحد‪ ،‬وعند الباقي يكره أكله وال حيرم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)845/1‬والعزيز شرح الوجيز (‪ ،)19/12‬واملعونة على مذﻫب عامل املدينة (ص‪ ،)682 :‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)93/9‬وكفاية النبيه يف شرح التنبيه‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)167/8‬واملغين (‪ ،)267/13‬واإلنصاف (‪ ،)427/10‬واألطعمة وأحكام الصيد والذابئح (ص‪ ،)175‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)252/6‬‬

‫‪190‬‬
‫حكم الصيد ابجلوا ح غري الكلب‬ ‫املسألة (‪)4‬‬
‫اتفقوا على جواز االصطياد ابلكلب املعلَّم ‪ -‬غري الكلب األسود البهيم‪ ،-‬واختلفوا يف جواز االصطياد ببقية اجلوارح املعلَّمة‪ ،‬مثل‪ :‬الصقر والبازي والفهد‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫وحنوﻫا‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫جيوز الصيد ابلكلب املعلَّم والبازي املعلم‬ ‫(ال) جيوز الصيد إال ابلكلب املعلَّم‬ ‫جيوز الصيد جبميع اجلوارح املعلَّمة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫قوم (مل يُنسب ألحد)‬ ‫جماﻫد‬ ‫اجلمهور‬
‫االشرتا يف لفظ‪( :‬مكلبني) الوارد يف اآلية‪ /‬وﻫل من شرط اجلارح اإلمسا على صاحبه أم ال؟‪ /‬وﻫل يوجد معىن اإلمسا يف غري الكلب؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*قوله تعاىل‪ :‬ﮋﮞ ﮟ ﮠ ﮡ *حديث عدي بن حامت ‪ ‬قال‪( :‬قلت اي رسول‬ ‫*قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬
‫ﮢﮊ مكلِّبني‪ ،‬يعين كلَّبتم من الكالب هللا‪ ،‬إان قوم نتصيَّد هبذه الكالب والبزاة‪ ،‬فما حيل لنا‬ ‫ﮡ ﮢﮊ [املائدة‪ ،]4:‬مكلِّبني من التَّكليب وﻫو‬
‫منها؟‪ ،‬قال‪ :‬ما علمت من كلب – أو ابز‪ -‬مث‬ ‫فال يصاد إال ابلكالب بنص اآلية‪.‬‬ ‫اإلغراء‪ ،‬واجلوارح ﻫي الكواسب‪ ،‬كقوله تعاىل‪ :‬ﮋ‬
‫*ألن إمسا الصيد (ال) يوجد إالَّ يف أرسلت وذكرت اسم هللا عليه‪ ،‬فكل مما أمسكن‬ ‫َّ‬ ‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﮊ [األنعام‪ ،]60:‬أي‪ :‬ما كسبتم‪،‬‬
‫عليك) [ت‪/‬حم‪/‬ﻫق‪ /‬واحلديث صحيح إال قوله‪:‬‬ ‫الكلب‪ ،‬فال يقاس غريه عليه‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫فيكون املعىن‪ :‬وما علمتم من الكواسب اليت تغري‬
‫(أو ابز) فهو منكر]‪.‬‬
‫الصيد‪ .‬فتقاس بقية اجلوارح املعلمة على الكالب املعلَّمة‬
‫*ليس من شرط اجلارح املعلَّم إمسا الصيد‪ ،‬فيجوز الصيد‬
‫بكل ما قبل التعليم‪.‬‬

‫القول األول‪( :‬جيوز الصيد جبميع اجلوارح املعلَّمة)؛ لقوة أدلة القول‪ ،‬وصحة القياس على الكلب املعلَّم‬ ‫الراجح‬
‫من علَّم فهداً أو صقراً أو عقاابً وصاد به (مل) يصح‬ ‫من علَّم فهداً أو صقراً أو عقاابً وصاد به‬ ‫من علَّم فهداً أو صقراً أو عقاابً وصاد به صح صيده‬
‫مثرة اخلالف‬
‫صيده وال يصح إال ابلكلب املعلَّم والبازي املعلم‬ ‫(مل) يصح صيده ومل يكن معلَّما‬ ‫كالكلب املعلم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)845/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)52/5‬وتبيني احلقائق (‪ ،)50/6‬والنوادر والزايدات (‪ ،)341/4‬واملعونة (ص‪ ،)682:‬والعزيز شرح الوجيز (‪ ،)19/12‬واحلاوي الكبري‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)4/15‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)95/9‬واملغين (‪ ،)265/13‬وكشاف القناع عن منت اإلقناع (‪)222/6‬‬

‫‪191‬‬
‫ا رتاط االنزجا يف سائر اجلوا ح (عدا الكلب)‬ ‫املسألة (‪)5‬‬

‫أن من شرط اجلوارح اليت يُصاد هبا أ ْن تقبل التعلَّم‪ ،‬لقوله تعاىل‪ :‬ﮋﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮊ [املائدة‪ ،]4 :‬ولقوله ‪ ‬لعدي بن‬ ‫اتقفوا على َّ‬
‫حامت ‪( :‬إذا أرسلت كلبك املعلَّم) [متفق]‪ .‬و(ال) خالف بينهم أنَّه يشرتط يف الكلب املعلَّم‪ ،‬أ ْن تدعوه فيجيب‪ ،‬وأ ْن تشليه (تغريه ابلصيد)‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫فينشلي‪ ،‬وأ ْن تزجره فيزدجر‪ ،‬واختلفوا ﻫل يشرتط قبول االنزجار يف سائر اجلوارح غري الكلب؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) يشرتط قبول االنزجار يف سائر اجلوارح‬ ‫يشرتط قبول االنزجار يف سائر اجلوارح كالكلب‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‬
‫ﻫل من شرط التعلم االنزجار؟‪ /‬وﻫل تُقاس سائر اجلوارح يف االنزجار على الكلب‬ ‫سبب اخلالف‬
‫يسمى معلَّماً *(ال) تقاس سائر اجلوارح على الكلب يف االنزجار‪.‬‬ ‫*ألن الكلب الذي ال ينزجر (ال) َّ‬ ‫َّ‬
‫األدلة‬
‫ابتفاق‪ ،‬ومن ابب أوىل اشرتاطه يف غري الكلب‬
‫القول األول‪( :‬يشرتط قبول االنزجار يف سائر اجلوارح كالكلب)‪ ،‬فهذا شرط يف الكلب‪ ،‬ومن ابب أوىل يكون شرطاً يف غريه من اجلوارح‬ ‫الراجح‬
‫إذا مل يقبل الصقر أو البازي أو غريﻫا – عدا الكلب‪ -‬االنزجار وكان إذا دعاه صاحبه‬ ‫إذا مل يقبل الصقر أو البازي أو غريﻫا – عدا الكلب‪-‬‬
‫مثرة اخلالف‬
‫أجاب وإذا انشاله ينشلي‪ ،‬يكون معلَّم وجيوز أكل ما صاده‬ ‫االنزجار فهو غري معلَّم وصيده (ال) يؤكل‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)847/1‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)6/5‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)418/1‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)94/9‬واحلاوي الكبري (‪ ،)11/15‬واملغين‬
‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)262/13‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)49/8‬‬

‫‪192‬‬
‫هل مأ رط اجلا ح من (ال) أيكل مأ الصيد (سواا كان كلبا مو غريه)؟‬ ‫املسألة (‪)6‬‬
‫أن من شروط اجلارح الذي يُصاد به أ ْن يعلَّم‪ ،‬وال خالف بينهم أنًّه يشرتط يف الكلب املعلَّم؛ أ ْن تدعوه فيجيب‪ ،‬وأ ْن تشليه (تغريه) فينشلي‪ ،‬وأ ْن تزجره فينزجر‪،‬‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫حترير حمل اخلالف ويتكرر منه ذلك عدة مرات‪ ،‬أقلها ثالث مرات‪ ،‬حىت يصري معلَّماً يف حكم العرف‪ ،‬واختلفوا لو أرسل اجلارح املعلَّم سواء كان كلباً أو غريه‪ ،‬وبعدما صاد أكل اجلارح من‬
‫الصيد‪ ،‬ﻫل جيوز أ ْن أنكل من ذلك الصيد؟‪ ،‬أو مبعىن آخر‪ ،‬ﻫل من شرط تعليم اجلارح أ ْن (ال) أيكل من الصيد؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ليس من شرط تعلم اجلارح أ ْن (ال) أيكل من الصيد‬ ‫من شرط تعلُّم اجلارح أ ْن (ال) أيكل من الصيد‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‪ /‬أمحد (رواية)‪ /‬وسعد بن مالك‪ /‬ابن عمر‪ /‬سلمان الفارسي‪‬‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي (املعتمد)‪ /‬أمحد (األصح)‪ /‬إسحاق‪ /‬الثوري‪ /‬ابن عباس ‪‬‬
‫ظاﻫر اختالف اآلاثر‪ /‬وﻫل إذا أكل اجلارح يكون ممسكاً له أو ممسكاً لصاحبه؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حديث عدي بن حامت ‪ ‬قال له ‪( :‬إذا أرسلت كالبك املعلَّمة وذكرت اسم *رواية يف حديث أيب ثعلبة اخلشين ‪ ‬قال ‪( :‬إذا أرسلت كلبك املعلَّم وذكرت اسم‬
‫هللا عليها‪ ،‬فكل مما أمسكن عليكم‪ ،‬وإ ْن أكل الكلب فال أتكل‪ ،‬فإين أخاف أ ْن هللا فكل‪ ،‬قلت‪ :‬وإ ْن أكل منه اي رسول هللا‪ ،‬قال‪ :‬وإ ْن أكل) [د‪/‬ﻫق‪ /‬وﻫذه رواية‬
‫يكون أمسك على نفسه) [متفق]‪ ،‬يرجح حديث عدي ‪ ‬املتفق عليه على منكرة‪ ،‬وأصل احلديث يف الصحيحني بدون زايدة‪ ،‬قلت‪ :‬وإ ْن أكل منه‪ ،‬قال‪ :‬وإ ْن‬
‫َّ‬
‫أكل‪ ،‬واحلديث ضعفه ابن رشد وغري واحد]‪ ،‬حيمل حديث عدي ‪ ‬على الندب‪،‬‬
‫حديث ثعلبة ‪ ‬املختلف يف صحته‪ ،‬فيشرتط عند إمسا اجلارح عدم األكل منه‪.‬‬
‫وحديث أيب ثعلبة ‪ ‬على اجلواز‪ ،‬فال يكون من شرط اجلارح عدم األكل‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫ألن نية الكلب غري معلومة‪ ،‬فقد ميسك لسيده مث‬‫أن االمسا إذا *ليس أكل اجلارح بدليل أنَّه مل ميسك لسيده‪َّ ،‬‬ ‫*قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮊ [املائدة‪ ،]4:‬ظاﻫره َّ‬
‫مل يكن لصاحب اجلارح فال يؤكل‪ ،‬فهو أمسك لنفسه وليس لصاحبه للحديث‪ .‬يبدو له فيمسك لنفسه‪ ،‬وقد أيكل جلوع أو غيظ على الصيد‪.‬‬
‫‪ ‬عموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮊ ‪ ،‬ومل يذكر األكل‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬من شرط تعلم اجلارح أ ْن ال أيكل من الصيد)‪ ،‬قال ابن رشد ‪ -‬رمحه هللا‪ -‬عن دليل القول الثاين‪ :‬ﻫذا خالف النص يف احلديث وخالف ظاﻫر الكتاب‬ ‫الراجح‬
‫من أرسل كلبه املعلم على الصيد فوجده قد أكل منه صح له أخذ ما تبقى منه ألنَّه‬ ‫من أرسل كلبه املعلم على الصيد فوجده قد أكل منه (مل) يصح له أخذه ومل‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫صيد صحيح‬ ‫يكن صيداً صحيحاً‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)847/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)53/5‬وتبيني احلقائق (‪ ،)52/6‬والنوادر والزايدات (‪ ،)343/4‬واملعونة على مذﻫب عامل املدينة (ص‪ ،)683:‬وفتح العزيز شرح الوجيز‬ ‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)20/12‬ومغين احملتاج (‪ ،)275/4‬واملغين (‪ ،)263/13‬وشرح الزركشي (‪ ،)613/6‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)260/6‬‬

‫‪193‬‬
‫لو مد الصيد حيا فمات قبل من يذكيه ومل ميكنه ذكاته‬ ‫املسألة (‪)7‬‬
‫أن الصائد إذا أدر الصيد وفيه حياة مستقرة (غري منفوذ املقاتل)‪ ،‬أنَّه جيب عليه أ ْن يذكيه قبل أ ْن ميوت‪ ،‬ولو أتخر عن ذكاته‬ ‫اتفق األئمة األربعة َّ‬ ‫حترير حمل‬
‫متعمداً (ال) يؤكل‪ ،‬واختلفوا إذا خلَّص الصيد حياً فمات يف يده قبل أ ْن يتمكن من ذكاته‪ ،‬ﻫل حيل أكله؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫اخلالف‬
‫إذا أتخر عن تذكية الصيد وقد أدركه حياًّ ومل يتمكن من ذكاته‬
‫إذا أتخر عن تذكية الصيد وقد أدركه حيًّا ومل يتمكن من ذكاته (ال) جيوز أكله‬ ‫األقوال‬
‫جيوز أكله‬
‫أبو حنيفة‬ ‫ونسبتها‬
‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫مفرط أو غري مفرط (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫أن الصائد ِّ‬‫تردد ﻫذه احلال بني أ ْن يُقال َّ‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*قياساً على ما لو مل يقدر على ختليص الصيد من اجلارح حىت *ألنَّه أدركه غري منفوذ املقاتل ويف غري يد اجلارح فأشبه ِّ‬
‫املفرط‪ ،‬فال يؤكل صيده‪.‬‬
‫‪ ‬ألنَّه أدركه حياً حيا ًة مستقرًة‪ ،‬فتعلَّقت إابحته بتذكيته‪ ،‬كما لو اتسع الزمان‬ ‫مات‪ ،‬مل يكن مفرطاً‪ ،‬فكذا ﻫنا‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫لذلك‪.‬‬
‫ألن التكليف شرطه االستطاعة‪،‬‬ ‫عد ِّ‬
‫مفرطاً بذلك‪ ،‬و َّ‬ ‫القول األول‪( :‬إذا أتخر عن تذكية الصيد وقد أدركه حياً ومل يتمكن من ذكاته جيوز أكله)‪ ،‬ألنَّه (ال) يُ ُّ‬ ‫الراجح‬
‫وﻫو مل يستطع أ ْن يذكيه‪ ،‬فال يؤاخذ بذلك‬
‫من أدر الصيد حياً فانشغل إبخراجه من مكان ضيق وقع فيه أو إبحضار آلة‬ ‫من أدر الصيد حياً فانشغل إبخراجه من مكان ضيق وقع فيه‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫التذكية فمات (مل) حيل له أكله وكان ميتة‬ ‫أو إبحضار آلة التذكية فمات جاز له أكله ألنَّه (مل) يفرط‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)850/1‬واجلوﻫرة النرية (‪ ،)177/2‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)422/12‬والشرح الكبري للشيخ الدردير (‪ ،)104/2‬وحاشية الصاوي على الشرح الصغري‬ ‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)162 /2‬وفتح العزيز شرح الوجيز (‪ ،)12/12‬وروضة الطالبني وعمدة املفتني (‪ ،)241/3‬واملغين (‪ ،)268/13‬ورؤوس املسائل اخلالفية (ص‪)1669 :‬‬

‫‪194‬‬
‫لو م سل اجلا ح على صيد معني فصاد آخر‬ ‫املسألة (‪)8‬‬
‫أن ذلك الصيد حالل‪ ،‬واختلفوا لو أرسل اجلارح‬ ‫اتفقوا أنَّه لو أرسل الصائد اجلارح لصيد معني فصاده وقد مسى هللا تعاىل عليه‪ ،‬وأدركه ميتاً منفوذ املقاتل‪َّ ،‬‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫على صيد معني‪ -‬كغزال مثالً ‪ ،-‬لكن اجلارح صاد له أرنباً أو غزاالً آخر مل يرسله إليه‪ ،‬ﻫل حيل أكله؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫لو أرسل الصائد اجلارح إىل صيد فصاد آخر مل يُرسله‬
‫لو أرسل الصائد اجلارح إىل صيد فصاد آخر (مل) يرسله إليه جيوز أكله‬
‫إليه (مل) حيل أكله‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو ثور‬
‫مالك‬
‫ﻫل تشرتط النية يف الصيد؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*ألن النية ليست بشرط يف اإلرسال لصيد بعينه‪ ،‬املهم أ ْن ينوي اإلرسال مطلقاً‪ ،‬حلديث‬ ‫َّ‬ ‫*ألن النية شرط يف اإلرسال‪ ،‬وﻫو مل يرسل اجلارح‬ ‫َّ‬
‫إىل الصيد اآلخر‪ ،‬وقد قال ‪ ‬لعدي بن حامت ‪ :‬عدي بن حامت ‪ :‬قال له ‪( :‬إذا أرسلت كالبك املعلَّمة وذكرت اسم هللا‪ ،‬فكل مما‬
‫(إذا أرسلت كالبك املعلَّمة وذكرت اسم هللا عليها‪ ،‬أمسكن عليك)‪ ،‬وﻫذا نوى إرسال اجلارح‪ ،‬فيدخل يف حل الصيد كل ما أمسك اجلارح‬
‫األدلة‬
‫فكل مما أمسكن عليك) [متفق]‪ ،‬وﻫذا مل يرسل لعموم‪( :‬فكل مما أمسكن عليك)‪ ،‬والصيد اآلخر مما أمسك اجلارح‪.‬‬
‫‪ ‬عموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮊ [املائدة‪.]4 :‬‬ ‫جارحه إىل الذي صاده‪.‬‬
‫‪ ‬ألنَّه (ال) ميكن تعلَّم اجلارح اصطياد واحد بعينه دون اآلخر‪ ،‬فسقط اعتبار ذلك‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬لو أرسل الصائد اجلارح إىل صيد فصاد آخر جيوز أكله)‪ ،‬لظاﻫر حديث عدي ‪ ،‬ومشوله لقوله ‪( :‬فكل مما أمسكن عليك)‪،‬‬
‫وﻫذا ﻫو األقرب لفهم احلديث‪ ،‬أما قول املالكية فبناءً على اشرتاطهم تعيني َّ‬
‫املذكى يف الذكاة‪ ،‬وعقر الكلب يقوم مقام الذكاة عندﻫم‪ ،‬فال بد أ ْن‬ ‫الراجح‬
‫ينوي صيداً معيناً هلذا السبب‬
‫لو صاد اجلارح صيداً آخر (مل) يرسله إليه الصائد‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫لو صاد اجلارح صيداً آخر (مل) يرسله إليه الصائد فهو صيد جائز أكله‬
‫فهو ميتة وليس بصيد‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)850/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)238/11‬وبدائع الصنائع (‪ ،)55/5‬والنوادر والزايدات (‪ ،)347/4‬والذخرية للقرايف (‪ ،)181/4‬والعزيز شرح‬ ‫مراجع املسألة‬
‫الوجيز (‪ ،)33/12‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)120/9‬واملغين البن قدامة (‪ ،)377/9‬وشرح الزركشي (‪ ،)621/6‬واألطعمة وأحكام الصيد والذابئح (ص‪)184‬‬

‫‪195‬‬
‫لو مد الصائد صيده حيا وليس معه ما يذكيه به مأ آلة حادة‬ ‫املسألة (‪)9‬‬
‫سبق يف املسألة رقم (‪ )7‬اخلالف فيمن أدر الصيد حياً حياة مستقرة (غري منفوذ املقاتل)‪ ،‬لكن مل ميكنه تذكيته‪ ،‬وﻫنا لو أدر الصيد حيًّا وكان‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫ابإلمكان أ ْن يذكيه لكن مل يكن معه آلة حادة لتذكيته‪ ،‬فماذا عليه أ ْن يفعل؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫لو أدر الصائد صيده حياً حياة مستقرة ومل يكن معه حديدة وحنوﻫا لو أدر الصائد صيده حيَّاً ومل يكن معه حديدة أرسل كلبه عليه حىت‬
‫يقتله وجاز أكله‬ ‫لتذكيته وأتخر عنه حىت مات (مل) جيز أكله‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫النخعي‪ /‬احلسن البصري‬ ‫اجلمهور‬
‫اخلالف يف مفهوم حديث عدي بن حامت ‪ ‬ومفهوم اآلية‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*رواية يف حديث عدي بن حامت ‪ ‬قال له ‪( :‬وإ ْن أدركته حيًّا *قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮊ [املائدة‪ ،]4 :‬فتدخل ﻫذه‬
‫الصورة يف ﻫذا العموم‪.‬‬ ‫فاذحبه) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فإذا أدركه حيَّاً ومل يذحبه ألي سبب كان (مل) حيل‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن الكلب مبنزلة آلة الصيد‪ ،‬فيصح أ ْن يقتل هبا الصيد‪.‬‬ ‫‪ ‬ألنَّه أدركه حياً حياة مستقرة‪ ،‬فتتعلق إابحته ابلتذكية ال ابلعقر‪.‬‬
‫مفرط‪ ،‬فكان ابإلمكان تذكيته ولو‬‫القول األول‪( :‬لو أدر الصائد صيده حيًّا ومل يذكيه مل جيز أكله)‪ ،‬وذلك لداللة حديث عدي بن حامت ‪ ،‬وألنَّه ِّ‬ ‫الراجح‬
‫حبجر كما فعلت جارية كعب ‪ ،‬أو ﻫو ِّ‬
‫مفرط بعدم احضار آلة التذكية احلادة‬
‫لو أدر الصائد الصيد حياً حياة مستقرة ومل يذكيه حىت مات فهو ميتة‬
‫وكذا لو أرسل عليه كلبه فقتله فهو ميتة‪ ،‬وعند أيب حنيفة ﻫو ميتة مطلقاً لو أدر الصائد صيده حيًّا ومل يذكيه ومل يرسل إليه كلبه حىت مات‬
‫فهو ميتة‪ ،‬وإ ْن قتله ابلكلب فهو صيد جيوز أكله‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫ولو مل يكن يقدر على تذكيته‪ ،‬وعند مالك‪ :‬إذا تواىن يف طلب الصيد‬
‫فأدركه ميتاً وكان غري منفوذ املقاتل فهو ميتة ال حيل أكلها‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)851/1‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)422/12‬والبحر الرائق (‪ ،)254/8‬واملدونة الكربى (‪ ،)533/1‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)119 :‬واحلاوي الكبري‬ ‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)49/15‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)116/9‬واملغين البن قدامة (‪ ،)373/9‬واإلنصاف (‪)412/10‬‬

‫‪196‬‬
‫الصيد ابلاشبكة واحلبل‬ ‫املسألة (‪)10‬‬
‫اتفقوا على مشروعية الصيد ابآلالت احلادة؛ كالرماح والسيوف والسهام‪ ،‬وما جرى جمراﻫا من أسلحة الصيد احلديثة‪ ،‬مما يعقر وجيرح وينفذ ملقاتل‬
‫احليوان‪ ،‬واختلفوا يف حكم الصيد بنصب احلبل والشبكة‪ ،‬ﻫذا لو أنفذت ملقاتل احليوان بشيء حمدد فيها فمات بسببه احليوان‪ ،‬فهل حيل أكله؟‪،‬‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫واخلالف على قولني‬
‫لو قُتل احليوان ابلشبكة واحلبل فهو جائز‬ ‫حمرم‬
‫لو قُتل احليوان ابلشبكة واحلبل فهو َّ‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫احلسن البصري‬ ‫اجلمهور‬
‫ﻫل يشرتط أ ْن يكون الفعل الذي أُصيب به الصيد مبدؤه من الصائد ال غري‪ ،‬وليس من اآللة (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫ألن الصيد ليس مبدؤه من الصائد‪ ،‬وقد قتله ما ليس حبد‪ ،‬فهو ‪َّ ‬‬
‫ألن الشبكة واحلبل مبدؤه من الصائد‪ ،‬فهو مبنزلة اآللة‪ ،‬وقد أنفذت‬ ‫‪َّ ‬‬
‫األدلة‬
‫املقاتل‪.‬‬ ‫موقوذ‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬لو قتل احليوان ابلشبكة واحلبل فهو حمرم)‪ ،‬وقد نقل ابن قدامة – رمحه هللا‪ -‬االتفاق على ﻫذا احلكم‪ ،‬واعترب قول احلسن قوالً شاذاً‬ ‫الراجح‬

‫ما صيد ابلشبكة واحلبل فمات بسببها كان حالل األكل ألنَّه صيد‬ ‫ما صيد ابلشبكة واحلبل فمات كان ميتة إال إذا أدركه الصائد فذكاه‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫صحيح‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)851/1‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)464/12‬والدر املختار وحاشية ابن عابدين (‪ ،)469 /6‬والفواكه الدواين (‪ ،)392/1‬واحلاوي الكبري (‪،)25/15‬‬ ‫مراجع املسألة‬
‫والبيان (‪ ،)553/4‬وفتاوى ابن الصالح (‪ ،)707/2‬واملغين (‪ ،)282/13‬واإلنصاف (‪)399-397/10‬‬

‫‪197‬‬
‫لو مى الصيد فغاب عأ مصرعه (غاب عأ عني الصائد)‬ ‫املسألة (‪)11‬‬
‫اتفقوا أنَّه لو رمى الصيد فصرعه يف حمله حل له أكله‪ ،‬وكذا لو رمى الصيد فغاب عن الصائد فرتة مث وجده ووجد سهمه فيه أو أثره‪ ،‬ومل جيد أثراً لغري سهمه مما يتيقن معه أنَّه مات بسبب السهم أو الكلب وليس‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫بسبب آخر‪ ،‬أما لو وجد فيه أثراً آخر أو وجده قد غرق يف املاء أو وجده أننت وفسد حلمه‪ ،‬فهل يكون غياب الصيد عن نظر الصائد مؤثر يف جوازه؟‪ ،‬خالف على عدة أقوال‪ ،‬وحمصلها سمسة أقوال‬
‫جيوز أكل الصيد إذا غاب عن‬ ‫(ال) جيوز أكل الصيد إذا‬ ‫(ال) جيوز أكل الصيد إذا غاب عن‬ ‫يكره أكل الصيد إذا غاب عن انظر‬
‫جيوز أكل الصيد إذا غاب عن انظر الصائد ولو ابت أايم‬
‫انظر الصائد ما مل يكن تر طلبه‬ ‫غاب عن انظر الصائد مطلقاً‬ ‫انظر الصائد إذا ابت‬ ‫الصائد إذا ابت‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد (املشهور)‪ /‬ابن املاجشون‬
‫أبو حنيفة‬ ‫الشافعي‬ ‫مالك (املدونة)‪ /‬عبدالوﻫاب‬ ‫مالك‪ /‬الثوري‬
‫شيئان‪ :‬األول‪ :‬الشك العارض يف عني الصيد أو يف ذكاته‪ /‬والثاين‪ :‬ظاﻫر اختالف اآلاثر يف ﻫذه املسألة‬ ‫سبب اخلالف‬
‫‪ ‬ألنَّه لو تر طلبه حيتمل‬ ‫*حديث أيب ثعلبة ‪ ‬قال ‪( :‬إذا ‪ ‬حديث عبد هللا بن أيب‬ ‫*حديث أيب ثعلية ‪ ‬عن النيب ‪* ‬حديث أيب ثعلية ‪ ‬يف الذي يدر صيده بعد ثالثة أايم قال‬
‫أ ْن يكون الصيد قد مات‬ ‫رميت سهمك فغاب عنك مصرعه‪ ،‬رزين عن أبيه‪ ،‬قال ‪ ‬يف‬ ‫قال‪( :‬إذا رميت سهمك فغاب عنك له ‪( :‬كل ما مل يننت) [م]‪.‬‬
‫بسبب غري الصيد‪ ،‬فال يُؤكل‬ ‫فكل ما مل يبت)‪ ،‬وﻫذا هني‪ ،‬واألصل الصيد يتوارى عن صاحبه‪:‬‬ ‫مصرعه‪ ،‬فكل ما مل يبت) *حديث عدي ‪ ‬قال له ‪( :‬إذا وجدت سهمك فيه ومل جتد فيه‬
‫[ن‪/‬ت‪/‬د‪/‬وﻫو عند مسلم بدون لفظ‪ :‬أثر سبع‪ ،‬وعلمت أنَّه سهمك فكل) [ت‪/‬ﻫق‪ /‬وصححه الرتمذي]‪،‬‬
‫ابلشك‪ ،‬لكن لو مل يرت‬ ‫(لعل ﻫوام األرض قتلته)‬ ‫يف النهي التحرمي‪.‬‬
‫إن أرضنا أرض صيد‪،‬‬ ‫مصرعه‪ ،‬وال بذكر البيات]‪ ،‬فيحمل ويف رواية قال‪( :‬سألت رسول هللا ‪ ،‬قلت‪َّ :‬‬ ‫األدلة‬
‫الطلب مل يوجد تفريط من‬ ‫[طب]‪.‬‬ ‫النهي على الكراﻫة‪ ،‬ملكان معارضة فريمي أحدان الصيد فيغيب عنه ليلة أول ليلتني فيجده وفيه سهمه‪،‬‬
‫الصائد‬ ‫ﻫذا احلديث مع األحاديث األخرى قال‪ :‬إذا وجدت سهمك ومل جتد فيه أثر غريه وعلمت أنَّه سهمك‬
‫كحديث أيب ثعلبة ‪ ،‬ولتطرق فكله) [حم‪/‬ن‪/‬ﻫق]‪ ،‬ورواية‪( :‬إذا وجدته بعد يوم أو يومني فكل‪،‬‬
‫وإ ْن وجدته غرقاً فال أتكل) [متفق]‪.‬‬ ‫الشك على سبب موت الصيد‪.‬‬
‫وجد‬ ‫القول الثاين‪( :‬جيوز أكل الصيد إذا غاب عن انظر الصائد ولو أايم) ما مل يننت‪ ،‬ﻫذا إذا وجد سهمه فيه‪ ،‬وﻫذا القول األحظ ابلدليل‪ ،‬حلديث أيب ثعلية وعدي –رضي هللا عنهما‪ ،-‬و َّ‬
‫ألن جرحه بسهم سبب إابحته وقد ْ‬ ‫الراجح‬
‫يقيناً‪ ،‬واملعارض مشكو فيه‪ ،‬فال يزول اليقني ابلشك‬
‫لو غاب الصيد والكلب وما‬ ‫لو غاب الصيد يوماً أو أكثر عن‬ ‫لو غاب الصيد يوماً يكره أكله عند‬
‫ً‬‫لو غاب الصيد ولو وقتا‬
‫زال الصائد يف طلبه يؤكل لو‬ ‫لو غاب الصيد يوماً أو أكثر عن الصائد يؤكل بشرط أ ْن يكون الصائد (ال) يؤكل عند مالك‪ ،‬ولو‬
‫يسرياً عن الصائد (مل) حيل‬ ‫مالك والثوري‪ ،‬وإذا غاب أكثر من يوم‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫وجده مقتوالً‪ ،‬أما إذا تر‬ ‫وجد منفوذ املقاتل و(ال) يؤكل‬ ‫منفوذ املقاتل ما مل يننت عن ابن املاجشون‪ ،‬ومل يشرتطه أمحد‬
‫أكله قياس ًا‬ ‫(ال) يؤكل‬
‫الطلب فال يؤكل‬ ‫مطلقاً عند عبدالوﻫاب‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)852/1‬وجممع األهنر يف شرح ملتقى األحبر (‪ ،)578/2‬واحمليط الربﻫاين (‪ ،)63/6‬واملدونة الكربى (‪ ،)532/1‬والعزيز شرح الوجيز (‪ ،)34/12‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)114/9‬واملغين‬ ‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)275/13‬والواضح يف شرح اخلرقي (‪ ،)354/3‬واألطعمة وأحكام الصيد والذابئح (ص‪)186‬‬

‫‪198‬‬
‫لو صاد صيدا ابلسهم مو اجلا ح فسقط يف املاا مو تردى مأ مكان عال‬ ‫املسألة (‪)12‬‬
‫تردى على وجه‬
‫فرتدى من جبل أو غرق‪ ،‬فال خالف يف حترميه‪ ،‬ولو وقع احليوان ‪ -‬بعد نفذ السهم يف مقاتله‪ -‬يف املاء أو َّ‬
‫لو صاد صيداً ومل يصبه يف املقاتل‪َّ ،‬‬
‫ال يقتله ذلك‪ ،‬فال خالف يف إابحته‪ ،‬واختلفوا لو أرسل السهم أو اجلارح فأصاب الصيد يف مقتل لكن الصيد وقع يف املاء أو مكان عال يُقتل به مثل ﻫذا‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫الصيد‪ ،‬فهل جيوز أكله؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫تردى من‬
‫(ال) يؤكل الصيد إ ْن وقع يف املاء منفوذ املقاتل‪( ،‬ال) يؤكل الصيد مطلقاً إ ْن وقع يف املاء أو َّ‬ ‫تردى من جبل‬
‫لو سقط الصيد يف املاء أو َّ‬
‫جبل ولو منفوذ املقاتل‬ ‫تردى من جبل‬‫ويؤكل إ ْن َّ‬ ‫بعدما نفذت مقاتله يؤكل‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد (املشهور)‪ /‬عطاء‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‬
‫الشك الواقع يف سبب مقتل الصيد؛ ﻫل ﻫو السهم أو اجلارح أو سبب وقوعه يف املاء أو ترديه من اجلبل (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫‪ ‬ألنَّه لو أصابه وأنفذ مقاتله صار يف حكم ‪ ‬حديث عدي ‪ ‬قال له ‪( :‬إ ْن رميت *ذلك ألنَّه ميكن أ ْن يكون زﻫوق نفس الصيد من قِّبل‬
‫امليت ابلذبح‪ ،‬فال يؤثِّر فيه بعد ذلك ترديه من الصيد‪ ،‬فوجدته بعد يوم أو يومني‪ ،‬ليس به إال ال ِّ‬
‫رتدي أو املاء‪ ،‬قبل زﻫوقها إبنفاذ املقاتل‪.‬‬
‫أثر سهمك فكل‪ ،‬وإ ْن وقع يف املاء فال أتكل) ‪ ‬حديث عدي ‪( :‬إ ْن رميت الصيد فوجدته ‪،...‬‬ ‫جبل أو سقوطه يف املاء‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫وإ ْن وقع يف املاء فال أتكل)‪ ،‬ومل ِّ‬
‫يفرق بني منفوذ املقاتل‬ ‫[متفق]‪ ،‬فنص ‪ ‬على ما وقع يف املاء‪.‬‬
‫تردى من جبل على ما وقع يف املاء‬ ‫وغريه‪ ،‬فيقاس ما َّ‬
‫تردى من جبل ولو كان منفوذ املقاتل)‪ ،‬ولو كان منفوذ املقاتل‪ ،‬وذلك لداللة حديث عدي ‪،‬‬
‫القول الثالث‪( :‬ال يؤكل الصيد مطلقاً لو سقط يف املاء أو َّ‬ ‫الراجح‬
‫وال فرق بني ِّ‬
‫الرتدي وغريه‪ ،‬وﻫذا من ابب االحتياط‪ ،‬وحىت ال يقع الصائد يف احملذور‬
‫من رمى غزاالً أو غريه بسهم فوجده غارقاً يف املاء أو مرتدايً‬ ‫من رمى غزاالً أو غريه بسهم فوجده غارقاً يف املاء‬ ‫من رمى غزاالً أو غريه بسهم فوجده غارقاً يف املاء‬
‫من جبل ووجد السهم قد أصابه يف مقتل كان ميتة (ال)‬ ‫كان ميتة وإ ْن أنفذت مقاتله‪ .‬وإ ْن وجده مرتدايً من‬ ‫أو مرتدايً من جبل ووجد السهم قد أصابه يف‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫حيل أكله‬ ‫جبل ووجد السهم قد أصابه يف مقتل حل له أكله‬ ‫مقتل حل له أكله‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)853/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)224/11‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)407/4‬والنوادر والزايدات (‪ ،)345/4‬ومواﻫب اجلليل (‪،)217/3‬‬ ‫مراجع املسألة‬
‫واحلاوي الكبري (‪ ،)49/15‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)110/9‬واملغين (‪ ،)278/13‬واإلنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف للمرداوي (‪)422/10‬‬

‫‪199‬‬
‫لو ضرب الصيد فأبني منه عضو (لو تبق به حياة مستقرة)‬ ‫املسألة (‪)13‬‬
‫اتفقوا َّ‬
‫أن الصائد لو ضرب الصيد فأبني منه عضو وبقيت حياة الصيد مستقرة‪ ،‬فإنَّه (ال) جيوز أكل ما أبني منه‪ ،‬واختلفوا لو ضرب الصيد فأبني منه‬ ‫حترير حمل‬
‫عضو ومل تبق يف الصيد حياة مستقرة مع اتفاقهم على جواز أكل الصيد نفسه‪ ،‬واختلفوا يف حكم أكل ما أُبني منه‪ ،‬وحاصل اخلالف على قولني‬ ‫اخلالف‬
‫لو ضرب الصيد وأبني منه عضو يؤكل الصيد وما أبني منه‬ ‫لو ضرب الصيد وأبني منه عضو يؤكل الصيد دون ما أبني منه‬ ‫األقوال‬
‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد (املشهور)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫ونسبتها‬
‫ظاﻫر معارضة قوله ‪( :‬ما قُطع من البهيمة وﻫي حيَّة فهو ميتة) [حم‪/‬ت‪/‬د‪/‬جه]‪ ،‬لعموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮊ [املائدة‪،]4 :‬‬
‫سبب اخلالف‬
‫وقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮨ ﮩﮪ ﮊ [املائدة‪.]94 :‬‬
‫*قوله ‪( :‬ما قُطع من البهيمة وﻫي حية فهو ميتة)‪ ،‬ﻫذا شامل *قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮊ ‪ ،‬وقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮠ ﮡ‬
‫للحيوان اإلنسي والوحشي‪ ،‬فيؤكل الصيد دون العضو املقطوع‪.‬‬
‫ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮊ ‪ ،‬يغلَّب حكم‬
‫وحيمل احلديث‪( :‬ما قُطع‪ )...‬على‬ ‫الصيد والعقر على ما أبني من البهيمة‪ُ ،‬‬ ‫األدلة‬
‫احليوان اإلنسي دون الوحشي‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن ما كان ذكاة لبعض احليوان‪ ،‬كان ذكاة جلميعه‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬لو ضرب الصيد وأبني منه عضو يؤكل الصيد وما أبني منه)‪ ،‬واحلديث يف قطع العضو من البهيمة وما زالت البهيمة حيَّة‪ ،‬وﻫذا لو‬ ‫الراجح‬
‫أن احلديث يف احليوان اإلنسي والوحشي‪ ،‬وقد جرت العادة عند الصيادين مع استعمال األسلحة احلديثة أ ْن يتكرر قطع البهيمة إىل جزئني أو‬ ‫سلمنا َّ‬
‫إىل أجزاء‪ ،‬فال يبقى فيه حياة أصالً‬
‫حل أكل الفخذ املقطوعة‬‫لو أطلق النار على محار وحشي فقطع فخذه مث مات (مل) حيل أكل الفخذ لو أطلق النار على محار وحشي فقطع فخذه مث مات َّ‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫وابقي احليوان‬ ‫وحل ابقيه‬
‫املقطوعة َّ‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)854/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)253/11‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)453/12‬والنوادر والزايدات (‪ ،)346 /4‬والتاج واإلكليل (‪ ،)334/4‬وهناية املطلب يف‬ ‫مراجع املسألة‬
‫دراية املذﻫب (‪ ،)125/18‬ومغين احملتاج (‪ ،)102/6‬واملغين (‪ ،)280/13‬وشرح الزركشي (‪)629/6‬‬

‫‪200‬‬
‫إذا اصطاد احملرم فهل حيل الصيد للحالل‬ ‫املسألة (‪)14‬‬
‫أن شروط الصائد ﻫي‬ ‫سبق يف كتاب احلج مسألة رقم (‪ )32‬اخلالف فيما لو صاد احلالل للمحرم‪ ،‬وﻫنا اخلالف لو صاد احملرم فهل أيكله احلالل‪ ،‬وقد اتفقوا َّ‬
‫الرب خاصة‪ ،‬وﻫو أ ْن ال يكون‬ ‫حترير حمل شروط الذابح‪ ،‬وﻫي‪ :‬اإلسالم‪ ،‬والذكورية‪ ،‬والبلوغ‪ ،‬والعقل‪ ،‬وتر تضييع الصالة‪ ،‬ويزاد على الصائد شرطاً آخر يف صيد ِّ‬
‫ُحم ِّرماً‪ ،‬لقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠﮊ [املائدة‪ ،]96:‬وقوله‪ :‬ﮋ ﯝﯞ ﯟﯠ ﯡ ﮊ [املائدة‪ ،]95:‬وأعمعوا أنَّه (ال) جيوز‬ ‫اخلالف‬
‫للمحرم األكل من الصيد الذي صاده‪ ،‬واختلفوا ﻫل جيوز للحالل األكل مما اصطاد احملرم؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جيوز لغري احملرم األكل مما صاده احملرم‬ ‫(ال) جيوز لغري احملرم (احلالل) األكل مما صاد احملرم‬ ‫األقوال‬
‫الشافعي (القدمي)‪ /‬أبو ثور‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي (اجلديد)‪ /‬أمحد‬ ‫ونسبتها‬
‫ﻫل النهي يعود بفساد املنهي عنه؟‬ ‫سبب اخلالف‬

‫احملرم *قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﮊ‪ ،‬النهي (ال) يقتضي‬ ‫*قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﮊ ‪ِّ ،‬‬
‫منهي عنه الصيد‪ ،‬والنهي يعود بفساد املنهي عنه‪ ،‬ألنَّه مبنزلة ذبح فساد املنهي عنه‪.‬‬
‫ألن اإلابحة متعلقة ابلذكاة وقد حصل ابلصيد‪ ،‬كما لو صاد احلالل‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫السارق والغاصب‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬ألنَّه حيوان حرم ذحبه حلق هللا تعاىل‪ ،‬فلم حيل بذحبه‪ ،‬كذبح‬
‫اجملوسي‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال جيوز لغري احملرم األكل مما صاد احملرم)‪ ،‬لقوة أدلة القول‪َّ ،‬‬
‫وألن املعترب يف الصيد الصائد نفسه وﻫو حمرم الصيد عليه‪ ،‬فيكون صيده ميتة‬ ‫الراجح‬
‫ما صاده احملرم ﻫو يف حكم امليتة للمحرم‪ ،‬ويف حكم الصيد احلالل لغري ِّ‬
‫احملرم‬ ‫ما صاده ِّ‬
‫احملرم ﻫو يف حكم امليتة (ال) حيل ألحد أكله‬ ‫مثرة اخلالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)855/1‬واللباب يف شرح الكتاب (‪ ،)216/1‬وفتح القدير البن اهلمام (‪ ،)21/6‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)29/3‬وجامع األمهات (ص‪،)209 :‬‬ ‫مراجع املسألة‬
‫وفتح العزيز شرح الوجيز (‪ ،)500/3‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)330/7‬واملغين (‪ ،)139/5‬وشرح منتهى اإلرادات (‪)470/3‬‬

‫‪201‬‬
‫االصطياد بكلب اجملوسي املعلم‬ ‫املسألة (‪)15‬‬
‫اتفقوا على جواز االصطياد ابلكلب الذي علَّمه املسلم والكتايب‪ ،‬لقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬
‫ﮥ ﮦﮊ [املائدة‪ ،]4 :‬واختلفوا ﻫل جيوز للمسلم أ ْن يصيد ابلكلب الذي علَّمه اجملوسي ويقاس عليه بقية األداين ‪-‬غري أﻫل الكتاب‪-‬؛‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫كالوثين والبوذي وغريﻫم‪ ،‬مع اتفاقهم أنَّه (ال) حيرم أكل ما صاده املسلم ابلكلب املعلَّم من اجملوسي‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫يكره للمسلم االصطياد ابلكلب الذي علمه اجملوسي‬ ‫جيوز للمسلم االصطياد ابلكلب الذي علمه اجملوسي‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫جابر بن عبدهللا ‪ /‬احلسن‪/‬عطاء‪ /‬جماﻫد‪ /‬الثوري‬ ‫األئمة األربعة‬
‫ﻫل املعترب يف الصيد‪ ،‬الصائد أم آلة الصيد؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬

‫*ألن اخلطاب يف قوله‪ :‬ﮋﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬


‫َّ‬ ‫َّ‬
‫*ألن املعترب يف الصيد الصائد (ال) اآللة‪ ،‬والصائد ﻫنا ﻫو مسلم‪.‬‬
‫‪ ‬كما جيوز الصيد ابآللة اليت صنعها اجملوسي؛ كالرمح والسيوف‬ ‫األدلة‬
‫ﮦﮊ ‪ ،‬متوجه حنو املؤمنني‪.‬‬
‫والبنادق‪ ،‬كذا جيوز الصيد ابلكلب الذي علمه اجملوسي‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيوز للمسلم االصطياد ابلكلب الذي علمه اجملوسي)؛ لقوة أدلة القول‪ ،‬فالعربة ابلصائد‪ ،‬وما دام أنَّه ذكر اسم هللا تعاىل وجرح الصيد فهو‬ ‫الراجح‬
‫حالل‬
‫(ال) حرج يف االصطياد ابلكلب الذي علمه اجملوسي وﻫو كالصيد األوىل عدم الصيد ابلكلب الذي علمه اجملوسي‪ ،‬فإ ْن صاد به جاز أكله مع‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫الكراﻫة‬ ‫ابلكلب الذي علمه املسلم وال فرق‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)855/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)245/11‬ودرر احلكام شرح غرر األحكام (‪ ،)273/1‬واملدونة الكربى (‪ ،)536/1‬واإلشراف على نكت مسائل‬ ‫مراجع املسألة‬
‫اخلالف (‪ ،)919/2‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)76/9‬واحلاوي الكبري (‪ ،)13/15‬واملغين البن قدامة (‪ ،)376/9‬واإلنصاف (‪)419/10‬‬
‫وﻫو‬

‫‪202‬‬
‫كتـاب العقيق ـة‬

‫‪203‬‬
‫كتاب العقيقة‬
‫وياشمل ستة مبواب‬
‫الباب األول‪ :‬يف معرفة حكم العقيقة‪.‬‬
‫الباب الثاين‪ :‬يف معرفة حمل العقيقة‪.‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬يف معرفة مأ يُعق عنه وكم يُعق؟‬
‫الباب الرابع‪ :‬يف معرفة وقت نسك العقيقة‪.‬‬
‫الباب اخلامس‪ :‬يف سنأ العقيقة وصفتها‪.‬‬
‫الباب السادس‪ :‬يف حكم حلم العقيقة وسائر مجزائها‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف كتاب العقيقة‬
‫ـ ـ ـ ـ (ال) خالف َّ‬
‫أن ُسنن العقيقة وصفتها كسنن الضحااي وصفتها اجلائزة‪ ،‬فيتقى فيها من العيوب ما يتقى يف الضحااي‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫كتاب العقيقة‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫عنوان املسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫حكم العقيقة‬ ‫‪1‬‬
‫األفضل يف العقيقة‬ ‫‪2‬‬
‫هل يُعق عأ الكبري؟‬ ‫‪3‬‬
‫هل يُعق عأ اجلا ية (األنثى)؟‬ ‫‪4‬‬
‫عدد ما يُعق به عأ الذكر واألنثى‬ ‫‪5‬‬
‫األفضل يف وقت ذبح العقيقة‬ ‫‪6‬‬
‫حكم إدماا مس املولود (تلطيخ مسه بدم العقيقة)‬ ‫‪7‬‬
‫حكم حلق مس املولود يوم السابع والصدقة بوزن عره فضة‬ ‫‪8‬‬

‫‪206‬‬
‫حكم العقيقة‬ ‫املسألة (‪)1‬‬
‫العقيقة ﻫي‪ :‬ما يُذبح من هبيمة األنعام‪ ،‬تقرابً إىل هللا تعاىل بسبب املولود‪ .‬وقد اختلفوا يف حكمها‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫العقيقة (ليست) فرضاً وال سنة‬ ‫العقيقة سنة‬ ‫العقيقة واجبة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫اجلمهور‬ ‫الظاﻫرية‬
‫ظاﻫر تعارض مفهوم اآلاثر يف ﻫذه املسألة‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حديث عمرو بن شعيب‪( :‬من أحب‬ ‫(سئل‬ ‫*حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال‪ُ :‬‬ ‫(كل غالم‬
‫*حديث مسرة ‪ ‬قال ‪ُّ :‬‬
‫منكم أ ْن ينسك عن ولده فليفعل)‪ ،‬حيمل‬ ‫رسول هللا ‪ ‬عن العقيقة‪ ،‬فقال‪ :‬ال أُحب العقوق –كأنَّه‬ ‫مرهتن بعقيقته‪ ،‬تُذبح عنه يوم سابعه‪،‬‬
‫ﻫذا احلديث على اإلابحة‪.‬‬ ‫كره االسم‪ ،-‬فقالوا‪ :‬اي رسول هللا َّإمنا نسألك عن أحدان‬ ‫وُمياط عنه األذى)‪ ،‬ويف رواية‪:‬‬
‫‪ ‬ألنَّه من فعل اجلاﻫلية قبل اإلسالم‪،‬‬ ‫يولد له‪ ،‬فقال ‪ :‬من أحب منكم أ ْن ينسك عن ولده‬ ‫وحيلق رأسه) [حم‪ /‬د‪/‬‬‫(ويسمى فيه ُ‬
‫َّ‬ ‫األدلة‬
‫فإذا ولد ألحدﻫم غالم ذبح شاة‪ ،‬ولطخ‬ ‫فليفعل؛ عن الغالم شااتن متكافئتان وعن اجلارية شاة)‬ ‫ت‪ /‬ن‪ /‬دا‪ /‬جه‪/‬من‪ /‬وصححه‬
‫رأس املولود بدمها‪ ،‬وﻫذا ليس بسنة وال‬ ‫[حم‪ /‬د‪ /‬ن‪ /‬طح‪ /‬كم‪ /‬ﻫق‪/‬طأ‪ /‬وصحح إسناده‬ ‫الرتمذي واحلاكم واأللباين وغريﻫم]‪،‬‬
‫فرض‪.‬‬ ‫احلاكم]‪ ،‬ﻫذا يقتضي َّ‬
‫أن العقيقة سنة‪.‬‬ ‫ﻫذا يقتضي وجوب العقيقة‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬العقيقة سنة)‪ ،‬وعليه ُحيمل حديث مسرة ‪ ،‬أما القول الثالث فهو مرجوح‪ ،‬ولعل اإلمام أاب حنيفة ‪ -‬رمحه هللا‪ -‬مل تبلغه األحاديث‬ ‫الراجح‬
‫يف العقيقة وﻫي متظافرة‪ ،‬لكثرة اعتماده على القياس‪ ،‬بسبب ظهور ِّ‬
‫الفرق وكثرة الكذابني يف العراق يف وقته‬
‫من تر العقيقة عن ولده (مل) يرت فضيلة‬ ‫من تر العقيقة عن ولده وﻫو موسر‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫من تر العقيقة عن ولده فقد تر أمراً رغب فيه الشارع‬
‫من فضائل اإلسالم وال ُحيث على فعلها‬ ‫أمث وإ ْن كان معسراً فعلها مىت أيسر‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)857/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)273/10‬وحاشية ابن عابدين (‪ ،)326/6‬والنوادر والزايدات (‪ ،)332/4‬والتلقني يف الفقة املالكي (‪ ،)105/1‬والعزيز‬
‫شرح الوجيز (‪ ،)117/12‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)426/8‬واملغين (‪ ،)393/13‬والفروع وتصحيح الفروع (‪ ،)104/6‬واحمللى (‪ ،)312/8‬واهلداية يف ختريج‬ ‫مراجع املسألة‬
‫أحاديث البداية (‪)273/6‬‬

‫‪207‬‬
‫األفضل يف العقيقة‬ ‫املسألة (‪)2‬‬
‫أعمعوا على أنَّه (ال) جتزئ العقيقة إال من هبيمة األنعام؛ اإلبل والبقر والضأن واملعز‪ ،‬ذكوراً أو إاناثً (األزواج الثمانية)‪ ،‬واختلفوا ما األفضل يف العقيقة؟‪،‬‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫واخلالف على قولني‬
‫األفضل يف العقيقة اإلبل مث البقر مث الغنم‬ ‫األفضل يف العقيقة الضأن‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫سائر الفقهاء‬ ‫مالك‬
‫ظاﻫر تعارض األثر يف ﻫذه املسألة مع القياس‬ ‫سبب اخلالف‬
‫ألن العقيقة نُسك‪ ،‬فوجب أ ْن يكون األعظم فيها أفضل‪،‬‬ ‫*القياس‪َّ /‬‬
‫عق عن احلسن واحلسني‬ ‫*األثر‪ /‬من حديث ابن عباس ‪َّ :‬‬
‫(أن رسول هللا ‪َّ ‬‬
‫كبشاً كبشاً) [د‪ /‬من‪ /‬طح‪ /‬ﻫق‪ /‬ويف رواية للنسائي‪( :‬كبشني كبشني)]‪،‬‬
‫قياساً على اهلدااي‪.‬‬
‫‪ ‬حديث فضل التبكري لصالة اجلمعة‪ ،‬قال ‪( :‬من راح الساعة‬ ‫فاختار ‪ ‬الكبش وال خيتار ‪ ‬إال األفضل‪.‬‬
‫*حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال ‪( :‬من أحب منكم أ ْن‬
‫األوىل فكأمنا َّقرب بدنة‪ ،‬ومن راح الساعة الثانية فكأمنا َّقرب بقرة‪،‬‬ ‫األدلة‬
‫ومن راح الساعة الثالثة فكأمنا َّقرب كبشاً أقرن) [متفق]‪ ،‬يدل على‬‫ينسك عن ولده فليفعل؛ عن الغالم شااتن متكافئتان وعن اجلارية شاة) [حم‪/‬‬
‫أن اإلبل أفضل‪.‬‬‫َّ‬ ‫د‪ /‬ن‪ /‬طح‪ /‬كم‪ /‬ﻫق‪ /‬طأ‪ /‬وصحح إسناده احلاكم]‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن الضأن أطيب حلماً‪.‬‬
‫أن األفضل يف اهلدااي والضحااي اإلبل‪َّ ،‬‬
‫وألن اإلبل ُجيزئ يف األضحية واهلدي عن سبعة‪،‬‬ ‫ترجح من قبل َّ‬
‫القول الثاين‪( :‬األفضل يف العقيقة اإلبل)‪ ،‬كما َّ‬ ‫الراجح‬
‫فهي أفضل وأنفع للناس‬
‫من ذبح الشياه يف العقيقة وكان قادرا على حنر اإلبل أو ذبح البقر‬ ‫من ذبح الشياه يف العقيقة وكان قادراً على حنر اإلبل أو ذبح البقر فقد فعل‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫فقد فعل املفضول‬ ‫األفضل‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)858/1‬والنوادر والزايدات (‪ ،)333/4‬والبيان والتحصيل (‪ ،)390/3‬وعقد اجلواﻫر الثمينة (‪ ،)377 /2‬وفتح العزيز شرح الوجيز (‪ ،)118/12‬وحتفة احملتاج‬ ‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)371/9‬واملغين (‪ ،)366/13‬والروض املربع (‪ ،)294/1‬وحاشية الروض املربع (‪)251 /4‬‬

‫‪208‬‬
‫هل يُعق عأ الكبري؟‬ ‫املسألة (‪)3‬‬
‫أن وقت الذبح يوم سابع املولود‪ ،‬واختلفوا ﻫل يُشرع للمسلم أ ْن يعق عن نفسه إذا كرب ومل يعق‬ ‫أن العقيقة تكون عن الصغري‪ ،‬و َّ‬
‫ذﻫب اجلمهور إىل َّ‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫عنه والده وﻫو صغري؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جيوز أ ْن يعق الكبري عن نفسه‬ ‫(ال) يشرع أن يُعق الكبري عن نفسه‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الظاﻫرية‪ /‬عطاء‪ /‬احلسن‬ ‫اجلمهور‬
‫ﻫل العقيقة شعرية متعلقة ابلصغري دون الكبري (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫(أن النيب ‪ ‬عق عن نفسه بعدما بُعث‬ ‫*حديث مسرة ‪ ‬قال ‪( :‬كل غالم مرهتن بعقيقته‪ ،‬تُذبح عنه يوم سابعه‪* ،‬حديث أنس ‪َّ :‬‬
‫وُمياط عنه األذى) [حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬دا‪ /‬جه‪ /‬من‪ /‬وصححه الرتمذي ابلنبوة) [ﻫق‪ /‬طح‪ /‬قال النووي‪ :‬حديث ابطل‪ /‬ومال الغماري‬
‫واحلاكم واأللباين وغريﻫم]‪ ،‬فدل قوله‪( :‬يوم سابعه)‪ ،‬على تعلقها ابلصغري‪ .‬إىل تصحيحه وأطال الكالم فيه]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫ألن السنة يف العقيقة يف حق والد الصغري‪ ،‬فال يعق عن نفسه‪ ،‬كما ال ‪َّ ‬‬
‫ألن العقيقة واجبة يف الذمة‪ ،‬إىل أ ْن يؤديها‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫‪ ‬ألنَّه مرهتن ابلعقيقة فيؤديها عن نفسه‪.‬‬ ‫يعق عنه أجنيب وال ُخيرج عنه صدقة الفطر‪.‬‬

‫عق األب عن‬


‫القول األول‪( :‬ال يشرع أ ْن يُعق الكبري عن نفسه)‪ ،‬فهي عبادة متعلقة ابلغري‪ ،‬وﻫي سنة وليست واجبة فال تبقى يف الذمة إىل األبد‪ ،‬ولو َّ‬ ‫الراجح‬
‫ابنه ولو يف سن متأخر فال أبس‪ ،‬لعدم الدليل املانع‪ ،‬لكن ال يعق أحد عن نفسه‬
‫من (مل) يعق عنه أبوه وعق عن نفسه بعد أ ْن كرب‪ ،‬وافق اهلدي‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫من (مل) يعق عنه أبوه وعق عن نفسه بعد أ ْن كرب‪ ،‬أتى مبا خيالف السنة‬
‫النبوي وأصاب السنة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)859/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)69/5‬واملعتصر من املختصر (‪ ،)277/1‬والنوادر والزايدات (‪ ،)334/4‬والبيان والتحصيل (‪ ،)391/3‬وفتح العزيز شرح‬
‫الوجيز (‪ ،)117/12‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)431/8‬واملغين (‪ ،)397/13‬واملبدع يف شرح املقنع (‪ ،)277/3‬واحمللى (‪ ،)523/7‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية‬ ‫مراجع املسألة‬
‫(‪)280/6‬‬

‫‪209‬‬
‫هل يُعق عأ اجلا ية (األنثى)؟‬ ‫املسألة (‪)4‬‬
‫اتفقوا على أنَّه يشرع أ ْن يُعق عن َّ‬
‫الذكر ‪ -‬خالفاً أليب حنيفة رمحه هللا‪ ،-‬واختلفوا ﻫل يعق عن اجلارية (األنثى)؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫(ال) يُعق عن اجلارية‬ ‫يُعق عن اجلارية‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫احلسن البصري‬ ‫اجلمهور‬
‫ظاﻫر اختالف اآلاثر يف ﻫذه املسألة (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حديث مسرة ‪ ‬قال ‪( :‬كل غالم مرهتن بعقيقته‪ ،‬تُذبح عنه يوم سابعه‪ ،‬وُمياط عنه األذى)‬ ‫*حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‬
‫خص احلديث الغالم‬‫[د‪ /‬ن‪ /‬دا‪ /‬جه‪ /‬من‪ /‬وصححه الرتمذي واحلاكم واأللباين وغريﻫم]‪ ،‬فقد َّ‬ ‫أحب منكم أ ْن ينسك عن‬ ‫قال ‪( :‬من َّ‬
‫دون اجلارية‪ ،‬فال يُعق عن األنثى‪.‬‬ ‫ولده فليفعل؛ عن الغالم شااتن متكافأاتن‬
‫(إن مع الغالم عقيقه‪ ،‬فأﻫريقوا عنه دماً‪ ،‬وأميطوا عنه‬ ‫‪ ‬حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬قال ‪َّ :‬‬ ‫وعن اجلارية شاة) [حم‪ /‬د‪ /‬ن‪ /‬طح‪ /‬كم‪/‬‬ ‫األدلة‬
‫األذى) [كم‪ /‬بز‪ /‬وصححه احلاكم]‪ ،‬وداللته كحديث مسرة ‪.‬‬ ‫ﻫق‪ /‬طأ‪ /‬وصحح إسناده احلاكم‪ /‬وحنوه عن‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن العقيقة شكر للنعمة احلاصلة ابلولد‪ ،‬واجلارية ال حيصل هبا سرور‪ ،‬فال يُشرع هلا عقيقة‪.‬‬ ‫أم ُك ْرز رضي هللا عنها]‪.‬‬
‫عق عن اإلانث‬‫‪ ‬مل يُنقل عنه ‪ ‬أنَّه َّ‬
‫القول األول‪( :‬يعق عن اجلارية)‪ ،‬ودليلهم نص يف ذلك‪ ،‬أما حديث مسرة ‪ ‬ومثله حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬وإ ْن كان ظاﻫره َّ‬
‫أن العقيقة للغالم‪ ،‬إال‬
‫أنَّه ليس مبقصود منه ذلك‪ ،‬لألحاديث األخرى الدالة على دخول اجلارية يف احلكم‪ ،‬وال اجتهاد مع النص‪ ،‬وقد وصف ابن رشد – رمحه هللا‪-‬‬ ‫الراجح‬

‫قول احلسن – رمحه هللا‪ -‬أبنَّه شاذ‬


‫مثرة اخلالف‬
‫من عق عن بناته فقد خالف السنة‬ ‫من عق عن أوالده الذكور واإلانث فقد وافق السنة‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)859/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)69/5‬والذخرية للقرايف (‪ ،)163/4‬والفواكه الدواين (‪ ،)874/2‬والعزيز شرح الوجيز (‪ )118/12‬واحلاوي الكبري‬ ‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)127/15‬واملغين (‪ ،)395/13‬وشرح الزركشي (‪)51/7‬‬
‫وعن‬

‫‪210‬‬
‫عدد ما يُعق به عأ الذكر واألنثى‬ ‫املسألة (‪)5‬‬
‫اتفقوا على أنَّه يُعق عن األنثى بشاة ‪ -‬خالفاً أليب حنيفة واحلسن البصري رمحهما هللا ‪ ،-‬واختلفوا بكم يُعق عن الذكر؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫يُعق عن الغالم بشاتني‬ ‫يُعق عن الغالم بشاة واحدة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو ثور‪ /‬داود‬ ‫مالك‬
‫ظاﻫر اختالف اآلاثر يف ﻫذه املسألة‬ ‫سبب اخلالف‬
‫(أن رسول هللا ‪ ‬عق عن *حديث أم ُكْرز الكعبية ‪ -‬رضي هللا عنها‪ -‬قالت‪( :‬مسعت رسول هللا ‪ ‬يقول يف‬ ‫*حديث ابن عباس ‪َّ :‬‬
‫احلسن واحلسني كبشاً كبشاً) [د‪ /‬من‪ /‬طح‪ /‬ﻫق]‪ ،‬العقيقة‪ :‬عن الغالم شااتن مكافأاتن –متماثلتان‪ ،-‬وعن اجلارية شاة) [د‪ /‬حم‪ /‬ت‪/‬‬
‫األدلة‬
‫ن‪ /‬جه‪ /‬طح‪ /‬كم‪ /‬ﻫق‪ /‬وصححه احلاكم والرتمذي واأللباين‪ /‬وحنوه عن عائشة رضي هللا‬ ‫وﻫذا يقتضي االستواء بني الذكر واألنثى‪.‬‬
‫عنها]‪ ،‬وﻫذا يقتضي الفرق يف العقيقة بني الذكر واألنثى‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬يُعق عن الغالم بشاتني‪ ،‬حلديث أم ُكْرز –رضي هللا عنها‪ -‬وحنوه عن عائشة –رضي هللا عنها‪ -‬أما حديث ابن عباس ‪ ،‬ففيه رواية‬ ‫الراجح‬
‫عند النسائي‪( :‬عق عن احلسن واحلسني بكبشني كبشني)‬
‫السنة أ ْن يُعق عن الغالم بشاتني متساويتني‬ ‫السنة أ ْن يُعق عن الغالم بشاة واحدة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)859/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)273/10‬والذخرية للقرايف (‪ ،)163/4‬واملقدمات املمهدات (ص‪ ،)229 :‬والبيان يف مذﻫب اإلمام الشافعي‬ ‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)465/4‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)447/8‬واملغين (‪ ،)395/13‬وشرح الزركشي (‪)51/7‬‬

‫‪211‬‬
‫األفضل يف وقت ذبح العقيقة‬ ‫املسألة (‪)6‬‬
‫أن أفضل وقت للذبح وﻫو املستحب اليوم السابع‪ ،‬واختلفوا ﻫل حيسب اليوم‬ ‫اتفقوا أنَّه (ال) جيزئ ذبح العقيقة قبل ميالد املولود‪ ،‬واتفقوا على َّ‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫الذي ولد فيه املولود منها؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) ُحيسب اليوم الذي ولد فيه املولود من األايم السبعة إ ْن ولد هنا ارً‬ ‫ُحيسب اليوم الذي ولد فيه املولود من األايم السبعة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬ابن املاجشون‬
‫االختالف يف مفهوم حديث مسرة ‪ ،‬وﻫل يطلق اليوم على جزء من اليوم؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫‪ ‬حديث مسرة ‪ ‬قال ‪( :‬كل غالم مرهتن بعقيقته‪ ،‬تُذبح عنه يوم سابعه ‪ ‬حديث مسرة ‪( :‬تذبح عنه يوم سابعه)‪ ،‬ظاﻫره َّ‬
‫أن اليوم‬
‫وُمياط عنه األذى) [حم‪ /‬د‪ /‬ن‪ /‬دا‪ /‬جه‪ /‬من‪ /‬وصححه الرتمذي واحلاكم الذي ولد فيه املولود (ال) ُحيسب‪ ،‬ألنَّه ليس بيوم ولكن جزء من‬
‫واأللباين وغريﻫم]‪ ،‬ظاﻫره َّ‬
‫أن اليوم الذي ولد فيه املولود يدخل فيه‪ ،‬فيطلق يوم‪ ،‬فاليوم يطلق على اليوم الكامل الذي ﻫو (‪ )24‬ساعة‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫اليوم على جزء منه‪ ،‬فلو قال شخص آلخر‪ :‬أستأجر لك مدة أسبوع‪ ،‬وكان‬
‫ذلك يوم السبت ظهراً مثال‪ ،‬النتهت مدة اإلجارة ظهر يوم اجلمعة‪.‬‬

‫(حيسب اليوم الذي ولد فيه املولود من األايم السبعة)‪ ،‬وﻫذا ﻫو األقرب ملفهوم احلديث‪ ،‬وﻫذا ما تعارف عليه أكثر الناس‬
‫القول األول‪ُ :‬‬ ‫الراجح‬
‫لو ولد املولود يوم السبت ظهراً – مثالً‪ -‬فاملستحب أ ْن يعق يوم‬
‫لو ولد املولود يوم السبت ظهراً – مثالً‪ -‬فاملستحب أ ْن يعق يوم اجلمعة‬
‫السبت القابل‪ ،‬وتذبح هناراً (ال) ليالً‪ ،‬فتذبح ضحى كالضحااي أو‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بعد الفجر كاهلدااي‬ ‫القابل‪ ،‬سواء ذحبها يف النهار أو يف الليل‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)859/1‬والنوادر والزايدات (‪ ،)334/4‬والبيان والتحصيل (‪ ،)387/3‬وأسىن املطالب (‪ ،)548/1‬واإلقناع يف حل ألفاظ أيب شجاع (‪،)593/2‬‬ ‫مراجع املسألة‬
‫واملغين (‪ ،)396/13‬وشرح منتهى اإلرادات (‪)139/4‬‬

‫‪212‬‬
‫حكم إدماا مس املولود (تلطيخ مسه بدم العقيقة)‬ ‫املسألة (‪)7‬‬
‫كان من فعل اجلاﻫلية عند ذبح العقيقة َّأهنم يلطخون رأس الطفل املولود بدم العقيقة‪ ،‬وكانت العقيقة معلومة عند أﻫل اجلاﻫلية قبل اإلسالم‪ ،‬فما‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫حكم ﻫذا الفعل يف اإلسالم؟‪ ،‬خالف على قولني‬
‫يُستحب أ ْن ميس رأس املولود بقطنة غمست يف الدم‬ ‫يكره أ ْن يلطخ رأس املولود بدم العقيقة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫احلسن البصري‪ /‬قتادة‬ ‫اجلمهور‬
‫االختالف ﻫل إدماء رأس املولود من أفعال اجلاﻫلية اليت أقرﻫا اإلسالم أو نسخها؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫‪ ‬رواية يف حديث مسرة قال ‪( :‬كل غالم مرهتن‬ ‫*حديث بريدة األسلمي ‪ ‬قال‪( :‬كنا يف اجلاﻫلية إذا ولد ألحدان غالم‪ ،‬ذُبح له شاة‪،‬‬
‫بعقيقته‪ ،‬تذبح عنه يوم سابعه ويُدمى) [د‪ /‬حم‪ /‬ت‪/‬‬ ‫ولُ ِّطخ رأسه بدمها‪ ،‬فلما جاء اإلسالم‪ ،‬كنا نذبح وحنلق رأسه ونلطخه بزعفران) [حم‪/‬‬
‫سمى أصح‬‫طأ‪ /‬ﻫق‪ /‬قال أبو داود‪ :‬فيه تصحيف‪ ،‬ويُ َّ‬ ‫د‪ /‬كم‪ /‬طح‪ /‬وصححه البيهقي واحلاكم]‪ ،‬فتلطيخ الرأس عمل من أعمال اجلاﻫلية‬
‫ويدمى غلط‪ /‬وﻫذه الرواية معلولة ففي سندﻫا‬ ‫املنسوخة يف اإلسالم‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫مدلس]‪.‬‬ ‫‪ ‬حديث مسرة ‪ ‬قال ‪( :‬كل غالم مرهتن بعقيقته‪ ،‬تُذبح عنه يوم سابعه‪ ،‬وُمياط عنه‬
‫األذى) [حم‪ /‬د‪ /‬ت‪/‬ن‪ /‬دا‪ /‬جه‪ /‬من‪ /‬وصححه غري واحد]‪ ،‬فالسنة إماطة األذى عن‬
‫املولود وليس وضع األذى عليه‪.‬‬
‫الدم جنس فال‬ ‫القول األول‪( :‬يُكره أ ْن يلطَّخ رأس املولود بدم العقيقة)‪ ،‬فهذا عمل ثبت نسخه‪ ،‬ولفظ‪( :‬يدمى) يف حديث مسرة ‪( ‬مل) يصح‪ ،‬و َّ‬
‫ألن َّ‬ ‫الراجح‬
‫ننجس املولود به‪ ،‬وقد وصف ابن رشد ‪ -‬رمحه هللا‪ -‬القول ابالستحباب أبنَّه شاذ‬‫ِّ‬
‫من لطخ رأس املولود بدم العقيقة فقد أتى أبمر رغب‬ ‫من لطخ رأس املولود بدم العقيقة فقد فعل فعالً من أفعال اجلاﻫلية اليت (ال) يقرﻫا‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫فيه الشارع الكرمي‬ ‫اإلسالم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)860/1‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)48/3‬والفواكه الدواين (‪ ،)875/2‬والعزيز شرح الوجيز (‪ ،)116/12‬واجملموع شرح املهذب (‪،)448/8‬‬ ‫مراجع املسألة‬
‫واملغين (‪ ،)398/13‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)274/3‬‬

‫‪213‬‬
‫حكم حلق مس املولود يوم السابع والصدقة بوزن عره فضة‬ ‫املسألة (‪)8‬‬
‫اتفقوا على استحباب ذبح العقيقة اليوم السابع من الوالدة (على خالف بينهم ﻫل حيسب يوم الوالدة أو ال حيسب)‪ ،‬واختلفوا ﻫل‬ ‫حترير حمل‬
‫يستحب حلق رأس املولود يوم السابع والصدقة بوزنه فِّضة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫اخلالف‬
‫(ال) يستحب حالق رأس املولود يوم سابعه وال التصدق بوزن شعره فضة‬ ‫يستحب حالق رأس املولود يوم السابع والصدقة بوزن شعره فضة‬ ‫األقوال‬
‫مالك (قول)‬ ‫مالك (قول ابن حبيب)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫ونسبتها‬
‫االختالف يف صحة األثر الوارد يف حلق رأس املولود والصدقة بوزن شعره فضة (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫(أهنا حلقت شعر ‪ ‬األصل يف األمور املستحبة َّ‬
‫أن يثبت فيها الدليل‪ ،‬وال دليل على‬ ‫*أثر فاطمة – رضي هللا عنها‪ -‬بنت رسول هللا ‪َّ :‬‬
‫احلسن واحلسني وزينب وأم كلثوم‪ ،‬وتصدَّقت بزنة ذلك فِّضة) [طأ‪ /‬حم‪ /‬االستحباب‪ ،‬ومل يثبت احلديث يف حلق شعر املولود‪.‬‬
‫قال الغماري‪ :‬منقطع وموقوف]‪.‬‬
‫(إن رسول هللا ‪ ‬أمر فاطمة‪ ،‬فقال‪ :‬زين شعر احلسني‬ ‫‪ ‬حديث علي ‪َّ :‬‬ ‫األدلة‬
‫وتصدقي بوزنه فضة‪ ،‬وأعطي القابلة ِّرجل العقيقة)‪ ،‬ويف رواية‪( :‬فوزنته‪ ،‬فكان‬
‫وزنه درمهاً) [ت‪/‬كم‪ /‬ﻫق‪ /‬قال الرتمذي‪ :‬إسناده ليس مبتصل]‪.‬‬

‫القول األول‪( :‬يستحب حلق رأس املولود يوم السابع والصدقة بوزن الشعر فضة)‪ ،‬فهذا من فضائل األعمال‪ ،‬ويكفي يف العمل هبا احلديث ولو كان فيه ضعف‬ ‫الراجح‬
‫من حلق رأس املولود يوم سابعه وتصدق بوزن الشعر فضة فقد خالف السنة‬ ‫من حلق رأس املولود يوم سابعه وتصدق بوزن الشعر فضة فقد وافق السنة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)860/1‬وحاشية العدوي (‪ ،)747/1‬والبيان والتحصيل (‪ ،)385/3‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)432/8‬ومغين احملتاج (‪ ،)142/6‬واملغين (‪،)397/13‬‬ ‫مراجع املسألة‬
‫وكشاف القناع عن منت اإلقناع (‪ ،)29/3‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)285/6‬‬

‫‪214‬‬
‫كتـ ـاب األطعمـة واأل ـربـة‬

‫‪215‬‬
‫كتاب األطعمة واألشربة‬
‫ويشتمل على جملتين‬
‫‪ -‬اجلملة األوىل‪ :‬احملرمات يف حال االختيا ‪.‬‬
‫‪ -‬اجلملة‪ :‬الثانية‪ :‬احملرمات يف حالة االضطرا ‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف كتاب األطعمة واألشربة‬
‫اتفق العلماء على حترمي ميتة الرب‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن حكمها حكم امليتة‪.‬‬‫أن اخلمسة اليت ذكرﻫا هللا تعاىل يف سورة املائدة آية (‪َّ )3‬‬ ‫(ال) خالف َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫أن احملرمات لعينها اثنني؛ اخلنزير والدم‪ ،‬واتفقوا على َّ‬
‫أن احملرم من اخلنزير؛ شحمه وحلمه وجلده‪.‬‬ ‫اتفق املسلمون َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫اتفقوا على حترمي الدم املسفوح من احليوان َّ‬
‫املذكى‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ -5‬أعمع العلماء على ِّ‬
‫حل احليوان البحري إذا مل يكن امسه موافقاً السم احليوان الربي احملرم؛ كخنزير وكلب املاء‪.‬‬
‫‪ -6‬اتفقوا على حترمي اخلمر قليلها وكثريﻫا‪.‬‬
‫‪ -7‬أعمعوا على حترمي شرب النَّبيذ ابلقدر الذي يسكر منه‪.‬‬
‫الشدة ِّ‬
‫املطربة اخلمرية‪.‬‬ ‫أن االنتباذ حالل مامل حتدث فيه ِّ‬
‫‪ -8‬اتفقوا على َّ‬
‫‪ -9‬أعمعوا على جواز االنتباذ يف األسقية‪.‬‬
‫أن اخلمر إذا ختللت من ذاهتا جاز أكلها‪.‬‬ ‫‪ -10‬أعمعوا على َّ‬
‫‪( -11‬ال) خالف على جواز ِّ‬
‫التغذي ابحملرمات حال االضطرار‪ ،‬إذا مل جيد شيئاً حالالً َّ‬
‫يتغذى به‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫كتاب األطعمة واألشربة‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫عنوان املسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫حكم ميتة البحر‬ ‫‪1‬‬
‫حكم مكل اجلاللة‬ ‫‪2‬‬
‫إذا خالطت النجاسة املطعوم احلالل‬ ‫‪3‬‬
‫حكم الدم غري املسفوح‬ ‫‪4‬‬
‫حكم دم احلوت (السمك)‬ ‫‪5‬‬
‫حكم السباع مأ ذوات األ بع‬ ‫‪6‬‬
‫جنس (نوع) السباع احملرمة‬ ‫‪7‬‬
‫حكم السباع مأ الطيو‬ ‫‪8‬‬
‫حكم مكل حلوم احلُ ُمر اإلنسية‬ ‫‪9‬‬
‫حكم مكل حلوم البغال‬ ‫‪10‬‬
‫حكم مكل حلوم اخليل‬ ‫‪11‬‬
‫حكم مكل حلم احليوان املأمو بقتله‬ ‫‪12‬‬
‫حكم مكل ما تستخبثه النفوس‬ ‫‪13‬‬
‫حكم مكل احليوان املنهي عأ قتله‬ ‫‪14‬‬
‫حكم مكل خنزير املاا وكلب البحر وحنوها‬ ‫‪15‬‬
‫حكم رب القليل مأ األنبذة‬ ‫‪16‬‬
‫حكم االنتباذ يف غري األسقية‬ ‫‪17‬‬
‫انتباذ اخلليطني‬ ‫‪18‬‬
‫حكم اخلمر إذا حتولت إىل خل‬ ‫‪19‬‬
‫التداوي ابلنجاسات واحملرمات‬ ‫‪20‬‬
‫هل جيوز للمضطر األكل مأ امليتة حىت الاشبع؟‬ ‫‪21‬‬
‫هل أيكل املضطر مأ امليتة إن كان يف سفر معصية؟‬ ‫‪22‬‬

‫‪218‬‬
‫حكم ميتة البحر‬ ‫املسألة (‪)1‬‬
‫سبق يف كتاب الطهارة مسألة رقم (‪ )100‬الكالم عن ﻫذه املسألة‪ ،‬وقد اتفق العلماء على حترمي ميتة الرب‪ ،‬واختلفوا يف ميتة البحر‪ ،‬ﻫل ﻫي‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫حالل؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫ما طفا من السمك حرام‪ ،‬وما جزر‬ ‫ميتة البحر حرام‬
‫ميتة البحر حالل إبطالق‬
‫عنه البحر حالل‬ ‫إبطالق‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‬
‫أبو حنيفة‬ ‫قوم (مل يُنسب ألحد)‬
‫ظاﻫر تعارض اآلاثر يف ﻫذا الباب‪ ،‬وظاﻫر معارضة عموم الكتاب لبعضها معارضة كليَّة‪ ،‬وموافقته لبعضها موافقة جزئية‪ ،‬ومعارضة بعضها لبعض‬
‫سبب اخلالف‬
‫معارضة جزئية‬
‫*حديث جابر ‪ ‬قال‪( :‬غزوان وأمريان أبو عبيدة‪ ،‬فجعنا جوعاً شديداً‪ ،‬فألقى *عموم قوله تعاىل‪* :‬حديث جابر ‪ ‬قال ‪( :‬ما‬
‫ﭒ ألقى البحر أو جزر عنه فكلوه‪ ،‬وما‬ ‫البحر حواتً مل نر مثله‪ ،‬يقال له العنرب‪ ،‬فأكلنا نصف شهر‪ ،‬فلما قدمنا املدينة ﮋﭑ‬
‫ذكران ذلك للنيب ‪ ،‬فقال‪ :‬كلوا‪ ،‬رزق أخرجه هللا تعاىل لكم‪ ،‬وأكل منه) ﭓﮊ [املائدة‪ ،]3:‬مات فيه وطفا فال أتكلوه) [د‪ /‬جه‪/‬‬
‫يرجح عموم الكتاب قط‪ /‬ﻫق‪ /‬وﻫو ضعيف وأطال‬ ‫[متفق]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫*حديث أيب ﻫريرة ‪ ،‬قال ‪ ‬عن البحر‪( :‬ﻫو الطَّهور ماؤه احلل ميتته) [ت‪ /‬احملرم لعموم امليتة‪ ،‬الغماري الكالم عنه]‪ ،‬يرجح ﻫذا‬
‫ومنها ميتة السمك‪ .‬احلديث على حديث أيب ﻫريرة ‪‬‬ ‫يرجح ﻫذا احلديث على غريه‪.‬‬‫ن‪ /‬جه‪ /‬د‪ /‬وصححه غري واحدي] َّ‬
‫لشهادة عموم الكتاب له‪.‬‬ ‫‪ ‬حديث‪( :‬أُحلت لنا ميتتان‪ ،‬السمك واجلراد) [جه‪ /‬حم‪ /‬طأ‪ /‬وصححه األلباين]‪.‬‬
‫إن النووي‪-‬رمحه هللا‪ -‬نقل ضعفه عن‬ ‫القول األول‪( :‬ميتة البحر حالل مطلقاً)‪ ،‬وأدلة القول نص يف حمل اخلالف‪ ،‬ودليل القول الثالث ضعيف حىت َّ‬
‫تسم من قال به فهو قول يف حكم اجملهول‪ ،‬ومل يذكره ابن رشد –رمحه هللا‪-‬‬ ‫عمع من احملدثني‪ ،‬أما القول الثاين فهو ضعيف جداً حىت إن كتب الفقه مل َّ‬ ‫الراجح‬
‫ملا تكلم عن املسألة يف كتاب الطهارة‬
‫(ال) جيوز أكل ميتة (ال) جيوز أكل السمك امليت الطايف‬
‫تؤكل ميتة البحر سواء طفا أو جزر عنه البحر ما مل يفسد‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫الذي مات حتف أنفه وجيوز أكل ما‬ ‫البحر‬
‫البحر ووألقاه‬
‫اجملموع شرح‬ ‫(ص‪:‬عنه‪،)666‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)861/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)35/5‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)609/11‬وجامع األمهات (ص‪ ،)224 :‬والثمر الداينجزر‬
‫مراجع املسألة‬
‫املهذب (‪ ،)84/1‬والعدة شرح العمدة (ص‪)489 :‬ن وأحكام األطعمة يف الشريعة اإلسالمية (ص‪ ،)293‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)292/6‬‬

‫‪219‬‬
‫حكم مكل اجلاللة‬ ‫املسألة (‪)2‬‬
‫اتفقوا على حترمي أكل ما ورد يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭑﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝﭞ‬
‫اجلاللة؛ وﻫو‪ :‬احليوان الذي يتغذى على النجاسة؛ كالطري الذي أيكل اجلِّيف‪ .‬وقد‬ ‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﮊ [املائدة‪ ،]3 :‬واختلفوا يف حكم َّ‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫اجلاللة إذا ُحبست وأُطعم الطاﻫر فهو حالل‪ ،‬على خالف بينهم يف مدة احلبس هلا‪ ،‬واخلالف يف حكم أكل َّ‬
‫اجلاللة على قولني‬ ‫أن َّ‬
‫اتفقوا َّ‬
‫حيرم أكل اجلاللة‬ ‫(ال) حيرم أكل اجلاللة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي (رواية)‪ /‬أمحد (املذﻫب)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي (األصح)‪ /‬أمحد (رواية)‬
‫ظاﻫر معارضة القياس لألثر‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*القياس‪ ،‬وﻫو ما يرد جوف احليوان ينقلب إىل حلم ذلك احليوان وسائر *حديث ابن عمر ‪ ‬قال‪( :‬هنى رسول هللا ‪ ‬عن حلوم اجلاللة‬
‫أن حلم احليوان حالل‪ ،‬وجب أ ْن يكون ملا ينقلب من وألباهنا) [د‪/‬حم‪ /‬جه‪ /‬ت‪ /‬ﻫق‪ /‬قال الرتمذي حسن غريب‪ /‬وقال‬ ‫أجزائه‪ ،‬فإذا قلنا َّ‬
‫األدلة‬
‫ذلك حكم ما ينقلب إليه‪ ،‬وﻫو اللحم‪ ،‬كما لو انقلب تراابً‪ ،‬أو كانقالب الغماري يف سنده خالف ال يضر‪ ،‬ويف رواية‪( :‬هنى عن ركوهبا وأكل‬
‫حلومها)]‪.‬‬ ‫الدم حلماً‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬يكره أكل اجلاللة) وحيمل حديث ابن عمر ‪ ‬يف النهي عن أكل اجلاللة على الكراﻫة‪ ،‬وذلك َّ‬
‫ألن احليوان (ال) ينجس أبكل النجاسة‪،‬‬
‫إن شارب اخلمر (ال) حيكم بتنجس أعضائه‪ ،‬والكافر أبكل اخلنزير واحملرمات وال يكون جنساً ظاﻫره‪َّ ،‬‬
‫وألن احلكم على اللحم مبناه سبب طارئ‬ ‫كما َّ‬ ‫الراجح‬
‫على اللحم وليس ذات اللحم ذاته‬
‫عند أيب حنيفة تكره اجلاللة إذا كانت ال أتكل إال العذرة وعند مالك‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫حيرم أكل اجلاللة؛ حلومها ولبنها‪ ،‬وﻫي جنسة‬
‫حالل أكلها بال كراﻫة‪ ،‬وعند الشافعي يكره إذا تغري حلم اجلاللة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)863/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)255/11‬وبدائع الصنائع (‪ ،)39/5‬واملدونة الكربى (‪ ،)542/1‬والنوادر والزايدات (‪ ،)372/4‬واجملموع شرح‬
‫املهذب (‪ ،)28/9‬واحلاوي الكبري (‪ ،)385/5‬واملغين (‪ ،)328/13‬واإلنصاف (‪ ،)356/10‬وأحكام األطعمة يف الشريعة اإلسالمية (ص‪ ،)264‬واهلداية يف ختريج‬ ‫مراجع املسألة‬
‫أحاديث البداية (‪)294/6‬‬

‫‪220‬‬
‫إذا خالطت النجاسة املطعوم احلالل‬ ‫املسألة (‪)3‬‬
‫كالد بس والعجني والبطيخ‪ ،‬أو شراب (سائل) كالسمن والزيت واخلل والعصري وحنوﻫا‪ ،‬وقد سبق يف كتاب الطهارة مسألة رقم (‪ )33‬يف‬ ‫املطعوم إما جامد (طعام) ِّ‬
‫املاء إذا وقعت فيه جناسة‪ ،‬وﻫنا الكالم عن سائر املطعومات واملشروابت – غري املاء‪ -‬وقد اتفقوا أنَّه إذا وقعت جناسة يف السمن السائل أنَّه جنس‪ ،‬واختلفوا يف‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫حكم النجاسة اليت ختالط بقية املطعومات‪ ،‬واخلالف على (مذﻫبني) قولني‬
‫إذا وقعت النجاسة يف املطعومات حرمت إذا تغريت‬ ‫إذا وقعت النجاسة يف املطعومات حرمت مبجرد املخالطة وإ ْن (مل) يتغري للطعام لون وال رائحة وال طعم‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك (رواية)‪ /‬أﻫل الظاﻫر‬ ‫اجلمهور‬
‫اختالفهم يف مفهوم حديث‪َّ :‬‬
‫(أن رسول هللا ‪ُ ‬سئل عن الفأرة تقع يف السمن ‪ )...‬احلديث‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬وميمونة ‪ -‬رضي هللا عنها‪( :-‬أنَّه ُسئل ‪ ‬عن الفأرة تقع يف السمن فقال‪* :‬حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬وميمونة ‪ -‬رضي هللا عنها‪ :-‬أنَّه‬
‫(إ ْن كان جامداً فاطرحوﻫا وما حوهلا‪ ،‬وكلوا الباقي‪ ،‬وإ ْن كان ذائباً فأريقوه‪ ،‬أو ال تقربوه) [د‪ /‬ت‪ /‬سئل ‪ ‬عن الفأرة تقع يف السمن‪ ،...‬ﻫذا من ابب‬
‫وأصله عند البخاري بلفظ‪( :‬خذوﻫا وما حوهلا وكلوا مسنكم)‪ ،‬ورواية‪( :‬ألقوه وما حوهلا وكلوه)]‪ ،‬ﻫذا اخلاص الذي أريد به اخلاص‪ ،‬فيمرر احلديث على ظاﻫره‪،‬‬ ‫األدلة‬
‫وسائر األشياء يعترب فيها تغريﻫا ابلنجاسة أو عدم تغريﻫا‬ ‫ينجس احلالل‪.‬‬ ‫أن نفس خمالطة النجس ِّ‬ ‫من ابب اخلاص الذي أُريد به العام‪ ،‬فاملفهوم منه َّ‬
‫هبا‪.‬‬ ‫ألن غري املاء ليس طهور فال يدفع النجاسة عن نفسه‪ ،‬فينجس مبجرد املالقاة‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫القول األول‪( :‬إذا وقعت النجاسة يف املطعومات حرمت مبجرد املالمسة)‪ ،‬ﻫذا ﻫو ظاﻫر احلديث‪ ،‬وقد وصف ابن رشد ‪ -‬رمحه هللا‪ -‬ﻫذا القول أبنَّه املشهور‪ ،‬وقال‬ ‫الراجح‬
‫عن قول اجلمهور‪( :‬كأهنم اقتصروا من بعض احلديث على ظاﻫره‪ ،‬ومن بعضه على القياس عليه‪ ،‬وأقرته الظاﻫرية على ظاﻫره)‬
‫عند الظاﻫرية‪ :‬إذا وقع فأر يف السمن خاصة فهو حرام‬
‫لو وقعت النجاسة يف أي سائل ولو كان كثرياً تنجس وال جيوز استعماله يف الطعام وال يؤكل‪ ،‬وإذا‬
‫سواء مات فيه الفأر أو مل ميت وحيرم إمساكه وجيب أ ْن‬ ‫وقعت يف جامد أزيل وما حوله‪ ،‬ويف االنتفاع ِّ‬
‫ابملتنجس عندﻫم بوجوه أخرى غري األكل؛ كإانرة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫يهراق إ ْن كان سائالً‪ ،‬وما عدا السمن لو وقعت فيه الفأرة‬
‫املصابيح وغريه خالف‬
‫وماتت فهو حالل يؤكل مامل يتغري لونه أو طعمه أو رحيه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)863/1‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)201/12‬والبيان والتحصيل (‪ ،)37/1‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)35/9‬وأسىن املطالب (‪ ،)9/2‬واملغين (‪ ،)347/13‬وشرح‬ ‫مراجع املسألة‬
‫الزركشي (‪ ،)699/6‬واحمللى (‪)150/8‬‬

‫‪221‬‬
‫حكم الدم غري املسفوح‬ ‫املسألة (‪)4‬‬
‫أشار املؤلف ‪ -‬رمحه هللا‪ -‬إىل ﻫذه املسألة يف كتاب الطهارة مسألة رقم (‪ )105‬بعنوان‪ :‬ﻫل يعفى عن الدم القليل‪ .‬وقد اتفقوا على حترمي الدم املسفوح‬
‫املذكى عند التذكية‪ ،‬من حيوان حالل األكل‪ ،‬كالبقرة والغنم‪ ،‬وأما أكل أو شرب الدم السائل من احليوان احلي‬‫(الذي يسيل)‪ ،‬وﻫو الذي سال من احليوان َّ‬ ‫حترير حمل‬
‫فهو حرام قليله وكثريه‪ ،‬ومثله الدم من احليوان احملرم األكل ولو ذُكِّي‪ ،‬فقليله وكثريه حرام‪ ،‬واختلفوا يف حكم الدم القليل ‪ -‬غري املسفوح‪ -‬الذي يبقى يف‬ ‫اخلالف‬
‫عروق احليوان‪ ،‬وما يتلطخ به اللحم من الدم وﻫي احلمرة اليت تعلو القدر عند طبخ اللحم‪ ،‬واخلالف فيه على قولني‬
‫(ال) حيرم الدم غري املسفوح‬ ‫الدم غري املسفوح حرام‬ ‫األقوال‬
‫عمهور العلماء‬ ‫الشافعي (قول)‪ /‬احلسن البصري‪ /‬سليمان التيمي‬ ‫ونسبتها‬

‫ظاﻫر معارضة االطالق يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭑﭒ ﭓ ﭔﮊ‪ ،‬للمقيد من قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮨﮩ ﮪﮊ‬ ‫سبب اخلالف‬

‫*قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﮊ‪[ ،‬املائدة‪* ،]4 :‬قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬


‫ﻫذا يقتضي حترمي الدم املسفوح وغريه‪ ،‬فاطالق اآلية يقتضي حكماً زائداً ﮦﮧ ﮨﮩﮪﮊ [األنعام‪ ،]145 :‬ﻫذا يقتضي حبسب دليل‬
‫فريد املطلق من آية املائدة‪( :‬والدم)‪ ،‬إىل‬ ‫على املقيد يف آية األنعام‪َّ ،‬‬
‫ألن معارضة املقيد للمطلق إمنا ﻫو من ابب دليل اخلطاب حترمي الدم املسفوح فقط‪ُّ ،‬‬ ‫األدلة‬
‫اخلطاب‪ ،‬واملطلق عام‪ ،‬والعام أقوى من دليل اخلطاب‪ ،‬فيقضى ابملطلق من‬
‫املقيد من ﻫذه اآلية ﮋﮨ ﮩ ﮪﮊ‪ ،‬فيشرتط يف حترمي الدم أ ْن يكون‬
‫آية املائدة على املقيد من آية األنعام‪ ،‬فيحرم قليل الدم وكثريه‪.‬‬
‫مسفوحاً‪.‬‬
‫وحيمل املطلق على َّ‬
‫املقيد‪ ،‬قال عكرمة ‪ :‬لوال آية األنعام ال تبع املسلمون الدم يف عروق اللحم كما يفعل اليهود‬ ‫القول الثاين‪( :‬الدم غري املسفوح ال حيرم)‪ُ ،‬‬ ‫الراجح‬
‫الدم الذي يبقى يف عروق اللحم ويعلو القدر عند طبخه ﻫذا معفو عنه وال‬ ‫الدم الذي يبقى يف عروق اللحم ويعلو القدر عند طبخه (ال) جيوز أكله‬
‫مثرة اخلالف‬
‫حرج لو أكل مع اللحم‬ ‫وجيب إزالته‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)865 ،153/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)51/1‬والعناية شرح اهلداية (‪ ،)85/1‬والبيان والتحصيل (‪ ،)116/1‬والذخرية للقرايف (‪ ،)185/1‬واجملموع شرح املهذب (‪،)558/2‬‬ ‫مراجع املسألة‬
‫ومغين احملتاج (‪ ،)232/1‬واملغين البن قدامة (‪ ،)61/2‬وشرح الزركشي (‪ ،)666/6‬والدماء يف اإلسالم للشيخ عطية سامل (ص‪)47‬‬

‫‪222‬‬
‫حكم دم احلوت (السمك)‬ ‫املسألة (‪)5‬‬
‫سبق الكالم عن ﻫذه املسألة يف كتاب الطهارة مسألة رقم (‪ ،)104‬وقد اتفق املسلمون على جناسة الدم لعينه‪ ،‬واتفقوا على حترمي الدم املسفوح من‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫احليوان املذكي‪ ،‬واختلفوا يف دم احلوت (السمك) ﻫل ﻫو طاﻫر أم جنس؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫دم السمك جنس‬
‫دم السمك طاﻫر‬
‫مالك (املشهور)‪ /‬الشافعي (األصح)‪/‬‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (رواية)‪ /‬الشافعي (وجه)‬
‫أمحد‬
‫ظاﻫر معارضة العموم للقياس‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*عموم قوله تعاىل‪:‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ *حديث ابن عمر ‪ ‬من قوله ‪( :‬أُحلَّت لنا ميتتان ودمان‪ ،‬فأما امليتتان فاحلوت واجلراد‪ ،‬وأما‬
‫حل ميتته‬
‫أن ما َّ‬‫الدمان فالكبد والطحال) [ﻫق‪ /‬جه‪ /‬قط‪ /‬حم‪ /‬وصححه األلباين]‪ ،‬القياس يقتضي َّ‬
‫ﭔ ﭕ ﭖﮊ [املائدة‪ ،]4:‬قوله‪:‬‬
‫حل ميتته فال حيرم دمه وﻫو طاﻫر‪،‬‬ ‫حل دمه‪ ،‬وما حرمت ميتته حرم دمه‪ ،‬واحلوت (السمك) مما َّ‬ ‫(الدم) عام مل يفرق فيه بني دم ودم آخر‪َّ ،‬‬
‫األدلة‬
‫وابلتايل ﻫذا احلديث خمصص لعموم اآلية‪.‬‬
‫وال يدخل فيه ماال دم سائل له فليس ﻫو‬
‫‪ ‬حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬قال ‪ ‬عن البحر‪( :‬ﻫو الطَّهور ماؤه احلل ميتته) [ت‪ /‬ن‪/‬جه‪ /‬د‪/‬‬
‫مبيتة أصالً‪.‬‬
‫حل أكل السمك ميتاً إال ابلذكاة‪ ،‬وال ذكاة له‪.‬‬‫وصححه غري واحد]‪ ،‬ولو كان دم السمك جنساً ملا َّ‬
‫القول الثاين‪( :‬دم السمك طاﻫر)‪ ،‬وأحاديث القول نص يف حمل اخلالف‪ ،‬وألنَّه تؤكل ميتة البحر بال ذكاة‪ ،‬فدل َّ‬
‫أن دمها غري جنس‬ ‫الراجح‬

‫(ال) جيوز أكل السمك بدمه‪ ،‬ولو أصاب‬


‫جيوز أكل السمك بدمه‪ ،‬ولو أصاب دم السمك الثوب أو املكان جازت الصالة فيه‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫يصل فيه‬
‫دم السمك الثوب أو املكان مل َّ‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)865 ،153/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)87/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)61/1‬واملدونة الكربى (‪ ،)128/1‬وشرح التلقني (‪ ،)259/1‬والبيان يف مذﻫب‬ ‫مراجع املسألة‬
‫اإلمام الشافعي (‪ ،)421/1‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)556/2‬واملغين (‪ ،)485/2‬واإلنصاف (‪ ،)327/1‬والدماء يف اإلسالم للشيخ عطية سامل (ص‪)50‬‬

‫‪223‬‬
‫حكم السباع مأ ذوات األ بع‬ ‫املسألة (‪)6‬‬
‫السباع ﻫي‪ :‬ذوات األنياب‪ ،‬وﻫي اليت تضرب أبنياهبا الشيء وتفرس؛ كاألسد والفهد والنمر والذئب والدب وغريﻫا‪ .‬وقد اختلفوا يف جواز أكل‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫السباع وحنوﻫا‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫حيرم أكل السباع‬ ‫يكره أكل السباع‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (اختاره يف املوطأ)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫مالك (رواية ابن القاسم وعليه عمهور املالكية)‬
‫ظاﻫر معارضة الكتاب لآلاثر‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ *حديث أيب ثعلبة اخلشين ‪ ‬قال‪( :‬هنى رسول هللا ‪ ‬عن أكل كل ذي انب‬
‫ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ من السباع) [متفق]‪ ،‬ظاﻫر احلديث َّ‬
‫أن السباع حمرمة‪.‬‬
‫كل ذي انب من السباع‬ ‫(أن رسول هللا ‪ ‬قال‪ :‬أكل ِّ‬
‫*حديث أيب ﻫريرة ‪َّ :‬‬ ‫األدلة‬
‫ﮯﮊ [األنعام‪ ،]145:‬فيجمع بني ﻫذه اآلية وحديث أيب‬
‫حرام) [خ‪/‬م]‪ ،‬ﻫذا احلديث والذي قبله يتضمن زايدة على ما يف آية األنعام‬
‫ثعلبة اخلشين ‪ ،‬فيحمل احلديث على الكراﻫة ‪.‬‬
‫وﻫو التحرمي‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬حيرم صيد السباع وأكلها)‪ ،‬واحلديث نص يف حمل اخلالف وﻫو موضح جململ اآلية‪ ،‬قال ابن رشد –رمحه هللا‪( :-‬ال ميكن اجلمع بني حديث‬ ‫الراجح‬
‫أن الزايدة نسخ‪ ،‬و َّ‬
‫أن القرآن يُنسخ ابلسنة املتواترة‬ ‫أيب ﻫريرة ‪ ‬واآلية فيحمل احلديث على الكراﻫة‪ ،‬إال أ ْن يُعتقد أنَّه انسخ لآلية عند من يرى َّ‬
‫حلوم السباع حمرمة‪ ،‬وال تؤكل وﻫي يف حكم امليتة يف التحرمي وأيمث من أكلها‬ ‫حلوم السباع تؤكل وال إمث على من أكلها واألوىل جتنبها‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)866/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)90/4‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)65/3‬والنوادر والزايدات (‪ ،)372/4‬والذخرية للقرايف (‪ ،)99/4‬واألم للشافعي‬ ‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)272/2‬وفتح العزيز شرح الوجيز (‪ ،)126/12‬واملغين البن قدامة (‪ ،)319/13‬وشرح الزركشي (‪)272/4‬‬

‫‪224‬‬
‫جنس (نوع) السباع احملرمة‬ ‫املسألة (‪)7‬‬
‫أن‪ :‬األسد والفهد والذئب والنمر‪ ،‬أهنا من جنس السباع احملرمة‪،‬‬ ‫ذﻫب األئمة األربعة – عدا رواية عند املالكية‪ ،‬كما يف املسألة السابقة‪ -‬إىل حترمي حلوم السباع من ذوات األربع‪ ،‬وقد اتفقوا على َّ‬
‫إال أهنم اختلفوا ما املراد ابلسباع؟‪ ،‬وانبىن على ﻫذا اخلالف‪ ،‬اخلالف يف حكم أنواع كثرية من احليواانت؛ كالضبع والثعلب‪ ،‬والفيل والريبوع والسنور وابن آوى وغريﻫا‪ ،‬بناء على اختالفهم يف املراد‬ ‫حترير حمل‬
‫جبنس السباع‪ ،‬واختالفهم يف أسباب حترمي احليواانت األخرى‪ ،‬كاألمر بقتل بعض احليواانت‪ ،‬والنهي عن قتل بعضها‪ ،‬واالستخباث يف بعضها وغري ذلك‪ ،‬مع إعماع اجلمهور على َّ‬
‫أن (القرد) ال‬ ‫اخلالف‬
‫احملرم كفارة بصيده أو ال؟‪ ،‬وما الذي يدخل فيه وما الذي ال يدخل فيه‪ ،‬وحاصل اخلالف يف جنس السباع على ثالثة أقوال‬ ‫يؤكل وال ينتفع به‪ ،‬وانبىن عليه اخلالف ﻫل جيب على ِّ‬
‫السباع كل حيوان ينتهش أبنيابه‬ ‫السباع كل ما عدى على الناس‬ ‫السباعكل ما أكل اللحم‬ ‫األقوال‬
‫أمحد‬ ‫الشافعي‪ /‬مالك (رواية)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (روية)‬ ‫ونسبتها‬
‫االختالف يف أتويل قوله ‪( :‬كل ذي انب من السباع)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حديث أيب ثعلبة اخلشين ‪( :‬هنى‬ ‫*حديث عب د الرمحن بن عمار قال‪( :‬سألت جابر بن عبدهللا عن أكل الضبع‪ ،‬فقال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬أصيد ﻫي؟‪،‬‬ ‫*حديث أيب ثعلبة اخلشين‬
‫رسول هللا ‪ ‬عن كل ذي انب من‬ ‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬مسعت ذلك من رسول هللا ‪ ،‬قال‪ :‬نعم) [حم‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬من‪ /‬طح‪ /‬ﻫق‪ /‬ش‪ /‬وصححه‬ ‫‪ ‬قال‪( :‬هنى رسول هللا ‪‬‬
‫أن الذي له‬ ‫السباع)‪ ،‬ظاﻫر احلديث َّ‬ ‫البخاري والرتمذي وابن حبان وغريﻫم]‪ ،‬فيحمل حديث‪( :‬هنى عن كل ذي انب من السباع) على احليوان الذي‬ ‫عن أكل كل ذي انب من‬
‫انب أيكل به فهو سبع‪.‬‬ ‫يعدو على الناس‪ ،‬والذي ال يعدو جيوز أكله‪ ،‬كالضبع‪ ،‬ويقاس عليه كل حيوان (ال) يعدو‪.‬‬ ‫السباع) [متفق]‪ ،‬فيشمل‬ ‫األدلة‬
‫*حديث عبدالرمحن بن عمار‪( :‬سألت‬ ‫*حديث خالد بن الوليد ‪( :‬أنَّه دخل مع رسول هللا ‪ ‬على خالته ميمونة‪ ،‬فوجد عندﻫا ضباً حمنوذاً‪ ،‬فقدمه للنيب‬ ‫بعمومه لفظ السباع‪ ،‬كل ما‬
‫جابر عن أكل الضبع‪ ،)...‬أجاز أكل‬ ‫‪ ،‬فرفع يده‪ ،‬وقال‪ :‬مل يكن أبرض قومي‪ ،‬وأجدين أعافه‪ ،‬قال خالد‪ :‬فأكلته ورسول هللا ‪ ‬ينظر فلم ينهى) [م]‪،‬‬ ‫أكل اللحم‪.‬‬
‫الضبع وﻫو مما (ال) ينتهش أبنيابه‪.‬‬ ‫فدل أنَّه ليس كل ذي انب ال يؤكل‪ ،‬لكن العلة يف العدو على الناس‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬السباع كل حيوان ينهش أبنيابه)‪ ،‬وﻫذا ﻫو ظاﻫر احلديث‪ ،‬أما علة أكل اللحم وعلة العدو على الناس‪ ،‬فهذا حباجة للدليل‪ ،‬فيبقي الكالم على ظاﻫر النص وﻫو أوىل‬ ‫الراجح‬
‫يؤكل الضبع (استثناءً) للحديث‪ ،‬والوبر‬ ‫(ال) يؤكل الفيل والضبع والريبوع‬
‫وال يؤكل ابن عرس والدب والثعلب (على‬ ‫يؤكل الضبع والثعلب والفيل والريبوع وابن عرس والوبر‪ ،‬و وال يؤكل الكلب (لنجاسته) عيناً‬ ‫والسنور والثعلب وابن آوى‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫الصحيح)‪ ،‬والكلب‬ ‫والكلب وحنوﻫا مما أيكل اللحم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)867/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)220/11‬وبدائع الصنائع (‪ ،)39/5‬والتاج واإلكليل (‪ ،)356/4‬والفواكه الدواين (‪ ،)289/2‬واألم للشافعي (‪ ،)265/2‬والعزيز شرح الوجيز‬ ‫مراجع‬
‫(‪ ،)127/12‬واملغين (‪ ،)319/13‬واملمتع يف شرح املقنع (‪)359/4‬‬ ‫املسألة‬

‫‪225‬‬
‫حكم السباع مأ الطيو‬ ‫املسألة (‪)8‬‬
‫ذﻫب األئمة األربعة – عدا رواية عند املالكية‪ -‬إىل حترمي حلوم السباع من ذوات األربع‪ ،‬واختلفوا يف حكم حلوم السباع من الطيور‪ ،‬وﻫي اليت هلا‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫خملب‪ ،‬ﻫل جيوز أكلها؟؛ كالعقاب والبازي والصقر والشاﻫني واحلدأة والبومة وغريﻫا‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جيوز أكل سباع الطيور‬ ‫حيرم أكل سباع الطيور‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬ ‫اجلمهور‬
‫ظاﻫر معارضة الكتاب لألثر (أشار إليه ابن رشد يف مسألة سابقة)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حديث ابن عباس ‪ ‬قال‪( :‬هنى رسول هللا ‪ ‬عن *عموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬
‫أكل كل ذي انب من السباع‪ ،‬وكل ذي خملب من ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮊ [األنعام‪ ،]145:‬وليس يف اآلية ما مينع من‬ ‫األدلة‬
‫أكل سباع الطيور‪.‬‬ ‫الطري) [م]‪ ،‬احلديث نص يف حمل اخلالف‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬حيرم أكل سباع الطيور)‪ ،‬واحلديث نص يف حكم ﻫذه املسألة‪ ،‬وﻫو يتضمن زايدة حكم على ما يف عموم اآلية‪ .‬وقد وﻫم املؤلف –رمحه‬
‫هللا‪ -‬على غري عادته يف ﻫذه املسألة يف موضعني‪ ،‬فنسب القول ابحلل للجمهور‪ ،‬والصحيح من قوهلم أنَّه حرام‪ ،‬ونفى أ ْن يكون حديث ابن عباس ‪‬‬ ‫الراجح‬

‫يف الصحيحني‪ ،‬وﻫو يف صحيح مسلم‬


‫(ال) أيمث من أكل سباع الطيور فهي من املباح‬ ‫أيمث من أكل حلوم سباع الطري‪ ،‬فهي يف حكم امليتة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)868/1‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)579/11‬وفتح القدير البن اهلمام (‪ ،)55/22‬واملدونة الكربى (‪ ،)450/1‬والتاج واإلكليل (‪ ،)346/4‬والعزيز شرح‬ ‫مراجع املسألة‬
‫الوجيز (‪ ،)127/12‬واحلاوي الكبري (‪ ،)144/15‬واملغين (‪ ،)322/13‬وكشاف القناع عن منت اإلقناع (‪)190/6‬‬

‫‪226‬‬
‫حكم مكل حلوم احلُ ُمر اإلنسية‬ ‫املسألة (‪)9‬‬
‫اتفقوا على جواز أكل حلوم احلمر الوحشية فهي من الصيد‪ ،‬وقد أمر ‪ ‬ااب قتادة وأصحابه ‪ ‬أبكل احلمار الوحشي الذي صاده [متفق]‪ ،‬واختلفوا يف حكم‬ ‫حترير حمل‬
‫أكل حلوم احلمر اإلنسية‪ ،‬وقد كانت مباحة أول اإلسالم‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫اخلالف‬
‫يكره أكل حلوم احلمر اإلنسية‬ ‫يباح أكل حلوم احلمر اإلنسية‬ ‫حيرم أكل حلوم احلمر اإلنسية‬ ‫األقوال‬
‫مالك (رواية)‬ ‫ابن عباس ‪ /‬عائشة رضي هللا عنها‬ ‫اجلمهور‬ ‫ونسبتها‬
‫ظاﻫر معارضة اآلية‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‪........‬ﮊ‪ ،‬لألحاديث الثابتة‬ ‫سبب اخلالف‬

‫*حديث جابر ‪ ‬قال‪( :‬هنى رسول هللا *عموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ *جيمع بني اآلية‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ‬
‫‪ ‬يوم خيرب عن حلوم احلمر األﻫلية‪،‬‬
‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮊ‪ ،‬وحديث‬ ‫ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮊ [األنعام‪.]145 :‬‬
‫جابر ‪( :‬هنى رسول هللا ‪‬‬ ‫فإن القدور لتغلي –‬‫وأذن يف حلوم اخليل) [متفق]‪ ،‬ﻫذا *حديث ابن أيب أوَّف ‪ ‬قال‪( :‬أصابتنا جماعة يوم خيرب‪َّ ،‬‬
‫احلديث انسخ ملا قبله من إابحة احلمر‬ ‫األدلة‬
‫يوم خيرب عن احلمر األﻫلية)‪،‬‬ ‫وبعضها نضجت‪ -‬فجاء منادي النيب ‪ :‬ال أتكلوا حلوم احلمر شيئاً‬
‫فيحمل احلديث على الكراﻫة‪.‬‬ ‫األﻫلية‪ ،‬واحلديث حيمل حكماً زائداً على وأﻫريقوﻫا‪ ،‬قال ابن أيب أوَّف‪ :‬فتحدثنا أنَّه إمنا هنى عنها َّ‬
‫ألهنا مل ُخت َّمس‪ ،‬وقال‬
‫ما يف عموم اآلية‪ :‬ﮋﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ بعضهم‪ :‬هنى عنها البتة‪ ،‬أل َّهنا كانت أتكل العذرة) [متفق]‪ ،‬فقد كان أكل‬
‫احلمر معهوداً‪ ،‬ومنعه هلا ‪ ‬يوم خيرب لعلة‪.‬‬ ‫ﮞ ﮟ ﮠﮊ [األنعام‪.]145:‬‬
‫القول األول‪( :‬حيرم أكل حلوم احلمر االنسية)‪ ،‬وﻫذا مما مت نسخه يف اإلسالم ملا أبيحت أول األمر‪ ،‬وقد جاء يف بعض رواايت حديث أيب أوَّف ‪َّ ‬‬
‫أن احلمر‪( :‬حرمت‬ ‫الراجح‬
‫البتة) دون ذكر تعليل‪ ،‬ويف بعضها‪( :‬حرمت البتة ألهنا أتكل العذرة)‪ ،‬وﻫذا طبع دائم هلذا احليوان‪ ،‬فال يؤكل‬
‫(ال) أيمث من أكل حلوم احلمر‬
‫(ال) أيمث من أكل حلوم احلمر‬ ‫أيمث من أكل حلوم احلمر‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫واألوىل تركها وال جيب‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)868/1‬واجلوﻫرة النرية (‪ ،)185/2‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)589/11‬والتاج واإلكليل (‪ ،)235/3‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)16/3‬واألم للشافعي‬ ‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)275/2‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)6/9‬واملغين البن قدامة (‪ ،)317/13‬واملبدع شرح املقنع (‪)170/9‬‬

‫‪227‬‬
‫حكم مكل حلوم البغال‬ ‫املسألة (‪)10‬‬
‫اتفقوا على جواز أكل احلمري الوحشية والبقر الوحشية‪ ،‬واتفقوا على جواز أكل هبيمة األنعام من البقر والغنم واإلبل‪ ،‬واتفقوا على جواز سائر الطيور‬ ‫حترير حمل‬
‫غري ذات املخالب‪ ،‬من احلمام والعصافري وغريﻫا‪ ،‬واختلفوا يف جواز أكل حلوم البغال‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫اخلالف‬
‫يكره أكل حلوم البغال‬ ‫حيرم أكل حلوم البغال‬ ‫األقوال‬
‫مالك (رواية)‬ ‫اجلمهور‬ ‫ونسبتها‬
‫ﮋﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺ‬ ‫[النحل‪ ،]8 :‬وقوله تعاىل‪:‬‬ ‫ﮋﭡﭢﭣﭤﭥﮊ‬ ‫معارضة دليل اخلطاب يف قوله تعاىل‪:‬‬
‫سبب اخلالف‬
‫ﮋﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮊ [األنعام‪]145 :‬‬ ‫ﭻﭼﮊ [غافر‪ ،]79 :‬لقوله تعاىل‪:‬‬
‫ﮋﮙ ﮚﮛﮜ ﮝﮞﮟ ﮠﮡﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ‬ ‫*قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﮊ ‪ ،‬دلت اآلية *عموم قوله تعاىل‪:‬‬
‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮊ‪ ،‬دلت اآلية بعمومها على حل حلوم‬ ‫أن املباح يف البغال الركوب وليس األكل‪.‬‬ ‫مبفهوم اخلطاب َّ‬
‫*قياس البغال على احلمار‪ ،‬فكما حرم احلمار حرم البغل‪َّ ،‬‬
‫ألن البغل البغال‪.‬‬
‫متولد من احلمار األﻫلي‪ ،‬واملتولد من الشيء له حكمه يف التحرمي‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫*عموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋﭴﭵﭶﭷﭸ ﭹﭺﭻﭼﮊ‪،‬‬
‫‪ ‬حديث جابر ‪ ‬قال‪( :‬ذحبنا يوم خيرب اخليل والبغال واحلمري‪ ،‬فنهاان ومن الذي يركب اخليل والبغال واحلمري‪ ،‬فهي للركوب ولألكل أيضاً‪.‬‬
‫رسول هللا ‪ ‬عن البغال واحلمري‪ ،‬ومل ينهنا عن اخليل) [خ‪/‬م]‪.‬‬

‫القول األول‪( :‬حيرم أكل حلوم البغال)‪ ،‬وحديث جابر ‪ ‬نص يف حمل اخلالف‪ ،‬واحلديث حيمل حكماً زائداً عما يف اآلية‬ ‫الراجح‬
‫(ال) أيمث من أكل حلم البغال‬ ‫أيمث من أكل حلم البغال‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)868/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)37/5‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)594 /11‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)30/3‬وحاشية الصاوي على الشرح الصغري (‪/1‬‬
‫‪ ،)45‬واخلالصة الفقهية على مذﻫب السادة املالكية (ص‪ ،)285:‬واملهذب (‪ ،)449/1‬والبيان (‪ ،)501/4‬واملغين (‪ ،)407/9‬واإلرشاد إىل سبيل الرشاد (ص‪)385:‬‬ ‫مراجع املسألة‬

‫‪228‬‬
‫حكم مكل حلوم اخليل‬ ‫قم املسألة (‪)11‬‬
‫اتفقوا على جواز أكل هبيمة األنعام وغريﻫا من الطيور غري ذات املخلب‪ ،‬واختلفوا يف حكم أكل اخليل‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫يباح أكل حلوم اخليل‬ ‫حيرم أكل حلوم اخليل‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو يوسف وحممد (الصاحبان)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬
‫معارضة دليل اخلطاب يف آية النحل (‪ )8‬حلديث جابر ‪ /‬ومعارضة قياس الفرس على البغل واحلمار‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*قوله تعاىل‪ :‬ﮋﭡ ﭢ ﭣ ﭤ *حديث جابر ‪ ‬قال‪( :‬هنى رسول هللا ‪ ‬يوم خيرب عن حلوم احلمر األﻫلية‪ ،‬وأذن يف‬
‫أن حلوم اخليل) [متفق]‪ ،‬وﻫذا نص على اجلواز‪.‬‬ ‫ﭥﮊ [النحل‪ ،]8 :‬دلت اآلية مبفهوم اخلطاب َّ‬
‫‪ ‬حديث أمساء ‪ -‬رضي هللا عنها‪ -‬قالت‪( :‬ذحبنا على عهد رسول هللا ‪ ‬فرساً ‪-‬‬ ‫املباح يف اخليل‪ ،‬الركوب واليس األكل‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫وحنن ابملدينة‪ ،-‬فأكلناه) [متفق]‪.‬‬ ‫حمرم‪.‬‬
‫*يقاس الفرس على البغل واحلمار‪ ،‬وكالمها َّ‬
‫‪ ‬ألنَّه حيوان طاﻫر مستطاب‪ ،‬ليس بذي انب وال خملب‪ ،‬فيحل كبهيمة األنعام‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن اخليل ذو حافر فأشبه احلمار‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬يباح أكل اخليل‪ ،‬لنص حديث جابر ‪ ،‬قال ابن رشد – رمحه هللا‪( :-‬ال ينبغي أ ْن يُعارض ‪ -‬أي حديث جابر ‪ -‬بقياس وال‬ ‫الراجح‬
‫بدليل اخلطاب)‬
‫(ال) أيمث من أكل حلم اخليل‬ ‫أيمث من أكل حلم اخليل‬ ‫مثرة اخلالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)869/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)38 /5‬والغرة املنيفة يف حتقيق بعض مسائل اإلمام أيب حنيفة (ص‪ ،)174 :‬والكايف يف فقه أﻫل املدينة (‪،)436/1‬‬
‫وإرشاد السالك (ص‪ ،)57 :‬واألم (‪ ،)275/2‬واملهذب (‪ ،)449/1‬ومسائل اإلمام أمحد وإسحاق بن راﻫويه (‪ ،)2253/5‬واملغين (‪)324/13‬‬ ‫مراجع املسألة‬

‫‪229‬‬
‫حكم مكل حلم احليوان املأمو بقتله‬ ‫املسألة (‪)12‬‬
‫احلل واحلرم‪ ،‬حلديث عائشة ‪-‬رضي هللا عنها‪ -‬قال النيب ‪( :‬سمس فواسق يُقتلن يف ِّ‬
‫احلل واحلرم؛ الغراب‬ ‫أن ﻫنا سمس فواسق يقتلن يف ِّ‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫واحلِّدأة‪ ،‬والفأرة‪ ،‬والعقرب‪ ،‬والكلب العقور) [متفق]‪ ،‬واختلفوا يف حكم أكل ﻫذه الفواسق؛ الختالفهم يف فهم علة قتلها‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) حيرم أكل الفواسق اخلمس‬ ‫حيرم أكل الفواسق اخلمس املنصوص عليها‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫االختالف يف فهم علة األمر بقتل الفواسق اخلمس الواردة يف احلديث‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حديث عائشة ‪-‬رضي هللا عنها‪( :-‬سمس من الفواسق يقتلن يف احلل *حديث عائشة ‪-‬رضي هللا عنها‪( :-‬سمس من الفواسق يقتلن يف‬
‫واحلرم؛ الغراب‪ ،‬واحلدأة‪ ،)....‬األمر بقتل ﻫذه الفواسق مع وجود النهي عن احلل واحلرم‪ ،)...‬األمر بقتل الفواسق ملعىن التعدي‪( ،‬التعدي على‬
‫الناس)‪ ،‬ال ملعىن التحرمي‪ ،‬فال حترم لعموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬ ‫قتل البهائم املباحة األكل‪ ،‬يفهم منه َّ‬
‫أن العلة يف ذلك كوهنا حمرمة األكل‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫ألن النيب ‪ ‬أابح قتل الفواسق يف احلرم‪ ،‬وال جيوز قتل صيد مأكول ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ‬ ‫‪َّ ‬‬
‫يف احلرم‪.‬‬
‫ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮊ [األنعام‪.]145:‬‬
‫القول األول‪( :‬حيرم أكل الفواسق اخلمس املنصوص عليها)‪َّ ،‬‬
‫ألهنا من اخلبائث املأمور بقتلها‪ ،‬وعموم اآلية خمصص أبحاديث كثرية‬ ‫الراجح‬
‫يكره أكل الكلب وجيوز أكل الغراب واحلدأة وحنوﻫا وال أيمث من‬ ‫حيرم أكل الكلب والغراب واحلدأة عند الشافعي وأمحد‪ ،‬وعند أيب حنيفة‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫أكلها‬ ‫يكره أكل الغراب وحيرم الباقي وأيمث من أكلها‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)879/1‬واحمليط الربﻫاين (‪ ،)437 /2‬وجممع األهنر (‪ ،)300/1‬وحاشية الدسوقي مع الشرح الكبري للدردير (‪ ،)108/2‬وشرح خمتصر خليل للخرشي‬
‫(‪ ،)18/3‬والوسيط يف املذﻫب (‪ ،)160/7‬وحتفة احملتاج (‪ ،)381/9‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪ ،)301/3‬وخمتصر اإلنصاف والشرح الكبري (ص‪،)727 :‬‬ ‫مراجع املسألة‬
‫واملغين (‪ ،)870/1‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)143 /3‬‬

‫‪230‬‬
‫حكم مكل ما تستخبثه النفوس‬ ‫املسألة (‪)13‬‬
‫أعمعوا على حل أكل اجلراد ( على خالف بينهم ﻫل جيب ذكاته)‪ ،‬واتفقوا – يف اجلملة‪ -‬على جواز أكل الدود الذي خيرج يف الطعام‪ ،‬وأعمعوا على‬
‫حترمي أكل األوزاغ‪ ،‬واختلفوا يف حكم أكل ما تستخبثه النفوس من احلشرات؛ كاجلراذين‪ ،‬واجلُعالن‪ ،‬واخلنافس‪ ،‬واحلرابء واحليات والضفادع‪( ،‬على‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫تفصيل عندﻫم يف بعض أنواع املستخبثات)‪ ،‬وحاصل اخلالف فيها على قولني‬
‫جيوز أكل ما تستخبثه النفوس‬ ‫حيرم أكل ما تستخيثه النفوس‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك (قياس املذﻫب)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫اختالفهم يف مفهوم ما ينطلق عليه اسم اخلبائث يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮈ ﮉ ﮊ ﮊ [األعراف‪]157 :‬‬ ‫سبب اخلالف‬

‫*قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮊ ‪* ،‬قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮈ ﮉ ﮊ ﮊ‪ ،‬فال حيرم إال ما ورد فيه نص‪،‬‬
‫اخلبائث ﻫي ما تستخبثه النفوس عند العرب‪ ،‬وﻫذه واألصل يف جواز أكله عموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬
‫ﮡﮢﮣﮤ ﮥﮦﮧ ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ‬ ‫األصناف منها‪ ،‬فتحرم‪.‬‬
‫‪ ‬قياس احلشرات على الوزغ اجملمع على حترميه واملأمور بقتله‪ ،‬كما ﮯ ﮊ ‪ ،‬فال حيرم ما تستخبثه النفوس‪.‬‬ ‫األدلة‬

‫يف حديث أم شر ‪-‬رضي هللا عنها‪[ -‬م] من أمره ‪ ‬بقتل األوزاغ‪  .‬حديث ملقام بن التلب عن أبيه ‪ ‬قال‪( :‬صحبت النيب ‪ ،‬فلم أمسع حلشرة‬
‫‪ ‬حديث‪( :‬سمس من الفواسق‪ ،‬يقتلن يف احلل واحلرم‪ ...‬األرض حترمياً) [د‪ /‬ﻫق‪ /‬قال البيهقي‪ :‬إسناد غري قوي]‪ ،‬فعدم مساع الصحايب ‪‬‬
‫حلرمة احلشرات مع طول مقامه مع النيب ‪ ‬يدل على جواز أكلها‪.‬‬ ‫والعقرب والفأرة) [خ]‪ ،‬فجواز قتلها يدل على حترميها‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬حيرم أكل ما تستخبثه النفوس)‪ ،‬وﻫذا يف اجلملة‪َّ ،‬‬
‫فإن ما تستخبثه النفوس خيتلف من مكان إىل مكان‪ ،‬فدول اخلليج ‪ -‬مثالً – (ال)‬ ‫الراجح‬
‫أيكلون احلشرات عملة وتفصيالً‪ ،‬بينما دول أخرى ﻫو من طعامها اليومي‪ ،‬لذا املنع قائم وخاضع لعرف كل بلد على حدا‬
‫يباح أكل احلشرات واحلية بشرط تذكيتها وال أيمث من أكلها‬ ‫حيرم أكل احلشرات والعقارب واخلبائث وأيمث من أكلها‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)870/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)36/5‬ورد احملتار مع حاشية ابن عابدين (‪ ،)305/6‬والنوادر والزايدات (‪ ،)371/4‬والتبصرة للخمي (‪،)1507/4‬‬ ‫مراجع املسألة‬
‫والبيان (‪ ،)507/4‬وكفاية النبيه (‪ ،)229/8‬واملغين (‪ ،)317/13‬وحاشية الروض املربع (‪ ،)430/7‬وأحكام األطعمة يف الشريعة اإلسالمية (ص‪)257 – 251‬‬

‫‪231‬‬
‫حكم مكل احليوان املنهي عأ قتله‬ ‫املسألة (‪)14‬‬
‫الصرد واخلطاف (كالمها نوع من الطيور)‪ ،‬والضفدع‪،‬‬
‫إذا هنى عن قتل حيوان‪ ،‬فهل حيرم أكله؟‪ ،‬وقد ورد النهي عن قتل بعض احليواانت؛ كالنملة‪ ،‬والنحلة‪ ،‬واهلدﻫد‪ ،‬و ُّ‬ ‫حترير حمل‬
‫فإذا ُهنى عن قتل حيوان ‪-‬ما‪ -‬فهل جيوز أكله؟‪ ،‬خالف على قولني‬ ‫اخلالف‬
‫تؤكل احليواانت املنهي عن قتلها‬ ‫(ال) تؤكل احليواانت املنهي عن قتلها‬ ‫األقوال‬
‫مالك‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي (حكاه عنه الغزايل)‪ /‬أمحد‬ ‫ونسبتها‬
‫ﻫل النهي يدل على فساد املنهي عنه (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫الصرد) [عب‪ /‬حم‪ /‬د‪  /‬عموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬ ‫(أن النيب ‪ ‬هنى عن قتل أربع من الدواب؛ النملة والنحلة واهلدﻫد و ُّ‬ ‫‪ ‬حديث ابن عباس ‪َّ :‬‬
‫جه‪ /‬طح‪ /‬ﻫق‪ /‬حب]‪.‬‬
‫ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤ ﮥ‬
‫‪ ‬حديث أيب احلويرث ‪ ‬عن النيب ‪( ‬أنه هنى عن قتل اخلطاطيف) [ﻫق‪ /‬قال البيهقي سنده منتقد‪ ،‬وأبو احلويرث اتبعي]‪.‬‬
‫ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬ‬
‫فإن نقيقها تسبيح‪ ،‬وال تقتلوا اخلفاش‪ ،‬فإنَّه ملا خرب بيت‬‫‪ ‬حديث عبدهللا بن العاص ‪ ‬قال‪( :‬ال تقتلوا الضفادع‪َّ ،‬‬
‫ﮭ ﮮ ﮯﮊ [األنعام‪،]145:‬‬ ‫املقدس قال‪ :‬ايرب سلطين على البحر حىت أغرقهم) [ﻫق‪ /‬وﻫو موقوف]‪.‬‬
‫األدلة‬
‫(أن طبيباً ذكر ضفدعاً يف دواء عند النيب ‪ ،‬فنهى رسول هللا ‪ ‬عن قتله) [ن‪ /‬دل على جواز أكل املنهي عن قتله‬ ‫‪ ‬حديث عبدالرمحن بن عثمان ‪َّ :‬‬
‫بعمومه‪.‬‬ ‫حم‪ /‬د‪ /‬ﻫق‪ /‬جه‪ /‬كم‪ /‬قال احلاكم‪ :‬صحيح اإلسناد ووافقه الذﻫيب]‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن النهي يدل على فساد املنهي عنه‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال تؤكل احليواانت املنهي عن قتلها)‪ ،‬وﻫنا بعض األحاديث اثبتة يف النهي عن قتل بعض احليوان‪ ،‬وفيها ختصيص أو معىن زائداً عما يف عموم اآلية‬ ‫الراجح‬
‫األوىل عدم أكل احليواانت املنهي عن قتلها‬
‫حيرم أكل احليواانت املنهي عن قتلها (على خالف بينهم يف أمسائها تبعاً لصحة احلديث فيها) ومن أكلها فقد أمث‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫وال إمث على من أكلها‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)870/1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)248/11‬وبدائع الصنائع (‪ ،)35/5‬واملدونة (‪ ،)452/1‬والسبيل املرشد إىل بداية اجملتهد (‪ ،)1214/1‬والذخرية (‪ ،)103/4‬واجملموع‬ ‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)19/9‬ومغين احملتاج (‪ ،)147/6‬واملغين (‪ ،)345/13‬وشرح منتهى اإلرادات (‪)408/3‬‬

‫‪232‬‬
‫حكم مكل خنزير املاا وكلب البحر وحنوها‬ ‫املسألة (‪)15‬‬
‫حمرم يف الرب؛ مثل‪ :‬خنزير املاء وكلب املاء‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫اتفقوا على إابحة السمك ‪-‬خاصة‪ ،-‬واختلفوا يف حكم أكل ما كان امسه موافقاً السم َّ‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫(ال) جيوز أكل خنزير املاء وكلب البحر وحنوﻫا‬ ‫جيوز أكل خنزير املاء وكلب البحر وحنوﻫا‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي (وجه)‪ /‬الليث بن سعد‬ ‫اجلمهور‬
‫ﻫل اسم خنزير البحر وحنوه لغوية؟‪ /‬وﻫل لالسم املشرت عموم أم ليس له عموم؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*ألن اسم خنزير البحر وحنوﻫا أمساء لغوية‪ ،‬ولالسم املشرت بني‬ ‫َّ‬ ‫*ألن اسم اخلنزير اسم شرعي ال ينطبق إال على خنزير الرب وكذا الكلب‪.‬‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﮊ [املائدة‪ ،]96:‬حيوان الرب والبحر عموماً‪ ،‬فتحرم يف البحر كما حترم يف الرب‪ ،‬فيقاس‬
‫ما يف البحر يف احلكم على ما يف الرب‪َّ ،‬‬
‫ألن االسم يتناوله‪.‬‬ ‫وﻫذا يشمل خنزير املاء وكلب البحر وحنوﻫا‪.‬‬
‫األدلة‬
‫احلل ميته) [ت‪ /‬ن‪  /‬عموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﮊ‬ ‫‪ ‬حديث أيب ﻫريرة ‪ ‬قال ‪ ‬عن البحر‪( :‬ﻫو الطَّهور ماؤه ُّ‬
‫حرم هللا تعاىل اخلنزير عموماً من غري تفريق بني‬ ‫[املائدة‪ ،]4:‬فقد َّ‬ ‫جه‪ /‬د‪ /‬وصححه غري واحد]‪ ،‬وﻫذا شامل خلنزير البحر وكلبه وحنوﻫا‪.‬‬
‫الربي والبحري‪.‬‬ ‫فحل أكلها كالسمك‪.‬‬ ‫ألن ﻫذه احليواانت (ال) تعيش إال يف البحر‪َّ ،‬‬‫‪َّ ‬‬
‫القول األول‪( :‬جيوز أكل خنزير املاء وكلب البحر)‪ ،‬وغريﻫا مما له أمسائها مشاهبة يف الرب‪ ،‬وجمرد تشابه االسم (ال) حيكم حبرمتها‬ ‫الراجح‬

‫أكل خنزير البحر وكلبه حالل‪ ،‬وكره مالك خنزير املاء‪ ،‬وال يكره ذلك عند غريه‪ ،‬على عند أيب حنيفة ال يؤكل من البحر إال السمك خاصة وعند غريه حيل‬
‫مثرة اخلالف‬
‫أكل ما يعيش يف البحر إال ما له اسم مشابه حمرم يف الرب‬ ‫خالف بينهم فيما جيب تذكيته وفيما ال جيب مما يعيش يف الرب والبحر (الربمائي)‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)870/1‬والتجريد للقدوري (‪ ،)6366/12‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)604/11‬واملدونة الكربى (‪ ،)537/1‬والذخرية (‪ ،)316/3‬والتوضيح يف شرح خمتصر ابن‬
‫احلاجب (‪ ،)230 /3‬واحلاوي الكبري (‪ ،)60/15‬وكفاية األخيار (ص ‪ ،)527‬واملسائل الفقهية من كتاب الروايتني والوجهني (‪ ،)20 /3‬واملغين (‪ )346/13‬وأحكام البحر يف‬ ‫مراجع املسألة‬
‫الفقه اإلسالمي (ص‪)606‬‬

‫‪233‬‬
‫حكم رب القليل مأ األنبذة‬ ‫املسألة (‪)16‬‬
‫السكر‪ ،‬والنبيذ‪ :‬ﻫو نقيع التمر أو‬ ‫اتفقوا على حترمي اخلمر قليله وكثريه‪ ،‬وأعمعوا على َّأن شرب كثري النبيذ إىل ِّ‬
‫حد السكر أنَّه حرام‪ ،‬واختلفوا يف حكم شرب القليل من النبيذ‪ ،‬حبيث (ال) يؤدي به إىل ُّ‬ ‫حترير حمل‬
‫الزبيب أو احلنطة أو الذرة أو الشعري أو غريﻫا‪ ،‬إذا طُبخت حىت غلت‪ .‬واخلالف يف شرب القليل من األنبذة على قولني‬
‫اخلالف‬
‫جيوز شرب قليل النبيذ املسكر حبيث (ال) ِّ‬
‫يؤدي به إىل االسكار‬ ‫(ال) جيوز شرب النبيذ قليله وكثريه‬ ‫األقوال‬
‫أبو حنيفة‪ /‬النخعي‪ /‬الثوري‪ /‬ابن أيب ليلى‪ /‬شريك‪ /‬ابن شربمة‪ /‬سائر علماء الكوفة‪ /‬أكثر علماء البصرة‬ ‫عمهور فقهاء احلجاز‪ /‬عمهور احملدثني‬ ‫ونسبتها‬
‫ظاﻫر تعارض اآلاثر واألقيسة يف ﻫذه املسألة‬ ‫سبب اخلالف‬
‫(سئل رسول هللا ‪ ‬عن *قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﮊ [النحل‪ ،]67 :‬لو كانت مثرات‬ ‫*حديث عائشة ‪-‬رضي هللا عنها‪ -‬قالت‪ُ :‬‬
‫أن احملرم السكر فيها ال العني‪.‬‬ ‫حمرمة العني ملا مساه تعاىل رزقاً حسناً‪ ،‬فدل َّ‬ ‫البِّتْع وﻫو نبيذ العسل‪ ،‬فقال‪ :‬كل شراب السكر فهو حرام) [خ]‪،‬‬
‫النخيل واألعناب َّ‬
‫وﻫذا عام يشمل القليل والكثري‪.‬‬
‫*قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬
‫*حديث ابن عمر ‪ ‬قال ‪( :‬كل مسكر سمر‪ ،‬وكل سمر حرام)‬
‫ﭱﮊ[املائدة‪ ،]91 :‬نص َّأن علة حترمي اخلمر إمنا ﻫو الصد على ذكر هللا تعاىل وإيقاع العداوة والبغضاء‪ ،‬وﻫذه العلة‬ ‫[م]‪ ،‬وﻫذا عام يف القليل والكثري‪.‬‬
‫*حديث جابر ‪ ‬قال ‪( :‬ما أسكر كثريه‪ ،‬فقليله حرام) [ت‪ /‬د‪ /‬توجد يف القدر املسكر ال فيما دون ذلك‪ ،‬فوجب أ ْن يكون ذلك القدر ﻫو احلرام‪ ،‬إال ما انعقد عليه اإلعماع من حترمي‬
‫ن‪ /‬حم‪ /‬جه‪ /‬من‪ /‬طح‪ /‬ﻫق‪ /‬وصححه ابن حبان‪ /‬وقال الرتمذي‪ :‬قليل اخلمر وكثريﻫا‪.‬‬
‫*أثر ابن عباس ‪ ‬قال‪( :‬حرمت اخلمر لعينها‪ ،‬والسكر لغريﻫا) [ن‪ /‬بز‪ /‬ﻫق‪ /‬وﻫو موقوف عن ابن عباس ‪‬‬ ‫حسن غريب]‪ ،‬وﻫذا احلديث نص يف حمل اخلالف‪.‬‬
‫(أن رسول هللا ‪ ‬قال‪ :‬اخلمر من ﻫاتني وﻫم من رفعه] وﻫذا نص يف حمل اخلالف‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫*حديث أيب ﻫريرة ‪َّ :‬‬
‫(إين كنت هنيتكم عن الشراب يف األوعية‪ ،‬فاشربوا فيما بدا‬ ‫*حديث أيب بردة بن نيار ‪ ‬قال رسول هللا ‪ِّ :‬‬ ‫الشجرتني‪ ،‬النخلة والعنبة) [م]‪.‬‬
‫(إن من العنب سمراً‪ ،‬وإن من لكم‪ ،‬وال تسكروا) [طح‪ /‬طيا‪ /‬ن‪ /‬قط‪ /‬ﻫق‪ /‬قال النسائي‪ :‬حديث منكر]‪.‬‬ ‫*حديث النعمان بن بشري ‪ ‬قال ‪َّ :‬‬
‫إن وعاءً ال ِّ‬
‫حيرم شيئاً‪ ،‬وكل‬ ‫(إين هنيتكم عن نبيذ األوعية ‪-‬أي االنتباذ‪ ،-‬أال َّ‬ ‫العسل سمراً‪ ،‬ومن الزبيب سمراً‪ ،‬ومن احلنطة سمراً‪ ،‬وأان أهناكم عن كل *حديث ابن مسعود ‪ ‬قال ‪ِّ :‬‬
‫أن العربة ابلسكر وليس يف الوعاء وال االنتباذ‪.‬‬ ‫مسكر حرام) [جه‪ /‬طح‪ /‬حب]‪ ،‬فدل َّ‬ ‫مسكر) [حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬جه‪ /‬ﻫق‪ /‬قط‪ /‬كم]‪.‬‬
‫إن هبا شرابني‬‫أن اخلمر َّإمنا مسيت سمراً *حديث أيب موسى ‪ ‬قال‪( :‬يعثين رسول هللا ‪ ‬أان ومعاذاً إىل اليمن‪ ،‬فقلنا اي رسول هللا‪َّ :‬‬ ‫* من جهة االشتقاق‪ ،‬فإنَّه معلوم عند أﻫل اللغة َّ‬
‫يصنعان من الرب والشعري؛ أحدمها يقال له ال ِّـم ْزُر‪ ،‬واآلخر يقال له البِّتْع‪ ،‬فما نشرب؟ فقال النيب ‪ :‬اشراب وال‬ ‫ملخامرهتا العقل‪ ،‬فوجب أ ْن يطلق اسم اخلمر على كل ما خامر العقل‪.‬‬
‫تسكرا) [متفق]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال جيوز النبيذ قليله وكثريه)‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه هللا‪ :-‬حجة احلجازيني (القول األول) من طريق السمع أقوى‪ ،‬وحجة العراقيني (القول الثاين) من طريق القياس أظهر‪ ،‬واألثر إذا كان‬ ‫الراجح‬
‫نصاً اثبتاً فالواجب أ ْن يغلَّب على القياس‪ ،‬وال يبعد أ ْن ِّ‬
‫حيرم الشارع قليل املسكر وكثريه سداً للذريعة وتغليظاً‬
‫احملرم يف األنبذة املسكرة ﻫو السكر نفسه (ال) عينها‪ ،‬فيشرب قليل النبيذ ما مل ِّ‬ ‫احملرم يف األنبذة املسكرة عينها وأيمث من شرب القليل منها ولو مل‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫يؤدي إىل سكر صاحبه‬
‫يسكر‪ ،‬وكل ما وجد فيه علة اخلمر يلحق ابخلمر‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)871/1‬والبناية (‪ ،)365/12‬واالختيار (‪ ،)101/4‬والتهذيب يف اختصار املدونة (‪ ،)499 /4‬والكايف يف فقه أﻫل املدينة (‪ ،)442 /1‬وخمتصر املزين مع األم (‪ ،)372 /8‬والتنبيه‬ ‫مراجع املسألة‬
‫(ص‪ ،)247 :‬واحلاوي الكبري (‪ ،)376 /13‬ومسائل اإلمام أمحد رواية أيب داود السجستاين (ص‪ ،)346 :‬واملغين (‪ ،)513/12‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)325/6‬‬

‫‪234‬‬
‫حكم االنتباذ يف غري األسقية‬ ‫املسألة (‪)17‬‬
‫أن االنتباذ حالل‪ ،‬مامل حتدث فيه الشدة املطربة اخلمرية‪ ،‬حلديث‪( :‬كنت هنيتكم عن الظروف‪،‬‬ ‫االنتباذ ﻫو‪ :‬طرح الزبيب أو التمر وغريﻫا يف وعاء ماء عليه لينقع فرتة دون أ ْن بطيخ‪ .‬وقد اتفقوا على َّ‬
‫إن ظرفاً ال ُحيل شيئاً وال ُحيرمه‪ ،‬وكل مسكر حرام) [م]‪ ،‬وألنَّه ‪( :‬كان يُنبذ له الزبيب وال ِّسقاء فيشربه اليوم والغد وبعد الغد‪ ،‬إىل املساء الثالثة‪ ،‬مث أيمر به فيسقى أو يهراق) [م]‪ ،‬وأعمعوا على‬‫و َّ‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫املزفَّت (آنية تُطلى ابلقار)‪ ،‬واحلَْنتم (اجلرار اليت تصنع من‬
‫جواز االنتباذ يف األسقية (الظروف املتخذة من اجللد)‪ ،‬واختلفوا ﻫل يكره االنتباذ يف بقية األوعية؛ كالدُّابء (القرع يوضع النبيذ بداخله)‪ ،‬و َّ‬
‫الطني)‪ ،‬والنَّقري (أصل النخلة يُنقر ويوضع الرطب فيه)‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫جيوز االنتباذ يف عميع الظروف واألواين‬ ‫يكره االنتباذ يف الدُّابء واملزفت واحلنتم والنقري‬ ‫املزفت‬
‫يكره االنتباذ يف الدُّابء و َّ‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبوحنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد (املذﻫب)‬ ‫أمحد (رواية)‪ /‬الثوري‬ ‫مالك (رواية ابن القاسم)‬
‫ظاﻫر اختالف اآلاثر يف ﻫذه املسألة‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حديث عبدالرمحن بن جابر بن عبدهللا عن أبيه‪َّ :‬‬
‫(أن رسول هللا ‪ ‬قال‪ :‬إين كنت‬ ‫*حديث ابن عباس ‪ ‬يف وفد عبد القيس قال‬ ‫*حديث ابن عمر ‪ ‬قال‪( :‬خطب الرسول ‪‬‬
‫هنيتكم أ ْن تنبذوا يف الدُّابء واحلنتم واملزفت‪ ،‬فانتبذوا‪ ،‬وال أُحل مسكراً) [طح‪ /‬ﻫق]‪.‬‬ ‫هلم ‪( :‬أهناكم عن الدُّابء واحلنتم والنقري‬ ‫الناس يف بعض مغازيه‪ ،‬فسالت ماذا قال؟‪ ،‬فقيل‪:‬‬
‫النيب ‪ ‬قال‪( :‬هنيتكم عن حلوم األضاحي بعد‬ ‫َّ‬
‫*حديث أيب سعيد اخلدري ‪ ‬أن ً‬ ‫املزفت) [خ‪/‬م]‪ ،‬احلديث نص على النهي عن‬ ‫و َّ‬ ‫املزفب) [م]‪ ،‬احلديث‬
‫هنى أ ْن ينبذ يف الدُّابء و َّ‬
‫ثالث‪ ،‬فكلوا وتصدقوا و َّادخروا‪ ،‬وهنيتكم عن االنتباذ‪ ،‬فانتبذوا وكل مسكر حرام)‬ ‫ﻫذه األواين األربعة‪ ،‬وﻫو متضمن مزيداً على ما‬ ‫نص على النهي عن االنتباذ يف ﻫذه األواين‪،‬‬ ‫األدلة‬
‫[طأ‪ /‬طح‪ /‬كم‪ /‬ﻫق‪ /‬قال ابن عبد الرب‪ :‬احلديث صحيح حمفوظ‪ /‬وقال احلاكم‪:‬‬ ‫يف حديث ابن عمر ‪ ،‬فيؤخذ به‪ ،‬والنهي‬ ‫والنهي الوارد يف األحاديث هني عن االنتباذ‬
‫فجوز االنتباذ يف كل شيء والنهي فيها منسوخ هبذه‬ ‫صحيح على شرط مسلم]‪َّ ،‬‬ ‫الوارد يف األحاديث هني عن مطلق االنتباذ‪،‬‬ ‫مطلقاً‪ ،‬فنسخ النهي املطلق‪ ،‬وبقي النهي يف‬
‫األحاديث فهو هني عن االنتباذ هبذه األواين‪ ،‬وال يُعلم هني متقدم غريﻫا‪.‬‬ ‫فنسخ وبقي النهي عن ﻫذه األواين األربع‪.‬‬ ‫ﻫاتني اآلنيتني‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬جيوز االنتباذ يف عميع األواين)‪ ،‬والنهي عنها منسوخ‪ ،‬ال حكم له‪ ،‬كما ورد الرتخيص للحنتم غري املزفت كما يف حديث ابن عمر ‪ ‬قال‪( :‬ملا هنى رسول هللا ‪ ‬عن النبيذ يف األوعية‪،‬‬ ‫الراجح‬
‫قالوا‪ :‬ليس كل الناس جيد‪ ،‬فارخص هلم يف ِّ‬
‫اجلر غري املزفت) [متفق]‪ ،‬و َّ‬
‫ألن النهي عن االنتباذ يف األوعية املذكورة العلة إسراعه إىل السكر احملرم‪ ،‬مث أمرﻫم ابلشرب فيها ملا مل توجد فيها حقيقة اإلسكار‬
‫(ال) حرج يف االنتباذ يف عميع الظروف واألواين‪ ،‬مبا فيها الدابء واملزفت واحلنتم‬ ‫األوىل اجتناب االنتباذ يف الدابء واملزفت واحلنتم‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫األوىل اجتناب االنتباذ يف الدابء واملزفت‬
‫والنقري وغريﻫا‬ ‫والنقري‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)877/1‬واالختيار (‪ ،)101/4‬كنز الدقائق (ص ‪ ،)620‬واملدونة الكربى (‪ ،)524/4‬والقوانني الفقهية (ص ‪ ،)117‬وحبر املذﻫب (‪ ،)127/13‬واجملموع (‪ ،)566/2‬ومسائل اإلمام‬ ‫مراجع املسألة‬
‫أمحد وإسحاق بن راﻫويه (‪ ،)4069 /8‬واملغين (‪ ،)514/12‬واحملرر (‪ ،)163/2‬ونيل األوطار (‪)208/8‬‬

‫‪235‬‬
‫انتباذ اخلليطني‬ ‫املسألة (‪)18‬‬
‫اخلليطان‪ :‬أ ْن ينقع يف املاء شيئان مع بعضهما‪ ،‬كمن ينقع الزبيب مع التمر اهلندي‪ ،‬أو ينفع البُسر ‪-‬الرطب قبل االستواء‪ -‬والرطب عميعاً‪ ،‬وحنوﻫا‪ .‬وقد اتفقوا على َّ‬
‫أن‬
‫حترير حمل‬
‫ألن ابخللط بينهما يُسرع هلما حتوهلما إىل مسكر‪ ،‬وقد يشرب منه صاحبه وﻫو ال يعلم أنَّه أصبح مسكراً‪ ،‬وقد اختلفوا‬ ‫انتباذ صنف واحد حالل‪ ،‬وسبب املنع من اخلليطني؛ َّ‬
‫اخلالف‬
‫يف حكم انتباذ خليطني فأكثر‪ ،‬وخلالف على أربعة أقوال‬
‫حيرم اخلليطني مطلقاً وإ ْن‬ ‫يكره اخلليطني يف األشياء‬
‫يباح اخلليطني‬ ‫حيرم اخلليطني يف األشياء اليت تقبل االنتباذ‬ ‫األقوال‬
‫مل يكوان مما يقبال االنتباذ‬ ‫اليت تقبل االنتباذ‬
‫الداودي‬ ‫اجلمهور‬ ‫ونسبتها‬
‫قوم (مل يُنسب ألحد)‬ ‫أمحد (املذﻫب)‬
‫ترددﻫم ﻫل النهي الوارد يف اخلليطني ﻫو للكراﻫة أو للحظر؟‪ ،‬وإ ْن قلنا للحظر فهل يدل على فساد املنهي عنه أو ال يدل؟‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*حديث أيب سعيد‬ ‫(أن النيب ‪ ‬قال‪:‬‬‫*عموم حديث أيب سعيد اخلدري ‪َّ :‬‬ ‫*حديث أيب سعيد‬ ‫(أن النيب ‪ ‬هنى‬‫*حديث أيب سعيد اخلدري ‪َّ :‬‬
‫اخلدري ‪ ،‬وحديث‬ ‫هنيتكم عن حلوم األضاحي بعد ثالث‪ ،‬فكلوا وتصدقوا‬ ‫اخلدري ‪َّ :‬‬
‫(أن النيب‬ ‫عن التمر والزبيب أ ْن ُخيلط بينهما‪ ،‬وعن التمر‬
‫أيب قتادة ‪ ،‬محالً هلما‬ ‫وادخروا‪ ،‬وهنيتكم عن االنتباذ‪ ،‬فانتبذوا‪ ،‬وكل مسكر حرام)‬ ‫‪ ‬هنى عن التمر‬ ‫والبُسر أ ْن خيلط بينهما) [م]‪.‬‬
‫على التحرمي‪ ،‬ويُقاس‬ ‫[طأ‪ /‬طح‪ /‬ﻫق‪ /‬وصححه ابن عبد الرب واحلاكم]‪ ،‬فهذا عام‬ ‫والزبيب)‪ ،‬وحديث أيب‬ ‫الزﻫو‬
‫*حديث أيب قتادة ‪ ‬قال ‪( :‬ال تنبذوا َّ‬
‫على املنصوص عليه يف‬ ‫يدخل فيه اخلليطني‪.‬‬ ‫قتادة ‪( :‬ال تنبذوا)‪،‬‬ ‫األدلة‬
‫والزبيب عميعاً‪ ،‬وال التمر والزبيب عميعاً‪ ،‬وانتبذوا‬
‫احلديثني سائر ما ُخيلط‬ ‫‪ ‬حتمل أحاديث النهي عن اخلليطني على َّ‬
‫أن املنهي عنه‬ ‫ُحيمل النهي يف احلديثني‬ ‫كل واحد منهما على حدَّه) [خ‪/‬م]‪ ،‬حيمل‬
‫ولو مل يقبل االنتباذ‪.‬‬ ‫خلط النبيذ ابلنبيذ‪.‬‬ ‫على الكراﻫة‪.‬‬ ‫احلديثني على التحرمي يف األصناف اليت تقبل‬
‫ألن كل واحد منهما جيوز شربه منفرداً فال حيرما جمتمعني‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫االنتباذ للنص عليها لعلة اسراعها إىل السكر احملرم‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬يكره اخلليطني يف األشياء اليت تقبل االنتباذ)؛ كالتمر والرطب‪ ،‬والزﻫو‪ ،‬والبسر والزبيب وحنوﻫا‪ ،‬وﻫذا اخلوف تسارع اإلسكار إليها‬ ‫الراجح‬
‫حيرم خلط التمر والزبيب‬ ‫حيرم خلط التمر والزبيب أو الزﻫو والرطب‪ ،‬مما قد‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫مما يقبل التحول ملسكر‪،‬‬ ‫يف‬ ‫ج‬ ‫حر‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬‫ذلك‬ ‫وحنو‬ ‫الزﻫو‬‫و‬ ‫التمر‬ ‫خلط‬ ‫يف‬ ‫ج‬‫حر‬ ‫)‬ ‫(ال‬ ‫بيب‬ ‫ز‬ ‫ال‬ ‫خلط‬ ‫عدم‬ ‫األوىل‬ ‫يصبح سمراً وأيمث شاربه وإ ْن َّ‬
‫اشتدا أمث مرتني‪ ،‬وال‬
‫وحيرم خلط الفواكه مع‬ ‫شرهبا‬ ‫والزﻫو وحنو ذلك‬ ‫حيرم خلط ما ال يقبل االنتباذ وال يتحول ىل‬
‫بعضها وحنوه‬ ‫مسكر‪ ،‬كسائر اخلضروات والفواكه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)878/1‬وبدائع الصنائع (‪ ،)112 /5‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)396/4‬والنوادر والزايدات (‪ ،)288/14‬والتلقني (‪ ،)111/1‬واألم (‪ ،)193/6‬والبيان‬ ‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)292/13‬واملغين (‪ ،)515/12‬واملبدع يف شرح املقنع (‪ ،)422/7‬والسبيل املرشد إىل بداية اجملتهد (‪)1224/3‬‬

‫‪236‬‬
‫حكم اخلمر إذا حتولت إىل خل‬ ‫املسألة (‪)19‬‬
‫أعمعوا على َّ‬
‫أن اخلمر إذا حتللت من ذاهتا جاز شرهبا وأكلها‪ ،‬واختلفوا إذا قصد ختليلها إنسان‪ ،‬كما لو ألقى فيها شيء يفسدﻫا كامللح‪ ،‬فما حكم فعله‪ ،‬وﻫل‬
‫حترير حمل اخلالف‬
‫جيوز شرهبا أو أكلها؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫يباح ختليل اخلمر بفعل إنسان‬ ‫يكره ختليل اخلمر بفعل إنسان‬ ‫حيرم ختليل اخلمر بفعل إنسان‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك (قول)‬ ‫مالك (األصح)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫ظاﻫر معارضة القياس لألثر‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*القياس‪ /‬إنَّه قد ُعلم من ضرورة الشرع َّ‬
‫أن األحكام املختلفة إمنا‬ ‫*حديث أنس ‪َّ :‬‬
‫(أن أاب‬ ‫(أن أاب طلحة سأل النيب ‪ ‬عن أيتام ورثوا‬ ‫*حديث أنس ‪َّ :‬‬
‫ﻫي للذوات املختلفة‪َّ ،‬‬
‫وإن اخلمر غري ذات اخلل؛ واخلل ابإلعماع‬ ‫طلحة سأل النيب ‪ ‬عن أيتام‬ ‫سمراً‪ ،‬فقال ‪ :‬أﻫرقها‪ ،‬قال‪ :‬أفال أجعلها ًّ‬
‫خال‪ ،‬قال‪ :‬ال) [د‪/‬‬
‫حالل‪ ،‬فإذا انتقلت ذات اخلمر إىل اخلل‪ ،‬وجب أ ْن يكون حالالً‪،‬‬ ‫ورثوا سمراً ‪ ،)...‬يُفهم من النهي‬ ‫أن النيب ‪ُ ‬سئل عن اخلمر‬ ‫حم‪ /‬وﻫو عند مسلم خمتصراً بلفظ‪َّ :‬‬
‫كيفما انتقل‪ ،‬وحديث أيب طلحة ‪‬؛ النهي فيه (ال) يعود بفساد‬ ‫أنَّه من ابب سد الذريعة‪،‬‬ ‫تتخذ خالً‪ ،‬فقال‪ :‬ال]‪ ،‬ﻫذا احلديث نص يف حمل اخلالف‪،‬‬ ‫األدلة‬
‫املنهي عنه‪ ،‬حىت لو حرم فعله فاجلهة منفكة‪ ،‬فال حيرم اخلل‪ ،‬كمن‬ ‫فيحمل على الكراﻫة‪.‬‬ ‫فالنهي فيه مطلقاً لغري علة‪ ،‬ولو جاز االستفادة من اخلمر‬
‫صلَّى يف أرض مغصوبة‪.‬‬ ‫بتحويلها إىل اخلل‪ ،‬ألذن ‪ ‬يف ذلك حفاظاً على مال اليتيم‪،‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن علة التحرمي يف اخلمر تزول بتخللها‪.‬‬ ‫وقد كان ﻫذا السؤال للنيب ‪ ‬ملا ُح ِّرمت اخلمر‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬حيرم ختليل اخلمر بفعل إنسان)‪ ،‬لظاﻫر حديث أيب طلحة ‪َّ ،‬‬
‫فإن النهي فيه صريح‪ ،‬وحفظ مال اليتيم واجب‪ ،‬وتضييعه حرام؛ وابلرغم من ذلك‪ ،‬مل‬ ‫الراجح‬
‫أيذن ‪ ‬بتحويل سمر األيتام إىل خل‪ ،‬ولو قلنا‪ :‬جيوز ذلك‪ ،‬لكنا أفسدان مال اليتيم‪ ،‬ولوجب ضمانه‬
‫أيمث من خلل اخلمر بفعله؛ سواءً بوضع شيء فيها أو بنقلها من‬
‫إذا خلل اخلمر إبضافة شيء‬
‫تطهر اخلمر بتخليلها بفعل اإلنسان‪ ،‬ويباح شرهبا وأكلها واالنتفاع‬ ‫الشمس إىل الظل‪ ،‬وعند مالك تطهر بتخليلها مع االمث‪ ،‬وعند‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫عليه طهرت واألوىل اجتناهبا‬
‫هبا وال إمث على من فعل ذلك‬ ‫الشافعي وأمحد تبقى على جناستها وﻫو وجه عند الشافعية إذا‬
‫للشبهة فيها‬
‫ختللت بنفسها ال إبضافة شيء عليها‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)879/1‬واحلجة على أﻫل املدينة (‪ ،)8/3‬وبدائع الصنائع (‪ ،)114 /5‬وشرح التلقني (‪ ،)360 /2 /3‬واجلامع ملسائل املدونة (‪ ،)519 /22‬واملهذب (‪،)94/1‬‬ ‫مراجع املسألة‬
‫وفتح العزيز (‪ ،)82/10‬ومسائل اإلمام أمحد رواية ابنه أيب الفضل صاحل (‪ ،)129 /1‬واملغين (‪ )517/12‬االضطرار إىل األطعمة واألدوية احملرمة (ص‪)205‬‬

‫‪237‬‬
‫التداوي ابلنجاسات واحملرمات‬ ‫املسألة (‪)20‬‬
‫(ال) خالف يف جواز استعمال احملرمات يف ضرورة التَّغذي‪ ،‬ملن ال جيد شيئاً َّ‬
‫يتغذى به وخيشى على نفسه اهلال ‪ ،‬وقد ذﻫب األئمة األربعة إىل عدم جواز‬ ‫حترير حمل‬
‫التداوي بشرب اخلمر‪ ،‬واختلفوا يف حكم التداوي بغريﻫا من احملرمات والنجاسات‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫اخلالف‬
‫(ال) جيوز التداوي ابلنجاسات واحملرمات‬ ‫جيوز التداوي ابلنجاسات واحملرمات‬ ‫األقوال‬
‫مالك‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫ونسبتها‬
‫تعارض ظاﻫر اآلاثر (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬
‫*قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ *حديث أم سلمة ‪-‬رضي هللا عنها‪ -‬قالت‪( :‬اشتكت ابنة يل‪ ،‬فنبذت هلا يف كوز‪ ،‬فدخل النيب ‪‬‬
‫إن ابنيت اشتكت‪ ،‬فنبذت هلا ﻫذا‪ ،‬فقال ‪َّ :‬‬
‫إن هللا مل جيعل‬ ‫وﻫو يغلي‪ ،‬فقال‪ :‬ما ﻫذا؟‪ ،‬فقلت‪َّ :‬‬
‫ﭢ ﭣﮊ [األنعام‪ ،]119:‬كما جاز استعمال احملرم‬
‫شفاءكم مما ُح ِّرم عليكم) [ع‪ /‬بز‪/‬حب‪ /‬ﻫق]‪ ،‬دل على عدم جواز التداوي ابحملرمات عموماً‪.‬‬
‫للتغذي جاز استعماله للتداوي‪.‬‬
‫‪ ‬حديث أيب الدرداء ‪ ‬قال ‪َّ :‬‬
‫(إن هللا أنزل الداء والدواء‪ ،‬وجعل لكل داء دواءً فتداووا‪ ،‬وال‬ ‫األدلة‬
‫(رخص رسول هللا ‪ ‬لعبدالرمحن‬ ‫*حديث أنس ‪ ‬قال‪َّ :‬‬
‫تداووا حبرام) [د‪ /‬ويف سنده مقال]‪.‬‬
‫ابن عوف والزبري بن العوام يف لبس احلرير‪ ،‬حلكة كانت‬
‫‪ ‬عن أيب ﻫريرة ‪ ‬قال‪( :‬هنى رسول هللا ‪ ‬عن الدواء اخلبيث) [حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬وزاد ابن ماجه‪ :‬يعين‬
‫هبما) [متفق]‪ ،‬فدل على جواز التداوي ابحملرم حملل احلاجة‪.‬‬
‫السم]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيوز التداوي ابلنجاسات واحملرمات)‪ ،‬حملل احلاجة‪ ،‬وقد أمر ‪ ‬العرنيني أ ْن يشربوا من أبوال اإلبل [خ‪/‬م] وﻫو مستقذر‪َّ ،‬‬
‫فدل أ ْن احلاجة داعية‬ ‫الراجح‬
‫الستعمال مثل ﻫذه األنواع من األدوية‬
‫(ال) إمث على من تداوى ابلنجاسات احملرمات واشرتط بعضهم‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫أيمث من تداوى ابلنجاسات ولو كانت احلاجة تدعو لذلك‬
‫أ ْن (ال) جيد غريﻫا من املباح‪ ،‬وأ ْن أيمره به الطبيب املسلم العدل‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)880/1‬ودرر احلكام (‪ ،)319 /1‬والبحر الرائق (‪ ،)122/1‬والدر املختار وحاشية ابن عابدين (‪ ،)210/1‬واملدخل البن احلاج (‪ ،)132 /4‬واإلشراف على نكت‬
‫مسائل اخلالف (‪ ،)923 /2‬وحتفة احملتاج (‪ ،)296/1‬وهناية احملتاج (‪ ،)14/8‬واملغين (‪ ،)423/9‬واإلقناع (‪ ،)314/4‬واالضطرار إىل األطعمة واألدوية احملرمة (ص‪ )147‬وأحكام‬ ‫مراجع املسألة‬
‫األطعمة يف الشريعة اإلسالمية (ص‪)450‬‬

‫‪238‬‬
‫هل جيوز للمضطر األكل مأ امليتة حىت الاشبع؟‬ ‫املسألة (‪)21‬‬
‫ذﻫب األئمة األربعة إىل جواز أكل املضطر للميتة إذا خاف على نفسه اهلال ‪ ،‬واختلفوا ﻫل جيوز له األكل إىل حد الشبع‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫حترير حمل اخلالف‬
‫الرمق‬
‫(ال) أيكل املضطر من امليتة إال ما ميسك َّ‬ ‫جيوز للمضطر أ ْن أيكل من امليتة إىل حد الشبع‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬بعض املالكية‬ ‫مالك‬
‫ﻫل املباح من أكل امليتة عند االضطرار عميعها أو ما يسد به الرمق‪ ،‬يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮊ [البقرة‪]173 :‬‬ ‫سبب اخلالف‬

‫*قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮊ ‪* ،‬قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮊ ‪ ،‬الظاﻫر أنَّه ال‬


‫الظاﻫر من اآلية جواز األكل من عميع امليتة وليس يف فعله بغي أيكل إال ما يسد به الرمق‪ ،‬فهو مضطر‪ ،‬والضرورة تقدر بقدرﻫا‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫وال عدوان‪.‬‬
‫ألن فعله خالف األصل‪ ،‬فال يتمادى يف ذلك‪َّ ،‬‬
‫ألن األصل حرمته‬ ‫القول الثاين‪( :‬ال أيكل املضطر من امليتة إال ما ميسك الرمق)‪ ،‬وذلك َّ‬ ‫الراجح‬
‫(ال) أيمث املضطر لو أكل حىت الشبع‪ ،‬وجيوز له التزود من امليتة أيمث املضطر يف كل لقمة أكلها زايدة على سد الرمق‪ ،‬وال أيخذ معه للطريق وال‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫يتزود من امليتة‬ ‫للطريق حىت جيد غريﻫا‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)881/1‬والتجريد للقدوري (‪ ،)6379/12‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)55/5‬والنوادر والزايدات (‪ ،)36/2‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)116‬ومنت أيب شجاع‬ ‫مراجع املسألة‬
‫(ص‪ ،)43‬وروضة الطالبني (‪ ،)283/3‬وكفاية النبيه (‪ ،)255/8‬واملغين (‪ ،)415/9‬واحملرر (‪ ،)192/2‬واالضطرار إىل األطعمة واألدوية احملرمة (ص‪)61‬‬

‫‪239‬‬
‫هل أيكل املضطر مأ امليتة إن كان يف سفر معصية؟‬ ‫املسألة (‪)22‬‬
‫ذﻫب األئمة األربعة إىل جواز أ ْن أيكل املضطر من امليتة إ ْن خاف على نفسه اهلال ‪ ،‬سواءً كان مقيماً أو مسافراً‪ ،‬واختلفوا لو كان مسافراً سفر‬ ‫حترير حمل‬
‫معصية‪ ،‬كمن سافر لقطع الطريق أو لشرب اخلمر أو للزان وحنوه‪ ،‬فهل جيوز له أكل امليتة اضطراراً؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫اخلالف‬
‫جيوز للمضطر أكل امليتة ولو كان عاصياً يف سفره‬ ‫إن كان عاصياً بسفره‬
‫(ال) حيل للمضطر أكل امليتة ْ‬ ‫األقوال‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫ونسبتها‬
‫االختالف يف مفهوم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮊ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب اخلالف‬

‫*قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮊ *قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮊ ‪ ،‬وﻫذا ينطبق عليه أنَّه مضطر‪.‬‬
‫[البقرة‪ ،]173:‬وﻫذا ابغي يف سفره ومعتدي‪ ،‬فال يرتخص بذلك‪  .‬قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮊ [البقرة‪ ،]195:‬وقوله تعاىل‪ :‬ﮋﭹ‬
‫الرخص ال تُناط ابملعاصي‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن األكل من امليتة ُرخصة‪ ،‬و ُّ‬
‫ﭺ ﭻﮊ [النساء‪ ،]29:‬وﻫذا إذا (مل) أيكل فقد ألقى بنفسه إىل التهلكة‬ ‫األدلة‬
‫حمرم عليه‪.‬‬
‫وقتل نفسه‪ ،‬وﻫذا َّ‬
‫ألن اجلهة منفكة‪ ،‬فهو آمث بسفره غري آمث أبكله‪ ،‬كمن صلَّى يف أرض‬ ‫‪َّ ‬‬
‫مغصوبة‪ ،‬فهو آمث للغصب ومأجور على صالته‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال حيل للمضطر أكل امليتة ْإن كان عاصياً بسفره)‪َّ ،‬‬
‫ألهنا رخصة تعني على التخفيف يف األسفار املباحة حلاجة اإلنسان‪ ،‬لو اتب حلل له أكلها‬ ‫الراجح‬

‫(ال) أيمث العاصي بسفره لو أكل من امليتة إ ْن كان مضطراً‬ ‫أيمث العاصي بسفره لو أكل من امليتة ولو كان مضطراً لذلك‬ ‫مثرة اخلالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)881/1‬والتجريد للقدوري (‪ ،)901/2‬والغرة املنيفة (ص‪ ،)44 :‬والتفريع (‪ ،)320/1‬واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‪ ،)304/1‬واألم‬ ‫مراجع املسألة‬
‫(‪ ،)277/2‬وحبر املذﻫب (‪ ،)341/2‬واإلقناع (‪ ،)312/4‬ومطالب أويل النهى (‪ ،)319/6‬وأحكام األطعمة يف الشريعة اإلسالمية (‪)472‬‬

‫‪240‬‬
‫اخلامتة‬
‫نسأل الكرمي حسن اخلامتة‪.‬‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف األنبياء واملرسلني‪ ،‬نبينا حممد وعلى آله وصحبه الطيبني الطاﻫرين أما بعد‪:‬‬
‫فقد مت بفضل هللا تعاىل االنتهاء من مث كتاب‪( :‬اجلهاد‪ /‬األميان‪ /‬النذور‪ /‬الضحااي‪ /‬الذابئح‪ /‬الصيد‪ /‬العقيقة‪ /‬األطعمة واألشربة) وعدد مسائلها (‪ )177‬مسألة‪،‬‬
‫ومعظم اخلالف فيها على قولني‪ ،‬مث على ثالثة أقوال‪ ،‬مث على أربعة أقوال‪ ،‬مث على سمسة أقوال‪ ،‬مث على ستة وسبعة أقوال‪.‬‬
‫وقد كان عدد املسائل املختلف فيها على قولني (‪ )122‬مسألة‪ ،‬وعدد املسائل املختلف فيها على ثالثة أقوال (‪ )39‬مسألة‪ ،‬وعدد املسائل املختلف فيها على‬
‫أربعة أقوال (‪ )10‬مسائل‪ ،‬وعدد املسائل املختلف فيها على سمسة أقوال (‪ )4‬مسائل‪ ،‬ومسألة واحدة خمتلف فيها على ستة أقوال‪ ،‬ومسألة واحدة خمتلف فيها‬
‫على سبعة أقوال‪.‬‬
‫نسأل الكرمي أ ْن يتقبل ﻫذا العمل وجيعله يف ميزان احلسنات‪ ،‬وأ ْن يكون من العلم الذي يُنتفع به بعد املمات‪.‬‬
‫وصلى هللا على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أعمعني‪،،،‬‬

‫‪241‬‬
‫الفهارس‬
‫وتاشتمل على اآلتـ ــي‬
‫موال‪ :‬فهرس اآلايت‬
‫اثنيا‪ :‬فهرس األحاديث واآلاث‬
‫اثلثا‪ :‬فهرس املسائل‬
‫ابعا‪ :‬فهرس املراجع‬
‫خامسا‪ :‬فهرس املوضوعات‬

‫‪242‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬فهرس اآليات‬
‫الصفحة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫اسم السورة‬ ‫اآلية‬
‫‪164‬‬ ‫‪067‬‬ ‫البقرة‬ ‫(ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ)‬
‫‪240 ،239‬‬ ‫‪173‬‬ ‫البقرة‬ ‫ﮋﮙﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮊ‬
‫‪177‬‬ ‫‪173‬‬ ‫البقرة‬ ‫(ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ)‬
‫‪28‬‬ ‫‪180‬‬ ‫البقرة‬ ‫(ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ)‬
‫‪36‬‬ ‫‪190‬‬ ‫البقرة‬ ‫(ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ)‬
‫‪36‬‬ ‫‪190‬‬ ‫البقرة‬ ‫(ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ)‬
‫‪37‬‬ ‫‪194‬‬ ‫البقرة‬ ‫(ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ)‬
‫‪240‬‬ ‫‪195‬‬ ‫البقرة‬ ‫ﮋ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮊ‬
‫‪39‬‬ ‫‪205‬‬ ‫البقرة‬ ‫(ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ)‬
‫‪28‬‬ ‫‪216‬‬ ‫البقرة‬ ‫(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ)‬
‫‪79‬‬ ‫‪286‬‬ ‫البقرة‬ ‫(ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ)‬
‫‪240‬‬ ‫‪029‬‬ ‫النساء‬ ‫ﮋﭹ ﭺ ﭻﮊ‬
‫‪115‬‬ ‫‪091‬‬ ‫النساء‬ ‫( ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ)‬

‫‪243‬‬
‫الصفحة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫اسم السورة‬ ‫اآلية‬
‫‪111‬‬ ‫‪092‬‬ ‫النساء‬ ‫(ﮛ ﮜﮝ)‬
‫‪28‬‬ ‫‪095‬‬ ‫النساء‬ ‫(ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭴ)‬
‫‪29‬‬ ‫‪141‬‬ ‫النساء‬ ‫(ﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ)‬
‫‪123‬‬ ‫‪001‬‬ ‫املائدة‬ ‫(ﮊﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ)‬
‫‪188‬‬ ‫‪002‬‬ ‫املائدة‬ ‫ﮋﯝﯞﯟ ﮊ‬
‫‪،161 ،160 ،159‬‬ ‫‪003‬‬ ‫املائدة‬ ‫(ﭑ ﭒ ﭓ)‬
‫‪،180 ،171 ،162‬‬
‫‪220 ،219‬‬
‫‪157‬‬ ‫‪003‬‬ ‫املائدة‬ ‫(ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ)‬
‫‪174‬‬ ‫‪003‬‬ ‫املائدة‬ ‫( ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ)‬
‫‪233 ،223 ،222‬‬ ‫‪004‬‬ ‫املائدة‬ ‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﮊ‬
‫‪202 ،191 ،190‬‬ ‫‪004‬‬ ‫املائدة‬ ‫ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮊ‬
‫‪،196 ،195 ،193‬‬ ‫‪004‬‬ ‫املائدة‬ ‫ﮋ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮊ‬
‫‪200‬‬

‫‪244‬‬
‫الصفحة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫اسم السورة‬ ‫اآلية‬
‫‪192‬‬ ‫‪004‬‬ ‫املائدة‬ ‫ﮋﮞ ﮟ ﮠﮡﮢﮊ‬
‫‪،174 ،177 ،171‬‬ ‫‪005‬‬ ‫املائدة‬ ‫(ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ)‬
‫‪180 ،176 ،175‬‬
‫‪127‬‬ ‫‪087‬‬ ‫املائدة‬ ‫(ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ)‬
‫‪،110 ،109،94‬‬ ‫‪089‬‬ ‫املائدة‬ ‫(ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ )‬
‫‪،113 ،112 ،111‬‬
‫‪115 ،114 ،108‬‬
‫‪،105 ،104 ،102‬‬ ‫‪089‬‬ ‫املائدة‬ ‫(ﯙﯚﯛﯜﯝ)‬
‫‪107‬‬
‫‪109‬‬ ‫‪089‬‬ ‫املائدة‬ ‫(ﯣﯤﯥﯦﯧ)‬
‫‪234‬‬ ‫‪091‬‬ ‫املائدة‬ ‫ﮋﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﮊ‬
‫‪200‬‬ ‫‪094‬‬ ‫املائدة‬ ‫ﮋﮨ ﮩ ﮪﮊ‬
‫‪201‬‬ ‫‪095‬‬ ‫املائدة‬ ‫ﮋ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﮊ‬
‫‪201‬‬ ‫‪096‬‬ ‫املائدة‬ ‫ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﮊ‬
‫‪233‬‬ ‫‪096‬‬ ‫املائدة‬ ‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘﮊ‬

‫‪245‬‬
‫الصفحة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫اسم السورة‬ ‫اآلية‬
‫‪191‬‬ ‫‪060‬‬ ‫األنعام‬ ‫ﮋﭕ ﭖﭗ ﭘﮊ‬
‫‪172‬‬ ‫‪079‬‬ ‫األنعام‬ ‫(ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ)‬
‫‪93‬‬ ‫‪109‬‬ ‫األنعام‬ ‫(ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ)‬
‫‪238‬‬ ‫‪119‬‬ ‫األنعام‬ ‫ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣﮊ‬
‫‪171‬‬ ‫‪121‬‬ ‫األنعام‬ ‫(ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ)‬
‫‪،226 ،224 ،222‬‬ ‫‪145‬‬ ‫األنعام‬ ‫ﮋﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮊ‬
‫‪230 ،228 ،227‬‬
‫‪178‬‬ ‫‪146‬‬ ‫األنعام‬ ‫(ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ)‬
‫‪179‬‬ ‫‪146‬‬ ‫األنعام‬ ‫(ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯻ)‬
‫‪127‬‬ ‫‪032‬‬ ‫األعراف‬ ‫(ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ)‬
‫‪231‬‬ ‫‪157‬‬ ‫األعراف‬ ‫ﮋﮈ ﮉ ﮊﮊ‬
‫‪67 ،66‬‬ ‫‪001‬‬ ‫األنفال‬ ‫(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ)‬
‫‪81‬‬ ‫‪038‬‬ ‫األنفال‬ ‫(ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ)‬
‫‪45 ،31‬‬ ‫‪039‬‬ ‫األنفال‬ ‫(ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ)‬

‫‪246‬‬
‫الصفحة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫اسم السورة‬ ‫اآلية‬
‫‪53 ،52 ،51‬‬ ‫‪041‬‬ ‫األنفال‬ ‫( ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ)‬
‫‪51‬‬ ‫‪041‬‬ ‫األنفال‬ ‫(ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟﭠ)‬
‫‪،55 ،54 ،51،52‬‬ ‫‪041‬‬ ‫األنفال‬ ‫(ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ)‬
‫‪،62 ،59 ،58 ،57‬‬
‫‪71 ،69 ،67 ،66‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪061‬‬ ‫األنفال‬ ‫(ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ)‬
‫‪41‬‬ ‫‪066‬‬ ‫األنفال‬ ‫(ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬
‫ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ)‬
‫‪33‬‬ ‫‪067‬‬ ‫األنفال‬ ‫(ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ)‬
‫‪42 ،36 ،32‬‬ ‫‪005‬‬ ‫التوبة‬ ‫(ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ)‬
‫‪37 ،36‬‬ ‫‪005‬‬ ‫التوبة‬ ‫(ﮬ ﮭ ﮮﮯ)‬
‫‪45 ،44 ،42‬‬ ‫‪029‬‬ ‫التوبة‬ ‫(ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ)‬
‫‪80‬‬ ‫‪029‬‬ ‫التوبة‬ ‫(ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ)‬
‫‪123‬‬ ‫‪075‬‬ ‫التوبة‬ ‫(ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ)‬

‫‪247‬‬
‫الصفحة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫اسم السورة‬ ‫اآلية‬
‫‪43‬‬ ‫‪111‬‬ ‫التوبة‬ ‫(ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯨ )‬
‫‪28‬‬ ‫‪122‬‬ ‫التوبة‬ ‫(ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ)‬
‫‪149‬‬ ‫‪065‬‬ ‫ﻫود‬ ‫(ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ)‬
‫‪229 ،228‬‬ ‫‪008‬‬ ‫النحل‬ ‫ﮋﭡﭢﭣﭤﭥ ﮊ‬
‫‪234‬‬ ‫‪067‬‬ ‫النحل‬ ‫ﮋ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﮊ‬
‫‪127‬‬ ‫‪116‬‬ ‫النحل‬ ‫(ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ)‬
‫‪40‬‬ ‫‪015‬‬ ‫اإلسراء‬ ‫(ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ)‬
‫‪140‬‬ ‫‪023‬‬ ‫اإلسراء‬ ‫( ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ)‬
‫‪98‬‬ ‫‪023‬‬ ‫الكهف‬ ‫(ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ)‬
‫‪148‬‬ ‫‪027‬‬ ‫احلج‬ ‫(ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ)‬
‫‪150‬‬ ‫‪036‬‬ ‫احلج‬ ‫( ﯛ ﯜ ﯝ)‬
‫‪95‬‬ ‫‪046‬‬ ‫النور‬ ‫(ﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟ)‬
‫‪82‬‬ ‫‪023‬‬ ‫الفرقان‬ ‫(ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ)‬
‫‪98‬‬ ‫‪067‬‬ ‫الفرقان‬ ‫(ﭑ ﭒﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ)‬

‫‪248‬‬
‫الصفحة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫اسم السورة‬ ‫اآلية‬
‫‪98‬‬ ‫‪070‬‬ ‫الفرقان‬ ‫(ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ)‬
‫‪102‬‬ ‫‪005‬‬ ‫األحزاب‬ ‫(ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ)‬
‫‪127‬‬ ‫‪021‬‬ ‫األحزاب‬ ‫(ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ)‬
‫‪89‬‬ ‫‪001‬‬ ‫الصافات‬ ‫(ﭑ ﭒ)‬
‫‪139‬‬ ‫‪078‬‬ ‫الصافات‬ ‫(ﭖﭗﭘﭙ)‬
‫‪164‬‬ ‫‪107‬‬ ‫الصافات‬ ‫(ﭩ ﭪ ﭫ )‬
‫‪90‬‬ ‫‪082‬‬ ‫ص‬ ‫(ﰗ ﰘ ﰙ)‬
‫‪228‬‬ ‫‪079‬‬ ‫غافر‬ ‫ﮋ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼﮊ‬
‫‪91‬‬ ‫‪026‬‬ ‫فصلت‬ ‫(ﯕ ﯖ ﯗﯘ)‬
‫‪33‬‬ ‫‪004‬‬ ‫حممد‬ ‫( ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ)‬
‫‪33‬‬ ‫‪004‬‬ ‫حممد‬ ‫(ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ)‬
‫‪38‬‬ ‫‪025‬‬ ‫الفتح‬ ‫(ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ)‬
‫‪89‬‬ ‫‪001‬‬ ‫النجم‬ ‫(ﭑ ﭒﭓ)‬
‫‪92‬‬ ‫‪001‬‬ ‫اجملادلة‬ ‫(ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ)‬

‫‪249‬‬
‫الصفحة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫اسم السورة‬ ‫اآلية‬
‫‪127‬‬ ‫‪003‬‬ ‫اجملادلة‬ ‫(ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ)‬
‫‪39‬‬ ‫‪005‬‬ ‫احلشر‬ ‫(ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ )‬
‫‪78 ،77‬‬ ‫‪007‬‬ ‫احلشر‬ ‫( ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ)‬
‫‪77‬‬ ‫‪010‬‬ ‫احلشر‬ ‫(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛﭜ)‬
‫‪95‬‬ ‫‪001‬‬ ‫املنافقون‬ ‫(ﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ‪...‬ﮣﮤﮥ)‬
‫‪127‬‬ ‫‪001‬‬ ‫التحرمي‬ ‫(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ)‬
‫‪94‬‬ ‫‪001‬‬ ‫التحرمي‬ ‫(ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‪ ...‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ)‬
‫‪116 ،91‬‬ ‫‪002‬‬ ‫التحرمي‬ ‫( ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ)‬
‫‪149‬‬ ‫‪007‬‬ ‫احلاقة‬ ‫(ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ)‬
‫‪123‬‬ ‫‪007‬‬ ‫اإلنسان‬ ‫(ﭙ ﭚ)‬
‫‪89‬‬ ‫‪001‬‬ ‫النازعات‬ ‫(ﮢ ﮣ)‬
‫‪89‬‬ ‫‪001‬‬ ‫الطارق‬ ‫(ﭑ ﭒ)‬

‫‪250‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬فهرس األحاديث واآلثار‬
‫الصفحة‬ ‫طرف احلديث أو األثر‬
‫‪36‬‬ ‫أاتان كتاب عمر وفيه‪ :‬ال تغلوا وال تغدروا وال تقتلوا وليدا‬
‫‪31‬‬ ‫اتركوا احلبشة ما تركوكم‪ ،‬فإنه ال يستخرج كنز الكعبة إال ذو السويقتني من احلبشة‬
‫‪35‬‬ ‫أجارت زينب بنت رسول هللا ‪ ‬أاب العاص بن الربيع‪ ،‬فأمضاه رسول هللا ‪‬‬
‫‪223 ،160‬‬ ‫أُحلَّت لنا ميتتان ودمان‬
‫‪64‬‬ ‫أدوا اخليط واملخيط‪ ،‬وإايكم والغلول؛ فإنه عار على أﻫله يوم القيامة‬
‫‪45‬‬ ‫إذ لقيت عدو من املشركني فادعهم إىل ثالث خصال‬
‫‪195 ،193 ،190‬‬ ‫إذا أرسلت كالبك املعلَّمة وذكرت اسم هللا عليها‬
‫‪52‬‬ ‫إذا أطعم هللا نبياً طعمة مث قبضه كانت للذي يلي بعده‬
‫‪117‬‬ ‫إذا أقسمت مراراً فكفارة واحدة‬
‫‪127‬‬ ‫إذا حرم الرجل عليه امرأته‪ ،‬فهي ميني يكفرﻫا‬
‫‪116 ،98‬‬ ‫إذا حلفت على ميني فرأيت أن غريﻫا خري منها فكفر عن ميينك‬
‫‪138‬‬ ‫إذا دخل العشر وأراد أحدكم أ ْن ِّ‬
‫يضحي‪ ،‬فال أيخذ من شعره شيئاً‪،‬‬
‫‪168‬‬ ‫إذا ذحبتم فأحسنوا ِّ‬
‫الذحبة‬
‫‪198‬‬ ‫إذا رميت سهمك فغاب عنك مصرعه‪ ،‬فكل ما مل يبت‬

‫‪251‬‬
‫الصفحة‬ ‫طرف احلديث أو األثر‬
‫‪198‬‬ ‫إذا رميت سهمك فغاب عنك مصرعه‪ ،‬فكل ما مل يبت‬
‫‪161‬‬ ‫إذا حنرت الناقة‪ ،‬فذكاة ما يف بطنها يف ذكاهتا‬
‫‪198‬‬ ‫إذا وجدت سهمك فيه ومل جتد فيه أثر سبع‪ ،‬وعلمت أنَّه سهمك فكل‬
‫‪65‬‬ ‫إذا وجدمت الرجل قد غل فأحرقوا متاعه واضربوه‬
‫‪43‬‬ ‫أرأيت إن جعلت لك ثلث متر األنصار‪ ،‬أترجع مبن معك من غطفان‬
‫‪60‬‬ ‫استأجر النيب ‪ ‬وأبو بكر ‪ ‬يف اهلجرة من دهلم على الطريق‬
‫‪143‬‬ ‫اشرتيت كبشاً ألضحي به‪ ،‬فأكل الذئب ذنبه‪ ،‬فسألت رسول هللا‬
‫‪227‬‬ ‫أصابتنا جماعة يوم خيرب‪َّ ،‬‬
‫فإن القدور لتغلي‬
‫‪179 ،64‬‬ ‫أصبت جراب شحم يوم خيرب‪ ،‬فقلت ال أعطي منه شيئاً‬
‫‪64‬‬ ‫أصبنا طعاماً يوم خيرب‪ ،‬وكان الرجل جييء فيأخذ منه‬
‫‪112‬‬ ‫أطعم عشرة مساكني‬
‫‪75 ،72‬‬ ‫أغار املشركون على سرح املدينة وأخذوا العضباء‬
‫‪40‬‬ ‫أغار رسول هللا ‪ ‬على بين املصطلق وﻫم غارون وأنعامهم تسقى على املاء‬
‫‪39‬‬ ‫أغر على أُبىن صباحا‪ِّ ،‬‬
‫وحرق‬
‫‪36‬‬ ‫اقتلوا شيوخ املشركني واستحيوا شرخهم‬
‫‪95‬‬ ‫أقسمت عليك اي رسول هللا لتخربين مبا أصبت مما أخطأت‬

‫‪252‬‬
‫الصفحة‬ ‫طرف احلديث أو األثر‬
‫‪224‬‬ ‫أكل ِّ‬
‫كل ذي انب من السباع حرام‬
‫‪45‬‬ ‫أال أدلكم على كلمة تدين لكم هبا العرب‪ ،‬وتؤدي اجلزية إليكم العجم‬
‫‪90 ،89‬‬ ‫أال إن هللا ينهاكم أن حتلفوا آبابئكم‪ ،‬من كان حالفاً فليحلف ابهلل أو ليصمت‬
‫‪45‬‬ ‫أمرت أن أقاتل الناس حىت يقولوا ال إله إال هللا‬
‫‪141‬‬ ‫أمران رسول هللا أ ْن نستشرف العني واألذن‪ ،‬وال نضحي بشرقاء‬
‫‪37‬‬ ‫أمرين رسول هللا ‪ ‬على سرية‪ ،‬فخرجت فيها‪ ،‬فقال يل‪ :‬إن وجدمت فالان فأحرقوه ابلنار‬
‫‪151‬‬ ‫أمرين رسول هللا أ ْن أقوم على بدنه‪ ،‬وأ ْن أقسمها كلها؛ جلودﻫا وجالهلا‪ ،‬وأ ْن ال أُعطي اجلزار منها شيئاً‬
‫‪237‬‬ ‫أن أاب طلحة سأل النيب ‪ ‬عن أيتام ورثوا سمراً‬‫َّ‬
‫‪72‬‬ ‫إن أصبته قبل أن يقسم فهو لك‪ ،‬وإن أصبته بعد القسم أخذته ابلقيمة‬
‫‪71‬‬ ‫إن الرباء بن مالك محل على مرزابن يوم الدارة وطعنه طعنة على قربوس سرجه فقتله‬
‫‪238‬‬ ‫َّ‬
‫إن هللا أنزل الداء والدواء‪ ،‬وجعل لكل داء دواء فتداووا‪ ،‬وال تداووا حبرام‬
‫‪129‬‬ ‫إن هللا ال يصنع بشقاء أختك شيئاً‪ ،‬فلتحج و ِّ‬
‫لتكفر عنها‬ ‫َّ‬
‫‪129‬‬ ‫إن هللا لغين عن تعذيب ﻫذا نفسه‪ ،‬وأمره أ ْن يركب‪.‬‬
‫‪238‬‬ ‫إن هللا مل جيعل شفاءكم مما ُح ِّرم عليكم‬
‫َّ‬
‫‪90 ،89‬‬ ‫إن هللا ينهاكم أن حتلفوا آبابئكم‬
‫‪127‬‬ ‫حرم هللا‬ ‫ِّ‬
‫كاملستحل ما َّ‬ ‫أحل هللا‪،‬‬ ‫إن ِّ‬
‫احملرم ما َّ‬ ‫َّ‬

‫‪253‬‬
‫الصفحة‬ ‫طرف احلديث أو األثر‬
‫‪190‬‬ ‫أن النيب ‪ ‬أمر بقتل الكالب‪ ،‬مث هنى عن قتلها‬
‫‪63‬‬ ‫أن النيب ‪ ‬جعل للفارس سهمني‪ ،‬وللراجل سهما‬
‫‪209‬‬ ‫أن النيب ‪ ‬عق عن نفسه بعدما بُعث ابلنبوة‬
‫‪30‬‬ ‫أن النيب ‪ ‬قام فيهم فذكر هلم أن اجلهاد يف سبيل هللا واإلميان أفضل األعمال‬
‫‪39‬‬ ‫أن النيب ‪ ‬قطع خنل بين النضري وأحرق‬
‫‪36‬‬ ‫أن النيب ‪ ‬كان إذا بعث جيوشه قال‪ :‬ال تقتلوا الولدان وال أصحاب الصوامع‬
‫‪68 ،67 ،66‬‬ ‫أن النيب ‪ ‬كان ينفل الربع من السرااي بعد اخلمس يف البداءة‬
‫‪236‬‬ ‫َّ‬
‫أن النيب ‪ ‬هنى عن التمر والزبيب أ ْن ُخيلط بينهما‪ ،‬وعن التمر والبُسر أ ْن خيلط بينهما‬
‫‪232‬‬ ‫الصرد‬
‫أن النيب ‪ ‬هنى عن قتل أربع من الدواب؛ النملة والنحلة واهلدﻫد و ُّ‬ ‫َّ‬
‫‪162‬‬ ‫أن النيب دعا على اجلراد ابهلال‬
‫‪181‬‬ ‫أن جارية لكعب بن مالك كانت ترعى الغنم بسلع‬ ‫َّ‬
‫‪110‬‬ ‫أن رجالً سأله عن الكسوة فقال أرأيت أن وفداً دخلوا على أمريﻫم فكسا كل رجل منهم قلنسوة‬
‫‪66‬‬ ‫أن رسول هللا ‪ ‬بعث سرية فيها عبد هللا بن عمر قبل جند‪ ،‬فغنموا إبالً كثرية‬
‫‪208‬‬ ‫عق عن احلسن واحلسني كبشاً كبشاً‬ ‫َّ‬
‫أن رسول هللا ‪َّ ‬‬
‫‪71‬‬ ‫أن رسول هللا ‪ ‬قضى ابلسلب للقاتل‬
‫‪65‬‬ ‫أن رسول هللا ‪ ‬وأاب بكر وعمر أحرقوا متاع الغال‬

‫‪254‬‬
‫الصفحة‬ ‫طرف احلديث أو األثر‬
‫‪199‬‬ ‫إ ْن رميت الصيد فوجدته ‪ ...‬وإ ْن وقع يف املاء فال أتكل‬
‫‪199‬‬ ‫إ ْن رميت الصيد‪ ،‬فوجدته بعد يوم أو يومني‪ ،‬ليس به إال أثر سهمك فكل‬
‫‪232‬‬ ‫َّ‬
‫أن طبيباً ذكر ضفدعاً يف دواء عند النيب ‪ ،‬فنهى رسول هللا ‪ ‬عن قتله‬
‫‪221‬‬ ‫إ ْن كان جامداً فاطرحوﻫا وما حوهلا‪ ،‬وكلوا الباقي‬
‫‪144‬‬ ‫إ ْن مل جتد إال جذعاً فاذبح‬
‫‪210‬‬ ‫إن مع الغالم عقيقه‪ ،‬فأﻫريقوا عنه دماً‪ ،‬وأميطوا عنه األذى‬‫َّ‬
‫‪234‬‬ ‫إن من العنب سمراً‪ ،‬وإن من العسل سمراً‪ ،‬ومن الزبيب سمراً‪ ،‬ومن احلنطة سمراً‪ ،‬وأان أهناكم عن كل مسكر‬
‫‪71‬‬ ‫إان كنا ال خنمس السلب‪ ،‬وإن سلب الرباء قد بلغ ماال كثريا‪ ،‬وال أراين إال سمسته‬
‫‪82‬‬ ‫إنك أتيت قوما من أﻫل الكتاب‪ ،‬فليكن أول ما تدعوﻫم إليه شهادة أن ال إله إال هللا‬
‫‪131‬‬ ‫أنكر أبو ﻫريرة على من ذﻫب إىل وادي طوى‬
‫‪104 ،99 ،95‬‬ ‫إمنا األعمال ابلنيات وإمنا لكل امرئ ما نوى‬
‫‪225‬‬ ‫أنَّه دخل مع رسول هللا ‪ ‬على خالته ميمونة‪ ،‬فوجد عندﻫا ضباً حمنوذاً‬
‫‪139‬‬ ‫ضحى ابإلبل وابلكبش‬
‫أنَّه َّ‬
‫‪108‬‬ ‫أنه كان مع رسول هللا ‪ ‬حمرماً فآذاه القمل يف رأسه‬
‫‪61‬‬ ‫أنه كتب إىل سعد قد أمددتك بقوم‪ ،‬فمن أات قبل أن تُفين القتلى فأشركه يف الغنيمة‬
‫‪164‬‬ ‫أنَّه حنر من إبله ستني وأعطى الباقي علياً فنحرﻫا‬

‫‪255‬‬
‫الصفحة‬ ‫طرف احلديث أو األثر‬
‫‪214‬‬ ‫َّأهنا حلقت شعر احلسن واحلسني وزينب وأم كلثوم‪ ،‬وتصدَّقت بزنة ذلك فِّضة‬
‫‪169 ،159 ،157‬‬ ‫َّأهنا كانت ترعى غنماً بسلع‬
‫‪131‬‬ ‫َّأهنا كانت جعلت على نفسها مشياً إىل مسجد قباء‪ ،‬فماتت ومل تقضه‪ ،‬فأفىت عبد هللا بن عباس ابنتها أ ْن متشي عنها‬
‫‪235‬‬ ‫املزفت‬
‫أهناكم عن الدُّابء واحلنتم والنقري و َّ‬
‫‪235‬‬ ‫إين كنت هنيتكم أ ْن تنبذوا يف الدُّابء واحلنتم واملزفت‪ ،‬فانتبذوا‪ ،‬وال أُحل مسكراً‬
‫‪234‬‬ ‫ِّإين كنت هنيتكم عن الشراب يف األوعية‪ ،‬فاشربوا فيما بدا لكم‪ ،‬وال تسكروا‬
‫إن وعاء ال ِّ‬ ‫ِّ‬
‫‪234‬‬ ‫حيرم شيئاً‪ ،‬وكل مسكر حرام‬ ‫إين هنيتكم عن نبيذ األوعية ‪-‬أي االنتباذ‪ ،-‬أال َّ ً‬
‫‪116‬‬ ‫إين وهللا ‪-‬إن شاء هللا‪ -‬ال أحلف على ميني فأرى غريﻫا خريا منها إال أتيت الذي ﻫو خري‪ ،‬وكفرت عن مييين‬
‫‪179‬‬ ‫أﻫدت يهودية لرسول هللا ‪ ‬شاة‬
‫‪139‬‬ ‫أﻫدى يف حجة الوداع مائة من اإلبل‪ ،‬وحنر بيده‬
‫‪108‬‬ ‫أو أطعم ستة مساكني‪ ،‬مدين لكل إنسان‬
‫‪130‬‬ ‫أوف بنذر‬
‫‪146‬‬ ‫أول ما نبدأ به يف يومنا ﻫذا أ ْن نصلي مث ننحر‬
‫‪61‬‬ ‫بعث رسول هللا ‪ ‬أابن بن سعيد بن العاص على سرية من املدينة قبل جند‬
‫‪40‬‬ ‫بعث رسول هللا ‪ ‬رﻫطا من األنصار إىل أيب رافع‪ ،‬فدخل عليه عبد هللا بن عتيك بيته فقتله وﻫو انئم‬
‫‪59‬‬ ‫بعثين رسول هللا ‪ ‬يف سرية‪ ،‬فقال رجل‪ :‬أخرج معك على أن جتعل يل سهما يف املغنم‬

‫‪256‬‬
‫الصفحة‬ ‫طرف احلديث أو األثر‬
‫‪145‬‬ ‫البقرة عن سبعة‪ ،‬والبدنة عن سبعة‬
‫‪75 ،72‬‬ ‫بئس ما جزيتيها‪ ،‬ال نذر فيما ال ميلك ابن آدم‪ ،‬وال نذر يف معصية‬
‫‪138‬‬ ‫تَـَر بعض الصحابة الذبح؛ كأيب بكر وابن عباس‬
‫‪108‬‬ ‫بعرق فيه متر قدر سمسة عشر صاعاً‬
‫جاء رجل إىل النيب ‪ ‬أفطر يف رمضان‪...‬فأيت َ‬
‫‪29‬‬ ‫جاء رجل إىل النيب ‪ ‬يستأذنه للجهاد فقال‪ :‬أحي والدا‬
‫‪234‬‬ ‫حرمت اخلمر لعينها‪ ،‬والسكر لغريﻫا‬
‫‪110‬‬ ‫حلف على ميني فكفر‪ ،‬فكسا كل إنسان منهم ثوابً‪ ،‬إما مقعداً وإما ظهرانياً‬
‫‪77‬‬ ‫حني ظهر على خيرب قسمها على ستة وثالثني سهما‪ ،‬فجعل نصف ذلك كله للمسلمني‬
‫‪80 ،79‬‬ ‫خذ من كل حامل دينارا‪ ،‬أو عدله معافر‬
‫‪36‬‬ ‫خرجنا مع رسول هللا ‪ ‬يف غزوة فمرران ابمرأة مقتولة‬
‫‪234‬‬ ‫اخلمر من ﻫاتني الشجرتني‪ ،‬النخلة والعنبة‬
‫‪92‬‬ ‫سمس ليس هلن كفارة‪ ،‬ومنها احللف على ميني فاجرة يقتطع هبا مال امرئ مسلم‬
‫‪231 ،230‬‬ ‫سمس من الفواسق يقتلن يف احلل واحلرم؛ الغراب‪ ،‬واحلدأة‪....‬‬
‫‪158‬‬ ‫دابغ األمي ذكاته‬
‫‪31‬‬ ‫دعوا احلبشة ما ودعوكم‪ ،‬واتركوا الرت ما تركوكم‬
‫‪172‬‬ ‫ذبح النيب كبشني أقرنني أملحني يوم العيد‬

‫‪257‬‬
‫الصفحة‬ ‫طرف احلديث أو األثر‬
‫‪229‬‬ ‫ذحبنا على عهد رسول هللا ‪ ‬فرساً ‪ -‬وحنن ابملدينة‪ ،-‬فأكلناه‬
‫‪228‬‬ ‫ذحبنا يوم خيرب اخليل والبغال واحلمري‪ ،‬فنهاان رسول هللا ‪ ‬عن البغال واحلمري‪ ،‬ومل ينهنا عن اخليل‬
‫‪161‬‬ ‫ذكاة اجلنني ذكاة أمه‬
‫‪34‬‬ ‫ذمة املسلمني واحدة‪ ،‬يسعى هبا أدانﻫم‬
‫‪74 ،72‬‬ ‫ذﻫبت فرسه فأخذﻫا العدو‪ ،‬فظهر عليهم املسلمون فردت عليه زمن رسول هللا‬
‫‪238‬‬ ‫رخص رسول هللا ‪ ‬لعبد الرمحن بن عوف والزبري بن العوام يف لبس احلرير‪ ،‬حلكة كانت هبما‬
‫َّ‬
‫‪102‬‬ ‫رفع عن أميت اخلطأ والنسيان وما استكرﻫوا عليه‬
‫‪214‬‬ ‫زين شعر احلسني وتصدقي بوزنه فضة‪ ،‬وأعطي القابلة ِّرجل العقيقة‬
‫‪225‬‬ ‫سألت جابر بن عبدهللا عن أكل الضبع‬
‫‪161 ،160‬‬ ‫سألنا رسول هللا عن البقرة أو الناقة أو الشاة‬
‫‪32‬‬ ‫ستمرون على قوم يف الصوامع‪ ،‬ﻫم احتبسوا أنفسهم فيها فذروﻫم وما حبسوا أنفسهم له‬
‫‪171‬‬ ‫مسوا هللا عليها مث كلوﻫا‬
‫‪145‬‬ ‫سن رسول هللا البدنة عن سبعة‪ ،‬والبقرة عن سبعة‬
‫َّ‬
‫‪180‬‬ ‫سنوا هبم سنة أﻫل الكتاب‬
‫‪234‬‬ ‫ُسئل رسول هللا ‪ ‬عن البِّْتع وﻫو نبيذ العسل‬
‫‪207‬‬ ‫ُسئل رسول هللا ‪ ‬عن العقيقة‪ ،‬فقال ال أُحب العقوق‬

‫‪258‬‬
‫الصفحة‬ ‫طرف احلديث أو األثر‬
‫‪83‬‬ ‫شرط نصف العشر على من دخل احلجاز من أﻫل الذمة‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫شهد فتح القادسية عبيد فضرب هلم سهماهنم‬
‫‪57‬‬ ‫شهدت خيرب مع ساديت‪ ،‬فكلموا يف رسول هللا‪ ‬فأمر يب فقلدت سيفا‪ ،‬فإذا أان أجره فأخرب أين مملو ‪ ،‬فأمر يل بشيء من ُخرثي املتاع‬
‫‪63‬‬ ‫شهدان احلديبية مع رسول هللا‪ ، ‬فقسمت خيرب على أﻫل احلديقة‬
‫‪42‬‬ ‫صاحل النيب ‪ ‬قريشاً عام احلديبية على تر القتال‬
‫‪231‬‬ ‫صحبت النيب ‪ ،‬فلم أمسع حلشرة األرض حترمياً‬
‫‪130‬‬ ‫صالة أحدكم يف بيته أفضل من صالته يف مسجده ﻫذا‪ ،‬إال املكتوبة‬
‫‪130‬‬ ‫صالة يف مسجدي ﻫذا أفضل من ألف صالة فيما سواه‪ ،‬إال املسجد احلرام‬
‫‪146‬‬ ‫صلَّى بنا رسول هللا يوم النحر يف املدينة‪ ،‬فتقدم رجال فنحروا‪،‬‬
‫‪144‬‬ ‫ضحينا مع رسول هللا ابجلذع من الضأن‬
‫‪77‬‬ ‫عامل أﻫل خيرب بشطر ما خيرج من متر أو زرع‬
‫‪145‬‬ ‫عُدل عن اجلزور بعشرة من الغنم‬
‫‪211‬‬ ‫عن الغالم شااتن مكافأاتن –متماثلتان‪ ،-‬وعن اجلارية شاة‬
‫‪225‬‬ ‫عن كل ذي انب من السباع‬
‫‪162‬‬ ‫غزوان مع رسول هللا سبع غزوات‪ ،‬أنكل معه اجلراد‬
‫‪219‬‬ ‫غزوان وأمريان أبو عبيدة‪ ،‬فجعنا جوعاً شديداً‪ ،‬فألقى البحر حواتً مل نر مثله‬

‫‪259‬‬
‫الصفحة‬ ‫طرف احلديث أو األثر‬
‫‪62 ،61 ،59 ،55‬‬ ‫الغنيمة ملن شهد الوقيعة‬
‫‪80‬‬ ‫فرض اجلزية يف حق الغين أربعون درمها‬
‫‪139‬‬ ‫فكان يذبح وينحر ابملصلى‬
‫‪139‬‬ ‫فكان يضحي عن نسائه ابلبقر‬
‫‪35‬‬ ‫قد أجران من أجرت اي أم ﻫانئ‬
‫‪171‬‬ ‫قلت اي رسول هللا‪ ،‬إين أُرسل كليب و ِّ‬
‫أمسي‬
‫‪103‬‬ ‫كان ‪ ‬يصغي إيل رأسه وﻫو جماور معتكف يف املسجد وأان حائض‬
‫‪148‬‬ ‫كان الرجل من املساكني يشرتي أضحيته فيسمنها‪ ،‬حىت يكون آخر ذي احلجة‪ ،‬فيضحي هبا‬
‫‪40‬‬ ‫كان رسول هللا ‪ ‬إذا أمر أمريا على جيش قال له‪ :‬إذا لقيت عدو من املشركني فادعهم إىل ثالث خصال‬
‫‪139‬‬ ‫كان يضحي بكبشني‬
‫‪78‬‬ ‫كانت أموال بين النضري مما أفاء هللا على رسوله مما مل يوجف عليه املسلمون خبيل وال ركاب‬
‫‪115‬‬ ‫كانت يل جارية فأتيت النيب ‪ ‬فقلت‪ :‬علي رقبة‪ ،‬أفأعتقها؟‬
‫‪180‬‬ ‫كتب إىل جموس ﻫجر يعرض عليهم اإلسالم‬
‫‪128‬‬ ‫كفارة النذر – إذا مل ِّ‬
‫يسم – كفارة ميني‬
‫‪128 ،94‬‬ ‫كفارة النذر كفارة ميني‬
‫‪163‬‬ ‫كل يا يف البحر مذبوح‬

‫‪260‬‬
‫الصفحة‬ ‫طرف احلديث أو األثر‬
‫‪148‬‬ ‫كل عرفات موقف‪ ،‬وارفعوا عن بطن عرنة‪ ،‬وكل مزدلفة موقف‪ ،‬وارفعوا عن ِّ‬
‫حمسر‬ ‫ُ‬
‫‪،210 ،209 ،207‬‬ ‫كل غالم مرهتن بعقيقته‪ ،‬تُذبح عنه يوم سابعه‪ ،‬وُمياط عنه األذى‬
‫‪213 ،212‬‬
‫‪198‬‬ ‫كل ما مل يننت‬
‫‪234‬‬ ‫كل مسكر سمر‪ ،‬وكل سمر حرام‬
‫‪56‬‬ ‫كن حيضرن احلرب مع رسول هللا ‪ ‬فأما أن يضرب هلن سهم فال‪ ،‬وقد كان يرضخ هلن‬
‫‪213‬‬ ‫كنا يف اجلاﻫلية إذا ولد ألحدان غالم‪ ،‬ذُبح له شاة‬
‫‪71‬‬ ‫كنا ال خنمس السلب‬
‫‪188‬‬ ‫كنا مع النيب ‪ ‬بذي احلليفة‪ ،‬فأصاب الناس جوع‪ ،‬فأصبنا إبالً وغنماً‬
‫‪64‬‬ ‫كنا نصيب يف مغازينا العسل والعنب فنأكله وال نرفعه‬
‫‪63‬‬ ‫فارسني يوم خيرب‪ ،‬فأعطاان النيب ‪ ‬ستة أسهم؛ أربعة لفرسينا‪ ،‬وسهمني هلما‬
‫كنت أان وأخي ْ‬
‫‪65‬‬ ‫كنت أنت جتيء به يوم القيامة فلن أقبله منك‬
‫‪144‬‬ ‫ال تذحبوا إال ُمسنة‪ ،‬إال أ ْن يعسر عليكم فتذحبوا جذعة من الضأن‬
‫‪46‬‬ ‫ال تسافروا ابلقرآن إىل أرض العدو؛ خمافة أن تناله أيديهم‬
‫‪130‬‬ ‫ال تُسرج املطي إال لثالثة مساجد؛ املسجد احلرام‪ ،‬ومسجدي ﻫذا‪ ،‬وبيت املقدس‬
‫‪130‬‬ ‫ال تشد الرحال إال إىل ثالث مساجد‬

‫‪261‬‬
‫الصفحة‬ ‫طرف احلديث أو األثر‬
‫‪232‬‬ ‫ال تقتلوا الضفادع‪َّ ،‬‬
‫فإن نقيقها تسبيح‪ ،‬وال تقتلوا اخلفاش‬
‫‪36‬‬ ‫ال تقتلوا شيخاً فانياً وال طفالً صغرياً وال امرأ ًة‬
‫‪39‬‬ ‫ال تقطعن شجراً مثمراً‪ ،‬وال ختربن عامراً‪ ،‬وال تعقرن شا ًة وال بعرياً وال حترقن خنالً‬
‫‪236‬‬ ‫الزﻫو والزبيب عميعاً‪ ،‬وال التمر والزبيب عميعاً‪ ،‬وانتبذوا كل واحد منهما على حدَّه‬ ‫ال تنبذوا َّ‬
‫‪132 ،126‬‬ ‫ال نذر يف معصية وكفارته كفارة ميني‬
‫‪132‬‬ ‫ال نذر يف معصية‪ ،‬وال فيما ال ميلك ابن آدم‬
‫‪126‬‬ ‫ال وفاء لنذر يف معصية‪ ،‬وال فيما ال ميلك العبد‬
‫‪54 ،52‬‬ ‫ال حيل يل مما أفاء هللا عليكم وال مثل ﻫذه إال اخلمس‪ ،‬وﻫو مردود عليكم‬
‫‪91‬‬ ‫ال ميني يف غضب‬
‫‪81‬‬ ‫ال ينبغي للمسلم أن يؤدي اخلراج‬
‫‪82‬‬ ‫ال‪ ،‬ﻫذا فرض على املسلمني‬
‫‪100‬‬ ‫ألطوفن الليلة على تسعني امرأة‪ ،‬كل تلد غالماً يقاتل يف سبيل هللا‬
‫‪95‬‬ ‫ألقسمت عليك اي رسول هللا لتبايعني‬
‫‪83‬‬ ‫ألهنم كانوا أيخذون منا العشر إذا دخلنا إليهم‬
‫‪129‬‬ ‫لتحج راكبة مث ِّ‬
‫تكفر عن ميينها‬
‫‪198‬‬ ‫لعل ﻫوام األرض قتلته‬

‫‪262‬‬
‫الصفحة‬ ‫طرف احلديث أو األثر‬
‫‪91‬‬ ‫لغو اليمني‪ ،‬حلف اإلنسان على الشيء يظن أنه الذي حلف عليه‪ ،‬فإذا ﻫو غري ذلك‬
‫‪109‬‬ ‫لكل مسكني مد‬
‫‪132‬‬ ‫ملا أمر حبفر زمزم‪ ،‬نذر هلل أ ْن ينحر بعض ولده‪ ،‬فخرج السهم البنه عبد هللا‬
‫‪68‬‬ ‫ملا كان يوم بدر قال النيب هللا ‪ ‬قال يوم بدر‪ :‬من قتل قتيال فله كذا وكذا‬
‫‪53‬‬ ‫ملا كان يوم خيرب وضع رسول هللا ‪ ‬سهم ذي القرىب يف بين ﻫاشم‪ ،‬وبين املطلب‬
‫‪95‬‬ ‫لوال األميان لكان يل وهلا شأن‬
‫‪58 ،57‬‬ ‫ليس أحد إال وله يف ﻫذا املال حق إال ما ملكت أميانكم‬
‫‪81‬‬ ‫ليس على املسلم جزية‬
‫‪83‬‬ ‫ليس على املسلمني عشور‪ ،‬إمنا العشور على اليهود والنصارى‬
‫‪77‬‬ ‫ما أرى إال وقد عمت اخللق‬
‫‪234‬‬ ‫ما أسكر كثريه‪ ،‬فقليله حرام‬
‫‪189‬‬ ‫ما أصاب بعرضه فال أتكل‪ ،‬فإنَّه وقيذ‬
‫‪219‬‬ ‫ما ألقى البحر أو جزر عنه فكلوه‪ ،‬وما مات فيه وطفا فال أتكلوه‬
‫‪،167 ،165 ،164‬‬ ‫ما أهنر الدم وذكر اسم هللا عليه فكلوا‬
‫‪171،170 ،168‬‬
‫‪189‬‬ ‫ما خرق فكل‪ ،‬وما قتل بعرضه فال أتكل‬

‫‪263‬‬
‫الصفحة‬ ‫طرف احلديث أو األثر‬
‫‪190‬‬ ‫ما صدت بكلبك املعلَّم فاذكر اسم هللا مث ُكل‬
‫‪77‬‬ ‫ما فتحت على قرية إال قسمتها كما قسم رسول هللا‬
‫‪165‬‬ ‫ما فرى األوداج‬
‫‪40‬‬ ‫ما قاتل رسول هللا ‪ ‬قوما قط إال دعاﻫم إىل اإلسالم‬
‫‪200‬‬ ‫ما قُطع من البهيمة وﻫي حية فهو ميتة‬
‫‪141‬‬ ‫ما كرﻫته فدعه وال حترمه‬
‫‪145‬‬ ‫ما حنر رسول هللا عن أﻫل بيته إال بدنة واحدة أو بقرة واحدة‬
‫‪109‬‬ ‫مد من حنطة لكل مسكني‬
‫‪126‬‬ ‫مروه‪ ،‬فليتكلم وليجلس وليستظل‪ ،‬وليتم صومه‬
‫‪129‬‬ ‫مروﻫا فلتختمر ولرتكب ولتصم ثالثة أايم‬
‫‪62 ،35 ،34‬‬ ‫املسلمون تتكافأ دماؤﻫم ويسعى بذمتهم أدانﻫم وﻫم يد على من سواﻫم‬
‫‪56‬‬ ‫مع من خرجنت‪ ،‬وإبذن من خرجنت؟‬
‫‪210 ،208 ،207‬‬ ‫من أحب منكم أ ْن ينسك عن ولده فليفعل‬
‫‪74‬‬ ‫من أسلم على شيء فهو له‬
‫‪92‬‬ ‫من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه حلفه حرم هللا عليه اجلنة‪ ،‬وأوجب له النار‪ ،‬وإ ْن كان قضيباً من أرا‬
‫‪151‬‬ ‫من ابع جلد أضحيته‪ ،‬فال أضحية له‬

‫‪264‬‬
‫الصفحة‬ ‫طرف احلديث أو األثر‬
‫‪176‬‬ ‫من بدل دينه فاقتلوه‬
‫‪89‬‬ ‫من حلف ابألمانة فليس منا‬
‫‪93‬‬ ‫من حلف ابلالت والعزى فليقل‪ :‬ال إله إال هللا‬
‫‪93 ،89‬‬ ‫من حلف بغري هللا فقد كفر أو أشر‬
‫‪93‬‬ ‫من حلف مبلة غري اإلسالم فهو كما قال‬
‫‪100 ،99 ،98‬‬ ‫من حلف فقال إن شاء هللا مل حينث‬
‫‪147‬‬ ‫من ذبح قبل الصالة فإمنا ﻫي شاة حلم‬
‫‪138‬‬ ‫من ذبح قبل الصالة فإمنا يذبح لنفسه‪ ،‬ومن ذبح بعد الصالة فقد مت نُسكه وأصاب سنة املسلمني‬
‫‪208 ،139‬‬ ‫من راح الساعة األوىل فكأمنا َّقرب بدنة‪ ،‬ومن راح الساعة الثانية فكأمنا َّقرب بقرة‪،‬‬
‫‪91‬‬ ‫من عمل عمالً ليس عليه أمران فهو رد‬
‫‪70 ،69‬‬ ‫من قتل قتيالً فله سلبه‬
‫‪69‬‬ ‫من قتل قتيالً له عليه بينة فله سلبه‬
‫‪69‬‬ ‫من قتل كافراً فله سلبه‬
‫‪90 ،89‬‬ ‫من كان حالفاً فليحلف ابهلل‬
‫‪146‬‬ ‫من كان ذبح قبل الصالة فليعد‬
‫‪123‬‬ ‫من نذر أ ْن يُطيع هللا فليطعه‬

‫‪265‬‬
‫الصفحة‬ ‫طرف احلديث أو األثر‬
‫‪133‬‬ ‫من نذر ما ال يُطيق فعليه كفارة ميني‬
‫‪72‬‬ ‫من وجد ماله بعينه فهو أحق به مامل يقسم‬
‫‪145‬‬ ‫حنران مع رسول هللا عام احلديبية البدنة عن سبعة‪ ،‬والبقرة عن سبعة‬
‫‪129‬‬ ‫نذرت أخيت أ ْن متشي إىل بيت هللا عز وجل‪ ،‬فأمرتين أ ْن أستفيت هلا رسول هللا‬
‫‪149‬‬ ‫هنى النيب عن َّ‬
‫الذبح ليالً‬
‫‪235‬‬ ‫املزفب‬ ‫هنى أ ْن ينبذ يف ُّ‬
‫الدابء و َّ‬
‫‪226 ،225 ،224‬‬ ‫هنى رسول هللا ‪ ‬عن أكل كل ذي انب من السباع‬
‫‪238‬‬ ‫هنى رسول هللا ‪ ‬عن الدواء اخلبيث‬
‫‪225‬‬ ‫هنى رسول هللا ‪ ‬عن كل ذي انب من السباع‬
‫‪220‬‬ ‫هنى رسول هللا ‪ ‬عن حلوم اجلاللة وألباهنا‬
‫‪229‬‬ ‫هنى رسول هللا ‪ ‬يوم خيرب عن حلوم احلمر األﻫلية‬
‫‪148‬‬ ‫هنى عن ادخار حلوم األضاحي فوق ثالث‬
‫‪236‬‬ ‫هنى عن التمر والزبيب‬
‫‪220‬‬ ‫هنى عن ركوهبا وأكل حلومها‬
‫‪158‬‬ ‫هنى عن لبوس جلود السباع‬
‫‪236 ،235‬‬ ‫هنيتكم عن حلوم األضاحي بعد ثالث‪ ،‬فكلوا وتصدقوا و َّادخروا‪ ،‬وهنيتكم عن االنتباذ‪ ،‬فانتبذوا وكل مسكر حرام‬

‫‪266‬‬
‫الصفحة‬ ‫طرف احلديث أو األثر‬
‫‪233 ،219 ،163‬‬ ‫ﻫو الطَّهور ماؤه احلِّ ُّل ميتته‬
‫‪111‬‬ ‫ﻫو ابخليار يف ﻫؤالء الثالث‪ ،‬األول‪ ،‬فإن مل جيد شيئا من ذلك‪ ،‬فصيام ثالثة أايم متتابعات‬
‫‪227‬‬ ‫ﻫى رسول هللا ‪ ‬يوم خيرب عن حلوم احلمر األﻫلية‬
‫‪98‬‬ ‫وهللا ألغزون قريشاً‬
‫‪54‬‬ ‫وأن يعطوا سهم النيب ‪ ‬والصفي‬
‫‪164‬‬ ‫وضحى بكبشني أملحني‬
‫َّ‬
‫‪138‬‬ ‫وضحى بالل بديك‬
‫‪90‬‬ ‫وعزتك ال أسألك غريﻫا‬
‫‪90‬‬ ‫وعزتك ال يسمع هبا أحد إال دخلها‬
‫‪71‬‬ ‫ومل خيمس السلب‬
‫‪72‬‬ ‫وﻫل تر لنا عقيل من منزل؟‬
‫‪234‬‬ ‫اي رسول هللا ‪َّ :‬‬
‫إن هبا شرابني يصنعان من الرب والشعري‬
‫‪35‬‬ ‫اي رسول هللا زعم ابن أمي أنه قاتل رجال قد أجرته‬
‫‪191‬‬ ‫اي رسول هللا‪ ،‬إان قوم نتصيد هبذه الكالب والبزاة‪ ،‬فما حيل لنا منها؟‬
‫‪133‬‬ ‫اي رسول هللا‪ ،‬أجاور وأخنلع من مايل صدقة إىل هللا‪ ،‬وإىل رسوله‬
‫‪133‬‬ ‫اي رسول هللا‪َّ ،‬‬
‫إن من توبيت أ ْن أخنلع من مايل صدقة إىل هللا ورسوله‬

‫‪267‬‬
‫الصفحة‬ ‫طرف احلديث أو األثر‬
‫‪72‬‬ ‫اي رسول هللا‪ ،‬أين تنزل غداً –إن شاء هللا‪-‬؟‬
‫‪77‬‬ ‫يبعث عبد هللا بن رواحة إىل يهود خيرب فيخرص النخل حني يطيب قبل أن يؤكل‬
‫‪133‬‬ ‫جيزئ عنك الثلث‬
‫‪139‬‬ ‫يضحي ابملدينة ابجلزور أحياانً‪ ،‬وابلكبش إذا مل جيد اجلزور‬
‫‪150‬‬ ‫يطعم أﻫل بيته الثلث‪ ،‬ويطعم فقراء جريانه الثلث‪ ،‬ويتصدق‬
‫‪105‬‬ ‫اليمني على نية املستحلف‬
‫‪105‬‬ ‫ميينك على ما يصدقك به صاحبك‬

‫‪268‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬فهرس املسائل‬
‫الصفحة‬ ‫قم املسألة‬
‫اجلملة األوىل‪ :‬يف معرفة أركان احلرب (املسائل املختلف فيها)‬
‫‪28‬‬ ‫حكم اجلهاد على املسلمني‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪29‬‬ ‫ﻫل أخذ اإلذن من األبوين املشركني شرط لوجوب اجلهاد؟‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪30‬‬ ‫ﻫل إذن الغرمي شرط لوجوب اجلهاد؟‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪31‬‬ ‫ﻫل حيارب احلبشة والرت ؟‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪32‬‬ ‫حكم استعباد الرﻫبان وقتلهم وأسرﻫم‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫‪33‬‬ ‫حكم قتل األسري‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪34‬‬ ‫أمان العبد‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪35‬‬ ‫أمان املرأة‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪36‬‬ ‫حكم قتل من (ال) يشار يف احلرب من الكافرين (ممن ال يطيق القتال)‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫‪37‬‬ ‫حكم قتل املشركني يف احلرب ابحلرق ابلنار‬ ‫مسألة (‪)10‬‬
‫‪38‬‬ ‫رمي (املدن) ابملنجنيق (املدافع)‬ ‫مسألة (‪)11‬‬
‫‪39‬‬ ‫النكاية ابلعدو ابملباين (الدور) واحليوان والنبات‬ ‫مسألة (‪)12‬‬
‫‪40‬‬ ‫حكم تكرار الدعوة لإلسالم قبل احلرب‬ ‫مسألة (‪)13‬‬
‫‪41‬‬ ‫الضعف الذي ال جيوز الفرار عنهم يف املعركة‬ ‫مسألة (‪)14‬‬

‫‪269‬‬
‫الصفحة‬ ‫قم املسألة‬
‫‪42‬‬ ‫ﻫل جتوز مهادنة الكفار؟‬ ‫مسألة (‪)15‬‬
‫‪43‬‬ ‫حكم وقوع اهلدنة على مال يدفعه املسلمون للكفار‬ ‫مسألة (‪)16‬‬
‫‪44‬‬ ‫مقدار مدة مهادنة الكفار‬ ‫مسألة (‪)17‬‬
‫‪45‬‬ ‫ﻫل تقبل اجلزية من املشركني (غري) أﻫل الكتاب؟‬ ‫مسألة (‪)18‬‬
‫‪46‬‬ ‫حكم السفر ابلقرآن إىل أرض العدو (دار احلرب)‬ ‫مسألة (‪)19‬‬
‫ّ‬
‫اجلملة الثانية‪ :‬أحكام أموال احملاربني إذا متلكها املسلمون (املسائل املختلف فيها)‬
‫‪51‬‬ ‫كيفية تقسيم اخلمس‬ ‫مسألة (‪)20‬‬
‫‪52‬‬ ‫ماذا يفعل بسهم الرسول ‪ ‬من الغنيمة‪ ،‬وسهم ذوي القرىب بعد موته ‪‬؟‬ ‫مسألة (‪)21‬‬
‫‪53‬‬ ‫من ﻫم ذوي القرىب يف قوله تعاىل‪( :‬ﭛ ﭜ) ؟‬ ‫مسألة (‪)22‬‬
‫‪54‬‬ ‫حكم الصفي من الغنيمة‬ ‫مسألة (‪)23‬‬
‫‪55‬‬ ‫ﻫل يستحق من الغنيمة من خرج لوحده للقتال بغري إذن اإلمام؟‬ ‫مسألة (‪)24‬‬
‫‪56‬‬ ‫ﻫل للنساء سهم من الغنيمة إذا خرجن مع اجليش؟‬ ‫مسألة (‪)25‬‬
‫‪57‬‬ ‫ﻫل للعبيد سهم من الغنيمة إذا خرجوا مع اجليش؟‬ ‫مسألة (‪)26‬‬
‫‪58‬‬ ‫ﻫل للصيب املراﻫق سهم من الغنيمة إذا خرج مع اجليش؟‬ ‫مسألة (‪)27‬‬
‫‪59‬‬ ‫ﻫل يسهم للتجار واألُجراء من الغنيمة؟‬ ‫مسألة (‪)28‬‬
‫‪60‬‬ ‫حكم اجلعائل‬ ‫مسألة (‪)29‬‬

‫‪270‬‬
‫الصفحة‬ ‫قم املسألة‬
‫‪61‬‬ ‫إذا حلق عسكر اإلسالم مدد يف دار احلرب قبل أن يقسموا الغنيمة‪ ،‬أو حيرزوﻫا بدار اإلسالم‪ ،‬ﻫل يشاركوهنم فيها؟‬ ‫مسألة (‪)30‬‬
‫‪62‬‬ ‫كيفية توزيع الغنيمة لو خرجت سرية من العسكر وغنمت‬ ‫مسألة (‪)31‬‬
‫‪63‬‬ ‫مقدار ما جيب للفارس من الغنيمة‬ ‫مسألة (‪)32‬‬
‫‪64‬‬ ‫ما جيوز للمجاﻫد أخذه من الغنيمة قبل القسمة‬ ‫مسألة (‪)33‬‬
‫‪65‬‬ ‫عقوبة الغال‬ ‫مسألة (‪)34‬‬
‫‪66‬‬ ‫من أي شيء من الغنيمة يكون النفل؟‬ ‫مسألة (‪)35‬‬
‫‪67‬‬ ‫احلد األعلى للنفل‬ ‫مسألة (‪)36‬‬
‫‪68‬‬ ‫ﻫل جيوز الوعد ابلتنفيل قبل احلرب؟‬ ‫مسألة (‪)37‬‬
‫‪69‬‬ ‫السلَب؟‬
‫ﻫل تنفيل اإلمام شرط يف استحقاق َّ‬ ‫مسألة (‪)38‬‬
‫‪70‬‬ ‫ما شرط استحقاق السلب؟‬ ‫مسألة (‪)39‬‬
‫‪71‬‬ ‫ﻫل خيمس السلب؟‬ ‫مسألة (‪)40‬‬
‫‪72‬‬ ‫حكم ما وجد من أموال املسلمني عند الكفار‬ ‫مسألة (‪)41‬‬
‫‪73‬‬ ‫حكم العبد واألمة املغنومة من الكفار إذا تبني أهنا ألحد املسلمني‬ ‫مسألة (‪)42‬‬
‫‪74‬‬ ‫لو أسلم الكافر ويف يده مال للمسلم ﻫل جيوز ملن بيده املال أخذه؟‬ ‫مسألة (‪)43‬‬
‫‪75‬‬ ‫إذا دخل مسلم إىل الكفار احملاربني خلسة وأخذ مال (مسلم) منهم فلمن يكون املال؟‬ ‫مسألة (‪)44‬‬
‫‪76‬‬ ‫إذا أسلم احلريب وﻫاجر إىل دار اإلسالم وتر ولده وزوجته وماله يف دار احلرب فما حكمها؟‬ ‫مسألة (‪)45‬‬
‫‪77‬‬ ‫حكم ما افتتح املسلمون من األرض عنوة‬ ‫مسألة (‪)46‬‬
‫‪78‬‬ ‫كيفية قسمة الفيء‬ ‫مسألة (‪)47‬‬

‫‪271‬‬
‫الصفحة‬ ‫قم املسألة‬
‫‪79‬‬ ‫ﻫل جتب اجلزية على الفقري واملقعد والشيخ الكبري وأﻫل الصوامع وحنوﻫم؟‬ ‫مسألة (‪)48‬‬
‫‪80‬‬ ‫مقدار اجلزية الواجبة‬ ‫مسألة (‪)49‬‬
‫‪81‬‬ ‫لو أسلم الذمي بعد متام احلول ﻫل تسقط اجلزية عنه ؟‬ ‫مسألة (‪)50‬‬
‫‪82‬‬ ‫حكم أخذ الزكاة من نصارى بين تغلب‬ ‫مسألة (‪)51‬‬
‫‪83‬‬ ‫ﻫل جيب تعشري جتارة أﻫل الذمة؟‬ ‫مسألة (‪)52‬‬
‫اجلملة األوىل‪ :‬يف معرفة ضروب األميان وأحكامها (املسائل املختلف فيها)‬
‫‪89‬‬ ‫احللف بغري هللا تعاىل‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪90‬‬ ‫احللف بصفات هللا عز وجل وأفعاله‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪91‬‬ ‫املراد ابليمني اللغو‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪92‬‬ ‫ﻫل يف اليمني الغموس كفارة؟‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪93‬‬ ‫احللف ابلكفر ابهلل تعاىل‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫‪94‬‬ ‫حكم األميان اليت خترج خمرج اإللزام بشرط‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪95‬‬ ‫قول القائل (أقسم أو أشهد) ﻫل ﻫو ميني؟‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫اجلملة الثانية‪ :‬يف معرفة األشياء الرافعة لألميان الالزمة وأحكامها (املسائل املختلف فيها)‬
‫‪98‬‬ ‫حكم االستثناء إذا فصله عن اليمني‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪99‬‬ ‫إذا نوى احلالف االستثناء بقلبه (ومل) ينطق به ﻫل يصح؟‬ ‫مسألة (‪)9‬‬

‫‪272‬‬
‫الصفحة‬ ‫قم املسألة‬
‫‪100‬‬ ‫ﻫل تصح نية االستثناء املتأخرة عن النطق ابليمني؟‬ ‫مسألة (‪)10‬‬
‫‪101‬‬ ‫ﻫل يؤثر استثناء املشيئة يف الطالق والعتق؟‬ ‫مسألة (‪)11‬‬
‫‪102‬‬ ‫لو أتى احلالف ابملخالف انسياً أو مكرﻫاً؟‬ ‫مسألة (‪)12‬‬
‫‪103‬‬ ‫لو فعل بعض احمللوف عليه ﻫل حينث؟‬ ‫مسألة (‪)13‬‬
‫‪104‬‬ ‫لو اختلف لفظ احلالف عن نيته‬ ‫مسألة (‪)14‬‬
‫‪105‬‬ ‫حكم التورية يف اليمني‬ ‫مسألة (‪)15‬‬
‫‪106‬‬ ‫لو حلف أن (ال) أيكل رؤوساً فأكل رؤوس حيتان (مسك)‬ ‫مسألة (‪)16‬‬
‫‪107‬‬ ‫لو حلف أن (ال) أيكل حلماً فأكل شحماً‬ ‫مسألة (‪)17‬‬
‫‪108‬‬ ‫مقدار اإلطعام لكل مسكني يف كفارة اليمني‬ ‫مسألة (‪)18‬‬
‫‪109‬‬ ‫ﻫل يكون مع اخلبز إدام يف اإلطعام؟‬ ‫مسألة (‪)19‬‬
‫‪110‬‬ ‫ما اجملزئ من الكسوة يف كفارة اليمني؟ (مقدار الكسوة)‬ ‫مسألة (‪)20‬‬
‫‪111‬‬ ‫ﻫل يشرتط التتابع يف األايم الثالثة يف صيام كفارة اليمني؟‬ ‫مسألة (‪)21‬‬
‫‪112‬‬ ‫اشرتاط العدد يف املساكني يف كفارة اليمني‬ ‫مسألة (‪)21‬‬
‫‪113‬‬ ‫ﻫل يشرتط اإلسالم واحلرية يف املساكني يف كفارة اليمني؟‬ ‫مسألة (‪)22‬‬
‫‪114‬‬ ‫ﻫل من شرط الرقبة ‪-‬املعتقة يف كفارة اليمني‪ -‬سالمتها من العيوب؟‬ ‫مسألة (‪)23‬‬
‫‪115‬‬ ‫ﻫل من شرط الرقبة ‪-‬املعتقة يف كفارة اليمني‪ -‬أن تكون مؤمنة؟‬ ‫مسألة (‪)24‬‬

‫‪273‬‬
‫الصفحة‬ ‫قم املسألة‬
‫‪116‬‬ ‫حكم نقدمي كفارة اليمني على احلنث‬ ‫مسألة (‪)25‬‬
‫‪117‬‬ ‫الكفارة لو حلف على شيء واحد مراراً كثرية وحنث‬ ‫مسألة (‪)26‬‬
‫‪118‬‬ ‫الكفارة لو حلف يف ميني واحد أبكثر من صفتني من صفات هللا تعاىل مث حنث‬ ‫مسألة (‪)27‬‬
‫كتاب النذور (املسائل املختلف فيها )‬
‫‪123‬‬ ‫حكم النَّذر املطلق يف ال ُقرب (الطاعة)‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪124‬‬ ‫ﻫل يشرتط يف النَّذر التصريح بلفظ (النَّذر) يف النذر املطلق؟‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪125‬‬ ‫ﻫل يشرتط يف النَّذر أ ْن خيرج على وجه ِّ‬
‫الرضا يف النَّذر املطلق؟‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪127‬‬ ‫حرم على نفسه شيئا من املباحات‬ ‫من َّ‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪128‬‬ ‫النذر املطلق (املبهم) الذي مل ي ِّ‬
‫عني فيه النَّاذر شيئاً‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫ُ‬
‫‪129‬‬ ‫الذﻫاب ماشياً إىل بيت هللا احلرام مبكة وعجز عن املشي‬ ‫من نذر َّ‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪130‬‬ ‫من نذر أن ميشي إىل مسجد النيب أو إىل بيت املقدس‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪131‬‬ ‫من نذر أ ْن ميشي إىل غري املساجد الثالثة‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪132‬‬ ‫الواجب فيمن نذر أ ْن ينحر ابنه يف مقام إبراﻫيم‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫‪132‬‬ ‫من نذر فعل معصية‬ ‫مسألة (‪)10‬‬
‫‪133‬‬ ‫من نذر أ ْن جيعل ماله كله يف سبيل هللا تعاىل (نذر أ ْن يتصدق بكل ماله)‬ ‫مسألة (‪)11‬‬
‫كتاب الضحايا (املسائل املختلف فيها)‬

‫‪274‬‬
‫الصفحة‬ ‫قم املسألة‬
‫‪138‬‬ ‫حكم األضحية‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪139‬‬ ‫أفضل الضحااي‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪140‬‬ ‫التضحية مبا فيه عيب (أشد) من العيوب املنصوص عليها‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪141‬‬ ‫التَّضحية مبا فيه عيب (مساو) للعيوب املنصوص عليها‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪142‬‬ ‫التضحية يف َّ‬
‫الصكاء‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫‪143‬‬ ‫التضحية ابألبرت‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪144‬‬ ‫التضحية ابجلَ َذع من الضأن‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪145‬‬ ‫االشرتا يف األضحية يف (اإلبل والبقر)‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪146‬‬ ‫من ذبح األضحية (قبل) ذبح اإلمام وبعد الصالة‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫‪147‬‬ ‫مىت يذبح األضحية من ليس له إمام من أﻫل القرى‬ ‫مسألة (‪)10‬‬
‫‪148‬‬ ‫آخر زمان ذبح األضحية‬ ‫مسألة (‪)11‬‬
‫‪149‬‬ ‫الذبح يف (الليايل) اليت تتخلل أايم النحر‬ ‫مسألة (‪)12‬‬
‫‪150‬‬ ‫كيفية تقسيم األضحية‬ ‫مسألة (‪)13‬‬
‫‪151‬‬ ‫حكم بيع أجزاء من األضحية – غري اللحم‪-‬‬ ‫مسألة (‪)14‬‬
‫كتاب الذبائح (املسائل املختلف فيها)‬
‫‪157‬‬ ‫أتثري َّ‬
‫الذكاة يف املنخنقة واملوقوذة واملرتدية والنطيحة وما أكل السبع‬ ‫مسألة (‪)1‬‬

‫‪275‬‬
‫الصفحة‬ ‫قم املسألة‬
‫‪158‬‬ ‫حمرمة األكل ابلذكاة؟‬
‫ﻫل تطهر جلود احليواانت َّ‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪159‬‬ ‫أتثري الذكاة يف البهيمة اليت أشرفت على املوت من شدة املرض‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪160‬‬ ‫ﻫل ذكاة األم ذكاة جلنينها يف احليوان مأكول اللحم؟‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪161‬‬ ‫ما يُشرتط يف اجلنني إذا خرج ميتاً بعد ذكاة أمه ليحل أكله‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫‪162‬‬ ‫ﻫل للجراد ذكاة؟‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪163‬‬ ‫ﻫل يذكى احليوان الربمائي؟‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪164‬‬ ‫حكم حنر ما يُذبح‪ ،‬وذبح ما يُنحر‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪165‬‬ ‫ما الواجب قطعه يف حمل الذبح –عند التذكية‪ -‬ليباح أكل احليوان‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫‪166‬‬ ‫الذبح فوق اجلوزة‬ ‫مسألة (‪)10‬‬
‫‪167‬‬ ‫الذبح من انحية العنق (الرقبة) (الذبيحة ال َق ِّفيَّة)‬ ‫مسألة (‪)11‬‬
‫‪168‬‬ ‫َّخع)‬
‫الذابح حىت قطع خناع الذبيحة (الن ْ‬ ‫لو متادى َّ‬ ‫مسألة (‪)12‬‬
‫‪169‬‬ ‫ﻫل يُشرتط يف الذبح أ ْن يكون على فور (دفعة) واحدة‬ ‫مسألة (‪)13‬‬
‫‪170‬‬ ‫حكم التذكية ِّ‬
‫ابلسن والظُّفر والعظم‬ ‫مسألة (‪)14‬‬
‫‪171‬‬ ‫حكم التسمية عند ذبح الذبيحة‬ ‫مسألة (‪)15‬‬
‫‪172‬‬ ‫الذبح‬ ‫الذبيحة إىل جهة ِّ‬
‫القبلة عند َّ‬ ‫حكم توجيه َّ‬ ‫مسألة (‪)16‬‬
‫‪173‬‬ ‫ﻫل تشرتط نية الذبح؟‬ ‫مسألة (‪)17‬‬

‫‪276‬‬
‫الصفحة‬ ‫قم املسألة‬
‫‪174‬‬ ‫لو ذبح الكتايب استنابة عن املسلم‬ ‫مسألة (‪)18‬‬
‫‪175‬‬ ‫حكم ذابئح نصارى بين تغلب‬ ‫مسألة (‪)19‬‬
‫‪176‬‬ ‫حكم ذبيحة املرتد‬ ‫مسألة (‪)20‬‬
‫‪177‬‬ ‫حكم ذبيحة الكتايب لو ذبح ألعيادﻫم وكنائسهم‬ ‫مسألة (‪)21‬‬
‫‪178‬‬ ‫حكم ذبيحة الكتايب لو ذبح مما حرم عليه يف دينه‬ ‫مسألة (‪)22‬‬
‫‪179‬‬ ‫حكم شحوم ذابئح الكتايب احملرمة عليهم‬ ‫مسألة (‪)23‬‬
‫‪180‬‬ ‫حكم ذابئح اجملوس‬ ‫مسألة (‪)24‬‬
‫‪181‬‬ ‫ذبيحة املرأة والصيب‬ ‫مسألة (‪)25‬‬
‫‪182‬‬ ‫ذبيحة اجملنون والسكران‬ ‫مسألة (‪)26‬‬
‫‪183‬‬ ‫تذكية السارق والغاصب‬ ‫مسألة (‪)27‬‬
‫كتاب الصيد (املسائل املختلف فيها)‬
‫‪188‬‬ ‫كيفية ذكاة احليوان املستأنس إذا استوحش‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪189‬‬ ‫الصيد ابملعراض واحلجر‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪190‬‬ ‫الصيد ابلكلب األسود البهيم‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪191‬‬ ‫حكم الصيد ابجلوارح غري الكلب‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪192‬‬ ‫اشرتاط االنزجار يف سائر اجلوارح (عدا الكلب)‬ ‫مسألة (‪)5‬‬

‫‪277‬‬
‫الصفحة‬ ‫قم املسألة‬
‫‪193‬‬ ‫ﻫل من شرط اجلارح أ ْن ال أيكل من الصيد (سواء كان كلباً أو غريه)؟‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪194‬‬ ‫لو أدر الصيد حياً فمات قبل أ ْن يذكيه ومل ميكنه ذكاته‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪195‬‬ ‫معني فصاد آخر‬
‫لو أرسل اجلارح على صيد َّ‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪196‬‬ ‫لو أدر الصائد صيده حياً وليس معه ما يذكيه به من آلة حادة‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫‪197‬‬ ‫الصيد ابلشبكة واحلبل‬ ‫مسألة (‪)10‬‬
‫‪198‬‬ ‫لو رمى الصيد فغاب عن مصرعه (غاب عن عني الصائد)‬ ‫مسألة (‪)11‬‬
‫‪199‬‬ ‫تردى من مكان عال‬
‫لو صاد صيداً ابلسهم أو اجلارح فسقط يف املاء أو َّ‬ ‫مسألة (‪)12‬‬
‫‪200‬‬ ‫لو ضرب الصيد فأبني منه عضو (لو تبق به حياة مستقرة)‬ ‫مسألة (‪)13‬‬
‫‪201‬‬ ‫إذا اصطاد احملرم فهل حيل الصيد للحالل‬ ‫مسألة (‪)14‬‬
‫‪202‬‬ ‫االصطياد بكلب اجملوسي املعلَّم‬ ‫مسألة (‪)15‬‬
‫كتاب العقيقة (املسائل املختلف فيها)‬
‫‪207‬‬ ‫حكم العقيقة‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪208‬‬ ‫األفضل يف العقيقة‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪209‬‬ ‫ﻫل يُعق عن الكبري؟‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪210‬‬ ‫ﻫل يُعق عن اجلارية (األنثى)؟‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪211‬‬ ‫عدد ما يُعق به عن الذكر واألنثى‬ ‫مسألة (‪)5‬‬

‫‪278‬‬
‫الصفحة‬ ‫قم املسألة‬
‫‪212‬‬ ‫األفضل يف وقت ذبح العقيقة‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪213‬‬ ‫حكم إدماء رأس املولود (تلطيخ رأسه بدم العقيقة)‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪214‬‬ ‫حكم حلق رأس املولود يوم السابع والصدقة بوزن شعره فِّضَّة‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫كتاب األطعمة واألشربة (املسائل املختلف فيها)‬
‫‪219‬‬ ‫حكم ميتة البحر‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪220‬‬ ‫حكم أكل َّ‬
‫اجلاللة‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪221‬‬ ‫إذا خالطت النجاسة املطعوم احلالل‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪222‬‬ ‫حكم الدم غري املسفوح‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪223‬‬ ‫حكم دم احلوت (السمك)‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫‪224‬‬ ‫حكم ِّ‬
‫السباع من ذوات األربع‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪225‬‬ ‫جنس (نوع) السباع احملرمة‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪226‬‬ ‫حكم السباع من الطيور‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪227‬‬ ‫حكم أكل حلوم احلُ ُمر االنسية‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫‪228‬‬ ‫حكم أكل حلوم البغال‬ ‫مسألة (‪)10‬‬
‫‪229‬‬ ‫حكم أكل حلوم اخليل‬ ‫مسألة (‪)11‬‬
‫‪230‬‬ ‫حكم أكل حلم احليوان املأمور بقتله‬ ‫مسألة (‪)12‬‬

‫‪279‬‬
‫الصفحة‬ ‫قم املسألة‬
‫‪231‬‬ ‫حكم أكل ما تستخبثه النفوس‬ ‫مسألة (‪)13‬‬
‫‪232‬‬ ‫حكم أكل احليوان املنهي عن قتله‬ ‫مسألة (‪)14‬‬
‫‪233‬‬ ‫حكم أكل خنزير املاء وكلب البحر وحنوﻫا‬ ‫مسألة (‪)15‬‬
‫‪234‬‬ ‫حكم شرب القليل من األنبذة‬ ‫مسألة (‪)16‬‬
‫‪235‬‬ ‫حكم االنتباذ يف غري األسقية‬ ‫مسألة (‪)17‬‬
‫‪236‬‬ ‫انتباذ اخلليطني‬ ‫مسألة (‪)18‬‬
‫‪237‬‬ ‫حكم اخلمر إذا حتولت إىل ِّ‬
‫خل‬ ‫مسألة (‪)19‬‬
‫‪238‬‬ ‫التداوي ابلنجاسات واحملرمات‬ ‫مسألة (‪)20‬‬
‫‪239‬‬ ‫ﻫل جيوز للمضطر األكل من امليتة حىت الشبع؟‬ ‫مسألة (‪)21‬‬
‫‪240‬‬ ‫ﻫل أيكل املضطر من امليتة إن كان يف سفر معصية؟‬ ‫مسألة (‪)22‬‬

‫‪280‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬فهرس املراجع‬
‫‪ ‬اإلعماع‪ ،‬أليب بكر حممد بن إبراﻫيم بن املنذر النيسابوري‪ ،‬املتوَّف سنة (‪319‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬فؤاد عبد املنعم أمحد‪ ،‬دار املسلم‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1425‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬أحكام األطعمة يف الشريعة اإلسالمية‪( ،‬دراسة مقارنة)‪ ،‬للدكتور عبدهللا بن حممد الطريقي‪ ،‬طباعة إبذن رائسة إدارة البحوث العلمية واالفتاء والدعوة واإلرشاد يف اململكة‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪1404( ،‬ﻫـ)‪.‬‬
‫‪ ‬أحكام البحر يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬للدكتور عبدالرمحن بن أمحد بن فايع ‪ ،‬طباعة دار األندلس اخلضراء للنشر والتوزيع جبدة‪ ،‬ودار ابن احلزم ببريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫(‪1421‬ﻫـ)‪.‬‬
‫‪ ‬أحكام أﻫل الذمة البن اجلوزي أحكام أﻫل الذمة‪ ،‬حملمد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد مشس الدين ابن قيم اجلوزية (املتوَّف‪751 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬يوسف ابن أمحد البكري‬
‫‪ -‬شاكر بن توفيق العاروري‪ ،‬طبعة رمادى للنشر – الدمام‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1997 – 1418 ،‬م‪.‬‬
‫‪ ‬االختيار لتعليل املختار‪ ،‬أليب الفضل‪ ،‬عبد هللا بن حممود بن مودود املوصلي البلدحي‪ ،‬جمد الدين احلنفي (ت‪683 :‬ﻫـ)‪ ،‬عليها تعليقات‪ :‬الشيخ حممود أبو دقيقة‪ ،‬مطبعة‬
‫احلليب – القاﻫرة‪ ،‬عام ‪1356‬ﻫـ ‪1937 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬آراء ابن رشد احلفيد الفقهية‪ ،‬للباحث أويدروغو تداين‪ ،‬رسالة املاجستري بقسم الفقه ابجلامعة اإلسالمية ابملدينة‪ ،‬للعام اجلامعي ‪1430-1429‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬االستذكار‪ ،‬أليب عمر يوسف بن عبد هللا ابن عبد الرب النمري القرطيب‪ ،‬املتوَّف سنة (‪463‬ﻫ) ‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد املعطي قلعجي‪ ،‬دار قتيبة للطباعة‪ ،‬بريوت‪ ،‬ودار الوعي‪،‬‬
‫القاﻫرة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1413 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬أسىن املطالب يف شرح روض الطالب‪ ،‬لزكراي بن حممد بن زكراي األنصاري‪ ،‬زين الدين أيب حيىي السنيكي (املتوَّف‪926 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حممد اتمر‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬الطبعة الثانية ‪2001‬م‪.‬‬
‫‪ ‬أسهل املدار شرح إرشاد السالك يف مذﻫب األئمة مالك‪ ،‬أليب بكر بن حسن الكشناوي‪ ،‬املكتبة العصرية‪.‬‬
‫‪ ‬االضطرار إىل األطعمة واألدوية احملرمة‪ ،‬للدكتور عبدهللا بن حممد الطريقي‪ ،‬مكتبة دار املعارف ابلرايض‪ ،‬الطبعة األوىل (‪1413‬ﻫـ)‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫األطعمة وأحكام الصيد والذابئح‪ ،‬للدكتور صاحل بن فوزان الفوزان‪ ،‬مكتبة دار املعارف ابلرايض‪ ،‬الطبعة األوىل (‪1408‬ه)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلشراف على نكت مسائل اخلالف‪ ،‬للقاضي أيب حممد عبد الوﻫاب املالكي‪ ،‬املتوَّف سنة (‪422‬ﻫ)‪ ،‬دار ابن القيم‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل‪1420 :‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلقناع يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل‪ ،‬مل وسى بن أمحد بن موسى بن سامل بن عيسى بن سامل احلجاوي املقدسي‪ ،‬مث الصاحلي‪ ،‬شرف الدين‪ ،‬أبو النجا (املتوَّف‪968 :‬ﻫـ)‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫احملقق‪ :‬عبد اللطيف حممد موسى السبكي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املعرفة بريوت – لبنان‪.‬‬
‫إعانة الطالبني‪ ،‬لعالمة أىب بكر املشهور ابلسيد البكري ابن السيد السيد حممد شطا الدمياطي‪ ،‬الطبعة األوىل‪1418 :‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬إعالء السنن ‪ ،‬للمحدث ظفر أمحد العثمان التهانوي‪ ،‬وحتقيق تعليق حممد تقي عثمان‪ ،‬طباعة إدارة القرآن والعلوم اإلسالمية بباكستان‪ ،‬الطبعة الثالثة (‪1415‬ه)‪.‬‬
‫األم‪ ،‬لإلمام الشافعي‪ ،‬أليب عبد هللا‪ ،‬حممد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد املطلب بن عبد مناف املطليب القرشي املكي (املتوَّف‪204 :‬ﻫـ)‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة األوىل ‪1400‬ﻫـ‪ .‬األم‪ ،‬وطبعة دار املعرفة‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫اإلنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف‪ ،‬لعالء الدين أيب احلسن علي املرداوي‪ ،‬املتوَّف سنة (‪885‬ﻫ)‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األوسط يف السنن واإلعماع واالختالف‪ ،‬أليب بكر حممد بن إبراﻫيم بن املنذر النيسابوري (املتوَّف‪319:‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق ‪ :‬أبو محاد صغري أمحد بن حممد حنيف‪ ،‬دار طيبة ‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫الرايض – السعودية‪ ،‬الطبعة ‪ :‬األوىل ‪ 1405 -‬ﻫـ‪.‬‬
‫إيثار اإلنصاف يف آاثر اخلالف‪ ،‬ليوسف بن قزأوغلي بن عبد هللا‪ ،‬أيب املظفر‪ ،‬مشس الدين‪ ،‬املتوَّف ‪654‬ﻫــ‪ ،‬حتقيق‪ ،‬انصر العلي الناصر اخلليفي‪ ،‬دار السالم‪ ،‬القاﻫرة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة األوىل‪1408 :‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬األوسط يف السنن واإلعماع واخلالف‪ ،‬أليب بكر حممد بن إبراﻫيم ابن املنذر‪ ،‬املتوَّف سنة (‪318‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬أبو محاد صغري أمحد‪ ،‬دار طيبة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1405 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬لزين الدين بن إبراﻫيم بن حممد‪ ،‬املعروف اببن جنيم املصري (ت‪970 :‬ﻫـ)‪ ،‬ويف آخره‪ :‬تكملة البحر الرائق حملمد بن حسني بن علي‬
‫الطوري احلنفي القادري (ت بعد ‪ 1138‬ﻫـ)‪ ،‬وابحلاشية‪ :‬منحة اخلالق البن عابدين‪ ،‬عن دار الكتاب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫‪ ‬حبر املذﻫب (يف فروع املذﻫب الشافعي)‪ ،‬للروايين‪ ،‬أبو احملاسن عبد الواحد بن إمساعيل (ت ‪ 502‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬طارق فتحي السيد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪،‬‬

‫‪282‬‬
‫‪2009‬م‪.‬‬
‫‪ ‬بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬لإلمام ابن رشد القرطيب‪ ،‬حتقيق‪ :‬أبو الزﻫراء حازم القاضي‪ ،‬مكتبة نزار مصطفى الباز‪ ،‬طبع سنة (‪1415‬ﻫ)‪.‬‬
‫‪ ‬بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع‪ ،‬لعالء الدين أيب بكر الكاساين‪ ،‬املتوَّف سنة (‪587‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬علي معوض‪ ،‬وعادل عبد املوجود‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الثانية‪:‬‬
‫‪1406‬ﻫ‪..‬‬
‫‪ ‬البناية شرح اهلداية‪ ،‬أليب حممد حممود بن أمحد بن موسى بن أمحد بن حسني الغيتاىب احلنفى بدر الدين العيىن (املتوَّف‪855 :‬ﻫـ)‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1420 ،‬ﻫـ ‪ 2000 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬البيان شرح املهذب‪ ،‬أليب احلسني حيىي بن أيب اخلري العمراين‪ ،‬املتوَّف سنة (‪558‬ﻫ)‪ ،‬عناية‪ :‬قاسم حممد النوري‪ ،‬دار املنهاج‪ ،‬الطبعة األوىل‪1421 :‬ﻫ‪.‬‬
‫البيان يف مذﻫب اإلمام الشافعي‪ ،‬أليب احلسني حيىي بن أيب اخلري بن سامل العمراين اليمين الشافعي (املتوَّف‪558 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق قاسم حممد النوري‪ ،‬طبعة دار املنهاج –‬ ‫‪‬‬
‫جدة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1421 ،‬ﻫـ‪ 2000 -‬م‪.‬‬
‫البيان والتحصيل‪ ،‬أليب الوليد ابن رشد القرطيب‪ ،‬املتوَّف سنة (‪520‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد حجي‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة الثانية‪1408 :‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التاج واإلكليل ملختصر خليل‪ ،‬حمل مد بن يوسف بن أيب القاسم بن يوسف العبدري الغرانطي‪ ،‬أبو عبد هللا املواق املالكي (املتوَّف‪897 :‬ﻫـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫األوىل‪1416 ،‬ﻫـ‪1994-‬م‪.‬‬
‫أتريخ اإلسالم ووفيات املشاﻫري واألعالم‪ ،‬للحافظ مشس الدين حممد بن أمحد الذﻫيب‪ ،‬املتوَّف سنة (‪748‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عمر عبد السالم تدمري‪ ،‬دار الكتاب العريب‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة األوىل‪1417 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬أتريخ قضاة األندلس‪ ،‬أليب احلسن النباﻫي األندلسي‪ ،‬املتوَّف سنة (‪793‬ﻫ)‪ ،‬ضبط وتعليق‪ :‬د‪ .‬مرمي قاسم طويل‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1415 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬التبصرة‪ ،‬لعلي بن حممد الربعي‪ ،‬أيب احلسن‪ ،‬املعروف ابللخمي (املتوَّف‪ 478 :‬ﻫـ)‪ ،‬دراسة وحتقيق‪ :‬الدكتور أمحد عبد الكرمي جنيب‪ ،‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪،‬‬
‫قطر‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1432 ،‬ﻫـ ‪ 2011 -‬م‪.‬‬

‫‪283‬‬
‫‪ ‬تبيني احلقائق شرح كنـز الدقائق‪ ،‬لفخر الدين عثمان بن علي الزيلعي احلنفي‪ ،‬املتوَّف سنة (‪743‬ﻫ)‪ ،‬املطبعة الكربى األمريية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1313 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬حتفة احلبيب على شرح اخلطيب = حاشية البجريمي على اخلطيب‪ ،‬لسليمان بن حممد بن عمر البُ َجْيـَرِّمي املصري الشافعي (املتوَّف‪1221 :‬ﻫـ)‪ ،‬دار الفكر‪1415 ،‬ﻫـ ‪1995 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬حتفة الفقهاء‪ ،‬لعالء الدين السمرقندي‪( ،‬املتوَّف سنة ‪539‬ﻫ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪1414 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬حتفة احملتاج إىل أدلة املنهاج (على ترتيب املنهاج للنووي)‪ ،‬البن امللقن‪ ،‬سراج الدين‪ ،‬أبو حفص‪ ،‬عمر بن علي بن أمحد الشافعي املصري (املتوَّف سنة‪804 :‬ﻫـ) حتقيق‪:‬‬
‫عبدهللا ابن سعاف اللحياين‪ ،‬عن دار حراء‪ ،‬الطبعة األوىل‪ - ،‬مكة املكرمة‪ ،‬عام ‪1406‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬التدريب يف الفقه الشافعي املسمى بـ «تدريب املبتدي وهتذيب املنتهي» ‪ ،‬لسراج الدين أيب حفص عمر بن رسالن البلقيين الشافعي ومعه «تتمة التدريب» لعلم الدين‬
‫صاحل ابن الشيخ سراج الدين البلقيين ‪ -‬رمحه هللا ‪ ،-‬حققه وعلق عليه‪ :‬أبو يعقوب نشأت بن كمال املصري‪ ،‬دار القبلتني‪ ،‬الرايض ‪ -‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫األوىل‪ 1433 ،‬ﻫـ ‪ 2012 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬التذكرة يف الفقه الشافعي البن امللقن‪ ،‬سراج الدين أيب حفص‪ ،‬عمر بن علي بن أمحد الشافعي املصري (املتوَّف سنة‪804 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حسن حممد حسن إمساعيل‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل‪ 1427 ،‬ﻫـ ‪ 2006 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬التفريع يف فقه اإلمام مالك بن أنس‪ ،‬أليب القاسم عبيد هللا بن احلسني بن احلسن بن اجلالب البصري‪ ،‬املتوَّف سنة (‪378‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬سيد كسروي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫الطبعة األوىل ‪1428‬ﻫـ‪.‬‬
‫َّﻫان (املتوَّف‪592 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬صاحل بن انصر‬
‫‪ ‬تقومي النظر يف مسائل خالفية ذائعة‪ ،‬ونبذ مذﻫبية انفعة‪ ،‬حملمد بن علي بن شعيب‪ ،‬أيب شجاع‪ ،‬فخر الدين‪ ،‬ابن الد َّ‬
‫ابن صاحل اخلزمي‪ ،‬مكتبة الرشد – الرايض‪ ،‬الطبعة األوىل‪1422 ،‬ﻫـ ‪2001 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬التلخيص احلبري‪ ،‬ألمحد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالين‪ ،‬املتوَّف سنة (‪852‬ﻫ)‪ ،‬مكتبة نزار مصطفى الباز‪ ،‬الطبعة األوىل‪1417 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬التلقني يف الفقة املالكي‪ ،‬أليب حممد عبد الوﻫاب بن علي بن نصر الثعليب البغدادي املالكي (املتوَّف‪422 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬أيب أويس حممد بو خبزة احلسين التطواين‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1425‬ﻫـ‪.‬‬

‫‪284‬‬
‫‪ ‬التنبيه يف الفقه الشافعي‪ ،‬أليب إسحاق‪ ،‬إبراﻫيم بن علي بن يوسف الشريازي (املتوَّف سنة‪476 :‬ﻫـ)‪ ،‬عن دار عامل الكتب‪ ،‬الرايض‪.‬‬
‫املختَـلَطَِّة‪ ،‬لعياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصيب السبيت‪ ،‬أيب الفضل (املتوَّف‪544 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬الدكتور حممد‬ ‫ِّ‬ ‫ات الْمستَـْنـبَطةُ على ال ُكتُ ِّ‬
‫ب الْ ُم َد َّونَة و ْ‬ ‫بيه ُ ُ ْ‬‫‪ ‬التَّـْن َ‬
‫الوثيق‪ ،‬الدكتور عبد النعيم محييت‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1432 ،‬ﻫـ ‪ 2011 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬التهذيب يف فقه اإلمام الشافعي‪ ،‬حمليي السنة‪ ،‬أيب حممد‪ ،‬احلسني بن مسعود بن حممد بن الفراء البغوي الشافعي (املتوَّف‪ 516 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عادل أمحد عبد املوجود‪،‬‬
‫علي حممد معوض‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1418 ،‬ﻫـ ‪ 1997 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬التهذيب يف اختصار املدونة‪ ،‬خللف بن أيب القاسم حممد‪ ،‬األزدي القريواين‪ ،‬أبو سعيد ابن الرباذعي املالكي (املتوَّف‪372 :‬ﻫـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ ‬جامع األمهات‪ ،‬جلمال الدين بن عمر ابن احلاجب املالكي‪ ،‬املتوَّف سنة (‪646‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬أبو عبد الرمحن األخضر األخضري‪ ،‬اليمامة بريوت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1421 :‬ﻫ‪.‬‬
‫جامع البيان يف أتويل القرآن‪ ،‬حملمد بن جرير بن يزيد بن كثري بن غالب اآلملي‪ ،‬أبو جعفر الطربي (املتوَّف‪310 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد حممد شاكر‪ ،‬طبعة‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1420 ،‬ﻫـ ‪ 2000 -‬م‪.‬‬
‫اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب‪ ،‬أليب عبد هللا حممد بن أمحد بن أيب بكر بن فرح األنصاري اخلزرجي مشس الدين القرطيب (املتوَّف ‪671 :‬ﻫـ)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جالء األفهام يف فضل الصالة والسالم على حممد خري األانم‪ ،‬البن القيم اجلوزية‪ ،‬مكتبة دار الرتاث ابملدينة املنورة‪ ،‬الطبعة الثانية‪1413( :‬ﻫـ)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جواﻫر اإلكليل‪ ،‬للشيخ صاحل عبد السميع اآليب األزﻫري‪ ،‬املكتبة الثقافية‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يدي اليمين احلنفي (املتوَّف‪800 :‬ﻫـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬املطبعة اخلريية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1322 ،‬ﻫـ‬ ‫الزبِّ ِّ‬
‫اجلوﻫرة النرية‪ ،‬أليب بكر بن علي بن حممد احلدادي العبادي َّ‬ ‫‪‬‬
‫حاشية الدسوقي على الشرح الكبري‪ ،‬للعالمة مشس الدين حممد عرفة الدسوقي‪ ،‬طباعة عيسى البايب احلليب وشركاؤه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حاشية السندي على سنن ابن ماجه كفاية احلاجة يف شرح سنن ابن ماجه‪ ،‬حملمد بن عبد اهلادي التتوي‪ ،‬أبو احلسن‪ ،‬نور الدين السندي (املتوَّف‪1138 :‬ﻫـ)‪ ،‬طبعة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫دار اجليل ‪ -‬بريوت‪ ،‬بدون طبعة‪.‬‬
‫حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب الرابين‪ ،‬أليب احلسن‪ ،‬علي بن أمحد بن مكرم الصعيدي العدوي (املتوَّف‪1189 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬يوسف الشيخ حممد البقاعي‪ ،‬دار‬ ‫‪‬‬

‫‪285‬‬
‫الفكر – بريوت‪1414 ،‬ﻫـ ‪1994 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬احلاوي الكبري‪ ،‬أليب احلسن علي بن حممد بن حبيب املاودري (املتوَّف‪450 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬علي معوض‪ ،‬وعادل عبد املوجود‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1414 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬احلجة على أﻫل املدينة‪ ،‬أليب عبد هللا‪ ،‬حممد بن احلسن بن فرقد الشيباين‪ ،‬املتوَّف ‪189‬ﻫـ‪ ،‬حتقيق‪ :‬مهدي حسن الكيالين القادري‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬بريوت – الطبعة الثالثة ‪1403‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬حلية العلماء يف معرفة مذاﻫب الفقهاء‪ ،‬أليب بكر‪ ،‬حممد بن أمحد بن احلسني بن عمر‪ ،‬الشاشي القفال الفارقي‪ ،‬امللقب فخر اإلسالم‪ ،‬املستظهري الشافعي (املتوَّف‪:‬‬
‫‪507‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬ايسني أمحد إبراﻫيم درادكة‪ ،‬عن مؤسسة الرسالة ببريوت ‪ ،‬ودار األرقم بعمان‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬عام ‪1980‬م‪.‬‬
‫‪ ‬درر احلكام شرح غرر األحكام‪ ،‬حملمد بن فرامرز بن علي الشهري مبال ‪-‬أو منال أو املوىل‪ -‬خسرو (املتوَّف‪885 :‬ﻫـ)‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪.‬‬
‫‪ ‬دقائق أويل النهى لشرح املنتهى‪ ،‬املعروف بشرح منتهى اإلرادات‪ ،‬ملنصور بن يونس بن صالح الدين بن حسن بن إدريس البهويت احلنبلي‪ ،‬املتوَّف ‪1051‬ﻫـ‪ ،‬عامل الكتب‪،‬‬
‫الطبعة األوىل ‪1414‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬الدماء يف اإلسالم‪ ،‬للشيخ عطية بن حممد سامل‪ ،‬طباعة دار اليسر للنشر والتوزيع ابلقاﻫرة‪ ،‬الطبعة األوىل (‪1418‬ه)‪.‬‬
‫‪ ‬الديباج املذﻫب يف معرفة أعيان علماء املذﻫب‪ ،‬البن فرحون املالكي‪ ،‬املتوَّف سنة (‪799‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد أبو النور‪ ،‬مكتبة دار الرتاث‪ ،‬القاﻫرة‪.‬‬
‫‪ ‬الذخرية‪ ،‬أليب العباس شهاب الدين أمحد بن إدريس بن عبد الرمحن املالكي الشهري ابلقرايف (املتوَّف‪684 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق حممد حجي‪ ،‬سعيد أعراب‪ ،‬حممد بو خبزة‪ ،‬طبعة‪:‬‬
‫دار الغرب اإلسالمي‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1994 ،‬م‪.‬‬
‫‪ ‬رد احملتار على الدر امل ختار = حاشية ابن عابدين‪ ،‬البن عابدين‪ ،‬حممد أمني بن عمر بن عبد العزيز عابدين الدمشقي احلنفي (ت‪1252 :‬ﻫـ)‪ ،‬عن دار الفكر‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫بريوت‪ ،‬عام ‪1412‬ﻫـ ‪1992 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬الرسالة‪ ،‬أليب حممد عبد هللا بن (أيب زيد) عبد الرمحن النفزي‪ ،‬القريواين‪ ،‬املالكي (املتوَّف‪386 :‬ﻫـ)‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ ‬الروض املربع شرح زاد املستنقع‪ ،‬ملنصور بن يونس بن صالح الدين ابن حسن بن إدريس البهوتى احلنبلى (املتوَّف‪1051 :‬ﻫـ)‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ ‬الروض الندي شرح كايف املبتدي ‪ -‬يف فقه إمام السنة أمحد بن حنبل الشيباين رضي هللا عنه‪ ،‬ألمحد بن عبد هللا بن أمحد البعلي (‪ 1189 - 1108‬ﻫـ)‪ ،‬أشرف على‬

‫‪286‬‬
‫طبعه وتصحيحه‪ :‬فضيلة الشيخ عبد الرمحن حسن حممود‪ ،‬من علماء األزﻫر‪ ،‬الناشر‪ :‬املؤسسة السعيدية – الرايض‪.‬‬
‫‪ ‬روضة الطالبني‪ ،‬لإلمام أيب زكراي حمي الدين بن شرف النووي‪( ،‬املتوَّف سنة ‪676‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عادل عبد املوجود‪ ،‬وعلي معوض‪ ،‬املكتب اإلسالمي إبشراف زﻫري الشاويش‪.‬‬
‫‪ ‬روضة املستبني يف شرح كتاب التلقني‪ ،‬أليب حممد‪ ،‬وأيب فارس‪ ،‬عبد العزيز بن إبراﻫيم بن أمحد القرشي التميمي التونسي املعروف اببن بزيزة (املتوَّف‪ 673 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫عبداللطيف زكاغ‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1431 ،‬ﻫـ ‪ 2010 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬زاد املعاد يف ﻫدي خري العباد‪ ،‬البن قيم اجلوزية‪ ،‬املتوَّف سنة (‪751‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬شعيب األرنؤوط‪ ،‬وعبد القادر األرانؤوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة العاشرة‪1405 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬السبيل املرشد إىل بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬للدكتور عبدهللا العبادي‪ ،‬مطبوع هبامش شرح بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع والرتعمة مبصر‪ ،‬الطبعة‬
‫اخلامسة (‪1433‬ه)‪.‬‬
‫‪ ‬سنن ابن ماجه‪ ،‬البن ماجه‪ ،‬أيب عبد هللا‪ ،‬حممد بن يزيد القزويين‪( ،‬ت‪273 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬عن دار إحياء الكتب العربية ‪ -‬فيصل عيسى البايب احلليب‪.‬‬
‫الس ِّج ْستاين (ت‪275 :‬ﻫـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬عن‬
‫‪ ‬سنن أيب داود‪ ،‬أليب داود‪ ،‬سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشري بن شداد بن عمرو األزدي ِّ‬
‫املكتبة العصرية‪ ،‬صيدا – بريوت‪.‬‬
‫سنن الرتمذي‪ ،‬أليب عيسى‪ ،‬حممد بن عيسى بن َس ْورة بن موسى بن الضحا ‪ ،‬الرتمذي‪( ،‬ت‪279 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق وتعليق‪ :‬أمحد حممد شاكر و حممد فؤاد عبد الباقي‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وإبراﻫيم عطوة عوض‪ ،‬عن شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البايب احلليب‪ ،‬ط‪ ،2‬مصر‪ ،‬عام ‪1395‬ﻫـ ‪1975 -‬م‪.‬‬
‫سنن الدارقطين‪ ،‬أليب احلسن‪ ،‬علي بن عمر بن أمحد بن مهدي بن مسعود ابن النعمان ابن دينار البغدادي الدارقطين (ت‪385 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬شعيب االرنؤوط‪ ،‬حسن‬ ‫‪‬‬
‫عبداملنعم شليب‪ ،‬عبد اللطيف حرز هللا‪ ،‬أمحد برﻫوم عن مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت – لبنان‪ ،‬عام ‪ 1424‬ﻫـ ‪ 2004 -‬م‪.‬‬
‫السنن الصغرى للبيهقي‪ ،‬أليب بكر‪ ،‬أمحد بن احلسني بن علي بن موسى اخلُ ْسَرْوِّجردي‪ ،‬اخلراساين‪ ،‬البيهقي (ت‪458 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد املعطي أمني قلعجي‪ ،‬عن جامعة‬
‫ُّ‬ ‫‪‬‬
‫الدراسات اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،1‬كراتشي – ابكستان‪ ،‬عام ‪1410‬ﻫـ ‪1989 -‬م‪.‬‬
‫السنن الكربى‪ ،‬أليب بكر‪ ،‬أمحد بن احلسني بن علي بن موسى اخلُ ْسَرْوِّجردي اخلراساين‪ ،‬البيهقي (ت‪458 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد عبد القادر عطا‪ ،‬عن دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫‪‬‬

‫‪287‬‬
‫ط‪ ،3‬بريوت – لبنان‪ ،‬عام ‪1424‬ﻫـ ‪2003 -‬م‪.‬‬
‫السنن الكربى‪ ،‬أليب عبد الرمحن‪ ،‬أمحد بن شعيب بن علي اخلراساين‪ ،‬النسائي (ت‪303 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حسن عبد املنعم شليب‪ ،‬عن مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة األوىل ‪-‬‬
‫‪ُّ ‬‬
‫بريوت‪ ،‬عام ‪1421‬ﻫـ ‪2001 -‬م‪.‬‬
‫السنن الصغرى للنَّسائي‪ ،‬أيب عبد الرمحن‪ ،‬أمحد بن شعيب بن علي اخلراساين‪ ،‬النَّسائي (ت‪303 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الفتاح أبو غدة‪،‬‬
‫السنن = ُّ‬
‫‪ ‬سنن النسائي = اجملتىب من ُّ‬
‫عن مكتب املطبوعات اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،2‬عام ‪1406‬ﻫـ ‪1986 -‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬سري أعالم النبالء‪ ،‬لشمس الدين حممد بن أمحد الذﻫيب‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪1402 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬شجرة النور الزكية يف طبقات املالكية‪ ،‬حملمد بن حممد خملوف‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬لبنان‪ ،‬املطبوعة ابألوفست عن الطبعة األوىل‪.‬‬
‫‪ ‬شذرات الذﻫب يف أخبار من ذﻫب‪ ،‬البن العماد‪ ،‬دار ابن كثري‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫‪ ‬شرح الزركشي على خمتصر اخلرقي‪ ،‬لشمس الدين حممد بن عبد هللا الزركشي املصري احلنبلي (املتوَّف سنة‪772 :‬ﻫـ) ‪ ،‬حتقيق عبد املنعم خليل إبراﻫيم دار الكتب العلمية‬
‫‪1423‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬شرح د‪ .‬عبد هللا بن إبراﻫيم الزاحم على بداية اجملتهد وهناية املقتصد (منهج املستوى األول والثاين لطالب كلية الشريعة ابجلامعة اإلسالمية)‪ ،‬دار ابن اجلوزي‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل (‪1431‬ﻫ)‪.‬‬
‫‪ ‬شرح صحيح البخارى البن بطال‪ ،‬املؤلف‪ :‬ابن بطال أبو احلسن علي بن خلف بن عبد امللك (املتوَّف‪449 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬أبو متيم ايسر بن إبراﻫيم‪ ،‬دار النشر‪ :‬مكتبة‬
‫الرشد ‪ -‬السعودية‪ ،‬الرايض‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1423 ،‬ﻫـ ‪2003 -‬م‬
‫‪ ‬الشرح الصغري‪ ،‬أليب الربكات أمحد بن حممد الدردير‪ ،‬دار املعارف‪.‬‬
‫‪ ‬شرح العمدة‪ ،‬لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬حتقيق‪ :‬سعود بن صاحل العطيشان‪ ،‬مكتبة العبيكان‪ ،‬الرايض‪ ،‬الطبعة األوىل‪1412 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬شرح العالمة أمحد بن حممد الربنسي الفاسي املعروف بزروق‪( ،‬املتوَّف سنة ‪899‬ﻫـ) على منت الرسالة البن أيب زيد القريواين‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1427‬ﻫـ‪.‬‬

‫‪288‬‬
‫‪ ‬الشرح الكبري‪ ،‬لشمس الدين أيب الفرج عبد الرمحن ابن قدامة املقدسي‪( ،‬املتوَّف سنة ‪682‬ﻫ)‪ ،‬أشرف على طباعته‪ :‬حممد رشيد رضا‪.‬‬
‫‪ ‬شرح الكنـز ملال مسكني‪ ،‬ملعني الدين حممد بن عبد هللا اهلروي‪ ،‬املتوَّف سنة (‪954‬ﻫ)‪ ،‬ضبط وتصحيح‪ :‬حممود عمر الدمياطي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪:‬‬
‫‪2008‬م‪.‬‬
‫‪ ‬شرح خمتصر خليل للخرشي‪ ،‬حملمد بن عبد هللا اخلرشي املالكي‪ ،‬أيب عبد هللا (املتوَّف‪1101 :‬ﻫـ)‪ ،‬دار الفكر – بريوت‪.‬‬
‫‪ ‬الشرح املمتع على زاد املستقنع‪ ،‬للعالمة الشيخ حممد بن صاحل العثيمني‪ ،‬دار ابن اجلوزي‪ ،‬الطبعة األوىل‪1422 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬شفاء الغل يل يف حل مقفل خليل‪ ،‬أليب عبد هللا‪ ،‬حممد بن أمحد بن حممد بن حممد بن علي بن غازي العثماين املكناسي (املتوَّف‪919 :‬ﻫـ)‪ ،‬دراسة وحتقيق‪ :‬الدكتور أمحد‬
‫ابن عبد الكرمي جنيب‪ ،‬مركز جنيبويه للمخطوطات وخدمة الرتاث‪ ،‬القاﻫرة ‪ -‬عمهورية مصر العربية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1429 ،‬ﻫـ ‪ 2008 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬صحيح ابن خزمية‪ ،‬أليب بكر‪ ،‬حممد بن إسحاق بن خزمية السلمي النيسابوري (ت‪311 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ /‬حممد مصطفى األعظمي‪ ،‬عن املكتب اإلسالمي – بريوت‪.‬‬
‫‪ ‬صحيح البخاري = اجلامع املسند الصحيح املختصر من أمور رسول هللا ‪ ‬وسننه وأايمه‪ ،‬أليب عبدهللا‪ ،‬حممد بن إمساعيل البخاري اجلعفي‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد زﻫري بن انصر‬
‫الناصر‪ ،‬عن دار طوق النجاة‪ ،‬ط‪ ،1‬عام ‪1422‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬صحيح مسلم = املسند الصحيح املختصر بنقل العدل عن العدل إىل رسول هللا ‪ ،‬لإلمام مسلم بن احلجاج‪ ،‬أيب احلسن القشريي النيسابوري (ت‪261 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬عن دار إحياء الرتاث العريب – بريوت‪.‬‬
‫‪ ‬العزيز شرح الوجيز‪ ،‬لإلمام أيب القاسم عبد الكرمي القزويين‪ ،‬املتوَّف سنة (‪623‬ﻫ‪ ،‬حتقيق‪ :‬علي معوض‪ ،‬وعادل عبد املوجود‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1417 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬العدة شرح العمدة‪ ،‬لعبد الرمحن بن إبراﻫيم بن أمحد‪ ،‬أيب حممد هباء الدين املقدسي (املتوَّف سنة‪624 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬صالح بن حممد عويضة‪ ،‬الطبعة الثانية‪1426 ،‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬عقد اجلواﻫر الثمينة يف مذﻫب عامل املدينة‪ ،‬للشيخ جالل الدين عبد هللا ابن شاش‪ ،‬املتوَّف سنة (‪616‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد أبو األجفان‪ ،‬وعبداحلفيظ منصور‪ ،‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬الطبعة األوىل‪1415 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬عمدة الفقه‪ ،‬أليب حممد‪ ،‬موفق الدين عبد هللا بن أمحد بن حممد بن قدامة اجلماعيلي املقدسي مث الدمشقي احلنبلي‪ ،‬الشهري اببن قدامة املقدسي (املتوَّف‪620 :‬ﻫـ)‪،‬‬

‫‪289‬‬
‫حتقيق‪ :‬أمحد حممد عزوز‪ ،‬املكتبة العصرية‪ ،‬الطبعة‪1425 :‬ﻫـ ‪2004 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬العناية يف شرح اهلداية‪ ،‬لكمال الدين حممد بن حممود البابريت‪ ،‬املتوَّف سنة (‪786‬ﻫ)‪( ،‬مع فتح القدير)‪.‬‬
‫‪ ‬عيون األنباء يف طبقات األطباء‪ ،‬ملوفق الدين أمحد بن القاسم املعروف ابن أيب أصيبعة‪ ،‬املتوَّف سنة (‪668‬ﻫ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1419 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬الغرة املنيفة يف حتقيق بعض مسائل اإلمام أيب حنيفة‪ ،‬لعمر بن إسحاق بن أمحد اهلندي الغزنوي‪ ،‬سراج الدين‪ ،‬أيب حفص احلنفي (املتوَّف‪773 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد زاﻫد‬
‫بن احلسن الكوثري‪ ،‬مكتبة أيب حنيفة ‪1988‬م‪.‬‬
‫‪ ‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬ألمحد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالين‪ ،‬املتوَّف سنة (‪852‬ﻫ)‪ ،‬دار السالم‪ ،‬الطبعة األوىل‪1421 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬فتح العزيز يف شرح الوجيز‪ ،‬لإلمام أيب القاسم عبد الكرمي بن حممد الرافعي القزويين‪( ،‬املتوَّف سنة‪623 :‬ﻫ)‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ ‬فتح القدير‪ ،‬لكمال الدين‪ ،‬حممد بن عبد الواحد السيواسي‪ ،‬املعروف اببن اهلمام‪ ،‬املتوَّف ‪861‬ﻫـ‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ ‬فتح املعني بشرح قرة العني مبهمات الدين‪ ،‬لزين الدين‪ ،‬أمحد بن عبد العزيز بن زين الدين بن علي املعربي املليباري اهلندي‪ ،‬املتوَّف ‪987‬ﻫـ‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫‪ ‬فتح ابب العناية بشرح النقاية‪ ،‬لعلي بن سلطان حممد القاري احلنيفي احلنفي‪ ،‬املتوَّف سنة ‪1014‬ﻫـ‪.‬‬
‫الفروع‪ ،‬حملمد بن مفلح بن حممد بن مفرج‪ ،‬أيب عبد هللا‪ ،‬مشس الدين املقدسي الراميين مث الصاحلي احلنبلي (املتوَّف‪763 :‬ﻫـ)‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1424 ،‬ﻫـ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفقه املنهجي على مذﻫب اإلمام الشافعي رمحه هللا تعاىل‪ ،‬للدكتور ُمصطفى اخلِّ ْن‪ ،‬والدكتور ُمصطفى البُغا‪ ،‬علي الش ْرجبي‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة‪ :‬الرابعة‪ 1413 ،‬ﻫـ ‪ 1992 -‬م‪.‬‬
‫فقه سعيد بن املسيب‪ ،‬إعداد د‪ .‬ﻫاشم عميل عبد هللا‪ ،‬ط أوىل مطبعة اإلرشاد ‪1394‬ﻫـ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفواكه الدواين‪ ،‬للشيخ أمحد بن غنيم النفراوي‪ ،‬املتوَّف سنة (‪1126‬ﻫ)‪ ،‬دار الفكر‪1415 ،‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فيض القدير شرح اجلامع الصغري‪ ،‬زين الدين حممد املدعو بعبد الرؤوف بن اتج العارفني بن علي بن زين العابدين احلدادي مث املناوي القاﻫري (املتوَّف‪1031 :‬ﻫـ)‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1356‬ﻫـ ‪ -‬املكتبة التجارية الكربى – مصر ‪.-‬‬

‫‪290‬‬
‫‪ ‬القوانني الفقهية يف تلخيص مذﻫب املالكية‪ ،‬والتنبيه على مذﻫب الشافعية واحلنفية واحلنبلية‪ ،‬أليب القاسم حممد بن أمحد بن جزي الغرانطي الكليب‪ ،‬املتوَّف سنة‬
‫(‪741‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق أ‪.‬د‪ .‬حممد بن سيدي حممد موالي‪ .‬طبع دار النفائس ببريوت ط‪ 1‬عام ‪ ،1425‬ووزارة األوقاف والشئون اإلسالمية ‪2010‬م‪.‬‬
‫‪ ‬الكايف يف فقه اإلمام أمحد‪ ،‬ألب حممد موفق الدين عبد هللا بن أمحد بن حممد بن قدامة اجلماعيلي املقدسي مث الدمشقي احلنبلي‪ ،‬الشهري اببن قدامة املقدسي (املتوَّف‪:‬‬
‫‪620‬ﻫـ)‪ ،‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ ‬الكايف يف فقه أﻫل املدينة‪ ،‬أليب عمر‪ ،‬يوسف بن عبد هللا بن حممد بن عبد الرب بن عاصم النمري القرطيب (املتوَّف سنة‪463 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حممد أحيد ولد ماديك‬
‫املوريتاين‪ ،‬مكتبة الرايض احلديثة‪ ،‬الرايض‪ ،‬الطبعة الثانية‪1400 ،‬ﻫـ‪1980/‬م‪.‬‬
‫‪ ‬كتاب اخلصال‪ ،‬أليب بكر حممد بن يبقى بن زرب‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد احلميد العلمي‪ ،‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ابملغرب ‪1426‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬كشاف القناع عن منت اإلقناع‪ ،‬ملنصور بن يونس البهويت‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد أمني الضناوي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫تقي الدين‪ ،‬أيب بكر بن حممد بن عبد املؤمن بن حريز بن معلى احلسيين احلصين‪ ،‬الشافعي (ت‪829 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬علي‬ ‫‪ ‬كفاية األخيار يف حل غاية االختصار‪ ،‬لِّ ِّ‬
‫عبداحلميد بلطجي وحممد وﻫيب سليمان‪ ،‬دار اخلري‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دمشق – سورية‪ ،‬عام ‪1994‬م‪.‬‬
‫‪ ‬كفاية الطالب الرابين لرسالة ابن أيب زيد القرواين‪ ،‬أليب احلسن املالكي‪ ،‬حتقيق‪ :‬يوسف الشيخ حممد البقاعي‪ ،‬دار الفكر‪1412 ،‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬اللباب يف اجلمع بني السنة والكتاب‪ ،‬جلمال الدين أيب حممد‪ ،‬علي بن أيب حيىي زكراي بن مسعود األنصاري اخلزرجي املنبجي‪ ،‬املتوَّف ‪686‬ﻫـ‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد فضل‬
‫عبدالعزيز املراد‪ ،‬دار القلم‪ /‬الدار الشامية‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1414‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬اللباب يف الفقه الشافعي‪ ،‬ألمحد بن حممد بن أمحد بن القاسم الضيب‪ ،‬أيب احلسن ابن احملاملي الشافعي (املتوَّف سنة‪415 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الكرمي بن صنيتان العمري‪،‬‬
‫دار البخاري‪ ،‬املدينة املنورة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1416 ،‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬املبدع يف شرح املقنع‪ ،‬إلبراﻫيم بن حممد بن عبد هللا بن حممد ابن مفلح‪ ،‬أيب إسحاق‪ ،‬برﻫان الدين (املتوَّف‪884 :‬ﻫـ)‪ ،‬املكتب اإلسالمي ‪1400‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬املبسوط‪ ،‬حملمد بن أمحد بن أيب سهل مشس األئمة السرخسي (املتوَّف‪483 :‬ﻫـ)‪ ،‬دار املعرفة – لبنان‪.‬‬

‫‪291‬‬
‫‪ ‬جملة البحوث اإلسالمية‪ ،‬حبث (الزيتون أحكامه الفقهية وفوائده) (‪ )341 /79‬للدكتور عبدهللا حممد الصاحل‪.‬‬
‫‪ ‬جممع األهنر يف شرح ملتقى األحبر‪ ،‬لعبد الرمحن بن حممد بن سليمان املدعو بشيخي زاده‪ ،‬يعرف بداماد أفندي (املتوَّف‪1078 :‬ﻫـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ ‬جمموع الفتاوى‪ ،‬لتقي الدين‪ ،‬أيب العباس‪ ،‬أمحد بن عبد احلليم بن تيمية احلراين (املتوَّف‪728 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الرمحن بن حممد بن قاسم‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة‬
‫املصحف الشريف‪ ،‬املدينة النبوية‪1416 ،‬ﻫـ‪1995/‬م‪.‬‬
‫‪ ‬اجملموع شرح املهذب‪ ،‬لإلمام أيب زكراي حمي الدين بن شرف النووي‪ ،‬املتوَّف سنة (‪676‬ﻫ)‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ ‬احملرر يف الفقه على مذﻫب اإلمام أمحد بن حنبل‪ ،‬أليب الربكات‪ ،‬جمد الدين‪ ،‬عبد السالم بن عبد هللا بن اخلضر بن حممد بن تيمية احلراين‪ ،‬مكتبة املعارف‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1404‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬احمللى‪ ،‬أليب حممد‪ ،‬علي بن أمحد ابن حزم‪ ،‬املتوَّف سنة (‪456‬ﻫ)‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ ‬احمليط الربﻫاين يف الفقه النعماين‪ ،‬للعالمة برﻫان الدين ابن مازة البخاري احلنفي‪ ،‬املتوَّف سنة (‪616‬ﻫ) ‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الكرمي سامي اجلندي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪1424 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬املختصر الفقهي‪ ،‬البن عرفة ‪ ،‬حممد بن حممد ابن عرفة الورغمي التونسي املالكي‪ ،‬أيب عبد هللا (املتوَّف‪ 803 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حافظ عبد الرمحن حممد خري‪ ،‬مؤسسة‬
‫خلف أمحد اخلبتور لألعمال اخلريية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1435 ،‬ﻫـ ‪ 2014 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬خمتصر القدوري‪ ،‬أليب احلسن أمحد بن حممد القدوري‪ ،‬املتوَّف سنة (‪428‬ﻫ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1418 :‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬خمتصر املزين يف فروع الشافعية‪ ،‬أليب إبراﻫيم إمساعيل بن حيىي بن إمساعيل املزين (املتوَّف سنة‪264 :‬ﻫـ)‪ ،‬مطبوع مع األم‪ ،‬عن دار املعرفة‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬عام ‪1410‬ﻫـ ‪-‬‬
‫‪1990‬م‪.‬‬
‫‪ ‬املدخل أليب عبد هللا حممد بن حممد بن حممد العبدري الفاسي املالكي الشهري اببن احلاج (املتوَّف‪737 :‬ﻫـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الرتاث‬
‫‪ ‬املدونة‪ ،‬ملالك بن أنس بن مالك بن عامر األصبحي املدين (املتوَّف‪179 :‬ﻫـ)‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1415 ،‬ﻫـ ‪1994 -‬م‬

‫‪292‬‬
‫‪ ‬مراتب اإلعماع يف العبادات واملعامالت واالعتقادات‪ ،‬أليب حممد علي بن أمحد بن سعيد بن حزم األندلسي القرطيب الظاﻫري (املتوَّف ‪456 :‬ﻫـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية – بريوت‪.‬‬
‫‪ ‬مراقي الفالح شرح منت نور اإليضاح‪ ،‬حلسن بن عمار بن علي الشرمباليل املصري احلنفي‪ ،‬املتوَّف ‪1069‬ﻫـ‪ ،‬املكتبة العصرية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1425‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬مسائل أمحد بن حنبل رواية ابنه عبد هللا‪ ،‬أليب عبد هللا‪ ،‬أمحد بن حممد بن حنبل بن ﻫالل بن أسد الشيباين (املتوَّف‪241 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬زﻫري الشاويش‪ ،‬املكتب اإلسالمي‬
‫– بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪1401 ،‬ﻫـ ‪1981‬م‪.‬‬
‫الس ِّج ْستاين (املتوَّف‪275 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫‪ ‬مسائل اإلمام أمحد رواية أيب داود السجستاين‪ ،‬أليب داود‪ ،‬سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشري بن شداد بن عمرو األزدي ِّ‬
‫أيب معاذ طارق بن عوض هللا بن حممد‪ ،‬مكتبة ابن تيمية‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األوىل‪ 1420 ،‬ﻫـ ‪ 1999 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬مسائل اإلمام أمحد بن حنبل رواية ابن أيب الفضل صاحل [‪203‬ﻫـ ‪266 -‬ﻫـ]‪ ،‬أليب عبد هللا‪ ،‬أمحد بن حممد بن حنبل بن ﻫالل بن أسد الشيباين (املتوَّف‪241 :‬ﻫـ)‪،‬‬
‫الدار العلمية – اهلند‪.‬‬
‫‪ ‬املسائل الفقهية من كتاب الروايتني والوجهني‪ ،‬للقاضي أيب يعلى‪ ،‬حممد بن احلسني بن حممد بن خلف املعروف بـ ابن الفراء (املتوَّف‪458 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد الكرمي بن‬
‫حممد الالحم‪ ،‬مكتبة املعارف‪ ،‬الرايض‪.‬‬
‫‪ ‬املستدر على الصحيحني‪ ،‬أليب عبد هللا‪ ،‬احلاكم حممد بن عبد هللا بن حممد الضيب الطهماين النيسابوري املعروف اببن البيع (ت‪405 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬مصطفى عبد القادر‬
‫عطا‪ ،‬عن دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‪ ،‬عام ‪1411‬ﻫـ – ‪1990‬م‪.‬‬
‫‪ ‬مسند أيب يعلى‪ ،‬أليب يعلى‪ ،‬أمحد بن علي بن املثُىن بن حيىي بن عيسى بن ﻫالل التميمي‪ ،‬املوصلي (ت‪307 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حسني سليم أسد‪ ،‬عن دار املأمون للرتاث‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬دمشق‪ ،‬عام ‪1404‬ﻫـ ‪1984 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬مسند اإلمام أمحد بن حنبل‪ ،‬أليب عبد هللا‪ ،‬أمحد بن حممد بن حنبل بن ﻫالل بن أسد الشيباين (ت‪241 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬شعيب األرنؤوط ‪ -‬عادل مرشد‪ ،‬وآخرون‪،‬‬
‫إشراف‪ :‬د‪ /‬عبد هللا بن عبد احملسن الرتكي‪ ،‬عن مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪ ،1‬عام ‪ 1421‬ﻫـ ‪2001 -‬م‪.‬‬

‫‪293‬‬
‫‪ ‬مسند اإلمام الشافعي‪ ،‬لإلمام الشافعي‪ ،‬أيب عبد هللا‪ ،‬حممد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد املطلب بن عبد مناف املطليب القرشي املكي (ت‪:‬‬
‫‪204‬ﻫـ)‪ ،‬رتبه‪ :‬سنجر بن عبد هللا اجلاويل‪ ،‬أيب سعيد‪ ،‬علم الدين (ت‪745 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬ماﻫر ايسني فحل‪ ،‬عن شركة غراس‪ ،‬ط‪ ،1‬الكويت‪ ،‬عام ‪1425‬ﻫـ ‪-‬‬
‫‪2004‬م‪.‬‬
‫‪ ‬مصنف ابن أيب شيبة الكتاب املصنف يف األحاديث واآلاثر‪ ،‬أليب بكر بن أيب شيبة‪ ،‬عبد هللا بن حممد بن إبراﻫيم بن عثمان بن خواسيت العبسي (املتوَّف‪235 :‬ﻫـ)‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬كمال يوسف احلوت‪ ،‬طبعة‪ :‬مكتبة الرشد – الرايض‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1409 ،‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬مصنف عبد الرزاق املصنف‪ ،‬أليب بكر عبد الرزاق بن مهام بن انفع احلمريي اليماين الصنعاين (املتوَّف‪211 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حبيب الرمحن األعظمي‪ ،‬طبعة‪ :‬اجمللس العلمي‪-‬‬
‫اهلند‪ ،‬املكتب اإلسالمي – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1403 ،‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬مطالب أويل النهى يف شرح غاية املنتهى‪ ،‬مل صطفى بن سعد بن عبده السيوطي شهرة‪ ،‬الرحيباىن مولدا مث الدمشقي احلنبلي (املتوَّف‪1243 :‬ﻫـ)‪ ،‬املكتب اإلسالمي‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪1415 ،‬ﻫـ ‪1994 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬املعونة على مذ ﻫب عامل املدينة‪ ،‬للقاضي أيب حممد عبد الوﻫاب املالكي‪ ،‬املتوَّف سنة (‪422‬ﻫ) ‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حسن الشافعي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪:‬‬
‫‪1418‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬مغين احملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج‪ ،‬حملمد بن أمحد اخلطيب الشربيين الشافعي (ت‪977 :‬ﻫـ)‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ ‬املغين‪ ،‬ملوفق الدين أيب حممد عبد هللا بن حممد ابن قدامة املقدسي‪( ،‬املتوَّف سنة ‪620‬ﻫ) ‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد هللا الرتكي‪ ،‬ود‪ .‬عبد الفتاح احللو‪ ،‬دار عامل الكتب‪ ،‬الرايض‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة‪1417 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬املقدمات املمهدات‪ ،‬أليب الوليد حممد بن أمحد بن رشد القرطيب (املتوَّف‪520 :‬ﻫـ)‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ 1408 ،‬ﻫـ ‪ 1988 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬املمتع يف شرح املقنع‪ ،‬لزين الدين املنجى بن عمثان بن أسعد بن املنجى التنوخي احلنبيلي املتويف‪695 :‬ﻫــ‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد امللك بن عبد هللا بن دﻫيش‪ ،‬مكتبة ومطبعة‬

‫‪294‬‬
‫النهضة احلديثة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1422 ،‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬املنتقى شرح املوطأ‪ ،‬أليب الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجييب القرطيب الباجي األندلسي (املتوَّف‪474 :‬ﻫـ)‪ ،‬طبعة‪ :‬مطبعة السعادة ‪ -‬جبوار‬
‫حمافظة مصر‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1332 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ ‬منح اجلليل شرح خمتصر خليل‪ ،‬حملمد بن أمحد بن حممد عليش‪ ،‬أيب عبد هللا املالكي (املتوَّف‪1299 :‬ﻫـ)‪ ،‬دار الفكر – بريوت‪1409 ،‬ﻫـ‪1989/‬م‬
‫‪ ‬منحة اخلالق على البحر الرائق‪ ،‬للعالمة حممد أمني املعروف اببن عابدين‪ ،‬املتوَّف سنة (‪1252‬ﻫ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1418 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬منهاج الطالبني وعمدة املفتني يف الفقه‪ ،‬أليب زكراي حميي الدين حيىي بن شرف النووي (املتوَّف‪676 :‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق عوض قاسم أمحد عوض‪ ،‬طبعة دار الفكر‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫األوىل‪1425 ،‬ﻫـ‪2005/‬م‪.‬‬
‫‪ ‬املنهاج القومي‪ ،‬أل محد بن حممد بن علي بن حجر اهليتمي السعدي األنصاري‪ ،‬شهاب الدين شيخ اإلسالم‪ ،‬أيب العباس (املتوَّف‪974 :‬ﻫـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫األوىل ‪1420‬ﻫـ‪2000-‬م‪.‬‬
‫‪ ‬منية املصلي وغُنية املبتدئ‪ ،‬لإلمام أيب عبد هللا حممد بن حممد الكاشغري احلنفي‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمينة عمر اخلراط‪ ،‬دار القلم دمشق‪ ،‬الطبعة األوىل‪1428 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬املهذب يف فقه اإلمام الشافعي‪ ،‬أليب إسحاق إبراﻫيم بن علي بن يوسف الشريازي‪ ،‬املتوَّف سنة (‪476‬ﻫ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ ‬مواﻫب اجلليل‪ ،‬أليب عبد هللا حممد بن حممد احلطاب الرعيين‪ ،‬املتوَّف سنة (‪954‬ﻫ)‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ ‬النتف يف الفتاوى أليب احلسن علي بن احلسني بن حممد السغدي احلنفي‪( ،‬املتوَّف سنة ‪461‬ﻫـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬احملامي د‪ /‬صالح الدين الناﻫي‪ ،‬دار الفرقان – مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫عمان‪ /‬بريوت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1404 :‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬النجم الوﻫاج يف شرح املنهاج‪ ،‬لكمال الدين‪ ،‬حممد بن موسى بن عيسى بن علي الد َِّّمريي أيب البقاء الشافعي (املتوَّف‪808 :‬ﻫـ)‪ ،‬دار املنهاج (جدة)‪ ،‬حتقيق‪ :‬جلنة علمية‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل‪1425 ،‬ﻫـ ‪2004 -‬م‪.‬‬

‫‪295‬‬
‫‪ ‬هناية املطلب يف دراية املذﻫب‪ ،‬لعبد امللك بن عبد هللا اجلويين‪ ،‬املتوَّف سنة (‪478‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عبد العظيم حممد الديب‪ ،‬دار املنهاج‪ ،‬الطبعة األوىل‪1428 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬النوادر والزايدات على ما يف املدونة من غريﻫا من األمهات‪ ،‬أليب حممد عبد هللا بن عبد الرمحن أيب زيد القريواين‪ ،‬املتوَّف سنة (‪386‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد الفتاح حممد‬
‫احللو‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1999‬م‪.‬‬
‫‪ ‬نيل األوطار من أحاديث سيد األخيار شرح منتقى األخيار‪ ،‬حملمد بن علي بن حممد الشوكاين‪ ،‬الناشر‪ :‬إدارة الطباعة املنريية‪.‬‬
‫‪ ‬اهلداية شرح بداية املبتدي‪ ،‬لشيخ اإلسالم برﻫان الدين علي بن أيب بكر املرغيناين‪ ،‬املتوَّف سنة (‪593‬ﻫ)‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪.‬‬
‫‪ ‬اهلداية على مذﻫب اإلمام أيب عبد هللا‪ ،‬أمحد بن حممد بن حنبل الشيباين‪ ،‬حملفوظ بن أمحد بن احلسن أيب اخلطاب الكلوذاين‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد اللطيف مهيم وماﻫر ايسني‬
‫الفحل‪ ،‬مؤسسة غراس‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1425‬ﻫـ‪.‬‬
‫‪ ‬اهلداية يف ختريج أحاديث البداية‪ ،‬ألمحد بن حممد بن صديق الغماري احلسين‪ ،‬أيب الفيض‪ ،‬ط‪1987 ،1‬م – ‪1407‬ﻫـ‪.‬‬

‫‪296‬‬
‫ً‬
‫دامسا‪ :‬فهرس املوضوعات‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬ ‫رقم املسألة‬
‫‪3‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪4‬‬ ‫ممهية ومهداف البحث‬
‫‪4‬‬ ‫منهج البحث‬
‫‪7‬‬ ‫الرموز املستخدمة يف ختريج األحاديث‬
‫‪8‬‬ ‫ترمجة موجزة البأ د ‪ -‬ده هللا‪-‬‬
‫‪9‬‬ ‫نبذة خمتصرة عأ كتاب بداية اجملتهد وهناية املقتصد‬
‫‪10‬‬ ‫اجلهود املبذولة يف خدمة كتاب بداية اجملتهد وهناية املقتصد‬
‫‪19‬‬ ‫منهج ومصطلحات ابأ د ‪ -‬ده هللا‪ -‬يف كتابه بداية اجملتهد وهناية املقتصد‬
‫‪25‬‬ ‫كتاب اجلهاد‬
‫‪25‬‬ ‫اجلملة األوىل‪ :‬يف معرفة م كان احلرب‬
‫‪26‬‬ ‫املسائل الفقهية اليت ذكرها ابأ د – ده هللا‪ -‬اتفاقا مو إمجاعا يف اجلملة األوىل (معرفة م كان احلرب)‬
‫‪27‬‬ ‫اجلملة األوىل‪ :‬يف معرفة م كان احلرب (املسائل املختلف فيها)‬
‫‪28‬‬ ‫حكم اجلهاد على املسلمني‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪29‬‬ ‫ﻫل أخذ اإلذن من األبوين املشركني شرط لوجوب اجلهاد؟‬ ‫مسألة (‪)2‬‬

‫‪297‬‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬ ‫رقم املسألة‬
‫‪30‬‬ ‫ﻫل إذن الغرمي شرط لوجوب اجلهاد؟‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪31‬‬ ‫ﻫل حيارب احلبشة والرت ؟‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪32‬‬ ‫حكم استعباد الرﻫبان وقتلهم وأسرﻫم‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫‪33‬‬ ‫حكم قتل األسري‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪34‬‬ ‫أمان العبد‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪35‬‬ ‫أمان املرأة‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪36‬‬ ‫حكم قتل من (ال) يشار يف احلرب من الكافرين (ممن ال يطيق القتال)‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫‪37‬‬ ‫حكم قتل املشركني يف احلرب ابحلرق ابلنار‬ ‫مسألة (‪)10‬‬
‫‪38‬‬ ‫رمي (املدن) ابملنجنيق (املدافع)‬ ‫مسألة (‪)11‬‬
‫‪39‬‬ ‫النكاية ابلعدو ابملباين (الدور) واحليوان والنبات‬ ‫مسألة (‪)12‬‬
‫‪40‬‬ ‫حكم تكرار الدعوة لإلسالم قبل احلرب‬ ‫مسألة (‪)13‬‬
‫‪41‬‬ ‫الضعف الذي ال جيوز الفرار عنهم يف املعركة‬ ‫مسألة (‪)14‬‬
‫‪42‬‬ ‫ﻫل جتوز مهادنة الكفار؟‬ ‫مسألة (‪)15‬‬
‫‪43‬‬ ‫حكم وقوع اهلدنة على مال يدفعه املسلمون للكفار‬ ‫مسألة (‪)16‬‬
‫‪44‬‬ ‫مقدار مهادنة الكفار‬ ‫مسألة (‪)17‬‬
‫‪45‬‬ ‫ﻫل تقبل اجلزية من املشركني (غري) أﻫل الكتاب؟‬ ‫مسألة (‪)18‬‬

‫‪298‬‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬ ‫رقم املسألة‬
‫‪46‬‬ ‫حكم السفر ابلقرآن إىل أرض العدو (دار احلرب)‬ ‫مسألة (‪)19‬‬
‫‪47‬‬ ‫اجلملة الثانية‪ :‬محكام مموال احملا بني إذا متلكها املسلمون‬
‫‪48‬‬ ‫د – ده هللا‪ -‬اتفاقا مو إمجاعا يف اجلملة الثانية (محكام مموال احملا بني إذا متلكها‬ ‫املسائل الفقهية اليت ذكرها ابأ‬
‫املسلمون)‬
‫‪49‬‬ ‫اجلملة الثانية‪ :‬محكام مموال احملا بني إذا متلكها املسلمون (املسائل املختلف فيها)‬
‫‪51‬‬ ‫كيفية تقسيم اخلمس‬ ‫مسألة (‪)20‬‬
‫‪52‬‬ ‫ماذا يفعل بسهم الرسول ‪ ‬من الغنيمة‪ ،‬وسهم ذوي القرىب بعد موته ‪‬؟‬ ‫مسألة (‪)21‬‬
‫‪53‬‬ ‫من ﻫم ذوي القرىب يف قوله تعاىل (ﭛ ﭜ) [األنفال‪]41:‬؟‬ ‫مسألة (‪)22‬‬
‫‪54‬‬ ‫حكم الصفي من الغنيمة‬ ‫مسألة (‪)23‬‬
‫‪55‬‬ ‫ﻫل يستحق من الغنيمة من خرج لوحده للقتال بغري إذن اإلمام؟‬ ‫مسألة (‪)24‬‬
‫‪56‬‬ ‫ﻫل للنساء سهم من الغنيمة إذا خرجن مع اجليش؟‬ ‫مسألة (‪)25‬‬
‫‪57‬‬ ‫ﻫل للعبيد سهم من الغنيمة إذا خرجوا مع اجليش؟‬ ‫مسألة (‪)26‬‬
‫‪58‬‬ ‫ﻫل للصيب املراﻫق سهم من الغنيمة إذا خرج مع اجليش؟‬ ‫مسألة (‪)27‬‬
‫‪59‬‬ ‫ﻫل يسهم للتجار واألُجراء من الغنيمة؟‬ ‫مسألة (‪)28‬‬
‫‪60‬‬ ‫حكم اجلعائل‬ ‫مسألة (‪)29‬‬
‫‪61‬‬ ‫إذا حلق عسكر اإلسالم مدد يف دار احلرب قبل أن يقسموا الغنيمة‪ ،‬أو حيرزوﻫا بدار اإلسالم‪ ،‬ﻫل يشاركوهنم فيها؟‬ ‫مسألة (‪)30‬‬

‫‪299‬‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬ ‫رقم املسألة‬
‫‪62‬‬ ‫كيفية توزيع الغنيمة لو خرجت سرية من العسكر وغنمت‬ ‫مسألة (‪)31‬‬
‫‪63‬‬ ‫مقدار ما جيب للفارس من الغنيمة‬ ‫مسألة (‪)32‬‬
‫‪64‬‬ ‫ما جيوز للمجاﻫد أخذه من الغنيمة قبل القسمة‬ ‫مسألة (‪)33‬‬
‫‪65‬‬ ‫عقوبة الغال‬ ‫مسألة (‪)34‬‬
‫‪66‬‬ ‫من أي شيء من الغنيمة يكون النفل؟‬ ‫مسألة (‪)35‬‬
‫‪67‬‬ ‫احلد األعلى للنفل‬ ‫مسألة (‪)36‬‬
‫‪68‬‬ ‫ﻫل جيوز الوعد ابلتنفيل قبل احلرب؟‬ ‫مسألة (‪)37‬‬
‫‪69‬‬ ‫السلَب؟‬
‫ﻫل تنفيل اإلمام شرط يف استحقاق َّ‬ ‫مسألة (‪)38‬‬
‫‪70‬‬ ‫ما شرط استحقاق السلب؟‬ ‫مسألة (‪)39‬‬
‫‪71‬‬ ‫ﻫل خيمس السلب؟‬ ‫مسألة (‪)40‬‬
‫‪72‬‬ ‫حكم ما وجد من أموال املسلمني عند الكفار‬ ‫مسألة (‪)41‬‬
‫‪73‬‬ ‫حكم العبد واألمة املغنومة من الكفار إذا تبني أهنا ألحد املسلمني‬ ‫مسألة (‪)42‬‬
‫‪74‬‬ ‫لو الكافر أسلم ويف يده مال للمسلم ﻫل جيوز ملن بيده املال أخذه؟‬ ‫مسألة (‪)43‬‬
‫‪75‬‬ ‫إذا دخل مسلم إىل الكفار احملاربني خلسة وأخذ مال (مسلم) منهم فلمن يكون املال؟‬ ‫مسألة (‪)44‬‬
‫‪76‬‬ ‫إذا أسلم احلريب وﻫاجر إىل دار اإلسالم وتر ولده وزوجته وماله يف دار احلرب فما حكمها؟‬ ‫مسألة (‪)45‬‬
‫‪77‬‬ ‫حكم ما افتتح املسلمون من األرض عنوة‬ ‫مسألة (‪)46‬‬
‫‪78‬‬ ‫كيفية قسمة الفيء‬ ‫مسألة (‪)47‬‬
‫‪79‬‬ ‫ﻫل جتب اجلزية على الفقري واملقعد والشيخ الكبري وأﻫل الصوامع وحنوﻫم؟‬ ‫مسألة (‪)48‬‬

‫‪300‬‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬ ‫رقم املسألة‬
‫‪80‬‬ ‫مقدار اجلزية الواجبة‬ ‫مسألة (‪)49‬‬
‫‪81‬‬ ‫لو أسلم الذمي بعد متام احلول ﻫل تسقط اجلزية عنه ؟‬ ‫مسألة (‪)50‬‬
‫‪82‬‬ ‫حكم أخذ الزكاة من نصارى بين تغلب‬ ‫مسألة (‪)51‬‬
‫‪83‬‬ ‫ﻫل جيب تعشري جتارة أﻫل الذمة؟‬ ‫مسألة (‪)52‬‬
‫‪85‬‬ ‫كتاب األميان‬
‫‪86‬‬ ‫املسائل الفقهية اليت ذكرها ابأ د – ده هللا‪ -‬اتفاقا مو إمجاعا يف كتاب األميان‬
‫‪87‬‬ ‫اجلملة األوىل‪ :‬يف معرفة ضروب األميان ومحكامها (املسائل املختلف فيها)‬
‫‪89‬‬ ‫احللف بغري هللا تعاىل‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪90‬‬ ‫احللف بصفات هللا عز وجل وأفعاله‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪91‬‬ ‫املراد ابليمني اللغو‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪92‬‬ ‫ﻫل يف اليمني الغموس كفارة؟‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪93‬‬ ‫احللف ابلكفر ابهلل تعاىل‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫‪94‬‬ ‫حكم األميان اليت خترج خمرج اإللزام بشرط‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪95‬‬ ‫قول القائل (أقسم أو أشهد) ﻫل ﻫو ميني؟‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪96‬‬ ‫اجلملة الثانية‪ :‬يف معرفة األ ياا الرافعة لألميان الالزمة ومحكامها (املسائل املختلف فيها)‬
‫‪98‬‬ ‫حكم االستثناء إذا فصله عن اليمني‬ ‫مسألة (‪)8‬‬

‫‪301‬‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬ ‫رقم املسألة‬
‫‪99‬‬ ‫إذا نوى احلالف االستثناء بقلبه (ومل) ينطق به ﻫل يصح؟‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫‪100‬‬ ‫ﻫل تصح نية االستثناء املتأخرة عن النطق ابليمني؟‬ ‫مسألة (‪)10‬‬
‫‪101‬‬ ‫ﻫل يؤثر استثناء املشيئة يف الطالق والعتق؟‬ ‫مسألة (‪)11‬‬
‫‪102‬‬ ‫لو أتى احلالف ابملخالف انسياً أو مكرﻫاً؟‬ ‫مسألة (‪)12‬‬
‫‪103‬‬ ‫لو فعل بعض احمللوف عليه ﻫل حينث؟‬ ‫مسألة (‪)13‬‬
‫‪104‬‬ ‫لو اختلف لفظ احلالف عن نيته‬ ‫مسألة (‪)14‬‬
‫‪105‬‬ ‫حكم التورية يف اليمني‬ ‫مسألة (‪)15‬‬
‫‪106‬‬ ‫لو حلف أن (ال) أيكل رؤوساً فأكل رؤوس حيتان (مسك)‬ ‫مسألة (‪)16‬‬
‫‪107‬‬ ‫لو حلف أن (ال) أيكل حلماً فأكل شحماً‬ ‫مسألة (‪)17‬‬
‫‪108‬‬ ‫مقدار اإلطعام لكل مسكني يف كفارة اليمني‬ ‫مسألة (‪)18‬‬
‫‪109‬‬ ‫ﻫل يكون مع اخلبز إدام؟‬ ‫مسألة (‪)19‬‬
‫‪110‬‬ ‫ما اجملزئ من الكسوة يف كفارة اليمني؟ (مقدار الكسوة)‬ ‫مسألة (‪)20‬‬
‫‪111‬‬ ‫ﻫل يشرتط التتابع يف األايم الثالثة يف صيام كفارة اليمني؟‬ ‫مسألة (‪)21‬‬
‫‪112‬‬ ‫اشرتاط العدد يف املساكني يف كفارة اليمني‬ ‫مسألة (‪)21‬‬
‫‪113‬‬ ‫ﻫل يشرتط اإلسالم واحلرية يف املساكني يف كفارة اليمني؟‬ ‫مسألة (‪)22‬‬
‫‪114‬‬ ‫ﻫل من شرط الرقبة ‪-‬املعتقة يف كفارة اليمني‪ -‬سالمتها من العيوب؟‬ ‫مسألة (‪)23‬‬

‫‪302‬‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬ ‫رقم املسألة‬
‫‪115‬‬ ‫ﻫل من شرط الرقبة ‪-‬املعتقة يف كفارة اليمني‪ -‬أن تكون مؤمنة؟‬ ‫مسألة (‪)24‬‬
‫‪116‬‬ ‫حكم نقدمي كفارة اليمني على احلنث‬ ‫مسألة (‪)25‬‬
‫‪117‬‬ ‫الكفارة لو حلف على شيء واحد مراراً كثرية وحنث‬ ‫مسألة (‪)26‬‬
‫‪118‬‬ ‫الكفارة لو حلف يف ميني واحد أبكثر من صفتني من صفات هللا تعاىل مث حنث‬ ‫مسألة (‪)27‬‬
‫‪120‬‬ ‫كتاب النذو‬
‫‪121‬‬ ‫املسائل اليت ذكرها ابأ د – ده هللا– اتفاقا مو إمجاعا يف كتاب النرذو‬
‫‪122‬‬ ‫كتاب النذو (املسائل املختلف فيها )‬
‫‪123‬‬ ‫حكم النَّذر املطلق يف ال ُقرب (الطاعة)‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪124‬‬ ‫ﻫل يشرتط يف النَّذر التصريح بلفظ (النَّذر) يف النذر املطلق؟‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪125‬‬ ‫ﻫل يشرتط يف النَّذر أ ْن خيرج على وجه ِّ‬
‫الرضا يف النَّذر املطلق؟‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪127‬‬ ‫حرم على نفسه شيئا من املباحات‬ ‫من َّ‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪128‬‬ ‫النذر املطلق (املبهم) الذي مل ي ِّ‬
‫عني فيه النَّاذر شيئاً‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫ُ‬
‫‪129‬‬ ‫الذﻫاب ماشياً إىل بيت هللا احلرام مبكة وعجز عن املشي‬ ‫من نذر َّ‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪130‬‬ ‫من نذر أن ميشي إىل مسجد النيب أو إىل بيت املقدس‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪131‬‬ ‫من نذر أ ْن ميشي إىل غري املساجد الثالثة‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪132‬‬ ‫الواجب فيمن نذر أ ْن ينحر ابنه يف مقام إبراﻫيم‬ ‫مسألة (‪)9‬‬

‫‪303‬‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬ ‫رقم املسألة‬
‫‪132‬‬ ‫من نذر فعل معصية‬ ‫مسألة (‪)10‬‬
‫‪133‬‬ ‫من نذر أ ْن جيعل ماله كله يف سبيل هللا تعاىل (نذر أ ْن يتصدق بكل ماله)‬ ‫مسألة (‪)11‬‬
‫‪135‬‬ ‫كتاب الضحااي‬
‫‪136‬‬ ‫املسائل اليت ذكرها ابأ د – ده هللا – اتفاقا مو إمجاعا يف كتاب الضحااي‬
‫‪137‬‬ ‫كتاب الضحااي (املسائل املختلف فيها)‬
‫‪138‬‬ ‫حكم األضحية‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪139‬‬ ‫أفضل الضحااي‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪140‬‬ ‫التضحية مبا فيه عيب (أشد) من العيوب املنصوص عليها‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪141‬‬ ‫التَّضحية مبا فيه عيب (مساو) للعيوب املنصوص عليها‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪142‬‬ ‫التضحية يف َّ‬
‫الصكاء‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫‪143‬‬ ‫التضحية ابألبرت‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪144‬‬ ‫التضحية ابجلَ َذع من الضأن‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪145‬‬ ‫االشرتا يف األضحية يف (اإلبل والبقر)‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪146‬‬ ‫من ذبح األضحية (قبل) ذبح اإلمام وبعد الصالة‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫‪147‬‬ ‫مىت يذبح األضحية من ليس له إمام من أﻫل القرى‬ ‫مسألة (‪)10‬‬
‫‪148‬‬ ‫آخر زمان ذبح األضحية‬ ‫مسألة (‪)11‬‬

‫‪304‬‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬ ‫رقم املسألة‬
‫‪149‬‬ ‫الذبح يف (الليايل) اليت تتخلل أايم النحر‬ ‫مسألة (‪)12‬‬
‫‪150‬‬ ‫كيفية تقسيم األضحية‬ ‫مسألة (‪)13‬‬
‫‪151‬‬ ‫حكم بيع أجزاء من األضحية –غري اللحم‪-‬‬ ‫مسألة (‪)14‬‬
‫‪153‬‬ ‫كتاب الذابئح‬
‫‪154‬‬ ‫املسائل اليت ذكرها ابأ د – ده هللا‪ -‬اتفاقا مو إمجاعا يف كتاب الذابئح‬
‫‪155‬‬ ‫كتاب الذابئح (املسائل املختلف فيها)‬
‫‪157‬‬ ‫أتثري َّ‬
‫الذكاة يف املنخنقة واملوقوذة واملرتدية والنطيحة وما أكل السبع‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪158‬‬ ‫حمرمة األكل ابلذكاة؟‬
‫ﻫل تطهر جلود احليواانت َّ‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪159‬‬ ‫أتثري الذكاة يف البهيمة اليت أشرفت على املوت من شدة املرض‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪160‬‬ ‫ﻫل ذكاة األم ذكاة جلنينها يف احليوان مأكول اللحم؟‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪161‬‬ ‫ما يُشرتط يف اجلنني إذا خرج ميتاً بعد ذكاة أمه ليحل أكله‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫‪162‬‬ ‫ﻫل للجراد ذكاة؟‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪163‬‬ ‫ﻫل يذكى احليوان الربمائي؟‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪164‬‬ ‫حكم حنر ما يُذبح‪ ،‬وذبح ما يُنحر‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪165‬‬ ‫ما الواجب قطعه يف حمل الذبح –عند التذكية‪ -‬ليباح أكل احليوان‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫‪166‬‬ ‫الذبح فوق اجلوزة‬ ‫مسألة (‪)10‬‬

‫‪305‬‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬ ‫رقم املسألة‬
‫‪167‬‬ ‫الذبح من انحية العنق (الرقبة) (الذبيحة ال َق ِّفيَّة)‬ ‫مسألة (‪)11‬‬
‫‪168‬‬ ‫َّخع)‬
‫الذابح حىت قطع خناع الذبيحة (الن ْ‬ ‫لو متادى َّ‬ ‫مسألة (‪)12‬‬
‫‪169‬‬ ‫ﻫل يُشرتط يف الذبح أ ْن يكون على فور (دفعة) واحدة‬ ‫مسألة (‪)13‬‬
‫‪170‬‬ ‫حكم التذكية ِّ‬
‫ابلسن والظُّفر والعظم‬ ‫مسألة (‪)14‬‬
‫‪171‬‬ ‫حكم التسمية عند ذبح الذبيحة‬ ‫مسألة (‪)15‬‬
‫‪172‬‬ ‫الذبح‬ ‫الذبيحة إىل جهة ِّ‬
‫القبلة عند َّ‬ ‫حكم توجيه َّ‬ ‫مسألة (‪)16‬‬
‫‪173‬‬ ‫ﻫل تشرتط نية الذبح؟‬ ‫مسألة (‪)17‬‬
‫‪174‬‬ ‫لو ذبح الكتايب استنابة عن املسلم‬ ‫مسألة (‪)18‬‬
‫‪175‬‬ ‫حكم ذابئح نصارى بين تغلب‬ ‫مسألة (‪)19‬‬
‫‪176‬‬ ‫حكم ذبيحة املرتد‬ ‫مسألة (‪)20‬‬
‫‪177‬‬ ‫حكم ذبيحة الكتايب لو ذبح ألعيادﻫم وكنائسهم‬ ‫مسألة (‪)21‬‬
‫‪178‬‬ ‫حكم ذبيحة الكتايب لو ذبح مما حرم عليه يف دينه‬ ‫مسألة (‪)22‬‬
‫‪179‬‬ ‫حكم شحوم ذابئح الكتايب احملرمة عليهم‬ ‫مسألة (‪)23‬‬
‫‪180‬‬ ‫حكم ذابئح اجملوس‬ ‫مسألة (‪)24‬‬
‫‪181‬‬ ‫ذبيحة املرأة والصيب‬ ‫مسألة (‪)25‬‬

‫‪306‬‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬ ‫رقم املسألة‬
‫‪182‬‬ ‫ذبيحة اجملنون والسكران‬ ‫مسألة (‪)26‬‬
‫‪183‬‬ ‫تذكية السارق والغاصب‬ ‫مسألة (‪)27‬‬
‫‪185‬‬ ‫كتاب الصيد‬
‫‪186‬‬ ‫املسائل اليت ذكرها ابأ د – ده هللا‪ -‬اتفاقا مو إمجاعا يف كتاب الصيد‬
‫‪187‬‬ ‫كتاب الصيد (املسائل املختلف فيها)‬
‫‪188‬‬ ‫كيفية ذكاة احليوان املستأنس إذا استوحش‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪189‬‬ ‫الصيد ابملعراض واحلجر‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪190‬‬ ‫الصيد ابلكلب األسود البهيم‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪191‬‬ ‫حكم الصيد ابجلوارح غري الكلب‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪192‬‬ ‫اشرتاط االنزجار يف سائر اجلوارح (عدا الكلب)‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫‪193‬‬ ‫ﻫل من شرط اجلارح أ ْن ال أيكل من الصيد (سواء كان كلباً أو غريه)؟‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪194‬‬ ‫لو أدر الصيد حياً فمات قبل أ ْن يذكيه ومل ميكنه ذكاته‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪195‬‬ ‫معني فصاد آخر‬
‫لو أرسل اجلارح على صيد َّ‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪196‬‬ ‫لو أدر الصائد صيده حياً وليس معه ما يذكيه به من آلة حادة‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫‪197‬‬ ‫الصيد ابلشبكة واحلبل‬ ‫مسألة (‪)10‬‬
‫‪198‬‬ ‫لو رمى الصيد فغاب عن مصرعه (غاب عن عني الصائد)‬ ‫مسألة (‪)11‬‬

‫‪307‬‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬ ‫رقم املسألة‬
‫‪199‬‬ ‫تردى من مكان عال‬
‫لو صاد صيداً ابلسهم أو اجلارح فسقط يف املاء أو َّ‬ ‫مسألة (‪)12‬‬
‫‪200‬‬ ‫لو ضرب الصيد فأبني منه عضو (لو تبق به حياة مستقرة)‬ ‫مسألة (‪)13‬‬
‫‪201‬‬ ‫إذا اصطاد احملرم فهل حيل الصيد للحالل‬ ‫مسألة (‪)14‬‬
‫‪202‬‬ ‫االصطياد بكلب اجملوسي املعلَّم‬ ‫مسألة (‪)15‬‬
‫‪204‬‬ ‫كتاب العقيقة‬
‫‪205‬‬ ‫املسائل اليت ذكرها ابأ د – ده هللا‪ -‬اتفاقا مو إمجاعا يف كتاب العقيقة‬
‫‪206‬‬ ‫كتاب العقيقة (املسائل املختلف فيها)‬
‫‪207‬‬ ‫حكم العقيقة‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪208‬‬ ‫األفضل يف العقيقة‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪209‬‬ ‫ﻫل يُعق عن الكبري؟‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪210‬‬ ‫ﻫل يُعق عن اجلارية (األنثى)؟‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪211‬‬ ‫عدد ما يُعق به عن الذكر واألنثى‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫‪212‬‬ ‫األفضل يف وقت ذبح العقيقة‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪213‬‬ ‫حكم إدماء رأس املولود (تلطيخ رأسه بدم العقيقة)‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪214‬‬ ‫حكم حلق رأس املولود يوم السابع والصدقة بوزن شعره فِّضَّة‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪216‬‬ ‫كتاب األطعمة واأل ربة‬
‫‪217‬‬ ‫املسائل اليت ذكرها ابأ د – ده هللا‪ -‬اتفاقا مو إمجاعا يف كتاب األطعمة واأل ربة‬

‫‪308‬‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬ ‫رقم املسألة‬
‫‪218‬‬ ‫كتاب األطعمة واأل ربة (املسائل املختلف فيها)‬
‫‪219‬‬ ‫حكم ميتة البحر‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪220‬‬ ‫حكم أكل َّ‬
‫اجلاللة‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪221‬‬ ‫إذا خالطت النجاسة املطعوم احلالل‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪222‬‬ ‫حكم الدم غري املسفوح‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪223‬‬ ‫حكم دم احلوت (السمك)‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫‪224‬‬ ‫حكم ِّ‬
‫السباع من ذوات األربع‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪225‬‬ ‫جنس (نوع) السباع احملرمة‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪226‬‬ ‫حكم السباع من الطيور‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪227‬‬ ‫حكم أكل حلوم احلُ ُمر االنسية‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫‪228‬‬ ‫حكم أكل حلوم البغال‬ ‫مسألة (‪)10‬‬
‫‪229‬‬ ‫حكم أكل حلوم اخليل‬ ‫مسألة (‪)11‬‬
‫‪230‬‬ ‫حكم أكل حلم احليوان املأمور بقتله‬ ‫مسألة (‪)12‬‬
‫‪231‬‬ ‫حكم أكل ما تستخبثه النفوس‬ ‫مسألة (‪)13‬‬
‫‪232‬‬ ‫حكم أكل احليوان املنهي عن قتله‬ ‫مسألة (‪)14‬‬
‫‪233‬‬ ‫حكم أكل خنزير املاء وكلب البحر وحنوﻫا‬ ‫مسألة (‪)15‬‬

‫‪309‬‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬ ‫رقم املسألة‬
‫‪234‬‬ ‫حكم شرب القليل من األنبذة‬ ‫مسألة (‪)16‬‬
‫‪235‬‬ ‫حكم االنتباذ يف غري األسقية‬ ‫مسألة (‪)17‬‬
‫‪236‬‬ ‫انتباذ اخلليطني‬ ‫مسألة (‪)18‬‬
‫‪237‬‬ ‫حكم اخلمر إذا حتولت إىل ِّ‬
‫خل‬ ‫مسألة (‪)19‬‬
‫‪238‬‬ ‫التداوي ابلنجاسات واحملرمات‬ ‫مسألة (‪)20‬‬
‫‪239‬‬ ‫ﻫل جيوز للمضطر األكل من امليتة حىت الشبع؟‬ ‫مسألة (‪)21‬‬
‫‪240‬‬ ‫ﻫل أيكل املضطر من امليتة إن كان يف سفر معصية؟‬ ‫مسألة (‪)22‬‬
‫‪241‬‬ ‫اخلامتة‬
‫‪242‬‬ ‫الفها س‬
‫‪243‬‬ ‫موال‪ :‬فهرس اآلايت‬
‫‪251‬‬ ‫اثنيا‪ :‬فهرس األحاديث واآلاث‬
‫‪269‬‬ ‫اثلثا‪ :‬فهرس املسائل‬
‫‪281‬‬ ‫ابعا‪ :‬فهرس املراجع‬
‫‪297‬‬ ‫خامسا‪ :‬فهرس املوضوعات‬

‫‪310‬‬

You might also like