Professional Documents
Culture Documents
(البالغة الواضحة)
ويليه:
فإنه من المعلوم أن الجهود قد اتجهت في :نهاية القرن التاسع عشر الميالدي وبداية
القرن العشرين إلى تبسيط العلوم وتسهيلها على الدارسين ،ومن هذه العلوم قواعد
اللغة العربية وما يتبعها من بالغة وعروض وبيان ،بحيث يرتقي طالب اللغة العربية من
دائرة إلى أخرى أوسع منها وأكبر إحاطة ،فقامت لجنة بمصر مكونة من أساتذة اللغة
العربية وهم:
(حفني ناصف ،و محمد دياب ،و مصطفى طموم ،و محمود عمر ،و سلطان محمد)
بوضع كتاب «قواعد اللغة العربية لتالميذ المدارس الثانوية» في حدود سنة (1954م)
وهذا الكتاب يشتمل على قواعد علمي النحو والصرف ،وفي آخره كتاب «فنون
مقررا على الطلبة لفترة من الوقت.
البالغة الثالثة» وقد كان هذا الكتاب ً
ثم جاء من بعد هؤالء األساتذة األستاذان( :علي الجارم ،و مصطفى أمين) ،وهما من
أساتذة اللغة العربية بمصر ،فقاما بطريقة جديدة في التعليم في كتابيهما« :النحو
الواضح» وهو لتالميذ المدارس االبتدائية والثانوية( ،)1و«البالغة الواضحة» ،وهو
لتالميذ المدارس الثانوية ،وهذه الطريقة تتلخص في ما يلي:
-سرد األمثلة أوالً.
-ثم حفز الطالب الستنتاج القواعد من تلك األمثلة بنفسه من غير إمالء القاعدة عليه
في بداية األمر ،كما كان يفعل ذلك السابقون.
))1لم تكن (مرحلة المتوسطة) موجودة آنذاك في المدارس المصرية كما هي اليوم ،وكانت المراحل تبدأ:
باالبتدائية ،ثم بعدها مباشرة مرحلة الثانوية.
-ثم اإلكثار من التمارين والنصوص األدبية ،كما قال المؤلفان ..« :رجاء أن يجتلي
الطالب فيه محاسن العربية ،ويلمحوا ما في أساليبها من جالل وجمال ،ويدرسوا من
أفاني ن القول وضروب التعبير ما يهب لهم نعمة الذوق السليم ،ويربي فيهم ملكة النقد
()1
الصحيح».
وقد يسر اهلل -عز وجل -لي من قبل :استخراج وإفراد "قواعد" كتاب« :النحو
الواضح» لعلي الجارم ومصطفى أمين ،فكان مجموعها ( 421قاعدة) مجردة من
األمثلة والشرح والتمارين ،وألحقت في أخرها« :مئة قاعدة في النحو» و «خمسون
(.)2
قاعدة في الصرف» ل ـ أ .د .عبدالعزيز بن علي الحربي
ليستفيد منها من يميل إلى (النثر) وال يناسبه (النظم) في حفظ ودراسة واستظهار
القواعد العلمية.
وبعد أن نفع اهلل بها -وله سبحانه الحمد -شرعت في تجريد وإفراد القواعد البالغية
التي في كتاب« :البالغة الواضحة»؛ لفائدتها وأهميتها ،والتي و ِ
ضعت بعد كل نهاية
درس من الكتاب ،والتي هي خالصة دروس هذا الكتاب..
))1من مقدمة محقق كتاب «البالغة الواضحة» :محمد صالح موسى حسين ،نشرة مؤسسة الرسالة ناشرون،
بتصرف.
))2ينظر :جامع قواعد كتاب« :النحو الواضح» لعلي الجارم و مصطفى أمين ( 421قاعدة مجردة من األمثلة
والشرح والتمارين) ويليه« :مئة قاعدة في النحو» و «خمسون قاعدة في الصرف» ل ـ أ .د .عبدالعزيز بن علي
الحربي.
http://abuzare.blogspot.com/2016/08/421.html
وقد أثنى الشيخ /ابن عثيمين -رحمه اهلل -على هذا الكتاب فقال في كتابه:
«شرح األصول من علم األصول» عند كالمه عن المجاز:
« ...وأحسن كتاب مر علي بالنسبة للطالب ،كتاب( :البالغة الواضحة) لمصطفى
أمين وعلي الجارم ،مؤلفي( النحو الواضح) ،فقد قرأناه ونحن في المعهد ،وفتح لنا
()1
أبواب البالغة».اهـ
فقمت مستعينا باهلل بجمعها كاملة من أول الكتاب إلى أخره ،وجردتها من األمثلة
والشرح والتمارين ،ثم رتبتها بعناوينها كما هي في الكتاب؛ ليسهل على المتعلم النظر
فيها ،وحفظها ،ومراجعتها بيسر وسهولة أثناء دراسة الكتاب أو بعد إتمامه.
وقد اعتمدت في جمع هذه القواعد على نسخة الكترونية من الكتاب موجودة على
شبكة اإلنترنت بصيغة (إي إكس إي) وكتب عليها:
«البالغة ِ
الواض َحة تأليف علي الجارم ومصطفى أمين -جمعه ،ورتبه ،وعلق عليه،
ونسقه ،الباحث في القرآن والسنة :علي بن نايف الشحود».
فاستخلصت منها كل القواعد ،ثم قابلتها من أولها إلى أخرها على أفضل الطبعات
الحديثة الورقية للكتاب ،وهذا بيان بها:
))1وليحذر الطالب من التأويل في صفات اهلل في بعض األمثلة الموجودة في كتاب «البالغة الواضحة» ،كباب
اإليجاز مثالً.
-طبعة الدار المصرية السعودية للطباعة والنشر والتوزيع – القاهرة [ 350صفحة].
وكتب عليها( :الناشر الوحيد للطبعة الشرعية) واستفدت منها باستدراك السقط وتعديل
بعض األخطاء التي وجدتها في النسخة اإللكترونية من أول الكتاب إلى أخره ،إال أن
قواعد باب( :أسلوب الحكيم) قد سقطت كاملة من هذه الطبعة فاستدركتها من الطبعة
األخرى التي سيأتي بيانها.
ثم قابلتها بعد ذلك على طبعة:
-مؤسسة الرسالة ناشرون .بضبط وتقديم وتعليق :محمد صالح موسى حسين
[الطبعة األولى 1436ه 576 -صفحة].
وقد استفدت منها في ضبط نصوص الكتاب.
وجميع هذه الطبعات المذكورة تستحق االقتناء؛ فطبعة (الدار المصرية السعودية)
اعتنت بتمارين الكتاب وأضيف فيها دليال كامال لإلجابات على هذه التمارين لجميع
دروس الكتاب ..وهذا يهم الطالب ،خاصة المبتدئ.
وطبعة (مؤسسة الرسالة ناشرون) فاقتها في كتابة مقدمة وافية عن البالغة ونشأتها
وواضعيها وثمرتها وتطورها خالل العصور ،واعتنت بتمارين الكتاب كذلك وأضيف فيها
دليال كامال لإلجابات على هذه التمارين لجميع دروس الكتاب ،وضبط نصوص
الكتاب وأبياته فيما يحتاج إلى ضبط ،وبالتعليق على المواضع التي يحتاج فيها إلى
ذلك ،وبكتابة خالصة في نهاية كل بحث ،وبوضع مخطط شامل لجل مباحث علم
البالغة ،وإثبات البحور العروضية لألبيات في كل من (البالغة الواضحة) و (دليل
البالغة الواضحة) ،وكذا بقيام المحقق -جزاه اهلل خيرا -بتشجير جل مباحث الكتاب
في آخر كل درس ليسهل على القارئ تصور الدرس المقرر بشكل إجمالي.
ولدراسة هذه القواعد ومعرفة شرحها :يرجع للكتاب األصل بطبعتيه المذكورة في
األعلى -وأقدم منهما طبعة (مؤسسة الرسالة ناشرون) -أو غيرها من الطبعات التي
خدمت الكتاب.
وهناك شروح صوتية ومرئية عدة مبثوثة في شبكة اإلنترنت لهذا الكتاب المبارك.
ثم أرفقت بعد انتهاء قواعد كتاب «البالغة الواضحة»:
وكان قد جمعها ودونها -حفظه اهلل -على طريقة القواعد الفقهية أو قريب منها،
ولتيسر له
بجمل مختصرة ،ليضبط بها المتعلم فروع المسائل ونظائرها وحكمهاّ ،
المعرفة على طريقة أثبت ومنهج أقوم في علم البالغة ..فرأيت أهمية إرفاقها لفائدتها
لطالب العلم.
واهلل أسأل أن ينفع بهذا الجمع ،وأن يبارك فيه ،وأن يكتب له القبول عنده.
والحمد هلل رب العالمين
الجامع/
وإِنما تكون الكلمة كذلك إِذا كانت مأْلوفَةَ االستعمال بَين النابهين من الكتَّاب
والشعر ِاء؛ ألنها لم تَـتداولها ِ
ألسنتهم ،ولم تَ ْج ِر بها أقالمهم ،إال لمكانها من الح ْسن َ
وصفات الجمال. باستكمالها جميع ما تقدم من نعوت الجودة ِ
ْ ْ
ببعض ِ
الكلمات :فال يكون اتصال بعضها ٍ ( )2ويشترط :أ ْن يَ ْسلَ َم التركيب من تنافر
))1تنافر الحروف :وصف في الكلمة يوجب ثقلها على السمع وصعوبة أدائها باللسان ،وال ضابط لمعرفة
الثقل والصعوبة سوى الذوق السليم المكتسب بالنظر في كالم البلغاء وممارسة أساليبهم.
مما يسبب ثَِقلَها على السمع ،وصعوبةَ أدائها باللسان.
في الداللة
يسلم التركيب من التَّعقيد اللفظي :وهو أ ْن يكون الكالم َخ َّ
( )3ويجب أ ْنَ :
ِ
األصلية ،أو بالفصل تقديمها عن مواطنِها
على المعنى المراد بسبب تأْخي ِر الكلمات أو ِ
بين الكلمات التي يجب أن تتجاور ويت ِ
َّص َل بعضها ببعض. َ
ِ
التعقيد المعنوي :وهو أن يَعم َد المتكلم إلى التعبير يسلم التركيب من
( )4ويجب أ ْنَ :
ٍ
كلمات في غير معانيها الحقيقية ،فيسيء اختيار الكلمات عن معنًى فيستعمل فيه
للمعنى الذي يريده ،فيضطرب التعبير ويلتبس األَمر على السامع.
*** ***
البالغة
ٍ
فصيحة ،لها في النفس ٍ
صحيحة واضحا بعبارة أما البالغة :فهي تأدية المعنى الجليل
ً
ِ
واألشخاص الذين يخاطَبون. أثر خالَّب ،مع مالئمة كل ٍ
كالم للموطن الذي يقال فيه، ٌ
وللمرانة ي ٌد ال تجحد في تكوين الذوق الفني ،وتنشيط المواهب الفاتِرة ،والبد للطالب
إلى جانب ذلك من قراءة طرائف األدب ،والتَّملُّ ِؤ من نَميره الفياضِ ،
ونقد اآلثار
األدبية والمواز ِنة بينها ،وأن يكون له من الثقة بنفسه ما يدفعه إلى الحكم بحسن ما
وبقبح ما يَـع ُّده ً
قبيحا. يراه حسنًا ْ
إِذن ال َّ
بد للبليغ أ َّوالً من التفكير في المعاني التي تجيش في نفسه ،وهذه يجب أَن
ذات قيمة وقوة يظهر فيها أَثر االبتكار وسالمة النظر ،ودقّة الذوق في
تكون صادقة َ
تنسيق المعاني وحسن ترتيبها ،فِإذا ّ
تم له ذلك َعم َد إلى األَلفاظ الواضحة المؤثرة
وقوة ،فالبالغة ليست في اللفظ وح َده،
المالئمة ،فأَلّف بينها تأْلي ًفا يكسبها جماالً ّ
الزم لسالمة تأليف هذين وح ْسن انسجامهما.
أثر ٌوليست في المعنى وح َده ،ولكنها ٌ
*** ***
األسلوب
أقرب لنَـْيل ٍ أما األسلوب :فهو المعنى المصوغ في ٍ
مؤلّفة على صورة تكون َ
ألفاظ َ َ
وأفعل في نفوس سامعيه.
َ الغرض المقصود من الكالم،
العلمي:
ُّ وأنواع األساليب ثالثة )1( :األسلوب
ِ
المستقيم ،وأَبعدها ِ
السليم والفكر احتياجا إِلى المنطق
ً وهو أهدأ األساليب ،وأكثرها
شرح الحقائق العلمية التي
العقل ،ويناجي الفكر ،ويَ َ
عن الخيال الشعري؛ ألَنه يخاطب َ
يبدو فيه سلوب الوضوح .وال َّ ٍ
وخفاء ،وأظهر ميزات هذا األ ِ ٍ
بد أن َ غموض ال تخلو من
سهولة عبار ِ
اته، ِ وجماله في ِ ِ ِ
والجمال ،وقوته في سطوِع بيانه ورصانة ح َججهَ ، أثر القوة
ِ
وسالمة الذوق في اختيار كلماته ،وحس ِن تقريره المعنى في األَفهام ْ
من أقرب وجوه
ِ
الكالم.
ِ
الخالية من ِ
الصريحة في معناها، فيجب أن يعنَى فيه باختيار األَلفاظ الواضحة
ّف هذه األَلفاظ في سهولة وجالء ،حتى تكون ثوبًا َش ًّفا للمعنَى
االشتراك ،وأن تؤل َ
مثارا للظنون ،ومجاالً للتوجيه والتأْويل.
بح ً تص َ
المقصود ،وحتى ال ْ
ويحسن التنَحي عن المجاز ومحس ِ
نات البديع في هذا األ ِ
سلوب ،إَالَّ ما يجيء من َ
س أصالً من أصوله ،أو ميزةً من ميزاتهَّ .أما التشبيه الذي
عفوا ،من غير أن يَ َم َّ
ذلك ً
يقصد به تقريب الحقائق إِلى األفهام وتوضيحها بذكر مماثلها ،فهو في هذا األ ِ
سلوب
حسن ٌ
مقبول. ٌ
لقي عليك األمثلةَ لهذا النوع ،فكتب الدراسة التي بين يديك
ولسنا في حاجة إلى أَن ن َ
تجري جميعها على هذا النحو من األساليب.
َدبي:
( )2األسلوب األ ُّ
صوي ٍر ومنشأ جماله ما فيه من ٍ
خيال رائ ٍع ،وتَ ْ ِ
والجمال أَبْـ َرز صفاته ،وأظهر مميزاتهَ ،
ثوب المحسوس، األشياء ،وإِ ِ
لباس المعنوي َ َ الشبه البعيدةِ بين
س لوجوه ِوتلم ٍ ٍ
دقيقُّ ،
وإِظها ِر المحسوس في صورة المعنوي.
الوضوح والقوةِ.
ِ من ِ
األسلوب َ وال َّ
بد في هذا
واضحا
ً ِ
الخيال ،ثم بديع وجملة القول :أ َّن هذا األ َ
سلوب يجب أ ْن يكون جميالً رائعاً َ
قويًّا.
ويظن الناشئون في صناعة األَدب أَنه كلما َكثـر المجاز ،و ِ
كثرت التشبيهات واألخيلة في ُّ
َ
ِ
األسلوب أكثر اد حسنه ،وهذا خطأٌ بي ٌن ،فإنه ال يذهب بجمال هذا هذا األسلوب ز َ
ِ
الصناعة. شر ِمن تَ ُّ
عم ِد ف ،وال يـ ْف ِسده ٌّ
من التكلُّ ِ
الخطابي:
ُّ ( )3األسلوب
ِ
الخصيب ،وهنا ِ
والبرهان ،وقوة العقل الحج ِة ِ
واأللفاظ ،وقوة َّ هنا تَـْبـرز قوة المعاني
ِ
ولجمال هذا ِ
واستنهاض هممهم، يتحدث الخطيب إلى إرادةِ سامعيه إلثارةِ عز ِ
ائمهم َّ
ِ ِ ِ األ ِ
النفوس ،ومما يزيد في تأْثير ووصوله إلى قرارة سلوب ووضوحه شأْ ٌن ٌ
كبير في تأْثيره
هذا األ ِ
سلوب منزلة الخطيب في ِ
نفوس سامعيه وقوة عارضته ،وسطوع حجته ،ونَـَبرات
صوته ،وحسن إِلقائه ،وم ْح َكم إِشارته.
ات هذا األسلوب :التكرار ،واستعمال المترادفات ،وضرب األمثال، ومن أظه ِر مميز ِ
تتعاقب ضروب التعبي ِر من إِخبا ٍر ذات الرنين ،ويحسن فيه أَ ْن ِ
الجزلة ِ واختيار الكلمات
َ
إلى استفهام إلى تعجب إلى استنكار ،وأَ ْن تكو َن مواطن الوقف فيه قويةً شافيةً للنفس.
*** ***
علم البيان
التشبيه
-1أركانه
القواعد:
صفة ْأو أَ ْك َثر ،بأَداةٍ ِه َي الكاف
ت غيـرها في ٍ
شارَك ْ ْ َ
ياء َ
-1التَّ ْشبيه :بَيان أ َّ
َن َشْيئًا أ َْو أ ْش َ
نحوها ملْفوظةً أ َْو ملْحوظةً. أ َْو ْ
هي: ، ة
ٌ بعأر -2أَركان التَّ ْش ِ
بيه
َ ْ
شبَّه) ب( -والمشبَّه ِبه) ،وهذان يس َّميان طَرفَي الت ِ
َّشبيه. أ( -الم َ
َ َ
الشبَ ِه) ،وهي الصفة المشتركة بين الطرفينَ ،ويَجب أَ ْن تكو َن أَقـ َْوى َوأَظ َْه َر جَ ( -وَو ْجه َّ
ِ
التشبيه -2أقسام
القواعد:
ت فِيه األداة.
-3التشبيه الْم ْر َسل :ما ذكِ َر ْ
-4التشبيه الْم َؤَّكد :ما ح ِذ ْ
فت منه األَداة.
-5التشبيه الْمجمل :ما ح ِذف منه وجه ِ
الشبه. ْ
( )1أداة التشبيه إما اسم ،نحو( :شبه ،ومثل ،ومماثل ..وما رادفها) ،وإما فعل ،نحو( :يشبه ،ويماثل ،ويضارع،
ويحاكى ،ويشابه) ،وإما حرف ،وهو( :الكاف ،وكأن).
صل :ما ذكِر فيه وجه ِ
الشبه. -6التشبيه الْم َف َّ
َ
ووجه الشبه (.)1 -7التشبيه البليغ :ما ح ِذ ْ
فت منه األَداة َ
-3تَ ْشبيه التّ ِ
مثيل
القاعدة:
من متعد ٍد ،وغ ْيـ َر سمى التشبيه تمثيالً :إِذا كان وجه َّ ِ
الشبه فيه صورةً مْنتَـ َز َعةً ْ -8ي َّ
الشبَ ِه كذلك. تَ ْمثِيل إِذَا لم يَك ْن ْ
وجه َّ
الضمني
ُّ -4التَّ ْشبيه
القاعدة:
للمشبه ،نحو( :لبس فالن ثوب العافية) ،وهنا استيفاء لصور التشبيه الذي لم تذكر فيه األداة:
ما ذكرت فيه األداة ،نحو( :الماء كاللجين).
أو حذفت والمشبه به خبر ،نحو( :الماء لجـين) و (كان الماء لجينًا).
أو حال ،نحو( :سال الماء لجينًا).
أو مصدر مبين للنوع مضاف ،نحو( :صفا الماء صفاء اللجين).
أو مضاف إلى المشبه ،نحو( :سال لجين الماء).
أو مفعول به ثان لفعل من أفعال اليقين والرجحان ،نحو( :علمت الماء لجينا).
أو صفة على التأويل بالمشتق ،نحو( :سال ماء لجين).
أو أضيف المشبه إلى المشبه به بحيث يكون الثاني بيانًا لألول ،نحو :ماء اللجين أي ماء هو اللجين.
أو بـي َن المشبّه بالمشبه به ،نحو( :جرى ماء من لجين).
ِ
التشبيه -5أغراض
القاعدة:
ِ
التشبيه كثيرٌة ( )1منها ما يأْتي: -10أَ ْغ َراض
ِ ِ
ين ي ْسنَد إِ ْليه ْأم ٌر م ْست ْغ َر ٌ
ب ال تزول غرابته إالَّ بذكر ِ
أ -بيان إ ْمكان المشبَّه :وذلك ح َ
ٍ
شبيه له.
ِ
الصفة قَـْب َل التشبيه فَـيفيده ِ
معروف غير ِِ
ب -بيان حاله :وذلك حينما يكون المشبَّه َ
الوصف.
َ التشبيه
ِ
التشبيه َم ْعرفَةً ِ
الصفة قَـْب َل ج -بيان مقدار حالِ ِه :وذلك إذا كان المشبَّه مع َ
روف
ِ
الصفة. مقدار هذه إِ ْجماليَّةً ،وكان التشبيه يـبَـين
َ
د -تَـ ْقرير حالِ ِه :كما إذا كا َن ما أ ْسنِ َد إِلى المشبَّه يحتاج إِلى التثبيت وا ِإل ِ
يضاح بالمثال.
شبَّ ِه أو تَـ ْقبيحه.
ه -تَـ ْزيين الْم َ
-6التشبيه المقلوب
القاعدة:
َقوى ِ -11التشبيه المقلوب :هو جعل المشبَّ ِه مشبَّـها به باد ِ
عاء أ َّ
َن وجهَ الشبه فيه أ َ ً
وأَظهر.
()2 ِ
التشبيه وبعض ما أثَِر منه عن العرب والم ْح َدثين -7بالغة
))1األغراض المذكورة في القاعدة ترجع جميعها كما ترى إلى المشبه ،وهذا هو الغالب ،وقد ترجع إلى المشبه
به وذلك في التشبيه المقلوب وسيأتي.
))2المحدث في اللغة :المتأخر .والمراد به هنا :من جاء بعد عهد العرب الذين يحتج بكالمهم في اللغة.
شيء ٍ
طريف يشبهه ،أو نفسه إلى ٍ ِ
الشيء ِ من
بك َ
من أنه ينتقل َ
تْنشأ بالغة التشبيه ْ
صورةٍ ٍ
بارعة تمثله.
ممتزجا بقليل أو كثي ٍر من
ً قليل الخطوِر بالبال ،أو
وكلما كان هذا االنتقال بعي ًدا َ
وأدعى إلى إعجابها واهتزازها.
ع للنفسَ ،
الخيال ،كان التشبيه أرو َ
نجما: ِ
ولكنك تأخذ َك َرْوعة التشبيه حينما تسمع قول المعري يَصف ً
َ
مح مقلَة الغَ ِ
ضبان يسرِع اللّمح في ِ
احمرا ٍر كما تس ـ * * * ـرِع في اللَّ ِ َ
ِ
التشبيهات بسرعة ِ
لمحة الغضبان من ِ لمحات النجم وتأَلَِّقه مع احمرا ِر ضوئِه
ِ َّ
فإن تشبيهَ
ومن ذلك قول الشاعر:
النادرة التي ال تنقاد إال ألَديبْ ،
ُّر ِ
ب خاتَم ْه ضاع في التـ ْ
حيح َ
قوف َش ٍ بَليت بِلى األطْالَ ِل إ ْن لَم ِأق ْ
ف بِ َها * * * و َ
ِ ِ
الذاهل المتحيّ ِر المحزون المط ِرق برأسه ،المنتقل ْ
من ِ َم ْن كان يوفّق إلى تصوير حال
خاتما ثمينًا؟ ٍ
ودهشةِ ، مكان إِلى مكان في اضطراب
شحيح فق َد في التراب ً
ٍ بحال
لطال الكالم.
من هذا النوع َ
ورد لك أمثلةً ْ
ولو أردنا أن ن َ
***
هذه هي بالغة التشبيه من حيث مبلَغ طرافته ،وبعد مرماه ،ومقدار ما فيه من ٍ
خيال،
ِ
التشبيهات مرتبةً في فأقل
أيضاُّ ،
َّأما بالغته من حيث الصورة الكالميّة التي يوضع فيها ً
َن المشبّه عين ألن بالغةَ التشبيه مبنيَّةٌ على ِ
ادعاء أ َّ البالغة ما ذكِ ْ
رت أركانه جميعها؛ َّ
ِ
حذفت ِ
االدعاء ،فإذا معا يحوالن دو َن هذا ِ
المشبَّه به ،ووجود األداة ووجه الشبه ً
األَداة وح َد َها ،أو وجه الشبه وح َده ،ارتفعت درجة التشبيه في البالغة قليالً؛ أل َّ
َن
بعض التقوية. ِ ِ
ادعاء اتحاد المشبَّه والمشبَّه به َ
حذف أحد هذين يـ َقوي َ
أن المشبَّه والمشبَّه بهمبني على ادعاء َّ ِ
التشبيه فالتشبيه البليغ؛ ألنه ٌّ َّأما أبلغ أنواع
شيءٌ واح ٌد.
***
***
ٍ
فجرى التشبيه بهم، رجال من العرب بِخالل محمودة ،فصاروا فيها ً
أعالماَ ، وقد ا ْشتَـ َه َر ٌ
فيشبَّه:
مو َءل.
بالس ْ
الوفيَّ :
ُّ
والكريم :بحاتم.
مر رضي اهلل عنه.
والعادل :بع َ
باألحنَف.
والحليمْ :
بسحبان.
والفصيحْ :
س.
والخطيب :بق ٍّ
والشجاعْ :بعمرو بن َم ْعد يكرب.
والحكيم :بلقمان.
كي :بإياس. َّ
والذ ُّ
*** ***
الحقيقة والمجاز
اللغوي
ُّ -1المجاز
القاعدة:
القاعدة:
أحد طَرفَـْي ِه ،فَعالَقتها المشابهة
ف َوهي تَ ْشبيهٌ ح ِذ َ عارة ِم َن المجاز اللُّغَ َّ
ويَ ،
ِ ْ -13
االست َ
دائما ،وهي قس ِ
مان: ْ ً
فظ المشبَّه ِبه. أ -تَصريحيةٌ ،وهي ما صرح فيها بلَ ِ
َ َ ْ ّ
لوازمه. ٍ
بشيء ِمن ِ شبَّه ِبه ورِم َز له
ف فيها الم َ وهي ما ح ِذ َ ِ
ْ بَ -مكنيَّةٌَ ،
أصلِيَّ ٍة وتَـبَ ِعيَّ ٍة ِ
-3تَـ ْقسيم االستعارة إِلى ْ
القواعد:
اسما جام ًدا. ت فيه ً َصلِيّةً إِذا كان اللفظ الذي َج َر ْ -14تَكون االستعارة أ ْ
ت فيه م ْشتَـ ًّقا أ َْو فِ ْعالً -15تكون االستعارة تَـبَ ِعيّةً إِذا كا َن اللفظ الذي َج َر ْ
()1
كل تَـبَ ِعيّ ٍة قَر َينتها َمكْنِيَّةٌ ،وإذا أ ْجريت االستعارة في واحدةٍ منهما ْامتَـنَ َع إِ ْج َراؤها ُّ -16
في األ ْخ َرى.
ومجردةٍ ،ومطلَ ٍ
قة -4تقسيم االستعارةِ إلىَّ :
مرش ٍ
حةَّ ،
))1تقسيم االستعارة إلى أصلية وتبعية عام في االستعارة سواء أكانت تصريحية أم مكنية ،ومثال االستعارة
المكنية التبعية( :أعجبني إراقة الضارب دم الباغي) ،فقد شبه الضرب الشديد بالقتل بجامع اإليذاء في كل،
واستعير القتل للضرب الشديد ،واشتق منه قاتل بمعنى ضارب ضربًا شدي ًدا ،ثم حذف ورمز إليه بشيء من
لوازمه وهو ا ِإلراقة على طريق االستعارة المكنية التبعية.
القواعد:
-17االستعارة الْم َر َّش َحة :ما ذكِ َر معها مالَئم المشبَّ ِه ِبه.
المجرَدة :ما ذكِ َر معها مالَئم المشبَّ ِه.
َّ -18االستعارة
()1
مات المشبَّ ِه به أو المشبَّه ت من مالئِ ِ
-19االستعارة الْمطْلَقة :ما َخلَ ْ ْ
تم االستعارة باستيفائها قَر َينتَها لفظيةً أو -20ال يـ ْعَتبَـر الترشيح أو التجريد إِال بَـ ْع َد أ ْن تَ َّ
يحا. ِ ِ ِ ِ
تجري ًدا ،وال قَرينة المكْنية تَـ ْرش ً س َّمى قَرينة التصريحية ْ حاليَّةً ،ولهذا ال ت َ
()2
-5االستعارة التمثيليَّة
القاعدة:
ضع له لِعالَقَ ِة المشاب ِ
هة َم َع ِ ِ
َ كيب استـ ْعم َل في غير ما و َ َ
-21االستعارة التمثيلية :تر ٌ
ِ ٍ ٍِ
قَر َينة َمانِعة م ْن إِرادة َم ْعناه األ ْ
َصلي.
-6بالغة االستعارةِ
سبق لك أ َّ
َن بالغة التشبيه آتيةٌ من ناحيتين:
األولى /طريقة تأْليف أَلفاظه.
والثانية /ابتكار مشبَّه به بعيد عن األَذهان ،ال يجول إِال في نفس ٍ
أديب وهب اهلل له
معا.
)) من نوع االستعارة المطلقة االستعارة التي تشمل على ترشيح وتجريد ً
1
مثالها في التصريحية( :نَطَ َق الخطيب بالدرر ،براقةً ثمينةً ،فارتاحت لها األسماع).
ومثالها في المكنية( :قصف الموت شبابه قبل أن يـ ْزِه َر ويصل إلى الكهولة).
))2فائدة :البد أن يكون كل من المشبه والمشبه به في االستعارة التمثيلية صورة منتزعة من متعدد.
[راجع أمثلة االستعارة التمثيلية في الكتاب].
تعرف وجوه َّ
الشبه الدقيقة بين األَشياء ،وأودعه ق ْدرًة على ربط سليما في ُّ
استعدادا ً
ً
وتوليد بعضها من بعض إلى م ًدى ٍ
بعيد ال يكاد ينتهي. ِ المعاني
ف إلى الع ِ
ف ،علَى العافين حانِي ٍة * * * تَـ ْه ِمي ،وطَر ٍ
اح
لياء طَ َّم ِ َ َ ْ َ َ يَ ْسمو بِ َك ٍّ َ
تل غيلةً:
سمعت قوله في رثاء المتوكل وقد ق َ
َ وإذا
فهل تستطيع أن ت ِبعد عن خيالك هذه الصورة المخيفة للموت ،وهي صورة حيوان
جت أظافره ِ
بدماء قتاله؟ مفترس ضر ْ
لهذا كانت االستعارة أبلغ من التشبيه البليغ؛ ألَنه -وإِن بنى على ِ
ادعاء َّ
أن المشبَّه َ
والمشبَّه به سواءٌ -ال يزال فيه التشبيه مْن ِويًّا ملحوظًا بخالف االستعارة فالتشبيه فيها
أن االستعارة المرشحةَ أبلغ من المطْلَ َق ِةَّ ،
وأن سي مجحو ٌد؛ ومن ذلك يظهر لك َّ َمْن ٌّ
من المجردة.
المطلقة أبلغ َ
()1
-7المجاز المرسل
القواعد:
ِ
المشابهة َصلي لعالقة غير استـ ْع ِملَ ْ
ت في غَْير َمعناها األ ْ رسل :كلمةٌ ْ
-22المجاز الْم َ
ِ ٍ ٍ
َم َع قرينة مانعة من إِرادة المعنَى ْ
األصلي (.)2
المسبَّبيَّة – الجزئية – الكليَّة -ا ْعتبَار ِ -23م ْن َعالقات المجاز الم ْر َسلَّ :
السبَبيَّة – َ
الم َحليَّة -الحاليَّة.
ما كا َن -اعتبار ما يكون – َ
لي
الع ْق ّ
الم َجاز َ
َ -8
القواعد:
ٍ
لعالقة مع العقلي :هو إسناد الفعل ْأو ما في معناه إلى غير ما ه َو لَه
ُّ -24المجاز
الحقيقي. ينة مانعة من إرادةِ اإلس ِ
ناد قر ٍ
ّ ْ
))1فائدة :المرسل :المطلق ،وإنما سمي هذا المجاز مرسالً ألنه أطلق فلم يقيد بعالقة خاصة.
))2ومن المجاز المرسل نوع يقال له :المجاز المرسل المركب ،وهو كل تركيب استعمل في غير ما وضع له
لعالقة غير المشابهة ،وذلك كالجمل الخبرية المستعملة في اإلنشاء للتحسر وإظهار الحزن ،كما في قول ابن
َّ
وانبت بيني وبينه نسبه) فهذا البيت مجاز مرسل مركب ،عالقته السببية فعز َمطْلَبه * * *
الرومي( :بان شبابي َّ
والقرينة حالية ،فإن ابن الرومي ال يريد اإلخبار ،ولكنه يشير إلى ما استحوذ عليه من الهم والحزن بسبب فراق
الشباب.
الفعل أو زمانِه أو مكانِه أو مصد ِره ،أو
ب ِ المجازي :يكون إلى َسبَ ِ
ُّ -25ا ِإل ْسناد
بإسناد المبني للفاعل إلى المفعول أو المبني للمفعول إلى ِ
الفاعل. ِ
المقصود
َ أيت أنها في الغالب تؤدي المعنَى
والعقلي ر َ
ّ المرسل
إذا تأملت أنواع المجاز َ
أوجز من أ ْن
الجيش) أو (قَـ َّرَر المجلس كذا) كان ذلك َ
َ هزم القائد
بإيجاز ،فإذا قلتَ ( :
شك َّ
أن اإليجاز تقول( :هزم جنود ِ
القائد الجيش) ،أو (قرر أهل المجلس كذا) ،وال َّ َ
ضرب من ضروب البالغة.
ٌ
مظهر آخر للبالغة في هذين المجازين هو المهارة في تخير العالقة بين المعنى
وهناك ٌ
خير تصوير
صوًرا للمعنى المقصود َ
األصلي والمعنى المجازي ،بحيث يكون المجاز م َ
كما في إطالق العين على الجاسوس ،واألذن على سريع التأثر بالوشاية ،والخف
والحافر على الجمال والخيل في المجاز المرسل ،وكما في إسناد الشيء إلى سببه أو
القوي والمكان
ُّ مكانه أو زمانه في المجاز العقلي ،فإن البالغة ت ِ
وجب أ ْن يختار السبب ّ
والزمان المختصان.
*** ***
الكناية
القواعد:
ظ أطْلِ َق وأري َد به الزم َم ْعناه َم َع َج َوا ِز إِرادةِ ذلك المعنَى. ِ -26
الكنايَة :لف ٌ
الكناية باعتبا ِر الم ْكني عنه ثالثةَ ٍ
أقسامَّ ،
فإن المكنَّى عنه قد يَكون -27تَـْنـ َق ِسم ِ
الك ِ
ناية بالغة ِ
تلويحا.
)) إذا كثرت الوسائط في الكناية نحو( :كثير الرماد) ،سميت ً
1
رمزا. وخ ِف ْ
يت نحو( :فالن من المستريحين) كناية عن الجهل والبالهة ،سميت ً وإن قلَّت َ
وإن قلت الوسائط ،ووضحت أو لم تكن سميت إيماء وإشارة ،نحو( :الفضل يسير حيث سار فالن) كناية عن
نسبة الفضل إليه.
أخر يفهم من السياق ،كأن تقول
معنى َ
ومن الكناية نوع يسمى التعريض ،وهو أن يطلق الكالم ويشار به على ً
كافورا:
لشخص يضر الناس( :خير الناس أنفعهم للناس) ،وكقول المتنبي يعرض بسيف الدولة وهو يمدح ً
خالصا من األذى * * * فال الحمد مكسوبًا وال المال باقيا).
ً (إذا الجود لم يرزق
وصفت صل إليها إال من لَطف طبعه، ِ
البالغة ،وغايةٌ ال ي ِ ظه ٌر من مظاهر
ْ َ الكنايةَ :م َ
قريحته ،والس ُّر في بالغتها أنها في صور كثيرةٍ تع ِط َ
يك الحقيقةَ ،مصحوبةً بدليلها،
والقضية وفي طَيـ َها بـ ْرَهانها ،كقول البحتري في المديح:
حسات]).
( ))1في نسخة مؤسسة الرسالة ناشرون[ :الم َّ
بأساليب عديدة ،وطرائق
َ علم البيانَّ :
أن معنًى واح ًدا يستطاع أداؤه ظهر لك من دراسة ِ
َ
مختلفة ،وأنّه قد يوضع في صورة ر ٍ
ائعة من صور التشبيه أو االستعارة ،أو المجاز ٍ
ِ
بالكرم إلى أ ٍ
سلوب آخر ،فيقول: وقد يع ِمد الشاعر عند الوصف
أو يقول:
أو يقول:
أو يقول:
أو يقول:
أو يقول:
له
ف آم ْ
سانه َكْي َ َد َع ْوت نَ َداه َد ْع َوةً فأجابَنِي * * * و َعلَّ َمنِي ْ
إح َ
ٍ
بشيء من بإنسان ،ثم ِ
يحذف المشبَّه به ،ويرمز إليه ٍ ِ
وإحسانه ِ
ممدوحه شبه نَدى
في َ
ِ
ضروب المبالغةِ التي تساق االستعارة ألجلها. ضرب آخر من ِ
لوازمه ،وهذا ٌ
أو يقول:
الس َواقِيا
استَـ َق َّل َّ
الب ْح َر ْ
ص َد ْ
َ * * * . . .وَم ْن قَ َ
أو يقول:
ولكنَّا بعد كل هذا ال نستطيع أن نجحد فائدة علم البيان واإللمام بقوانينه ،فإنه بما
لتعرف أنواعها ،ودراسة أدبية للفحص
يفصل من الفروق بين األساليب ميزان صحيح ُّ
عن كل أسلوب وتبيُّن سر البالغة فيه.
*** ***
علم المعاني
ِ
الكالم إلى َخبَ ٍر وإنشاء تَـ ْق ِسيم
القواعد:
شاءٌ: -28الْكالم قِ ْسمانَ :خبَـ ٌر وإنْ َ
كاذب ،فِإ ْن كا َن الكالم مطَاب ًقا ِِ ِ ِِ ِ
صاد ٌق فيه أو ٌ فالخبَـر :ما يَص ُّح أَ ْن يـ َقاَ َل ل َقائله :إِنَّه َ
أَ -
ابق لَه كان قَائِله كاذبًا (.)1
صادقًاَ ،وإِ ْن كا َن غَ َير مطَ ٍ ِ ِ
للواق ِع كان قائله َ
ب. ِ ال لَِقائِلِه :إِنَّه ِ ِ ِ شاء :ما ال ي ِ
صاد ٌق فيه أَو َكاذ ٌَ ص ُّح أَ ْن يـ َق َ َ ب -واإلنْ َ
))1الخبر إما جملة اسمية وإما جملة فعلية ،فالجملة االسمية تفيد بأصل وضعها ثبوت شيء لشيء ليس غير،
فإذا قلت( :الهواء معتدل) لم يفهم من ذلك سوى ثبوت االعتدال للهواء من غير نظر إلى حدوث أو استمرار،
وقد يكتنفها من القرائن ما يخرجها عن أصل وضعها فتفيد الدوام واالستمرار ،كأن يكون الكالم في معرض
المدح أو الذم ،ومن ذلك قوله تعالى{ :وإنك لعلى خلق عظيم} .أما الجملة الفعلية فموضوعة إلفادة الحدوث
في زمن معين مع االختصار ،فإذا قلت( :أمطرت السماء) لم يستفد السامع من ذلك إال حدوث اإلمطار في
الزمن الماضي ،وقد تفيد االستمرار التجددي بالقرائن كما في قول المتنبي:
(تدبّر شر َق األرض والغرب في َك ُّفه * * * وليس لها ً
يوما عن المجد َشاغل) فإن المدح قرينة دالة على أن
التدبير أمر مستمر متجدد آنًا فآنًا.
مفردا أو جملة اسمية،
والجملة االسمية ال تفيد الثبوت بأصل وضعها وال االستمرار بالقرائن ،إال إذا كان خبرها ً
أما إذا كان خبرها جملة فعلية فإنها تفيد التجدد.
))2مواضع المسند إليه :الفاعل ونائبه والمبتدأ الذي له خبر ،وما أصله المبتدأ كاسم كان وأخواتها.
))3مواضع المسند هي :الفعل التام ،والمبتدأ المكتفى بمرفوعه ،وخبر المبتدأ ،وما أصله خبر المبتدأ كخبر
كان وأخواتها* ،واسم الفاعل ،والمصدر النائب عن فعل األمر.
* (في نسخة مؤسسة الرسالة ناشرون[ :واسم الفعل]).
))4القيود هي أدوات الشرط ،والنفي ،والمفاعيل ،والحال ،والتمييز ،والتوابع ،والنواسخ.
))5فائدة :تنقسم الجملة عند علماء المعاني إلى (جملة رئيسية) و (جملة غير رئيسية).
واألولى /هي المستقلة التي لم تكن قي ًدا في غيرها.
والثانية /ما كانت قي ًدا في غيرها وليست مستقلة بنفسها ،كجملة فعل الشرط ،وجملة الصفة ،وجملة الحال،
ال َخبَـر
-1الغرض ِمن إل َقاء َ
الخبر
القواعد:
ألح ِد َغ َر َ
ضْين: الخب ِر أن يل َقى َ
َصل في َ
-30األ ْ
س َّمى ذلك الْحكْم فَائِ َد َة الْ َخبر.
ض َّمنَْته الج ْملَةَ ،وي َ
ْم الذي تَ َ
ب الحك َ أ -إِفَ َ
ادة المخاطَ ِ
الزم الفائِ َدةِ.
س َّمى ذلك َ ْم ،وي َعالم بالحك ِأن المتكلم ٌ ب -إفَادة المخاطَ ِ
ب َّ
الخب ِر
ضرب َ
-2أَ ْ
القواعد:
ضى الظّاهر
-3خروج الخبَر عن مقتَ َ
القواعد:
))1وضع الخبر ابتدائيًّا أو طلبيًّا أو إنكاريًّا إنّما هو على حسب ما يخطر في نفس القائل من َّ
أن سامعه خالي
الذهن أو متردد أو منكر ،وقد يعدل المتكلم أحيانًا عن التأكيد ،وقد يؤكد ما ال يتطلب التأكيد ألغراض
*سنبينها بعد.
* (وردت هذه الكلمة في طبعة مؤسسة الرسالة ناشرون[ :يسببها بعد]).
اإلنشاء
تقسيمه إلى:
طلبي
طلبي وغير ٍّ
ٍّ
القاعدة:
والمدح،
َّع ُّجبَ ،
صي ٌغ َكثيرةٌ منها :التـ َ
لبي :ما ال يَ ْستَ ْدعي مطلوباً ،وله ََّ
ب -وغَْيـر الط ّ
صيغ العق ِ
ود. ِ
سم ،وأفعال الرجاء ،وكذلك َ والذم ،وال َق َ
ُّ
*** ***
ضا بالعرض والتَّحضيض والجمل الدعائية ،ولكنا اقتصرنا على األنواع الخمسة
)) ويكون اإلنشاء الطلبي أي ً
1
القواعد:
وج ِه ِ
اال ْستِ ْعالء. ِ
األمر :طَلَب الْف ْعل على ْ
ْ -37
َّهي
-2النـ ْ
القواعد:
وهل
أ -الهمزة ْ
القواعد:
ات َكثِ َيرةٌ ِمْنـ َها: االستِ ْفهام :طَلَب ال ِْعل ِْم ب َ ٍ
يء لَم يكن معل ِ
َد َو ٌ
وما م ْن قَـْبل ،ولَه أ َ
ش ْ َ ْ َْ ً َ ْ ِ -43
وه ْل.
ال َْه ْم َزةَ ،
القواعد:
))1إن جاءت (أم) بعد همزة التصور تكون (متصلة) ،وإن جاءت بعد همزة التصديق أو (هل) قدرت (منقطعة)
وتكون بمعنى (بل).
(ه ْل) ،قسمان :بسيطة إن استفهم بها عن وجود الشيء أو عدمه ،نحو( :هل اإلنسان الكامل موجود؟)
)) َ
2
ومركبة إن استفهم بها عن وجود شيء لشيء ،نحو( :هل النبات حساس؟).
االسم ْأو َح ِقي َقة الم َّ
سمى. ما :ويطْلَب بِ َها َش ْرح ِ
الزمان م ِ
اضياً كا َن ْأو م ْستَـ ْقَبالً. َمتَى :ويطْلَب بِ َها تَـ ْعيين َّ َ َ
َّهويل. خاصةً وتَكون مو ِ
ضع التـ ْ أَيَّان :ويطْلَب بِ َها تَـ ْعيين َّ
الزَمان الْم ْستَـ ْقبَل َّ
َْ
فَ :ويطْلَب بِ َها تَـ ْعيين الحال.َكْي َ
أيْ َنَ :ويطْلَب بِ َها تَـ ْعيين المكان.
وبمعنى ِم ْن أَيْ َن ،وبمعنى َمتَى.
فَ ،
ِ ٍ ِ
أَنَّى :وتأتِي ل َم َعان ع َّدة ،فتكون ْ
بمعنَى َكْي َ
الع َد ِد.
َك ْم :ويطْلَب بها تَـ ْعيين َ
ْحال شا ِركين في أ َْم ٍر يَـع ُّمه َما ،وي ْسأَل بها َعن َّ
الزَمان وال َ َح ِد الْمتَ َ
أي :ويطْلَب َبها تَـ ْعيين أ َ
ّ
ضاف إِلَْي ِه.
ب َما ت َ سِ ِ
والعاقل وغَْي ِر الْ َعاقل َعلَى َح َ
والْع َد ِد ِ
َ َ
مع َها بَ ْتعيين ِ ات الْمتَـ َقد َم ِة يطْلَب بها ُّ
-47ج ِميع األ ََدو ِ
التصور ،ولذلك يكون الجواب َ َ َ
ال َْم ْسؤول َعْنه.
القاعدة:
واالستِْبطَاء، ِ
يم ،والتَّ ْحقيرْ ، يخ ،والتَّـ ْع ِظ ِ
َّوبِ ِ
ال َكالم كالنَّـ ْفي ،وا ِإلنْ َكار ،والتَّـ ْق ِرير ،والتـ ْ
َّمني ،والتَّ ْشويق. ِ َّع ُّج ِ
ب ،والتّ ْسوية ،والت َ والتـ َ
-4التَ َمني
القواعد:
وب ال يـ ْر َجى حصولهَّ ،إما لِ َك ْونِِه م ْستَ ِحيالً ،وإِ َّما لِ َك ْونِِه
-49التَّ َمني :طَلَب ْأم ٍر َم ْحب ٍ
م ْم ِكنًا غَْيـ َر َمطْموٍع في نَـْيلِ ِه.
))1الغرض في هل ولعل ،هو إبراز *المتمنَّى في صورة الممكن القريب الحصول؛ لكمال العناية به والشوق
إليه ،والغرض في (لو) اإلشعار بعزة **المتمني وقدرته؛ ألن المتكلم يبرزه في صورة الممنوع ،إذ أ ّن (لو) تدل
بأصل وضعها على امتناع الجواب المتناع الشرط.
*(وردت هذه الكلمة في النسخة اإللكترونية[ :التمني]).
**(وردت هذه الكلمة في النسخة اإللكترونية[ :المتمني وندرته] ،ووردت في طبعة الدار المصرية السعودية:
[المتمنى وندرته] والمثبت لطبعة مؤسسة الرسالة ناشرون).
القواعد:
*** ***
صر
الْ َق ْ
تعريفه -طرقه -طََرفاه
القواعد:
ص ِر الْ َم ْشه َ
ورة ْأربَ ٌع (:)1 -58طرق الْ َق ْ
االستِثْناء. أ -النَّـ ْفي ،واالستِثناء ،وهنا يكون الْم ْقصور علَي ِه ما بـع َد َ ِ
أداة ْ َ ْ َ َْ َ َ ْ
ب -إنّما ،ويَكون الْ َم ْقصور َعلَْي ِه م َّ
ؤخ ًرا وجوبًا.
مقابال لما
كن ،فإ ْن كان العطف بال كان المقصور عليه ً جـ -الْ َعطْف بالْ ،أو بَ ْلْ ،أو لَ ْ
لكن كان الْ َم ْقصور َعلَْي ِه ما بَـ ْع َدهما. بعدها ،وإن كان العطف ببَ ْل ْأو ْ
أخير .وهنا يَكون الْ َم ْقصور َع َلْي ِه ه َو الْم َق َّدم. د -ت ْق ِديم ما ح ُّقه التَّ ِ
َ َ
ِ ِ
ور َعلَْيه. ص ٍر طََرفانَ :م ْقص ٌ
ور ،وَم ْقص ٌ -59لكل قَ ْ
*** ***
))1هناك طرق للقصر غير هذه األربع ،منها ضمير الفصل نحو( :علي هو شجاع) ،ومنها التصريح بلفظ
ولكنها ال تعد من طرقه االصطالحية.
(وحده) أو (ليس) غير نحو( :أكرمت محمدا وحده)ّ ،
صر إلى حقيقي وإضافي
تقسيم ال َق ْ
القواعد:
*** ***
))1القصر الحقيقي يكثر في قصر الصفة على الموصوف ،وال يكاد يوجد في قصر الموصوف على الصفة.
كل من قصر الصفة على الموصوف وقصر الموصوف على الصفة ،وهو
كثيرا في ٍّ
)) القصر اإلضافي يأتي ً
2
مثالً ،فإن كان المخاطب يعتقد اشتراك علي وحسن في الشجاعة كان القصر (قصر إفراد) ،وإن كان يعتقد
مترددا ال يدري أيّهما الشجاع كان القصر (قصر تعيين).
عكس ما تقول كان القصر (قصر قلب) ،وإن كان ً
صل
صل وال َْو ْ
الْ َف ْ
ص ِل - 1مو ِ
اضع الْ َف ْ ََ
القواعد:
ولكل ِم َن
صل :تَـ ْرك هذا العطفٍّ ، ٍ
صلَ :عطْف جملَة َعلَى أ ْخ َرى بالواو ،وال َف ْ -62الْ َو ْ
ص ِل مو ِ
خاصةٌ (.)1
اضع َّ ص ِل َ
والو ْ َ َ ال َف ْ
صل بـْين الْجملَتَـْي ِن فِي ثَالَثَِة مو ِ
اض َع: ََ -63يَجب الْ َف ْ َ َ ْ
أ -أَ ْن يَكو َن بَـْيـنَـه َما ات َحا ٌد تَامٌّ ،وذلك بأ ْن تَكو َن الْج ْملَة الثَّانِيَة تَـ ْوكِي ًدا لِألولى ،أ َْو بَـيَانًا
صال. ال االت َ إن بَـْي َن الج ْملَتَـْي ِن َك َم َ لهاْ ،أو بَ َدالً ِمْنـ َهاَ ،ويـ َقال ِح َينئِ ٍذَّ :
اءْ ،أو بأالَّ تَكو َن بَـ ْيـنَـه َما شً ذلك بأ ْن تَ ْختَلِ َفا َخبَـ ًرا َوإِنْ َب -أ ْن يَكو َن بَـْيـنَـه َما تَـبَاي ٌن تَامٌّ ،و َ
اع.االنِْقطَ َ ال ِ اسبَةٌ َماَ ،ويـ َقال ِح َينئِ ٍذَّ :
إن بَـْي َن الج ْملَتَـْي ِن َك َم َ منَ َ
ؤال يـ ْف َهم ِم َن األولىَ ،ويـ َقال ِح َينئِ ٍذ :إِ َّن بَـْي َن الْج ْملَتَـْي ِن جـ -أَ ْن تَكو َن الثَّانية َجوابًا َع ْن س ٍ
صال (.)2 ِ
شْبهَ َك َمال االت َ
))1فائدة :قصر علماء المعاني عنايتهم في هذا الباب على البحث في عطف الجمل (بالواو) دون بقية حروف
العطف؛ ألنها هي األداة التي تخ َفى الحاجة إليها ،ويحتاج العطف بها إلى لطف في الفهم ودقة في اإلدراك ،إذ
معاني زائدة ،كالترتيب مع
أنها ال تدل إال على مطلق الجمع واالشتراك ،أما غيرها من حروف العطف فتفيد َ
جرا ،ومن أجل ذلك سهل إدراك مواطنها.
التعقيب في الفاء ،والترتيب مع التراخي في ثم ،وهلم ًّ
))2ذهب بعض المتأخرين من علماء المعاني إلى زيادة موضعين للفصل على المواضع التي ذكرناها ،ولكن
هذين الموضعين عند التأمل يمكن ردهما إلى الوضع الثالث.
صل ِ -2
مواضع الْ َو ْ
القاعدة:
*** ***
))1فائدة :يراد بالتناسب أن يكون بين الجملتين رابطة تجمع بينهما ،كأن يكون المسند إليه في األولى له تعلق
مضادا له.
ً بالمسند في الثانية ،وكأن يكون المسند في األولى مماثالً للسند في الثانية أو
اإليجاز واإلطْناب والمساواة
س َاواة
-1الْم َ
القاعدة:
-2ا ِإل َ
يجاز
القاعدة:
صفة.ِ
-3ا ِإلطناب
ال َقاعدة:
يادة اللَّ ْف ِظ َعلَى الْ َم ْعنَى لِفائِ َدةٍ (َ ،)1ويكون بأموٍر ِعدة ِمْنها:
-67ا ِإلطْناب ز َ
))2ويجب أن يكون للبليغ في االعتراض غرض يرى إليه غير *دفع اإليهام ،فإن كان الغرض دفع اإليهام كان
احتراسا.
ً
* (في نسخة مؤسسة الرسالة ناشرون[ :مانع اإليهام]).
ِ
الكالم لم المعاني في ب ِ
الغة ِ أَثر ِ
ع
َ
نستطيع هنا بعد الدراسة السابقة أن نلخص لك مباحث علم المعاني في أمرين اثنين:
األمر األول :أنه يبين لك وجوب مطابقة الكالم لحال السامعين ،والمواطن التي يقال
المقام الذي قيل
َ فيها ،ويريك أَ َّن القول ال يكون بليغًا كيفما كانت صورته حتى يالئم
وقديما قال العرب :لكل ٍ
مقام مقال. ً فيه ،ويناسب حال السامع الذي ألقي عليه،
فقد يؤَّكد الخبر أَحيانًا كما علمت ،وقد يلقى بغير توكيد ،على حسب حال السامع ِم ْن
َج ْه ٍل بمضمون الخبر أَو تردد أو إِنكار .ومناهضة هذا األَصل بال ٍ
داع نشوٌز عما رسم
من قواعد البالغة.
كذلك يوجب علم المعاني أ ْن يخاطب كل إِنسان على قدر استعداده في الفهم
العامي بما يخاطب به األَديب الْملِ ُّم
ُّ ونصيبه من اللغة واألَدب ،فال يجيز أن يخاطب
بلغة العرب وأَسرارها.
يسهل أَ ْحيانًا ويلين حتى ي ْشبه ِشعره لغة الخطاب ،ويخش َن آونة، كثيرا ما تجد َّ
الشاعر ْ و ً
كل ذلك على حسب موضوعه الذي يقول فيه
بالج ْل َمدُّ ،
ب حتى كأَنه يقذفك َ
ويصل َ
شعره.
والطبقة التي ينشدها َ
أيضا فيما يتصرف فيه القائل من إِيجاز وإِطناب:
وتكون مطابقة الكالم لمقتضى الحال ً
فل ِإليجاز مواطنه ،ول ِإل طناب مواقعه ،كل ذلك على حسب حال السامع وعلى مقتضى
والغبي أو المكابر يجمل
ّ فالذكي الذي تكفيه اللَّمحة يحسن له ا ِإليجاز،
ّ مواطن القول؛
عند خطابه اإلطناب واإلسهاب.
ول ِإليجاز مواطن يحسن فيها ،كالشكر ،واالعتذار ،والتعزية ،والعتاب إلى غير ذلك،
ول ِإلطناب مواضع كالتهنئة ،والصلح بين فريقين ،وال َقصص ،والخطابة في أَمر من
األمور العامة ،وللذوق السليم القول الفصل في هذه الشئون.
***
أما األَمر الثاني :الذي يبحث فيه ِعلْم المعاني :فهو دراسة ما يستفاد من الكالم ضمنًا
بمعونة القرائن ،فإنه يريك أَن الكالم يفيد بأَصل وضعه معنًى ،ولكنه قد يودي إِليك
معنى جدي ًدا يفهم من السياق وترشد إليه الحال التي قيل فيها ،فيقول لك :إِن الخبر
الدعاء ،واالستفهام قد
َ يفيد قد والنهي التعجيز، يفيد قد مرَأل وا ، ()1
قد يفيد التحسر
يفيد النفي ،إِلى غير ذلك مما رأَيته َّ
مفصالً في هذا الكتاب.
ويقول لك :إِن الخبر قد يلقى مؤك ًدا لخالي الذهن ،وقد يل َقى غير مؤك ًدا للمنكر
الجاحد ،لغرض بالغي بديع ،أَراده المتكلم من الخروج عما يقتضيه ظاهر الكالم.
وقد يكون من مرامي القصر التعريض كقوله تعالى{ :إنما يتذكر أولوا األلباب}.
ويَهديك علم المعاني إِلى أَن من أَغراض الفصل في بعض أَنواعه تقر َير المعنى وتثبيته
في ذهن السامع ،كما في الفصل لكمال االتصال وشبهه.
*** ***
وهناك ناحية أخرى من نواحي البالغة ،ال تتناول مباحث علم البيان ،وال تنظر في
مسائل علم المعاني ،ولكنها دراسة ال تتعدى تزيين األَلفاظ أَو المعاني بأَلوان بديعة من
ويسمى العلم الجامع لهذه المباحث بعلم البديع .وهو
الجمال اللفظي أَو المعنويَّ ،
ٍ
يشتمل كما أَشرنا على محسنات لفظية ،وعلى محسنات معنوية ،وإِنا ذاكرون لك ْ
من
كل قسم طرفًا.
*** ***
الم َحسنَات اللفظيَّة
-1الجنَاس
القاعدة:
االقْتِباس
ِ -2
القواعد
ِ
الحديث الشر ِ
يف ض ِمين النَّثْر أَو الش ْعر َشْيئًا ِم َن الْقرآن الكريم أو االقْتِباس :تَ ْ
ِ -69
ِمن غَير ٍ
داللة َعلَى أَنَّه منهما ،ويَجوز أ ْن يـغَيـ َر( )1في األَثَر الْم ْقتَبِس قَليالً. ْ ْ
الس ْجع
َّ -3
القاعدة:
ت فِ َقره.
س َاو ْ ف األَ ِخير ،وأَفْ َ
ضله ما تَ َ
اصلَتـين في الْحر ِ
الس ْجع :تَـ َوافق الْ َف ِ َ ْ
َّ -70
()2
َْ
*** ***
( ))1في نسخة مؤسسة الرسالة ناشرون[ :يـغَيَّـ َر]).
الس ْجع موطنه النثر ،وقد يجيء في الشعر كقول أبي الطيب:
َّ ))2
(فنحن في َج َذ ٍل والروم في وجل * * * والبر في شغل والبحر في خجل).
المحسنات المعنوية
-1التَّـ ْورية
القاعدة:
-2الطباق
ال َقاعدة:
الشي ِء ِ
وض ّده في الكالم ،وه َو نَـ ْوعان: ْج ْمع بَـْي َن َّ ْ
-72الطباق :ال َ
الضدان إِ َ
يجابًا َو َسلْبًا. أِ -طبَاق ا ِإليجابَ :وهو ما لَ ْم يَ ْختَلِ ْ
ف فِ ِيه َّ
يجابًا َو َسلْبًا. لب :وهو ما ا ْختـلَ َ ِ
ف فيه الضدان إِ َ َ الس ِ َ بِ -طبَاَق َّ
-3المقابلة
القاعدة
القاعدة:
القواعد:
المدح ضربان:
َ -76تأْكِيد َّ
الذ ّم بما ي ْشبه
أ -أن يستَثْـنَى ِمن ِ
ص َف ِة م ْد ٍح مْن ِفيَّ ٍة ِ
ص َفة َذ ٍّم. َ َ ْ ْ
ص َفة َذ ٍّم ،ث َّم يـ ْؤتَى بـعدها بأَداةِ استِثْ ٍ
ناء تَِل َيها ِ
ص َفة َذ ٍّم أ ْخ َرى (.)1 شي ٍء ِ ب -أَ ْن يـثْب َ ِ
َْ َ َ ْ تلَْ َ
القاعدة:
()1
والحمد هلل رب العالمين