You are on page 1of 67

‫جامع قواعد كتاب‪:‬‬

‫(البالغة الواضحة)‬

‫لـ‪ /‬علي الجارم و مصطفى أمين‬

‫(‪ 77‬قاعدة ‪ -‬مجردة من األمثلة والشرح والتمارين)‬

‫ويليه‪:‬‬

‫(أربعون قاعدة في البالغة)‬


‫ل ـ‪ /‬أ‪.‬د‪ .‬عبدالعزيز بن علي الحربي‬
‫بسم اهلل‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم على خير خلق اهلل وعلى آله وصحبه ومن‬
‫وااله‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫فإنه من المعلوم أن الجهود قد اتجهت في‪ :‬نهاية القرن التاسع عشر الميالدي وبداية‬
‫القرن العشرين إلى تبسيط العلوم وتسهيلها على الدارسين‪ ،‬ومن هذه العلوم قواعد‬
‫اللغة العربية وما يتبعها من بالغة وعروض وبيان‪ ،‬بحيث يرتقي طالب اللغة العربية من‬
‫دائرة إلى أخرى أوسع منها وأكبر إحاطة‪ ،‬فقامت لجنة بمصر مكونة من أساتذة اللغة‬
‫العربية وهم‪:‬‬
‫(حفني ناصف‪ ،‬و محمد دياب‪ ،‬و مصطفى طموم‪ ،‬و محمود عمر‪ ،‬و سلطان محمد)‬
‫بوضع كتاب «قواعد اللغة العربية لتالميذ المدارس الثانوية» في حدود سنة (‪1954‬م)‬
‫وهذا الكتاب يشتمل على قواعد علمي النحو والصرف‪ ،‬وفي آخره كتاب «فنون‬
‫مقررا على الطلبة لفترة من الوقت‪.‬‬
‫البالغة الثالثة» وقد كان هذا الكتاب ً‬

‫ثم جاء من بعد هؤالء األساتذة األستاذان‪( :‬علي الجارم‪ ،‬و مصطفى أمين)‪ ،‬وهما من‬
‫أساتذة اللغة العربية بمصر‪ ،‬فقاما بطريقة جديدة في التعليم في كتابيهما‪« :‬النحو‬
‫الواضح» وهو لتالميذ المدارس االبتدائية والثانوية(‪ ،)1‬و«البالغة الواضحة»‪ ،‬وهو‬
‫لتالميذ المدارس الثانوية‪ ،‬وهذه الطريقة تتلخص في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬سرد األمثلة أوالً‪.‬‬
‫‪ -‬ثم حفز الطالب الستنتاج القواعد من تلك األمثلة بنفسه من غير إمالء القاعدة عليه‬
‫في بداية األمر‪ ،‬كما كان يفعل ذلك السابقون‪.‬‬

‫‪ ))1‬لم تكن (مرحلة المتوسطة) موجودة آنذاك في المدارس المصرية كما هي اليوم‪ ،‬وكانت المراحل تبدأ‪:‬‬
‫باالبتدائية‪ ،‬ثم بعدها مباشرة مرحلة الثانوية‪.‬‬
‫‪ -‬ثم اإلكثار من التمارين والنصوص األدبية‪ ،‬كما قال المؤلفان‪ ..« :‬رجاء أن يجتلي‬
‫الطالب فيه محاسن العربية‪ ،‬ويلمحوا ما في أساليبها من جالل وجمال‪ ،‬ويدرسوا من‬
‫أفاني ن القول وضروب التعبير ما يهب لهم نعمة الذوق السليم‪ ،‬ويربي فيهم ملكة النقد‬
‫(‪)1‬‬
‫الصحيح»‪.‬‬

‫وقد يسر اهلل ‪-‬عز وجل‪ -‬لي من قبل‪ :‬استخراج وإفراد "قواعد" كتاب‪« :‬النحو‬
‫الواضح» لعلي الجارم ومصطفى أمين‪ ،‬فكان مجموعها (‪ 421‬قاعدة) مجردة من‬
‫األمثلة والشرح والتمارين‪ ،‬وألحقت في أخرها‪« :‬مئة قاعدة في النحو» و «خمسون‬
‫(‪.)2‬‬
‫قاعدة في الصرف» ل ـ أ‪ .‬د‪ .‬عبدالعزيز بن علي الحربي‬

‫ليستفيد منها من يميل إلى (النثر) وال يناسبه (النظم) في حفظ ودراسة واستظهار‬
‫القواعد العلمية‪.‬‬

‫وبعد أن نفع اهلل بها ‪-‬وله سبحانه الحمد‪ -‬شرعت في تجريد وإفراد القواعد البالغية‬
‫التي في كتاب‪« :‬البالغة الواضحة»؛ لفائدتها وأهميتها‪ ،‬والتي و ِ‬
‫ضعت بعد كل نهاية‬
‫درس من الكتاب‪ ،‬والتي هي خالصة دروس هذا الكتاب‪..‬‬

‫‪ ))1‬من مقدمة محقق كتاب «البالغة الواضحة»‪ :‬محمد صالح موسى حسين‪ ،‬نشرة مؤسسة الرسالة ناشرون‪،‬‬
‫بتصرف‪.‬‬
‫‪ ))2‬ينظر‪ :‬جامع قواعد كتاب‪« :‬النحو الواضح» لعلي الجارم و مصطفى أمين (‪ 421‬قاعدة مجردة من األمثلة‬
‫والشرح والتمارين) ويليه‪« :‬مئة قاعدة في النحو» و «خمسون قاعدة في الصرف» ل ـ أ‪ .‬د‪ .‬عبدالعزيز بن علي‬
‫الحربي‪.‬‬
‫‪http://abuzare.blogspot.com/2016/08/421.html‬‬
‫وقد أثنى الشيخ‪ /‬ابن عثيمين ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬على هذا الكتاب فقال في كتابه‪:‬‬
‫«شرح األصول من علم األصول» عند كالمه عن المجاز‪:‬‬
‫«‪ ...‬وأحسن كتاب مر علي بالنسبة للطالب‪ ،‬كتاب‪( :‬البالغة الواضحة) لمصطفى‬
‫أمين وعلي الجارم‪ ،‬مؤلفي( النحو الواضح)‪ ،‬فقد قرأناه ونحن في المعهد‪ ،‬وفتح لنا‬
‫(‪)1‬‬
‫أبواب البالغة»‪.‬اهـ‬

‫فقمت مستعينا باهلل بجمعها كاملة من أول الكتاب إلى أخره‪ ،‬وجردتها من األمثلة‬
‫والشرح والتمارين‪ ،‬ثم رتبتها بعناوينها كما هي في الكتاب؛ ليسهل على المتعلم النظر‬
‫فيها‪ ،‬وحفظها‪ ،‬ومراجعتها بيسر وسهولة أثناء دراسة الكتاب أو بعد إتمامه‪.‬‬

‫وقد اعتمدت في جمع هذه القواعد على نسخة الكترونية من الكتاب موجودة على‬
‫شبكة اإلنترنت بصيغة (إي إكس إي) وكتب عليها‪:‬‬
‫«البالغة ِ‬
‫الواض َحة تأليف علي الجارم ومصطفى أمين ‪ -‬جمعه‪ ،‬ورتبه‪ ،‬وعلق عليه‪،‬‬
‫ونسقه‪ ،‬الباحث في القرآن والسنة‪ :‬علي بن نايف الشحود»‪.‬‬
‫فاستخلصت منها كل القواعد‪ ،‬ثم قابلتها من أولها إلى أخرها على أفضل الطبعات‬
‫الحديثة الورقية للكتاب‪ ،‬وهذا بيان بها‪:‬‬

‫‪ ))1‬وليحذر الطالب من التأويل في صفات اهلل في بعض األمثلة الموجودة في كتاب «البالغة الواضحة»‪ ،‬كباب‬
‫اإليجاز مثالً‪.‬‬
‫‪ -‬طبعة الدار المصرية السعودية للطباعة والنشر والتوزيع – القاهرة [‪ 350‬صفحة]‪.‬‬
‫وكتب عليها‪( :‬الناشر الوحيد للطبعة الشرعية) واستفدت منها باستدراك السقط وتعديل‬
‫بعض األخطاء التي وجدتها في النسخة اإللكترونية من أول الكتاب إلى أخره‪ ،‬إال أن‬
‫قواعد باب‪( :‬أسلوب الحكيم) قد سقطت كاملة من هذه الطبعة فاستدركتها من الطبعة‬
‫األخرى التي سيأتي بيانها‪.‬‬
‫ثم قابلتها بعد ذلك على طبعة‪:‬‬
‫‪ -‬مؤسسة الرسالة ناشرون‪ .‬بضبط وتقديم وتعليق‪ :‬محمد صالح موسى حسين‬
‫[الطبعة األولى ‪1436‬ه ‪ 576 -‬صفحة]‪.‬‬
‫وقد استفدت منها في ضبط نصوص الكتاب‪.‬‬
‫وجميع هذه الطبعات المذكورة تستحق االقتناء؛ فطبعة (الدار المصرية السعودية)‬
‫اعتنت بتمارين الكتاب وأضيف فيها دليال كامال لإلجابات على هذه التمارين لجميع‬
‫دروس الكتاب‪ ..‬وهذا يهم الطالب‪ ،‬خاصة المبتدئ‪.‬‬

‫وطبعة (مؤسسة الرسالة ناشرون) فاقتها في كتابة مقدمة وافية عن البالغة ونشأتها‬
‫وواضعيها وثمرتها وتطورها خالل العصور‪ ،‬واعتنت بتمارين الكتاب كذلك وأضيف فيها‬
‫دليال كامال لإلجابات على هذه التمارين لجميع دروس الكتاب‪ ،‬وضبط نصوص‬
‫الكتاب وأبياته فيما يحتاج إلى ضبط‪ ،‬وبالتعليق على المواضع التي يحتاج فيها إلى‬
‫ذلك‪ ،‬وبكتابة خالصة في نهاية كل بحث‪ ،‬وبوضع مخطط شامل لجل مباحث علم‬
‫البالغة‪ ،‬وإثبات البحور العروضية لألبيات في كل من (البالغة الواضحة) و (دليل‬
‫البالغة الواضحة)‪ ،‬وكذا بقيام المحقق ‪-‬جزاه اهلل خيرا‪ -‬بتشجير جل مباحث الكتاب‬
‫في آخر كل درس ليسهل على القارئ تصور الدرس المقرر بشكل إجمالي‪.‬‬

‫وجميع قواعد الكتاب مجموعة‪:‬‬


‫(‪ )77‬قاعدة‬

‫ولدراسة هذه القواعد ومعرفة شرحها‪ :‬يرجع للكتاب األصل بطبعتيه المذكورة في‬
‫األعلى ‪-‬وأقدم منهما طبعة (مؤسسة الرسالة ناشرون)‪ -‬أو غيرها من الطبعات التي‬
‫خدمت الكتاب‪.‬‬

‫وهناك شروح صوتية ومرئية عدة مبثوثة في شبكة اإلنترنت لهذا الكتاب المبارك‪.‬‬
‫ثم أرفقت بعد انتهاء قواعد كتاب «البالغة الواضحة»‪:‬‬

‫«أربعون قاعدة في البالغة»‬


‫لــ‪ /‬أ‪ .‬د‪ .‬عبدالعزيز بن علي الحربي‬
‫‪-‬أستاذ التفسير والقراءات بجامعة أم القرى‪ ،‬والرئيس المؤسس لمجمع اللغة العربية‬
‫بمكة‪.-‬‬

‫وكان قد جمعها ودونها ‪-‬حفظه اهلل‪ -‬على طريقة القواعد الفقهية أو قريب منها‪،‬‬
‫ولتيسر له‬
‫بجمل مختصرة‪ ،‬ليضبط بها المتعلم فروع المسائل ونظائرها وحكمها‪ّ ،‬‬
‫المعرفة على طريقة أثبت ومنهج أقوم في علم البالغة‪ ..‬فرأيت أهمية إرفاقها لفائدتها‬
‫لطالب العلم‪.‬‬

‫واهلل أسأل أن ينفع بهذا الجمع‪ ،‬وأن يبارك فيه‪ ،‬وأن يكتب له القبول عنده‪.‬‬
‫والحمد هلل رب العالمين‬

‫الجامع‪/‬‬

‫أبو زارع المدني‬


‫‪AbuZare@hotmail.com‬‬
‫‪https://twitter.com/AbuZare‬‬
‫ملخص مقدمة‬

‫(الفصاحة ‪ -‬البالغة ‪ -‬األسلوب)‬


‫الفصاحة‬
‫ال َفصاحة‪ :‬الظهور والبيان‪.‬‬
‫السبك‪.‬‬ ‫والكالم الفصيح‪ :‬ما كان واضح المعنى‪ ،‬سهل ِ‬
‫اللفظ‪ ،‬جي َد َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الصرفي‪ ،‬بينةً في معناها‪،‬‬
‫كل كلمة فيه جاريةً على القياس َّ‬
‫ب أن تكون ُّ‬ ‫وج َ‬ ‫ولهذا َ‬
‫مفهومةً َع ْذبةً سلِسةً‪.‬‬

‫وإِنما تكون الكلمة كذلك إِذا كانت مأْلوفَةَ االستعمال بَين النابهين من الكتَّاب‬
‫والشعر ِاء؛ ألنها لم تَـتداولها ِ‬
‫ألسنتهم‪ ،‬ولم تَ ْج ِر بها أقالمهم‪ ،‬إال لمكانها من الح ْسن‬ ‫َ‬
‫وصفات الجمال‪.‬‬ ‫باستكمالها جميع ما تقدم من نعوت الجودة ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬

‫الستِها‪ ،‬وتمييز ما فيها من‬ ‫ِ‬


‫وس َ‬‫والذوق السليم هو الع ْمدة في معرفة حس ِن الكلمات َ‬
‫لصوت البلبل‪،‬‬ ‫أصوات‪ ،‬فالذي يط َْرب ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ظ‬ ‫وجوه البشاعة ومظاهر االستكراه؛ َّ‬
‫ألن األَلفا َ‬
‫والغ ْربان‪ ،‬يْنبو سمعه عن الكلمة إذا كانت غريبةً متَـنَافِ َرَة‬
‫ويْن ِفر من أصوات البوم ِ‬
‫(‪.)1‬‬
‫الحروف‬

‫فو َق جريان كلماته على القياس الصحيح وسهولتِها‬ ‫ِ‬


‫(‪ )1‬ويشترط في فصاحة التركيب‪ْ :‬‬
‫ردة‪.‬‬ ‫عف التأ ِ‬
‫ْليف‪ :‬وهو خروج الكالم عن قواعد اللغة المطّ َ‬ ‫ض ِ‬‫يسلم من َ‬
‫أ ْن َ‬

‫ببعض‬ ‫ِ‬
‫الكلمات‪ :‬فال يكون اتصال بعضها ٍ‬ ‫(‪ )2‬ويشترط‪ :‬أ ْن يَ ْسلَ َم التركيب من تنافر‬

‫‪ ))1‬تنافر الحروف‪ :‬وصف في الكلمة يوجب ثقلها على السمع وصعوبة أدائها باللسان‪ ،‬وال ضابط لمعرفة‬
‫الثقل والصعوبة سوى الذوق السليم المكتسب بالنظر في كالم البلغاء وممارسة أساليبهم‪.‬‬
‫مما يسبب ثَِقلَها على السمع‪ ،‬وصعوبةَ أدائها باللسان‪.‬‬

‫في الداللة‬
‫يسلم التركيب من التَّعقيد اللفظي‪ :‬وهو أ ْن يكون الكالم َخ َّ‬
‫(‪ )3‬ويجب أ ْن‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫األصلية‪ ،‬أو بالفصل‬ ‫تقديمها عن مواطنِها‬
‫على المعنى المراد بسبب تأْخي ِر الكلمات أو ِ‬
‫بين الكلمات التي يجب أن تتجاور ويت ِ‬
‫َّص َل بعضها ببعض‪.‬‬ ‫َ‬

‫ِ‬
‫التعقيد المعنوي‪ :‬وهو أن يَعم َد المتكلم إلى التعبير‬ ‫يسلم التركيب من‬
‫(‪ )4‬ويجب أ ْن‪َ :‬‬
‫ٍ‬
‫كلمات في غير معانيها الحقيقية‪ ،‬فيسيء اختيار الكلمات‬ ‫عن معنًى فيستعمل فيه‬
‫للمعنى الذي يريده‪ ،‬فيضطرب التعبير ويلتبس األَمر على السامع‪.‬‬

‫*** ***‬
‫البالغة‬
‫ٍ‬
‫فصيحة‪ ،‬لها في النفس‬ ‫ٍ‬
‫صحيحة‬ ‫واضحا بعبارة‬ ‫أما البالغة‪ :‬فهي تأدية المعنى الجليل‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫واألشخاص الذين يخاطَبون‪.‬‬ ‫أثر خالَّب‪ ،‬مع مالئمة كل ٍ‬
‫كالم للموطن الذي يقال فيه‪،‬‬ ‫ٌ‬

‫طري‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬


‫قبل كل شيء ّإال فنًّا من الفنون يَـ ْعتمد على صفاء االستعداد الف ّ‬ ‫فليست البالغة َ‬
‫الفروق الخفيّة بين صنوف األساليب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ودقّ ِة إِدر ِ‬
‫اك الجمال‪ ،‬وتبَـيّ ِن‬

‫وللمرانة ي ٌد ال تجحد في تكوين الذوق الفني‪ ،‬وتنشيط المواهب الفاتِرة‪ ،‬والبد للطالب‬
‫إلى جانب ذلك من قراءة طرائف األدب‪ ،‬والتَّملُّ ِؤ من نَميره الفياض‪ِ ،‬‬
‫ونقد اآلثار‬
‫األدبية والمواز ِنة بينها‪ ،‬وأن يكون له من الثقة بنفسه ما يدفعه إلى الحكم بحسن ما‬
‫وبقبح ما يَـع ُّده ً‬
‫قبيحا‪.‬‬ ‫يراه حسنًا ْ‬

‫ع من الكالم‪ ،‬وذلك‬ ‫َن هذا يتناول المسمو َ‬ ‫والرسام إِال أ َّ‬


‫وليس هناك من فرق بين البليغ َّ‬
‫فالرسام إِذا ّ‬
‫هم‬ ‫يشاكل بين المرئْ ّي من األلوان واألَشكال‪ ،‬أَما في غير ذلك فهما سواء‪َّ ،‬‬
‫فكر في األَلوان المالئمة لها‪ ،‬ثم في تأْليف هذه األلَوان بحيث ت ْختَلِب‬ ‫برسم صورةٍ َّ‬
‫شئ قصيد ًة أَو مقالةً أَو خطب ًة ف ّكر في‬ ‫ِ‬
‫األَبصار وتثير الوجدان‪ ،‬والبليغ إذا أَراد أن يـْن َ‬
‫َكثرها اتصاالً‬
‫َخفها على السمع‪ ،‬وأ َ‬ ‫أَجزائِها‪ ،‬ثم دعا إليه من األَلفاظ واألَساليب أ َّ‬
‫وأروعها جماالً‪.‬‬
‫َثرا في نفوس سامعيه َ‬ ‫بموضوعه‪ ،‬ثم أَقواها أ ً‬

‫وتأثيرا وح ْسنًا‪ ،‬ثم دقةٌ‬


‫وتأليف لأللفاظ يَمنَحها قوة ً‬
‫ٌ‬ ‫ظ‪ ،‬ومعنًى‪،‬‬
‫فعناصر البالغة إذًا‪ :‬لف ٌ‬
‫في اختيار الكلمات واألساليب على حسب مواط ِن الكالم ومواقعه‪ ،‬وموضوعاته‪،‬‬
‫ب كلمة‬ ‫عة النفسية التي تَـتملَّكهم وتس ِ‬
‫يطر على نفوسهم‪ ،‬فَـر َّ‬ ‫وحال السامعين‪ ،‬والنـ َّْز ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫نت في موطن‪ ،‬ثم كانت نابية م ْستك َْرهةً في غيره‪.‬‬ ‫حس ْ‬
‫ط في غير‬
‫جاء في غير مكانه‪ ،‬وس َق َ‬
‫ب كالم كان في نفسه حسنًا خالّبًا حتى إذا َ‬‫ور َّ‬
‫مس َق ِطه‪ ،‬خرج عن حد البالغة‪ ،‬وكان غَ ً‬
‫رضا لسهام الناقدين‪.‬‬

‫إِذن ال َّ‬
‫بد للبليغ أ َّوالً من التفكير في المعاني التي تجيش في نفسه‪ ،‬وهذه يجب أَن‬
‫ذات قيمة وقوة يظهر فيها أَثر االبتكار وسالمة النظر‪ ،‬ودقّة الذوق في‬
‫تكون صادقة َ‬
‫تنسيق المعاني وحسن ترتيبها‪ ،‬فِإذا ّ‬
‫تم له ذلك َعم َد إلى األَلفاظ الواضحة المؤثرة‬
‫وقوة‪ ،‬فالبالغة ليست في اللفظ وح َده‪،‬‬
‫المالئمة‪ ،‬فأَلّف بينها تأْلي ًفا يكسبها جماالً ّ‬
‫الزم لسالمة تأليف هذين وح ْسن انسجامهما‪.‬‬
‫أثر ٌ‬‫وليست في المعنى وح َده‪ ،‬ولكنها ٌ‬

‫*** ***‬
‫األسلوب‬
‫أقرب لنَـْيل‬ ‫ٍ‬ ‫أما األسلوب‪ :‬فهو المعنى المصوغ في ٍ‬
‫مؤلّفة على صورة تكون َ‬
‫ألفاظ َ‬ ‫َ‬
‫وأفعل في نفوس سامعيه‪.‬‬
‫َ‬ ‫الغرض المقصود من الكالم‪،‬‬

‫العلمي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫وأنواع األساليب ثالثة‪ )1( :‬األسلوب‬
‫ِ‬
‫المستقيم‪ ،‬وأَبعدها‬ ‫ِ‬
‫السليم والفكر‬ ‫احتياجا إِلى المنطق‬
‫ً‬ ‫وهو أهدأ األساليب‪ ،‬وأكثرها‬
‫شرح الحقائق العلمية التي‬
‫العقل‪ ،‬ويناجي الفكر‪ ،‬ويَ َ‬
‫عن الخيال الشعري؛ ألَنه يخاطب َ‬
‫يبدو فيه‬ ‫سلوب الوضوح‪ .‬وال َّ‬ ‫ٍ‬
‫وخفاء‪ ،‬وأظهر ميزات هذا األ ِ‬ ‫ٍ‬
‫بد أن َ‬ ‫غموض‬ ‫ال تخلو من‬
‫سهولة عبار ِ‬
‫اته‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وجماله في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والجمال‪ ،‬وقوته في سطوِع بيانه ورصانة ح َججه‪َ ،‬‬ ‫أثر القوة‬
‫ِ‬
‫وسالمة الذوق في اختيار كلماته‪ ،‬وحس ِن تقريره المعنى في األَفهام ْ‬
‫من أقرب وجوه‬
‫ِ‬
‫الكالم‪.‬‬

‫ِ‬
‫الخالية من‬ ‫ِ‬
‫الصريحة في معناها‪،‬‬ ‫فيجب أن يعنَى فيه باختيار األَلفاظ الواضحة‬
‫ّف هذه األَلفاظ في سهولة وجالء‪ ،‬حتى تكون ثوبًا َش ًّفا للمعنَى‬
‫االشتراك‪ ،‬وأن تؤل َ‬
‫مثارا للظنون‪ ،‬ومجاالً للتوجيه والتأْويل‪.‬‬
‫بح ً‬ ‫تص َ‬
‫المقصود‪ ،‬وحتى ال ْ‬
‫ويحسن التنَحي عن المجاز ومحس ِ‬
‫نات البديع في هذا األ ِ‬
‫سلوب‪ ،‬إَالَّ ما يجيء من‬ ‫َ‬
‫س أصالً من أصوله‪ ،‬أو ميزةً من ميزاته‪َّ .‬أما التشبيه الذي‬
‫عفوا‪ ،‬من غير أن يَ َم َّ‬
‫ذلك ً‬
‫يقصد به تقريب الحقائق إِلى األفهام وتوضيحها بذكر مماثلها‪ ،‬فهو في هذا األ ِ‬
‫سلوب‬
‫حسن ٌ‬
‫مقبول‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫لقي عليك األمثلةَ لهذا النوع‪ ،‬فكتب الدراسة التي بين يديك‬
‫ولسنا في حاجة إلى أَن ن َ‬
‫تجري جميعها على هذا النحو من األساليب‪.‬‬

‫َدبي‪:‬‬
‫(‪ )2‬األسلوب األ ُّ‬
‫صوي ٍر‬ ‫ومنشأ جماله ما فيه من ٍ‬
‫خيال رائ ٍع‪ ،‬وتَ ْ‬ ‫ِ‬
‫والجمال أَبْـ َرز صفاته‪ ،‬وأظهر مميزاته‪َ ،‬‬
‫ثوب المحسوس‪،‬‬ ‫األشياء‪ ،‬وإِ ِ‬
‫لباس المعنوي َ‬ ‫َ‬ ‫الشبه البعيدةِ بين‬
‫س لوجوه ِ‬‫وتلم ٍ‬ ‫ٍ‬
‫دقيق‪ُّ ،‬‬
‫وإِظها ِر المحسوس في صورة المعنوي‪.‬‬

‫لمس لها من خياله أسبابًا تثبت‬ ‫ِ‬


‫حقائق العلم‪ ،‬ويتَ َّ‬ ‫ِ‬
‫أسباب‬ ‫وقد يتظاهر األَديب بإنكار‬
‫الغرض الذي يَنشده‪.‬‬
‫َ‬ ‫َدعواه األَدبيةَ‪ ،‬وتقوي‬

‫الوضوح والقوةِ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫األسلوب َ‬ ‫وال َّ‬
‫بد في هذا‬

‫واضحا‬
‫ً‬ ‫ِ‬
‫الخيال‪ ،‬ثم‬ ‫بديع‬ ‫وجملة القول‪ :‬أ َّن هذا األ َ‬
‫سلوب يجب أ ْن يكون جميالً رائعاً َ‬
‫قويًّا‪.‬‬
‫ويظن الناشئون في صناعة األَدب أَنه كلما َكثـر المجاز‪ ،‬و ِ‬
‫كثرت التشبيهات واألخيلة في‬ ‫ُّ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫األسلوب أكثر‬ ‫اد حسنه‪ ،‬وهذا خطأٌ بي ٌن‪ ،‬فإنه ال يذهب بجمال هذا‬ ‫هذا األسلوب ز َ‬
‫ِ‬
‫الصناعة‪.‬‬ ‫شر ِمن تَ ُّ‬
‫عم ِد‬ ‫ف‪ ،‬وال يـ ْف ِسده ٌّ‬
‫من التكلُّ ِ‬

‫الفني هما َم ْو ِطنا هذا األسلوب؛‬


‫والنثر َّ‬
‫الشعر َ‬
‫َ‬ ‫ف أ َّ‬
‫َن‬ ‫السهل عليك أَن تَـ ْع ِر َ‬
‫ِ‬ ‫هذا‪ ،‬ومن‬
‫دهر‪ ،‬وفيهما يبلغ قِ ّمة الفن والجمال‪.‬‬ ‫ففيهما يز ِ‬
‫ْ‬

‫الخطابي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫(‪ )3‬األسلوب‬
‫ِ‬
‫الخصيب‪ ،‬وهنا‬ ‫ِ‬
‫والبرهان‪ ،‬وقوة العقل‬ ‫الحج ِة‬ ‫ِ‬
‫واأللفاظ‪ ،‬وقوة َّ‬ ‫هنا تَـْبـرز قوة المعاني‬
‫ِ‬
‫ولجمال هذا‬ ‫ِ‬
‫واستنهاض هممهم‪،‬‬ ‫يتحدث الخطيب إلى إرادةِ سامعيه إلثارةِ عز ِ‬
‫ائمهم‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األ ِ‬
‫النفوس‪ ،‬ومما يزيد في تأْثير‬ ‫ووصوله إلى قرارة‬ ‫سلوب ووضوحه شأْ ٌن ٌ‬
‫كبير في تأْثيره‬
‫هذا األ ِ‬
‫سلوب منزلة الخطيب في ِ‬
‫نفوس سامعيه وقوة عارضته‪ ،‬وسطوع حجته‪ ،‬ونَـَبرات‬
‫صوته‪ ،‬وحسن إِلقائه‪ ،‬وم ْح َكم إِشارته‪.‬‬

‫ات هذا األسلوب‪ :‬التكرار‪ ،‬واستعمال المترادفات‪ ،‬وضرب األمثال‪،‬‬ ‫ومن أظه ِر مميز ِ‬

‫تتعاقب ضروب التعبي ِر من إِخبا ٍر‬ ‫ذات الرنين‪ ،‬ويحسن فيه أَ ْن‬ ‫ِ‬
‫الجزلة ِ‬ ‫واختيار الكلمات‬
‫َ‬
‫إلى استفهام إلى تعجب إلى استنكار‪ ،‬وأَ ْن تكو َن مواطن الوقف فيه قويةً شافيةً للنفس‪.‬‬

‫*** ***‬
‫علم البيان‬
‫التشبيه‬
‫‪ -1‬أركانه‬

‫القواعد‪:‬‬
‫صفة ْأو أَ ْك َثر‪ ،‬بأَداةٍ ِه َي الكاف‬
‫ت غيـرها في ٍ‬
‫شارَك ْ ْ َ‬
‫ياء َ‬
‫‪ -1‬التَّ ْشبيه‪ :‬بَيان أ َّ‬
‫َن َشْيئًا أ َْو أ ْش َ‬
‫نحوها ملْفوظةً أ َْو ملْحوظةً‪.‬‬ ‫أ َْو ْ‬
‫هي‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫بع‬‫أر‬ ‫‪ -2‬أَركان التَّ ْش ِ‬
‫بيه‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫شبَّه) ب‪( -‬والمشبَّه ِبه)‪ ،‬وهذان يس َّميان طَرفَي الت ِ‬
‫َّشبيه‪.‬‬ ‫أ‪( -‬الم َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الشبَ ِه)‪ ،‬وهي الصفة المشتركة بين الطرفين‪َ ،‬ويَجب أَ ْن تكو َن أَقـ َْوى َوأَظ َْه َر‬ ‫ج‪َ ( -‬وَو ْجه َّ‬

‫فِي الْمشبَّ ِه ِبه ِمْنـها فِي الْم َ‬


‫شبَّ ِه‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫بيه)‪ ،‬وهي ((الكاف)) و ((كأن)) ونحوهما‪.‬‬ ‫د‪( -‬أَداة التَّ ْش ِ‬

‫ِ‬
‫التشبيه‬ ‫‪ -2‬أقسام‬

‫القواعد‪:‬‬

‫ت فِيه األداة‪.‬‬
‫‪ -3‬التشبيه الْم ْر َسل‪ :‬ما ذكِ َر ْ‬
‫‪ -4‬التشبيه الْم َؤَّكد‪ :‬ما ح ِذ ْ‬
‫فت منه األَداة‪.‬‬
‫‪ -5‬التشبيه الْمجمل‪ :‬ما ح ِذف منه وجه ِ‬
‫الشبه‪.‬‬ ‫ْ‬

‫(‪ )1‬أداة التشبيه إما اسم‪ ،‬نحو‪( :‬شبه‪ ،‬ومثل‪ ،‬ومماثل‪ ..‬وما رادفها)‪ ،‬وإما فعل‪ ،‬نحو‪( :‬يشبه‪ ،‬ويماثل‪ ،‬ويضارع‪،‬‬
‫ويحاكى‪ ،‬ويشابه)‪ ،‬وإما حرف‪ ،‬وهو‪( :‬الكاف‪ ،‬وكأن)‪.‬‬
‫صل‪ :‬ما ذكِر فيه وجه ِ‬
‫الشبه‪.‬‬ ‫‪ -6‬التشبيه الْم َف َّ‬
‫َ‬
‫ووجه الشبه (‪.)1‬‬ ‫‪ -7‬التشبيه البليغ‪ :‬ما ح ِذ ْ‬
‫فت منه األَداة َ‬
‫‪ -3‬تَ ْشبيه التّ ِ‬
‫مثيل‬

‫القاعدة‪:‬‬
‫من متعد ٍد‪ ،‬وغ ْيـ َر‬ ‫سمى التشبيه تمثيالً‪ :‬إِذا كان وجه َّ ِ‬
‫الشبه فيه صورةً مْنتَـ َز َعةً ْ‬ ‫‪ -8‬ي َّ‬
‫الشبَ ِه كذلك‪.‬‬ ‫تَ ْمثِيل إِذَا لم يَك ْن ْ‬
‫وجه َّ‬

‫الضمني‬
‫ُّ‬ ‫‪ -4‬التَّ ْشبيه‬

‫القاعدة‪:‬‬

‫شبَّه والمشبَّهَ ِبه في صورةٍ من صوِر‬


‫مني‪ :‬تشبيهٌ ال يوضع فيه الْم َ‬ ‫‪ -9‬التشبيه الض ُّ‬
‫التركِ ِ‬
‫يب‪.‬‬ ‫المعروفة‪ ،‬بل يـل ِ ِ‬
‫ْمحان في ْ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التشبيه‬
‫مكن‪.‬‬ ‫أن الح ْكم الذي أسنِ َد إلَى الم َ ِ‬
‫شبَّه م ٌ‬ ‫ْ‬ ‫وهذا النوع يـ ْؤتَى به لِيفي َد َّ‬

‫ضا‪ :‬إضافة المشبه به‬


‫)) من التشبيه البليغ المصدر المضاف المبين للنوع‪ ،‬نحو‪( :‬راغ روغان الثعلب)‪ ،‬ومنه أي ً‬
‫‪1‬‬

‫للمشبه‪ ،‬نحو‪( :‬لبس فالن ثوب العافية)‪ ،‬وهنا استيفاء لصور التشبيه الذي لم تذكر فيه األداة‪:‬‬
‫ما ذكرت فيه األداة‪ ،‬نحو‪( :‬الماء كاللجين)‪.‬‬
‫أو حذفت والمشبه به خبر‪ ،‬نحو‪( :‬الماء لجـين) و (كان الماء لجينًا)‪.‬‬
‫أو حال‪ ،‬نحو‪( :‬سال الماء لجينًا)‪.‬‬
‫أو مصدر مبين للنوع مضاف‪ ،‬نحو‪( :‬صفا الماء صفاء اللجين)‪.‬‬
‫أو مضاف إلى المشبه‪ ،‬نحو‪( :‬سال لجين الماء)‪.‬‬
‫أو مفعول به ثان لفعل من أفعال اليقين والرجحان‪ ،‬نحو‪( :‬علمت الماء لجينا)‪.‬‬
‫أو صفة على التأويل بالمشتق‪ ،‬نحو‪( :‬سال ماء لجين)‪.‬‬
‫أو أضيف المشبه إلى المشبه به بحيث يكون الثاني بيانًا لألول‪ ،‬نحو‪ :‬ماء اللجين أي ماء هو اللجين‪.‬‬
‫أو بـي َن المشبّه بالمشبه به‪ ،‬نحو‪( :‬جرى ماء من لجين)‪.‬‬
‫ِ‬
‫التشبيه‬ ‫‪ -5‬أغراض‬

‫القاعدة‪:‬‬
‫ِ‬
‫التشبيه كثيرٌة (‪ )1‬منها ما يأْتي‪:‬‬ ‫‪ -10‬أَ ْغ َراض‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين ي ْسنَد إِ ْليه ْأم ٌر م ْست ْغ َر ٌ‬
‫ب ال تزول غرابته إالَّ بذكر‬ ‫ِ‬
‫أ‪ -‬بيان إ ْمكان المشبَّه‪ :‬وذلك ح َ‬
‫ٍ‬
‫شبيه له‪.‬‬
‫ِ‬
‫الصفة قَـْب َل التشبيه فَـيفيده‬ ‫ِ‬
‫معروف‬ ‫غير‬ ‫ِِ‬
‫ب‪ -‬بيان حاله‪ :‬وذلك حينما يكون المشبَّه َ‬
‫الوصف‪.‬‬
‫َ‬ ‫التشبيه‬
‫ِ‬
‫التشبيه َم ْعرفَةً‬ ‫ِ‬
‫الصفة قَـْب َل‬ ‫ج‪ -‬بيان مقدار حالِ ِه‪ :‬وذلك إذا كان المشبَّه مع َ‬
‫روف‬
‫ِ‬
‫الصفة‪.‬‬ ‫مقدار هذه‬ ‫إِ ْجماليَّةً‪ ،‬وكان التشبيه يـبَـين‬
‫َ‬
‫د‪ -‬تَـ ْقرير حالِ ِه‪ :‬كما إذا كا َن ما أ ْسنِ َد إِلى المشبَّه يحتاج إِلى التثبيت وا ِإل ِ‬
‫يضاح بالمثال‪.‬‬
‫شبَّ ِه أو تَـ ْقبيحه‪.‬‬
‫ه‪ -‬تَـ ْزيين الْم َ‬

‫‪ -6‬التشبيه المقلوب‬

‫القاعدة‪:‬‬
‫َقوى‬ ‫ِ‬ ‫‪ -11‬التشبيه المقلوب‪ :‬هو جعل المشبَّ ِه مشبَّـها به باد ِ‬
‫عاء أ َّ‬
‫َن وجهَ الشبه فيه أ َ‬ ‫ً‬
‫وأَظهر‪.‬‬

‫(‪)2‬‬ ‫ِ‬
‫التشبيه وبعض ما أثَِر منه عن العرب والم ْح َدثين‬ ‫‪ -7‬بالغة‬

‫‪ ))1‬األغراض المذكورة في القاعدة ترجع جميعها كما ترى إلى المشبه‪ ،‬وهذا هو الغالب‪ ،‬وقد ترجع إلى المشبه‬
‫به وذلك في التشبيه المقلوب وسيأتي‪.‬‬
‫‪ ))2‬المحدث في اللغة‪ :‬المتأخر‪ .‬والمراد به هنا‪ :‬من جاء بعد عهد العرب الذين يحتج بكالمهم في اللغة‪.‬‬
‫شيء ٍ‬
‫طريف يشبهه‪ ،‬أو‬ ‫نفسه إلى ٍ‬ ‫ِ‬
‫الشيء ِ‬ ‫من‬
‫بك َ‬
‫من أنه ينتقل َ‬
‫تْنشأ بالغة التشبيه ْ‬
‫صورةٍ ٍ‬
‫بارعة تمثله‪.‬‬
‫ممتزجا بقليل أو كثي ٍر من‬
‫ً‬ ‫قليل الخطوِر بالبال‪ ،‬أو‬
‫وكلما كان هذا االنتقال بعي ًدا َ‬
‫وأدعى إلى إعجابها واهتزازها‪.‬‬
‫ع للنفس‪َ ،‬‬
‫الخيال‪ ،‬كان التشبيه أرو َ‬

‫األرض تشبه الكرةَ في الشكل‪ْ ،‬أو إ َّن‬


‫َ‬ ‫قلت‪ :‬فال ٌن يشبه فالنًا في الطُّول‪ ،‬أو إِ َّن‬
‫فإذا َ‬
‫ِ‬
‫للبالغة؛ لظهوِر‬ ‫أثر‬ ‫ِ‬
‫يكن لهذه التشبيهات ٌ‬ ‫بالد اليابان‪ ،‬لم ْ‬‫الجزر البريطانية تشبه َ‬
‫َ‬
‫من الخيال‪.‬‬ ‫ولخلوها َ‬
‫ّ‬ ‫وجه ٍد ٍّ‬
‫أدبي‪،‬‬ ‫المشابهة وعدم احتياج العثور عليها إلى بر ٍ‬
‫اعة ْ‬ ‫ِ‬

‫قصد به البيان واإليضاح وتقريب الشيء إلى األفهام‪ ،‬وأكثر‬


‫من التشبيه ي َ‬
‫وهذا الضرب َ‬
‫ستعمل في العلوم والفنون‪.‬‬
‫ما ي َ‬

‫نجما‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ولكنك تأخذ َك َرْوعة التشبيه حينما تسمع قول المعري يَصف ً‬
‫َ‬
‫مح مقلَة الغَ ِ‬
‫ضبان‬ ‫يسرِع اللّمح في ِ‬
‫احمرا ٍر كما تس ـ * * * ـرِع في اللَّ ِ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫التشبيهات‬ ‫بسرعة ِ‬
‫لمحة الغضبان من‬ ‫ِ‬ ‫لمحات النجم وتأَلَِّقه مع احمرا ِر ضوئِه‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫فإن تشبيهَ‬
‫ومن ذلك قول الشاعر‪:‬‬
‫النادرة التي ال تنقاد إال ألَديب‪ْ ،‬‬

‫الح بَينَـه َّن ابتِ َداع‬


‫بين دجاها * * * سنَ ٌن َ‬
‫وم َ‬ ‫و َّ‬
‫كأن النُّج َ‬

‫بين‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فِإ َّن َ‬


‫جمال هذا التشبيه جاء من شعورك ببراعة الشاعر وح ْذقه في عقد المشابهة َ‬
‫السن ِن‬ ‫ْعة ِ‬
‫الليل بحال ُّ‬ ‫حالتين ما كان يخطر بالبال تشابههما‪ ،‬وهما حالة النجوم في رق ِ‬
‫من أ َّ‬
‫َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جاءت ْ‬
‫البدع الباطلة‪ ،‬ولهذا التشبيه ْروعةٌ أخرى َ‬ ‫الصحيحة متفرقةً بين ِ‬ ‫الدينية‬
‫البدع مظلمةٌ قاتمةٌ‪.‬‬
‫َن َ‬ ‫لماعةٌ‪ ،‬وأ َّ‬ ‫الشاعر تخيّل َّ‬
‫أن السنن مضيئةٌ َّ‬
‫ِ‬
‫التشبيهات قول المتنبي‪:‬‬ ‫وم ِن أبدع‬

‫ُّر ِ‬
‫ب خاتَم ْه‬ ‫ضاع في التـ ْ‬
‫حيح َ‬
‫قوف َش ٍ‬ ‫بَليت بِلى األطْالَ ِل إ ْن لَم ِأق ْ‬
‫ف بِ َها * * * و َ‬

‫ليذكر عه َد َمن كانوا بها‪ ،‬ثم‬ ‫ِ‬


‫والفناء إِذا هو لم ْ‬ ‫يدعو على نفسه بالبِلى‬
‫يقف باألَطالل َ‬
‫أَراد أَ ْن يصوَر لك هيئةَ وقوفِه فقال‪ :‬كما يقف شحيِ ٌح فق َد خاتمه في التراب!‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الذاهل المتحيّ ِر المحزون المط ِرق برأسه‪ ،‬المنتقل ْ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫َم ْن كان يوفّق إلى تصوير حال‬
‫خاتما ثمينًا؟‬ ‫ٍ‬
‫ودهشة‪ِ ،‬‬ ‫مكان إِلى مكان في اضطراب‬
‫شحيح فق َد في التراب ً‬
‫ٍ‬ ‫بحال‬
‫لطال الكالم‪.‬‬
‫من هذا النوع َ‬
‫ورد لك أمثلةً ْ‬
‫ولو أردنا أن ن َ‬

‫***‬

‫هذه هي بالغة التشبيه من حيث مبلَغ طرافته‪ ،‬وبعد مرماه‪ ،‬ومقدار ما فيه من ٍ‬
‫خيال‪،‬‬
‫ِ‬
‫التشبيهات مرتبةً في‬ ‫فأقل‬
‫أيضا‪ُّ ،‬‬
‫َّأما بالغته من حيث الصورة الكالميّة التي يوضع فيها ً‬
‫َن المشبّه عين‬ ‫ألن بالغةَ التشبيه مبنيَّةٌ على ِ‬
‫ادعاء أ َّ‬ ‫البالغة ما ذكِ ْ‬
‫رت أركانه جميعها؛ َّ‬
‫ِ‬
‫حذفت‬ ‫ِ‬
‫االدعاء‪ ،‬فإذا‬ ‫معا يحوالن دو َن هذا‬ ‫ِ‬
‫المشبَّه به‪ ،‬ووجود األداة ووجه الشبه ً‬
‫األَداة وح َد َها‪ ،‬أو وجه الشبه وح َده‪ ،‬ارتفعت درجة التشبيه في البالغة قليالً؛ أل َّ‬
‫َن‬
‫بعض التقوية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ادعاء اتحاد المشبَّه والمشبَّه به َ‬
‫حذف أحد هذين يـ َقوي َ‬
‫أن المشبَّه والمشبَّه به‬‫مبني على ادعاء َّ‬ ‫ِ‬
‫التشبيه فالتشبيه البليغ؛ ألنه ٌّ‬ ‫َّأما أبلغ أنواع‬
‫شيءٌ واح ٌد‪.‬‬
‫***‬

‫هذا‪ ،‬وقد جرى العرب والمح َدثون على تشبيه‪:‬‬


‫ِ‬
‫الجواد‪ :‬بالبحر والمطر‪.‬‬
‫والشجاع‪ :‬باألَسد‪.‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫والوجه الحس ِن‪ :‬بالشمس والقمر‪.‬‬
‫هم الماضي في األمور‪ :‬بالسيف‪.‬‬ ‫والش ِ‬
‫َّ‬
‫والعالي المنز ِلة‪ :‬بالنَّجم‪.‬‬
‫ِ‬
‫بالجبل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والحليم الرزي ِن‪:‬‬
‫ِ‬
‫باألحالم‪.‬‬ ‫واألَماني الكاذبة‪:‬‬
‫الصبيح‪ :‬بالدينار‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والوجه‬
‫الفاحم‪ :‬بالليل‪.‬‬‫ِ‬ ‫والشع ِر‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫والماء الصافي‪ :‬باللُّ َجْي ِن‪.‬‬
‫ِ‬
‫والليل‪ :‬بموج البحر‪.‬‬
‫ِ‬
‫والجيش‪ :‬بالبحر الزاخر‪.‬‬

‫والخي ِل‪ :‬بالريح ْ‬


‫والبرق‪.‬‬ ‫ْ‬
‫بالدرر واألَزها ِر‪.‬‬
‫جوم‪ُّ :‬‬‫والن ِ‬
‫ّ‬
‫َسنان‪ :‬بِالبَـ َرِد واللؤلؤ‪.‬‬
‫واأل ِ‬

‫والسف ِن‪ :‬بالجبال‪.‬‬


‫ِ‬
‫والجداول‪ :‬بالحيّات الملتوية‪.‬‬
‫ولمع السيوف‪.‬‬ ‫شْي ِ‬
‫ب‪ :‬بالنهار ْ‬ ‫وال ّ‬
‫وغ َّرةِ الفرس‪ :‬بالهالل‪.‬‬
‫والذ ِ‬
‫بابة‪.‬‬ ‫ويشبّهون الجبا َن‪ :‬بالنَّعامة ُّ‬
‫واللئيم‪ :‬بالثعلب‪.‬‬
‫َ‬
‫والطائش‪ :‬بال َفراش‪.‬‬
‫َ‬
‫والذليل‪ِ :‬‬
‫بالوتد‪.‬‬ ‫َ‬
‫والقاسي‪ :‬بالحديد والصخر‪.‬‬
‫َ‬
‫والبلي َد‪ِ :‬‬
‫بالحمار‪.‬‬
‫والبخيل‪ :‬باألرض الم ْج ِدبَة‪.‬‬
‫ِ‬

‫***‬

‫ٍ‬
‫فجرى التشبيه بهم‪،‬‬ ‫رجال من العرب بِخالل محمودة‪ ،‬فصاروا فيها ً‬
‫أعالما‪َ ،‬‬ ‫وقد ا ْشتَـ َه َر ٌ‬
‫فيشبَّه‪:‬‬
‫مو َءل‪.‬‬
‫بالس ْ‬
‫الوفي‪َّ :‬‬
‫ُّ‬
‫والكريم‪ :‬بحاتم‪.‬‬
‫مر رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫والعادل‪ :‬بع َ‬
‫باألحنَف‪.‬‬
‫والحليم‪ْ :‬‬
‫بسحبان‪.‬‬
‫والفصيح‪ْ :‬‬
‫س‪.‬‬
‫والخطيب‪ :‬بق ٍّ‬
‫والشجاع‪ْ :‬بعمرو بن َم ْعد يكرب‪.‬‬
‫والحكيم‪ :‬بلقمان‪.‬‬
‫كي‪ :‬بإياس‪.‬‬ ‫َّ‬
‫والذ ُّ‬

‫*** ***‬

‫الحقيقة والمجاز‬
‫اللغوي‬
‫ُّ‬ ‫‪ -1‬المجاز‬

‫القاعدة‪:‬‬

‫ينة‬ ‫ضع لَه‪ ،‬لِع ٍ‬


‫القة‪ ،‬مع قَر ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫وي‪ :‬ه َو اللفظ الم ْستَـ ْع َمل في غير ما و َ‬
‫الم َجاز اللّغَ ُّ‬
‫‪َ -12‬‬
‫الحقيقي‪.‬‬ ‫المعنَى‬ ‫عة ِمن إِر َ ِ‬
‫ٍِ‬
‫ّ‬ ‫ادة ْ‬ ‫مان ْ‬
‫غيرها‪،‬‬
‫شابَهةَ‪ ،‬وقد تكون َ‬
‫قد تكون الم َ‬
‫مجازي ْ‬
‫الحقيقي والمعنى الْ َ‬
‫ّ‬ ‫والعالقة بَـْي َن ال َْم ْعنَى‬
‫َ‬
‫وال َقر َينة قد تكون لفظيةً وقد تكون َحالِيَّةً‪.‬‬

‫‪ -2‬االستعارة التصريحية وال َْمكنيَّة‬

‫القاعدة‪:‬‬
‫أحد طَرفَـْي ِه‪ ،‬فَعالَقتها المشابهة‬
‫ف َ‬‫وهي تَ ْشبيهٌ ح ِذ َ‬ ‫عارة ِم َن المجاز اللُّغَ َّ‬
‫وي‪َ ،‬‬
‫‪ِ ْ -13‬‬
‫االست َ‬
‫دائما‪ ،‬وهي قس ِ‬
‫مان‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫فظ المشبَّه ِبه‪.‬‬ ‫أ‪ -‬تَصريحيةٌ‪ ،‬وهي ما صرح فيها بلَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ّ‬
‫لوازمه‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بشيء ِمن ِ‬ ‫شبَّه ِبه ورِم َز له‬
‫ف فيها الم َ‬ ‫وهي ما ح ِذ َ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ب‪َ -‬مكنيَّةٌ‪َ ،‬‬
‫أصلِيَّ ٍة وتَـبَ ِعيَّ ٍة‬ ‫ِ‬
‫‪ -3‬تَـ ْقسيم االستعارة إِلى ْ‬

‫القواعد‪:‬‬
‫اسما جام ًدا‪.‬‬ ‫ت فيه ً‬ ‫َصلِيّةً إِذا كان اللفظ الذي َج َر ْ‬‫‪ -14‬تَكون االستعارة أ ْ‬
‫ت فيه م ْشتَـ ًّقا أ َْو فِ ْعالً‬‫‪ -15‬تكون االستعارة تَـبَ ِعيّةً إِذا كا َن اللفظ الذي َج َر ْ‬
‫(‪)1‬‬

‫كل تَـبَ ِعيّ ٍة قَر َينتها َمكْنِيَّةٌ‪ ،‬وإذا أ ْجريت االستعارة في واحدةٍ منهما ْامتَـنَ َع إِ ْج َراؤها‬ ‫‪ُّ -16‬‬
‫في األ ْخ َرى‪.‬‬

‫ومجردةٍ‪ ،‬ومطلَ ٍ‬
‫قة‬ ‫‪ -4‬تقسيم االستعارةِ إلى‪َّ :‬‬
‫مرش ٍ‬
‫حة‪َّ ،‬‬

‫‪ ))1‬تقسيم االستعارة إلى أصلية وتبعية عام في االستعارة سواء أكانت تصريحية أم مكنية‪ ،‬ومثال االستعارة‬
‫المكنية التبعية‪( :‬أعجبني إراقة الضارب دم الباغي)‪ ،‬فقد شبه الضرب الشديد بالقتل بجامع اإليذاء في كل‪،‬‬
‫واستعير القتل للضرب الشديد‪ ،‬واشتق منه قاتل بمعنى ضارب ضربًا شدي ًدا‪ ،‬ثم حذف ورمز إليه بشيء من‬
‫لوازمه وهو ا ِإلراقة على طريق االستعارة المكنية التبعية‪.‬‬
‫القواعد‪:‬‬
‫‪ -17‬االستعارة الْم َر َّش َحة‪ :‬ما ذكِ َر معها مالَئم المشبَّ ِه ِبه‪.‬‬
‫المجرَدة‪ :‬ما ذكِ َر معها مالَئم المشبَّ ِه‪.‬‬
‫َّ‬ ‫‪ -18‬االستعارة‬
‫(‪)1‬‬
‫مات المشبَّ ِه به أو المشبَّه‬ ‫ت من مالئِ ِ‬
‫‪ -19‬االستعارة الْمطْلَقة‪ :‬ما َخلَ ْ ْ‬
‫تم االستعارة باستيفائها قَر َينتَها لفظيةً أو‬ ‫‪ -20‬ال يـ ْعَتبَـر الترشيح أو التجريد إِال بَـ ْع َد أ ْن تَ َّ‬
‫يحا‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تجري ًدا‪ ،‬وال قَرينة المكْنية تَـ ْرش ً‬ ‫س َّمى قَرينة التصريحية ْ‬ ‫حاليَّةً‪ ،‬ولهذا ال ت َ‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -5‬االستعارة التمثيليَّة‬

‫القاعدة‪:‬‬
‫ضع له لِعالَقَ ِة المشاب ِ‬
‫هة َم َع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫كيب استـ ْعم َل في غير ما و َ َ‬
‫‪ -21‬االستعارة التمثيلية‪ :‬تر ٌ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ٍِ‬
‫قَر َينة َمانِعة م ْن إِرادة َم ْعناه األ ْ‬
‫َصلي‪.‬‬

‫‪ -6‬بالغة االستعارةِ‬

‫سبق لك أ َّ‬
‫َن بالغة التشبيه آتيةٌ من ناحيتين‪:‬‬
‫األولى‪ /‬طريقة تأْليف أَلفاظه‪.‬‬
‫والثانية‪ /‬ابتكار مشبَّه به بعيد عن األَذهان‪ ،‬ال يجول إِال في نفس ٍ‬
‫أديب وهب اهلل له‬

‫معا‪.‬‬
‫)) من نوع االستعارة المطلقة االستعارة التي تشمل على ترشيح وتجريد ً‬
‫‪1‬‬

‫مثالها في التصريحية‪( :‬نَطَ َق الخطيب بالدرر‪ ،‬براقةً ثمينةً‪ ،‬فارتاحت لها األسماع)‪.‬‬
‫ومثالها في المكنية‪( :‬قصف الموت شبابه قبل أن يـ ْزِه َر ويصل إلى الكهولة)‪.‬‬

‫‪ ))2‬فائدة‪ :‬البد أن يكون كل من المشبه والمشبه به في االستعارة التمثيلية صورة منتزعة من متعدد‪.‬‬
‫[راجع أمثلة االستعارة التمثيلية في الكتاب]‪.‬‬
‫تعرف وجوه َّ‬
‫الشبه الدقيقة بين األَشياء‪ ،‬وأودعه ق ْدرًة على ربط‬ ‫سليما في ُّ‬
‫استعدادا ً‬
‫ً‬
‫وتوليد بعضها من بعض إلى م ًدى ٍ‬
‫بعيد ال يكاد ينتهي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫المعاني‬

‫يتعدى هاتين الناحيتين‪ ،‬فبالغتها من ناحية اللفظ َّ‬


‫أن تركيبها‬ ‫وسر بالغة االستعارة ال َّ‬
‫ُّ‬
‫تخيل صورة جديدة تـْنسيك َرْو َعتها ما‬
‫ويحملك عم ًدا على ُّ‬
‫يدل على تناسي التشبيه‪ْ ،‬‬
‫تضمنه الكالم من تشبيه خفي مستور‪.‬‬
‫َّ‬

‫انظر إِلى قول البحتري في الفتح بن خاقان‪:‬‬

‫ف إلى الع ِ‬
‫ف‪ ،‬علَى العافين حانِي ٍة * * * تَـ ْه ِمي‪ ،‬وطَر ٍ‬
‫اح‬
‫لياء طَ َّم ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫يَ ْسمو بِ َك ٍّ َ‬

‫ب وبلها على العافين السائلين‪،‬‬ ‫ٍ‬


‫سحابة هتَّانة تص ُّ‬ ‫َّلت في صورة‬ ‫ألست ترى َّ‬
‫كفه وقد تمث ْ‬
‫ك عما اختبأَ في الكالم من تشبيه؟‬
‫هلت َ‬ ‫َّ‬
‫وأن هذه الصورة قد تملكت عليك مشاعرك فأ ْذ ْ‬

‫تل غيلةً‪:‬‬
‫سمعت قوله في رثاء المتوكل وقد ق َ‬
‫َ‬ ‫وإذا‬

‫والم ْوت ح ْم ٌر أظافِرْه‬ ‫اضاه اللَّيالي ح َ‬


‫شا َشةً * * * يَجود بها َ‬ ‫ص ِر ٌ‬
‫يع تَـ َق َ‬ ‫َ‬

‫فهل تستطيع أن ت ِبعد عن خيالك هذه الصورة المخيفة للموت‪ ،‬وهي صورة حيوان‬
‫جت أظافره ِ‬
‫بدماء قتاله؟‬ ‫مفترس ضر ْ‬
‫لهذا كانت االستعارة أبلغ من التشبيه البليغ؛ ألَنه ‪-‬وإِن بنى على ِ‬
‫ادعاء َّ‬
‫أن المشبَّه‬ ‫َ‬
‫والمشبَّه به سواءٌ‪ -‬ال يزال فيه التشبيه مْن ِويًّا ملحوظًا بخالف االستعارة فالتشبيه فيها‬
‫أن االستعارة المرشحةَ أبلغ من المطْلَ َق ِة‪َّ ،‬‬
‫وأن‬ ‫سي مجحو ٌد؛ ومن ذلك يظهر لك َّ‬ ‫َمْن ٌّ‬
‫من المجردة‪.‬‬
‫المطلقة أبلغ َ‬

‫ورْو َعة الخيال‪ ،‬وما تحدثه من أَث ٍر في نفوس‬


‫َّأما بالغة االستعارة من حيث االبتكار َ‬
‫فسيح ل ِإلبداع‪ ،‬وميدا ٌن لتسابق المجيدين من فرسان الكالم‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫فمجال‬ ‫سامعيها‪،‬‬
‫***‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ -7‬المجاز المرسل‬

‫القواعد‪:‬‬
‫ِ‬
‫المشابهة‬ ‫َصلي لعالقة غير‬ ‫استـ ْع ِملَ ْ‬
‫ت في غَْير َمعناها األ ْ‬ ‫رسل‪ :‬كلمةٌ ْ‬
‫‪ -22‬المجاز الْم َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ٍ‬
‫َم َع قرينة مانعة من إِرادة المعنَى ْ‬
‫األصلي (‪.)2‬‬
‫المسبَّبيَّة – الجزئية – الكليَّة ‪ -‬ا ْعتبَار‬ ‫‪ِ -23‬م ْن َعالقات المجاز الم ْر َسل‪َّ :‬‬
‫السبَبيَّة – َ‬
‫الم َحليَّة ‪ -‬الحاليَّة‪.‬‬
‫ما كا َن ‪ -‬اعتبار ما يكون – َ‬

‫لي‬
‫الع ْق ّ‬
‫الم َجاز َ‬
‫‪َ -8‬‬

‫القواعد‪:‬‬
‫ٍ‬
‫لعالقة مع‬ ‫العقلي‪ :‬هو إسناد الفعل ْأو ما في معناه إلى غير ما ه َو لَه‬
‫ُّ‬ ‫‪ -24‬المجاز‬
‫الحقيقي‪.‬‬ ‫ينة مانعة من إرادةِ اإلس ِ‬
‫ناد‬ ‫قر ٍ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬

‫‪ ))1‬فائدة‪ :‬المرسل‪ :‬المطلق‪ ،‬وإنما سمي هذا المجاز مرسالً ألنه أطلق فلم يقيد بعالقة خاصة‪.‬‬
‫‪ ))2‬ومن المجاز المرسل نوع يقال له‪ :‬المجاز المرسل المركب‪ ،‬وهو كل تركيب استعمل في غير ما وضع له‬
‫لعالقة غير المشابهة‪ ،‬وذلك كالجمل الخبرية المستعملة في اإلنشاء للتحسر وإظهار الحزن‪ ،‬كما في قول ابن‬
‫َّ‬
‫وانبت بيني وبينه نسبه) فهذا البيت مجاز مرسل مركب‪ ،‬عالقته السببية‬ ‫فعز َمطْلَبه * * *‬
‫الرومي‪( :‬بان شبابي َّ‬
‫والقرينة حالية‪ ،‬فإن ابن الرومي ال يريد اإلخبار‪ ،‬ولكنه يشير إلى ما استحوذ عليه من الهم والحزن بسبب فراق‬
‫الشباب‪.‬‬
‫الفعل أو زمانِه أو مكانِه أو مصد ِره‪ ،‬أو‬
‫ب ِ‬ ‫المجازي‪ :‬يكون إلى َسبَ ِ‬
‫ُّ‬ ‫‪ -25‬ا ِإل ْسناد‬
‫بإسناد المبني للفاعل إلى المفعول أو المبني للمفعول إلى ِ‬
‫الفاعل‪.‬‬ ‫ِ‬

‫المرسل‪ ،‬والمجا ِز العقلي‬


‫ِ‬ ‫‪ -9‬بالغة المجا ِز‬

‫المقصود‬
‫َ‬ ‫أيت أنها في الغالب تؤدي المعنَى‬
‫والعقلي ر َ‬
‫ّ‬ ‫المرسل‬
‫إذا تأملت أنواع المجاز َ‬
‫أوجز من أ ْن‬
‫الجيش) أو (قَـ َّرَر المجلس كذا) كان ذلك َ‬
‫َ‬ ‫هزم القائد‬
‫بإيجاز‪ ،‬فإذا قلت‪َ ( :‬‬
‫شك َّ‬
‫أن اإليجاز‬ ‫تقول‪( :‬هزم جنود ِ‬
‫القائد الجيش)‪ ،‬أو (قرر أهل المجلس كذا)‪ ،‬وال َّ‬ ‫َ‬
‫ضرب من ضروب البالغة‪.‬‬
‫ٌ‬

‫مظهر آخر للبالغة في هذين المجازين هو المهارة في تخير العالقة بين المعنى‬
‫وهناك ٌ‬
‫خير تصوير‬
‫صوًرا للمعنى المقصود َ‬
‫األصلي والمعنى المجازي‪ ،‬بحيث يكون المجاز م َ‬
‫كما في إطالق العين على الجاسوس‪ ،‬واألذن على سريع التأثر بالوشاية‪ ،‬والخف‬
‫والحافر على الجمال والخيل في المجاز المرسل‪ ،‬وكما في إسناد الشيء إلى سببه أو‬
‫القوي والمكان‬
‫ُّ‬ ‫مكانه أو زمانه في المجاز العقلي‪ ،‬فإن البالغة ت ِ‬
‫وجب أ ْن يختار السبب‬ ‫ّ‬
‫والزمان المختصان‪.‬‬

‫والعقلي ال تخلو من مبالغة‬ ‫وإذا َدق ْقت النظر رأيت َّ‬


‫أن أغلب ضروب المجاز المرسل‬
‫ّ‬
‫ائعا خالَّبًا‪ ،‬فإطالق الكل على الجزء مبالغة‪ ،‬ومثله‬ ‫ِ‬
‫بديعة ذات أثر في جعل المجاز ر ً‬
‫كل ٍ‬
‫شيء‪ .‬أو‬ ‫فم) تريد أنه ش ِرهٌ ي ْل ِتقم َّ‬
‫إطالق الجزء وإرادة الكل‪ ،‬كما إذا قلت‪( :‬فالن ٌ‬
‫فتبالغ فتجعله كلَّه أن ًفا‪.‬‬
‫َ‬ ‫ص َفه بِ ِعظم األَنف‬
‫أنف) عندما تريد أن تَ ِ‬
‫(فال ٌن ٌ‬

‫*** ***‬
‫الكناية‬
‫القواعد‪:‬‬
‫ظ أطْلِ َق وأري َد به الزم َم ْعناه َم َع َج َوا ِز إِرادةِ ذلك المعنَى‪.‬‬ ‫‪ِ -26‬‬
‫الكنايَة‪ :‬لف ٌ‬
‫الكناية باعتبا ِر الم ْكني عنه ثالثةَ ٍ‬
‫أقسام‪َّ ،‬‬
‫فإن المكنَّى عنه قد يَكون‬ ‫‪ -27‬تَـْنـ َق ِسم ِ‬

‫سبةً (‪.)1‬‬‫ص َفةً‪ ،‬وقد يَكون موصوفًا‪ ،‬وقد يَكون نِ ْ‬ ‫ِ‬

‫الك ِ‬
‫ناية‬ ‫بالغة ِ‬

‫تلويحا‪.‬‬
‫)) إذا كثرت الوسائط في الكناية نحو‪( :‬كثير الرماد)‪ ،‬سميت ً‬
‫‪1‬‬

‫رمزا‪.‬‬ ‫وخ ِف ْ‬
‫يت نحو‪( :‬فالن من المستريحين) كناية عن الجهل والبالهة‪ ،‬سميت ً‬ ‫وإن قلَّت َ‬
‫وإن قلت الوسائط‪ ،‬ووضحت أو لم تكن سميت إيماء وإشارة‪ ،‬نحو‪( :‬الفضل يسير حيث سار فالن) كناية عن‬
‫نسبة الفضل إليه‪.‬‬
‫أخر يفهم من السياق‪ ،‬كأن تقول‬
‫معنى َ‬
‫ومن الكناية نوع يسمى التعريض‪ ،‬وهو أن يطلق الكالم ويشار به على ً‬
‫كافورا‪:‬‬
‫لشخص يضر الناس‪( :‬خير الناس أنفعهم للناس)‪ ،‬وكقول المتنبي يعرض بسيف الدولة وهو يمدح ً‬
‫خالصا من األذى * * * فال الحمد مكسوبًا وال المال باقيا)‪.‬‬
‫ً‬ ‫(إذا الجود لم يرزق‬
‫وصفت‬ ‫صل إليها إال من لَطف طبعه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫البالغة‪ ،‬وغايةٌ ال ي ِ‬ ‫ظه ٌر من مظاهر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الكناية‪َ :‬م َ‬
‫قريحته‪ ،‬والس ُّر في بالغتها أنها في صور كثيرةٍ تع ِط َ‬
‫يك الحقيقةَ‪ ،‬مصحوبةً بدليلها‪،‬‬
‫والقضية وفي طَيـ َها بـ ْرَهانها‪ ،‬كقول البحتري في المديح‪:‬‬

‫الصدوِر‪ ،‬م َحبَّ ِ‬


‫ب‬ ‫حظ ِمن َحيث َما بَ َدا * * * له ْم َع ْن َم ٍ‬
‫هيب في ُّ‬ ‫ضل اللَّ ِ‬
‫يَـغضُّو َن فَ ْ َ‬
‫للممدوح‪َ ،‬و َهيبتِ ِه ْم إيَّاه بغَض األبصا ِر الذي هو في الحقيقة‬
‫ِ‬ ‫فإنه َكنَّى عن إكبار الناس‬
‫ِ‬
‫الصفة‬ ‫ِ‬
‫الكنايات عن‬ ‫واإلجالل‪ ،‬وتظهر هذه الخاصة جليةً في‬ ‫ِ‬ ‫برها ٌن على الهيبة‬
‫ِ‬
‫والنسبة‪.‬‬

‫لك المعاني في صور المحسوسات (‪ ،)1‬وال َّ‬


‫شك‬ ‫ضع َ‬ ‫ومن أسباب ِ‬
‫بالغة الكناية‪ :‬أنها تَ َ‬
‫لك‬
‫وج َع َ‬
‫هر َك َ‬ ‫لألمل أو اليأْ ِ‬
‫س بَ َ‬ ‫أنَ هذه خاصة الفنون‪َّ ،‬‬
‫فإن المصوَر إذا رسم لك صورةً ِ‬
‫ملموسا‪.‬‬
‫ً‬ ‫واضحا‬
‫ً‬ ‫كنت تَـ ْعجز عن التعبير عنه‬
‫ترى ما َ‬

‫من غي ِر أ ْن‬ ‫الكناية‪ :‬أنها تمكنك من أ ْن تَ ْش ِفي غلََّتك من ْ ِ‬


‫ِ‬
‫خصمك ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ومن خواص‬
‫يسمى بالتعر ِ‬
‫يض‪.‬‬ ‫ش وجهَ األدب‪ ،‬وهذا النوع َّ‬ ‫ِ‬
‫تجعلَ له إليك سبيالً‪ ،‬ودون أ ْن تَ ْخد َ‬

‫ومن أوضح ميزات الكناية‪ :‬التعبير عن القبيح بما ت ِسيغ اآلذان َ‬


‫سماعه‪ .‬وأمثلة ذلك‬
‫جدا في القرآن الكريم وكالم العرب‪ ،‬فقد كانوا ال يعبرون عما ال يحسن ذكره َّإال‬
‫كثيرة ًّ‬
‫ضة والشاة‪.‬‬ ‫بالكناية‪ ،‬وكانوا َّ‬
‫لشدة ن ْخوتهم يَكْنون عن المرأة بالبَـْي َ‬
‫البيان في ِ‬
‫تأدية المعاني‬ ‫علم ِ‬ ‫أثر ِ‬

‫حسات])‪.‬‬
‫‪( ))1‬في نسخة مؤسسة الرسالة ناشرون‪[ :‬الم َّ‬
‫بأساليب عديدة‪ ،‬وطرائق‬
‫َ‬ ‫علم البيان‪َّ :‬‬
‫أن معنًى واح ًدا يستطاع أداؤه‬ ‫ظهر لك من دراسة ِ‬
‫َ‬
‫مختلفة‪ ،‬وأنّه قد يوضع في صورة ر ٍ‬
‫ائعة من صور التشبيه أو االستعارة‪ ،‬أو المجاز‬ ‫ٍ‬

‫المرسل‪ ،‬أو العقلي‪ ،‬أو الكناية‪.‬‬

‫فقد يصف الشاعر إنساناً بــ(الكرم) فيقول‪:‬‬

‫صنَع‬ ‫يريد الملوك َمدى َجع َف ٍر * * * وال يَ ْ‬


‫صنَعو َن كما يَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بأوسع ِهم في الغنَى * * * ولك َّن َم ْعروفَه َ‬
‫أوسع‬ ‫س ْ‬‫َولَْي َ‬
‫جدا‪ ،‬مع أنه لم يـ ْق ِ‬
‫ص ْد فيه إلى تشبيه أو مجاز‪ ،‬وقد وصف الشاعر فيه‬ ‫كالم بلي ٌغ ًّ‬
‫وهذا ٌ‬
‫َ‬
‫الملوك يريدون أن يبلغوا منزلته‪ ،‬ولكنهم ال يشترو َن الحمد بالمال‬
‫َ‬ ‫ممدوحه بالكرم‪َّ ،‬‬
‫وأن‬
‫بأكثر ماالً‪.‬‬
‫كما يفعل‪ ،‬مع أنه ليس بأغنَى منهم‪ ،‬وال َ‬

‫ِ‬
‫بالكرم إلى أ ٍ‬
‫سلوب آخر‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫وقد يع ِمد الشاعر عند الوصف‬

‫ودا ويـبـعث للب ِ‬


‫عيد َس َحائِبَا‬ ‫ِ‬ ‫كالبح ِر ي ِ‬
‫قذف لل َقر ِ‬
‫يب َجواه ًرا * * * ج ً َ ْ َ َ‬ ‫َْ َ‬

‫الممدوح والبح ِر الذي‬


‫ِ‬ ‫اهي بين‬
‫يض َ‬‫بخيالك إلى أن َ‬
‫َ‬ ‫الممدوح‪ :‬بالبحر‪ ،‬ويَ ْدفَع‬
‫َ‬ ‫فيشبه‬
‫السحائب للبعيد‪.‬‬ ‫يب‪ ،‬ويرسل‬ ‫ِ‬
‫يقذف الدرر للقر ِ‬
‫َ‬

‫أو يقول‪:‬‬

‫هو البحر ِمن أي النواحي أتَـيته * * * فل َّجته المعروف والجود س ِ‬


‫احله‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َْ ْ‬
‫ِ‬
‫وادعاء المماثلة‬ ‫يدعي أنه البحر نفسه‪ ،‬وينكر التشبيهَ نكرانًا َّ‬
‫يدل على المبالغة‬ ‫ف َّ‬
‫الكاملة‪.‬‬

‫أو يقول‪:‬‬

‫الجبَ ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ماء قـنَّة َ‬
‫كيف ت ْمسك ً‬
‫عال فَما يَ ْستَق ُّر الْمال في يده * * * و ْ‬
‫ِ‬
‫تفع الكالم إلى مرتبة أعلى في البالغة‪،‬‬ ‫إليك التشبيه‪ :‬من طر ٍيق خف ٍّي‪ ،‬لير َ‬
‫فيرسل َ‬
‫ِ‬
‫التشبيه الضمني دليالً على دعواه‪ ،‬فإنه ادَّعى‪ :‬أنه لعلو منزلته ينحدر‬ ‫وليجعل لك من‬
‫َ‬
‫الجبَ ِل؟)‪.‬‬
‫ماء قـنَّة َ‬
‫كيف ت ْمسك ً‬ ‫المال من يديه‪ ،‬وأقام على ذلك برهانًا فقال‪( :‬و ْ‬

‫أو يقول‪:‬‬

‫ض ٍّن وتـ ْعطَي بِالَ من‬


‫ساق بالَ َ‬ ‫النهر حتى ِخلْته ِمْن َ‬
‫ك أنْـع ًما * * * ت َ‬ ‫َج َرى ْ‬

‫ماء النهر بنعم‬


‫فيقلب التشبيه زياد ًة في المبالغة‪ ،‬وافتنانًا في أساليب اإلجادة‪ ،‬ويشبه َ‬
‫ِ‬
‫الفياض‪.‬‬ ‫شبَّه النعم بالنهر‬
‫الممدوح‪ ،‬بعد أ ْن كان المألوف‪ ،‬أن ت َ‬

‫أو يقول‪:‬‬

‫الغم َام ِة تَـ ْه ِمي و ْه َي تَأْتلِق‬


‫ص ْوب َ‬
‫سما * * * َ‬
‫ال مْبتَ ً‬
‫الم َ‬
‫حين يـ ْعطي َ‬
‫كأنه َ‬

‫ويعطيك صورًة رائعةً‪ ،‬تمثل لك حالةَ الممدوح وهو يجود‪،‬‬


‫َ‬ ‫ِ‬
‫التشبيه المرَّكب‪،‬‬ ‫فيعمد إلى‬
‫وابتسامة السرور تعلو شفتيه‪.‬‬
‫أو يقول‪:‬‬

‫وأقـْبل يم ِشي في البِس ِ‬


‫اط فَما َد َرى * * * إلى البَ ْح ِر يَ ْس َعى ْأم إلى البَ ْد ِر يَـ ْرتَقي‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َْ‬

‫داخال على سيف الدولة‪ ،‬فَـيَـْنـ َزع في وصف الممدوح بالكرم‬


‫يصف حال رسول الروم ً‬
‫ِ‬
‫التشبيه‪،‬‬ ‫علمت‪ -‬مبنيةٌ على تناسي‬‫َ‬ ‫إلى االستعارة التصريحية‪ ،‬واالستعارة ‪-‬كما‬
‫والمبالغة فيها أعظم‪ ،‬وأثرها في النفوس أبلغ‪.‬‬

‫أو يقول‪:‬‬

‫له‬
‫ف آم ْ‬
‫سانه َكْي َ‬ ‫َد َع ْوت نَ َداه َد ْع َوةً فأجابَنِي * * * و َعلَّ َمنِي ْ‬
‫إح َ‬
‫ٍ‬
‫بشيء من‬ ‫بإنسان‪ ،‬ثم ِ‬
‫يحذف المشبَّه به‪ ،‬ويرمز إليه‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫وإحسانه‬ ‫ِ‬
‫ممدوحه‬ ‫شبه نَدى‬
‫في َ‬
‫ِ‬
‫ضروب المبالغةِ التي تساق االستعارة ألجلها‪.‬‬ ‫ضرب آخر من‬ ‫ِ‬
‫لوازمه‪ ،‬وهذا ٌ‬

‫أو يقول‪:‬‬

‫الس َواقِيا‬
‫استَـ َق َّل َّ‬
‫الب ْح َر ْ‬
‫ص َد ْ‬
‫‪َ * * * . . .‬وَم ْن قَ َ‬

‫عم ْن هو دونه‪ ،‬كما‬


‫ممدوحه استغنى َّ‬
‫َ‬ ‫ثل‪ ،‬ويصور لك َّ‬
‫أن من قصد‬ ‫فيرسل العبارةَ كأنَّها َم ٌ‬
‫َّ‬
‫أن قاص َد البح ِر ال يأبه للجداول‪ ،‬فيعطيك استعارة تمثيليةً‪ ،‬لها روعةٌ‪ ،‬وفيها ٌ‬
‫جمال‪،‬‬
‫وهي فوق ذلك تحمل برهانًا على صدق دعواه‪ ،‬وتؤيد الحال الذي يَ َّدعيها‪.‬‬
‫أو يقول‪:‬‬

‫ساري‬ ‫ِ‬ ‫ض َرتِ َها * * * واقـْتَ َّ‬


‫ص جودك م ْن فَق ِري وإ ْع َ‬ ‫ك أيّ ِامي لِنَ ْ‬
‫اد يَـ ْوم َ‬
‫أع َ‬
‫َ‬
‫فيسند الفعل إلى اليوم‪ ،‬وإلى الج ِ‬
‫ود‪ ،‬على طريقة المجاز العقلي‪.‬‬ ‫َ‬

‫أو يقول‪:‬‬

‫لكن يسير الجود حيث يسير‬


‫ازه جو ٌد‪ ،‬وال َح ّل دونَه * * * َو ْ‬
‫فَما َج َ‬

‫دائما؛ ألنه بَ َدل أن‬ ‫بكناية عن ِ‬


‫نسبة الكرم إليه‪ ،‬بادعاء َّ‬ ‫ٍ‬
‫الجود يسير معه ً‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫فيأتي‬
‫سار‪.‬‬ ‫يم‪ ،‬ا ّدعى َّ‬
‫أن الكرم يسير معه أينما َ‬ ‫يحكم بأنه كر ٌ‬

‫النفس‪ ،‬وحس ِن تصوي ِر المعنى‪ ،‬فوق ما يجده‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البالغة‪ ،‬والتأثي ِر في‬ ‫ولهذه الكناية من‬
‫ِ‬
‫ضروب الكالم‪.‬‬ ‫السامع في غيرها من بعض‬
‫َّ‬
‫عشر أسلوبًا‪ ،‬كلٌّ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫المستطاع التعبير عن وصف إنسان بالكرم بأربعةَ َ‬ ‫ِ‬ ‫فأنت ترى أنه من‬‫َ‬
‫كثيرة أخرى في هذا المعنى؛ َّ‬
‫فإن‬ ‫له جماله‪ ،‬وحسنه‪ ،‬وبراعته‪ ،‬ولو نشاء ألتينا بأساليب ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬
‫األدب افتنانًا وتولي ًدا لألساليب والمعاني‪ ،‬ال يكاد ينتهي إلى حدٍّ‪ ،‬ولو‬ ‫ِ‬
‫ورجال‬ ‫للشعر ِاء‬
‫احي في صفات أخرى‪،‬‬ ‫أردنا ألوردنا لك ما يقال من األساليب المختلفة المن ِ‬
‫ََ‬
‫صد إلى اإلطالة‪ ،‬ونعتقد أنك عند‬ ‫كالشجاعة‪ ،‬واإلباء‪ ،‬والحزم وغيرها‪ ،‬ولكنَّا لم نَـ ْق ِ‬

‫وستَ ْد َهش ل ْل َم َدى‬


‫اهرا‪َ ،‬‬
‫بي واآلثار األدبية‪ ،‬ستجد بنفسك هذا ظ ً‬ ‫الشعر العر ّ‬
‫َ‬ ‫قراءتك‬
‫غي‪ ،‬واإلبداع في صوغ‬ ‫ِ‬
‫البعيد الذي وصل إليه العقل اإلنساني في التصوير البال ّ‬
‫األساليب‪.‬‬
‫هذه األساليب المختلفة التي َيؤدَّى بها المعنى الواحد هي موضع بحث علم البيان‪،‬‬
‫وال أظنك تفهم أن القدرة على صوغ هذه األساليب البديعة موقوفة على علم البيان؛‬
‫ألن االفتنان في التعبير ال يتوقف على درس قواعد البالغة‪ ،‬وإنما يصبح المرء كاتبًا‬
‫مجي ًدا‪ ،‬أو شاعرا ِ‬
‫مبد ًعا أو خطيبًا م َؤثـ ًرا‪ ،‬بكثرة القراءة في كتب األدب وحفظ آثار‬ ‫ً‬
‫العرب‪ ،‬وبنقد الشعر وتفهمه‪ ،‬ودراسة النثر الفني وتذوق أسراره؛ بهذا ترسخ فيه ملكةٌ‬
‫طبع سليم وفطرةٌ‬
‫دفعا إلى اإلحسان واإلجادة‪ ،‬والبد أن يعاضد هذه الملكة ٌ‬
‫تدفعه ً‬
‫حساسة تكون معينةً لهذه الملكة وظهيرة لها‪.‬‬

‫ولكنَّا بعد كل هذا ال نستطيع أن نجحد فائدة علم البيان واإللمام بقوانينه‪ ،‬فإنه بما‬
‫لتعرف أنواعها‪ ،‬ودراسة أدبية للفحص‬
‫يفصل من الفروق بين األساليب ميزان صحيح ُّ‬
‫عن كل أسلوب وتبيُّن سر البالغة فيه‪.‬‬

‫*** ***‬
‫علم المعاني‬

‫ِ‬
‫الكالم إلى َخبَ ٍر وإنشاء‬ ‫تَـ ْق ِسيم‬
‫القواعد‪:‬‬
‫شاءٌ‪:‬‬‫‪ -28‬الْكالم قِ ْسمان‪َ :‬خبَـ ٌر وإنْ َ‬
‫كاذب‪ ،‬فِإ ْن كا َن الكالم مطَاب ًقا‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫صاد ٌق فيه أو ٌ‬ ‫فالخبَـر‪ :‬ما يَص ُّح أَ ْن يـ َقاَ َل ل َقائله‪ :‬إِنَّه َ‬
‫أ‪َ -‬‬
‫ابق لَه كان قَائِله كاذبًا (‪.)1‬‬
‫صادقًا‪َ ،‬وإِ ْن كا َن غَ َير مطَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للواق ِع كان قائله َ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ال لَِقائِلِه‪ :‬إِنَّه ِ ِ ِ‬ ‫شاء‪ :‬ما ال ي ِ‬
‫صاد ٌق فيه أَو َكاذ ٌ‬‫َ‬ ‫ص ُّح أَ ْن يـ َق َ‬ ‫َ‬ ‫ب‪ -‬واإلنْ َ‬

‫كوم عليه‪َ ،‬وَم ْحكوم ِبه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬


‫‪ -29‬لكل ج ْملة م ْن ج َمل الْ َخبَر وا ِإلنشاء رْكنَان‪َ :‬م ْح ٌ‬
‫ض ِ‬
‫اف إِلَْي ِه‬ ‫ذلك غَْير الْم َ‬ ‫سمى األََّول م ْسنَ ًدا إليه‪ ،‬والثاني م ْسنَ ًدا ‪َ ،‬وَما َز َ‬
‫اد َعلَى َ‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫َوي َّ‬
‫والصلَ ِة فَـه َو قَـْي ٌد (‪.)5( )4‬‬

‫‪ ))1‬الخبر إما جملة اسمية وإما جملة فعلية‪ ،‬فالجملة االسمية تفيد بأصل وضعها ثبوت شيء لشيء ليس غير‪،‬‬
‫فإذا قلت‪( :‬الهواء معتدل) لم يفهم من ذلك سوى ثبوت االعتدال للهواء من غير نظر إلى حدوث أو استمرار‪،‬‬
‫وقد يكتنفها من القرائن ما يخرجها عن أصل وضعها فتفيد الدوام واالستمرار‪ ،‬كأن يكون الكالم في معرض‬
‫المدح أو الذم‪ ،‬ومن ذلك قوله تعالى‪{ :‬وإنك لعلى خلق عظيم}‪ .‬أما الجملة الفعلية فموضوعة إلفادة الحدوث‬
‫في زمن معين مع االختصار‪ ،‬فإذا قلت‪( :‬أمطرت السماء) لم يستفد السامع من ذلك إال حدوث اإلمطار في‬
‫الزمن الماضي‪ ،‬وقد تفيد االستمرار التجددي بالقرائن كما في قول المتنبي‪:‬‬
‫(تدبّر شر َق األرض والغرب في َك ُّفه * * * وليس لها ً‬
‫يوما عن المجد َشاغل) فإن المدح قرينة دالة على أن‬
‫التدبير أمر مستمر متجدد آنًا فآنًا‪.‬‬
‫مفردا أو جملة اسمية‪،‬‬
‫والجملة االسمية ال تفيد الثبوت بأصل وضعها وال االستمرار بالقرائن‪ ،‬إال إذا كان خبرها ً‬
‫أما إذا كان خبرها جملة فعلية فإنها تفيد التجدد‪.‬‬
‫‪ ))2‬مواضع المسند إليه‪ :‬الفاعل ونائبه والمبتدأ الذي له خبر‪ ،‬وما أصله المبتدأ كاسم كان وأخواتها‪.‬‬
‫‪ ))3‬مواضع المسند هي‪ :‬الفعل التام‪ ،‬والمبتدأ المكتفى بمرفوعه‪ ،‬وخبر المبتدأ‪ ،‬وما أصله خبر المبتدأ كخبر‬
‫كان وأخواتها‪* ،‬واسم الفاعل‪ ،‬والمصدر النائب عن فعل األمر‪.‬‬
‫* (في نسخة مؤسسة الرسالة ناشرون‪[ :‬واسم الفعل])‪.‬‬
‫‪ ))4‬القيود هي أدوات الشرط‪ ،‬والنفي‪ ،‬والمفاعيل‪ ،‬والحال‪ ،‬والتمييز‪ ،‬والتوابع‪ ،‬والنواسخ‪.‬‬
‫‪ ))5‬فائدة‪ :‬تنقسم الجملة عند علماء المعاني إلى (جملة رئيسية) و (جملة غير رئيسية)‪.‬‬
‫واألولى‪ /‬هي المستقلة التي لم تكن قي ًدا في غيرها‪.‬‬
‫والثانية‪ /‬ما كانت قي ًدا في غيرها وليست مستقلة بنفسها‪ ،‬كجملة فعل الشرط‪ ،‬وجملة الصفة‪ ،‬وجملة الحال‪،‬‬
‫ال َخبَـر‬
‫‪ -1‬الغرض ِمن إل َقاء َ‬
‫الخبر‬

‫القواعد‪:‬‬

‫ألح ِد َغ َر َ‬
‫ضْين‪:‬‬ ‫الخب ِر أن يل َقى َ‬
‫َصل في َ‬
‫‪ -30‬األ ْ‬
‫س َّمى ذلك الْحكْم فَائِ َد َة الْ َخبر‪.‬‬
‫ض َّمنَْته الج ْملَة‪َ ،‬وي َ‬
‫ْم الذي تَ َ‬
‫ب الحك َ‬ ‫أ‪ -‬إِفَ َ‬
‫ادة المخاطَ ِ‬
‫الزم الفائِ َدةِ‪.‬‬
‫س َّمى ذلك َ‬ ‫ْم‪ ،‬وي َ‬‫عالم بالحك ِ‬‫أن المتكلم ٌ‬ ‫ب‪ -‬إفَادة المخاطَ ِ‬
‫ب َّ‬

‫اض أ ْخ َرى تـ ْف َهم ِم َن السيَاق‪ِ ،‬مْنـ َها َما يَأتي‪:‬‬


‫الخبَـر أل ْغ َر ٍ‬
‫‪ -31‬قَ ْد يـ ْل َقى َ‬
‫سر‪.‬‬ ‫ف‪ .‬ج‪ -‬إظ َْهار التَّ َح ُّ‬ ‫االستِ ْر َحام‪ .‬ب‪ -‬إِظ َْهار َّ‬
‫الض ْع ِ‬ ‫أ‪ْ -‬‬
‫الس ْعي والجد‪.‬‬ ‫الح ُّ‬
‫ث على َّ‬ ‫د‪ -‬ال َف ْخر‪ .‬هـ‪َ -‬‬

‫الخب ِر‬
‫ضرب َ‬
‫‪ -2‬أَ ْ‬

‫القواعد‪:‬‬

‫ب ثَالث حاالت‪:‬‬ ‫اط ِ‬‫‪ -32‬لِلْم َخ ِ‬

‫الخبَـر خاليًا ِم ْن‬


‫ْم‪ ،‬وفي هذه الحال يـ ْل َقى إلَْي ِه َ‬ ‫أ‪ -‬أَن يَكو َن َخالِي الذ ْه ِن ِم َن الْحك ِ‬
‫َ‬
‫س َّمى هذا الض َّْرب من ال َخبر ابتدائيَّاً‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أدوات التوكيد‪ ،‬وي َ‬
‫ص َل إلى اليقين في َم ْع ِرفَتِ ِه‪ ،‬وفي هذه الحال‬ ‫كم طالباً أَ ْن ي ِ‬
‫َ‬ ‫ب‪ -‬أن يكو َن م َترد ًدا في الح ِ‬
‫س َّمى هذا الض َّْرب طلبيًّا‪.‬‬ ‫ِ َّ ِ ِ‬
‫يَ ْحسن توكيده له ليَتَ َمك َن م ْن نَفسه‪ ،‬وي َ‬

‫وجملة الخبر‪ ،‬والجملة التفسيرية‪ ،‬والجملة الواقعة مفعوالً‪.‬‬


‫والجمل الرئيسية هي المعول عليها في علم المعاني‪.‬‬
‫ْخبَر بمؤَّك ٍد أ َْو أَ ْكثَـ َر على‬
‫كرا له‪ ،‬وفي هذه الحال يَجب أَ ْن يؤَّك َد ال َ‬
‫ج‪ -‬أَ ْن يَكون مْن ً‬
‫(‪.)1‬‬
‫س َّمى هذا الض َّْرب إِنكاريًّا‬
‫وض ْع ًفا‪َ ،‬وي َ‬ ‫سب إِنكاره ّ‬
‫قوةً َ‬ ‫َح َ‬
‫َن‪ ،‬وال َقسم‪ ،‬والَم االبتِ َد ِاء‪ ،‬ونونَا التَّـو ِ‬
‫كيد‪،‬‬ ‫كثيرةٌ منها‪ :‬إِ َّن‪ ،‬وأ َّ‬ ‫‪ -33‬لِتـوكِ ِ‬
‫يد الْ َخبَ ِر َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وات َ‬ ‫أد ٌ‬ ‫َْ‬
‫الش ْر ِطيَّة‪.‬‬
‫الزائِ َدة‪ ،‬وقَ ْد‪ ،‬و َّأما َّ‬
‫ف التَّـْنبيه‪ ،‬والْحروف َّ‬ ‫وأَحر ِ‬
‫ْ‬

‫ضى الظّاهر‬
‫‪ -3‬خروج الخبَر عن مقتَ َ‬

‫القواعد‪:‬‬

‫يد لِ َخالِي الذ ْه ِن‪ ،‬وم َؤَّك ًدا ْ ِ‬


‫ْخبـر خالِيا من التـَّوكِ ِ‬ ‫ِ‬
‫سانًا للسائل‬
‫است ْح َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫‪ -34‬إِذَا ألْق َي ال َ َ‬
‫ضى الظَّ ِ‬
‫اهر‪.‬‬ ‫نكر‪ ،‬كان ذلك الخبر جاريًا َعلَى م ْقتَ َ‬ ‫المترد ِد‪ ،‬ومؤَّك ًدا وجوباً لِلْم ِ‬
‫َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الخبَـر َعلَى خالف ما يَـ ْقتَضيه الظَّاهر العتبارات يَـل َ‬
‫ْحظها المت َكلم‪،‬‬ ‫‪ -35‬وقد يَ ْجري َ‬
‫ومن ذلك ما يأتي‪:‬‬
‫ْ‬
‫أ‪ -‬أَ ْن يـنَـ َّز َل خالي الذ ْهن َمْنزلَةَ السائل المتَـ َرد ِد إذَا تَـ َق َّد َم فِي الكالم ما ي ِشير إِلى حك ِ‬
‫ْم‬ ‫َ‬
‫الخبَ ِر‪.‬‬
‫َ‬
‫عل غَْيـر الْمْنك ِر كالْمْن ِكر لِظهور أمارات ا ِإلنكار َعلَْي ِه‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أَ ْن ي ْج َ‬
‫ع َع ْن‬ ‫جـ‪ -‬أَ ْن يجعل الْمْن ِكر َكغَي ِر الْمْن ِكر إ ْن كا َن لَ َدي ِه َدالئل و َشو ِ‬
‫الرتَ َد َ‬
‫تأملَ َها ْ‬
‫اهد لَْو َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ َ‬
‫إِنْكارهِ‪.‬‬

‫‪ ))1‬وضع الخبر ابتدائيًّا أو طلبيًّا أو إنكاريًّا إنّما هو على حسب ما يخطر في نفس القائل من َّ‬
‫أن سامعه خالي‬
‫الذهن أو متردد أو منكر‪ ،‬وقد يعدل المتكلم أحيانًا عن التأكيد‪ ،‬وقد يؤكد ما ال يتطلب التأكيد ألغراض‬
‫*سنبينها بعد‪.‬‬
‫* (وردت هذه الكلمة في طبعة مؤسسة الرسالة ناشرون‪[ :‬يسببها بعد])‪.‬‬
‫اإلنشاء‬
‫تقسيمه إلى‪:‬‬
‫طلبي‬
‫طلبي وغير ٍّ‬
‫ٍّ‬

‫القاعدة‪:‬‬

‫شاء نوعان‪ :‬طَلَبِ ٌّي وغَْيـر طََل ٍّ‬


‫بي‪:‬‬ ‫‪ -36‬ا ِإلنْ َ‬
‫ِ‬
‫باألمر‪ ،‬والنّـ ْهي‪،‬‬
‫وقت الطلب‪ ،‬ويكون ْ‬ ‫أ‪ -‬فالطَّلَ ُّ‬
‫بي‪ :‬ما يَ ْستَ ْدعي َمطْلوبًا غَْيـ َر حاصل َ‬
‫داء (‪.)2( )1‬‬
‫واالستفهام‪ ،‬والتمنّي‪ ،‬والن َ‬

‫والمدح‪،‬‬
‫َّع ُّجب‪َ ،‬‬
‫صي ٌغ َكثيرةٌ منها‪ :‬التـ َ‬
‫لبي‪ :‬ما ال يَ ْستَ ْدعي مطلوباً‪ ،‬وله َ‬‫َّ‬
‫ب‪ -‬وغَْيـر الط ّ‬
‫صيغ العق ِ‬
‫ود‪.‬‬ ‫ِ‬
‫سم‪ ،‬وأفعال الرجاء‪ ،‬وكذلك َ‬ ‫والذم‪ ،‬وال َق َ‬
‫ُّ‬

‫*** ***‬

‫ضا بالعرض والتَّحضيض والجمل الدعائية‪ ،‬ولكنا اقتصرنا على األنواع الخمسة‬
‫)) ويكون اإلنشاء الطلبي أي ً‬
‫‪1‬‬

‫الختصاصها بكثير من اللطائف البالغية‪.‬‬


‫‪ ))2‬قد تكون الجملة خبرية في اللفظ وهي إنشائية في المعنى‪ ،‬وعلى ذلك تعد في باب اإلنشاء‪.‬‬
‫الطلبي‬ ‫نشاء‬ ‫اِ‬
‫إل‬
‫ّ‬
‫‪ -1‬األَمر‬

‫القواعد‪:‬‬

‫وج ِه ِ‬
‫اال ْستِ ْعالء‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األمر‪ :‬طَلَب الْف ْعل على ْ‬
‫‪ْ -37‬‬

‫ضارع المقرون بالم األ َْمر‪ ،‬واسم ِف ْعل األ َْمر‪،‬‬


‫األمر‪ ،‬والْم َ‬ ‫‪ -38‬لِألَمر أَربع ِ ِ‬
‫صيَ ٍغ‪ :‬ف ْعل ْ‬ ‫ْ َْ‬
‫صدر النَّائِب َع ْن فِ ْعل األ َْمر‪.‬‬
‫والم ْ‬
‫َ‬

‫عان أ ْخ َرى ت ْستفاد ِم ْن ِسياق‬


‫األصلِي إِلى م ٍ‬
‫َ‬ ‫اها ْ‬ ‫صيَغ األ َْمر َع ْن َم ْعنَ َ‬‫‪ -39‬قَ ْد تَ ْخرج ِ‬
‫َّعجي ِز‪،‬‬ ‫اد‪ِ ُّ ،‬‬ ‫الكالم‪ ،‬كا ِإلر َش ِ‬
‫َّسوية‪ ،‬والتـ ْ‬
‫والدعاء‪ ،‬وااللْتماس‪ ،‬والتَّ َمني‪ ،‬والتَّ ْخيير‪ ،‬والت ْ‬
‫يد‪ ،‬وا ِإل ِ‬
‫باحة‪.‬‬ ‫َّه ِد ِ‬
‫والتـ ْ‬

‫َّهي‬
‫‪ -2‬النـ ْ‬

‫القواعد‪:‬‬

‫‪ -40‬النَّهي‪ :‬طَلَب ال َكف عن ال ِْفعل علَى وج ِه االستِع ِ‬


‫الء‪.‬‬ ‫ْْ‬ ‫َ ْ َ َْ‬
‫ضارع مع ال الن ِ‬
‫َّاهيَ ِة‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ -41‬لِلنـ ْ ِ‬
‫َّهي صيغَةٌ واح َدةٌ هي الْم َ َ َ‬

‫عان أ ْخ َرى ت ْستَـ َفاد ِم َن السياق‬


‫ناها الحقيقي إلى م ٍ‬
‫َ‬ ‫َّهي َع ْن َم ْع َ‬ ‫‪ -42‬قَ ْد تَ ْخرج ِ‬
‫صيغَة النـ ْ‬
‫عاء‪ ،‬وااللْتِماس‪ ،‬والتَّمني‪ ،‬واإلر َش ِ‬ ‫كالد ِ‬
‫اد‪ ،‬والتَّـ ْوبِيخ‪ ،‬والتَّيئيس‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫األحوال‪ُّ ،‬‬ ‫وقَـ َرائِن ْ‬
‫يد‪ ،‬والتَّ ْح ِقير‪.‬‬
‫والتَّـ ْه ِد ِ‬
‫اال ْستِفهام وأَدواته‬
‫‪ِ -3‬‬

‫وهل‬
‫أ‪ -‬الهمزة ْ‬
‫القواعد‪:‬‬

‫ات َكثِ َيرةٌ ِمْنـ َها‪:‬‬ ‫االستِ ْفهام‪ :‬طَلَب ال ِْعل ِْم ب َ ٍ‬
‫يء لَم يكن معل ِ‬
‫َد َو ٌ‬
‫وما م ْن قَـْبل‪ ،‬ولَه أ َ‬
‫ش ْ َ ْ َْ ً‬ ‫‪َ ْ ِ -43‬‬
‫وه ْل‪.‬‬
‫ال َْه ْم َزة‪َ ،‬‬

‫َحد أ َْم َريْن‪:‬‬ ‫ِ‬


‫‪ -44‬يطْلَب بال َْه ْم َزة أ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َّص ُّور‪ :‬وه َو إِ ْد َراك الْم ْف َرد‪ ،‬وفي َهذه الْ َحال تَأتِي َ‬
‫اله ْم َزة َم ْتـل َّوةً بال َْم ْسؤول َعْنه‬ ‫أ‪ -‬الت َ‬
‫ب مع ِ‬ ‫ِ‬
‫اد ٌل بَـ ْع َد أ َْم‪.‬‬ ‫وي ْذ َكر لَه في الغَال ِ َ‬
‫َّص ِديق‪ :‬وه َو إِ ْد َراك الن ْسبَ ِة‪ ،‬وفي َه ِذهِ الحال يَ ْمتَنِع ِذ ْكر الْم َعادل‬
‫ِ (‪.)1‬‬
‫ب‪ -‬الت ْ‬
‫‪ -45‬يطْلَب بهل التَّص ِديق لَيس غَيـر‪ ،‬ويمتنِع معها ِذ ْكر الْمع ِ‬
‫ادل (‪.)2‬‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ َََْ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫اال ْستِ ْف َهام‬


‫وات ِ‬ ‫ب‪ -‬بَِقيَّة َ‬
‫أد ِ‬

‫القواعد‪:‬‬

‫وه ْل‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪ -46‬لِ ِال ْستِ ْف َه ِام أ ََد َو ٌ‬


‫ات أ ْخ َرى غَْيـر الهمزة َ‬
‫َم ْن‪ :‬ويطْلَب بِ َها تَـ ْعيين الْع َقالَء‪.‬‬

‫‪ ))1‬إن جاءت (أم) بعد همزة التصور تكون (متصلة)‪ ،‬وإن جاءت بعد همزة التصديق أو (هل) قدرت (منقطعة)‬
‫وتكون بمعنى (بل)‪.‬‬

‫(ه ْل)‪ ،‬قسمان‪ :‬بسيطة إن استفهم بها عن وجود الشيء أو عدمه‪ ،‬نحو‪( :‬هل اإلنسان الكامل موجود؟)‬
‫)) َ‬
‫‪2‬‬

‫ومركبة إن استفهم بها عن وجود شيء لشيء‪ ،‬نحو‪( :‬هل النبات حساس؟)‪.‬‬
‫االسم ْأو َح ِقي َقة الم َّ‬
‫سمى‪.‬‬ ‫ما‪ :‬ويطْلَب بِ َها َش ْرح ِ‬
‫الزمان م ِ‬
‫اضياً كا َن ْأو م ْستَـ ْقَبالً‪.‬‬ ‫َمتَى‪ :‬ويطْلَب بِ َها تَـ ْعيين َّ َ َ‬
‫َّهويل‪.‬‬ ‫خاصةً وتَكون مو ِ‬
‫ضع التـ ْ‬ ‫أَيَّان‪ :‬ويطْلَب بِ َها تَـ ْعيين َّ‬
‫الزَمان الْم ْستَـ ْقبَل َّ‬
‫َْ‬
‫ف‪َ :‬ويطْلَب بِ َها تَـ ْعيين الحال‪.‬‬‫َكْي َ‬
‫أيْ َن‪َ :‬ويطْلَب بِ َها تَـ ْعيين المكان‪.‬‬
‫وبمعنى ِم ْن أَيْ َن‪ ،‬وبمعنى َمتَى‪.‬‬
‫ف‪َ ،‬‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫أَنَّى‪ :‬وتأتِي ل َم َعان ع َّدة‪ ،‬فتكون ْ‬
‫بمعنَى َكْي َ‬
‫الع َد ِد‪.‬‬
‫َك ْم‪ :‬ويطْلَب بها تَـ ْعيين َ‬
‫ْحال‬ ‫شا ِركين في أ َْم ٍر يَـع ُّمه َما‪ ،‬وي ْسأَل بها َعن َّ‬
‫الزَمان وال َ‬ ‫َح ِد الْمتَ َ‬
‫أي‪ :‬ويطْلَب َبها تَـ ْعيين أ َ‬
‫ّ‬
‫ضاف إِلَْي ِه‪.‬‬
‫ب َما ت َ‬ ‫سِ‬ ‫ِ‬
‫والعاقل وغَْي ِر الْ َعاقل َعلَى َح َ‬
‫والْع َد ِد ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫مع َها بَ ْتعيين‬ ‫ِ‬ ‫ات الْمتَـ َقد َم ِة يطْلَب بها ُّ‬
‫‪ -47‬ج ِميع األ ََدو ِ‬
‫التصور‪ ،‬ولذلك يكون الجواب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال َْم ْسؤول َعْنه‪.‬‬

‫فهام بالْ َق َرائن‬ ‫المعاني الَّتي ت ْستَـ َفاد ِم َن ْ‬


‫االست ِ‬ ‫جـ‪َ -‬‬

‫القاعدة‪:‬‬

‫ان أ ْخ َرى ت ْستَـ َفاد ِم ْن ِسياق‬


‫َص ِليَّ ِة لِمع ٍ‬ ‫ِ‬
‫االست ْفهام َع ْن َم َعان َيها األ ْ َ َ‬
‫‪ -48‬قَ ْد تَ ْخرج أَلفاظ ْ ِ‬

‫واالستِْبطَاء‪،‬‬ ‫ِ‬
‫يم‪ ،‬والتَّ ْحقير‪ْ ،‬‬ ‫يخ‪ ،‬والتَّـ ْع ِظ ِ‬
‫َّوبِ ِ‬
‫ال َكالم كالنَّـ ْفي‪ ،‬وا ِإلنْ َكار‪ ،‬والتَّـ ْق ِرير‪ ،‬والتـ ْ‬
‫َّمني‪ ،‬والتَّ ْشويق‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّع ُّج ِ‬
‫ب‪ ،‬والتّ ْسوية‪ ،‬والت َ‬ ‫والتـ َ‬
‫‪ -4‬التَ َمني‬

‫القواعد‪:‬‬

‫وب ال يـ ْر َجى حصوله‪َّ ،‬إما لِ َك ْونِِه م ْستَ ِحيالً‪ ،‬وإِ َّما لِ َك ْونِِه‬
‫‪ -49‬التَّ َمني‪ :‬طَلَب ْأم ٍر َم ْحب ٍ‬
‫م ْم ِكنًا غَْيـ َر َمطْموٍع في نَـْيلِ ِه‪.‬‬

‫ضب ِ‬ ‫ت‪ ،‬وقد يـتمنَّى بهل‪ ،‬ولَو‪ ،‬ولَ َّ ِ‬


‫الغ ٍّي (‪.)1‬‬‫عل‪ ،‬لغََر ٍ َ‬ ‫ََ َ ْ َ ْ َ‬ ‫‪ -50‬واللَّ ْفظ ال َْم ْوضوع للتَّ َمني لَْي َ‬
‫‪ -51‬إذَا َكا َن األمر الْمحبوب ِم َّما يـرجى حصوله كا َن طَلَبه تَـرجيا‪ ،‬ويـعبَّـر ِ‬
‫فيه بلَ َع َّل أ َْو‬ ‫َ ً َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َْ‬
‫عسى‪ ،‬وقد تستـعمل فيه لَيت لغَرض ب ِ‬
‫الغ ٍّي (‪.)2‬‬‫ْ َ َ َ‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫ََ‬

‫‪ ))1‬الغرض في هل ولعل‪ ،‬هو إبراز *المتمنَّى في صورة الممكن القريب الحصول؛ لكمال العناية به والشوق‬
‫إليه‪ ،‬والغرض في (لو) اإلشعار بعزة **المتمني وقدرته؛ ألن المتكلم يبرزه في صورة الممنوع‪ ،‬إذ أ ّن (لو) تدل‬
‫بأصل وضعها على امتناع الجواب المتناع الشرط‪.‬‬
‫*(وردت هذه الكلمة في النسخة اإللكترونية‪[ :‬التمني])‪.‬‬
‫**(وردت هذه الكلمة في النسخة اإللكترونية‪[ :‬المتمني وندرته]‪ ،‬ووردت في طبعة الدار المصرية السعودية‪:‬‬
‫[المتمنى وندرته] والمثبت لطبعة مؤسسة الرسالة ناشرون)‪.‬‬

‫‪ ))2‬الغرض هو إبراز المرجو في صورة المستحيل مبالغة في بعد نيله‪.‬‬


‫‪ -5‬النداء‬

‫القواعد‪:‬‬

‫اب أَ ْدعو‪.‬‬ ‫‪ -52‬النّداء‪ :‬طَلَب ا ِإلقـْبال بحر ٍ‬


‫ف نَائِ ٍ‬
‫ب َمنَ َ‬ ‫َ َْ‬

‫أي) و (يَا) و (آ) و (آي) و (أَيا) و ( َهيا) و‬ ‫ِ ٍ‬


‫أد َوات الن َداء ثَ َمان‪( :‬ال َْه ْم َزة) و ( ْ‬
‫‪َ -53‬‬
‫(وا)‪.‬‬

‫يب‪ ،‬وغيرهما لِنِ ِ‬


‫داء الب ِ‬
‫عيد‪.‬‬ ‫الهمزة وأي لِنِ َد ِاء الْ َق ِر ِ‬
‫َ‬ ‫‪َ -54‬‬
‫ارًة إلَى قـ ْربِ ِه ِم َن الْ َق ْل ِ‬
‫ب‬ ‫أي)‪ ،‬إ َش َ‬
‫ِ‬
‫نادى بالْ َه ْم َزة و( ْ‬
‫يب فَـي َ‬ ‫‪ -55‬قد يـنَـ َّزل الَْب ِعيد َمْن ِزلَ َة الْ َق ِر ِ‬
‫َوحضورهِ فِي الذ ْهن‪.‬‬
‫ارًة إلَى علو َم ْرتَـَبتِ ِه‪ ،‬أو‬ ‫ِ‬ ‫وقَ ْد ي َّنزل الْ َق ِريب مْن ِزلَةَ الْب ِع ِ‬
‫أي)‪ ،‬إ َش َ‬
‫ادى بغَير الْ َه ْم َزة و( ْ‬ ‫يد فَـيـنَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ود ِذ ْهنِ ِه‪.‬‬
‫اط مْن ِزلَتِ ِه‪ ،‬أو غَ ْفلَتِ ِه وشر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫انْحطَ َ‬

‫ان أ ْخ َرى ت ْستَـ َفاد ِم َن الْ َقرائِن‪َّ ،‬‬


‫كالزج ِر‬ ‫األصلِي إلَى مع ٍ‬
‫ََ‬ ‫‪ -56‬يَ ْخرج الن َداء َع ْن َم ْعنَاه ْ‬
‫سر واإل ْغ َر ِاء‪.‬‬
‫والتَّ َح ُّ‬

‫*** ***‬
‫صر‬
‫الْ َق ْ‬
‫تعريفه ‪ -‬طرقه ‪ -‬طََرفاه‬

‫القواعد‪:‬‬

‫بآخ َر بطَر ٍيق َم ْخص ٍ‬


‫وص‪.‬‬ ‫صر‪ :‬ت ْخ ِ‬
‫صيص ْأم ٍر َ‬ ‫‪ -57‬الْ َق ْ‬

‫ص ِر الْ َم ْشه َ‬
‫ورة ْأربَ ٌع (‪:)1‬‬ ‫‪ -58‬طرق الْ َق ْ‬
‫االستِثْناء‪.‬‬ ‫أ‪ -‬النَّـ ْفي‪ ،‬واالستِثناء‪ ،‬وهنا يكون الْم ْقصور علَي ِه ما بـع َد َ ِ‬
‫أداة ْ‬ ‫َ ْ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب‪ -‬إنّما‪ ،‬ويَكون الْ َم ْقصور َعلَْي ِه م َّ‬
‫ؤخ ًرا وجوبًا‪.‬‬
‫مقابال لما‬
‫كن‪ ،‬فإ ْن كان العطف بال كان المقصور عليه ً‬ ‫جـ‪ -‬الْ َعطْف بال‪ْ ،‬أو بَ ْل‪ْ ،‬أو لَ ْ‬
‫لكن كان الْ َم ْقصور َعلَْي ِه ما بَـ ْع َدهما‪.‬‬ ‫بعدها‪ ،‬وإن كان العطف ببَ ْل ْأو ْ‬
‫أخير‪ .‬وهنا يَكون الْ َم ْقصور َع َلْي ِه ه َو الْم َق َّدم‪.‬‬ ‫د‪ -‬ت ْق ِديم ما ح ُّقه التَّ ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور َعلَْيه‪.‬‬ ‫ص ٍر طََرفان‪َ :‬م ْقص ٌ‬
‫ور‪ ،‬وَم ْقص ٌ‬ ‫‪ -59‬لكل قَ ْ‬

‫صر با ْعتِبَا ِر طََرفَـْي ِه قِ ْس َمْين‪:‬‬ ‫ِ‬


‫‪ -60‬يَـْنـ َقسم ال َق ْ‬
‫ص َف ٍة َعلَى َم ْوصوف‪.‬‬ ‫صر ِ‬ ‫أ‪ -‬قَ ْ‬
‫وف َعلَى ِ‬
‫ص َفة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬قَصر موص ٍ‬
‫ْ َْ‬

‫*** ***‬

‫‪ ))1‬هناك طرق للقصر غير هذه األربع‪ ،‬منها ضمير الفصل نحو‪( :‬علي هو شجاع)‪ ،‬ومنها التصريح بلفظ‬
‫ولكنها ال تعد من طرقه االصطالحية‪.‬‬
‫(وحده) أو (ليس) غير نحو‪( :‬أكرمت محمدا وحده)‪ّ ،‬‬
‫صر إلى حقيقي وإضافي‬
‫تقسيم ال َق ْ‬
‫القواعد‪:‬‬

‫صر با ْعتِبار الْ َح ِقي َق ِة والْواقِ ِع قِ ْس َمْين‪:‬‬ ‫ِ‬


‫‪ -61‬يَـْنـ َقسم ال َق ْ‬
‫ب الْ َح ِقي َق ِة والْواقِ ِع َّ‬
‫بأال‬ ‫سِ‬‫بح َ‬
‫ِ‬
‫ص الْ َم ْقصور بالْ َم ْقصور َعلَْيه َ‬ ‫أ‪َ -‬حقيقي(‪ )1‬وه َو أ ْن يَ ْختَ َّ‬
‫ِ‬
‫أصالً‪.‬‬‫يَـتَـ َع َّداه إلَى غَْي ِره ْ‬
‫ب اإلضافَ ِة إلَى َش ٍ‬
‫يء م َعيَّن‬ ‫سِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫بح َ‬
‫صاص فيه َ‬ ‫افي وه َو َما َكا َن اال ْخت َ‬ ‫إض ّ‬‫ب‪َ -‬‬
‫(‪.)3‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫*** ***‬

‫‪ ))1‬القصر الحقيقي يكثر في قصر الصفة على الموصوف‪ ،‬وال يكاد يوجد في قصر الموصوف على الصفة‪.‬‬
‫كل من قصر الصفة على الموصوف وقصر الموصوف على الصفة‪ ،‬وهو‬
‫كثيرا في ٍّ‬
‫)) القصر اإلضافي يأتي ً‬
‫‪2‬‬

‫ميدان فسيح لتنافس الكتاب والشعراء‪.‬‬


‫ضافي باعتبار حال المخاطب ثالثة أقسام‪ ،‬وذلك أنّك إذا قلت‪( :‬الشجاع علي ال حسن)‬
‫)) ينقسم القصر اإل ّ‬
‫‪3‬‬

‫مثالً‪ ،‬فإن كان المخاطب يعتقد اشتراك علي وحسن في الشجاعة كان القصر (قصر إفراد)‪ ،‬وإن كان يعتقد‬
‫مترددا ال يدري أيّهما الشجاع كان القصر (قصر تعيين)‪.‬‬
‫عكس ما تقول كان القصر (قصر قلب)‪ ،‬وإن كان ً‬
‫صل‬
‫صل وال َْو ْ‬
‫الْ َف ْ‬
‫ص ِل‬ ‫‪ - 1‬مو ِ‬
‫اضع الْ َف ْ‬ ‫ََ‬
‫القواعد‪:‬‬

‫ولكل ِم َن‬
‫صل‪ :‬تَـ ْرك هذا العطف‪ٍّ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫صل‪َ :‬عطْف جملَة َعلَى أ ْخ َرى بالواو‪ ،‬وال َف ْ‬‫‪ -62‬الْ َو ْ‬
‫ص ِل مو ِ‬
‫خاصةٌ (‪.)1‬‬
‫اضع َّ‬ ‫ص ِل َ‬
‫والو ْ َ َ‬ ‫ال َف ْ‬
‫صل بـْين الْجملَتَـْي ِن فِي ثَالَثَِة مو ِ‬
‫اض َع‪:‬‬ ‫ََ‬ ‫‪ -63‬يَجب الْ َف ْ َ َ ْ‬
‫أ‪ -‬أَ ْن يَكو َن بَـْيـنَـه َما ات َحا ٌد تَامٌّ‪ ،‬وذلك بأ ْن تَكو َن الْج ْملَة الثَّانِيَة تَـ ْوكِي ًدا لِألولى‪ ،‬أ َْو بَـيَانًا‬
‫صال‪.‬‬ ‫ال االت َ‬ ‫إن بَـْي َن الج ْملَتَـْي ِن َك َم َ‬ ‫لها‪ْ ،‬أو بَ َدالً ِمْنـ َها‪َ ،‬ويـ َقال ِح َينئِ ٍذ‪َّ :‬‬
‫اء‪ْ ،‬أو بأالَّ تَكو َن بَـ ْيـنَـه َما‬ ‫شً‬ ‫ذلك بأ ْن تَ ْختَلِ َفا َخبَـ ًرا َوإِنْ َ‬‫ب‪ -‬أ ْن يَكو َن بَـْيـنَـه َما تَـبَاي ٌن تَامٌّ‪ ،‬و َ‬
‫اع‪.‬‬‫االنِْقطَ َ‬ ‫ال ِ‬ ‫اسبَةٌ َما‪َ ،‬ويـ َقال ِح َينئِ ٍذ‪َّ :‬‬
‫إن بَـْي َن الج ْملَتَـْي ِن َك َم َ‬ ‫منَ َ‬
‫ؤال يـ ْف َهم ِم َن األولى‪َ ،‬ويـ َقال ِح َينئِ ٍذ‪ :‬إِ َّن بَـْي َن الْج ْملَتَـْي ِن‬ ‫جـ‪ -‬أَ ْن تَكو َن الثَّانية َجوابًا َع ْن س ٍ‬
‫صال (‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫شْبهَ َك َمال االت َ‬

‫‪ ))1‬فائدة‪ :‬قصر علماء المعاني عنايتهم في هذا الباب على البحث في عطف الجمل (بالواو) دون بقية حروف‬
‫العطف؛ ألنها هي األداة التي تخ َفى الحاجة إليها‪ ،‬ويحتاج العطف بها إلى لطف في الفهم ودقة في اإلدراك‪ ،‬إذ‬
‫معاني زائدة‪ ،‬كالترتيب مع‬
‫أنها ال تدل إال على مطلق الجمع واالشتراك‪ ،‬أما غيرها من حروف العطف فتفيد َ‬
‫جرا‪ ،‬ومن أجل ذلك سهل إدراك مواطنها‪.‬‬
‫التعقيب في الفاء‪ ،‬والترتيب مع التراخي في ثم‪ ،‬وهلم ًّ‬
‫‪ ))2‬ذهب بعض المتأخرين من علماء المعاني إلى زيادة موضعين للفصل على المواضع التي ذكرناها‪ ،‬ولكن‬
‫هذين الموضعين عند التأمل يمكن ردهما إلى الوضع الثالث‪.‬‬
‫صل‬ ‫‪ِ -2‬‬
‫مواضع الْ َو ْ‬

‫القاعدة‪:‬‬

‫صل بين الْجملَتَـْين فِي ثَالَثَ ِة مو ِ‬


‫اض َع‪:‬‬ ‫ََ‬ ‫‪ -64‬يَجب الْ َو ْ َ َ ْ‬
‫أ‪ -‬إذَا ق ِ‬
‫ص َد إ ْش َراكه َما في الْح ْكم اإل ْعرابي‪.‬‬
‫ب‬
‫اك َسبَ ٌ‬
‫اسَبةٌ تَ َّامةٌ (‪َ ،)1‬ولَ ْم يَك ْن هنَ َ‬
‫ت بَـ ْيـنَـه َما منَ َ‬
‫إنشاء وكانَ ْ‬
‫ً‬ ‫ب‪ -‬إذَا اتَّـ َف َقتَا َخبَـ ًرا ْأو‬
‫ص َل بَـ ْيـنَـهما‪.‬‬‫ضي الْ َف ْ‬ ‫ي ْقتَ ِ‬

‫الف ال َْم ْقصود‪.‬‬ ‫اء َو ْأو َه َم الْ َفصل ِخ َ‬ ‫شً‬


‫جـ‪ -‬إذَا ا ْختَـلَ َفتا َخبَـ ًرا َوإنْ َ‬

‫*** ***‬

‫‪ ))1‬فائدة ‪ :‬يراد بالتناسب أن يكون بين الجملتين رابطة تجمع بينهما‪ ،‬كأن يكون المسند إليه في األولى له تعلق‬
‫مضادا له‪.‬‬
‫ً‬ ‫بالمسند في الثانية‪ ،‬وكأن يكون المسند في األولى مماثالً للسند في الثانية أو‬
‫اإليجاز واإلطْناب والمساواة‬
‫س َاواة‬
‫‪ -1‬الْم َ‬
‫القاعدة‪:‬‬

‫‪ -65‬الْمساواة‪ :‬أَ ْن تَكو َن الْمعاني بَِق ْد ِر األَلْ َف ِ‬


‫اظ‪ ،‬واأللْ َفاظ ب َق ْدر الْ َمعاني‪ ،‬ال يَزيد‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫بَـ ْعض َها َعلَى بَـ ْعض‪.‬‬

‫‪ -2‬ا ِإل َ‬
‫يجاز‬

‫القاعدة‪:‬‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اإليجاز‪َ :‬ج ْمع الْ َم َعانِي المتَكاثَِرةِ تَ ْح َ‬


‫ت اللَّ ْفظ اَلْ َقليل َم َع ا ِإلبَانَة َواَ ِإلفْ َ‬
‫صاح‪َ ،‬وه َو‬ ‫‪َ -66‬‬
‫نَـ ْو َعان‪:‬‬

‫صيرةِ معانِي كثِيرةٍ ِمن غَي ِر ح ْذ ٍ‬ ‫ض ِمين الْ ِع ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫ف‪.‬‬ ‫بارات الْ َق َ َ َ َ َ ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫أ‪ -‬إِيجاز ق َ‬
‫ص ٍر‪َ :‬وي َكون بتَ ْ‬
‫ف َكلِ َم ٍة (‪ْ )1‬أو ج ْملَ ٍة أ َْو أَ ْكث َر َم َع قَرينَ ٍة تـ َعين‬
‫ف‪ :‬ويكون بح ْذ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‪ -‬إيجاز ح ْذ ٍ‬
‫َ َ‬
‫وف‪.‬‬
‫اَل َْم ْحذ َ‬

‫وإما اسم‪ ،‬واالسم المحذوف قد يكون مضافًا‪ ،‬أو موصوفًا‪ ،‬أو‬


‫وإما فعل‪ّ ،‬‬
‫)) الكلمة المحذوفة ّإما حرف‪ّ ،‬‬
‫‪1‬‬

‫صفة‪.‬‬‫ِ‬
‫‪ -3‬ا ِإلطناب‬

‫ال َقاعدة‪:‬‬

‫يادة اللَّ ْف ِظ َعلَى الْ َم ْعنَى لِفائِ َدةٍ (‪َ ،)1‬ويكون بأموٍر ِعدة ِمْنها‪:‬‬
‫‪ -67‬ا ِإلطْناب ز َ‬

‫ْخاص‪.‬‬ ‫ض ِل ال َ‬ ‫أ‪ِ -‬ذ ْكر الْ َخاص بـع َد الْعام‪ :‬لِلتَّـْن ِ‬


‫بيه َعلَى فَ ْ‬ ‫َْ‬
‫شأْن الخاص‪.‬‬ ‫وم مع ال ِْع ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخاص‪ِ :‬إل َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ناية ب َ‬ ‫فادة العم َ‬ ‫العام بَع َد َ‬ ‫ب‪ -‬ذ ْكر َ‬
‫الس ِامع‪.‬‬‫بهام‪ :‬لِتَـ ْقرير ال َْم ْعنى في ِذ ْهن َّ‬ ‫جـ‪ -‬ا ِإليضاح بَـ ْع َد ا ِإل ِ‬
‫صل‪.‬‬ ‫سر‪ ،‬وَكط ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول الْ َف ْ‬ ‫َّح ُّ‬
‫د‪ -‬التّ ْك َرار ل َد ٍاع‪ :‬كتَ ْمكين ال َْم ْعنَى من النفس‪ ،‬وكالت َ‬
‫كالمي ِن مت ِ‬
‫َّصلَْي ِن في الْ َم ْعنى‬ ‫هـ‪ -‬اال ْعتِ َراض‪ :‬وهو أَ ْن يـ ْؤتَى في أَثْناء الكالَم ْأو بَـْي َن ْ‬
‫من ا ِإل ْعراب (‪.)2‬‬ ‫ٍ‬
‫بج ْملَة أَ ْو أَ ْكثر ال َم َح َّل لها َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫بجملَة أ ْخ َرى تَ ْشَت ِمل على َم ْعنَ َ‬
‫اها تَـ ْوكي ًدا لها‪ ،‬وه َو‬ ‫و‪ -‬التَّ ْذييل‪ :‬وه َو تَعقيب الْج ْملَة ْ‬
‫قِ ْسمان‪:‬‬
‫ِ‬
‫(‪َ )1‬جا ٍر َم ْج َرى ال َْمثَ ِل إن ا ْستَـ َق َّل َم ْعناه و ْ‬
‫استَـ ْغنَى َع َّما قَـْبـلَه‪.‬‬
‫(‪ )2‬غَْيـر َجار َم ْج َرى الْ َمثَ ِل إِ ْن لَ ْم يَ ْستَغن َع ّما قَـ ْبـلَه‪.‬‬
‫بم ْعنى ي ْم ِكن أَ ْن يَ ْدخ َل َعلَْي ِه فيه لَ ْوٌم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ز‪ -‬االحتراس‪َ :‬ويَكون حيَنما يَأْتي المتكلم َ‬
‫لذلك ويأْتي بما ي َخلصه مْنه‪.‬‬ ‫فَـيَـ ْف ِطن َ‬

‫(وحشوا) إن كانت متعينة‪،‬‬


‫ً‬ ‫‪ ))1‬فإذا لم تكن في الزيادة فائدة سميت (تطويالً) إن كانت الزيادة غير متعينة‪،‬‬
‫اله ْيثَم)‪.‬‬
‫فالتطويل كما في قول عنترة بن شداد‪( :‬حييت من طلل تقادم عهده * * * أقوى وأفقر بعد أم َ‬
‫واألمس قبلَه * * * ولكنني عن علم ما في ٍ‬
‫غد‬ ‫ِ‬ ‫والحشو كما في قول زهير بن أبي سلمى‪( :‬وأعلم علم اليوم‬
‫عمي)‪.‬‬

‫‪ ))2‬ويجب أن يكون للبليغ في االعتراض غرض يرى إليه غير *دفع اإليهام‪ ،‬فإن كان الغرض دفع اإليهام كان‬
‫احتراسا‪.‬‬
‫ً‬
‫* (في نسخة مؤسسة الرسالة ناشرون‪[ :‬مانع اإليهام])‪.‬‬
‫ِ‬
‫الكالم‬ ‫لم المعاني في ب ِ‬
‫الغة‬ ‫ِ‬ ‫أَثر ِ‬
‫ع‬
‫َ‬
‫نستطيع هنا بعد الدراسة السابقة أن نلخص لك مباحث علم المعاني في أمرين اثنين‪:‬‬
‫األمر األول‪ :‬أنه يبين لك وجوب مطابقة الكالم لحال السامعين‪ ،‬والمواطن التي يقال‬
‫المقام الذي قيل‬
‫َ‬ ‫فيها‪ ،‬ويريك أَ َّن القول ال يكون بليغًا كيفما كانت صورته حتى يالئم‬
‫وقديما قال العرب‪ :‬لكل ٍ‬
‫مقام مقال‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فيه‪ ،‬ويناسب حال السامع الذي ألقي عليه‪،‬‬

‫فقد يؤَّكد الخبر أَحيانًا كما علمت‪ ،‬وقد يلقى بغير توكيد‪ ،‬على حسب حال السامع ِم ْن‬
‫َج ْه ٍل بمضمون الخبر أَو تردد أو إِنكار‪ .‬ومناهضة هذا األَصل بال ٍ‬
‫داع نشوٌز عما رسم‬
‫من قواعد البالغة‪.‬‬

‫كذلك يوجب علم المعاني أ ْن يخاطب كل إِنسان على قدر استعداده في الفهم‬
‫العامي بما يخاطب به األَديب الْملِ ُّم‬
‫ُّ‬ ‫ونصيبه من اللغة واألَدب‪ ،‬فال يجيز أن يخاطب‬
‫بلغة العرب وأَسرارها‪.‬‬

‫يسهل أَ ْحيانًا ويلين حتى ي ْشبه ِشعره لغة الخطاب‪ ،‬ويخش َن آونة‪،‬‬ ‫كثيرا ما تجد َّ‬
‫الشاعر ْ‬ ‫و ً‬
‫كل ذلك على حسب موضوعه الذي يقول فيه‬
‫بالج ْل َمد‪ُّ ،‬‬
‫ب حتى كأَنه يقذفك َ‬
‫ويصل َ‬
‫شعره‪.‬‬
‫والطبقة التي ينشدها َ‬
‫أيضا فيما يتصرف فيه القائل من إِيجاز وإِطناب‪:‬‬
‫وتكون مطابقة الكالم لمقتضى الحال ً‬
‫فل ِإليجاز مواطنه‪ ،‬ول ِإل طناب مواقعه‪ ،‬كل ذلك على حسب حال السامع وعلى مقتضى‬
‫والغبي أو المكابر يجمل‬
‫ّ‬ ‫فالذكي الذي تكفيه اللَّمحة يحسن له ا ِإليجاز‪،‬‬
‫ّ‬ ‫مواطن القول؛‬
‫عند خطابه اإلطناب واإلسهاب‪.‬‬
‫ول ِإليجاز مواطن يحسن فيها‪ ،‬كالشكر‪ ،‬واالعتذار‪ ،‬والتعزية‪ ،‬والعتاب إلى غير ذلك‪،‬‬
‫ول ِإلطناب مواضع كالتهنئة‪ ،‬والصلح بين فريقين‪ ،‬وال َقصص‪ ،‬والخطابة في أَمر من‬
‫األمور العامة‪ ،‬وللذوق السليم القول الفصل في هذه الشئون‪.‬‬

‫***‬
‫أما األَمر الثاني‪ :‬الذي يبحث فيه ِعلْم المعاني‪ :‬فهو دراسة ما يستفاد من الكالم ضمنًا‬
‫بمعونة القرائن‪ ،‬فإنه يريك أَن الكالم يفيد بأَصل وضعه معنًى‪ ،‬ولكنه قد يودي إِليك‬
‫معنى جدي ًدا يفهم من السياق وترشد إليه الحال التي قيل فيها‪ ،‬فيقول لك‪ :‬إِن الخبر‬
‫الدعاء‪ ،‬واالستفهام قد‬
‫َ‬ ‫يفيد‬ ‫قد‬ ‫والنهي‬ ‫التعجيز‪،‬‬ ‫يفيد‬ ‫قد‬ ‫مر‬‫َ‬‫أل‬ ‫وا‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫قد يفيد التحسر‬
‫يفيد النفي‪ ،‬إِلى غير ذلك مما رأَيته َّ‬
‫مفصالً في هذا الكتاب‪.‬‬

‫ويقول لك‪ :‬إِن الخبر قد يلقى مؤك ًدا لخالي الذهن‪ ،‬وقد يل َقى غير مؤك ًدا للمنكر‬
‫الجاحد‪ ،‬لغرض بالغي بديع‪ ،‬أَراده المتكلم من الخروج عما يقتضيه ظاهر الكالم‪.‬‬

‫مناحي شتى‪ ،‬كأَن يتجه إِلى‬


‫َ‬ ‫ويرشدك علم المعاني إِلى أَ َن القصر قد ينحو فيه األديب‬
‫القصر ا ِإلضافي رغبةً في المبالغة‪.‬‬

‫وقد يكون من مرامي القصر التعريض كقوله تعالى‪{ :‬إنما يتذكر أولوا األلباب}‪.‬‬

‫ويَهديك علم المعاني إِلى أَن من أَغراض الفصل في بعض أَنواعه تقر َير المعنى وتثبيته‬
‫في ذهن السامع‪ ،‬كما في الفصل لكمال االتصال وشبهه‪.‬‬

‫‪( ))1‬في نسخة مؤسسة الرسالة ناشرون‪[ :‬التجسر])‪.‬‬


‫قنعا في بيان ما لعلم المعاني من األَثر في بالغة‬
‫ولعل في هذه الكلمة الموجزة َم ً‬
‫الكالم‪ ،‬وَما ي َم ُّد به الناشئ في األَدب من أَساليب‪ ،‬وما يرسم له من طريق لحسن‬
‫تأْليفها واختيار(‪ )1‬األحوال والمواطن التي تقال فيها‪.‬‬

‫*** ***‬

‫‪( ))1‬في النسخة اإللكترونية‪[ :‬في اختيار األحوال])‪.‬‬


‫علم البدي ِع‬
‫علم البدي ِع‬
‫ِ‬
‫عرفت فيما سبق أَ َّن علم البيان وسيلة إلى تأْدية المعنى بأَ َ‬
‫ساليب عدة بين تشبيه‬ ‫َ‬
‫ومجاز‪ ،‬وكناية‪ ،‬وعرفت أَن دراسة علم المعاني ت ِعين على تأْدية الكالم مطاب ًقا لمقتضى‬
‫بالغي ي ْفهم ضمنًا من سياقه‪ ،‬وما يحيط به من قرائن‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫الحال‪ ،‬مع وفائه بغرض‬

‫وهناك ناحية أخرى من نواحي البالغة‪ ،‬ال تتناول مباحث علم البيان‪ ،‬وال تنظر في‬
‫مسائل علم المعاني‪ ،‬ولكنها دراسة ال تتعدى تزيين األَلفاظ أَو المعاني بأَلوان بديعة من‬
‫ويسمى العلم الجامع لهذه المباحث بعلم البديع‪ .‬وهو‬
‫الجمال اللفظي أَو المعنوي‪َّ ،‬‬
‫ٍ‬
‫يشتمل كما أَشرنا على محسنات لفظية‪ ،‬وعلى محسنات معنوية‪ ،‬وإِنا ذاكرون لك ْ‬
‫من‬
‫كل قسم طرفًا‪.‬‬

‫*** ***‬
‫الم َحسنَات اللفظيَّة‬
‫‪ -1‬الجنَاس‬

‫القاعدة‪:‬‬

‫اللفظان في النُّطْق وي ْخَت ِل َفا في الْم ْعنى‪ .‬وهو نَـو ِ‬


‫عان‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫شابَهَ‬
‫الجنَاس‪ :‬أَ ْن يَـتَ َ‬‫‪ِ -68‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ٍ‬
‫وع َددها‪،‬‬
‫هي‪ :‬نَـ ْوع الحروف‪ ،‬و َشكل َها‪َ ،‬‬ ‫أ‪ -‬تَامٌّ‪ :‬وهو ما اتَّـ َف َق فيه اللفظان في أمور أَربعة َ‬
‫وتَـ ْرتيبها‪.‬‬
‫واحد ِم َن األمور الْمتَـ َقدمة‪.‬‬
‫ف فيه اللفظان في ٍ‬ ‫ام‪ :‬وهو ما ا ْختَـلَ َ‬ ‫ب‪ -‬غَْيـر تَ ٍّ‬

‫االقْتِباس‬
‫‪ِ -2‬‬

‫القواعد‬

‫ِ‬
‫الحديث الشر ِ‬
‫يف‬ ‫ض ِمين النَّثْر أَو الش ْعر َشْيئًا ِم َن الْقرآن الكريم أو‬ ‫االقْتِباس‪ :‬تَ ْ‬
‫‪ِ -69‬‬
‫ِمن غَير ٍ‬
‫داللة َعلَى أَنَّه منهما‪ ،‬ويَجوز أ ْن يـغَيـ َر(‪ )1‬في األَثَر الْم ْقتَبِس قَليالً‪.‬‬ ‫ْ ْ‬

‫الس ْجع‬
‫‪َّ -3‬‬

‫القاعدة‪:‬‬

‫ت فِ َقره‪.‬‬
‫س َاو ْ‬ ‫ف األَ ِخير ‪ ،‬وأَفْ َ‬
‫ضله ما تَ َ‬
‫اصلَتـين في الْحر ِ‬
‫الس ْجع‪ :‬تَـ َوافق الْ َف ِ َ ْ‬
‫‪َّ -70‬‬
‫(‪)2‬‬
‫َْ‬

‫*** ***‬
‫‪( ))1‬في نسخة مؤسسة الرسالة ناشرون‪[ :‬يـغَيَّـ َر])‪.‬‬
‫الس ْجع موطنه النثر‪ ،‬وقد يجيء في الشعر كقول أبي الطيب‪:‬‬
‫‪َّ ))2‬‬
‫(فنحن في َج َذ ٍل والروم في وجل * * * والبر في شغل والبحر في خجل)‪.‬‬
‫المحسنات المعنوية‬
‫‪ -1‬التَّـ ْورية‬

‫القاعدة‪:‬‬

‫‪ -71‬التـَّورية‪ :‬أَ ْن يذْكر المتكلم لَْفظًا م ْفرًدا له معنيا ِن‪ ،‬قَريب ِ‬


‫ظاه ٌر غَْيـر م َر ٍاد‪َ ،‬وبَعي ٌد‬ ‫ٌ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬
‫في ه َو المراد‪.‬‬
‫َخ ٌّ‬

‫‪ -2‬الطباق‬

‫ال َقاعدة‪:‬‬

‫الشي ِء ِ‬
‫وض ّده في الكالم‪ ،‬وه َو نَـ ْوعان‪:‬‬ ‫ْج ْمع بَـْي َن َّ ْ‬
‫‪ -72‬الطباق‪ :‬ال َ‬
‫الضدان إِ َ‬
‫يجابًا َو َسلْبًا‪.‬‬ ‫أ‪ِ -‬طبَاق ا ِإليجاب‪َ :‬وهو ما لَ ْم يَ ْختَلِ ْ‬
‫ف فِ ِيه َّ‬
‫يجابًا َو َسلْبًا‪.‬‬ ‫لب‪ :‬وهو ما ا ْختـلَ َ ِ‬
‫ف فيه الضدان إِ َ‬ ‫َ‬ ‫الس ِ َ‬ ‫ب‪ِ -‬طبَاَق َّ‬

‫‪ -3‬المقابلة‬

‫القاعدة‬

‫َّرتِيب‪.‬‬ ‫بما يـ َقابل َذلِ َ‬


‫ك َعلَى التـ ْ‬
‫ِ‬
‫‪ -73‬الْم َقابَـلَة‪ :‬أَ ْن يـ ْؤتَى ب َم ْعنَـيَـْين أَ ْو أَ ْكثَـ َر‪ ،‬ثم يـ ْؤتَى َ‬
‫‪ -4‬ح ْسن التَّ ِ‬
‫عليل‬

‫القاعدة‪:‬‬

‫الش ْي ِء ال َْم ْعروفَةَ‪َ ،‬ويَأْتِي‬


‫ض ْمنًا ِعلَّةَ َّ‬
‫َّعلِيل‪ :‬أَ ْن يـْن ِكر األ َِديب صراحةً أَو ِ‬
‫ََ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫‪ -74‬ح ْسن التـ ْ‬
‫صد إِلَْي ِه‪.‬‬
‫ض الَّ ِذي يـ ْق ِ‬
‫َ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ٍ ٍ‬
‫بعلَّة أ ََد َّبية طَري َفة تـنَاسب الغََر َ‬
‫وع ْكسه‬ ‫المدح بما ي ْشبه َّ‬
‫الذ َّم َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ 5‬و ‪ -6‬تأْكيد‬

‫القواعد‪:‬‬

‫الذم ضربان‪:‬‬ ‫‪ -75‬تَأْكِيد ال َْم ْد ِح بما ي ْشبه َّ‬


‫ص َفة َم ْدح‪.‬‬ ‫أ‪ -‬أَ ْن يستَثْـنَى ِمن ِ‬
‫ص َفة ذَ ٍّم مْن ِفيَّ ٍة ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫استِثْـنَ ٍاء تَلِ َيها ِ‬
‫ص َفة َم ْد ٍح أ ْخ َرى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ص َفة َم ْد ٍح‪ ،‬ويـ ْؤتَى بَـ ْع َدها بأَ َداة ْ‬ ‫يء ِ‬‫ش ٍ‬
‫ت لِ َ‬
‫ب‪ -‬أَن يـثْبَ َ‬

‫المدح ضربان‪:‬‬
‫َ‬ ‫‪ -76‬تأْكِيد َّ‬
‫الذ ّم بما ي ْشبه‬
‫أ‪ -‬أن يستَثْـنَى ِمن ِ‬
‫ص َف ِة م ْد ٍح مْن ِفيَّ ٍة ِ‬
‫ص َفة َذ ٍّم‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ص َفة َذ ٍّم‪ ،‬ث َّم يـ ْؤتَى بـعدها بأَداةِ استِثْ ٍ‬
‫ناء تَِل َيها ِ‬
‫ص َفة َذ ٍّم أ ْخ َرى (‪.)1‬‬ ‫شي ٍء ِ‬ ‫ب‪ -‬أَ ْن يـثْب َ ِ‬
‫َْ َ َ ْ‬ ‫تلَْ‬ ‫َ‬

‫‪ -7‬أسلوب الحكي ِم‬

‫القاعدة‪:‬‬

‫جابة عن‬ ‫ب ِبغير ما يـتـرقَّـبه‪ ،‬إِ َّما بتـر ِك ِ‬


‫سؤاله وا ِإل ِ‬ ‫الحكيم‪ :‬تَـلَقي الْم َخاطَ ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ -77‬أ ْسلوب‬
‫َْ‬ ‫ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬
‫بح ْم ِل كالمه َعلَى غير ما كا َن يَـ ْقصد؛ إِ َ‬
‫شارًة إلى أَنَّه كان يَـْنبَغي له‬ ‫سؤال لم يَ ْسأَلْه‪ ،‬وإِ َّما َ‬
‫أَن يسأ ََل هذا السؤال أَو يـ ْق ِ‬
‫ص َد هذا ال َْم ْعنَى‪.‬‬ ‫ْ َ‬ ‫َْ‬

‫والحمد هلل رب العالمين‬

‫‪ ))1‬ومثل أداة االستثناء في ذلك أداة االستدراك‪.‬‬


‫(أربعون قاعدة في البالغة)‬

‫ل ـ أ‪.‬د‪ .‬عبدالعزيز بن علي الحربي‬


‫(أربعون قاعدة في البالغة)‬
‫ل ـ أ‪ .‬د‪ .‬عبدالعزيز بن علي الحربي‬

‫‪ -1‬الكلمة الفصيحة‪ :‬الصحيحة السالمة من تنافر الحروف والغرابة‪.‬‬


‫‪ -2‬الكالم الفصيح‪ :‬الصحيح‪ ،‬السالم من التعقيد والتنافر‪.‬‬
‫‪ -3‬البالغة‪ :‬هي مراعاة ما يطلبه المقام من الكالم‪.‬‬
‫‪ -4‬البليغ‪ :‬هو القادر على التعبير عن المراد بكالم فصيح‪.‬‬
‫‪ -5‬الذوق السليم‪ ،‬والقانون العربي‪ ،‬هما الح َكمان في فصاحة الكالم وبالغته‪.‬‬
‫‪ -6‬علوم البالغة ( ٍ‬
‫معان‪ ،‬وبيان‪ ،‬وبديع)‪.‬‬
‫‪ -7‬علم المعاني‪ :‬يعرف به تركيب الجملة الصحيحة المناسبة للحال‪.‬‬
‫‪ -8‬أنواع علم المعاني (إسناد‪ ،‬خبر إنشاء‪ ،‬ومتعلقات‪ ،‬وقصر‪ ،‬وفصل ووصل‪ ،‬وإيجاز‪،‬‬
‫وإطناب ومساواة)‪.‬‬
‫إخبار بأم ٍر ُّ‬
‫يصح أن يقال لقائله‪ :‬أنت صادق‪.‬‬ ‫‪ -9‬اإلسناد الخبري‪ٌ :‬‬
‫المخب ِر بما لم يعلم عن الخبر أو ِع ِ‬
‫لم الم ْخبِر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -10‬الغرض من الخبر إفادة‬
‫وجب‪.‬‬‫‪ -11‬إذا كان المخبَـر متردداً َحسن توكيد إخباره‪ ،‬وإذا كان منكرا َ‬
‫‪ -12‬المسند إليه‪ ،‬يحذف للعلم‪ ،‬أو الجهل به‪ ،‬أو الخوف منه‪ ،‬أو عليه‪ ،‬أو‬
‫لالختصار‪.‬‬
‫‪ -13‬يذكر المسند إليه؛ ألنه األصل‪ ،‬أو لزيادة اإليضاح‪ ،‬أو التلذذ ِ‬
‫بذكره‪.‬‬
‫معرفا‪ ،‬ومن ّكرا‪ ،‬ومق ّدماً‪ ،‬ومؤخرا‪ ،‬ألحوال تقتضي ذلك‪.‬‬
‫‪ -14‬يكون المسند إليه َّ‬
‫‪ -15‬قد يوضع المضمر موضع المظهر‪ ،‬والعكس‪ ،‬وينتقل الكالم من أسلوب إلى‬
‫أسلوب‪.‬‬
‫مر في المسند إليه‪.‬‬
‫‪ -16‬يحذف المسند‪ ،‬ويذكر؛ لما َّ‬
‫‪ -17‬يحذف المفعول؛ للبيان بعد اإلبهام‪ ،‬أو العموم‪ ،‬أو لالختصار‪.‬‬
‫‪ -18‬األصل في المفعول أن يؤخَّر عن الفعل‪ ،‬وقد يق ّدم للتخصيص‪ ،‬أو ألنه أهم‪.‬‬
‫كل منهما‪ :‬قصر موصوف على صفة‪ ،‬أو العكس‪.‬‬
‫‪ -19‬القصر حقيقي‪ ،‬وإضافي‪ ،‬و ّ‬
‫‪ -20‬طرق القصر (ما مع ّإال‪ ،‬إنما‪ ،‬بل‪ ،‬لكن‪ ،‬التقديم)‪.‬‬
‫تمن‪ ،‬أو نداء‪.‬‬
‫‪ -21‬اإلنشاء طلبي‪ ،‬وهو أمر‪ ،‬أو نهي‪ ،‬أو استفهام‪ ،‬أو ٍّ‬
‫سم‪.‬‬
‫طلبي‪ ،‬كالمدح والذم‪ ،‬والتعجب‪ ،‬وال َق َ‬
‫‪ -22‬ومن اإلنشاء ما هو غير ٍّ‬
‫‪ -23‬الوصل عطف جملة على جملة بالواو‪ ،‬والفصل ترك العطف‪.‬‬
‫وجب الفصل‪.‬‬
‫‪ -24‬إذا كان بين الجملتين اتحا ٌد تامٌّ أو تباين تامٌّ َ‬
‫‪ -25‬إذا كان بين الجملتين تناسب تام وال موجب للفصل وجب الوصل‪.‬‬
‫‪ -26‬يجب الوصل أيضا في نحو‪( :‬ال‪ ،‬وشفاه اهلل)‪.‬‬
‫‪ -27‬المساواة‪ :‬أن يكون الكالم مساويا للمعنى‪ ،‬فإن زاد اللفظ فهو إطناب‪ ،‬وإال‬
‫فإيجاز‪.‬‬
‫صر‪ ،‬نحو‪( :‬ولكم في القصاص حياة)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -28‬اإليجاز نوعان‪ :‬حذف‪ ،‬أو ق َ‬
‫والعام بعد الخاص‪ ،‬والتذييل والتوكيد‪ ..‬من اإلطناب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-29‬اإليضاح بعد اإلبهام‪،‬‬
‫‪ -30‬علم البيان يريك الطرق المختلفة للكالم بأنواع من اإليضاح‪.‬‬
‫‪ -31‬مباحث البيان‪ :‬التشبيه‪ ،‬والمجاز‪ ،‬واالستعارة‪ ،‬والكناية‪.‬‬
‫‪ -32‬المجاز المرسل له عالقات‪ ،‬كالسبب‪ ،‬والكل‪ ،‬والجزء‪.‬‬
‫المصرحة‪ :‬التي صرح فيها بالمشبه به‪ ،‬نحو‪( :‬لقيت بحرا)‪.‬‬
‫َّ‬ ‫‪ -33‬االستعارة‬
‫‪ -34‬المكنية‪ :‬هي التي حذف منها المشبّه به‪ ،‬ووجه الشبه واألداة‪.‬‬
‫‪ -35‬إذا كان المستعار اسما جام ًدا؛ فاالستعارة أصلية‪.‬‬
‫‪ -36‬إذا كان المستعار فعال‪ ،‬أو اسما مشتقا‪ ،‬فهي تبعية‪.‬‬
‫منتزعةً من متعدد‪.‬‬
‫‪ -37‬االستعارة التمثيلية‪ :‬يكون التشبيه فيها هيئةً َ‬
‫‪ -38‬المجاز العقلي‪ :‬إسناد الشيء إلى غير ما هو له نحو‪( :‬بَنى األمير المدينة)‪.‬‬
‫‪ -39‬الكناية‪ :‬كقولك عن الكريم‪ :‬كثير الرماد‪.‬‬
‫‪ -40‬علم البديع‪ :‬محسنات لفظية‪ ،‬ومعنوية‪.‬‬
‫‪ -41‬من المحسنات اللفظية‪ :‬الجناس‪ ،‬والسجع والقلب‪ ،‬ومن المعنوية‪ :‬الطباق‪،‬‬
‫والمقابلة والمشاكلة‪ ،‬واالستخدام‪ ،‬وحسن الختام‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫والحمد هلل رب العالمين‬

‫‪ ))1‬المصدر‪( :‬أربعون قاعدة في البالغة)‪:‬‬


‫‪http://www.m-a-arabia.com/site/11650.html‬‬

You might also like