You are on page 1of 18

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫مادة تخريج الحديث‬


‫المحاضر‪ :‬فضيلة الدكتور أحمد معبد عبد الكريم حفظه اهلل‬
‫الفصل الثالث‬
‫تخريج الحديث بواسطة لفظة بارزة يف الحديث‬
‫الكلمة البارزة‪ :‬هي الكلمة التي ال يكثر تكرارها يف الحديث سواء كانت اسما أو فعل‪.‬‬
‫التعريف هبا‪ :‬التخريج هبذه الطريق متوقف على ورود لفظة غريبة‪ ،‬قليلة االستعمال يف الحديث‪ ،‬فكلما كانت الكلمة غريبة‬
‫كان التخريج سهل‪.‬‬
‫مزايا هذه الطريقة‪ :‬تمتاز هذه الطريقة باآليت‪:‬‬
‫‪ -1‬سرعة الوصول إلى الحديث المطلوب‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد موضع الحديث يف الكتاب والباب‪ ،‬أو الجزء والصفحة‪.‬‬
‫‪ -3‬إن معرفة أي جزء من الحديث يمكن الوصول إلى الحديث المطلوب‪.‬‬
‫المآخذ عليها وعيوبـها‪:‬‬
‫‪ -1‬ينبغي للباحث أن يكون له إلمام بشيء من قواعد التصريف يف اللغة العربية ليسهل عليه معرفة أصل الكلمة‪.‬‬
‫‪ -2‬أهنا ال تذكر الصحابي‪ ،‬وإنما تعطيك الحديث عن كل الصحابة‪.‬‬
‫‪ -3‬ال يكفي أن تخرج الحديث بناء على كلمة واحدة‪ ،‬فربما خلت رواية عنها‪ ،‬فل تذكر‪.‬‬
‫الكتاب من هذه الطريقة‪ :‬المعجم المفهرس أللفاظ الحديث النبوي للدكتور فنسنك‪.‬‬
‫المعجم المفهرس أللفاظ الحديث النبوي‬
‫مؤلفه‪ :‬ابتدأ تأليفه ونشره المستشرق الهولندي الدكتور أرنت جان فنسنك أستاذ العربية بجامعة ليدن‪ ،‬ثم انضم إليه عدد‬
‫من المستشرقين‪ ،‬وشاركهم األستاذ محمد فؤاد عبد الباقي‪.‬‬
‫موضوعه‪ :‬فهرس لفظي ألحاديث الكتب التسعة مرتبا على الحروف األبجدية‪.‬‬
‫عدد كتب الحديث التي فهرسها ورموزها‪ :‬هذا الكتاب فهرس أللفاظ أحاديث تسعة كتب‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -1‬صحيح البخاري (خ)‪ - 2 .‬صحيح مسلم (م)‪ - 3 .‬سنن أبي داود (د)‪ - 4 .‬جامع الرتمذي (ت)‪ - 5 .‬سنن النسائي‬
‫الصغرى (المجتبى) (ن)‪ - 6 .‬سنن ابن ماجه (جه)‪ - 7 .‬سنن الدارمي (دي)‪ - 8 .‬موطأ مالك (ط)‪ - 9 .‬مسند أحمد‬
‫(حم)‪.‬‬
‫ترتيب الحديث داخل الكتاب (منهجه)‪ :‬األحاديث مرتبة على حروف الهجاء (إجماال)‪ .‬وتفصيل كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬يرد اللفظ من األسماء واألفعال إلى أصله‪.‬‬
‫مثاله‪( :‬مركب) ذكرها يف حرف الراء يف مادة (ركب)‪ ،‬و(ارتكب) يف حرف الراء يف مادة (ركب)‪.‬‬
‫و(ريحانة) يف حرف الراء يف مادة (روح)‪ ،‬و(ذبابة) يف حرف الذال يف مادة (ذب)‪.‬‬
‫‪ -2‬ترتيب األفعال‪ ،‬فيبدأ بالفعل الماضي‪ ،‬ثم المضارع‪ ،‬ثم األمر‪ ،‬ثم المصدر‪ ،‬ولم يفهرس للضمائر‪.‬‬
‫‪ -3‬يذكر تحت كل لفظ األحاديث التي ورد فيها هذا اللفظ معزوا إلى مكان وجوده يف الكتب التسعة‪.‬‬
‫‪ -4‬يرمز ألصحاب الكتب التسعة برموز‪( .‬ذكرت هذه الرموز سابقا)‪.‬‬
‫‪ -5‬يحدد موضع الحديث‪ :‬فيذكر الكتاب‪ ،‬ورقم الباب الذي فيه الحديث‪ ،‬مثل‪( :‬خ – أدب‪ )7/‬يعني‪ :‬البخاري‪،‬‬
‫كتاب األدب‪ ،‬الباب السابع‪.‬‬
‫هكذا يف جميع الكتب من الكتب التسعة ما عدا الكتابين‪ ،‬هما‪ :‬صحيح مسلم‪ ،‬ومسند أحمد بن حنبل‪.‬‬
‫فصحيح مسلم‪ :‬يذكر فيه الكتاب ورقم الحديث يف هذا الكتاب‪ .‬مثل‪( :‬م – الفتن‪.)20/‬‬
‫ومسند أحمد بن حنبل‪ :‬يذكر فيه رقم الجزء‪ ،‬ورقم الصفحة التي فيها الحديث‪ .‬مثل‪( :‬حم ‪.)285/4 -‬‬
‫‪ -6‬يفرد أسماء األعلم واألماكن الواردة يف األحاديث بمجلد خاص هو المجلد الثامن واألخير‪.‬‬
‫ميزات الكتاب‪:‬‬

‫‪ -1‬يكفي للتخريج منه معرفة كلمة من الحديث (دون معرفة الراوي األعلى ومعرفة مطلع الحديث)‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد مكان الحديث بدقة يف أي كتاب ويف أي باب‪.‬‬
‫‪ -3‬يمكن االستعانة به لمن أراد أن يكتب يف موضوع معين‪.‬‬
‫مآخذ على الكتاب‪:‬‬
‫‪ -1‬جمع الكلمة من عدة أحاديث‪ ،‬فل يمكن االعتماد عليه‪ ،‬بل ال بد من الرجوع إلى الكتب األصلية‪.‬‬
‫‪ -2‬ينبغي للباحث أن يكون له إلمام بشيء من قواعد التصريف يف اللغة العربية ليسهل عليه معرفة أصل الكلمة‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم التفريق أحيانا بين بعض المتون التي تشرتك يف ألفاظ متحدة‪.‬‬
‫‪ -4‬عزو الحديث على أساس اللفظ دون اعتبار الراوي األعلى‪.‬‬
‫‪ -5‬لم يستوعب جميع األحاديث من كتب التسعة‪.‬‬
‫‪ -6‬وقع يف المعجم جملة من الهفوات واألخطاء تصدى للتنبيه عليها بعض المعاصرين‪ ،‬منهم‪ :‬األستاذ سعد‬
‫المرصفي يف كتابه‪« :‬أضواء على أخطاء المستشرقين يف المعجم المفهرس أللفاظ الحديث النبوي»‪ ،‬وكتاب‪:‬‬
‫«مما يلحظ على كتابي مفتاح كنوز السنة والمعجم المفهرس» للباحث محمد عبد اهلل حياين‪.‬‬
‫طريقة التخرج هبذا الكتاب‪:‬‬
‫‪ -1‬نأخذ أظهر كملة من الحديث‪ ،‬ونجردها إلى أصل الكلمة‪.‬‬
‫‪ -2‬نبحث عنها يف «المعجم»‪ ،‬وننظر على أي شكل وردت هل الماضي أم المجرد أو المزيد‪ ،‬ثم ننظر يف محلها‪،‬‬
‫كما نبحث عن معاين الكلمات يف المعاجم اللغوية‪ ،‬فنجد الحديث المطلوب‪.‬‬
‫مثال تطبيق على هذه الطريقة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الحديث المراد تخريجه‪ :‬أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬خطوات التخريج‪:‬‬
‫‪ –1‬معرفة أظهر كلمة من الحديث‪ ،‬وهي (ربض) يف هذا الحديث‪.‬‬
‫‪ – 2‬نبحث عنها يف «المعجم»‪ ،‬وننظر على أي شكل وردت هل الماضي أم المجرد أو المزيد‪ ،‬ثم ننظر يف محلها‪،‬‬
‫كما نبحث عن معاين الكلمات يف المعاجم اللغوية‪.‬‬
‫‪ -3‬نجد الحديث يف حرف الراء تحت كلمة (ربض) يف ص ‪ 211‬هكذا‪:‬‬
‫يف ربض الجنة‪ :‬د أدب ‪ ،7‬ت بر ‪ ،58‬ن جهاد ‪ ،)**( 19‬جه مقدمة ‪.)**( 7‬‬
‫ثالثا‪ :‬صياغة التخريج‪( :‬يكفي يف التخريج ذكر ثلث مصادر فقط‪ ،‬والتقديم للصحيحين والسنن)‬
‫‪ -1‬نخرج الحديث أوال تخريجا إجماليا كاآليت‪:‬‬
‫أخرجه أبو داود يف كتاب األدب‪ ،‬باب رقم‪ ،)7( :‬والرتمذي يف كتاب الرب‪ ،‬باب رقم‪ ،)58( :‬والنسائي يف كتاب‬
‫الجهاد‪ ،‬باب رقم‪ ،)19( :‬وكرر هذا اللفظ يف هذا الباب‪ ،‬وابن ماجه يف المقدمة‪ ،‬باب رقم‪ ،)7( :‬وكرر هذا اللفظ يف الباب‪.‬‬
‫‪ -2‬ثم نرجع إلى المصادر األصلية المشار إليها‪ ،‬ونخرج الحديث منها تخريجا تفصيليا كاآليت‪:‬‬
‫أخرجه أبو داود يف «سننه» كتاب األدب‪ ،‬باب يف حسن الخلق (‪ )400/4‬رقم الحديث‪ ،)4800( :‬والرتمذي يف‬
‫«جامعه» أبواب الرب والصلة عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬باب ما جاء يف المراء (‪ )530/3‬رقم الحديث‪،)1993( :‬‬
‫والنسائي يف «سننه» كتاب الجهاد‪ ،‬باب ما لمن أسلم وهاجر وجاهد (‪ )617/1‬رقم الحديث‪ ،)3133( :‬وابن ماجه يف‬
‫«سننه» أبواب السنة‪ ،‬باب اجتناب البدع والجدل (‪ )35/1‬رقم الحديث‪.)51( :‬‬
‫تنبيه هام جدا‪ :‬العبارة االصطلحية للتخريج من هذا الكتاب‪:‬‬
‫المعجم المفهرس أللفاظ الحديث النبوي‪ ،‬ومفتاح كنوز السنة (سيأيت الكلم عنه)‪ ،‬وتحفة األشراف‪:‬‬
‫هذه الكتب التخريج منها (إجمالي)‪ ،‬فهي يخرج بـها‪ ،‬وال يخرج منها‬
‫توضيح ذلك‪ :‬أن هذا الكتاب عبارة عن فهارس األحاديث لتيسر الوصول لمكان الحديث يف المصادر األصلية‪،‬‬
‫وليست مصادر أصلية يخرج منها‪ ،‬فل تكون (صياغة التخريج) منها مباشرة بقولنا‪:‬‬
‫«ذكره صاحب المعجم‪ ...‬وعزاه إلى‪ ،»...‬أو «ذكره صاحب كنوز السنة‪ ...‬وعزاه إلى‪»...‬‬
‫بل يحدد الحديث يف المعجم‪ ،‬ويستفاد منه يف هذا األمر‪ ،‬ثم يذهب الباحث إلى المصادر األصلية يف التخريج كما‬
‫وضحت ذلك يف المثال التطبيقي‪.‬‬
‫أمثلة أخرى من هذا الكتاب‪:‬‬
‫أذكر هذه األمثلة مع التنبيه فيها على (أبرز كلمة) دون تخريجها تستطيع هبا أن تصل إلى الحديث المطلوب‪ ،‬ثم‬
‫تقوم بتخريج الحديث كما بينت يف المثال التطبيقي‪.‬‬
‫‪« -1‬قتال المؤمن كفر»‪ :‬أظهر كلمة فيه هي (الكفر)‪.‬‬
‫‪« -2‬ال أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك»‪ :‬أظهر كلمة فيه هي (ثنى أو ثناء)‪.‬‬
‫‪« -3‬كنت أغسل رأس رسول اهلل ﷺ وأنا حائض»‪ :‬أظهر كلمة فيه (حيض)‪.‬‬
‫‪ -4‬رجل شهد النبي ﷺ على المنرب يقول يف خطبته‪« :‬تدرون ما الرقوب؟ تدرون ما الصعلوك؟ تدرون ما‬
‫الصرعة؟‪ :‬أظهر كلمة فيه (رقب‪ ،‬أو صرع)‪.‬‬
‫‪« -5‬ال يأوي الضالة إال ضال»‪ :‬أظهر كلمة فيه (ضل)‪.‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫تخريج الحديث بواسطة معرفة موضوع الحديث العام أو جزء مفيد منه‬
‫التعريف هبذه الطريقة‪ :‬هو البحث يف الحديث عن طريق معرفة موضوع الحديث‪.‬‬
‫فيستعان يف تخريج الحديث على هذه الطريقة بالمصنفات الحديثة المرتبة على األبواب والموضوعات‪ ،‬كالجوامع والسنن‬
‫والمصنفات والموطأت ‪ ،‬وجامع األصول البن األثير‪ ،‬وكنز العمال للمتقي الهندي‪ ،‬ومفتاح كنوز السنة للمستشرق‬
‫الهولندي فنسنك‪.‬‬
‫مزايا هذه الطريقة‪ :‬سهولة الوصول للحديث بمجرد معرفة معانيه‪ ،‬ولو لم نقف على لفظه‪.‬‬
‫أهم صعوبتها‪:‬‬
‫‪ -1‬تعدد موضوعات بعض األحاديث‪ ،‬فصعوبة تحديد الموضوع يف بعضها‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم إلمام الباحث بعناوين األبواب وترتيبها‪.‬‬
‫الكتب المساعدة يف هذه الطريقة تنقسم إلى قسمين‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬المصنفات التي شملت الموضوعات (أي‪ :‬أكثر أو جميع أبواب الدين)‪.‬‬
‫أشهرها‪ :‬كتب الجوامع‪ ،‬والصحاح‪ ،‬والسنن‪ ،‬والمصنفات‪ ،‬والمستخرجات‪ ،‬والمستدركات‪ ،‬ومفتاح كنوز السنة‪.‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬المصنفات التي شملت موضوعا واحدا (أي‪ :‬باب من أبواب الدين)‪.‬‬
‫أشهرها‪ :‬كتب األجزاء‪ ،‬كأفعال العباد‪ ،‬والقراءة خلف اإلمام كلهما للبخاري‪ ،‬وكتب الزهد والفضائل واآلداب واألخلق‪،‬‬
‫وكتب األحكام‪ ،‬أو موضوعات خاصة‪.‬‬
‫المؤلفات المرتبة على الموضوعات‪ :‬وهي تنقسم إلى قسمين‪ :‬أصلية وفرعية‪.‬‬
‫‪ – 1‬مصادر أصلية‪ :‬وهي التي تخرج فيها األحاديث بأسانيد مؤلفيها‪ ،‬مثل‪ :‬كتب الصحاح‪ ،‬والسنن‪ ،‬والمصنفات‪،‬‬
‫والمستخرجات‪ ،‬والمستدركات‪ .‬صيغة التخريج منها‪ :‬أخرجه أو رواه‪.‬‬
‫‪ – 2‬مصادر فرعية‪ :‬وهي التي تخرج الحديث بالعزو إلى مصدر أو أكثر من مصادره األصلية‪ ،‬مثل‪ :‬جامع األصول‪،‬‬
‫وكنز العمال‪ ،‬ونصب الراية‪ .‬صيغة التخريج منها‪ :‬أورده وعزاه إلى‪ ...‬أو ذكره عزاه إلى‪....‬‬
‫أقسام المصادر الفرعية من حيث االحتفاظ بالسند وعدمه إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬مصادر فرعية احتفظت بالسند‪ ،‬ككتاب‪« :‬المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية» البن حجر العسقلين‪.‬‬
‫‪ -2‬مصادر فرعية لم تحتفظ بالسند‪ :‬ككتاب‪« :‬مجمع الزوائد ومنبع الفوائد» لنور الدين الهيثمي‪ ،‬و«جامع األصول»‬
‫البن األثير‪ ،‬و«عمدة األحكام» للمقدسي‪ ،‬و«كنز العمال» للمتقي الهندي‪.‬‬
‫مصادر فرعية احتفظت بالسند‬
‫(‪ )1‬المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية البن حجر العسقلين (‪ 852‬هـ)‬
‫مؤلفه‪ :‬اإلمام الحافظ أحمد بن علي بن محمد ابن حجر العسقلين ‪ 852‬هـ‪.‬‬
‫موضوع الكتاب‪ :‬جمع فيه زوائد ثمانية مسانيد على الكتب الستة ومسند أحمد بن حنبل‪ ،‬ورتبها على أبواب السنن‪.‬‬
‫المسانيد الثمانية‪ -1 :‬مسند أبي داود الطيالسي‪ -2 .‬مسند الحميدي‪ -3 .‬مسند ابن عمر العدين‪ -4 .‬مسند مسدد بن‬
‫مسرهد‪ -5 .‬مسند أحمد بن منيع‪ -6 .‬مسند عبد بن حميد‪ -7 .‬مسند الحارث بن أبي أسامة‪ -8 .‬مسند ابن أبي شيبة‪.‬‬
‫وقسم من مسندي‪( :‬أبي يعلى الموصلي‪ ،‬وإسحاق بن راهويه) غير كاملين‪( .‬حفظ هذه المسانيد مهم جدا)‪.‬‬
‫منهج ابن حجر يف التخريج‪ :‬يذكر األحاديث بسند مؤلفه‪.‬‬
‫طريقة التخريج من هذا الكتاب‪ :‬الربط دماغيا بين معنى الحديث أو لفظه وبين الباب المناسب له‪ ،‬وتقليب فهرس‬
‫الكتاب يعين على ذلك‪.‬‬
‫طريقة التخريج منه‪ :‬رواية بأسانيد أصحاب المسانيد‪ ،‬نقول‪ :‬أخرجه مسدد يف «مسنده» كما يف «المطالب العالية»‪.‬‬
‫(‪ )2‬إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للبوصيري (‪ 842‬هـ)‬
‫مؤلفه‪ :‬أبو العباس‪ ،‬شهاب الدين‪ ،‬أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (‪ 842‬هـ)‪.‬‬
‫موضوع الكتاب‪ :‬جمع فيه زوائد عشرة مسانيد على الكتب الستة‪ ،‬ورتبها على ترتيب الجوامع‪.‬‬
‫المسانيد العشرة‪ :‬أضاف فيه مسندين على الثمانية عند ابن حجر يف «المطالب العالية» المتقدم ذكره‪ ،‬وهما‪ -1 :‬مسند‬
‫أبي يعلى الموصلي‪ -2 .‬مسند إسحاق بن راهويه‪.‬‬
‫منهجه يف التخريج‪ :‬يذكر األحاديث بأسانيد أصحاب المسانيد مثل ابن حجر يف «المطالب»‪.‬‬
‫طريقة التخريج منه‪ :‬رواية بأسانيد أصحاب المسانيد‪ ،‬نقول‪ :‬أخرجه مسدد يف «مسنده» كما يف «إتحاف الخيرة»‪.‬‬
‫مصادر فرعية لم تحتفظ بالسند‬

‫(‪ )1‬جامع األصول يف أحاديث الرسول ﷺ البن األثير الجزري (ت ‪ 606‬هـ)‬

‫مؤلفه‪ :‬هو مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباين الجزري المعروف بابن األثير (ت‬
‫‪ 606‬هـ)‪.‬‬
‫موضوع الكتاب‪ :‬جمع ابن األثير أحاديث الكتب الستة وهي‪ :‬البخاري‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والرتمذي‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وجعل‬
‫مكان ابن ماجه موطأ مالك‪ ،‬بحسب الموضوعات المرتبة على حروف الهجاء‪.‬‬
‫ترتيب الكتاب (منهجه)‪ :‬الكتاب مقسم إلى ثلثة أركان‪:‬‬
‫الركن األول يف المبادئ‪ :‬وهو عبارة عن مقدمة نفيسة متقنة‪ ،‬بين فيها‪ -1 :‬الباعث على تصنيف الكتاب‪ -2 ،‬منهجه يف‬
‫الكتاب‪ -3 ،‬جملة مهمة من مباحث علم مصطلح الحديث‪ -4 ،‬تراجم لألئمة الستة‪.‬‬
‫الركن الثاين يف المقاصد‪ :‬وقد رتب فيه الموضوعات على حروف الهجاء‪ ،‬فبدأ بالهمزة‪ ،‬وتحت كل حرف ذكر ما تحته من‬
‫كتاب‪ ،‬فتحت حرف الهمزة بدأ بالكتاب األول يف‪« :‬اإليمان واإلسلم‪ ،‬وفيه ثلثة أبواب»‪ ،‬ثم ذكر األحاديث تحت األبواب‪،‬‬
‫فبدأ بحديث‪( :‬خ م ت س) عبد اهلل بن عمر قال‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬بني اإلسلم على خمس‪ .»...‬فإذا أردنا موضوع‬
‫«خلق العالم» أو «الخلع» نبحث عنهما يف حرف الخاء‪.‬‬
‫الركن الثالث يف الخواتم‪ :‬ويشتمل على ثلثة فنون‪:‬‬
‫الفن األول‪ :‬يف ذكر األحاديث‪.‬‬
‫الفن الثاين‪ :‬يف ذكر األسماء والكنى واألبناء واأللقاب واألنساب‪.‬‬
‫الفن الثالث‪ :‬يف فهرست الكتب والحروف واألبواب والفصول والفروع‪.‬‬
‫وقد ذكر األحاديث محذوفة األسانيد إال اسم الصحابي‪ ،‬وشرح غريب األلفاظ يف األحاديث النبوية‪.‬‬
‫رموز الكتاب‪ :‬وقد رمز للكتاب برموز‪:‬‬
‫فالبخاري (خ)‪ ،‬ومسلم (م)‪ ،‬وأبو داود (د)‪ ،‬والرتمذي (ت)‪ ،‬والنسائي (س)‪ ،‬وموطأ مالك (ط)‪.‬‬
‫هذه الرموز تتفق مع رموز كتاب المعجم المفهرس إال يف سنن النسائي‪ ،‬فهنا رمز بـ (س)‪ ،‬ويف المعجم بـ (ن)‪.‬‬
‫طريقة التخريج منه‪ :‬التخريج بالعزو‪ ،‬فيقال‪ :‬ذكره أو أورده ابن األثير يف «جامع األصول» وعزاه إلى البخاري مثل‪.‬‬
‫فائدة حديثية‪:‬‬
‫الكتب الستة عند المشارقة‪:‬الكتب الخمسة وابن ماجه‪ .‬أما عند المغاربة‪ :‬فهي الخمسة وموطأ اإلمام مالك مكان ابن ماجه‪.‬‬
‫مثال تطبيقي على هذه الطريقة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الحديث المراد تخريجه‪« :‬اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة»‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬خطوات التخريج‪:‬‬
‫‪ - 1‬تعين الموضوع يف الحديث‪ ،‬وهو موضوع «الدعاء» يف هذا الحديث‪.‬‬
‫‪ - 2‬نختار جزءا فيه حرف الدال؛ ألن الكتاب مرتب على الموضوعات حسب حروف الهجاء‪.‬‬
‫‪ - 3‬فنجد حديثنا المطلوب يف حرف الدال‪ :‬كتاب الدعاء ‪ -‬الباب الثاين‪ :‬يف أقسام الدعاء ‪ -‬القسم الثاين‪ :‬يف أدعية‬
‫غير مؤقتة وال مضافة هكذا‪:‬‬
‫‪( - 2375‬ت) عثمان بن حنيف ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪« :-‬أن رجل ضرير البصر أتى النبي ﷺ‪ ،‬فقال‪ :‬ادع اهلل أن يعافيني‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إن شئت دعوت‪ ،‬وإن شئت صبرت‪ ،‬فهو خير لك‪ ،‬قال‪ :‬فادعه‪ ،‬قال‪ :‬فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء‪ ،‬ويدعو هبذا‬
‫الدعاء‪ :‬اللهم إين أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد‪ :‬نبي الرحمة‪ ،‬إين توجهت بك إلى ربي يف حاجتي هذه لتقضى لي‪،‬‬
‫اللهم فشفعه يف»‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬صياغة التخريج‪:‬‬
‫‪ -1‬التخريج اإلجمالي‪ :‬أورده ابن األثير يف «جامع األصول»‪ ،‬وعزاه إلى الرتمذي يف «سننه» عن عثمان بن حنيف‪.‬‬
‫‪ -2‬التخريج التفصيلي‪ :‬بعد الرجوع إلى سنن الرتمذي كما أشار إليها ابن األثير‪.‬‬
‫أخرجه الرتمذي يف «جامعه» أبواب الدعوات‪ ،‬باب (‪ )569/5‬رقم الحديث‪.)3578( :‬‬
‫(‪ )2‬كنز العمال يف سنن األقوال واألفعال للمتقي الهندي‬
‫مؤلفه‪ :‬هو علء الدين علي بن حسام الدين الشهير بالمتقي الهندي (ت ‪ 975‬هـ)‪.‬‬
‫موضوعه‪ :‬ألف الحافظ السيوطي عدة كتب يف جمع األحاديث‪ ،‬وأبرزها‪ -1 :‬الجامع الكبير (جمع الجوامع)‪ -2 ،‬وانتقى‬
‫منه الجامع الصغير‪ -3 ،‬ثم زاد عليه بـ زيادة الجامع الصغير‪.‬‬
‫ثم جاء المتقي الهندي‪ ،‬فجمع كتب السيوطي الثلثة يف كتابه‪« :‬كنز العمال»‪.‬‬
‫ترتيب الكتاب (منهجه)‪ :‬ألف المتقي الهندي كتابه على مراحل‪ ،‬يمكن إجمالها فيما يأيت‪:‬‬
‫‪ -1‬جمع أوال بين (الجامع الصغير) و(زيادة الجامع الصغير)‪ ،‬مبوبا ذلك على األبواب الفقهية‪.‬‬
‫‪ -2‬ثم رتب (الجامع الكبير) على األبواب الفقهية‪.‬‬
‫‪ -3‬جمع بين هذه الكتب يف كتاب سماه‪ :‬كنز العمال يف سنن األقوال واألفعال‪.‬‬
‫‪ -4‬رتب األبواب على حروف الهجاء‪( .‬وهو على نسق جامع األصول البن األثير)‪.‬‬
‫‪ -5‬يذكر فيه الراوي األعلى‪.‬‬
‫طريقة التخريج منه‪ :‬التخريج بالعزو‪ ،‬فيقال‪ :‬ذكره أو أورده المتقي الهندي يف «كنز العمال» وعزاه إلى «سنن الدارمي» من‬
‫حديث أنس مثل‪.‬‬
‫عدد األحاديث واآلثار‪ :‬قد بلغ عدد األحاديث واآلثار فيه (‪ ،)46624‬والرموز فيه (‪ ،)31‬فمن كان له رمز فيرمز إليه‪ ،‬ومن‬
‫ليس له رمز يذكر اسمه‪ ،‬والمتقي الهندي لم يتبين له المراد من رمز (ز) الذي رمزه السيوطي؛ والمراد به مسند البزار‪،‬‬
‫والسبب يف ذلك‪ :‬أن مسند البزار لم يكن موجودا يف ذلك الوقت وإن كان هو يعرفه‪ ،‬ولما طبع مسند البزار متأخرا وجدت‬
‫هذه األحاديث فيه‪.‬‬
‫ميزة الكتاب‪ :‬يعترب هذا الكتاب أضخم موسوعة حديثية مرتبة على المواضيع‪ ،‬فل غرابة فيه فالحافظ السيوطي قصد جمع‬
‫السنة النبوية كلها كما نص عليه يف مقدمة (جمع الجوامع)‪.‬‬
‫مفتاح كنوز السنة للمستشرق الهولندي «فنسنك»‬
‫مؤلفه‪ :‬هو المستشرق الهولندي أرنت جان فنسنك‪.‬‬
‫مرتجمه‪ :‬ترجمه من اللغة اإلنجليزية إلى العربية األستاذ محمد فؤاد عبد الباقي‪.‬‬
‫موضوع الكتاب‪ :‬هو معجم مفهرس تفصيلي موضوعي ألربعة عشر كتابا من كتب السنة والسيرة‪.‬‬
‫الرموز المستعملة فيه‪ -1 :‬صحيح البخاري (بخ)‪ -2 .‬سنن أبي داود (بد)‪ -3 .‬جامع الرتمذي (تر)‪ -4 .‬سنن النسائي‬
‫الصغرى (المجتبى) (نس)‪ -5 .‬سنن ابن ماجه (مج)‪ -6 .‬سنن الدارمي (مي)‪.‬‬
‫عند إحالته على هذه الكتب الستة يذكر‪:‬‬
‫رمز المصنف ‪ /‬ثم رقم الكتاب بعد رمز (ك) ‪ /‬ثم رقم الباب بعد رمز (ب)‪( .‬مثل‪ :‬بخ‪ -‬ك ‪ ،6‬ب ‪.)3‬‬
‫‪ -7‬صحيح مسلم (مس)‪ -8 .‬موطأ مالك (ما)‪.‬‬
‫عند إحالته على هذين الكتابين يذكر‪:‬‬
‫رمز المصنف ‪( /‬ك) رقم الكتاب ‪( /‬ح) رقم الحديث‪( .‬مثل‪ :‬مس‪ -‬ك ‪ ،7‬ح ‪.)18‬‬
‫‪ -9‬مسند أحمد بن حنبل (حم)‪ .‬عند أحالته عليه يذكر‪:‬‬
‫رمز المصنف (حم) ‪( /‬ج) رقم الجزء ‪( /‬ص) رقم الصفحة‪( .‬مثل‪ :‬حم‪ -‬ج ثان‪ ،‬ص ‪.)232‬‬
‫‪ -10‬مسند أبي داود الطيالسي (ط)‪ ،‬ويذكر عند إحالته عليه‪( :‬ح) رقم الحديث‪( .‬مثل‪ :‬ط‪ -‬ح ‪.)2024‬‬
‫‪ -11‬زيد بن علي (من كتب الشيعة) (ز) ثم (ح) رقم الحديث‪( .‬مثل‪ :‬ز‪ -‬ح ‪.)876‬‬
‫‪ -12‬الطبقات الكربى البن سعد (عد)‪ -13 .‬السيرة النبوية البن هشام (هش)‪ -14 .‬المغازي للواقدي (قد)‪.‬‬
‫يحيل يف هذه الكتب الثلثة إلى (ص) رقم الصفحة‪( .‬مثل‪ :‬هش‪ -‬ص‪.)653‬‬
‫(ق)‪ :‬رمز للقسم‪( .‬قا)‪ :‬رمز الختلف الحديث‪ ،‬أي‪ :‬قابل هذا الحديث بما قبله أو بعده إلثارة الشبه‪( .‬م م م)‪ :‬فوق العدد‬
‫من جهة اليسار تدل على أن الحديث مكرر حسب عدد الميم‪ ،‬وكذلك الرقم الصغير فوق العدد يدل على أن الحديث مكرر‬
‫بقدره يف الصفحة أو يف الباب‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬اذكر ثلثة رموز من مفتاح كنوز السنة‪ ،‬وبين ما يدل عليه كل رمز؟‬
‫طريقة ترتيب الكتاب (منهجه)‪ :‬يمكن إجمال طريقة ترتيب الكتاب يف النقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬رتب الكتاب على الموضوعات والمعاين‪( ،‬وليس على حسب األلفاظ والمباين)‪.‬‬
‫‪ -2‬رتب تلك الموضوعات والمعاين على حروف الهجاء‪ ،‬فبدأ بآدم عليه السلم‪ ،‬ثم انتهى بـ يونس‪.‬‬
‫‪ -3‬تحت كل موضوع رئيسي يذكر فقرات تفصيلية أو موضوعات فرعية أصغر تتعلق به‪ ،‬وتحت كل موضوع فرعي‬
‫يجمع ما يتعلق به من أحاديث وأخبار‪.‬‬
‫‪ -4‬يحذف أل التعريف‪ ،‬وتبقى الكلمة كما هي من غير تجريد‪.‬‬
‫‪ -5‬وضع أرقاما متسلسلة للكتب واألبواب‪ ،‬وأرقاما متسلسلة لألحاديث يف كتاب صحيح مسلم والموطأ‪ ،‬والباقي‬
‫بالجزء والصفحة‪.‬‬
‫مزايا الكتاب‪:‬‬
‫‪ -1‬التيسير على الباحثين يف معرفة مكان الحديث‪ ،‬أو الحديث المتعلق بالسيرة النبوية يف أهم كتب السنة‪.‬‬
‫‪ -2‬قدم الكتاب مادة شاملة عن سيرة النبي ﷺ يف حدود ‪ 23‬صفحة تحت مادة‪« :‬محمد بن عبد اهلل ﷺ»‪ ،‬وبدأ‬
‫بموضع‪« :‬رسول اهلل وخاتم النبيين»‪ ،‬وانتهى بموضوع‪« :‬دعوته الناس لزيارة قربه عليه السلم»‪.‬‬
‫‪ -3‬لم يختص بالموضوعات والمعاين فحسب‪ ،‬بل تعرض لبيان األماكن وتراجم األعلم‪ ،‬وما ورد فيهم من األحاديث‬
‫واآلثار‪.‬‬
‫‪ -4‬يكفي للبحث فيه معرفة موضوع الحديث‪ ،‬ولو لم نقف على لفظه‪.‬‬
‫‪ -5‬يفتح للباحث آفاقا يف البحث الموضوعي‪.‬‬
‫المآخذ عليه‪:‬‬
‫‪ -1‬االكتفاء به ال يؤدي إلى استقراء التام لتخريج الحديث‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم استيعاب التخريج يف بعض المواضع‪.‬‬
‫‪ -3‬لمعرفة أسماء الكتب واألبواب من خلل الرقم ال بد من الرجوع إلى الفهرسة يف مقدمة الكتاب‪.‬‬
‫‪ -4‬اعتمد المؤلف على طبعات معينة معظمها مفقود‪.‬‬
‫‪ -5‬أهمل فهرسة الموضوعات المتعلقة بأحاديث الشمائل النبوية الشريفة‪.‬‬
‫طريقة التخريج هبذا الكتاب‪ :‬من خلل معرفة موضوع الحديث‪ ،‬ثم الذهاب إلى الموضوعات‪.‬‬
‫(تقدم البيان أن هذا الكتاب (يخرج به) وال (يخرج منه)‪ ،‬فل نقول‪ :‬ذكره أو أورده وعزاه‪ ،‬بل نخرج كما بينت يف المثال‬
‫التطبيقي)‪.‬‬
‫مثال تطبيقي على هذه الطريقة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الحديث المراد تخريجه‪« :‬يعقل الشيطان على قافية أحدكم إذا هو نام ثلث عقد يقول‪ :‬عليك ليل طويل فارقد»‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬خطوات التخريج‪:‬‬
‫‪ - 1‬نحدد موضوع الحديث‪ ،‬وهو موضوع «الشيطان» يف هذا الحديث‪( .‬وقد يشتمل الحديث على أكثر من موضوع)‪.‬‬
‫‪ -2‬نبحث عنه يف هذا الكتاب‪ ،‬وهو مرتب على حروف الهجاء‪.‬‬
‫‪ -3‬فوجدنا الحديث المطلوب هكذا‪:‬‬
‫عقده ثلثة عقد على قافية رأس النائم‪ :‬بخ – ك ‪ 19‬ب ‪ ،12‬مس – ك ‪ 6‬ح ‪ ،207‬بد – ك ‪ 5‬ب ‪ ،18‬نس – ك ‪ 20‬ب ‪،5‬‬
‫مج – ك ‪ 5‬ب ‪.171‬‬
‫ثالثا‪ :‬صياغة التخريج‪( :‬يكفي يف التخريج ذكر ثلث مصادر فقط‪ ،‬والتقديم للصحيحين والسنن)‬
‫‪ -1‬التخريج اإلجمالي‪ :‬أخرجه البخاري يف كتاب ‪ ،19‬باب ‪ ،12‬ومسلم يف كتاب ‪ ،6‬حديث ‪ ،207‬وأبو داود يف كتاب ‪،5‬‬
‫باب ‪.18‬‬
‫‪ -2‬التخريج التفصيلي‪ :‬أخرجه البخاري يف «صحيحه» كتاب التهجد‪ ،‬باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصل‬
‫بالليل (‪ )52/2‬رقم الحديث‪ ،)1142( :‬ومسلم يف «صحيحه» كتاب صلة المسافرين وقصرها‪ ،‬باب ما روي فيمن نام‬
‫الليل أجمع حتى أصبح (‪ )187/2‬رقم الحديث‪ ،)776( :‬وأبو داود يف «سننه» كتاب الصلة‪ ،‬باب قيام الليل (‪)504/1‬‬
‫رقم الحديث‪.)1306( :‬‬
‫أمثلة أخرى من هذا الكتاب‪:‬‬
‫أذكر هذه األمثلة مع التنبيه فيها على (موضوع الحديث) دون تخريجها تستطيع هبا أن تصل إلى الحديث المطلوب‪،‬‬
‫ثم تقوم بتخريج الحديث كما بينت يف المثال التطبيقي‪.‬‬
‫‪« -1‬كان التمتع خاص بالنبي صلى اهلل عليه وسلم»‪ :‬موضوعه (اإلحرام)‪.‬‬
‫‪« -2‬مصير أوالد المشركين»‪ :‬موضوعه (الشرك)‪.‬‬
‫‪« -3‬تمريضه صلى اهلل عليه وسلم بواسطة علي وفاطمة يوم أحد»‪ :‬موضوعه (فاطمة)‪.‬‬
‫‪« -4‬ثواب من أمات اهلل حبيبته فصرب»‪ ،‬أو «أجر من أذهبه اهلل حبيبته فصرب واحتسب»‪ :‬موضوعه (العين)‪.‬‬
‫المؤلفات يف تخريج أحاديث وآثار كتب التفسير‬
‫إذا كان الباحث يريد تفسير آية من كتاب اهلل بالسنة النبوية فأمامه خيارات‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -1‬مراجعة كتب التفسير من كتب السنة‪ ،‬كصحيح البخاري ومسلم‪ ،‬وكتب السنن‪ ،‬كسنن أبي داود‪.‬‬
‫‪ -2‬الرجوع مباشرة إلى كتب التفاسير المسندة‪ ،‬كتفسير سفيان الثوري (‪ 161‬هـ)‪ ،‬أو تفسير عبد الرزاق الصنعاين (‪219‬‬
‫هـ)‪ ،‬أو تفسير سعيد بن منصور (‪ 227‬هـ)‪ ،‬أو تفسير ابن أبي حاتم (‪ 327‬هـ)‪ ،‬أو تفسير ابن جرير الطربي (‪ 310‬هـ) وغيرها‬
‫من كتب التفاسير المعتمدة‪.‬‬
‫‪ -3‬االستفادة بجهود األئمة السابقين ممن خرجوا أحاديث التفاسير‪ .‬ونسوق بعضا منها فيما يأيت‪.‬‬
‫طريقة التخريج من هذه الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يعرف الباحث اآلية التي فيها الحديث‪.‬‬
‫‪ -2‬ثم يراجع هذه اآلية فيجد الحديث وقد ذكر من خرجه من األئمة‪.‬‬
‫‪ -3‬ثم يعود الباحث إلى المصادر المحال عليها من اإلمام‪ ،‬فيخرج الحديث منها حسب صياغة التخريج‪.‬‬
‫(‪ )1‬تخريج األحاديث واآلثار الواقعة يف تفسير الكشاف للزمخشري‬
‫لإلمام الزيلعي (‪ 762‬هـ)‬
‫اسم الكتاب‪« :‬اإلسعاف يف تخريج أحاديث الكشاف»‪ ،‬ذكر الزيلعي هذا االسم يف نصب الراية‪ ،‬وألفه قبل نصب الراية‪.‬‬
‫موضوع الكتاب‪ :‬هو تخريج األحاديث واآلثار التي وردت يف تفسير الكشاف للزمخشري‪.‬‬
‫ترتيب األحاديث يف الكتاب‪ :‬حسب سور القرآن كما يف أصله الكشاف‪.‬‬
‫ميزات الكتاب‪:‬‬
‫‪ -1‬استيعاب المصنف ألحاديث وآثار الكتاب‪ ،‬وبيان طرقها وشواهدها‪.‬‬
‫‪ -2‬نقده لكثير من األحاديث واآلثار‪ ،‬إما بنقله لكلم الحفاظ يف نقدها‪ ،‬أو أن ينقدها هو بنفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬تكلم يف الرواة جرحا وتعديل‪.‬‬
‫‪ -4‬بيانه لبعض األوهام التي وقعت ممن قبله‪.‬‬
‫‪ -5‬فيه كثير من النقوالت من كتب مفقودة‪ ،‬ككتاب التفسير البن مردويه‪ ،‬والرتغيب البن شاهين‪ ،‬وغيرهما‪.‬‬
‫طريقة التخريج منه‪ :‬التخريج بالعزو‪ ،‬فيقال‪ :‬أورده الزيلعي يف «اإلسعاف» وعزاه إلى مسلم مثل‪.‬‬
‫(‪ )2‬كتاب الدر المنثور يف التفسير بالمأثور لإلمام جلل الدين السيوطي (‪ 911‬هـ)‬
‫مؤلفه‪ :‬هو اإلمام جلل الدين‪ ،‬عبد الرحمن بن أبي بكر‪ ،‬السيوطي (ت ‪ 911‬هـ)‪.‬‬
‫موضوعه‪ :‬أراد السيوطي يف هذا الكتاب أن يجمع كل األحاديث واآلثار التي لها تعلق بتفسير القرآن الكريم‪ ،‬وفضائل‬
‫السور‪ ،‬وأسباب النزول‪ ،‬والقراءات‪.‬‬
‫ترتيب األحاديث يف الكتاب (منهجه)‪:‬‬
‫‪ -1‬يصدر السورة من القرآن الكريم بذكر األحاديث واآلثار الواردة يف مكان وأسباب نزولها وفضلها‪ ،‬وما يتعلق بذلك‬
‫‪ -2‬يسوق يف كل آية األحاديث واآلثار التي لها علقة بتفسيرها وفضل قراءتـها‪.‬‬
‫‪ -3‬الكتاب بدون إسناد‪ ،‬فهو مختصر من كتابه «ترجمان القرآن» الذي ساق فيه األحاديث واآلثار بأسانيدها‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يحكم فيه على األسانيد‪.‬‬
‫طريقته يف التخريج‪ :‬هو التخريج بالعزو إلى مصادر الحديث األصلية المسندة‪ ،‬فيقال عند التخريج منه‪ :‬أورده السيوطي يف‬
‫«الدر المنثور» وعزاه إلى‪....‬‬
‫المؤلفات يف تخريج أحاديث العقائد والتصوف‬
‫‪ -1‬تخريج أحاديث شرح المواقف يف علم الكلم لإلمام السيوطي‪.‬‬
‫متن كتاب المواقف للعضد اإليجي (‪ 756‬هـ)‪ ،‬وشرح المواقف للشريف الجرجاين (‪ 816‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -2‬تخريج أحاديث شرح العقائد النسفية للسيوطي‪.‬‬
‫متن كتاب العقائد لإلمام النسفي‪ ،‬وشرح العقائد النسفية لسعد الدين التفتازاين‪.‬‬
‫قد رتب السيوطي األحاديث واآلثار على حسب ورودها يف شرح العقائد النسفية‪.‬‬
‫يخرج الحديث تخريجا إجماليا مع بيان الحكم بالقبول والرد على الحديث‪ ،‬وسكت عن بعض األحاديث‪.‬‬
‫وصنع لها محقق الكتاب فهرسا يف آخر الكتاب مرتبا على حروف الهجاء‪.‬‬
‫‪ -3‬تخريج أحاديث التصوف‪ :‬تخريج أحاديث إحياء علوم الدين للعراقي‪ .‬اسمه‪( :‬المغني عن حمل األسفار يف‬
‫األسفار‪ ،‬يف تخريج ما يف اإلحياء من األخبار)‪.‬‬
‫تخريج أحاديث كتب المذاهب الفقهية‬
‫(‪ )1‬كتاب نصب الراية لتخريج أحاديث الهداية لإلمام الزيلعي (‪ 762‬هـ)‬
‫مؤلفه‪ :‬هو جمال الدين‪ ،‬أبو محمد‪ ،‬عبد اهلل بن يوسف بن محمد‪ ،‬الزيلعي المصري (‪ 762‬هـ)‪.‬‬
‫التعريف بكتاب «نصب الراية»‪:‬‬
‫‪ -1‬اسم الكتاب‪ :‬اإلمام الزيلعي لم يذكر لكتابه اسما‪ ،‬ولم يذكر أحد من المتقدمين ممن ترجموا للزيلعي اسم «نصب‬
‫الراية»‪ ،‬وإنما سماه عدد من المتأخرين «نصب الراية»‪ ،‬وهذه تسمى تسمية لقب‪.‬‬
‫‪ -2‬موضوع الكتاب‪ :‬تخريج أحاديث كتاب «الهداية» للمرغيناين‪ ،‬هو شرح لمتن «بداية المبتدي» للمرغيناين نفسه‪،‬‬
‫وهو من كتب الفقه الحنفي المعتربة المشتهرة‪.‬‬
‫ومؤلف الهداية‪ :‬هو الشيخ اإلمام برهان الدين‪ ،‬علي بن أبي بكر‪ ،‬المرغيناين‪ ،‬من كبار فقهاء األحناف‪ ،‬وكان فقيها‬
‫محدثا مفسرا‪ ،‬وصنف «الهداية» يف ثلث عشرة سنة وهو صائم‪ ،‬وتويف سنة (‪593‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -3‬طريقة الزيلعي يف التخريج‪ :‬هو التخريج بالعزو إلى مصادر الحديث األصلية المسندة‪.‬‬
‫أ ‪ -‬يخرج غالبا بالعزو إلى المصادر‪ ،‬ويسوق الحديث سندا ومتنا‪ .‬مثاله‪ :‬يقول‪ :‬أخرجه الطرباين يف «معجمه»‪،‬‬
‫ويسوق الحديث سندا متنا‪ ،‬وهذا يف الغالب‪.‬‬
‫ب ‪ -‬وأحيانا يعزو عزوا إجماليا‪ ،‬فيقول‪ :‬أخرجه البخاري ومسلم بذكر صحابي الحديث من غير ذكر لإلسناد‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬ويعتنى بتخريج المتابعات والشواهد لألحاديث‪ ،‬كما أنه يعتنى ببيان األحاديث المعلولة‪.‬‬
‫‪ -4‬طريقة الزيلعي يف الحكم على الحديث‪:‬‬
‫أ ‪ -‬أحيانا ينقل كلم أهل العلم‪ ،‬فيقول‪ :‬أخرجه الرتمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫ب ‪ -‬أحيانا هو نفسه يحكم على الحديث‪ ،‬وهذا أقل من نقله‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬أحيانا يذكر حال كثير من الرواة لإلشارة بـهم إلى درجة الحديث‪.‬‬
‫‪ -5‬طريقة التخريج من الكتاب‪:‬‬
‫أ ‪ -‬إما عن طريق معرفة موضوع الحديث‪.‬‬
‫ب ‪ -‬أو عن طريق معرفة طرف الحديث‪ ،‬وذلك من خلل كتاب «نيل الغاية يف أحاديث وآثار نصب الراية» ألبي‬
‫عبد اهلل طالب بن محمود‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬أو عن طريق معرفة أحد رواة الحديث‪ ،‬وذلك من خلل كتاب «تحقيق الغاية يف ترتيب الرواة المرتجم لهم‬
‫يف نصب الراية» للمؤلف حافظ ثناء اهلل الزاهدي‪.‬‬
‫قواعد التخريج من خلل كتاب «نصب الراية»‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قواعد يف تخريج المتن مع ذكر مثال لكل قاعدة‪:‬‬
‫‪ -1‬مراعاة لفظ الحديث‪ :‬ويعرب عنها بقولهم‪ :‬بلفظه‪ ،‬أو بمثله‪ ،‬أو بمثله سواء‪.‬‬
‫قال الزيلعي عند تخريج حديث‪« :‬وليستنج بثلثة أحجار»‪ ،‬قلت‪ :‬رواه البيهقي في سننه‪ ...‬ثم قال‪ :‬ورواه أبو داود‬
‫والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وأحمد في مسنده‪ ،‬كلهم بلفظ‪« :‬وكان بثلثة أحجار» فلذلك عزوناه للبيهقي‪،‬‬
‫ألنه بلفظ الكتاب [أي‪ :‬الهداية]‪ ،‬ومعنى الحديث في مسلم‪.‬‬
‫‪ - 2‬مراعاة اللفظ المقارب للحديث‪ ،‬ويعرب عنها بقولهم‪ :‬بلفظ مقارب‪ ،‬أو بنحوه‪ ،‬وهي تحوي ‪ %80‬تقريبا من‬
‫لفظ الحديث‪.‬‬
‫فقال الزيلعي يف «نصب الراية» (‪ )180 /1‬عند ذكره لحديث المغيرة‪« :‬أن النبي ﷺ وضع يديه على خفيه‪،»...‬‬
‫قلت‪ :‬غريب ‪ ،‬ويقرب منه ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه‪.‬‬
‫) (‬

‫‪ -3‬مراعاة الحديث بمعناه‪ ،‬ويعرب عنها بقولهم‪ :‬بمعناه‪.‬‬


‫فقال الزيلعي‪ :‬قال عليه السلم‪« :‬إن من السحت عسب التيس»‪ ،‬قلت‪ :‬غريب بهذا اللفظ‪ ،‬ومعناه أخرجه البخاري‪،‬‬
‫وأبو داود‪ ،‬والترمذي‪ ،‬والنسائي عن علي بن الحكم عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى اهلل عليه وسلم نهى عن عسب‬
‫الفحل‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫‪ – 4‬مراعاة الحديث ببعض معناه‪ ،‬ويعرب عنها بقولهم‪ :‬ببعض معناه‪ ،‬أو ببعضه‪.‬‬
‫فمثل حديث إن النبي ﷺ قال‪« :‬أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم»‪ ،‬هذا الحديث هبذا اللفظ موضوع؛ إال‬
‫أن مسلما أخرج بعض معناه‪ ،‬ولفظه‪« :‬النجوم أمنة للسماء‪ ،‬فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد‪ ،‬وأنا أمنة ألصحابي‪،‬‬

‫أي‪ :‬لم أجده هبذا اللفظ يف كتب الحديث‪ ،‬وليس هذا حكما على الحديث كما ذهب إليه بعض المعاصرين‪.‬‬
‫فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون‪ ،‬وأصحابي أمنة ألمتي‪ ،‬فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون»‪.‬‬
‫‪ - 5‬مراعاة القولي والفعلي‪:‬‬
‫قال صاحب الهداية‪ :‬أن النبي ﷺ كان عند فقد السواك يعالج باإلصبع‪ .‬فرواه من فعله ﷺ‪ ،‬فقال الزيلعي‪ :‬قلت‪:‬‬
‫حديث غريب [أي‪ :‬لم أجده] وروي ذلك من قوله ﷺ‪.‬‬
‫‪ - 6‬مراعاة الزيادات يف المتن‪ ،‬وهذه الزيادات لها ثلثة أحوال‪:‬‬
‫أ ‪ -‬أن تكون يف أول المتن‪ ،‬وعند التخريج تقول‪ :‬أخرجه فلن مع زيادة يف أوله‪ ،‬وال تذكر الزيادة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬أن تكون يف أثنائه‪ ،‬وعند التخريج تقول‪ :‬أخرجه فلن مع زيادة يف أثنائه‪ ،‬وتذكر لفظ الزيادة إن كان لها تعلق‬
‫ببحث أو غيره‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬أن تكون يف آخره‪ ،‬وعند التخريج تقول‪ :‬أخرجه فلن مع زيادة يف آخره‪ ،‬وتذكر لفظ الزيادة إن كان لها تعلق‬
‫ببحث أو غيره‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬قواعد يف تخريج اإلسناد‪:‬‬
‫‪ - 1‬مراعاة الصحابي‪ :‬إذا كان الحديث مرويا عن عدد من الصحابة يذكره الزيلعي أوال على سبيل اإلجمال‪ ،‬ثم‬
‫يخرج أحاديث كل صحابي على حدة‪ ،‬وإذا لم يجده من حديث هذا الصحابي ينبه على ذلك ويقول‪ :‬غريب من حديث ابن‬
‫عمر مثل‪ ،‬أي لم أجده من حديث ابن عمر‪ ،‬وإنما وجدته من حديث أبي هريرة‪.‬‬
‫قال الزيلعي عند ذكره األحاديث التي جاءت يف صفة الوضوء‪ ،‬فقال‪« :‬الذين رووا صفة وضوء النبي ﷺ من‬
‫الصحابة عشرون نفرا» ثم بدأ بذكر أسمائهم‪ ،‬وبتخريج أحاديثهم حديثا حديثا‪ ،‬بقوله‪ :‬أما حديث فلن فكذا‪....‬‬
‫‪ - 2‬إذا دخل إمام يف طريق إمام يقدم المتقدم منهما‪ ،‬فمثل يقول‪« :‬وعنه فلن» إن كان المتقدم شيخه‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫أخرجه عبد الرزاق يف «مصنفه» وعنه أحمد بن حنبل يف «مسنده»؛ ألن عبد الرزاق هو شيخ أحمد بن حنبل‪.‬‬
‫أو يقول‪« :‬ومن طريق فلن» إذا لم يكن المتقدم شيخا له‪ ،‬كقوله‪ :‬أخرجه العقيلي ومن طريقه ابن الجوزي يف‬
‫«الموضوعات»‪ ،‬ألن العقيلي ليس من شيوخ ابن الجوزي‪.‬‬
‫وهذه القاعدة استفدناها من «نصب الراية» حيث يقول الزيلعي عند تخريج حديث «ال تغتسلوا بالماء الذي يسخن‬
‫في الشمس‪ : ...‬رواه العقيلي في كتاب الضعفاء من حديث علي بن هشام الكوفي‪ ...‬ثم قال‪ :‬ومن طريق العقيلي رواه ابن‬
‫الجوزي في الموضوعات‪.‬‬
‫ما الفرق بين قولهم‪( :‬عن فلن)‪ ،‬وبين قولهم‪( :‬ومن طريق فلن)؟‬
‫(عن فلن)‪ :‬إذا كان هذا الراوي شيخا للمؤلف‪ ،‬مثل‪ :‬أخرجه البخاري عن محمد بن يوسف؛ ألنه شيخا له‪.‬‬
‫(من طريق فلن)‪ :‬إذا لم يكن الراوي شيخا للمؤلف‪ ،‬مثل‪ :‬أخرجه البخاري من طريق األعمش؛ فإن األعمش ليس‬
‫شيخا للبخاري‪.‬‬
‫‪ - 3‬إذا كثرت المصادر‪ ،‬وكان المراد هو االحتجاج‪ ،‬وتساوت المتابعة فيها يقدم األصح فاألصح‪.‬‬
‫قال الزيلعي عند حديث‪« :‬أيما إهاب دبغ فقد طهر» قلت‪ :‬روي من حديث ابن عباس‪ .‬ومن حديث ابن عمر‪ ،‬أما‬
‫حديث ابن عباس‪ ،‬فرواه النسائي والترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫‪ - 4‬ويف مثل هذه الحالة أحيانا يرتب المصادر على حسب األشهر‪.‬‬
‫قال الزيلعي‪ :‬وأما المراسيل فهي أربعة‪ :‬أشهرها مرسل أبي العالية‪ .‬والثاني‪ :‬مرسل معبد الجهني‪ .‬والثالث‪ :‬مرسل‬
‫إبراهيم النخعي‪ .‬والرابع‪ :‬مرسل الحسن‪.‬‬
‫‪ - 5‬مراعاة التاريخ‪ :‬هذا إذا كانت المتابعة واحدة يف كل المصادر‪.‬‬
‫قال الزيلعي‪ :‬وحديث سليمان بن كثير‪ :‬أخرجه أحمد في «مسنده»‪ ،‬والدارقطني في «سننه»‪ ،‬والحاكم في‬
‫«المستدرك»‪ ،‬وقال‪ :‬حديث صحيح على شرط الشيخين‪ ،‬ولم يخرجاه‪.‬‬
‫‪ - 6‬مراعاة الكتب الستة‪ :‬قال الزيلعي‪ :‬حديث آخر أخرجه مسلم عن أبي الزبير عن جابر‪ ،‬واقتصر شيخنا علء‬
‫الدين مقلدا لغيره على حديث عزاه الدارقطني عن أبي هريرة‪ ،‬وهذا ذهول فاحش‪ ،‬فإنه في الكتب الستة‪ ،‬فالمقلد ذهل‪،‬‬
‫والمقلد جهل‪.‬‬
‫(‪ )2‬كتاب البدر المنير يف تخريج األحاديث واآلثار الواقعة يف الشرح الكبير‬

‫أوال‪ :‬التعريف بالمؤلف‪ :‬هو اإلمام سراج الدين‪ ،‬عمر بن علي بن أحمد‪ ،‬األنصاري‪ ،‬المعروف بابن الملقن‪،‬‬
‫الشافعي‪ ،‬المصري‪ ،‬وتويف سنة (‪804‬هـ)‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعريف بالكتاب‪:‬‬
‫‪ - 1‬موضوعه وسبب تأليفه‪ :‬فالكتاب تخريج أحاديث «شرح الوجيز» للرافعي الكبير يف الفقه الشافعي‪.‬‬
‫مؤلف «الوجيز»‪ :‬هو اإلمام أبو حامد محمد بن محمد الغزالي ‪505( $‬هـ)‪ ،‬وله ثلثة كتب يف الفقه الشافعي‪:‬‬
‫أكربها البسيط ثم الوسيط ثم الوجيز‪ ،‬ثم الوجيز يعد من المتون المهمة يف كتب الفقه الشافعي‪.‬‬
‫ومن أشهر شروحه‪« :‬شرح الوجيز» المسمى بـ«فتح العزيز يف شرح الوجيز» ألبي القاسم عبد الكريم بن محمد بن‬
‫عبد الكريم الرافعي ‪ ،$‬وقال عنه ابن الصلح‪« :‬لم يشرح الوجيز بمثله»‪.‬‬
‫ولعظم هذا الكتاب وجللته قد تصدى ابن الملقن لتخريج هذا الشرح‪ ،‬وقال‪« :‬لم يصنف يف المذهب مثله»‪.‬‬
‫‪ - 2‬طريقة التخريج بالكتاب‪( :‬الكتاب مرتب على األبواب الفقهية حسب ورودها يف األصل وهو الشرح الكبير)‪.‬‬
‫أ ‪ -‬إما عن طريق معرفة موضوع الحديث الفقهي ثم البحث يف الكتاب تحت هذا الباب الفقهي‪.‬‬
‫ب ‪ -‬أو عن طريق مطلع الحديث ثم البحث عنه يف فهرس األحاديث أو اآلثار‪.‬‬
‫ج ‪ -‬ثم يذهب الباحث إلى الكتب األصلية المعزو إليها‪.‬‬
‫مثال تطبيقي‪ :‬إذا كان عندي حديث‪« :‬من ترك ثلث جمع هتاونا طبع اهلل على قلبه»‪.‬‬
‫فالباحث يعرف أن موضوع الحديث هو الجمعة‪ ،‬فينظر يف فهرس الموضوعات‪ ،‬فيجد الحديث يف كتاب الجمعة‬
‫يف المجلد الرابع‪ ،‬ثم يلجأ إلى الكتب األصلية المعزو إليها‪ ،‬ثم يخرج الحديث بصياغة علمية كما بينت سابقا‪.‬‬
‫‪ - 3‬ميزات الكتاب‪ :‬أ ‪ -‬جمع المؤلف طرق الحديث وهو يفيد معرفة حال الحديث من حيث القبول أو الرد‪.‬‬
‫ب ‪ -‬جمع األلفاظ‪ ،‬واالعتناء بزيادات الروايات‪ ،‬ويعتنى المؤلف ببيان حالها قبوال أو ردا‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬جمع أقوال العلماء على الحديث ما أمكن‪ ،‬بل أحيانا يأيت بأقوالهم من كتب مفقودة‪ ،‬وأحيانا يحكم على‬
‫الحديث بنفسه‪.‬‬
‫‪ - 4‬مآخذ على الكتاب‪:‬‬
‫أ ‪ -‬وجود بعض األوهام القليلة يف عزو األحاديث لمصادرها‪.‬‬
‫ب ‪ -‬قد يعزو الحديث إلى مصدر وسيط مع وجوده يف األصل‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬استعمال مصطلحات على غير ما وضعت له عند المحدثين‪ ،‬كمصطلح «غريب» يقصد به ما لم يقف عليه‪،‬‬
‫أو ما لم يعرفه‪ ،‬وهذا بخلف المعنى االصطلحي عند المحدثين‪ ،‬ويف هذا االصطلح تابع ابن الملقن الزيلعي‪.‬‬
‫(‪ )3‬كتاب التلخيص الحبير يف تخريج أحاديث الرافعي الكبير‬
‫أوال‪ :‬التعريف بالمؤلف‪ :‬هو الحافظ اإلمام‪ ،‬شهاب الدين‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬أحمد بن علي بن حجر العسقلين المصري‬
‫الشافعي‪ ،‬وتويف سنة (‪852‬هـ)‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعريف بالكتاب‪:‬‬
‫موضوعه وسبب تأليفه‪ :‬تخريج أحاديث شرح الرافعي الكبير ملخصا من كتاب «البدر المنير» البن الملقن (السابق‬
‫ذكره)‪ ،‬فالكتاب هتذيب وتلخيص مع إضافات وتحريرات دقيقة‪.‬‬
‫فقال الحافظ عن سبب تأليفه‪ :‬أطاله [ابن الملقن يف البدر المنير] بالتكرار‪ ،‬فجاء في سبع مجلدات‪ ،‬ثم رأيته لخصه‬
‫في مجلدة لطيفة‪ ،‬أخل فيها بكثير من مقاصد المطول وتنبيهاته‪ ،‬فرأيت تلخيصه في قدر ثلث حجمه مع االلتزام بتحصيل‬
‫مقاصده‪ ،‬فمن اهلل بذلك‪ ،‬ثم تتبعت عليه الفوائد الزوائد‪.‬‬
‫فمنهج الحافظ يف «التلخيص» كما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬االلتزام بتحصيل مقاصده التي أخل هبا ابن الملقن يف كتابه «خلصة البدر المنير»‪.‬‬
‫‪ - 2‬تتبع الزوائد والفوائد من تخاريج أخرى وضمها إليه‪.‬‬
‫‪ - 3‬إضافة ما عند الحافظ الزيلعي يف «نصب الراية» من تنبيهاته على ما يحتج به مخالفو األحناف عند محاجاهتم‪.‬‬
‫طريقة التخريج بالكتاب‪( :‬الكتاب مرتب على األبواب الفقهية حسب ورودها يف األصل وهو الشرح الكبير)‪.‬‬
‫أ ‪ -‬عن طريق معرفة موضوع الحديث الفقهي‪ ،‬ثم البحث يف الكتاب تحت هذا الباب الفقهي‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ثم يذهب الباحث إلى الكتب األصلية المعزو إليها‪.‬‬
‫مثال تطبيقي‪ :‬إذا كان عندي حديث‪« :‬من ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السنة‪.»...‬‬
‫موضوع الحديث صلة التطوع‪ ،‬وينظر يف فهرس الموضوعات‪ ،‬فيجد الحديث يف باب صلة التطوع يف المجلد‬
‫الثاين من الكتاب‪ ،‬ثم يلجأ إلى الكتب األصلية المعزو إليها‪ ،‬ثم يخرج الحديث بصياغة علمية‪.‬‬
‫التخريج عن طريق الكمبيوتر وبرامج الحاسوب‬
‫التعريف هبا‪ :‬بعد ظهور وسائل التقنية الحديثة‪ ،‬وانتشار برامج الحاسب العلمية الميسرة للبحث‪ ،‬انصرف غالب‬
‫الباحثين إلى التخريج بواسطة هذه الوسائل‪ ،‬وكادت أن هتجر طرق التخريج السابقة أو بعضها‪.‬‬
‫الطريقة الغالبة يف التخريج بواسطتها‪ :‬هي عن طريق لفظة غريبة أو عدد من األلفاظ الغريبة‪.‬‬
‫أبرز المزايا فيها‪:‬‬
‫‪ -1‬اختصار الوقت‪.‬‬
‫‪ -2‬اختصار الجهد‪.‬‬
‫‪ -3‬البحث عن حديث ما عن طريق كلمة واحدة‪.‬‬
‫‪ -4‬الوقوف على الحديث يف غير مظانه ككتب التخريج‪ ،‬والجرح والتعديل‪.‬‬
‫‪ -5‬الوقوف على علل الروايات‪.‬‬
‫‪ -6‬االستيعاب لمصادر هائلة من السنة النبوية وغيرها‪.‬‬
‫‪ -7‬الحكم على الحديث بسهولة‪.‬‬
‫‪ -8‬سرعة الحاسب يف الوصول للمعلومة‪.‬‬
‫‪ -9‬تنوع الربامج الموسوعة للحاسب اآللي‪.‬‬
‫أبرز المآخذ عليها‪:‬‬
‫‪ -1‬وجود العديد من األخطاء يف إدخال النصوص‪ ،‬وأحيانا سقط بعض الصفحات والكلمات‪.‬‬
‫‪ -2‬التحريف والتصحيف خاصة يف أسماء الرواة‪ ،‬فينبغي للباحث الرجوع إلى المصادر المطبوعة بنفسه أو بالكتب‬
‫المصورة بصيغة (‪.)pdf‬‬
‫‪ -3‬التعود على الكسل واختيار األسهل يف التخريج‪.‬‬
‫‪ -4‬إبعاد القارئ عن التعرف على المصادر ومناهجها‪.‬‬
‫‪ -5‬هجر الكتب المتخصصة التي هي األساس يف تحصيل هذا العلم‪.‬‬
‫‪ -6‬االغرتار بكثرة المصادر‪.‬‬
‫‪ -7‬الجهل بأسباب الحكم على األحاديث‪ ،‬وذلك باالعتماد على األحكام الجاهزة يف الربامج الحاسوبية‪.‬‬
‫أبرز برامج الحاسب‪:‬‬
‫‪ -1‬برنامج (حرف) للكتب التسعة‪.‬‬
‫‪ -2‬برنامج خادم الحرمين الشريفين للسنة النبوية‪.‬‬
‫‪ -3‬برنامج جوامع الكلم‪.‬‬
‫‪ -4‬المكتبة الشاملة‪.‬‬
‫‪ -5‬برنامج جامع الحديث النبوي‪.‬‬
‫أمور تجب مراعتها عند التخريج بالحاسوب‪:‬‬
‫‪ -1‬على الباحث أال يقتصر يف البحث عن الحديث على لفظة واحدة‪ ،‬بل يجب البحث عنه تحت سائر األلفاظ‪.‬‬
‫‪ -2‬التخريج بالحاسوب قد يختلف عن غيره من حيث الدقة على مستوى النظر للحروف‪ ،‬وليس للكلمة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يتثبت يف األخذ عن الحاسب اآللي؛ ألن الربامج قد ال تكون دقيقة‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يتثبت يف نقل اإلحاالت عن الجهاز؛ فإن ذلك مظنة للخطأ‪.‬‬

‫محمد عامر الغزالي‬


‫كلية أصول الدين ‪/‬الفرقة الرابعة ‪/‬قسم الحديث‬
‫‪ 2023 / 2022‬م‬

You might also like