Professional Documents
Culture Documents
من أعظم الشبه عندهم والتي يَ ُردُّونَ بها ك َّل ما يُورد من األدلة التي تُدين شيخهم عليهم أن يقول قائلهم :إنَّكم تريدون
إسقاطه ،أو كل من تكلم فيه فهو يريد إسقاطه ،والجواب على هذه الشبهة الواهية من وجوه:
▪الوجه األول:
أن أمر سقوط الشخص ،أو بقائه قائما عالي الرأس ،هو بيد هللا وحده سبحانه؛ فهو الضار النافع ،الخافض الرافعُّ ،
يعز من
يضره إال إذا كان
َّ يشاء ويذ ُّل من يشاء ،فإذا كان المرء على الجادَّة فال يخاف –بإذن هللا -أحدا ،فكالم الغير ال يمكنه أن
مبنيًّا على براهين وأدلة ،وحجج قائمة قوية ،وهذا الذي ينبغي أن يُعتنى ببحثه والنظر فيه ،فإذا ثبت على المرء ما يوجب
إدانته وإسقاطه أدين وأسقط ،ولو دافع عنه الناس جميعا ،وإذا كان المذكور فيه ،والمنكر عليه؛ ال دليل يدعمه ،وال حجة
تؤيده ،فال يضره أحد ما دامت السموات واألرض ،فهل األدلة التي ذكرت في شيخكم ،وأدين بها مقَ َّدسُكم؛ ثابتة قوية أم
ضعيفة متهاوية؟ الجواب الذي ال يمكن أن ينكره أحد من المنصفين :أن ما أدين به مقَدَّسكم كالشمس في رائعة النهار
وضوحا ،وكالجبل األشم القاسي صالبة وقوة ،ولذلك ل َّما لم تقدروا على ردِها ،لجأتم إلى هذه الشبهة الواهية لتبرروا
ترككم لها ،وتنكبكم لطريقها ،فقولكم تريدون إسقاطه هي حجة الضعفاء ،ودليل أهل العاطفة والدهماء ،فالعواطف
عواصف وال يضرب على وترها إال ضعيف الحلية صاحب الحجج الهزيلة.
▪الوجه الثاني:
قولكم "تريدون إسقاطه" هو من قبيل قلب الحقائق ،وتغيير الوقائع؛ وإال من الذي أراد أن يسقط اآلخر؟ أليس الدكتور هو
الذي سعى جاهدا في إسقاط المشايخ والعلماء ،واستبدالهم بالرويبضات والسفهاء؟
فمن الذي بدأ هذه الفتنة وحاول فيها إسقاط مشايخ ودعاة وعلماء األمة؟ من الذي كتب شهادة للتاريخ والتي جاء فيها
ضرب الدعاة والمشايخ ومحاولة إسقاطهم وتأليب الغوغاء السفهاء عليهم؟ أليس هو الدكتور؟
ومن الذي وصف مشايخ ودعاة الجزائر بأهل التبعية الصرفة والتقليد المذموم؟
ومن الذي نعت علماء األمة من أئمة السنة في المملكة بأنهم الوجهة التقليدية؟
ومن الذي وصفهم بأنهم لم يتخذوا الكتاب والسنة ميزانا للقبول والرد فما وافقهما أخذنا به وما خالفهما تركناه؟
ومن الذي وصفهم بأن بعضهم ال يفرقون بين الطاعة المطلقة لألئمة ومطلق الطاعة؟
ومن الذي وصفهم بأنهم خالفوا نصوص الوحي بالقياس والرأي؟
ومن الذي وصف اآلخر بالجمود الفقهي وغلق باب االجتهاد؟
ومن الذي وصف أحد علماء األمة وأئمتها بأنه تنازل عن الدليل وخالف هو وغيره مقتضى شهادة أن محمدا رسول هللا؟
ومن الذي كان يحذر منهم ويأمر بهجرانهم وتحذير السلفيين منهم؟.
وغيرها كثير ،وهذه الطعونات كلها منها ما هو متعلق بمشايخ الجزائر جميعا كهذه األخيرة ،ومنها ما يتعلق بعلماء السنة
في المملكة وغيرها.
فمن الذي حاول إسقاط اآلخرين في أعين السلفيين ،واجتهد في تقزيمهم ،وتأليب الغوغاء عليهم؛ حتى ظهر بسبب ذلك
تطاول السفهاء على مشايخنا ،بل وعلى علمائنا وأئمتنا؛ من طعونات ذكرتها بدالئلها في مقالة "األدلة الجلية على اتصاف
الصعافقة الجدد بصفات الحدادية وكثير من النحل الردية" الجزء األول؟ أليس هو الدكتور؟ فعودوا إليها لتطَّلعوا على
بشاعتها ،ولتعلموا فداحة ما قام به الدكتور وهللا المستعان.
ومن آخرها قول أحدهم وهو أبو عبد هللا الجزائري: -
السحيمي وبازمول مرجئة حتى النخاع ،وليسوا علماء ربانيين بل هم علماء بن سلمان المنشار ،قطعهم هللا.
▪الوجه الثالث:
من الذي سعى لرأب الصدع ،وحرص على ب قاء الكلمة مجتمعة؟ ألم يسكت المشايخ على الدكتور ويصبروا عليه مع
الرد والبيان،
طعنه فيهم ،ومحاولته إلسقاطهم؟ كل ذلك درءا للفرقة ،وحتى ال يقع الشقاق بين اإلخوة؛ مع مقدرتهم على ِ
بالدليل والحجة والبرهان؛ الر ُّد الذي يعجز خصومهم ،ويظهر للناس ضعفهم وإفالسهم؛ كما وقع لهم اآلن مع ردود الشيخ
عبد المجيد جمعة –حفظه هللا -التي بلبلت أفكارهم ،وأقلقتهم ،وأظهرت للناس جميعا مستواهم.
ثم من الذي ذهب إلى اآلخر وحاول لملمت المسائل ،ومكث عند بيته الساعات الطوال يرجو اللقاء به ومكالمته ،أليس هو
الشيخ الحيي المهذب الدكتور عبد المجيد جمعة -حفظه هللا ورعاه-؟ فمن الذي سعى إلى اآلخر للتناصح والصلح ،ومن
الذي رفض وعاند وكلَّف من يقول للشيخ عبد المجيد ال تحرجني ،واترك األمور تهدأ بعد ستة أشهر أو سنة؛ يعني :بعد
ص نهائيا منكم؟ ،هذا الذي كان يرجوه ،وهو الظاهر من تصرفاته وإصراره ،وقد أمركم ،ويتأكَّدُ سقوطُكم ،ونتخلَّ ُ
أن يَنتهي ُ
مضى أكثر من تلكم المدَّة ،ولم يقع ما وعد به في تلكم الفترة ،مما يؤكد -مع غيره -أن الدكتور لم تكن له تلكم النية.
ثم من الذي كان يعتذر عما لم يخطئ فيه ،ولم يجانب الصواب في قوله ،ويقول :أنه مستعد للقاء به ،ويكرر طلب ذلك في
صرح باستعداده لتقبيل رأسه حين يلقاه؟ أليس هو الشيخ الوقور والوالد الكريم الشيخ أزهر
كل مناسبة تتيسر له ،بل قد َّ
سنيقرة -حفظه هللا ورعاه-؟ ومع ذلك لم نر استجابة من الدكتور ،وال حتى أدنى محاولة إلصالح األمور.
فهل هذا الذي فعله مشايخنا ووقع من علمائنا ودعاتنا دليل على محاولتهم إسقاطه؟ أم دليل على حرصهم عليه وتقديرهم له
وسعيهم في اإلبقاء على مكانته بينهم ومنزلته التي كانت له في قلوبهم؟.
إن األمر واضح وبيِن لكن لمن لم يكن متعصبا غاليا ،مقدسا مغاليا ،نسأل هللا الهداية لنا ولهم.