You are on page 1of 2

‫اعلم رحمك هللا أنه لما ظهرت األدلة والبراهين التي تدين الدكتور في مسائل عدة‪ ،‬وأمور متعددة‪

،‬حاول المتعصبون من‬


‫أتباعه‪ ،‬والغالون فيه‪ ،‬والمقدسون له‪ ،‬ردها وتفنيدها‪ ،‬ولكنهم لم يقابلوها بالحجج الواضحة‪ ،‬واألدلة الصريحة‪ ،‬وإنما قابلوا‬
‫الحجة بالشبهة‪ ،‬والدليل بسوء التأويل‪ ،‬والبرهان الواضح بالضعف الفاضح والهوى القادح؛ ومن تلكم الشبهات التي‬
‫يرددُونها‪ ،‬اآلتي‪:‬‬
‫وروجُوا ‪-‬بين األتباع المغيَّ ِبين‪ -‬لها‪ ،‬والزالوا ِ‬
‫أثاروها‪َّ ،‬‬
‫الشبهة األولى ‪ :‬يريدون إسقاطه ‪:‬‬

‫من أعظم الشبه عندهم والتي يَ ُردُّونَ بها ك َّل ما يُورد من األدلة التي تُدين شيخهم عليهم أن يقول قائلهم‪ :‬إنَّكم تريدون‬
‫إسقاطه‪ ،‬أو كل من تكلم فيه فهو يريد إسقاطه‪ ،‬والجواب على هذه الشبهة الواهية من وجوه‪:‬‬

‫▪الوجه األول‪:‬‬
‫أن أمر سقوط الشخص‪ ،‬أو بقائه قائما عالي الرأس‪ ،‬هو بيد هللا وحده سبحانه؛ فهو الضار النافع‪ ،‬الخافض الرافع‪ُّ ،‬‬
‫يعز من‬
‫يضره إال إذا كان‬
‫َّ‬ ‫يشاء ويذ ُّل من يشاء‪ ،‬فإذا كان المرء على الجادَّة فال يخاف –بإذن هللا‪ -‬أحدا‪ ،‬فكالم الغير ال يمكنه أن‬
‫مبنيًّا على براهين وأدلة‪ ،‬وحجج قائمة قوية‪ ،‬وهذا الذي ينبغي أن يُعتنى ببحثه والنظر فيه‪ ،‬فإذا ثبت على المرء ما يوجب‬
‫إدانته وإسقاطه أدين وأسقط‪ ،‬ولو دافع عنه الناس جميعا‪ ،‬وإذا كان المذكور فيه‪ ،‬والمنكر عليه؛ ال دليل يدعمه‪ ،‬وال حجة‬
‫تؤيده‪ ،‬فال يضره أحد ما دامت السموات واألرض‪ ،‬فهل األدلة التي ذكرت في شيخكم‪ ،‬وأدين بها مقَ َّدسُكم؛ ثابتة قوية أم‬
‫ضعيفة متهاوية؟ الجواب الذي ال يمكن أن ينكره أحد من المنصفين‪ :‬أن ما أدين به مقَدَّسكم كالشمس في رائعة النهار‬
‫وضوحا‪ ،‬وكالجبل األشم القاسي صالبة وقوة‪ ،‬ولذلك ل َّما لم تقدروا على ردِها‪ ،‬لجأتم إلى هذه الشبهة الواهية لتبرروا‬
‫ترككم لها‪ ،‬وتنكبكم لطريقها‪ ،‬فقولكم تريدون إسقاطه هي حجة الضعفاء‪ ،‬ودليل أهل العاطفة والدهماء‪ ،‬فالعواطف‬
‫عواصف وال يضرب على وترها إال ضعيف الحلية صاحب الحجج الهزيلة‪.‬‬

‫▪الوجه الثاني‪:‬‬
‫قولكم "تريدون إسقاطه" هو من قبيل قلب الحقائق‪ ،‬وتغيير الوقائع؛ وإال من الذي أراد أن يسقط اآلخر؟ أليس الدكتور هو‬
‫الذي سعى جاهدا في إسقاط المشايخ والعلماء‪ ،‬واستبدالهم بالرويبضات والسفهاء؟‬
‫فمن الذي بدأ هذه الفتنة وحاول فيها إسقاط مشايخ ودعاة وعلماء األمة؟ من الذي كتب شهادة للتاريخ والتي جاء فيها‬
‫ضرب الدعاة والمشايخ ومحاولة إسقاطهم وتأليب الغوغاء السفهاء عليهم؟ أليس هو الدكتور؟‬
‫ومن الذي وصف مشايخ ودعاة الجزائر بأهل التبعية الصرفة والتقليد المذموم؟‬
‫ومن الذي نعت علماء األمة من أئمة السنة في المملكة بأنهم الوجهة التقليدية؟‬
‫ومن الذي وصفهم بأنهم لم يتخذوا الكتاب والسنة ميزانا للقبول والرد فما وافقهما أخذنا به وما خالفهما تركناه؟‬
‫ومن الذي وصفهم بأن بعضهم ال يفرقون بين الطاعة المطلقة لألئمة ومطلق الطاعة؟‬
‫ومن الذي وصفهم بأنهم خالفوا نصوص الوحي بالقياس والرأي؟‬
‫ومن الذي وصف اآلخر بالجمود الفقهي وغلق باب االجتهاد؟‬
‫ومن الذي وصف أحد علماء األمة وأئمتها بأنه تنازل عن الدليل وخالف هو وغيره مقتضى شهادة أن محمدا رسول هللا؟‬
‫ومن الذي كان يحذر منهم ويأمر بهجرانهم وتحذير السلفيين منهم؟‪.‬‬
‫وغيرها كثير‪ ،‬وهذه الطعونات كلها منها ما هو متعلق بمشايخ الجزائر جميعا كهذه األخيرة‪ ،‬ومنها ما يتعلق بعلماء السنة‬
‫في المملكة وغيرها‪.‬‬
‫فمن الذي حاول إسقاط اآلخرين في أعين السلفيين‪ ،‬واجتهد في تقزيمهم‪ ،‬وتأليب الغوغاء عليهم؛ حتى ظهر بسبب ذلك‬
‫تطاول السفهاء على مشايخنا‪ ،‬بل وعلى علمائنا وأئمتنا؛ من طعونات ذكرتها بدالئلها في مقالة "األدلة الجلية على اتصاف‬
‫الصعافقة الجدد بصفات الحدادية وكثير من النحل الردية" الجزء األول؟ أليس هو الدكتور؟ فعودوا إليها لتطَّلعوا على‬
‫بشاعتها‪ ،‬ولتعلموا فداحة ما قام به الدكتور وهللا المستعان‪.‬‬
‫ومن آخرها قول أحدهم وهو أبو عبد هللا الجزائري‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫السحيمي وبازمول مرجئة حتى النخاع‪ ،‬وليسوا علماء ربانيين بل هم علماء بن سلمان المنشار‪ ،‬قطعهم هللا‪.‬‬

‫▪الوجه الثالث‪:‬‬
‫من الذي سعى لرأب الصدع‪ ،‬وحرص على ب قاء الكلمة مجتمعة؟ ألم يسكت المشايخ على الدكتور ويصبروا عليه مع‬
‫الرد والبيان‪،‬‬
‫طعنه فيهم‪ ،‬ومحاولته إلسقاطهم؟ كل ذلك درءا للفرقة‪ ،‬وحتى ال يقع الشقاق بين اإلخوة؛ مع مقدرتهم على ِ‬
‫بالدليل والحجة والبرهان؛ الر ُّد الذي يعجز خصومهم‪ ،‬ويظهر للناس ضعفهم وإفالسهم؛ كما وقع لهم اآلن مع ردود الشيخ‬
‫عبد المجيد جمعة –حفظه هللا‪ -‬التي بلبلت أفكارهم‪ ،‬وأقلقتهم‪ ،‬وأظهرت للناس جميعا مستواهم‪.‬‬
‫ثم من الذي ذهب إلى اآلخر وحاول لملمت المسائل‪ ،‬ومكث عند بيته الساعات الطوال يرجو اللقاء به ومكالمته‪ ،‬أليس هو‬
‫الشيخ الحيي المهذب الدكتور عبد المجيد جمعة ‪-‬حفظه هللا ورعاه‪-‬؟ فمن الذي سعى إلى اآلخر للتناصح والصلح‪ ،‬ومن‬
‫الذي رفض وعاند وكلَّف من يقول للشيخ عبد المجيد ال تحرجني‪ ،‬واترك األمور تهدأ بعد ستة أشهر أو سنة؛ يعني‪ :‬بعد‬
‫ص نهائيا منكم؟‪ ،‬هذا الذي كان يرجوه‪ ،‬وهو الظاهر من تصرفاته وإصراره‪ ،‬وقد‬ ‫أمركم‪ ،‬ويتأكَّدُ سقوطُكم‪ ،‬ونتخلَّ ُ‬
‫أن يَنتهي ُ‬
‫مضى أكثر من تلكم المدَّة‪ ،‬ولم يقع ما وعد به في تلكم الفترة‪ ،‬مما يؤكد ‪-‬مع غيره‪ -‬أن الدكتور لم تكن له تلكم النية‪.‬‬
‫ثم من الذي كان يعتذر عما لم يخطئ فيه‪ ،‬ولم يجانب الصواب في قوله‪ ،‬ويقول‪ :‬أنه مستعد للقاء به‪ ،‬ويكرر طلب ذلك في‬
‫صرح باستعداده لتقبيل رأسه حين يلقاه؟ أليس هو الشيخ الوقور والوالد الكريم الشيخ أزهر‬
‫كل مناسبة تتيسر له‪ ،‬بل قد َّ‬
‫سنيقرة ‪-‬حفظه هللا ورعاه‪-‬؟ ومع ذلك لم نر استجابة من الدكتور‪ ،‬وال حتى أدنى محاولة إلصالح األمور‪.‬‬
‫فهل هذا الذي فعله مشايخنا ووقع من علمائنا ودعاتنا دليل على محاولتهم إسقاطه؟ أم دليل على حرصهم عليه وتقديرهم له‬
‫وسعيهم في اإلبقاء على مكانته بينهم ومنزلته التي كانت له في قلوبهم؟‪.‬‬
‫إن األمر واضح وبيِن لكن لمن لم يكن متعصبا غاليا‪ ،‬مقدسا مغاليا‪ ،‬نسأل هللا الهداية لنا ولهم‪.‬‬

‫مقال ‪ :‬الرد المفرد على شبهات الصعافقة الجدد‬

‫▪األخ الفاضل ‪ :‬عبد الصمد سليمان وفقه هللا‬ ‫‪-‬‬

You might also like