You are on page 1of 3

‫الشبهة الثالثة ‪ :‬كنتم تثنون عليه واآلن أصبح عندكم مطعونا فيه ‪:‬‬

‫رد األدلَّة التي تُدين شيخهم وتبيِّ ُن حقيقة مق َّدسِّهم أن يقول لك قائلهم‪ :‬ألم يكن عندكم‬
‫ومن أكبر الشبهات التي يثيرونها من أجل ِّ‬
‫شيخا مكرما‪ ،‬وعالما ُمعلما‪ ،‬وكنتم تصفونه باألوصاف الكبيرة‪ ،‬وتثنون عليه بفضائله الكثيرة؟ فالجواب من وجوه وهي‪ :‬ما‬
‫متكررةٌ‪ ،‬والجوابُ عليها‬
‫ِّ‬ ‫كنت َر َددْتُ به على أبي الفضائح لما طالبني أن أتذكر ما أعلمه من خير كان عليه‪ ،‬فالشُ َبهُ واحدةٌ‬
‫واحدٌ ُمتَّحِّ دٌ‪:‬‬
‫فهذه الشبهة كالم إنشائي إنما يُخدع به من ال علم لديه‪ ،‬ويُغَلِّبُ عاطفته على عقله‪ ،‬أما من علم مذهب السلف‪ ،‬وكان دينه‬
‫يغتر بها‪ ،‬وال يخدعه من يقولها وإن زخرفها ون َّمقها؛ أما وجوهُ ردِّها فهي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫مبنيًّا على األدلة ال اآلراء والعواطف‪ ،‬فإنه ال‬

‫▪الوجه األول‪:‬‬
‫ع ِّن اب ِّْن َم ْسعُو ٍد أنه‬
‫المتقرر عند السلفيين‪ ،‬والمعروف من دين السنيين‪ :‬أن األحياء ال تؤمن عليهم الفتنة؛ كما روي َ‬ ‫ِّ‬ ‫أن من‬
‫علَيْ ِّه الْ ِّفتْنَةُ" فنحن وإن علمنا منه هذا الذي ت َّدعُونه وتزعمونه‬
‫ي َال تُؤْ َم ُن َ‬ ‫ح‬
‫َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫نَّ‬‫ِّ‬ ‫إ‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫اتَ‬‫م‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫ِّ َ‬ ‫ب‬ ‫فليسن‬ ‫ا‬‫ًّ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫َانَ‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫قَالَ‪َ ":‬‬
‫م‬
‫فإننا ال نَأ َم ُن الفتنة عليه‪ ،‬وال على غيره‪.‬‬ ‫ْ‬

‫▪الوجه الثاني ‪:‬‬


‫المتقرر عند أهل السنة والجماعة؛ أن العبد قد يض ُّل بعد هدى‪ ،‬وقد يهتدي بعد ضاللة‪ ،‬بل قد يؤمن بعد كفر‪ ،‬وقد‬
‫ِّ‬ ‫أيضا من‬
‫يكفر بعد إيمان‪ ،‬كما دلت على ذلك النصوص المتكاثرة ومنها‪:‬‬
‫علَيْ ِّه إِّالَّ أُوتُوا الْ َج َدلَ"‪ .‬ثُ َّم تَ َ‬
‫ال هَ ِّذ ِّه‬ ‫ض َّل قَ ْو ٌم بَعْ َد هُدًى كَانُوا َ‬
‫َّللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪َ ":-‬ما َ‬ ‫ع ْن أَبِّي أُ َما َمةَ قَالَ‪ :‬قَا َل َرسُو ُل َّ ِّ‬
‫‪َ -‬‬
‫َص ُمونَ " رواه أحمد والترمذي وغيرهما وحسنه العالمة األلباني رحمه هللا في‬ ‫ض َربُوهُ لَكَ ِّإالَّ َج َدالً بَلْ هُ ْم قَ ْو ٌم خ ِّ‬
‫اآليَةَ‪َ ":‬ما َ‬
‫صحيح الترغيب رقم ‪.137‬‬

‫الر ُج ُل ُمؤْ ِّمنًا‬


‫صبِّ ُح َّ‬ ‫ط ِّع اللَّيْ ِّل الْ ُم ْ‬
‫ظل ِِّّم يُ ْ‬ ‫َّللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬قَالَ‪ ":‬بَاد ُِّروا بِّاألَ ْع َما ِّل فِّتَنًا َك ِّق َ‬ ‫ع ْن أَبِّي ه َُري َْرةَ أَنَّ َرسُو َل َّ ِّ‬
‫‪-‬و َ‬
‫ْ‬
‫ض مِّنَ ال ُّدنيَا" رواه مسلم‪.‬‬ ‫صبِّ ُح كَاف ًِّرا يَبِّي ُع دِّينَهُ بِّعَ َر ٍ‬ ‫َ‬
‫َويُ ْمسِّي كَاف ًِّرا أ ْو يُ ْمسِّي ُمؤْ ِّمنًا َويُ ْ‬
‫وغيرها كثير‪ .‬فأين أنتم من هذه النصوص الشرعية التي تنكبتموها ولم ترفعوا رأسا بها‪.‬‬

‫▪الوجه الثالث‪:‬‬
‫أن مما جاء عن سلفنا وتقرر في كتب العقيدة عندنا؛ اإلخبار عن حقيقة الضاللة وهي‪ :‬التغير والتبدل‪ ،‬واالنتقال والتحول‪،‬‬
‫وإنكار ال معروف بعد معرفته‪ ،‬ومعرفة المنكر بعد إنكاره؛ وهذا بيانا لسبيلها‪ ،‬وتحذيرا من الوقوع فيها‪:‬‬

‫علَيْ ِّه أَبُو َم ْسعُو ٍد فَقَا َل لَهُ‪ ":‬ا ْع َه ْد إِّلَيْنَا فَقَ ْد َكانَ َرسُو ُل َّ‬
‫َّللاِّ‬ ‫ض َرتْهُ الْ َوفَاةُ َد َخ َل َ‬ ‫عنْهُ لَ َّما َح َ‬‫َّللا َ‬
‫ي َّ ُ‬
‫ض َ‬ ‫سعْ ٍد أَنَّ ُحذَيْفَةَ َر ِّ‬ ‫فعَ ْن خَا ِّل ِّد ب ِّْن َ‬
‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ك‬
‫ْ ِّ َ َ تَ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ة‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫َّال‬
‫ض‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬
‫ِّن‬
‫م‬ ‫نَّ‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ب‬
‫َ َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫ن‬‫ُ‬ ‫ِّي‬
‫ق‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫قُّ‬ ‫ح‬ ‫ْ‬ ‫ال‬
‫َ َ َاكَ َ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫ِّيث‬
‫د‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫أ‬‫ب‬ ‫ُ‬ ‫ث‬ ‫د‬
‫ِّ‬ ‫ح‬‫ي‬ ‫م‬ ‫َّ‬
‫علَيْ ِّه َ َ َ ُ َ كَ ِّ َ‬
‫ل‬‫س‬‫و‬ ‫َّللا َ‬‫صلَّى َّ ُ‬ ‫َ‬
‫َّللا فَإِّنَّ دِّينَ َّ ِّ‬
‫َّللا َواحِّ د"‪.‬‬ ‫ِّين َّ ِّ‬‫ف َوإِّيَّاكَ َوالتَّلَ ُّونَ فِّي د ِّ‬ ‫تُنْك ُِّر أَ ْو أ ْن تُنْك َِّر َما كُنْتَ تَعْ ِّر ُ‬
‫َ‬

‫ف َما ُك ْنتَ تُ ْنك ُِّر َوأَ ْن تُ ْنك َِّر َما ُك ْنتَ تَعْ ِّر ُ‬
‫ف‪َ ،‬و ِّإيَّاكَ َوالتَّلَ ُّونَ ‪ ،‬فَإِّنَّ دِّينَ َّ‬
‫َّللاِّ‬ ‫وفي رواية‪ ":‬فَا ْع َل ْم أَنَّ الض ََّال َل َة َحقَّ الض ََّال َل ِّة أَ ْن تَعْ ِّر َ‬
‫تَعَالَى َواحِّ دٌ" رواه البيهقي في السنن الكبرى وابن بطة في اإلبانة والهروي في ذم الكالم وغيرهم كثير‪.‬‬
‫وشيخكم ومق َّدسُكم صار ينكر ما كان يعرف‪ ،‬ويعرف ما كان ينكر‪ ،‬ومنها‪ :‬مسألة اإلنكار العلني التي كان يقول أن مذهب‬
‫السلف يرده‪ ،‬وصار اآلن ينسبه إليهم‪ ،‬ويدعيه مذهبا لهم‪ ،‬ومنها‪ :‬أنه كان يثني على مشايخ السنَّة وير ُّد النَّاس إليهم‪ ،‬ثم صار‬
‫يطعن ‪-‬بدون مبرر شرعي‪ -‬فيهم‪ ،‬ويحاول ‪-‬بال أدلة مقنعة‪ -‬إسقاطهم‪ ،‬وغيرها كثير‪.‬‬

‫▪الوجه الرابع‪:‬‬
‫أن عدد من ضل بعد هداية كان عليها‪ ،‬وزاغ وانحرف بعد سنة عرف بها؛ كثير جدا‪ ،‬واألمثلة على ذلك ال يمكن حصرها‪،‬‬
‫ويصعب إحصاؤها‪ ،‬ومن أقربها قصة عبد هللا القصيمي الذي ارتد عن دين اإلسالم بعد أن كان منافحا عنه‪ ،‬ذابا عن حياضه‪،‬‬
‫وبعد كثرة الثناء عليه‪ ،‬والحث على االستفادة من كتبه‪.‬‬
‫فهؤالء المساكين يطالبوننا أن نعامل شيخهم ومقدَّسهم على حسب ما ك َّنا نعلمه منه‪ ،‬وأن ال نعامله على حسب الذي صار‬
‫ظاهرا عليه‪ ،‬وهذا –وعليهم كل المؤاخذة‪ -‬مخالف لما تعلمناه من ديننا‪ ،‬وأخذناه عن علمائنا‪ ،‬فإن قلتم كان الواجب الستر‬
‫والنصيحة دون التشهير والفضيحة‪ ،‬قلنا لكم‪ :‬هذا بالنسبة لمن لم يظهر لنا عناده‪ ،‬ولم يتبين لنا إصراره‪ ،‬ونحن قد جربنا معه‬
‫طريق النصيحة والستر[‪ ]1‬فوجدناه ال يرفع بها رأسا‪ ،‬وال يصلح بها نفسا‪ ،‬ثم إن الخطأ كما هو معلوم من كالم علمائنا يرد‬
‫على قائله كائنا من كان؛ حتى ولو كان من علماء السنة ومن فقهاء الملة؛ تنزيها للدين وحفظا لقلوب المسلمين‪ ،‬وكل راد‬
‫وأصر عليه ولم يتب هلل‬
‫َّ‬ ‫ومردود عليه‪ ،‬أما العالم السني فيرد على خطئه وال يتبع في زلته وتحفظ كرامته وإن بُيِّن له خطؤه‬
‫منه ترك حديثه ولم يؤخذ عنه‪:‬‬
‫قال العالمة ربيع بن هادي المدخلي حفظه هللا في "جناية أبي الحسن على األصول السلفية"‪ :‬إن نجا أبو الحسن من حكم ابن‬
‫تيمية فلن ينجو من حكم أئمة الحديث في المعاندين‪ ،‬قال الخطيب في الكفاية (ص‪ ":)229‬قد ذكرنا في الباب الذي قبل هذا‬
‫عن عبد هللا بن المبارك وأحمد بن حنبل وعبد هللا بن الزبير الحميدي (الحكم) في من غلط في رواية حديث وبين له غلطه‬
‫فلم يرجع عنه وأقام على رواية ذلك الحديث أنه ال يكتب عنه‪ ،‬وإن هو رجع قبل منه وجازت روايته‪.‬‬
‫قال الخطيب‪ :‬وهذا القول مذهب شعبة بن الحجاج‪ -‬أيضا ً‪ -‬ثم ساق الخطيب إسناده إلى عبد الرحمن بن مهدي قال‪ ":‬كنا عند‬
‫شعبة فسئل يا أبا بسطام حديث من يترك؟؛ قال‪ :‬من يكذب في الحديث‪ ،‬ومن يكثر الغلط‪ ،‬ومن يخطئ في حديث مجتمع عليه‬
‫فيقيم على غلطه فال يرجع‪ ،‬ومن روى عن المعروفين ما ال يعرفه المعروفون"‪.‬‬
‫قال الخطيب‪ ":‬وليس يكفيه في الرجوع أن يمسك عن رواية ذلك الحديث في المستقبل فحسب‪ ،‬بل يجب عليه أن يظهر للناس‬
‫أنه كان قد أخطأ فيه وقد رجع عنه"‪ (.‬قلت‪ :‬انظر إلى قوله يجب عليه أن يظهر للناس أنه كان قد خطأ فيه ورجع عنه ال أن‬
‫يصحح ذلك أو بعضه في السر وكالمه الباطل في األمة منتشر)‪.‬‬
‫قال العراقي في ألفيته في هذا الصنف‪:‬‬
‫ط ِّعنْ َدهُ ْم َح ِّديْثُهُ ُج َم ْع[‪]2‬‬ ‫غلَطُهُ فَ َما َر َج ْع َ‬
‫سقَ َ‬ ‫ثُ َّم ْ‬
‫إن ب ُِّي ْن لَهُ َ‬

‫اركِّ ) َرأَ ْوا فِّي العَ َم ِّل‬ ‫َكذَا (ال ُح َميْ ِّد ُّ‬
‫ي) َم َع (اب ِّْن َحنْبَ ِّل) و(اب ِّْن ال ُمبَ َ‬
‫ظ ٌر ‪ ،‬نَ َع ْم إذَا كَانَ ِّعنَا َداً ِّمنْهُ َما يُنْك َُر ذَا‬
‫قَالَ[‪َ :]3‬وفي ِّه نَ َ‬

‫وأبو الحسن له أخطاء جسيمة منها ما ناقشه فيه من يسميهم بالحدادية وعاند فيها‪ ،‬ومنها ما ناقشته فيه في" التنبيه" وفي‬
‫"اإلعانة" وعاند فيه‪ ،‬ومنها هذه المناهج والمذاهب التي عرضتها هنا والتي هي أصول أخطائه‪.‬‬
‫فهو معاند شديد العناد ويرفق عناده بحروب وفتن‪.‬‬
‫وإنَّ بعض ما وقع فيه ليسقطه بمقتضى منهج أئمة اإلسالم‪ ،‬وما تظاهر بالرجوع فيه فهو ساقط به مدة عناده‪ ،‬وما تمادى‬
‫فيه إلى اآلن يرميه في هوة السقوط عند السلف‪ ،‬ثم إنَّ ما ذكرته هو حكم علماء المسلمين فيه وفي أمثاله من أهل الفتن‬
‫والمعاندين ال حكمي"‪.‬‬

‫▪الوجه الخامس‪:‬‬
‫أن يقال لكم‪ :‬فعلى منطقكم هذا الذي تتكلمون به‪ ،‬ومنهجكم هذا الذي تسلكونه وتسيرون عليه‪ ،‬ال يمكن أن يُجرح رجل عرف‬
‫بالمنهج السلفي‪ ،‬وال يُحذر من شخص كان على الهدي النبوي؛ مهما فعل وقال‪ ،‬وحتى لو تغيَّر وتبدَّل؟ وعلى قولكم ومنطقكم‬
‫هذا فقد أخطأ علماؤنا عندما تكلموا في المأربي وعلي حسن عبد الحميد وسليم الهاللي والعيد شريفي الجزائري والمغراوي‬
‫المغربي وفالح بن نافع حربي والحجوري وعبد هللا البخاري وعبد الغني عويسات وتوفيق عمروني ورضا بوشامة والقائمة‬
‫طويلة ألن هؤالء جميعا كانوا يوصفون بالسلفية‪ ،‬ويعدون من مشايخ الدعوة المرضية‪ ،‬وأخطأتم أنتم أيضا باتباع العلماء‬
‫في تجريحهم وكالمهم فيهم؟ فإن قلتم نحن تبعناهم لألدلة التي أيدوا بها قولهم‪ ،‬قلنا لكم فلماذا لم تتبعوهم في شيخكم وأدلة‬
‫إدانته أكثر وأكبر‪ ،‬وأعظم وأظهر من أدلة إدانة أكثر من ذكرنا؟ إنه الهوى والعياذ باهلل‪.‬‬

‫▪الوجه السادس‪:‬‬
‫أن يقال لكم‪ :‬فعلى منطقكم هذا الذي تتكلمون به‪ ،‬ومنهجكم هذا الذي تسلكونه وتسيرون عليه؛ ال يمكنكم الطعن فيمن طعن‬
‫فيه شيخكم‪ ،‬وال أن تتكلموا فيمن حذركم منه مق َّدسُكم؛ وهم مشايخ الدعوة السلفية في بلدنا الشيخ أزهر والشيخ جمعة حفظهما‬
‫هللا؛ ألنهما باعتراف الجميع من مشايخ الدعوة السلفية في الجزائر‪ ،‬وممن أثنى عليهم علماء السنة من أمثال العالمة محمد‬
‫بن هادي والعالمة سليمان الرحيلي –حفظهما هللا‪ -‬وغيرهما‪ ،‬وكنتم تثنون عليهما‪ ،‬وتذكرون فضائلهما‪ ،‬بل إن شيخكم‬
‫ومقدَّسكم كان يحيل في مسائل الجرح والتعديل كما هو معروف على الشيخ عبد المجيد جمعة ‪-‬حفظه هللا‪ -‬فما بالكم تجرحون‬
‫من هذا حاله؟ والعجيب لم يقدم شيخُكم ومق َّدسُكم إلى الساعة دليال محترما على جرحه لهما وهللا المستعان‪.‬‬
‫والنصيحة هي‪ :‬أدركوا أنفسكم قبل أن تُسلب السلفية دون أن تشعروا من قلوبكم‪ ،‬وتصبحوا على غيرها وأنتم تظنون أنفسكم‬
‫أولى من تمسك بها‪ ،‬كسائر من اتبع هؤالء المتقدمين وتعصب لهم‪ ،‬ولم يتبع األدلة لغلوه فيهم وتقديسه لهم؛ من المغراويين‬
‫والمأربيين والحلبيين والعيديين وغيرهم كثير ال كثرهم هللا‪.‬‬

‫من مقال ‪ :‬الرد المفرد على شبهات الصعافقة الجدد‬

‫▪األخ الفاضل ‪ :‬عبد الصمد سليمان وفقه هللا‬

You might also like