You are on page 1of 12

‫ص ‪199 :‬‬

‫المسألة الأولى‬

‫ن ر ُمْ ٍ ح ‪ ،‬أَ خْبَر َن َا َّ‬


‫اللي ْثُ‬ ‫ْث ‪( ،‬ح) وَح ََّدثَنَا مُح ََّمد ُ ب ْ ُ‬
‫ن سَع ِيدٍ ‪ ،‬ح ََّدثَنَا لَي ٌ‬
‫‪ - (997) 41‬ح ََّدثَنَا قُتَي ْب َة ُ ب ْ ُ‬

‫‪ ،‬ع َنْ أَ بِي ُّ‬


‫الز بَيْرِ ‪،‬‬

‫ك رَسُو َ ِ‬
‫ل الله صَلَّى الله ُ‬ ‫ل م ِنْ بَنِي ع ُ ْذرَة َ عَبْدًا لَه ُ ع َنْ د ُبُر ٍ‪ ،‬فَبَل َ َغ ذَل ِ َ‬
‫ق رَج ُ ٌ‬
‫ل‪ « :‬أَ عْت َ َ‬
‫ع َنْ ج َابِر ٍ قَا َ‬

‫ن عَبْدِ الله ِ‬
‫ل‪ :‬م َنْ يَشْتَر ِيه ِ م ِنِي‪ ،‬فَاشْ تَر َاه ُ نُعَيْم ُ ب ْ ُ‬
‫ل‪ :‬ل َا فَق َا َ‬
‫ل غَي ْرُه ُ‪ ،‬فَق َا َ‬
‫ك م َا ٌ‬
‫ل‪ :‬أَ ل َ َ‬
‫عَلَيْه ِ وَس ََّلم َ فَق َا َ‬

‫ل الله ِ صَلَّى الله ُ عَلَيْه ِ وَس ََّلم َ فَدَفَعَه َا ِإلَيْه ِ‪،‬‬


‫الْعَدَو ُِّي بِثمََانِمِائَة ِ دِرْهَمٍ‪ ،‬فَجَاء َ بِهَا رَسُو ُ‬

‫ك شَيْء ٌ فَلِذ ِي‬


‫ل ع َنْ أَ هْل ِ َ‬
‫ض َ‬
‫ك ف َِإ ْن ف َ َ‬
‫ل شَيْءٌ‪ ،‬فَل ِ َأهْل ِ َ‬
‫ض َ‬
‫ك‪ ،‬فَتَص ََّد ْق عَلَيْهَا ف َِإ ْن ف َ َ‬
‫س َ‬
‫ل‪ :‬ابْد َأْ بنِ َ ْف ِ‬
‫ث َُّم قَا َ‬

‫ك وَع َنْ‬
‫ك وَع َنْ يَمِين ِ َ‬
‫ل فَبَيْنَ يَد َي ْ َ‬
‫ك شَيْءٌ‪ ،‬فَهَكَذ َا‪ ،‬و َهَكَذ َا‪ ،‬يَق ُو ُ‬
‫ل ع َنْ ذِي ق َرَابَت ِ َ‬
‫ض َ‬
‫ق َرَابَتِكَ‪ ،‬ف َِإ ْن ف َ َ‬

‫ك ‪( .‬رواه مسلم)‬
‫شِمَال ِ َ‬

‫قال الشيخ العثيمين رحمه الله في ر ياض الصالح ين‪:‬‬

‫فالإنسان يبدأ بمن يعول‪ ،‬يعني بمن يلزمه نفقته‪ ،‬فالإنفاق على الأهل أفضل من الصدقة على‬

‫الفقراء؛ لأن الإنفاق على الأهل صدقة وصلة وكفاف وعفاف‪ ،‬فكان ذلك أولى‪ ،‬ابدا ً بمن‬

‫تعول والإنفا ق على نفسك أولى نم الإنفاق على غيرك‪ ،‬كما جاء في الحديث ((ابدأ بنفسك‬

‫فتصدق عليها‪ ،‬فإن فضل شيء فلأهلك))‬


‫المسألة الثانية‬

‫حز َا ٍم‬
‫ِيم ب ْ ِن ِ‬
‫ْب‪ :‬ح ََّدثَن َا هِشَام ٌ‪ ،‬ع َنْ أَ بيِه ِ‪ ،‬ع َنْ حَك ِ‬
‫ل‪ :‬ح ََّدثَنَا و ُهَي ٌ‬
‫ن ِإسْمَاعِي َ‬
‫‪ - 1427‬ح ََّدثَنَا م ُوس َى ب ْ ُ‬

‫ن ال ْيَدِ ُّ‬
‫السفْلَى‪ ،‬و َابْد َأْ بِم َنْ‬ ‫ل‪« :‬ال ْيَد ُ الْع ُل ْيَا خَيْر ٌ م ِ َ‬
‫النب ِ ِي صَلَّى الله ُ عَلَيْه ِ وَس ََّلم َ قَا َ‬
‫ن َّ‬‫رَضِيَ الله ُ عَن ْه ُ‪ ،‬ع َ ِ‬

‫ن يُغْنِه ِ الله ُ‪( ».‬رواه‬


‫ظ ْهرِ غِن ًى‪ ،‬وَم َنْ يَسْتَعْف ِْف يُع َِّفه ُ اللهُ‪ ،‬وَم َنْ يَسْتَغْ ِ‬
‫الصدَقَة ِ ع َنْ َ‬
‫تَع ُولُ‪ ،‬وَخَي ْر ُ َّ‬

‫البخاري)‬

‫قال الصنعاني رحمه الله في سبل السلام ‪:‬‬

‫ل‬
‫الس ِائ ِ‬ ‫التف َاسِيرِ و َعَلَيْه ِ الْأَ كْ ث َر ُ أَ َّن ال ْيَدَ الْعُل ْيَا يَد ُ الْمُعْط ِي و ُّ‬
‫َالسفْلَى يَد ُ َّ‬ ‫أَ كْ ث َر ُ َّ‬

‫ِف و َلَوْ بَعْدَ أَ ْن يَم َُّد إلَيْه ِ الْمُعْط ِي و َعُل ُُّوه َا مَعْنَوِيٌ ‪،‬‬
‫ل‪ :‬يَد ُ الْم ُتَع َف ِ‬
‫و َق ِي َ‬

‫خذِ لِغَيْرِ سُؤ َالٍ‪،‬‬


‫ل‪ :‬يَد ُ الْآ ِ‬
‫و َق ِي َ‬

‫ل‪ :‬ال ْع ُل ْيَا الْمُعْط ِي َة ُ و ُّ‬


‫َالسفْلَى الْم َانِع َة ُ‪.‬‬ ‫و َق ِي َ‬

‫ن قُتَي ْب َة َ م َا أَ ر َى ه َؤُل َاء ِ‬


‫ل اب ْ ُ‬
‫ل م ِنْ الْمُعْط ِيَة ِ مُطْلَقًا قَا َ‬
‫ض ُ‬
‫خذَة ُ أَ ف ْ َ‬
‫ل قَوْم ٌ م ِنْ الْم ُتَصَوِفَة ِ‪ :‬ال ْيَد ُ الْآ ِ‬
‫و َقَا َ‬

‫يح ْت َُّجونَ ل ِ َّلدن َاء َة ِ و َنِعْم َ م َا قَالَ‪.‬‬


‫ل فَه ُ ْم َ‬ ‫َّإلا قَوْم ًا اسْ تَطَابُوا ُّ‬
‫السؤ َا َ‬

‫الت ْفسِير ُ النَّبَو ُِّي ب ِأَ َّن ال ْيَدَ ال ْع ُل ْيَا َّالتِي تُعْط ِي وَل َا ت َأْ خُذ ُ أَ ْ‬
‫خرَج َه ُ ِإ ْسحَاقُ فِي مُسْنَدِه ِ ع َنْ‬ ‫و َق َ ْد وَرَد َ َّ‬

‫الله ِ م َا ال ْيَد ُ ال ْعُل ْيَا» فَذَك َرَه ُ‪.‬‬


‫ل َّ‬‫ل‪ :‬ي َا رَسُو َ‬
‫حز َا ٍم قَا َ‬
‫ِيم ب ْ ِن ِ‬
‫«حَك ِ‬

‫سه ِ وَعِيَالِه ِ؛ ل ِ َأ َّنه ُ ْم الْأَه َُّم‪.‬‬


‫ل عَلَى ال ْبُدَاءَة ِ بنِ َ ْف ِ‬
‫[فائدة] و َفِي ا ْلحَدِيثِ د َلِي ٌ‬
‫الصدَقَة ِ‬
‫ل َّ‬‫ض ُ‬
‫حبُهَا مُسْتَغْن ِيًا إ ْذ مَعْن َى " أَ ف ْ َ‬
‫جه َا صَا ِ‬
‫خر َا ِ‬
‫الصدَقَة ِ م َا بَقِ َي بَعْدَ إ ْ‬
‫ل َّ‬‫ض َ‬
‫[فائدة] و َف ِيه ِ أَ َّن أَ ف ْ َ‬

‫ظه ِر ُ بِه ِ عَلَى حَو َ ِائجِه ِ وَمَصَالِ حِه ِ؛ ل ِ َأ َّن الْم ُتَصَدِقَ ب ِجَم ِ‬
‫ِيع م َالِه ِ‬ ‫" م َا أَ بْقَى الْم ُتَصَدِقُ م ِنْ م َالِه ِ م َا ي َسْت َ ْ‬

‫ل الْخ َ َّطاب ِ ُّي يُورَد ُ فِي مِث ْ ِ‬


‫ل هَذَا‬ ‫الظ ْهرِ كَمَا قَا َ‬
‫ْظ َّ‬
‫ص َّد ْق‪ ،‬و َلَف ُ‬ ‫يح ُِّب إذ َا احْ تَا َ‬
‫ج أَ نَّه ُ ل َ ْم يَت َ َ‬ ‫يَنْدَم ُ غَالِبًا و َ ُ‬

‫ل غَي ْر ُ ذَلِكَ‪.‬‬
‫اتِس َاعًا فِي الْك َلَا ِم و َق ِي َ‬

‫ل ب ِجَم ِ‬
‫ِيع م َالِه ِ‬ ‫الرج ُ ِ‬
‫صدَقَة ِ َّ‬
‫ف ال ْع ُلَمَاء ُ فِي َ‬
‫و َاخْ تَل َ َ‬

‫اض‪ :‬إنَّه ُ ج ََّوزَه ُ الْع ُلَمَاء ُ و َأَ ِئمَّة ُ ا ْل َأ ْمصَارِ‪.‬‬


‫ل الْق َاض ِي عِي َ ٌ‬
‫فَق َا َ‬

‫الطبَر َان ِ ُّي وَم َ َع جَو َازِه ِ فَالْمُسْتَح َُّب أَ ْن ل َا ي َ ْفع َلَه ُ و َأَ ْن ي َقْتَصِر َ عَلَى ُّ‬
‫الثل ُِث‪.‬‬ ‫ل َّ‬‫قَا َ‬

‫ل ي َصْ ب ِر ُونَ‬
‫ل لَه ُ أَ ْو لَه ُ عِيَا ٌ‬
‫ل‪ :‬م َنْ تَص ََّدقَ بِمَالِه ِكُلِه ِ وَك َانَ صَب ُور ًا عَلَى الْف َاقَة ِ وَل َا عِيَا َ‬
‫و َا ْل َأوْلَى أَ ْن يُق َا َ‬

‫ن ذ َلِكَ‪،‬‬
‫س ِ‬
‫ح ْ‬
‫فَل َا ك َلَام َ فِي ُ‬

‫و َيَد ُُّل لَه ُ قَوْله تَع َالَى {و َيُؤْث ِر ُونَ عَلَى أَ نْفُسِهِمْ} [الحشر‪ ]9 :‬الْآي َة َ‬

‫الطع َام َ عَلَى حُبِه ِ} [الإنسان‪]8 :‬‬


‫ن َّ‬‫{و َيُطْعِم ُو َ‬

‫وَم َنْ ل َ ْم يَكُنْ بِهَذِه ِ الْم َثَابَة ِكُرِه َ لَه ُ ذ َل ِ َ‬


‫ك و َقَوْلُه ُ‬

‫ن) بِمَا عِنْدَه ُ‬


‫الله ُ عَلَى ال ْع ِ َّفة ِ (وَم َنْ يَسْتَغْ ِ‬
‫اللهُ) أَ يْ يُع ِين ُه ُ َّ‬
‫(وَم َنْ يَسْتَعْف ِْف) أَ يْ ع َنْ الْمَسْأَ لَة ِ (يُع َِّفه ُ َّ‬

‫و َإ ْن ق ََّل (يُغْنِه ِ الله) ب ِِإلْق َاء ِ الْق َنَاعَة ِ فِي قَل ْبِه ِ و َالْق َن ِ‬
‫ُوع بِمَا عِنْدَه ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ِ‬
‫إذا أعسر الزوج بالنفقة ولم يكن لديه ما ينفقه على زوجته‪ ،‬فهل يثبت لها الخيار بطلب التفر يق؟‬

‫اختلف العلماء في ذلك إلى قولين‪:‬‬

‫القول الأول‪ :‬أن لها الخيار في طلب التفر يق بسبب إعسار الزوج بالنفقة‪.‬‬

‫وهو قول الجمهور (المال كية‪ ،‬والراجح عند الشافعية‪ ،‬وقول الحنابلة)‪.1‬‬

‫الأدلة‪:‬‬

‫استدل الجمهور على ما ذهبوا إليه بأدلة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫سكُوه َُّن ض ِرار ًا لِتَعْتَد ُوا﴾‪.2‬‬


‫‪ -‬قوله تعالى‪﴿ :‬ولا تُم ْ ِ‬

‫وواضح أن إمساك المرأة من غير الإنفاق عليها إضرار بها‪ ،‬والإضرار منهي عنه «لا ضرر ولا‬

‫ضرار»‪ ،‬فإمساكها من غير الإنفاق عليها مندرج كذلك تحت النهي‪.‬‬

‫ُوف أ ْو ت َسْرِيح ٌ ب ِإحْ سانٍ﴾‪.3‬‬


‫‪ -‬ومثل ذلك قوله تعالى‪﴿ :‬فَإمْساك ٌ بِمَعْر ٍ‬

‫الصدَقَة ِ‬
‫ل َّ‬ ‫النب ِ ُّي ﷺ‪" :‬أف ْ َ‬
‫ض ُ‬ ‫ل َّ‬‫ل قا َ‬
‫‪ -‬كما استدلوا بما رواه البخاري عن أبي ه ُر َي ْرَة َ رَض ِي الله عنه قا َ‬

‫ل المَر ْأة ُ إما أ ْن تُطْعِمَنِي وإما‬ ‫ن اليَدِ ُّ‬


‫السفْلى وابْد َأْ بِم َن ت َع ُول«‪ ،‬تَق ُو ُ‬ ‫ما ت َرَك َ غِن ًى واليَد ُ الع ُل ْيا خَيْر ٌ م ِ َ‬

‫انظر‪ :‬بلغة السالك (‪ ،)٥٢٣/١‬ومغني المحتاج (‪ ،)٤٤٢/٢‬والفروع (‪)٥٨٧/٥‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬من الآية ‪ ٢٣١‬من سورة البقرة‬

‫‪ 3‬من الآية ‪ ٢٢٩‬من سورة البقرة‬


‫ن أطْ ع ِ ْمنِي إلى م َن تَدَعُنِي» ف َقالُوا يا أبا‬
‫ل الاب ُ‬
‫ل العَبْد ُ أطْ ع ِ ْمنِي واسْ تَعْمِلْنِي و يَق ُو ُ‬
‫أ ْن تُطَلِقَنِي و يَق ُو ُ‬

‫س أبِي ه ُر َيْرَة َ‪.4‬‬ ‫الله ِ ﷺ قا َ‬


‫ل لا ه َذا م ِن كِي ِ‬ ‫ل َّ‬‫ه ُر َي ْرَة َ سَمِعْتَ ه َذا م ِن رَسُو ِ‬

‫قال الحافظ ابن حجر ﵀‪ :‬واستدل بقوله«إما أن تطعمني وإما أن تطلقني» من قال يُف ََّرق بين الرجل‬

‫وامرأته إذا أعسر بالنفقة واختارت فراقه‪.5‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أنه ليس لها الخيار في طلب التفر يق بسبب إعسار الزوج بالنفقة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وهو قول الحنفية والظاهر ية‪.‬‬

‫الأدلة‪:‬‬

‫وقد استدل هذا الفر يق لما ذهبوا إليه بأدلة منها‪:‬‬

‫الله ُ لا يُك َل ُِف‬


‫سع َتِه ِ وم َن قُدِر َ عَلَيْه ِ رِزْق ُه ُ فَل ْيُنْف ِقْ مِما آتاه ُ َّ‬
‫سعَة ٍ م ِن َ‬
‫‪ -‬قول الله تعالى‪﴿ :‬لِيُن ْف ِقْ ذ ُو َ‬

‫الله ُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْر ًا﴾ ‪.7‬‬


‫ل َّ‬‫الله ُ ن َ ْفسًا إلا ما آتاها سَي َجْ ع َ ُ‬
‫َّ‬

‫صحيح البخاري مع فتح الباري (‪)٥٠٠/٩‬‬ ‫‪4‬‬

‫فتح الباري (‪)٥٠٠/٩‬‬ ‫‪5‬‬

‫انظر‪ :‬المبسوط (‪ ،)١٨٨-١٨٧/٥‬وشرح فتح القدير (‪ ،)٢٠١/٤‬ومجمع الأنهر (‪ ،)٤٩١/١‬والاختيار (‪ ،)٨/٤‬والمحلى‬ ‫‪6‬‬

‫(‪)٩٢-٩١/١٠‬‬

‫‪ 7‬من الآية ‪ ٧‬من سورة الطلاق‬


‫قال الجصاص رحمه الله ‪« :‬وقد تضمن معنى آخر من جهة الحكم وهو الإخبار بأنه إذا لم يقدر‬

‫على النفقة لم يكلفه الله الإنفاق في هذه الحال‪ ،‬وإذا لم يكلف الإنفاق في هذه الحال لم يجز‬

‫‪8‬‬
‫التفر يق بينه وبين امرأته لعجزه عن نفقتها»‬

‫الله ِ ﷺ‬
‫ل َّ‬‫ن عَلى رَسُو ِ‬
‫ل أبُو بَكْرٍ يَسْت َأْ ذِ ُ‬ ‫الله ِ قا َ‬
‫ل دَخ َ َ‬ ‫ومن السنة ما رواه مسلم ع َنْ جابِر ِ ب ْ ِن عَبْدِ َّ‬

‫ل ع ُم َر ُ فاسْ ت َأْ ذَنَ‬ ‫ل ف َُّأذِنَ لأبِي بَكْرٍ فَدَخ َ َ‬


‫ل ث َُّم أق ْب َ َ‬ ‫سا بِبابِه ِ ل َ ْم يُؤْذ َ ْن لأحَدٍ م ِنه ُ ْم قا َ‬
‫اس ج ُل ُو ً‬
‫ف َوَجَدَ الن َ‬

‫النب ِ َّي ﷺ‬
‫ك َّ‬ ‫شي ْئًا ُّأ ْ‬
‫ضح ِ ُ‬ ‫ل لأق ُول َ َّن َ‬
‫ل ف َقا َ‬
‫حوْلَه ُ ن ِساؤُه ُ واجِمًا ساك ِتًا قا َ‬ ‫ف َُّأذِنَ لَه ُ ف َوَجَدَ َّ‬
‫النب ِ َّي ﷺ جالِسًا َ‬

‫ك‬
‫ح َ‬
‫ض ِ‬ ‫الله ِ لَوْ ر َأي ْتَ بِن ْتَ خارِج َة َ سَألَتْنِي َّ‬
‫النفَق َة َ فَقُمْتُ إلَيْها ف َوَج َأْ تُ ع ُنُق َها ف َ َ‬ ‫ل َّ‬‫ل يا رَسُو َ‬
‫ف َقا َ‬

‫عائش َة َ يَج َُّأ ع ُنُق َها‪،‬‬


‫النفَق َة َ» ف َقام َ أبُو بَكْرٍ إلى ِ‬
‫حوْل ِي كَما ت َرى يَسْأل ْنَنِي َّ‬ ‫الله ِ ﷺ وقا َ‬
‫ل‪« :‬ه َُّن َ‬ ‫ل َّ‬‫رَسُو ُ‬

‫ن‪:‬‬ ‫الله ِ ﷺ ما لَي َ‬


‫ْس عِنْدَه ُ‪ ،‬فَق ُل ْ َ‬ ‫ل َّ‬‫ن رَسُو َ‬ ‫ح ْفصَة َ يَج َُّأ ع ُنُق َها‪ ،‬ك ِلاهُما يَق ُو ُ‬
‫ل‪ :‬تَسْأل ْ َ‬ ‫ف َقام َ ع ُم َر ُ إلى َ‬

‫ت‬
‫ن ث َُّم نَزَل َ ْ‬
‫ْس عِنْدَه ُ‪ ،‬ث َُّم اع ْتَز َلَه َُّن شَهْرًا أ ْو ت ِ ْسع ًا وعِشْر ِي َ‬ ‫الله ِ ﷺ َ‬
‫شي ْئًا أبَدًا لَي َ‬ ‫ل َّ‬ ‫والله ِ لا نَسْأ ُ‬
‫ل رَسُو َ‬ ‫َّ‬

‫‪9‬‬
‫جر ًا عَظ ِيم ًا﴾‬
‫ِنات م ِنك َُّن أ ْ‬ ‫النب ِ ُّي ق ُلْ لأزْوا ِ‬
‫جكَ﴾ حَتى بَلَغَ‪﴿ ،‬لِلْم ُحْ س ِ‬ ‫عَلَيْه ِ هَذِه ِ الآي َة ُ ﴿يا ُّأيها َّ‬

‫ِض عَلَي ْكِ أم ًْرا ُّأح ُِّب أ ْن لا تَعْج َل ِي ف ِيه ِ حَتى‬


‫عائش َة ُ إنِي ُّأرِيد ُ أ ْن أ ْعر َ‬
‫ل‪" :‬يا ِ‬
‫ل‪ :‬فَبَدَأ ب ِِعائش َة َ ف َقا َ‬
‫قا َ‬

‫الله ِ‬
‫ل َّ‬‫ك يا رَسُو َ‬ ‫اللهِ‪ ،‬فَتلا عَلَيْها الآيَة َ‪ ،‬قال َ ْ‬
‫ت‪ :‬أف ِي َ‬ ‫ل َّ‬‫ت‪ :‬وما ه ُو َ يا رَسُو َ‬
‫تَسْتَشِيرِي أب َو َي ْكِ » قال َ ْ‬

‫ك ب ِال َّذ ِي‬


‫ِسائ َ‬
‫ك أ ْن لا تُخ ْبِر َ امْرَأة ً م ِن ن ِ‬
‫خرَة َ وأسْ أل ُ َ‬
‫الله َ ورَسُولَه ُ والدار َ الآ ِ‬
‫أسْ تَشِير ُ أب َو ََّي‪ ،‬ب َلْ أخْ تار ُ َّ‬

‫أحكام القرآن (‪)٤٦٤/٣‬‬ ‫‪8‬‬

‫من الآيتان ‪ ٢٨،٢٩‬من سورة الأحزاب‬ ‫‪9‬‬


‫الله َ ل َ ْم يَبْعَثْنِي مُع َن ِتًا ولا م ُتَع َن ِتًا ول َكِنْ بَع َثَنِي‬
‫إن َّ‬
‫ل‪« :‬لا تَسْألُنِي امْرَأة ٌ م ِنه َُّن إلا أخْبَرْتُها َّ‬
‫قُل ْتُ ‪ ،‬قا َ‬

‫‪10‬‬
‫مُع َل ِمًا م ُي َسِر ًا»‬

‫ووجه الاستدلال كما قال ابن القيم رحمه الله نقلا‪:‬‬

‫«فهذا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يضربان ابنتيهما بحضرة رسول الله ﷺ إذ سألاه نفقة لا‬

‫يجدها‪ ،‬ومن المحال أن يضربا طالبتين للحق‪ ،‬و يقرهما رسول الله ﷺ على ذلك‪ ،‬فدل على أنه لا‬

‫تمكن‬
‫حق لهما فيما طلبتاه من النفقة في حال الإعسار‪ ،‬وإذا كان طلبهما لها باطلا فكيف َّ‬

‫المرأة من فسخ النكاح بعدم ما ليس لها طلبه‪ ،‬ولا يحل لها‪ ،‬وقد أمر الله سبحانه صاحب‬

‫الدين أن يُنظر المعسر إلى الميسرة‪.‬‬

‫غر المرأة بأنه‬


‫وقال‪" :‬والذي تقتضيه أصول الشر يعة وقواعدها في هذه المسألة أن الرجل إذا َّ‬

‫ذو مال‪ ،‬فتزوجته على ذلك فظهر معدما لا شيء له‪ ،‬أو كان ذا مال‪ ،‬وترك الإنفاق على‬

‫امرأته‪ ،‬ولم تقدر على أخذ كفايتها من ماله بنفسها‪ ،‬ولا بالحاكم أن لها الفسخ‪ ،،‬وإن تزوجته‬

‫عالمة بعسرته‪ ،‬أو كان موسرا ثم أصابته جائحة اجتاحت ماله‪ ،‬فلا فسخ لها في ذلك‪ ،‬ولم تزل‬

‫الناس تصيبهم الفاقة بعد اليسار‪ ،‬ولم ترفعهم أزواجهم إلى الحكام ليفرقوا بينهم وبينهن‪ ،‬وبالله‬

‫‪11‬‬
‫التوفيق» اه‬

‫الراجح‪:‬‬

‫بالنظر في أدلة الفر يقين‪ ،‬يبدو ‪ -‬كما هو واضح ‪ -‬أن الأدلة جميعها محتملة‪ ،‬فليس ثمة تصريح بالحكم‬

‫صحيح مسلم (‪)١١٠٥-١١٠٤/٢‬‬ ‫‪10‬‬

‫زاد المعاد (‪)٥١٩،٥٢١/٥‬‬ ‫‪11‬‬


‫على إعطاء المرأة الحق في اختيار الفراق‪ ،‬وقطع الصلة الزوجية للعسر بالنفقة‪.‬‬

‫وأما حديث أبي هريرة فقد صرح فيه أنه من كيسه‪ ،‬فلا يعول عليه‪.‬‬

‫إلا أن حديث تخيير النبي ﷺ أزواجه فيه دلالة على ثبوت حق الزوجة في التخير بسبب العسر‬

‫بالنفقة ‪ -‬على خلاف بين العلماء فيما خير فيه النبي ﷺ أزواجه ‪ -‬لأنهن كن قد طالبن بالنفقة‬

‫مما لم يكن عند النبي ﷺ‪ ،‬فخ يرهن بين أن يخ ترنه والآخرة‪ ،‬أو يخ ترن الدنيا‪ ،‬فاخترنه والآخرة ‪.12‬‬

‫أما استدلال ابن القيم رحمه الله بضرب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ابنتيهما بحضرة رسول‬

‫الله ﷺ إذ سألاه نفقة لا يجدها‪ ،‬على عدم التخيير‪ ،‬ففيه نظر‪ ،‬وذلك لأن فعلهما ذلك لا يدل‬

‫على سقوط الحق في التخيير مع تخيير النبي ﷺ‪.‬‬

‫ومما ينبغي ملاحظته أن إعسار الزوج لو بلغ به الأمر بحيث لا يمكن للمرأة أن تتحمله‪ ،‬أو تجد‬

‫منه مخرجا‪ ،‬ورفعت أمرها إلى الحاكم متظلمة‪ ،‬فإن على الحاكم أن يرى في ذلك رأيه برفع الضرر‬

‫الواقع على المرأة عملا بقاعدة‪« :‬الضرر يزال» وقاعدة‪« :‬الضرورات تبيح المحظورات»‪ ،‬وقاعدة‪:‬‬

‫«درء المفاسد أولى من جلب المصالح» إذ قد يكون حينئذ في الإبقاء على النكاح مفسدة‬

‫أشد من جلب المصلحة‪ ،‬فينبغي الأخذ بأهون الشرين‪.‬‬

‫ولعل من هذا الباب خروج بعض الحنفية – القائلين بعدم التفر يق بسبب الإعسار – عن قولهم‬

‫ذلك‪ ،‬حيث جاء في حاشية ابن عابدين‪« :‬ثم اعلم أن مشايخنا استحسنوا أن ينصب القاضي‬

‫الحنفي نائبا ممن مذهبه التفر يق بينهما‪ ،‬إذا كان الزوج حاضرا‪ ،‬وأبى عن الطلاق؛ لأن دفع‬

‫انظر‪ :‬الجامع لأحكام القرآن (‪)١٧٠/١٤‬‬ ‫‪12‬‬


‫الحاجة الدائمة لا يتيسر بالاستدانة‪ ،‬إذ الظاهر أنها لا تجد من يقرضها‪ ،‬وغنى الزوج مآلا أمر‬

‫متوهم‪ ،‬فالتفر يق ضروري إذا طلبته»‬

‫إذا كان الزوج موسرا ومع ذلك امتنع عن الإنفاق على زوجته‪ ،‬بخل ًا‪ ،‬أو إضرارا بها‪ ،‬فهل‬

‫يجعل للمرأة الخيار في طلب التفر يق؟‬

‫اتفق الفقهاء على أن للمرأة التي امتنع زوجها من الإنفاق عليها وهي مستحقة للنفقة‪ ،‬أن لها أن‬

‫تأخذ ما يكفيها وولدها بالمعروف‪.‬‬

‫وذلك استناد ًا إلى ما رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها ‪ ،‬أن هندًا بنت‬

‫عتبة‪ ،‬قالت يا رسول الله‪ :‬إن أبا سفيان رجل شحيح‪ ،‬وليس يعطيني ما يكفيني‪ ،‬وولدي إلا ما‬

‫أخذت منه وهو لا يعلم‪ ،‬فقال‪« :‬خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف»‪.‬‬

‫فإن لم تتمكن من أخذ ما يكفيها وولدها بالمعروف رفعت أمرها إلى الحاكم‪ ،‬فأجبره على الإنفاق‬

‫عليها‪ ،‬وله حسبه لذلك فإن أصر على عدم الإنفاق فهل للحاكم أن يفرق بينه وبين زوجته لذلك؟‬

‫اختلف العلماء في ذلك إلى أقوال‪:‬‬

‫القول الأول‪ :‬أن القاضي يطلق عليه حالا إذا لم يدع العجز‪ ،‬فإن ادعى العجز طولب إثباته‪،‬‬

‫فإن أثبت عجزه كان حكمه حكم المعسر‪ ،‬وإن لم يثبت عسره‪ُّ ،‬أم ِر بالإنفاق أو الطلاق‪ .‬وهو‬

‫قول المال كية‪.‬‬


‫القول الثاني‪ :‬أنه لو امتنع عن الإنفاق‪ ،‬أجبره الحاكم على الإنفاق‪ ،‬فإن أبى حبسه‪ ،‬فإن صبر‬

‫على الحبس أخذ الحاكم النفقة من ماله‪ ،‬فإن غيب ماله ولم يقدر الحاكم له على مال يأخذه‪،‬‬

‫فلها الخيار في الفسخ‪ .‬وهو قول الحنابلة‪.‬‬

‫وقد استدلوا على جواز التفر يق للامتناع بما رواه البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما‪ ،‬أن عمر‬

‫رضي الله عنه كتب إلى أمراء الأجناد في رجال غابوا عن نسائهم‪ ،‬فأمرهم أن يأخذوهم بأن‬

‫ينفقوا أو يطلقوا‪ ،‬فإن طلقوا بعثوا بنفقة ما حبسوا‬

‫القول الثالث‪ :‬أن ليس لها الخيار في الفسخ لو امتنع عن الإنفاق ولو كان موسرا؛ لأن الخيار‬

‫إنما يكون بسبب الإعسار‪ ،‬وهذا غير معسر‪ .‬وهو قول الشافعية في الراجح‪.‬‬

‫الراجح‪:‬‬

‫بالنظر في الأقوال الثلاثة في المسألة نجد أنه لا يوجد نص على حكم هذه الحالة‪ ،‬ولذلك ينبغي‬

‫الاستناد إلى حكم عمر رضي الله عنه في إلزام الممتنعين عن الإنفاق به‪ ،‬أو إلزامهم بالطلاق‪،‬‬

‫كما قضى بذلك‪.‬‬

‫ص ‪201 :‬‬

‫قال البغوي الشافعي رحمه الله ‪:‬‬

‫ن و َعَلَيْه ِ ا ْل َأكْ ثَر ُونَ‪.‬‬


‫ح ِم و َأَ ر َاد َ بِه ِ‪ :‬ق َرَابَة َ ال ِْإنْس َا ِ‬
‫الر ِ‬
‫َآت ذ َا الْقُر ْبَى ح ََّقه ُ} يَعْنِي صِلَة َ َّ‬
‫قَوْلُه ُ تَع َالَى‪{ :‬و ِ‬
‫الله ُ عَلَيْه ِ وَس ََّلم َ‪.‬‬
‫ل صَلَّى َّ‬
‫الرسُو ِ‬
‫ع َنْ عَل ِِي ب ْ ِن الْحُسَيْنِ‪ :‬أَ ر َاد َ بِه ِ ق َرَابَة َ َّ‬

‫ك فِي الْمَعْصِ يَة ِ‪.‬‬


‫ل وَل َا تُب َذِ ْر تَبْذِير ًا} أَ يْ ‪ :‬ل َا تُنْف ِقْ م َال َ َ‬
‫السب ِي ِ‬
‫ن َّ‬‫سكِينَ و َاب ْ َ‬
‫{و َالْمِ ْ‬

‫ل ك َانَ‬
‫ق مُدًا فِي ب َاطِ ٍ‬
‫ق م َا ك َانَ تَبْذِير ًا و َلَوْ أَ نْف َ َ‬
‫ق ال ِْإنْس َانُ م َالَه ُكُلَّه ُ فِي الْح َ ِ‬
‫ل مُجَاهِدٌ‪ :‬لَوْ أَ نْف َ َ‬
‫و َقَا َ‬

‫تَبْذِير ًا‪.‬‬

‫ل فِي غَيْرِ حَقِه ِ‪.‬‬


‫ل‪ِ :‬إنْف َاقُ الْم َا ِ‬
‫التبْذِير ِ فَق َا َ‬
‫ن َّ‬‫ن مَسْع ُودٍ ع َ ِ‬
‫ل اب ْ ُ‬
‫وَس ُِئ َ‬

‫ُل م ُل َازِ ِم سُنَّة َ قَوْ ٍم ه ُو َ‬


‫ل لِك ِ‬
‫الشيَاطِينِ} أَ يْ ‪ :‬أَ وْلِيَاؤ ُه ُ ْم و َالْع َر َبُ تَق ُو ُ‬
‫ن ك َانُوا ِإخْ وَانَ َّ‬
‫{ ِإ َّن الْم ُب َذِرِي َ‬

‫كف ُور ًا} جَ ح ُود ًا لِنِعَمِه ِ‬


‫الشيْطَانُ ل ِر َبِه ِ َ‬
‫أَ خُوه ُ ْم {وَك َانَ َّ‬

‫النب ِ َّي صَلَّى‬ ‫ْب وَسَال ِ ٍم وَخَب ٍ‬


‫َّاب ك َانُوا يَسْأَ لُونَ َّ‬ ‫ت فِي مَهْج ٍَع و َبِل َا ٍ‬
‫ل و َصُهَي ٍ‬ ‫{و َِإ َّما تُعْرِض ََّن عَنْهُم ُ} ن َزَل َ ْ‬

‫ن‬
‫ك عَ ِ‬
‫س ُ‬
‫ِض عَنْه ُ ْم حَيَاء ً مِنْه ُ ْم و َيُم ْ ِ‬
‫يجِد ُ فَيُعْر ُ‬
‫يح ْتَاجُونَ ِإلَيْه ِ وَل َا َ‬
‫الله ُ عَلَيْه ِ وَس ََّلم َ فِي الْأَ ح َايِينِ م َا َ‬
‫َّ‬

‫ك أَ ْن تُؤْتِيَه ُ ْم {اب ْتِغ َاء َ رَحْمَة ٍ‬ ‫ِض ع َنْ ه َؤُل َاء ِ الَّذ ِي َ‬
‫ن أَ م َْرت ُ َ‬ ‫ل {و َِإ َّما تُعْرِض ََّن عَنْهُم ُ} و َِإ ْن تُعْر ْ‬
‫ل فَنَز َ َ‬
‫الْقَوْ ِ‬

‫هي َ‬
‫ل لَه ُ ْم قَوْل ًا مَيْسُور ًا} لَي ِنًا و َ ِ‬ ‫الله ِ تَرْجُوه ُ أَ ْن ي َأْ تيِ َ َ‬
‫ك {فَق ُ ْ‬ ‫ن َّ‬‫ق مِ َ‬
‫ك تَرْجُوه َا} ان ْتِظَار َ رِ ْز ٍ‬
‫م ِنْ ر َب ِ َ‬

‫الله ُ و َِإ َّياك َ‬


‫ل‪ :‬يَرْز ُقُنَا َّ‬
‫ل الْمَيْسُور ُ أَ ْن تَق ُو َ‬
‫ل‪ :‬الْقَوْ ُ‬
‫ال ْعِدَة ُ أَ يْ ‪ :‬عِدْه ُ ْم وَعْدًا جَم ِيل ًا و َق ِي َ‬

‫محْسُور ًا} (‪)29‬‬


‫طه َا ك َُّل ال ْب َسْطِ فَت َ ْقعُدَ م َل ُوم ًا َ‬
‫ك وَل َا تَبْسُ ْ‬
‫تجْع َلْ يَدَك َ مَغْل ُولَة ً ِإلَى ع ُنُق ِ َ‬
‫{وَل َا َ‬

‫الله ِ صَلَّى َّ‬


‫الله ُ‬ ‫ل َّ‬‫ك دِرْع ًا و َل َ ْم يَكُنْ ل ِرَسُو ِ‬ ‫الله ِ ِإ ْن ُّأمِي تَسْت َ ْ‬
‫كسِي َ‬ ‫ل َّ‬‫ل‪ :‬ي َا رَسُو َ‬
‫صبِي ٌ فَق َا َ‬
‫قال جابر‪ :‬إني َ‬

‫ظه َر ُ ف َع ُ ْد و َق ْتًا آخَر َ فَع َاد َ ِإلَى ُّأمِه ِ فَق َال َ ْ‬


‫ت‪:‬‬ ‫لصب ِ ِي‪ :‬م ِنْ سَاعَة ٍ ِإلَى سَاع َة ٍ ي َ ْ‬
‫ل ل ِ َّ‬
‫عَلَيْه ِ وَس ََّلم َ ِإ َّلا قمَ ِيصُه ُ فَق َا َ‬

‫الله ِ صَلَّى َّ‬


‫الله ُ عَلَيْه ِ وَس ََّلم َ د َارَه ُ فَنَزَعَ‬ ‫ل َّ‬‫ل رَسُو ُ‬
‫ك فَدَخ َ َ‬
‫ك الد ِ ْرعَ الَّذ ِي عَلَي ْ َ‬ ‫ق ُلْ لَه ُ ِإ ْن ُّأمِي تَسْت َ ْ‬
‫كسِي َ‬
‫صحَابِه ِ‬
‫ل قُل ُوبَ أَ ْ‬
‫يخ ْر ُجْ فَشَغ َ َ‬
‫ِالصل َاة ِ فَان ْتَظَر ُوه ُ فَل َ ْم َ‬
‫ل ب َّ‬
‫قمَ ِيصَه ُ ف َأَ ْعطَاه ُ ِإ َّياه ُ و َقَعَدَ ع ُْر ي َان ًا ف َأَ َّذنَ بِل َا ٌ‬

‫ك"‪ 13‬يَعْنِي‪:‬‬
‫ل يَدَك َ مَغْل ُولَة ً ِإلَى ع ُنُق ِ َ‬
‫تجْع َ ْ‬
‫الله ُ تَع َالَى‪" :‬وَل َا َ‬
‫ل َّ‬‫ل عَلَيْه ِ بَعْضُه ُ ْم ف َرَآه ُ ع ُْر ي َان ًا ف َأَ نْز َ َ‬
‫فَدَخ َ َ‬

‫طه َا} ب ِالْعَطَاء ِ‬


‫ق ك َالْمَغْل ُولَة ِ يَدُه ُ ل َا ي َ ْقدِر ُ عَلَى م َدِه َا‪{ .‬وَل َا تَبْسُ ْ‬
‫النفَقَة ِ فِي الْح َ ِ‬
‫ن َّ‬‫وَل َا تُمْسِكْ يَدَك َ ع َ ِ‬

‫ك ِإذ َا ل َ ْم‬
‫س ِائل ُوك َ] (‪ )2‬ب ِال ِْإ ْمسَا ِ‬
‫ك[ َ‬
‫ي جَم ِي َع م َا عِنْدَك َ {فَتَقْعُدَ م َل ُوم ًا} يَل ُوم ُ َ‬
‫{ك َُّل ال ْبَسْطِ } فَتُعْط ِ َ‬

‫ك ل َا شَيْء َ عِنْدَك َ‬
‫محْسُور ًا} مُنْقَطِع ًا ب ِ َ‬
‫تُعْطِه ِ ْم و َ"الْم َل ُوم ُ"‪ :‬الَّذ ِي أَ تَى بِمَا يَل ُوم ُ ن َ ْفسَه ُ أَ ْو يَل ُوم ُه ُ غَي ْرُه ُ { َ‬

‫تُن ْفِق ُه ُ‬

‫ذكره الواحدي في أسباب النزول ص (‪ ، )333-332‬وقال ابن حجر في "الكافي الشاف" ص (‪" : )99‬لم أجده"‪ .‬وإذا‬ ‫‪13‬‬

‫صدرت هذه العبارة من أحد الحفاظ كابن حجر وغيره كانت كافية في الحكم على الحديث بالوضع‪ .‬انظر‪ :‬تنز يه الشر يعة لابن‬

‫عراق‪ ،8-7 / 1 :‬وبتفصيل أوسع في مقدمة التحقيق لكتاب "المصنوع في معرفة الحديث الموضوع" لملا على القاري ص‬

‫(‪)27-25‬‬

You might also like