Professional Documents
Culture Documents
Pendidikan Anak - 199
Pendidikan Anak - 199
المسألة الأولى
ك رَسُو َ ِ
ل الله صَلَّى الله ُ ل م ِنْ بَنِي ع ُ ْذرَة َ عَبْدًا لَه ُ ع َنْ د ُبُر ٍ ،فَبَل َ َغ ذَل ِ َ
ق رَج ُ ٌ
ل « :أَ عْت َ َ
ع َنْ ج َابِر ٍ قَا َ
ن عَبْدِ الله ِ
ل :م َنْ يَشْتَر ِيه ِ م ِنِي ،فَاشْ تَر َاه ُ نُعَيْم ُ ب ْ ُ
ل :ل َا فَق َا َ
ل غَي ْرُه ُ ،فَق َا َ
ك م َا ٌ
ل :أَ ل َ َ
عَلَيْه ِ وَس ََّلم َ فَق َا َ
ك وَع َنْ
ك وَع َنْ يَمِين ِ َ
ل فَبَيْنَ يَد َي ْ َ
ك شَيْءٌ ،فَهَكَذ َا ،و َهَكَذ َا ،يَق ُو ُ
ل ع َنْ ذِي ق َرَابَت ِ َ
ض َ
ق َرَابَتِكَ ،ف َِإ ْن ف َ َ
ك ( .رواه مسلم)
شِمَال ِ َ
فالإنسان يبدأ بمن يعول ،يعني بمن يلزمه نفقته ،فالإنفاق على الأهل أفضل من الصدقة على
الفقراء؛ لأن الإنفاق على الأهل صدقة وصلة وكفاف وعفاف ،فكان ذلك أولى ،ابدا ً بمن
تعول والإنفا ق على نفسك أولى نم الإنفاق على غيرك ،كما جاء في الحديث ((ابدأ بنفسك
حز َا ٍم
ِيم ب ْ ِن ِ
ْب :ح ََّدثَن َا هِشَام ٌ ،ع َنْ أَ بيِه ِ ،ع َنْ حَك ِ
ل :ح ََّدثَنَا و ُهَي ٌ
ن ِإسْمَاعِي َ
- 1427ح ََّدثَنَا م ُوس َى ب ْ ُ
ن ال ْيَدِ ُّ
السفْلَى ،و َابْد َأْ بِم َنْ ل« :ال ْيَد ُ الْع ُل ْيَا خَيْر ٌ م ِ َ
النب ِ ِي صَلَّى الله ُ عَلَيْه ِ وَس ََّلم َ قَا َ
ن َّرَضِيَ الله ُ عَن ْه ُ ،ع َ ِ
البخاري)
ل
الس ِائ ِ التف َاسِيرِ و َعَلَيْه ِ الْأَ كْ ث َر ُ أَ َّن ال ْيَدَ الْعُل ْيَا يَد ُ الْمُعْط ِي و ُّ
َالسفْلَى يَد ُ َّ أَ كْ ث َر ُ َّ
ِف و َلَوْ بَعْدَ أَ ْن يَم َُّد إلَيْه ِ الْمُعْط ِي و َعُل ُُّوه َا مَعْنَوِيٌ ،
ل :يَد ُ الْم ُتَع َف ِ
و َق ِي َ
الت ْفسِير ُ النَّبَو ُِّي ب ِأَ َّن ال ْيَدَ ال ْع ُل ْيَا َّالتِي تُعْط ِي وَل َا ت َأْ خُذ ُ أَ ْ
خرَج َه ُ ِإ ْسحَاقُ فِي مُسْنَدِه ِ ع َنْ و َق َ ْد وَرَد َ َّ
ظه ِر ُ بِه ِ عَلَى حَو َ ِائجِه ِ وَمَصَالِ حِه ِ؛ ل ِ َأ َّن الْم ُتَصَدِقَ ب ِجَم ِ
ِيع م َالِه ِ " م َا أَ بْقَى الْم ُتَصَدِقُ م ِنْ م َالِه ِ م َا ي َسْت َ ْ
ل غَي ْر ُ ذَلِكَ.
اتِس َاعًا فِي الْك َلَا ِم و َق ِي َ
ل ب ِجَم ِ
ِيع م َالِه ِ الرج ُ ِ
صدَقَة ِ َّ
ف ال ْع ُلَمَاء ُ فِي َ
و َاخْ تَل َ َ
الطبَر َان ِ ُّي وَم َ َع جَو َازِه ِ فَالْمُسْتَح َُّب أَ ْن ل َا ي َ ْفع َلَه ُ و َأَ ْن ي َقْتَصِر َ عَلَى ُّ
الثل ُِث. ل َّقَا َ
ل ي َصْ ب ِر ُونَ
ل لَه ُ أَ ْو لَه ُ عِيَا ٌ
ل :م َنْ تَص ََّدقَ بِمَالِه ِكُلِه ِ وَك َانَ صَب ُور ًا عَلَى الْف َاقَة ِ وَل َا عِيَا َ
و َا ْل َأوْلَى أَ ْن يُق َا َ
ن ذ َلِكَ،
س ِ
ح ْ
فَل َا ك َلَام َ فِي ُ
و َيَد ُُّل لَه ُ قَوْله تَع َالَى {و َيُؤْث ِر ُونَ عَلَى أَ نْفُسِهِمْ} [الحشر ]9 :الْآي َة َ
و َإ ْن ق ََّل (يُغْنِه ِ الله) ب ِِإلْق َاء ِ الْق َنَاعَة ِ فِي قَل ْبِه ِ و َالْق َن ِ
ُوع بِمَا عِنْدَه ُ َّ ُ ِ
إذا أعسر الزوج بالنفقة ولم يكن لديه ما ينفقه على زوجته ،فهل يثبت لها الخيار بطلب التفر يق؟
القول الأول :أن لها الخيار في طلب التفر يق بسبب إعسار الزوج بالنفقة.
وهو قول الجمهور (المال كية ،والراجح عند الشافعية ،وقول الحنابلة).1
الأدلة:
وواضح أن إمساك المرأة من غير الإنفاق عليها إضرار بها ،والإضرار منهي عنه «لا ضرر ولا
الصدَقَة ِ
ل َّ النب ِ ُّي ﷺ" :أف ْ َ
ض ُ ل َّل قا َ
-كما استدلوا بما رواه البخاري عن أبي ه ُر َي ْرَة َ رَض ِي الله عنه قا َ
قال الحافظ ابن حجر ﵀ :واستدل بقوله«إما أن تطعمني وإما أن تطلقني» من قال يُف ََّرق بين الرجل
القول الثاني :أنه ليس لها الخيار في طلب التفر يق بسبب إعسار الزوج بالنفقة.
6
وهو قول الحنفية والظاهر ية.
الأدلة:
انظر :المبسوط ( ،)١٨٨-١٨٧/٥وشرح فتح القدير ( ،)٢٠١/٤ومجمع الأنهر ( ،)٤٩١/١والاختيار ( ،)٨/٤والمحلى 6
()٩٢-٩١/١٠
على النفقة لم يكلفه الله الإنفاق في هذه الحال ،وإذا لم يكلف الإنفاق في هذه الحال لم يجز
8
التفر يق بينه وبين امرأته لعجزه عن نفقتها»
الله ِ ﷺ
ل َّن عَلى رَسُو ِ
ل أبُو بَكْرٍ يَسْت َأْ ذِ ُ الله ِ قا َ
ل دَخ َ َ ومن السنة ما رواه مسلم ع َنْ جابِر ِ ب ْ ِن عَبْدِ َّ
النب ِ َّي ﷺ
ك َّ شي ْئًا ُّأ ْ
ضح ِ ُ ل لأق ُول َ َّن َ
ل ف َقا َ
حوْلَه ُ ن ِساؤُه ُ واجِمًا ساك ِتًا قا َ ف َُّأذِنَ لَه ُ ف َوَجَدَ َّ
النب ِ َّي ﷺ جالِسًا َ
ك
ح َ
ض ِ الله ِ لَوْ ر َأي ْتَ بِن ْتَ خارِج َة َ سَألَتْنِي َّ
النفَق َة َ فَقُمْتُ إلَيْها ف َوَج َأْ تُ ع ُنُق َها ف َ َ ل َّل يا رَسُو َ
ف َقا َ
ت
ن ث َُّم نَزَل َ ْ
ْس عِنْدَه ُ ،ث َُّم اع ْتَز َلَه َُّن شَهْرًا أ ْو ت ِ ْسع ًا وعِشْر ِي َ الله ِ ﷺ َ
شي ْئًا أبَدًا لَي َ ل َّ والله ِ لا نَسْأ ُ
ل رَسُو َ َّ
9
جر ًا عَظ ِيم ًا﴾
ِنات م ِنك َُّن أ ْ النب ِ ُّي ق ُلْ لأزْوا ِ
جكَ﴾ حَتى بَلَغَ﴿ ،لِلْم ُحْ س ِ عَلَيْه ِ هَذِه ِ الآي َة ُ ﴿يا ُّأيها َّ
الله ِ
ل َّك يا رَسُو َ اللهِ ،فَتلا عَلَيْها الآيَة َ ،قال َ ْ
ت :أف ِي َ ل َّت :وما ه ُو َ يا رَسُو َ
تَسْتَشِيرِي أب َو َي ْكِ » قال َ ْ
10
مُع َل ِمًا م ُي َسِر ًا»
«فهذا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يضربان ابنتيهما بحضرة رسول الله ﷺ إذ سألاه نفقة لا
يجدها ،ومن المحال أن يضربا طالبتين للحق ،و يقرهما رسول الله ﷺ على ذلك ،فدل على أنه لا
تمكن
حق لهما فيما طلبتاه من النفقة في حال الإعسار ،وإذا كان طلبهما لها باطلا فكيف َّ
المرأة من فسخ النكاح بعدم ما ليس لها طلبه ،ولا يحل لها ،وقد أمر الله سبحانه صاحب
ذو مال ،فتزوجته على ذلك فظهر معدما لا شيء له ،أو كان ذا مال ،وترك الإنفاق على
امرأته ،ولم تقدر على أخذ كفايتها من ماله بنفسها ،ولا بالحاكم أن لها الفسخ ،،وإن تزوجته
عالمة بعسرته ،أو كان موسرا ثم أصابته جائحة اجتاحت ماله ،فلا فسخ لها في ذلك ،ولم تزل
الناس تصيبهم الفاقة بعد اليسار ،ولم ترفعهم أزواجهم إلى الحكام ليفرقوا بينهم وبينهن ،وبالله
11
التوفيق» اه
الراجح:
بالنظر في أدلة الفر يقين ،يبدو -كما هو واضح -أن الأدلة جميعها محتملة ،فليس ثمة تصريح بالحكم
وأما حديث أبي هريرة فقد صرح فيه أنه من كيسه ،فلا يعول عليه.
إلا أن حديث تخيير النبي ﷺ أزواجه فيه دلالة على ثبوت حق الزوجة في التخير بسبب العسر
بالنفقة -على خلاف بين العلماء فيما خير فيه النبي ﷺ أزواجه -لأنهن كن قد طالبن بالنفقة
مما لم يكن عند النبي ﷺ ،فخ يرهن بين أن يخ ترنه والآخرة ،أو يخ ترن الدنيا ،فاخترنه والآخرة .12
أما استدلال ابن القيم رحمه الله بضرب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ابنتيهما بحضرة رسول
الله ﷺ إذ سألاه نفقة لا يجدها ،على عدم التخيير ،ففيه نظر ،وذلك لأن فعلهما ذلك لا يدل
ومما ينبغي ملاحظته أن إعسار الزوج لو بلغ به الأمر بحيث لا يمكن للمرأة أن تتحمله ،أو تجد
منه مخرجا ،ورفعت أمرها إلى الحاكم متظلمة ،فإن على الحاكم أن يرى في ذلك رأيه برفع الضرر
الواقع على المرأة عملا بقاعدة« :الضرر يزال» وقاعدة« :الضرورات تبيح المحظورات» ،وقاعدة:
«درء المفاسد أولى من جلب المصالح» إذ قد يكون حينئذ في الإبقاء على النكاح مفسدة
ولعل من هذا الباب خروج بعض الحنفية – القائلين بعدم التفر يق بسبب الإعسار – عن قولهم
ذلك ،حيث جاء في حاشية ابن عابدين« :ثم اعلم أن مشايخنا استحسنوا أن ينصب القاضي
الحنفي نائبا ممن مذهبه التفر يق بينهما ،إذا كان الزوج حاضرا ،وأبى عن الطلاق؛ لأن دفع
إذا كان الزوج موسرا ومع ذلك امتنع عن الإنفاق على زوجته ،بخل ًا ،أو إضرارا بها ،فهل
اتفق الفقهاء على أن للمرأة التي امتنع زوجها من الإنفاق عليها وهي مستحقة للنفقة ،أن لها أن
وذلك استناد ًا إلى ما رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها ،أن هندًا بنت
عتبة ،قالت يا رسول الله :إن أبا سفيان رجل شحيح ،وليس يعطيني ما يكفيني ،وولدي إلا ما
فإن لم تتمكن من أخذ ما يكفيها وولدها بالمعروف رفعت أمرها إلى الحاكم ،فأجبره على الإنفاق
عليها ،وله حسبه لذلك فإن أصر على عدم الإنفاق فهل للحاكم أن يفرق بينه وبين زوجته لذلك؟
القول الأول :أن القاضي يطلق عليه حالا إذا لم يدع العجز ،فإن ادعى العجز طولب إثباته،
فإن أثبت عجزه كان حكمه حكم المعسر ،وإن لم يثبت عسرهُّ ،أم ِر بالإنفاق أو الطلاق .وهو
على الحبس أخذ الحاكم النفقة من ماله ،فإن غيب ماله ولم يقدر الحاكم له على مال يأخذه،
وقد استدلوا على جواز التفر يق للامتناع بما رواه البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما ،أن عمر
رضي الله عنه كتب إلى أمراء الأجناد في رجال غابوا عن نسائهم ،فأمرهم أن يأخذوهم بأن
القول الثالث :أن ليس لها الخيار في الفسخ لو امتنع عن الإنفاق ولو كان موسرا؛ لأن الخيار
إنما يكون بسبب الإعسار ،وهذا غير معسر .وهو قول الشافعية في الراجح.
الراجح:
بالنظر في الأقوال الثلاثة في المسألة نجد أنه لا يوجد نص على حكم هذه الحالة ،ولذلك ينبغي
الاستناد إلى حكم عمر رضي الله عنه في إلزام الممتنعين عن الإنفاق به ،أو إلزامهم بالطلاق،
ص 201 :
ل ك َانَ
ق مُدًا فِي ب َاطِ ٍ
ق م َا ك َانَ تَبْذِير ًا و َلَوْ أَ نْف َ َ
ق ال ِْإنْس َانُ م َالَه ُكُلَّه ُ فِي الْح َ ِ
ل مُجَاهِدٌ :لَوْ أَ نْف َ َ
و َقَا َ
تَبْذِير ًا.
ن
ك عَ ِ
س ُ
ِض عَنْه ُ ْم حَيَاء ً مِنْه ُ ْم و َيُم ْ ِ
يجِد ُ فَيُعْر ُ
يح ْتَاجُونَ ِإلَيْه ِ وَل َا َ
الله ُ عَلَيْه ِ وَس ََّلم َ فِي الْأَ ح َايِينِ م َا َ
َّ
ك أَ ْن تُؤْتِيَه ُ ْم {اب ْتِغ َاء َ رَحْمَة ٍ ِض ع َنْ ه َؤُل َاء ِ الَّذ ِي َ
ن أَ م َْرت ُ َ ل {و َِإ َّما تُعْرِض ََّن عَنْهُم ُ} و َِإ ْن تُعْر ْ
ل فَنَز َ َ
الْقَوْ ِ
هي َ
ل لَه ُ ْم قَوْل ًا مَيْسُور ًا} لَي ِنًا و َ ِ الله ِ تَرْجُوه ُ أَ ْن ي َأْ تيِ َ َ
ك {فَق ُ ْ ن َّق مِ َ
ك تَرْجُوه َا} ان ْتِظَار َ رِ ْز ٍ
م ِنْ ر َب ِ َ
ك" 13يَعْنِي:
ل يَدَك َ مَغْل ُولَة ً ِإلَى ع ُنُق ِ َ
تجْع َ ْ
الله ُ تَع َالَى" :وَل َا َ
ل َّل عَلَيْه ِ بَعْضُه ُ ْم ف َرَآه ُ ع ُْر ي َان ًا ف َأَ نْز َ َ
فَدَخ َ َ
ك ِإذ َا ل َ ْم
س ِائل ُوك َ] ( )2ب ِال ِْإ ْمسَا ِ
ك[ َ
ي جَم ِي َع م َا عِنْدَك َ {فَتَقْعُدَ م َل ُوم ًا} يَل ُوم ُ َ
{ك َُّل ال ْبَسْطِ } فَتُعْط ِ َ
ك ل َا شَيْء َ عِنْدَك َ
محْسُور ًا} مُنْقَطِع ًا ب ِ َ
تُعْطِه ِ ْم و َ"الْم َل ُوم ُ" :الَّذ ِي أَ تَى بِمَا يَل ُوم ُ ن َ ْفسَه ُ أَ ْو يَل ُوم ُه ُ غَي ْرُه ُ { َ
تُن ْفِق ُه ُ
ذكره الواحدي في أسباب النزول ص ( ، )333-332وقال ابن حجر في "الكافي الشاف" ص (" : )99لم أجده" .وإذا 13
صدرت هذه العبارة من أحد الحفاظ كابن حجر وغيره كانت كافية في الحكم على الحديث بالوضع .انظر :تنز يه الشر يعة لابن
عراق ،8-7 / 1 :وبتفصيل أوسع في مقدمة التحقيق لكتاب "المصنوع في معرفة الحديث الموضوع" لملا على القاري ص
()27-25