You are on page 1of 38

‫من أسباب دخول الجنة‬

‫يحيى بن موسى الزهراني‬


‫إمام الجامع الكبير بتبوك‬
‫اس يَ ْو َم ْالقِيَا َم ِة َوهَ ْل تَ ْدر َ‬
‫ُون‬ ‫الن ِ‬ ‫َّ‬
‫ك ؟ يَ ْج َم ُع هَّللا ُ يَ ْو َم ْالقِيَا َم ِة‬ ‫بِ َم َذا َ‬
‫ص ِعي ٍد‬ ‫ين فِي َ‬ ‫ين َواآْل ِخ ِر َ‬ ‫اأْل َ َّولِ َ‬
‫اح ٍد فَيُ ْس ِم ُعهُ ُم ال َّدا ِعي َويَ ْنفُ ُذهُ ُم‬ ‫َو ِ‬
‫ص ُر ‪َ ،‬وتَ ْدنُو ال َّش ْمسُ فَيَ ْبلُ ُغ‬ ‫َ َ‬ ‫ب‬ ‫ْ‬
‫ال‬
‫ب َما اَل‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ر‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اس ِم َن ِّ َ‬
‫م‬ ‫غ‬ ‫ال‬ ‫النَّ َ‬
‫ون ‪،‬‬ ‫ون ‪َ ،‬و َما اَل يَ ْحتَ ِملُ َ‬ ‫ي ُِطيقُ َ‬
‫ض ‪ :‬أَاَل‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬
‫ع‬ ‫َ‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫اس‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ضُ‬ ‫ْ‬
‫ع‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ف‬
‫تَ َر ْو َن َما أَ ْنتُ ْم فِي ِه ؟ أَاَل تَ َر ْو َن َما‬
‫ُون َم ْن يَ ْشفَ ُع‬ ‫قَ ْد بَلَ َغ ُك ْم ؟ أَاَل تَ ْنظُر َ‬
‫لَ ُك ْم إِلَى َربِّ ُك ْم ؟ فَيَقُو ُل بَ ْعضُ‬
‫ض ‪ :‬ا ْئتُوا آ َد َم ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬
‫ع‬ ‫َ‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫اس‬ ‫َّ‬
‫الن ِ‬
‫ون ‪ :‬يَا آ َد ُم أَ ْنتَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ون آ َد َم فيَقول َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫فَيَأت َ‬
‫أَبُو ْالبَ َش ِر ‪َ ،‬خلَقَ َ‬
‫ك هَّللا ُ بِيَ ِد ِه ‪،‬‬
‫َونَفَ َخ بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫إن الحم‪VV‬د هلل نحم‪VV‬ده ونس‪VV‬تعينه‬
‫ونس‪VVVVV‬تغفره ‪ ،‬ونع‪VVVVV‬وذ باهلل من‬
‫شرور أنفسنا وسيئات أعمالن‪VV‬ا ‪،‬‬
‫من يه‪VV‬ده هللا فال مض‪VV‬ل ل‪VV‬ه ومن‬
‫يضلل فال هادي له ‪ ،‬وأش‪VV‬هد أن‬
‫ال إله إال هللا وحده ال ش‪VV‬ريك ل‪VV‬ه‬
‫وأشهد أن محمدا عبده ورس‪VV‬وله‬
‫أما بعد‬ ‫‪:‬‬

‫·‬ ‫فالجنة غاية كل مؤمن ‪،‬‬


‫ومنى كل عبد في هذه الحياة‬
‫الدنيا ‪ ،‬كل مسلم صادق‬
‫يدرك أنه لم يبعث ولم يخلق‬
‫إال لتجريد التوحيد هلل تعالى ‪،‬‬
‫فهو سبحانه المستحق بالعبادة‬
‫دون سواه ‪ ،‬قال تعالى ‪" :‬‬
‫وما خلقت الجن واإلنس إال‬
‫ليعبدون " ‪ ،‬فالحكمة من خلق‬
‫الخلق هي العبادة هلل ‪،‬‬
‫واالنقياد له بالطاعة ‪،‬‬
‫والخلوص من الشرك‬
‫وأهله ‪ ،‬فاهلل سبحانه لم يخلق‬
‫العباد ويتركهم همالً ‪ ،‬بل‬
‫خلقهم ليبلوهم أيهم أحسن‬
‫عمالً ‪ ،‬ثم يرجعون إلى ربهم‬
‫فيجازيهم على أعمالهم ‪،‬‬
‫والكل يدرك هذه الحقيقة ‪،‬‬
‫ويعرف تلك الحكمة من خلقه‬
‫‪ ،‬فترى الناس يعملون‬
‫جاهدين من أجل رضى‬
‫الرحمن سبحانه ‪ ،‬للفوز‬
‫بجنته والنجاة من ناره ‪ ،‬ومن‬
‫رحمته سبحانه أنه ال يظلم‬
‫مثقال ذرة من خير يعمله‬
‫العبد في هذه الحياة الدنيا ‪،‬‬
‫فكل عمل بر وخير يعمله‬
‫المؤمن يجده مسطراً يوم‬
‫القيامة في ديوانه ‪ ،‬فيعطى به‬
‫من الحسنات ‪ ،‬بل ويعطيه‬
‫ربه أكثر مما عمل فهو‬
‫سبحانه يعطي الكثير‬
‫ويرضى بالقليل ‪ ،‬ولكن كما‬
‫قال تعالى ‪ " :‬وقليل من‬
‫عبادي الشكور " ‪ ،‬ولو أن‬
‫هللا سبحانه مع إغداقه على‬
‫العبد بالنعم والخيرات ‪،‬‬
‫يأخذه مع أول هفوة ‪ ،‬وبداية‬
‫كل زلة ‪ ،‬لكان ذلك من عدله‬
‫سبحانه ‪ ،‬ولكنه رحيم رؤوف‬
‫‪ ،‬عفو غفور ‪ ،‬يتجاوز عن‬
‫السيئات ويمد للعبد في العمر‬
‫لعله يتوب ويعود ويندم‬
‫ويحزن ‪ " ،‬ولو يؤاخذ هللا‬
‫الناس بما كسبوا ما ترك على‬
‫ظهرها من دابة ولكن‬
‫يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا‬
‫جاء أجلهم فإن هللا كان بعباده‬
‫بصيراً " ‪ ،‬وقال تعالى ‪" :‬‬
‫إن هللا ال يظلم الناس شيئا ً‬
‫ولكن الناس أنفسهم يظلمون‬
‫" ‪ ،‬وأخرج مسلم في‬
‫صحيحه من حديث أَبِي‬
‫هُ َر ْي َرةَ رضي هللا عنه قَا َل ‪:‬‬
‫َ‬
‫َعل ْي ِه‬ ‫هَّللا‬ ‫صلى‬‫َّ‬ ‫هَّللا‬
‫أتِ َي َرسُو ُل ِ َ‬ ‫ُ‬
‫َو َسلَّ َم يَ ْو ًما بِلَ ْح ٍم فَ ُرفِ َع إِلَ ْي ِه‬
‫س‬ ‫ت تُ ْع ِجبُهُ فَنَهَ َ‬ ‫ع َو َكانَ ْ‬ ‫ال ِّذ َرا ُ‬
‫ك‬ ‫ِم ْنهَا نَ ْه َسةً فَقَا َل أَنَا َسيِّ ُد فِي َ‬
‫ُوح ِه ‪َ ،‬وأَ َم َر ْال َماَل ئِ َكةَ‬ ‫ِم ْن ر ِ‬
‫ك ‪ ،‬ا ْشفَ ْع لَنَا إِلَى‬ ‫فَ َس َج ُدوا لَ َ‬
‫ك ‪ ،‬أَاَل تَ َرى إِلَى َما نَ ْح ُن‬ ‫َربِّ َ‬
‫فِي ِه ؟ أَاَل تَ َرى إِلَى َما قَ ْد‬
‫بَلَ َغنَا ؟ فَيَقُو ُل آ َد ُم ‪ :‬إِ َّن َربِّي‬
‫ضبًا لَ ْم‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫غ‬ ‫م‬‫ب َ َ‬
‫و‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ض َ‬‫َغ ِ‬
‫ب قَ ْبلَهُ ِم ْثلَهُ ‪َ ،‬ولَ ْن‬ ‫ض ْ‬ ‫يَ ْغ َ‬
‫ب بَ ْع َدهُ ِم ْثلَهُ ‪َ ،‬وإِنَّهُ‬ ‫ض َ‬ ‫يَ ْغ َ‬
‫نَهَانِي َع ِن ال َّش َج َر ِة ‪،‬‬
‫ص ْيتُهُ ‪ ،‬نَ ْف ِسي نَ ْف ِسي ‪،‬‬ ‫فَ َع َ‬
‫ْاذهَبُوا إِلَى َغ ْي ِري ‪ْ ،‬اذهَبُوا‬
‫ون نو ًحا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫وح ‪ ،‬فَيَأت َ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫إِل‬
‫ٍ‬
‫ت أَ َّو ُل‬ ‫ون ‪ :‬يَا نُو ُح أَ ْن َ‬ ‫فَيَقُولُ َ‬
‫ك‬
‫ض ‪َ ،‬و َس َّما َ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أْل‬ ‫ا‬ ‫ى‬‫َ‬ ‫الرُّ س ُِل إِل‬
‫هَّللا ُ َع ْب ًدا َش ُكو ًرا ‪ ،‬ا ْشفَ ْع لَنَا‬
‫ك ‪ ،‬أَاَل تَ َرى َما نَ ْح ُن‬ ‫إِلَى َربِّ َ‬
‫فِي ِه ؟ أَاَل تَ َرى َما قَ ْد بَلَ َغنَا ؟‬
‫فَيَقُو ُل لَهُ ْم ‪ :‬إِ َّن َربِّي قَ ْد‬
‫ضبًا لَ ْم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫غ‬ ‫م‬
‫ب َ َ‬
‫و‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ض َ‬ ‫َغ ِ‬
‫ب قَ ْبلَهُ ِم ْثلَهُ ‪َ ،‬ولَ ْن‬ ‫ض ْ‬ ‫يَ ْغ َ‬
‫ب بَ ْع َدهُ ِم ْثلَهُ ‪َ ،‬وإِنَّهُ قَ ْد‬ ‫ض َ‬ ‫يَ ْغ َ‬
‫ت بِهَا‬ ‫ت لِي َد ْع َوةٌ َد َع ْو ُ‬ ‫َكانَ ْ‬
‫َعلَى قَ ْو ِمي ‪ ،‬نَ ْف ِسي نَ ْف ِسي ‪،‬‬
‫صلَّى هَّللا‬ ‫م‬ ‫ي‬
‫ِ ِ َ ِ َ َ‬‫ه‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫ب‬ ‫إ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ُوا‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫اذ‬
‫ون إِب َرا ِهي َم‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪ ،‬فَيَأت َ‬
‫ت نَبِ ُّي هَّللا ِ َو َخلِيلُهُ‬ ‫ون ‪ :‬أَ ْن َ‬ ‫فَيَقُولُ َ‬
‫ض ‪ ،‬ا ْشفَ ْع لَنَا‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أْل‬ ‫ا‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬
‫ك ‪ ،‬أَاَل تَ َرى إِلَى َما‬ ‫إِلَى َربِّ َ‬
‫نَ ْح ُن فِي ِه ؟ أَاَل تَ َرى إِلَى َما قَ ْد‬
‫بَلَ َغنَا ؟ فَيَقُو ُل لَهُ ْم إِ ْب َرا ِهي ُم ‪:‬‬
‫ب ْاليَ ْو َم‬‫ض َ‬ ‫إِ َّن َربِّي قَ ْد َغ ِ‬
‫ب قَ ْبلَهُ ِم ْثلَهُ ‪،‬‬ ‫ض ْ‬ ‫ضبًا لَ ْم يَ ْغ َ‬ ‫َغ َ‬
‫ضبُ بَ ْع َدهُ ِم ْثلَهُ ‪َ ،‬و َذ َك َر‬ ‫َواَل يَ ْغ َ‬
‫َك َذبَاتِ ِه ‪ ،‬نَ ْف ِسي نَ ْف ِسي ‪ْ ،‬اذهَبُوا‬
‫إِلَى َغ ْي ِري ‪ْ ،‬اذهَبُوا إِلَى‬
‫صلى‬ ‫َّ‬ ‫ون ُمو َسى َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ُمو َسى ‪ ،‬فَيَأت َ‬
‫هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪ ،‬فَيَقُولُ َ‬
‫ون يَا‬
‫ت َرسُو ُل هَّللا ِ‬ ‫ُمو َسى ‪ :‬أَ ْن َ‬
‫ك هَّللا ُ بِ ِر َسااَل تِ ِه َوبِتَ ْكلِي ِم ِه‬ ‫ضلَ َ‬
‫فَ َّ‬
‫اس ‪ ،‬ا ْشفَ ْع لَنَا إِلَى‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫َعل‬
‫ك ‪ ،‬أَاَل تَ َرى إِلَى َما نَ ْح ُن‬ ‫َربِّ َ‬
‫فِي ِه ؟ أَاَل تَ َرى َما قَ ْد بَلَ َغنَا ؟‬
‫صلَّى هَّللا‬ ‫فَيَقُو ُل لَهُ ْم ُمو َسى َ‬
‫َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪ :‬إِ َّن َربِّي قَ ْد‬
‫ضبًا لَ ْم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫غ‬ ‫م‬
‫ب َ َ‬
‫و‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ض َ‬ ‫َغ ِ‬
‫ب قَ ْبلَهُ ِم ْثلَهُ ‪َ ،‬ولَ ْن‬‫ض ْ‬ ‫يَ ْغ َ‬
‫ب بَ ْع َدهُ ِم ْثلَهُ ‪َ ،‬وإِنِّي‬ ‫ض َ‬ ‫يَ ْغ َ‬
‫ت نَ ْف ًسا لَ ْم أُو َم ْر بِقَ ْتلِهَا ‪،‬‬ ‫قَتَ ْل ُ‬
‫نَ ْف ِسي نَ ْف ِسي ‪ْ ،‬اذهَبُوا إِلَى‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪،‬‬ ‫ِعي َسى َ‬
‫ون يَا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ون ِعي َسى فيَقول َ‬ ‫ُ‬
‫فَيَأت َ‬ ‫ْ‬
‫ت َرسُو ُل هَّللا ِ ‪،‬‬ ‫ِعي َسى ‪ :‬أَ ْن َ‬
‫اس فِي ْال َم ْه ِد ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫م‬ ‫َّ‬
‫َو َكل ْ‬
‫َو َكلِ َمةٌ ِم ْنهُ أَ ْلقَاهَا إِلَى َم ْريَ َم ‪،‬‬
‫َورُو ٌح ِم ْنهُ ‪ ،‬فَا ْشفَ ْع لَنَا إِلَى‬
‫ك ! أَاَل تَ َرى َما نَ ْح ُن فِي ِه ؟‬ ‫َربِّ َ‬
‫أَاَل تَ َرى َما قَ ْد بَلَ َغنَا ؟ فَيَقُو ُل‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه‬ ‫لَهُ ْم ِعي َسى َ‬
‫ب‬‫ض َ‬ ‫َو َسلَّ َم ‪ :‬إِ َّن َربِّي قَ ْد َغ ِ‬
‫ب قَ ْبلَهُ‬ ‫ض ْ‬ ‫ضبًا لَ ْم يَ ْغ َ‬ ‫ْاليَ ْو َم َغ َ‬
‫ب بَ ْع َد ُه‬ ‫ض‬
‫َ َ َ َ‬ ‫غ‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ث‬‫ْ‬ ‫ِم‬
‫ِم ْثلَهُ ‪َ ،‬ولَ ْم يَ ْذ ُك ْر لَهُ َذ ْنبًا ‪،‬‬
‫نَ ْف ِسي نَ ْف ِسي ‪ْ ،‬اذهَبُوا إِلَى‬
‫َغ ْي ِري ‪ْ ،‬اذهَبُوا إِلَى ُم َح َّم ٍد‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ون يَا ُم َح َّم ُد ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فَيَأتوني فيَقول َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ت َرسُو ُل هَّللا ِ ‪َ ،‬و َخاتَ ُم‬ ‫أَ ْن َ‬
‫ك َما‬ ‫اأْل َ ْنبِيَا ِء ‪َ ،‬و َغفَ َر هَّللا ُ لَ َ‬
‫ك َو َما تَأ َ َّخ َر ‪،‬‬ ‫تَقَ َّد َم ِم ْن َذ ْنبِ َ‬
‫ك ‪ ،‬أَاَل تَ َرى‬ ‫ا ْشفَ ْع لَنَا إِلَى َربِّ َ‬
‫َما نَ ْح ُن فِي ِه ؟ أَاَل تَ َرى َما قَ ْد‬
‫ت‬‫ق فَآتِي تَ ْح َ‬ ‫بَلَ َغنَا ؟ فَأ َ ْنطَلِ ُ‬
‫اج ًدا لِ َربِّي ‪،‬‬ ‫َ ِ‬ ‫س‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ش‬
‫َ ِ‬ ‫ْ‬
‫ر‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ال‬
‫ي َوي ُْل ِه ُمنِي ِم ْن‬ ‫ثُ َّم يَ ْفتَ ُح هَّللا ُ َعل ََّ‬
‫َم َحا ِم ِد ِه َو ُح ْس ِن الثَّنَا ِء َعلَ ْي ِه‬
‫َش ْيئًا لَ ْم يَ ْفتَ ْحهُ أِل َ َح ٍد قَ ْبلِي ‪ ،‬ثُ َّم‬
‫ارفَ ْع‬ ‫يُقَا ُل ‪ :‬يَا ُم َح َّم ُد ! ْ‬
‫ك ‪َ ،‬س ْل تُ ْعطَ ِه ‪ ،‬ا ْشف ْعَ‬ ‫َرأ َس َ‬ ‫ْ‬
‫ْ‬
‫تُ َشفَّ ْع ‪ ،‬فَأ َ ْرفَ ُع َرأ ِسي ‪،‬‬
‫ب أ َّمتِي أ َّمتِي ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فَأَقُو ُل ‪ :‬يَا َر ِّ‬
‫فَيُقَا ُل ‪ :‬يَا ُم َح َّم ُد أَ ْد ِخ ِل ْال َجنَّةَ‬
‫اب َعلَ ْي ِه‬ ‫ِ َ َ‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫اَل‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ِم ْن أ َّ ِ َ َ‬
‫ب‬
‫َ ِ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ْ‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫َ ِ ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫أْل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ْ‬
‫ِم َن َ ِ‬
‫ا‬ ‫ب‬ ‫ال‬
‫اس‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ء‬
‫ُ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫ش‬
‫َ ِ َ ْ َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫ْ‬
‫ال‬
‫ب‪،‬‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ْ‬
‫ب‬ ‫َ‬
‫ك ِم َن اأْل َ ِ‬ ‫فِي َما ِس َوى َذلِ َ‬
‫َوالَّ ِذي نَ ْفسُ ُم َح َّم ٍد بِيَ ِد ِه ‪ ،‬إِ َّن‬
‫ص َرا َع ْي ِن ِم ْن‬ ‫َما بَ ْي َن ْال ِم ْ‬
‫يع ْال َجنَّ ِة لَ َك َما بَ ْي َن َم َّكةَ‬‫ِ‬ ‫ار‬
‫ِ‬ ‫ص‬‫َ‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫َوهَ َج ٍر ‪ ،‬أَ ْو َك َما بَ ْي َن َم َّكةَ‬
‫ُص َرى " وكذبات إِ ْب َرا ِهي َم‬ ‫َوب ْ‬
‫عليه السالم ‪ :‬قَا َل ( هَ َذا‬
‫َربِّي ) وقَ ْوله آِل لِهَتِ ِه ْم ( بَ ْل‬
‫فَ َعلَهُ َكبِي ُرهُ ْم هَ َذا ) وقَ ْوله‬
‫( إِنِّي َسقِي ٌم )‬ ‫‪.‬‬

‫وإليكم ع‪VVVVVVVV‬دداً من اآلي‪VVVVVVVV‬ات‬


‫واألح‪VVV‬اديث الص‪VVV‬حيحة ‪ ،‬ال‪VVV‬تي‬
‫ُذكرت فيه‪VV‬ا أعم‪VV‬ال تك‪VV‬ون س‪VV‬ببا ً‬
‫بفضل هللا لدخول فاعلها الجنة ‪،‬‬
‫ولكن ال يع‪VV‬ني أن ه‪VV‬ذه األعم‪VV‬ال‬
‫تضمن ألي إنسان يعملها دخول‬
‫الجن‪VV‬ة ‪ ،‬مهم‪VV‬ا ك‪VV‬ان اعتق‪VV‬اده ‪،‬‬
‫فالجنة ال يدخلها إال مؤمن ‪ ،‬فلو‬
‫ق‪VV‬ام أح‪VV‬د الكف‪VV‬ار أو المش‪VV‬ركين‬
‫ببعض هذه األعم‪VV‬ال أو جميعه‪VV‬ا‬
‫فلن تنفع‪VV‬ه ‪ ،‬ولن تدخل‪VV‬ه الجن‪VV‬ة ‪،‬‬
‫ألن هللا س‪VV‬بحانه وتع‪VV‬الى يق‪VV‬ول ‪:‬‬
‫{ ولق‪VV‬د أوحي إلي‪VV‬ك وإلى ال‪VV‬ذين‬
‫من قبل‪VV‬ك ألن أش‪VV‬ركت ليحبطن‬
‫عملك ولتكونن من الخاسرين }‬
‫‪ ،‬وق‪VVVV‬ال تع‪VVVV‬الى عن الكف‪VVVV‬ار ‪:‬‬
‫{ وقدمنا إلى ما عملوا من عمل‬
‫فجعلناه هب‪VV‬ا ًء منث‪VV‬وراً } ‪ ،‬وق‪VV‬ال‬
‫تع‪VV‬الى ‪ { :‬وم‪VV‬ا منعهم أن تقب‪VV‬ل‬
‫منهم نفقاتهم إال أنهم كف‪VV‬روا باهلل‬
‫وبرسوله وال ي‪VV‬أتون الص‪VV‬الة إال‬
‫وهم كس‪V‬الى وال ينفق‪V‬ون إال وهم‬
‫ك‪VVV‬ارهون } ‪ ،‬ل‪VVV‬ذلك ال ب‪VVV‬د أن‬
‫يكون العمل صالحا ً مقب‪VV‬والً عن‪VV‬د‬
‫هللا تع‪VV‬الى ‪ ،‬ولكي يك‪VV‬ون العم‪VV‬ل‬
‫مقب‪VVV‬والً فهن‪VVV‬اك ش‪VVV‬روط لقب‪VVV‬ول‬
‫العم‪VV‬ل عن‪VV‬د هللا تع‪VV‬الى ‪ ،‬وه‪VV‬ذه‬
‫الشروط هي‬ ‫‪:‬‬
‫‪ :‬الشرط األول ‪ /‬اإلسالم‬
‫وهو أول الشروط الالزمة لقبول أي عمل ‪ ،‬ألن اإلسالم دين هللا القائم إلى يوم القيامة ‪ ،‬وهو الدين الذي نسخ هللا به جميع األديان‬
‫السابقة ‪ ،‬قال تعالى ‪ " :‬إن الدين عند هللا اإلسالم " ‪ ،‬وقال تعالى ‪ " :‬ومن يبتغ غير اإلسالم دين‪V‬ا ً فلن يقب‪VV‬ل من‪VV‬ه وه‪VV‬و في اآلخ‪VV‬رة‬
‫" من الخاسرين‬ ‫‪.‬‬
‫الشرط الثاني ‪ /‬اإلخالص‬ ‫‪:‬‬
‫وهو الذي يجب أن يصاحب أي عم‪V‬ل ليك‪V‬ون مقب‪V‬والً عن‪VV‬د هللا تب‪V‬ارك وتع‪V‬الى ‪ ،‬فيجب أن يك‪V‬ون اإلخالص في العم‪V‬ل هلل س‪V‬بحانه‬
‫وتعالى ‪ ،‬أي أن الذي قام بالعم‪V‬ل يجب أن يقص‪V‬د ب‪V‬ه وج‪V‬ه هللا تب‪V‬ارك وتع‪V‬الى دون أن يش‪V‬رك في قص‪V‬ده أي مخل‪V‬وق آخ‪V‬ر ‪ ،‬ق‪V‬ال‬
‫تعالى ‪ " :‬وما أمروا إال ليعبدوا هللا مخلصين له الدين حنفاء " ‪ ،‬وقال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬إن هللا تعالى ال يقبل من العم‪VV‬ل إال‬
‫‪ .‬ما كان خالصا ً ‪ ،‬وابتغي به وجهه " [ أخرجه النسائي ‪ ،‬صحيح الجامع ‪] 1856‬‬

‫الشرط الثالث ‪ /‬متابعة الرسول صلى هللا عليه وسلم‬ ‫‪:‬‬


‫‪ .‬فأي عمل ليس عليه أمر وال أمر رسوله صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬فهو رد ‪ ،‬يعني مردود على صاحبه‬
‫‪ :‬وحان أوان الشروع في المقصود ‪ ،‬وبيان األسباب المؤدية إلى جنة الرضوان ‪ ،‬وإليك األسباب وباهلل التوفيق وعليه التكالن‬

‫السبب األول والثاني ‪ /‬اإليمان والعمل الصالح‬ ‫‪:‬‬


‫جاء في القرآن الكريم األيمان كأهم األسباب الموص‪VV‬لة إلى الجن‪VV‬ة ب‪VV‬إذن هللا تب‪VV‬ارك و تع‪VV‬الى ‪ ،‬ولكن‪VV‬ه دائم‪VV‬ا ي‪VV‬أتي مقرون‪VV‬ا بالعم‪VV‬ل‬
‫الصالح لذلك ال تكاد تجد موضع فيه ذكر لأليم‪VV‬ان وأن‪VV‬ه س‪VV‬ببا ل‪VV‬دخول الجن‪VV‬ة إال وه‪VV‬و مق‪VV‬رون بالعم‪VV‬ل الص‪VV‬الح ‪ ،‬وب‪VV‬اب األعم‪VV‬ال‬
‫الصالحة والحمد هلل واسع وكبير وطرق كسب الثواب عظيمة ومتعددة ال يحصيها إال هللا سبحانه وتعالى ‪ ،‬ق‪VV‬ال تب‪VV‬ارك وتع‪VV‬الى ‪:‬‬
‫{ والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون } ‪ ،‬وقال تعالى ‪ " :‬إن ال‪V‬ذين آمن‪VV‬وا وعمل‪V‬وا الص‪V‬الحات‬
‫‪ " .‬كانت لهم جنات الفردوس نزالً * خالدين فيها ال يبغون عنها حوالً‬
‫واآليات واألحاديث الصحيحة في هذا المعنى كث‪VV‬يرة ج‪V‬دا يص‪V‬عب إحص‪V‬ائها على س‪V‬بيل المث‪V‬ال ال الحص‪V‬ر أنظ‪V‬ر ‪:‬س‪V‬ورة البق‪V‬رة‬
‫اآليات ‪ - 82، 25 :‬سورة لقمان اآلية ‪ ،8‬سورة الكهف ‪ :‬آية ‪ ، 107‬سورة الحج آاليات‪_56 V، 23 V، 14‬سورة الفتح اآلية ‪_ 5‬‬
‫سورة الحديد اآليتان ‪ _21 ، 12 :‬سورة التغابن اآلية ‪ _ 9‬سورة الطالق اآلية ‪ _ 11‬سورة البروج اآلية ‪ _11‬سورة البينة اآلية‬
‫‪ _ 7.‬سورة المؤمنون اآليات ‪ _1،11‬سورة العنكبوت اآلية ‪57‬‬
‫السبب الثالث ‪ /‬التقوى‬ ‫‪:‬‬

‫التقوى هي ‪ :‬الخوف من الجليل ‪ ،‬والعمل بالتنزيل ‪ ،‬والقناعة بالقليل ‪ ،‬واالستعداد ليوم الرحيل ‪ ،‬وقيل بأن التقوى ‪ :‬أن تجع‪VV‬ل‬
‫بينك وبين عذاب هللا وقاية ‪ ،‬بفعل الطاعات ‪ ،‬وترك المحرم‪V‬ات ‪ ،‬ومن تعريف‪V‬ات التق‪V‬وى أيض‪V‬ا ه‪V‬و ‪ :‬أن تعم‪V‬ل بطاع‪V‬ة هللا على‬
‫نور من هللا ( أي كما جاء في كتاب هللا وسنة نبيه صلى هللا عليه وسلم ) ترجو ث‪VV‬واب هللا ‪ ،‬وأن ت‪VV‬ترك معص‪VV‬ية هللا على ن‪VV‬ور من‬
‫هللا تخاف عقاب هللا ‪ ،‬قال تبارك وتعالى { إن المتقين في جن‪V‬ات وعي‪VV‬ون } ‪ ،‬وق‪V‬ال تع‪VV‬الى ‪ " :‬إن المتقين في جن‪VV‬ات ونه‪VV‬ر * في‬
‫‪ " .‬مقعد صدق عند مليك مقتدر‬
‫لقد أعد هللا الجنة لعباده المتقين ‪ ،‬قال تبارك وتعالى ‪ { :‬وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها الس‪V‬موات واألرض أع‪V‬دت‬
‫للمتقين } ‪ ،‬وقال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬أكثر ما يدخل الناس الجنة التق‪VV‬وى وحس‪VV‬ن الخل‪VV‬ق ‪ ،‬وأك‪VV‬ثر م‪VV‬ا ي‪VV‬دخل الن‪VV‬اس الن‪VV‬ار الفم‬
‫‪ .‬والفرج " [ أخرجه الترمذي وابن ماجة وأحمد سلسلة األحاديث الصحيحة ‪] 977‬‬

‫السبب الرابع ‪ /‬طاعة هللا تبارك وتعالى وطاعة رسوله صلى هللا عليه وسلم‬ ‫‪:‬‬
‫قال تبارك وتعالى ‪ { :‬ومن يطع هللا ورسوله يدخل‪V‬ه جن‪V‬ات تج‪V‬ري من تحته‪V‬ا األنه‪V‬ار ‪ ،‬ومن يت‪V‬ولى يعذب‪V‬ه ع‪VV‬ذابا أليم‪V‬ا ً } ‪ ،‬وفي‬
‫صحيح البخاري عن أبي هريرة أن رسول هللا ص‪VV‬لى هللا علي‪VV‬ه وس‪VV‬لم ق‪VV‬ال ‪ " :‬ك‪VV‬ل أم‪VV‬تي ي‪VV‬دخلون الجن‪VV‬ة إال من أبى " ‪ ،‬ق‪VV‬الوا ي‪VV‬ا‬
‫رسول هللا ومن يأبى ؟ قال ‪ " :‬من أط‪V‬اعني دخ‪V‬ل الجن‪V‬ة ومن عص‪V‬اني فق‪V‬د أبى " [ فتح الب‪V‬اري بش‪V‬رح ص‪V‬حيح البخ‪V‬اري ‪/ 13‬‬
‫‪] 249 .‬‬

‫السبب الخامس ‪ /‬الجهاد في سبيل هللا‬ ‫‪:‬‬


‫الجهاد في سبيل هللا من أعظم القربات ‪ ،‬وأفضل الطاعات ‪ ،‬وصاحبه ب‪VV‬أعلى المن‪VV‬ازل ‪ ،‬وأفض‪VV‬ل ال‪VV‬درجات ‪ ،‬ويك‪VV‬ون الجه‪VV‬اد في‬
‫سبيل هللا بالقتال بالنفس والمال ‪ ،‬قال هللا تبارك وتعالى ‪ { :‬إن هللا اشترى من المؤمنين أنفس‪VV‬هم وأم‪VV‬والهم ب‪VV‬أن لهم الجن‪VV‬ة يق‪VV‬اتلون‬
‫في سبيل هللا فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة واإلنجيل والقرآن } ‪ ،‬وقال تعالى ‪ { :‬يا أيها الذين آمن‪VV‬وا ه‪VV‬ل أدلكم على‬
‫تجارة تنجيكم من عذاب أليم ‪ .‬تؤمنون باهلل ورسوله وتجاهدون في س‪VV‬بيل هللا ب‪VV‬أموالكم وأنفس‪VV‬كم ذلكم خ‪VV‬ير لكم إن كنتم تعلم‪VV‬ون ‪.‬‬
‫‪ .‬يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها النهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم }‬
‫ب هَّللا ُ لِ َم ْن‬
‫ال ‪ " :‬ا ْنتَ َد َ‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم قَ َ‬ ‫عن أَبَي هُ َري َْرةَ رضي هللا عنه ‪َ :‬ع ِن النَّبِ ِّي َ‬
‫ق بِ ُر ُسلِي ‪ ،‬أَ ْن أُرْ ِج َع‪ V‬هُ بِ َم‪VV‬ا نَ‪V‬ا َل ِم ْن‬ ‫ان بِي ‪َ ،‬وتَصْ ِدي ٌ‬ ‫َخ َر َج فِي َسبِيلِ ِه ‪ ،‬اَل ي ُْخ ِر ُجهُ إِاَّل إِي َم ٌ‬
‫‪V‬ف َس‪ِ V‬ريَّ ٍة ‪،‬‬ ‫ت َخ ْل‪َ V‬‬ ‫ق َعلَى أُ َّمتِي َم‪VV‬ا قَ َع‪ْ V‬د ُ‬ ‫‪V‬واَل أَ ْن أَ ُش‪َّ V‬‬‫أَجْ ٍر أَ ْو َغنِي َم ٍة ‪ ،‬أَ ْو أُ ْد ِخلَهُ ْال َجنَّةَ ‪َ ،‬ولَ‪ْ V‬‬
‫ت أَنِّي أُ ْقتَ ُل فِي َسبِي ِل هَّللا ِ ‪ ،‬ثُ َّم أُحْ يَا ثُ َّم أُ ْقتَ ُل ‪ ،‬ثُ َّم أُحْ يَا ثُ َّم أُ ْقتَ ُل " [ أخرجه البخاري‬ ‫َولَ َو ِد ْد ُ‬
‫] ‪ ،‬وأجر الشهيد أعظم األجور ‪ ،‬ومنزلته أعلى المنازل ‪ ،‬ومكانت‪VV‬ه أرف‪VV‬ع األم‪VV‬اكن في‬
‫الجنة ‪ ،‬كيف ال ‪ ،‬وقد قدم روحه فدا ًء في سبيل هللا تعالى ‪ ،‬ق‪V‬دم جمجمت‪V‬ه لتض‪VV‬رب في‬
‫سبيل هللا عز وجل ‪ ،‬من أجل إعالء كلمة التوحيد خفاقة عالية ‪ ،‬رجاء ثواب اآلخ‪VV‬رة ‪،‬‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه‬ ‫ضي هَّللا َع ْنه ‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِّي َ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫س ب َْن َمالِ ٍ‬ ‫وكرامة هللا للمجاهدين ‪ ،‬وعن أَنَ َ‬
‫ض‬ ‫ال ‪َ " :‬ما أَ َح ٌد يَ‪ْ V‬د ُخ ُل ْال َجنَّةَ ‪ ،‬ي ُِحبُّ أَ ْن يَرْ ِج‪َ V‬ع إِلَى ال‪ُّ V‬د ْنيَا ‪َ ،‬ولَ‪V‬هُ َم‪VV‬ا َعلَى اأْل َرْ ِ‬ ‫َو َسلَّ َم قَ َ‬
‫ت ‪ ،‬لِ َم‪VV‬ا يَ‪َ V‬رى ِم َن‬ ‫‪V‬ل َع ْش‪َ V‬ر َم‪ V‬رَّا ٍ‬ ‫ِم ْن َش ْي ٍء ‪ ،‬إِاَّل ال َّش ِهي ُد يَتَ َمنَّى أَ ْن يَرْ ِج َع إِلَى ال ُّد ْنيَا ‪ ،‬فَيُ ْقتَ‪َ V‬‬
‫ب رض‪VV‬ي هللا عن‪VV‬ه قَ‪VV‬ا َل ‪:‬‬ ‫‪V‬ر َ‬‫ْال َك َرا َم ِة " [ أخرجه البخاري ] ‪ ،‬و َع ِن ْال ِم ْق َد ِام ب ِْن َم ْع ِدي َك‪ِ V‬‬
‫ال ‪ :‬يُ ْغفَ‪ُ V‬ر لَ‪V‬هُ فِي أَ َّو ِل‬ ‫ص‪ٍ V‬‬ ‫ت ِخ َ‬ ‫لش‪ِ V‬هي ِد ِع ْن‪َ V‬د هَّللا ِ ِس‪ُّ V‬‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َس‪V‬لَّ َم لِ َّ‬
‫قَا َل َرسُو ُل هَّللا ِ َ‬
‫‪V‬ر ‪َ ،‬ويَ‪VV‬أْ َم ُن‬ ‫ب ْالقَ ْب‪ِ V‬‬
‫َد ْف َع ٍة ـ يعني دفعة من دمه ـ َويَ َرى َم ْق َع َدهُ ِم َن ْال َجنَّ ِة ‪َ ،‬وي َُجا ُر ِم ْن َع‪َ V‬ذا ِ‬
‫ْ‬
‫‪V‬ار ‪،‬‬ ‫ُوض‪ُ V‬ع َعلَى َرأ ِس‪ِ V‬ه تَ‪VV‬ا ُج ْال َوقَ‪ِ V‬‬ ‫ع اأْل َ ْكبَ ِر ـ يع‪VV‬ني ي‪VV‬وم البعث من القب‪VV‬ور ـ َوي َ‬ ‫ِم َن ْالفَ َز ِ‬
‫ين َز ْو َج‪ V‬ةً ِم َن ْال ُح‪ِ V‬‬
‫‪V‬ور‬ ‫‪V‬ز َّو ُج ْاثنَتَي ِْن َو َس‪V‬ب ِْع َ‬‫ْاليَاقُوتَ‪V‬ةُ ِم ْنهَ‪VV‬ا َخ ْي‪ٌ V‬ر ِم َن ال‪ُّ V‬د ْنيَا َو َم‪VV‬ا فِيهَ‪VV‬ا ‪َ ،‬ويُ‪َ V‬‬
‫اربِ‪ِ V‬ه [ أخرج‪VV‬ه الترم‪VV‬ذي وأحم‪VV‬د ] ‪ ،‬عن أَبَي هُ َر ْي‪َ V‬رةَ‬ ‫ين ِم ْن أَقَ ِ‬ ‫ين ‪َ ،‬ويُ َشفَّ ُع فِي َس‪V‬ب ِْع َ‬ ‫ْال ِع ِ‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم يَقُو ُل ‪َ " :‬مثَ ُل ْال ُم َجا ِه ِد فِي‬ ‫ْت َرسُو َل هَّللا ِ َ‬ ‫رضي هللا عنه قَا َل ‪َ :‬س ِمع ُ‬
‫يل هَّللا ِ ‪َ ،‬وهَّللا ُ أَ ْعلَ ُم بِ َم ْن ي َُجا ِه ُد فِي َسبِيلِ ِه ‪َ ،‬ك َمثَ ِل الصَّائِ ِم ْالقَ‪VV‬ائِ ِم ‪َ ،‬وتَ َو َّك َل هَّللا ُ لِ ْل ُم َجا ِه ‪ِ V‬د‬ ‫َسبِ ِ‬
‫فِي َسبِيلِ ِه بِأ َ ْن يَتَ َوفَّاهُ ‪ ،‬أَ ْن يُ ْد ِخلَهُ ْال َجنَّةَ ‪ ،‬أَ ْو يَرْ ِج َعهُ َسالِ ًما َم َع أَجْ ‪ٍ V‬ر أَ ْو َغنِي َم‪ٍ V‬ة " ‪ ،‬وق‪VV‬ال‬
‫ُ‬ ‫ك رضي هللا عنه ‪ ،‬أَ َّن أُ َّم الرُّ بَي ِِّع بِ ْن َ‬
‫ارثَ ‪V‬ةَ ب ِْن ُس ‪َ V‬راقَةَ ‪،‬‬ ‫ت ْالبَ َرا ِء ‪َ ،‬و ِه َي أ ُّم َح ِ‬ ‫أَنَسُ ب ُْن َمالِ ٍ‬
‫ان قُتِ َل‬ ‫ارثَةَ ‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ي هَّللا ِ ! أَاَل تُ َح ِّدثُنِي َع ْن َح ِ‬ ‫ت ‪ :‬يَا نَبِ َّ‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم فَقَالَ ْ‬ ‫ي َ‬ ‫ت النَّبِ َّ‬ ‫أَتَ ِ‬
‫ك‪،‬‬ ‫‪V‬ان َغ ْي‪َ V‬ر َذلِ‪َ V‬‬ ‫ت ‪َ ،‬وإِ ْن َك‪َ V‬‬ ‫ص‪V‬بَرْ ُ‬ ‫‪V‬ان فِي ْال َجنَّ ِة َ‬ ‫ص‪V‬ابَهُ َس‪ْ V‬ه ٌم َغ‪VV‬رْ بٌ ‪ ،‬فَ‪V‬إِ ْن َك‪َ V‬‬ ‫‪V‬و َم بَ‪ْ V‬د ٍر أَ َ‬ ‫يَ‪ْ V‬‬
‫ك‬‫‪V‬ان فِي ْال َجنَّ ِة ‪َ ،‬وإِ َّن ا ْبنَ ‪ِ V‬‬ ‫ارثَ‪V‬ةَ ! إِنَّهَ‪VV‬ا ِجنَ‪ٌ V‬‬ ‫ُ‬ ‫ت َعلَ ْي‪ِ V‬ه فِي ْالبُ َك‪VV‬ا ِء ‪ ،‬قَ‪َ V‬‬ ‫اجْ تَهَ ‪ْ V‬د ُ‬
‫‪V‬ال ‪ " :‬يَ‪VV‬ا أ َّم َح ِ‬
‫ضي هَّللا َع ْنه َم‪VV‬ا ‪ ،‬أَ َّن َر ُس ‪V‬و َل‬ ‫س اأْل َ ْعلَى " ‪ ،‬وعن َع ْب ُدهَّللا ِ ب ُْن أَبِي أَ ْوفَى َر ِ‬ ‫اب ْالفِرْ َد ْو َ‬ ‫ص َ‬ ‫أَ َ‬
‫ُوف " ‪ ،‬وعن‬ ‫الس ‪V‬ي ِ‬ ‫ت ِظاَل ِل ُّ‬ ‫‪V‬ال ‪َ " :‬وا ْعلَ ُم‪VV‬وا أَ َّن ْال َجنَّةَ تَحْ َ‬ ‫ص ‪V‬لَّى هَّللا َعلَ ْي ‪ِ V‬ه َو َس ‪V‬لَّ َم قَ‪َ V‬‬ ‫هَّللا ِ َ‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم يَ ْو َم أُ ُح ٍد ‪:‬‬ ‫ال َر ُج ٌل لِلنَّبِ ِّي َ‬ ‫ضي هَّللا َع ْنه َما قَا َل ‪ :‬قَ َ‬ ‫َجابِ َر ب َْن َع ْب ِدهَّللا ِ َر ِ‬
‫ت فِي يَ ِد ِه ثُ َّم قَاتَ َل َحتَّى قُتِ ‪َ V‬ل‬ ‫ال ‪ " :‬فِي ْال َجنَّ ِة " ‪ ،‬فَأ َ ْلقَى تَ َم َرا ٍ‬ ‫ت فَأَي َْن أَنَا ؟ قَ َ‬ ‫ْت إِ ْن قُتِ ْل ُ‬ ‫أَ َرأَي َ‬
‫‪ [ " .‬أخرجها البخاري ]‬
‫السبب السادس ‪ /‬التوبة‬ ‫‪:‬‬
‫‪ :‬فالتوبة تجب ما قبلها ‪ ،‬أي أنها تمحو الخطايا ‪ ،‬وتزيل الرزايا ‪ ،‬ال سيما إذا تحققن فيها شروطها الخمسة‬
‫‪1-‬‬ ‫اإلخالص هلل في التوبة ‪ .‬فال تكون التوبة لمجرد أن يرى الناس أن فالنا ً تاب ‪ ،‬من باب الظاهر دون الباط‪VV‬ل ‪ ،‬ومن فع‪VV‬ل ذل‪V‬ك‬
‫ً‬
‫فقد أقحم نفسه النار على بصيرة ‪ ،‬ألن هللا تعالى يقول في محكم التنزيل ‪ " :‬وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هبا ًء منثورا "‬
‫‪V‬ال َر ُس‪V‬و ُل هَّللا ِ‬
‫‪V‬ال ‪ :‬قَ‪َ V‬‬
‫‪V‬رةَ رض‪VV‬ي هللا عن‪VV‬ه قَ‪َ V‬‬ ‫‪ ،‬وقال تعالى ‪ " :‬وما أمروا إال ليعبدوا هللا مخلصين له الدين حنفاء " ‪ ،‬وع َْن أَبِي هُ َر ْي‪َ V‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫‪V‬ري ‪ ،‬ت ََركت ‪V‬هُ‬ ‫ك فِي ‪ِ V‬ه َم ِعي َغ ْي‪ِ V‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اًل‬
‫ك ‪َ ،‬م ْن َع ِم َل َع َم أش َر َ‬ ‫ك َوتَ َعالَى ‪ " :‬أَنَا أَ ْغنَى ال ُّش َر َكا ِء َع ِن ال ِّشرْ ِ‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪ :‬قَا َل هَّللا ُ تَبَا َر َ‬
‫َ‬
‫‪َ .‬و ِشرْ َكهُ " [ أخرجه مسلم ]‬
‫‪ .‬اإلقالع عن الذنب ‪2-‬‬
‫‪ .‬الندم على ما فات ‪3-‬‬
‫‪ .‬العزم على عدم العودة للذنب ‪4-‬‬
‫‪ .‬الصدق في التوبة ‪ ،‬وذلك بأن يعلن التوبة هلل تعالى صادقا ً من قلبه ‪ ،‬خاشعا ً هلل متذلالً هلل سبحانه وتعالى ‪5-‬‬
‫وكما قال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬التائب من الذنب كمن ال ذنب له " [ رواه ابن ماجة وغيره ‪ ،‬ص‪VV‬حيح الج‪VV‬امع ‪ ، ]3008‬وق‪VV‬ال‬
‫‪ .‬تبارك وتعالى ‪ { :‬إال من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة وال يظلون شيئا }‬

‫السبب السابع ‪ /‬االستقامة على دين هللا‬ ‫‪:‬‬


‫قال تبارك وتعالى ‪ { :‬إن الذين قالوا ربنا هللا ثم استقاموا فال خوف عليهم والهم يحزن‪VV‬ون ‪ .‬أولئ‪VV‬ك أص‪VV‬حاب الجن‪VV‬ة خال‪VV‬دين فيه‪VV‬ا‬
‫جزاءا بما كانوا يعملون } ‪ ،‬وعن سفيان بن عبد هللا الثقفي قال ‪ :‬قلت يا رس‪VV‬ول هللا ق‪VV‬ل لي في اإلس‪VV‬الم ق‪VV‬وال ال أس‪VV‬أل عن‪VV‬ه أح‪VV‬دا‬
‫‪ .‬بعدك ‪ .‬قال ( قل آمنت باهلل ثم استقم ) [رواه مسلم شرح صحيح مسلم لنووي ‪]2/367 :‬‬

‫السبب الثامن ‪ /‬طلب العلم الشرعي ابتغاء وجه هللا تبارك وتعالى‬ ‫‪:‬‬
‫في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪... ( :‬ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما‬
‫‪ ،‬سهل هللا له به طريقا إلى الجنة ‪،‬و ما اجتمع قوم في بيت من بي‪VV‬وت هللا يتل‪VV‬ون كت‪VV‬اب هللا ويتدارس‪VV‬ونه إال ن‪VV‬زلت عليهم الس‪VV‬كينة‬
‫وغشيتهم الرحمة وحفتهم المالئكة وذكرهم هللا فيمن عنده ‪ ،‬ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) [ ش‪VV‬رح ص‪VV‬حيح مس‪VV‬لم لن‪VV‬ووي‬
‫‪]17/24 .‬‬

‫السبب التاسع ‪ /‬بناء المساجد‬ ‫‪:‬‬


‫في صحيح البخاري عن عثمان بن عفان رضي هللا عنه أنه سمع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول ‪ " :‬من بنى مس‪VV‬جدا يبتغي‬
‫‪ .‬به وجه هللا بنى هللا له مثله في الجنة " [ فتح الباري ‪] 1/544‬‬

‫السبب العاشر ‪ /‬حسن الخلق‬ ‫‪:‬‬

‫ب َوهُ‪َ V‬و بَا ِط‪ٌ V‬ل بُنِ َي لَ‪V‬هُ فِي َربَ ِ‬


‫ض‬ ‫ك ْال َك‪ِ V‬ذ َ‬ ‫ص‪V‬لَّى هَّللا َعلَ ْي‪ِ V‬ه َو َس‪V‬لَّ َم ‪َ " :‬م ْن تَ‪َ V‬‬
‫‪V‬ر َ‬ ‫ك رضي هللا عنه قَا َل ‪ :‬قَا َل َرسُو ُل هَّللا ِ َ‬ ‫ع َْن أَن ِ‬
‫َس ْب ِن َمالِ ٍ‬
‫ق بُنِ َي لَهُ فِي َو َس ِطهَا ‪َ ،‬و َم ْن َحسَّنَ ُخلُقَهُ بُنِ َي لَهُ فِي أَعْاَل هَا " [ أخرجه الترمذي وأبو داود وابن‬ ‫ْال َجنَّ ِة ‪َ ،‬و َم ْن تَ َركَ ْال ِم َرا َء َوهُ َو ُم ِح ٌّ‬
‫‪V‬ر َم‪V‬ا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َعل ْي ِه َو َس‪V‬ل َم عَن أكث‪ِ V‬‬ ‫هَّللا‬ ‫َّ‬
‫صلى‬ ‫هَّللا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ماجة ‪ ،‬انظر صحيح الجامع ‪ ، ] 1464‬وعَن أبِي هُ َر ْي َرةَ رضي هللا عنه قا َل ‪ُ :‬سئِ َل َرسُو ُل ِ َ‬
‫ار ؟ فَقَا َل ‪ْ " :‬الفَ ُم َو ْالفَرْ ُج " [ أخرجه‬ ‫اس النَّ َ‬ ‫ق " ‪َ ،‬و ُسئِ َل ع َْن أَ ْكثَ ِر َما يُ ْد ِخ ُل النَّ َ‬‫اس ْال َجنَّةَ ؟ فَقَا َل ‪ " :‬تَ ْق َوى هَّللا ِ َو ُحسْنُ ْال ُخلُ ِ‬ ‫يُ ْد ِخ ُل النَّ َ‬
‫هَّللا‬
‫ول ِ‬ ‫‪V‬ق َر ُس‪ِ V‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫‪V‬رينِي عَن خل ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الترمذي وابن ماجة وأحمد ] ‪ ،‬وعَن َس ْع ِد ْب ِن ِهش‪ٍ V‬ام ق‪V‬ا َل ‪َ :‬س‪V‬ألت عَائِش‪V‬ة رض‪V‬ي هللا عنه‪V‬ا فقلت ‪ :‬أخبِ ِ‬ ‫ْ‬
‫ت ‪َ " :‬كانَ ُخلُقُهُ ْالقُرْ آنَ " [ أخرجه أحمد ] ‪ ،‬ورسولنا صلى هللا عليه وس‪VV‬لم ‪ ،‬ه‪VV‬و ق‪VV‬دوتنا وق‪VV‬د امتدح‪VV‬ه‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ؟ فَقَالَ ْ‬
‫َ‬
‫تبارك وتعالى بقوله ‪ { :‬وإنك لعلى خلق عظيم } ‪ ،‬فلننظر في كتاب هللا تبارك وتعالى وسنة نبيه ص‪VV‬لى هللا علي‪VV‬ه وس‪VV‬لم وس‪VV‬يرته‬
‫وسيرة أصحابه رضي هللا عنهم لنتعلم ما هو الخلق الحس‪VV‬ن وكي‪V‬ف نكتس‪V‬به ‪ .‬ومن أفض‪VV‬ل الكتب ال‪VV‬تي تح‪V‬دثت عن ش‪V‬مائل الن‪VV‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم وأخالقه كتاب ‪ ( :‬مختصر الشمائل المحمدية ) لإلمام الترمذي رحمه هللا ‪ ،‬اختص‪VV‬ار وتحقي‪VV‬ق الش‪VV‬يخ محم‪VV‬د‬
‫‪ .‬ناصر الدين األلباني‬

‫السبب الحادي عشر ‪ /‬ترك المراء‬ ‫‪:‬‬


‫قال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬أنا زعيم بيت في ربض الجنة ‪ ،‬لمن ترك الم‪VV‬راء وإن ك‪VV‬ان محق‪VV‬ا ‪ [ " ...‬تق‪VV‬دم تخريج‪VV‬ه ] ‪ .‬ومع‪VV‬نى‬
‫‪ .‬ربض ‪ :‬أي أدناها وأسفلها ‪ ،‬أو ما حولها خارجا ً عنها‬

‫السبب الثاني عشر ‪ /‬ترك الكذب ولو مازحا ً‬ ‫‪:‬‬


‫ض ْال َجنَّ ِة ـ أدناها أو ما حوله‪VV‬ا ـ‬ ‫ت فِي َربَ ِ‬ ‫َعي ٌم بِبَ ْي ٍ‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪ " :‬أَنَا ز ِ‬ ‫ع َْن أَبِي أُ َما َمةَ رضي هللا عنه قَا َل ‪ :‬قَا َل َرسُو ُل هَّللا ِ َ‬
‫ت فِي أَ ْعلَى ْال َجنَّ ِة لِ َم ْن‬ ‫ازحً‪VV‬ا ‪َ ،‬وبِبَ ْي ٍ‬ ‫ب َوإِ ْن َكانَ َم ِ‬ ‫ك ْال َك ِذ َ‬ ‫ت فِي َو َس ِط ْال َجنَّ ِة لِ َم ْن ت ََر َ‬ ‫ك ْال ِم َرا َء ـ الجدال ـ َوإِ ْن َكانَ ُم ِحقًّا ‪َ ،‬وبِبَ ْي ٍ‬ ‫لِ َم ْن ت ََر َ‬
‫َحسَّنَ ُخلُقَهُ " [ أخرجه أبو داود وابن ماجة ] ‪ ،‬فالكذب صفة ذميمة ‪ ،‬وخصلة سيئة ‪ ،‬من اتصف بها أصبح في ع‪VV‬داد المن‪VV‬افقين ‪،‬‬
‫َت‬ ‫ص ‪V‬ا ‪َ ،‬و َم ْن َك‪VV‬ان ْ‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم قَا َل ‪ " :‬أَرْ بَ ٌع َم ْن ُك َّن فِي ِه َكانَ ُمنَافِقً‪VV‬ا خَالِ ً‬ ‫ي َ‬ ‫ع َْن َع ْب ِدهَّللا ِ ْب ِن َع ْم ٍرو رضي هللا عنهما ‪ ،‬أَ َّن النَّبِ َّ‬
‫خَاص‪َ V‬م‬ ‫َ‬ ‫ب ‪َ ،‬وإِ َذا عَاهَ‪َ V‬د َغ‪َ V‬د َر ‪َ ،‬وإِ َذا‬ ‫ث َك‪َ V‬ذ َ‬ ‫اؤتُ ِمنَ خَ‪ V‬انَ ‪َ ،‬وإِ َذا َح‪َّ V‬د َ‬ ‫اق َحتَّى يَ َد َعهَا ‪ :‬إِ َذا ْ‬ ‫َت فِي ِه َخصْ لَةٌ ِمنَ النِّفَ ِ‬‫فِي ِه خَصْ لَةٌ ِم ْنه َُّن ‪َ ،‬كان ْ‬
‫فَ َج َر " [ أخرجه البخاري ومسلم ] ‪ ،‬فأمر الكذب عظيم ‪ ،‬وخطره كبير ‪ ،‬ألنه صفة من ص‪V‬فات المن‪V‬افقين ال‪V‬ذين ق‪V‬ال هللا فيهم ‪" :‬‬
‫إن المنافقين في الدرك األسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً " ‪ ،‬ولقد لعن هللا تعالى الكاذبين ‪ ،‬فقال س‪VV‬بحانه ‪ " :‬ثم نبته‪VV‬ل فنجع‪VV‬ل‬
‫لعنت هللا على الكاذبين " ‪ ،‬الك‪VV‬ذب س‪V‬بب للتفري‪VV‬ق بين األس‪V‬ر ‪ ،‬والخالن ‪ ،‬وس‪V‬بب لح‪V‬دوث الفتن والمحن بين ال‪VV‬دول والش‪VV‬عوب ‪،‬‬
‫‪ .‬وإثارة فتيل الحروب‬
‫وهناك من الناس من استهان بأمر الكذب حتى أصبح سائغا ً على لس‪V‬انه ‪ ،‬وس‪VV‬هالً في ميزان‪VV‬ه ‪ ،‬وال ش‪VV‬ك أن ذل‪VV‬ك ن‪VV‬اجم عن جه‪VV‬ل‬
‫بالدين ‪ ،‬واستهزاء بأوامره ‪ ،‬حتى أصبح يختلق األكاذيب ال سيما ليضحك به الناس ‪ ،‬ولق‪V‬د ج‪V‬اء الوعي‪V‬د الش‪V‬ديد لمن فع‪V‬ل ذل‪V‬ك ‪،‬‬
‫ُض‪ِ V‬حكَ‬ ‫ِّث فَيَ ْك‪ِ V‬ذبُ لِي ْ‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم يَقُو ُل ‪َ " :‬و ْي ٌل لِلَّ ِذي يُ َح‪ V‬د ُ‬ ‫ْت َرسُو َل هَّللا ِ َ‬ ‫فعن بَه ِْز ْب ِن َح ِك ٍيم ‪ ،‬ع َْن أَبِي ِه ‪ ،‬ع َْن َج ِّد ِه قَا َل ‪َ :‬س ِمع ُ‬
‫بِ ِه ْالقَوْ َم ‪َ ،‬و ْي ٌل لَهُ ‪َ ،‬و ْي ٌل لَهُ " [ أخرجه الترمذي وأبو داود وأحمد والدارمي وغ‪VV‬يرهم ] ‪ ،‬ب‪VV‬ل أعظم من ذل‪VV‬ك الح‪VV‬ديث ال‪VV‬ذي رواه‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم يَقُو ُل ‪ِ " :‬إ َّن ْال َع ْب‪َ V‬د لَيَتَ َكلَّ ُم بِ ْال َكلِ َم‪ِ V‬ة ‪،‬‬ ‫البخاري ومسلم من حديث أَبِي هُ َر ْي َرةَ رضي هللا عنه أنه َس ِم َع َرس َ‬
‫ُول هَّللا ِ َ‬
‫ق والمغرب‬ ‫ار أَ ْب َع َد ِم َّما بَ ْينَ ْال َم ْش ِر ِ‬ ‫‪َ " .‬ما يَتَبَيَّنُ فِيهَا ‪ ،‬يَ ِزلُّ بِهَا فِي النَّ ِ‬
‫فيجب على المسلم ترك الكذب ولو كان مازحا ً ‪ ،‬طاعة هلل ولرس‪V‬وله ص‪V‬لى هللا علي‪V‬ه وس‪V‬لم ‪ ،‬وخوف‪V‬ا من عق‪V‬اب هللا تع‪V‬الى ‪ ،‬ومن‬
‫ً‬
‫ترك الكذب وابتعد عنه مبتغيا ً وجه هللا تعالى ‪ ،‬كان جزاؤه جنة الخلد ‪ ،‬وكان منزله في ربضها ‪ ،‬يعني في أسفلها وحوله‪VV‬ا ‪ ،‬وفي‬
‫‪ .‬لفظ ‪ :‬أنه له بيت في وسط الجنة‬
‫ت َر ُس‪V‬و َل هَّللا ِ‬ ‫ت يَ ِزي َد رض‪VV‬ي هللا عنه‪VV‬ا أَنَّهَ‪VV‬ا َس‪ِ V‬م َع ْ‬ ‫وقد رخص الشرع في بعض الكذب لما فيه من مصلحة راجحة ‪ ،‬ع َْن أَ ْس َما َء بِ ْن ِ‬
‫ْ‬
‫ار ‪ ،‬ك‪VV‬لُّ ال َك‪ِ V‬ذ ِ‬
‫ب‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ب ‪َ ،‬ك َما يَتَتَابَ ُع الفَ َراشُ فِي الن ِ‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم يَ ْخطُبُ يَقُو ُل ‪ " :‬أَيُّهَا النَّاسُ َما يَحْ ِملُ ُك ْم َعلَى أَ ْن تَتَابَعُوا فِي ْال َك ِذ ِ‬ ‫َ‬
‫ب بَ ْينَ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫‪V‬‬‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫ٌ‬ ‫‪V‬‬‫ج‬‫ُ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫وْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬
‫ٍ‬ ‫رْ‬ ‫‪V‬‬‫ح‬ ‫ة‬
‫ِ َ ِ َ‬‫‪V‬‬‫ع‬ ‫ي‬‫د‬ ‫خَ‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫َ ِ‬‫ب‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫‪V‬‬‫ك‬‫َ‬ ‫ل‬
‫ٌ‬ ‫‪V‬‬‫ج‬‫ُ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫وْ‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫ض‬ ‫ُرْ‬
‫ْ َ ِِ ِ َِ َ‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ه‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫م‬‫ا‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ل‬ ‫ٌ‬ ‫ج‬‫ُ‬ ‫ر‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬
‫ِ َ ٍ َ‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫خ‬ ‫ث‬‫َ‬ ‫اَل‬‫َ‬ ‫ث‬ ‫اَّل‬ ‫إ‬ ‫م‬‫د‬
‫ِ َ ِ‬‫َ‬ ‫آ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬
‫ب‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َبُ‬ ‫ت‬ ‫يُ ْك‬
‫ت يَ ِزي‪َ V‬د‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ا ْم َرأ ْي ِن ُم ْسلِ َم ْي ِن لِيُصْ لِ َح بَ ْينَهُ َما " [ أخرجه أحمد ] ‪ ،‬وفي لفظ آخر عند اإلمام أحم‪VV‬د رحم‪VV‬ه هللا في مس‪VV‬نده ‪ ،‬ع َْن أ ْس‪َ V‬ما َء بِن ِ‬ ‫َ‬
‫ضى َع ْنهُ ‪ ،‬أَوْ‬‫ث ‪َ :‬ك ِذبُ ال َّرج ُِل َم َع ا ْم َرأَتِ ِه لِتَرْ َ‬‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم قَا َل ‪ " :‬اَل يَصْ لُ ُح ْال َك ِذبُ إِاَّل فِي ثَاَل ٍ‬
‫رضي هللا عنها ‪ ،‬ع َِن النَّبِ ِّي َ‬
‫َّ‬
‫ح بَ ْينَ الن ِ‬
‫اس‬ ‫َ‬
‫ب خ ْد َعة ‪ ،‬أوْ َك ِذبٌ فِي إِصْ اَل ٍ‬‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ب فَإ ِ َّن ال َحرْ َ‬ ‫ْ‬
‫‪َ " .‬ك ِذبٌ فِي ال َحرْ ِ‬

‫السبب الثالث عشر ‪ /‬المداومة على التطهر عند كل حدث ‪ ،‬وص‪VV‬الة ركع‪VV‬تين‬
‫بعد األذان‬ ‫‪:‬‬

‫ص‪V‬اَل ِة‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َس‪V‬لَّ َم قَ‪َ V‬‬


‫‪V‬ال لِبِاَل ٍل ِع ْن‪َ V‬د َ‬ ‫ي َ‬ ‫ضي هَّللا َع ْنه ‪ :‬أَ َّن النَّبِ َّ‬‫َع ْن أَبِي هُ َر ْي َرةَ َر ِ‬
‫ك بَي َْن‬ ‫ف نَ ْعلَ ْي َ‬ ‫ْالفَجْ ِر ‪ :‬يَا بِاَل ُل ! َحد ِّْثنِي بِأَرْ َجى َع َم ٍل َع ِم ْلتَهُ فِي اإْل ِ ْساَل ِم ‪ ،‬فَإِنِّي َس ِمع ُ‬
‫ْت َد َّ‬
‫ت َع َماًل أَرْ َجى ِع ْن‪ِ VV‬دي ‪ ،‬أَنِّي لَ ْم أَتَطَهَّرْ طَهُ‪VV‬ورًا فِي‬ ‫‪VV‬ال ‪َ " :‬م‪VV‬ا َع ِم ْل ُ‬‫ي فِي ْال َجنَّ ِة ‪ ،‬قَ َ‬ ‫يَ‪َ VV‬د َّ‬
‫صلِّ َي " [ أخرجه البخاري‬ ‫ب لِي أَ ْن أُ َ‬ ‫ُور َما ُكتِ َ‬
‫الطه ِ‬ ‫ك ُّ‬ ‫صلَّي ُ‬
‫ْت بِ َذلِ َ‬ ‫َسا َع ِة لَي ٍْل أَ ْو نَهَ ٍ‬
‫ار إِاَّل َ‬
‫ومسلم ] ‪ ،‬و أخرج الترمذي في سننه ‪ ،‬والحاكم في مستدركه ‪ ،‬وأحمد في مسنده ‪ ،‬وابن خزيمة في صحيحه ‪ ،‬عن َع ْب ‪ُ V‬د هَّللا ِ‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم فَ َدعَا بِاَل اًل ‪ ،‬فَقَا َل ‪ :‬يَا بِاَل ُل ! بِ َم َس ‪V‬بَ ْقتَنِي إِلَى ْال َجنَّ ِة ؟‬ ‫ال ‪َ :‬ح َّدثَنِي أَبِي ب َُر ْي َدةَ قَا َل ‪ :‬أَصْ بَ َح َرسُو ُل هَّللا ِ َ‬ ‫بْنُ ب َُر ْي َدةَ قَ َ‬
‫ص‪ٍ V‬ر ُم َرب ٍَّع‬ ‫ْت َعلَى قَ ْ‬ ‫ك أَ َم‪VV‬ا ِمي ‪ ،‬فَ‪V‬أَتَي ُ‬ ‫ْت خَ ْش َخ َش‪V‬تَ َ‬‫ار َح‪ V‬ةَ ْال َجنَّةَ فَ َس‪ِ V‬مع ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫ب‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫خَ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫َ ِ‬ ‫‪V‬ا‬ ‫م‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫كَ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫‪V‬‬ ‫َ‬
‫َش‬‫خ‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫خَ‬ ‫ُ‬
‫ْت‬ ‫ع‬‫م‬ ‫‪V‬‬ ‫س‬
‫ِ َ ِ‬ ‫اَّل‬ ‫إ‬ ‫ُّ‬
‫‪V‬ط‬ ‫‪V‬‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ة‬‫َّ‬ ‫ن‬‫ج‬‫ت ْال َ‬ ‫َم‪VV‬ا َدخَ ْل ُ‬
‫‪V‬ل ِم ْن‬ ‫ُ‬
‫ص‪ُ V‬ر ؟ قَ‪VV‬الوا ‪ :‬لِ َر ُج‪ٍ V‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب ‪ ،‬فَقلت ‪ :‬أنَا َع َربِ ٌّي ‪ ،‬لِ َم ْن هَذا القَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ب ‪ ،‬فَقلت ‪ :‬لِ َم ْن هَذا القَصْ ُر ؟ فَقَالوا ‪ :‬لِ َر ُج ٍل ِمنَ ال َع َر ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ف ِم ْن ذهَ ٍ‬ ‫ُم ْش ِر ٍ‬
‫‪V‬ر ب ِْن‬ ‫ص‪ُ V‬ر ؟ قَ‪V‬الُوا ‪ :‬لِ ُع َم‪َ V‬‬ ‫ت ‪ :‬أَنَا ُم َح َّم ٌد ‪ ،‬لِ َم ْن هَ‪َ V‬ذا ْالقَ ْ‬ ‫ُ‬
‫ت ‪ :‬أَنَا قُ َر ِش ٌّي ‪ ،‬لِ َم ْن هَ َذا ْالقَصْ ُر ؟ قَالُوا ‪ِ :‬ل َر ُج ٍل ِم ْن أ َّم ِة ُم َح َّم ٍد ‪ ،‬قُ ْل ُ‬ ‫ش ‪ ،‬قُ ْل ُ‬ ‫قُ َر ْي ٍ‬
‫هَّلِل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ض‪V‬أت ِعن‪َ V‬دهَا ‪َ ،‬و َرأيْت أ َّن ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫اَّل‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫صابَنِي َح‪ V‬دَث ق‪VV‬ط إِ ت ََو َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫صليْت َرك َعتَ ْي ِن ‪َ ،‬و َما أ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫اَّل‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫هَّللا‬
‫ب ‪ ،‬فقا َل بِ ٌل ‪ :‬يَا َرسُو َل ِ َما أذنت قط إِ‬ ‫اَل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْالخَ طَّا ِ‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪ " :‬بِ ِه َما " [ صحيح الترغيب والترهيب ‪] 194‬‬ ‫ي َر ْك َعتَ ْي ِن ‪ ،‬فَقَا َل َرسُو ُل هَّللا ِ َ‬ ‫‪َ .‬علَ َّ‬

‫‪ :‬السبب الرابع عشر ‪ /‬الذهاب إلى المسجد والعودة منه ألداء الصلوات‬
‫أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما ‪َ ،‬ع ْن أَبِي هُ َري َْرةَ رضي هللا عن‪VV‬ه ‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِّي َ‬
‫ص‪V‬لَّى هَّللا َعلَ ْي‪ِ V‬ه‬
‫اح ‪ ،‬أَ َع َّد هَّللا ُ لَهُ نُ ُزلَهُ ِم َن ْال َجنَّ ِة ُكلَّ َم‪V‬ا َغ‪َ V‬دا أَ ْو َرا َح‬ ‫ال ‪َ " :‬م ْن َغ َدا إِلَى ْال َمس ِ‬
‫ْج ِد َو َر َ‬ ‫َو َسلَّ َم قَ َ‬
‫" [ شرح صحيح مسلم للنووي ‪ ، ]5/176‬ويقول اإلمام الن‪VV‬ووي رحم‪VV‬ه هللا في ش‪VV‬رح‬
‫هذا الحديث ‪ " :‬قوله صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬أعد هللا له في الجنة نزال ‪ ،‬ال‪VV‬نزل م‪VV‬ا يهي‪VV‬أ‬
‫‪ " .‬للضيف عند قدومه‬

‫‪ :‬السبب الخامس عشر ‪ /‬اإلكثار من السجود هلل تبارك وتعالى‬


‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪ ،‬فَأَتَ ْيتُهُ بِ َوضُوئِ ِه َو َح َ‬
‫اجتِ ِه ‪ ،‬فَقَ‪َ V‬‬
‫‪V‬ال‬ ‫ُول هَّللا ِ َ‬
‫يت َم َع َرس ِ‬ ‫ت أَبِ ُ‬ ‫ب اأْل َ ْسلَ ِم ُّي رضي هللا عنه قَا َل ‪ُ :‬ك ْن ُ‬ ‫عن َربِي َعةُ بْنُ َك ْع ٍ‬
‫الس‪V‬جُو ِد "‬
‫‪V‬ر ِة ُّ‬ ‫ْ‬
‫ك بِ َكث َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت ‪ :‬ه َُو َذاكَ ‪ ،‬قَ‪VV‬ا َل ‪ " :‬فَ‪V‬أ ِعنِّي َعلَى نَف ِس‪َ V‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ك فِي ال َجنَّ ِة ‪ ،‬قَا َل ‪ :‬أوْ َغ ْي َر َذلِكَ ؟ قُل ُ‬
‫ك ُم َرافَقَتَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ‪ :‬أسْأل َ‬ ‫لِي ‪َ :‬سلْ ؟ فَقُ ْل ُ‬
‫‪ [ .‬أخرجه مسلم وغيره ]‬

‫‪ :‬السبب السادس عشر ‪ /‬الحج المبرور‬


‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪َ " :‬م ْن َح َّج هَ َذا ْالبَيْتَ ‪ ،‬فَلَ ْم يَ‪V‬رْ فُ ْ‬
‫ث ‪َ ،‬ولَ ْم يَ ْف ُس‪ْ V‬ق ‪َ ،‬ر َج‪َ V‬ع َكيَ‪V‬وْ ِم‬ ‫ع َْن أَبِي هُ َر ْي َرةَ َر ِ‬
‫ضي هَّللا َع ْنه قَ َ‬
‫ال ‪ :‬قَا َل النَّبِ ُّي َ‬
‫ارةٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ال ‪ " :‬ال ُع ْم َرة إِلى ال ُع ْم َر ِة كف َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َعل ْي ِه َو َسل َم ق َ‬ ‫هَّللا‬ ‫َّ‬
‫صلى‬ ‫هَّللا‬
‫َعنه أن َرسُو َل ِ َ‬‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫هَّللا‬ ‫َولَ َد ْتهُ أُ ُّمهُ " [ متفق عليه ] ‪ ،‬وعَن أبِي ه َر ْي َرة َر ِ‬
‫ضي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْس لَهُ َج َزا ٌء إِاَّل ال َجنَّةُ " [ متفق عليه ]‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫‪ .‬لِ َما بَ ْينَهُ َما ‪َ ،‬وال َحجُّ ال َم ْبرُو ُر لَي َ‬

‫‪ :‬السبب السابع عشر ‪ /‬قراءة آية الكرسي دبر كل صالة مكتوبة‬


‫عن أبي أمامة الباهلي رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ( :‬من قرأ آية الكرسي في دبر كل صالة لم يحل‬
‫‪ .‬بينه وبين دخول الجنة إال الموت ) [ أخرجه النسائي وابن السني وغيرهما _ السلسلة الصحيحة ‪]972‬‬
‫كما أن هناك أذكار أخرى وعد من قالها موقنا بها الجنة على سبيل المثال في ص‪V‬حيح البخ‪V‬اري عن ش‪V‬داد بن أوس _ رض‪V‬ي هللا‬
‫عنه _عن النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ( :‬سيد االستغفار‪ :‬أن يقول ‪ :‬اللهم أنت ربي ال إله إال أنت ‪ ،‬خلقتني وأنا عبدك ‪ ،‬وأن‪VV‬ا على‬
‫عهدك ووعدك ما استطعت ‪ ،‬أعوذ بك من شر م‪V‬ا ص‪V‬نعت ‪ ،‬أب‪V‬و ل‪V‬ك بنعمت‪V‬ك علي وأب‪V‬وء ل‪V‬ك ب‪V‬ذنبي ‪ ،‬اغف‪V‬ر لي ‪ ،‬فإن‪V‬ه ال يغف‪V‬ر‬
‫الذنوب إال أنت ) قال‪ :‬ومن قالها في النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ‪ ،‬ومن قالها من الليل وه‪VV‬و‬
‫‪ .‬موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة ) [ فتح الباري ‪]11/97‬‬

‫السبب الثامن عشر ‪ /‬صالة اثنتي عشرة ركعة كل يوم وليلة تطوعا هلل تع‪VV‬الى‬
‫‪:‬‬
‫عن أم حبيبة رضي هللا عنها عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ( من صلى في يوم وليلة اثن‪VV‬تين عش‪VV‬رة ركع‪VV‬ة ب‪VV‬ني ل‪VV‬ه بيت في‬
‫الجنة ‪ :‬أربعا قبل الظهر ‪ ،‬وركعتين بعدها ‪ ،‬وركعتين بعد المغرب ‪ ،‬وركعتين بعد العشاء ‪ ،‬وركعتين قبل صالة الغداة [ الفجر ]‬
‫‪ [ ) .‬رواه الترمذي ‪ ،‬صحيح الجامع ‪]6362‬‬

‫الس‪VV‬بب التاس‪VV‬ع عش‪VV‬ر ‪ /‬إفش‪VV‬اء الس‪VV‬الم ‪ ،‬وإطع‪VV‬ام الطع‪VV‬ام ‪ ،‬وص‪VV‬لة األرح‪VV‬ام ‪،‬‬
‫‪ :‬والصالة بالليل‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم ( يا أيها الناس ‪ :‬أفشوا السالم ‪ ،‬وأطعموا الطعام ‪ ،‬وصلوا باللي‪VV‬ل والن‪VV‬اس ني‪VV‬ام ‪ ،‬ت‪V‬دخلوا الجن‪VV‬ة بس‪VV‬الم )‬
‫‪ [ .‬رواه ابن ماجة وغيره ‪ .‬صحيح سنن ابن ماجة ‪]1097‬‬

‫الس‪VV‬بب العش‪VV‬رون ‪ /‬الص‪VV‬دق في الح‪VV‬ديث ‪ ،‬والوف‪VV‬اء بالعه‪VV‬د ‪ ،‬وأداء األمان‪VV‬ة ‪،‬‬


‫‪ :‬وحفظ الفرج ‪ ،‬وغض البصر ‪ ،‬وكف اليد‬
‫عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى هللا عليه وس‪V‬لم ‪ ( :‬اض‪VV‬منوا لي س‪V‬تا من أنفس‪VV‬كم اض‪VV‬من لكم الجن‪V‬ة ‪ ،‬اص‪VV‬دقوا إذا ح‪VV‬دثتم ‪،‬‬
‫وأوفوا إذا وعدتم ‪ ،‬وأدوا إذا ائتمنتم ‪ ،‬واحفظ‪V‬وا ف‪V‬روجكم وغض‪V‬وا أبص‪V‬اركم ‪ ،‬وكف‪V‬وا أي‪V‬ديكم ) ‪ [ .‬رواه ابن خزيم‪V‬ة وابن حب‪V‬ان‬
‫ضي هَّللا َع ْنه ‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِّي‬ ‫والحاكم وغيرهم وحسنه األلباني في السلسلة الصحيحة برقم ‪َ ، ]1470‬ع ْن َع ْب ِدهَّللا ِ َر ِ‬
‫ق يَ ْه ِدي إِلَى ْالبِ‪VV‬رِّ ‪َ ،‬وإِ َّن ْالبِ ‪َّ V‬ر يَ ْه‪ِ V‬دي إِلَى ْال َجنَّ ِة ‪،‬‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم قَ َ‬
‫ال ‪ " :‬إِ َّن الصِّ ْد َ‬ ‫َ‬
‫ُ‪VV‬ور ‪َ ،‬وإِ َّن ْالفُ ُج‪VV‬و َر‬
‫ب يَ ْه ِدي إِلَى ْالفُج ِ‬ ‫صدِّيقًا ‪َ ،‬وإِ َّن ْال َك ِذ َ‬
‫ون ِ‬ ‫ق َحتَّى يَ ُك َ‬‫َوإِ َّن ال َّرج َُل لَيَصْ ُد ُ‬
‫ب ِع ْن َد هَّللا ِ َك َّذابًا " [ أخرجه البخاري ]‬ ‫ار ‪َ ،‬وإِ َّن ال َّرج َُل لَيَ ْك ِذبُ َحتَّى يُ ْكتَ َ‬ ‫‪ .‬يَ ْه ِدي إِلَى النَّ ِ‬
‫الس‪VV‬بب الح‪VV‬ادي والعش‪VV‬رون ‪ /‬وه‪VV‬و خ‪VV‬اص بالنس‪VV‬اء ‪ ،‬أداء الص‪VV‬لوات‬
‫الخمس كم‪VV‬ا أم‪VV‬ر هللا تب‪VV‬ارك وتع‪VV‬الى ‪ ،‬وص‪VV‬يام رمض‪VV‬ان ‪ ،‬وإحص‪VV‬ان‬
‫‪ :‬الفرج ‪ ،‬وطاعة الزوج‬
‫روى ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا صلت المرأة خمس‪VV‬ها ‪،‬‬
‫وصامت شهرها ‪ ،‬وحصنت فرجها ‪ ،‬وأطاعت زوجها ‪ ،‬قي‪VV‬ل له‪V‬ا‪ :‬أدخلي الجن‪V‬ة من أي أب‪V‬واب الجن‪V‬ة ش‪V‬ئت ) [ ص‪V‬حيح الج‪V‬امع‬
‫‪]660 .‬‬

‫‪ :‬السبب الثاني والعشرون ‪ /‬القيام بتربية وإعالة البنات واألخوات‬


‫أخرج أبو يعلى في "مسنده" عن أنس قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من كن له ثالث بنات ‪،‬أو ثالث أخوات‪،‬فاتقى هللا‬
‫وأقام عليهن كان معي في الجنة هكذا‪،‬وأومأ بالسبابة والوسطى) [سلسلة األحاديث الصحيحة ‪0 V ]295‬وفي صحيح مس‪VV‬لم وس‪VV‬نن‬
‫‪ " .‬الترمذي (‪ )281 / 4‬واللفظ له‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم ( من عال جارية دخلت أنا وهو الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه‬
‫الس‪VV‬بب الث‪VV‬الث والعش‪VV‬رون ‪ /‬ا الحتس‪VV‬اب والص‪VV‬بر على م‪VV‬وت األوالد‬
‫‪ :‬واألصفياء‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬من احتسب ثالثة من صلبه ‪ ،‬دخل الجنة قالت امرأة ‪:‬واثن‪VV‬ان ؟ق‪V‬ال ‪ :‬واثن‪V‬ان " [ رواه النس‪V‬ائي وابن‬
‫حبان ‪ ،‬صحيح الجامع ‪ ، ] 5969‬وقال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬ما من مسلمين يموت لهما ثالثة من الول‪VV‬د ‪ ،‬لم يبلغ‪VV‬وا حنث‪VV‬ا ‪ ،‬إال‬
‫أدخلهما هللا الجنة بفضل رحمت‪VV‬ه إي‪VV‬اهم " [ رواه األم‪VV‬ام احم‪VV‬د والنس‪VV‬ائي وابن حب‪VV‬ان ‪ ،‬ص‪VV‬حيح الج‪VV‬امع ‪َ V، V] 5781‬ع ْن أَبِي‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم قَا َل ‪ :‬يَقُو ُل هَّللا ُ تَ َع‪VV‬الَى ‪َ :‬م‪VV‬ا‬ ‫هُ َري َْرةَ رضي هللا عنه ‪ ،‬أَ َّن َرس َ‬
‫ُول هَّللا ِ َ‬
‫ص‪V‬فِيَّهُ ِم ْن أَ ْه‪ِ V‬ل ال‪ُّ V‬د ْنيَا ثُ َّم احْ تَ َس‪V‬بَهُ إِاَّل ْال َجنَّةُ "‬ ‫ت َ‬ ‫ض‪ُ V‬‬‫لِ َع ْب ِدي ْال ُم ْؤ ِم ِن ِع ْن‪ِ V‬دي َج‪َ V‬زا ٌء إِ َذا قَبَ ْ‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َس‪VV‬لَّ َم ‪:‬‬ ‫ال النَّبِ ُّي َ‬ ‫ضي هَّللا َع ْنه قَا َل ‪ :‬قَ َ‬ ‫س َر ِ‬ ‫[ أخرجه البخاري ] ‪َ ،‬ع ْن أَنَ ٍ‬
‫ض‪ِ V‬ل‬ ‫ث إِاَّل أَ ْد َخلَ‪V‬هُ هَّللا ُ ْال َجنَّةَ بِفَ ْ‬
‫ث ‪ ،‬لَ ْم يَ ْبلُ ُغ‪VV‬وا ْال ِح ْن َ‬‫اس ِم ْن ُم ْسلِ ٍم يُتَ َوفَّى لَهُ ثَاَل ٌ‬
‫" َما ِم َن النَّ ِ‬
‫‪َ .‬رحْ َمتِ ِه إِيَّاهُ ْم " [ أخرجه البخاري ]‬

‫‪ :‬السبب الرابع والعشرون ‪ /‬كفالة اليتيم‬


‫روى األمام البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد عن النبي صلى هللا علي‪V‬ه وس‪V‬لم ق‪V‬ال ‪ " :‬أن‪V‬ا وكاف‪V‬ل الي‪VV‬تيم في الجن‪V‬ة هك‪V‬ذا ‪،‬‬
‫‪ .‬وقال بإصبعيه السبابة والوسطى " [ فتح الباري ‪]10/436‬‬

‫‪ :‬السبب الخامس والعشرون ‪ /‬عيادة المريض أو زيارة أخ في هللا‬


‫عن أبي هريرة عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ " :‬من ع‪VV‬اد مريض‪VV‬ا ‪ ،‬أو زار أخ‪VV‬ا ل‪VV‬ه في هللا ‪ ،‬ن‪VV‬اداه من‪VV‬اد ‪ :‬أن طبت وط‪VV‬اب‬
‫ممشاك ‪ ،‬وتبوأت من الجنة منزال " [ رواه الترمذي وابن ماجة وحسنه األلب‪VV‬اني في ص‪VV‬حيح الج‪VV‬امع ‪ ، ] 6387‬وق‪VV‬ال ص‪VV‬لى هللا‬
‫‪ .‬عليه وسلم ‪ " :‬من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع " [ رواه مسلم ‪،‬النووي ‪]16/361‬‬

‫‪ :‬السبب السادس والعشرون ‪ /‬المحافظة على خصلتين‬


‫عن عبد هللا بن عمرو رضي هللا عنهما عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ " :‬خصلتان أو خلتان ال يحاف‪VV‬ظ عليهم‪VV‬ا عب‪VV‬د مس‪VV‬لم ‪،‬‬
‫إال دخل الجنة ‪ ،‬هما يسير ومن يعمل بهما قليل ‪ ،‬يسبح في دبر كل صالة عشراً ‪ ،‬ويحمد عشراً ‪ ،‬ويكبر عشراً ‪ ،‬ف‪VV‬ذلك خمس‪VV‬ون‬
‫ومائة باللسان ‪ ،‬وألف وخمسمائة في الميزان ‪ ،‬يكبر أربعا وثالثين إذا أخذ مضجعه ‪ ،‬ويحمد ثالثا وثالثين ‪ ،‬ويسبح ثالثا وثالثين‬
‫‪ ،‬فتلك مائة باللسان ‪ ،‬وألف في الميزان " ‪ ،‬فلقد رأيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يعقدها ‪ ،‬بيده ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا رسول هللا !كي‪VV‬ف‬
‫" هما يسير ‪ ،‬ومن يعمل بهما قليل " ؟ قال ي‪VV‬أتي أح‪VV‬دكم ( يع‪VV‬ني ) الش‪VV‬يطان في منام‪VV‬ه فينوم‪VV‬ه قب‪VV‬ل أن يقول‪VV‬ه ويأتي‪VV‬ه في ص‪VV‬الته‬
‫في‪V‬ذكره حاج‪V‬ة قب‪V‬ل أن يقوله‪V‬ا " [ رواه أب‪V‬و داود والترم‪V‬ذي وق‪V‬ال ( ح‪V‬ديث حس‪V‬ن ص‪V‬حيح ) والنس‪V‬ائي وابن حب‪V‬ان في ص‪V‬حيحه‬
‫‪ ( .‬صحيح الترغيب ‪]603‬‬

‫‪ :‬السبب السابع والعشرون ‪ /‬السماحة في البيع والشراء‬


‫روى األمام البخاري في ( التاريخ الكبير ) والنسائي وغيرهما عن عثمان بن عف‪VV‬ان رض‪VV‬ي هللا عن‪VV‬ه ق‪VV‬ال ‪ :‬ق‪VV‬ال ص‪VV‬لى هللا علي‪VV‬ه‬
‫وسلم ‪ :‬أدخل هللا عز وج‪V‬ل الجن‪VV‬ة رجالً ك‪V‬ان س‪V‬هالً مش‪V‬تريا ً وبائع‪V‬ا ً ‪ ،‬وقاض‪V‬يا ً ومقتض‪V‬يا ً " [ سلس‪V‬لة األح‪V‬اديث الص‪V‬حيحة ب‪V‬رقم‬
‫‪]1181 .‬‬

‫‪ :‬السبب الثامن والعشرون ‪ /‬التجاوز عن المعسر‬


‫روى اإلمام مسلم رحمه هللا في صحيحه ‪ ،‬عن حذيفة عن النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬أن رجالً مات فدخل الجنة ‪ ،‬فقيل ل‪VV‬ه م‪VV‬ا‬
‫كنت تعمل ؟ " فقال ‪ :‬إني كنت أبايع الناس فكنت أنظر المعسر وأتجوز في السكة أو في النق‪VV‬د فغف‪VV‬ر ل‪VV‬ه " [ش‪VV‬رح ص‪VV‬حيح مس‪VV‬لم‬
‫للنووي ‪ ، ]483 V/ 10‬وفي صحيح مسلم أيضا ً عن أبي هريرة رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا علي‪V‬ه وس‪V‬لم ق‪V‬ال ‪ " :‬ك‪V‬ان‬
‫رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه ‪ ،‬إذا أتيت معسراً فتجاوز عنه ‪ ،‬لعل هللا يتجاوز عنا ‪ ،‬فلقي هللا فتجاوز عنه " [ ش‪V‬رح ص‪V‬حيح‬
‫‪ .‬مسلم للنووي ‪]485 /10‬‬

‫السبب التاسع والعش‪VV‬رون ‪ /‬مجموع‪VV‬ة أعم‪VV‬ال ص‪VV‬الحة إذا اجتمعت في‬


‫‪ :‬المسلم في يوم دخل الجنة بفضل هللا‬
‫روى األمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ( :‬من أص‪V‬بح منكم الي‪V‬وم ص‪V‬ائما ؟ ق‪V‬ال‬
‫أبو بكر ‪ :‬أنا ‪ ،‬قال ‪ :‬فمن تبع منكم جنازة ؟ قال أبو بكر ‪ :‬أنا ‪ ،‬قال ‪ :‬فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟ قال أبو بك‪V‬ر ‪ :‬أن‪V‬ا ‪ ،‬ق‪V‬ال فمن‬
‫عاد منكم اليوم مريضا ؟ فقال أبو بكر ‪ :‬أنا قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬ما اجتمعن في امرئ إال دخل الجنة " [ شرح‬
‫‪ .‬صحيح مسلم للنووي ‪] 164 / 15‬‬

‫‪ :‬السبب الثالثون ‪ /‬الصبر على فقد نعمة البصر‬


‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم يَقُو ُل ‪ " :‬إِ َّن‬ ‫ي َ‬ ‫ضي هَّللا َع ْنه قَا َل ‪َ :‬س ِمع ُ‬
‫ْت النَّبِ َّ‬ ‫ك َر ِ‬‫س ب ِْن َمالِ ٍ‬ ‫َع ْن أَنَ ِ‬
‫ض ‪V‬تُهُ ِم ْنهُ َم‪VV‬ا ْال َجنَّةَ ‪ ،‬ي ُِري ‪ُ V‬د َع ْينَ ْي‪ِ V‬ه "‬
‫ص ‪V‬بَ َر ‪َ ،‬ع َّو ْ‬ ‫هَّللا َ قَ‪VV‬ا َل ‪ :‬إِ َذا ا ْبتَلَي ُ‬
‫ْت َع ْب‪ِ V‬دي بِ َحبِيبَتَ ْي‪ِ V‬ه فَ َ‬
‫[ أخرجه البخاري ] ‪ ،‬وعن أبي هريرة رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫؛ ( يق‪VV‬ول هللا تع‪VV‬الى ‪ :‬من أذهبت حبيبتي‪VV‬ه فص‪VV‬بر واحتس‪VV‬ب لم أرض ل‪VV‬ه ثواب‪VV‬ا دون‬
‫‪ .‬الجنة ) [ رواه الترمذي ‪ ،‬صحيح الجامع ‪]8140‬‬

‫‪ :‬السبب الواحد الثالثون ‪ /‬في كل ذات كبد أجر‬


‫يدخل في ذات الكبد اإلنسان والحيوان والطير ‪ ،‬فمن عمل معروفا ً ‪ ،‬وأغاث ملهوف‪V‬ا ً ‪ ،‬أو أع‪V‬ان داب‪V‬ة فس‪V‬قاها وأطعمه‪V‬ا ‪ ،‬ك‪V‬ان ل‪V‬ه‬
‫ص ‪V‬لَّى‬ ‫أجر عظيم ‪ ،‬وكان عمله ذلك سببا في دخوله الجنة ‪َ ،‬ع ْن أَبِي هُ َري َْرةَ رضي هللا عن‪VV‬ه ‪َ :‬ع ِن النَّبِ ِّي َ‬
‫ش ‪ ،‬فَأ َ َخ‪َ VV‬ذ ال َّرجُ‪ُ VV‬ل ُخفَّهُ ‪،‬‬ ‫ْ‬
‫هَّللا َعلَيْ‪ِ VV‬ه َو َس‪VV‬لَّ َم ‪ ،‬أَ َّن َر ُجاًل َرأَى َك ْلبً‪VV‬ا يَأ ُك‪ُ VV‬ل الثَّ َرى ِم َن ْال َعطَ ِ‬
‫ف لَهُ بِ ِه ‪َ ،‬حتَّى أَرْ َواهُ ‪ ،‬فَ َش َك َر هَّللا ُ لَ ‪V‬هُ ‪ ،‬فَأ َ ْد َخلَ ‪V‬هُ ْال َجنَّةَ " ‪ ،‬وعلى النقيض من‬ ‫فَ َج َع َل يَ ْغ ِر ُ‬
‫ذلك فاإلساءة إلى الحيوان بال مبرر عقوبته وخيمة ‪ ،‬فهو مخلوق له حق الحي‪VV‬اة ‪ ،‬وإال‬
‫فلم خلقه هللا ؟ أيخلقه عبثا ً دونما سبب ؟ تعالى هللا عن ذل‪VV‬ك عل‪VV‬واً كب‪VV‬يراً ‪ ،‬ب‪VV‬ل ق‪VV‬ال هللا‬
‫تع‪VV‬الى ‪ " :‬وإن من ش‪VV‬يء إال يس‪VV‬بح بحم‪VV‬ده ولكن ال تفقه‪VV‬ون تس‪VV‬بيحهم " ‪ ،‬ول‪VV‬وال ه‪VV‬ذه‬
‫البهائم والحيوانات والطيور والدواب ‪ ،‬مع كثرة المعاصي وانتشار ال‪VV‬ذنوب لم‪VV‬ا ن‪VV‬زل‬
‫الغيث ‪ ،‬ولكن بهم يرزقنا هللا تعالى ‪ ،‬فالرجل سقى كلبا ً ودخل الجنة ‪ ،‬وام‪VV‬رأة حبس‪VV‬ت‬
‫ي‬ ‫ض‪V‬ي هَّللا َع ْنه َم‪VV‬ا ‪ ،‬أَ َّن النَّبِ َّ‬ ‫ِّيق َر ِ‬ ‫الص‪V‬د ِ‬‫‪V‬ر ِّ‬ ‫ت أَبِي بَ ْك‪ٍ V‬‬‫هرة ف‪VV‬دخلت الن‪VV‬ار ‪َ ،‬ع ْن أَ ْس‪َ V‬ما َء بِ ْن ِ‬
‫‪V‬ال ْالقِيَ‪VV‬ا َم ‪ ،‬ثُ َّم َر َك‪َ V‬ع فَأَطَ‪VV‬ا َل‬ ‫وف ‪ ،‬فَقَ‪VV‬ا َم فَأَطَ‪َ V‬‬ ‫ص‪V‬اَل ةَ ْال ُك ُس‪ِ V‬‬ ‫ص‪V‬لَّى َ‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َس‪V‬لَّ َم ‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫‪V‬ال الرُّ ُك‪VV‬و َع ‪ ،‬ثُ َّم َرفَ ‪َ V‬ع ثُ َّم َس ‪َ V‬ج َد فَأَطَ‪VV‬ا َل‬ ‫‪V‬ال ْالقِيَ‪VV‬ا َم ‪ ،‬ثُ َّم َر َك‪َ V‬ع فَأَطَ‪َ V‬‬
‫الرُّ ُك‪VV‬و َع ‪ ،‬ثُ َّم قَ‪VV‬ا َم فَأَطَ‪َ V‬‬
‫ال الرُّ ُكو َع‬ ‫ال ُّسجُو َد ‪ ،‬ثُ َّم َرفَ َع ثُ َّم َس َج َد فَأَطَا َل ال ُّسجُو َد ‪ ،‬ثُ َّم قَا َم فَأَطَا َل ْالقِيَا َم ‪ ،‬ثُ َّم َر َك َع فَأَطَ َ‬
‫الس‪V‬جُو َد ‪ ،‬ثُ َّم‬ ‫‪V‬ال ُّ‬‫‪ ،‬ثُ َّم َرفَ َع فَأَطَا َل ْالقِيَا َم ‪ ،‬ثُ َّم َر َك َع فَأَطَ‪VV‬ا َل الرُّ ُك‪VV‬و َع ‪ ،‬ثُ َّم َرفَ‪َ V‬ع فَ َس‪َ V‬ج َد فَأَطَ‪َ V‬‬
‫ت ِمنِّي ْال َجنَّةُ ‪َ ،‬حتَّى لَ‪ِ V‬‬
‫‪V‬و‬ ‫‪V‬ال ‪ " :‬قَ‪ْ V‬د َدنَ ْ‬‫ف ‪ ،‬فَقَ‪َ V‬‬ ‫ص‪َ V‬ر َ‬‫الس‪V‬جُو َد ‪ ،‬ثُ َّم ا ْن َ‬ ‫َرفَ َع ثُ َّم َس‪َ V‬ج َد فَأَطَ‪َ V‬‬
‫‪V‬ال ُّ‬
‫ْت أَنَّهُ‬‫ت ِمنِّي النَّا ُر ‪ ،‬فَ‪V‬إِ َذا ا ْم‪َ V‬رأَةٌ َح ِس‪V‬ب ُ‬ ‫‪V‬اف ِم ْن قِطَافِهَ‪VV‬ا ‪َ ،‬و َدنَ ْ‬ ‫اجْ تَ َر ْأ ُ‬
‫ت َعلَ ْيهَا لَ ِج ْئتُ ُك ْم بِقِطَ‪ٍ V‬‬
‫ت جُو ًع‪VV‬ا ‪ ،‬اَل أَ ْ‬
‫ط َع َم ْتهَ‪VV‬ا‬ ‫ت َما َشأْ ُن هَ ِذ ِه ؟ قَالُوا ‪َ :‬حبَ َس ْتهَا َحتَّى َم‪VV‬اتَ ْ‬
‫ال تَ ْخ ِد ُشهَا ِه َّرةٌ ‪ ،‬قُ ْل ُ‬ ‫قَ َ‬
‫ْ‬
‫ض " [ أخرجه البخاري ]‬ ‫اش اأْل َرْ ِ‬ ‫‪َ .‬واَل أَرْ َسلَ ْتهَا تَأ ُك ُل َخ َش ِ‬

‫‪ :‬السبب الثاني والثالثون ‪ /‬حب سورة اإلخالص‬


‫ورتَ ْي ِن فِي ال َّر ْك َع‪ِ V‬ة ‪،‬‬ ‫الس ‪َ V‬‬ ‫‪V‬ع بَي َْن ُّ‬ ‫بوب البخاري رحمه هللا في صحيحة فقال ‪ :‬بَ‪VV‬اب ْال َج ْم‪ِ V‬‬
‫ور ٍة ‪َ ،‬ويُ‪Vْ V‬ذ َك ُر َع ْن َع ْب ِدهَّللا ِ ْب ِن‬ ‫ور ٍة ‪َ ،‬وبِ‪VV‬أ َ َّو ِل ُس ‪َ V‬‬ ‫‪V‬ل ُس ‪َ V‬‬ ‫ور ٍة قَ ْب‪َ V‬‬
‫‪V‬ال َخ َواتِ ِيم ‪َ ،‬وبِ ُس ‪َ V‬‬‫‪V‬را َء ِة بِ‪ْ V‬‬‫َو ْالقِ‪َ V‬‬
‫ْح ‪َ ،‬حتَّى إِ َذا َج‪VV‬ا َء‬ ‫الص ‪V‬ب ِ‬ ‫‪V‬ون فِي ُّ‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي‪ِ V‬ه َو َس ‪V‬لَّ َم ‪ْ ،‬ال ُم ْؤ ِمنُ‪َ V‬‬ ‫ب قال ‪ :‬قَ َرأَ النَّبِ ُّي َ‬ ‫السَّائِ ِ‬
‫‪V‬رأَ ُع َم‪ُ V‬ر فِي ال َّر ْك َع‪ِ V‬ة‬ ‫ُون ‪ ،‬أَ ْو ِذ ْك ُر ِعي َسى ‪ ،‬أَ َخ َذ ْتهُ َس ْعلَةٌ ‪ ،‬فَ َر َك َع ‪َ ،‬وقَ‪َ V‬‬ ‫ِذ ْك ُر ُمو َسى َوهَار َ‬
‫‪V‬ف‬ ‫ُور ٍة ِم َن ْال َمثَانِي ‪َ ،‬وقَ‪َ V‬رأَ اأْل َحْ نَ‪ُ V‬‬ ‫ين آيَةً ِم َن ْالبَقَ َر ِة ‪َ ،‬وفِي الثَّانِيَ ِة بِس َ‬ ‫اأْل ُولَى بِ ِمائَ ٍة َو ِع ْش ِر َ‬
‫ض ‪V‬ي‬ ‫‪V‬ر َر ِ‬ ‫صلَّى َم َع ُع َم‪َ V‬‬ ‫س ‪َ ،‬و َذ َك َر أَنَّهُ َ‬ ‫ُف أَ ْو يُونُ َ‬ ‫ْف فِي اأْل ُولَى ‪َ ،‬وفِي الثَّانِيَ ِة ِبيُوس َ‬ ‫بِ ْال َكه ِ‬
‫ين آيَةً ِم َن اأْل َ ْنفَ‪VV‬ا ِل ‪َ ،‬وفِي الثَّانِيَ ‪ِ V‬ة بِ ُس ‪V‬و َر ٍة‬ ‫هَّللا َع ْنه الصُّ ب َْح بِ ِه َما ‪َ ،‬وقَ َرأَ اب ُْن َم ْسعُو ٍد بِأَرْ بَ ِع َ‬
‫ورةً َوا ِح‪َ V‬دةً‬ ‫اح َدةً فِي َر ْك َعتَي ِْن ‪ ،‬أَ ْو ي َُر ِّد ُد ُس ‪َ V‬‬ ‫ُورةً َو ِ‬ ‫ِم َن ْال ُمفَص َِّل ‪َ ،‬وقَا َل قَتَا َدةُ فِي َم ْن يَ ْق َرأُ س َ‬
‫ض ‪V‬ي هَّللا‬ ‫ك َر ِ‬ ‫س ب ِْن َمالِ ‪ٍ V‬‬ ‫ت َع ْن أَنَ ِ‬ ‫فِي َر ْك َعتَي ِْن ‪ُ :‬ك‪VV‬لٌّ ِكتَ‪VV‬ابُ هَّللا ِ ‪َ ،‬وقَ‪VV‬ا َل ُعبَ ْي ُدهَّللا ِ َع ْن ثَ‪VV‬ابِ ٍ‬
‫ان ُكلَّ َما ا ْفتَتَ َح سُو َرةً يَ ْق َرأُ بِهَ‪VV‬ا‬ ‫ْج ِد قُبَا ٍء ‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ار يَ ُؤ ُّمهُ ْم فِي َمس ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ان َر ُج ٌل ِم َن اأْل َ ْن َ‬ ‫َع ْنه ‪َ :‬ك َ‬
‫ُورةً‬ ‫صاَل ِة ِم َّما يَ ْق َرأُ بِ ِه ‪ ،‬ا ْفتَتَ َح بـِ قُلْ هُ َو هَّللا ُ أَ َح ٌد ‪َ ،‬حتَّى يَ ْف ُر َغ ِم ْنهَا ‪ ،‬ثُ َّم يَ ْق َرأُ س َ‬ ‫لَهُ ْم فِي ال َّ‬
‫ك تَ ْفتَتِ ُح بِهَ‪ِ VV‬ذ ِه‬ ‫ك فِي ُكلِّ َر ْك َع ٍة ‪ ،‬فَ َكلَّ َمهُ أَصْ َحابُهُ فَقَالُوا ‪ :‬إِنَّ َ‬ ‫ان يَصْ نَ ُع َذلِ َ‬ ‫أُ ْخ َرى َم َعهَا ‪َ ،‬و َك َ‬
‫ك َحتَّى تَ ْق َرأَ بِأ ُ ْخ َرى ‪ ،‬فَإِ َّما أن تَ ْق َرأُ بِهَا ‪َ ،‬وإِ َّما أَ ْن تَ‪َ VV‬د َعهَا‬ ‫ُّور ِة ‪ ،‬ثُ َّم اَل تَ َرى أَنَّهَا تُجْ ِزئُ َ‬ ‫الس َ‬
‫ك فَ َع ْل ُ‬ ‫ار ِكهَ‪VV‬ا ‪ ،‬إِ ْن أَحْ بَ ْبتُ ْم أَ ْن أَ ُؤ َّم ُك ْم بِ‪َ V‬ذلِ َ‬ ‫ُ‬
‫‪V‬ر ْهتُ ْم‬ ‫ت ‪َ ،‬وإِ ْن َك‪ِ V‬‬ ‫َوتَ ْق َرأَ بِأ ْخ َرى ‪ ،‬فَقَا َل ‪َ :‬ما أَنَ‪VV‬ا بِتَ ِ‬
‫ضلِ ِه ْم ‪َ ،‬و َك ِرهُ‪VV‬وا أَ ْن يَ ‪ُ V‬ؤ َّمهُ ْم َغ ْي ‪ُ V‬رهُ ‪ ،‬فَلَ َّما أَتَ‪VV‬اهُ ُم النَّبِ ُّي‬ ‫تَ َر ْكتُ ُك ْم ‪َ ،‬و َكانُوا يَ َر ْو َن أَنَّهُ ِم ْن أَ ْف َ‬
‫ُك بِ‪ِ V‬ه‬ ‫ُك أَ ْن تَ ْف َع َل َما يَ‪VV‬أْ ُمر َ‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم أَ ْخبَرُوهُ ْال َخبَ َر ‪ ،‬فَقَا َل ‪ :‬يَا فُاَل ُن ‪َ ،‬ما يَ ْمنَع َ‬ ‫َ‬
‫ُّور ِة فِي ُكلِّ َر ْك َع ٍة ‪ ،‬فَقَا َل ‪ " :‬إِنِّي أُ ِحبُّهَا فَقَا َل‬ ‫وم هَ ِذ ِه الس َ‬ ‫ك َعلَى لُ ُز ِ‬ ‫أَصْ َحاب َُك ‪َ ،‬و َما يَحْ ِملُ َ‬
‫ك ْال َجنَّةَ " [ أخرجه البخاري ]‬ ‫‪ُ .‬حب َُّك إِيَّاهَا أَ ْد َخلَ َ‬
‫لكن ال يأتي اليوم أحد ويقرأ باإلخالص في كل ركعة ‪ ،‬ويق‪VV‬رأ بع‪VV‬دها س‪VV‬ورة أخ‪VV‬رى ‪،‬‬
‫ألن الص‪VV‬حابي رض‪VV‬ي هللا عن‪VV‬ه ربم‪VV‬ا فهم أن حب‪VV‬ه له‪VV‬ذه الس‪VV‬ورة أن يق‪VV‬رأ به‪VV‬ا في ك‪VV‬ل‬
‫ركع‪VV‬ة ‪ ،‬والص‪VV‬حيح أن حب ه‪VV‬ذه الس‪VV‬ورة الم‪VV‬دخل إلى الجن‪VV‬ة ‪ ،‬يك‪VV‬ون بالعم‪VV‬ل به‪VV‬ا ‪،‬‬
‫‪ .‬وتحقيق ما تتضمنه من عقيدة وتوحيد وإخالص هلل تعالى‬

‫‪ :‬السبب الثالث والثالثون ‪ /‬المحافظة على صالتي العصر والفجر‬


‫َع ْن أَبِي بَ ْك ِر ب ِْن أَبِي ُمو َسى َع ْن أَبِي ِه رض‪VV‬ي هللا عن‪VV‬ه ‪ ،‬أَ َّن َر ُس ‪V‬و َل هَّللا ِ َ‬
‫ص ‪V‬لَّى هَّللا َعلَ ْي‪ِ V‬ه‬
‫‪V‬ارةَ‬ ‫‪V‬ل ْال َجنَّةَ " [ أخرج‪VV‬ه البخ‪VV‬اري ] ‪ ،‬وعن ُع َم‪َ V‬‬ ‫صلَّى ْالبَرْ َد ْي ِن ‪َ ،‬د َخ‪َ V‬‬ ‫ال ‪َ " :‬م ْن َ‬ ‫َو َسلَّ َم قَ َ‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم يَقُو ُل ‪:‬‬ ‫ُول هَّللا ِ َ‬ ‫ْت َرس َ‬ ‫ال ‪َ :‬س ِمع ُ‬ ‫ب ِْن ُر َؤ ْيبَةَ َع ْن أَبِي ِه رضي هللا عنه قَ َ‬
‫ص‪َ V‬ر "‬ ‫س َوقَ ْب‪َ V‬ل ُغرُوبِهَ‪VV‬ا ‪ ،‬يَ ْعنِي ْالفَجْ‪َ V‬ر َو ْال َع ْ‬ ‫وع ال َّش ْم ِ‬ ‫صلَّى قَب َْل طُلُ ِ‬ ‫ار أَ َح ٌد َ‬ ‫" لَ ْن يَلِ َج النَّ َ‬
‫[ أخرجه مسلم ] ‪ ،‬وقال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬من صلى الصبح فه‪VV‬و في ذم‪VV‬ة هللا ‪،‬‬
‫وحسابه على هللا " [ أخرج‪VV‬ه الط‪VV‬براني وحس‪VV‬نه األلب‪VV‬اني رحم‪VV‬ه هللا ] ‪ ،‬والي‪VV‬وم ن‪VV‬رى‬
‫الكثير من المسلمين أهمل‪V‬وا ص‪V‬الة الفج‪V‬ر ‪ ،‬وأخرجوه‪V‬ا من قواميس‪V‬هم ‪ ،‬ومن ج‪V‬داول‬
‫أعمالهم ‪ ،‬مع أنها هي المحك الرئيسي لقوة اإليمان ‪ ،‬ودليل على محبة ال‪VV‬رحمن ‪َ ،‬ع ْن‬
‫ين‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم قَا َل ‪ " :‬بَ ِّش ِر ْال َم َّش‪VV‬ائِ َ‬ ‫بُ َر ْي َدةَ اأْل َ ْسلَ ِم ِّي رضي هللا عنه ‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِّي َ‬
‫ور التَّا ِّم يَ ْو َم ْالقِيَا َم ِة " [ أخرج‪VV‬ه الترم‪VV‬ذي وأب‪VV‬و داود وابن‬ ‫اج ِد ‪ ،‬بِالنُّ ِ‬ ‫الظلَ ِم إِلَى ْال َم َس ِ‬ ‫فِي ُّ‬
‫ماجة ] ‪ ،‬ولقد حذر النبي صلى هللا عليه وسلم من ت‪VV‬رك ص‪VV‬الة الفج‪VV‬ر أو اإلهم‪VV‬ال في‬
‫إتيانها والتكاسل عنها ‪ ،‬ففي حديث س‪VV‬مرة بن جن‪VV‬دب الطوي‪VV‬ل في ص‪VV‬حيح البخ‪VV‬اري ‪،‬‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ‪ِ V‬ه َو َس ‪V‬لَّ َم ‪ِ ،‬م َّما‬ ‫ان َرسُو ُل هَّللا ِ َ‬ ‫ال ‪َ :‬ك َ‬ ‫ضي هَّللا َع ْنه قَ َ‬ ‫ب َر ِ‬ ‫فعن َس ُم َرةُ ب ُْن ُج ْن ُد ٍ‬
‫ال ‪ :‬فَيَقُصُّ َعلَ ْي ِه َم ْن َشا َء هَّللا ُ‬ ‫يُ ْكثِ ُر أَ ْن يَقُو َل أِل َصْ َحابِ ِه ‪ :‬هَلْ َرأَى أَ َح ٌد ِم ْن ُك ْم ِم ْن ر ُْؤيَا ‪ ،‬قَ َ‬
‫ات َغ َدا ٍة ‪ :‬إِنَّهُ أَتَانِي اللَّ ْيلَةَ آتِيَا ِن ‪َ ،‬وإِنَّهُ َم‪V‬ا ا ْبتَ َعثَ‪VV‬انِي ‪َ ،‬وإِنَّهُ َم‪VV‬ا قَ‪V‬ااَل‬ ‫ال َذ َ‬ ‫أَ ْن يَقُصَّ ‪َ ،‬وإِنَّهُ قَ َ‬
‫آخ ُر قَائِ ٌم َعلَ ْي ِه‬ ‫ت َم َعهُ َما ‪َ ،‬وإِنَّا أَتَ ْينَا َعلَى َرج ٍُل ُمضْ طَ ِج ٍع ‪َ ،‬وإِ َذا َ‬ ‫لِي ا ْنطَلِ ْق ‪َ ،‬وإِنِّي ا ْنطَلَ ْق ُ‬
‫الص‪ْ V‬خ َر ِة لِ َر ْأ ِس‪ِ V‬ه ‪ ،‬فَيَ ْثلَ‪ُ V‬غ َر ْأ َس‪V‬هُ ‪ ،‬فَيَتَهَ ْدهَ‪ُ V‬د ْال َح َج‪ُ V‬ر هَاهُنَ‪VV‬ا ‪،‬‬ ‫ص ْخ َر ٍة ‪َ ،‬وإِ َذا هُ َو يَه ِْوي بِ َّ‬ ‫بِ َ‬
‫ان ‪ ،‬ثُ َّم يَ ُع‪VV‬و ُد َعلَ ْي‪ِ V‬ه فَيَ ْف َع‪ُ V‬ل‬ ‫ص َّح َر ْأ ُسهُ َك َما َك َ‬ ‫فَيَ ْتبَ ُع ْال َح َج َر فَيَأْ ُخ ُذهُ ‪ ،‬فَاَل يَرْ ِج ُع إِلَ ْي ِه َحتَّى يَ ِ‬
‫ان ؟ قَ‪VV‬ا َل قَ ‪V‬ااَل لِي ‪:‬‬ ‫ان هَّللا ِ ! َما هَ َذ ِ‬ ‫ت لَهُ َما ‪ُ :‬س ْب َح َ‬ ‫ال ‪ :‬قُ ْل ُ‬ ‫بِ ِه ِم ْث َل َما فَ َع َل ْال َم َّرةَ اأْل ُولَى ‪ ،‬قَ َ‬
‫ق لِقَفَ‪V‬اهُ ‪َ ،‬وإِ َذا آ َخ‪ُ V‬ر قَ‪V‬ائِ ٌم َعلَيْ‪ِ V‬ه‬ ‫ُ‪V‬ل ُم ْس‪V‬تَ ْل ٍ‬‫ق ا ْنطَلِ‪ْ V‬ق ‪ ،‬قَ‪V‬ا َل ‪ :‬فَا ْنطَلَ ْقنَ‪VV‬ا فَأَتَ ْينَ‪V‬ا َعلَى َرج ٍ‬ ‫ا ْنطَلِ ِ‬
‫ب ِم ْن َح ِدي ٍد ‪َ ،‬وإِ َذا هُ َو يَأْتِي أَ َح َد ِشقَّ ْي َوجْ ِه ِه ‪ ،‬فَيُشَرْ ِش ُر ِش‪ْ V‬دقَهُ إِلَى قَفَ‪VV‬اهُ ‪َ ،‬و َم ْن ِخ‪َ V‬رهُ‬ ‫بِ َكلُّو ٍ‬
‫ب اآْل َخ‪ِ V‬ر ‪ ،‬فَيَ ْف َع‪ُ V‬ل بِ‪ِ V‬ه ِم ْث‪َ V‬ل َم‪VV‬ا فَ َع‪َ V‬ل‬ ‫إِلَى قَفَاهُ ‪َ ،‬و َع ْينَ‪V‬هُ إِلَى قَفَ‪VV‬اهُ ‪ ،‬ثُ َّم يَتَ َح‪َّ V‬و ُل إِلَى ْال َج‪VV‬انِ ِ‬
‫ان ‪ ،‬ثُ َّم يَ ُع‪VV‬و ُد‬ ‫ك ْال َجانِبُ َك َما َك َ‬ ‫ص َّح َذلِ َ‬ ‫ب َحتَّى يَ ِ‬ ‫ك ْال َجانِ ِ‬ ‫غ ِم ْن َذلِ َ‬ ‫ب اأْل َ َّو ِل ‪ ،‬فَ َما يَ ْف ُر ُ‬ ‫بِ ْال َجانِ ِ‬
‫ان ؟ قَ‪VV‬ا َل قَ‪V‬ااَل‬ ‫ان هَّللا ِ َم‪VV‬ا هَ‪َ V‬ذ ِ‬‫ت ‪ُ :‬س‪V‬ب َْح َ‬ ‫َعلَ ْي ِه ‪ ،‬فَيَ ْف َع ُل ِم ْث َل َما فَ َع َل ْال َم‪َّ V‬رةَ اأْل ُولَى ‪ ،‬قَ‪َ V‬‬
‫‪V‬ال قُ ْل ُ‬
‫ات ‪ ،‬قَ‪VV‬ا َل ‪:‬‬ ‫ص‪َ V‬و ٌ‬ ‫ور ‪ ،‬فَإِ َذا فِي‪ِ V‬ه لَ َغ‪VV‬طٌ َوأَ ْ‬ ‫ق ا ْنطَلِ ْق ‪ ،‬فَا ْنطَلَ ْقنَا فَأَتَ ْينَا َعلَى ِم ْث ِل التَّنُّ ِ‬ ‫لِي ‪ :‬ا ْنطَلِ ِ‬
‫‪V‬راةٌ ‪َ ،‬وإِ َذا هُ ْم يَ‪VV‬أْتِي ِه ْم لَهَبٌ ِم ْن أَ ْس‪V‬فَ َل ِم ْنهُ ْم ‪ ،‬فَ‪V‬إِ َذا‬ ‫فَاطَّلَ ْعنَا فِي ِه ‪ ،‬فَإِ َذا فِي ِه ِر َجا ٌل َونِ َسا ٌء ُع‪َ V‬‬
‫‪V‬ق ا ْنطَلِ ‪ْ V‬ق ‪،‬‬ ‫ت لَهُ َما ‪َ :‬ما هَؤُاَل ِء ؟ قَا َل قَااَل لِي ‪ :‬ا ْنطَلِ‪ِ V‬‬ ‫ال قُ ْل ُ‬‫ض ْوا ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ض ْو َ‬ ‫ك اللَّهَبُ َ‬ ‫أَتَاهُ ْم َذلِ َ‬
‫‪V‬ر َر ُج‪ٌ V‬ل‬ ‫ان يَقُو ُل أَحْ َم َر ِم ْث ِل ال ‪َّ V‬د ِم ‪َ ،‬وإِ َذا فِي النَّهَ‪ِ V‬‬ ‫ْت أَنَّهُ َك َ‬ ‫فَا ْنطَلَ ْقنَا فَأَتَ ْينَا َعلَى نَهَ ٍر ‪َ ،‬ح ِسب ُ‬
‫الس ‪V‬ابِ ُح‬ ‫ك َّ‬ ‫يرةً ‪َ ،‬وإِ َذا َذلِ َ‬ ‫َسابِ ٌح يَ ْسبَ ُح ‪َ ،‬وإِ َذا َعلَى َشطِّ النَّهَ ِر َر ُج ٌل قَ ْد َج َم َع ِع ْن َدهُ ِح َجا َرةً َكثِ َ‬
‫ارةَ ‪ ،‬فَيَ ْف َغ ُر لَهُ فَاهُ ‪ ،‬فَي ُْلقِ ُمهُ َح َجرًا‬ ‫ك الَّ ِذي قَ ْد َج َم َع ِع ْن َدهُ ْال ِح َج َ‬ ‫يَ ْسبَ ُح َما يَ ْسبَ ُح ‪ ،‬ثُ َّم يَأْتِي َذلِ َ‬
‫ت‬ ‫‪V‬ال قُ ْل ُ‬ ‫‪V‬ر لَ‪V‬هُ فَ‪V‬اهُ فَأ َ ْلقَ َم‪ V‬هُ َح َج‪ V‬رًا ‪ ،‬قَ‪َ V‬‬ ‫ق يَ ْسبَ ُح ثُ َّم يَرْ ِج ُع إِلَ ْي ِه ‪ُ ،‬كلَّ َم‪V‬ا َر َج‪َ V‬ع إِلَ ْي‪ِ V‬ه فَ َغ َ‬ ‫‪ ،‬فَيَ ْنطَلِ ُ‬
‫‪V‬ال ‪ :‬فَا ْنطَلَ ْقنَ‪VV‬ا فَأَتَ ْينَ‪VV‬ا َعلَى َر ُج‪ٍ V‬ل َك ِري‪ِ V‬ه‬ ‫ق ا ْنطَلِ ْق ‪ ،‬قَ‪َ V‬‬ ‫ال قَااَل لِي ‪ :‬ا ْنطَلِ ِ‬ ‫ان ؟ قَ َ‬ ‫لَهُ َما ‪َ :‬ما هَ َذ ِ‬
‫ُش‪V‬هَا َويَ ْس‪َ V‬عى َح ْولَهَ‪VV‬ا ‪ ،‬قَ‪VV‬ا َل‬ ‫ت َرا ٍء َر ُجاًل َمرْ آةً ‪َ ،‬وإِ َذا ِع ْن َدهُ نَ‪VV‬ا ٌر يَح ُّ‬ ‫ْال َمرْ آ ِة ‪َ ،‬كأ َ ْك َر ِه َما أَ ْن َ‬
‫ض ‪ٍ V‬ة ُم ْعتَ َّم ٍة‬ ‫ق ا ْنطَلِ ‪ْ V‬ق ‪ ،‬فَا ْنطَلَ ْقنَ‪VV‬ا فَأَتَ ْينَ‪VV‬ا َعلَى َر ْو َ‬ ‫ال قَااَل لِي ‪ :‬ا ْنطَلِ ِ‬ ‫ت لَهُ َما ‪َ :‬ما هَ َذا ؟ قَ َ‬ ‫قُ ْل ُ‬
‫ط ِوي ٌل ‪ ،‬اَل أَ َك‪VV‬ا ُد أَ َرى َر ْأ َس ‪V‬هُ‬ ‫ض ِة َر ُج ٌل َ‬ ‫ي الر َّْو َ‬ ‫ظه َْر ِ‬ ‫يع ‪َ ،‬وإِ َذا بَي َْن َ‬ ‫فِيهَا ِم ْن ُك ِّل لَ ْو ِن ال َّربِ ِ‬
‫ت لَهُ َم‪VV‬ا ‪َ :‬م‪VV‬ا‬ ‫‪V‬ط ‪ ،‬قَ‪VV‬ا َل قُ ْل ُ‬ ‫طُواًل فِي ال َّس َما ِء ‪َ ،‬وإِ َذا َح ْو َل ال َّرج ُِل ِم ْن أَ ْكثَ ِر ِو ْل‪َ V‬دا ٍن َرأَ ْيتُهُ ْم قَ‪ُّ V‬‬
‫ض‪ٍ V‬ة‬ ‫‪V‬ال ‪ :‬فَا ْنطَلَ ْقنَ‪VV‬ا فَا ْنتَهَ ْينَ‪VV‬ا إِلَى َر ْو َ‬ ‫‪V‬ق ا ْنطَلِ‪ْ V‬ق ‪ ،‬قَ‪َ V‬‬ ‫‪V‬ال قَ‪V‬ااَل لِي ‪ :‬ا ْنطَلِ‪ِ V‬‬ ‫هَ َذا ؟ َما هَؤُاَل ِء ؟ قَ‪َ V‬‬
‫ق فِيهَ‪VV‬ا ‪ ،‬قَ‪VV‬ا َل ‪:‬‬ ‫‪V‬ال قَ‪V‬ااَل لِي ‪ :‬ارْ َ‬ ‫ط أَ ْعظَ َم ِم ْنهَا ‪َ ،‬واَل أَحْ َس َن ‪ ،‬قَ‪َ V‬‬ ‫ضةً قَ ُّ‬ ‫َع ِظي َم ٍة ‪ ،‬لَ ْم أَ َر َر ْو َ‬
‫‪V‬اب ْال َم ِدينَ‪ِ V‬ة ‪،‬‬ ‫ض‪ٍ V‬ة ‪ ،‬فَأَتَ ْينَ‪VV‬ا بَ‪َ V‬‬ ‫ب ‪َ ،‬ولَبِ ِن فِ َّ‬ ‫فَارْ تَقَ ْينَا فِيهَ‪VV‬ا فَا ْنتَهَ ْينَ‪VV‬ا إِلَى َم ِدينَ‪ٍ V‬ة َم ْبنِيَّ ٍة بِلَبِ ِن َذهَ ٍ‬
‫ت َرا ٍء ‪،‬‬ ‫ط ٌر ِم ْن َخ ْلقِ ِه ْم َكأَحْ َس‪ِ V‬ن َم‪VV‬ا أَ ْن َ‬ ‫فَا ْستَ ْفتَحْ نَا فَفُتِ َح لَنَا فَ َد َخ ْلنَاهَا ‪ ،‬فَتَلَقَّانَا فِيهَا ِر َجا ٌل َش ْ‬
‫ال قَااَل لَهُ ُم ‪ْ :‬اذهَبُوا فَقَعُوا فِي َذلِ َ‬ ‫ح َما أَ ْن َ‬ ‫ْ‬
‫ك النَّهَ ِر ‪ ،‬قَا َل ‪َ :‬وإِ َذا نَهَ ٌر‬ ‫ت َرا ٍء ‪ ،‬قَ َ‬ ‫َو َشط ٌر َكأ َ ْقبَ ِ‬
‫اض ‪ ،‬فَ َذهَبُوا فَ َوقَعُوا فِي ‪ِ V‬ه ‪ ،‬ثُ َّم َر َج ُع‪VV‬وا إِلَ ْينَ‪VV‬ا‬ ‫ُم ْعتَ ِرضٌ يَجْ ِري َكأ َ َّن َما َءهُ ْال َمحْ ضُ فِي ْالبَيَ ِ‬
‫صارُوا فِي أَحْ َس ِن صُو َر ٍة ‪ ،‬قَا َل قَااَل لِي ‪ :‬هَ ِذ ِه َجنَّةُ َع ْد ٍن ‪،‬‬ ‫ك السُّو ُء َع ْنهُ ْم ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ب َذلِ َ‬ ‫قَ ْد َذهَ َ‬
‫ْضا ِء ‪ ،‬قَا َل قَااَل‬ ‫ص ُعدًا ‪ ،‬فَإِ َذا قَصْ ٌر ِم ْث ُل ال َّربَابَ ِة ْالبَي َ‬ ‫ص ِري ُ‬ ‫ك ‪ ،‬قَا َل ‪ :‬فَ َس َما بَ َ‬ ‫اك َم ْن ِزلُ َ‬ ‫َوهَ َذ َ‬
‫ك هَّللا ُ فِي ُك َما َذ َرانِي فَأ َ ْد ُخلَهُ ‪ ،‬قَ ‪V‬ااَل أَ َّما اآْل َن فَاَل ‪،‬‬ ‫ار َ‬ ‫ت لَهُ َما ‪ :‬بَ َ‬ ‫ال قُ ْل ُ‬ ‫ك ‪ ،‬قَ َ‬ ‫اك َم ْن ِزلُ َ‬ ‫لِي ‪ :‬هَ َذ َ‬
‫ْت ؟‬ ‫ْت ُم ْن‪ُ V‬ذ اللَّ ْيلَ‪ِ V‬ة َع َجبً‪VV‬ا ‪ ،‬فَ َم‪VV‬ا هَ‪َ V‬ذا الَّ ِذي َرأَي ُ‬ ‫ت لَهُ َما ‪ :‬فَإِنِّي قَ ْد َرأَي ُ‬ ‫ال قُ ْل ُ‬ ‫اخلَهُ ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ت َد ِ‬ ‫َوأَ ْن َ‬
‫‪V‬ال َح َج ِر ‪،‬‬ ‫ْت َعلَيْ‪ِ V‬ه ي ُْثلَ‪ُ V‬غ َر ْأ ُس‪V‬هُ بِ‪ْ V‬‬‫ك ‪ :‬أَ َّما ال َّر ُج ُل اأْل َ َّو ُل الَّ ِذي أَتَي َ‬ ‫ال قَااَل لِي أَ َما إِنَّا َسنُ ْخبِ ُر َ‬ ‫قَ َ‬
‫الص‪V‬اَل ِة ْال َم ْكتُوبَ‪ِ V‬ة ‪َ ،‬وأَ َّما ال َّر ُج‪ُ V‬ل الَّ ِذي‬ ‫ض‪V‬هُ ‪َ ،‬ويَنَ‪VV‬ا ُم َع ِن َّ‬ ‫آن فَيَرْ فُ ُ‬ ‫فَإِنَّهُ ال َّر ُج ُل يَأْ ُخ‪ُ V‬ذ ْالقُ‪VV‬رْ َ‬
‫ْت َعلَ ْي ِه يُشَرْ َش ُر ِش ْدقُهُ إِلَى قَفَاهُ ‪َ ،‬و َم ْن ِخ‪ُ V‬رهُ إِلَى قَفَ‪VV‬اهُ ‪َ ،‬و َع ْينُ‪V‬هُ إِلَى قَفَ‪VV‬اهُ ‪ ،‬فَإِنَّهُ ال َّر ُج‪ُ V‬ل‬ ‫أَتَي َ‬
‫ين فِي‬ ‫ق ‪َ ،‬وأَ َّما ال ِّر َج‪VV‬ا ُل َوالنِّ َس‪V‬ا ُء ْال ُع‪َ V‬راةُ ‪ ،‬الَّ ِذ َ‬ ‫يَ ْغ ُدو ِم ْن بَ ْيتِ ِه فَيَ ْك ِذبُ ‪ْ ،‬ال َك ْذبَ‪V‬ةَ تَ ْبلُ‪ُ V‬غ اآْل فَ‪VV‬ا َ‬
‫‪V‬ر‬ ‫ْت َعلَ ْي ِه يَ ْسبَ ُح فِي النَّهَ‪ِ V‬‬ ‫الزنَاةُ َوال َّز َوانِي ‪َ ،‬وأَ َّما ال َّر ُج ُل الَّ ِذي أَتَي َ‬ ‫ور ‪ ،‬فَإِنَّهُ ُم ُّ‬ ‫ِم ْث ِل بِنَا ِء التَّنُّ ِ‬
‫ُش ‪V‬هَا‬ ‫ار يَح ُّ‬ ‫َوي ُْلقَ ُم ْال َح َج‪َ V‬ر ‪ ،‬فَإِنَّهُ آ ِك ‪ُ V‬ل الرِّ بَ‪VV‬ا ‪َ ،‬وأَ َّما ال َّر ُج‪ُ V‬ل ْال َك ِري ‪V‬هُ ْال َم‪VV‬رْ آ ِة الَّ ِذي ِع ْن ‪َ V‬د النَّ ِ‬
‫ض ‪ِ V‬ة فَإِنَّهُ‬ ‫از ُن َجهَنَّ َم ‪َ ،‬وأَ َّما ال َّر ُج‪ُ V‬ل الطَّ ِوي ‪ُ V‬ل الَّ ِذي فِي الر َّْو َ‬ ‫ك َخ ِ‬ ‫َويَ ْس َعى َح ْولَهَا ‪ ،‬فَإِنَّهُ َمالِ ٌ‬
‫ط َر ِة‬ ‫ات َعلَى ْالفِ ْ‬ ‫ين َح ْولَهُ ‪ ،‬فَ ُكلُّ َم ْولُو ٍد َم َ‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪َ ،‬وأَ َّما ْال ِو ْل َد ُ‬
‫ان الَّ ِذ َ‬ ‫إِب َْرا ِهي ُم َ‬
‫ص‪V‬لَّى‬ ‫ال َرسُو ُل هَّللا ِ َ‬ ‫ين ‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫ُول هَّللا ِ ‪َ ،‬وأَ ْواَل ُد ْال ُم ْش ِر ِك َ‬ ‫ين ‪ :‬يَا َرس َ‬ ‫ال بَعْضُ ْال ُم ْسلِ ِم َ‬ ‫‪ ،‬قَا َل فَقَ َ‬
‫ط ٌر‬ ‫ط ٌر ِم ْنهُ ْم َح َس ‪V‬نًا ‪َ ،‬و َش ‪ْ V‬‬ ‫ين َك‪VV‬انُوا َش ‪ْ V‬‬ ‫ين ‪َ ،‬وأَ َّما ْالقَ ْو ُم الَّ ِذ َ‬ ‫هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َوأَ ْواَل ُد ْال ُم ْش ِر ِك َ‬
‫او َز هَّللا ُ َع ْنهُ ْم " ‪ ،‬فه‪VV‬ذا الح‪VV‬ديث‬ ‫آخ‪َ V‬ر َس‪V‬يِّئًا تَ َج‪َ V‬‬ ‫صالِ ًحا َو َ‬ ‫قَبِيحًا ‪ ،‬فَإِنَّهُ ْم قَ ْو ٌم َخلَطُوا َع َماًل َ‬
‫العظيم حوى عدداً من كبائر الذنوب ‪ ،‬وعظائم المعاصي ‪ ،‬وما يترتب على كل واحدة‬
‫منها من العذاب في القبر ‪ ،‬وأما في اآلخرة فاهلل تعالى يقول ‪ " :‬ولع‪VV‬ذاب اآلخ‪VV‬رة أش‪VV‬د‬
‫وأبقى " ‪ ،‬وما يهمن‪V‬ا في ه‪V‬ذا الح‪V‬ديث ه‪V‬و الرج‪VV‬ل ال‪V‬ذي ين‪V‬ام عن الص‪V‬الة المكتوب‪V‬ة ‪،‬‬
‫وربما وضع الساعة على وقت العمل ولم يهتم بأمر الصالة ‪ ،‬فهذا معاقب ال محال‪VV‬ة ‪،‬‬
‫ما لم يتداركه هللا بتوبة قبل الموت ‪ ،‬فصالة الفج‪V‬ر بمثاب‪V‬ة االختب‪VV‬ارات للطالب ‪ ،‬ف‪V‬أي‬
‫طالب مجد ومجتهد وحاز بالدرجات ‪ ،‬وفاز بالعالم‪VV‬ات ‪ ،‬ثم لم يحض‪VV‬ر االختب‪VV‬ار فه‪VV‬و‬
‫راسب ‪ ،‬وكذلك من لم يحضر صالة الفجر فه‪VV‬و راس‪VV‬ب في يوم‪VV‬ه وليلت‪VV‬ه ‪ ،‬س‪VV‬اقط من‬
‫عيني ربه ‪ ،‬ولقد كان الن‪VV‬بي ص‪VV‬لى هللا علي‪V‬ه وس‪VV‬لم يتفق‪VV‬د أص‪VV‬حابه في ص‪VV‬الة الفج‪V‬ر ‪،‬‬
‫ويقول ‪ :‬أشاهد فالن ؟ أشاهد فالن ؟ ‪ ،‬فإذا لم يوجد الرجل أس‪VV‬اء الص‪VV‬حابة ب‪VV‬ه الظن ‪،‬‬
‫‪V‬و فِي ِذ َّم ِة هَّللا ِ ‪ ،‬فَاَل‬ ‫ص ‪V‬لَّى ُّ‬
‫الص ‪V‬ب َْح فَهُ‪َ V‬‬ ‫ص ‪V‬لَّى هَّللا َعلَ ْي ‪ِ V‬ه َو َس ‪V‬لَّ َم ‪َ " :‬م ْن َ‬ ‫قَ‪VV‬ا َل َر ُس ‪V‬و ُل هَّللا ِ َ‬
‫ار َجهَنَّ َم " [ أخرجه مسلم ] ‪ ،‬ومع‪VV‬نى‬ ‫يَ ْ‬
‫طلُبَنَّ ُك ُم هَّللا ُ ِم ْن ِذ َّمتِ ِه بِ َش ْي ٍء ‪ ،‬فَيُ ْد ِر َكهُ فَيَ ُكبَّهُ فِي نَ ِ‬
‫الحديث ‪ :‬أن من لم يحافظ على صالة الصبح فليس في ذم‪VV‬ة هللا ‪ ،‬وليس ل‪VV‬ه ق‪VV‬در عن‪VV‬د‬
‫هللا ‪ ،‬فإن تركه‪V‬ا متعم‪V‬داً لتركه‪V‬ا ‪ ،‬مهمالً في أدائه‪V‬ا ‪ ،‬ف‪V‬إن م‪V‬ات ك‪V‬ان حق‪V‬ا ً على هللا أن‬
‫يدخله النار والعياذ باهلل ‪ ،‬فليحذر من ي‪VV‬وقت س‪VV‬اعته على وقت العم‪VV‬ل ويتع‪VV‬د في ت‪VV‬رك‬
‫‪ .‬صالة الفجر‬
‫وأم‪VV‬ا بالنس‪VV‬بة لص‪VV‬الة العص‪VV‬ر ‪ ،‬فهي الص‪VV‬الة الوس‪VV‬طى ال‪VV‬تي أم‪VV‬ر هللا باالهتم‪VV‬ام به‪VV‬ا‬
‫والحرص على أدائها في جماع‪VV‬ة ‪ ،‬ق‪VV‬ال تع‪VV‬الى ‪ " :‬ح‪VV‬افظوا على الص‪VV‬لوات والص‪VV‬الة‬
‫ص‪V‬لَّى‬ ‫اريِّ رض‪VV‬ي هللا عن‪VV‬ه قَ‪VV‬ا َل ‪َ :‬‬ ‫الوسطى وقوموا هلل قانتين " ‪ ،‬و َع ْن أَبِي بَصْ َرةَ ْال ِغفَ ِ‬
‫ص ـ موضع طريق ـ فَقَ‪VV‬ا َل ‪" :‬‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم " ْال َعصْ َر " بِ ْال ُم َخ َّم ِ‬ ‫بِنَا َرسُو ُل هَّللا ِ َ‬
‫‪V‬ان لَ‪V‬هُ‬ ‫ض‪V‬يَّعُوهَا ‪ ،‬فَ َم ْن َحافَ‪V‬ظَ َعلَ ْيهَ‪V‬ا َك َ‬ ‫‪V‬ان قَ ْبلَ ُك ْم فَ َ‬
‫ت َعلَى َم ْن َك َ‬ ‫ض ْ‬ ‫صاَل ةَ ‪ُ ،‬ع ِر َ‬ ‫إِ َّن هَ ِذ ِه ال َّ‬
‫الش ‪V‬ا ِه ُد النَّجْ ُم " [ أخرج‪VV‬ه مس‪VV‬لم‬ ‫طلُ َع ال َّشا ِه ُد ‪َ ،‬و َّ‬ ‫صاَل ةَ بَ ْع َدهَا َحتَّى يَ ْ‬ ‫أَجْ ُرهُ َم َّرتَي ِْن ‪َ ،‬واَل َ‬
‫وغيره ] ‪ ،‬صالة الفجر والعصر مشهودة ‪ ،‬تش‪VV‬هدها مالئك‪VV‬ة اللي‪VV‬ل والنه‪VV‬ار ‪َ ،‬ع ْن أَبِي‬
‫ُون فِي ُك ْم‬ ‫‪V‬ال ‪ " :‬يَتَ َع‪VV‬اقَب َ‬ ‫ص‪V‬لَّى هَّللا َعلَ ْي‪ِ V‬ه َو َس‪V‬لَّ َم قَ‪َ V‬‬ ‫هُ َر ْي َرةَ رضي هللا عن‪VV‬ه ‪ :‬أَ َّن َر ُس‪َ V‬‬
‫ول هَّللا ِ َ‬
‫ص‪ِ V‬ر ‪ ،‬ثُ َّم‬ ‫ص‪V‬اَل ِة ْال َع ْ‬ ‫ص‪V‬اَل ِة ْالفَجْ‪ِ V‬ر َو َ‬ ‫‪V‬ون فِي َ‬ ‫‪V‬ار ‪َ ،‬ويَجْ تَ ِم ُع‪َ V‬‬ ‫َماَل ئِ َكةٌ بِاللَّ ْي ِل ‪َ ،‬و َماَل ئِ َكةٌ بِالنَّهَ‪ِ V‬‬
‫ون ‪ :‬تَ َر ْكنَ‪VV‬اهُ ْم‬ ‫ْف تَ َر ْكتُ ْم ِعبَا ِدي ؟ فَيَقُولُ َ‬ ‫ين بَاتُوا فِي ُك ْم فَيَسْأَلُهُ ْم َوهُ َو أَ ْعلَ ُم بِ ِه ْم َكي َ‬ ‫يَ ْع ُر ُج الَّ ِذ َ‬
‫ون " [ أخرج‪VV‬ه البخ‪VV‬اري ومس‪VV‬لم ] ‪ ،‬فاح‪VV‬ذر أيه‪VV‬ا‬ ‫ُص‪VV‬لُّ َ‬‫ون َوأَتَ ْينَ‪VV‬اهُ ْم َوهُ ْم ي َ‬ ‫ُص‪VV‬لُّ َ‬ ‫َوهُ ْم ي َ‬
‫المس‪VV‬لم ‪ ،‬واح‪VV‬ذري أيته‪VV‬ا المس‪VV‬لمة أن ترف‪VV‬ع أس‪VV‬ماء المح‪VV‬افظين على ص‪VV‬التي الفج‪VV‬ر‬
‫والعص‪VV‬ر إلى هللا تع‪VV‬الى ‪ ،‬ولم يكن اس‪VV‬مك معهم ‪ ،‬ب‪VV‬ل كنت نائم‪VV‬ا ً مس‪VV‬تغرقا ً ‪ ،‬آث‪VV‬رت‬
‫الفراش والنوم على داعي هللا القائل ‪ :‬الصالة خير من النوم ‪َ ،‬ع ِن اب ِْن ُع َم َر رضي هللا‬
‫ص ‪ِ V‬ر ‪ ،‬فَ َكأَنَّ َم‪VV‬ا‬ ‫ص ‪V‬اَل ةُ ْال َع ْ‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪َ " :‬م ْن فَاتَ ْتهُ َ‬ ‫ال َرسُو ُل هَّللا ِ َ‬ ‫ال ‪ :‬قَ َ‬ ‫عنهما قَ َ‬
‫ص‪V‬لَّى‬ ‫ي َ‬ ‫‪V‬ال ‪ :‬قَ‪VV‬ا َل النَّبِ َّ‬ ‫ُوتِ َر أَ ْهلَهُ َو َمالَهُ " [ متفق عليه ] ‪ ،‬وعن بُ َر ْي َدةَ رضي هللا عن‪VV‬ه َقَ‪َ V‬‬
‫ص ‪ِ V‬ر فَقَ ‪ْ V‬د َحبِ ‪V‬طَ َع َملُ ‪V‬هُ " [ أخرج‪VV‬ه البخ‪VV‬اري‬ ‫ص ‪V‬اَل ةَ ْال َع ْ‬‫ك َ‬ ‫‪V‬ر َ‬‫هَّللا َعلَ ْي ‪ِ V‬ه َو َس ‪V‬لَّ َم ‪َ " :‬م ْن تَ‪َ V‬‬
‫‪ .‬والنسائي ]‬

‫‪ :‬السبب الرابع والثالثون ‪ /‬الذكر الحسن في الدنيا‬


‫كل إنسان موقن بلقاء هللا تعالى ‪ ،‬والوقوف بين يديه يوم القيامة ‪ ،‬يدرك خطورة هذا األمر وص‪VV‬عوبته ‪ ،‬ألن‪VV‬ه س‪VV‬يلقى من ال تخفى‬
‫عليه خافية ‪ ،‬سيلقى من السر لديه عالنية ‪ ،‬سيجد سجالت أعماله منشورة ‪ " ،‬وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم‬
‫القيامة كتابا ً يلقاه منشوراً * اقرأ كتابك كفى بنفس‪VV‬ك الي‪VV‬وم علي‪VV‬ك حس‪VV‬يبا ً " ‪ ،‬ووض‪VV‬ع الكت‪VV‬اب ف‪VV‬ترى المج‪VV‬رمين مش‪VV‬فقين مم‪VV‬ا في‪VV‬ه‬
‫ويقولون ياوليتنا ما لهذا الكتاب ال يغادر صغيرة وال كبيرة إال أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً وال يظلم رب‪VV‬ك أح‪VV‬داً " ‪ ،‬ف‪VV‬أمر‬
‫لقاء المولى جل وعال أمر عسير ‪ ،‬يشفق منه الصالحون والعلماء وغيرهم ‪ ،‬فكيف بالمذنب والمقصر ‪ ،‬فعلى اإلنس‪VV‬ان أن يس‪VV‬عى‬
‫جاهداً في هذه الحياة الدنيا كي يكون حسن األخالق ‪ ،‬وحسن الس‪VV‬يرة بين الن‪VV‬اس ‪ ،‬ألنهم ش‪VV‬هود علي‪VV‬ه في ال‪VV‬دنيا ‪ ،‬ف‪VV‬إن ش‪VV‬هدوا ل‪VV‬ه‬
‫ضي هَّللا َع ْنه ق‪VV‬ال ‪:‬‬ ‫ك َر ِ‬ ‫س ب َْن َمالِ ٍ‬ ‫بخير فهو على خير ‪ ،‬وإن شهدوا بغ‪VV‬ير ذل‪VV‬ك فال يل‪VV‬ومن إال نفس‪VV‬ه ‪ ،‬عن أَنَ َ‬
‫ت ‪ ،‬ثُ َّم َم‪VV‬رُّ وا‬ ‫ص‪V‬لَّى هَّللا َعلَ ْي‪ِ V‬ه َو َس‪V‬لَّ َم َو َجبَ ْ‬ ‫‪V‬ال النَّبِ ُّي َ‬ ‫از ٍة فَأ َ ْثنَ ْوا َعلَ ْيهَا َخ ْي‪V‬رًا ‪ ،‬فَقَ‪َ V‬‬ ‫َمرُّوا بِ َجنَ َ‬
‫ضي هَّللا َع ْنه ‪َ :‬م‪VV‬ا‬ ‫ب َر ِ‬ ‫ت ‪ ،‬فَقَا َل ُع َم ُر ب ُْن ْال َخطَّا ِ‬ ‫بِأ ُ ْخ َرى ‪ ،‬فَأ َ ْثنَ ْوا َعلَ ْيهَا َش ًّرا ‪ ،‬فَقَا َل َو َجبَ ْ‬
‫ت‬‫ت لَهُ ْال َجنَّةُ ‪َ ،‬وهَ َذا أَ ْثنَ ْيتُ ْم َعلَ ْي‪ِ V‬ه َش ‪ًّ V‬را فَ ‪َ V‬و َجبَ ْ‬ ‫ال ‪ :‬هَ َذا أَ ْثنَ ْيتُ ْم َعلَ ْي ِه َخ ْيرًا فَ َو َجبَ ْ‬ ‫ت ؟ قَ َ‬ ‫َو َجبَ ْ‬
‫ص ‪V‬لَّى هَّللا‬
‫‪V‬ال النَّبِ ُّي َ‬
‫ض " [ أخرج‪VV‬ه البخ‪VV‬اري ] ‪ ،‬قَ‪َ V‬‬ ‫لَ ‪V‬هُ النَّا ُر ‪ ،‬أَ ْنتُ ْم ُش ‪V‬هَ َدا ُء هَّللا ِ فِي اأْل َرْ ِ‬
‫‪V‬ر أَ ْد َخلَ‪V‬هُ هَّللا ُ ْال َجنَّةَ ‪ ،‬فَقُ ْلنَ‪VV‬ا َوثَاَل ثَ‪V‬ةٌ ؟ قَ‪VV‬ا َل ‪:‬‬
‫َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪ " :‬أَيُّ َما ُم ْسلِ ٍم َش ِه َد لَهُ أَرْ بَ َع‪ V‬ةٌ بِ َخ ْي‪ٍ V‬‬
‫ان ‪ ،‬ثُ َّم لَ ْم نَسْأ َ ْلهُ َع ِن ْال َوا ِح ِد " [ أخرجه البخاري ]‬ ‫ال ‪َ :‬و ْاثنَ ِ‬ ‫ان ؟ قَ َ‬ ‫‪َ .‬وثَاَل ثَةٌ ‪ ،‬فَقُ ْلنَا َو ْاثنَ ِ‬
‫السبب الخامس والثالثون ‪ /‬المحافظة على أركان اإلسالم‬ ‫‪:‬‬
‫ويجب أن يالحظ العبد قولنا ‪ :‬المحافظة ‪ ،‬فهناك من المسلمين من يصلي ‪ ،‬لكنه ال يحافظ على ص‪VV‬الته ‪ ،‬ب‪VV‬ل ربم‪VV‬ا ص‪VV‬لى فرض‪V‬ا ً‬
‫وقطع آخر ‪ ،‬أو ربما صلى يوما ً وترك آخر ‪ ،‬وكذلك الزكاة فلربما أدى زك‪V‬اة مال‪VV‬ه ه‪V‬ذا الع‪VV‬ام وتركه‪VV‬ا عام‪V‬ا ً أو أعوام‪V‬ا ً ‪ ،‬وهك‪VV‬ذا‬
‫الصيام ‪ ،‬فربما صام أمام الناس ‪ ،‬وإذا خال بنفسه أفطر ‪ ،‬وربما قصر في صيامه فلم يحفظه من النقصان أو البطالن ‪ ،‬وقد يكون‬
‫هناك من يعبد هللا تعالى ويعبد معه غيره ‪ ،‬فتراه طوافا ً حول القبور واألضرحة ‪ ،‬أو داعيا ً غير هللا تعالى ‪ ،‬أو حالفا ً بغير هللا ع‪VV‬ز‬
‫وجل ‪ ،‬وربما رأيته مشتركا ً في أمور شركية بدعية ‪ ،‬كاالحتفال بالمواليد النبوية ‪ ،‬واحتف‪VV‬االت رأس الس‪VV‬نة وغيره‪VV‬ا ‪ ،‬فأولئ‪VV‬ك لم‬
‫يكونوا محافظين على شعائر اإلسالم ‪ ،‬بل مفرطين مضيعين لها ‪ ،‬فهم على خطر عظيم ‪ ،‬فالمحافظة على أرك‪V‬ان اإلس‪V‬الم س‪V‬بب‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َس‪V‬لَّ َم‬ ‫ي َ‬ ‫ضي هَّللا َع ْنه ‪ ،‬أَ َّن أَ ْع َرابِيًّا أَتَى النَّبِ َّ‬ ‫لدخول الجنان ‪َ ،‬ع ْن أَبِي هُ َري َْرةَ َر ِ‬
‫ك بِ‪ِ V‬ه َش‪ْ V‬يئًا ‪،‬‬ ‫‪V‬ال ‪ " :‬تَ ْعبُ‪ُ V‬د هَّللا َ اَل تُ ْش‪ِ V‬ر ُ‬ ‫ت ْال َجنَّةَ ؟ قَ‪َ V‬‬ ‫فَقَا َل ‪ُ :‬دلَّنِي َعلَى َع َم ٍل إِ َذا َع ِم ْلتُهُ َد َخ ْل ُ‬
‫ان " ‪ ،‬قَ‪VV‬ا َل َوالَّ ِذي‬ ‫ض‪َ V‬‬ ‫ضةَ ‪َ ،‬وتَصُو ُم َر َم َ‬ ‫صاَل ةَ ْال َم ْكتُوبَةَ ‪َ ،‬وتُ َؤدِّي ال َّز َكاةَ ْال َم ْفرُو َ‬ ‫َوتُقِي ُم ال َّ‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪َ " :‬م ْن َس َّرهُ‬ ‫نَ ْف ِسي بِيَ ِد ِه ‪ :‬اَل أَ ِزي ُد َعلَى هَ َذا ‪ ،‬فَلَ َّما َولَّى ‪ ،‬قَا َل النَّبِ ُّي َ‬
‫أَ ْن يَ ْنظُ َر إِلَى َر ُج ٍل ِم ْن أَ ْه ِل ْال َجنَّ ِة فَ ْليَ ْنظُرْ إِلَى هَ َذا " [ أخرجه البخ‪VV‬اري ] ‪َ ،‬ع ْن طَ ْل َح‪ V‬ةَ‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َس ‪V‬لَّ َم ثَ‪VV‬ائِ َر‬ ‫ْب ِن ُعبَ ْي ِدهَّللا ِ رضي هللا عنه ‪ ،‬أَ َّن أَ ْع َرابِيًّا َجا َء إِلَى َرسُو ِل هَّللا ِ َ‬
‫الص ‪V‬اَل ِة ؟ فَقَ‪VV‬ا َل ‪:‬‬ ‫ي ِم َن َّ‬ ‫ض هَّللا ُ َعلَ َّ‬‫‪V‬ر َ‬ ‫ول هَّللا ِ ‪ :‬أَ ْخبِ‪VV‬رْ نِي َم‪VV‬ا َذا فَ‪َ V‬‬ ‫س ‪ ،‬فَقَ‪VV‬ا َل يَ‪VV‬ا َر ُس ‪َ V‬‬ ‫ْ‬
‫ال ‪V‬رَّأ ِ‬
‫الص‪V‬يَ ِام ؟‬ ‫ي ِم َن ِّ‬ ‫ض هَّللا ُ َعلَ َّ‬ ‫‪V‬ر َ‬ ‫س إِاَّل أَ ْن تَطَّ َّو َع َش ْيئًا ‪ ،‬فَقَا َل أَ ْخبِ‪VV‬رْ نِي َم‪VV‬ا فَ‪َ V‬‬ ‫ت ْال َخ ْم َ‬ ‫صلَ َوا ِ‬ ‫ال َّ‬
‫ي ِم َن ال َّز َكا ِة‬ ‫ض هَّللا ُ َعلَ َّ‬ ‫ال ‪ :‬أَ ْخبِرْ نِي بِ َما فَ َر َ‬ ‫ان إِاَّل أَ ْن تَطَّ َّو َع َش ْيئًا ‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫ض َ‬ ‫فَقَا َل ‪َ :‬شه َْر َر َم َ‬
‫ك‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َش َرائِ َع اإْل ِ ْساَل ِم ‪ ،‬قَا َل ‪َ :‬والَّ ِذي أَ ْك َر َم‪َ VV‬‬ ‫ال ‪ :‬فَأ َ ْخبَ َرهُ َرسُو ُل هَّللا ِ َ‬ ‫‪ ،‬فَقَ َ‬
‫ص ‪V‬لَّى هَّللا َعلَ ْي‪ِ V‬ه‬ ‫ي َش ْيئًا ‪ ،‬فَقَا َل َرسُو ُل هَّللا ِ َ‬ ‫ض هَّللا ُ َعلَ َّ‬‫ع َش ْيئًا ‪َ ،‬واَل أَ ْنقُصُ ِم َّما فَ َر َ‬ ‫اَل أَتَطَ َّو ُ‬
‫ق " [ أخرجه البخاري ]‬ ‫ص َد َ‬‫ق ‪ ،‬أَ ْو َد َخ َل ْال َجنَّةَ إِ ْن َ‬ ‫ص َد َ‬ ‫‪َ .‬و َسلَّ َم ‪ " :‬أَ ْفلَ َح إِ ْن َ‬

‫‪ :‬السبب السادس والثالثون ‪ /‬منيحة العنز‬


‫منيحة العنز من األس‪VV‬باب المؤدي‪VV‬ة إلى جن‪VV‬ة الخل‪VV‬د ومل‪V‬ك ال يبلى ‪ ،‬ومع‪VV‬نى منيح‪VV‬ة الع‪V‬نز ‪ :‬أي أن تق‪V‬دم ع‪VV‬نزاً أو ناق‪VV‬ة أو بق‪VV‬رة أو‬
‫جاموسة ‪ ،‬لفقير كي يستفيد من لبنها وصوفها ‪ ،‬ثم يردها إليك ‪ ،‬وقد جاء الشرع المطهر بمثل هذا التكاف‪VV‬ل االجتم‪VV‬اعي بين أف‪VV‬راد‬
‫ضي هَّللا َع ْنه َما قَ‪َ V‬‬
‫‪V‬ال ‪ :‬قَ‪VV‬ا َل‬ ‫األمة المسلمة ‪ ،‬فكانت منيحة العنز باب‪VV‬اً إلى الجن‪VV‬ة ‪ ،‬عن َع ْب َدهَّللا ِ ب َْن َع ْم ٍرو َر ِ‬
‫‪V‬ز ‪َ ،‬م‪VV‬ا ِم ْن‬ ‫ص ‪V‬لَةً ‪ ،‬أَعْاَل هُ َّن َمنِي َح‪ V‬ةُ ْال َع ْن‪ِ V‬‬
‫‪V‬ون َخ ْ‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪ " :‬أَرْ بَ ُع‪َ V‬‬
‫َرسُو ُل هَّللا ِ َ‬
‫ق َم ْو ُعو ِدهَا ‪ ،‬إِاَّل أَ ْد َخلَهُ هَّللا ُ بِهَا ْال َجنَّةَ‬
‫َعا ِم ٍل يَ ْع َم ُل بِخَصْ لَ ٍة ِم ْنهَا ‪َ ،‬ر َجا َء ثَ َوابِهَا ‪َ ،‬وتَصْ ِدي َ‬
‫‪ [ " .‬أخرجه البخاري ]‬
‫ومع‪VV‬نى منيح‪VV‬ة الع‪VV‬نز ‪ :‬أن تق‪VV‬دم لفق‪VV‬ير ع‪VV‬نزاً يحلبه‪VV‬ا ويس‪VV‬تفيد من لبنه‪VV‬ا وص‪VV‬وفها ‪ ،‬ثم‬
‫‪ .‬يعيدها إليك ‪ ،‬ويدخل في ذلك كل أنثى من بهيمة األنعام‬

‫‪ :‬السبب السابع والثالثون ‪ /‬حفظ أسماء هللا الحسنى‬


‫هذا السبب من أسهل األسباب المؤدية إلى الجنة ‪ ،‬لكن ليس الحفظ فقط هو الس‪VV‬بب في‬
‫دخول الجنة ‪ ،‬بل العمل بمقتضى كل اسم من أسماء هللا تعالى ‪ ،‬فتحقق معنى كل اس‪VV‬م‬
‫ضي هَّللا َع ْنه‬ ‫من أسمائه سبحانه ‪ ،‬عند ذلك يفوز العبد برضى ربه ‪َ ،‬ع ْن أَبِي هُ َري َْرةَ َر ِ‬
‫اس‪ً V‬ما ‪ِ ،‬مائَ‪V‬ةً إِاَّل‬
‫ين ْ‬ ‫‪V‬ال ‪ " :‬إِ َّن هَّلِل ِ تِ ْس‪َ V‬عةً َوتِ ْس‪ِ V‬ع َ‬
‫ص‪V‬لَّى هَّللا َعلَ ْي‪ِ V‬ه َو َس‪V‬لَّ َم قَ‪َ V‬‬ ‫‪ ،‬أَ َّن َرس َ‬
‫ُول هَّللا ِ َ‬
‫صاهَا َد َخ َل ْال َجنَّةَ " [ أخرجه البخاري ]‬ ‫احدًا ‪َ ،‬م ْن أَحْ َ‬ ‫‪َ .‬و ِ‬

‫‪ :‬السبب الثامن والثالثون ‪ /‬الصيام إيمانا ً واحتسابا ً‬


‫ص‪V‬لَّى هَّللا َعلَ ْي‪ِ V‬ه َو َس‪V‬لَّ َم قَ‪VV‬ا َل ‪ " :‬فِي ْال َجنَّ ِة‬
‫ضي هَّللا َع ْنه ‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِّي َ‬ ‫َع ْن َس ْه ِل ب ِْن َس ْع ٍد َر ِ‬
‫ون " [ أخرجه البخاري ]‬ ‫َّان ‪ ،‬اَل يَ ْد ُخلُهُ إِاَّل الصَّائِ ُم َ‬
‫ب ‪ ،‬فِيهَا بَابٌ يُ َس َّمى ال َّري َ‬ ‫ثَ َمانِيَةُ أَ ْب َوا ٍ‬
‫‪ ،‬وال يكون هذا األجر ودخول الجنة ‪ ،‬إال لمن صام إيمانا ً واحتسابا ً رجاء ث‪VV‬واب هللا ‪،‬‬
‫وتصديقا ً بوعده سبحانه ‪ ،‬أما من صام عادة ‪ ،‬أو ريا ًء وسمعة ‪ ،‬فه‪VV‬ذا ال أج‪VV‬ر ل‪VV‬ه ‪ ،‬أو‬
‫أجره ناقص ‪ ،‬ولهذا جاء في الحديث َع ْن أَبِي هُ َري َْرةَ رضي هللا عنه قَا َل ‪ :‬قَا َل َر ُس‪VV‬و ُل‬
‫ان إِي َمانًا َواحْ تِ َس‪V‬ابًا ‪ُ ،‬غفِ‪َ V‬ر لَ‪V‬هُ َم‪VV‬ا تَقَ‪َّ V‬د َم ِم ْن‬
‫ض َ‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪َ " :‬م ْن َ‬
‫صا َم َر َم َ‬ ‫هَّللا ِ َ‬
‫َذ ْنبِ ِه " [ متفق علي‪V‬ه ] ‪ ،‬ويص‪V‬دق ذل‪VV‬ك ق‪V‬ول هللا ج‪VV‬ل وعال ‪ " :‬إنم‪VV‬ا ي‪V‬وفى الص‪V‬ابرون‬
‫‪ " .‬أجرهم بغير حساب‬

‫‪ :‬السبب التاسع والثالثون ‪ /‬الصبر في فتنة الدجال‬


‫الدجال من أعظم الفتن التي تعرض على الناس منذ خلق آدم علي‪VV‬ه الس‪VV‬الم إلى أن ي‪VV‬رث هللا األرض ومن عليه‪VV‬ا ‪ ،‬فمن ص‪VV‬بر في‬
‫فتنة الدجال ‪ ،‬وصبر على خوارقه التي يؤيده هللا بها ‪ ،‬امتحان‪V‬ا ً للن‪VV‬اس واختب‪VV‬اراً لهم ‪ ،‬فه‪VV‬و من أه‪VV‬ل الجن‪VV‬ة حين‪VV‬ذاك ‪ ،‬ع َْن حُ َذ ْيفَ‪V‬ةَ‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪ " :‬ال َّدجَّا ُل أَ ْع َو ُر ْال َع ْي ِن ْاليُ ْس َرى ‪ُ ،‬جفَا ُل ال َّش َع ِر ـ كثير الش‪VV‬عر ـ َم َع‪ V‬هُ َجنَّةٌ َونَ‪VV‬ا ٌر ‪ ،‬فَنَ‪VV‬ا ُرهُ‬ ‫ال َرسُو ُل هَّللا ِ َ‬ ‫ال ‪ :‬قَ َ‬ ‫قَ َ‬
‫َّ‬
‫َعليْ‪ِ V‬ه َو َس‪V‬ل َم ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫هَّللا‬ ‫َّ‬
‫ص‪V‬لى‬ ‫هَّللا‬ ‫َ‬ ‫خَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َجنَّة ‪َ ،‬و َجنتهُ نَا ٌر " [ أخرجه مسلم ] ‪ ،‬وعَن أبِي أ َما َمة البَا ِهلِ ِّي رض‪V‬ي هللا عن‪VV‬ه ق‪V‬ا َل ‪ :‬طبَنَ‪V‬ا َر ُس‪V‬و ُل ِ َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬
‫َ‬ ‫فَ َكانَ أَ ْكثَ ُر ُخ ْ‬
‫ُ‬ ‫هَّللا‬
‫ض ُم ْن‪V‬ذ َذ َرأ ُ ذرِّ يَّةَ‬ ‫ُ‬ ‫‪V‬ال ‪ " :‬إِنَّهُ لَ ْم تَ ُك ْن فِ ْتنَ‪V‬ةٌ فِي اأْل َرْ ِ‬
‫طبَتِ ِه َح ِديثًا َح َّدثَنَاهُ ع َِن ال‪َّ V‬دجَّا ِل َو َح‪َّ V‬ذ َرنَاهُ ‪ ،‬فَ َك‪VV‬انَ ِم ْن قَوْ لِ‪ِ V‬ه أَ ْن قَ‪َ V‬‬
‫ُ‬ ‫ث نَبِيًّا إِاَّل َح َّذ َر أُ َّمتَهُ ال َّدج َ‬
‫ار ٌج فِي ُك ْم‬ ‫َّال ‪َ ،‬وأَنَا آ ِخ ُر اأْل َ ْنبِيَا ِء ‪َ ،‬وأَ ْنتُ ْم آ ِخ‪ُ V‬ر اأْل َم ِم ‪َ ،‬وهُ‪َ V‬و خَ‪ِ V‬‬ ‫آ َد َم ‪ ،‬أَ ْعظَ َم ِم ْن فِ ْتنَ ِة ال َّدجَّا ِل ‪َ ،‬وإِ َّن هَّللا َ لَ ْم يَ ْب َع ْ‬
‫هَّللا‬
‫ئ َح ِجي ُج نَف ِس ‪ِ V‬ه ‪َ ،‬و ُ خَ لِيفَتِي‬‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ظ ْه َرانَ ْي ُك ْم ‪ ،‬فَأنَا َح ِجي ٌج لِك ِّل ُم ْسلِ ٍم ‪َ ،‬وإِ ْن يَخرُجْ ِم ْن بَ ْع ِدي ‪ ،‬فَكلُّ ا ْم‪ِ V‬‬
‫‪V‬ر ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اَل َم َحالَةَ ‪َ ،‬وإِ ْن يَ ْخرُجْ َوأَنَا بَ ْينَ َ‬
‫ص‪V‬فَةً‬ ‫صفُهُ لَ ُك ْم ِ‬ ‫يث ِش َمااًل ‪ ،‬يَا ِعبَا َد هَّللا ِ فَ ْاثبُتُوا ‪ ،‬فَإِنِّي َسأ َ ِ‬
‫يث يَ ِمينًا َويَ ِع ُ‬ ‫اق ‪ ،‬فَيَ ِع ُ‬ ‫َعلَى ُك ِّل ُم ْسلِ ٍم ‪َ ،‬وإِنَّهُ يَ ْخ ُر ُج ِم ْن َخلَّ ٍة بَ ْينَ ال َّش ِام َو ْال ِع َر ِ‬
‫‪VV‬و ُر‬ ‫ي بَ ْع ِدي ‪ ،‬ثُ َّم ي ُْثنِّي فَيَقُو ُل أَنَا َربُّ ُك ْم َواَل ت ََروْ نَ َربَّ ُك ْم َحتَّى تَ ُموتُوا ‪َ ،‬وإِنَّهُ أَ ْع َ‬ ‫ص ْفهَا إِيَّاهُ نَبِ ٌّي قَ ْبلِي ‪ :‬إِنَّهُ يَ ْبدَأُ فَيَقُو ُل أَنَا نَبِ ٌّي َواَل نَبِ َّ‬ ‫لَ ْم يَ ِ‬
‫ب ‪َ ،‬وإِ َّن ِم ْن فِتنَتِ ِه أ َّن َم َع‪ V‬هُ َجنة َونَ‪VV‬ارًا ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ب أوْ َغي ِْر َكاتِ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْس بِأ ْع َو َر ‪َ ،‬وإِنهُ َمكتوبٌ بَ ْينَ َع ْينَ ْي ِه َكافِ ٌر ‪ ،‬يَق َر ُؤهُ كلُّ ُم ْؤ ِم ٍن َكاتِ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َوإِ َّن َربَّك ْم لي َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت النَّا ُر َعلَى‬ ‫ْف ‪ ،‬فَتَ ُكونَ َعلَ ْي‪ِ V‬ه بَ‪VV‬رْ دًا َو َس ‪V‬اَل ًما َك َم‪VV‬ا َك‪VV‬انَ ِ‬ ‫ث بِاهَّلل ِ َو ْليَ ْق َر ْأ فَ َواتِ َح ْال َكه ِ‬ ‫َار ِه ‪ ،‬فَ ْليَ ْست َِغ ْ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬
‫ب‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫َ ِ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬‫ٌ‬ ‫َا‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫فَنَا ُرهُ َجنَّةٌ ‪َ ،‬و‬
‫َان‬ ‫َ‬
‫ك ‪ ،‬فيَقو ُل ‪ :‬نَ َع ْم ‪ ،‬فيَتَ َمث ُل ل ‪V‬هُ َش ‪ْ V‬يطان ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ك ‪ ،‬أتَشهَ ُد أني َربُّ َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ك َوأ َّم َ‬ ‫ُ‬ ‫ك أبَا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫إِب َْرا ِهي َم ‪َ ،‬وإِ َّن ِمن فِتنَتِ ِه أن يَقو َل أِل ع َرابِ ٍّي ‪ :‬أ َرأيْتَ إِن بَ َعثت ل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ار ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ش‪V‬‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫َا‬ ‫ه‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ش‪V‬‬ ‫ُ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫‪V‬ا‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ت‬‫ق‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ٍ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫‪V‬‬
‫اح‬‫ِ‬ ‫و‬
‫ٍ َ‬ ‫س‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ُس‪V‬‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫‪V‬‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ك ‪َ ،‬وإِ َّن‬ ‫ي اتَّبِعْ‪ V‬هُ فَإِنَّهُ َربُّ َ‬ ‫فِي صُو َر ِة أَبِي ِه َوأُ ِّم ِه ‪ ،‬فَيَقُواَل ِن ‪ :‬يَا بُنَ َّ‬
‫يث َم ْن‬ ‫َحتَّى ي ُْلقَى ِشقَّتَ ْي ِن ثُ َّم يَقُو َل ا ْنظُرُوا إِلَى َع ْب ِدي هَ َذا ‪ ،‬فَإِنِّي أَ ْب َعثُهُ اآْل نَ ‪ ،‬ثُ َّم يَ ْز ُع ُم أَ َّن لَهُ َربًّا َغي ِْري ‪ ،‬فَيَ ْب َعثُ‪V‬هُ هَّللا ُ َويَقُ‪VV‬و ُل لَ‪V‬هُ ْالخَ بِ ُ‬
‫ك ِمنِّي ْاليَوْ َم " [ أخرجه ابن ماجة ] وع َْن‬ ‫صي َرةً بِ َ‬ ‫ت بَ ْع ُد أَ َش َّد بَ ِ‬ ‫ك ؟ فَيَقُو ُل ‪َ :‬ربِّ َي هَّللا ُ ‪َ ،‬وأَ ْنتَ َعد ُُّو هَّللا ِ ‪ ،‬أَ ْنتَ ال َّدجَّا ُل ‪َ ،‬وهَّللا ِ َما ُك ْن ُ‬ ‫َربُّ َ‬
‫الس‪َ V‬ما َء‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪َ " :‬ذلِكَ ال َّر ُج ُل أَرْ فَ ُع أُ َّمتِي َد َر َج‪ V‬ةً فِي ْال َجنَّ ِة " َوإِ َّن ِم ْن فِ ْتنَتِ‪ِ V‬ه أَ ْن يَ‪VV‬أْ ُم َر َّ‬ ‫ِ َ‬ ‫هَّللا‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ُو‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫َ َ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬ ‫أَبِي َ ِ ٍ َ‬
‫ا‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫ي‬‫ع‬ ‫س‬
‫ت ‪َ ،‬وإِ َّن ِم ْن‬ ‫اَّل‬ ‫ٌ‬
‫ض أ ْن تُ ْنبِتَ فَتُ ْنبِتَ ‪َ ،‬وإِ َّن ِم ْن فِ ْتنَتِ ِه أ ْن يَ ُم َّر بِال َح ِّي فَيُ َكذبُونَهُ فَاَل تَ ْبقَى لَهُ ْم َسائِ َمة إِ هَلَ َك ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَ ْن تُ ْم ِط َر فَتُ ْم ِط َر ‪َ ،‬ويَأ ُم َر ا رْ َ‬
‫َ‬ ‫أْل‬ ‫ْ‬
‫اش‪V‬ي ِه ْم ِم ْن يَ‪V‬وْ ِم ِه ْم‬ ‫ض أَ ْن تُ ْنبِتَ فَتُ ْنبِتَ َحتَّى تَ‪V‬رُو َح َم َو ِ‬ ‫ْ‬
‫ص ِّدقُونَهُ فَيَأ ُم َر ال َّس َما َء أَ ْن تُ ْم ِط‪َ V‬ر فَتُ ْم ِط‪َ V‬ر ‪َ ،‬ويَ‪V‬أ ُم َر اأْل َرْ َ‬ ‫ْ‬ ‫فِ ْتنَتِ ِه أَ ْن يَ ُم َّر بِ ْال َح ِّي فَيُ َ‬
‫ض إِاَّل َو ِطئَهُ َوظَهَ َر َعلَ ْي ‪ِ V‬ه ‪ ،‬إِاَّل َمكةََّ‬ ‫َ‬
‫ضرُوعًا ‪َ ،‬وإِنهُ اَل يَ ْبقَى َش ْي ٌء ِمنَ ا رْ ِ‬ ‫أْل‬ ‫َّ‬ ‫ص َر ‪َ ،‬وأ َد َّرهُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َت َوأَ ْعظ َمهُ ‪َ ،‬وأ َم َّدهُ خَ َوا ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك أَ ْس َمنَ َما َكان ْ‬ ‫َذلِ َ‬
‫ْ‬
‫ب اأْل َحْ َم ِر ِع ْن َد ُم ْنقَطَ‪ِ V‬‬
‫الس ‪V‬بَخَ ِة ‪،‬‬ ‫‪V‬ع َّ‬ ‫الظ َر ْي ِ‬ ‫ص ْلتَةً ‪َ ،‬حتَّى يَ ْن ِز َل ِع ْن َد ُّ‬ ‫ُوف َ‬ ‫ب ِم ْن نِقَابِ ِه َما إِاَّل لَقِيَ ْتهُ ْال َماَل ئِ َكةُ بِال ُّسي ِ‬ ‫َو ْال َم ِدينَةَ اَل يَأتِي ِه َما ِم ْن نَ ْق ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ق َواَل ُمنَافِقة إِ َخ َر َج إِل ْي ِه ‪ ،‬فتَنفِي الخَ بَث ِمنهَا َك َما يَنفِي ال ِكي ُر خَ بَث ال َح ِدي‪ِ VV‬د ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اَّل‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ت ‪ ،‬فاَل يَ ْبقى ُمنَافِ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فَتَرْ ُجفُ ْال َم ِدينَةُ بِأ َ ْهلِهَا ثَاَل ث َر َجفا ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ُول هَّللا ِ فَأ َ ْينَ ْال َع َربُ يَوْ َمئِ ٍذ ؟ قَا َل هُ ْم يَوْ َمئِ ٍذ قَلِي‪ٌ VV‬ل ‪َ ،‬و ُجلُّهُ ْم‬ ‫ت أَبِي ْال َع َك ِر ‪ :‬يَا َرس َ‬ ‫ُ‬
‫ك بِ ْن ُ‬ ‫ت أ ُّم َش ِري ٍ‬ ‫ص ‪ ،‬فَقَالَ ْ‬ ‫ك ْاليَوْ ُم يَوْ َم ْالخَ اَل ِ‬ ‫َويُ ْدعَى َذلِ َ‬
‫الص‪V‬ب َْح ف َر َج‪َ V‬ع‬ ‫َ‬ ‫يس‪V‬ى اب َم‪VV‬رْ يَ َم ُّ‬ ‫ْنُ‬ ‫الص‪ْ V‬ب َح ‪ ،‬إِذ نَ‪َ V‬ز َل َعل ْي ِه ْم ِع َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُصلي بِ ِه ُم ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫صالِ ٌح ‪ ،‬فبَ ْينَ َما إِ َما ُمهُ ْم قد تَقد َم ي َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س ‪َ ،‬وإِ َما ُمهُ ْم َر ُج ٌل َ‬ ‫ت ْال َم ْق ِد ِ‬ ‫بِبَ ْي ِ‬
‫صلِّ ‪ ،‬فَإِنَّهَا لَكَ‬ ‫ض ُع ِعي َسى يَ َدهُ بَ ْينَ َكتِفَ ْي ِه ‪ ،‬ثُ َّم يَقُو ُل لَهُ ‪ :‬تَقَ َّد ْم فَ َ‬ ‫اس ‪ ،‬فَيَ َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ى‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫صُ‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك ِ َ‬‫إْل‬ ‫ا‬ ‫َذلِ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪V‬اب ‪ ،‬فيُفت ُح َو َو َرا َءهُ ال‪V‬دجَّا ُل َم َع‪ V‬هُ َس‪V‬بعُونَ أل‪VV‬فَ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ص َرفَ ‪ ،‬قا َل ِعي َسى َعلي ِه الس‪ V‬م ‪ :‬افت ُح‪VV‬وا البَ‪َ V‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اَل‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫صلي بِ ِه ْم إِ َما ُمهُ ْم ‪ ،‬فإِذا ان َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫أُقِي َمت ‪ ،‬فيُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َاربًا ‪َ ،‬ويَقو ُل ِعي َسى َعلَ ْي‪ِ V‬ه‬ ‫ُ‬ ‫اب َك َما يَذوبُ ال ِمل ُح فِي ال َما ِء ‪َ ،‬ويَ ْنطَلِ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫اج ‪ ،‬فَإ ِ َذا نَظَ َر إِلَ ْي ِه ال َّدجَّا ُل َذ َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يَهُو ِديٍّ ‪ُ ،‬كلُّهُ ْم ذو َسي ٍ‬ ‫ُ‬
‫قه ِ‬ ‫ْف ُم َحلى َو َس ٍ‬
‫ق هَّللا ُ‬ ‫ب اللُّ ِّد ال َّشرْ قِ ِّي ‪ ،‬فَيَ ْقتُلُهُ فَيَه ِْز ُم هَّللا ُ ْاليَهُو َد ‪ ،‬فَاَل يَ ْبقَى َش ‪ْ V‬ي ٌء ِم َّما خَ لَ ‪َ V‬‬ ‫ضرْ بَةً لَ ْن تَ ْسبِقَنِي بِهَا ‪ ،‬فَيُ ْد ِر ُكهُ ِع ْن َد بَا ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ال َّساَل م ‪ :‬إِ َّن لِي فِي َ‬
‫ق ‪ ،‬إِاَّل‬ ‫ْ‬
‫ك الش ْي َء ‪ ،‬اَل َح َج َر َواَل َش َج َر َواَل َحائِ‪V‬ط َواَل دَابَّةَ إِ الغَرْ قَ‪َ V‬دةَ فَإِنهَ‪VV‬ا ِم ْن َش‪َ V‬ج ِر ِه ْم اَل تَن ِط‪ُ V‬‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫اَّل‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ق ُ َذلِ َ‬ ‫هَّللا‬ ‫ي إِ أنط َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اَّل‬ ‫ارى بِ ِه يَهُو ِد ٌّ‬ ‫يَت ََو َ‬
‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ص‪V‬‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫الس‪V‬‬‫َّ‬ ‫‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫س‪V‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‪V‬ونَ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫رْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َّا‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫َّ‬ ‫إ‬ ‫و‬
‫ِ َ َ َ َِ‬ ‫‪:‬‬ ‫م‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫هَّللا‬ ‫ى‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ص‬‫ِ َ‬ ‫هَّللا‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫ُو‬ ‫س‬ ‫ر‬‫َ َ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫ا‬ ‫ال‬
‫َ َ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ٌّ‬ ‫د‬
‫َ ِ‬ ‫ُو‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬
‫ِ ُ َِ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬
‫س‬ ‫م‬ ‫ال‬‫ْ‬ ‫هَّللا‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ال َ‬
‫ي‬ ‫‪:‬‬ ‫قَ َ‬
‫َّ‬
‫ب ال َم ِدينَ ِة ‪ ،‬فَاَل يَ ْبلغ بَابَهَا ا خَ‪َ VV‬ر ‪َ ،‬حتى‬ ‫آْل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ال َّسنَ ِة ‪َ ،‬وال َّسنَة َكالشه ِْر ‪َ ،‬والش ْه ُر َكال ُج ُم َع ِة ‪َ ،‬وآ ِخ ُر أيَّا ِم ِه َكالش َر َر ِة ‪ ،‬يُصْ بِ ُح أ َح ُدك ْم َعلى بَا ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫الص ‪V‬اَل ةَ ‪َ ،‬ك َم‪VV‬ا تَ ْق‪ُ V‬درُونَهَا فِي هَ ‪ِ V‬ذ ِه اأْل َي َِّام‬ ‫ال ‪ " :‬تَ ْق ُدرُونَ فِيهَا َّ‬ ‫ار ؟ قَ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫صلِّي فِي تِ ْلكَ اأْل َي َِّام ْالقِ َ‬ ‫ُول هَّللا ِ ‪َ :‬ك ْيفَ نُ َ‬ ‫يُ ْم ِس َي ‪ ،‬فَقِي َل لَهُ يَا َرس َ‬
‫الس‪ V‬م فِي أ َّمتِي َح َك ًم‪VV‬ا َع‪ V‬د ‪َ ،‬وإِ َما ًم‪VV‬ا‬ ‫اًل‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫اَل‬ ‫َ‬
‫َعل ْي ِه َو َسل َم ‪ ،‬فيَكونُ ِعي َسى ابْنُ َمرْ يَ َم َعل ْي‪ِ V‬ه َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫هَّللا‬ ‫صلى‬‫َّ‬ ‫صلُّوا " ‪ ،‬قَا َل َرسُو ُل ِ َ‬ ‫هَّللا‬ ‫الطِّ َوا ِل ‪ ،‬ثُ َّم َ‬
‫الش‪V‬حْ نَا ُء‬ ‫‪V‬ير ‪َ ،‬وتُرْ فَ‪ُ V‬ع َّ‬ ‫الص‪َ V‬دقَةَ فَاَل ي ُْس‪َ V‬عى َعلَى َش‪V‬ا ٍة َواَل بَ ِع‪ٍ V‬‬ ‫ك َّ‬ ‫ض‪ُ V‬ع ال ِج ْزيَ‪V‬ةَ ‪َ ،‬ويَ ْت‪ُ V‬ر ُ‬ ‫ْ‬ ‫يب ‪َ ،‬ويَ‪VV‬ذبَ ُح ال ِخ ْن ِزي‪َ V‬ر ‪َ ،‬ويَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫الص‪V‬لِ َ‬ ‫ق َّ‬ ‫ُم ْق ِسطًا ‪ ،‬يَ ُد ُّ‬
‫ُ‬
‫ض َّرهُ ‪َ ،‬وتفِ َّر ال َولِي َدة ا َس َد ف يَضُرُّ هَا ‪َ ،‬ويَك‪VV‬ونَ‬ ‫اَل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أْل‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اَل‬ ‫َ‬
‫ت حُ َم ٍة ‪َ ،‬حتى يُد ِخ َل ال َولِيد يَ َدهُ فِي فِي ال َحيَّ ِة ف ت ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َوالتَّبَا ُغضُ ‪َ ،‬وتنزع ُح َمة كلِّ ذا ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫َض‪ُ V‬ع‬ ‫ال ِّذ ْئبُ فِي ْال َغن َِم َكأَنَّهُ َك ْلبُهَا ‪َ ،‬وتُ ْمأَل اأْل رْ ضُ ِمنَ السِّل ِم َك َما يُ ْمأَل اإْل ِ نَا ُء ِمنَ ال َما ِء ‪َ ،‬وتَ ُكونُ ال َكلِ َم‪ V‬ةُ َوا ِح‪َ V‬دةً ‪ ،‬فَاَل يُ ْعبَ‪ُ V‬د إِاَّل ُ ‪َ ،‬وت َ‬
‫هَّللا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ف ِمنَ‬ ‫ط ِ‬ ‫ت نَبَاتَهَا بِ َع ْه ِد آ َد َم َحتَّى يَجْ تَ ِم َع النَّفَ ُر َعلَى ْالقِ ْ‬ ‫ض ِة ‪ ،‬تُ ْنبِ ُ‬ ‫ور ْالفِ َّ‬ ‫ْال َحرْ بُ أَوْ زَ ا َرهَا ‪َ ،‬وتُ ْسلَبُ قُ َريْشٌ ُم ْل َكهَا ‪َ ،‬وتَ ُكونُ اأْل َرْ ضُ َكفَاثُ ِ‬
‫ت ‪ ،‬قَ‪VV‬الوا يَ‪VV‬ا‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ب فَيُ ْشبِ َعهُ ْم ‪َ ،‬ويَجْ تَ ِم َع النَّفَ ُر َعلَى الرُّ َّمانَ ِة فَتُ ْشبِ َعهُ ْم ‪َ ،‬ويَ ُكونَ الثوْ ُر بِ َك َذا َو َك َذا ِمنَ ال َما ِل ‪َ ،‬وتَ ُكونَ الفَ َرسُ بِال ‪ُّ V‬د َر ْي ِه َما ِ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْال ِعنَ ِ‬
‫َّال‬‫ُوج ال ‪َّ V‬دج ِ‬ ‫‪V‬ل ُخ‪ V‬ر ِ‬ ‫ث اأْل َرْ ضُ ُكلُّهَا َوإِ َّن قَ ْب‪َ V‬‬ ‫ب أَبَدًا قِي َل لَهُ فَ َما يُ ْغلِي الثَّوْ َر قَا َل تُحْ َر ُ‬ ‫س قَا َل اَل تُرْ َكبُ لِ َحرْ ٍ‬ ‫َرسُو َل هَّللا ِ َو َما يُرْ ِخصُ ْالفَ َر َ‬
‫ض فَتَحْ بِسُ‬ ‫ث َمط ِرهَ‪V‬ا َويَ‪VV‬أ ُم ُر ا رْ َ‬ ‫َ‬ ‫أْل‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫س ثل َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ع َش ِدي ٌد يَأ ُم ُر ُ ال َّس َما َء فِي ال َّسنَ ِة ا ولى أ ْن تَحْ بِ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أْل‬ ‫هَّللا‬ ‫ْ‬ ‫اس فِيهَا جُو ٌ‬ ‫صيبُ النَّ َ‬ ‫ت ِشدَا ٍد يُ ِ‬ ‫ث َسنَ َوا ٍ‬ ‫ثَاَل َ‬
‫الس ‪V‬نَ ِة الثَّالِثَ ‪ِ V‬ة‬ ‫الس ‪َ V‬ما َء فِي َّ‬ ‫ض فَتَحْ بِسُ ثُلُثَ ْي نَبَاتِهَا ثُ َّم يَ‪VV‬أ ُم ُر هَّللا ُ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ث نَبَاتِهَا ثُ َّم يَأ ُم ُر ال َّس َما َء فِي الثَّانِيَ ِة فَتَحْ بِسُ ثُلُثَ ْي َمطَ ِرهَا َويَأ ُم ُر اأْل َرْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ثُلُ َ‬
‫ف إِ هَل َكت إِ َم‪VV‬ا َش ‪V‬ا َء‬ ‫اَّل‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اَّل‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ض فتَحْ بِسُ نَبَاتَهَا كلهُ فاَل تنبِت خَ ضْ َرا َء فاَل تَ ْبقى ذات ِظل ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أْل‬ ‫ْ‬
‫فَتَحْ بِسُ َمط َرهَا كلهُ فاَل تق ِط ُر قط َرة َويَأ ُم ُر ا رْ َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪V‬ام " [ أخرج‪VV‬ه‬ ‫ك َعلَ ْي ِه ْم ُمجْ‪َ V‬رى الطَّ َع‪ِ V‬‬ ‫ك ال َّز َما ِن قَا َل التَّ ْهلِي ُل َوالتَّ ْكبِي ُر َوالتَّ ْسبِي ُح َوالتَّحْ ِمي ُد َويُجْ‪َ V‬رى َذلِ‪َ V‬‬ ‫هَّللا ُ قِي َل فَ َما يُ ِعيشُ النَّاسُ فِي َذلِ َ‬
‫ب‬‫ص ْبيَانَ فِي الكتا ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ب َحتى يُ َعل َمهُ ال ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ي ‪ :‬يَنبَ ِغي أن يُدف َع هَذا ال َح ِديث إِلى ال ُم َؤ ِّد ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اربِ َّ‬ ‫ْ‬
‫‪ .‬ابن ماجة ] قَا َل َع ْب َد الرَّحْ َم ِن ال ُم َح ِ‬

‫‪ :‬السبب األربعون ‪ /‬الصبر على األمراض واالبتالءات‬


‫س رض‪VV‬ي هللا عنهم‪VV‬ا ‪ ،‬أَاَل‬ ‫‪V‬ال لِي اب ُْن َعبَّا ٍ‬ ‫‪V‬ال ‪ :‬قَ‪َ V‬‬ ‫‪V‬اح رحم‪VV‬ه هللا قَ‪َ V‬‬ ‫قال َعطَ‪VV‬ا ُء ب ُْن أَبِي َربَ‪ٍ V‬‬
‫ص‪V‬لَّى‬ ‫ي َ‬ ‫الس‪ْ V‬و َدا ُء ‪ ،‬أَتَ ِ‬
‫ت النَّبِ َّ‬ ‫ال ‪ :‬هَ ِذ ِه ْال َمرْ أَةُ َّ‬ ‫ت ‪ :‬بَلَى ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ك ا ْم َرأَةً ِم ْن أَ ْه ِل ْال َجنَّ ِة ؟ قُ ْل ُ‬ ‫أُ ِري َ‬
‫‪V‬ال ‪ :‬إِ ْن ِش‪ْ V‬ئ ِ‬
‫ت‬ ‫ع هَّللا َ لِي ‪ ،‬قَ‪َ V‬‬ ‫ع ‪َ ،‬وإِنِّي أَتَ َك َّش‪ُ V‬‬
‫ف ‪ ،‬فَ‪VV‬ا ْد ُ‬ ‫ص‪َ V‬ر ُ‬ ‫ت ‪ :‬إِنِّي أُ ْ‬ ‫هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪ ،‬فَقَالَ ْ‬
‫ت ‪ :‬إِنِّي‬ ‫ت ‪ :‬أَ ْ‬
‫ص‪V‬بِ ُر ‪ ،‬فَقَ‪VV‬الَ ْ‬ ‫ك " فَقَ‪VV‬الَ ْ‬‫ت هَّللا َ أَ ْن يُ َعافِيَ ِ‬
‫ت َد َع ْو ُ‬ ‫ك ْال َجنَّةُ ‪َ ،‬وإِ ْن ِش ْئ ِ‬ ‫ت َولَ ِ‬‫صبَرْ ِ‬ ‫َ‬
‫ف ‪ ،‬فَ َد َعا لَهَا " [ أخرجه البخاري ]‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع َ لِي أ ْن اَل أتَ َك َّش َ‬ ‫هَّللا‬ ‫ف فَا ْد ُ‬ ‫َ‬
‫‪ .‬أتَ َك َّش ُ‬
‫‪ :‬وقسم العلماء الصبر إلى ثالثة أقسام‬
‫‪1-‬‬ ‫‪ .‬صبر على طاعة هللا‬
‫‪ .‬صبر عن محارم هللا ‪2-‬‬

‫‪ .‬صبر على أقدار هللا بقسميها ‪ :‬المؤلمة ‪ ،‬والمالئمة ‪3-‬‬

‫من هللا عليه بالتقوى والخ‪VV‬وف من‪VV‬ه س‪VV‬بحانه ‪ ،‬وإال فهي‬ ‫الصبر منزلة ال يؤتاها إال من َّ‬
‫‪ .‬منزلة األنبياء والرسل ‪ ،‬والعلماء والصلحاء‬
‫ومن ذلك الصبر على األمراض العضوية والغير عض‪VV‬وية ‪ ،‬بحيث يحتس‪VV‬ب اإلنس‪VV‬ان‬
‫األجر عند هللا تعالى ‪ ،‬ال سيما إذا كانت هذه األمراض مما سنذكر عالجه في الحديث‬
‫الذي سيأتي ‪ ،‬فهذه العالجات من ص‪VV‬بر على أمراض‪VV‬ها ‪ ،‬وأس‪VV‬قامها ‪ ،‬وأدوائه‪VV‬ا ‪ ،‬ن‪VV‬ال‬
‫‪V‬ال النَّبِ ُّي‬ ‫ال ‪ :‬قَ‪َ V‬‬ ‫س رضي هللا عنهما قَ َ‬ ‫مكانة عظيمة ‪ ،‬وتبوء منزلة رفيعة ‪َ ،‬ع ْن اب ُْن َعبَّا ٍ‬
‫ي اأْل ُ َم ُم ‪ ،‬فَأ َ َخ َذ النَّبِ ُّي يَ ُمرُّ َم َعهُ اأْل ُ َّمةُ ‪َ ،‬والنَّبِ ُّي يَ ُمرُّ‬
‫ت َعلَ َّ‬ ‫ض ْ‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪ُ " :‬ع ِر َ‬ ‫َ‬
‫َم َعهُ النَّفَ ُر ‪َ ،‬والنَّبِ ُّي يَ ُمرُّ َم َعهُ ْال َع َش َرةُ ‪َ ،‬والنَّبِ ُّي يَ ُمرُّ َم َعهُ ْال َخ ْم َس ‪V‬ةُ ‪َ ،‬والنَّبِ ُّي يَ ُم‪VV‬رُّ َوحْ ‪َ V‬دهُ ‪،‬‬
‫‪V‬ال ‪ :‬اَل ‪َ ،‬ولَ ِك ِن ا ْنظُ‪VV‬رْ إِلَى‬ ‫ت يَ‪VV‬ا ِجب ِْري‪ُ V‬ل ‪ :‬هَ‪V‬ؤُاَل ِء أُ َّمتِي ؟ قَ‪َ V‬‬ ‫ت فَإِ َذا َس َوا ٌد َكثِي ٌر ‪ ،‬قُ ْل ُ‬ ‫فَنَظَرْ ُ‬
‫ُون أَ ْلفًا قُ ‪َّ V‬دا َمهُ ْم ‪ ،‬اَل‬
‫ك ‪َ ،‬وهَؤُاَل ِء َس ْبع َ‬ ‫ال ‪ :‬هَؤُاَل ِء أُ َّمتُ َ‬ ‫ت فَإِ َذا َس َوا ٌد َكثِي ٌر ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ق ! فَنَظَرْ ُ‬ ‫اأْل ُفُ ِ‬
‫ون ‪َ ،‬واَل‬ ‫ون ‪َ ،‬واَل يَ ْس‪V‬تَرْ قُ َ‬ ‫ال ‪َ :‬كانُوا اَل يَ ْكتَ‪ُ V‬و َ‬ ‫ت ‪َ :‬ولِ َم ؟ قَ َ‬ ‫اب ‪ ،‬قُ ْل ُ‬ ‫اب َعلَ ْي ِه ْم ‪َ ،‬واَل َع َذ َ‬ ‫ِح َس َ‬
‫ع هَّللا َ أَ ْن‬ ‫‪V‬ال ‪ :‬ا ْد ُ‬‫ص‪ٍ V‬ن ‪ ،‬فَقَ‪َ V‬‬ ‫اش‪V‬ةُ ب ُْن ِمحْ َ‬ ‫ون " فَقَ‪VV‬ا َم إِلَ ْي‪ِ V‬ه ُع َّك َ‬ ‫ُون ‪َ ،‬و َعلَى َربِّ ِه ْم يَتَ َو َّكلُ َ‬ ‫يَتَطَيَّر َ‬
‫ع هَّللا َ أَ ْن‬ ‫‪VV‬ال ‪ :‬ا ْد ُ‬ ‫آخ‪ُ VV‬ر قَ َ‬ ‫‪VV‬ال ‪ :‬اللَّهُ َّم اجْ َع ْل‪VV‬هُ ِم ْنهُ ْم " ثُ َّم قَ‪VV‬ا َم إِلَيْ‪ِ VV‬ه َرجُ‪ٌ VV‬ل َ‬ ‫يَجْ َعلَنِي ِم ْنهُ ْم ‪ ،‬قَ َ‬
‫ك بِهَا ُع َّكا َشةُ " [ متفق عليه واللفظ للبخاري ]‬ ‫ال ‪َ " :‬سبَقَ َ‬ ‫‪ .‬يَجْ َعلَنِي ِم ْنهُ ْم ‪ ،‬قَ َ‬
‫فأولئك السبعون ألفا ً يدخلون الجنة بغير حساب وال عذاب ‪ ،‬ألنهم صبروا في ذات هللا‬
‫‪ ،‬وتمتعوا بنعيم الجنة ‪ ،‬بل وأعظم من ذلك أنهم فرحوا بتجاوز الص‪VV‬راط بال ع‪VV‬ذاب ‪،‬‬
‫وال حساب ‪ ،‬ألن من نوقش الحس‪VV‬اب ُع‪VV‬ذب ‪ ،‬وربم‪VV‬ا ك‪VV‬ان الع‪VV‬ذاب نفس‪VV‬يا ً لش‪VV‬دته على‬
‫نفسه ‪ ،‬وربما كان حقيقيا ً واقع على الجسد وال‪VV‬روح ‪ ،‬فنس‪VV‬أل هللا تع‪VV‬الى أن يجعلن‪VV‬ا من‬
‫أولئك السبعين ألفا ً الذين ي‪VV‬دخلون الجن‪VV‬ة بغ‪VV‬ير حس‪VV‬اب وال ع‪V‬ذاب ‪ ،‬فرحم‪VV‬ة هللا تع‪VV‬الى‬
‫‪ .‬وسعت كل شيء ‪ ،‬ورحمته سبقت غضبه سبحانه‬
‫وأبشر المسلمين والمسلمات بأنه ورد في أحاديث أخر ‪ ،‬أن مع كل ألف س‪VV‬بعين ألف ‪V‬ا ً ‪،‬‬
‫فيكون المجموع ‪ [ 70.000.000‬سبعون مليونا ً ] ‪ ،‬أما البقية فسوف يُحاسبون وربما‬
‫يُعذبون ‪ ،‬فنسأل هللا تعالى أن يدخلنا الجن‪VV‬ة بغ‪VV‬ير حس‪VV‬اب وال ع‪VV‬ذاب ‪ ،‬فعن أَبَي أُ َما َم‪ V‬ةَ‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم يَقُو ُل ‪َ " :‬و َع‪َ V‬دنِي َربِّي أَ ْن‬ ‫ُول هَّللا ِ َ‬‫ْت َرس َ‬ ‫رضي هللا عنه قال ‪َ :‬س ِمع ُ‬
‫ُون‬ ‫ف ‪َ ،‬س‪ْ VV‬بع َ‬ ‫اب ‪َ ،‬م َع ُك ِّل أَ ْل ٍ‬ ‫اب َعلَ ْي ِه ْم َواَل َع َذ َ‬ ‫ين أَ ْلفًا ‪ ،‬اَل ِح َس َ‬ ‫يُ ْد ِخ َل ْال َجنَّةَ ِم ْن أُ َّمتِي َسب ِْع َ‬
‫ت ِم ْن َحثَيَاتِ‪ِ VV‬ه " [ أخرج‪VV‬ه الترم‪VV‬ذي وابن ماج‪VV‬ة وأحم‪VV‬د بإس‪VV‬ناد‬ ‫ث َحثَيَ‪VV‬ا ٍ‬ ‫أَ ْلفً‪VV‬ا ‪َ ،‬وثَاَل ُ‬
‫صحيح ‪ ،‬انظر مشكاة المصابيح ‪ ، ] 1541 V / 3‬والحثيات ‪ :‬كناي‪VV‬ة عن الك‪VV‬ثرة ‪ ،‬فاهلل‬
‫جل وعال ال تضره معصية العاصي ‪ ،‬وال تنفعه طاعة المطيع ‪ ،‬ولكن‪VV‬ه س‪VV‬بحانه خل‪VV‬ق‬
‫‪ " .‬الخلق كما سبحانه ‪ " :‬ليبلوكم أيكم أحسن عمالً‬
‫وال شك أن العدد قليل مقارنة بعدد المسلمين منذ ب‪VV‬زوغ فج‪VV‬ر اإلس‪VV‬الم ح‪VV‬تى ي‪VV‬رث هللا‬
‫األرض ومن عليه‪VV‬ا ‪ ،‬كي‪VV‬ف ال يك‪VV‬ون قليالً وع‪VV‬دد المس‪VV‬لمين الي‪VV‬وم يتج‪VV‬اوز الملي‪VV‬ار‬
‫وثالثمائة مليون مسلم ‪ ،‬لكن ه‪VV‬ذا يجعلن‪VV‬ا نتن‪VV‬افس على تل‪VV‬ك المقاع‪VV‬د في الجن‪VV‬ة ‪ ،‬بغ‪VV‬ير‬
‫حساب وال ع‪VV‬ذاب ‪ ،‬فه‪VV‬ل من مش‪VV‬مر ؟ وه‪VV‬ل من عائ‪VV‬د إلى هللا تع‪VV‬الى ‪ ،‬يرج‪VV‬و رحم‪VV‬ة‬
‫رب‪VV‬ه ‪ ،‬ويخ‪VV‬اف عذاب‪VV‬ه ؟ وه‪VV‬ل من متب‪VV‬ع للكت‪VV‬اب العزي‪VV‬ز ‪ ،‬ومتقص للس‪VV‬نة الش‪VV‬ريفة ؟‬
‫فأعرض نفسك على كتاب هللا تعالى ‪ ،‬وسنة نبيه كي ت‪VV‬رى ءأنت من الن‪VV‬اجين ؟ أم من‬
‫‪ .‬المعاقبين ؟‬
‫فالصبر على األمراض رجاء ثواب هللا تعالى ‪ ،‬س‪VV‬بب ل‪VV‬دخول الجن‪VV‬ة ‪ ،‬وليس ال‪VV‬دخول‬
‫فحسب ‪ ،‬بل الدخول بال حساب وال ع‪VV‬ذاب ‪ ،‬فيص‪VV‬بر العب‪VV‬د على ألوائ‪VV‬ه وش‪VV‬دته ‪ ،‬وال‬
‫يتعرض للرقية وال الكي ‪ ،‬ألن الكي آخر العالج ‪ ،‬بل ربما نهى عن‪VV‬ه ص‪VV‬لى هللا علي‪VV‬ه‬
‫س رض‪VV‬ي هللا عنهم‪VV‬ا ‪َ ،‬ع ِن‬ ‫وسلم ‪ ،‬فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث اب ِْن َعبَّا ٍ‬
‫الش‪V‬فَا ُء فِي ثَاَل ثَ‪ٍ V‬ة ‪ :‬فِي َش‪V‬رْ طَ ِة ِمحْ َج ٍم ‪ ،‬أَ ْو َش‪V‬رْ بَ ِة‬ ‫‪V‬ال ‪ِّ " :‬‬ ‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي‪ِ V‬ه َو َس‪V‬لَّ َم قَ‪َ V‬‬ ‫النَّبِ ِّي َ‬
‫ار ‪َ ،‬وأَنَا أَ ْنهَى أُ َّمتِي َع ِن ْال َك ِّي " ‪ ،‬وق‪V‬د ورد في الح‪VV‬ديث الس‪VV‬ابق ‪ :‬أن‬ ‫َع َس ٍل ‪ ،‬أَ ْو َكيَّ ٍة بِنَ ٍ‬
‫ممن يدخلون الجنة بغير حساب وال عذاب ق‪VV‬ال ‪ " :‬وال يكت‪VV‬وون " ‪ ،‬وهن‪VV‬ا حث الن‪VV‬بي‬
‫صلى هلل عليه وسلم على الكي ‪ ،‬ونهى عنه ‪ ،‬فكي‪V‬ف نجم‪V‬ع بين ذل‪V‬ك كل‪V‬ه ؟ يع‪V‬ني ه‪V‬ل‬
‫الكي مفيد ؟ أم منهي عنه ؟‬
‫والصحيح أنه مكروه لما يسببه من ألم ‪ ،‬وربما احتمل أن يكون مع‪V‬ه خط‪V‬ر على حي‪V‬اة‬
‫‪ " .‬اإلنسان ‪ ،‬ولهذا كان العرب يقولون ‪ " :‬آخر الدواء الكي‬
‫وقال ابن حجر رحمه هللا جمع‪V‬ا ً بين األدل‪VV‬ة ‪ :‬يع‪VV‬ني بين كراه‪VV‬ة الن‪VV‬بي ص‪VV‬لى هللا علي‪VV‬ه‬
‫وسلم له ‪ ،‬وبين استعماله ل‪VV‬ه ‪ :‬أن‪VV‬ه ال ي‪VV‬ترك مطلق‪V‬ا ً ‪ ،‬وال يس‪VV‬تعمل مطلق‪V‬ا ً ‪ ،‬ألن‪VV‬ه ربم‪VV‬ا‬
‫كانت هناك أمراض ال ينفع فيها إال الكي ‪ ،‬وقيل ‪ :‬أن جانب الخطر فيه أغلب ‪ ،‬وربما‬
‫كان ذلك من قبيل كراهته ص‪VV‬لى هللا علي‪V‬ه وس‪VV‬لم ألك‪VV‬ل الض‪VV‬ب ‪ ،‬م‪VV‬ع أن‪V‬ه حالل ‪ ،‬وق‪V‬د‬
‫يكون الكي من قبيل تحريم المولى جل وعال للخمر ‪ ،‬مع أن فيها منافع ‪ ،‬وفيها مضار‬
‫‪ ،‬لكن لما طغت مضارها على منافعها حرمها هللا تعالى ‪ ،‬لكن الص‪VV‬حيح أن الكي ليس‬
‫محرما ً ‪ ،‬بل مكروها ً ما لم تدع الحاج‪V‬ة الماس‪V‬ة إلي‪V‬ه ‪ ،‬وإال فال ‪ ،‬فه‪V‬و ج‪V‬ائز للحاج‪V‬ة ‪،‬‬
‫واألولى تركه ‪ ،‬حتى يكون ممن يدخلون الجنة بغير حساب وال عذاب ‪ [ .‬فتح الباري‬
‫‪ 191 ، 169 / 10 .‬بتصرف ]‬
‫ومما ورد الحديث بالمنع منه ‪ ،‬الطيرة ‪ :‬وهي التشاؤم ‪ ،‬فالمؤمن ال يتشاءم ‪ ،‬بق‪VV‬در م‪VV‬ا‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ‪ِ V‬ه َو َس ‪V‬لَّ َم‬‫ت الطِّيَ َرةُ ِع ْن َد النَّبِ ِّي َ‬‫ال أَحْ َم ُد ْالقُ َر ِش ُّي ُذ ِك َر ِ‬
‫يكون متفائالً دائما ً ‪ ،‬قَ َ‬
‫ال ‪ " :‬أَحْ َسنُهَا ْالفَأْ ُل ‪َ ،‬واَل تَ ُر ُّد ُم ْسلِ ًما ‪ ،‬فَإِ َذا َرأَى أَ َح ُد ُك ْم َما يَ ْك َرهُ فَ ْليَقُ ِل ‪ :‬اللَّهُ َّم اَل يَأْتِي‬ ‫فَقَ َ‬
‫ك " [ أخرج‪VV‬ه‬ ‫ت ‪َ ،‬واَل َح ْو َل َواَل قُ َّوةَ إِاَّل بِ ‪َ V‬‬‫ت إِاَّل أَ ْن َ‬
‫ت ‪َ ،‬واَل يَ ْدفَ ُع ال َّسيِّئَا ِ‬ ‫ت إِاَّل أَ ْن َ‬
‫بِ ْال َح َسنَا ِ‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َس ‪V‬لَّ َم ‪" :‬‬ ‫ضي هَّللا َع ْنه قَ َ‬
‫ال ‪ :‬قَا َل النَّبِ ُّي َ‬ ‫أبو داود ] ‪ ،‬و َع ْن أَبِي هُ َري َْرةَ َر ِ‬
‫ال ‪َ :‬و َما ْالفَ‪VV‬أْ ُل يَ‪VV‬ا َر ُس‪V‬و َل هَّللا ِ ؟ قَ‪VV‬ا َل ‪ْ " :‬ال َكلِ َم‪ V‬ةُ َّ‬
‫الص‪V‬الِ َحةُ‬ ‫اَل ِطيَ َرةَ ‪َ ،‬و َخ ْي ُرهَا ْالفَأْ ُل " قَ َ‬
‫يَ ْس َم ُعهَا أَ َح ُد ُك ْم " [ أخرجه البخاري ومسلم ] ‪ ،‬لكن الطيرة أو التشاؤم قد يك‪V‬ون ج‪VV‬ائزاً‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َك َ‬
‫ان‬ ‫ك رضي هللا عنه ‪ ،‬أَ َّن َرسُو َل هَّللا ِ َ‬ ‫في ثالث ‪َ ،‬ع ْن َس ْع ِد ب ِْن َمالِ ٍ‬
‫س‬‫‪V‬ر ِ‬ ‫يَقُو ُل ‪ " :‬اَل هَا َمةَ ‪َ ،‬واَل َع ْد َوى ‪َ ،‬واَل ِطيَ َرةَ ‪َ ،‬وإِ ْن تَ ُك ِن الطِّيَ َرةُ فِي َش ‪ْ V‬ي ٍء ‪ ،‬فَفِي ْالفَ‪َ V‬‬
‫ار " [ أخرجه أبو داود ‪ ،‬وصححه األلباني رحمه هللا ‪ ، ] 477 V/ 2‬يعني‬ ‫َو ْال َمرْ أَ ِة َوال َّد ِ‬
‫هذه الثالث ال جناح على من تشاءم منها ‪ ،‬فربما يتشاءم اإلنس‪VV‬ان من ض‪VV‬يق بيت‪VV‬ه ‪ ،‬أو‬
‫كثرة المشاكل التي تأتيه في هذا البيت ‪ ،‬أو ربما يش‪V‬عر بض‪V‬يق في ص‪V‬دره كلم‪V‬ا دخ‪V‬ل‬
‫البيت ‪ ،‬ويذهب ذلك عنه إذا خرج من منزله ‪ ،‬فهذا ال شيء عليه في التش‪VV‬اؤم من ه‪VV‬ذا‬
‫البيت ‪ ،‬وله أن يستبدله بآخر ‪ ،‬وكذلك المرأة ‪ ،‬فلربما كانت س‪VV‬ليطة اللس‪VV‬ان ‪ ،‬أو غ‪VV‬ير‬
‫مطيعة لزوجها ‪ ،‬فله أن يطلقها ويتزوج غيرها ‪ ،‬وكذلك الداب‪VV‬ة أو الس‪VV‬يارة فق‪VV‬د تك‪VV‬ون‬
‫كثيرة الطلبات ‪ ،‬أو كثيرة الحوادث ‪ ،‬وكل ذلك قد يكون بس‪VV‬بب العين أو الحس‪VV‬د ‪ ،‬فل‪VV‬ه‬
‫‪ .‬أن يبيعها ويشتري غيرها ‪ ،‬فهذه الثالث ‪ ،‬ال تدخل في التشاؤم الممنوع‬

‫‪ :‬السبب الواحد واألربعون ‪ /‬المحافظة على دعاء سيد االستغفار‬


‫ار أَ ْن‬
‫صلَّى هَّللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪َ :‬سيِّ ُد ااِل ْستِ ْغفَ ِ‬ ‫ضي هَّللا َع ْنه ‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِّي َ‬ ‫س َر ِ‬ ‫عن َش َّدا ُد ب ُْن أَ ْو ٍ‬
‫ك َم‪VV‬ا‬ ‫ك َو َو ْع ِد َ‬ ‫ك َوأَنَا َعلَى َع ْه ِد َ‬ ‫ت َخلَ ْقتَنِي َوأَنَا َع ْب ُد َ‬ ‫ت َربِّي اَل إِلَهَ إِاَّل أَ ْن َ‬ ‫ول ‪ " :‬اللَّهُ َّم أَ ْن َ‬ ‫تَقُ َ‬
‫ك بِ َذ ْنبِي فَا ْغفِرْ لِي‬ ‫ي َوأَبُو ُء لَ َ‬
‫ك َعلَ َّ‬ ‫ْت أَبُو ُء لَ َ‬
‫ك بِنِ ْع َمتِ َ‬ ‫صنَع ُ‬ ‫ك ِم ْن َشرِّ َما َ‬ ‫ْت أَ ُعو ُذ بِ َ‬ ‫ا ْستَطَع ُ‬
‫ات ِم ْن يَ ْو ِم ِه قَ ْب َل أَ ْن‬ ‫ار ُموقِنًا بِهَا فَ َم َ‬ ‫ال َو َم ْن قَالَهَا ِم َن النَّهَ ِ‬ ‫ت قَ َ‬ ‫وب إِاَّل أَ ْن َ‬
‫الذنُ َ‬ ‫فَإِنَّهُ اَل يَ ْغفِ ُر ُّ‬
‫ُص‪V‬بِ َح فَهُ‪َ V‬و‬ ‫ات قَ ْب َل أَ ْن ي ْ‬ ‫يُ ْم ِس َي فَه َُو ِم ْن أَ ْه ِل ْال َجنَّ ِة َو َم ْن قَالَهَا ِم َن اللَّي ِْل َوهُ َو ُموقِ ٌن بِهَا فَ َم َ‬
‫‪ِ .‬م ْن أَ ْه ِل ْال َجنَّ ِة " [ أخرجه البخاري ]‬
‫وأسأل هللا جلت قدرته ‪ ،‬وتقدست أسماؤه ‪ ،‬أن يجعلن‪VV‬ا من أه‪VV‬ل الجن‪VV‬ة ‪ ،‬وأن ن‪VV‬دخلها بغ‪VV‬ير حس‪V‬اب وال ع‪VV‬ذاب ‪ ،‬وأن يتج‪V‬اوز عن‬
‫سيئاتنا ‪ ،‬وأن يعفو عن زالتنا ‪ ،‬وأن يغفر لنا تقصيرنا وهفواتنا ‪ ،‬إن سبحانه ولي ذلك والقادر علي‪VV‬ه ‪ ،‬والحم‪VV‬د هلل رب الع‪VV‬المين ‪،‬‬
‫‪ .‬وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد ‪ ،‬وعلى آله وأصحابه أجمعين‬

‫المؤلف من يرجو فضل ربه وعفوه‬


‫يحيى بن موسى الزهراني‬
‫إمام الجامع الكبير بتبوك‬
‫والكاتب بموقع زاد المعاد‬
‫لمراسلة الشيخ على أميل مشرف زاد المعاد‬
‫ونرجو لمن لديه تعقيب او أي مالحظة بيان ذلك لنا وجزيتم خيرا‬
‫تم النشر بواسطة موقع زاد المعاد الذي سيفتتح قريبا‬
‫‪www.zadalmaad.com‬‬
‫‪www.zadalmaad.ws‬‬
‫‪shsh909@hotmail.com‬‬
‫المشرف العام اخوكم محبكم في هللا‬
‫ابو يزيد شايم العنزي‬
‫انتظروا الموقع قريبا دعواتكم‬

You might also like