You are on page 1of 2

‫الحمد هلل كثيرا‪ ،‬وهللا أكبر كبيرا‪ ،‬وسبحان هللا بكرة وأصيال‪ ،‬ال إله إال هللا يفعل

ما يشاء ويحكم ما يريد ال إله إال هللا الولي الحميد‪.‬‬


‫هللا أكبر ما صام صائم وأفطر‪ ،‬هللا أكبر كلما الح صباح عيد وأسفر‪.‬‬
‫هللا أكبر ما هلل المسلم وكبر‪.‬‬
‫هللا أكبر‪ ،‬هللا أكبر‪ ،‬هللا أكبر‪ ،‬هللا أكبر‪ ،‬هللا أكبر‪ ،‬هللا أكبر‪ ،‬هللا أكبر‪ ،‬هللا أكبر‪ ،‬هللا أكبر‪ ،‬ال إله إال هللا وهللا أكبر وهلل الحمد‪ ،‬الحمد هلل الذي سهل لعباده طرق‬
‫العبادة ويسر‪ ،‬له الحمد على نعمه التي ال تعد وال تحصى وله الفضل على إحسانه وحق له أن يشكر‪ ،‬أشهد أال إله إال هللا وحده ال شريك له وأشهد أن محمداً‬
‫عبده ورسوله أفضل من صلى وصام وتهجد وأجود من أنفق وتصدق صلى هللا عليه وعلى آله وصحبه وسلم‪ ،‬أما بعد‪ :‬عباد هللا فإن يومكم هذا يوم شريف‬
‫فضله جل وعال وشرفه وجعله عيداً سعيداً ألهل طاعته‪ ،‬يفرح به المؤمنون ألن هللا وفقهم إلكمال الصيام وأعانهم على العبادة والقيام وتالوة القرآن في شهر‬
‫ُون ﴾ [البقرة‪.]185 :‬‬ ‫رمضان ﴿ َولِ ُت ْك ِملُوا ْال ِع َّد َة َولِ ُت َك ِّبرُوا هَّللا َ َعلَى َما َهدَ ا ُك ْم َولَ َعلَّ ُك ْم َت ْش ُكر َ‬
‫أيها المؤمنون‪ :‬اتقوا هللا في السر والعلن واجتنبوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن‪ ،‬واعلموا أن اليوم عمل وال حساب وغدا حساب‪ J‬وال عمل‪َ ﴿ ،‬ف َمنْ َيعْ َم ْل‬
‫م ِْث َقا َل َذرَّ ٍة َخيْرً ا َي َرهُ * َو َمنْ َيعْ َم ْل م ِْث َقا َل َذرَّ ٍة َش ًّرا َي َرهُ ﴾ [الزلزلة‪.]8 ،7 :‬‬
‫َّاِئم‬
‫هللا أكبر هللا أكبر ال إله إال هللا وهللا أكبر هللا أكبر وهلل الحمد‪ :‬أيها المسلمون أفرحوا هذا اليوم وحق لكم أن تفرحوا ورسولكم صلى هللا عليه وسلم قال‪(( :‬لِلص ِ‬
‫ان‪َ :‬فرْ َح ٌة عِ ْندَ ف ِْط ِرهِ‪َ ،‬و َفرْ َح ٌة عِ ْندَ لِ َقا ِء َر ِّبهِ))‬
‫َفرْ َح َت ِ‬
‫ففرحنا اليوم بما وفقنا هللا من إكمال صيام الشهر‪ ،‬وغداً نفرح الفرح األكبر برضا الرحمن ‪.‬‬
‫عندما ندخل من باب الريان الذي ال يدخله إال الصائمون المؤمنون‪.‬‬
‫ُون َي ْو َم القِ َيا َمةِ‪ ،‬الَ َي ْد ُخ ُل ِم ْن ُه َأ َح ٌد غَ ْي ُر ُه ْم‪،‬‬ ‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪َ ،‬قا َل‪ِ " :‬إنَّ فِي َ‬
‫الج َّن ِة َبابًا ُي َقا ُل لَ ُه الرَّ يَّانُ ‪َ ،‬ي ْد ُخ ُل ِم ْن ُه الصَّاِئم َ‬ ‫َعنْ َسه ٍْل َرضِ َي هَّللا ُ َع ْنهُ‪َ ،‬ع ِن ال َّن ِبيِّ َ‬
‫دَخلُوا ُأ ْغلِقَ َفلَ ْم َي ْد ُخ ْل ِم ْن ُه َأ َح ٌد "‪.‬‬
‫ُون الَ َي ْد ُخ ُل ِم ْن ُه َأ َح ٌد غَ ْي ُر ُه ْم‪َ ،‬فِإ َذا َ‬
‫ُون؟ َف َيقُوم َ‬‫ُي َقالُ‪َ :‬أي َْن الصَّاِئم َ‬
‫ون‪َ :‬و َما لَ َنا‬ ‫ك َو ْال َخ ْي ُر ُكلُّ ُه فِي َي َد ْي َ‬
‫ك َف َيقُولُ‪َ :‬ه ْل َرضِ ي ُت ْم؟ َف َيقُولُ َ‬ ‫فيقولون لَ َّب ْي َ‬
‫ك َر َّب َنا َو َسعْ َد ْي َ‬ ‫َ‬ ‫نفرح عندما يقول هللا تبارك وتعالى ألهل الجنة في الجنة (( َيا أه َل الجن ِة‬
‫ُأ‬
‫ض ُل مِنْ َذل َِك؟ َف َيقُولُ‪ِ :‬ح ُّل َعلَ ْي ُك ْم‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬
‫ون‪َ :‬يا َربِّ َو يُّ َشيْ ٍء ْف َ‬ ‫ض َل مِنْ َذل َِك؟ َف َيقُولُ َ‬ ‫ك؟ َف َيقُو ُل َأاَل ُأعْ طِ ي ُك ْم َأ ْف َ‬
‫ضى َيا َربِّ َو َق ْد َأعْ َط ْي َت َنا َما لَ ْم ُتعْ طِ َأ َح ًدا مِنْ َخ ْلقِ َ‬‫اَل َنرْ َ‬
‫ً‬ ‫َأ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َأ‬
‫ِرضْ َوانِي ف سْ خط َعل ْيك ْم َبعْ دَ هُ َبدا))‪.‬‬‫اَل‬ ‫َ‬

‫وحق لنا أن نفرح ﴿ قُ ْل ِب َفضْ ِل هَّللا ِ َو ِب َرحْ َم ِت ِه َف ِب َذلِ َ‬


‫ك َف ْل َي ْف َرحُوا ه َُو َخ ْي ٌر ِممَّا َيجْ َمع َ‬
‫ُون ﴾‪.‬‬
‫عباد هللا‪ :‬عشنا أياما ً معدودات وليالي مباركات صيام وقيام وتالوة قرآن وبذل وإحسان وصلة رحم وبر وغفران وإطعام طعام وزكاة وحسن أدب وكالم‪.‬‬
‫وكلنا يطمع في رضا الرحمن أن نكون يوم القيامة مع الذين أنعم هللا عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪ ،‬مع منهم في عيشة‬
‫راضية في جنة عالية قطوفها دانية‪ ،‬و يقال لهم ﴿ ُكلُوا َوا ْش َربُوا َه ِنيًئ ا ِب َما َأسْ لَ ْف ُت ْم فِي اَأْلي َِّام ْال َخالِ َي ِة ﴾ [الحاقة‪.]24 :‬‬
‫يتحقق هذا الفرح بتقوى هللا جل وعال‪:‬‬
‫تقوى هللا هي التي منعت تلك الصغيرة أن تمزج اللبن بالماء وتقول (( إن كان عمر ال يرانا فإن رب عمر يرانا ))‪ ،‬درس عظيم في مراقبة هللا وتقوى هللا لكل‬
‫ان ﴾ [الرحمن‪.]46 :‬‬‫اف َم َقا َم َر ِّب ِه َج َّن َت ِ‬
‫من أراد جنة هللا ﴿ َو ِل َمنْ َخ َ‬
‫يتحقق ذلك الفرح لمن سلك أبواب الخير الموصلة إلى الجنة والمحققة للفرح والسرور في الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫صالِحً ا مِنْ َذ َك ٍر َأ ْو ُأ ْن َثى َوه َُو مُْؤ ِمنٌ َفلَ ُنحْ ِي َي َّن ُه َح َيا ًة َط ِّي َب ًة َولَ َنجْ ِز َي َّن ُه ْم َأجْ َر ُه ْم ِبَأحْ َس ِن َما َكا ُنوا َيعْ َملُ َ‬
‫ون ﴾‪.‬‬ ‫﴿ َمنْ َع ِم َل َ‬
‫عباد هللا‪ :‬المؤمن الصادق ال يشبع من خير حتى يكون منتهاه الفردوس األعلى من الجنة‪.‬‬
‫المؤمن الصادق يجني من كل ثمرة خيرها‪ ،‬تجده في الذكر مع الذاكرين وفي الصالة من الساجدين وفي الصيام من الصائمين وفي جميع أنواع البر من‬
‫المسارعين السابقين‪.‬‬

‫ت َو ْال ُم َت َ‬
‫ص ِّدق َ‬
‫ِين‬ ‫ِين َو ْال َخاشِ َعا ِ‬
‫ت َو ْال َخاشِ ع َ‬
‫َّاب َرا ِ‬
‫ين َوالص ِ‬ ‫َّاب ِر َ‬
‫ت َوالص ِ‬ ‫ِين َوالصَّا ِد َقا ِ‬ ‫ت َوالصَّا ِدق َ‬ ‫ِين َو ْال َقا ِن َتا ِ‬
‫ت َو ْال َقا ِنت َ‬
‫ِين َو ْالمُْؤ ِم َنا ِ‬
‫ت َو ْالمُْؤ ِمن َ‬
‫ِين َو ْالمُسْ لِ َما ِ‬
‫﴿ ِإنَّ ْالمُسْ لِم َ‬
‫ت َأ َع َّد هَّللا ُ لَ ُه ْم َم ْغف َِر ًة َوَأجْ رً ا َعظِ يمًا ﴾ [األحزاب‪.]35 :‬‬ ‫ين هَّللا َ َكثِيرً ا َو َّ‬
‫الذاك َِرا ِ‬ ‫ت َو َّ‬
‫الذاك ِِر َ‬ ‫ُوج ُه ْم َو ْال َحافِ َظا ِ‪J‬‬
‫ين فُر َ‬ ‫ت َو ْال َحافِظِ َ‬ ‫ِين َوالصَّاِئ َما ِ‬‫ت َوالصَّاِئم َ‬ ‫َو ْال ُم َت َ‬
‫ص ِّد َقا ِ‪J‬‬
‫يتنقل من عمل إلى عمل ومن خير إلى خير وهللا تعالى مطلع على ذلك‪َ ﴿ ،‬و َما َت ْف َعلُوا مِنْ َخي ٍْر َفِإنَّ هَّللا َ ِب ِه َعلِي ٌم ﴾‪.‬‬
‫هللا أكبر هللا أكبر ال إله إال هللا وهللا أكبر هللا أكبر وهلل الحمد‬
‫أيها العبد الصائم في رمضان والقائم في التهجد والتراويح والمكثر من تالوة القرآن والمتصدق ومطعم الطعام‪.‬‬
‫الزا ِد ال َّت ْق َوى ﴾ [البقرة‪.]197 :‬‬
‫أنت مطالب بفعل الخيرات والتزود منها ﴿ َو َت َزوَّ دُوا َفِإنَّ َخي َْر َّ‬

‫إليك فنون وأنواع من الطاعات فاختر منها وأبذل الحسنات‪..‬‬


‫منها‪ :‬قضاء حوائج المسلمين لتنال رضا رب العالمين‪.‬‬
‫س هللاُ َع ْن ُه ُكرْ َب ًة مِنْ ُك َر ِ‬
‫ب َي ْو ِم ْالقِ َيا َمةِ‪َ ،‬و َمنْ َيس ََّر َعلَى‬ ‫ِن ُكرْ َب ًة مِنْ ُك َر ِ‬
‫ب ال ُّد ْن َيا‪َ ،‬ن َّف َ‬ ‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪َ « :‬منْ َن َّف َ‬
‫س َعنْ مُْؤ م ٍ‬ ‫َعنْ َأ ِبي ه َُري َْرةَ‪َ ،‬قا َل‪َ :‬قا َل َرسُو ُل ِ‬
‫هللا َ‬
‫َأ‬
‫ان ال َع ْب ُد فِي َع ْو ِن خِي ِه ))‪.‬‬‫ْ‬ ‫مُعْ سِ ٍر‪َ ،‬يس ََّر هللاُ َعلَ ْي ِه فِي ال ُّد ْن َيا َواآْل خ َِرةِ‪َ ،‬و َمنْ َست َر مُسْ لِمًا‪َ ،‬ست َرهُ هللاُ فِي ال ُّدن َيا َوا خ َِرةِ‪َ ،‬وهللاُ فِي َع ْو ِن ال َع ْب ِد َما ك َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫آْل‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ُتْؤ ذِي ال َّن َ‬
‫اس»‪.‬‬ ‫يق‪َ ،‬كا َن ْ‬
‫الط ِر ِ‬ ‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪َ ،‬قا َل‪« :‬لَ َق ْد َرَأي ُ‬
‫ْت َر ُجاًل َي َت َقلَّبُ فِي ْال َج َّنةِ‪ ،‬فِي َش َج َر ٍة َق َط َع َها مِنْ َظه ِْر َّ‬ ‫(( َعنْ َأ ِبي ه َُري َْرةَ‪َ ،‬ع ِن ال َّن ِبيِّ َ‬
‫ُّون َأنْ‬ ‫قطعها‪ J‬ألنها كانت تؤذي المسلمين‪ ،‬فكيف بمن يؤذي المسلمين والمسلمات وينتهك أعراضهم وينشر الفواحش ما ظهر منها وما بطن ﴿ ِإنَّ الَّذ َ‬
‫ِين ُي ِحب َ‬
‫ِين آ َم ُنوا لَ ُه ْم َع َذابٌ َألِي ٌم فِي ال ُّد ْن َيا َواآْل خ َِر ِة َوهَّللا ُ َيعْ لَ ُم َوَأ ْن ُت ْم اَل َتعْ لَم َ‬
‫ُون ﴾ [النور‪.]19 :‬‬ ‫يع ْال َفا ِح َش ُة فِي الَّذ َ‬
‫َتشِ َ‬
‫اإلحسان حتى مع الحيوان يكسب المغفرة والرضوان‪:‬‬
‫ب ُث َّم َخ َر َج‪َ ،‬فِإ َذا َك ْلبٌ‬ ‫يق‪ ،‬ا ْش َت َّد َعلَ ْي ِه ال َع َطشُ ‪َ ،‬ف َو َج َد ِبْئ رً ا‪َ ،‬ف َن َز َل فِي َها‪َ ،‬ف َش ِر َ‬
‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َقا َل‪َ " :‬ب ْي َنا َر ُج ٌل ِب َط ِر ٍ‬ ‫(( َعنْ َأ ِبي ه َُري َْر َة َرضِ َي هَّللا ُ َع ْنهُ‪َ :‬أنَّ ال َّن ِبيَّ َ‬
‫ب‪َ ،‬ف َش َك َر هَّللا ُ َل ُه َف َغ َف َر‬‫البْئ َر َف َمالَ ُخ َّف ُه َماءً‪َ ،‬ف َس َقى ال َك ْل َ‬
‫ان َبلَغَ ِم ِّني‪َ ،‬ف َن َز َل ِ‬ ‫ش م ِْث ُل الَّذِي َك َ‬ ‫الع َط ِ‬
‫ب م َِن َ‬ ‫ش‪َ ،‬ف َقا َل الرَّ ُجلُ‪َ :‬ل َق ْد َبلَغَ َه َذا ال َك ْل َ‬ ‫الع َط ِ‬ ‫الث َرى م َِن َ‬ ‫ث‪َ ،‬يْأ ُك ُل َّ‬‫َي ْل َه ُ‬
‫َأ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َأَل‬ ‫هَّللا‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ت ك ِب ٍد َرط َب ٍة جْ ٌر))‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اِئم جْ رً ا؟ فقا َل‪« :‬فِي ك ِّل ذا ِ‬ ‫لَ ُه "‪ ،‬قالوا‪َ :‬يا َرسُو َل ِ‪َ ،‬وِإنَّ لنا فِي ال َب َه ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫وفي المقابل أدخل هللا النار من أذى حيوان‪..‬‬

‫اش اَألرْ ِ‬ ‫ْأ‬


‫ض»‬ ‫ار فِي هِرَّ ٍة َر َب َط ْت َها‪َ ،‬فلَ ْم ُت ْط ِع ْم َها‪َ ،‬ولَ ْم َت َدعْ َها َت ُك ُل مِنْ َخ َش ِ‬
‫ت ام َْرَأةٌ ال َّن َ‬
‫«دَخلَ ِ‬
‫َ‬ ‫ْن ُع َم َر َرضِ َي هَّللا ُ َع ْن ُه َما‪َ ،‬ع ِن ال َّن ِبيِّ َ‬
‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪َ ،‬قا َل‪:‬‬ ‫َع ِن اب ِ‬
‫هللا أكبر هللا أكبر ال إله إال هللا وهللا أكبر هللا أكبر وهلل الحمد‪.‬‬
‫إلى كل من حضر هذا اليوم ووفقه هللا تعالى ألعمال البر واإلحسان هذا هو الدين اإلسالمي الذي ارتضيناه ووفقنا هللا له‪ ،‬يتنافس أهله في الحسنات ويسألون‬
‫عن كل ما يقربهم من ربهم‪.‬‬
‫اسمع إلى هذا الرجل الذي كبر سنه يحضر إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم سائال عن أعمال خير وبر فاضلة وراقية حتى يمارسها وينخرط فيها ﴿ َوفِي‬
‫س ْال ُم َت َنافِس َ‬
‫ُون ﴾‪.‬‬ ‫َذل َِك َف ْل َي َت َنا َف ِ‬
‫ضلُ؟ َقا َل‪َ« :‬أ ْن َف ُس َها عِ ْن َد َأهْ لِ َها‬ ‫ب َأ ْف َ‬
‫ت‪َ :‬أيُّ الرِّ َقا ِ‪J‬‬
‫هلل َو ْال ِج َها ُد فِي َس ِبيلِهِ» َقا َل‪ :‬قُ ْل ُ‬
‫ضلُ؟ َقا َل‪« :‬اِإْلي َمانُ ِبا ِ‬ ‫ت‪َ :‬يا َرسُو َل هللاِ‪َ ،‬أيُّ اَأْلعْ َم ِ‬
‫ال َأ ْف َ‬ ‫(( َعنْ َأ ِبي َذرٍّ ‪َ ،‬قا َل‪ :‬قُ ْل ُ‬
‫ض ْال َع َم ِل؟ َقا َل‪َ « :‬ت ُكفُّ َشرَّ َ‬
‫ك‬ ‫ت َعنْ َبعْ ِ‬ ‫ت‪َ :‬يا َرسُو َل هللاِ‪َ ،‬أ َرَأيْتَ ِإنْ َ‬
‫ض ُع ْف ُ‬ ‫صانِعًا َأ ْو َتصْ َن ُع َأِل ْخ َرقَ » َقا َل‪ :‬قُ ْل ُ‬
‫ت‪َ :‬فِإنْ لَ ْم َأ ْف َعلْ؟ َقا َل‪ُ « :‬تعِينُ َ‬ ‫َوَأ ْك َث ُر َها َث َم ًنا» َقا َل‪ :‬قُ ْل ُ‬
‫ك ))‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ك َعلى َنفسِ َ‬ ‫صدَ َق ٌة ِمن َ‬
‫ْ‬ ‫اس َفِإ َّن َها َ‬‫َع ِن ال َّن ِ‬
‫هذا الشاب ربيعة بن كعب األسلمي يخدم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ويحن إلى مرافقة النبي صلى هللا علي وسلم في الجنة‪ ،‬فما كان من إال أن يقترب من‬
‫الحبيب صلى هللا عليه وسلم ويسأله عن عمل يكون سبب لدخول الجنة‪ ،‬فيدله عليه الصادق المصدوق بأبي هو وأمي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫ك فِي ْال َج َّنةِ‪.‬‬ ‫ت‪َ :‬أسْ َألُ َ‬
‫ك م َُرا َف َق َت َ‬ ‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َفَأ َت ْي ُت ُه ِب َوضُوِئ ِه َو َح َ‬
‫اج ِت ِه َف َقا َل لِي‪َ « :‬سلْ» َفقُ ْل ُ‬ ‫هللا َ‬
‫ُول ِ‬ ‫يت َم َع َرس ِ‬ ‫ت َأ ِب ُ‬ ‫ب اَأْلسْ لَمِيُّ ‪َ ،‬قا َل‪ُ :‬ك ْن ُ‬‫يع ُة بْنُ َكعْ ٍ‪J‬‬
‫عن َر ِب َ‬
‫ك ِب َك ْث َر ِة ال ُّسجُو ِد ))‪.‬‬
‫سِ َ‬‫ف‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِّ‬
‫ن‬ ‫عِ‬‫َأ‬‫ف‬‫َ‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ق‬‫َ‬ ‫‪.‬‬‫اك‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫ُو‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫»‬ ‫ك‬ ‫ل‬
‫َ ِ َ‬‫َ‬
‫ذ‬ ‫ْر‬
‫ي‬ ‫غَ‬ ‫و‬‫َقا َل‪َ« :‬أ ْ‬
‫هللا أكبر هللا أكبر ال إله إال هللا وهللا أكبر هللا أكبر وهلل الحمد‪.‬‬
‫عباد هللا إن أعمال البر كثيرة وهي درجات ومقامات أعالها توحيد هللا وإخالص العبادة له‪ ،‬وأدنها إماطة األذى عن الطريق‪ ،‬وال تحقرن من المعروف شيئا ً‬
‫ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ))‪.‬‬
‫عباد هللا ((" اتقوا هللا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا ذا أمركم‪ ،‬تدخلوا جنة ربكم "‪ ،.‬بارك هللا لنا ولكم في القرآن العظيم‪.‬‬
‫أقول ما تسمعون واستغفروا هللا العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين أنه غفور رحيم‪.‬‬
‫• •‬ ‫•‬
‫الحمد هلل معيد الجمع واألعياد وجامع الناس ليوم ال ريب فيه إن هللا ال يخلف الميعاد‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له وال ند وال مضاد‪ ،‬وأشهد أن‬
‫محمداً عبده ورسوله المصطفى المختار صلى هللا عليه وعلى أله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم التناد وسلم تسليما ً كثيرا‪ :‬هللا أكبر‪ ،‬هللا أكبر‪ ،‬هللا أكبر‪،‬‬
‫هللا أكبر‪ ،‬هللا أكبر‪ ،‬هللا أكبر‪ ،‬هللا أكبر‪.‬‬
‫عباد هللا‪ :‬التمسوا األجر في عيدكم بإدخال السرور على أنفسكم وأهليكم وإخوانكم المسلمين‪ ،‬التمسوا األجر في صلة األرحام‪ ،‬والصدقة على الفقراء والتوسعة‬
‫على العيال وإشاعة الفرح وإدخال السرور على قلب كل مسلم ومسلمة‪ ،‬واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر بفقهه ودرجاته‪ ،‬العيد يوم التزاور والتسامح‬
‫والعفو‪ ،‬يوم التراحم والتعاطف يوم النفوس الكريمة تتناسى أضغانها وتتصافى من أحقادها تتقارب القلوب وتتصافح األيدي وتعلو األرواح وتسمو‪.‬‬
‫ثم أعلموا أن نبيكم صلى هللا عليه وسلم ندبكم لصيام ستة أيام من شوال ((من صام رمضان ثم أتبعه ستا ً من شوال كان كصيام الدهر))‪.‬‬
‫فبادروا إلى فعل الطاعات وتسابقوا إلى الخيرات وفي ذلك فليتنافس المتنافسون‪.‬‬
‫هللا أكبر هللا أكبر ال إله إال هللا وهللا أكبر هللا أكبر وهلل الحمد‪.‬‬
‫واحم حوزة الدين‪ ،‬وانصر عبادك المجاهدين في سائر بال المسلمين‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بارك هللا لكم في عيدكم ومكن لكم دينكم الذي ارتضاه لكم‪ ،‬اللهم أعز اإلسالم والمسلمين‪،‬‬
‫اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح والة أمورنا ووفقهم لما فيه خير البالد والعباد‪ ،‬ربنا نسألك أن تبارك لنا في عيدنا وتتقبل طاعاتنا‪ ،‬وأن تعيننا على دوام طاعتك‪،‬‬
‫وأن تتقبل ذلك منا إنك جواد كريم‪ ،‬اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬

You might also like