Professional Documents
Culture Documents
Untitled
Untitled
املعىن اإلمجايل
لعل ُعمرا مسع الكثري من خيالفه يف عدة األمة اليت تكون أجنبت ولدا ،ويتوىف عنها سيدها ،فخشى أن يضيع احلكم الصواب يف عدهتا على ما رأى هو -فأعلن أن
عدهتا عدة احلرة .وهذا على مذهب من يرى يف العدة النظر حلال الزوج ،أحر هو أم عبد فيمن يرى أن العدة متعلقة بالزوج اي تفعل لعجل فقط .فإنه جيعل عدهتا
.عدة حرة" إذا املقصود بالعدة واحد
التحليل اللفظي
ال تلبسوا علينا :أي ال ختفوا عنا سنة نبينا؛ ألن الشيء إذا ألبس شيئا مل يعد يرى .أو ال ختلطوا؛ ألن السنة إذا قيل معها غريها فإهنا قد ختتلط مع غريها حبيث ال تعود
.تعرف
.أحدمها :أنه أراد بذلك سنة كان يرويها عن رسول اهلل ﷺنصا وتوقيفا
وأيضا فإن التلبيس ال يقع يف النصوص ،إمنا يكون غالبا يف الرأي واالجتهاد
ولو كان معىن السنة التوقيف ألشبه أن يصرح بهً .
.وقد قيل :جاء هذا احلديث يف حالة خاصة يف أم ولد كان أعتقها صاحبها مث تزوجها .فهذه عدهتا كما ذكر ال خالف بني أهل العلم يف ذلك .انتهى كالم اخلطايب
.وقال اإلمام أمحد :ال يصح ،وقال مرة :أين سنة النيب ويف هذا ،وقال مرة :منكر
.وقال املنذري :يف إسناد حديث عمرو مطر بن طهمان وقد ضعفه غري واحد
.وقد جاء هذا من رواية خالس عن علي ,ولكن خالس تكلم يف حديثه ,و كان بن معني ال يعب به
فقه الحديث
أشهرا وعشرا .وإىل هذا ذهب األوزاعي ،وأمحد -يف رواية وابن املسيب وابن سريين وابن جبري ،وجماهد ،وخالس ،وعمر
أن الولد إذا تويف عنها سيدها تعتد أربعة ً
.بن عبد العزيز ،والزهري ،وإسحاق
.وقال عطاء وطاوس وقتادة :تعتد شهرين ومخسة أيام
وقال مالك والشافعي وأمحد -يف املشهور عنه وأبو عبيد وأبو ثور وغريهم عدهتا حيضة .وقد روي هذا عن ابن عمر وعثمان وعائشة .وعللوا ذلك بأهنا ليست
.زوجة ،وال مطلقة ،فليس املقصود إال استرباء رمحها ،وذلك حبيضة تشبيها باألمة
.وقال علي وابن مسعود :عدهتا ثالث حيض ،وهذا قول أيب حنيفة ،ومن قبله سفيان الثوري وعطاء والنخعي
فائدة
.قال مالك :إن كانت ال حتيض اعتدت بثالثة أشهر ،وهلا السكين
ص ِح ٍ وعن عاِئشةَ هلا قَالَتِ« :إمَّنَا اَألْقراء؛ اَألطْهار) َأخرجه مالِك يِف قِ َّ ٍ ٍ
يح .املوطأ[۱۱/۹۷۱] ١١٩٠ : صة بِ َسنَد َ َ ُ َْ َ ُ َ ُ َُ ْ َ َْ َ َ
:المعنى اإلجمالي
قد قال اهلل تعاىل ﴿ :والْمطَلَّ َقات يتربَّصن بَِأن ُف ِس ِه َّن ثَلَثةَ ُقر ٍ
وء ،والقرء يف كالم العرب من األضداد يطلق على احليض وعلى الطهر .فلذلك اختلف فيه الفقهاء على َ ُ ُ ََ َ ْ َ َ ُ
.مذهبني ،وتلمسوا األدلة من النصوص ليقرروا صحة قوهلم ،وكذا من اآلثار
.وقد أورد املصنف حديث عائشة هذا املوقوف ليشري لصحة مذهب من قال بأنه الطهر ،وهو مذهب اجلماهري كما سيأيت
التحليل اللفظي
.األقراء :مجع قرء ،بفتح القاف أو ضمها ،وهو اسم معناه يف اللغة :احلبس .والعرب تقول للشيء إذا حبس قرى .وقد فسرته عائشة رضي اهلل عنها بأنه الطهر
فقه الحديث
أن األقراء هي األطهار .وهذا مروي عن ابن عباس ،وزيد بن ثابت ،وسامل ،والقاسم ،وعروة -وبقية الفقهاء السبعة يف املدينة -وهو مذهب مالك والشافعي وداود
.وأيب ثور ،وأمحد -يف رواية
وه َّن لِعِ َّدهِتِ َّن ) وإمنا األمر بالطالق يف الطهر ال يف احليض ِ
.منها( :فَطَل ُق ُ
ومنها :حديث ابن عمر املاضي« :فلرياجعها حىت تطهر مث حتيض مث تطهر ،ووجه الداللة منه أنه أمره أن يطلقها يف الطهر الذي هو ابتداء العدة ،فدل على أن القرء
.هو الطهر
وذهب أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وابن عباس يف قول آخر ،وابن املسيب والثوري واألوزاعي ،وإسحاق وعبيد وأصحاب الرأي ،وأمحد -يف املشهور عنه أن
.األقراء احليض
:المعنى اإلجمالي
الثاين بيان عدة األمة وما جيوز أن تراجع به من الطلقات .فنص على أن األمة تطلق مرة ،فإن راجعها رجعت وكان بعدها اإلمساك باملعروف ،أو التسريح بإحسان.
.وعلى أن عدهتا حيضتان
وتعلق العدة باحليض يف هذا األثر ،هو دليل الغرض األول .مث يف لفظ عائشة{ :طالق األمة طلقتان ،وقرؤها حيضتان}
:التحليل اللفظي
مرفوعا وضعفه لكونه يف سنده عمر بن شبيب وعطية العويف ،ومها ضعيفان .مث إن عطية العويف الراوي عن ابن عمر خالفه نافع وسامل فوقفاه على ابن عمر،
ً وأخرجه
.وهذا إن اتفق على ابن عمر على شيء كان الصواب معهما مطلقا
.وقال ابن معني :ليس بشيء .وقال أبو حامت :منكر احلديث .وقال أبو عاصم :ليس بالبصرة حديث أنكر من حديث مظاهر هذا
قلت :ولعل أنكر ما فيه أن تكون عائشة :روت وقرؤها حيضتان .بعدما ثبت عنها بأصح األسانيد أهنا قالت :األقراء األطهار
:فقه الحديث
.أن األمة ختالف احلرة فتبني عن الزوج بطلقتني ،وتكون عدهتا قرأين
األول :ما ذهب إليه الظاهرية من أن طالق العبد واحلر سواء لعموم النصوص الواردة يف انطالق ،وألن أدلة التفرقة بني احلر والعبد كلها غري ناهضة ملا قالوا -وكذا
عندهم عدهتا كعدة احلرة
الثاين :ما ذهب إليه مالك والشافعي وأبو حنيفة واجلمهور أن العبد يطلق تطليقتني ،وتعد األمة حيضتني ،كما يف األثر الوالد يف الباب ،ونقل هذا عن ابن عمر وابنه
.وعلي ،وليس هلم خمالف يف الصحابة
َأخَر َجهُ َأبُو َد ُاو َدَ ،والت َّْر ِم ِذ ُّ ِ ِ ال« :ال حَيِ ُّل اَل م ِري يْؤ ِمن بِاهلل و ِ ِ وعن روي ِفع ب ِن ثَابِ ٍ
ص ْح َحهُ ][١٣/٩٧٣
يَ ،و َ ع َغرْيِ ه ْ
الي ْوم اآْل خ ِر َأ ْن يَ ْسقي َماءَهُ َز ْر َ
َ َ ْ ُ ُ ت َر اهللُ َع ِن النَّيِب ِّ ﷺ قَ َ َ َ ْ َُْ
البَّز ُار [صحيح اجلامع]٧٦٥٤ : ِ
ابن حبَّا َنَ ،و َح َّسنَهُ َ
ُ
:المعنى اإلجمالي
.ملا كان أهم مقاصد النكاح اإلجناب ،كان ال مقصد يعترب حقيقة من أن جيامع الرجل املرأة حتمل ولدا من غريه ،فجاء النهي يف هذا احلديث عن ذلك
التحليل اللفظي
.ابن ثابت :من بين مالك بن النجار ،عداده يف املصريني ،وتويف سنة ست وأربعني
.يسقي :يدخل
ماءه :نطفته
:فقه الحديث
-ال حيل للرجل إذا اشرتى جارية أو أخذ مسبية وهي حامل أن يطأها حىت تضع .إذا كان احلمل متحققا .قال الرتمذي والعمل على هذا عند أهل العلم
-فساد نكاح احلامل من الزنا ،وهو قول احلنابلة وقال احلنفية بل مينع وطؤها فقط
جاء يف قصة هذا األثر وسببه أن رجال قال لعمر :إين خرجت لصالة العشاء فسبتين اجلن فلبثت فيهم زمانًا طويال ،فغزاهم جن مؤمنون أو -مسلمون فقاتلوهم،
وظهروا عليهم ،فسبوا منهم سبايا ،فسبوين فيما سبوا فقالوا :نراك رجال مسلما ،ال حيل لنا سباؤك ،فخريوين بني املقام وبني القفول ،فاخرتت القفول إىل أهلي..
وفيه ،فأتت امرأيت عمر بن اخلطاب يف غيايب -فأمرها أن ترتيص أربع سنني من حني رفعت أمرها إليه ،مث دعا وليي ،فطلقها ،مث أمرها أن تعتد أربعة أشهر وعشرا،
.مث جئت بعدما تزوجت ،فخريين عمر بينها وبني الصداق الذي أصدقتها .وهذا السياق ملفق من سياقي عبد الرزاق والبيهقي
:التحليل اللفظي
يف امرأة املفقود :أي :أفىت يف امرأة املفقود .تربص :حبذف التاء األوىل ختفيفا؛ أي :تنتظر
أخرجه مالك والشافعي :وسكت عليه املصنف للخالف يف مساع ابن املسيب من عمر ،مع أن الراجح االنقطاع
أيضا
.لكن روي احلديث من طريق جماهد عن ابن أيب ليلى عن عمر ً
:فقه الحديث
أن مذهب عمر يف امرأة املفقود :تبني من زوجها إذا مضى عليها أربع سنوات من حني رفعت أمرها ،مث تعتد العدة1.
وقد ذهب إىل هذا مالك وأمحد وإسحاق ،والشافعي -يف رواية ومجاعة ،واستندوا ألثر عمر
وقال أبو يوسف ،وحممد ،وأبو حنيفة يف رواية -والشافعي -يف أخرى :ال خترج عن الزوجية حىت يصح هلا موته أو طالقه أو ردته ،ال بد من تقني ذلك .قالوا :ألن
أيضا يف ذلك على ما رواه الشافعي عن علي موقوفا :امرأة املفقود امرأة ابتليت فلتصرب حىت يأتيها موته بيقني
.عقدها ثابت بيقني ،فال حيل إال بيقني .واستندوا ً
.وقال حيىي :إن ترك املفقود هلا ما يقوم هبا ،فهو كاحلاضر ،إذا مل يفتها إال الوطء وهو حق له ال هلا كذا قال وفيه خالف
ضرارا ،وحلديث ال ضرر وال ضرار ِ
وه َّن ً
﴿واَل مُتْس ُك ُ
.فإن مل يرتك هلا ما يقوم هبا فسخ احلاكم النكاح عند مطالبتها؛ لقوله تعاىلَ :
معىن احلديث وحتليله وفقهه تقدم الكالم على هذا احلديث يف سابقه ،وبقي بيان ضعفه ،كما صرح املصنف .فقد قال أبو الطيب يف التعليق املغين :قال ابن أيب حامت يف
العلل» :سألت أيب .عن هذا احلديث فقال :هذا حديث منكر ،وحممد بن شرحبيل مرتوك يروي عن املغرية مناكري وأباطيل وسوار بن معصب أشهر يف املرتوكني
.منه .قاله ابن القطان
وقال :ودونه صاحل بن مالك :ال يعرف ،ودونه حممد بن الفضل :ال يعرف حاله .انتهى
ول اهلل « :ال يبينَت َّ َر ُج ٌل ِعْن َد ْامَر ٍَأةِ ،إال َأ ْن يَ ُكو َن نَاكِحاَْ ،أو َذا حَمَْرم َر َواهُ ُم ْسلِ ٌم]٢١٧١[ .
]َ ]١٦/٩٧٦و َع ْن َجابِ ٍر رضي اهلل عنه قَ َال :قَ َال َر ُس ُ
ٍ ِ ٍ
ي[١٧/٩٧٧] ]٥٢٣٣[ . ال« :اَل خَيْلَُو َّن َر ُج ٌل بِ ْامَرَأةِ ،إاَّل َم َع ذي حَمَْرم ْ
َأخَر َجهُ البُ َخا ِر ُّ َو َع ِن اب ِن َعبَّ ٍ
اس َ ،ع ِن النَّيِب ِّ ﷺ قَ َ
:المعنى اإلجمالي
ألجل ذلك هنى النيب صلى اهلل عليه وسلم أن يبيت الرجل عند امرأة ،ليس هو هلا بزوج وال حمرم ،بل هنى كما يف احلديث الذي بعده عن أي خلوة من ليل أو هنار،
خشية من أن يظن أن النهي عن البيتوتة قد يفهم منه جواز اخللوة من غري مبيت وكذلك أورده املصنف عقبه
:التحليل اللفظي
امرأة :يف لفظ عند مسلم :ثيب .وهذا خرج خمرج الغالب؛ ألن الثيب هي اليت غالبا ما يدخل عليها ،خبالف البكر فهي أشد يف التصون وجمانبة للرجال غالبًا ،وإال
.فاملقصود كل بالغة مكلفة
وقد يكون أورد لفظ :الثيب؛ ألن املفهوم أن النهي إذا نص عليها ،فنصه على البكر أوىل
ناكحا :زوجا
.حمرم احملرم للمرأة من حرم عليه نكاحها على التأبيد بسبب مباح حيرمها .وسيأيت
:فقه الحديث
جواز خلوة الرجل باألجنبية إذا كان معها حمرم ،واخللوة هنا ليست خلوة على احلقيقة 2 .
:فائدة
قال الشيخ تقي الدين يف شرح العمدة» :حمرم املرأة من حرم عليه نكاحها على التأبيد ،إال أم املوطوءة بشبهة ،واملالعنة ،فإهنما حرامان على التأبيد ،وال حمرمية هناك.
وكذا أمهات املؤمنني .وقد خرج بقيد التأبيد أخت املرأة وعمتها وخالتها وبنتها إذا عقد على األم ولو مل يدخل هبا
ِ ِ ِ ال يِف َسبَايَا َْأوطَ ٍ َو َع ْن َأيِب َسعِيد نه َّ
ص َّح َحهُ ][۱۸/۹۷۸
َأخَر َجهُ َأبُو َد ُاو َدَ ،و َ
ضةً ْ ض َعَ ،واَل َغْيُر ذَات مَحْ ٍل َحىَّت حَت َ
يض َحْي َ اس« :ال تُوطَُأ َحام ُل َحىَّت تَ َ َأن النَّيِب َّ ﷺ قَ َ
.احلاكِم[ .صحيح اجلامع ]٧٤٧٩ :ولَه ش ِ
اس ال يِف الد َ
َّار قُطْيِن اه ٌدَ :ع ِن ابْ ِن َعبَّ ِ َُ َ َ ُ
:المعنى اإلجمالي
قد مضى الكالم على شطر احلديث األول قبل ورقات عند حديث رويفع بن ثابت رضي اهلل عنه .وأما شطره اآلخر ،من عدم وطء املسبية ،أو األمة املشرتاة حىت
.حتيض حيضة ،فهو مقصود اإليراد هلذا احلديث
:التحليل اللفظي
.توطأ :جتامع
..تضع :تلد
.لكن جاء احلديث من طريق مرسل قوي ،وجاء له شاهد كما ذكر املصنف ،فهو حيسن بذلك
:فقه الحديث
.جيب على السايب استرباء املسبية حبيضة ،إذا أراد أن يطأها وكانت غري حامل ،سواء كانت بكرا أم ثيبا ،وهذا مذهب اجلمهور 1-
.وقال آخرون :هذا يف حق من مل يعلم براءة رمحها ،أما إن علم فال استرباء عليها ،وهذا مروي عن ابن عمر وعلي ،وبه قال مالك
:فائدة
.قيس على املسبية املشرتاة ،واملتملكة بأي وجه من وجوه التمليك ،كهبة أو مرياث مثال .جبامع ابتداء التملك
اش ،ولِلع ِ
اه ِر احلَ َجُر» ُمَّت َف ٌق عليه ِم ْن َح ِديثِ ِه[ .البخاري ،٦٨١٨ :مسلم[۱۹/۹۷۹] ]١٤٥٨ : ِ
«الولَ ُد للفَر ِ َ َ
الَ :َو َع ْن َأيِب ُهَر ْيَرةَ رضي اهلل عنه َع ِن النَّيِب ِّ ﷺ قَ َ
َّساِئيَ ،و َع ْن ُعثْ َما َنِ ،عْن َد َأيِب َد ُاو َد ٍ ِ يث عاِئ َشةَ يِف قِ َّ ٍ
ِ ِ ِ
صةَ ،و َع ِن اب ِن َم ْس ُعود ،عْن َد الن َ .وم ْن َحد َ
َ
:المعنى اإلجمالي
.هلذا احلديث قصة تبني املراد منه ،روهتا عائشة رضي اهلل عنها ،وغريها ،ولفظها :اختصم سعد بن أيب وقاص ،وعبد بن زمعة يف غالم
فقال سعد :يا رسول اهلل هذا ابن أخي عتبة بن أيب وقاص عهد إيل أنه ابنه ،انظر إىل شبهه ،وقال عبد بن زمعة هذا أخي يا رسول اهلل ،ولد على فراش أيب من وليدته.
.فنظر رسول اهلل ﷺ إىل شبهه فرأى شبها بينا بعتبة فقال( :هو لك يا عبد بن زمعة ،الولد للفراش ،وللعاهر احلجر)
واملراد أن الولد إذا ولد على فراش رجل من امرأته فهو له ،وإن كانت عاهرت املرأة ،فإن الذي عاهر معها ليس له شيء ،والعرب تقول :بفيك األثلب –الرتاب -أو
.بفيك الكثكث -الرتاب -كناية عن أنه ال شيء لك
:التحليل اللفظي
.الولد للفراش :أي :ملالك الفراش وهو الزوج واملوىل؛ ألهنما يفرتشان املرأة
.قال الشوكاين :اختلف يف معىن الفراش ،فذهب األكثر إىل أنه اسم للمرأة ،وقيل :اسم للزوج
للعاهر :أي :الزاين ،يقال :عهر إذا زنا ،وقيل :خيتص ذلك بالليل فيكون على هذا خرج خمرج الغالب
.احلجر :أي :ال شيء له .وهو استعمال مشهور عند العرب .وقيل :املراد باحلجر الرجم إذا كان حمصنًا .واألول هو الصواب
:فقه الحديث
.أن الولد يلحق باألب بعد ثبوت الفراش والفراش له ال يثبت إال بعد إمكان الوطء يف النكاح الصحيح أو الفاسد -يعين :للحرة -وهذا قول اجلمهور 1-
!!وقال أبو حنيفة :إذا عقد عليها فقد ثبت له الفراش وإن علم أنه مل جيتمع هبا ،وبل لو طلقها عقيب العقد يف نفس اجمللس
وقد رد ابن تيمية وغريه على قول احلنفية فقالوا :هل يعد أهل اللغة وأهل العرف املرأة فراشا قبل البناء هبا .وكيف تأيت الشريعة بإحلاق نسب مبن مل ينب بامرأته ،وال
.دخل هبا ،وال اجتمع جملرد إمكان ذلك
ثبوت الفراش لألمة بالوطء إذا كانت مملوكة للواطئ ،أو يف شبهة ملك ،إذا اعرتف السيد أو ثبت بوجه2- .
:فائدة
استدل احلنفية حبديث اختالف ابن أيب وقاص وعبد بن زمعة على عدم ثبوت النسب بالقيافة؛ لقوله صلى اهلل عليه وسلم ( :الولد للفراش) ،مع أن شبهه أقرب لغري
.صاحب الفراش ،قالوا :ومثل هذا الرتكيب (:الولد للفراش)يفيد احلصر ،وألنه لو ثبت بالقيافة لكانت قد حصلت مبا رآه من شبه املدعي بعتبة بن أيب وقاص
وذهب الشافعي ومجاعة إىل ثبوت النسب بالقيافة ،إال أنه إمنا يثبت هبا -يف غري صورة اختالف ابن أيب وقاص وعبد -وذلك فيما حصل من وطأين حمرمني
.كاملشرتي والبائع يطآن اجلارية يف طهر واحد قبل االسترباء
واستدلوا على صحة القيافة حبديث جمزز املدجلي ملا رأى قدمي أسامة بن زيد ،وأبيه زيد فقال :إن هذه األقدام بعضها من بعض ،فاستبشر النيب صلى اهلل عليه وسلم
.بقوله ،قرره على ذلك ،واحلديث خمرج يف الصحيحني ،وسيأيت دليل ذلك فيما بعد يف آخر باب الدعاوى
قال الصنعاين :وقد أجاب النفاة للقيافة بأجوبة ال ختلو عن تكلف ،واحلكم الشرعي يثبته الدليل الظاهر .والتكلف لرد الظواهر من األدلة حماماة عن املذهب ليس من
.شأن املتبع ملا جاء عن اهلل وعن رسوله صلى اهلل عليه وسلم