You are on page 1of 2

‫َ َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ ُّ َّ َّ َ َ ُ‬

‫ني إين‬ ‫ين َوال ُمنَافي يق‬ ‫اَّلل َوال ت يط ْع الكفي ير‬ ‫﴿ يا أيها انل يِب ات يق‬ ‫إن احلمد هلل حنمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باهلل من رشور‬
‫حك ً‬ ‫َّ َ َ َ َ ً َ‬ ‫أنفسنا وسيئات أعمانلا‪ ،‬من يهده اهلل فال مضل هل ومن‬
‫يما ﴾ [األحزاب‪( .]1 :‬أي‪ :‬يا أيها اذلي‬ ‫اَّلل َكن ع يليما ي‬ ‫خطبة اجلمعة بموضوع‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫اهلل عليه بانلُّبوة‪ ،‬واختَ َّصه بوحيه‪ ،‬وف َّضله ىلع سائر‬ ‫َم َّن ُ‬ ‫يضلل اهلل فال هادي هل‪ ،‬وأشهد أن ال هلإ إال اهلل وحده ال‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ُْ ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ ْ‬ ‫ً‬ ‫قراءة القرآن‬
‫فأنت أوىل‬ ‫عمة ربِّك عليك‪ ،‬باستعمال تقواه‪،‬‬ ‫اخلَلق‪ ،‬اشكر ين‬ ‫اذلين آمنوا‬ ‫رشيك هل وأشهد أن حممدا عبده ورسوهل‪ ﴿.‬يا أيها ي‬
‫َّ َ‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َّ ُ ْ ه َ َ ُ َ‬
‫بها من غريك)[‪َ .]3‬‬ ‫ح َّق تقاتي يه َوال ت ُموت َّن يإال َوأنتُم ُّم ْس يل ُمون ﴾‪ ﴿ ،‬يَا‬
‫اهلل املؤمنني باتلعاون ىلع الرب‬ ‫وأم َر ُ‬
‫كم ِّمن َّن ْفس َو َ‬ ‫َ‬
‫خل َق ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َّ ُ‬
‫اتقوا اَّلل‬
‫َ ُّ َ‬
‫في‬
‫َ َ َ َ ُ َ َ ْ ِّ َ َّ ْ‬
‫اتلق َوى﴾‬ ‫واتلقوى‪ ،‬فقال سبحانه‪﴿ :‬وتعاونوا ىلع ال يرب و‬ ‫احدةٍ‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫اذلي‬‫أيها انلَّاس اتقوا َربك ُم ي‬
‫ريا َون َساء َو َّات ُقواْ ه َ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َّ ْ ُ َ َ ً َ‬
‫اهلل تعاىل‬ ‫[املائدة‪ .]2 :‬قال املاوردي ‪ -‬رمحه اهلل ‪( :-‬نَ َد َب ُ‬ ‫اَّلل‬ ‫َوخلق يمنها ز ْوجها َوبث يمنهما يرجاال كثي ً ي‬ ‫شهر رمضان‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ َ ُ َ َ َ ْ َ َ َّ ه َ َ َ َ َ‬
‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫اذلي تساءلون بي يه واألرحام إين اَّلل َكن عليكم ر يقيبا ﴾‪﴿ ،‬‬
‫إىل اتلعاون بالرب‪ ،‬وق َرنه باتلقوى هل؛ ألن يف اتلقوى رضا اهلل‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫َ‬
‫يدا * يُ ْصل ْح ل ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اَّلل َوقولوا ق ْوال َسد ً‬ ‫آمنُوا َّات ُقوا َّ َ‬ ‫ين َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫هلل ورضا انلاس‬ ‫َ ْ َََ‬ ‫ويف ِّ‬ ‫ك ْم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يَا أيها ي‬
‫اذل َ‬
‫الرب رضا انلاس‪ .‬ومن َجع بني رضا ا ي‬ ‫ي‬
‫َ ََ ْ‬ ‫ك ْم َو َمن يُط ْع َّ َ‬ ‫ك ْم ُذنُوبَ ُ‬ ‫ك ْم َويَ ْغف ْر لَ ُ‬ ‫أَ ْع َمالَ ُ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫فقد تمت سعادته‪ ،‬وعمت نيعمته(عباد اهلل‪ ..‬إن للتقوى‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫اَّلل َو َر ُسوهلُ فقد‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وم ِّ‬ ‫فضائل كثريةً ُ‬ ‫َ‬ ‫يما ﴾‪.‬‬ ‫از فَ ْو ًزا َعظ ً‬‫فَ َ‬
‫تنوعة‪ ،‬ومن أبرزها‪:‬‬ ‫ي‬
‫َ ُّ َ َّ‬ ‫ُ‬
‫ين‬ ‫‪- 1‬اتلقوى طريق اهلداية‪ :‬قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬يَا أيها ي‬
‫اذل َ‬ ‫َّ‬
‫فإن اتلقوى يه ُعنوان َّ‬
‫السعادة‪ ،‬وعالمة الفالح يف ادلنيا‬
‫ك ِّف ْر َع ُ‬ ‫ك ْم فُ ْرقَانًا َويُ َ‬ ‫اَّلل ََيْ َع ْل لَ ُ‬
‫آمنُوا إ ْن َتتَّ ُقوا َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫نك ْم‬ ‫ي‬ ‫بن عبد العزيز‬ ‫َ‬
‫قول عمر ي‬
‫َّ‬
‫واآلخرة‪ .‬وحقيقة اتلقوى؛ تتمثل يف ي‬
‫َ ِّ َ ُ ْ َ ْ ْ َ ُ ْ َّ ُ ُ ْ َ ْ ْ َ‬
‫يم﴾ [األنفال‪:‬‬ ‫سيئا يتكم َويغ يفر لكم َواَّلل ذو الفض يل الع يظ ي‬ ‫واتلخليط‬
‫ي‬ ‫‪( :- -‬ليس تقوى اهلل بصيام انلهار وال بقيام الليل‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫أوامره‬
‫ي‬ ‫‪ .]29‬فهذا َوع ٌد من اهلل تعاىل بأن َمن اتقاه ‪ -‬يب يف ْع يل‬ ‫ُ‬
‫وأداء ما‬ ‫حر َم ُ‬
‫اهلل‪،‬‬ ‫فيما بني ذلك‪ ،‬ولكن تقوى اهلل ُ‬
‫ترك ما َّ‬
‫ً‬ ‫َ َ‬ ‫فم ْن ُرز َق بعد ذلك خرياً فهو ٌ‬ ‫افْ َ َ‬
‫ج َعل يف قلبه نورا يَفهم به ما يُلىق إيله‪،‬‬ ‫زواج يره ‪-‬‬
‫ي‬ ‫وترك‬ ‫خري إىل خري)‬ ‫رت َض اهلل‪َ ،‬‬
‫َّ َ‬
‫وج َعل هل فيْ َصال يف يصل به بني احلق وابلاطل‪ ،‬ووفقه ملعرفة‬
‫ً َْ ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫ي‬
‫لفضيلة ‪ :‬أ‪ .‬محمد محمود‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫بن حبيب ‪ -‬رمحه اهلل ‪( :-‬اتلقوى أن تعمل بطاعة‬ ‫وقال َطلْ ُق ُ‬
‫احلق من ابلاطل‪ ،‬واهلدى والضالل‪ ،‬واحلالل واحلرام‪ ،‬فكن‬ ‫ِّ‬
‫َ‬
‫ترتك معصية اهلل‪،‬‬ ‫وأن َ‬ ‫ْ‬ ‫اهلل‪ ،‬ىلع نور من اهلل‪ ،‬ترجو َ‬
‫ثواب اهلل‪،‬‬
‫خليف مهدي‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫ذلك سبب نرصه وَناته وَمرجه من أمور ادلنيا‪ ،‬وسعادته‬ ‫َ‬
‫َ ْ‬ ‫نور من اهلل‪ ،‬ختاف يعقاب اهلل)‪.‬‬‫ىلع ٍ‬
‫يوم القيامة‪ ،‬وتكفري ذنوبه وسرتها عن انلاس؛ بل ينال‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اهلل بها نبيَّه صىل اهلل عليه وسلم‪،‬‬ ‫وألهمية اتلقوى؛ فقد َ‬
‫أم َر ُ‬
‫المتَّيق أجرا عظيما‪ ،‬وثوابا جزيال ‪[5].‬‬ ‫ُ‬
‫فقال سبحانه‪:‬‬

‫ﵓ‬ ‫ﵒ‬ ‫ﵑ‬


‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫‪-4‬باتلقوى يُقبل العمل‪ :‬قال سبحانه‪ ﴿ :‬إ َّن َما َيتَ َقبَّ ُل َّ ُ‬ ‫‪- 2‬اتلقوى مفتاح العلم‪ :‬قال اهلل تعاىل‪َ ﴿ :‬و َّات ُقوا َّ َ‬
‫زق الوفري‪ ،‬واألج ير اجل يزيل‪:‬‬ ‫يسري‪ ،‬والر ي‬
‫‪- 7‬اتلقوى يمفتاح اتل ي‬ ‫اَّلل يم ْن‬ ‫ي‬ ‫اَّلل‬ ‫ي‬
‫َ َ ْ َ َّ َّ َ َ ْ َ ْ َ ُ َ ْ َ ً َ َ ْ ُ ْ ُ ْ َ ُ‬ ‫َويُ َعلِّ ُم ُ‬
‫حيْث‬ ‫قال تعاىل‪ ﴿ :‬ومن يت يق اَّلل َيعل هل َمرجا * ويرزقه يمن‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ني ﴾ [املائدة‪ .]27 :‬وهم اذلين (يكون عملهم خاليصا‬ ‫ال ْ ُمتَّق َ‬
‫ي‬ ‫يم ﴾ [ابلقرة‪.]282 :‬‬ ‫َش ٍء َع يل ٌ‬ ‫ك ِّل َ ْ‬ ‫اَّلل َو َّ ُ‬
‫اَّلل ب ُ‬
‫ي‬
‫ك ْم َّ ُ‬
‫ِّ َ‬ ‫َ‬
‫ال َحيْتَس ُ‬
‫للمتَّ ييق‬
‫زق ُ‬ ‫ب ﴾ [الطالق‪ ]3 ،2 :‬فاهلل تعاىل ي َ ُسوق الر‬ ‫ي‬ ‫لوجه اهلل‪ ،‬مت يبعني فيه ل ي ُسنة رسول اهلل صىل اهلل عليه‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫مغايلق القلوب والعقول‪ ،‬وتقوى اهلل‬ ‫ي‬
‫فتقوى اهلل يه م ُ‬
‫فتاح‬ ‫ي‬
‫ُّ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫من وج ٍه ال حيتسبه‪ ،‬وال يشعر به‪ .‬واتلقوى سبب للخروج‬ ‫إيل‬‫أحب َّ‬ ‫وسلم)[‪ .]9‬قال اعمر‪( :‬حلَ ْرف يف كتاب اهلل أعطاه‬ ‫مثال عليه؛ قوهل تعاىل‪﴿ :‬‬ ‫وسيلة إىل حصول العلم‪ .‬وأوضح ٍ‬
‫َ ْ َ َّ َّ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫َّ َ َ ْ َ ْ َ ُ ُ َ ً‬ ‫َ ُّ َ َّ‬
‫ضيق‪ ،‬قال سبحانه‪َ ﴿ :‬ومن يت يق اَّلل َيعل هلُ يمن أم يرهي‬ ‫من لك ٍ‬
‫ْ‬
‫من ادلنيا َجيعا‪ .‬فقيل هل‪ :‬وما ذاك يا أبا عمرو؟ قال‪ :‬أن‬ ‫ك ْم ف ْرقانا ﴾‬ ‫آمنُوا إين تتَّقوا اَّلل َيعل ل‬
‫ْ َ ُ‬ ‫ين َ‬
‫يَا أيها ي‬
‫اذل َ‬
‫تلكفري السيئات‪،‬‬ ‫سبب‬‫ٌ‬ ‫ْسا ﴾ [الطالق‪ .]4 :‬واتلقوى‬ ‫يُ ْ ً‬
‫اَّلل يم ْن‬ ‫اهلل من املتقني؛ فإنه قال‪ ﴿ :‬إ َّن َما َيتَ َقبَّ ُل َّ ُ‬ ‫َيعلين ُ‬ ‫ِّ‬
‫واحلق‬ ‫احلقائق‪،‬‬ ‫بني‬ ‫به‬ ‫قون‬ ‫[األنفال‪ :‬أي‪ :‬يعلْ ًما ُت َف ِّ‬
‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫َ َ ْ َ َّ َّ َ ُ َ ِّ ْ‬
‫كف ْر َعن ُه َسيِّئَاتي يه َويُ ْع يظ ْم‬ ‫َ ُ‬ ‫ال ْ ُمتَّق َ‬
‫المتَّقني‪ ،‬فيُقال هلم‪﴿ :‬أن يفقوا‬
‫وزيادةي احلسنات‪ ﴿ :‬ومن يت يق اَّلل ي‬ ‫وأما غري ُ‬ ‫ني ﴾)[‪َّ .]10‬‬ ‫وابلاطل[‪ .]6‬قال عمر بن عبد العزيز ‪ -‬رمحه اهلل ‪( :-‬إنما‬
‫ي‬
‫َ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫هلُ أج ًرا ﴾ [الطالق‪[13].]5 :‬‬ ‫ني﴾‬ ‫ك ْم كنتُ ْم قَ ْو ًما فَاسق َ‬
‫ي ي‬
‫ك ْم إنَّ ُ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫َ‬
‫َط ْو ًاع أ ْو ك ْر ًها ل ْن ُيتَ َقبَّل منْ ُ‬ ‫تقصرينا يف العمل بما َع يلمنا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫علم ما جهلنا؛‬ ‫قرص بنا عن ي‬
‫َ‬
‫َ َ َّ َ ْ َ‬ ‫سبب يجلَلْب َ َ‬ ‫‪- 8‬اتلقوى ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫الرباكت‪ :‬قال اهلل تعاىل‪َ ﴿ :‬ول ْو أن أهل‬ ‫ي‬ ‫[اتلوبة‪.]53 :‬‬
‫ُ‬
‫ولو َع يملنا ببعض ما َع يل ْمنا؛ ألورثنا يعل ًما ال تقوم به أبداننا‪،‬‬
‫َ‬ ‫حنَا َعلَيْه ْم بَ َر َاكت يم ْن َّ‬ ‫الْ ُق َرى َ‬
‫آمنُوا َو َّات َق ْوا لَ َفتَ ْ‬
‫الس َما يء َواأل ْر يض‬ ‫ٍ‬
‫ً‬ ‫نوان الكرامة‪ :‬باتلقوى يُصبح ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ك ْم َّ ُ‬ ‫اَّلل َويُ َعلِّ ُم ُ‬
‫قال اهلل تعاىل‪َ ﴿ :‬و َّات ُقوا َّ َ‬
‫ي‬ ‫املرء كريما عند‬ ‫‪- 5‬اتلقوى ع‬ ‫اَّلل ﴾)[‪].7‬‬
‫ْ َّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لَ َفتَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ َ َّ‬
‫حنَا َعليْ يه ْم بَ َراك ٍت يمن السما يء واألر يض ﴾ [األعراف‪.]96 :‬‬
‫ْ‬
‫اك ْم﴾‬ ‫اَّلل أتْ َق ُ‬ ‫َّ ْ َ ُ ْ ْ َ َّ‬
‫اهلل تعاىل‪ ،‬قال سبحانه‪ ﴿ :‬يإن أك َرمكم يعند ي‬ ‫ين‬‫اذل َ‬ ‫يضء الطريق‪ :‬قال سبحانه‪﴿ :‬يَا أيها ي‬ ‫نور يُ ُ‬ ‫‪- 3‬اتلقوى ٌ‬
‫ُ‬ ‫ً َّ َ ْ‬ ‫ً‬ ‫ك ْم ك ْفلَ ْني م ْن َر ْ َ‬ ‫اَّلل َوآمنُوا ب َر ُسوهل يُ ْؤت ُ‬ ‫آمنُوا َّات ُقوا َّ َ‬ ‫َ‬
‫صدقته األعمال‪ ،‬واتقوا‬ ‫أي‪ :‬لو آمنوا بقلوبهم إيمانا صا يدقا‬ ‫فالمتَّقون درجات‪ ،‬وىلع حسب تفاوتهم يف‬ ‫[احلجرات‪ُ .]13 :‬‬ ‫محتي يه‬ ‫ي ي ي‬ ‫ي ي يي ي‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ون به َويَ ْغف ْر لَ ُ‬ ‫َ ََْْ َ ُ ْ ُ ً َ ْ ُ َ‬
‫براكت السماء واألرض‪ ،‬فأرسل‬ ‫ٍ‬ ‫اهلل تعاىل؛ لفتَ َح عليهم‬ ‫َ‬
‫فأكرمهم‬ ‫ُ‬ ‫اتلقوى؛ يتفاضلون يف الكرامة عند اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫اَّلل َغ ُف ٌ‬
‫ور‬ ‫ك ْم َو َّ ُ‬
‫ي‬ ‫يي‬ ‫وَيعل لكم نورا تمش‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫وأنبت هلم من األرض ما به يعيشون‪،‬‬ ‫السماء عليهم يمدرارا‪،‬‬ ‫قاء هل؛ بأداء الفرائض واجتناب املعايص‪،‬‬ ‫أشدهم اتِّ ً‬ ‫عند اهلل ُّ‬ ‫يم﴾ [احلديد‪ .]28 :‬قال ابن عثيمني ‪( :-‬ويف هذا ديلل‬ ‫َر يح ٌ‬
‫َ‬ ‫أخ َص َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫وأغز ير يرزق‪[14].‬‬ ‫يش‬‫بع ٍ‬ ‫ي‬ ‫يف‬ ‫عليم باملتقني‪ ،‬خبري بهم‪[11].‬‬ ‫واهلل‬ ‫ىلع أن اتلقوى من أسباب حصول العلم‪ ،‬وما أكرث اذلين‬
‫َ َّ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬
‫ين اتق ْوا يإذا‬ ‫اذل‬
‫‪- 9‬اتلقوى يوقاية من اذلنوب‪ :‬قال تعاىل‪ ﴿ :‬يإن ي‬ ‫ري َّ‬
‫الزا يد‬
‫َ َ َ َّ ُ َ َّ َ‬
‫خَْ‬ ‫ري زاد‪ :‬قال تعاىل‪ ﴿ :‬وتزودوا ف يإن‬ ‫خ ُ‬ ‫َ‬
‫‪- 6‬اتلقوى‬
‫ْ‬ ‫ْ ُ‬
‫يَنشدون العلم‪ ،‬وينشدون احليفظ‪ ،‬ويطلبون الفهم؛ فنقول‪:‬‬
‫َ َ َّ ُ َ َ ُ ْ ُ ْ ُ َ‬ ‫ْ َّ ْ َ‬ ‫َ َّ ُ ْ َ ٌ‬ ‫أم َر ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اتل ْق َوى َو َّات ُقوِن يَا أ ْوِل األبلَاب ﴾ [ابلقرة‪َ .]197 :‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫رصون ﴾‬ ‫ان تذكروا ف يإذا هم مب ي‬ ‫مسهم طائيف يمن الشيط ي‬ ‫اهلل‬ ‫ي‬ ‫وحتقيق‬
‫ي‬ ‫إن حتصيله يسري‪ ،‬وذلك بتقوى اهلل ‪ -‬عز وجل ‪-‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫وأما الزاد احلقييق املستمر ُ‬ ‫الَّتود لسفر احلج‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫فاعمل بما َعل ْم َ‬ ‫اإليمان‪ ،‬اذلي هو ُموج ُ‬
‫[األعراف‪ُ .]201 :‬يرب تعاىل عن عباده املتقني أنهم إذا‬ ‫نفعه‬ ‫تعاىل ب‬ ‫ت؛ حيصل‬ ‫ي‬ ‫ب العلم‪،‬‬ ‫ي‬
‫مسهم طائي ٌف من الشيطان بالوسوس ية أو ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اهلم باملعصية أو‬ ‫لصاحبه يف دنياه وأخراه‪ ،‬فهو زاد اتلقوى‪ ،‬اذلي هو زاد إىل‬ ‫لك يعل ُم ما لم تعلم‪ ،‬فتقوى اهلل ‪ -‬عز وجل ‪ -‬من أسباب‬
‫َ‬ ‫تذكروا ع َ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫زيادة العلم وال شك‪ ،‬وهلذا قال‪َ ﴿ :‬و ََيْ َع ْل لَ ُ‬
‫ك ْم نُ ً‬
‫قاب اهلل‪ ،‬وجزيل ثوابه‪ ،‬فتابوا وأنابوا‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ارتكابيها؛‬ ‫ألكمل ذلة‪ ،‬وأجل نعيم‪ ،‬فهذا‬ ‫وصل‬ ‫دار املتقني اجلنة‪ ،‬وهو الم ي‬ ‫ورا‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫واستعاذوا باهلل تعاىل‪ ،‬ورجعوا إيله من قريب‪ ﴿ ،‬ف يإذا ُه ْم‬ ‫مدح للتقوى‪[12].‬‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ت ْمشون يب يه ﴾ أي‪ :‬ت يسريون به‪ ،‬أي‪ :‬بسببه َس ْريا صحيحا‪،‬‬
‫ُْ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫حوا يم َّما َكنوا فيه‪[15].‬‬‫وص َ‬
‫ون ﴾ أي‪ :‬قد استقاموا‪َ ،‬‬ ‫مب يرص‬ ‫يوصلكم إىل اهلل عز وجل)‪[8].‬‬ ‫ي‬

‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬

You might also like