Professional Documents
Culture Documents
ْح ْم ُِدِلِلَِِّوِنَ ْح َم ُد ِهُِ َونَ ْسِتَ ِعينُِوُِ َونَ ْستَ غْ ِف ُرِهُِ َونَعُو ِذُِبِاللَِِّوِ ِم ِْنِ ُش ُروِرِأَنْ ُف ِسنَاِ َوِم ِْنِ َسيِّئَ ِِ
اتِ ال َ
يِلَِوُِ َوأَ ْش َه ُِدِأَ ِْنِالِإِلَِوَِإِالِاللَِّوُِ ضلِ ِلِفَالِ َى ِ ِ ِ ِ َّ ِ
اد َِ أَ ْع َمالنَاِ َم ِْنِيَ ْهد ِهِالل ِوُِفَالِ ُمض َِّلِلَِوُِ َوَم ِْنِيُ ْ ْ
َنِ ُم َح َّم ًداِ َع ْب ُد ِهُِ َوَر ُسولُِوُ يكِلَِوُِ َوأ َِّ
َو ْح َد ِهُِالِ َش ِر َِ
قِالْ َك َال ُِمِ َك َال ُِمِاللِ َو َخ ْي ِرِال ُْه َدىِ ُى َدىِ ُم َح َّم ِْدَِ ِ،و َش ِِّرِ ْاْلُُموِرِ ُم ْح َدثَاتُهاِ َالِوإِ َِّنِأ ْ
َص َد َِ أ َِ
ض َاللٍَِةِفِيِالنِّا ِر َوُك َِّلِ ُم ْح َدثٍَِةِبِ ْد َعةِ َوُك َِّلِبِ ْد َعةِ َ
ض َاللَةِ َوُك َِّلِ َ
فقدِتوقفناِفيِمدارسةِ"اْلربعينِالنووية"ِعندِالحديثِالثانيِ،وقدِانتهيناِمنِ
الحديثِِاْلولِوىوِح
حديثِ(إنماِاْلعمالِبالنيات)ِالذيِأخرجوِالبخاريِومسلمِ..
واليومِ-بإذنِاللِتعالىِ-ندخلِونتدارسِالحديثِالثانيِ،وىوِحديثِعُ َم َرِرضيِاللِ
ضاِ،وىوِمشهورِعندِالعلماءِبحديثِجبريلِ–عليوِالسالمِ-الطويلِ .
عنوِأَيْ ً
2
اِم َح َّم ُد!ِأَ ْخبِ ْرنِيِ ِ ِ ِ ِ
الِ:يَ ُ ض َعِ َك َّف ْيوِ َعلَىِفَ ْخ َذيْو َ
ِ،وقَ َ ِ،وَو َ
ىِرْكبَتَ ْيو َِرْكبَتَ ْيوِإلَ ُ
َسنَ َد ُ
وسلمِ-فَأ ْ
ولِاللَّ ِوِ–صلىِاللِعليوِوسلمِْ ِ-
اْل ْس َال ُمِأَ ْنِتَ ْش َه َدِأَ ْن َِالِإلَوَِ ِر ُس ُال َِاْل ْس َالِمِ.فَ َق َ
َع ْن ِْ
ِ،وتُ ْؤتِي َّ ولِاللَّ ِو ِ
ِ،وتَ ُح َّجِضا َن َ ِرَم َ
وم َص َ ِ،وتَ ُ
ِالزَكاةَ َِ ِالص َالةَ َ َ يم َّ ِ،وتُق ََ اِر ُس ُ
ِم َح َّم ًد َ
َن ُ َّإالِاللَّوُ َ
ِوأ َّ
ص ِّدقُوُ!ِقَ َ
الِ: ِ ِسبِ ًيالِ.قَ َ ِ
ِويُ َ
ِ:ص َدقْتِ.فَ َعج ْب نَاِلَوُِيَ ْسأَلُوُ َ ال َ ِاستَطَ ْعتِإلَْيو َ تِإ ْن ْ الْبَ ْي َ
ِوُكتُبِ ِوِ الِ–صلىِاللِعليوِوسلمِ:-أَ ْنِتُ ْؤِمنِبِاَللَّ ِو ِ ِ ِ ِاْليم ِ فَأَ ْخبِ ْرنِ َ
ِوَم َالئ َكتو َ
َ َ انِ.قَ َ يِع ْن ِْ َ
ِاْل ِخ ِرِ،وتُ ْؤِمنِبِالْ َق َد ِرِ َخي ِرهِِو َش ِّرهِ ور ِسلِ ِوِوالْي وِ
يِع ْنِالِ:فَأَ ْخبِ ْرنِ َِ:ص َدقْتِ.قَ َ َ الَ ق
َ ِ. ْ َ َ َ ْ م َُ ُ َ َْ
الِ:فَأَ ْخبِ ْرِنِيِالِ:أَ ْنِتَ ْعبُ َدِاللَّوَِ َكأَنَّكِتَ َراهُِ،فَِإ ْنِلَ ْمِتَ ُك ْنِتَ َراهُِفَِإنَّوُِيَ َراكِ.قَ َ اْلحس ِ
انِ.قَ َ ِْ ْ َ
اراتِ َها؟ِ الِ:فَأَ ْخبِ ْرنِ َ
يِع ْنِأ ََم َ ِع ْن َهاِبِأَ ْعلَ َم ِِم ْن َّ
ِالسائِ ِلِ.قَ َ ول َ ِ:ماِال َْم ْسئُ ُال َ اع ِةِ.قَ َ
ِالس َ
َع ْن َّ
ِالش ِاءِيَتَطَ َاولُو َنِفِيِ ْح َفاةَِالْعُ َراةَِال َْعالَةَِ ِر َعاءَ َّ الِ:أَ ْنِتَلِ َد ْ
ِاْلَ َمةُ َ
ِربَّتَ َهاَ ِ،وأَ ْنِتَ َرىِال ُ قَ َ
لتِ:اللَّوُِ ِالسائِ ُلِ؟قُ ُِيِم ْن َّ الِ:يَاِعُ َم ُرِأَتَ ْد ِر َ اِملِيًّاِِ،ثُ َّمِقَ َ ِ
الْبُ ْن يَانِ.ثُ َّمِانْطَلَ َقِِ،فَ لَبِثْ نَ َ
ِم ْسلِ ٌِم ِ
يلِِ،أَتَا ُك ْمِيُ َعلِّ ُم ُك ْمِد ِينَ ُك ْم"َ ِ).رَواهُ ُ
ورسولُوُِأَ ْعلَمِ.قَ َ ِ ِ
الِ(ِ:فَإنَّوُِج ْب ِر ُ ُ ََ ُ
ىذاِالحديثِكماِسبقِمعناِ،عرفِعندِالعلماءِبحديثِجبريلِالطويلِوفيوِالسؤالِ
عنِمراتبِالدينِ:اْلسالمِ،واْليمانِواْلحسان؛ِوفيوِ–أيضاِ-السؤالِعنِالساعةِ
،وىوِيومِالقيامةِ،وعنِعالماتهاِأمراتهاِ(عالماتها)ِ.
فهذاِالحديثِمنِأحادثِاْلصولِعندِأىلِالعلمِلماِاشتملِعليوِمنِبيانِمراتبِ
الدينِ،ولماِاشتملِعليوِمنِالفوائدِوالحكمِالعظيمةِ.
3
لنأخذِأوالِالمعنىِاْلجماليِللحديثِ،فالمعنىِاْلجماليِللحديثِيخبرِعمرِ-رضيِ
اللِعنوِِ-أنهمِكانواِجلوساِعندِالنبيِِ-صلىِاللِعليوِوسلمِ،ِ-فجاءىمِرجلِ
غريبِالِيُعرفِِ،فجاءىمِرجلِغريبِالِيعرفِِ،حتىِجلسِإلىِالنبيِِ-صلىِاللِ
عليوِوسلمِِ-فسألوِخمسةِأسئلةِ:.
االسؤالِاْلولِ-:عنِاْلسالم
ِ-والثانيِ:عنِاْليمان
ِ-والثالثِ:عنِاْلحسان
ِ-والرابعِ:عنِالساعةِِ،وىوِيومِالقيامةِومتىِتقومِ.
ِ-والخامسِ:عنِعالماتِالساعةِوأماراتها
فهذاِىوِالمعنىِاْلجماليِلهذاِالحديثِ.فأخبرهِالنبيِِ-صلىِاللِعليوِوسلمِ–
جوابا عنِالسؤالِاْلولِِ:أنِأركانِاْلسالمِخمسةِ:الشهادتانِ،والصالةِِ،والصيامِِ،
وأنِأركانِاْليمانِستةِِ،وىيِ:اْليمانِباللِِ،ومالئكتوِ،وكتبوِ
والزكاةِوالحجِ؛ِ ِ
،ورسلوِِ،واليومِاْلخرِوبالقدرِخيرهِوشره سألوِعنِاْلحسانِِ،فبينِلوِأنِاْلحسانِ:
أنِتعبدِاللِ-عزِوجلِِ-كأنكِتراهِِ،فإنِلمِتكنِتراهِفإنوِيراكِِ،وىيِمراقبةِاللِ–
عزِوجلِ-واستحضارِعلموِِ،ورؤيتوِلخلقوِوعبيدهِ
-ثمِلماِسألوِعنِالساعةِِ،عنِالقيامةِأخبرهِالنبيِصلىِاللِعليوِوسلمِ:أنِعلميِ
وعلمكِسواءِفلستِأعلمِمنِمتىِالساعةِِ،فأنتِالِتعلمهاِوأناِِ-يعنيِرسولِاللِِ
َ
4
الِأعلمهاِِ.
ْ-لنِالساعةِِعلمهاِعندِاللِِ،والِيعلمِالغيبِإالِاللِ–سبحانوِوتعالى-
ثمِِ،عنِأماراتِالساعةِِ:ذكرِلوِالنبيِ-صلىِاللِعليوِوسلمِ-بعضِاْلماراتِ:
ِأنِتلدِاْلمةِربتهاِِ،وأنِترىِِالحفاةِالعراةِِ،العالةِِ،رعاءِاالشاءِِ،يتطاولونِفيِ
البنيان.
ثمِبينِالنبيِ-صلىِاللِعليوِوسلمِ-لعمرِرضيِاللِعنوِِ،وْلصحابوِِ،أنِىذاِ
السائلِىوِجبريلِوأنِالغرضِمنِىذهِاْلسئلةِ؛ِأنِيعلمِالصحابةِِ،وأنِيعلمِأمةِ
محمدِ-صلىِاللِعليوِوسلمِ-أمورِدينها
ثمِنقفِمعِىذاِالحديثِشيئاِماِمماِيتعلقِبألفاظوِوماِفيوِمنِالفوائدِوالحكمِ.،
فيِىذاِالكالمِمنِعمرِ-رضيِاللِعنوِ-وعنِجميعِصحابةِرسولِاللِ-صلىِاللِ
عليوِوسلمِ-فائدةِمهمةِوجليلةِ،وىيِ:بيانِحرصِالصحابةِ-رضوانِاللِعليهمِ-
علىِالتعلمِِ،وأخذِالعلمِمنِالنبيِ-صلىِاللِعليوِوسلمِ-وعلىِمجالسةِالنبيِ-
صلىِاللِعليوِوسلمِ-فهؤالءِالصحابةِ-رضوانِاللِعليهمِِ-كانواِمنِأحرصِالناسِ
علىِىذاِاْلمرِ،حتىِِكانِالواحدِومنهمِِعمرِ-رضيِاللِعنوِ-إذاِشغلوِأمرِأوِ
5
ذىبِفيِشغلِأىلوِعندماِيرجعِفيِالليلِِ،يذىبِإلىِجارهِاْلنصاريِِ،الذيِ
تناوبِمعوِفيِالحضورِإلىِالنبيِ-صلىِاللِعليوِوسلمِِ،-فيسألوِِ:
فطلبِالعلمِالِيشغلِالمسلمِعنِتحصيلِرزقوِِوقوتوِ،وتحصيلِالرزقِوالقوتِالِ
يشغلِالمسلمِعنِطلبِالعلمِ؛ِفهذاِفيوِ-كماِسبقِ-حرصِالصحابةِ-رضوانِاللِ
عليهمِ-علىِمجالسةِالنبيِوعلىِتعلمِالعلمِواالزديادِمنِالعلمِالنافعِليحصلِلهمِ
–بإذنِاللِ-العملِالصالح .
أنِنحرصِعلىِسؤالِالعلماءِِ،وعلىِمجالستهمِ،وعلىِاالستفادةِمنهمِوأنِالِ
ولِاللَّ ِوِصلىِ نضيعِأوقاتناِفيماِالِخيرِفيوِيقولِعمرِ(ِ:ب ي نماِنَحنِجلُوس ِ
ِع ْن َدِر ُس ِ
َ َْ َ َ ْ ُ ُ ٌ
اب)ِيعنيِِ:ثيابوِ اضِالثِّيَ ِِاِر ُج ٌلِ َش ِدي ُدِبَيَ ِن يل
َ ِع عل
َ ط
َ ِ ذ
ْ إ ِ ِ، اللِعليوِوسلمِ َذاتِي وٍ
م
َ
َ ْ َ َ َ َْ
ِس َو ِاد َّ
ِالش ْع ِر)ِ ِ بيضاءِالِوسخِفيهاِِ،ونظيفةِوجديدةَِ ِ(،ش ِدي ُدِبَيَ ِ
اضِالثِّيَ ِ
ابِ،و َشدي ُد َ
ْلنهمِالِيعرفونوِ،فلوِ
ِ ىِعلَْي ِوِأَثَ ُر َّ
ِالس َف ِر)ِ ليسِبالرجلِالكبيرِِ،بلِىوِشابَِ (،الِيُ َر َ
كانِمسافراِوأتىِمنِمكانِآخرِلرِؤيِعليوِأثرِالسفرِ
-أنِيكونِىذاِالرجلِمتعباِ،ويظهرِالتعبِعلىِوجهوِوعلىِحالوِ.
-ومنهاِِِ-أيضاِ-أنِالشعرِونحوهِفيِالسفر؛ِقدِيعرضِلنوعِمنِعدمِاالىتمامِبو.
6
-ومنهاِ-أيضاِ-أنِالثيابِتكونِمغبرةِِ،أوِفيهاِشيءِمنِالوسخِوأثرِالسفر.
لكنِىذاِالرجلِ:الِيعرفونوِمنِقبلِِ،والِيرىِعلىِظاىرهِأنوِأتىِمنِمكانِبعيدِِ،
فعمرِ-رضيِاللِعنوِِ-بينِلناِىيئةِىذاِالرجلِوىوِجبريلِ-عليوِالصالةِوالسالمِ-
فيِأولِقدوموِعلىِالنبيِِ-صلىِاللِعليوِوسلمِ-فيِىذهِالقصةِ.
ىِرْكبَتَ ْي ِوِ
ُ ل
َ ِإوَسنَ َدِرْكبتَ ي ِ
سِإلَىِالنَّبِ ِّيِصلىِاللِعليوِوسلمِِ.فَأ ِْ ُ َ ْ
َّىِجلَ َ
ثمِقالَ (ِ:حت َ
ض َعِ َك َّف ْي ِو َ
ِعلَىِفَ ْخ َذيْو) ،وَو َ
َ
قالِالعلماءِِ:يؤخذِمنِىذاِفائدةِفيِأدبِطالبِالعلمِِ،وىوِ؛أنِيجلسِعندِ
العالمِباحترامِوبأدب .
وىناِالِمانعِأنِأبينِفائدةِ–أيضاِ-أخرىِتتعلقِبآدابِطالبِالعلمِِ،فأقولِ–باركِ
ِ،بمعنىِأنِينظرِإلىِماِ
ِ اللِفيكمِ-آدابِطالبِالعلمِينبغيِأنِتكونِعلىِالسنةِ
كانِعليوِالنبيِِ-صلىِِاللِعليوِوسلمِ-وأصحابوِفيقتديِبهم.
فأقولِ–باركِاللِفيكمِِ:ِ-أريدِأنِأنبوِإلىِأنِىناكِبعضِكتبِطلبِالعلمِتذكرِ
آدابِلطالبِالعلمِليستِعلىِالسنةِِ،بلِىيِعلىِآدابِالصوفيةِِ،والمتصوفةِ؛ِ
فمثلِىذهِاْلدابِالِينبغيِمراعاتهاِوالِالنظرِفيهاِ.
7
ْ -لنِالمسلمِالسنيِالسلفيِالذيِيتبعِماِكانِعليوِالنبيِِ-صلىِاللِعليوِ
وسلمِِ-وأصحابوِالكرامِيبحثِويتابعِالسنةِ.
ِأماِاْلدابِواْلخالقِالتيِيذكرىاِالصوفيةِِ،ومنِدارِفيِفلكهمِفإنِالسنيِ
إنِكانتِىذهِاْلدابِالِدليلِعليهاِ؛ِفإنوِالِيلتفتِإليهاِِ،والِيأمرِبهاِِ،
ولذلكِبعضِأىلِالعلمِينبوِعلىِبعضِكتبِطلبِالعلمِككتابِتذكرةِالسامعِ
ِ
ضاِكتابِالزرنوجيِفيِطلبِالعلمِِ،فإنهمِذكرواِآدابِ
البنِجماعةِِ،وأي ً
تتعلقِبآدابِالصوفيةِِ،الِبآدابِطالبِالعلمِالسنيِالمتبعِِفلذلكِ–ِباركِ
اللِفيكمِجميعاِ–ِاحذرواِِ،احذرواِأنِتقتدواِبآدابِالِدليلِ،عليهاِوليستِ
ً
منِآدابِالسلفِِْ،لنِبعضِىذهِاْلدابِقدِتصرفِعنِالحقِِ،وأقولهاِ
بوضوحِ؛ِبعضِىذهِاْلدابِقدِتصرفِعنِالحقِِ،وقدِتجعلِطالبِالعلمِالِ
يبحثِعنِالحجةِِ،وإنماِيبحثِعنِرضاِالشيخِِ،ويبحثِعنِىذهِاْلدابِ
التيِماِأنزلِاللِبهاِمنِسلطانِِ،والِشكِ؛ِأنِالسنةِالمتمثلةِفيِماِكانِ
عليوِالنبيِ–ِصلىِاللِعليوِوسلمِ–ِأوِالممثلةِفيِماِكانِعليوِالنبيِصلىِ
اللِعليوِوسلمِِ،وأصحابوِالكرامِكافيةِوشافيةِفيِآدابِطالبِالعلمِِ،ومنِ
فالِانتفعِِبآدابِطالبِالعلمِ؛ِفلتسعناِجميعاِ
ً لمِيقتديِبالسنةِفيِذلكِ؛ِ
ضاِملفتِ
السنةِفيِبابِآدابِطالبِالعلمِ؛ِجبريلِ–ِعليوِالسالمِِِ-أي ً
للنظرِأنوِأتىِوجلسِإلىِلنبيِ–ِصلىِاللِعليوِوسلمِ–ِولمِيسألِويقولِأينِ
محمدِأوِمنِمنكمِمحمدِِ،إنماِجاءِمجيءِرجلِيعلمِمنِيسألِِ ِ،ومنِ
يطلبِقالِ(ِ:حتىِجلسِللنبيِ–ِصلىِاللِعليوِوسلمِ–ِفأسندِركبتيوِإلىِ
8
ركبتيوِووضعِكفيوِعلىِفخذيو)ِِ؛ِيعنيِأقتربِمنوِوجلسِجلسةِبأدبِ
ضاِمنِبابِيعنيِاْلنتفاعِلوِأنِكلِطالبِعلمِأمكنوِأنِيستخرجِ
واحترامِوأي ً
منِاْلحاديثِالصحيحةِآدابِطالبِالعلمِو ِِ،كذاِماِجاءِعنِآثارِالسلف؛ِ
آدابِطالبِالعلمِِ،فهناِفيِىذاِالحديثِكماِافادِالعلماءِكالشيخِصالحِ
ضاِِ-رحمةِاللِ
الفوزانِِ،والشيخِعبدِالمحسنِالعبادِِ،والشيخِالعثيمينِأي ً
عليوِ-وحفظِاللِالشيخينِِ،وغيرىمِمنِأىلِالعلمِِ،وغيرىمِمنِأىلِالعلمِ
،قدِبينواِماِفيِىذاِالحديثِمنِآدابِطالبِالعلمِِ،ثمِقالِِ:ياِمحمدِِ،
ناداهِباسموِ–ِصلىِاللِعليوِوسلمِ–ِفقالِِ:ياِمحمدِأخبرنيِعنِاْلسالمِ
أخبرنيِعنِاْلسالمِىناِسألِجبريلِ–ِعليوِالصالةِوالسالمِ–ِالنبيِ–ِصلىِ
اللِعليوِوسلمِأنِيبينِلوِماِىذاِاْلسالمِالذيِجئتِبوِ؟ِماِىوِىذاِالدينِ
الذيِجئتِبوِ؟ِفبينِلوِالنبيِ–ِصلىِاللِعليوِوسلمِ–ِاْلسالمِبقولوِِ:
اْلسالمِ؛ِأيِالذيِسألتِعنوِِ:أنِتشهدِأنِالِإلوِإالِاللِِ،وأنِمحمداِ
رسولِاللِ؛ِيعنيِىذاِالركنِاْلولِِ،وىوِالشهادتانِِ،كماِقالِالنبيِِ-صلىِ
اللِعليوِوسلمِِ-لمعاذِبنِجبلِحينِأرسلوِإلىِاليمنِفقالِِ:إنكِتأتيِقوماِ
ىمِأىلِِكتابِفليكنِأولِماِتدعوىمِإليوِِ:شهادةِأنِالِإلوِإالِاللِوأنِ
محمداِرسولِاللِِ،أوِكماِقالِعليوِالصالةِوالسالم.
فهاتانِالشهادتانِمنِأتىِبهماِدخلِاْلسالمِِ،ولذلكِقالِلوِِ:اْلسالمِِ:أنِتشهدِ
أنِالِإلوِاالِاللِ؛ِالِمعبودِبحقِإالِاللِِِ-عزِوجلِ–ِالمتفردِباْللوىيةِِ،والربوبيةِ
9
ِ،واْلسماءِوالصفاتِ–ِسبحانوِوتعالىِ–ِالِشريكِلوِ–ِسبحانوِوتعالىِ–ِوكلِإلوِ
معبودِمنِِ،منِدونوِإلوِباطلِِ،فهوِاْللوِالحقِسبحانوِوتعالى- .-
وأنِمحمداِرسولِاللِِ:تشهدِأنِمحمداِىوِرسولِمنِاللِِ،يُطاعِفيماِأمرِِ،
ويجتنبِماِنهىِعنوِوزجرِِ،يؤمنِِ،ويؤمنِِ،وي ِ
ؤمنِالعبدِبماِأتىِبوِوبماِأخبرِ–ِ ُ َُ َُ ُ
عليوِالصالةِوالسالم -
وفائدةِإرسالِالرسولِ–ِصلىِاللِعليوِوسلمِ–ِأنِيخبرِعنِ-اللِعزِوجلِ–ِماِ
يأمرِبوِالعبادِِ،أوِينهىِعنوِالعباد .
﴿ِوماِأَرسلْن ِ
ِاللِ﴾( ِ،ِِ)1وىناِأقفِوقفةِسريعةِمعِ ولِإِالَِّلِيُطَ َ
اعِبِِإ ْذ ِن ِ اِم ْنِر ُس ٍ
َ ََ ْ َ َ
إخوانيِالمسلمينِوالمسلماتِِ،معِأبنائناِِ،وبناتناِجميعاِ:
ِأنِنتأملِوأنِنتدبرِىذهِالقضيةِِ،وىيِأنِاللِِ-عزِوجلِِ-أرسلِِ،أرسلِإليناِنبيناِ
محمداِ–ِصلىِاللِعليوِوسلمِِ-أرسلِإليناِنبيناِمحمداِ–ِصلىِاللِعليوِوسلمِِ-
ِ-
-لنؤمنِبوِِ،ولنتبعوِِ،فهذاِالرسولِ–ِعليوِالصالةِوالسالمِ–ِمصطفىِِ،
ومختبرِِ،مصطفىِِ،ومختارِمنِاللِ–ِعزِوجلِ–ِفالواجبِعليناِجميعاِأنِ
يعنيِمنِالناسِِ،إالِماِ
ِ نتبعوِ–ِصلىِاللِعليوِوسلمِ–ِوالِنتبعِفالناِوفالناِ
كانِعليوِالنبيِ–ِصلىِاللِعليوِوسلمِِ،ِ-وأصحابوِِْ،لنوِكماِسبقِوأنِ
ذكرناِِ،وتدارسناِفيِبعضِالدروسِِ،ىناكِبعضِالناسِحملواِالناسِعلىِ
10
أىوائهمِِِ،حملواِالناسِعلىِآرائهمِ؛ِفهناِنقولِلهؤالءِِ:رسولناِىوِمحمدِ–ِ
صلىِاللِعليوِوسلمِ–ِوىوِقدوتناِِ-عليوِالصالةِوالسالمِِ-
وأماِالعماءِالذينِنتبعهمِفهمِالذينِىمِورثةِاْلنبياءِِ،وأماِأنِيأتيناِبعضِالناسِ–ِ
وأنِزعمِأنوِعالمِ–ِويأتيِبأمورِمنِتلقاءِنفسوِِ،وبآداءِمنِتلقاءِنفسوِِ،
وباجتهاداتِمنِتلقاءِنفسوِِ،فهناِِ،فهاِىناِنقولِِ:رسولناِىوِمحمدِ–ِصلىِاللِ
عليوِوسلمِ.ِ-
والِنعظمِالعلماءِ؛ِفنقدمِكالمهمِعلىِكالمِرسولِاللِ–ِصلىِاللِعليوِوسلم.ِ-
قالِبنِعباسِ–ِرضيِاللِعنهماِِ"ِ:ِ-يوشكِ"ِوقدِأفتاىمِِ،أفتىِبعضِالناسِِ،
أفتىِبعضِالناسِفيِمسائلِِ،فقالِلوِِ:قالِفالنِِ،قالِأبوِبكرِوقالِعمرِكذاِ
وكذاِِ،فابنِعباسِأفتاىمِبحديثِفقالِابنِعباسِلماِأوردواِكالمِبعضِالصحابةِ
فقالِِ"ِ:يوشكِأنِتنزلِعليكمِحجارةِمنِالسماءِِ،أقولِلكمِقالِرسولِاللِ
وتقولونِقالِأبوِبكرِوقالِعمرِ"ِِ،معِمكانةِأبيِبكرِوعمرِ–ِرضيِاللِعنهماِِ-
وعنِجميعِصحابةِرسولِاللِ–ِصلىِاللِعليوِوسلمِ–ِإالِأنِالقاعدةِالمعلومةِعندِ
العلماءِِ"ِ:أنِكلِقولِِ،أنِكلِقولِيخالفِقولِالنبيِ–ِصلىِاللِعليوِوسلمِ–ِ
فقولِالنبيِ–ِصلىِاللِعليوِوسلمِ–ِمقدمِ"ِفماِبالناِبأقوالِغيرىمِمنِممنِلمِ
يبلغِشأنهمِِ،والِحالهمِِ،فالِشكِأنِالمسلمِالحريصِالغيورِعلىِدينوِ؛ِيحرصِ
علىِتطبيقِالسنةِِ،وعلىِتقديمِالسنةِِِ،والِيأتيكِالشيطانِويقولِِ:
ىؤالءِالعلماءِعلمواِِ،وأنتِلمِتعلمِِ،فنقولِلوِِ:ىذاِرسولِاللِارسلوِاللِإليناِ
11
اصطفاهِواختارهِلرسالتوِِ،وجاءناِبالدينِالحقِِ،فكلِماِاخبرِبوِالنبيِ–ِصلىِاللِ
عليوِوسلمِ–ِحقِِ،وىؤالءِالعلماءِقدِيصيبونِوقدِيخطؤونِِ،فماِاصابواِفيوِالحقِ
مماِجاءِبوِالنبيِِ-صلىِاللِعليوِوسلمِ–ِنوافقهمِِ،ونتبعمِِ،وماِاخطأواِفيوِ
نحترمهمِِ،ولكنِالِنقبلوِ.
فباركِاللِفيكمِِ،البدِمنِتدبرِىذاِاالمرِِ،وأنِيزنِكلِواحدِمناِموقفوِمنِمثلِىذهِ
اْلمورِِ:
ِممنِىمِليسواِبمعصومينِِ،وليسواِبرسلِمنِاللِِ،وإنِكانِفيهمِشيئاِمنِالخيرِأوِ
العلمِأوِالصالحِِ،ولكنِالنبيِِ-صلىِاللِعليوِوسلمِ–ِىوِالذيِأ ُِمرناِباتباعو
والمسلمِالحقِكماِيقولِبنِرجبِِ"ِ:وإنِكانِيعظمِالعلماءِويحترمهمِِ،إالِأنوِ
يعظمِالحقِالذيِجاءِبوِالنبيِِ-صلىِاللِعليوِوسلمِِ-ومنِتعظيموِللنبيِِِ-
صلىِاللِعليوِوسلمِِ-ومنِمحبتوِللنبيِ–-صلىِاللِعليوِوسلمِِ-فإنوِيقدمِماِ
جاءِبوِالنبيِِ-صلىِاللِعليوِوسلمِِ-علىِكلِماِسواهِ"ِِفهذهِلفتةِباركِاللِفيكمِ
ِ،تتعلقِبالشهادةِِ،بشهادةِأنِمحمداِرسولِالل .
قالِِ(ِ:وتقيمِالصالةِ)ِِ:منِأركانِاْلسالمِِ:إقامةِالصالةِِ،الصلواتِالخمسِ؛ِأنِ
تصليهاِبشروطهاِِ،وأركانهاِِ،وواجباتهاِِ،وأنِتحرصِعلىِسننهاِِ،كماِصالىاِالنبيِ
ِ-صلىِاللِعليوِوسلمِِ(ِِ-صلواِكماِرأيتمونيِأصلي)ِ.
12
وتقيمِالصالةِِ،وتقيمِالصالةِِ،وتؤتيِالزكاةِِ،إنِكانِعندكِمالِِ،وبلغِالنصابِِ،
وحالِعليوِالحولِِ،إنِكانِممنِِ،إنِكانِمماِيشترطِلوِالحولِِ،أوِحانِحصادهِِ،
أوِكانِمماِأخرجِمنِاْلرضِِ،فإنكِتخرجِحقِاللِفيوِِ،فتأديوِلألصنافِالثمانيةِ
ِعلَْي َهاِ﴾( ِِ)2
ين َ اتِلِ ْل ُف َق ِر ِاءِوالْمساكِي ِن ِ ِ المذكورةِفيِقولوِتعالىِِ﴿:إِنَّ َم َّ
ِوال َْعامل َ
َ اِالص َدقَ ُ َ َ َ َ
إلىِآخرِاْليةِِ،وأنِتحرصِعلىِإعطائهاِلمستحقيهاِِ،إنِكنتِذاِمالِ.
ثمِقالِِ(ِ:وتصومِرمضانِ)ِِ،إنِأتىِعليكِرمضانِِ،وكنتِعاقالِِ،بالغاِِ،مكلفاِِ،
قادراِعلىِالصيامِِ،الِيوجدِبكِسفرِأوِمرضِِ،أوِالمرأةِفيِحيضهاِِ،ونفاسهاِِِ،
فالِِ،فالِيوجدِعندكِعذرِِ،فإنِاللِ–ِعزِوجلِ–ِقدِأمرناِبقولوِِ﴿:فَ َم ْنِ َش ِه َدِ
ص ْموُِ﴾( ِ،ِ)3فيجبِأنِيصومِالمسلمِبشروطوِىذاِالشهرِوكذاِِ ِم ْن ُك ُم َّ
ِالش ْه َرِفَ لْيَ ُ
المسلمةِ.
ثمِقالِ(ِ:وتحجِالبيتِلمنِاستطاعِاليوِسبيالِ)ِِأيضاِ؛ِمنِأركانِاْلسالمِالحجِِ،
ومنِشروطوِأنِتكونِقادراِعلىِمؤنتوِِ،وكلفتوِِ،وقادراِِ،مستطيعاِفيِبدنكِلإلتيانِ
للحجِِ،فإنِكنتِغيرِقادرِِ،عاجزِلعدمِالمالِِ،أوِعاجزِلمرضِِ،أوِنحوِذلكِِ،
فإنوِالِيجبِعليكِِ،فإنِكانِعندكِمالِِ،فإنكِتوكلِمنِيقومِبأنِيحجِعنك ىذهِ
أركانِاْلسالمِالخمسةِِ،وىيِالمذكورةِفيِحديثِأيضاِابنِعمرِلماِقالِعبدِاللِ
بنِعمرِِ:سمعتِالنبيِ–ِصلىِاللِعليوِوسلمِ–ِيقولِِ(:بنيِاْلسالمِعلىِخمسِ
ِ:شهادةِأنِالِإلوِإالِاللِِ،وأنِمحمداِرسولِاللِِ،وإقامِالصالةِِ،وإيتاءِالزكاةِِ،
وصومِرمضانِِ،وحجِالبيتِمنِاستطاعِإليوِسبيالِ)ِ.
) 2سورة التوبة ( )46
) 3سورة البقرة ﴿﴾581
13
إذنِِىذهِىيِأركانِاالسالمِالخمسِِ،فليحرصِالمسلمِعلىِاْلتيانِبهاِِ،فإنِرجالِ
أتىِالنبيِ–ِصلىِاللِعليوِوسلمِ–ِوسألوِعنِالشهادتينِِ،وعنِالصالةِِ،وعنِ
الصيامِِ،وعنِاركانِِ،وعنِبعضِأركانِاْلسالمِِ،فقالِالرجلِ«ِ:واللِالِأزيدِعليهنِ
والِأنقصِ»ِِ،فلماِولىِالرجلِِ،قالِالنبيِِ-صلىِاللِعليوِوسلمِ–ِ(ِأفلحِإنِ
صدقِ)ِ.
قالِالعلماءِِ"ِ:معناهِأنوِإنِأتىِباْلركانِعلىِوجههاِِيعنيِعلىِسنةِالنبيِِ-صلىِ
اللِعليوِوسلمِِِ-فإنوِعلىِخيرِكثيرِ"
قالِالعلماءِمعناهِِ"ِ:أنّوِإنِأتىِعلىِاْلركانِعلىِوجههاِِ-يعنيِعلىِسنةِالنبيِ-
صلىِاللِعليوِوسلمِ-فإنوِعلىِخيرِكثيرِ،ويدخلِالجنةِبإذنِاللِ–ِتعالى"ِ-
فهذهِأركانِاْلسالمِِ-باركِاللِفيكمِِ"ِ:ِ-الشهادتانِِ:فالِنأتيِبماِيناقضهماِِِ،
ونقيمِالصالةِِ،ونصومِرمضانِِ،ونزكيِأموالناِِ،ونحجِالبيتِإنِاستطعناِإليوِسبيال
".
-قالِعمرِ–ِرضيِاللِعنوِِ(ِ:ِ-فقالِ-أيِجبريلِ–ِصدقتِِ-ِ،قالِللنبيِ
صدقتِِ،ِِ-قالِفعجبناِلوِيسألوِويصدقوِ)ِِ،وجوِالعجبِأنِىذاِالرجلِالِيُعرفِ
أنّوِأسلمِمنِقبلِِ،الظاىرِأنّوِأتىِليتعلمِاْلسالمِىذاِواحدِ.
؛ِيعنيِ
ِ ِاْلمرِالثانيِِِ:أنِالرجلِقالِللنبّيِ–ِصلىِاللِعليوِوسلمِ–ِ"ِصدقتِ"ِِ
كالمكِحقِِ،وأناِأعرفوِِ،
14
-فوقعِالعجبِمنِعدمِمعرفةِالرجلِِ،ومنِمعرفةِالرجلِبماِيقولِالنبيِ–ِصلىِ
اللِعليوِوسلمِ–ِومنِحالِىذاِالرجلِِ،قبلِأنِيعرفواِوأنِيعلمواِأنوِجبريلِ–ِعليوِ
الصالةِوالسالم –
قالِِ(ِ:فعجبناِلوِيسألوِويصدقوِ)ِ؛ِيعنيِىوِيسألوِوىوِيعلمِِ(ِ،قالِفأخبرنيِعنِ
اْليمانِ)ِِ،قالِجبريلِللنبيِ–ِصلىِاللِعليوِوسلمِِ(ِ:ِ-منِمراتبِىذاِالدينِ
اْليمانِفماِىوِاْليمانِ)ِِ،فأخبرهِالنبيِ–ِصلىِاللِعليوِوسلمِ–ِبأركانِاْليمانِِ،
فقالِِ(ِ:أنِتؤمنِباللِِ،ومالئكتوِِ،وكتبوِِ،ورسلوِواليومِاْلخرِِ،وتؤمنِبالقدرِخيرهِ
وشرهِِِ،قالِِ:صدقتِ)
يعنيِ؛ِيذكرِعمرِ–ِرضيِاللِعنوِ–ِأ ّنِجبريلِ–ِعليوِالسالمِ–ِسألِعنِاْليمانِ
وأ ّنِالنبيِ–صلىِاللِعليوِوسلمِ–ِأخبرهِبأركانِاْليمانِِ،فأولِركنِِ:أنِتؤمنِباللِ
ربّاِِ،خالقاِِ،إلهاِِ،رازقاِِ،بيدهِاْلمورِكلهاِ–ِسبحانوِوتعالىِِ،ِ-فإذاِكانِربّاِِ،
إالىاِِ،خالقاِِ،رازقاِِ،بيدهِاْلمورِ،بيدهِالخلقِواْلمرِ–ِسبحانوِوتعالىِ–ِفهوِ
الذيِيجبِأنِتعبدهِوأنِتصرفِلوِكلِأنواعِالعبادةِوأنِتخشاهِِ،وأنِتتوكلِعليوِِ،
وأنِتدعوهِِ،وأنِوأنِكلِاْلمورِللِِ-عزِوجل.-
15
ِ َنِالْم ِ ِ ِ
واِم َعِاللَّ وِأ َ
َح ًداِ﴿ِ )5 (﴾ٔ٨فإذاِكانِاللِ–ِعزِوجلِ ساج َدِللَّ وِفَ َالِتَ ْدعُ َ
﴿ِ َوأ َّ َ َ
–ِىوِالخالقِِ،الرازقِِ،المدبّرِِ،القادرِعلىِكلِشيءِِ،فإ ّنِصرفِأيِنوعِمنِ
أنواعِالعبادةِلغيرِاللِعزِوجلِ؛ِالِشكِأنّوِظلمِِ﴿ِ،يَاِبُنَ َّي َِالِتُ ْش ِر ْكِبِاللَّ ِوِإِ َّنِ
الشر َكِلَظُلْم َ ِ
يمِ﴿ٖٔ﴾( ِ،ِ )6أنِتؤمنِباللِربّاِِ،وأيضاِ؛ِبأنِتؤمنِبأ ّنِللِأسماءِ ِعظ ٌ ٌ ِّ ْ
ِالس ِميعِالْب ِ
ص ُيرِ وصفاتِِ،تليقِبجاللوِ–ِسبحانوِوتعالىِ–ِ﴿ِلَي ِ ِ ِ
ِو ُى َو َّ ُ َسِ َكمثْلوِ َش ْيءٌ َ
ْ َ
﴿ٔٔ﴾( ِِ)7فنثبتِللِِاْلسماءِوالصفاتِالتيِجاءتِفيِالقرآنِوالسنةِعلىِماِ
يليقِبوِ–ِسبحانوِوتعالىِِِ-نؤمنِبهاِِ،وأ ّنِلهاِحقيقةِِ،وأِنّهاِمعلومةِمنِلغةِالعربِ
ِ،معانيهاِمعلومةِمنِلغةِالعربِِ،وأماِكيفياتهاِ؛ِفإ ّنِعلمهاِعندِاللِ–ِعزِوجلِِِ-
ّ
ولكنِنؤمنِبهاِِ،وأِنّهاِصفاتِللِِ-عزِوجلِِ-ثابتةِبالكتابِوالسنّةِِ،والِنخوضِ
فيِتحريفهاِِ،أوِتأويلهاِِ،أوِتعطيلهاِِ،والِننفيهاِعنِاللِِ.
اللِ–ِعزِوجلِ–ِأخبرناِ–ِسبحانوِوتعالىِ–ِأ ّنِلوِيدِِِ،ولوِساقِِِ،ولوِوجوِ–ِ
سبحانوِوتعالىِِ،ِ-فنؤمنِبهاِكماِأخبرِاللِ–ِعزِوجلِ–ِفيِكتابوِِ،وكماِأخبرِ
النبيِ–ِصلىِاللِعليوِوسلمِ–ِفيِسنّتوِِ،فإنِقيلِلناِ:
-فنقولِِ"ِ:نحنِنؤمنِبهذهِالصفاتِ؛ِولكنِ
16
ِْ-لنناِلمِنرِاللِفيِالدنياِ"ِِ،ونسألوِ–ِسبحانوِوتعالىِ–ِأنِيجعلناِجميعاِممنِ
يراهِفيِاْلخرةِِ،فإ ّنِالنظرِإلىِاللِ–ِعزِوجلِ–ِىوِالزيادةِالمذكورةِفيِقولوِ–ِعزِ
ِ
ِوِزيَ َ
اد ِةٌِ﴿ِ،ِ)8 (﴾ٕ٦جاءِفيِحديثِالنّبيِ–ِ ْح ْسنَ َٰى َ
سنُواِال ُ
َح َ وجلِِ﴿ِ:ِ-لِّلَّذ َ
ينِأ ْ
صلىِاللِعليوِوسلمِ–ِأنّوِذكرِالزيادةِلذةِالنظرِإلىِاللِ–ِعزِوجلِ،ِ-فيِالدنياِالِ
يُرىِاللِ–ِعزِوجلِِ،ِ-فكماِطلبِموسىِ–ِعليوِالصالةِوالسالمِ–ِأنِيرىِاللِ–ِ
عزِوجلِِ،ِ-فأخبرهِ–ِسبحانوِوتعالىِ–ِأنّوِلنِيراهِ؛ِأيِفيِالدنياِ؛ِولكنِفيِ
اضرةٌِ﴿ٕٕ﴾ِإِلَ َٰىِربِّهاِنَ ِ
ٍِ ِ
اظ َرةٌِ﴿ٖٕ﴾( ِ)9 ََ اْلخرةِيراهِالمؤمنونِ﴿ِ ُو ُجوهٌِيَ ْوَمئذِنَّ َ
فإذاًِنحنِلمِنرِاللِفيِالدنياِِ،حتىِنقولِصفتوِكذاِوكذاِوكذاِِ،ولكنِنؤمنِبأ ّنِ
اذاِ؟ ىذهِىيِصفاتوِعلىِماِيليقِبجاللوِِ،فإنِقلتِ"ِطيبِ"ِمثلِِم
ِالس ِميعِالْب ِ
ص ُيرِ أقولِلكِِ:قالِاللِِِ-تعالىِِ﴿:-لَي ِ ِ ِ
ِو ُى َو َّ ُ َسِ َكمثْلوِ َش ْيءٌ َ
ْ َ
) (
ِ
10
﴿ٔٔ﴾
فالواجبِعلىِالمسلمِأنِيؤمنِبهذهِالصفاتِعلىِماِيليقِبجاللوِ–ِسبحانوِوتعالى
–
أخبرناِالنّبيِ–ِصلىِاللِعليوِوسلمِ–ِأ ّنِملكِمنِالمالئكةِأُذنِللنّبيِ–ِصلىِاللِ
عليوِوسلمِ–ِأنِيُخبرِعنوِ(ِماِبينِشحمةِأذنوِوعاتقوِكماِبينِالسماءِواْلرضِ)ِِ،
ىذاِملكِ
17
فاللِأعظمِِ،وأكبرِِ،وأجلِ–ِسبحانوِوتعالى–
ّ ِ
الملكِعبدِمخلوقِِ،والخالقِىوِاللِ–ِسبحانوِوتعالىِِ،ِ-فليسِكمثلوِشيءِِ،يومِ
القيامةِكماِسبقِنراهِبإذنِاللِ–ِتعالىِ–ِأنِنكونِممنِيرىِاللِ–ِعزِوجلِ–ِفيِ
الجنّةِ؛ِولكنِفيِالدنياِالِنرىِاللِ–ِعزِوجلِِ،ِ-فالواجبِعليناِأنِنؤمنِبهذهِ
اْلسماءِوىذهِالصفاتِعلىِماِيليقِلجاللوِ ،فإنِقالِقائلِ"ِطيبِأناِلوِقلتِأ ّنِ
للِيدِأوِللِوجوِشبهتوِبخلقوِِ"ِِِ،أقولِلوِِ"ِ:الِِ،لمِتشبهوِبخلقوِْلمرينِ؛
أ ّنِاللِأخبرناِأنوِليسِكمثلوِشيءِِ،فقولكِأنِفإثباتناِلهذهِ
الصفاتِللِتشبيوِللبشرِكأنكِتردِالقرآنِِ،أوِتُكذبِالقرآنِِ،فاللِ–ِعزِوجلِ–ِ
سِ َك ِمثْلِ ِوِ َش ْيءٌِ﴿ٔٔ﴾( )ِ
11
يقولِِ﴿ :لَْي َ
إذاِأيضاِتؤمنِباللِومالئكتوِ،كماِمرِمعناِفيِ(ِاْلصولِالستةِ)ِماِيتعلقِبالمالئكةِ
ِ،اْليمانِبهمِإجماالِوتفصيالِِ،أماِالتفصيلِفهمِالمذكورونِفيِالقرآنِوالسنةِِ،منِ
جبريلِِ،وميكائيلِِ،وإسرافيلِِ،وخازنِالنارِِ،وغيرىمِمنِالمالئكةِالمشهورينِِ،
ينِفيِالكتابِوالسنةِِ،وأماِباْلجمالِفإنّناِنؤمنِبهمِِ،فإ ّنِالنّبيِ–ِصلىِ
ّ المذكور
اللِعليوِوسلمِ–ِأخبرناِ(ِأ ّنِالبيتِالمعمورِمقابلِللكعبةِفيِالسماءِالدنياِِ،وأنّوِ
18
ٍ
يدخلوِكلِيومِسبعونِألفِملكِِ،الِيعودونِإليوِإلىِأنِتقومِالساعةِ)ِ؛ِكلِيومِ
سبعونِألفِملكِِ،يدخلونِىذاِالبيتِالمعمورِِ،الِيعودونِإليوِإلىِأنِتقومِالساعةِِ
ِ،وأخبرناِالنّبيِ-صلىِاللِعليوِوسلمِ(ِ-أنِالمالئكةِيومِالقدرِتنزلِوعددىمِكعددِ
ِ،عددِكبيرِجداِِ،فنؤمنِبهمِجميعاِِ،و(ِأنهمِالِ
ِ الحصى)ِ–ِعددِالحجارةِ-
يعصونِاللِماِامرىمِِ،وأنهمِيفعلونِماِيؤمرونِ)ِِ،قالِِ(ِ:وكتبوِ)ِ،كذلكِتؤمنِ
بالكتبِِ،ايماناِإجمالياِوإيماناِتفصيلياِِ،أماِالتفصيلِ؛ِفالمذكورِمنِالقرآنِوالسنةِ
ِ،منِالثوراةِِ،واْلنجيلِِ،والزبورِومنِصحفِإبراىيمِوِموسىِِ،فنؤمنِبهاِبأسمائهاِ
وأنهاِكتبِأنزلهاِاللِِعلىِاْلنبياءِقبلِالنبيِ-صلىِاللِعليوِوسلمِ.-
وتؤمنِأيضاِبالقرآنِ،وِأنِىذاِالقرآنِناسخِلجميعِالكتبِالسابقةِ،وأنوِمهيمنِ
وجلِ،ِ-وِأخبرناِ
عزِ ِّ
عملِبالقرآنِفقطِ،ومماِأخبرناِاللِِّ -
ّ عليهاِ،وأنوِيجبِأنِيُ
رسولِالل-صلىِاللِعليوِوسلّمِ–ِأ ّنِالتوراةِوِاْلنجيلِوغيرىاِقدِحرفتِ،وبدلتِ،
وأخبرناِالنبيِ–صلىِاللِعليوِوسلّمِ-وأخبرناِاللِفيِكتابوِأ ّنِاللِحافظٌِىذاِالكتابِ
ِوجلِِ-فيجبِأنِ
عز ِّ؛ِالقرآنِمنِالتبديلِِ،وِالتغييرِ،فهوِمحفوظِبحفظِاللِّ -
ِلتلكِالكتبِالسابقةِولكنِكونهاِمنسوخةِ؛ِالِ
ّ نؤمنِبهذاِالقرآنِالعظيمِوِأنوِناس ُخ
يعنيِتكذيبهاِأوردىاِِ،وِإنماِ؛ِيعنيِأنناِنؤمنِبهاِوالِنعملِبهاِ،
)
12 (
ِاْل ْس َال ُمِ﴾ ِْ-لنهاِنُسختِماِل ّدليلِالدليلِقولوِعزِوجل﴿ِ:إِ َّنِالدِّين ِ
ِعن َدِاللَّ ِو ِْ َ ّ
19
يِاْلخ َرةِ ِِم َنِ
ِ ِديناًِفَ لَنِي ْقبل ِِم ْنوُِوىوِفِ
ُ َ َ َ َُ
وِقولوِعزِوجلِ﴿ :ومنِي بتَ ِغِغَي رِا ِْلسالَِم ِ
َ َ َْ ْ َ ْ
الْ َخ ِ
اس ِر َِ
ينِ﴾( )ِ13
فبينِِ-سبحانوِوتعالىِِ-؛ِأنِالدينِالمقبولِىوِاْلسالمِ ِوأنِغيرِاْلسالمِمنِ
يهوديةِِ،أوِنصرانيةِِ،أوِغيرىماِِ،غيرِمقبولِبلِأخبرِالنبيِ–صلىِاللِعليوِوسلم-
أنِموسىِابنِعمرانِلوِكانِحياِماِوسعوِإالِاتباعِالنبيِ-صلىِاللِعليوِوسلمِ-بلِ
أخبرِالنبيِ–صلىِاللِعليوِوسلمِِ-أ ّنِعيسىِعليِ-الصالةِوالسالمِِ-حينِينزلِ
اخرِالزمانِيكسرِالصليبِِ،وِيقتلِالدجالِِ،المسيحِالدجالِويضعِالجزيةِ؛ِإماِ
اْلسالمِوإماِالقتلِ،فإنِعيسىِعليِِ-الصالةِوِالسالمِِ-حينِينزلِآخرِالزمانِ
فإنوِيحكمِبشريعةِالنّبيِ–صلّىِاللّوِعليوِوسلّمِ-والِيحكمِبشريعتوِ،فهؤالءِالذينِ
يقولونِبوحدةِاْلديانِ،وبأنِاليهوديةِأوِالنصرانيةِالِإكراهِفيِالدينِيمكنِأنِيعبدِ
اللِكلِواحدِمناِبالدينِالذيِيراهِ،وِأنِىذاِالِمانعِمنوِ،ىذاِكلوِباطلِمنِالقولِوِ
ضاللِمنِالرأيِوالهوىِ،وتكذيبِومخالفةِللكتابِوِالسنةِ.
ِفالِتلتفتواِلهؤالءِباركِاللِفيكمِِ،فإنِىذهِاْلمورِمضادةِلماِجاءِفيِالكتابِوِ
السنةِعيسىِيحكمِبشريعةِمحمدِ–صلىِاللِعليوِوسلمِ-وأنتِتقولِِ:
لكِأنِتعبدِاللِباليهوديةِأوِبالنصرانيةِ؟ِ
أيِضاللِىذاِ!!!ِ
)
ِ
14 (
وأماِقولوِتعالىَ ِ﴿ِ:الِإِ ْك َِر َاهِفِيِالدِّي ِنِِقَدِتَّبَ يَّ َِنِالرِ ْش ُد ِِم َنِالْغَ ِّيِ﴾
ليسِمعناهِأنِكلِواحدِلوِحريةِأنِيعبدِاللِبماِشاءِوإنّماِمعناهِمنِأرادِأنِيسلمِ
20
منِاىتدىِفلنفسوِومنِضلِ
ّ فليسلمِولوِالجنةِ،ومنِأرادِفليكفرِفليكفرِولوِالنارِ(ِ،
فعليها)ِولذلكِىؤالءِالذينِيستدلونِبهذهِاْليةِىمِواقعونِفيِقولوِتعالىِِِ-ِ:
ِ15تتركونِاْل ّدلةِالصريحةِِ، ضِ﴿ِ) (﴾٨٥ ِوتَ ْك ُف ُِرو َنِبِبَ ْع ٍ ضِال ِ
ْكتَ ِ
اب َ ﴿أَفَ تُ ْؤِمنُو َنِبِبَ ْع ِ
َّىِتَأْتِيَ ُه ُمِالْبَ يِّ نَةُِ ِ ْكتَ ِ ِ
واِمنِأ َْى ِلِال ِ َّ ِ
ِحت َٰ ِمن َف ِّك َ
ين َ ِوال ُْم ْش ِرك َ
ين ُ اب َ ﴿لَ ْمِيَ ُك ِنِالذ َ
ينِ َك َف ُِر ْ
﴿ٔ﴾( )ِ
ِ16فبينِاللِ-سبحانوِوتعالىِ-أنِاليهودِوالنصارىِك ّفارِوأنتِتقولِحريةِ
الدينِوانِمنِعبدِاللِباليهوديةِوعبدِاللِبالنصرانيةِفانوِسيدخلِالجنةِبعدِبعثةِ
النبيِ-صلىِاللِعليوِوسلمِِ ِ-واللِقدِحكمِعليهمِبالكفرِِ-فباركِاللِفيكمِِ-
تنبهواِلهذاِاْلمر .
قالِِ:ورسلوِ؛ِأيضاِنؤمنِبرسلوِِالمذكورينِفيِالكتابِوالسنةِِ،علىِالتفصيلِ،
كِِ
ِعلَْي َ
ص َص ْ ِوِم ْن ُه َّ
مِمنِلَّ ْمِنَ ْق ُ كَ اِعلَْي َ
صنَ َ
ص ْ وأيضاِعلىِاْلجمالِ﴿ِ ِم ْن ُه َّ
مِمنِقَ َ
﴿ِ) (﴾٧٨
ِ17
وكذاِاليومِاْلخرِوماِفيوِمنِأىوالِوِوقوفِفيِالعرصاتِ،وِالحشرِ،والصراطِ،
وحوضِالنبي-صلّىِاللّوِعليوِوسلّمِ-
وماِفيوِمنِموقفِالحسابِِكلِماِجاءِفيِالكتابِوِالسنةِنؤمنِبوِ،ونعتقدهِ،قالِ:
وتؤمنِبالقدرِخيرهِوشرهِبمعنىِ؛ِِأنِتعلمِماِأصابكِلمِيكنِليخطأكِوأنِماِأخطأكِ
لمِيكنِليصيبكِوأنِكلِشيءِبقدرِ،ومنِالقدرِأنِتعملِ،وأنِتأخذِباْلسبابِوِأنِ
اللِِ-عزِوجلِِ-قدِجعلِلناِإرادةِومشيئةِنحاسبِعليهاِِ،إنِاخترناِطريقِالخيرِ
21
وأسألِاللِأنِيجعلناِفيِىذاِالطريقِوأنِنموتِعليوِ-فإنِأىلِطريقِالخيرِفيِ
الجنةِ،وإنِاخترناِطريقِالشرِ–أسالِاللِأنِيبعدنيِوإياكمِعنوِوعنِأىلوِ-فهوِ
ِ،18منِ يمِ﴿ِ) (﴾ٕ٨ ِ ِ ِ
الكفرِوالتكذيبِفانِأىلوِفيِالنارِ﴿ِل َمنِ َشاءَِمن ُك ْمِأَنِيَ ْستَق َ
ت ِِم ْنِ َخ ْي ٍِرِم ْح َ
ض ًِراِ اِع ِملَ ْ
ِم َس َّاىتدىِفلنفسوِومنِضلِفعليهاِِ﴿ِ،يَ ْوَمِتَ ِج ُدِ ُكلِنَ ْف ٍ
اِوبَ ْي نَوُِأ ََم ًداِبَ ِعي ًداِ﴿ٖٓ﴾( )ِ ت ِِمنِس ٍ
وءِتَ َودِلَ ْوِأ َّ اِع ِملَ ْ
َنِبَ ْي نَ َه َ َوَم َ
19
ُ
شاءُو َنِإَِّالِأَنِ
فهذاِعملناِواختيارناِ،وىوِغيرِخارجِعنِأرادةِاللِعزِوجلَ ِ﴿ِ:وَماِتَ َ
ِعلِيم ِ
يماِ﴿ٖٓ﴾( )ِ شاءَِاللَّ وُِإِ َّنِاللَّ وَِ َكا َن َ ً َ
اِحك ً يَ َ
20
والِتعنيِأنِمشيئتناِتحتِمشيئةِاللِأنناِمجبورونِغيرِمخيرينِالِىذاِخطأِِ،فإنِاللِ
ِوجلِِ-خيرناِوجعلِلناِاالختيارِواْلرادةِِ،سنحاسبِعلىِىذاِ،ولكنِالِ
عز ّ ّ -
ِوجلِِ-فإنِاللِكماِأخبرِالنبي-صلّىِ
عز ِّيمكنِأنِيعملِالعبدِشيئاِلمِيردهِاللِّ -
اللّوِعليوِوسلّمِ(ِ-لوِأنِالناسِأولهمِوآخرىمِيعنيِ؛ِأرادواِأنِِأنِينفعواِشخصاِ،
لوِأنِالناسِأولهمِوآخرىمِوانسهمِوجنهمِأرادواِأنِينفعواِشخصاِماِنفعوهِبشيءِ
ادواِأنِيضروهِلمِيضروهِإالِإنِكتبوِاللِعليوِ)ِولذلكِكمِ
ّ ّإالِإنِأرادهِاللّوِوإنِأر
اكِالرجلِوىوِنائمِعليوِ-
تعرضِالنبي-صلّىِاللّوِعليوِوسلّمِ-للقتلِحتىِجاءهِذ ّ
تحتِضلِشجرةِفوقفِعليوِالرجلِرافعاِسالحوِسيفوِلينزلِبوِ
ّ الصالةِوالسالمِِ-
علىِالنبيِِ-صلىِاللّوِعليوِوسلمِِ-وىوِنائمِليقتلوِفتنبوِالنبيِ–صلّىِاللّوِعليوِ
وسلّمِ-ورآهِفقالِالرجلِ"ِياِمحمدِيعنيِ؛ِمنِينقذكِمنيِأوِمنِيخلصكِمني"ِ
22
فقالِالنبيِ–صلّىِاللّوِعليوِوسلّم-بكلِاطمئنانِوأريحيةِِ:اللِِ،فسقطِالسيفِمنِ
يدهِوماِاستطاعِأنِيحركهاِواللِأخبرناِأنِالسحرةِوأعوانهمِالِيضرواِالناسِإالِإنِ
ينِبِ ِو ِِم ْنِأ َِ
َح ٍدِ ار َ اِىمِبِ َ
ض ِِّ وجلِِ-إالِإنِأذنِاللِ-عزِوجلَِ ِ﴿ِ-وَم ُ
عزِ ِّ
أذنِاللِّ ِ-
إَِّالِبِِإ ْذ ِنِاللَّ ِوِ﴿ٕٓٔ﴾( )ِ 21وِلذلكِإخوانيِِ-باركِاللِفيكمِِ-احذرواِىذاِ
المقامِإنِتخافِمنِالناسِخفِمنِاللِِ-عزِوجلِِ-وراقبوِوالِتخفِمنِالناسِوالِ
يعنيِقولناِالِتخفِمنِالناسِبمعنىِعاندىمِوضاربهمِالِوإنماِمعناهِتوكلِعلىِاللِِ،
ِوجلِِ-اذاِ؛ِقالِِِ:
عز ّ وخذِباْلسبابِوالِتخفِمنِالناسِفإنِاْلمرِكلوِبيدِاللِّ ِ-
(ِِوأنِتؤمنِبالقدرِخيرهِوشرهِ)ِِفاْليمانِبالقدرِامرِمهمِِ،ويخلصِكثيراِمنِالناسِ
منِالغمومِوالهمومِِ،ومنِاليأسِفهذهِالمرتبةِوىذاِالركنِركنِمهمِوجميعِأركانِ
االيمانِمهمةِولكنِكثيرِمنِالناسِيعانيِمنِىذاِاْلمرِوأيضاِيعانيِمنِاْلخاللِفيِ
أمرِاْليمانِباللِِ-عزِوجلِِ-فالِيصلحِالعبادةِللِويعتقدِفيِغيرِاللِأنوِقدِينفعِ
أوِيضرِِ،وأنوِبيدهِشيءِمنِرزقوِِ،وأمرهِ،وشأنوِالِ؛ِعلقِقلبكِباللِواعلمِأنِكلِ
ىؤالءِىمِعبيدِللِ-عزِوجلِ-وانوِليسِبيدىمِشيءِوىذهِأكانِااليمانِالستةِكماِ
سبقِىيِعظيمةِاسألِاللِِ-عزِوجلِِ-آنِينفعنيِوإياكمِوبماِقدِسمعناِِ،وأنِ
يكونِحجةِلناِالِحجةِعليناِِ،واكتفيِبهذاِالقدرِونكملِِ-إنِشاءِاللِِ-فيِاللقاءِ
القادمِوندخلِِ-إنِشاءِاللِِ-اْلنِفيِالتجويدِنظمِتحفةِاْلطفالِ.
23