You are on page 1of 42

‫مباحث يف الحكم‬

‫وأقسامه‬

‫أتليف‬
‫أيب بكر؛ سامر رايض جابر‬
‫‪1‬‬
2
‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬

‫املقدمة‬
‫احلمد هلل احلاكم لألكوان‪ ،‬ﭽﭷﭹﭺﭼ‬
‫ﭽﭿﮀﭼ الرحمن‪ .٤ - ١ :‬والصالة والسالم األمتان‬
‫األكمالن‪ ،‬على النيب مبلغ األحكام‪ ،‬حممد سيد األانم‪ ،‬وعلى آله‬
‫وصحبه الكرام‪ ،‬وأشهد أال إله إال هللا الواحد ال ّد ّين وأشهد أن حممداً‬
‫رسول هللا وخامت األنبياء‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فهذه رسالة صغرية احلجم‪ ،‬عفوية اخلاطر‪ ،‬كتبتها يف بداية طليب‬
‫للعلم‪ ،‬تتحدث عن األحكام اليت يصدرها اإلنسان على ما حوله‪،‬‬
‫وفق منهج أهل السنة واجلماعة ومسيتها‪:‬‬

‫مباحث يف احلكم وأقسامه‬


‫وموضوع الرسالة مهم لكل مسلم مثقف يف عصران لبناء العقلية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ولبنة أساسية يف فهم دين اإلسالم على وفق التصور‬
‫الصحيح واملنهج السين املستقيم‪ ،‬ال سيما عقائد اإلسالم ومبادئه‪ ،‬بل‬
‫هو أساس يف فهم الوجود والعامل‪ ،‬وسالح يف التصدي حلمالت الغزو‬
‫‪3‬‬
‫الفكري الذي يتعرضه املسلمون اليوم‪ ،‬كما أنه منطلق للمسلمني يف‬
‫اإلبداع احلضاري اإلسالمي‪.‬‬
‫وهذه الرسالة كتبتها لعموم املسلمني اليوم‪ ،‬ونصيحة لشباب‬
‫األمة اإلسالمية‪ ،‬وسعياً يف بناء فكر اإلنسان املسلم املعاصر ِوفق‬
‫منهج أهل السنة واجلماعة‪ ،‬وكنت يف كتابتها متساحماً ومبسطاً يف‬
‫األسلوب قدر استطاعيت حىت يفهمها كل مسلم مثقف‪ ،‬فتكون له‬
‫زاداً وعوانً يف مواجهة التحديت املعاصرة‪ ،‬فغاييت هي بناء عقلية املسلم‬
‫اليوم بطريقة لطيفة رقيقة بعيدة عن املصادمات واملناقشات واجملادالت‬
‫واملشاحنات‪ ،‬ويف الوقت نفسه تغرس منهجية أهل السنة واجلماعة يف‬
‫التفكري والعلم‪.‬‬
‫وقد راجعت الرسالة وقمت إبجراء زيدات طفيفة عليها وتوثيق‬
‫ما جاء فيها‪ ،‬حيث كنت كتبتها بطريقة عفوية من حفظي وفهمي‬
‫دون الرجوع إىل املصادر‪ ،‬وحرصت على إبقاء تلك العفوية فيها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫هذا وأسأل هللا تعاىل أن ينفعين والشباب املسلم هبا‪ ،‬وجيعلها‬
‫ذخراً يل يوم القيامة‪ ،‬ويغفر يل ما قصرت‪ .‬وصلى هللا على سيدان حممد‬
‫وعلى آله وصحبه وسلم واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬
‫كتبه أبو بكر؛ سامر ريض‬

‫الزرقاء‪ /‬األردن‪1440/11/10 ،‬ه ‪2019/7/13 -‬م‬

‫‪5‬‬
‫احلكم ووسائل املعرفة‬
‫خلق هللا تعاىل اإلنسان وميّزه عن سائر املخلوقات ابلعقل‪ ،‬وفطره‬
‫على حب االستطالع واملعرفة‪ ،‬إال أن اإلنسان يولد وهو خال من‬
‫العلوم‪ ،‬ليس لديه أدىن علم بشيء‪ ،‬فنفسه صفحة بيضاء تقبل أي‬
‫نقش‪ ،‬ولكنه جمهز مبا يؤهله من وسائل الكتساب املعلومات واملعرفة‪،‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ‬
‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﭼ‬
‫النحل‪٧٨ :‬‬

‫فهذه اآلية الكرمية صرحية خبلو اإلنسان من املعرفة حني خروجه‬


‫من بطن أمه‪ ،‬فليس له أي معلومة وال معرفة‪ ،‬ولكن رحلة حتصيلها‬
‫تبدأ منذ تلك اللحظة‪ ،‬وتبدأ نفس الطفل ببناء صرح املعرفة لديه‪،‬‬
‫وتتكون البدهيات والضروريت من خالل تلك الوسائل اليت خلقها‬
‫هللا تعاىل لديه‪ ،‬وقد بينتها اآلية الكرمية وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬السمع‪ :‬وهي إشارة إىل اآللة اليت يتم هبا حتصيل األخبار وتلقي‬
‫املعارف النقلية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -2‬البصر‪ :‬وهي إشارة إىل اآلالت اليت يتحصل هبا املعارف‬
‫التجريبية احلسية وأعالها املشاهدات‪ ،‬ويلحقها الذوق والشم‬
‫واللمس والسمع‪.‬‬
‫‪ -3‬الفؤاد‪ :‬وهو العقل وهذا فيه إشارة إىل العلوم واملعارف العقلية‬
‫اليت ال تتحصل ابلوسيلتني السابقتني‪.‬‬
‫واإلنسان يصدر أحكاماً على ما حوله مستخدماً ما فطره هللا‬
‫تعاىل به من وسائل؛ هي اخلرب (السمع) واحلواس (األبصار) والعقل‬
‫(األفئدة)‪ ،‬كما أشارت اآلية السابقة‪ ،‬فبحواسه جيرب احلياة وما فيها‪،‬‬
‫وابخلرب يتعلم أموراً قد ال تصل إليها احلواس‪ ،‬وابلعقل يصدر أحكاماً‬
‫على ما وصل إليه من طريقي احلس واخلرب‪ ،‬أو مبجرد العقل‪.‬‬

‫معىن احلحكم‬
‫احلكم يف اللغة‪ :‬هو املنع والرد والقضاء والفصل‪ ،‬كما جاء يف‬
‫املعاجم العربية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫واحلكم كما عرفه السلف الصاحل‪ :‬أنه إثبات أمر ألمر أو نفيه‬
‫عنه(‪ .)1‬أو أنه نسبة بني أمرين ثبواتً أو نفياً‪.‬‬
‫وأجزاءه أربعة(‪:)2‬‬
‫‪ .1‬احلاكم‪ :‬وهو من يصدر احلكم‪.‬‬
‫‪ .2‬احملكوم به‪ :‬هو األمر الذي يُراد إثباته أو نفيه‪.‬‬
‫‪ .3‬احملكوم عليه‪ :‬وهو من يقع عليه احلكم‪.‬‬
‫‪ .4‬النسبة‪ :‬هي العالقة بني احملكوم به واحملكوم عليه‪.‬‬
‫‪ .5‬وقوع النسبة أو عدم وقوعها‪.‬‬
‫فعندما تقول‪ :‬أن األنبياء صادقون وليسوا كاذبني‪ ،‬فأنت قد‬
‫أثبت أمراً هو الصدق هلم وهذا حكم‪ ،‬ونفيت عنهم أمراً هو الكذب‬
‫وهذا حكم كذلك‪ ،‬فهنا يتضح لنا أركان احلكم‪:‬‬
‫‪ ‬حمكوم عليه وهو األنبياء‪.‬‬
‫‪ ‬وحمكوم به وهو الصدق أو الكذب‪.‬‬

‫‪ )1‬أم الرباهني شرح العقيدة الصغرى‪ ،‬اإلمام حممد بن يوسف السنوسي‪ ،‬ت‪ :‬د‪.‬حممد‬
‫درويش‪ ،‬دار البريويت‪ ،‬ط‪1430 :3‬ه‪2009-‬م‪ ،‬ص‪20‬‬
‫‪ ) 2‬أم الرباهني‪ ،‬ص‪ ،20‬وزدت عليه احلاكم‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ ‬والنسبة بينهما وهي العالقة اليت تربطهما معاً‪،‬‬
‫‪ ‬هذه العالقة عالقة إثبات أحدمها لآلخر كإثبات الصدق‬
‫لألنبياء‪ ،‬أو عالقة نفي بينهما كعدم ثبوت الكذب لألنبياء‪.‬‬
‫‪ ‬واحلاكم يف ذلك كله هو العقل‪.‬‬
‫أسباب احلكم‬
‫أسباب العلم احلادث عند أهل السنة ثالثة)‪: )1‬‬
‫أ) احلواس السليمة الظاهرة وهي مخسة‪ :‬السمع والبصر والشم‬
‫والذوق واللمس‪.‬‬
‫ب) اخلرب الصادق؛ سواءً كان خرباً متواتراً أو مسموعاً‪ ،‬ويكون‬
‫مصدره من الرسول املؤيد ابملعجزة‪.‬‬
‫ج) والعقل اجملرد‪ :‬وآلته الدماغ وحمله القلب املعنوي‪ ،‬وهو يصدر‬
‫األحكام دون االعتماد على جتربة أو خرب‪.‬‬

‫وجيمع هذه األسباب قوله تعاىل‪ :‬ﭽﮫﮬﮭﮮﮯ‬


‫ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ‬

‫‪ ) 1‬املواهب اللدنية يف شرح املقدمات السنوسية‪ ،‬أيب اسحاق إبراهيم السرقسطي البناين‪،‬‬
‫مطبعة مصطفى البايب احلليب‪ ،‬الطبعة األخرية‪1373 ،‬ه – ‪1953‬م‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫‪9‬‬
‫ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧ ﯨﯩﭼ‬
‫األحقاف‪.٤ :‬‬

‫أما اإلهلام املفسر إبلقاء معىن يف القلب بطريق الفيض يثلج له‬
‫الصدر‪ ،‬فليس بسبب للمعرفة بصحة الشيء عند أهل احلق‪ ،‬ألنه أمر‬
‫ال ينضبط معرفته لقصوره على صاحبه‪ ،‬وكذلك املنامات واألحالم‬
‫والفرضيات‪.‬‬
‫واإلنسان مفطور ابحلس واخلرب والعقل كما سبق‪ ،‬وكلها توصل‬
‫اإلنسان ألحكام تكون علماً له‪ ،‬وعليه قسم علماؤان األجالء احلكم‬
‫إىل ثالثة أقسام من حيث املصدر هي‪:‬‬
‫‪ .1‬احلكم الذي صدر من طريق احلس والتجربة يسمى حكما حسيا‬
‫أو جتريبيا أو عاداي‪.‬‬
‫‪ .2‬احلكم الذي صدر من طريق اخلرب والسمع يسمى حكما خرباي‬
‫أو مسعيا أو وضعيا‪.‬‬
‫‪ .3‬احلكم الذي صدر من طريق العقل اجملرد يسمى حكما عقليا‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫واحلقيقة أن العقل هو الذي حيكم‪ ،‬إما جمردا أو بواسطة من‬
‫احلس أو اخلرب(‪ ،)1‬فحكم العقل‪:‬‬
‫‪ .1‬إن كان جمرداً مسي احلكم عقليا؛ أي ال يعتمد العقل يف إصدار‬
‫األحكام على ما حوله على اخلرب وال حيتاج إلجراء جتربة‪.‬‬
‫‪ .2‬وإن كان بواسطة التكرار على احلس مسي احلكم عاداي؛ أي أن‬
‫العقل حني يصدر حكمه على األشياء من حوله فإنه حيتاج إىل‬
‫إجراء التجارب احلسية حىت يتحصل على ما حيتاج إليه من‬
‫معلومات ال ميكن اكتساهبا إال ابحلواس‪.‬‬
‫‪ .3‬وإن كان بواسطة اخلرب مسي احلكم وضعيا؛ أي أن العقل يف‬
‫إصداره احلكم على األشياء يعتمد على األخبار واألقوال املنقولة‬
‫ليصل إىل املعارف اليت وضعها الواضع‪ ،‬واليت ال ميكن أن تعرف‬
‫بواسطة التجارب احلسية‪.‬‬

‫وكل ذلك معترب يف الشرع‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭽﯯﯰﯱﯲﯳ‬


‫ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﭼ‬
‫اإلسراء‪ ،٣٦ :‬فلو كانت غري معتربة يف الشرع ملا سئلنا عنها وعما‬

‫‪ ) 1‬فتح الرمحن بشرح لقطة العجالن‪ ،‬زكري األنصاري‬


‫‪11‬‬
‫توصلنا إليه من أمور‪ ،‬كما أننا نفهم من اآلية أنه جيب علينا استخدام‬
‫هذه اآلالت فيما وضعت له ويف حما ِّهلا ليكون استخدامنا هلا صحيحاً؛‬
‫فالعقل وما يوصلنا إليه معترب‪ ،‬واخلرب وما يوصلنا إليه معترب‪ ،‬والتجربة‬
‫وما توصلنا إليه معترب‪ ،‬وكلها مكملة لبعضها ال يغين أحدها عن‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫ۡ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ ُ َ ُ‬
‫جَٰدِل فِي ٱّلل ِ بِغ ۡي ِر عِل ٖم َولا‬ ‫وقال تعاىل‪ :‬ﵟ َوم َِن َّ‬
‫ٱلن ِ‬
‫اس من ي‬
‫ِيرﵞ ﵝالحَج الآية ﵘﵜ‪ ،‬ويف هذه اآلية بيان ملصادر العلم‬ ‫ن‬ ‫ُه ٗدى َولَا ك َِتَٰب ُّ‬
‫م‬
‫ٖ‬ ‫ٖ‬
‫املعتربة وهي العقل واحلس واخلرب على النحو التايل‪:‬‬
‫َ‬
‫ب ُّمن ِير)‪.‬‬
‫‪ .1‬أما اخلرب فواضح من قوله (كِت َٰ ٖ‬
‫‪ .2‬وأما احلس فأشار إليه بقوله ( ُه ٗدى) فألن احلس هي مرشدة للعقل‬
‫ملا جيري يف البيئة حوله‪.‬‬
‫ۡ‬
‫‪ .3‬وأما العقل اجملرد فأشار إليه بقوله (عِل ٖم)‪ ،‬وذلك ألن العلم لفظ‬
‫يشمل ما ميكن حتصيله بتجرد وما ميكن حتصيله ابحلواس اخلمسة‬
‫وما ميكن حتصيله من خالل األخبار املنقولة‪ ،‬فلما ذكر هللا‬
‫الكتاب واهلداية اليت هي إشارة للعلوم التجريبية‪ ،‬بقي العلم الذي‬
‫يصل إليه العقل بتجرد دون اعتماد على أي مصدر خارجي عنه‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫مصادرالحكم‬
‫وأقسامه‬

‫الخبر‬ ‫الحس‬ ‫العقل‬

‫الحكم الوضعي‬ ‫الحكم العادي‬ ‫الحكم العقلي‬

‫‪13‬‬
‫مراتب العلم احلادث‬
‫اعلم ي أخي أن العلم قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬علم قدمي‪ :‬وهو علم هللا تعاىل‪ ،‬فعلمه تعاىل ليس له بداية وال‬
‫هناية‪ ،‬كما أنه ليس له أسباب وهو غري مسبوق جبهل‪ ،‬فاهلل تعاىل‬
‫كلي‪ ،‬يعلم ما كان وما‬
‫عامل بكل شيء صغري أو كبري‪ ،‬جزئي أو ّ‬
‫يكون وما هو كائن‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭽﭸﭹﭺﭻﭼ‬
‫ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬
‫ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ‬
‫ﮕﮖﮗﮘﮙﭼ سبأ‪.٣:‬‬

‫‪ -2‬علم حادث‪ :‬وهو علم املخلوقات‪ ،‬وهو علم مسبوق ابجلهل‪،‬‬


‫وله أسباب يف حصوله كما سبق‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫واعلم أن العلم احلادث هو يف غالبه أحكام يصدرها اإلنسان‬
‫على ما حوله‪ ،‬فاحلكم احلادث ينشأ عن أمور مخسة‪ ،‬فاحلاكم أبمر‬
‫على أمر ثبواتً أو نفياً إما أن(‪:)1‬‬
‫‪ .1‬جيد يف نفسه اجلزم بذلك احلكم‪ ،‬وحيصل هذا اجلزم أبحد أمرين‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون اجلزم قد حصل لسبب إما ضرورة أو برهاانً‪،‬‬
‫ويسمى علما أو معرفة‪.‬‬
‫ب‪ -‬أو يكون اجلزم قد حصل بال سبب‪ ،‬ويسمى اعتقادا‪.‬‬
‫‪ .2‬أو ال جيد يف نفسه اجلزم بذلك احلكم‪ .‬واحلكم غري اجلازم يكون‬
‫إما‪:‬‬
‫أ‪ -‬راجحاً على مقابله‪ ،‬ويسمى ظنا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أو مرجوحاً على مقابله‪ ،‬ويسمى ومها‪.‬‬
‫ج‪ -‬أو مساويً ملقابله‪ ،‬ويسمى شكا‪.‬‬

‫‪ ) 1‬شرح العقيدة السنوسية الكربى‪ ،‬اإلمام حممد بن يوسف السنوسي‪ ،‬ت‪ :‬السيد‬
‫يوسف أمحد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1427 ،1‬ه – ‪2006‬م‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪15‬‬
‫فإدراك اإلنسان لألشياء تكون على مراتب نوردها هنا على شكل‬
‫جمموعة من املصطلحات املهمة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬العلم‪ :‬إدراك الشيء على ما هو عليه‪ .‬وال يكون إال صحيحاً‪.‬‬
‫أو حكم الذهن أي إدراكه اجلازم املطابق للواقع الناشئ عن‬
‫دليل(‪ ،)1‬فإدراكنا أن هذا الكون له إله خلقه هو هللا تبارك وتعاىل‬
‫فهذا نسميه علماً‪.‬‬
‫‪ .2‬املعرفة‪ :‬إدراك ما عن الشيء‪ ،‬وقد تكون صحيحة أو خاطئة‪.‬‬
‫وهي تتعلق ابلبسائط واجلزئيات دون املركبات والكليات (‪،) 2‬‬
‫كإدراكنا خلصائص املواد الفلزية فهذه من قبيل املعرفة‪.‬‬
‫‪ .3‬االعتقاد‪ :‬هو ربط القلب على أمر ما‪ ،‬أو هو اجلزم ابلشيء‬
‫سواء وافق الواقع أم مل يوافق‪ .‬وهو من الكيفيات النفسية وهو‬
‫صفة وجودية(‪ ،)3‬وال يشرتط لالعتقاد أن يكون انشئاً عن دليل‪،‬‬
‫وهو على قسمني‪:‬‬

‫‪ ) 1‬حاشية الشرقاوي على اهلدهدي شرح السنوسية‪ ،‬ص‪.17‬‬


‫‪ ) 2‬حاشية الشرقاوي على اهلدهدي‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ ) 3‬حاشية الشرقاوي على اهلدهدي‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪16‬‬
‫أ) االعتقاد الصحيح‪ :‬وهو اعتقاد مطابق ملا يف نفس األمر‪،‬‬
‫كاعتقاد عامة املؤمنني املقلدين أبن هللا تعاىل متصف بصفات‬
‫الكمال ومنزه عن النقائص وأنه رب العاملني‪.‬‬
‫ب) االعتقاد الفاسد‪ :‬وهو اعتقاد غري مطابق ملا يف نفس األمر‪،‬‬
‫ويسمى جهالً مركباً‪ ،‬كاعتقاد الكفار بربوبية األصنام‪ ،‬واعتقاد‬
‫النصارى أبن سيدان عيسى ابن إله‪ ،‬واعتقاد اليهود أبن هللا‬
‫جسم تعاىل هللا عن ذلك علواً كبرياً‪.‬‬
‫‪ .4‬اليقني‪ :‬هو االسم املطابق للواقع عن دليل‪ ،‬ويقسم إىل‪:‬‬
‫أ) علم اليقني؛ كمثل إنسان يعلم بوجود دولة فلسطني وأن‬
‫حررها هللا تعاىل‪.‬‬
‫عاصمتها القدس الشريف ّ‬
‫ب) وعني اليقني؛ كمثل إنسان يركب طائرة ويشاهد أرض‬
‫فلسطني من السماء أثناء مروره فوقها‪.‬‬
‫ج) وحق اليقني؛ كمثل إنسان يزور فلسطني ويسري يف‬
‫شوارعها ويتنقل بني بلداهتا ويصلي يف املسجد األقصى‬
‫يف القدس‪ ،‬رزقنا هللا زيرته والصالة فيه‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ .5‬الدراية‪ :‬وهو العلم احلاصل بعد التفكر والتخيل‪ ،‬وهي تستدعي‬
‫حتصيل املعاين مع التأين واملهلة(‪ ،)1‬كالدارس الذي ينظر يف هذا‬
‫الكون ويتأمل عجائبه ليتعرف على أسراره‪.‬‬
‫‪ .6‬الظن‪ :‬وهو ترجح أمر على أمر يف الذهن‪ ،‬فتكون نسبة تصديق‬
‫اإلنسان به ‪ % 51‬فأكثر‪ ،‬ونسبة التكذيب به ‪ %49‬فأقل‪.‬‬
‫‪ .7‬الشك‪ :‬وهو التساوي بني أمرين يف الذهن‪ ،‬فتكون نسبة تصديق‬
‫اإلنسان به ‪ ،% 50‬ونسبة التكذيب به ‪.%50‬‬
‫‪ .8‬الوهم‪ :‬هو األمر املرجوح يف الذهن‪ ،‬فتكون نسبة تصديق‬
‫اإلنسان به ‪ % 49‬فأقل‪ ،‬ونسبة التكذيب به ‪ %51‬فأكثر‪.‬‬
‫‪ .9‬اجلهل‪ ،‬وهو قسمان (‪:)2‬‬
‫أ) اجلهل بسيط‪ :‬وهو عدم إدراك الشيء أو عدم معرفة الشيء‪،‬‬
‫وهو قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬جهل بسيط حممود‪ :‬كانتفاء العلم حبقيقة ذات هللا تعاىل‬
‫على وجه اإلحاطة‪ ،‬ألنه ال سبيل ملعرفة ذلك فيما منلكه من‬
‫وسائل معرفية‪.‬‬

‫‪ ) 1‬حاشية الشرقاوي على اهلدهدي‪ ،‬ص‪.16‬‬


‫‪ ) 2‬حاشية الشرقاوي على اهلدهدي‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ -2‬جهل بسيط مذموم‪ :‬كانتفاء العلم بفرائض الوضوء وجهل‬
‫أحكام الصالة املفروضة‪.‬‬
‫ب) اجلهل املركب‪ :‬وهو إدراك الشيء على غري ما هو عليه‪ ،‬أو‬
‫املعرفة املغلوطة اخلاطئة عن األشياء‪ ،‬وال يكون إال مذموماً‬
‫كاعتقاد امللحدين والفالسفة أن العامل قدمي غري خملوق‪.‬‬

‫العمل‬
‫املعرفة‬ ‫اجلزم‬
‫الاعتقاد‬
‫الظن‬
‫مراتب احلمك‬

‫الشك‬ ‫بال جزم‬


‫الومه‬
‫هجل بس يط‬
‫اجلهل‬
‫هجل مركب‬

‫‪19‬‬
‫منهج التفكري وإصدار األحكام‬
‫ينطلق املسلم يف تفكريه من األمور اليقينية املقطوع بصحتها‪،‬‬
‫ويفهم احلوادث اليت جتري حوله من خالل إرجاعها إىل هذه القطعيات‬
‫َ ۡ ُ َّ‬ ‫ُۡ ٓ ۡ‬
‫اليقينية‪ ،‬ويف هذا يقول هللا تعاىل‪ :‬ﵟ َوقل َجا َء ٱلحَ ُّق َو َزه َق ٱل َب َٰ ِطل ُۚ إ ِن‬
‫ٗ‬ ‫ۡ َ َٰ َ َ َ‬
‫ان َز ُهوقا ﵞ ﵝال ِإ ۡس َراء الآية ﵑﵘﵜ ‪ ،‬فاملعتمد يف املعرفة هو العلم اليقيين‬ ‫ٱلب ِطل ك‬
‫املقطوع بصحته‪ ،‬وأما األوهام والفرضيات املظنونة واملتخيلة فهي‬
‫مرفوضة ما مل يسندها العلم الصحيح‪ ،‬فاليقني أكرب من الشك‪.‬‬

‫الشك‬ ‫اليقين‬
‫ب م ِۡن ُه َء َايَٰت‪ٞ‬‬ ‫ك ٱلۡك َِت َٰ َ‬ ‫ُ َ َّ ٓ َ َ َ َ َ ۡ َ‬
‫وقال تعاىل‪ :‬ﵟهو ٱلذِي أنزل علي‬
‫ِين في قُلُوبهمۡ‬ ‫َ‬
‫تۖ‪ ٞ‬فَأ َّما ٱلَّذ َ‬ ‫شب َه َٰ ‪ٞ‬‬ ‫ُّ ۡ َ َ َٰ ٌ ُ َّ ُ ُّ ۡ َ َٰ َ ُ َ ُ ُ َ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َٰ‬
‫ب وأخر مت ِ‬ ‫محكمت هن أم ٱلكِت ِ‬
‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َٓ َ‬ ‫َٓ ۡ‬
‫ش َب َه م ِۡن ُه ٱبۡتِغا َء ٱلفِ ۡت َنةِ َوٱبۡتِغا َء تأوِيلِهۖ‪ِٞ‬ۦ َو َما َي ۡعل ُم‬ ‫ون َما ت َ َ َٰ‬
‫َ ۡ ‪َ ُ َّ َ َ ٞ‬‬
‫زيغ فيتبِع‬
‫ۡ‬ ‫ُ‪ٞ‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ ۡ َُ ُ َ‬ ‫َ ۡ َ ُ ٓ َّ َّ ُ َ َّ َٰ ُ َ‬
‫تأوِيلهۥ إِلا ٱّللُۗ وٱلرسِخون فِي ٱلعِل ِم يقولون ءامنا بِهِۦ كل مِن عِن ِد‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َّ َّ ُ َّ ٓ ُ ْ ُ ْ ۡ َ ۡ‬
‫ب ‪٧‬ﵞ ﵝال عِمران الآية ﵗﵜ‪ ،‬فهذه اآلية‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ٓ‬ ‫َٰ‬
‫ربِناُۗ وما يذكر إِلا أولوا ٱلألب ِ‬
‫الكرمية تبني املنهج اإلسالمي يف التعامل مع املعلومات ومعاجلتها‪،‬‬
‫فهناك معلومات صحيحة قطعية الثبوت والداللة هي األساس يف البناء‬
‫‪20‬‬
‫املعريف‪ ،‬وهناك معلومات غري جمزوم بصحتها‪ ،‬وحىت نستطيع فهم‬
‫األمور بشكل صحيح فإنه علينا أن نعتمد على املعلومات اليقينية‬
‫وإرجاع املعلومات غري املتيقن بصحتها إليها‪ ،‬فإذا كانت تلك‬
‫املعلومات املشكوك فيها تتوافق مع اليقينيات أخذان هبا وارتفعت‬
‫مرتبتها يف السلم املعريف‪ ،‬وإن كانت غري متوافقة مع اليقينيات رفضناها‬
‫وتركنا األخذ هبا‪.‬‬
‫وعلينا أن نعرف أن قطعيات العقل توافق قطعيات اخلرب‪،‬‬
‫وكالمها يوافق قطعيات التجربة‪ ،‬والظنيات اتبعة للقطعيات‪ ،‬فإن‬
‫شرعي‬
‫ي‬ ‫ن‬
‫ظن مع قطعي قحدم القطعي عليه‪ ،‬وإن تعارض ظ ي‬
‫تعارض ي‬
‫مع ظن عقلي قحدم الظن الشرعي‪.‬‬
‫وهلذا وضع علماؤان علم املنطق االسالمي للحكمني العقلي‬
‫والعادي‪ ،‬ووضعوا علوم العربية وعلم أصول الفقه وما يتبعها من أصول‬
‫التفسري وأصول احلديث وتوابعها للحكم الشرعي ‪-‬الوضعي‪ ،-‬وما‬
‫ذلك إال لتحقيق قانون للحوار واجلدل والنقاش خلص إليه علماؤان‬
‫من خالل فهمهم العميق للكتاب والسنة ملخصه‪" :‬إن كنت انقال‬

‫‪21‬‬
‫فالصحة أو مدعيا فالدليل" (‪ ،) 1‬وكل هذا مما تفردت به األمة‬
‫اإلسالمية عن غريها من األمم‪ ،‬فال جتد مثل هذه العلوم عند غري‬
‫املسلمني‪ ،‬بل العامل اليوم مفتقر هلذه العلوم‪ ،‬اللهم سوى املنطق إال‬
‫أهنم زادوا يف مباحثه أضعاف األمم السابقة‪.‬‬
‫وعلينا أن نلتفت إىل ملحظ هام وهي أن وظيفة هذه العلوم –‬
‫أي علوم الوسائل‪ -‬هي ضبط النفس عن اتباع اهلوى يف فهم الكون‬
‫والنصوص‪ ،‬ولك أن تسميها "ضوابط املعرفة وفهم النصوص"‪.‬‬
‫قال الشيخ سعيد حوى رمحه هللا تعاىل عن أمهية معرفة احلكم‬
‫والتمييز بني أقسامه وحسن توظيفها‪ .." :‬فإذا اجتمع لإلنسان أحكام‬
‫عقلية صحيحة وأحكام عقلية عادية صحيحة ومعرفة ابألحكام‬
‫الشرعية؛ وسار على ضوء ذلك كله فإنه يكون على بصرية من أمره‪،‬‬
‫وإذا اجتمع للناس هذا كله وساروا على ضوئه فإهنم يكونون على‬
‫هدى‪ ،‬وإذا ما اختلط األمر على الناس فعطلوا األحكام الشرعية أو‬
‫أمهلوا األحكام العادية أو العقلية أو مل يعرفوا حمل احلكم العقلي‬
‫والعادي من شرع هللا تعاىل‪ ،‬أو انقضوا بني احلكم العادي واحلكم‬

‫‪ ) 1‬يراجع مقدمة كتاب كربى اليقينيات ملن أحب الزيدة‪.‬‬


‫‪22‬‬
‫الشرعي‪ ،‬أو احلكم العقلي مع احلكم الشرعي‪ ،‬أو مل يعرفوا أصول‬
‫استنباط احلكم الشرعي‪ ،‬أو مل مييزوا بني حكم شرعي خمتلف فيه بني‬
‫أئمة االجتهاد وحكم ال خالف فيه‪ ،‬أو مل مييزوا األصول والفروع فإن‬
‫ذلك كله يرتتب عليه فساد ما"(‪.)1‬‬

‫الشرع‬

‫القطعيات‬
‫العقل‬ ‫التجربة‬

‫‪ ) 1‬جوالت يف الفقهني الكبري واألكرب‪ ،‬سعيد حوى‪ ،‬دار عمار‪ ،‬ط‪1408 :‬ه‪-‬‬
‫‪1988‬م‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪23‬‬
‫أقسام احلكم‬
‫سبق ذكر تعريف احلكم اصطالحاً‪ :‬أنه إثبات أمر ألمر أو نفيه‬
‫عنه‪ ،‬وأنه يقسم ابلنظر إىل احلاكم إىل ثالثة أقسام هي‪:‬‬
‫‪ .1‬احلكم العادي‪ :‬وهو إثبات أمر ألمر أو نفيه عنه بتكرره على‬
‫احلس‪.‬‬
‫‪ .2‬احلكم الوضعي‪ :‬وهو إثبات أمر ألمر أو نفيه عنه بوضع واضع‪.‬‬
‫‪ .3‬احلكم العقلي‪ :‬وهو إثبات أمر ألمر أو نفيه عنه من غري وضع‬
‫واضع أو تكرره على احلس‪.‬‬
‫وفيما أييت تفصيل ألقسام احلكم وكل واحد منه على حدة‪.‬‬

‫أقسام الحكم‬

‫الحكم‬ ‫الحكم‬ ‫الحكم‬


‫الوضعي‬ ‫الشرعي‬ ‫العقلي‬

‫‪24‬‬
‫احلكم العقلي‬
‫ومسي احلكم عقلياً نسبة للعقل‪ ،‬ذلك ألن إثبات احلكم أو نفيه‬
‫يكون مستنداً على العقل دون احلاجة إىل شيء آخر كالتكرار على‬
‫احلواس أو اخلطاب اخلربي‪ ،‬فاحلكم يفهم من جمرد العقل‪.‬‬
‫والعقل‪ :‬سر روحاين تدرك به النفس العلوم الضرورية والنظرية‪.‬‬
‫وحمله القلب ونوره يف الدماغ‪ ،‬وابتداؤه من حني نفخ الروح يف اجلنني‪،‬‬
‫وأول كماله حني البلوغ‪ ،‬ولذا كان التكليف ابلبلوغ‪ ،‬وقيل العقل قوة‬
‫للنفس مع ّدة الكتساب اآلراء(‪ .)1‬والعقل مناط التكليف‪ ،‬وهو حجة‬
‫يف املعارف وليس حجة يف األحكام‪.‬‬
‫وأمهية معرفة األحكام العقلية أهنا تضبط عقل اإلنسان حىت‬
‫ال يسري بدافع من اهلوى والوهم والغلط‪ ،‬لذا قال اإلمام اجلويين رمحه‬
‫هللا‪" :‬إن تصور معاين أقسام احلكم العقلي هو نفس العقل"(‪.)2‬‬

‫‪ ) 1‬شرح اخلريدة البهية‪ ،‬أمحد بن حممد العدوي (الدردير)‪ ،‬ت‪ :‬عبد السالم شنار‪ ،‬دار‬
‫البريويت‪ ،‬ط‪1420 :1‬ه – ‪2004‬م‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪ ) 2‬تقريب البعيد إىل جوهرة التوحيد‪ ،‬علي بن حممد الصفاقسي‪ ،‬ت‪ :‬احلبيب بن طاهر‪،‬‬
‫جملة الزيتونة‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪25‬‬
‫واحلكم العقلي يقسم إىل(‪:)1‬‬
‫‪ )1‬الوجوب؛ لغة‪ :‬الثبوت‪ .‬واصطالحاً‪ :‬عدم قبول االنتفاء لذاته‪.‬‬
‫‪ )2‬االستحالة؛ لغة‪ :‬االمتناع‪ .‬واصطالحاً‪ :‬عدم قبول الثبوت لذاته‪.‬‬
‫‪ )3‬اجلواز؛ لغة‪ :‬املرور‪ .‬واصطالحاً‪ :‬قبول الثبوت واالنتفاء على‬
‫البدل‪ ،‬ويسمى أيضاً ابإلمكان‪.‬‬
‫واألشياء ابلنظر لألحكام العقلية تقسم إىل‪:‬‬
‫‪ )1‬الواجب‪ :‬وهو ما ال يقبل االنتفاء يف ذاته(‪ .)2‬أي أن العقل ال‬
‫يصدق بعدم ذلك الشيء وانتفائه ابلنظر لذاته ال لشيء آخر؛‬
‫كوجود هللا تعاىل وصدق األنبياء عليهم السالم‪ ،‬قال تعاىل على‬
‫لسان سيدان موسى عليه السالم‪ :‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕ‬
‫ﭖﭗﭘﭙﭼ األعراف‪.١٠٥ :‬‬
‫‪ )2‬املستحيل‪ :‬وهو ما ال يقبل الثبوت يف ذاته(‪ .)3‬أي أن العقل ال‬
‫يصدق بوجود ذلك الشيء وثبوته ابلنظر لذاته ال لشيء آخر‪،‬‬

‫‪ ) 1‬شرح اخلريدة البهية‪ ،‬ص‪ 33‬بتصرف‪.‬‬


‫‪ ) 2‬شرح اخلريدة البهية‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪ ) 3‬شرح اخلريدة البهية‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪26‬‬
‫إذ سيرتتب على فرض ثبوته خلالً يف العقل واضطراب فيه؛ مثل‬
‫عدم وجود إله للكون‪ ،‬أو وجود ابن لإلله‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭽﯨ‬
‫ﯩﯪﯫﯬﯭﭼ مريم‪.٩٢ :‬‬
‫‪ )3‬اجلائز‪ :‬وهو ما يقبل الثبوت واالنتفاء يف ذاته ‪ ،‬ويسمى أيضاً‬
‫(‪)1‬‬

‫ابملمكن‪ .‬أي أن العقل يصدق بوجود الشيء اترة وابنتفائه اترة‬


‫أخرى ابلنظر لذاته ال لشيء آخر‪ ،‬فحكم اجلائز أن الوجود‬
‫والعدم مستوين يف حقه‪ ،‬فال بد من سبب يرجح أحدمها على‬
‫اآلخر؛ مثل وجود الكائنات واجلمادات؛ فالعقل ال يرجح‬
‫وجودها على عدمها‪ ،‬وال العكس‪ ،‬وذلك ابلنظر لذات تلك‬
‫الكائنات واجلمادات‪.‬‬

‫الحكم العقلي‬

‫الوجوب‬ ‫الجواز‬ ‫االستحالة‬

‫‪ ) 1‬شرح اخلريدة البهية‪ ،‬ص‪.42‬‬


‫‪27‬‬
‫وهناك تقسيم آخر للحكم العقلي اتبع للجائز العقلي وهو‪:‬‬
‫‪)1‬الواجب العرضي‪ :‬وهو جائز ابلنظر لذاته لكن عرض عليه خرب‬
‫هللا تعاىل بوجوده‪ ،‬كإميان أيب بكر الصديق رضي هللا عنه فصار‬
‫اإلميان واجباً يف حق أيب بكر الصديق رضي هللا عنه‪.‬‬
‫‪)2‬املستحيل العرضي‪ :‬وهو جائز ابلنظر لذاته لكن عرض عليه خرب‬
‫هللا تعاىل بعدم وجوده‪ ،‬ككفر أيب بكر الصديق رضي هللا عنه فصار‬
‫الكفر مستحيالً يف حق أيب بكر الصديق رضي هللا عنه‪.‬‬
‫النظر العقلي يف األحكام يقسم من حيث وضوحه يف العقل إىل‪:‬‬
‫‪ )1‬الضروري‪ :‬وهو ما ال حيتاج يف إدراكه إىل إعمال الفكر والعقل‪،‬‬
‫ويسمى أيضاً ابلبدهي‪ ،‬مثل‪.2 = 1 + 1 :‬‬
‫‪ )2‬النظري‪ :‬وهو ما حيتاج يف إدراكه إىل إعمال الفكر والعقل‪ ،‬مثل‬
‫أن ربع العُشر = ‪.%2.5‬‬
‫**************‬

‫‪28‬‬
‫احلكم العادي (التجرييب)‬
‫احلكم العادي‪ :‬وهو إثبات الربط بني أمرين وجوداً وعدماً مع‬
‫القران بينهما على احلس(‪ ،)1‬ويعرف‬‫صحة التخلف بواسطة تكرار ِ‬
‫ابلتجربة والتكرار‪ ،‬يقسم من حيث املصدر إىل‪:‬‬
‫‪ )1‬عادة كونية‪ :‬وهي وقوع املخلوقات على نظام معني‪ .‬كدورة‬
‫الكواكب حول النجوم‪ ،‬ودورة حياة الكائنات احلية‪.‬‬
‫‪ )2‬عادة بشرية‪ :‬وهي ما تعارف عليه البشر من أحكام وتوارثوه‪.‬‬
‫كعادات القبائل‪ ،‬وأحكام القوانني يف البالد‪.‬‬
‫ومعتقد أهل السنة أن مجيع األسباب العادية إمنا أجرى هللا تعاىل‬
‫العادة أن خيلق الفعل عندها ال هبا‪ ،‬فاألسباب العادية ال أتثري هلا‪،‬‬
‫وأما التأثري – وهو اخللق – فال داللة للعادة عليه أصالً‪ ،‬وإمنا غاية ما‬
‫دلت عليه العادة هو الربط بني أمرين‪ ،‬أما تعيني الفاعل فليس للعادة‬
‫فيه مدخل وال منها يُتلقى علم ذلك(‪.)2‬‬

‫‪ ) 1‬شرح أم الرباهني‪ ،‬ص‪.22‬‬


‫‪ ) 2‬شرح اخلريدة البهية‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪29‬‬
‫مثال على األحكام العادية‪ :‬أن النار حترق الورق اجلاف‪ ،‬وهذا‬
‫على ما اعتاده البشر من مالحظتهم ذلك حيدث أمام عيوهنم‪ ،‬ولكن‬
‫احلقيقة أن النار ال حترق الورق لذاهتا بل حترقه خبلق هللا تعاىل عملية‬
‫اإلحراق عند اجتماع األسباب وانتفاء املوانع؛ وهي النار والورق‬
‫اجلاف وعدم البلل‪ ،‬فالعقل يستطيع أن يتصور أن النار حترق ويستطيع‬
‫كذلك أن يتصور أن النار ال حترق‪ ،‬وأما كون أن هللا تعاىل هو الذي‬
‫خلق اإلحراق عند اجتماعها فهذا احلكم يوجبه العقل عندما يقيم‬
‫األدلة على أنه ال يوجد خالق إال هللا تعاىل وهذا من مباحث العقيدة‪.‬‬
‫ويقسم احلكم العادي من حيث االرتباط إىل‪:‬‬
‫‪ )1‬ربط وجود بوجود؛ كوجود الشبع بوجود األكل‪.‬‬
‫‪ )2‬ربط وجود بعدم؛ كوجود اجلوع بعدم األكل‪.‬‬
‫‪ )3‬ربط عدم بوجود؛ كعدم اجلوع بوجود األكل‪.‬‬
‫‪ )4‬ربط عدم بعدم؛ كعدم الشبع بعدم األكل‪.‬‬
‫***************‬

‫‪30‬‬
‫احلكم الشرعي‬
‫احلكم الشرعي‪ :‬وهو خطاب هللا تعاىل املتعلق أبفعال املكلفني‬
‫ابالقتضاء أو الوضع أو التخيري‪ .‬وحمله كتب الفقه وأصوله‪.‬‬
‫واملكلف‪ :‬هو البالغ العاقل سليم احلواس الذي وصلته الدعوة‪.‬‬
‫وسبيل معرفة احلكم الشرعي هو النقل لكالم الوحي‪.‬‬
‫والنقل‪ :‬هو اإلتيان بقول الغري على ما هو عليه حبسب املعىن‬
‫مظهراً أنه قول الغري(‪.)1‬‬
‫وتصحيح النقل يكون ببيان صدق ما نسب الناقل إىل املنقول‬
‫عنه منسوب إليه يف نفس األمر(‪ ،)2‬وأمانة النقل يكون‪:‬‬
‫غري اللفظ‪.‬‬
‫‪ .1‬أال يغري املعىن ولو ّ‬
‫‪ .2‬أن يظهر أنه قول الغري‪.‬‬

‫‪ ) 1‬شرح الرشيدية على منت آداب البحث واملناظرة‪ ،‬عبد الرشيد اجلونغوري‪ ،‬ت‪ :‬علي‬
‫الغرايب‪ ،‬مكتبة اإلميان‪ ،‬ط‪1427 ،1‬ه ‪ -‬ت ‪2006‬م‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ ) 2‬شرح الرشيدية على منت آداب البحث واملناظرة‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪31‬‬
‫واحلكم الشرعي يقسم إىل‪:‬‬
‫أ) األحكام التكليفية‪ :‬وهي ما حيصل هبا التكليف وهي تقسم إىل‪:‬‬
‫‪ .1‬الفرض‪ :‬وهو طلب الفعل على وجه اإللزام‪ ،‬ويسمى أيضاً‬
‫اإلجياب‪.‬‬
‫‪ .2‬الندب‪ :‬وهو طلب الفعل على غري وجه إلزام‪ ،‬ويسمى أيضاً‬
‫السنة واالستحباب‪.‬‬
‫‪ .3‬اإلابحة‪ :‬وهي تساوي طلب اإلتيان ابلفعل أو تركه‪.‬‬
‫‪ .4‬الكراهة‪ :‬وهي طلب ترك الفعل على غري وجه إلزام‪.‬‬
‫‪ .5‬احلرمة‪ :‬وهي طلب ترك الفعل على وجه إلزام‪.‬‬
‫وتقسم األشياء ابلنظر لألحكام الشرعية التكليفية إىل‪:‬‬
‫‪ .1‬الواجب أو الفرض‪ :‬هو ما طلب الشارع من املكلفني فعله‬
‫على وجه إلزام‪ ،‬كوجوب اإلميان وإقامة الصلوات املفروضة‪.‬‬
‫‪ .2‬املندوب أو السنة‪ :‬وهو ما طلب الشارع من املكلفني فعله‬
‫على غري وجه إلزام‪ ،‬كاإلتيان ابلصلوات الرواتب والسواك‪.‬‬
‫‪ .3‬املباح‪ :‬وهو ما خري الشارع من املكلفني فعله وتركه‪ ،‬كلبس‬
‫الثياب امللونة واألكل والشرب واملشي والنوم‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ .4‬املكروه‪ :‬وهو ما طلب الشارع من املكلفني تركه على غري‬
‫وجه إلزام‪ ،‬كنفض ماء الوضوء‪.‬‬
‫‪ .5‬احلرام‪ :‬وهو ما طلب الشارع من املكلفني تركه على وجه‬
‫إلزام‪ ،‬كشرب اخلمر والزان والسرقة والكذب‪.‬‬
‫ويقسم الفرض إىل‪:‬‬
‫‪ .1‬فرض عني‪ :‬وهو طلب الفعل من كل مكلف بعينه‪ ،‬كأداء‬
‫صالة اجلمعة للرجال‪.‬‬
‫‪ .2‬فرض كفاية‪ :‬وهو طلب إيقاع الفعل يف األمة بغض النظر‬
‫عمن يقوم به‪ ،‬كالصناعات اليت حتتاجها األمة اإلسالمية‪.‬‬
‫***************‬
‫ب) األحكام الوضعية‪ :‬وهي ما وضعه الشارع أمارة على الفعل‪ .‬أي‬
‫أن الشارع نصب سبباً أو شرطاً أو مانعاً ملا ذكر من األحكام‬
‫التكليفية اخلمسة الداخلة يف كالمنا حتت الطلب واإلابحة‪.‬‬
‫ويقسم احلكم الشرعي الوضعي ابلنظر لذاته إىل‪:‬‬
‫‪ .1‬السبب‪ :‬وهو ما يرتتب على وجوده وجود الفعل‪ ،‬وعلى‬
‫عدمه عدم الفعل‪ ،‬كطلوع الفجر ألداء صالة الفجر‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ .2‬الشرط‪ :‬وهو ما يرتتب على عدمه عدم الفعل‪ ،‬وال يرتتب‬
‫على وجوده وجود الفعل أو عدمه‪ ،‬كالطهارة حلمل‬
‫املصحف‪.‬‬
‫‪ .3‬املانع‪ :‬وهو ما يرتتب على وجوده عدم الفعل‪ ،‬وال يرتتب‬
‫على عدمه وجود الفعل أو عدمه‪ ،‬كاحليض مينع الصوم‬
‫والصالة للمرأة‪.‬‬
‫‪ .4‬الصحيح‪ :‬وهو ما يعتد به الشارع ويعلق به نفوذ العقد‬
‫للمكلف‪ ،‬كعقود البيع للسلع الطاهرة‪.‬‬
‫‪ .5‬الفاسد‪ :‬وهو ما ال يعتد به الشارع وال يعلق به نفوذ العقد‬
‫للمكلف‪ ،‬كعدم وجود الويل للمرأة يف عقد الزواج‪.‬‬
‫واملقصود بقولنا أن احلكم الوضعي يقسم ابلنظر لذاته ألنه قد ال‬
‫يلزم من وجود السبب وجود املسبب لعروض مانع أو ختلف شرط‬
‫وذلك ال يقدح يف تسميته سبباً؛ ألنه لو نظر إىل ذاته مع قطع النظر‬
‫عن موجب التخلف لكان وجوده مقتضياً لوجود املسبّب(‪.)1‬‬

‫‪ ) 1‬أم الرباهني شرح العقيدة الصغرى‪ ،‬حممد السنوسي‪ ،‬ص‪.31‬‬


‫‪34‬‬
‫فرض عيني‬
‫الفرض‬
‫فرض كفائي‬
‫الندب‬
‫اإلباحة‬ ‫حكم تكليفي‬
‫الكراهة‬

‫الحكم الشرعي‬
‫التحريم‬
‫السبب‬
‫الشرط‬
‫المنع‬ ‫حكم الوضعي‬
‫الصحة‬
‫الفساد‬

‫‪35‬‬
‫أصول احلكم الشرعي‬
‫وأصل الدين اإلسالمي أربعة‪ ،‬وما خيالفها يسمى بدعة مذمومة‬
‫وهي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬القرآن الكرمي‪ :‬وهو كالم هللا تعاىل املعجز املتعبد بتالوته املنزل‬
‫على سيدان حممد ﷺ بواسطة سيدان جربيل املنقول إلينا ابلتواتر‬
‫املبدوء ابلفاحتة واملختوم ابلناس‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬السنة املشرفة‪ :‬وهي كل ما نقل عن سيدان حممد ﷺ من قول‬
‫أو فعل أو تقرير أو صفة خ ْلقية أو ُخلُقية‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬اإلمجاع‪ :‬هو اتفاق علماء األمة على أمر شرعي يف عصر ما‬
‫ومل يكن له خمالف فيه بعد عصر النبوة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬القياس‪ :‬وهو رد الفرع إىل األصل بعلة جتمعهما يف احلكم‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلجماع‬ ‫السنة‬

‫القياس‬ ‫أصول‬ ‫القرآن‬


‫الحكم‬
‫الشرعي‬

‫‪37‬‬
‫أقسام احلديث الشريف‬
‫واحلديث الشريف يقسم من حيث القائل إىل‪:‬‬
‫‪ .1‬احلديث القدسي‪ :‬وهو الذي يرفعه الرسول ﷺ إىل ربه عز وجل‪،‬‬
‫ومن صيغه قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فيما يرويه عن ربه‬
‫ﷻ‪...‬‬
‫‪ .2‬احلديث النبوي‪ :‬وهو احلديث الذي يرفعه الراوي إىل النيب ﷺ‪،‬‬
‫ومن صيغه عن أيب هريرة قال‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪.‬‬
‫‪ .3‬احلديث املوقوف‪ :‬وهو ما أضيف إىل الصحايب من قول أو فعل‬
‫ومل يرفعه إىل النيب ﷺ‪.‬‬
‫‪ .4‬احلديث املقطوع‪ :‬وهو ما أضيف إىل التابعي من قول أو فعل‪.‬‬
‫واحلديث الشريف يقسم من حيث السند إىل‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أ) املتواتر‪ :‬وهو ما رواه مجع عن مجع مثلهم يستحيل تواطؤهم‬
‫على الكذب‪ ،‬وهو يوجب العلم والعمل‪.‬‬

‫‪ ) 1‬تواطؤهم أي اتفاقهم‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫ب) اآلحاد‪ :‬وهو ما رواه فرد أو أكثر مل يبلغوا حد التواتر‪ ،‬وهو‬
‫يوجب العمل دون العلم‪.‬‬
‫ويقسم حديث اآلحاد من حيث الصحة إىل‪:‬‬
‫‪ .1‬احلديث الصحيح‪ :‬وهو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط‬
‫عن مثله من غري شذوذ وال علة‪.‬‬
‫‪ .2‬احلديث احلسن‪ :‬وهو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط ضبطاً‬
‫أخف من الصحيح من غري شذوذ وال علة‪.‬‬
‫‪ .3‬احلديث الضعيف‪ :‬وهو ما مل جيمع صفات القبول املشروط يف‬
‫احلسن والصحيح‪.‬‬
‫‪ .4‬احلديث املوضوع‪ :‬وهو احلديث املكذوب عن النيب ﷺ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الحديث القدسي‬

‫الحديث النبوي‬

‫الحديث النبوي الشريف‬


‫من حيث القائل‬
‫الحديث الموقوف‬

‫الحديث المقطوع‬
‫الحديث الصحيح‬
‫الحديث المتواتر‬
‫الحديث الحسن‬ ‫من حيث السند‬
‫الحديث اآلحاد‬
‫الحديث الضعيف‬

‫الحديث الموضوع‬

‫وابهلل تعاىل التوفيق‬


‫اللهم علمنا ما ينفعنا وتقبل منا إنك أنت السميع العليم‪ ،‬وتب علينا‬
‫إنك أنت التواب الرحيم‪ ،‬سبحان ربك رب العزة عما يصفون‪،‬‬
‫وسالم على املرسلني‪ ،‬واحلمد هلل رب العاملني‪ ،‬وصلى هللا على سيدان‬
‫حممد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفهرس‬
‫‪Contents‬‬
‫املقدمة ‪3 .........................................................‬‬
‫احلكم ووسائل املعرفة ‪6 ...........................................‬‬
‫مراتب العلم احلادث ‪14 ..........................................‬‬
‫منهج التفكري وإصدار األحكام‪20 ................................‬‬
‫أقسام احلكم ‪24 .................................................‬‬
‫احلكم العقلي ‪25 ............................................‬‬
‫احلكم العادي (التجرييب)‪29 .................................‬‬
‫احلكم الشرعي ‪31 ..........................................‬‬
‫أصول احلكم الشرعي ‪36 ....................................‬‬
‫أقسام احلديث الشريف ‪38 ..................................‬‬
‫الفهرس‪41 .....................................................‬‬

‫‪41‬‬
42

You might also like