You are on page 1of 8

‫ٌأقل الجمع‬

‫األقوال‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫القول األول‪ :‬أقل الجمع ثالثة‪ ،‬وهو الراجح عند المؤلف‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أقله اثنان‪ ،‬حكي ذلك عن أصحاب مالك وابن داود وبعض النحويين وبعض الشافعية‪.‬‬

‫األدلة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫القول األول‪:‬‬

‫ما روي عن ابن عباس رضي هللا عنهما أنه قال لعثمان رضي هللا عنه حجبت األم باإلثنين من اإلخوة وإنما قال هللا تعالى ]فإن‬ ‫‪.1‬‬
‫كان له إخوة فألمه السدس[ وليس األخوان بإخوة في لسانك وال في لسان قومك فقال له عثمان ال أنقض أمرا كان قبلى وتوارثه‬
‫الناس ومضى في األمصار‪ .‬وهذا يدل على انه في لسان العرب ليس بحقيقة في اإلثنين وإنما صار إليه لإلجماع‪.‬‬
‫أن أهل اللسان فرقوا بين اآلحاد والتثنية والجمع وجعلوا لكل واحد من هذه المراتب لفظا وضميرا مختصا به فوجب أن يغاير‬ ‫‪.2‬‬
‫الجمع التثنية كمغايرة التثنية اآلحاد‪.‬‬
‫ألن اإلثنين ال ينعت ﺑﻬما الرجال والجماعة في لغة أحد فال تقول رأيت رجاال اثنين وال جماعة رجلين ويصح أن يقال ما رأيت‬ ‫‪.3‬‬
‫رجاال وإنما رأيت رجلين ولو كان حقيقة فيه لما صح نفيه‪.‬‬

‫القول الثاني‪:‬‬

‫قوله تعالى ]فإن كان له إخوة فألمه السدس [ والخالف في حجبها باثنين‬ ‫‪.1‬‬
‫مجيئ ضمير الجمع لإلثنين في مثل قوله تعالى ] هذان خصمان اختصموا [ و ] هل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب [ وكانوا‬ ‫‪.2‬‬
‫اثنين‪ ،‬و ] وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا [ و ] إن تتوبا إلى هللا فقد صغت قلوبكما [‬
‫قول النبي صلى هللا عليه و سلم ‪ )) :‬اإلثنان فما فوقهما جماعة ))‬ ‫‪.3‬‬
‫ألن الجمع مشتق من جمع الشيء إلى الشيء وضمه إليه وهذا يحصل في اإلثنين‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫الرد على أدلة القول الثاني‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ما احتجوا به فغايته أنه جاز التعبير بأحد اللفظين عن اآلخر مجازا كما عبر عن الواحد بلفظ الجمع في قوله تعالى ]الذين قال لهم‬ ‫‪.1‬‬
‫الناس إن الناس قد جمعوا لكم[ و ]إنا نحن نزلنا الذكر[‪.‬‬
‫إن الطائفة والخصم يقع على الواحد والجمع والقليل والكثير فرد الضمير إلى الجماعة الذين اشتمل عليهم لفظ الطائفة والخصم‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أما قوله اإلثنان جماعة فأراد في حكم الصالة وحكم انعقاد الجماعة ألن كالم النبي صلى هللا عليه و سلم يحمل على األحكام ال على‬ ‫‪.3‬‬
‫بيان الحقائق‪.‬‬
‫قولهم إنه ض ّم شيء إلى شيء قلنا األسماء‪ e‬في اللغة ال يلزم فيها حكم االشتقاق‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫العبرة لعموم اللفظ ال لخصوص السبب‬

‫األقوال‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫القول األول‪ :‬إذا ورد لفظ العموم على سبب خاص لم يسقط عمومه يعني أن العبرة لعموم اللفظ ال لخصوص السبب‪ ،‬كقوله عليه الصالة‬
‫والسالم حين سئل أنتوضأ بماء البحر في حال الحاجة قال هو الطهور ماؤه‪ ،‬وهو القول الذي رجحه المؤلف‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬يسقط عمومه يعني أن العبرة لخصوص السبب‪ ،‬وهو قول مالك وبعض الشافعية‪.‬‬

‫األدلة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫القول األول ‪:‬‬

‫أن الحجة في لفظ الشارع ال في السبب فيجب اعتباره بنفسه في خصوصه‪ .‬ولذلك لو كان أخص من السؤال لم يجز تعميمه لعموم‬ ‫‪.1‬‬
‫السؤال ولو سألت امرأة زوجها الطالق فقال كل نسائي طوالق طلقن كلهن لعموم لفظه وإن خص السؤال‪ ،‬ولذلك يجوز أن يكون‬
‫الجواب معدوال عن سنن السؤال فلو قال قائل أيحل أكل الخبز والصيد والصوم فيجوز أن يقول األكل مندوب والصوم واجب‬
‫والصيد حرام فيكون جوابا وفيه وجوب وندب وتحريم والسؤال وقع عن اإلباحة‪.‬‬
‫أكثر أحكام الشرع نزلت على أسباب كنزول آية الظهار في أوس بن الصامت وآية اللعان في هالل بن أمية ونحو هذا‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫القول الثاني ‪:‬‬

‫لو لم يكن للسبب تأثير لجاز إخراج السبب بالتخصيص من العموم‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫لو لم يكن للسبب تأثير لما نقله الراوي لعدم فائدته‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫لو لم يكن للسبب تأثير لما أخر بيان الحكم إلى وقوع الواقعة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ألنه جواب والجواب يكون مطابقا للسؤال‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫الرد على أدلة القول الثاني ‪:‬‬

‫ال يلزم من وجوب التعميم جواز تخصيص السبب فإنه ال خالف في أنه بيان الواقعة وإنما الخالف هل هو بيان لها خاصة ام لها‬ ‫‪.1‬‬
‫ولغيرها فاللفظ يتناولها يقينا ويتناول غيرها ظنا إذ ال يسأل عن شيء فيعدل عن بيانه إلى بيان غيره إال أن يجيب عن غيره مما‬
‫ينبه على محل السؤال كما قال لعمر لما سأله عن القبلة للصائم أرأيت لو تمضمضت‪.‬‬
‫نقل الراوي للسبب مفيد ليبين به تناول اللفظ له يقينا فيمتنع من تخصيصه وفيه فوائد أخر من معرفة أسباب النزول والسير‬ ‫‪.2‬‬
‫والتوسع في الشريعة‪.‬‬
‫وقولهم لم أخر بيان الحكم قلنا هللا أعلم بفائدته في أي وقت يحصل ال يسأل عما يفعل ثم لعله أ ّخره لوجوب البيان في تلك الحال أو‬ ‫‪.3‬‬
‫للطف ومصلحة للعباد داعية إلى االنقياد ال تحصل بالتقديم وال بالتأخير ثم يلزمه ﺑﻬذه العلة اختصاص الرجم بماعز وغيره من‬
‫األحكام‪.‬‬
‫وقولهم تجب المطابقة قلنا يجب أن يكون متناوال له أما أن يكون مطابقا له فكال بل ال يمتنع أن يسأل عن شيء فيجيب عنه وعن‬ ‫‪.4‬‬
‫غيره كما سئل عن الوضوء بماء البحر فبين لهم حل ميتته‪.‬‬
‫خبر الصحابي بلفظ عام يفيد العموم‬

‫األقوال ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫القول األول ‪ :‬يفيد العموم‪ ،‬كقول الصحابي ﻧﻬى رسول هللا صلى هللا عليه و سلم عن المزابنة وقضى بالشفعة فيما لم يقسم‪ ،‬فإنه يقتضي‬
‫العموم‪.‬‬

‫القول الثاني ‪:‬ال يقتضي العموم‪.‬‬

‫األدلة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫القول األول ‪:‬‬

‫إجماع الصحابة رضي هللا عنهم فإنه قد عرف منهم الرجوع إلى هذا اللفظ في عموم الصور كرجوع ابن عمر إلى حديث رافع "ﻧﻬى النبي‬
‫صلى هللا عليه و سلم عن المخابرة"‪ ،‬واحتجاجهم ﺑﻬذا اللفظ نحو ﻧﻬى رسول هللا صلى هللا عليه و سلم عن المزابنة والمحاقلة والمخابرة وبيع‬
‫التمر حتى يبدو صالحه والمنابذة وسائر المناهي‪ ،‬وكذلك أوامره وأقضيته ورخصه مثل الرخص في السلم ووضع الجوائح‪ .‬وقد اشتهر عنهم‬
‫ذلك في وقائع كثيرة مما يدل على اتفاقهم على الرجوع إلى هذه األلفاظ‪ ،‬واتفاق الصحابة على نقل هذه األلفاظ دليل على اتفاقهم على العمل‬
‫ﺑﻬا إذ لو لم يكن كذلك لكان اللفظ مجمال ثم لو كانت القضية في شخص واحد وجب التعميم لما ذكرنا في المسألة األخرى‪.‬‬

‫القول الثاني ‪:‬‬

‫ألن الحجة في المحكي ال في لفظ الحاكي والصحابي يحتمل أنه سمع لفظًا خاصًا أو يكون عمو ًما أو يكون فعاًل ال عموم له‪ ،‬وقضاؤه بالشفعة‬
‫لعله حكم في عين أو بخطاب خاص مع شخص فكيف يتمسك بعمومه‪ ،‬أم كيف يثبت العموم مع التعارض والشك‪.‬‬

‫ورود الخطاب مضافا إلى الناس والمؤمنين‬


‫وما ورد من خطاب مضافا إلى الناس والمؤمنين دخل فيه العبد ألنه من جملة ما يتناوله اللفظ وخروجه عن بعض التكاليف ال يوجب‬ ‫‪‬‬
‫رفع العموم فيه كالمريض والمسافر والحائض‪.‬‬
‫ويدخل النساء في الجمع المضاف إلى الناس وما ال يتبين فيه التذكير والتأنيث كأدوات الشرط وال يدخلن فيما يختص بالذكور من‬ ‫‪‬‬
‫األسماء‪ e‬كالرجال والذكور‪.‬‬
‫فأما الجمع بالواو والنون كالمسلمين وضمير المذكرين كقوله كلوا واشربوا ففيه خالف ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫القول األول ‪ :‬أﻧﻬن يدخلن فيه‪ ،‬وهو مذهب الجمهور اختاره القاضي أبو يعلى وقول بعض الحنفية وابن داود‪.‬‬

‫القول الثاني ‪ :‬أﻧﻬن ال يدخلن فيه‪ ،‬وهو اختيار أبي الخطاب واألكثرين‪.‬‬

‫االدلة ‪:‬‬

‫القول األول ‪:‬‬

‫أنه متى اجتمع المذكر والمؤنث ُغلِّ ب التذكير‪ ،‬ولذلك لو قال لمن بحضرته من الرجال والنساء قوموا واقعدوا تناول جميعهم‪ ،‬ولو قال‬
‫قوموا وقمن واقعدوا واقعدن ُع ّد تطويال ولكنة‪ ،‬ويبينه قوله تعالى ]قلنا اهبطوا منها جميعا بعضكم لبعض عدو[ وكان ذلك خطابا آلدم‬
‫وزوجته والشيطان‪ .‬وأكثر خطاب هللا تعالى في القرآن بلفظ التذكير كقوله تعالى ]يا أيها الذين آمنوا[ و ]يا عبادي الذين‬
‫أسرفوا[ و ] هدى للمتقين[ و ]بشرى للمؤمنين[ و ]بشر المخبتين[ والنساء في جملته‪ ،‬وذكره لهن بلفظ مفرد تبيينا وإيضاحا ال يمنع‬
‫دخولهن في اللفظ العام الصالح لهن كقوله تعالى ]من كان عدوا هلل ومالئكته ورسله وجبريل وميكال[ وهما من المالئكة‪ ،‬وقوله ]فيهما‬
‫فاكهة ونخل ورمان[‪ .‬وقد يعطف العام على الخاص كقوله تعالى ]وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم[ والمال عام في الكل‪.‬‬

‫القول الثاني ‪:‬‬

‫ألن هللا تعالى ذكر المسلمات بلفظ متميز فيما يثبته ابتداء ويخصه بلفظ المسلمين ال يدخلن فيه إال بدليل آخر من قياس أو كونه في معنى‬
‫المنصوص وما يجري مجراه‪.‬‬

‫حجية العام فيما بقي بعد التخصيص‬


‫األقوال ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫القول األول ‪ :‬العام إذا دخله التخصيص يبقى حجة فيما لم يخص‪ ،‬وهو قول الجمهور‪.‬‬

‫القول الثاني ‪:‬ال يبقى حجة‪ ،‬قاله أبو ثور وعيسى بن أبان‪.‬‬

‫األدلة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫القول األول ‪:‬‬

‫تمسك الصحابة رضي هللا عنهم بالعمومات وما من عموم إال وقد تطرق إليه التخصيص إال اليسير كقوله تعالى ] وما من دابة في‬ ‫‪.1‬‬
‫األرض إال على هللا رزقها [ و ] إن هللا بكل شيء عليم [‪ .‬فعلى قولهم يلزم أن ال يجوز التمسك بعمومات القرآن أصال‪.‬‬
‫وألن لفظ السارق يتناول كل سارق بالوضع فالمخصص صرف داللته عن البعض فال تسقط داللته عن الباقي كاالستثناء‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫القول الثاني ‪:‬‬

‫ألنه يصير مجازا فقد خرج الوضع من أيدينا وال قرينة تفصل وتحصل فيبقى مجمال‪.‬‬

‫الرد على أدلة القول الثاني ‪:‬‬

‫قولهم يصير مجازا ممنوع وإن سلم فاﻟﻤﺠاز دليل إذا كان معروفا ألنه يعرف منه المراد فهو كالحقيقة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫قولهم ال قرينة تفصل قلنا ليس كذلك وإنما يجعل اللفظ مجازا بدليل التخصيص فيختص الحكم به دون ما عداه‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫العام بعد التخصيص حقيقة‬

‫األقوال ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫القول األول ‪ :‬أنه حقيقة‪ ،‬وهو اختيار القاضي أبي يعلى وقول أصحاب الشافعي‪.‬‬

‫القول الثاني ‪ :‬يصير مجازا على كل حال‪.‬‬

‫القول الثالث ‪ :‬إن خصص بدليل منفصل صار مجازا وإن خصص بلفظ متصل فليس بمجاز بل يصير الكالم بالزيادة كالما آخر موضوعا‬
‫لشيء آخر‪.‬‬

‫األدلة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫القول األول ‪:‬‬

‫أن القرينة المنفصلة من الشرع كالقرينة المتصلة ألن كالم الشارع يجب بناء بعضه على بعض فهو كاالستثناء وقد تبين الكالم فيه‪.‬‬

‫القول الثاني ‪:‬‬

‫ألنه وضع للعموم فإذا أريد به غير ما وضع له كان مجازا وإن لم يكن هذا هو اﻟﻤﺠاز فال يبقى للمجاز معنى إذن‪ .‬وال خالف في إنه لو رد‬
‫إلى ما دون أقل الجمع فقال ال تكلم الناس وأراد زيدا وحده كان مجازا وإن كان هو داخال فيه‪.‬‬

‫القول الثالث ‪:‬‬


‫فإنا نقول مسلم فيدل على واحد ثم نزيده الواو والنون فيدل على أمر زائد وال نجعله مجازا ثم نزيد األلف والنون في رجل فيصير صيغة‬
‫أخرى بالزيادة وال فرق بين زيادة كلمة أو زيادة حرف فإذا قال السارق للنصاب يقطع أو يقطع السارق إال سارق دون النصاب فال مجاز فيه‬
‫بل مجموع هذا الكالم موضوع للداللة على ما دل عليه فقوله تعالى ألف سنة إال خمسين عاما دل على تسعمائة‪ e‬وخمسين وضعا فكأن العرب‬
‫وضعت لذلك عبارتين ويمكن أن يرد على هذا بأن يقال إنه ما صار بالوضع عبارة عن هذا القدر بل بقي األلف لأللف والخمسون للخمسين‬
‫وإال للرفع بعد اإلثبات فإذا رفعنا من األلف خمسين بقي تسعمائة وخمسون أما زيادة الواو والنون فال معنى لها في نفسها بخالف هذا‪.‬‬

‫جواز تخصيص العموم إلى أن يبقى واحد‬

‫األقوال ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫القول األول ‪ :‬يجوز تخصيص العموم إلى أن يبقى واحد وهو ما رجحه المؤلف‪.‬‬

‫القول الثاني ‪:‬ال يجوز النقصان من أقل الجمع ألنه يخرج به عن الحقيقة قاله الرازي والقفال والغزالي ‪.‬‬

‫دليل القول األول ‪ :‬أن القرينة المتصلة كالقرينة المنفصلة وفي القرينة المتصلة يجوز ذلك فكذلك في المنفصلة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المخاطب‬
‫ِ‬ ‫الخطاب بالعام يدخل فيه‬

‫األقوال ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫القول األول ‪ :‬المخاطب يدخل تحت الخطاب بالعام‪.‬‬

‫القول الثاني ‪ :‬المخاطب ال يدخل تحت الخطاب بالعام‪.‬‬

‫القول الثالث ‪ :‬أن اآلمر ال يدخل في األمر وهو اختيار أبي الخطاب‪.‬‬

‫األدلة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫القول األول ‪:‬‬

‫دخول النبي صلى هللا عليه و سلم فيما أمر به ويمكن أن تنبني هذه المسألة على أن ما ثبت في حق األمة من حكم شاركهم النبي‬ ‫‪.1‬‬
‫صلى هللا عليه و سلم في ذلك الحكم ولذلك لما أمرهم بفسخ الحج إلى العمرة ثم لم يفعل سألوه عن ترك الفسخ فبين لهم عذره‪.‬‬
‫قد عاب هللا تعالى الذين يأمرون بالبر وينسون أنفسهم‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫قال هللا تعالى في حق شعيب ‪ ] :‬وما أريد أن أخالفكم إلى ما أﻧﻬاكم عنه [‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫وفي األثر عن بعض السلف‪ :‬إذا أمرتَ بمعروف فكن من آ َخذ الناس به وإذا نَهيتَ عن منكر فكن من أت َرك الناس له وإال هلكتَ ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫القول الثاني ‪:‬‬

‫هللا خالق كل شيء [‪.‬‬


‫قوله تعالى ‪] :‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ولو قال قائل لغالمه من دخل الدار فأعطه درهما لم يدخل في ذلك‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫ويرد على االستدالل بها ‪:‬‬

‫أنه استدالل فاسد ألن اللفظ عام والقرينة هي التي أخرجت المخاطب فيما ذكروه‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫يعارض ما استدلوا به قوله تعالى‪ ] :‬وهو بكل شيء عليم [‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫مجرد كونه مخاطبا ليس بقرينة قاضية بالخروج عن العموم واألصل اتباع العموم‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫القول الثالث ‪:‬‬

‫ألن األمر استدعاء الفعل بالقول ممن هو دونه ولن يتصور كون اإلنسان دون نفسه فلم توجد حقيقته‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ألن مقصود اآلمر االمتثال وهذا ال يكون إال من الغير‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫العام يجب اعتقاد عمومه في الحال‬

‫األقوال ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫القول األول ‪ :‬اللفظ العام يجب اعتقاد عمومه في الحال وهو قول جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة كأبي بكر الخالل‬
‫والقاضي عياض‪.‬‬

‫القول الثاني ‪:‬ال يجب حتى يبحث فال يجد ما يخصصه وهو قول بعض الشافعية وأبي الخطاب من الحنابلة‪.‬‬

‫ثم اختلفوا إلى متى يجب البحث فقال قوم يكفيه أن يحصل غلبة الظن باالنتفاءعند االستقصاء في البحث كالباحث عن المتاع في البيت إذا لم‬
‫يجده غلب على ظنه انتفاؤه‪ ،‬وقال آخرون ال بد من اعتقاد جازم وسكون نفس بأنه ال مخصص فيجوز الحكم حينئذ أما إذا كان تشعر نفسه‬
‫بدليل شذ عنه وتخيل في صدره إمكانه فكيف يحكم بدليل يجوز أن يكون الحكم به حراما‪.‬‬

‫القول الثالث ‪ :‬إن سمع من النبي صلى هللا عليه و سلم على طريق تعليم الحكم فالواجب اعتقاد عمومه وإن سمعه من غيره فال‪.‬‬

‫األدلة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫القول األول ‪:‬‬

‫أن اللفظ موضوع للعموم فوجب اعتقاد موضوعه كأسماء الحقائق واألمر والنهي‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫وألن اللفظ في األعيان واألزمان ثم يجب اعتقاد عمومه في الزمان ما لم يرد نسخ كذلك في األعيان‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫القول الثاني ‪:‬‬

‫ألن لفظ العموم يفيد االستغراق مشروطا بعدم المخصص ونحن ال نعلم عدمه إال بعد أن نطلب فال نجد ومتى لم يوجد الشرط ال‬ ‫‪.1‬‬
‫يوجد المشروط ولذلك كل دليل أمكن أن يعارضه دليل فهو دليل بشرط سالمته عن المعارض فال بد من معرفة الشرط‪.‬‬
‫الجمع بين األصل والفرع بعلة مشروط بعدم الفرق فال بد من معرفة عدمه‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫الرد على أدلة أصحاب القول الثاني‪:‬‬


‫ال نسلم وإنما القرينة مانعة من حمل اللفظ على موضوعه فهو كالنسخ يمنع استمرار الحكم والتأويل يمنع حمل الكالم على حقيقته‬ ‫‪.1‬‬
‫واحتمال وجوده ال يمنع من اعتقاد الحقيقة‪.‬‬
‫ألن التوقف يفضي إلى ترك العمل بالدليل فإن األصول غير محصورة ويجوز أن ال يجد اليوم ويجده بعد اليوم فيجب التوقف أبدا‬ ‫‪.2‬‬
‫وذلك غير جائز‪.‬‬

You might also like