Professional Documents
Culture Documents
األقوال:
القول الثاني :أقله اثنان ،حكي ذلك عن أصحاب مالك وابن داود وبعض النحويين وبعض الشافعية.
األدلة:
القول األول:
ما روي عن ابن عباس رضي هللا عنهما أنه قال لعثمان رضي هللا عنه حجبت األم باإلثنين من اإلخوة وإنما قال هللا تعالى ]فإن .1
كان له إخوة فألمه السدس[ وليس األخوان بإخوة في لسانك وال في لسان قومك فقال له عثمان ال أنقض أمرا كان قبلى وتوارثه
الناس ومضى في األمصار .وهذا يدل على انه في لسان العرب ليس بحقيقة في اإلثنين وإنما صار إليه لإلجماع.
أن أهل اللسان فرقوا بين اآلحاد والتثنية والجمع وجعلوا لكل واحد من هذه المراتب لفظا وضميرا مختصا به فوجب أن يغاير .2
الجمع التثنية كمغايرة التثنية اآلحاد.
ألن اإلثنين ال ينعت ﺑﻬما الرجال والجماعة في لغة أحد فال تقول رأيت رجاال اثنين وال جماعة رجلين ويصح أن يقال ما رأيت .3
رجاال وإنما رأيت رجلين ولو كان حقيقة فيه لما صح نفيه.
القول الثاني:
قوله تعالى ]فإن كان له إخوة فألمه السدس [ والخالف في حجبها باثنين .1
مجيئ ضمير الجمع لإلثنين في مثل قوله تعالى ] هذان خصمان اختصموا [ و ] هل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب [ وكانوا .2
اثنين ،و ] وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا [ و ] إن تتوبا إلى هللا فقد صغت قلوبكما [
قول النبي صلى هللا عليه و سلم )) :اإلثنان فما فوقهما جماعة )) .3
ألن الجمع مشتق من جمع الشيء إلى الشيء وضمه إليه وهذا يحصل في اإلثنين. .4
األقوال:
القول األول :إذا ورد لفظ العموم على سبب خاص لم يسقط عمومه يعني أن العبرة لعموم اللفظ ال لخصوص السبب ،كقوله عليه الصالة
والسالم حين سئل أنتوضأ بماء البحر في حال الحاجة قال هو الطهور ماؤه ،وهو القول الذي رجحه المؤلف.
القول الثاني :يسقط عمومه يعني أن العبرة لخصوص السبب ،وهو قول مالك وبعض الشافعية.
األدلة:
أن الحجة في لفظ الشارع ال في السبب فيجب اعتباره بنفسه في خصوصه .ولذلك لو كان أخص من السؤال لم يجز تعميمه لعموم .1
السؤال ولو سألت امرأة زوجها الطالق فقال كل نسائي طوالق طلقن كلهن لعموم لفظه وإن خص السؤال ،ولذلك يجوز أن يكون
الجواب معدوال عن سنن السؤال فلو قال قائل أيحل أكل الخبز والصيد والصوم فيجوز أن يقول األكل مندوب والصوم واجب
والصيد حرام فيكون جوابا وفيه وجوب وندب وتحريم والسؤال وقع عن اإلباحة.
أكثر أحكام الشرع نزلت على أسباب كنزول آية الظهار في أوس بن الصامت وآية اللعان في هالل بن أمية ونحو هذا. .2
لو لم يكن للسبب تأثير لجاز إخراج السبب بالتخصيص من العموم. .1
لو لم يكن للسبب تأثير لما نقله الراوي لعدم فائدته. .2
لو لم يكن للسبب تأثير لما أخر بيان الحكم إلى وقوع الواقعة. .3
ألنه جواب والجواب يكون مطابقا للسؤال. .4
ال يلزم من وجوب التعميم جواز تخصيص السبب فإنه ال خالف في أنه بيان الواقعة وإنما الخالف هل هو بيان لها خاصة ام لها .1
ولغيرها فاللفظ يتناولها يقينا ويتناول غيرها ظنا إذ ال يسأل عن شيء فيعدل عن بيانه إلى بيان غيره إال أن يجيب عن غيره مما
ينبه على محل السؤال كما قال لعمر لما سأله عن القبلة للصائم أرأيت لو تمضمضت.
نقل الراوي للسبب مفيد ليبين به تناول اللفظ له يقينا فيمتنع من تخصيصه وفيه فوائد أخر من معرفة أسباب النزول والسير .2
والتوسع في الشريعة.
وقولهم لم أخر بيان الحكم قلنا هللا أعلم بفائدته في أي وقت يحصل ال يسأل عما يفعل ثم لعله أ ّخره لوجوب البيان في تلك الحال أو .3
للطف ومصلحة للعباد داعية إلى االنقياد ال تحصل بالتقديم وال بالتأخير ثم يلزمه ﺑﻬذه العلة اختصاص الرجم بماعز وغيره من
األحكام.
وقولهم تجب المطابقة قلنا يجب أن يكون متناوال له أما أن يكون مطابقا له فكال بل ال يمتنع أن يسأل عن شيء فيجيب عنه وعن .4
غيره كما سئل عن الوضوء بماء البحر فبين لهم حل ميتته.
خبر الصحابي بلفظ عام يفيد العموم
القول األول :يفيد العموم ،كقول الصحابي ﻧﻬى رسول هللا صلى هللا عليه و سلم عن المزابنة وقضى بالشفعة فيما لم يقسم ،فإنه يقتضي
العموم.
إجماع الصحابة رضي هللا عنهم فإنه قد عرف منهم الرجوع إلى هذا اللفظ في عموم الصور كرجوع ابن عمر إلى حديث رافع "ﻧﻬى النبي
صلى هللا عليه و سلم عن المخابرة" ،واحتجاجهم ﺑﻬذا اللفظ نحو ﻧﻬى رسول هللا صلى هللا عليه و سلم عن المزابنة والمحاقلة والمخابرة وبيع
التمر حتى يبدو صالحه والمنابذة وسائر المناهي ،وكذلك أوامره وأقضيته ورخصه مثل الرخص في السلم ووضع الجوائح .وقد اشتهر عنهم
ذلك في وقائع كثيرة مما يدل على اتفاقهم على الرجوع إلى هذه األلفاظ ،واتفاق الصحابة على نقل هذه األلفاظ دليل على اتفاقهم على العمل
ﺑﻬا إذ لو لم يكن كذلك لكان اللفظ مجمال ثم لو كانت القضية في شخص واحد وجب التعميم لما ذكرنا في المسألة األخرى.
ألن الحجة في المحكي ال في لفظ الحاكي والصحابي يحتمل أنه سمع لفظًا خاصًا أو يكون عمو ًما أو يكون فعاًل ال عموم له ،وقضاؤه بالشفعة
لعله حكم في عين أو بخطاب خاص مع شخص فكيف يتمسك بعمومه ،أم كيف يثبت العموم مع التعارض والشك.
القول األول :أﻧﻬن يدخلن فيه ،وهو مذهب الجمهور اختاره القاضي أبو يعلى وقول بعض الحنفية وابن داود.
القول الثاني :أﻧﻬن ال يدخلن فيه ،وهو اختيار أبي الخطاب واألكثرين.
االدلة :
أنه متى اجتمع المذكر والمؤنث ُغلِّ ب التذكير ،ولذلك لو قال لمن بحضرته من الرجال والنساء قوموا واقعدوا تناول جميعهم ،ولو قال
قوموا وقمن واقعدوا واقعدن ُع ّد تطويال ولكنة ،ويبينه قوله تعالى ]قلنا اهبطوا منها جميعا بعضكم لبعض عدو[ وكان ذلك خطابا آلدم
وزوجته والشيطان .وأكثر خطاب هللا تعالى في القرآن بلفظ التذكير كقوله تعالى ]يا أيها الذين آمنوا[ و ]يا عبادي الذين
أسرفوا[ و ] هدى للمتقين[ و ]بشرى للمؤمنين[ و ]بشر المخبتين[ والنساء في جملته ،وذكره لهن بلفظ مفرد تبيينا وإيضاحا ال يمنع
دخولهن في اللفظ العام الصالح لهن كقوله تعالى ]من كان عدوا هلل ومالئكته ورسله وجبريل وميكال[ وهما من المالئكة ،وقوله ]فيهما
فاكهة ونخل ورمان[ .وقد يعطف العام على الخاص كقوله تعالى ]وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم[ والمال عام في الكل.
ألن هللا تعالى ذكر المسلمات بلفظ متميز فيما يثبته ابتداء ويخصه بلفظ المسلمين ال يدخلن فيه إال بدليل آخر من قياس أو كونه في معنى
المنصوص وما يجري مجراه.
القول األول :العام إذا دخله التخصيص يبقى حجة فيما لم يخص ،وهو قول الجمهور.
القول الثاني :ال يبقى حجة ،قاله أبو ثور وعيسى بن أبان.
تمسك الصحابة رضي هللا عنهم بالعمومات وما من عموم إال وقد تطرق إليه التخصيص إال اليسير كقوله تعالى ] وما من دابة في .1
األرض إال على هللا رزقها [ و ] إن هللا بكل شيء عليم [ .فعلى قولهم يلزم أن ال يجوز التمسك بعمومات القرآن أصال.
وألن لفظ السارق يتناول كل سارق بالوضع فالمخصص صرف داللته عن البعض فال تسقط داللته عن الباقي كاالستثناء. .2
ألنه يصير مجازا فقد خرج الوضع من أيدينا وال قرينة تفصل وتحصل فيبقى مجمال.
قولهم يصير مجازا ممنوع وإن سلم فاﻟﻤﺠاز دليل إذا كان معروفا ألنه يعرف منه المراد فهو كالحقيقة. .1
قولهم ال قرينة تفصل قلنا ليس كذلك وإنما يجعل اللفظ مجازا بدليل التخصيص فيختص الحكم به دون ما عداه. .2
القول األول :أنه حقيقة ،وهو اختيار القاضي أبي يعلى وقول أصحاب الشافعي.
القول الثالث :إن خصص بدليل منفصل صار مجازا وإن خصص بلفظ متصل فليس بمجاز بل يصير الكالم بالزيادة كالما آخر موضوعا
لشيء آخر.
أن القرينة المنفصلة من الشرع كالقرينة المتصلة ألن كالم الشارع يجب بناء بعضه على بعض فهو كاالستثناء وقد تبين الكالم فيه.
ألنه وضع للعموم فإذا أريد به غير ما وضع له كان مجازا وإن لم يكن هذا هو اﻟﻤﺠاز فال يبقى للمجاز معنى إذن .وال خالف في إنه لو رد
إلى ما دون أقل الجمع فقال ال تكلم الناس وأراد زيدا وحده كان مجازا وإن كان هو داخال فيه.
القول األول :يجوز تخصيص العموم إلى أن يبقى واحد وهو ما رجحه المؤلف.
القول الثاني :ال يجوز النقصان من أقل الجمع ألنه يخرج به عن الحقيقة قاله الرازي والقفال والغزالي .
دليل القول األول :أن القرينة المتصلة كالقرينة المنفصلة وفي القرينة المتصلة يجوز ذلك فكذلك في المنفصلة.
المخاطب
ِ الخطاب بالعام يدخل فيه
القول الثالث :أن اآلمر ال يدخل في األمر وهو اختيار أبي الخطاب.
دخول النبي صلى هللا عليه و سلم فيما أمر به ويمكن أن تنبني هذه المسألة على أن ما ثبت في حق األمة من حكم شاركهم النبي .1
صلى هللا عليه و سلم في ذلك الحكم ولذلك لما أمرهم بفسخ الحج إلى العمرة ثم لم يفعل سألوه عن ترك الفسخ فبين لهم عذره.
قد عاب هللا تعالى الذين يأمرون بالبر وينسون أنفسهم. .2
قال هللا تعالى في حق شعيب ] :وما أريد أن أخالفكم إلى ما أﻧﻬاكم عنه [. .3
وفي األثر عن بعض السلف :إذا أمرتَ بمعروف فكن من آ َخذ الناس به وإذا نَهيتَ عن منكر فكن من أت َرك الناس له وإال هلكتَ . .4
أنه استدالل فاسد ألن اللفظ عام والقرينة هي التي أخرجت المخاطب فيما ذكروه. .1
يعارض ما استدلوا به قوله تعالى ] :وهو بكل شيء عليم [. .2
مجرد كونه مخاطبا ليس بقرينة قاضية بالخروج عن العموم واألصل اتباع العموم. .3
ألن األمر استدعاء الفعل بالقول ممن هو دونه ولن يتصور كون اإلنسان دون نفسه فلم توجد حقيقته. .1
ألن مقصود اآلمر االمتثال وهذا ال يكون إال من الغير. .2
القول األول :اللفظ العام يجب اعتقاد عمومه في الحال وهو قول جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة كأبي بكر الخالل
والقاضي عياض.
القول الثاني :ال يجب حتى يبحث فال يجد ما يخصصه وهو قول بعض الشافعية وأبي الخطاب من الحنابلة.
ثم اختلفوا إلى متى يجب البحث فقال قوم يكفيه أن يحصل غلبة الظن باالنتفاءعند االستقصاء في البحث كالباحث عن المتاع في البيت إذا لم
يجده غلب على ظنه انتفاؤه ،وقال آخرون ال بد من اعتقاد جازم وسكون نفس بأنه ال مخصص فيجوز الحكم حينئذ أما إذا كان تشعر نفسه
بدليل شذ عنه وتخيل في صدره إمكانه فكيف يحكم بدليل يجوز أن يكون الحكم به حراما.
القول الثالث :إن سمع من النبي صلى هللا عليه و سلم على طريق تعليم الحكم فالواجب اعتقاد عمومه وإن سمعه من غيره فال.
أن اللفظ موضوع للعموم فوجب اعتقاد موضوعه كأسماء الحقائق واألمر والنهي. .1
وألن اللفظ في األعيان واألزمان ثم يجب اعتقاد عمومه في الزمان ما لم يرد نسخ كذلك في األعيان. .2
ألن لفظ العموم يفيد االستغراق مشروطا بعدم المخصص ونحن ال نعلم عدمه إال بعد أن نطلب فال نجد ومتى لم يوجد الشرط ال .1
يوجد المشروط ولذلك كل دليل أمكن أن يعارضه دليل فهو دليل بشرط سالمته عن المعارض فال بد من معرفة الشرط.
الجمع بين األصل والفرع بعلة مشروط بعدم الفرق فال بد من معرفة عدمه. .2