You are on page 1of 4

‫‪Nota Balaghah: Al-Wasl wa al-Fasl‬‬

‫تعربف الوصل والفصل‬

‫الوصل‪ :‬عطف جملة على اُخرى بالواو‬

‫والفصل‪ :‬اإلتيان بالجملة الثانية بدون العطف‬

‫فمن الوصل قوله تعالى‪ :‬يا أيُّها الذين آمنوا اتَّقوا اهلل وكونوا مع الصادقين‬

‫ومن الفصل قوله تعالى‪ :‬والتستوي الحسنة وال السيّئة ادفع بالّتي هي أحسن‬

‫والبالغة في الوصل أن تكون بالواو‪ ،‬دون سائر العواطف‬

‫ويشترط في العطف بالواو وجود الجامع الحقيقي بين طرفي االسناد‪ F،‬أو الجامع الذهني‬

‫فالحقيقي نحو‪ :‬يقرأ زيد ويقرأ عمرو فإن القراءة والكتابة متوافقتان‪ ،‬وزيد وعمرو كذلك‬

‫والذهني نحو‪ :‬بخل خالد وكرم بكر فإن االمتضا ّد ين كالبخل والكرم بينهما جامع ذهني‪ ،‬النتقال الذهن من‬
‫أحدهما إلى اآلخر‬

‫وال يجوز أن يقال‪ :‬جاء محمد وذهبت الريح لعدم الجامع بين محمد والريح‪ ،‬وال‪ :‬قال علي وصاح معاوية‬
‫لعدم الجامع بين القول والصياح ـ كذا قالوا ـ‬

‫موارد الوصل‬

‫‪:‬ويقع الوصل في ثالثة مواضع‬

‫ومعنى‪ ،‬أو معنى فقط‪ ،‬مع المناسبة بينهما‪ ،‬وعدم‬


‫ً‬ ‫ـ إذا اتّحدت الجملتان في الخبرية واإلنشائية‪ ،‬لفظاً‬
‫مقتضى الفصل‬
‫الفجار لفي جحيم‬
‫وإن ّ‬‫فالخبريتان نحو قوله تعالى‪ :‬إ ّن االبرار لفي نعيم َّ‬

‫واإلنشائيتان نحو قوله سبحانه‪ :‬واعبدوا اهلل وال تُشركوا به شيئاً‬

‫مما تُش ِركون‬


‫والمختلفتان نحو قوله تعالى‪ :‬إنّي اُشهد اهلل واشهدوا أنّي بريء ّ‬

‫فالجملة الثانية وإن كانت انشائية لفظاً‪ ،‬لكنها خبرية معنى‬

‫توهم غير المراد‪ ،‬فإنه إذا اختلفت الجملتان خبراً وإنشاءاً‪ ،‬ولكن كان الفصل موهم خالف المراد‬
‫ـ دفع ّ‬
‫وجب الوصل‪ ،‬كقولك في جواب من قال‪ :‬هل جاء زيد‪ :‬ال‪ ،‬وأصلحك اهلل فإنك لو قلت‪ :‬الأصلحك اهلل‬
‫توهم الدعاء عليه‪ ،‬والحال أنك تريد الدعاء له‬
‫ّ‬

‫ـ أذا كان للجملة االولى محل من االعراب‪ ،‬وقصد مشاركة الثانية لها‪ ،‬قال تعالى‪ :‬إ ّن الذين كفروا‬
‫ويص ّدون عن سبيل اهلل حيث قُصد اشتراك يص ّدون لـ كفروا في جعله صلة‬

‫موارد الفصل‬

‫األصل في الجمل المتناسقة المتتالية أن تعطف بالواو‪ ،‬تنظيماً للّفظ‪ ،‬لكن قد يعرض ما يوجب الفصل‪ ،‬وهي‬
‫‪:‬أمور‬

‫تام ‪ ،‬حتى كأنهما شيء واحد‪ ،‬والشيء ال يعطف على نفسه‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫ـ أن تكون بين الجملتين اتّحاد ّ‬
‫أمدكم بما تعلمون أمدّكم بأموال وبنين‬

‫ـ أن تكون الجملة الثانية لرفع اإلبهام في الجملة االولى‪ ،‬قال تعالى‪ :‬فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل‬
‫أدلّك على شجرة الخلد‬
‫ُ‬

‫ـ أن تكون الجملة الثانية مؤكدة لألولى‪ ،‬قال تعالى‪ :‬وما هم بمؤمنين يخادعون اهلل‪0‬‬
‫وهذه الموارد الثالثة تسمى لما يكون بين الجملتين فيها من اإلتّحاد التام بـ‪ :‬كما االتصال‬

‫تام في الخبر واإلنشاء أو اللفظ والمعنى‪ ،‬أو المعنى فقط‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬
‫ـ أن يكون بين الجملتين اختالف ّ‬
‫وقال رائدهم‪ :‬اُرسوا نُزاولها‬

‫‪:‬ـ أن اليكون بين الجملتين مناسبة في المعنى وال ارتباط‪ ،‬بل كل منهما مستقل‪ ،‬كقوله‬

‫كل امرىء رهن بما لديه‬


‫انّما المرء بأصــغريه ّ‬

‫التام بـ‪ :‬كمال االنقطاع‬


‫وهذان الموردان يسميان لما بين الجملتين من االختالف ّ‬

‫ـ أن يكون بينهما شبه كمال اإلتصال‪ F،‬بأن تكون الجملة الثانية واقعة في جواب سؤال يفهم من الجملة‬
‫ألمارة‬
‫النفس ّ‬ ‫االولى‪ ،‬فتفصل عن االولى كما يفصل الجواب عن السؤال‪ ،‬قال تعالى‪ :‬وما اُ ّبرىءُ نفسي َّ‬
‫إن‬
‫َ‬
‫بالسوء‬

‫ـ أن يكون بينهما شبه كمال اإلنقطاع‪ ،‬بأن تسبق الجملة جملتان‪ ،‬بينهما وبين االولى مناسبة‪ ،‬ويفسد المعنى‬
‫لتوهم كونها معطوفة على الثانية‪ ،‬كقوله‬
‫‪:‬لو عطفت على الثانية‪ ،‬فيترك العطف‪ ،‬دفعاً ّ‬

‫وتظن سلمى أنّني أبغي بها بدالً‪ ،‬أراها في الضالل تهيم‬


‫ّ‬

‫فـأراها يفسد لو عطف على مظنون سلمى ولذا يترك العطف‬

‫ـ أن تكون الجملتان متوسطة بين الكمالين مع قيام المانع من العطف‪ ،‬بأن تكون بينهما رابطة قوية‪ ،‬ولكن‬
‫منع من العطف مانع‪ :‬وهو عدم قصد التشريك في الحكم‪ ،‬قال تعالى‪ :‬وإذا خلوا الى شياطينهم قالوا إنّا‬
‫معكم إنَّما نحن مسته ِزءون اهلل يستهزىء بهم‬

‫فجملة اهلل يستهزىء بهم اليصح عطفها على جملة إنّا معكم القتضاء العطف أنه من مقول المنافقين‪،‬‬
‫والحال أنه دعاء عليهم من اهلل‬
‫كما أنه ال يصح عطفها على جملة قالوا القتضاء العطف مشاركتها لها في التقييد بالظرف‪ ،‬وان استهزاء اهلل‬
‫خلو هم إلى شياطينهم‪ ،‬والحال أن استهزاء اهلل غير مقيّد بهذه الحال‪ ،‬ولذا يلزم الفصل دون‬
‫بهم مقيّد بحال ّ‬
‫الوصل‬

‫المطوالت‬
‫واعلم‪ :‬أن مباحث هذا الباب مغلقة كثيرة‪ ،‬والبسط في ّ‬

You might also like