You are on page 1of 6

‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬

‫وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم‬


‫"بحث في المطلق والمقيد‪ ،‬تعريفا وتمييزا واحكاما وحجية واثارا"‬

‫تعريف المطلق‪:‬‬
‫لغة‪ :‬هو االنفكاك من القيود‪ ،‬حسيا كان او معنويا‪ ،‬تقول‪ :‬فرس مطلق‪ ،‬وسمعت كالما مطلقا‪ ،‬والثاني هو مبحث‬
‫االصوليين‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬هو اللفظ المتناول لواحد ال بعينه‪ ،‬باعتبار حقيقة شاملة لجنسه‪.‬‬
‫شرح التعريف‪:‬‬
‫قولنا‪ :‬المتناول لواحد يمنع دخول امرين (ا) اللفظ الغير مفيد (المهمل) (ب) الفاظ االعداد المتناولة ال ك ثر من واحد‪ ،‬مثل‬
‫قولنا‪ :‬مئة الف ونحوه‪ ،‬فال يسمى شيء من ذلك مطلقا‪.‬‬
‫وقولنا‪" :‬ال بعينه" يمنع امو ًرا‪ :‬اسماء االعالم والقبائل النها للتعيين‪ .‬ويخرج كذلك اللفظ العام‪ ،‬النه شامل الفراده على سبيل‬
‫التعيين واالستغراق‪ .‬وقولنا‪" :‬باعتبار حقيقة شاملة لجنسه" ُيقصد به التساوي بين افراد المطلق في م ً‬
‫عنى شامل يجمعها‪،‬‬
‫وهنا يخرج اللفظ المشترك‪ ،‬النه يتناول واحدا ال بعينه‪ ،‬باعتبار حقائق مختلفة‪ ،‬مثل العين فتطلق على حقائق متغايرة‪.‬‬
‫وكذلك يخرج الواجب المخير لنفس السبب‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬قوله تعالى‪" :‬فتحرير رقبة من قبل ان يتماسا" المجادلة‪ ، 3:‬ومثلها في المائدة االية ‪ 89‬وقوله صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫"ال نكاح إال بولي وشاهدين"‪.‬‬
‫صيغه‪ :‬يكون باالمر في سياق النكرة ك قوله‪" :‬إن هللا يامركم ان تذبحوا بقرة"‪.‬‬
‫ويكون ايضا في مصدر االمر‪ ،‬ك قوله‪" :‬فتحرير رقبة"‪.‬‬
‫ويكون في مصدر الخبر عن المستقبل‪ ،‬ك قوله‪" :‬ال نكاح إال بولي"‬
‫تنبيه‪ :‬ال يكون المطلق خبرا متعلقا بالماضي‪ ،‬ك قولك‪ :‬اكرمت طالبا‪ ،‬الن وقوع الفعل هنا تحقق به التعيين‪ ،‬ولذا فإن‬
‫اإلطالق يزول‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫موارده‪ :‬يرد المطلق في الك تاب والسنة واقوال اهل االجتهاد‪ ،‬وكذلك في الفاظ عموم المكلفين اإلنشائية واإلخبارية‪ ،‬وفيه‬
‫القط ّ‬
‫عي والظني ‪...‬إلخ‬
‫تعريف المقيد‪:‬‬
‫ّ‬
‫معنوي ك تقييد الحكم بوصف او شرط‪.‬‬ ‫لغة‪ :‬ما يقابل المطلق‪ ،‬وهو ما ُق ّيد بشيء ّ‬
‫حسي‪ ،‬كالحبل ونحوه‪ ،‬او‬
‫لمعين‪ ،‬او لغير َّ‬
‫معين‪ ،‬موصوف بوصف زائد على الحقيقة الشاملة لجنسه‪.‬‬ ‫اصطالحا‪ :‬هو اللفظ المتناول َّ‬

‫عط الجائزة لهذا الطالب‪،‬‬


‫فقولنا‪ :‬اللفظ المتناول‪ ...‬خرج به اللفظ المهمل‪ ،‬وخرج به لفظ العام‪ ،‬ولفظ المطلق‪ ،‬ك قولنا‪ :‬ا ِ‬
‫معين‪ ،‬ولكنه موصوف بوصف يتقيد به‪.‬‬ ‫فيه تعيين باإلشارة‪ ،‬وقولنا‪ :‬اكرم الطالب المجتهد‪ ،‬غير َّ‬
‫المقيدات كلها من المخ ِ ّصصات‪ ،‬فكل ما ُوضع للتخصيص هو من القيود ّ‬
‫المتصلة او‬ ‫صيغه‪ :‬التقييد مثل التخصيص‪ ،‬بل إن ِّ‬
‫والحس والعقل‪ ،‬واالوصاف والشروط‪ ،‬ونحوها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المنفصلة‪ ،‬مثل‪ :‬مفاهيم المخالفة‪ ،‬ومفاهيم الموافقة‪ ،‬واإلجماع والقياس‪،‬‬
‫وتعتريه القطعية والظنية‪ ،‬على خالف بين العلماء في الترتيب والتقديم والتاخير‪ ...‬إلخ‬
‫موارده‪ :‬موارد المقيد هي موارد المطلق‪.‬‬
‫ً‬
‫وجمعا"‬ ‫"احكام المطلق والمقيد‪ ،‬إفرادا‬
‫الحكم االول‪:‬‬
‫العام‪ :‬هل يجوز العمل به في الحال‪ ،‬دون البحث عن ِ ّ‬
‫المخصص‪ ،‬ام ال؟‬ ‫ذكر الزركشي ان اال ّ‬
‫صوليين بحثوا مسالة ّ‬
‫لكنهم لم يفعلوا ذلك في المطلق‪ ،‬واشار انهما ٌ‬
‫سواء فيها‪.‬‬
‫الحكم الثاني‪:‬‬
‫قال الشريف التلمساني‪" :‬االصل في اللفظ المطلق انه ُيعمل به على إطالقه‪ ،‬حتى يثبت المقيد ‪ ...‬ومثله المقيد"‪،‬‬
‫وحكى ابن جزي الغرناطي هذا الحكم في ك تابه مفتاح الوصول‪ ،‬مثال ذلك قوله تعالى‪" :‬والذين ُيتوفون منكم ويذرون ازواجا‬
‫عمل به على إطالقه‪ ،‬وال َيم ّيز بين المدخول وغير المدخول ّ‬
‫بهن‪،‬‬ ‫يتربصن بانفسهم اربعة اشهر ‪ ،"...‬فلفظ االزواج هنا ُي َ‬
‫ومثال ّ‬
‫المقيد قوله تعالى‪" :‬فصيام شهرين متتابعين"‪.‬‬
‫الحكم الثالث‪:‬‬
‫واحد‪ُ ،‬فيعمل بإطالقه في موضعه‪ُ ،‬ويعمل بقيده في‬
‫قد يرد اللفظ مطلقا من جهة‪ ،‬ومقيدا من جهة اخرى في سياق ٍ‬
‫موضعه ‪ ،‬مثل قوله تعالى‪" :‬فتحرير رقبة مومنة"‪ ،‬فهي مقيدة بوصف اإليمان‪ ،‬فيجب اعتباره فيها‪ ،‬لكنها مطلقة عن بقية‬
‫االوصاف‪ ،‬كالسالمة البدنية واللغة واللون‪ ،‬فال ُتعتبر هنا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الحكم الرابع‪:‬‬
‫حجة فيه‪ ،‬مثل قوله‪" :‬فمن قتله منكم ّ‬
‫متعمدا" في جزاء الصيد‬ ‫مخرج الغالب‪ ،‬فإنه ال ّ‬
‫مقيدا بقيد خارج َ‬ ‫إذا ورد اللفظ ّ‬
‫ٍ‬
‫عند المالكية ومن معهم م ّمن لم ير ّ‬
‫حجية قيد الت ّعمد هنا‪ ،‬وقوله تعالى‪" :‬وال تقتلوا اوالدكم خشية إمالق"‪.‬‬
‫الحكم الخامس‪:‬‬
‫حجيتها اصال كمفهوم اللقب‪ ،‬فإن الخالف ّ‬
‫ينجر عن ذلك في حمل المطلق‬ ‫َ‬
‫المختلف في ّ‬ ‫إذا كان القيد من االمور‬
‫جد ًا‪.‬‬ ‫عليه‪ ،‬وفيه ٌ‬
‫تفصيل طويل ّ‬

‫الحكم السادس‪:‬‬
‫تعددت القيود‪ ،‬وكان ذكرها على سبيل التخيير‪ ،‬فهنا ُيحمل الحكم على احدها‪ ،‬ويجزي عن البقية‪ ،‬وإن لم يكن‬ ‫إذا ّ‬
‫فيها تخيير‪ ،‬وذكرت كالجملة الواحدة‪ ،‬فال ُيحمل الحكم عليها حتى تتحقق كلها‪ ،‬مثال االول‪ :‬تقول‪ :‬إن حفظ ولدك القران‪،‬‬
‫اول حفظ ّ‬
‫الموطا‪ ،‬او مختصر خليل‪ ،‬اعطيته عشرة ماليين‪ .‬ومثال الثاني‪ :‬قوله تعالى‪" :‬وامراة مومنة إن وهبت نفسها للنبيء‬
‫ان اراد النبيء ان يستنكحها خالصة لك من دون المومنين"‪ ،‬وفيه تفريعات عند االصوليين‪.‬‬
‫الحكم السابع‪:‬‬
‫إذا ورد لفظان في موضعين مختلفين‪ ،‬احدهما باإلطالق‪ ،‬واالخر بالتقييد‪ ،‬ففيهما اربعة اقسام‪:‬‬
‫‪ /1‬ان يتحد حكمهما وسببهما‪ ،‬مثل قوله تعالى‪" :‬حرمت عليكم الميتة ّ‬
‫والدم"‪ ،‬مع قوله‪" :‬او دما مسفوحا"‪ ،‬فهنا ُيحمل‬
‫ّ‬
‫الحنفي‪،‬‬ ‫زيد‬ ‫المطلق على المقيد‪ .‬قيل فيه إجماع‪ ،‬وقيل خالف فيه ابو حنيفة‪ ،‬وقيل فيه روايتان عنه رحمه هللا‪ّ .‬‬
‫وصحح ابو ٍ‬
‫وابو منصور الماترودي انه مع اإلجماع‪.‬‬
‫‪ /2‬ا ن يختلف حكمهما وسببهما‪ ،‬مثل قوله‪" :‬والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما"‪ ،‬مع اية الوضوء‪ ،‬فهنا حكى الزركشي‬
‫اإلجماع عن جمع من االصوليين من مختلف المذاهب انه ال حمل فيه‪ ،‬ونقل الباجي الخالف عن بعض المالكية‪ ،‬هللا اعلم‬
‫بصحته‪.‬‬
‫‪ /3‬ان يتحد حكمهما ويختلف سببهما‪ ،‬مثل قوله‪" :‬فتحرير رقبة مومنة" في ك فارة القتل‪ ،‬مع تحرير رقبة مطلقة في ك فارة‬
‫اليمين ّ‬
‫والظهار‪ ،‬وهنا اختلف العلماء كاالتي‪:‬‬
‫ِ‬
‫‪ -‬الحنفية‪ :‬جميعهم ذهبوا إلى عدم حمل المطلق على المقيد في هذه الصورة‪ ،‬وقيل ُّ‬
‫جلهم‪ ،‬كما نقله ابن قدامة والشوكاني‪.‬‬
‫‪ -‬المالكية‪ :‬حكى القاضي عبد ّ‬
‫الوهاب والقرافي والباجي عن اك ثرهم انه ال يحمل المطلق على المقيد هنا‪ ،‬وحكى ابن قدامة‬
‫عكسه‪ ،‬وفيه تفصيل‪.‬‬
‫‪ -‬الحنابلة‪ :‬نقل ابن قدامة عن احمد انه ال يحمل المطلق على المقيد ك قول الجمهور‪ ،‬وفيه رواية عكسها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الشافعي نفسه انه يحمل المطلق على المقيد هنا ً‬
‫لفظا‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬الشافعية‪ :‬ك ثرت اقاويل الشافعية في هذه الصورة‪ُ ،‬فن ِقل عن‬
‫لو لم نحمل المطلق على المقيد هنا‪ ،‬لجاز لنا ان نقبل شهادة السفهاء في غير قوله تعالى‪" :‬واشهدوا ذوي عدل منكم"‪ ،‬اما‬
‫قول ضعيف‪.‬‬‫بقية الشافعية فإنهم‪ :‬قيل انهم تبع لإلمام في قوله كلهم‪ ،‬وهو ٌ‬

‫وقيل‪ :‬إن المحققين منهم فقط معه‪ ،‬وقيل‪ :‬بل المحققين على غير رايه‪ ،‬وقيل‪ :‬إن المحققين منهم‪ ،‬يذهبون إلى‬
‫التقييد بالقياس ال باللفظ‪ ،‬ووصف الرازي هذا القول بانه اعدل االقوال‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إن جميع المذاهب اختلفت على نفسها في هذا على وجوه ّعدة من حيث حمل المطلق على المقيد‪ ،‬ومن حيث‬
‫الدليل الذي عليه ُيعتمد‪ ،‬وهللا اعلم‪.‬‬
‫ويتحدا ً‬
‫سببا‪ ،‬ومثل له اإلمام اللخمي المالكي رحمه هللا‪ ،‬باإلطعام في ك فارة اليمين حيث ُق ّيد بقوله‪:‬‬ ‫‪ /4‬ان يختلفا ً‬
‫حكما ّ‬
‫"من اوسط ما تطعمون" مع قوله‪" :‬او كسوتهم" حيث ذكرها بإطالق‪ ،‬والمذاهب في حمل المطلق على المقيد في هذه‬
‫الصورة اضطربت فيها الروايات‪ ،‬فابن الحاجب يقول‪" :‬ال ُيحمل احدهما على االخر ّاتفاقا"‪ ،‬ومثله قال الفتوحي‪ ،‬وابن‬
‫مدي‪ ،‬اما ابن جزي فذكر الخالف وقال‪" :‬إن الشافعي حمل المطلق على المقيد في هذا القسم‪ ،‬خالفا البي‬ ‫قدامة‪ ،‬واال ّ‬
‫حنيفة"‪ ،‬وذكر خالفا بين المالكية في ذلك‪ ،‬ومثله قال الشنقيطي رحمه هللا‬
‫مذكورة على سبيل اإلجمال‪ ،‬اما من حيث التفصيل فإنه يطول جدا‪ ،‬الن االصوليين بحثوا اقسام‬ ‫ٌ‬ ‫تنبيه‪ :‬هذه االقسام‬
‫ّ‬
‫الحمل‪ ،‬على وجوه تتعلق باالوامر والنواهي‪ ،‬حين تتفق وحين تفترق‪ ،‬ف ُيرجع إليها في مظانها‪.‬‬
‫الحكم الثامن‪:‬‬
‫اللفظ المطلق امام قيدين مختلفين ُينظر فيه االتي‪:‬‬
‫‪ ‬ان يتحد السبب في اإلطالق والقيدين‪ ،‬ك قوله صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إذا ولغ الكلب في إناء احدكم فليغسله سبعا‪،‬‬
‫إحداهن بالتراب" وفي رواية‪" :‬اوالهن"‪ ،‬وفي رواية‪" :‬اخراهن"‪ ،‬فهنا يبقى اإلطالق على حاله الن هذه التقييدات‬
‫بمرجح خارج عن اللفظ‪ ،‬ك تصحيح الرواية ونحوها‪.‬‬‫ليس لبعضها اولوية على بقيتها إال ِ ّ‬
‫‪ ‬ان يختلف السبب مثل‪ :‬إطالق الصيام في قضاء رمضان مع قيد التتابع في ك فارة القتل ّ‬
‫والظهار‪ ،‬وقيد التفريق في‬
‫ِ‬
‫صيام التمتع‪ ،‬وهنا ُيحمل المطلق على ما كان القياس عليه اولى‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫"شروط حمل المطلق على المقيد"‬
‫القائلون بحمل المطلق على المقيد‪ ،‬في الوجوه التي قدموا فيها حجية المقيد‪ ،‬احاطوها بسياج من الشروط‪،‬‬
‫ّ‬
‫الشوكاني نقال عن الزركشي كاالتي‪:‬‬ ‫اجملها‬
‫المقيد من الصفات مع ثبوت الذوات في الموضعين‪ ،‬مثاله‪ :‬عدم إثبات اإلطعام في ك فارة القتل بناء على‬ ‫‪ /1‬ان يكون ّ‬
‫ذكره في ك فارة ّ‬
‫الظهار‪ .‬واالصوليون يضربون المثل باعضاء الوضوء المذكورة مع إطالق المسح في التيمم‪ ،‬والظاهر وهللا‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫اعلم انه ضعيف‪ ،‬الن التيمم ق ّيدت اعضاؤه في السنة النبوية‪.‬‬
‫‪ /2‬اال يكون للمطلق إال اصل واحد يرجع إليه‪ ،‬كالشهادة اطلقت في البيوع ونحوها‪ُ ،‬وق ّيدت بالعدالة في الرجعة‬
‫والوصية‪ ،‬فيعمم قيد العدالة في جميعها‪.‬‬
‫‪ /3‬ان يكون في باب االوامر واإلثبات‪ ،‬اما في النفي والنهي فال‪ُ .‬‬
‫اختلف في هذا الشرط اختالفا كبيرا‪ ،‬واشار الفخر الرازي‬
‫إلى ضعفه‪.‬‬
‫للمحرم‪ ،‬واشار الزركشي إلى ان فيه نظ ًرا‪.‬‬
‫‪ /4‬اال يكون في جانب اإلباحة‪ ،‬وضرب له ابن دقيق العيد المثل‪ :‬بلباس الخف ِ‬
‫‪ /5‬اال يمكن الجمع بينهما‪ ،‬فإن امكن تع ّين العمل بهما معا‪.‬‬
‫‪ /6‬اال ُيذكر مع المقيد قدر زائد‪ ،‬يشعر ان القيد إنما جاء الجل ذلك القدر الزائد‪ ،‬ومثاله عند الشافعية قوله تعالى‪" :‬ومن‬
‫يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر‪ "...‬مع قوله‪" :‬ومن يك فر بااليمان فقد حبط عمله"‪ ،‬فقالوا‪ :‬إن االعمال ال تحبط إال‬
‫بموته وهو كافر‪ ،‬الن هللا تعالى قال بعدها‪" :‬وهو في االخرة من الخاسرين"‪ّ ،‬‬
‫فدل على ان الموت على الك فر قدر زائد‪.‬‬
‫‪ /7‬اال يقوم دليل يمنع من التقييد‪ ،‬ك قوله‪" :‬والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا يتربصن‪ "...‬االية السابقة‪ ،‬مع قوله‪" :‬يا‬
‫ايها الذين ءامنوا إذا نكحتم المومنات ثم طلقتموهن من قبل ان تمسوهن فمالكم عليهن من ّعدة تعتدونها"‪ ،‬فلم‬
‫يحملوا المطلق على المقيد هنا‪ ،‬الدلة خارجية تمنع ذلك‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫‪ /1‬البحر المحيط لبدر الدين الزركشي ت ‪794‬ه‪ ،‬طبع وزارة االوقاف الكويتية‪ ،‬ج‪.3‬‬
‫‪ /2‬تقريب الوصول إلى علم االصول البن جزي الغرناطي المالكي ت ‪741‬ه‪ ،‬طبع مؤسسة فؤاد للتجليد‪.‬‬
‫‪ /3‬نهاية السول في شرح منهاج االصول لجمال الدين اإلسنوي ت ‪772‬ه‪ ،‬طبع دار التوفيقية للتراث‪ ،‬ج‪.1‬‬
‫‪ /4‬المحصول في اصول الفقه لفخر الدين الرازي ت ‪606‬ه‪ ،‬طبع دار السالم‪ ،‬ج‪1.‬‬
‫‪ /5‬إرشاد الفحول لتحقيق الحق من علم االصول للشوكاني‪ ،‬طبع دار الهدى‪.‬‬
‫‪ /6‬مذكرة في اصول الفقه للشنقيطي‪ ،‬طبع دار اليقين‪.‬‬
‫‪ /7‬تفسير النصوص في الفقه اإلسالمي ل د‪ .‬محمد اديب الصالح‪ ،‬طبع المك تب اإلسالمي‪ ،‬ج‪.1‬‬
‫‪ /8‬الجامع لمسائل اصول الفقه ل د‪ .‬عبد الكريم النملة‪ ،‬طبع مك تبة الرشد‪.‬‬
‫‪ /9‬تعريفات واصطالحات اصول الفقه ل د‪ .‬عبد الكريم النملة‪ ،‬طبع مك تبة الرشد‪ ،‬ج‪.2‬‬
‫‪ /10‬المهذب في علم اصول الفقه ل د‪ .‬عبد الكريم النملة‪ ،‬طبع مك تبة الرشد‪ ،‬ج‪.4‬‬
‫‪ /11‬القواعد االصولية عند ابن تيمية ل د‪ .‬محمد بن عبد هللا الهاشمي‪ ،‬طبع مك تبة الرشد‪ ،‬ج‪3.‬‬
‫‪ /12‬التجديد االصولي لمجموعة من المؤلفين بإشراف احمد الريسوني‪ ،‬المعهد العالمي للفكر اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ /13‬مذكرة في اصول الفقه اإلسالمي لالستاذ علي بن الحبيب ديدي‪ ،‬ط العوادي‪.‬‬
‫‪ /14‬غمرات االصول لمشاري بن سعد الشتري‪.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like