You are on page 1of 17

‫‪ ‬اخلرب املتواتر‬

‫‪ ‬تعريفه ‪:‬‬
‫لغة‪ :‬هو اسم فاعل مشتق من املتواتر أي التتابع‪ ،‬تقول تواتر املطر أي تتابع نزوله‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬ما رواه عدد كثري حٌت يل العادة تواطؤهم على الكذب‪.‬‬
‫ومعىن التعريف‪ :‬أي هو احلديث أو اخلرب الذي يرويه يف كل طبقة من طبقات سنده رواة كثريون‬
‫حيكم العقل عادة باستحالة أن يكون أولئك الرواة قد اتفقوا على اختالق هذا اخلرب‪.‬‬
‫‪ ‬شروطه‪:‬‬
‫يتبني من شرح التعريف أن التواتر ال يتحقق يف اخلرب إال بشروط أربعة وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يرويه عدد كثري ‪ .‬وقد اختلف يف أقل الكثرة على أقوال املختار أنه عشرة أشخاص‬
‫‪ .2‬أن توجد هذه الكثرة يف مجيع طبقات السند‪.‬‬
‫‪ .3‬أن حٌت يل العادة تواطؤهم على الكذب‪.‬‬
‫‪ .4‬أن يكون ٌمْس َتَند خربهم احلس ‪.‬‬
‫كقوهلم مسعنا أو رأينا أو ملسنا أو ‪ .....‬أما إن كان مستند خربهم العقل‪ .‬كالقول حبدوث العامل‬
‫مثال‪ .‬فال يسمي اخلرب حينئذ متواترًا ‪.‬‬
‫‪ٌ ‬ح كمه ‪:‬‬
‫املتواتر يفيد العلم الضروري‪ ،‬أي اليقيين الذي يضطر اإلنسان إىل التصديق به تصديقًا جازمًا كمن‬
‫يشاهد األمر بنفسه كيف ال يرتدد يف تصديقه‪ ،‬فكذلك اخلرب املتواتر‪ .‬لذلك كان املتواتر كله مقبوال‬
‫وال حاجة إىل البحث عن أحوال رواته‪.‬‬
‫‪ ‬أقسامه‪:‬‬
‫ينقسم اخلرب املتواتر إىل قسمني مها‪ ،‬لفظي ومعنوي‪.‬‬
‫‪ .1‬املتواتر اللفظي‪ :‬هو ما تواتر لفظه ومعناه‪ .‬مثل حديث " من كذب علَّى معتمدًا فليتبوأ مقعده‬
‫من النار " رواه بضعة وسبعون صحابيًا ‪.‬‬
‫‪ .2‬املتواتر املعنوي‪ :‬هو ما تواتر معناه دون لفظة‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬أحاديث رفع اليدين يف الدعاء ‪ .‬فقد ورد عنه صلى اهلل عليه وسلم حنو مائة حديث‪.‬‬
‫كل حديث منها فيه أنه رفع يديه يف الدعاء ‪.‬لكنها يف قضايا خمتلفة فكل قضية منها مل تتواتر‪،‬‬
‫والَق در املشرتك بينها ـ وهو الرفع عند الدعاء ـ تواتر باعتبار جمموع الطرق‪.‬‬

‫‪ ‬خرب اآلحاد‬
‫‪ ‬تعريفه‪:‬‬
‫لغة‪ :‬اآلحاد مجع أحد مبعين الواحد‪ ،‬وخرب الواحد هو ما يرويه شخص واحد‪.‬‬
‫اصطالحًا‪ :‬هو ما مل جيمع شروط املتواتر‪.‬‬
‫‪ ‬حكمه ‪:‬‬
‫يفيد العلم النظري ‪ ،‬أي العلم املتوقف على النظر واالستدالل ‪.‬‬
‫‪ ‬أقسامه بالنسبة إىل عدد طرقه ‪:‬‬
‫يقسم خرب اآلحاد بالنسبة إىل عدد طرقه إىل ثالثة أقسام‪ :‬مشهور‪ ،‬وعزيز‪ ،‬وغريب‪.‬‬
‫‪ ‬ا شهور‬
‫َمل‬
‫‪ ‬تعريفه‪:‬‬
‫لغة ‪ :‬هو اسم مفعول من " َش َه ْر ٌت األمر " إذا أعلنته وأظهرته ومسى بذلك لظهوره ‪.‬‬
‫اصطالحًا‪ :‬ما رواه ثالثة ـ فأكثر يف كل طبقة ـ ما مل يبلغ حد التواتر‪.‬‬
‫‪ ‬مثاله‪:‬‬
‫حديث‪ " :‬أن اهلل ال يقبض العلم انتزاعا ينتزعه ‪" .....‬‬
‫‪ ‬ا ْس َتِف يض‪:‬‬
‫ٌمل‬
‫لغة‪ :‬اسم فاعل من " استفاض " مشتق من فاض املاء ومسى بذلك النتشاره‪.‬‬
‫اصطالحًا ‪ :‬اختلف يف تعريفه على ثالثة أقوال وهي ‪:‬‬
‫‪ .1‬هو مرادف للمشهور ‪.‬‬
‫‪ .2‬هو أخص منه ‪ ،‬ألنه يشرتط يف املستفيض أن يستوي طرفا إسناده ‪ ،‬وال يشرتط ذلك يف‬
‫املشهور ‪.‬‬
‫‪ .3‬هو أعم منه أي عكس القول الثاين ‪.‬‬
‫‪ ‬حكم املشهور ‪:‬‬
‫املشهور االصطالحي وغري االصطالحي ال يوصف بكونه صحيحًا أو غري صحيح ‪ ،‬بل منه‬
‫الصحيح ومنه احلسن والضعيف بل واملوضوع ‪ ،‬لكن إن صح املشهور االصطالحي فتكون له ميزة‬
‫ترجحه على العزيز والغريب ‪.‬‬
‫‪ ‬الَعزيز‬
‫‪ ‬تعريفه‪:‬‬
‫لغة‪ :‬هو صفة مشبهة من " َعَّز َيِعّز " بالكسر أي َقَّل و َنَد َر ‪ ،‬أو من "َعَّز َيّعُّز " بالفتح‪ ،‬أي قوي واشتد‪،‬‬
‫ومسي بذلك أما لقلة وجوده وندرته‪ .‬وأما لقوته مبجيئه من طريق آخر‪.‬‬
‫اصطالحًا‪ :‬أن ال يقل رواته عن اثنني يف مجيع طبقات السند‪.‬‬
‫‪ ‬مثاله‪:‬‬
‫ما رواه الشيخان من حديث أنس ‪ ،‬والبخاري من حديث أيب هريرة أن رسول صلي اهلل عليه‬
‫وسلم قال ‪ " :‬ال يؤمن أحدكم حىت أكون أحَّب إليه من والده وولده والناس أمجعني"‬
‫ورواه عن أنس قتادة وعبد العزيز بن صهيب ‪ ،‬ورواه عن قتادة شعبة وسعيد ورواه عن عبدالعزيز‬
‫إمساعيل بن ٌعَلَّيه وعبدالوارث ‪ ،‬ورواه عن كل مجاعة ‪.‬‬
‫‪ ‬الغريب‬
‫‪ ‬تعريفه‪:‬‬
‫لغة‪ :‬هو صفة مشبهة‪ ،‬مبعىن املنفرد‪ ،‬أو البعيد عن أقاربه‪.‬‬
‫اصطالحًا‪ :‬هو ما ينفرد بروايته راٍو واحد‪.‬‬
‫‪ ‬تسمية ثانية له ‪:‬‬
‫يطلق كثري من العلماء على الغريب امسًا آخر هو " الَف ْر د " على أهنما مرتادفان‪.‬‬
‫‪ ‬أقسامه‪:‬‬
‫يقسم الغريب بالنسبة ملوضع التفرد فيه إىل قسمني مها " غريب ٌمْطلق " وغريب نسىب "‬
‫‪ .1‬الغريب املطلق‪ :‬أو الفرد املطلق‪.‬‬
‫تعريفه‪ :‬هو ما كانت الغرابة يف أصل سنده‪ ،‬أي ما ينفرد بروايته شخص واحد يف أصل سنده‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬حديث " إمنا األعمال بالنيات " تفرد به عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه ‪ :‬هذا وقد يستمر‬
‫التفرد إىل آخر السند وقد يرويه عن ذلك املتفرد عدد من الرواة‬
‫‪ .2‬الغريب النسيب‪ :‬أو الفرد النسيب‪.‬‬
‫*تعريفه‪ :‬هو ما كانت الغرابة يف أثناء سنده أي أن يرويه أكثر من راو يف أصل سنده مث ينفرد بروايته‬
‫راو واحد عن أولئك الرواة‪.‬‬
‫*مثاله ‪ :‬حديث " مالك عن الزهري عن أنس رضي اهلل عنه أن النيب صلي اهلل عليه وسلم دخل مكة‬
‫وعلى رأسه اِملْغَف ر "‪ .‬تفرد به مالك عن الزهري ‪.‬‬
‫*سبب التسمية‪ :‬ومسى هذا القسم بـ " الغريب النسيب" ألن التفرد وقع فيه بالنسبة إىل شخص معني ‪.‬‬
‫‪ ‬من أنواع الغريب الَّنْس يب ‪ :‬وهذه األنواع هي ‪:‬‬
‫‪ .1‬تفرد ثقة برواية احلديث ‪ :‬كقوهلم ‪ :‬مل يروه ثقة إال فالن ‪.‬‬
‫‪ .2‬تفرد راو معني عن راو معني‪ :‬كقوهلم‪ " :‬تفرد به فالن عن فالن " وإن كان مرويًا من وجوه‬
‫أخرى عن غريه‪.‬‬
‫‪ .3‬تفرد أهل بلد أو أهل جهة‪ :‬كقوهلم " تفرد به أهل مكة أو أهل الشام"‬
‫‪ .4‬تفرد أهل بلد أو جهة عن أهل بلد أو جهة أخرى‪ :‬كقوهلم‪ " :‬تفرد به أهل البصرة عن أهل‬
‫املدينة‪ ،‬أو تفرد به أهل الشام عن أهل احلجاز"‬
‫‪ ‬تقسيم آخر له ‪:‬‬
‫قسم العلماء الغريب من حيث غرابة السند أو املنت إىل‪:‬‬
‫‪ .1‬غريب متنًا وإسنادا ‪ :‬وهو احلديث الذي تفرد برواية متنه راو واحد ‪.‬‬
‫‪ .2‬غريب إسنادا ال متنًا ‪ :‬كحديث روى َم ْتَنه مجاعة من الصحابة ‪ ،‬انفرد واحد بروايته عن‬
‫صحايب آخر ‪ .‬وفيه يقول الرتمذي ‪ " :‬غريب من هذا الوجه " ‪.‬‬
‫‪ ‬الَّص حيح‬
‫‪ ‬تعريفه‪:‬‬
‫لغة‪ :‬الصحيح ضد السقيم‪ ،‬وهو حقيقة يف األجسام جماز يف احلديث وسائر املعاين‪.‬‬
‫اصطالحًا‪:‬ما اتصل سنده بنقل الَعْد ل الضابط عن مثله إىل منتهاه من غري شذوذ وال ِعَّلة‪.‬‬
‫‪ ‬شروطه‪:‬‬
‫يتبني من شرح التعريف أن شروط الصحيح اليت جيب توفرها حىت يكون احلديث صحيحًا مخسة‬
‫وهي‪ { :‬اتصال السند ـ عدالة الرواة ـ ضبط الرواة ـ عدم العلة ـ عدم الشذوذ }‬
‫فإذا اختل شرط واحد من هذه الشروط اخلمسة فال يسمي احلديث حينئذ صحيحًا ‪.‬‬
‫‪ ‬مثاله‪:‬‬
‫ما أخرجه البخاري يف صحيحه قال ‪ " :‬حدثنا عبداهلل بن يوسف قال أخربنا مالك عن ابن‬
‫شهاب عن حممد بن جبري بن مطعم عن أبيه قال مسعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قرأ يف املغرب‬
‫بالطور "‬
‫‪ ‬حكمه ‪:‬‬
‫وجوب ‪ :‬العمل به بإمجاع أهل احلديث ومن ٌيْع َتَّد به من األصوليني والفقهاء ‪ ،‬فهو حجة من حجج‬
‫الشرع ‪ ،‬ال َيَس ٌع املسلم ترٌك العمل به ‪.‬‬
‫‪ ‬كم ِعَّدة األحاديث يف كل منهما ؟‬
‫‪ .1‬البخاري‪ :‬مجلة ما فيه سبعة آالف ومائتان ومخسة وسبعون حديثًا باملكررة‪ ،‬وحبذف املكررة‬
‫أربعة آالف‪.‬‬
‫‪ .2‬مسلم‪ :‬مجلة ما فيه اثنا عشر ألفًا باملكررة وحبذف املكررة حنو أربعة آالف‪.‬‬
‫‪ ‬اَحلَس ن‬
‫‪ ‬تعريفه‪:‬‬
‫لغة‪ :‬هو صفة مشبهة من " اٌحلْس ن " مبعىن اَجلمال‪.‬‬
‫اصطالحًا‪ :‬اختلفت أقوال العلماء يف تعريف احلسن نظرًا ألنه متوسط بني الصحيح والضعيف‪ ،‬وألن‬
‫بعضهم عَّر ف أحد قسميه‪ ،‬وسأذكر بعض تلك التعريفات مث اختار ما أراه أوفق من غريه‪.‬‬
‫*تعريف اخلطايب‪ :‬هو ما ٌعِر َف ْخَمَر ٌج ٌه‪ ،‬واشتهر رجاله‪ ،‬وعليه َم َد ار أكثر احلديث‪ ،‬وهو الذي يقبله‬
‫أكثر العلماء‪ ،‬ويستعمله عامة الفقهاء‪.‬‬
‫*تعريف الرتمذي ‪ :‬كل حديث ٌيْر َو ى ‪ ،‬ال يكون يف إسناده من ٌيَّتَه ٌم بالكذب ‪ ،‬وال يكون احلديث‬
‫شاذا ‪ ،‬وٌيْر َو ى من غري وجه حنو ذلك ‪ ،‬فهو عندنا حديث حسن‪.‬‬
‫*تعريف ابن َحَج ر ‪ :‬قال " وخرب اآلحاد بنقل عدل تام الضبط متصل السند غري معلل وال شاذ هو‬
‫الصحيح لذاته‪ ،‬فان َخ ف الضبط ‪ ،‬فاَحلَس ٌن لذاته‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فكأن اَحلَسَن عند ابن حجر هو الصحيح إذا َخ ََّف ضبط روايه ‪ ،‬أي َقَّل ضبطه ‪ ،‬وهو خري ما‬
‫عرف به احلسن ‪ ،‬أما تعريف اخلطايب فعليه انتقادات كثرية ‪ ،‬واألصل يف تعريفه أن ٌيَعََّر ف احلسن‬
‫لذاته‪ ،‬ألن احلسن لغريه ضعيف يف األصل ارتقى إىل مرتبة احلسن الجنباره بتعدد طرقه ‪.‬‬
‫*تعريفه ا ْخَتار‪ :‬وميكن أن ٌيَعَّرَف احلسٌن بناء على ما َعَّر فه به ابن حجر مبا يلي‪ " :‬هو ما اتصل سنده‬
‫ٌمل‬
‫بنقل العدل الذي َخ َّف ضبطه عن مثله إىل منتهاه من غري شذوذ وال علة "‪.‬‬
‫‪ ‬حكمه ‪:‬‬
‫هو كالصحيح يف االحتجاج به ‪ ،‬وان كان دونه يف القوة لذلك احتج به مجيع الفقهاء ‪ ،‬وعملوا‬
‫به‪ ،‬وعلى االحتجاج به معظم احملدثني واألصوليني إال من شذ من املتشددين " وقد أدرجه بعض‬
‫املتساهلني يف نوع الصحيح كاحلاكم وابن حبان وابن خزمية ‪ ،‬مع قوهلم بأنه دون الصحيح ا َبِنَّي‬
‫ٌمل‬
‫أوال‪.‬‬
‫‪ ‬مثاله‪:‬‬
‫ما أخرجه الرتمذي قال ‪ " :‬حدثنا قتيبة حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن أيب عمران اجلوين عن‬
‫أيب بكر بن أيب موسي األشعري قال ‪ :‬مسعت أيب حبضرة العدو يقول ‪ :‬قال رسول اهلل صلي اهلل عليه‬
‫وسلم ‪ :‬إن أبواب اجلنة حتت ظالل السيوف ‪ .....‬احلديث (‪ ، )2‬فهذا احلديث قال عنه الرتمذي ‪" :‬‬
‫هذا حديث حسن غريب " ‪.‬‬
‫وكان هذا احلديث حسنًا ألن رجال إسناده األربعة ثقات إال جعفر بن سليمان الضبعي فإنه حسن‬
‫احلديث (‪ )3‬لذلك نزل احلديث عن مرتبة الصحيح إىل احلسن ‪.‬‬
‫الصحيح لغريه‬ ‫‪‬‬
‫تعريفه‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫هو احلسن لذاته إذا ٌر وَي من طريق آخر ِم ْثٌلٌه أو أقوى منه ‪ .‬ومٌس ى صحيحًا لغريه ألن الصحة مل‬
‫تأت من ذات السند‪ ،‬وإمنا جاءت من انضمام غريه له ‪.‬‬
‫‪ ‬مرتبته‪:‬‬
‫هو أعلي مرتبة من احلسن لذاته ‪ ،‬ودون الصحيح لذاته ‪.‬‬
‫‪ ‬مثاله‪:‬‬
‫حديث " حممد بن عمرو عن أيب سلمة عن أيب هريرة أن رسول اهلل صلي اهلل عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫لوال أن أشق على أميت ألمرهتم بالسواك عند كل صالة "‬
‫‪ ‬اَحلَس ن ِلَغرْي ه‬
‫‪ ‬تعريفه‪:‬‬
‫هو الضعيف إذا تعددت طرقه‪ ،‬ومل يكن سبُب ضعفه ِفْس َق الراوي أو َك ِذَبٌه‪.‬‬
‫يستفاد من هذا التعريف أن الضعيف يرتقى إىل درجة احلسن لغريه بأمرين مها‪:‬‬
‫‪ .1‬أن ٌيْر َو ي من طريق آخر فأكثر ‪ ،‬على أن يكون الطريٌق اآلخر مثله أو أقوى منه‬
‫‪ .2‬أن يكون سبٌب ضعف احلديث إما سوء حفظ راويه أو انقطاع يف سنده أو جهالة يف رجاله ‪.‬‬
‫‪ ‬مرتبته‪:‬‬
‫احلسن لغريه أدين مرتبة من احلسن لذاته ‪.‬‬
‫وينبين على ذلك أنه لو تعارض احلسن لذاته مع احلسن لغريه ٌقَّد َم احلسٌن لذاته ‪.‬‬
‫‪ ‬حكمه‪:‬‬
‫هو من املقبول الذي ْحٌيَتٌّج به ‪.‬‬
‫‪ ‬مثاله‪:‬‬
‫" ما رواه الرتمذي وَح َّس َنه من طريق شعبة عن عاصم بن عبيد اهلل عن عبداهلل بن عامر بن ربيعة عن‬
‫أبيه أن امرأة من بين َفَز اَر َة تزوجت على َنْع َلِنْي فقال رسول اهلل صلي اهلل عليه وسلم ‪ " :‬أرضيِت من‬
‫َنْف ِس ِك وماِلِك بنعلِني ؟ قالت ‪ :‬نعم ‪ ،‬فأجاز "‬
‫‪ ‬اَخلرَب ا ْر دٌو د‬
‫َمل‬
‫أما أسباب رد احلديث فكثرية‪ ،‬لكنها ترجع باجلملة إىل أحد سببني رئيسيني مها‪َ:‬س ْق ط من‬
‫اإلسناد‪ ،‬وطعن يف الراوي ‪.‬‬
‫‪ ‬الضعيف‬
‫‪ ‬تعريفه‪:‬‬
‫لغة‪ :‬ضد القوى‪ ،‬والضعف حسي ومعنوي‪ ،‬واملراد به هنا الضعف املعنوي‪.‬‬
‫اصطالحًا‪ :‬هو ما مل جيمع صفة احلسن‪ ،‬بفقد شرط من شروطه‪.‬‬
‫قال البيقوين يف منظومته ‪:‬‬
‫وكٌّل ما عن رتبة اٌحلْس ِن َقٌص ر‪ ،‬فهو الضعيف وهو أقسام ٌك ٌثر‬
‫‪ ‬تفاوته‪:‬‬
‫ويتفاوت ضعفه حبسب شدة ضعف رواته وخفته كما يتفاوت الصحيح ‪ ،‬فمنه الضعيف‪ ،‬ومنه‬
‫الضعيف جدا ومنه الواهي ‪ ،‬ومنه املنكر ‪ ،‬وشر أنواعه املوضوع‪.‬‬
‫‪ ‬مثاله‪:‬‬
‫ما أخرجه الرتمذي من طريق "َح كيم األْثَر م " عن أيب متيمة اَهلَج ْيمي عن أيب هريرة عن النيب صلي‬
‫اهلل عليه وسلم قال ‪ " :‬من أيت حائضًا أو امرأة يف دبرها أو كاهنا فقد كفر مبا أنزل على حممد " مث‬
‫قال الرتمذي بعد إخراجه " ال نعرف هذا احلديث إال من حديث حكيم األثرم عن أيب متيمة اهلجيمي‬
‫عن أيب هريرة " مث قال " َو ضَّعَف حممد(‪ )5‬هذا احلديث من ِقَبِل إسناده "‪.‬‬
‫قلت ألن يف إسناده حكيمًا األثرم ‪ ،‬وقد ضعفه العلماء ‪ ،‬فقد قال عنه احلافظ ابن حجر يف تقريب‬
‫التهذيب " فيه ِلنْي " ‪.‬‬
‫‪ ‬حكم روايته ‪:‬‬
‫جيوز عند أهل احلديث وغريهم رواية األحاديث الضعيفة والتساهل يف أسانيدها من غري بيان‬
‫ضعفها ـ خبالف األحاديث املوضوعة فأنه ال جيوز روايتها إال مع بيان وضعها ـ بشرطني ‪.‬‬
‫‪ .1‬أن ال تتعلق بالعقائد‪ ،‬كصفات اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪ .2‬أن ال تكون يف بيان األحكام الشرعية مما يتعلق باحلالل واحلرام ‪.‬‬
‫‪ ‬حكم العمل به ‪:‬‬
‫اختلف العلماء يف العمل باحلديث الضعيف‪ ،‬والذي عليه مجهور العلماء أنه يستحب العمل به يف‬
‫فضائل األعمال لكن بشروط ثالثة‪ ،‬أوضحها احلافظ ابن حجر‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون الضعف غري شديد ‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يندرج احلديث حتت أصل معمول به‪.‬‬
‫‪ .3‬أن ال يعتقد عند العمل به ثبوته‪ ،‬بل يعتقد االحتياط‪.‬‬
‫‪ ‬املردود بسبب َس ْق ط من اإلسناد‬
‫املراد بالَّسْق ط من اإلسناد ‪:‬‬
‫املراد بالَّسْق ط من اإلسناد انقطاع سلسلة اإلسناد بسقوط راو أو أكثر عمدًا من بعض الرواة‬
‫أو عن غري عمد ‪ ،‬من أول السند أو من آخره أو من أثنائه ‪ ،‬سقوطًا ظاهرًا أو خفيًا ‪.‬‬
‫‪ ‬أنواع السقط ‪:‬‬
‫يتنوع السقط من اإلسناد حبسب ظهور ‪ ،‬وخفائه إىل نوعني مها ‪:‬‬
‫‪َ .1‬س ْق ط ظاهر‬
‫وهذا النوع من السقط يشرتك يف معرفته األئمة وغريهم من املشتغلني بعلوم احلديث‪ ،‬ويعرف هذا‬
‫السقط من عدم التالقي بني الراوي وشيخه ‪ ،‬إما ألنه مل ٌيدرك َعْص ره ‪ ،‬أو أدرك عصره لكنه مل‬
‫جيتمع به ( وليست له منه إجازة وال ِو جاده )‪.‬‬
‫وقد اصطلح علماء احلديث على تسمية السقط الظاهر بأربعة أمساء حبسب مكان السقط أو عدد‬
‫الرواة الذين ٌأسقطوا ‪ .‬وهذه األمساء هي‪:‬ا َعَّلق‪ ،‬وا ْر َس ل‪ ،‬وا ْع َض ل‪ ،‬وا ْنَق ِط ع‪.‬‬
‫ٌمل‬ ‫ٌمل‬ ‫ٌمل‬ ‫ٌمل‬
‫‪َ .2‬س ْق ط َخ ِف ي‪:‬‬
‫وهذا ال يدركه إال األئمة اَحلّذ اق املطلعون على طرق احلديث وعلل األسانيد‪ .‬وله تسميتان‬
‫ومها‪:‬ا َد َّلس‪ ،‬وا ْر َس ل اخلفي‪.‬‬
‫ٌمل‬ ‫ٌمل‬
‫‪ ‬ا ْر َس ل‬
‫ٌمل‬
‫‪ ‬تعريفه‪:‬‬
‫لغة‪ :‬هو اسم مفعول من " أرسل " مبعىن " أطلق " فكأن ا رِس ل َأْطَلَق اإلسناد ومل يقيده براٍو‬
‫ُمل‬
‫معروف‪.‬‬
‫اصطالحًا ‪ :‬هو ما سقط من آخر إسناده َمْن َبْع َد التابعي‪.‬‬
‫‪ ‬صورته ‪:‬‬
‫وصورته أن يقول التابعي ـ سواء كان صغريًا أو كبريًا ـ قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم كذا‪،‬‬
‫أو فعل كذا أو ُفِعل حبضرته كذا وهذه صورة املرسل عند احملدثني‪.‬‬
‫‪ ‬مثاله‪:‬‬
‫ما أخرجه مسلم يف صحيحه يف كتاب البيوع قال ‪ " :‬حدثين حممد بن رافع ثنا ُحَج نْي ثنا الليث‬
‫عن ُعَق ْي ل عن ابن شهاب عن سعيد بن املسيب أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم هني عن ا َز اَبَنِة "‪.‬‬
‫ُمل‬
‫‪ ‬ا ْر َس ل عند الفقهاء واألصوليني‪:‬‬
‫ٌمل‬
‫ما ذكرته من صورة املرسل هو املرسل عند احملدثني‪ ،‬أما املرسل عند الفقهاء واألصوليني فأعم من‬
‫ذلك فعندهم أن كل منقطع مرسل على أي وجه كان انقطاعه‪ ،‬وهذا مذهب اخلطيب أيضًا‪.‬‬
‫‪ ‬حكمه ‪:‬‬
‫املرسل يف األصل ضعيف مردود‪ ،‬لفقده شرطًا من شروط املقبول وهو اتصال السند‪ ،‬وللجهل‬
‫حبال الراوي احملذوف الحتمال أن يكون احملذوف غري صحايب‪ ،‬ويف هذه احلال حيتمل أن يكون‬
‫ضعيفًا‪.‬‬
‫لكن العلماء من احملدثني وغريهم اختلفوا يف حكم املرسل واالحتجاج به‪ ،‬ألن هذا النوع من‬
‫االنقطاع خيتلف عن أي انقطاع آخر يف السند‪ ،‬ألن الساقط منه غالبا ما يكون صحابيًا‪ ،‬والصحابة‬
‫كلهم عدول‪ ،‬ال تضر عدم معرفتهم‪.‬‬
‫وجممل أقوال العلماء يف املرسل ثالثة أقوال هي‪:‬‬
‫‪ .1‬ضعيف مردود‬
‫‪ .2‬صحيح ْحٌيَتَّج به‬
‫‪ .3‬قبوله بشروط‪ :‬أي َيِص َح بشروط‪ ،‬وهذا عند الشافعي وبعض أهل العلم ‪.‬‬
‫وهذه الشروط أربعة‪ ،‬ثالثة يف الراوي املرِس ل‪ ،‬وواحد يف احلديث املرَس ل‪ ،‬وإليك هذه الشروط‪.‬‬
‫‪ .1‬أن يكون املرسل من كبار التابعني ‪.‬‬
‫‪ .2‬وإذا َّمَسى من أرسل عنه َّمَسى ثقة‪.‬‬
‫‪ .3‬وإذا شاركه احلفاظ املأمونون مل خيالفوه ‪.‬‬
‫‪ .4‬وأن ينضم إىل هذه الشروط الثالثة واحد مما يأيت‪:‬‬
‫‪ )1‬أن ٌيْر َو ى احلديث من وجه آخر ُمْس َندًا ‪.‬‬
‫‪ )2‬أو ٌيْر وى من وجه آخر مرَس ًال أرسله من أخذ العلم عن غري رجال املرسل األول‪.‬‬
‫‪ )3‬أو ُيواِفَق قول صحايب ‪.‬‬
‫‪ )4‬أو ُيْف ىِت مبقتضاه أكثر أهل العلم ‪.‬‬
‫فإذا حتققت هذه الشروط تبني صحة ْخَمَر ج املرَس ل وما َعَض َد ُه‪ ،‬وأهنما صحيحان‪ ،‬لو عارضهما‬
‫صحيح من طريق واحد رجحنامها عليه بتعدد الطرق إذا تعذر اجلمع بينهما‪.‬‬
‫‪ ‬مرَس ل الصحايب‪:‬‬
‫هو ما أخرب به الصحايب عن قول الرسول صلى اهلل عليه وسلم أو فعله ‪ ،‬ومل يسمعه أو يشاهده ‪،‬‬
‫إما لصغر سنه أو تأخر إسالمه أو غيابه ‪ ،‬ومن هذا النوع أحاديث كثرية لصغار الصحابة كابن عباس‬
‫وابن الزبري وغريمها ‪.‬‬
‫‪ ‬حكم مرَس ل الصحايب ‪:‬‬
‫الصحيح املشهور الذي قطع به اجلمهور أنه صحيح حمتج به ‪ ،‬ألن رواية الصحابة عن التابعني‬
‫نادرة‪ ،‬وإذا رووا عنهم بينوها ‪ ،‬فإذا مل يبينوا ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬قال رسول اهلل ‪ ،‬فاألصل أهنم مسعوها من‬
‫صحايب آخر‪ ،‬وحذف الصحايب ال يضر ‪ ،‬كما تقدم ‪.‬‬
‫‪ ‬ا ْع َض ل‬
‫ٌمل‬
‫‪ ‬تعريفه‪:‬‬
‫لغة‪ :‬اسم مفعول من " أعضله " مبعين أعياه‪.‬‬
‫اصطالحًا‪ :‬ما سقط من إسناده اثنان فأكثر على التوايل‪.‬‬
‫‪ ‬مثاله‪:‬‬
‫ما رواه احلاكم يف " معرفة علوم احلديث " بسنده إىل الَق ْع َنيب عن مالك أنه بلغه أن أبا هريرة‬
‫قال ‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ :‬للَم ْم لوك طعاُمُه وكسوُتُه باملعروف ‪ .‬وال ُيَك َّلف من‬
‫العمل إال ما ٌيطيق‪ .‬قال احلاكم‪:‬هذا ٌمْع َض ل عن مالك ‪ ،‬أعضله هكذا يف املوطأ "‪.‬‬
‫‪ ‬حكمه‪:‬‬
‫املعضل حديث ضعيف ‪ ،‬وهو أسوأ حاال من املرسل واملنقطع‪ ،‬لكثرة احملذوفني من اإلسناد‪ ،‬وهذا‬
‫احلكم على املعضل باالتفاق بني العلماء ‪.‬‬
‫‪ ‬ا نَق ِط ع‬
‫ٌمل‬
‫‪ ‬تعريفه‪:‬‬
‫لغة‪ :‬هو اسم فاعل من " االنقطاع" ضد االتصال‪.‬‬
‫اصطالحًا‪ :‬ما مل يتصل إسناُده‪ ،‬على أي وجه كان انقطاعه‪.‬‬
‫‪ ‬مثاله‪:‬‬
‫ما رواه عبدالرزاق عن الثوري عن أيب اسحق عن زيد بن ٌيثيع عن ٌح ذيفة مرفوعًا ‪ :‬إْن وليتموها‬
‫أبا بكر فقوي أمني‪.‬‬
‫‪ ‬حكمه ‪:‬‬
‫املنقطع ضعيف باالتفاق بني العلماء ‪ ،‬وذلك للجهل حبال الراوي احملذوف ‪.‬‬
‫‪ ‬ا َد َّلس‬
‫ٌمل‬
‫‪ ‬تعريف التدليس‪:‬‬
‫لغة ‪ :‬املدلس اسم مفعول من " التدليس " والتدليس يف اللغة ‪ِ :‬كْتمان َعْيِب السلعة عن املشرتي ‪،‬‬
‫وأصل التدليس مشتق من " الَّدلس " وهو الظلمة أو اختالط الظالم كما يف القاموس‪ ،‬فكأن املدَّلس‬
‫لتغطيته على الواقف على احلديث أظلم أمره فصار احلديث ٌمدَّلسا ‪.‬‬
‫اصطالحًا‪ :‬إخفاء عيب يف اإلسناد‪ .‬وحتسني لظاهره‪.‬‬
‫‪ ‬أقسام التدليس‪:‬‬
‫للتدليس قسمان رئيسيان مها‪ :‬تدليس اإلسناد‪ ،‬وتدليس الشيوخ‪.‬‬
‫‪ .1‬تدليس اإلسناد‪:‬‬
‫*تعريفه‪ :‬أن َيْر ِو َي الراوي عمن قد مسع منه ما مل يسمع منه من غري أن يذكر مسعه منه‪.‬‬
‫*الفرق بيه وبني اإلرسال اخلفي ‪ :‬قال أبو احلسن بن القطان بعد ِذْك رِه للتعريف السابق‪ ":‬والفرق بينه‬
‫وبني اإلرسال هو ‪ :‬أن اإلرسال روايته عمن مل يسمع منه " وإيضاح ذلك أن كال من املدِّلس‬
‫واملرسل إرساال خفيًا َيْر ِو ي عن شيخ شيئًا مل يسمعه منه ‪ ،‬بلفظ حيتمل السماع وغريه ‪ ،‬لكن املدَّلس‬
‫قد مسع من ذلك الشيخ أحاديث غري اليت دلسها ‪ ،‬على حني أن املرسل إرساال خفيًا مل يسمع من‬
‫ذلك الشيخ أبدًا‪ ،‬ال األحاديث اليت أرسلوها وال غريها لكنه عاصره أو لقيه ‪.‬‬
‫*تدليس التسوية‪:‬‬
‫هذا النوع من التدليس هو يف احلقيقة نوع من أنواع تدليس اإلسناد ‪.‬‬
‫تعريفه‪ :‬هو رواية الراوي عن شيخه ‪ ،‬مث إسقاط راو ضعيف بني ثقتني لقي أحدمها اآلخر‪.‬‬
‫وهذا النوع من التدليس شر أنواع التدليس‪ ،‬ألن الثقة األول قد ال يكون معروفًا بالتدليس‪،‬‬
‫وجيده الواقف على السند كذلك بعد التسوية قد رواه عن ثقة آخر فيحكم له بالصحة‪ ,‬وفيه غرور‬
‫شديد‪.‬‬
‫‪ ‬تدليس الشيوخ‪:‬‬
‫تعريفه‪ :‬هو أن َيْر وي الراوي عن شيخ حديثًا مسعه منه‪ ،‬فُيَس ِّم يُه أو َيْك َنِيُه أو َيْنِس َبُه أو َيِص فٌه مبا ال‬
‫ُيْع َر ُف به كي ال ُيْع َر ُف ‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬قول أيب بكر بن جماهد أحد أئمة القراء ‪ " :‬حدثنا عبداهلل بن أيب عبداهلل ‪ ،‬يريد به أبا بكر بن‬
‫أيب داود السجستاين "‬
‫‪ ‬حكم التدليس ‪:‬‬
‫أما تدليس اإلسناد‪ :‬فمكروه جدًا‪ .‬ذمة أكثر العلماء وكان شعبة من أشدهم ذمًا له فقال فيه‬
‫أقواال منها‪" :‬التدليس أخو الكذب "‪.‬‬
‫ب) وأما تدليس التسوية ‪ :‬فهو أشد كراهة منه ‪ ،‬حىت قال العراقي ‪ ":‬أنه قادح فيمن َتَعَّم َد فعله "‬
‫ج) وأما تدليس الشيوخ ‪ :‬فكراهته أخف من تدليس اإلسناد ألن املدلس مل ٌيسقط أحدًا ‪ ،‬وإمنا‬
‫الكراهة بسبب تضييع املروي عنه ‪ ،‬وتوعري طريق معرفته على السامع وختتلف احلال يف كراهته‬
‫حبسب الغرض احلامل عليه ‪.‬‬
‫‪ ‬حكم رواية املدِّلس ‪:‬‬
‫اختلف العلماء يف قبول رواية املدَّلس على أقوال‪ ،‬أشهرها قوالن‪.‬‬
‫‪ .1‬رد رواية املدلس مطلقا وإن بني السماع‪ ،‬ألن التدليس نفسه جرح‪ ( .‬وهذا غري معتمد )‪.‬‬
‫التفصيل‪ ( :‬وهو الصحيح )‪.‬‬
‫‪ .2‬إن صرح بالسماع قبلت روايته ‪ ،‬أي إن قال " مسعت" أو حنوها قبل حديثه ‪.‬‬
‫‪ .3‬وان مل يصرح بالسماع مل تقبل روايته‪ ،‬أي إن قال " عن " وحنوها مل يقبل حديثه‪.‬‬
‫‪ ‬املردود بسبب طعن يف الراوي‬
‫املراد بالطعن يف الراوي جرحه باللسان‪ ،‬والتكلم فيه من ناحية عدالته ودينه ومن ناحية ضبطه‬
‫وحفظه وتيقظه‪.‬‬
‫‪ ‬أسباب الطعن يف الراوي ‪:‬‬
‫أسباب الطعن يف الراوي عشرة أشياء‪ ،‬مخسة منها تتعلق بالعدالة‪ ،‬ومخسة منها تتعلق بالضبط‪.‬‬
‫‪ ‬أما اليت تتعلق بالطعن يف العدالة فهي‪ :‬الكذب‪ ،‬التهمة بالكذب‪ ،‬الفسق‪ ،‬البدعة‪ ،‬اجلهالة‪.‬‬
‫‪ ‬أما اليت تتعلق بالطعن يف الضبط فهي‪ٌ :‬فْحٌش الغلط‪ ،‬و سوء احلفظ‪ ،‬والغفلة‪ ،‬وكثرة األوهام‪،‬‬
‫وخمالفة الثقات ‪.‬‬
‫‪ ‬ا وٌضوع‬
‫َمل‬
‫إذا كان سبب الطعن يف الراوي هو الكذب على رسول اهلل صلي اهلل عليه وسلم فحديثه يسمي‬
‫املوضوع‪.‬‬
‫‪ ‬تعريفه‪:‬‬
‫لغة‪ :‬هو اسم مفعول من " َو َض َع الشيء " أي " َح َّطُه " مُس ي بذلك الحنطاط رتبته‪.‬‬
‫اصطالحًا‪ :‬هو الكذب ا ْخ َتَلق املصنوع املنسوب إىل رسول اهلل صلي اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫ٌمل‬
‫‪ ‬رتبته ‪:‬‬
‫هو شر األحاديث الضعيفة وأقبحها ‪ .‬وبعض العلماء يعتربه قسمًا مستقال وليس نوعًا من أنواع‬
‫األحاديث الضعيفة‪.‬‬
‫‪ ‬حكم روايته ‪:‬‬
‫أمجع العلماء على أنه ال حتل روايته ألحد َعِلَم حاَلٌه يف أي معىن كان إال مع بيان وضعه‪ ،‬حلديث‬
‫مسلم‪َ " :‬مْن َح َّد َث عين حبديث ُيَر ى أنه َك ِذُب فهو أحد الكاذبني "‬
‫‪ ‬دواعي الوضع وأصناف الوضاعني ‪:‬‬
‫التقرب إىل اهلل تعاىل‬ ‫‪.1‬‬
‫االنتصار للمذهب‬ ‫‪.2‬‬
‫الطعن يف اإلسالم‬ ‫‪.3‬‬
‫الَّتَز ٌّلف إىل احلكام‬ ‫‪.4‬‬
‫التكسب وطلب الرزق‬ ‫‪.5‬‬
‫قصد الشهرة‬ ‫‪.6‬‬
‫‪ ‬ا نَك ر‬
‫ٌمل‬
‫إذا كان سب الطعن يف الراوي فحش الغلط أو كثرة الغفلة أو الفسق ـ وهو السبب الثالث والرابع‬
‫واخلامس ـ فحديثه يسمي املنكر ‪.‬‬
‫‪ ‬تعريفه‪:‬‬
‫لغة ‪ :‬هو اسم مفعول من " اإلنكار " ضد اإلقرار ‪.‬‬
‫اصطالحًا‪ :‬عرف علماء احلديث املنكر بتعريفات متعددة أشهرها تعريفان ومها‪:‬‬
‫‪ .1‬هو احلديث الذي يف إسناده راو َفُحَش غلُطه أو كثرت غفلته أو ظهر فسقه ‪.‬‬
‫‪ .2‬وهذا التعريف ذكره احلافظ ابن حجر ونسبه لغريه‬
‫‪ ‬الفرق بينه وبني الشاذ ‪:‬‬
‫‪ .1‬أن الشاذ ما رواه املقبول خمالفًا ملن هو أوىل منه‪.‬‬
‫‪ .2‬أن املنكر ما رواه الضعيف خمالفًا للثقة‪.‬‬
‫‪ ‬رتبته ‪:‬‬
‫يتبني من تعريفي املنكر املذكورين آنفًا أن املنكر من أنواع الضعيف جدًا ألنه إما راويه ضعيف‬
‫موصوف بفحش الغلط أو كثرة الغفلة أو الفسق ‪ ،‬وإما راويه ضعيف خمالف يف روايته تلك لرواية‬
‫الثقة‪.‬‬
‫‪ ‬ا ْع روف‬
‫َمل‬
‫‪ ‬تعريفه‪:‬‬
‫لغة‪ :‬هو اسم مفعول من " َعَر َف "‬
‫اصطالحًا ‪ :‬ما رواه الثقة خمالفًا ملا رواه الضعيف فهو هبذا املعىن مقابل للمنكر ‪ ،‬أو بتعبري أدق ‪ ،‬هو‬
‫مقابل لتعريف املنكر الذي اعتمده احلافظ ابن حجر‪.‬‬
‫‪ ‬الشاذ واحملفوظ‬
‫‪ ‬تعريف الشاذ‪:‬‬
‫لغة‪ :‬اسم فاعل من " شذ " مبعين " انفرد " فالشاذ معناه " املنفرد عن اجلمهور "‬
‫اصطالحًا‪ :‬ما رواه املقبول خمالفًا مل هو أويل منه‪.‬‬
‫‪ ‬احملفوظ‪:‬‬
‫هذا ويقابل الشاَّذ " احملفوُظ " وهو‪ :‬ما رواه األوثق خمالفًا لرواية الثقة‬
‫ومثاله ‪ :‬هو املثاالن املذكوران يف نوع الشاذ ‪.‬‬
‫‪ ‬حكم الشاذ واحملفوظ ‪:‬‬
‫من املعلوم أن الشاذ حديث مردود‪ ،‬أما احملفوظ فهو حديث مقبول‪.‬‬
‫‪ ‬ا ْر ُفوع‬
‫َمل‬
‫‪ ‬تعريفه‪:‬‬
‫لغة‪ :‬اسم مفعول من فعل " َر فَع " ضد َو َض َع " كأنه مُس ي بذلك لِنْس َبِتِه إىل صاحب املقام الَّر فيع‪،‬‬
‫وهو النيب صلي اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫اصطالحًا‪ :‬ما ُأضيف إىل النيب صلي اهلل عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة‪.‬‬
‫‪ ‬أنواعه‪:‬‬
‫يتبني من التعريف أن أنواع املرفوع أربعة وهي‪ :‬املرفوع القويل ‪ ،‬واملرفوع الفعلي‪ ،‬واملرفوع‬
‫التقريري‪ ،‬واملرفوع الوصفي ‪.‬‬
‫‪ ‬ا ْو قوف‬
‫َمل‬
‫‪ ‬تعريفه‪:‬‬
‫لغة‪ :‬اسم مفعول من " الَو قف " كأن الراوي وقف باحلديث عند الصحايب‪ ،‬ومل يتابع سرد باقي‬
‫سلسلة اإلسناد‪.‬‬
‫اصطالحًا‪ :‬ما ُأِض يف إىل الصحايب من قول أو فعل أو تقرير‪.‬‬
‫‪ ‬ا ْو قوف‬
‫َمل‬
‫‪ ‬تعريفه‪:‬‬
‫لغة‪ :‬اسم مفعول من " الَو قف " كأن الراوي وقف باحلديث عند الصحايب‪ ،‬ومل يتابع سرد باقي‬
‫سلسلة اإلسناد‪.‬‬
‫اصطالحًا‪ :‬ما ُأِض يف إىل الصحايب من قول أو فعل أو تقرير‪.‬‬
‫‪ ‬هل حيتج باملوقوف ؟‬
‫املوقوف ـ كما عرفت ـ قد يكون صحيحًا أو حسنًا أو ضعيفًا لكن حىت ولو ثبتت صحته فهل‬
‫حيتج به؟ واجلواب عن ذلك أن األصل يف املوقوف عدم االحتجاج به ‪ .‬ألنه أقوال وأفعال صحابة ‪.‬‬
‫لكنها أن ثبتت فأهنا تقوي بعض األحاديث الضعيفة ـ كما مر يف املرسل ـ ألن حال الصحابة كان هو‬
‫العمل بالسنة ‪ ،‬وهذا إذا مل يكن له حكم املرفوع ‪ ،‬أما أذا كان من الذي له حكم املرفوع فهو حجة‬
‫كاملرفوع ‪.‬‬
‫‪ ‬ا ْق طُو ع‬
‫َمل‬
‫‪ ‬تعريفه‪:‬‬
‫لغة‪ :‬اسم مفعول من " َقَطَع " ضد " َو َص َل"‪.‬‬
‫اصطالحًا‪ :‬ما ُأضيف إىل التابعي (‪ )1‬أو من دونه من قول أو فعل ‪.‬‬
‫‪ ‬حكم االحتجاج به ‪:‬‬
‫املقطوع ال حيتج به يف شيء من األحكام الشرعية ‪ ،‬أي ولو صحت نسبته لقائله‪.‬‬

You might also like