Professional Documents
Culture Documents
تعريفه :
لغة :هو اسم فاعل مشتق من املتواتر أي التتابع ،تقول تواتر املطر أي تتابع نزوله.
اصطالحا :ما رواه عدد كثري حٌت يل العادة تواطؤهم على الكذب.
ومعىن التعريف :أي هو احلديث أو اخلرب الذي يرويه يف كل طبقة من طبقات سنده رواة كثريون
حيكم العقل عادة باستحالة أن يكون أولئك الرواة قد اتفقوا على اختالق هذا اخلرب.
شروطه:
يتبني من شرح التعريف أن التواتر ال يتحقق يف اخلرب إال بشروط أربعة وهي:
.1أن يرويه عدد كثري .وقد اختلف يف أقل الكثرة على أقوال املختار أنه عشرة أشخاص
.2أن توجد هذه الكثرة يف مجيع طبقات السند.
.3أن حٌت يل العادة تواطؤهم على الكذب.
.4أن يكون ٌمْس َتَند خربهم احلس .
كقوهلم مسعنا أو رأينا أو ملسنا أو .....أما إن كان مستند خربهم العقل .كالقول حبدوث العامل
مثال .فال يسمي اخلرب حينئذ متواترًا .
ٌ ح كمه :
املتواتر يفيد العلم الضروري ،أي اليقيين الذي يضطر اإلنسان إىل التصديق به تصديقًا جازمًا كمن
يشاهد األمر بنفسه كيف ال يرتدد يف تصديقه ،فكذلك اخلرب املتواتر .لذلك كان املتواتر كله مقبوال
وال حاجة إىل البحث عن أحوال رواته.
أقسامه:
ينقسم اخلرب املتواتر إىل قسمني مها ،لفظي ومعنوي.
.1املتواتر اللفظي :هو ما تواتر لفظه ومعناه .مثل حديث " من كذب علَّى معتمدًا فليتبوأ مقعده
من النار " رواه بضعة وسبعون صحابيًا .
.2املتواتر املعنوي :هو ما تواتر معناه دون لفظة.
مثل :أحاديث رفع اليدين يف الدعاء .فقد ورد عنه صلى اهلل عليه وسلم حنو مائة حديث.
كل حديث منها فيه أنه رفع يديه يف الدعاء .لكنها يف قضايا خمتلفة فكل قضية منها مل تتواتر،
والَق در املشرتك بينها ـ وهو الرفع عند الدعاء ـ تواتر باعتبار جمموع الطرق.
خرب اآلحاد
تعريفه:
لغة :اآلحاد مجع أحد مبعين الواحد ،وخرب الواحد هو ما يرويه شخص واحد.
اصطالحًا :هو ما مل جيمع شروط املتواتر.
حكمه :
يفيد العلم النظري ،أي العلم املتوقف على النظر واالستدالل .
أقسامه بالنسبة إىل عدد طرقه :
يقسم خرب اآلحاد بالنسبة إىل عدد طرقه إىل ثالثة أقسام :مشهور ،وعزيز ،وغريب.
ا شهور
َمل
تعريفه:
لغة :هو اسم مفعول من " َش َه ْر ٌت األمر " إذا أعلنته وأظهرته ومسى بذلك لظهوره .
اصطالحًا :ما رواه ثالثة ـ فأكثر يف كل طبقة ـ ما مل يبلغ حد التواتر.
مثاله:
حديث " :أن اهلل ال يقبض العلم انتزاعا ينتزعه " .....
ا ْس َتِف يض:
ٌمل
لغة :اسم فاعل من " استفاض " مشتق من فاض املاء ومسى بذلك النتشاره.
اصطالحًا :اختلف يف تعريفه على ثالثة أقوال وهي :
.1هو مرادف للمشهور .
.2هو أخص منه ،ألنه يشرتط يف املستفيض أن يستوي طرفا إسناده ،وال يشرتط ذلك يف
املشهور .
.3هو أعم منه أي عكس القول الثاين .
حكم املشهور :
املشهور االصطالحي وغري االصطالحي ال يوصف بكونه صحيحًا أو غري صحيح ،بل منه
الصحيح ومنه احلسن والضعيف بل واملوضوع ،لكن إن صح املشهور االصطالحي فتكون له ميزة
ترجحه على العزيز والغريب .
الَعزيز
تعريفه:
لغة :هو صفة مشبهة من " َعَّز َيِعّز " بالكسر أي َقَّل و َنَد َر ،أو من "َعَّز َيّعُّز " بالفتح ،أي قوي واشتد،
ومسي بذلك أما لقلة وجوده وندرته .وأما لقوته مبجيئه من طريق آخر.
اصطالحًا :أن ال يقل رواته عن اثنني يف مجيع طبقات السند.
مثاله:
ما رواه الشيخان من حديث أنس ،والبخاري من حديث أيب هريرة أن رسول صلي اهلل عليه
وسلم قال " :ال يؤمن أحدكم حىت أكون أحَّب إليه من والده وولده والناس أمجعني"
ورواه عن أنس قتادة وعبد العزيز بن صهيب ،ورواه عن قتادة شعبة وسعيد ورواه عن عبدالعزيز
إمساعيل بن ٌعَلَّيه وعبدالوارث ،ورواه عن كل مجاعة .
الغريب
تعريفه:
لغة :هو صفة مشبهة ،مبعىن املنفرد ،أو البعيد عن أقاربه.
اصطالحًا :هو ما ينفرد بروايته راٍو واحد.
تسمية ثانية له :
يطلق كثري من العلماء على الغريب امسًا آخر هو " الَف ْر د " على أهنما مرتادفان.
أقسامه:
يقسم الغريب بالنسبة ملوضع التفرد فيه إىل قسمني مها " غريب ٌمْطلق " وغريب نسىب "
.1الغريب املطلق :أو الفرد املطلق.
تعريفه :هو ما كانت الغرابة يف أصل سنده ،أي ما ينفرد بروايته شخص واحد يف أصل سنده.
مثاله :حديث " إمنا األعمال بالنيات " تفرد به عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه :هذا وقد يستمر
التفرد إىل آخر السند وقد يرويه عن ذلك املتفرد عدد من الرواة
.2الغريب النسيب :أو الفرد النسيب.
*تعريفه :هو ما كانت الغرابة يف أثناء سنده أي أن يرويه أكثر من راو يف أصل سنده مث ينفرد بروايته
راو واحد عن أولئك الرواة.
*مثاله :حديث " مالك عن الزهري عن أنس رضي اهلل عنه أن النيب صلي اهلل عليه وسلم دخل مكة
وعلى رأسه اِملْغَف ر " .تفرد به مالك عن الزهري .
*سبب التسمية :ومسى هذا القسم بـ " الغريب النسيب" ألن التفرد وقع فيه بالنسبة إىل شخص معني .
من أنواع الغريب الَّنْس يب :وهذه األنواع هي :
.1تفرد ثقة برواية احلديث :كقوهلم :مل يروه ثقة إال فالن .
.2تفرد راو معني عن راو معني :كقوهلم " :تفرد به فالن عن فالن " وإن كان مرويًا من وجوه
أخرى عن غريه.
.3تفرد أهل بلد أو أهل جهة :كقوهلم " تفرد به أهل مكة أو أهل الشام"
.4تفرد أهل بلد أو جهة عن أهل بلد أو جهة أخرى :كقوهلم " :تفرد به أهل البصرة عن أهل
املدينة ،أو تفرد به أهل الشام عن أهل احلجاز"
تقسيم آخر له :
قسم العلماء الغريب من حيث غرابة السند أو املنت إىل:
.1غريب متنًا وإسنادا :وهو احلديث الذي تفرد برواية متنه راو واحد .
.2غريب إسنادا ال متنًا :كحديث روى َم ْتَنه مجاعة من الصحابة ،انفرد واحد بروايته عن
صحايب آخر .وفيه يقول الرتمذي " :غريب من هذا الوجه " .
الَّص حيح
تعريفه:
لغة :الصحيح ضد السقيم ،وهو حقيقة يف األجسام جماز يف احلديث وسائر املعاين.
اصطالحًا:ما اتصل سنده بنقل الَعْد ل الضابط عن مثله إىل منتهاه من غري شذوذ وال ِعَّلة.
شروطه:
يتبني من شرح التعريف أن شروط الصحيح اليت جيب توفرها حىت يكون احلديث صحيحًا مخسة
وهي { :اتصال السند ـ عدالة الرواة ـ ضبط الرواة ـ عدم العلة ـ عدم الشذوذ }
فإذا اختل شرط واحد من هذه الشروط اخلمسة فال يسمي احلديث حينئذ صحيحًا .
مثاله:
ما أخرجه البخاري يف صحيحه قال " :حدثنا عبداهلل بن يوسف قال أخربنا مالك عن ابن
شهاب عن حممد بن جبري بن مطعم عن أبيه قال مسعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قرأ يف املغرب
بالطور "
حكمه :
وجوب :العمل به بإمجاع أهل احلديث ومن ٌيْع َتَّد به من األصوليني والفقهاء ،فهو حجة من حجج
الشرع ،ال َيَس ٌع املسلم ترٌك العمل به .
كم ِعَّدة األحاديث يف كل منهما ؟
.1البخاري :مجلة ما فيه سبعة آالف ومائتان ومخسة وسبعون حديثًا باملكررة ،وحبذف املكررة
أربعة آالف.
.2مسلم :مجلة ما فيه اثنا عشر ألفًا باملكررة وحبذف املكررة حنو أربعة آالف.
اَحلَس ن
تعريفه:
لغة :هو صفة مشبهة من " اٌحلْس ن " مبعىن اَجلمال.
اصطالحًا :اختلفت أقوال العلماء يف تعريف احلسن نظرًا ألنه متوسط بني الصحيح والضعيف ،وألن
بعضهم عَّر ف أحد قسميه ،وسأذكر بعض تلك التعريفات مث اختار ما أراه أوفق من غريه.
*تعريف اخلطايب :هو ما ٌعِر َف ْخَمَر ٌج ٌه ،واشتهر رجاله ،وعليه َم َد ار أكثر احلديث ،وهو الذي يقبله
أكثر العلماء ،ويستعمله عامة الفقهاء.
*تعريف الرتمذي :كل حديث ٌيْر َو ى ،ال يكون يف إسناده من ٌيَّتَه ٌم بالكذب ،وال يكون احلديث
شاذا ،وٌيْر َو ى من غري وجه حنو ذلك ،فهو عندنا حديث حسن.
*تعريف ابن َحَج ر :قال " وخرب اآلحاد بنقل عدل تام الضبط متصل السند غري معلل وال شاذ هو
الصحيح لذاته ،فان َخ ف الضبط ،فاَحلَس ٌن لذاته.
قلت :فكأن اَحلَسَن عند ابن حجر هو الصحيح إذا َخ ََّف ضبط روايه ،أي َقَّل ضبطه ،وهو خري ما
عرف به احلسن ،أما تعريف اخلطايب فعليه انتقادات كثرية ،واألصل يف تعريفه أن ٌيَعََّر ف احلسن
لذاته ،ألن احلسن لغريه ضعيف يف األصل ارتقى إىل مرتبة احلسن الجنباره بتعدد طرقه .
*تعريفه ا ْخَتار :وميكن أن ٌيَعَّرَف احلسٌن بناء على ما َعَّر فه به ابن حجر مبا يلي " :هو ما اتصل سنده
ٌمل
بنقل العدل الذي َخ َّف ضبطه عن مثله إىل منتهاه من غري شذوذ وال علة ".
حكمه :
هو كالصحيح يف االحتجاج به ،وان كان دونه يف القوة لذلك احتج به مجيع الفقهاء ،وعملوا
به ،وعلى االحتجاج به معظم احملدثني واألصوليني إال من شذ من املتشددين " وقد أدرجه بعض
املتساهلني يف نوع الصحيح كاحلاكم وابن حبان وابن خزمية ،مع قوهلم بأنه دون الصحيح ا َبِنَّي
ٌمل
أوال.
مثاله:
ما أخرجه الرتمذي قال " :حدثنا قتيبة حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن أيب عمران اجلوين عن
أيب بكر بن أيب موسي األشعري قال :مسعت أيب حبضرة العدو يقول :قال رسول اهلل صلي اهلل عليه
وسلم :إن أبواب اجلنة حتت ظالل السيوف .....احلديث ( ، )2فهذا احلديث قال عنه الرتمذي " :
هذا حديث حسن غريب " .
وكان هذا احلديث حسنًا ألن رجال إسناده األربعة ثقات إال جعفر بن سليمان الضبعي فإنه حسن
احلديث ( )3لذلك نزل احلديث عن مرتبة الصحيح إىل احلسن .
الصحيح لغريه
تعريفه:
هو احلسن لذاته إذا ٌر وَي من طريق آخر ِم ْثٌلٌه أو أقوى منه .ومٌس ى صحيحًا لغريه ألن الصحة مل
تأت من ذات السند ،وإمنا جاءت من انضمام غريه له .
مرتبته:
هو أعلي مرتبة من احلسن لذاته ،ودون الصحيح لذاته .
مثاله:
حديث " حممد بن عمرو عن أيب سلمة عن أيب هريرة أن رسول اهلل صلي اهلل عليه وسلم قال :
لوال أن أشق على أميت ألمرهتم بالسواك عند كل صالة "
اَحلَس ن ِلَغرْي ه
تعريفه:
هو الضعيف إذا تعددت طرقه ،ومل يكن سبُب ضعفه ِفْس َق الراوي أو َك ِذَبٌه.
يستفاد من هذا التعريف أن الضعيف يرتقى إىل درجة احلسن لغريه بأمرين مها:
.1أن ٌيْر َو ي من طريق آخر فأكثر ،على أن يكون الطريٌق اآلخر مثله أو أقوى منه
.2أن يكون سبٌب ضعف احلديث إما سوء حفظ راويه أو انقطاع يف سنده أو جهالة يف رجاله .
مرتبته:
احلسن لغريه أدين مرتبة من احلسن لذاته .
وينبين على ذلك أنه لو تعارض احلسن لذاته مع احلسن لغريه ٌقَّد َم احلسٌن لذاته .
حكمه:
هو من املقبول الذي ْحٌيَتٌّج به .
مثاله:
" ما رواه الرتمذي وَح َّس َنه من طريق شعبة عن عاصم بن عبيد اهلل عن عبداهلل بن عامر بن ربيعة عن
أبيه أن امرأة من بين َفَز اَر َة تزوجت على َنْع َلِنْي فقال رسول اهلل صلي اهلل عليه وسلم " :أرضيِت من
َنْف ِس ِك وماِلِك بنعلِني ؟ قالت :نعم ،فأجاز "
اَخلرَب ا ْر دٌو د
َمل
أما أسباب رد احلديث فكثرية ،لكنها ترجع باجلملة إىل أحد سببني رئيسيني مهاَ:س ْق ط من
اإلسناد ،وطعن يف الراوي .
الضعيف
تعريفه:
لغة :ضد القوى ،والضعف حسي ومعنوي ،واملراد به هنا الضعف املعنوي.
اصطالحًا :هو ما مل جيمع صفة احلسن ،بفقد شرط من شروطه.
قال البيقوين يف منظومته :
وكٌّل ما عن رتبة اٌحلْس ِن َقٌص ر ،فهو الضعيف وهو أقسام ٌك ٌثر
تفاوته:
ويتفاوت ضعفه حبسب شدة ضعف رواته وخفته كما يتفاوت الصحيح ،فمنه الضعيف ،ومنه
الضعيف جدا ومنه الواهي ،ومنه املنكر ،وشر أنواعه املوضوع.
مثاله:
ما أخرجه الرتمذي من طريق "َح كيم األْثَر م " عن أيب متيمة اَهلَج ْيمي عن أيب هريرة عن النيب صلي
اهلل عليه وسلم قال " :من أيت حائضًا أو امرأة يف دبرها أو كاهنا فقد كفر مبا أنزل على حممد " مث
قال الرتمذي بعد إخراجه " ال نعرف هذا احلديث إال من حديث حكيم األثرم عن أيب متيمة اهلجيمي
عن أيب هريرة " مث قال " َو ضَّعَف حممد( )5هذا احلديث من ِقَبِل إسناده ".
قلت ألن يف إسناده حكيمًا األثرم ،وقد ضعفه العلماء ،فقد قال عنه احلافظ ابن حجر يف تقريب
التهذيب " فيه ِلنْي " .
حكم روايته :
جيوز عند أهل احلديث وغريهم رواية األحاديث الضعيفة والتساهل يف أسانيدها من غري بيان
ضعفها ـ خبالف األحاديث املوضوعة فأنه ال جيوز روايتها إال مع بيان وضعها ـ بشرطني .
.1أن ال تتعلق بالعقائد ،كصفات اهلل تعاىل.
.2أن ال تكون يف بيان األحكام الشرعية مما يتعلق باحلالل واحلرام .
حكم العمل به :
اختلف العلماء يف العمل باحلديث الضعيف ،والذي عليه مجهور العلماء أنه يستحب العمل به يف
فضائل األعمال لكن بشروط ثالثة ،أوضحها احلافظ ابن حجر ،وهي:
.1أن يكون الضعف غري شديد .
.2أن يندرج احلديث حتت أصل معمول به.
.3أن ال يعتقد عند العمل به ثبوته ،بل يعتقد االحتياط.
املردود بسبب َس ْق ط من اإلسناد
املراد بالَّسْق ط من اإلسناد :
املراد بالَّسْق ط من اإلسناد انقطاع سلسلة اإلسناد بسقوط راو أو أكثر عمدًا من بعض الرواة
أو عن غري عمد ،من أول السند أو من آخره أو من أثنائه ،سقوطًا ظاهرًا أو خفيًا .
أنواع السقط :
يتنوع السقط من اإلسناد حبسب ظهور ،وخفائه إىل نوعني مها :
َ .1س ْق ط ظاهر
وهذا النوع من السقط يشرتك يف معرفته األئمة وغريهم من املشتغلني بعلوم احلديث ،ويعرف هذا
السقط من عدم التالقي بني الراوي وشيخه ،إما ألنه مل ٌيدرك َعْص ره ،أو أدرك عصره لكنه مل
جيتمع به ( وليست له منه إجازة وال ِو جاده ).
وقد اصطلح علماء احلديث على تسمية السقط الظاهر بأربعة أمساء حبسب مكان السقط أو عدد
الرواة الذين ٌأسقطوا .وهذه األمساء هي:ا َعَّلق ،وا ْر َس ل ،وا ْع َض ل ،وا ْنَق ِط ع.
ٌمل ٌمل ٌمل ٌمل
َ .2س ْق ط َخ ِف ي:
وهذا ال يدركه إال األئمة اَحلّذ اق املطلعون على طرق احلديث وعلل األسانيد .وله تسميتان
ومها:ا َد َّلس ،وا ْر َس ل اخلفي.
ٌمل ٌمل
ا ْر َس ل
ٌمل
تعريفه:
لغة :هو اسم مفعول من " أرسل " مبعىن " أطلق " فكأن ا رِس ل َأْطَلَق اإلسناد ومل يقيده براٍو
ُمل
معروف.
اصطالحًا :هو ما سقط من آخر إسناده َمْن َبْع َد التابعي.
صورته :
وصورته أن يقول التابعي ـ سواء كان صغريًا أو كبريًا ـ قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم كذا،
أو فعل كذا أو ُفِعل حبضرته كذا وهذه صورة املرسل عند احملدثني.
مثاله:
ما أخرجه مسلم يف صحيحه يف كتاب البيوع قال " :حدثين حممد بن رافع ثنا ُحَج نْي ثنا الليث
عن ُعَق ْي ل عن ابن شهاب عن سعيد بن املسيب أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم هني عن ا َز اَبَنِة ".
ُمل
ا ْر َس ل عند الفقهاء واألصوليني:
ٌمل
ما ذكرته من صورة املرسل هو املرسل عند احملدثني ،أما املرسل عند الفقهاء واألصوليني فأعم من
ذلك فعندهم أن كل منقطع مرسل على أي وجه كان انقطاعه ،وهذا مذهب اخلطيب أيضًا.
حكمه :
املرسل يف األصل ضعيف مردود ،لفقده شرطًا من شروط املقبول وهو اتصال السند ،وللجهل
حبال الراوي احملذوف الحتمال أن يكون احملذوف غري صحايب ،ويف هذه احلال حيتمل أن يكون
ضعيفًا.
لكن العلماء من احملدثني وغريهم اختلفوا يف حكم املرسل واالحتجاج به ،ألن هذا النوع من
االنقطاع خيتلف عن أي انقطاع آخر يف السند ،ألن الساقط منه غالبا ما يكون صحابيًا ،والصحابة
كلهم عدول ،ال تضر عدم معرفتهم.
وجممل أقوال العلماء يف املرسل ثالثة أقوال هي:
.1ضعيف مردود
.2صحيح ْحٌيَتَّج به
.3قبوله بشروط :أي َيِص َح بشروط ،وهذا عند الشافعي وبعض أهل العلم .
وهذه الشروط أربعة ،ثالثة يف الراوي املرِس ل ،وواحد يف احلديث املرَس ل ،وإليك هذه الشروط.
.1أن يكون املرسل من كبار التابعني .
.2وإذا َّمَسى من أرسل عنه َّمَسى ثقة.
.3وإذا شاركه احلفاظ املأمونون مل خيالفوه .
.4وأن ينضم إىل هذه الشروط الثالثة واحد مما يأيت:
)1أن ٌيْر َو ى احلديث من وجه آخر ُمْس َندًا .
)2أو ٌيْر وى من وجه آخر مرَس ًال أرسله من أخذ العلم عن غري رجال املرسل األول.
)3أو ُيواِفَق قول صحايب .
)4أو ُيْف ىِت مبقتضاه أكثر أهل العلم .
فإذا حتققت هذه الشروط تبني صحة ْخَمَر ج املرَس ل وما َعَض َد ُه ،وأهنما صحيحان ،لو عارضهما
صحيح من طريق واحد رجحنامها عليه بتعدد الطرق إذا تعذر اجلمع بينهما.
مرَس ل الصحايب:
هو ما أخرب به الصحايب عن قول الرسول صلى اهلل عليه وسلم أو فعله ،ومل يسمعه أو يشاهده ،
إما لصغر سنه أو تأخر إسالمه أو غيابه ،ومن هذا النوع أحاديث كثرية لصغار الصحابة كابن عباس
وابن الزبري وغريمها .
حكم مرَس ل الصحايب :
الصحيح املشهور الذي قطع به اجلمهور أنه صحيح حمتج به ،ألن رواية الصحابة عن التابعني
نادرة ،وإذا رووا عنهم بينوها ،فإذا مل يبينوا ،وقالوا :قال رسول اهلل ،فاألصل أهنم مسعوها من
صحايب آخر ،وحذف الصحايب ال يضر ،كما تقدم .
ا ْع َض ل
ٌمل
تعريفه:
لغة :اسم مفعول من " أعضله " مبعين أعياه.
اصطالحًا :ما سقط من إسناده اثنان فأكثر على التوايل.
مثاله:
ما رواه احلاكم يف " معرفة علوم احلديث " بسنده إىل الَق ْع َنيب عن مالك أنه بلغه أن أبا هريرة
قال :قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم :للَم ْم لوك طعاُمُه وكسوُتُه باملعروف .وال ُيَك َّلف من
العمل إال ما ٌيطيق .قال احلاكم:هذا ٌمْع َض ل عن مالك ،أعضله هكذا يف املوطأ ".
حكمه:
املعضل حديث ضعيف ،وهو أسوأ حاال من املرسل واملنقطع ،لكثرة احملذوفني من اإلسناد ،وهذا
احلكم على املعضل باالتفاق بني العلماء .
ا نَق ِط ع
ٌمل
تعريفه:
لغة :هو اسم فاعل من " االنقطاع" ضد االتصال.
اصطالحًا :ما مل يتصل إسناُده ،على أي وجه كان انقطاعه.
مثاله:
ما رواه عبدالرزاق عن الثوري عن أيب اسحق عن زيد بن ٌيثيع عن ٌح ذيفة مرفوعًا :إْن وليتموها
أبا بكر فقوي أمني.
حكمه :
املنقطع ضعيف باالتفاق بني العلماء ،وذلك للجهل حبال الراوي احملذوف .
ا َد َّلس
ٌمل
تعريف التدليس:
لغة :املدلس اسم مفعول من " التدليس " والتدليس يف اللغة ِ :كْتمان َعْيِب السلعة عن املشرتي ،
وأصل التدليس مشتق من " الَّدلس " وهو الظلمة أو اختالط الظالم كما يف القاموس ،فكأن املدَّلس
لتغطيته على الواقف على احلديث أظلم أمره فصار احلديث ٌمدَّلسا .
اصطالحًا :إخفاء عيب يف اإلسناد .وحتسني لظاهره.
أقسام التدليس:
للتدليس قسمان رئيسيان مها :تدليس اإلسناد ،وتدليس الشيوخ.
.1تدليس اإلسناد:
*تعريفه :أن َيْر ِو َي الراوي عمن قد مسع منه ما مل يسمع منه من غري أن يذكر مسعه منه.
*الفرق بيه وبني اإلرسال اخلفي :قال أبو احلسن بن القطان بعد ِذْك رِه للتعريف السابق ":والفرق بينه
وبني اإلرسال هو :أن اإلرسال روايته عمن مل يسمع منه " وإيضاح ذلك أن كال من املدِّلس
واملرسل إرساال خفيًا َيْر ِو ي عن شيخ شيئًا مل يسمعه منه ،بلفظ حيتمل السماع وغريه ،لكن املدَّلس
قد مسع من ذلك الشيخ أحاديث غري اليت دلسها ،على حني أن املرسل إرساال خفيًا مل يسمع من
ذلك الشيخ أبدًا ،ال األحاديث اليت أرسلوها وال غريها لكنه عاصره أو لقيه .
*تدليس التسوية:
هذا النوع من التدليس هو يف احلقيقة نوع من أنواع تدليس اإلسناد .
تعريفه :هو رواية الراوي عن شيخه ،مث إسقاط راو ضعيف بني ثقتني لقي أحدمها اآلخر.
وهذا النوع من التدليس شر أنواع التدليس ،ألن الثقة األول قد ال يكون معروفًا بالتدليس،
وجيده الواقف على السند كذلك بعد التسوية قد رواه عن ثقة آخر فيحكم له بالصحة ,وفيه غرور
شديد.
تدليس الشيوخ:
تعريفه :هو أن َيْر وي الراوي عن شيخ حديثًا مسعه منه ،فُيَس ِّم يُه أو َيْك َنِيُه أو َيْنِس َبُه أو َيِص فٌه مبا ال
ُيْع َر ُف به كي ال ُيْع َر ُف .
مثاله :قول أيب بكر بن جماهد أحد أئمة القراء " :حدثنا عبداهلل بن أيب عبداهلل ،يريد به أبا بكر بن
أيب داود السجستاين "
حكم التدليس :
أما تدليس اإلسناد :فمكروه جدًا .ذمة أكثر العلماء وكان شعبة من أشدهم ذمًا له فقال فيه
أقواال منها" :التدليس أخو الكذب ".
ب) وأما تدليس التسوية :فهو أشد كراهة منه ،حىت قال العراقي ":أنه قادح فيمن َتَعَّم َد فعله "
ج) وأما تدليس الشيوخ :فكراهته أخف من تدليس اإلسناد ألن املدلس مل ٌيسقط أحدًا ،وإمنا
الكراهة بسبب تضييع املروي عنه ،وتوعري طريق معرفته على السامع وختتلف احلال يف كراهته
حبسب الغرض احلامل عليه .
حكم رواية املدِّلس :
اختلف العلماء يف قبول رواية املدَّلس على أقوال ،أشهرها قوالن.
.1رد رواية املدلس مطلقا وإن بني السماع ،ألن التدليس نفسه جرح ( .وهذا غري معتمد ).
التفصيل ( :وهو الصحيح ).
.2إن صرح بالسماع قبلت روايته ،أي إن قال " مسعت" أو حنوها قبل حديثه .
.3وان مل يصرح بالسماع مل تقبل روايته ،أي إن قال " عن " وحنوها مل يقبل حديثه.
املردود بسبب طعن يف الراوي
املراد بالطعن يف الراوي جرحه باللسان ،والتكلم فيه من ناحية عدالته ودينه ومن ناحية ضبطه
وحفظه وتيقظه.
أسباب الطعن يف الراوي :
أسباب الطعن يف الراوي عشرة أشياء ،مخسة منها تتعلق بالعدالة ،ومخسة منها تتعلق بالضبط.
أما اليت تتعلق بالطعن يف العدالة فهي :الكذب ،التهمة بالكذب ،الفسق ،البدعة ،اجلهالة.
أما اليت تتعلق بالطعن يف الضبط فهيٌ :فْحٌش الغلط ،و سوء احلفظ ،والغفلة ،وكثرة األوهام،
وخمالفة الثقات .
ا وٌضوع
َمل
إذا كان سبب الطعن يف الراوي هو الكذب على رسول اهلل صلي اهلل عليه وسلم فحديثه يسمي
املوضوع.
تعريفه:
لغة :هو اسم مفعول من " َو َض َع الشيء " أي " َح َّطُه " مُس ي بذلك الحنطاط رتبته.
اصطالحًا :هو الكذب ا ْخ َتَلق املصنوع املنسوب إىل رسول اهلل صلي اهلل عليه وسلم.
ٌمل
رتبته :
هو شر األحاديث الضعيفة وأقبحها .وبعض العلماء يعتربه قسمًا مستقال وليس نوعًا من أنواع
األحاديث الضعيفة.
حكم روايته :
أمجع العلماء على أنه ال حتل روايته ألحد َعِلَم حاَلٌه يف أي معىن كان إال مع بيان وضعه ،حلديث
مسلمَ " :مْن َح َّد َث عين حبديث ُيَر ى أنه َك ِذُب فهو أحد الكاذبني "
دواعي الوضع وأصناف الوضاعني :
التقرب إىل اهلل تعاىل .1
االنتصار للمذهب .2
الطعن يف اإلسالم .3
الَّتَز ٌّلف إىل احلكام .4
التكسب وطلب الرزق .5
قصد الشهرة .6
ا نَك ر
ٌمل
إذا كان سب الطعن يف الراوي فحش الغلط أو كثرة الغفلة أو الفسق ـ وهو السبب الثالث والرابع
واخلامس ـ فحديثه يسمي املنكر .
تعريفه:
لغة :هو اسم مفعول من " اإلنكار " ضد اإلقرار .
اصطالحًا :عرف علماء احلديث املنكر بتعريفات متعددة أشهرها تعريفان ومها:
.1هو احلديث الذي يف إسناده راو َفُحَش غلُطه أو كثرت غفلته أو ظهر فسقه .
.2وهذا التعريف ذكره احلافظ ابن حجر ونسبه لغريه
الفرق بينه وبني الشاذ :
.1أن الشاذ ما رواه املقبول خمالفًا ملن هو أوىل منه.
.2أن املنكر ما رواه الضعيف خمالفًا للثقة.
رتبته :
يتبني من تعريفي املنكر املذكورين آنفًا أن املنكر من أنواع الضعيف جدًا ألنه إما راويه ضعيف
موصوف بفحش الغلط أو كثرة الغفلة أو الفسق ،وإما راويه ضعيف خمالف يف روايته تلك لرواية
الثقة.
ا ْع روف
َمل
تعريفه:
لغة :هو اسم مفعول من " َعَر َف "
اصطالحًا :ما رواه الثقة خمالفًا ملا رواه الضعيف فهو هبذا املعىن مقابل للمنكر ،أو بتعبري أدق ،هو
مقابل لتعريف املنكر الذي اعتمده احلافظ ابن حجر.
الشاذ واحملفوظ
تعريف الشاذ:
لغة :اسم فاعل من " شذ " مبعين " انفرد " فالشاذ معناه " املنفرد عن اجلمهور "
اصطالحًا :ما رواه املقبول خمالفًا مل هو أويل منه.
احملفوظ:
هذا ويقابل الشاَّذ " احملفوُظ " وهو :ما رواه األوثق خمالفًا لرواية الثقة
ومثاله :هو املثاالن املذكوران يف نوع الشاذ .
حكم الشاذ واحملفوظ :
من املعلوم أن الشاذ حديث مردود ،أما احملفوظ فهو حديث مقبول.
ا ْر ُفوع
َمل
تعريفه:
لغة :اسم مفعول من فعل " َر فَع " ضد َو َض َع " كأنه مُس ي بذلك لِنْس َبِتِه إىل صاحب املقام الَّر فيع،
وهو النيب صلي اهلل عليه وسلم.
اصطالحًا :ما ُأضيف إىل النيب صلي اهلل عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة.
أنواعه:
يتبني من التعريف أن أنواع املرفوع أربعة وهي :املرفوع القويل ،واملرفوع الفعلي ،واملرفوع
التقريري ،واملرفوع الوصفي .
ا ْو قوف
َمل
تعريفه:
لغة :اسم مفعول من " الَو قف " كأن الراوي وقف باحلديث عند الصحايب ،ومل يتابع سرد باقي
سلسلة اإلسناد.
اصطالحًا :ما ُأِض يف إىل الصحايب من قول أو فعل أو تقرير.
ا ْو قوف
َمل
تعريفه:
لغة :اسم مفعول من " الَو قف " كأن الراوي وقف باحلديث عند الصحايب ،ومل يتابع سرد باقي
سلسلة اإلسناد.
اصطالحًا :ما ُأِض يف إىل الصحايب من قول أو فعل أو تقرير.
هل حيتج باملوقوف ؟
املوقوف ـ كما عرفت ـ قد يكون صحيحًا أو حسنًا أو ضعيفًا لكن حىت ولو ثبتت صحته فهل
حيتج به؟ واجلواب عن ذلك أن األصل يف املوقوف عدم االحتجاج به .ألنه أقوال وأفعال صحابة .
لكنها أن ثبتت فأهنا تقوي بعض األحاديث الضعيفة ـ كما مر يف املرسل ـ ألن حال الصحابة كان هو
العمل بالسنة ،وهذا إذا مل يكن له حكم املرفوع ،أما أذا كان من الذي له حكم املرفوع فهو حجة
كاملرفوع .
ا ْق طُو ع
َمل
تعريفه:
لغة :اسم مفعول من " َقَطَع " ضد " َو َص َل".
اصطالحًا :ما ُأضيف إىل التابعي ( )1أو من دونه من قول أو فعل .
حكم االحتجاج به :
املقطوع ال حيتج به يف شيء من األحكام الشرعية ،أي ولو صحت نسبته لقائله.