Professional Documents
Culture Documents
علم المعاني
تعريفه في كتب البالغة القديمة– قيمته( ،تذكر لماذا تستخدم علم البيان؟/
أهميته) ،في كتب النقد القديمة ،ثم تذكر شواهد من األحاديث وأقسامه
وبعلم المعاني يحترز عن الخطأ في تأدية المعنى الذى يريده المتكلّم إليصاله
سامع ،كما به يعرف السبب الذي يدعوا إلى :التقديم إلى ذهن المخا َ
طب وال َّ
والتأخير ،والذكر والحذف ،والفصل والوصل ،واإليجاز واإلطناب .1
1الدكتور نايف معروف ،الكتاب :الموجز الكافي في علوم البالغة والعروض ،دار النفائس –
بيروت لبنان .1993 ،
2أبو الحسين أحمد بن فارس ،ت :السيد أحمد صقر ،الكتاب :الصاحبي ،مطبعة عيسى البابي
1977 ،م ،ص . 289
مسائله ومحتوياته قديم ،يرجع إلى بداية تناوله األوضاع النحوية للتراكيب.
ويبدو أن أوليات هذا المفهوم قد كانت على أيدي النحاة ،كما يرى أحد
الدارسين ، 1فقد استعمل السيرافي في إحدى مناظراته كلمة (( معاني ))
مضافة إلى النحو ،في سياق تبدو فيه متحدة الداللة مع ما قصده البالغيون
.قال السيرافي (( :معاني النحو منقسمة بين حركات اللفظ وسكناته ،وبين
وضع الحروف في مواضعها المقتضية لها ،وبين تأليف الكالم بالتقديم
والتأخير ،وتوخي الصواب في ذلك ،وتجنب الخطأ من ذلك ،وإن زاغ
شيء عن هذا النعت فإنه اليخلو من أن يكون سائغا ً باالستعمال النادر
والتأويل البعيد ،أو مردردا ً لخروجه عن عادة القوم الجارية على فطرتهم
. 2))...
1د.أحمد مطلوب ،أساليب بالغية ،وكالة المطبوعات – الكويت ،ط 1980 ، 1م ،ص.67
2أبو حيان التوحيدي ،اإلمتاع والمؤانسة ،صححه :أحمد أمين ,وأحمد الزين ،دار مكتبة
الحياة – بيروت ج ، 1ص . 121
وليس ثمة تباين بين التعرفين فيما يبدولنا .وفي مقدورنا تبسيط التعبير عن
يعرفنا صياغة إن علم المعاني هو العلم الذي ِّ ّ داللتهما المشتركة بالقول ّ
العبارة صياغةً تناسب تماما ً المقام الذي تقال فيه ،وتع ِّبّر تعبيرا ً دقيقا ً عن
القصد الذي نبتغيه .1
1الدكتو/عيسى على العاكوب و أ.على سعد الشتيوى ،الكتاب :الكافى فى علوم البالغة العربية
( المعاني – البيان – البديع ) ،الكتاب ( المعاني ) ،منشورات الجامعة المفتوحة ، 1993ص
. 53
2جواهر البالغة ،ج ، 1ص .271
الخبر هو الكالم الذي يحتمل الصدق والكذب ،أي ال يتوقَّف تحقق مدلوله
مجرد النطق به .والخبر ما يصح أن يقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب،
على ّ
فإن كان الكالم مطابقا للواقع كان قائله صادقا ،وإن كان غير مطابق له كان
قائله كاذبا .1
مثل:
كقول الشاعر:
ال تلق دهرك إال غير مكترث ما دام يصحب فيه روحك
الخبر
وما زاد على ذلك غير المضاف إليه والصلة فهو قيد
مثل :ولد النبي -صلى هللا عليه وسلم -عام الفيل ،عاد أخوك من السفر.
أن المتكلّم عالم بالحكم ويسمى ذلك (الزم الفائدة) إفادة المخا َ
طب ّ
مثل:
إظهار الضعف ﴿ :رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ﴾
أن يكون مترددا في الحكم طلبا أن يصل على اليقين في معرفته ،وفي هذه
الحال يحسن توكيده له ليتمكن من نفسه ،ويسمى هذا الضرب طلبيا.
أن يكون منكرا له ،وفي هذه الحال يجب أن يؤكد الخبر بمؤكد أو أكثر على
حسب إنكاره قوة وضعفا ،ويسمى هذا الضرب إنكاريا.
لتوكيد الخبر أدوات كثيرة منها :إن ،وأن والقسم ،والم االبتداء ،ونونا التوكيد،
وأحرف التنبيه ،والحرف الزائدة ،وقد ،وأما الشرطية.
إذا ألقي الخبر خاليا من التوكيد لخالي الذهن ،ومؤكدا استحسانا للسائل
المتردد ،ومؤكدا وجوبا للمنكر ،كان ذلك الخبر جاريا على مقتضى الظاهر.
وقد يجري الخبر على خالف ما يقتضيه الظاهر العتبارات يلحظها المتكلم
ومن ذلك ما يأتي:
أن ينزل خالي الذهن منزلة السائل المتردد إذا تقدم في الكالم ما يشير إلى
حكم الخبر.
كقوله تعالى ﴿ :واصنع الفلك بأعيننا ووحينا وال تخاطبني في الذين ظلموا
إنهم مغرقون ﴾ .
كقول الشاعر:
أن يجعل المنكر كغير المنكر إن كان لديه دالئل وشواهد لو تأملها الرتدع
عن إنكاره.
كقوله تعالى ﴿ :وإلهكم إله واحد ال إله إال هو الرحمن الرحيم ﴾ .
أغراضه الخبر:
للخبر غرضان أصليان هما:
األول :فائدة الخبر ،ومعناه إفادة المخاطب الحكم الذى تضمنته الجملة أو
الكالم ،وهذا هو األصل فى كل خبر؛ ّ
ألن فائدته تقديم المعرفة أو العلم إلى
اآلخرين.
الثانى :الزم الفائدة ،وهذا الغرض ال يقدم جديدا للمخاطب وإنّما يفيد ّ
أن
المتكلم عالم بالحكم .ومن ذلك قولنا لصديق« :زاركم محمد أمس»،
أن المتحدث فالمخاطب يعلم ذلك ولكن الغرض من هذه الجملة إخباره ّ
عارف بذلك .1
1الكتاب :أساليب بالغية ،الفصاحة -البالغة – المعاني ،أحمد مطلوب أحمد الناصري الصيادي الرفاعي ،الناشر :وكالة المطبوعات
– الكويت ،الطبعة :األولى 1980 ،م ،عدد األجزاء ،1 :ص. 100-99
اإلنشاء
باألمر نحو" :أحب لغيرك ما تحب لنفسك" .والنهي " :ال تطلب من الجزاء
إال بقدر ما صنعت" .واالستفهام ":أال ما لسيف الدولة اليوم عاتبا فداه الورى
أمضى السيوف مضاربا " والتمني ،نحو ":ياليت شعري وليت الطير تخبرني
ما كان بين علي وابن عفانا " والنداء ،نحو ":يا من يعز علينا أن نفارقهم
وجداننا كل شيء بعدكم عدم "
التعجب :نحو" :ما أحسن زيدا" ،وقوله تعالى ﴿ :كيف تكفرون باهلل وكنتم
أمواتا فأحياكم ﴾ ،ونحو" :هلل دره فارسا" .المدح :نحو" :نعم البديل من الزلة
االعتذار" .الذم ،نحو" :بئس العوض من التوبة اإلصرار" .القسم ،كقول
الشاعر " :لعمرك ما بالعلم يكتسب الغنى وال باكتساب المال يكتسب العقل
" .أفعال الرجاء ،كقول الشاعر " :لعل انحدار الدمع يعقب راحة من الوجد
أو يشفى شجي البالبل ".
صيغ العقود.
اإلنشاء الطلبي
أوال :األمر:
اسم فعل األمر ،كقوله تعالى ﴿ :عليكم أنفسكم ال يضركم من ضل إذا اهتديتم
﴾.
المصدر النائب عن فعل األمر ،كقوله تعالى ﴿ :وبالوالدين إحسانا ﴾ " ،سعيا
إلى الخير".
قد تخرج صيغ األمر عن معناها األصلي إلى معان أخرى تستفاد من سياق
الكالم مثل:
اإلرشاد ،كقوله تعالى ﴿ :إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه ﴾ .
التهديد ،كقوله تعالى ﴿ :اعملوا ما شئت إنه بما تعملون بصير ﴾ .
ثانيا :النهي:
للنهي صيغة المضارع مع ال الناهية،كقوله تعالىَ ﴿ :والَ ت ُ ْف ِّسد ُواْ فِّي األ َ ْر ِّ
ض
صالَ ِّح َها ﴾ .
َب ْعدَ ِّإ ْ
قد تخرج صيغة النهي عن معناها الحقيقي إلى معان أخرى تستفاد من السياق
وقرائن األحوال مثل:
اإلرشاد ،نحو قوله تعالى ﴿ :ال تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ﴾ .
االستفهام :طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من قبل ،وله أدوات كثيرة منها:
التصور وهو إدراك المفرد ،وفي هذه الحال تأتي الهمزة متلوة بالمسئول عنه
ويذكر له في الغالب معادل بعد "أم" ،نحو" :أأنت المسافر أم أخوك؟".
التصديق وهو إدراك النسبة ،وفي هذه الحال يمتنع ذكر المعادل ،نحو:
"أيصدا الذهب؟".
"هل" ويطلب بها التصديق ليس غير ،ويمتنع معها ذكر المعادل ،نحو" :هل
جاءك صديقك؟".
"أيان" ويطلب بها تعيين الزمان المستقبل خاصة وتكون في موضع التهويل،
كقوله تعالى ﴿ :يسألونك عن الساعة أيان مرساها ﴾ .
بمعنى "كيف" نحو قوله تعالى ﴿ :أنى يحيي هذه هللا بعد موتها ﴾ .
"كم" ويطلب بها تعيين العدد نحو قوله تعالى ﴿ :كم لبثتم ﴾ .
يطلب بها تمييز أحد المتشاركين في أمر يعمهما ،نحو قوله تعالى ﴿ :أي
الفريقين خير مقاما ﴾ ويسأل بها عن الزمان والمكان والحال والعدد والعاقل
وغير العاقل على حسب ما تضاف إليه
وجميع األدوات المتقدمة يطلب بها التصور ،ولذلك يكون الجواب معها
بتعيين المسئول عنه
وقد تخرج ألفاظ االستفهام عن معانيها األصلية لمعان أخرى تستفاد من سياق
الكالم كـ:
والتوبيخ ،كقول الشاعر :إالم الخلف بينكم إالما وهذه الضجة الكبرى عالما.
والتعظيم ،كقوله تعالى ﴿ :من ذا الذي يشفع عنده إال بإذنه ﴾ .
والتعجب ،كقوله تعالى ﴿ :مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في األسواق
﴾.
والتشويق ،كقوله تعالى ﴿ :هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ﴾ .
رابعا :التمني:
-وإما لكونه ممكنا غير مطموع في نيله ،كقول المعسر" :ليت لي ألف دينار".
قال تعالى ﴿ :فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا ﴾ .وقال تعالى ﴿ :فلو أن لنا كرة
فنكون من المؤمنين ﴾ .
إذا كان األمر المحبوب مما يرجى حصوله كان طلبه ترجيا ويعبر فيه بـ
"لعل" أو "عسى" كقوله تعالى ﴿ :لعل هللا يحدث بعد ذلك أمرا ﴾ ﴿ فعسى هللا
أن يأتي بالفتح ﴾ وقد تستعمل فيه "ليت" لغرض إبراز المرجو في صورة
المستحيل مبالغة في بعد نيل ،كقول الشاعر:
خامسا :النداء:
وقد ينزل البعيد منزلة القريب فينادى بالهمزة وأي إشارة إلى قربه من القلب
وحضوره في الذهن.
وقد ينزل القريب منزلة البعيد فينادى بغير الهمزة وأي إشارة إلى:
يا قلب ويحك ما سمعت لناصح لما ارتميت وال اتقيت مالما
أيا قبر معن كيف واريت جوده وقد كان منه البر والبحر مترعا
تقديم يقال إنه على نيّة التأخير ،وذلك في كل شيء أقررته مع التقديم على
حكمه الذي كان عليه ،وفي جنسه الذي كان فيه ،كخبر المبتدأ إذا قدمته على
المبتدأ ،والمفعول إذا قدّمته على الفاعل كقولك« :منطلق زيد» و «ضرب
عمرا زيد» ،معلوم ّ
أن «منطلق» و «عمرا» لم يخرجا بالتقديم ع ّما كانا عليه،
من كون هذا خبر مبتدأ ومرفوعا بذلك ،وكون ذلك مفعوال ومنصوبا من أجله
(أي من أجل الفاعل).
وتقديم ال على نية التأخير ،ولكن على أن تنقل الشيء عن حكم إلى حكم،
وتجعل له بابا غير بابه ،وإعرابا غير إعرابه ،وذلك أن تجيء إلى اسمين
يحتمل ك ّل واحد منهما أن يكون مبتدأ ويكون اآلخر خبرا له ،فتقدّم تارة هذا
على ذاك ،وأخرى ذاك على هذا .ومثاله ما تصنعه بزيد والمنطلق ،حيث
تقول مرة« :زيد المنطلق» ،وأخرى« ،المنطلق زيد» ،فأنت في هذا لم تقدم
«المنطلق» على أن يكون متروكا على حكمه الذي كان عليه مع التأخير،
فيكون خبر مبتدأ كما كان ،بل على أن تنقله عن كونه خبرا إلى كونه مبتدأ،
وكذلك لم تؤخر «زيدا» على أن يكون مبتدأ كما كان ،بل على أن تخرجه
عن كونه مبتدأ إلى كونه خبرا.
واعلم أنّا لم نجدهم اعتمدوا فيه شيئا يجري مجرى األصل ،غير العناية
1
واالهتمام .قال صاحب الكتاب
منها التخصيص بالمسند إليه – نحو ( هلل ملك السموات واألرض ) -1
منها التّنبيه من ّأول األمر على أنه خبر ال نعت.كقوله: -2
فلو قيل «همم له» لتُو ّهم ابتدا ًء كون «له» صفة لما قبله
أنت) وكقوله:
ومنها التفاؤل :كما تقول للمريض (في عافية) َ -4
ومنها -إفادة قصر المسند إليه على المسند ،نحو (لكم دينكم ولي -5
ي»
دين) «أي -دينكم مقصور عليكمَ ،وديني مقصور عل َّ
ومنها -المساءة نكايةً بال ُمخاطب :كقول المتنبي: -6
ويؤخر المسند ألن تأخيره هو األصل ،وتقديم المسند إليه أهم نحو :الوطن
1
عزيز.
الذكر والحذف
فى كتب النحو حديث عن الذكر والحذف ولكن النحاة يهتمون بالواجب
منهما ،ويشيرون إلى الجواز إشارة عابرة ،وهو األولى بالرعاية واالهتمام
ّ
ألن فيه تتضح األساليب وتظهر المواهب .وكان علماء البالغة أحرص من
غيرهم على هذه الجوانب فأولوها عناية كبيرة وأوضحوا ما فى الذكر
والحذف من أغراض:
( الذكر)
الذكر :المسند إليه والمسند وغيرهما تذكر فى العبارة لسبب من
األسباب ومن أغراض ذكر المسند إليه:
-أنّه األصل وال مقتضى للحذف ،فاذا حذف ذهب المعنى.
-ضعف التعويل على القرينة ،وذلك إذا ذكر المسند إليه فى الكالم
وطال عهد السامع به ،أو ذكر معه كالم فى شأن غيره مما يوقع فى اللبس
إن لم يذكر.
-التنبيه على غباوة السامع حتى أنّه ال يفهم ّإال بالتصريح.
-زيادة اإليضاح والتقرير :كقوله تعالى﴿ :أُولئِّ َك َعلى ُهد ً
ى ِّم ْن َر ِّبّ ِّه ْم
َوأُول ِّئ َك ُه ُم ْال ُم ْف ِّل ُحونَ ﴾ ،1ففى تكرير اسم االشارة زيادة إيضاح وتقرير
لتميزهم على غيرهم.
-إظهار التعظيم بالذكر :مثل« :القهار يصون عباده» لعظم هذا االسم.
أو إظهار اإلهانة :مثل﴿ :اللعين إبليس﴾.
-التبرك باسمه :مثل﴿ :محمد رسول هللا خير الخلق﴾.
2
-االستلذاذ بذكره :مثل﴿ :هللا خالق كل شئ ورازق كل حى﴾.
ذكر المسند
أما ذكر المسند فلألسباب التى تقدمت فى المسند إليه كزيادة التقرير،
والتعريض بغباوة السامع ،واالستلذاذ ،والتعظيم ،واإلهانة ،وبسط الكالم .أو
ليتعين كونه اسما فيستفاد منه الثبوت ،أو كونه فعال فيستفاد منه لتجدد ،أو
كونه ظرفا فيورث احتمال الثبوت والتجدد.2
الحذف:
3
الحذف -لغة -اإلسقاط ،واصطالحا إسقاط بعض الكالم أو كله لدليل
والحذف عند البديعيين غير ما نراه عند علماء المعانى ،فهو ((أن يحذف
المتكلم من كالمه حرفا من حروف الهجاء أو جميع الحروف المهملة بشرط
عدم التكلف والتعسف ،))4وهذا لون من ألوان البديع.
واختلفوا فى الحذف هل هو مجاز؟ ويرى الزركشى أنّه ((إن أريد
بالمجاز استعمال اللفظ فى غير موضعه فالمحذوف ليس كذلك لعدم استعماله،
وإن أريد بالمجاز إسناد الفعل إلى غيره -وهو المجاز العقلى -فالحذف
كذلك)) .5
الوصل عطف جملة على أخرى بالواو -والفصل ترك هذا العطف ()1
بين الجملتين ،والمجىء بها منثورة ،تستأنف واحدة منها بعد األخرى
ومن الوصل قوله تعالى «يأيُها الذين آمنوا اتقوا هللا وكونوا مع الصادقين»
عطف جملة :وكونوا على ما قبلها
والفصل :ترك الربط بين ال ُجملتين ،إ َّما ألنهما ُمتحدتان صورة ومعنى ،أو
بمنزلة المتحدتين ،وإ َّما ألنه ال صلة بينهما في الصورة أو في المعنى
1
بالغة الوصل
والفصل :ترك الربط بين ال ُجملتين ،إ َّما ألنهما ُمتحدتان صورة ومعنى ،أو
بمنزلة المتحدتين ،وإ َّما ألنه ال صلة بينهما في الصورة أو في المعنى
وبالغة الوصل :ال تتحقق إال (بالواو) العاطفة فقط دون بقية حروف العطف
-ألن (الواو) هي األداة التي تخفى الحاجة اليها ،ويحتاج العطف بها إلى
شريك ما
َ لُطف في الفهم ،ودِّقة في اإلدراك ،إذ ال تفيد إالَّ ُمجردَ الربط ،وت َ
بعدها لما قبلها في الحكم نحو :مضى وقت الكسل وجاء زمن العمل ،وقُم
واس َع في الخير.
الفصل والوصل
1أحمد بن إبراهيم بن مصطفى الهاشمي (المتوفى1362 :هـ) ،الكتاب :جواهر البالغة في
المعاني والبيان والبديع ،ضبط وتدقيق وتوثيق :د .يوسف الصميلي ،الناشر :المكتبة العصرية،
بيروت ،عدد األجزاء ، 1 :ص . 179
الوصل عطف جملة على أخرى بالواو ،والفصل ترك هذا العطف ،ولكل من
الفصل والوصل مواضع خاصة
أن يكون بينهما اتحاد تام ،وذلك بأن تكون الجملة الثانية توكيدا لألولى أو بيانا
لها أو بدال منها ،ويقال حينئذ :إن بين الجملتين "كمال االتصال" كما في
األمثلة التالية:
وقوله تعالىَ ﴿ :واتَّقُوا الَّذِّي أ َ َمدَّ ُكم بِّ َما ت َ ْعلَ ُمونَ { }132أ َ َمدَّ ُكم بِّأ َ ْنعَ ٍام
َوبَنِّينَ {﴾ }133
أن يكون بينهما تباين تام ،وذلك بأن تختلفا خبرا وإنشاء أو بأال تكون بينهما
مناسبة ما ،ويقال حينئذ :إن بين الجملتين "كمال االنقطاع" ،نحو:
إذا اتفقا خبرا أو إنشاء وكانت بينهما مناسبة تامة ،ولم يكن هناك سبب يقتضي
الفصل بينهما
كقوله تعالى ﴿ :إن األبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم ﴾ ،وقوله تعالى:
﴿ إني أشهد هللا واشهدوا أني بريء مما تشركون ﴾ ،وقوله ﴿ :فادع واستقم
كما أمرت ﴾ ونحو" :اذهب إلى فالن وتقول له كذا".
إذا اختلفتا خبرا أو إنشاء وأوهم الفصل خالف المقصود ،نحو" :ال وبارك
هللا فيك".
أ -المساواة:
وهو :أن تكون المعاني بقدر األلفاظ واأللفاظ بقدر المعاني ال يزيد بعضها
على بعض ،كقوله تعالىَ ﴿ :و َما تُقَ ِّدّ ُمواْ ألَنفُ ِّس ُكم ِّ ّم ْن َخي ٍْر ت َ ِّجدُوهُ ِّعندَ ّ
ّللاِّ ﴾ .
ب -اإليجاز:
وهو :جمع المعاني المتكاثرة تحت اللفظ القليل مع اإلبانة واإلفصاح وهو
نوعان:
إيجاز حذف :ويكون بحذف كلمة أو جملة أو أكثر مع قرينة تعيّن المحذوف،
كما في األمثلة التالية:
-3قوله تعالى ﴿ :كان الناس أمة واحدة فبعث هللا النبيين ﴾ أي :فاختلفوا فبعث
هللا.
-4قوله تعالى حاكيا عن أحد الفتيين الذي أرسله العزيز إلى يوسف﴿ :
فأرسلون()يوسف أيها الصديق ﴾ أي :فأرسلوني إلى يوسف ألستعبره الرؤيا،
فأرسلوه ،وقال له :يا يوسف.
ج -اإلطناب:
وهو :زيادة اللفظ على المعنى لفائدة ،نحوَ ﴿ :ربّ ِّ إِّ ِّنّي َوهَنَ ْالعَ ْ
ظ ُم ِّمنِّّي َوا ْشتَعَ َل
شيْبا ً ﴾ أيَ :ك ِّبرت. الرأْ ُ
س َ َّ
ويكون بأمور عدة منها:
ذكر الخاص بعد العام للتنبيه على فضل الخاص ،كقوله تعالىَ ﴿ :ربّ ِّ ِّإ ِّنّي
شيْبا ً ﴾ أيَ :ك ِّبرت. الرأْ ُ
س َ َوهَنَ ْال َع ْ
ظ ُم ِّم ِّنّي َوا ْشت َ َع َل َّ
ذكر العام بعد الخاص إلفادة العموم مع العناية بشأن الخاص ،نحوَ ﴿ :ربّ ِّ
ت﴾. ي ُمؤْ ِّمنا ً َو ِّل ْل ُمؤْ ِّمنِّينَ َو ْال ُمؤْ ِّمنَا ِّ ا ْغ ِّف ْر ِّلي َو ِّل َوا ِّلدَ َّ
ي َو ِّل َمن دَ َخ َل بَ ْيتِّ َ
ض ْينَا ِّإلَ ْي ِّه ذَ ِّل َك
اإليضاح بعد اإلبهام لتقرير المعنى في ذهن السامع،نحوَ ﴿ :وقَ َ
ص ِّب ِّحينَ ﴾ األ َ ْم َر أ َ َّن دَا ِّب َر َهؤُالء َم ْق ُ
طوع م ْ
-يا قبر معن أنت أول حفرة من األرض خطت للسماحة موضعا
ويا قبر معن كيف واريت جوده وقد كان منه البر والبحر مترعا
-لقد علم الحي اليمانون أنني إذا قلت أما تعد أني خطيبها
التذييل :وهو تعقيب الجملة بجملة أخرى تشتمل على معناها توكيدا وهو
قسمان:
لم يبق جودك لي شيئا أؤمله تركتني أصحب الدنيا بال أمل
االحتراس :ويكون حينما يأتي المتكلم بمعنى يمكن أن يدخل عليه فيه لوم،
فيفطن لذلك ويأتي بما يخلصه منه ،نحو: