You are on page 1of 51

‫نظام التعلم اإللكتروني والتعليم عن بعد‬

‫محتوى البالغة ‪( 2‬البيان والبديع)‬

‫د ‪ /‬ف ايز عارف القرعان‬

‫صفحة ‪1‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫المحاضرة االولى‬
‫علم البيان‪ :‬مفهومه وأقسامه‪.‬‬
‫عناصر المحاضرة‪:‬‬
‫‪ -1‬علم البيان‪ :‬مفهومه‪ ،‬وأقسامه‪.‬‬
‫‪ -‬التشبيه‪ :‬مفهومه‪ ،‬وأركانه‪ .‬وطرف اه من حيث مادتهما‪.‬‬

‫مفهوم علم البيان‪ :‬اختلف البالغيون في تعريفهم مصطلح (البيان) فبعد أن كان يعنى الداللة الظاهرة على المعنى الخفي‬
‫عند الجاحظ‪ ،‬وكان يعني االسم الذي يحيط بمعناك ويجلي عن مغزاك عند جعفر بن يحيى استقر على تعريف القزويني‬
‫وأخذ يعرف به‪ ،‬يقول القزويني‪“:‬هو علم يُعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الداللة عليه“‪.‬‬
‫‪-‬إن قوله (علم يُعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة) يعني أن الفكرة الواحدة أو المعنى الواحد يمكن أن نعبر عنه‬
‫بطرائق تعبيرية مختلفة وجميعها يندرج تحت ما نسميه (علم البيان )‪.‬‬

‫‪ -1‬ق ال البحتري يمدح المتوكل‪:‬‬


‫فمثالً يمكننا أن نلحظ معنى الكرم باألساليب التعبيرية اآلتية‪:‬‬
‫ق ابلتنا ولك الدنيا بما فيها‬ ‫بحرا لعافينا فكيف وقد‬
‫لت ً‬‫ما ز َ‬
‫بحرا) عن كرم المتوكل مشبها إياه بالبحر كثير العطاء‪ .‬وهذا تعبير بطريقة التشبيه‪.‬‬
‫عبر البحتري بقوله (ما زلت ً‬
‫‪ -2‬وق ال المتنبي في وصف دخول رسول الروم على سيف الدولة‪:‬‬
‫وأقبل يمشي في البساط فما درى إلى البحر يسعى أم إلى البدر يرتقي‬
‫يشيرالمتنبي بكلمة (البحر) إلى الممدوح وهو سيف الدولة إذ شبهه بالبحر‪ .‬وهذا عن طريق االستعارة‪.‬‬
‫‪ -3‬وق ال آخر‪:‬‬
‫ظننت حياتي من أياديكا‬
‫ُ‬ ‫بع ما تُولي يدًا بيد حتى‬
‫لت تُ ْت ُ‬
‫ما ز َ‬
‫عبر الشاعر بكلمات (يدًا بيد وأياديك) عن النعم التي يتصف بها الممدوح‪ ،‬وهذا عن طريق المجاز المرسل‪.‬‬
‫‪ -4‬وق ال آخر‪:‬‬
‫ولكن يسير الجود حيث يسير‬ ‫فما جازه جود وال حلّ دونه‬
‫نسب الشاعر في البيت الجود (الكرم) إلى المكان الذي يسير فيه الممدوح مكنياً به عن كرمه وذلك بنسبته إلى مكانه‪.‬‬
‫‪ -‬فطرائق علم البيان إذن مختلفة نستطيع أن نعبر بها عن المعنى الواحد‪.‬‬

‫أقسام البيان هي‪:‬‬


‫‪ -1‬التشبيه‪ -2 .‬المجاز العق لي‪ -3 .‬المجاز المرسل‪ -4 .‬االستعارة‪ -5 .‬الكناية‪.‬‬

‫صفحة ‪2‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫مفهوم التشبيه‪ :‬يقول القزويني‪ ” :‬التشبيه الداللة على مشاركة أمر ألمر في معنى“‪.‬‬
‫ويمكن أن نعرفه بأنه إلحاق أمر بأمر بأداة التشبيه لجامع بينهما‪.‬‬
‫ف التشبيه إذن يتكون من أربعة أركان‪ ،‬هي‪ :‬المشبه والمشبه به وأداة التشبيه‪ ،‬ووجه الشبه الذي يجمع بين المشبه‬
‫والمشبه به‪.‬‬
‫ف لو نظرنا في قول ابن المعتز اآلتي‪ ،‬ألدركنا هذه البنية‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫مرةً وانفتاح ا‬
‫ف انطباق اً َّ‬ ‫ف ق ار‬
‫صحَ ُ‬
‫وكأن البَ ْر َق ُم ْ‬
‫َّ‬
‫ف ق ار)‪ ،‬وجعلهما‬
‫ص َح ُ‬
‫نلحظ من البيت أن الشاعر أراد أن يتحدث عن البرق‪ ،‬ف أتى بالبرق وجعله المشبه‪ ،‬ثم أتى ب كلمتي( ُم ْ‬
‫مشبهاً به‪ ،‬وكل غاية ابن المعتز من الجمع بين المشبه والمشبه به أن يوصلهما إلى المتلقي بصورة جديدة تختلف عن‬
‫األصلين الدالليين اللذين أخذ كل طرف منهما‪ ،‬هذه الصورة هي صورة حركية بين انقباض وانبساط داالتها مزيج من البرق‬
‫والمصحف‪.‬‬
‫أركان التشبيه هي‪:‬‬
‫‪ -1‬المشبه (وهو الطرف األول في التشبيه)‪.‬‬
‫‪ -2‬المشبه به (وهو الطرف الثاني في التشبيه)‪.‬‬
‫‪ -3‬أداة التشبيه‪.‬‬
‫‪ -4‬وجه الشبه‪.‬‬
‫وهذه األركان ليست سواء في التشبيه ف المشبه والمشبه به ال يمكن االستغناء عنهما فبدونهما ال يقوم التشبيه‪ ،‬في حين يمكن‬
‫أن نستغني عن ذكر األداة أو وجه الشبه لجواز تقديرهما فيه‪.‬‬

‫طرف ا التشبيه (المشبه والمشبه به)‬


‫التفت البالغيون في حديثهم عن طرفي التشبيه إلى البحث في المراجع اإلدراكية التي صدر عنها كل منهما‪ ،‬ونظروا أيضاً‬
‫إلى الخاصية التركيبية التي ائتلفت فيها كلماتهما في السياق التشبيهي‪ ،‬فجاؤوا بعدد من المباحث هي‪:‬‬
‫‪ -1‬الطرف ان من حيث مادتهما‪( :‬الحسية أو العق لية)‪.‬‬
‫‪ -2‬بنية الطرفين التعددية‪.‬‬
‫‪ -3‬بنية الطرفين اإلفرادية والتركيبية‪.‬‬

‫الطرف ان من حيث مادتهما‪( :‬الحسية أو العق لية)‪.‬‬


‫ينقسم طرف ا التشبيه من حيث مادتهما الى أربعة أقسام هي‪:‬‬
‫‪ -1‬التشبيه الذي طرف اه حسيان‪.‬‬
‫‪ -2‬التشبيه الذي طرف اه عق ليان‪.‬‬
‫‪ -3‬تشبيه المحسوس بالمعقول‪.‬‬
‫‪ -4‬تشبيه المعقول بالمحسوس‪.‬‬
‫ومعنى الحسي هو ما يدرك بإحدى الحواس الخمس (البصر‪ ،‬والسمع‪ ،‬والشم‪ ،‬والذوق‪ ،‬واللمس)‪.‬‬

‫صفحة ‪3‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫محسوسا أيضاً‪ .‬كما في تشبيه الخد بالورد‪،‬‬
‫ً‬ ‫‪ -1‬تشبيه المحسوس بالمحسوس‪ :‬وهو أن يكون فيه المشبه محسوساً‪ ،‬والمشبه به‬
‫والقد بالغصن‪ ،‬والفتاة بالبدر في المبصرات‪ ،‬والصوت الضعيف بالهمس في المسموعات‪ ،‬والنكهة بالعطر في المشمومات‪،‬‬
‫والريق بالخمر في المذوق ات‪ ،‬والجلد الناعم بالحرير في الملموسات‪ .‬وكما في قول ابن المعتز‪:‬‬
‫كالعنقُود‬
‫الغرب ُ‬ ‫والثريا في ْ‬ ‫الحواشي‬
‫ارني والدُّجى أحمُّ َ‬
‫َز َ‬
‫بات يُ ْجلَى على غالَئلَ ُسود‬
‫َ‬ ‫طوق عَ ُروس‬
‫وهالَلُ السماء ُ‬
‫أيضا‬
‫ومشبها به (العنقود) يدرك ً‬
‫ً‬ ‫ف التشبيه األول (الثريا في الغرب كالعنقود) يتضمن مشبهاً (الثريا) يدرك بحاسة البصر‪،‬‬
‫طوق عَ ُروس) ف إن المشبه فيه (هالل السماء) يدرك حاسة البصر‪،‬‬
‫بحاسة البصر‪ .‬وكذلك الحال في التشبيه الثاني (وهالَلُ السماء ُ‬
‫طوق عَ ُروس) يدرك بحاسة البصر أيضاً‪.‬‬
‫والمشبه به ( ُ‬
‫ومثال الحسي بالحسي أيضاً‪:‬‬
‫قول الشاعر‪ :‬أنت نجم في رفعة وضياء تجتليك العيون شرقًا وغربًا‬
‫ف‬‫كأن قوامه أل ُ‬
‫ّ‬ ‫ف‬‫قول آخر ‪ :‬غزال فوق ما أص ُ‬
‫حوافره‬
‫ُ‬ ‫البروق سيوفُه وتحكي الرعودَ الق اصف ات‬
‫َ‬ ‫وزحف له تحكي‬
‫قول آخر ‪ْ :‬‬
‫‪-‬وقد أدرج البالغيون تحت الطرفين الحسيين التشبيه الخيالي المركب من عناصر متعددة كل واحد منها يدرك بإحدى‬
‫الحواس ولكن هيئته المركبة ال وجود لها في الواقع الحقيقي‪ ،‬وإنما وجودها في الواقع المتخيل‪ .‬كما في قول الشاعر‪:‬‬
‫ق إذا تصوب أو تصعد‬ ‫وكأن محمر الشقي‬
‫ن على رماح من زبرجد‬ ‫أعالم ياقوت نشر‬

‫‪ -2‬تشبيه المعقول بالمعقول‪ :‬وهو أن يكون طرف ا التشبيه من مرجعين عق ليين‪ .‬كما في قول الشاعر‪:‬‬
‫أمل يرتجى لنفع وضر‬ ‫رب حي كميت ليس فيه‬
‫يمثل المشبه (حي) معنى عق لياً وهو الحي الموجود العار عن الفوائد‪ ،‬ويمثل المشبه به (ميت) معنى عق لياً وهو العدم‪ .‬وهما‬
‫معنيان ال يدركان إال بالعق ل‪.‬‬
‫‪-‬وكما في قول امرئ القيس‪:‬‬
‫والمرء بينهما خيال سار‬ ‫العيش نوم والمنية يقظة‬
‫إذ شبه (العيش) المدرك بالعق ل ب (النوم) المدرك بالعق ل أيضاً‪ ،‬وشبه (المنية) المدركة بالعق ل ب (اليقظة) المدركة بالعق ل‬
‫أيضاً‪.‬‬
‫‪-‬وأدخل البالغيون في التشبيه العق لي بالعق لي التشبيه الوهمي‪ ،‬والتشبيه الوجداني‪ ،‬ق ال القزويني‪" :‬فدخل فيه الوهمي‪،‬‬
‫وهو ما ليس مدركاً بشيء من الحواس الخمس الظاهرة‪ ،‬مع أنه لو أدرك لم يدرك إال بها‪ ،‬كما في قول امرئ القيس‪:‬‬
‫ومسنونة زرق كأنياب أغوال‬
‫وعليه قوله تعالى " طلعها كأنه رؤوس الشياطين " وكذا ما يدرك بالوجدان كاللذة واأللم والشبع والجوع"‪.‬‬

‫صفحة ‪4‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫‪ -3‬تشبيه المحسوس بالمعقول‪ :‬وهو أن يكون المشبه محسوساً ‪ ،‬والمشبه به عق لياً‪ ،‬كما في قول الق اضي التنوخي‪:‬‬
‫انهض بنار الى فحم كأنهما في العين ظلم وإنصاف قد اتفق ا‬
‫ف َ‬
‫شبه الشاعر هنا شيئين بشيئين إذ شبه ال (نار) المدركة بحاسة البصر بالمشبه به ال (إنصاف) المدرك بالعق ل‪ ،‬وشبه ال‬
‫(فحم)المدرك بحاسة البصربالمشبه به ال (ظلم) المدرك بالعق ل‪.‬‬

‫‪ -4‬تشبيه المعقول بالمحسوس‪ :‬وهو أن يكون المشبه معقوالً ‪ ،‬والمشبه به محسوساً‪ ،‬كما في قول األرجاني ‪:‬‬
‫والجدّا‬
‫قراها جَ ْم ُعهُ الجدّ َ‬
‫ضيوف اً َ‬
‫المسهرات طَرقْنَه ُ‬
‫إذا ما الهمومُ ُ‬
‫سودا‬
‫ب كاللّي ل ُم ّ‬
‫أي يُنتضَى إذا ما أظَلَّالخَطْ ُ‬‫الر ُ‬
‫وكالصُّبح ُم ْب ْيضاً له َّ‬
‫في البيتين ثالثة تشبيهات‪ :‬كل مشبه فيها يدرك بالعق ل‪ ،‬وكل مشبه به يدرك بالحس‪ ،‬ف (الهموم) المشبه تدرك بالعق ل‬
‫و(الضيوف) المشبه به يدرك بالحس‪ .‬و(الرأي) المشبه يدرك بالعق ل‪ ،‬و(الصبح) المشبه به يدرك بالحس‪.‬و(الخطب) المشبه‬
‫يدرك بالعق ل‪ ،‬و(الليل) المشبه به يدرك بالحس‪ .‬وهذا النمط من التشبيه خالف النمط السابق فهو هنا يمتلك نوعاً من‬
‫الجماليات التعبيرية التي تقود المتلقي من الخفي إلى الجلي الظاهر‬
‫أيضا‪:‬‬
‫من أمثلته ً‬
‫ق ال أبو العالء‪:‬‬
‫دخان‬
‫ُ‬ ‫وأولها‬
‫أواخرها ّ‬ ‫وكالنار الحياةُ فم ْن رماد‬
‫وق ال البوصيري‪:‬‬
‫وإن تَفْطمه ينفطم‬
‫الرضاع ْ‬
‫ب ّ‬ ‫ُح ّ‬ ‫شب على‬
‫والنفس كالطف ل إن تُ ْهملْهُ َّ‬

‫تدريبات ‪:‬‬
‫اقرأ األمثلة اآلتية وأجب عما يليها من أسئلة‪:‬‬
‫ار‬ ‫كأنه علم في رأسه ن‬ ‫أبلج تأتم ال هداة به‬
‫أغر ُ‬‫‪ّ -1‬‬
‫حشوهن عقي ق‬
‫د ٍّر ْ‬
‫مداهن ُ‬
‫ُ‬ ‫الغض حولنا‬
‫‪ -2‬كأن عيون النرجس ِّ‬
‫‪ -3‬لها بشر مثل الحرير ومنط ق رخيم الحواشي ال ُهراء وال ن َزُر‬
‫صياح البوازي من صريف اللوائك‬ ‫ُ‬ ‫‪ -4‬كأن على أنيابها كلَّ ُس ْح رة‬
‫‪ -5‬ق ال تعالى‪” :‬كأنهن الياقوت والمرجان“‪.‬‬
‫‪ -‬حدد أركان التشبيه في كل ما سبق‪.‬‬
‫‪ -‬بين الطرف العق لي والطرف الحسي في كل منها مبيناً نوع الحاسة التي يدرك بها هذا الطرف‪.‬‬

‫صفحة ‪5‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫المحاضرة الثانية‬
‫التشبيه (‪)2‬‬
‫عناصر المحاضرة ‪:‬‬
‫رابعاً‪ -‬أدوات التشبيه‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ -‬بنية الطرفين اإلفرادية والتركيبية‪:‬‬ ‫ثانياً‪ -‬بنية الطرفين التعددية‪:‬‬
‫‪ -1‬تشبيه طرف اه مفردان‪.‬‬ ‫‪ -1‬التشبيه الملفوف‪.‬‬
‫‪ -2‬تشبيه طرف اه مركبان‪.‬‬ ‫‪ -2‬التشبيه المفروق‪.‬‬
‫‪ -3‬تشبيه مفرد بمركب‪.‬‬ ‫‪ -3‬تشبيه التسوية‪.‬‬
‫‪ -4‬تشبيه مركب بمفرد‪.‬‬ ‫‪ -4‬تشبيه الجمع‪.‬‬

‫بنية الطرفين التعددية ‪:‬‬


‫وقف البالغيون على طرفي التشبيه مالحظين تعدد كل طرف من طرفيه‪ ،‬من حيث إيراد مشبه واحد فيه أو أكثر من مشبه‬
‫وإيراد مشبه به واحد أو أكثر من مشبه به‪ .‬بحيث ال يحتاج كل واحد من المتعدد اآلخر في إنتاج الشبه أو وجه الشبه؛ بمعنى‬
‫أن كل واحد يشكل تشبيهاً منفصالً عن اآلخر في إحداث وجه الشبه وال يحتاج اآلخر في هذا‪ .‬وقد عينوا أربعة أقسام للتشبيه‬
‫من هذا القبيل‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -1‬التشبيه الملفوف‪ :‬وهو أن يأتي مشبهان أو أكثر في جهة يق ابالن مشبهين بهما أو أكثر في الجهة األخرى من التشبيه‬
‫من غير أن يكون أحدها متصالً باآلخر ومحتاجاً له إلتمام الشبه في التشبيه‪ .‬وقد عرفه القزويني في قوله‪" :‬الملفوف ما أُتى فيه‬
‫بالمشبهين ثم بالمشبه بهما“‪ .‬كما في قول امرئ القيس‪:‬‬
‫لدى وكرها العناب والحشف البالي‬ ‫كأن ق لوب الطير رطباً ويابساً‬
‫وذلك أنه شبه ق لوب الطير رطبة بالعناب وق لوبها يابسة بالحشف البالي‪ ،‬وجعل المشبهين في ناحية معاً والمشبهين بهما معاً‬
‫في جهة مق ابلة لألولى‪.‬‬
‫عر ووجهٌ وقَدُّ‬
‫وغصن شَ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫وبدر‬
‫ليلٌ ُ‬ ‫ومنه قول ابن المعتز‪:‬‬
‫وثغر وخدّ‬
‫ريق ٌ‬‫ٌ‬ ‫ودر ووردٌ‬
‫خمر ٌّ‬
‫ٌ‬
‫وقوله‪:‬‬
‫البرد‬
‫وقطوب في ندى ووغى كالغيث والبرق تحت العارض ْ‬ ‫ٌ‬ ‫تبسمٌ‬
‫ّ‬
‫‪ -2‬التشبيه المفروق‪ :‬وهو أن يأتي المشبه والمشبه به مقترنين معاً ثم يأتي آخران يتبعان األولين وهكذا‪ .‬وقد عرفه العباسي‬
‫في قوله‪" :‬التشبيه المفروق‪ ،‬وهو‪ :‬أن يؤتى بمشبه ومشبه به‪ ،‬ثم آخر وآخر”‪ .‬كما في قول المتنبي‪:‬‬
‫ت غَ َزاال‬
‫ت عنبراً ورنَ ْ‬
‫اح ْ‬
‫وف َ‬ ‫ت خُوطَ بان‬
‫ت قمراً ومالَ ْ‬
‫بَدَ ْ‬
‫ف المتنبي يدرج في بيته أربعة تشبيهات‪ :‬إذ شبه طلعة المرأة بالقمر‪ ،‬وشبه قدها بخوط البان‪ ،‬وشبه نشرها بالعنبر‪ ،‬وشبه‬
‫نظرتها بنظرة الغزال‪ .‬وهي تشبيهات متتابعة متجاورة في البنية التركيبية دون اتصال بينها‪ ،‬ودون حاجة أحدها إلى اآلخر‬
‫إلتمام ف ائدة معناه‪.‬‬
‫ومنه قول المرقش األكبر‪:‬‬
‫عنم‬
‫نير وأطراف األكف ْ‬ ‫النشر مسك والوجوه دنا‬

‫صفحة ‪6‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫وقول الشاعر‪:‬‬
‫زيت‬
‫إنما النفس كالزجاجة والعلم سراج وحكمةُ اهلل ُ‬
‫ت‬
‫مي ُ‬
‫أظلمت ف إنك ْ‬
‫ْ‬ ‫أشرقت ف إنك ح يٌّ وإذا‬
‫ْ‬ ‫ف إذا‬
‫وقول الشاعر‪:‬‬
‫نهار‬
‫والبياض ُ‬
‫ُ‬ ‫ف ليلٌ‬
‫والطر ُ‬
‫ْ‬ ‫رياض‬
‫ذار ٌ‬‫الخدُّ وردٌ والع ُ‬

‫‪ -3‬تشبيه التسوية‪ :‬هو أن يتعدد المشبه ويكون المشبه به واحداً‪ .‬وقد عرفه القزويني‪ ،‬فق ال‪ " :‬وإن تعدد طرفه األول‬
‫أعني المشبه دون الثاني سمي تشبيه التسوية“‪ .‬وقد ضرب له مثاالً قول الشاعر‪:‬‬
‫كالهما كالليال ي‬ ‫صدغ الحبيب وحالي‬
‫وأدمعي كالآلل ي‬ ‫وثغره في صف اء‬
‫يتضمن البيت األول تشبيهاً تكون طرفه األول من مشبهين هما‪ :‬صدغ الحبيب‪ ،‬وحالي‪ ،‬وجاء المشبه به واحداً وهو الليالي‪.‬‬
‫ويتشكل البيت الثاني من البنية نفسها‪ ،‬إذ جاء المشبه متعدداً من مشبهين هما‪ :‬الثغر‪ ،‬واألدمع‪ ،‬وجاء المشبه به واحداً‬
‫هو(الآللي)‪.‬‬

‫‪ -4‬تشبيه الجمع‪ :‬هو أن يكون المشبه في التشبيه واحداً‪ ،‬والمشبه به متعدداً‪ .‬وقد عرفه القزويني في قوله‪" :‬إن تعدد‬
‫طرفه الثاني‪،‬‬
‫أعني المشبه به دون األول سمي تشبيه الجمع“كقول البحتري‪:‬‬
‫منضد أو برد أو أق اح‬ ‫كأنما يبسم عن لؤلؤ‬
‫ف التشبيه هنا جاء مكوناً من مشبه واحد (يبسم) ومن مشبه به متعدد من ثالثة عناصر ال يحتاج أحدها إلى اآلخر في الشبه‬
‫الذي يقدمه في التشبيه‪ ،‬هذه المشبهات بها هي‪ :‬لؤلؤ منضد‪ ،‬وبرد‪ ،‬وأق اح‪.‬‬
‫وكما في قول السياب في قصيدة (أغنية في شهر آب)‬
‫نساء‬
‫وكأن الليل قطيع ْ‬
‫وعباءات سودُ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫كحلٌ‬
‫وكما في قوله في قصيدة (غريب على الخليج)‪:‬‬
‫صوت تفجّر في قرارة نفسي الثكلى‪ :‬عراق‪،‬‬
‫كالمدّ يصعد‪ ،‬كالسحابة‪ ،‬كالدموع إلى العيون‪.‬‬
‫وكما في قول محمود درويش‪:‬‬
‫رأيتك ملء ملح البحر والرمل‬
‫وكنت جميلة كاألرض‪ ..‬كاألطف ال‪ ..‬كالف ل‪.‬‬

‫صفحة ‪7‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫بنية الطرفين اإلفرادية والتركيبية ‪:‬‬
‫‪ -1‬تشبيه طرف اه مفردان‪:‬‬
‫هو الذي يكون كل طرف فيه مفرداً‪ .‬وليس اإلفراد‪ ،‬هنا‪ ،‬ما يق ابل المثنى أو الجمع كما هو في علم النحو‪ ،‬وإنما في البيان‬
‫هو الصورة البسيطة التي تتكون من أمر واحد‪ ،‬والتي تق ابل الصورة المركبة من أكثر من أمر واحد ‪ .‬كما في قول‬
‫البحتري‪:‬‬
‫ق ابلتنا ولك الدنيا بما فيها‬ ‫ما زلت بحراً لعافينا فكيف وقد‬
‫المشبه في البيت المخاطب بالضمير المتصل ب (ما زلت) وهو مفرد‪ ،‬والمشبه به (بحراً) وهو مفرد أيضاً‪ ،‬وكل منهما يشكل‬
‫صورة بسيطة‪.‬‬
‫الطرف ان المفردان المقيدان‪:‬‬
‫وقد يكون الطرف ان مقيدين‪ ،‬أو يكون أحدهما مقيداً واآلخر غير مقيد‪ ،‬ويكون القيد داالً على وجه الشبه‪ .‬والقيد قد‬
‫يكون شبه جملة أو حاالً أو صفة أو مضاف اًإليه‪ ،‬ويمكننا أن نلحظ القيود فيما تحته خط مما جاء في الشواهد اآلتية‪:‬‬
‫من أمثلة الطرفين المقيدين قولهم‪( :‬الساعي في غير طائل كالراقم على الماء)‪ ،‬و (علم ال ينفع كدواء ال يَ ْنجع)‪ ،‬و(الكلمة‬
‫المر)‪ ،‬و(الولد العاق كجمر الغضا)‪ ،‬و(العلم في الصغر كالنقش في الحجر)‪.‬‬
‫الصعبة المفيدة كالدواء ّ‬
‫ومن أمثلة المشبه غير المقيد والمشبه به المقيد قول الخنساء‪:‬‬
‫أغر أبلج تأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار‬
‫ومنها (الثغر كاللؤلؤ المنظوم)‬
‫ومن أمثلة المشبه المقيد والمشبه به غير المقيد‪(:‬الشعر األسود كالليل)‪.‬‬

‫‪ -2‬تشبيه طرف اه مركبان‪:‬‬


‫هو الذي يكون فيه كل من المشبه والمشبه به تركيباً أو صورة مركبة‪ ،‬كما في قول ابن المعتز‪:‬‬
‫قم الهالل بالعيد‬
‫بَشََّر ُس ُ‬ ‫ضت دَولَةُ الصيام َوقَد‬‫قَد انقَ َ‬
‫كل عُ ْنقُود‬
‫يفْتَ ُح ف اهُ أل ْ‬ ‫يَ ْت لُو الثَُّريَّا كف اغر شَره‬
‫فصورة المشبه هي الهالل الذي يتبع مجموعة نجوم الثريا‪ ،‬وصورة المشبه به هي اإلنسان الجائع الذي يفتح فمه ليأكل عنقوداً‬
‫من العنب‪ .‬فكما نلحظ أن كل طرف منهما يرسم صورة مركبة من مجموع أجزاء مترابطة على المستوى التركيبي ويق ابل‬
‫الطرف اآلخر بهذا المجموع الصوري‪.‬‬
‫وكما في قول ابن المعتز أيضاً‪:‬‬
‫الصباح‬
‫خاللَ نُجومها عندَ َ‬ ‫أَن سَماءَها لَ ّما تَجَلَّت‬
‫ك َّ‬
‫َ‬
‫ور األَق احي‬
‫تَفَتََّح بَينَهُ نَ ُ‬ ‫فسج خَضل نَداهُ‬ ‫ياض بَنَ َ‬
‫ر ُ‬
‫وكما في قول بشار بن برد‪:‬‬
‫وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه‬ ‫كأن مثار النقع فوق رءوسنا‬

‫صفحة ‪8‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫‪ -3‬تشبيه مفرد بمركب‪:‬‬
‫هو الذي يكون فيه المشبه مفرداً والمشبه به مركباً‪ ،‬كما في قول الشماخ ‪:‬‬
‫ف األَشَل‬
‫مس كَالمرآة في كَ ِّ‬
‫َوالشَ ُ‬
‫المشبه هنا مفرد (الشمس) وأما المشبه به‪ ،‬فهو متكون من صورة المرآة التي تتحرك مرتعشة وفق ارتعاش كف المشلول‪.‬‬
‫ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫إلي صباه غالب لي باطله‬ ‫ويوم كإبهام القطاة مزين‬
‫وقول الصنوبري‪:‬‬
‫د‬
‫ب أو تَصَعَّ ْ‬
‫ق إذا تصوَّ َ‬ ‫محمر الشقي‬
‫وكأن َّ‬
‫ن على رماح من زبرجد‬ ‫أعالمُ ياقوت نشر‬

‫‪ -4‬تشبيه مركب بمفرد‪:‬‬


‫هو الذي يكون فيه المشبه تركيباً والمشبه به مفرداً‪ .‬كما في قول أبي تمام‪:‬‬
‫يف تَصَوَّ ُر‬
‫كما تََريا ُوجوهَ األَرض كَ َ‬ ‫يا صاحبَيَّ تَقَصَّيا نَظََري ُ‬
‫الربا فَكَأَنَّما ُه َو ُمقم ُر‬
‫هر ُ‬‫تَ َريا نَهاراً ُمشمساً قَد شابَهُ َز ُ‬
‫يتشكل المشبه من صورة تتكون من النهار الذي سطعت فيه أشعة الشمس وخالطه زهر الروابي ‪ ،‬ويتشكل المشبه به من‬
‫مفرد وهو مقمر‪.‬‬

‫أدوات التشبيه ‪:‬‬


‫تشكل أدوات التشبيه المحور الرئيس الذي تقوم عليه العملية التشبيهية‪ ،‬سواء أكانت هذه األدوات حاضرة في التشبيه أم‬
‫غائبة عنه‪ ،‬ذلك ألن ألداة التشبيه ف اعلية إنتاج المشابهة بين طرفي بنية التشبيه‪ .‬وقد تعددت هذه األدوات‪ ،‬فكل لفظ‬
‫دل على مشابهة أو مماثلة أو على معنى المشابهة يندرج ضمن هذه األدوات‪ .‬وقد قسمها البالغيون ثالثة أقسام‪ ،‬هي‪:‬‬
‫وكأن)‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬حرف ا التشبيه وهما (الكاف‬
‫نحو قول الشاعر‪:‬‬
‫س علواً والبدر في اإلشراق‬ ‫أنت كالبحر في السماحة والشم‬
‫وقول إبراهيم طوق ان‪:‬‬
‫ب كأَّنهُ الزََّه ُر النَّدي‬ ‫لك الشَّبا‬
‫ف َ‬‫أز ُّ‬
‫وطني ُ‬
‫‪ -2‬األسماء‪ ،‬منها‪:‬‬
‫مثل‪ ،‬كقول عبد اهلل الجامع من البحرين‪:‬‬
‫ف لم يك إال كالفواق إذا بنا ومركبنا مثل النجوم الغوارب‬
‫ونحو‪ ،‬كقول عبد المحسن الصحاف‪:‬‬
‫نحو البهائم والثيران من خبل‬ ‫من باع وردا على الفحام ضيعه‬
‫وشبه‪ ،‬كقول المهلهل بن ربيعة‪:‬‬
‫ْ‬

‫صفحة ‪9‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫أسدتَ ُهم أَسدوا‬
‫شبهَ اللُيوث إذا استَ َ‬ ‫دت ُز َهيراً في َمآثرهم‬
‫إنّي َو َج ُ‬
‫وكل األسماء التي يمكن أن تشتق من المماثلة‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫مضارع‪ ،‬كقول حفني ناصف‪:‬‬
‫لب فيه عن تراضي‬
‫أباح الق ُ‬
‫َ‬ ‫أيا ق اضي الهوى ما الحكم فيمن‬
‫معرباً أم ر المواضي‬‫مضارع القم رين لحظاً عليه ْ‬
‫ُ‬ ‫فسلّ‬
‫ومشاكه‪ ،‬كقول زهير بن أبي سلمي‪:‬‬
‫ون بأَنماط عتاق َوكلَّة وراد َحواشيها ُمشاك َهة الدَم‬
‫عَلَ َ‬
‫ومماثل‪ ،‬كقول حسن حسني الطويراني‪:‬‬
‫المحرم‬
‫َومني بطيف من خيال ف إنني مماثل ذياك المنيع ّ‬
‫ومشابه‪ ،‬كقول المؤمل بن أميل المحاربي‪:‬‬
‫المنير‬
‫صورة القَمر ُ‬
‫ُمشَابهَ ُ‬ ‫أَن فيه‬
‫ي إال َّ‬
‫المهد ُّ‬
‫هو َ‬
‫وسيان‪ ،‬كقول ابن المعتز‪:‬‬
‫وت سيّان‬
‫الم ُ‬
‫الهوى َو َ‬
‫عض َ‬‫كن ل َهوى نَفسي َوبَ ُ‬
‫الهوى إن لَم يَ ُ‬
‫أُريد َ‬
‫َوال ُ‬
‫وسواء‪ ،‬كقول علي محمود طه‪:‬‬
‫المساء‬
‫ُ‬ ‫والمصابيح التي كان بها يُزهى‬
‫ُ‬
‫ماء‬
‫الشر فما فيها ذَ ُ‬
‫خنقتْها قبضةُ ِّ‬
‫سواء‬
‫فهي والليلُ ُ‬
‫صبغوها بسواد َ‬

‫‪ -3‬األفعال‪ ،‬منها ‪:‬‬


‫يشبه‪ ،‬كقول ابن الرومي‪:‬‬
‫البدر التماما‬
‫كرة قواما ووجهاً يشبه َ‬
‫لم ْن َ‬
‫رأت عيني ُ‬
‫ْ‬
‫ويشابه‪ ،‬كقول أشجع السلمي‪:‬‬
‫جاره‬
‫هر ُ‬‫يس يَخشى الدَ َ‬‫رمكي ي َولَ َ‬ ‫جار البَ َ‬
‫حت َ‬ ‫أَصبَ َ‬
‫هاره‬
‫في ضوء َجدواهُ نَ ُ‬ ‫در يُشابهُ لَيلهُ‬
‫بَ ٌ‬
‫ويضارع‪ ،‬كقول إبراهيم أطيمش‪:‬‬
‫يضارع السيف حدّاً فعل ماضيه‬ ‫صحيح لحظك معتل الجفون بدا‬
‫ويماثل ويحكي‪ ،‬كما في قول حافظ إبراهيم‪:‬‬
‫رار‬
‫فحتَيه شَ ُ‬
‫ص َ‬ ‫طير بكلتا َ‬‫يَ ُ‬ ‫كَأَنّي أَرى في اللَي ل نَصالً ُم َج َّردا‬
‫رار‬
‫تارةً َوقَ ُ‬
‫فوق َ‬ ‫فَفيه خُ ٌ‬ ‫ف خَفيَّةٌ‬ ‫تُقَلِّبُهُ ل َ‬
‫لعين كَ ٌّ‬
‫رار‬
‫ق َوغ ُ‬‫َويَحكيه منهُ َرونَ ٌ‬ ‫صف اء فرنده‬
‫يُماثلُ نَصلي في َ‬

‫صفحة ‪11‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫ويشاكه‪ ،‬كقول ابن دراج القسطلي‪:‬‬
‫دع‬ ‫ُم َحلَّى بأَفذاذ من الدُِّّر َ‬
‫والو ْ‬ ‫صدر ُزُم ُّرد‬
‫الجوزاء َ‬
‫ُ‬ ‫وأَب َرَزت‬
‫ْ‬
‫ضع‬
‫والو ْ‬
‫ن التََّرفُّع َ‬
‫عَلَى بَ ْون َما بَيْ َ‬ ‫يُشاكهُ َز ْه َر الروض في ماتع الضُّحى‬

‫تدريبات ‪:‬‬
‫‪ -1‬عُ ْد إلى الشواهد البالغية التي وردت في الحديث عن بنية طرفي التشبيه التعددية وحدد ما في الطرفين من إفراد‬
‫وتركيب‪.‬‬
‫د إلى الشواهد البالغية التي وردت في الحديث عن بنية طرفي اإلفرادية والتركيبية وحدد ما في الطرفين من تعدد‬
‫‪ -2‬عُ ْ‬
‫وإفراد‪.‬‬
‫‪ -3‬عُ ْد إلى الشواهد البالغية التي وردت في الحديث عن بنية طرفي التشبيه التعددية واإلفرادية والتركيبية وعين‬
‫أدوات التشبيه فيها‪.‬‬
‫‪ -4‬عُ ْد إلى الشواهد البالغية التي وردت في الحديث أدوات التشبيه وحدد ما في الطرفين من إفراد وتعدد وتركيب‪.‬‬

‫المحاضرة الثالثة‬
‫التشبيه (‪)3‬‬
‫عناصر المحاضرة ‪:‬‬
‫أوالً‪ -‬وجه الشبه‪ :‬أقسامه‪.‬‬
‫ثانيًا‪ -‬أقسام التشبيه من حيث األداة ووجه الشبه‪.‬‬

‫وجه الشبه ‪:‬‬


‫أدركنا عند حديثنا عن حدّ التشبيه أن طرفي التشبيه يجتمعان على معنى أو معاني متعددة‪ ،‬تشكل هذه المعاني الصف ات‬
‫المشتركة بينهما‪ ،‬وهذا هو وجه الشبه الذي تحدث عنه البالغيون‪ .‬فهو إذن الصفة المشتركة بين طرفي التشبيه يلتقيان‬
‫فيها ويفترق ان في غيرها‪ ،‬ف الحمرة مثالً صفة مشتركة بين طرفي التشبيه‪ :‬الخد كالوردة‪ .‬وفي العادة تكون الصفة في‬
‫المشبه به أظهر منها في المشبه‪ .‬لذلك يؤتى بالمشبه به إلظهار هذه الصفة في المشبه‪.‬‬
‫ووقف البالغيون على وجه الشبه طويالً بوصفه الصفة التي ينعقد عليها التشبيه والتي تقوم عليه العملية التشبيهية للوصول‬
‫بالتشبيه إلى إدراك مرحلة الصورة التي تجمع طرفيه في صورة واحدة‪ .‬ونظروا فيه من وجوه متعددة‪ ،‬فقسموه أنواعاً‬
‫مختلفة‪.‬‬
‫أقسام وجه الشبه ‪:‬‬
‫‪ -1‬وجه الشبه الحسي‪ -2 .‬وجه الشبه العق لي‪ -3 .‬وجه الشبه المفرد‪ -4 .‬وجه الشبه المتعدد‪.‬‬
‫‪ -5‬وجه الشبه المركب‪ -6 .‬وجه الشبه التحقيقي‪ -7 .‬وجه الشبه التخييلي‪.‬‬

‫صفحة ‪11‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫‪ -1‬وجه الشبه الحسي‪:‬‬
‫كما في قول القُشيري‪:‬‬
‫ب‬
‫الرط ُ‬
‫الغصن َّ‬
‫ُ‬ ‫وتأْخذُه عند المكارم هزَّةٌ كما اهتز تحت البارح‬
‫فوجه الشبه هنا هيئة الحركة وهو يدرك بحاسة البصر‪.‬‬
‫وكما في قول الشاعر‪:‬‬
‫فكأن البرق مصحف ق ار ف انطباق اً مرةً وانفتاحا‬
‫وكما في قول شاعر‪:‬‬
‫كأن قوامه ألف‬
‫ّ‬ ‫أصف‬
‫غزالٌ فوق ما ُ‬
‫‪ -2‬وجه الشبه العق لي‪.‬‬
‫كما في قول أبي نواس‪:‬‬
‫ثياب‬
‫ذئاباً على أجسادهن ُ‬ ‫الناس إال أق لَّهم‬
‫وقد صار هذا ُ‬
‫ْ‬
‫وجه الشبه هنا الوحشية والوحشية تدرك بالعق ل‪.‬‬
‫وكما في قول الشاعر‪:‬‬
‫ق ابلتنا ولك الدنيا بما فيها‬ ‫ما زلت بحراً لعافينا وقد‬
‫وجه الشبه الكرم وهو يدرك بالعق ل‪.‬‬
‫وكما في قول الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪“:‬أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم“‪ .‬وجه الشبه هنا الهداية وهي تدرك‬
‫بالعق ل‪.‬‬
‫‪ -3‬وجه الشبه المفرد‪ :‬وهو ما كان متولداً من أمر واحد‪.‬‬
‫كما في قول‪:‬‬
‫س علواً والبدر في اإلشراق‬ ‫أنت كالبحر في السماحة والشم‬
‫وقول الشاعر‪:‬‬
‫ق ابلتنا ولك الدنيا بما فيها‬ ‫بحرا لعافينا فكيف وقد‬
‫ما زلت ً‬
‫‪ -4‬وجه الشبه المتعدد‪ :‬هو الذي يتكون من أكثر من عنصر من غير أن يكون داخالً في تركيب‪ ،‬وال انتزاع هيئة‪ ،‬ويكون‬
‫كل عنصر منفصالً عن غيره ومستق الً؛ بمعنى أن كل أمر منها‪ ،‬لو اقتصر عليه كفى في التشبيه‪.‬‬
‫كما في قول أبي بكر الخالدي‪:‬‬
‫وضياءً ومناال‬ ‫يا شبيه البدر حسناً‬
‫وقواماً واعتداال‬ ‫وشبيه الغصن ليناً‬
‫ومالال‬
‫ونسيماً َ‬ ‫أنت مثل الورد لوناً‬
‫وكما في الشاعر‪:‬‬
‫أنت نجم في رفعة وضياء تجتليك العيون شرق اً وغربا‬

‫صفحة ‪12‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫‪ -5‬وجه الشبه المركب‪:‬‬
‫وهو الذي يكون متولداً من أمرين أو عنصرين ف أكثر بحيث يحتاج كل واحد منها اآلخر الكتمال وجه الشبه‪.‬‬
‫كما في قول بشار بن برد‪:‬‬
‫كأن مثار النقع فوق رؤوسنا وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه‬
‫وجه الشبه هنا هو هيئة منتزعة من طرفين مركبين وهي هيئة شيء مظلم يتخلله شيء أبيض المع متحرك‪ ،‬وال شك في أن هذا‬
‫الوجه يتكون من أكثر من عنصر ويحتاج كل واحد منها لآلخر حتى يكتمل هذا الوجه‪.‬‬
‫وكما في قول المتنبي‪:‬‬
‫كما نفضت جناحيها العق اب‬ ‫يهز الجيش حولك جانبيه‬
‫‪ -6‬وجه الشبه التحقيقي‪:‬‬
‫المراد بالتحقيق هنا هو أن تكون الصفة المشتركة في كل من الطرفين على وجه التحقيق أو الحقيقة‪.‬‬
‫كما في قوله تعالى‪” :‬وله الجواري المنشآت في البحر كاألعالم“‪.‬‬
‫فوجه الشبه هنا عظم الحجم وضخامته‪ ،‬وهو متوفر في المشبه (الجواري) وفي المشبه به (األعالم)‪.‬‬
‫عر ووجهٌ وقَدُّ‬
‫وغصن شَ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫وبدر‬
‫وكما في قول الشاعر‪ :‬ليلٌ ُ‬
‫وثغر وخدّ‬
‫ريق ٌ‬‫ٌ‬ ‫ودر ووردٌ‬
‫خمر ٌّ‬
‫ٌ‬
‫ف السواد متحقق في الليل والشعر‪ ،‬واالستدارة متحققة في البدر والوجه‪ ،‬واالستق امة متحققة في الغصن والقد‪ ،‬وطيب‬
‫المذاق متحققة في الخمر والريق‪ ،‬والبياض متحقق في الدر والثغر‪ ،‬والحمرة متحققة في الورد والخد‪.‬‬
‫‪ -7‬وجه الشبه التخييلي‪:‬‬
‫المراد بالتخييلي هنا هو أن تكون الصفة المشتركة أي وجه الشبه ال يمكن تحققه في المشبه أو المشبه به إال على وجه‬
‫التخييل ال على وجه التحقيق أو الحقيقة‪ ،‬وال بد إلدراكه من التأويل والتخييل‪.‬‬
‫كما في قول الق اضي التنوخي‪:‬‬
‫ابتداع‬
‫ُ‬ ‫ن الح بينهن‬
‫وكأن النجوم بين دجاها َسنَ ٌ‬
‫وجه الشبه هنا هو الهيئة الحاصلة من حصول أشياء مشرقة بيضاء في جوانب أشياء سوداء مظلمة‪ ،‬إن هذا الوجه غير متحقق في‬
‫المشبه به بغض النظر عن تحققه في المشبه‪.‬‬
‫ومثاله قول أبي طالب الرقي‪:‬‬
‫ولقد ذكرتك والظالم كأنه يوم النوى وفؤاد من لم يعشق‬
‫وجه الشبه هنا هو السواد وال بد من تخيله في المشبه بهما (يوم النوى) و(فؤاد من لم يعشق)‪.‬‬
‫وكقول الشاعر‪:‬‬
‫كالهما كالليالي صدغ الحبيب وحالي‬

‫أقسام التشبيه من حيث األداة في الذكر والحذف ‪:‬‬


‫ينقسم التشبيه من حيث أداته في الذكر والحذف الى قسمين هما‪:‬‬
‫‪ -1‬التشبيه المرسل‪ :‬هو التشبيه الذي ذكرت فيه األداة‪ ،‬نحو قول الشاعر‪:‬‬

‫صفحة ‪13‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫قمراً يكر على الرجال بكوكب‬ ‫وتراه في ظلم الوغى فتخاله‬
‫‪ -2‬التشبيه المؤكد‪ :‬هو التشبيه الذي حذفت فيه األداة‪ ،‬نحو قول الشاعر‪:‬‬
‫هم البحور عطاء حين تسألهم وفي اللق اء إذا تلق اهم بُهمُ‬

‫أقسام التشبيه من حيث وجه الشبه في الذكر والحذف ‪:‬‬


‫ينقسم التشبيه من حيث وجهه في الذكر والحذف الى قسمين هما‪:‬‬
‫‪ -1‬التشبيه المفصل‪ :‬هو التشبيه الذي ذكر فيه وجه الشبه‪ ،‬نحو قول الشاعر‪:‬‬
‫أنت كالبحر في السماحة والشم س علواً والبدر في اإلشراق‬
‫‪ -2‬التشبيه المجمل‪ :‬هو التشبيه الذي حذف فيه وجه الشبه‪ ،‬نحو قول الشاعر‪:‬‬
‫سحاب مظلمُ‬
‫ٌ‬ ‫جاج خيلهم‬
‫بوارق وعَ َ‬
‫ُ‬ ‫إيماض السيوف‬
‫َ‬ ‫وكأن‬
‫ّ‬

‫أقسام التشبيه من حيث األداة ووجه الشبه معاً في الذكر والحذف ‪:‬‬
‫ينقسم التشبيه من حيث أداته ووجه الشبه في الذكر والحذف أربعة أقسام‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -1‬التشبيه التام (المرسل المفصل)‪ :‬هو الذي تذكر فيه األداة ووجه الشبه‪ ،‬نحو قول الشاعر‪:‬‬
‫مر السحابة‪ ،‬ال ريث وال عجلُ‬
‫ّ‬ ‫كأن مشيتها من بيت جارتها‬
‫ّ‬
‫‪ -2‬التشبيه البليغ (المؤكد المجمل)‪ :‬هو الذي تحذف فيه األداة ووجه الشبه‪ ،‬نحو قول الشاعر‪:‬‬
‫نير وأطراف األكف عنم‬ ‫النشر مسك والوجوه دنا‬
‫‪ -3‬التشبيه المرسل المجمل‪ :‬نحو قول الشاعر السري الرف اء في وصف شمعة‪:‬‬
‫مفتولة مجدولة تحكي لنا قدَّ األسلْ‬
‫والنار فيها كاألجلْ‬
‫ُ‬ ‫كأنها عمر الفتى‬
‫‪ -4‬التشبيه المؤكد المفصل‪ :‬نحو قول الشاعر‪:‬‬
‫هم البحور عطاء حين تسألهم وفي اللق اء إذا تلق اهم بُهمُ‬

‫تدريبات ‪:‬‬
‫س‪ -1‬بين وجه الشبه في الشواهد البالغية وحدد نوعه من حيث الحسي والعق لي واإلفراد والتعدد والتركيب والتحقيق‬
‫والتخييل اآلتية‪:‬‬
‫لدى وكرها العناب والحشف البالي‬ ‫‪ -‬كأن ق لوب الطير رطباً ويابساً‬
‫عر ووجهٌ وقَدُّ‬
‫وغصن شَ ٌ‬‫ٌ‬ ‫وبدر‬
‫‪ -‬ليلٌ ُ‬
‫البرد‬
‫وقطوب في ندى ووغى كالغيث والبرق تحت العارض ْ‬ ‫ٌ‬ ‫تبسمٌ‬
‫‪ّ -‬‬
‫ت غَ َزاال‬
‫ت عنبراً ورنَ ْ‬
‫اح ْ‬
‫وف َ‬ ‫ت خُوطَ بان‬
‫ت قمراً ومالَ ْ‬
‫‪ -‬بَدَ ْ‬
‫زيت‬
‫‪ -‬إنما النفس كالزجاجة والعلم سراج وحكمةُ اهلل ُ‬
‫ت‬
‫مي ُ‬
‫أظلمت ف إنك ْ‬
‫ْ‬ ‫وإذا‬ ‫ي‬
‫أشرقت ف إنك ح ٌّ‬
‫ْ‬ ‫‪ -‬ف إذا‬

‫صفحة ‪14‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫س‪ -2‬بين نوع التشبيهات اآلتية من حيث وجه الشبه أو األداة أو األداة ووجه الشبه معاً فيما يأتي من شواهد بالغية‪:‬‬
‫نهار‬
‫والبياض ُ‬
‫ُ‬ ‫ف ليلٌ‬
‫والطر ُ‬
‫ْ‬ ‫رياض‬
‫ذار ٌ‬
‫‪ -‬الخدُّ وردٌ والع ُ‬
‫‪ -‬صدغ الحبيب وحالي كالهما كالليال ي‬
‫وأدمعي كالآلل ي‬ ‫وثغره في صف اء‬
‫نساء‬
‫‪ -‬وكأن الليل قطيع ْ‬
‫سود‪.‬‬
‫وعباءات ُ‬
‫ٌ‬ ‫كحلٌ‬
‫‪ -‬رأيتك ملء ملح البحر والرمل‬
‫وكنت جميلة كاألرض‪ ..‬كاألطف ال‪ ..‬كالف ل‪.‬‬

‫المحاضرة الرابعة‬
‫عناصر المحاضرة ‪:‬‬
‫أوالً‪ -‬تشبيه التمثيل‪ .‬ثانياً‪ -‬التشبيه المق لوب‪ .‬ثالثاً‪ -‬التشبيه الضمني‪ .‬رابعاً‪ -‬أغراض التشبيه‪.‬‬

‫أوالً‪ -‬تشبيه التمثيل ‪:‬‬


‫يأتي تشبيه التمثيل من قبيل وجه الشبه الذي يكون منتزعاً من متعدد أي من تشبيه صورة مركبة بصورة مركبة‪ .‬ويعني‬
‫التركيب هنا ما كنا نتحدث عنه في تركيب طرفي بنية التشبيه‪.‬‬
‫‪ -‬مثاله قول الشاعر‪:‬‬
‫الرفعه‬
‫ْ‬ ‫كأنما المريخ والمشتري قدّامه في شامخ‬
‫عه‬
‫شم ْ‬
‫أُسرجت قُدّامه ْ‬
‫صرف بالليل عن دعوة قد ْ‬
‫ُمنْ ٌ‬
‫يتضمن البيت األول المشبه وهو (المريخ والمشتري الذي يسير أمامه) ويتضمن البيت الثاني المشبه به (منصرف عن دعوة‬
‫وقد أشعلت أمامه شمعة ليالً) إن كل طرف من طرفي التشبيه هنا تركيب أو صورة لذا ينشأ عنهما وجه شبه يجعل التشبيه‬
‫تشبيهاً تمثيلياً‪ ،‬هذا الوجه هو هيئة شيء أبيض المع وسط شيء أسود مظلم وقد تقدم شيئاً أبيض المعاً أيضاً‪.‬‬
‫‪ -‬ومثاله أيضاً قول شاعر يمدح ف ارساً‪:‬‬
‫وتراه في ظلم الوغى فتخاله قمراً يكر على الرجال بكوكب‬
‫يتضمن المشبه هنا صورة الف ارس وبيده سيف المع يتخلل غبار المعركة ويتضمن المشبه به صورة القمر الذي يتخلل ظلمة‬
‫السماء وقد اتصل به كوكب مضيء‪ .‬ومن هنا ينشأ وجه الشبه هيئة مشكلة من شيء مضيء المع يبدي شيئاً متأللئاً في وسط‬
‫شيء أسود مظلم‪.‬‬
‫‪ -‬ومثاله كذلك قول الشاعر‪:‬‬
‫كأنه وكأن الكأس في فمه هاللُ أول شهر غاب في شفق‬
‫يتضمن المشبه هنا صورة إنسان وقد دخل بعض الكأس في فمه‪ ،‬ويتضمن المشبه به صورة القمر وقد غاب جله في ظلمة‬
‫السماء فما بقي منه سوى جزء مقوس مضيء‪ .‬ومن هنا ينشأ وجه الشبه الذي هو هيئة مشكلة من شيء مقوس مضيء المع‬
‫وسط شيء غير المع‪.‬‬

‫صفحة ‪15‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫‪ -‬وكما في قول بشار بن برد‪:‬‬
‫كواكبه‬
‫ْ‬ ‫كأن مثار النقع فوق رؤوسنا وأسيافنا ليل تهاوى‬
‫لعلنا نلحظ أن وجه الشبه هنا هو شيء المع متحرك وسط شيء أسود مظلم‪.‬‬
‫‪ -‬وكما في قوله تعالى‪” :‬مثَلُ الذين ُح ّملوا التوراةَ ثم لم يحملوها كمثَل الحمار يحمل أسف اراً“‪.‬‬
‫لعلنا نلحظ هنا أن وجه الشبه هو صورة مَ ْن ُهيّئت له نف ائس األشياء ف لم يزدد بها إال تعباً وخسارة‪.‬‬
‫‪ -‬وقول ابن المعتز‪:‬‬
‫بشر سقم الهالل بالعيد‬ ‫قد انقضت دولة الصيام وقد‬
‫يفتح ف اه ألك ل عنقود‬ ‫يتلو الثريا كف اغر ش ره‬
‫‪ -‬وقول ابن الرومي‪:‬‬
‫أول بدء المشيب واح دة تشعل ما جاورت من الشَّ َعر‬
‫أولَ ص ول صغيرةُ الشّرر‬
‫مثلُ الحريق العظيم تبدؤه ّ‬
‫التشبيه غير التمثيلي‪.‬‬
‫يق ابل تشبيه التمثيل تشبيهاً غير تمثيلي وهو ما كان فيه وجه الشبه عكس ما يكون في تشبيه التمثيل؛ أي يكون وجه الشبه‬
‫منتزعاً من غير مركبين وال يكون وجهاً مركباً‪ ،‬وهذا ال يتعارض مع تعدد وجوه الشبه التي ال تشكل تركيباً‪.‬‬
‫‪ -‬مثاله قول امرئ القيس‪:‬‬
‫وليل كموج البحر أرخى سدوله علي بأنواع الهموم ليبتلي‬
‫وجه الشبه هنا هو شيء أسود ممتد‪ .‬وهو وجه شبه مفرد ال تركيب فيه‪.‬‬
‫وأمثلة هذا النوع كثيرة فيما تقدم من شواهد التشبيه في المحاضرتين األخيرتين قبل هذه المحاضرة‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬التشبيه المق لوب ‪:‬‬


‫التشبيه المق لوب هو جعل المشبه مشبهاً به والمشبه به مشبهاً من أجل المبالغة في صف ات المشبه‪ .‬وهذا يعنى ق لب بنية‬
‫التشبيه المألوفة‪ ،‬وهي التي تأتي على وفق األصول والفروع‪ ،‬األصول تعنى ما اعتاد العرب على أن تكون مشبهات بها‪،‬‬
‫والفروع مشبهات ‪ ،‬فقولنا‪( :‬محمد كاألسد في الشجاعة) مبني على أن محمداً (فرع) مشبه وأسداً (أصل) مشبه به‪ ،‬ف لو ق لنا‪:‬‬
‫(األسد كمحمد في الشجاعة) لق لبنا البنية‪ ،‬فتكون عندئذ تشبيهاً مق لوباً‪.‬‬
‫‪ -‬مثاله قول البحتري‪:‬‬
‫في طلعة البدر شيء من محاسنها وللقضيب نصيب من تثنيها‬
‫في البيت تشبيهان شبه الشاعر في األول طلعة البدر وهو أصل بمحاسن المحبوبة وهي فرع‪ ،‬وفي التشبيه الثاني شبه ما في‬
‫القضيب من ليونة الحركة وهو أصل بما في المحبوبة من تثن وليونة‪ ،‬وال شك في أن هذه البنية تبالغ في صف ات المحبوبة‪.‬‬
‫‪ -‬وكما في قول ابن المعتز‪:‬‬
‫والح ضوء قُمير كاد يفضحنا مثلَ القُالمة قد قُدّت من الظّفْر‬
‫غرة ُمهر أشقر‬
‫طرة ليل مسفر كأنه ّ‬ ‫والصبح في ّ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬وقوله‪:‬‬

‫صفحة ‪16‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫‪ -‬وقول محمد بن ُو َه ْيب الحميري في مدح المأمون‪:‬‬
‫وجه الخليفة حين يمتدح‬ ‫غرتَه‬
‫وبدا الصباح كأن ّ‬
‫‪ -‬وقول البحتري‪:‬‬
‫تبسم عيسى حين يلفظ بالوعد‬ ‫بالعشي لصبحها‬
‫ّ‬ ‫كأن سناها‬
‫‪ -‬وقول شاعر‪:‬‬
‫كأن فسيحها صدر الحليم‬ ‫ن لهم ودونهم ف الة‬
‫أح ُّ‬

‫ثالثاً‪ -‬التشبيه الضمني‪:‬‬


‫ال يأتي هذا التشبيه في صورة من صور التشبيه المعروفة‪ ،‬إذ ال ينص على المشبه والمشبه به صراحة‪ ،‬بل يلمحان في البنية‬
‫التركيبة التي تتضمنه‪ ،‬وكذلك الحال في األداة ف إنها ال تذكر في هذا التركيب وال يجوز تقديرها كما هي الحال في‬
‫التشبيه غير الضمني‪ ،‬وهذا الضرب من التشبيه يؤتى به ليفيد أن الحكم الذي أسند إلى المشبه ممكن‪.‬‬
‫‪ -‬مثاله قول أبي فراس الحمداني‪:‬‬
‫وفي الليلة الظلماء يُفْتقد البدر‬ ‫سيذكرني قومي إذا َجدّ جدُّهم‬
‫يقول الشاعر هنا‪ :‬إن قومه سيذكرونه عند اشتداد الخطوب واألهوال عليهم ويطلبونه ف ال يجدونه‪ ،‬ويرى أن البدر يفتقد‬
‫ويطلب عند اشتداد الظالم‪ ،‬ال شك في أن الشاعر هنا يطرق معنيين كل واحد منهما يمثل حاالً من األحوال ولعلنا نلحظ أن ثمة‬
‫تشابهاً بين هاتين الحالتين ف الشيء (الشاعر والبدر) يحتاج إليه في حالة الشدة والضيق (الجد والليلة الظلماء)‪ .‬وهذه هي‬
‫حالة التشبيه الضمني‪.‬‬
‫‪ -‬ومثاله كذلك قول البحتري‪:‬‬
‫ورونق‬
‫ُ‬ ‫ضحوك إلى األبطال وهو يروعهم وللسيف حدّ حين يسطو‬
‫‪ -‬وقول ابن الرومي‪:‬‬
‫ور في القضيب الرطيب‬
‫أن يُرى النَّ ُ‬ ‫قد يشيب الفتى وليس عجيباً‬
‫‪ -‬وقول أبي تمام‪:‬‬
‫ال تنكري عطل الكريم من الغنى ف السيل حرب على المكان العالي‬
‫‪ -‬وقول أبي العتاهية‪:‬‬
‫إن السفينة ال تجري على اليبَس‬ ‫ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها؟‬

‫رابعاً‪ -‬أغراض التشبيه ‪:‬‬


‫عرفنا فيما تقدم أن التشبيه طريقة من طرائق التعبير عن المعاني وأن هذه الطريقة تعتمد على استدعاء معاني للتعبير عن‬
‫معاني أخرى؛ أنها تستدعي المشبه به لتعبر عن معنى المشبه ولذلك ف إن للمعبر بالتشبيه أغراضاً مختلفة باستدعاء المشبه به‪،‬‬
‫من هذه األغراض‪:‬‬
‫‪ -1‬بيان إمكان وجود المشبه‪ :‬يتحقق هذا الغرض عندما يكون في المشبه أمر مستغرب‪ ،‬فيؤتى بالمشبه به ليزول هذا‬
‫االستغراب‪ - .‬كما في قول المتنبي‪:‬‬

‫صفحة ‪17‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫ف إن تَفُق األنام وأنت منهم ف إن المسك بعض دم الغزال‬
‫لعلنا نلحظ هنا أن التشبيه ضمني؛ إذ ادعى المتنبي أن الممدوح (المشبه) مباين ألصله من الجنس البشري بصف ات وخصائص‬
‫حقيقية متفردة‪ ،‬وهذا االدعاء غريب ألن الناس متشابهون في صف اتهم وخصائصهم وليزيل هذا االستغراب أتى بالمشبه به‬
‫الذي يثبت أن المسك وإن كان يختلف عن دم الغزال في صف اته ف إنه منه‪ ،‬والمتنبي بهذا يزبل غرابة المشبه‪.‬‬
‫‪ -‬وكما في قول البحتري‪:‬‬
‫عن كل ندّ في الندى وضريب‬ ‫دان إلى أيدي العف اة وشاسع‬
‫للعصبة السارين جدّ قريب‬ ‫كالبدر أفرط في العلو وضوؤه‬
‫‪ -‬وكقول الشاعر أيضاً‪:‬‬
‫أن يُرى النور في القضيب الرطيب‬ ‫قد يشيب الفتى وليس عجيباً‬
‫‪ -2‬بيان حال المشبه‪ :‬يتحقق هذا الغرض حينما يكون المشبه مجهول الصفة غير معروفها قبل التشبيه‪.‬‬
‫‪ -‬كما في قول قول النابغة الذبياني‪:‬‬
‫كوكب‬
‫ُ‬ ‫طلعت لم يبدُ منهن‬
‫َ‬ ‫كإنك شمس والملوك كواكب إذا‬
‫لعلنا ندرك أن التشبيه يتحدث عن صفة عظمة الممدوح بين الملوك (المشبه) وقد كانت مجهولة غير معروفة قبل توضيحها‬
‫بالمشبه به‪.‬‬
‫‪ -‬وقول ابن الرومي‪:‬‬
‫يسيل لإلخوان أيَّ سي ل‬ ‫ح ْب ُر أبي حفص لعاب الليل‬
‫‪ -3‬بيان مقدار حال المشبه‪ :‬يتحقق هذا الغرض عندما يكون المشبه معروف الصفة معرفة إجمالية؛ لذا يسعى الق ائل إلى‬
‫بيان مقدار حاله في القوة والضعف والزيادة والنقصان‪.‬‬
‫‪ -‬كما في قول المتنبي يصف أسداً‪:‬‬
‫ما قوبلت عيناه إال ظُنّتا تحت الدجى نار الفريق حلوال‬
‫يصف المتنبي هنا عيني األسد المحمرتين في الدجى‪ ،‬ولبيان مقدار هذا االحمرار جاء بالمشبه به وهو النار‪.‬‬
‫‪ -‬وكما في قول عنترة‪:‬‬
‫فيها اثنتان وأربعون حلوبة سوداً كخافية الغراب األسود‪.‬‬
‫‪ -‬وقول األعشى‪:‬‬
‫مر السحاب ال ريث وال عجل‬
‫كأن مشيتها من بيت جارتها ّ‬
‫‪ -4‬تقرير حال المشبه في نفس السامع‪ :‬يتحقق هذا الغرض عندما يكون المشبه محتاجاًإلى تأكيد وتوضيح ليكون أثبت في‬
‫نفس السامع‪.‬‬
‫‪ -‬كما في قول الشاعر‪:‬‬
‫يجبر‬
‫لوب‪ ،‬إذا تنافر ودُّها مثلُ الزجاجة كسرها ال ُ‬
‫إن الق َ‬
‫أراد الشاعر هنا أن يوضح الق لوب المتنافرة ويؤكدها بكسر الزجاج وهو المشبه به وهذا يقوي المعنى في ذهن السامع‪.‬‬
‫‪ -‬وكما في قول المتنبي‪:‬‬
‫من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيالم‬

‫صفحة ‪18‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫‪ -5‬تزيين المشبه‪ :‬يتحقق هذا الغرض عندما يريد الق ائل تحسين صورة المشبه والترغيب به‪.‬‬
‫‪ -‬كما في قول الشاعر يصف زنجية‪:‬‬
‫ن كمق لة الظبي الغرير‬ ‫سوداء واضحة الجبي‬
‫شبه الشاعر هنا سواد المرأة بسواد مق لة الظبي وذلك تحسيناً لها وتحبيباً لها إلى النفوس‪.‬‬
‫‪ -‬وكما في قول أبي الحسن األنباري في رثاء مصلوب‪:‬‬
‫مددت يديك نحوهم احتف اء كمدّهما إليهم بالهبات‬
‫َ‬
‫يشبه األنباري هنا مدَّ يدي المصلوب والناس حوله بمد ذراعيه بالهبات للسائلين أيام حياته‪ .‬ف المشبه هنا أمر تنفر منه‬
‫النفوس لذا أراد الشاعر أن يزين قبحه بالمشبه به‪.‬‬
‫‪ -6‬تقبيح المشبه‪ :‬يتحقق هذا الغرض عندما يكون المشبه قبيحاً فيأتي الق ائل بما يزيده قبحاً‪.‬‬
‫‪ -‬كما في قول أعرابي في ذم امرأة‪:‬‬
‫وتفتح‪ -‬ال كانت‪ -‬فماً لو رأيتَه توهمتَه باباً من النار يُفْتَ ُح‬
‫يرى األعرابي قبح فم المرأة فجاء بمشبه به وهو باب جهنم ليزيده قبحاً‪.‬‬
‫‪ -‬وكما في قول المتنبي في الهجاء‪:‬‬
‫وإذا أشار محدثاً فكأنه قرد يقهقه أو عجوز تلطم‬

‫تدريبات ‪:‬‬
‫س‪ -1‬بين أغراض التشبيهات في الشواهد الشعرية اآلتية‪:‬‬
‫الرفعه‬
‫ْ‬ ‫قدّامه في شامخ‬ ‫‪ -‬كأنما المريخ والمشتري‬
‫عه‬
‫شم ْ‬
‫أُسرجت قُدّامه ْ‬
‫قد ْ‬ ‫صرف بالليل عن دعوة‬
‫ُمنْ ٌ‬
‫قمراً يكر على الرجال بكوكب‬ ‫‪ -‬وتراه في ظلم الوغى فتخاله‬
‫‪ -‬أول بدء المشيب واح دة تشعل ما جاورت من الشَّ َعر‬
‫أولَ ص ول صغيرةُ الشّرر‬
‫ّ‬ ‫مثلُ الحريق العظيم تبدؤه‬
‫ورونق‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ضحوك إلى األبطال وهو يروعهم وللسيف حدّ حين يسطو‬
‫ور في القضيب الرطْيب‬
‫‪ -‬قد يشيب الفتى وليس عجيباً أن يُرى النَّ ُ‬
‫‪ -‬ال تنكري عطل الكريم من الغنى ف السيل حرب على المكان العالي‬
‫‪ -‬ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها؟ إن السفينة ال تجري على اليبَس‬
‫س‪ -2‬مثل بشواهد شعرية ونثرية غير ما ورد في المحاضرات المتقدمة من محاضرات التشبيه لكل من التشبيه التمثيلي‪،‬‬
‫والتشبيه الضمني‪ ،‬والتشبيه المق لوب‪.‬‬

‫صفحة ‪19‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫المحاضرة الخامسة‬
‫الحقيقة والمجاز‬
‫عناصر المحاضرة ‪:‬‬
‫أوالً‪ -‬الحقيقة والمجاز‪ :‬مفهومهما‪ ،‬أقسام المجاز‪.‬‬
‫ثانياً‪ -‬المجاز العق لي‪ :‬مفهومه‪ ،‬وأقسامه‪.‬‬

‫الحقيقة ‪:‬‬
‫وقفت البالغة العربية من اللغة في االستعمال على جهتين متق ابلتين هما الحقيقة والمجاز ‪ ،‬فنظرت إلى مفردات اللغة‬
‫وتراكيبها من جهة المفردة من حيث موافقتها لما وضعت له أو مخالفتها لهذا الوضع‪ ،‬وقررت أن المفردة إذا استخدمت لما‬
‫وضعت له من معاني أو مدلوالت‪ ،‬ف إنها عندئذ تكون قد استعملت في دائرة الحقيقة؛ كما في استعمال كلمة (ق لم) في‬
‫جملة (هذا ق لم ) وهي تدل على ما نكتب به أو ما نخط به‪ ،‬وعالمة التواضع في االستعمال هي ما تعارف الناس على أن يدل‬
‫على مدلول خاص تستخدم له المفردة‪ ،‬وأما إذا استعملت الكلمة في غير ما تواضع عليه الناس‪ ،‬ف إنها عندئذ تغادر دائرة‬
‫الحقيقة لتدخل دائرة المجاز‪ ،‬فيصبح االستعمال عندئذ استعماالً مجازيًا للمفردة فتكون مفردة مجازية‪.‬‬
‫مفهوم الحقيقة والمجاز ‪:‬‬
‫والواقع أن الدارسين للبالغة قد وقفوا على تصورات اللغة في دائرتيها الحقيقة والمجاز ‪ ،‬ووضعوا حدودًا تضبط مفهوم كل‬
‫مصطلح منهما‪ ،‬إذ يعرف السكاكي الحقيقة في قوله‪" :‬الحقيقة هي الكلمة المستعملة فيما هي موضوعة له من غير تأويل في‬
‫الوضع“وحدها مرة أخرى بقوله "ولك أن تقول الحقيقة‪ :‬هي الكلمة المستعملة فيما تدل عليه بنفسها داللة ظاهرة” ف الحقيقة‪،‬‬
‫ويعرف المجاز في قوله‪" :‬أما المجاز‬
‫التأول‪ّ .‬‬
‫إذن‪ ،‬هي كلمة دالة على مدلولها الذي تشير إليه مباشرة دون أن نلجأ إلى ّ‬
‫فهو الكلمة المستعملة في غير ما هي موضوعة له بالتحقيق‪ ،‬استعماالً في الغير‪ ،‬بالنسبة إلى نوع حقيقتها‪ ،‬مع قرينة مانعة عن‬
‫إرادة معناها في ذلك النوع”‪.‬‬
‫أقسام المجاز ‪:‬‬
‫قسم البالغيون المجاز قسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬المجاز العق لي‪:‬‬
‫‪ -2‬المجاز اللغوي‪ :‬وهو ينقسم قسمين‪:‬‬
‫أ‪ -‬المجاز المرسل‪.‬‬
‫ب‪ -‬االستعارة‪.‬‬
‫أمثلة‪ -1:‬طلعت الشمس‪.‬‬
‫‪ -2‬ضحكت الشمس‪.‬‬
‫‪ -3‬أمطرت السماء رزق اً‪.‬‬
‫‪ -4‬جرى النهر‪.‬‬

‫صفحة ‪21‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫مفهوم المجاز العق لي ‪:‬‬
‫المجاز العق لي‪ .‬وأسماه البالغيون أيضاً المجاز الحكمي‪ ،‬واإلسناد المجازي‪.‬‬
‫عرفه القزويني‪ ” :‬هو إسناد الفعل أو معناه إلى مالبس له غير ما هو له بتأويل“‪ .‬ويمكننا أن نعرفه أيضاً بأنه إسناد الفعل أو ما‬
‫يأتي بمعناه إلى غير ف اعله األصلي لعالقة بينه وبين الف اعل األصلي عالقة غير المشابهة مع قرينة عق لية دالة على ذلك‪.‬‬
‫مثاله‪:‬‬
‫جرى النهر‪.‬‬
‫مشيت في غابة غناء‪.‬‬
‫مصطلحات تستخدم في دروس المجاز بأنواعه الثالثة‪:‬‬
‫العالقة ‪ :‬هي األمر الذي يقع به االرتباط بين المعنى الحقيقي (األصلي) والمعنى المجازي فيصح االنتق ال من األول إلى‬
‫الثاني‪ ،‬وهذه العالقة التي تربط في المجاز بين المعنيين ‪ :‬الحقيقي والمجازي قد تكون المشابهة كما في االستعارة وقد‬
‫تكون غير المشابهة كما في المجازين العق لي والمرسل‪.‬‬
‫القرينة ‪ :‬هي األمر الذي يصرف الذهن عن المعنى الحقيقي إلى المعنى المجازي ‪ ،‬وهي إما قرينة عق لية أي حالية ‪ ،‬وإما‬
‫قرينة لفظية‪.‬‬

‫عالق ات المجاز العق لي ‪:‬‬


‫‪-1‬العالقة المحلية‪ :‬هي أن يذكر المتكلم محل الشيء يريد به الحالّ فيه‪.‬‬
‫كلَّمَا ُرزقُواْ منْ َها من ثَمَ َرة ِّر ْزق اً‬
‫ار ُ‬
‫أَن لَ ُه ْم جَنَّات تَ ْجري من تَ ْحت َها األَنْ َه ُ‬ ‫مثاله قوله تعالى‪َ { :‬وبَشِّر الَّذين آمَنُواْ َوعَملُواْ الصَّالحَات َّ‬
‫ون {‪( }25‬البقرة)‪ ،‬الشاهد في هذه‬ ‫يها خَالدُ َ‬ ‫أَزَواجٌ مُّطَهَّ َرةٌ َو ُه ْم ف َ‬ ‫قَالُواْ َه ذَا الَّذي ُرزقْنَا من قَْب لُ َوأُتُواْ به ُمتَشَابهاً َولَ ُه ْم ف َ‬
‫يها ْ‬
‫اآلية الكريمة هو في قوله ‪ " :‬تجري من تحتها األنهار"؛ ذلك أن الصياغة القرآنية أسندت الفعل إلى ف اعله غير الحقيقي‪ ،‬إذ‬
‫إن الف اعل الحقيقي هو (مياه)‪ ،‬ف األصل أن تكون الصياغة (تجري من تحتها مياه األنهار) ‪ ،‬وبهذا تكون الصياغة القرآنية قد‬
‫أحلت المحلَّ مكان الحالِّ فيه‪ ،‬فعالقته المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬ومثاله قول الشاعر‪:‬‬
‫كاألمهات وتندب األحياء‬ ‫إن الديار تريق ماء شئونها‬
‫نلحظ في هذا الشاهد موضعين للمجاز العق لي هما‪:‬‬
‫األول‪( -‬تُريق)‪ .‬إن هذا الفعل مسند إلى الف اعل (هي) الذي يعود إلى دال (الديار) وهو محل للناس الحالين فيه وهو‬
‫الف اعل األصلي لهذا الفعل‪ ،‬ف الناس الق اطنون فيها هم الذين يريقون ماء شئونهم‪ .‬والعالقة بين الديار والق اطنين فيها‬
‫عالقة المحل‪.‬‬
‫الثاني‪( -‬تندب)‪.‬أسندت الصياغة الشعرية الفعل (تندب) إلى دال (الديار) وهو غير ف اعله األصلي والف اعل األصلي هو‬
‫(الق اطنون) في الديار‪ ،‬والعالقة بين الديار والق اطنين فيها عالقة المحل‪.‬‬
‫‪ -‬ومثاله قول الشاعر‪:‬‬
‫العفو منا سجيةً ف لما ملكتم سال بالدم أبْطَ ُح‬
‫ملكنا فكان ُ‬
‫‪ -‬ومثاله قولنا‪ :‬جلسنا إلى مشرب عذب‪.‬‬

‫صفحة ‪21‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫‪ -2‬العالقة الزمنية‪ :‬هي أن يذكر المتكلم زمان الشيء ويريد به ما فيه‪.‬‬
‫مثاله قوله تعالى‪َ { :‬والضُّ َحى {‪َ }1‬واللَّْي ل إذَا َس َجى {‪( }2‬الضحى)‬
‫أسندت الصياغة القرآنية الفعل (سجا) إلى غير ف اعله األصلي (الليل) واألصل أن يسنده إلى ف اعله األصلي وهو (الكائنات‬
‫الحية التي تعيش زمن الليل) لعالقة الزمانية‪.‬‬
‫‪ -‬ومثاله قول الشاعر‪:‬‬
‫تزود‬
‫ستبدي لك األيام ما كنت جاهالً ويأتيك باألخبار من لم ّ‬
‫‪ -‬ومثاله أيضاً قوله تعالى‪” :‬فكيف تتقون إن كفرتم يوماً يجعل الولدان شيباً“‪.‬‬

‫‪ -3‬العالقة السببية‪ :‬وهي إسناد الفعل أو ما في معناه إلى سببه‪.‬‬


‫أسباب السموات“‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬كما في قوله تعالى‪” :‬يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ األسباب‬
‫إن إسناد الفعل (ابن) إلى الف اعل هامان مجاز عق لي عالقته السببية؛ ألن هامان ال يبني الصرح بنفسه وإنما يبنيه عماله فكان‬
‫هامان سبباً في الفعل أو البناء‪.‬‬
‫‪ -‬ومثاله قول الشاعر‪:‬‬
‫قيل الكماة‪ :‬أال أين المحامونا؟‬ ‫إنا لمن معشر أفنى أوائلهم‬
‫‪ -‬وقوله تعالى‪” :‬وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً“‪.‬‬

‫‪ -4‬العالقة المفعولية‪ :‬وهي إسناد الوصف المبني للف اعل إلى المفعول؛ أي يستعمل اسم الف اعل والمقصود اسم المفعول‪.‬‬
‫‪ -‬مثاله قوله تعالى‪” :‬أو لم نمكن لكم حرماً آمناً“‪.‬‬
‫إن لفظ اسم الف اعل (آمناً) أطلق على الحرم والحرم ال يكون آمناً وإنما يكون مأموناً‪ .‬وهذا من اإلسناد المجازي‪.‬‬
‫‪ -‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫لقد لمتنا يا أم غيالن في السرى ونمت وما ليل المطي بنائم‪.‬‬
‫‪ -‬وقول النابغة الذبياني‪:‬‬
‫فبت كأني ساورتني ضئيلة من الرقش في أنيابها السمّ ناقع‬
‫ّ‬

‫‪ -5‬العالقة الف اعلية‪ :‬وهي إسناد الوصف المبني للمفعول إلى الف اعل؛ أي يستعمل اسم المفعول والمقصود اسم الف اعل‪.‬‬
‫‪ -‬مثاله قوله تعالى‪” :‬إنه كان وعده مأتياً“‪.‬‬
‫إن لفظ اسم المفعول (آمناً) أطلق على وعده والوعد ال يؤتى وإنما يكون آتياً‪ .‬وهذا من اإلسناد المجازي ذي العالقة‬
‫الف اعلية‪.‬‬
‫‪ -‬وقوله تعالى‪” :‬وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين ال يؤمنون باآلخرة حجاباً مستوراً“‪.‬‬

‫‪ -6‬العالقة المصدرية‪ :‬وهي إسناد الفعل إلى مصدره‪.‬‬


‫‪ -‬مثاله قول الشاعر‪:‬‬

‫صفحة ‪22‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫سيذكرني قومي إذا َجدّ جَدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر‬
‫‪ -‬وقوله تعالى‪” :‬ف إذا نفخ في الصور نفخة واحدة“‪.‬‬
‫‪ -‬وقول الشاعر‪:‬‬
‫ن جنونُها إذا لم يعوذها برقية طالب‬
‫تكاد عطاياه يُ َج ُّ‬

‫تدريبات ‪:‬‬
‫اقرأ الشواهد اآلتية وبين ما فيها من مجاز عق لي وأجره مبيناً نوع عالقته‪:‬‬
‫مر الليالي واختالف األعصر‬
‫‪ ‬أعمير إن أباك غيّر رأسه ُّ‬
‫أطيارها‬
‫الصبح ُ‬
‫َ‬ ‫‪ ‬يغني كما صدحت أيكة وقد نبًّه‬
‫الحسن‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ ‬لها وجه يصف‬
‫‪ ‬والهمُّ يخترم الجسيم نحافة ويُشيب ناصية الصبي ويُهرمُ‬
‫‪ ‬ضرب الدهر بينهم وفرق شملهم‪.‬‬
‫ركب المرء في القناة سنانا‬ ‫‪ ‬كلما أنبت الزمان قناة‬
‫ه ولكن تكدر اإلحسانا‬ ‫‪ ‬ربما تحسن الصنيع ليالي‬

‫المحاضرة السادسة‬
‫المجاز المرسل‬
‫عناصر المحاضرة ‪:‬‬
‫المجاز المرسل‪ :‬مفهومه‪ .‬أنواع عالق اته‪.‬‬

‫مفهوم المجاز المرسل ‪:‬‬


‫المجاز المرسل‪ :‬هو مجاز لغوي‪ ،‬عالقته غير المشابهة‪.‬‬
‫تعريفه‪ :‬هو اللفظ المستعمل في غير معناه األصلي‪ ،‬لعالقة غير المشابهة‪ ،‬مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي‪.‬‬
‫سمي المجاز المرسل مرسالً إلرساله عن التقيد بعالقة المشابهة‪.‬‬
‫مثاله قوله تعالى‪” :‬واركعوا مع الراكعين“‪.‬‬
‫أطلقت الصياغة القرآنية لفظ (اركعوا) وأرادت (صلوا) والقرينة الدالة على هذا قرينة عق لية تنتمي إلى ثق افتنا اإلسالمية‬
‫ألن األمر يكون بالصالة ال بالركوع‪ .‬وعالقة الركوع بالصالة عالقة الجزء بالكل‪.‬‬

‫عالق ات المجاز المرسل ‪:‬‬


‫للمجاز المرسل عالق ات متعددة منها‪:‬‬
‫الم َسبَّب‪.‬‬
‫الم َسبِّب وإرادة ُ‬
‫‪ -1‬العالقة السببية‪ :‬وهي إطالق لفظ السبب أي ُ‬
‫‪ -‬مثاله قول المتنبي‪:‬‬

‫صفحة ‪23‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫أعد منها وال أعددها‬ ‫له أياد عليَّ سابغ ة‬
‫أطلق الشاعر لفظ (أياد) بدالً من لفظ النعم أو العطايا التي يقدمها الممدوح‪ ،‬والقرينة الدالة على هذا لفظية هي (سابغة)‬
‫والعالقة بين (أياد) و(النعم) هي عالقة السببية؛ ألن األيادي سبب في النعم‪.‬‬
‫‪ -‬ومثاله قول الشاعر‪:‬‬
‫رعيناه وإن كانوا غضابا‬ ‫إذا نزل السماء بأرض قوم‬
‫‪ -‬ومثاله أيضاً قوله تعالى‪” :‬فمن شهد منكم الشهر ف ليصمه“‪.‬‬
‫‪ -‬ومثاله قولهم‪ :‬رعينا الغيث‪.‬‬

‫الم َسبَّب وأرادة السبب‪.‬‬


‫الم َسبَّبيَّة‪ :‬وهي إطالق لفظ ُ‬
‫‪ -2‬العالقة ُ‬
‫‪ -‬كما في قوله تعالى‪” :‬وينزل لكم من السماء رزق اً“‪.‬‬
‫أطلقت الصياغة القرآنية لفظ (رزق اً) وأرادت (غيثاً) والقرينة الدالة على هذا قرينة لفظية هي (السماء)‪ ،‬ونوع العالقة هي‬
‫المسبَّبيَّة‪.‬‬
‫العالقة ُ‬
‫‪ -‬وكما في قوله تعالى‪” :‬إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماًإنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً“‪.‬‬
‫‪ -‬وكما في قول الشاعر‪:‬‬
‫شعبه‬
‫ْ‬ ‫والسما تمطر رزق اً عم‬ ‫أقطف الغيث فتحيا أمنياتي‬

‫‪ -3‬العالقة الجزئية‪ :‬هي إطالق لفظ الجزء وإرادة الكل‪.‬‬


‫‪ -‬كما في قول الشاعر‪:‬‬
‫وكم علمته نظم القوافي ف لما ق ال ق افية هجاني‬
‫أطلق الشاعر لفظتي (القوافي وق افية) وأراد الشعر والقرينة الدالة عليه قرينة لفظية هي (نظم) والعالقة هي عالقة الجزء‬
‫بالكل ألن الق افية جزء من الشعر‪.‬‬
‫‪ -‬ومثاله قول الشاعر‪ :‬كم بعثنا الجيش جراراً وأرسلنا العيونا‬
‫تقر عينها“‪.‬‬
‫‪ -‬وكما في قوله تعالى‪” :‬فرجعناك إلى أمك كي ّ‬

‫‪ -4‬العالقة الكلية‪ :‬هي إطالق لفظ الكل وإرادة الجزء‪.‬‬


‫‪ -‬كما في قول المتنبي‪:‬‬
‫تخب بي الركاب وال أمامي‬ ‫أقمت بأرض مصر ف ال ورائي‬
‫أطلق الشاعر لفظ الكل (أرض مصر) وأراد جزءاً منها ال كلها والقرينة لفظية هي (أقمت) والعالقة عالقة الكلية‪.‬‬
‫‪ -‬وكما في قوله تعالى‪” :‬ق ال رب إني دعوت قومي ليالً ونهاراً‪ ،‬ف لم يزدهم دعائي إال فراراً‪ ،‬وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم‬
‫جعلوا أصابعهم في آذانهم“‪.‬‬
‫‪ -‬وكما في قوله تعالى‪” :‬يقولون بأفواههم ما ليس في ق لوبهم“‪.‬‬

‫صفحة ‪24‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫‪ -5‬عالقة اعتبار ما كان‪ :‬هي إطالق لفظ ما كان عليه األمر وإرادة ما يكون عليه‪.‬‬
‫المعاطب‬
‫ْ‬ ‫أخاف منه‬ ‫ال أركب البحر إني‬ ‫‪ -‬كما في قول ابن الرومي‪:‬‬
‫والطين في الماء ذائب‬ ‫طين أنا وهو ماء‬
‫أطلق الشاعر لفظ ما كان عليه (طين) وأراد ما يكون عليه وهو ذاته أو نفسه (اإلنسان) والقرينة لفظية (أنا)‪ .‬والعالقة‬
‫اعتبار ما كان‪.‬‬
‫مجرما ف إن له جهنم ال يموت فيها وال يحيا“‪.‬‬
‫‪ -‬وكما في قوله تعالى‪” :‬إنه من يأتي ربه ً‬
‫‪ -‬وكما في قوله تعالى أيضاً‪” :‬وآتوا اليتامى أموالهم“‪.‬‬

‫‪ -6‬عالقة اعتبار ما يكون‪ :‬هي إطالق لفظ ما يكون عليه األمر وإرادة ما كان عليه‪.‬‬
‫خمرا“‪.‬‬
‫‪ -‬كما في قوله تعالى‪” :‬إني أراني أعصر ً‬
‫أطلقت الصياغة القرآنية لفظ ما يكون عليه األمر وهو (خمراً) وأرادت ما كان عليه وهو (العنب)‪.‬‬
‫رب ال تذر على األرض من الكافرين ديّاراً‪ .‬إنك إن تذرهم يُضلوا عبادك وال يلدوا إال ف اجراً أو‬‫‪ -‬وكما في قوله تعالى‪ِّ ” :‬‬
‫كف اراً“‪.‬‬
‫‪ -‬وكما في قوله تعالى أيضاً‪” :‬فبشرناه بغالم حليم“‪.‬‬

‫‪ -7‬العالقة المحلية (المكانية)‪ :‬هي إطالق لفظ المحل أو المكان وإرادة الحالّ فيه‪.‬‬
‫‪ -‬كما في قول الشاعر‪:‬‬
‫ومحبه‬
‫ْ‬ ‫في روابيها ربيعاً‬ ‫واسأال القرية عنا‪ :‬كيف كنا‬
‫أطلق الشاعر لفظ المحل (القرية) وأراد الحالِّين فيها وهم (أهلها) والقرينة لفظية هي (واسأال)‪.‬‬
‫المعاطب‬
‫ْ‬ ‫‪ -‬وكما في قول ابن الرومي‪:‬ال أركب البحر إني أخاف منه‬
‫‪ -‬وكما في قوله تعالى‪” :‬ف ليدع ناديه‪ ،‬سنده الزبانية“‪.‬‬

‫‪ -8‬العالقة الحالِّيَّة‪ :‬هي إطالق لفظ الحال وإرادة المحل‪.‬‬


‫‪ -‬كما في قوله تعالى‪” :‬إن األبرار لفي نعيم“‪.‬‬
‫أطلقت الصياغة القرآنية لفظ الحال (نعيم) وأرادت المحل وهي (الجنة) والقرينة لفظية هي (األبرار) ألن النعيم حال في‬
‫الجنة‪.‬‬
‫‪ -‬وكما في قول الشاعر‪:‬‬
‫ألما على معن وقوال لقبره سقتك الغوادي مربعاً ثم مربعا‬
‫ّ‬
‫‪ -‬وكما في قوله تعالى‪” :‬في رحمة اهلل هم فيها خالدون“‪.‬‬
‫‪ -‬وقول المتنبي‪:‬‬
‫عن القرى وعن الترحال محدود‬ ‫إني نزلت بكذابين ضيفهم‬

‫صفحة ‪25‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫‪ -9‬العالقة اآللية‪ :‬هي إطالق لفظ اآللة وإرادة األثر الذي ينتج عنها‪.‬‬
‫‪ -‬كما في قوله تعالى‪” :‬واجعل لي لسان صدق في اآلخرين“‪.‬‬
‫أطلقت الصياغة القرآنية لفظ اآللة (لسان) وأرادت (كالماً طيباً) أو (ذكراً طيباً) وهو األثر الناتج من اللسان‪.‬‬
‫‪ -‬وكما في قوله تعالى‪” :‬وأتوا به على أعين الناس“‪.‬‬
‫‪ -‬وكما في قوله تعالى أيضاً‪” :‬واصنع الف لك بأعيننا“‪.‬‬
‫‪ -‬وكما في قوله تعالى‪” :‬وما أرسلنا من رسول إال بلسان قومه“‪.‬‬

‫‪ -11‬عالقة المجاورة‪ :‬هي إطالق لفظ الشيء وإرادة ما يجاوره‪.‬‬


‫‪ -‬كما في قول عنترة بن شداد‪:‬‬
‫ليس الكريم على القنا بمحرم‬ ‫فشككت بالرمح األصم ثيابه‬
‫أطلق الشاعر لفظ الثياب وأراد ما يجاورها وهو من لحم وعظم‪.‬‬

‫تدريبات ‪:‬‬
‫اقرأ الشواهد اآلتية وبين ما فيها من مجاز مرسل وأجره مبيناً نوع عالقته‪:‬‬
‫بُعيدَ الكرى عيناه تنسكبان‬ ‫أال من رأى الطف ل المف ارق أمه‬
‫رعيناه وإن كانوا غضابا‬ ‫إذا سقط السماء بأرض قوم‬
‫ق ال تعالى‪” :‬فتحرير رقبة مؤمنة“‪.‬‬
‫ق ال تعالى‪” :‬يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد واألنثى باألنثى“‪.‬‬

‫المحاضرة السابعة‬
‫االستعارة (‪)1‬‬
‫عناصر المحاضرة ‪:‬‬
‫االستعارة‪:‬‬
‫‪ ‬مفهومها‪.‬‬
‫‪ ‬قسما االستعارة باعتبار أحد طرفيها‪.‬‬
‫‪ ‬أقسام االستعارة باعتبار االشتق اق والجمود‪.‬‬

‫االستعارة‪ :‬هي لفظ استعمل في غير ما وضع له‪ ،‬لعالقة المشابهة‪ ،‬مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي الذي وضع له‪.‬‬
‫أو هي تشبيه حذف أحد طرفيه مع قرينة مانعة من إيراد الطرف المحذوف‪.‬‬

‫صفحة ‪26‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫يمكننا أن نتعرف هذين المفهومين من خالل الشاهد اآلتي‪:‬‬
‫وال رجالً ق امت تعانقه األسد‬ ‫البحر نحوه‬
‫أر قبلي من مشى ُ‬
‫ف لم َ‬
‫‪ -‬اللفظ المستعار منه هو (البحر) وهو يساوي (المشبه به)‪.‬‬
‫هو (الممدوح) وهو محذوف‪ ،‬ويساوي (المشبه)‪.‬‬ ‫اللفظ المستعار له‬
‫هو (الكرم) وهو يساوي وجه الشبه في التشبيه‪.‬‬ ‫وجامع االستعارة‬
‫القرينة الدالة على المحذوف (المستعار له) هو (مشى)‪.‬‬
‫‪ ‬اللفظ المستعار منه هو (األسد) وهو يساوي (المشبه به)‪.‬‬
‫‪ ‬اللفظ المستعار له هو (األبطال) وهو محذوف‪ ،‬ويساوي (المشبه)‪.‬‬
‫وجامع االستعارة هو (الشجاعة) وهو يساوي وجه الشبه في التشبيه‪.‬‬
‫القرينة الدالة على المحذوف (المستعار له) هو (تعانقه)‪.‬‬

‫إجراء االستعارة ‪:‬‬


‫إجراء االستعارة أمر مهم يكشف عن فهم االستعارة من جوانبها المختلفة التي نتناولها في محاضرات االستعارة‪ ،‬لذا علينا أن‬
‫ندقق في العناصر التي نأتي عليها في هذا اإلجراء‪ ،‬وحتى نسهل على أنفسنا كيفية هذا اإلجراء نعود إلى إحدى االستعارتين‬
‫السابقتين ولتكن (البحر) إجرؤها على النحو اآلتي‪:‬‬
‫ذكر الشاعر المشبه به أو المستعار منه وهو (البحر) وحذف المشبه أو المستعار له وهو (الممدوح) وأبقى شيئاً من لوازم‬
‫المحذوف وهو قرينة لفظية هي (مشى) بجامع الكرم‪.‬‬
‫نلحظ هنا أربعة عناصر ال بد من ذكرها هي‪:‬‬
‫‪ -1‬المستعار له‪ -2 .‬المستعار منه‪.‬‬
‫‪ -4‬جامع االستعارة‪.‬‬ ‫‪ -3‬القرينة‪.‬‬

‫(قسما االستعارة باعتبار أحد طرفيها) ‪:‬‬


‫‪ -1‬االستعارة التصريحية‪ :‬هي االستعارة التي ذكر فيها المشبه به‪.‬‬
‫‪ -‬مثالها قول المتنبي في وصف رسول الروم على سيف الدولة‪:‬‬
‫وأقبل يمشي في البساط فما درى إلى البحر يسعى أم إلى البدر يرتقي‬
‫في هذا الشاهد استعارتان تصريحيتان‪ ،‬هما ‪( :‬البحر) و(البدر)‪ .‬ويمكننا أن‬
‫اإلجراء‪:‬‬
‫ذكر الشاعر المشبه به وهو (البحر) وحذف المشبه وهو (الممدوح) وأبقى شيئاً من لوازمه وهو قرينة لفظية (يمشي في‬
‫البساط) بجامع الكرم على سبيل االستعارة التصريحية‪.‬‬
‫الحظ عناصر اإلجراء‪ :‬هي المشبه والمشبه به والقرينة والجامع ونوع االستعارة‪.‬‬

‫صفحة ‪27‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫من أمثلة االستعارة التصريحية‪:‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور“‪.‬‬
‫‪ -‬ق ال المتنبي يصف موسى الحالقة‪:‬‬
‫إذا لمع البرق في كفه اف اض على الوجه ماء النعيم‬
‫قتل البخل وأحيا السماحا‬ ‫‪ -‬جمع الحق لنا في إمام‬
‫تصافحت فيه بيض الهند واللمم‬ ‫‪ -‬أما ترى ظفراًحلواً سوى ظفر‬
‫وعضت على العناب بالبرد‬
‫ورداً ّ‬ ‫‪ -‬ف أمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت‬
‫ملحوظات‬
‫ربما لحظنا مما تقدم أننا نستطيع أن نستنتج جامع االستعارة من اللفظ المستعار إن كان واقعاً في الفعل أو من قرينة االستعارة‬
‫إن كانت فعلية‪ .‬راجع الشواهد السابقة‪.‬‬

‫‪ -2‬االستعارة المكنية‪ :‬هي االستعارة التي ذكر فيها المشبه‪.‬‬


‫‪ -‬مثالها قول أبي ذؤيب الهذلي‪:‬‬
‫ألفيت كل تميمة ال تنفع‬ ‫وإذا المنية أنشبت أظف ارها‬
‫اإلجراء‪:‬‬
‫ذكر الشاعر المشبه وهو (المنية) وحذف المشبه به وهو (الحيوان المفترس) وأبقى شيئاً من لوازمه وهو قرينة لفظية‬
‫(أظف ارها) بجامع الوحشية واالفتراس على سبيل االستعارة المكنية‪.‬‬
‫الحظ عناصر اإلجراء‪ :‬هي المشبه والمشبه به والقرينة والجامع ونوع االستعارة‪.‬‬
‫من أمثلة االستعارة المكنية‪:‬‬
‫أمان‬
‫نم ف المخاوف كلهن ُ‬ ‫وإذا العناية الحظتك عيون ها‬
‫وحان قطافها وإني لصاحبها“‪.‬‬ ‫”إني ألرى رؤوساً قد أينعت‬
‫وتلقي إلينا أهلها وتزول‬ ‫الحصون الشمّ طول نزالنا‬
‫ُ‬ ‫تملّ‬
‫ضحك المشيب برأسه فبكى‬ ‫ال تعجبي يا سلم من رجل‬

‫(قسما االستعارة باعتبار االشتق اق والجمود) ‪:‬‬


‫‪ -1‬االستعارة األصلية‪ :‬هي ما كان اللفظ المستعار أو الذي جرت فيه اسم جنس غير مشتق‪.‬‬
‫من اسماء الجنس غير المشتقة‪:‬‬
‫اسم ذات مثل‪ :‬أسد‪.‬‬
‫اسم معنى مثل‪ :‬القتل والضرب‪.‬‬
‫اسم جنس حقيقة مثل‪ :‬إنسان‪ ،‬وحيوان‪.‬‬
‫مثال االستعارة األصلية‪:‬‬
‫يندب شجواً بين أتراب‬ ‫‪ -‬يا قمراً أبرزه مأتم‬

‫صفحة ‪28‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫اإلجراء‪ :‬شبه الشاعر هنا (المرأة) ب (القمر) فذكر المشبه به وحذف المشبه‪ ،‬وأبقى شيئاً من لوازمه قرينة لفظية (يندب)‬
‫بجامع البياض على سبيل االستعارة التصريحية األصلية‪.‬‬
‫‪ -‬ق ال المتنبي يصف ق لماً‪:‬‬
‫ويفهم عمن ق ال ما ليس يسمع‬ ‫يمج ظالماً في نهار لسانه‬
‫ّ‬
‫‪-‬وق ال يمدح سيف الدولة‪:‬‬
‫وإن المني فيك السها والفرقد‬ ‫أحبك يا شمس الزمان وبدره‬
‫َ‬

‫‪ -2‬االستعارة التبعية‪ :‬هي ما كان اللفظ المستعار أو الذي جرت فيه اسماً مشتق اًأو فعالً‪.‬‬
‫مثالها‪:‬‬
‫‪ -‬ق ال شاعر يصف زهراً في حديقة‪:‬‬
‫أنت في خضراء ضاحكة من بكاء العارض الهتن‬
‫َ‬
‫اإلجراء‪ :‬شبه الشاعر هنا (تفتح الزهر) ب (ضاحكة) فذكر المشبه به وحذف المشبه‪ ،‬وأبقى شيئاً من لوازمه قرينة لفظية‬
‫(خضراء) بجامع البياض على سبيل االستعارة التصريحية التبعية‪.‬‬
‫‪ -‬وق ال البحتري يصف قصراً‪:‬‬
‫شرف اته قطع السحاب الممطر‬ ‫مألت جوانبه الفضاء وعانقت‬
‫‪ -‬وقوله تعالى‪” :‬ولما سكت عن موسى الغضب“‪.‬‬

‫ملحوظات مهمة ‪:‬‬


‫علينا أن نلحظ أن قرائن االستعارات التي تكون بالفعل أو بالمشتق ات التي تعمل عمل فعلها كما ورد في االستعارات التبعية‬
‫يمكن أن تكون استعارات مكنية‪ ،‬غير أنه ال يجوز لنا أن نجري االستعارة في كليهما معاً بل في واحدة منهما‪ .‬ال حظ الشواهد‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫ضحك المشيب برأسه فبكى‬ ‫‪ -‬ال تعجبي يا سلم من رجل‬
‫شرف اته قطع السحاب الممط‬ ‫‪ -‬مألت جوانبه الفضاء وعانقت‬
‫‪ -‬وقوله تعالى‪” :‬ولما سكت عن موسى الغضب“‪.‬‬
‫قتل البخل وأحيا السماحا‬ ‫‪ -‬جمع الحق لنا في إمام‬
‫تصافحت فيه بيض الهند واللمم‬ ‫‪ -‬أما ترى ظفراًحلواً سوى ظفر‬

‫تدريبات ‪:‬‬
‫س‪ -1‬بين االستعارات في الشواهد البالغية اآلتية وأجرها وبين نوعها باعتبار طرفيها وباعتبار االشتق اق والجمود‪:‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬اهدنا الصراط المستقيم“‪.‬‬
‫لت إليك إن معي السحابا‬
‫فق ُ‬ ‫السحاب وقد قف لنا‬
‫ُ‬ ‫تعرض لي‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬واخفض لهما جناح الذل من الرحمة“‪.‬‬

‫صفحة ‪29‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫وقد بشّر سقم الهالل بالعيد‬ ‫‪ -‬قد انقضت دولة الصيام‬
‫ليل يصيح بجانبيه نهار‬ ‫‪ -‬والشيب ينهض في الشباب كأنه‬
‫التبسم والجدا‬
‫ُ‬ ‫ويقتل ما تُحيي‬ ‫الصوارم والقنا‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬وتحيي له المالَ‬
‫س‪ -2‬أجر االستعارات التي تحتها خط في الشواهد البالغية اآلتية‪ ،‬وبين نوعها باعتبار طرفيها وباعتبار االشتق اق والجمود‪:‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬هو الذي جعل لكم األرض ذلوالً“‪.‬‬
‫‪ -‬وق ال تعالى‪” :‬أولئك الذين اشتروا الضاللة بالهدى“‪.‬‬
‫زئيره والنيال‬
‫ات ُ‬ ‫َو َردَ الفر َ‬ ‫وردٌ إذا وردَ البحيرةَ شارباً‬
‫‪ْ -‬‬
‫المكروب‬
‫ُ‬ ‫غيث بها الثرى‬
‫ُم ْستَ ٌ‬ ‫‪ -‬ديمةٌ سمحة القياد سكوب‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬ق الوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون“‪.‬‬

‫المحاضرة الثامنة‬
‫االستعارة (‪)2‬‬
‫عناصر المحاضرة‬
‫أوالً‪ -‬أقسام االستعارة باعتبار ما يالئم طرفيها‪.‬‬
‫‪ -1‬االستعارة المجردة‪.‬‬
‫‪ -2‬االستعارة المرشحة‪.‬‬
‫‪ -3‬االستعارة المطلقة‪.‬‬
‫ثانياً‪ -‬االستعارة المفردة واالستعارة التمثيلية‪.‬‬

‫أقسام االستعارة باعتبار ما يالئم طرفيها ‪:‬‬


‫تنقسم االستعارة باعتبار ما يالئم أحد طرفيها ثالثة أقسام‪ ،‬ونقصد بالمالئم الصف ات التي تذكر مع اللفظ المستعار وهي تالئم‬
‫أحد طرفي االستعارة (المشبه أو المشبه به) أو تالئم الطرفين معاً على أن ال تكون القرينة داخلة في هذه الصف ات‪.‬‬
‫كما في قول الشاعر‪:‬‬
‫ف إذا ما وفى قضيت نذوري‬ ‫وعد البدر بالزيارة ليالً‬
‫االستعارة هنا في لفظ (البدر) وهو المشبه به والقرينة الدالة على أنه استعارة هي (وعد) وهي الزمة للمشبه وهو (الفتاة)‬
‫بجامع االستدارة‪ .‬ولو بحثنا عن صف ات تالئم أحد طرفيها في البيت لوجدناها في (الزيارة والوف اء) وهما صفتان متوفرتان في‬
‫المشبه (المرأة)‪.‬‬
‫أقسامها هي‪:‬‬
‫‪ -1‬االستعارة المجردة‪ :‬هي االستعارة التي يذكر معها صف ات تالئم المشبه دون المشبه به‪ ،‬وسميت بالمجردة لتجريدها عن‬
‫بعض المبالغة‪ ،‬إذ يبعد المشبه بالمبالغة عن المشبه به فيبعد دعوى االتحاد الذي هو مبنى االستعارة‪.‬مثالها‪ :‬قول الشاعر‪:‬‬
‫فما يضيء لها نجم وال بدر‬ ‫وليلة مرضت من كل ناحية‬

‫صفحة ‪31‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫المشبه (ليلة) المشبه به (اإلنسان) والقرينة هي (مرضت) وجامعها انطف اء معالم الحياة‪ .‬والصف ات التي تالئم المشبه هي (فما‬
‫يضيء لها نجم وال بدر) وليس هنا ما يالئم المشب به‪.‬‬
‫البراقع والحجاال‬
‫َ‬ ‫عني فساعدت‬ ‫ومنه‪ :‬وغيبت النوى الظبيات‬
‫والبيت بيته ولم يلهني عنه غزالٌ مقنّ ُع‬
‫ُ‬ ‫لحاف الضيف‬
‫‪ -‬لحافي ُ‬

‫‪ -2‬االستعارة المرشحة‪ :‬هي التي يذكر معها صف ات تالئم المشبه به دون المشبه‪.‬‬
‫ريض الزمان فذلّ منه قياد‬ ‫مثاله‪ :‬يا أيها الملك الذي في ظله‬
‫المشبه (الزمان) المشبه به (الحيوان أو البعير) والقرينة هي (ريض) وجامعها الجموح في كل منهما‪ .‬والصف ات التي تالئم‬
‫المشبه به هي في (فذل منه قياد) وليس هنا ما يالئم المشبه‪.‬‬
‫وإذا نظرنا لالستعارة من حيث طرف اها فهي مكنية‪ ،‬ومن حيث االشتق اق والجمود فهي أصلية‪.‬‬
‫‪ -‬ومثال االستعارة المرشحة‪ ،‬قوله تعالى‪” :‬أولئك الذين اشتروا الضاللة بالهدى‪ ،‬فما ربحت تجارتهم“‪.‬‬
‫أهمية االستعارة المرشحة‪:‬‬
‫يعتبر الكالم المشتمل على الترشيح أقوى وأبلغ من المشتمل على اإلطالق والتجريد ‪ ،‬الشتماله على تقوية المبالغة وكمالها ف إن‬
‫المحور الذي يدور عليه الترشيح إنما هو تناسي التشبيه‪ ،‬وادعاء أن المشبه هو المشبه به نفسه وكأن االستعارة غير موجودة‪.‬‬
‫انظر لالستعارات اآلتية‪:‬‬
‫ولم تك تبرح الف لكا‬ ‫‪ -‬أتتني الشمس زائرة‬
‫منها الشموس وليس فيها المشرق‬ ‫‪-‬كبرت حول ديارهم لما بدت‬

‫‪ -3‬االستعارة المطلقة‪ :‬هي التي خلت من الصف ات التي تالئم المشبه والمشبه به‪ ،‬أو هي التي ذكرت فيها صف ات تالئم‬
‫الطرفين معاً‪.‬‬
‫مثال التي تخلو من الصف ات قول الشاعر‪:‬‬
‫طاروا إليه زراف ات ووحدانا‬ ‫قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم‬
‫شبه الشاعر الشر بالحيوان المفترس والقرينة الدالة على المحذوف هو ناجذيه ‪ ،‬ولو بحثنا عن الصف ات التي تالئم أحد‬
‫الطرفين لما وجدناها ؛ لذلك فهي مطلقة‪.‬‬
‫مام‪ ،‬يا رجلُ‬
‫ليث‪ ،‬يا ح ُ‬
‫بحر‪ ،‬يا غمامةُ يا ُ‬‫بدر‪ ،‬يا ُ‬‫‪ -‬ومثاله قول المتنبي يخاطب ممدوحه ‪ :‬يا ُ‬
‫‪ -‬ومثال االستعارة التي تذكر معها صف ات تالئم الطرفين‪ ،‬قول زهير بن أبي سلمى‪:‬‬
‫لدى أسد شاكي السالح مقذف له لبد أظف اره لم تُقَلَّم‬
‫شبه الشاعر الممدوح باألسد والقرينة الدالة على ذلك قرينة عق لية‪ ،‬وقد جاءت صف ات تالئم المشبه (الممدوح) وهي (شاكي‬
‫السالح مقذف) وصف ات تالئم المشبه به (أسد) وهي (له لبد أظف اره لم تُقَلَّم)‪.‬‬

‫صفحة ‪31‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫االستعارة المفردة واالستعارة التمثيلية ‪:‬‬
‫تنقسم االستعارة من جهة اإلفراد والتركيب قسمين‪ :‬مفردة ومركبة‪.‬‬
‫مر في كل الشواهد الشعرية والقرآنية فيما مر من هذه المحاضرة‬
‫‪ -1‬االستعارة المفردة‪ :‬هي ما جرت في اللفظ الواحد كما ّ‬
‫والمحاضرة السابقة‪.‬‬
‫عرفها البالغيون‪” :‬إنها تركيب‬
‫‪ -2‬االستعارة المركبة أو التمثيلية‪ :‬هي االستعارة التي يكون المستعار فيها مركباً‪ ،‬وقد َ‬
‫استعمل في غير ما وضع له‪ ،‬لعالقة المشابهة‪ ،‬مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي“‪.‬‬
‫‪ -‬كما في قول المتنبي‪:‬‬
‫يجد ُمراً به الماء الزالال‬ ‫ومن يك ذا فم ُم ٍّر مريض‬
‫المعنى الحقيقي لهذا التركيب هو أن حاسة الذوق عند اإلنسان إذا كانت ال تعمل بصورة صحيحة لمرض فيه ‪ ،‬ف إنه يجد أي‬
‫سائل يدخل فمه مراًحتى ولو كان ماء عذباً‪ .‬والمتنبي يستخدم هذا البيت استخداماً مجازياً فهو يعني اإلنسان الذي فقد‬
‫نعمة الذوق األدبي ف لم يقدر الشعر الرائع الجميل حق قدره‪ ،‬والعالقة بين المعنيين عالقة المشابهة‪ ،‬وقد حذف المشبه‬
‫المركب وهو اإلنسان الذي ال يميز الشعر الرديء من الشعر الجيد‪.‬‬
‫يهون عليه تسليم البالد‬ ‫‪ -‬ومثاله قول الشاعر‪ :‬ومن ملك البالد بغير حرب‬
‫(يق ال لمن ورث المال بدون جهد وبدده من غير حساب)‪.‬‬
‫منيع غابه‬
‫الليث َ‬
‫وحل ُ‬ ‫‪ -‬عاد السيف إلى قرابه‬
‫(تق ال لمجاهد عاد إلى وطنه بعد غياب)‪.‬‬

‫االستعارة التمثيلية بين تشبيه التمثيل والتشبيه الضمني‪.‬‬


‫قد يخلط بعض الطالب االستعارة التمثيلية بتشبيه التمثيل والتشبيه الضمني؛ لذلك يجب االنتباه إلى ما بينها من فروق ات‪.‬‬
‫فتشبيه التمثيل‪ :‬يقوم على وجود تركيبين متشابهين صراحة‪ ،‬نحو قول بشار‪:‬‬
‫وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه‬ ‫كأن مثار النقع فوق رءوسنا‬
‫ف الصورة المركبة األولى تمثل جو المعركة الق اتم الذي تلمع فيه السيوف وتتطاير الشرارات المنبعثة منها وهي المشبه‪.‬‬
‫والصورة المركبة الثانية تمثل الليل المليء بالكواكب التي تتساقط وهي المشبه به‪.‬‬
‫نلحظ أن طرفي التشبيه ظاهران ملحوظان لفظاً‪.‬‬
‫أما االستعارة التمثيلية‪ ،‬فتقوم أيضاً على صورتين مركبتين‪ ،‬متشابهتين ضمناً‪ ،‬ولكن عبارة االستعارة ال تتضمن وجود المشبه؛‬
‫أي أن الحالة األصلية (المشبه)ال ترد في االستعارة التمثيلية‪ ،‬وإنما ترد العبارة المستعارة التي تُشَبَّهُ بها‪ ،‬نحو قول الشاعر‪:‬‬
‫ويُنكر الفمُّ طعمَ الماء من سقم‬ ‫قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد‬
‫في هذا القول استعارتان تمثيليتان‪ ،‬تنهضان على تشبيه حالة لم تذكر‪ ،‬وهي حالة اإلعراض عن رؤية الحق مرة بحالة األرمد‬
‫الذي يفقد النظر‪ ،‬ف ال يرى ضوء الشمس‪ .‬ومرة بحالة المريض الذي يفقد اإلحساس ف ال يقدر على تذوق األشياء‪.‬‬
‫نلحظ في هاتين االستعارتين التمثيليتين أن أحد طرفي التشبيه في كل منهما محذوف وهو المشبه‪.‬‬

‫صفحة ‪32‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫تدريبات‬
‫س‪ -2‬أجر االستعارات في الشواهد البالغية اآلتية‪ ،‬وبين نوعها باعتبار طرفيها‪ ،‬وباعتبار االشتق اق والجمود‪ ،‬وباعتبار ما يالئم‬
‫طرفيها من صف ات‪:‬‬
‫وقد بشمن وما تفنى العناقيد‬ ‫‪ -‬نامت نواطير مصر عن ثعالبها‬
‫كال كله أناخ بآخرينا‬ ‫جر على أناس‬
‫‪-‬إذا ما الدهر ّ‬
‫قد سمعنا القيان وهي تغني‬ ‫‪-‬حول أعشاشها على األشجار‬
‫وكذاك عمر كواكب األسحار‬ ‫‪-‬يا كوكباً ما كان أقصر عمره‬
‫ألفيت كل تميمة ال تنفع‬ ‫‪-‬وإذا المنية أنشبت أظف ارها‬

‫المحاضرة التاسعة‬
‫الكناية‬
‫عناصر المحاضرة‬
‫‪ -1‬مفهوم الكناية‪.‬‬
‫‪ -2‬أقسام الكناية باعتبار المكنى عنه‪.‬‬

‫الكناية‪ :‬هي لفظ أطلق وأريد به الزم معناه مع جواز إرادة ذلك المعنى‪.‬‬
‫وإما عبد شمس وهاشمُ‬‫أبوها‪ّ ،‬‬ ‫إما لنوف ل‬
‫مثاله‪ :‬بعيدة مهوى القُرط ّ‬
‫اللفظ المطلق هنا هو‪( :‬بعيدة مهوى القرط)‪ .‬وهذا يسميه البالغيون (المكنى به)‪.‬‬
‫المعنى المالزم للفظ المطلق هو (طويلة العنق)‪ ،‬وهذا يسميه البالغيون (المكنى عنه)‪.‬‬
‫ويجوز أن نقول‪ :‬بعيدة مهوى القرط طويلة العنق‪.‬‬

‫‪ -1‬الكناية عن صفة‪ :‬وهي إطالق اللفظ يراد به الصفة المالزمة له‪.‬‬


‫مثاله قول الخنساء في أخيها صخر‪:‬‬
‫كثير الرماد إذا ما شتا‬ ‫طويل النجاد رفيع العماد‬
‫في البيت ثالث كنايات وضعنا تحت كل منه خطاً‪.‬‬
‫األولى‪( -‬طويل النجاد) وهو لفظ يعني أن حمالة السيف طويلة‪ ،‬وهذه الحمالة ال يرتديها إال من هو ق امته مناسبة لها‪ ،‬وهذا‬
‫يعني أن صاحبها ق امته طويلة‪ .‬ف المعنى المكنى عنه هنا هو (طول الق امة) وهذا المعنى هو صفة‪ ،‬ف الكناية هي كناية عن‬
‫صفة‪.‬‬
‫الثانية‪( -‬رفيع العماد) وهي كناية عن صفة (السيادة) ألن البيت الذي عمده مرتفع يتميز من بيوت الناس في الحي‪،‬‬
‫وهذا يعني أن صاحبه متميز من غيره من أصحاب البيوت‪ ،‬ومن هو متميز من قومه فهو سيدهم‪.‬‬
‫الثالثة‪( -‬كثير الرماد إذا ما شتا) وهي كناية عن الكرم‪ .‬ونستطيع أن نستنتجها من عدة وسائط كما في الكنايتين‬
‫السابقتين‪.‬‬

‫صفحة ‪33‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫وصبحهم وبسطهم تراب‬ ‫فمساهم وبسطهم حرير‬
‫ومثالها‪ّ :‬‬
‫جبان الكلب‪ ،‬مهزول الفصيل‬ ‫‪ -‬وما يك فيَّ من عيب ف إني‬
‫‪ -‬ق ال نصيب بن رباح في مدح عبد العزيز بن مروان‪:‬‬
‫نن ظاهره‬
‫وغيرهم م ٌ‬ ‫لعبد العزيز على قومه‬
‫ودارك مأهولةٌ عامره‬ ‫ك أسهلُ أبوابهم‬
‫فبابُ َ‬
‫من األُم بابنتها الزائره‬ ‫آنس بالزائرين‬
‫ك ُ‬ ‫وكلبُ َ‬

‫‪ -2‬الكناية عن موصوف‪ :‬وهي إطالق الصفة يراد بها الموصوف بها‪.‬‬


‫والطاعنين مجامع األضغان‬ ‫مثالها‪ :‬الضاربين بكل أبيض مخذم‬
‫أطلق الشاعر هنا لفظ الصفة (مجامع األضغان) وأراد بها موصوفها وهو الق لوب‪.‬‬
‫إلى موطن األسرار ق لت لها‪ :‬قفي‬ ‫ومنها‪ :‬ف لما شربناها ودب دبيبها‬
‫‪ -‬ق ال شاعر في فضل دار العلوم في إحياء لغة العرب‪:‬‬
‫ذكَّ َرْتها بداوةَ األعراب‬ ‫بنت عدنان داراً‬
‫وجدت فيك ُ‬
‫ْ‬
‫شر دبيب‬
‫الرقش ّ‬
‫كالصالل ُّ‬
‫لها ّ‬ ‫‪ -‬ودبّت في موطن الحلم علّةٌ‬
‫هما الواهي الذي ثكلَ الشبابا‬ ‫‪ -‬ولي بين الضلوع دم ولحم‬
‫كمن في كفه منهم خضاب‬ ‫‪ -‬ومن في كفه منهم قناة‬
‫السالال‬
‫كأن أباه أورثه ُ‬
‫َّ‬ ‫ورق حتى‬
‫دق َّ‬
‫‪ -‬سليلُ النار َّ‬

‫‪ -3‬الكناية عن نسبة‪ :‬وهي التي يراد بها إثبات أمر آلخر أو نفيه عنه‪ ،‬وبها تذكر الصفة والموصوف وال يصرح بالنسبة‬
‫الموجودة مع أنها هي المقصودة‪.‬‬
‫مثالها‪ :‬فما جازه جود وال حلّ دونه ولكن يسير الجود حيث يسير‬
‫أراد الشاعر هنا أن يصف ممدوحه بالكرم والجود‪ ،‬ولكنه نسب الكرم والجود إلى المكان ولم ينسبه إلى صاحبه‪ ،‬وهذا‬
‫كناية عن نسبة الكرم إلى ممدوحه‪.‬‬
‫ومثاله أيضاً‪:‬‬
‫إذا ما بيوت بالمالمة حلّت‬ ‫‪ -‬يبيت بمنجاة من اللوم بيتها‬
‫في قبة ضربت على ابن الحشرج‬ ‫‪ -‬إن السماحة والمروءة والندى‬
‫والمجد يمشي في ركاب ه‬ ‫له‬ ‫‪-‬اليم ن يتبع ظ‬

‫الفرق بين الكناية والمجاز واالستعارة ‪:‬‬


‫ثمة تشابه وفروق بين الكناية والمجاز واالستعارة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -1‬الكناية تشبه المجاز واالستعارة بأن لها معنى مستخدماً ومعنى مالزماً له‪.‬‬

‫صفحة ‪34‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫أما الكناية ف لها مكنى به وهو يق ابل اللفظ المجازي المستخدم والكناية لها مكنى عنه محذوف وهو يق ابل المعنى المحذوف‬
‫في المجاز واالستعارة‪.‬‬
‫‪ -2‬تفترق الكناية عن المجاز واالستعارة في أن المعنى المحذوف (المكنى عنه) في الكناية يجوز أن يذكر معها‪ ،‬في حين‬
‫أن المجاز واالستعارة ال يجوز ذكر معناها المحذوف‪.‬‬
‫‪ -3‬ويفترق المجاز واالستعارة عن الكناية أن فيهما قرينة مانعة من ذكر المعنى المحذوف‪ ،‬في حين ال نجد مثل هذا في‬
‫الكناية‪.‬‬

‫تدريبات‬
‫أجر الكنايات في الشواهد البالغية اآلتية‪ ،‬وبين نوعها باعتبار المكنى عنه‪:‬‬
‫المقَل‬
‫كالنوم ليس له مأوى سوى ُ‬ ‫‪ -‬ال ينزل المجد إال في منازلن ا‬
‫ب والحقد‬‫والر ْع ُ‬
‫اللب ُّ‬
‫بحيث يكون ُ‬ ‫أضللت نصلَها‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ف أتبعتُها أخرى ف‬
‫ال يسألون عن السواد المقيل‬ ‫‪ -‬يُ ْغشَون حتى ما تهر كالب هم‬

‫المحاضرة العاشرة‬
‫علم البديع (‪)1‬‬
‫عناصر المحاضرة‬
‫علم البديع‪ :‬مفهومه‪.‬‬
‫أقسام علم البديع‪ :‬المحسنات المعنوية‪ ،‬والمحسنات اللفظية‪.‬‬
‫المحسنات المعنوية‪:‬‬
‫‪ -1‬الطباق‪.‬‬
‫‪ -2‬المق ابلة‪.‬‬
‫‪ -3‬التدبيج‪.‬‬

‫علم البديع‪ :‬هو علم يعرف به وجوه تحسين الكالم بعد رعاية مطابقة الكالم لمقتضى الحال ورعاية وضوح الداللة‪.‬‬
‫أي أن علم البديع يتضمن وجوهاً محسنة للكالم بعد تحقق مطابقة الكالم لمقتضى الحال المتحققة في علم المعاني وتحقق‬
‫وضوح الداللة المتحققة في علم البيان‪.‬‬
‫أقسام علم البديع ‪:‬‬
‫قسم البالغيون المحسنات البديعية قسمين‪:‬‬
‫أوالً‪ -‬المحسنات المعنوية‪ :‬هي التي تزيد المعنى حسناً‪ ،‬إما بزيادة تنبيه على شيء‪ ،‬أو بزيادة التناسب بين أجزاء الكالم‪.‬‬
‫وبعض هذه المحسنات ال تخلو عن تحسين اللفظ‪ .‬وتندرج تحته مجموعة من المحسنات البديعية‪.‬‬
‫وعالمة المحسن المعنوي‪ :‬أننا لو غيرنا بعضه لظل محسناً معنوياً مثل‪ :‬نظرت إلى األرض وإلى األعلى‪ .‬بين كلمتي األرض‬
‫واألعلى طباق‪ ،‬ف األرض بمعنى األسف ل وهي تطابق كلمة األعلى‪ ،‬ولو ق لنا نظرت إلى األسف ل لظل في التركيب طباق‪.‬‬

‫صفحة ‪35‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫ثانياً‪ -‬المحسنات اللفظية‪ :‬هي التي تزيد اللفظ حسناً‪ ،‬وإن كانت ال تخلو عن تحسين المعنى‪ .‬وتندرج تحته مجموعة من‬
‫المحسنات البديعية‪.‬‬
‫وعالمة المحسن اللفظي‪ :‬أننا لو غيرنا بعضه الختفى وما عاد محسناً لفظياً‪.‬‬
‫مثاله قول الشاعر أحمد شوقي‪:‬‬
‫سال مصر هل سال عن الق لب عنها‬
‫بين كلمتي (سال وسال) جناس األولى جاءت بمعنى السؤال والثانية بمعنى النسيان‪ ،‬ف لو غيرنا الثانية وق لنا سال مصر هل نسيها‬
‫الق لب‪ ،‬الختفى الجناس‪.‬‬

‫المحسنات المعنوية‬
‫الطباق الحقيقي والمجازي‪.‬‬
‫الطباق أو(المطابقة‪ ،‬أو التطبيق‪ ،‬أو التضاد‪ ،‬أو التكافؤ) وكل هذه المصطلحات بمعنى واحد‪ :‬هو أن يجمع المتكلم بين‬
‫متضادين؛ أي يجمع بين معنيين متق ابلين في الجملة‪.‬‬
‫للطباق أقسام متعددة هي‪:‬‬
‫‪ -1‬الطباق الحقيقي والطباق المجازي (وقد سمى بعض البالغيين المجازي التكافؤ) وهما ال يكونان في بنية طباق واحدة‬
‫ف الطباق إما حقيقي وإما مجازي‪.‬‬
‫أما الطباق الحقيقي فهو ما كان بألف اظ الحقيقة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬وما يستوي األعمى والبصير‪ ،‬وال الظلمات وال النور‪ ،‬وال الظلُّ وال الحرور‪ ،‬وما يستوي األحياء وال األموات“‪ .‬فكل‬
‫زوج من الكلمات المخطوط تحتها يمثل طباق اً‪.‬‬
‫ومثال الطباق الحقيقي أيضاً‪:‬‬
‫ق ال تعالى‪” :‬وأنه هو أضحك وأبكى‪ ،‬وأنه هو أمات وأحيا‪ ،‬وأنه خلق الزوجين الذكر واألنثى“‪.‬‬
‫ق ال تعالى‪” :‬وتحسبهم أيق اظاً وهم رقود“‪.‬‬
‫ق ال رسول اهلل عليه السالم لألنصار‪” :‬إنكم لتكثرون عند الفزع وتق لون عند الطمع“‪.‬‬
‫وأما الطباق المجازي فهو ما كان بألف اظ المجاز‪ ،‬سواء أكان اللفظان مجازيين معاًأو كان أحدهما مجازياً واآلخر حقيقياً‪.‬‬
‫كما في قوله تعالى‪” :‬أولئك الذين اشتروا الضاللة بالهدى“‪.‬‬
‫الضاللة والهدى هنا لفظان مجازيان وهما من قبيل االستعارات المكنية كما تعلمتم سابق اً‪.‬‬
‫وشاد بناءها بعد انهدام‬ ‫ومنه قول التهامي‪ :‬لقد أحيا المكارم بعد موت‬
‫قتل البخل وأحيا السماحا‬ ‫ومنه قول الشاعر‪:‬جمع الحق لنا في إمام‬
‫ضحك المشيب برأسه فبكى‬ ‫وقول الشاعر‪ :‬ال تعجبي يا سلم من رجل‬

‫‪ -2‬طباق السلب وطباق اإليجاب‪ ،‬وهما ال يكونان في بنية طباق واحدة ف الطباق إما إيجاب وإما سلب‪.‬‬
‫أما طباق السلب ف له صور متعددة‪:‬‬

‫صفحة ‪36‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫‪ -‬منها ما كان بين كلمتين من أصل واحد جاء أحدهما في األمر واآلخر في النهي‪ ،‬كما في قوله تعالى‪” :‬وال تق ل لهما أف‬
‫كريما“‪ .‬الطباق بين ال تق ل وق ل‪.‬‬
‫وال تنهرهما وق ل لهما قوالً ً‬
‫‪-‬ومنها ما كان بين كلمتين من أصل واحد إحداهما منفية واألخرى مثبتة‪ ،‬كما في قوله تعالى‪” :‬وإن يروا سبيل الرشد ال‬
‫يتخذوه سبيالً وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيال“‪ .‬الطباق بين يتخذوه وال يتخذوه‪.‬‬
‫‪ -‬ومنها ما كان بين كلمتين متضادتين في األصل منفيتين‪ ،‬نحو قوله تعالى‪” :‬ال يموت فيها وال يحيا“‪.‬‬
‫ويمكننا أن نلحظ طباق السلب في الشواهد اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬إن الذين كفروا سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم ال يؤمنون“‪.‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬تعلم ما في نفسي وال أعلم ما في نفسك“‪.‬‬
‫وال ينكرون القولَ حين نقول‬ ‫شئنا على الناس قولهم‬
‫إن ْ‬
‫‪ -‬وننكر ْ‬
‫الشوق من حيث أعلم‬
‫ُ‬ ‫إلي‬
‫ويسري َّ‬ ‫ض لي من حيث ال أعلم الهوى‬
‫‪ -‬يُقَيَّ ُ‬
‫وأما طباق اإليجاب فهو ال يأتي على الصور السابقة في السلب‪ ،‬بمعنى أن كل ما لم يأت على صورة من صور طباق السلب‬
‫فهو طباق إيجاب وكل األمثلة السابقة في الطباق الحقيقي والمجازي هي من طباق اإليجاب‪.‬‬

‫‪ -3‬الطباق اللفظي والطباق المعنوي‪ ،‬وهما ال يكونان في بنية طباق واحدة ف الطباق إما لفظي وإما معنوي‪.‬‬
‫أما الطباق اللفظي‪ ،‬فهو ما كان بين لفظ ولفظ وكل متقدم من أمثلة في القسمين السابقين من شواهد صالح ألن يكون‬
‫طباق اً لفظياً‪.‬‬
‫إن أنتم إال تكذبون‪ ،‬ق الوا‪ :‬ربنا يعلم إنا إليكم‬
‫أما الطباق المعنوي‪ ،‬فهو ما كان بين لفظ ومعنى‪ ،‬كما في قوله تعالى‪ْ ” :‬‬
‫لمرسلون“‪ .‬الطباق بين لفظ (تكذبون) ومعنى (إنا إليكم لمرسلون) وهو (إنا لصادقون)‪.‬‬
‫ومنه‪:‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬الذي جعل لكم األرض فراشاً والسماء بناء“‪.‬‬
‫إن تتابع لي غنى وإن ق لَّ مالي ال أكلفهم رفدا‬
‫‪ -‬لهم جلّ مالي ْ‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬ولكم في القصاص حياة يا أولي األلباب“‪.‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬مما خطيئاتهم أغرقوا ف أدخلوا ناراً“‪.‬‬

‫المحسنات المعنوية‬
‫(‪ -2‬المق ابلة)‬
‫المق ابلة‪ :‬هي أن يأتي المتكلم بلفظين أو معنيين ف أكثر ثم يأتي بما يق ابل هذين اللفظين أو المعنيين‪ ،‬على عالقة التضاد أو‬
‫غيرها من العالق ات من مثل المخالفة والتناظر ويكون هذا على الترتيب‪.‬‬
‫الفرق بين الطباق والمق ابلة‪:‬‬
‫‪ -1‬الطباق ال يكون إال في األضداد ‪ ،‬والمق ابلة تكون باألضداد وغيرها ‪ ،‬وإن كانت األضداد أعلى رتبة وأعظم موقعاً‪.‬‬
‫‪ -2‬الطباق ال يكون إال بين ضدين حسب ‪ ،‬والمق ابلة ال تكون إال بين أربعة ف أكثر‪.‬‬

‫صفحة ‪37‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫‪ -‬مثالها مق ابلة اثنين باثنين قوله تعالى‪” :‬وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم‪ ،‬وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم“‪ .‬فكلمة‬
‫(تكرهوا) تق ابل كلمة (تحبوا) على التضاد‪ ،‬وكلمة (خير) تق ابل كلمة (شر) على التضاد أيضاً‪.‬‬
‫‪ -‬وقوله تعالى‪” :‬ف أثابكم غماً بغم لكيال تحزنوا على ما ف اتكم وال تفرحوا بما آتاكم“‪.‬‬
‫قتل البخل وأحيا السماحا‬ ‫‪-‬وقول الشاعر‪ :‬جمع الحق لنا في إمام‬
‫‪ -‬ومنه مق ابلة ثالثه بثالثة‪ ،‬كما في قوله تعالى‪”:‬ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث“‪.‬‬
‫‪-‬وقول أبي الطيب‪:‬‬
‫ف ال الجود يفني المال والجدُّ مقبل وال البخل يبقي المال والجدُّ مدبر‬
‫‪ -‬ومنه مق ابلة أربعة بأربعة‪ ،‬كما في قوله تعالى‪” :‬ف أما من أعطى واتقى‪ ،‬وصدق بالحسنى‪ ،‬فسنيسره لليسرى‪ ،‬وأما من بخل‬
‫واستغنى‪ ،‬وكذب بالحسنى‪ ،‬فسنيسره للعسرى“‪.‬‬
‫‪ -‬وهكذا يمكن أن تصل المتق ابالت إلى ما يزيد عن عشرة متق ابالت‪.‬‬

‫المحسنات المعنوية‬
‫(‪ -3‬التدبيج)‬
‫التدبيج‪ :‬هو أن يذكر المتكلم ألواناً بقصد الكناية بها أو التورية‪ .‬ومن البالغيين من يجعل اللون من غير الكناية والتورية‬
‫تدبيجاً‪.‬‬
‫وغرابيب سود“‪ .‬التدبيج هنا في كلمتي (بيض) و (حمر)‬
‫ُ‬ ‫مختلف ألوانها‬
‫ٌ‬ ‫وحمر‬
‫بيض ٌ‬‫مثاله قوله تعالى‪” :‬ومن الجبال ُجدَدٌ ٌ‬
‫ف الجدد البيض كناية عن الطرق المسلوكة المأهولة‪ ،‬والجدد الحمر كناية عن الطرق المهجورة ‪ ،‬وأما كلمة (سود) ف ليست‬
‫من باب التورية أو الكناية‪.‬‬
‫ومثال التدبيج أيضاً قول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪” :‬ما من عبد يموت فيترك صفراء أو بيضاء إال جعل اهلل بكل قيراط منها‬
‫صفحة من نار“‪ .‬كلمة الصفراء كناية عن الذهب‪ ،‬والبيضاء كناية عن الفضة‪.‬‬
‫ومنه قول الصفدي‪:‬‬
‫فيما ترى من سائر األشياء‬ ‫ما أبصرت عيناي أحسن منظراً‬
‫الحمراء تحت المق لة السوداء‬ ‫كالشامة الخضراء فوق الوجنة‬

‫تدريبات‬
‫س‪ -1‬حدد أنواع الطباق في كل شاهد مما يأتي من حيث الطباق الحقيقي والمجازي وطباق اإليجاب والسلب‪ ،‬والطباق‬
‫اللفظي والمعنوي‪:‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار“‪.‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬في جنة عالية قطوفها دانية“‪.‬‬
‫‪ -‬فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة“‪.‬‬
‫‪” -‬كونوا للعلم دعاة وال تكونوا له رواة“‪.‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون“‪.‬‬

‫صفحة ‪38‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫س‪ -2‬بين بنية المق ابلة فيما يأتي محدداًالعناصر المتق ابلة‪:‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء واهلل يعدكم مغفرة منه وفضالً“‪.‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬هل أتاك حديث الغاشية‪ ،‬وجوه يومئذ خاشعة‪ ،‬عاملة ناصبه‪ ،‬تصلى ناراًحامية‪ ،‬تسقى من عين آنية‪ ،‬ليس لهم‬
‫طعام إال من ضريع‪ ،‬ال يسمن وال يغني من جوع“‪.‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬والليل إذا يغشى‪ ،‬والنهار إذا تجلى“‪.‬‬
‫س‪ -3‬اكتشف المعاني المكنى عنها في األلوان في الشاهد اآلتي‪:‬‬
‫وسواد نقع واخضرار رحاب‬ ‫‪ -‬ببياض عزم واحمرار صوارم‬

‫المحاضرة الحادية عشرة‬


‫علم البديع (‪)2‬‬
‫عناصر المحاضرة‬
‫المحسنات المعنوية‪:‬‬
‫‪ -4‬مراعاة النظير‪ -5 .‬تشابه األطراف‪ -6 .‬التفويف‪ -7 .‬اإلرصاد‪ -8 .‬المشاكلة‪ -9 .‬العكس والتبديل‪.‬‬

‫‪ -4‬مراعاة النظير‪ :‬أخذ عند البالغيين عدداً من األسماء هي‪ :‬التوفيق‪ ،‬والتناسب‪ ،‬واالئتالف‪ ،‬والمؤاخاة‪.‬‬
‫مفهومه‪ :‬هو أن يجمع المتكلم بين أمر وما يناسبه ال بالتضاد‪ ،‬والمناسبة هنا عامة سواء أكانت هذه المناسبة في اللفظ مع‬
‫المعنى‪ ،‬أم في اللفظ مع اللفظ‪.‬‬
‫من أمثلة مناسبة اللفظ مع المعنى قوله صلى اهلل عليه وسلم‪” :‬أال أخبركم بأهل الجنة‪ :‬كل ضعيف متضعف‪ ،‬أغبر ذي طمرين‪،‬‬
‫ال يؤبه به‪ ،‬لو أقسم على اهلل ألبره‪ .‬أال أخبركم بأهل النار‪ :‬كل عُتُ لٍّجواظ متكبر“‪.‬‬
‫جاءت في الحديث ألف اظ سهلة رقيقة تتناسب مع أهل الجنة‪ ،‬وألف اظ جزلة شديدة تتناسب مع أهل النار‪ ،‬فكانت هذه األلف اظ‬
‫متناسبة مع معانيها‪.‬‬
‫ومن أمثلة مناسبة اللفظ مع اللفظ قوله تعالى‪” :‬الشمس والقمر بحسبان‪ ،‬والنجم والشجر يسجدان“‪ .‬لفظ الشمس يتناسب مع لفظ‬
‫القمر في اإلضاءة ليالً أو في كونهما من أجرام السماء‪ ،‬ولفظ النجم بمعنى العشب يتناسب مع لفظ الشجر في كونهما من‬
‫النبات‪.‬‬
‫ومنها‪:‬‬
‫‪ -‬قوله صلى اهلل عليه وسلم‪” :‬ذو الوجهين في الدنيا ذو اللسانيين في اآلخرة“‪.‬‬
‫وبنو تبارك والكتاب المحكم‬ ‫‪ -‬أنتم بنو طه‪ ،‬ونون‪ ،‬والضحى‬
‫‪ -‬وبنو األباطح‪ ،‬والمشاعر‪ ،‬والصف ا والركن‪ ،‬والبيت العتيق‪ ،‬وزمزم‬

‫صفحة ‪39‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫‪ -5‬تشابه األطراف‪ :‬هو في الشعر أن يعيد الشاعر لفظة الق افية في أول البيت الذي يليها‪ ،‬وأما في النثر فهو أن يعيد الناثر‬
‫آخر لفظة في الجملة في أول الجملة التي تليها‪.‬‬
‫‪ -‬مثاله في الشعر قول ليلى األخيلية تمدح الحجاج بن يوسف الثقفي‪:‬‬
‫تتبع أقصى دائها فشف اها‬ ‫إذا نزل الحجاج أرضاً مري ضة‬
‫شف اها من الداء العضال الذي بها غالم إذا هز القناة سق اها‬
‫دماء رجال يحلبون ضراها‬ ‫سق اها فرواها بشرب سجال ها‬
‫‪ -‬ومنه قول أبي نواس‪:‬‬
‫وخازمٌ خير بني دارم‬ ‫خير بني خازم‬
‫خزيمةٌ ُ‬
‫مثل تميم في بن ي آدم‬ ‫ودارمٌ خير تميم وم ا‬
‫ولكن أكثر الناس ال يعلمون‪ ،‬يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا“‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وعدَ اهلل ال يخلف اهلل وعده‪،‬‬
‫‪ -‬ومن النثر قوله تعالى‪ْ ” :‬‬
‫‪ -‬وقوله تعالى‪” :‬اهلل نور السموات واألرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح‪ ،‬المصباح في زجاجة‪ ،‬الزجاجة كأنها كوكب‬
‫دري“‪.‬‬

‫‪ -6‬التفويف‪ :‬هو أن يأتي المتكلم بفنون بالغية شتى‪ ،‬كل فن في جملة منفصلة‪ ،‬مع تساوي الجمل في الوزن‪.‬‬
‫‪ -‬مثاله قوله تعالى‪” :‬الذي خلقني فهو يَهدين‪ ،‬والذي هو يطعمني ويسقين‪ ،‬وإذا مرضت فهو يَشفين‪ ،‬والذي يميتني ثم‬
‫يحيين‪ ،‬والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين‪ ،‬رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين“‪.‬‬
‫الحي من الميّت‪ ،‬وتخرج الميت من الحي“‪.‬‬
‫‪ -‬وقوله تعالى‪” :‬تولج الليل بالنهار‪ ،‬وتولج النهار بالليل‪ ،‬وتخرج ّ‬

‫‪ -7‬األرصاد وقد سماه بعض البالغيين (التسهيم)‪ :‬وهو أن يكون ما تقدم من الكالم دليالً على ما يتأخر منه‪.‬‬
‫‪ -‬مثاله قوله تعالى‪” :‬مثل الذين اتخذوا من دون اهلل أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت‬
‫العنكبوت“‪.‬‬
‫‪ -‬وقوله تعالى‪” :‬فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به األرض ومنهم من أغرقنا وما كان‬
‫اهلل ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون“‪.‬‬
‫ال خير في يمنى بغير يسار‬ ‫‪-‬ولربما اعتصم الحليم بجاهل‬
‫ولكنني عن علم ما في غد عم‬ ‫‪-‬وأعلم ما في اليوم واألمس قبله‬

‫‪-8‬المشاكلة‪ :‬هي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيق اً أو تقديراً‪.‬‬
‫‪ -1‬المشاكلة التحقيقية‪ :‬هي التي يتحقق فيها لفظ المصاحب للفظ المشاكلة‪.‬‬
‫‪ -‬مثالها قوله تعالى‪” :‬وجزاء سيئة سيئة مثلها“‪.‬‬
‫وقعت المشاكلة في اللفظ الثاني (سيئة) إذ األصل أن يكون هذا اللفظ (عقوبة) ولكن مجيء معنى العقوبة مصاحباً للفظ‬
‫سيئة األول جاز أن يشاكله‪ ،‬وقد جاءت المشاكلة تحقيقية ألن اللفظ األول (سيئة) قد ذكر في التركيب‪.‬‬

‫صفحة ‪41‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫ومن المشاكالت التحقيقية‪:‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬تعلم ما في نفسي وال أعلم ما في نفسك“‪ .‬ما عندك‪.‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬فمن اعتدى عليكم ف اعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم“‪.‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬هل جزاء اإلحسان إال اإلحسان؟“‪.‬‬
‫‪ -‬أال ال يجهلن أحد علينا فنجهلَ فوق جهل الجاهلين‪.‬‬

‫كلُ محذوف اً ومقدراً بقرينة ما‪ ،‬وال يذكر فيها إال اللفظ المشاكل‪.‬‬
‫المشا َ‬
‫‪ -2‬المشاكلة التقديرية‪ :‬وهي أن يكون اللفظ ُ‬
‫‪ -‬مثالها ما جاء في القرآن الكريم رداً على بعض المسلمين الذي طلبوا من الرسول – صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬أن يكون لهم‬
‫صبغ كصبغ النصارى في تطهير أبنائم‪ ،‬ق ال تعالى‪” :‬صبغةَ اهلل ومن أحسن من اهلل صبغة“‪ .‬أي تطهير اهلل‪.‬‬
‫ومنه قول شاعر رأى والي مدينة يغرس شجراً لتزيين مدينته‪:‬‬
‫ف إذا عزلت ف إنها ال تعزل‬ ‫اغرس من الفعل الجميل غرائساً‬

‫‪ -9‬العكس والتبديل‪ :‬وهو أن يقدم المتكلم جزءاً من الكالم ثم يؤخره‪.‬‬


‫‪ -‬مثاله قوله تعالى‪” :‬ما يفتح اهلل للناس من رحمة ف ال ممسك لها‪ ،‬وما يمسك ف ال مرسلَ له من بعده“‪.‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل“‪.‬‬
‫جمعه‬
‫‪ -‬ويجمع المال غير آكله ويأكل المال غير من ْ‬
‫قطعه‬
‫ْ‬ ‫ويقطع الثوب غير البسه ويلبس الثوب غير من‬
‫‪ -‬ق ال عليه السالم‪” :‬جار الدار أحق بدار الجار“‪.‬‬

‫المحاضرة الثانية عشرة‬


‫علم البديع (‪)3‬‬
‫عناصر المحاضرة‬
‫المحسنات المعنوية‪:‬‬
‫‪ -11‬التورية‪ -11 .‬االستخدام‪ -12 .‬اللف والنشر‪ -13 .‬الجمع‪ -14 .‬التفريق‪ -15 .‬الجمع مع التفريق‪.‬‬

‫‪ -11‬التورية‪ :‬هي أن تكون الكلمة محتملة لمعنيين‪ ،‬ويستعمل المتكلم أحد هذين االحتمالين ويهمل اآلخر‪ ،‬ويكون مراده ما‬
‫أهمله ال ما استعمله‪ .‬أو هي أن يكون للكلمة معنيان‪ :‬قريب وبعيد‪ ،‬يريد المتكلم المعنى البعيد منهما‪.‬‬
‫‪ -‬منها قوله تعالى‪” :‬ق الوا تاهلل إنك لفي ضاللك القديم“‪ .‬فكلمة(ضاللك) تحتمل معنيين هما‪ :‬ضد الهدى‪ ،‬وحب يعقوب عليه‬
‫السالم البنه يوسف‪ ،‬ف استعمله أبناء يعقوب بمعنى ضد الهدى تورية عن الحب‪.‬‬
‫‪ -‬وقوله تعالى‪” :‬اذكرني عند ربك ف أنساه الشيطان ذكر ربه“‪( .‬ربه) المعنى القريب هو اهلل‪ ،‬والمعنى البعيد هو الملك‪.‬‬

‫صفحة ‪41‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬ويطوف عليهم ولدان مخلدون“‪ .‬مخلدون‪ :‬لها معنيان قريب هو خالدون وبعيد وهو في آذانهم أقراط‪،‬‬
‫والقرط يطلق علية الخلدة‪ .‬والسامع يتوهم المعنى األول‪.‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬يدخلهم الجنة عرفها لهم“‪ .‬عرفها تحتمل معنيين األول وهو من العرف وهو التطيب‪ ،‬والثاني عرفهم منازلهم‬
‫في الجنة وهو المراد‪.‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد“‪ .‬كلمة الولي تحتمل معنيين‪ :‬األول‬
‫أنها اسم من أسماء اهلل تعالى فهو الولي لعباده بالرحمة والمغفرة‪ ،‬والمعنى الثاني أنها من أسماء المطر‪ ،‬وهو مطر الربيع‪.‬‬
‫وكلمة الحميد تحتمل معنيين أيضاً‪ :‬األول أن اهلل هو المحمود في السراء والضراء‪ ،‬والثاني أن المطر محمود‪.‬‬

‫‪ -11‬االستخدام‪ :‬هو أن يأتي المتكلم بلفظ له معنيان أو أكثر مريداً به أحد معانيه‪ ،‬ثم يأتي بضمير يريد به المعنى اآلخر‪ ،‬أو‬
‫بضميرين يريد بأحدهما أحد المعاني وباآلخر المعنى اآلخر‪.‬‬
‫‪ -‬منه قوله تعالى‪” :‬ولقد خلقنا اإلنسان من ساللة من طين‪ ،‬ثم جعلناه نطفة في قرار مكين“‪ .‬اإلنسان هنا هو آدم عليه السالم‬
‫والضمير الذي عاد إليه في (جعلناه) يعود إلى ولده‪.‬‬
‫‪ -‬ومنه قوله تعالى‪ :‬يأيها الذي آمنوا ال تسألوا عن أشياء إن تبدَ لكم تسؤكم‪ ،‬وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تُبْدَ لكم عف ا‬
‫اهلل عنها واهلل غفور حليم‪ ،‬قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين“‪.‬‬
‫الضمير في كلمة (سألها) يعود إلى (أشياء) والذي سأل عنه األولون أشياء أخر تختلف عن األشياء التي سأل عنها الصحابة‬
‫المؤمنون ونهوا عن سؤالها‪.‬‬
‫شبوه بين جوانح وق لوب‬
‫‪ -‬فسقى الغضا والساكنيه وإن همُ‬
‫الغضا يطلق على معنيين‪ :‬واد بنجد‪ ،‬وشجر معروف‪ ،‬وقد عاد إليه ضميران‪ ،‬أحدهما في كلمة (الساكنيه) وهو بمعنى‬
‫الوادي‪ ،‬واآلخر في كلمة (شبوه) وهو بمعنى الشجر‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫كثيراً ما تلتبس التورية باالستخدام‪ ،‬والفرق بينهما‪:‬‬
‫أن التورية يستعمل فيها اللفظ بمعنيين فيستخدم أحدهما ويهمل اآلخر ويكون المهمل هو المراد‪.‬‬
‫وأن االستخدام يستعمل فيه اللفظ بمعنيين وهما يرادان معاً‪.‬‬

‫‪ -12‬اللف والنشر أو الطي والنشر‪ :‬هو ذكر متعدد على جهة التفصيل‪ :‬بالنص على كل واحد‪ ،‬أو على جهة اإلجمال‪ :‬بأن‬
‫يؤتى بلفظ يشتمل على متعدد‪ ،‬وهذا هو اللف‪ ،‬ثم ذكر ما لكل واحد من المتقدم من غير تعيين‪ ،‬ثقة بأن السامع يرد كل‬
‫واحد إلى ما يليق به‪ ،‬وهذا هو النشر‪.‬‬
‫وذكر المتعدد على جهة التفصيل ضربان‪:‬‬
‫األول‪ -‬أن يكون النشر على ترتيب اللف‪ ،‬بأن يكون من النشر لألول من اللف‪ ،‬والثاني للثاني وهكذا‪.‬‬
‫‪ -‬مثاله قوله تعالى‪” :‬وال تجعل يدك مغلولة إلى عنقك وال تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً“‪ .‬ف اللوم راجع إلى البخل‬
‫ومحسوراً راجع إلى اإلسراف‪.‬‬

‫صفحة ‪42‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫‪ -‬وقوله تعالى‪” :‬ألم يجدك يتيماً ف آوى‪ ،‬ووجدك ضاالً فهدى‪ ،‬ووجدك عائالً ف أغنى‪ ،‬ف أما اليتيم ف ال تقهر‪ ،‬وأما السائل ف ال‬
‫تنهر‪ ،‬وأما بنعمة ربك فحدث“‪.‬‬
‫ثانياً‪ -‬الضرب الثاني من المفصل‪ :‬هو ما كان النشر فيه على غير ترتيب اللف‪.‬‬
‫‪ -‬مثاله قوله تعالى‪” :‬يوم تبيض وجوه وتسود وجوه‪ ،‬ف أما الذين ابيضت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما‬
‫كنتم تكفرون‪ ،‬وأما الذي ابيضت وجوههم ففي رحمة اهلل هم فيها خالدون“‪ .‬في اللف ذكر البياض أوالً والسواد ثانياً ‪.‬‬
‫وفي النشر ذكر السواد أوالً والبياض ثانياً‪.‬‬
‫أما اللف والنشر المجمل‪ ،‬فهو‪ :‬أن يؤتى بلفظ يشتمل على متعدد‪ ،‬ثم يذكر أشياء على عدد ذلك‪ .‬وهذا النوع ال يتبين فيه‬
‫ترتيب وال عكس‪.‬‬
‫‪ -‬مثاله قول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫”إنما يؤتى الناس يوم القيامة من إحدى ثالث‪:‬‬
‫إما من شبهة في الدين ارتكبوها‬
‫أو شهوة للذة آثروها‬
‫أَعملوها‬
‫أو عصبية لحمية ْ‬
‫ف إذا الحت لكم شبهة ف اجلوها باليقين‪ ،‬وإذا عرضت لكم شهوة ف اقمعوها بالزهد‪ ،‬وإذا عنّت لكم عصبية ف ادرؤوها بالعفو“‪.‬‬

‫‪ -13‬الجمع‪ :‬هو أن يجمع المتكلم بين شيئين أو أشياء في حكم واحد‪.‬‬


‫‪ -‬مثاله قوله تعالى‪” :‬المال والبنون زينة الحياة الدنيا“‪ .‬جمع المال والبنين في الزينة‪.‬‬
‫‪ -‬وقوله تعالى‪” :‬الشمس والقمر بحسبان‪ ،‬والنجم والشجر يسجدان“‪.‬‬

‫‪ -14‬التفريق‪ :‬هو أن يباين المتكلم بين أمرين أو أكثر من نوع واحد اشتركت فيه‪ ،‬وقد فرق بينهما؛ ليفيد زيادة أحدهما‬
‫على اآلخر‪.‬‬
‫‪ -‬مثاله ق ال تعالى‪” :‬وما يستوي البحران‪ :‬هذا عذب فرات سائغ شرابه‪ ،‬وهذا ملح أجاج“‪.‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬وهو الذي مرج البحرين‪ :‬هذا عذب فرات‪ ،‬وهذا ملح أجاج“‪.‬‬
‫كنوال األمير يوم سخاء‬ ‫‪-‬ما نوال الغمام وقت الربيع‬
‫ونوال الغمام قطرة ماء‬ ‫فنوال األمير بدرة عين‬
‫أنصف في الحكم بين شكلين‬ ‫‪ -‬من ق اس جدواك بالغمام فما‬
‫وهو إذا جاد دامع العين‬ ‫أنت إذا جدت ضاحك أبدا‬

‫‪ -15‬الجمع مع التفريق‪ :‬هو أن يدخل المتكلم شيئين في معنى واحد‪ ،‬ويفرق بين جهتي اإلدخال‪.‬‬
‫نحو قول الشاعر‪:‬‬
‫مشابهة في قصة دون قصة‬ ‫‪ -‬تشابه دمعانا غداة فراقنا‬
‫ودمعي يكسو حمرة اللون وجنتي‬ ‫فوجنتها تكسو المدامع حمرة‬

‫صفحة ‪43‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫فقد جمع الشاعر بين الدمعين في الشبه ثم فرق بينهما بأن دمعها أبيض‪ ،‬ف إذا جرى على خدها صار أحمر بسبب احمرار‬
‫خدها‪ ،‬وأن دمعه أحمر ألنه يبكي دماً‪ ،‬وجسده في النحول أصفر‪ ،‬ف إذا جرى عليه الدمع حمره‪.‬‬

‫المحاضرة الثالثة عشرة‬


‫علم البديع (‪)4‬‬
‫عناصر المحاضرة‬
‫المحسنات المعنوية‪:‬‬
‫‪ -16‬التقسيم‪ -17 .‬الجمع مع التقسيم‪ -18 .‬الجمع مع التقسيم والتفريق‪ -19 .‬التجريد‪ -21 .‬تأكيد المدح بما يشبه الذم‪.‬‬
‫‪ -21‬تأكيد الذم بما يشبه المدح ‪ -22 .‬أسلوب الحكيم‪.‬‬

‫‪ -16‬التقسيم‪ :‬هو أن يستوفي المتكلم أقسام الشيء الذي هو آخذ به‪ ،‬بحيث ال يغادر منها شيئاً‪.‬‬
‫‪ -‬مثاله قوله تعالى‪” :‬هو الذي يريكم البرق خوف اً وطمعاً“‪ .‬ف ليس في رؤية البرق إال الخوف من الصواعق والطمع في األمطار‪.‬‬
‫‪ -‬وقوله تعالى‪” :‬الذين يذكرون اهلل قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم“‪.‬‬
‫‪ -‬وقوله تعالى‪” :‬يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور‪ ،‬أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً“‪.‬‬

‫‪ -17‬الجمع مع التقسيم‪ :‬هو أن يجمع المتكلم بين أشياء متعددة تحت حكم واحد ثم يقسم أو أن يقسم ثم يجمع‪.‬‬
‫مثاله قوله تعال‪” :‬ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه‪ ،‬ومنهم مقتصدٌ‪ ،‬ومنهم سابق بالخيرات“‪.‬‬
‫أي جعلنا القرآن الموحى به إليك ميراثاً منك ألمتك التي اصطفيناها على سائر األمم ينتفعون بما فيه من األحكام والمواعظ‬
‫واألمثال‪ .‬فجمع بينهم في االصطف اء ثم قسمهم ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪ -‬ظالم لنفسه‪.‬‬
‫‪ -‬ومقتصد‪.‬‬
‫‪ -‬وسابق لغيره في الخيرات‪.‬‬
‫ومثاله‪:‬‬
‫‪ -‬أبادهم‪ :‬ف لبيت المال ما جمعوا والروح للسيف واألجساد للرخَم‬
‫‪ -‬والمال والماء في كفيه قد جريا هذا لراج‪ ،‬وذا للجيش حين ظمى‬

‫‪ -18‬الجمع مع التقسيم والتفريق‪:‬‬


‫يق ‪،‬‬
‫ير َوشَه ٌ‬
‫يها َزف ٌ‬ ‫س إالَّ ب إذْنه فَم ْن ُه ْم شَقيٌّ َو َسعيدٌ‪ ،‬فَأَمَّا الَّذ َ‬
‫ين شَقُواْ فَفي النَّار لَ ُه ْم ف َ‬ ‫مثاله قوله تعالى‪ ” :‬يَ ْومَ يَأْت الَ تَكَلَُّم نَفْ ٌ‬
‫يها َما‬
‫ين ف َ‬
‫دواْ فَفي الْ َجنَّة خَالد َ‬ ‫يد‪َ ،‬وأَمَّا الَّذ َ‬
‫ين ُسع ُ‬ ‫ك فَعَّالٌ لَِّما يُر ُ‬
‫ن َربَّ َ‬ ‫ض إالَّ َما شَاء َربُّ َ‬
‫ك إ َّ‬ ‫َر ُ‬‫ات َواأل ْ‬‫امت السَّ َم َو ُ‬ ‫يها َما دَ َ‬
‫ين ف َ‬
‫خَالد َ‬
‫ض إالَّ َما شَاء َربُّ َ‬
‫ك عَطَاء غَ ْي َر مَ ْجذُوذ‪،‬‬ ‫َر ُ‬
‫ات َواأل ْ‬
‫دَامَت السَّ َم َو ُ‬
‫الجمع‪ :‬في كلمة نفس‪ ،‬أي كل نفس؛ ألن النكرة في سياق النفي تعم‪.‬‬
‫التفريق‪ :‬في قوله فمنهم شقي وسعيد‪.‬‬

‫صفحة ‪44‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫التقسيم‪ :‬في أما الذين شقوا ففي النار‪ ...‬وأما الذين سعدوا ففي الجنة‪...‬‬

‫‪ -19‬التجريد‪ :‬قسم ابن األثير في كتابه المثل السائر قسمين‪:‬‬


‫‪ -1‬التجريد المحض‪.‬‬
‫‪ -2‬التجريد غير المحض‪.‬‬
‫التجريد المحض‪ :‬كما عرفه ابن األثير‪" :‬أن تأتي بكالم هو خطاب لغيرك‪ ،‬وأنت تريد به نفسك“‪.‬‬
‫مثاله قول المتنبي‪:‬‬
‫النطق إن لم يسعد الحال‬
‫ُ‬ ‫ف ليسعد‬ ‫عندك تهديها وال مال‬
‫َ‬ ‫ال خيلَ‬
‫وقول األعشى‪:‬‬
‫فهل تطيق وداعاً أيها الرجل؟‬ ‫ودع هريرة إن الركب مرتحل‬
‫وقول الشاعر المعروف بالحيص بيص‪:‬‬
‫روع المنابر‬
‫نحلت شوق اً ف ُ‬
‫وقد ْ‬ ‫إالم يراك المجد في زي شاعر‬
‫كتمت بعيب الشعر حلماً وحكمة ببعضهما ينق اد صع ب المف اخر‬
‫مق ال ومحيي الدارسات الغوابر‬ ‫إنك ف ارس ال‬
‫ك الخير َ‬‫أما وأبي َ‬
‫بقولك عما في بط ون الدف اتر‬
‫َ‬ ‫وإنك أعييت المسامع والنهى‬
‫َ‬

‫التجريد غير المحض‪ :‬وهو كما عرفه ابن األثير‪" :‬ف إنه خطاب لنفسك ال لغيرك‪ ،‬ولئن كان بين الناس والبدن فرق إال أنهما‬
‫يسمى تجريداً‪ ،‬ألن‬
‫كأنهما شيء واحد‪ ،‬لعالقة أحدهما باآلخر‪ .‬وبين هذا القسم والذي قبله فرق ظاهر‪ ،‬وذاك أولى بأن ّ‬
‫التجريد الئق به‪ ،‬وهذا هو نصف تجريد‪ .‬ألنك لم تجرد به عن نفسك شيئاً‪ .‬وإنما خاطبت نفسك بنفسك‪ .‬كأنك فصلتها عنك‪،‬‬
‫وهي منك“‪.‬‬
‫مثاله قول الشاعر عمر بن األطنابة‪:‬‬
‫رويدك تحمدي أو تستريحي‬ ‫أقول لها وقد جشأت وجاشت‬
‫وقول الشاعر‪:‬‬
‫إحدى يدي أصابتني ولم تُرد‬ ‫أقول للنفس تأساءً وتعزيةً‬

‫‪ -21‬تأكيد المدح بما يشبه الذم‪ :‬يأتي على ضربين‪ ،‬هما‪:‬‬


‫الضرب األول‪ -‬أن يستثني المتكلم من صفة ذم منفية صفة مدح بتقدير دخولها فيها‪.‬‬
‫‪ -‬مثاله قوله تعالى‪” :‬ال يسمعون فيها لغواً وال تأثيماً إال قيالً سالماً سالما“‪.‬‬
‫أي ال يسمعون في الجنة ما ال يعتد به من الكالم أو كالماً قبيحاً‪ ،‬أو فيه إثم‪ .‬فهذه صفة ذم منفية‪ .‬ف إذا جاء االستثناء أوهمّ أن‬
‫يأتي بعده صفة ذم حتى يخرج من الكالم السابق جاءت صفة مدح تأكد المدح السابق‪.‬‬
‫ساس إذا قيسوا به ولئام‬
‫غير أن ذوي الندى خ ٌ‬
‫‪ -‬ومثاله‪ :‬وال عيب فيه َ‬
‫عاب بنسيان األحبة والوطن‬
‫غير أن ضيوفهم تُ ُ‬
‫‪-‬وال عيب فيهم َ‬

‫صفحة ‪45‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫الضرب الثاني‪ -‬أن يثبت المتكلم للشيء صفة مدح وتعقّب بأداة استثناء تليها صفة مدح أخرى له‪.‬‬
‫‪ -‬ق ال النابغة‪:‬‬
‫جوادٌ فما يبقي من المال باقيا‬ ‫غير أنه‬
‫لت أخْالقُه َ‬
‫كم ْ‬
‫فتى ُ‬
‫يسوء األعاديا‬
‫أن فيه ما ُ‬
‫على ّ‬ ‫يسر صديقَه‬
‫فتى تمّ فيه ما ُّ‬
‫فقد أثبت لممدوحه صفة مدح أعقبها بأداة استثناء تليها صفة مدح أخرى‪ ،‬فكان مدحاً على مدح‪.‬‬
‫‪ -‬ويَ ْعدلُ في شرق البالد وغربها على أنه للسيف والمال ظالم‬

‫‪ -21‬تأكيد المدح بما يشبه الذم‪ :‬يأتي على ضربين‪ ،‬هما‪:‬‬


‫الضرب األول‪ -‬أن يستثني المتكلم من صفة مدح منفية صفة ذم بتقدير دخولها فيها‪.‬‬
‫مثاله‪:‬‬
‫‪ -‬ال خير فيهم إال أنهم يجبنون عن الحق‪.‬‬
‫‪-‬ال أيمان لهم إال أنهم يضيعون األمانة‪.‬‬
‫‪-‬ال ف ائدة من الكتاب إال أنه كثير األخطاء‪.‬‬
‫‪-‬ال عمق في البحث إال أنه كثير االستطراد‪.‬‬
‫الضرب الثاني‪ -‬أن يثبت المتكلم للشيء صفة ذم يعقبها بأداة استثناء تليها صفة ذم أخرى‪.‬‬
‫مثاله‪:‬‬
‫‪ -‬قوم يخشون أعداءهم إال أنهم يفتكون بذويهم‪.‬‬
‫‪ -‬هم يضحكون لخصومهم إال أنهم قساة على بني جلدتهم‪.‬‬
‫‪ -‬يكثرون من اللغو في الباطل إال أنهم يسكتون عن الحق‪.‬‬
‫الهوان‬
‫ُ‬ ‫جبان يهون عليه‬ ‫‪ -‬لئيم الطباع سوى أنه‬

‫‪ -22‬أسلوب الحكيم‪ :‬هو أن تحدث المخاطب بغير ما يتوقع‪.‬‬


‫وهو يأتي على ضربين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫الضرب األول‪ -‬أن يتجاهل المتكلم سؤال المخاطب فيجيبه عن سؤال آخر لم يسأله‪.‬‬
‫البر أن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من‬
‫نحو قوله تعالى‪” :‬يسألونك عن األهلة ق ل هي مواقيت للناس والحجِّ وليس ُّ‬
‫اتقى وأتوا البيوت من أبوابها“‪.‬‬
‫كان الصحابة رضوان اهلل عليهم قد سألوا الرسول عليه السالم‪ :‬ما بال الهالل يبدو صغيراً ثم يكبر ثم يعود كما بدأ؟ فكان‬
‫سؤالهم عن السبب والعلة لكن القرآن ق ال (ق ل هي مواقيت للناس والحجِّ ) وهذه اإلجابة ليست عن سبب تغير الهالل وإنما‬
‫هي عن الحكمة من تغير األهلة‪.‬‬
‫‪ -‬ومنه قوله تعالى‪” :‬يسألونك ماذا ينفقون ق ل ما أنفقتم من خير ف للوالدين واألقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما‬
‫تفعلوا من خير ف إن اهلل به عليم“‪.‬‬

‫صفحة ‪46‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫لي ريحانة ومصدر أُنس‬ ‫‪ -‬جاءني ابني يوماً وكنت أراه‬
‫ق ال ما النفس؟ ق ال إنك نفسي‬ ‫ق ال ما الروح؟ ق لت إنك روحي‬

‫الضرب الثاني‪ -‬أن يحمل المتكلم كالم المخاطب على غير ما كان يقصده ويريده‪ ،‬وفي هذا توجيه للمخاطب إلى ما ينبغي‬
‫عليه أن يسأل عنه أو يقصده في كالمه‪ .‬نحو‪:‬‬
‫لت كاهلي باأليادي‬
‫لت‪ :‬ثق َ‬
‫ق ُ‬ ‫أتيت مراراً‬
‫لت إذ ُ‬‫‪ -‬ق ال‪ :‬ثقّ ُ‬
‫لت‪ :‬حبلَ ودادي‬
‫أبرمت‪ :‬ق ُ‬
‫ُ‬ ‫ق ال‬ ‫ليت طَ ْوال‬
‫أو َ‬‫لت‪ْ :‬‬
‫لت‪ .‬ق ُ‬
‫طو ُ‬
‫ق ال‪ّ :‬‬
‫ق ال له‪ :‬ثق لت عليك بكثرة ما أسأل‪ ،‬لكن الشاعر رد عليه هذا المعنى بعكس ما أراد فق ال إنما أثق لت كاهلي بالنعم (وهذا‬
‫طريق الكناية)‪ ،‬وق ال األول طولت عليك وأخذت من وقتك فق ال له لقد أوليت طوالًأي نعما‪ ،‬وق ال له أبرمت أي جعلتك تسأم‬
‫مني وتضيق بي فق ال له إنما أبرمت حبل مودة وعهد صف اء‪.‬‬
‫في قرض دينار ألمر كانا‬ ‫أتيت لصاحبي وسألتُه‬
‫‪ -‬ولقد ُ‬
‫لت له‪ :‬وال إنسانا‬
‫عيناً‪ .‬فق ُ‬ ‫ف أجابني واهلل ما داري حوت‬
‫ورى هنا بالعين عن المال فحملها المتحدث على العين الباصرة‪ .‬وهذا ما لم يقصده المخاطب‪.‬‬
‫ّ‬
‫ب‬
‫الع َج ْ‬
‫يوماً ف أظهر َ‬ ‫طلبت منه درهماً‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ذهب‬
‫ْ‬ ‫يصنع ال من‬ ‫وق ال ذا من فضة‬

‫صفحة ‪47‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫المحاضرة الرابعة عشرة‬
‫علم البديع (‪)5‬‬
‫عناصر المحاضرة‬
‫المحسنات اللفظية‪:‬‬
‫‪ -1‬الجناس وأقسامه‪.‬‬
‫‪ -2‬رد األعجاز على الصدور‪.‬‬
‫‪ -3‬السجع‪.‬‬

‫‪ -1‬الجناس‪ :‬هو تشابه اللفظين في النطق واختالفهما في المعنى‪ .‬وهذان اللفظان المتشابهان نطق اً المختلف ان معنى يسميان‬
‫”ركني الجناس“‪ .‬وال يشترط في الجناس تشابه جميع الحروف‪ ،‬بل يكفي في التشابه ما نعرف به المجانسة‪.‬‬
‫مثاله قوله تعالى‪” :‬ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة“‪.‬‬
‫المراد بالساعة األولى‪ :‬يوم اآلخرة‪ ،‬والساعة الثانية الساعة الزمنية‪.‬‬
‫أقسام الجناس‪:‬‬
‫‪ -1‬الجناس التام‪.‬‬
‫‪ -2‬الجناس الناقص‪.‬‬
‫أوالً‪ -‬الجناس التام‪ :‬هو ما اتفق فيه اللفظان في أربعة أمور هي‪:‬‬
‫‪ -1‬أنواع الحروف‪.‬‬
‫‪ -2‬أعدادها‪.‬‬
‫‪ -3‬هيئتها الحاصلة من الحركات والسكنات‪.‬‬
‫‪ -4‬ترتيبها‪.‬‬
‫مثالها‪:‬‬
‫سال مصر هل سال الق لب عنها‬
‫أقسام الجناس التام‪:‬‬
‫‪ -1‬الجناس المماثل‪ :‬هو ما كان ركناه أي لفظاه من نوع واحد من أنواع الكلمة‪ ،‬بمعنى أن يكونا اسمين‪ ،‬أو فعلين‪.‬‬
‫‪ -‬من أمثلة الجناس المماثل بين اسمين قوله تعالى‪” :‬ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة“‪.‬‬
‫‪ -‬وقوله تعالى‪” :‬يكاد سنا برقه يذهب باألبصار‪ ،‬يق لب اهلل الليل والنهار إن في ذلك لعبرة ألولي األبصار“‪ .‬األبصار األولى‬
‫بمعنى األنظار‪ ،‬والثانية بمعنى العقول‪.‬‬
‫‪ -‬عباس عباس إذا احتدم الوغى والفضل فضل والربيع ربيع‬
‫عباس األول علم والثانية من العبوس‪ ،‬والفضل األول علم والثاني من التفضل‪ ،‬والربيع األول علم والثاني بمعنى فصل من فصول‬
‫العام‪.‬‬
‫‪ -‬إذا العين راحت وهي عين على الهوى ف ليس بسر ما تسر األضالع‬
‫العين األولى الباصرة والثانية الجاسوس‪.‬‬

‫صفحة ‪48‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫‪ -‬ومن الجناس المماثل بين ”فعلين“‪:‬‬
‫أنهم ارتاضوا لما قرضوا أو أنهم شعروا بالنقص ما شعروا‬
‫‪ -‬قوم لو ُ‬
‫شعروا األولى من اإلحساس والثانية من نظم الشعر‪.‬‬
‫وجب الفؤاد وكان ال يجب‬ ‫‪ -‬يا أخوتي مذ بانت النجب‬
‫ما هكذا كان الذي يجب‬ ‫ف ارقتكم وبقيت بعدكمو‬
‫يجب في آخر البيت األول من الوجيب وهو االرتجاف‪ ،‬والثانية في آخر البيت الثاني من الوجوب وهو اللزوم والثبوت‪.‬‬
‫‪ -2‬الجناس المستوفى‪ :‬هو ما كان ركناه من نوعين مختلفين من أنواع الكلمة‪ ،‬بأن يكون أحدهما حرف اً واآلخر اسماًأو فعالً‪.‬‬
‫فمن أمثلة الجناس المستوفى بين االسم والفعل‪:‬‬
‫إلى رد أمر اهلل فيه سبيل‬ ‫‪ -‬وسميته يحيى ليحيا ولم يكن‬
‫ولم أدر أن الف أل فيه يفيل‬ ‫تيممت فيه الف أل حين ُرزقْتُه‬
‫وأجمع الناس على بغضهم‬ ‫‪ -‬إذا رماك الدهر في معشر‬
‫وأرضهم ما دمت في أرضهم‬ ‫فدارهم ما دمت في دارهم‬
‫فمن أمثلة الجناس المستوفى بين الفعل والحرف‪:‬‬
‫على أنه ما زال في الشعر شاديا‬ ‫‪ -‬عال نجمه في عالم الشعر فجأة‬
‫أن من حمل الصبابة والجوى‬
‫لما ّ‬ ‫أن وصالً عللوه بقربه‬
‫‪ -‬ولو ّ‬
‫‪ -3‬جناس التركيب‪ :‬وهو ما كان أحد ركنيه كلمة واحدة واألخرى مركبة من كلمتين‪.‬‬
‫مثاله‪:‬‬
‫ذاهبه‬
‫ْ‬ ‫فدعه فدولته‬ ‫هبه‬
‫‪ -‬إذا ملك لم يكن ذا ْ‬
‫بما حباني وأولى‬ ‫‪ -‬يا سيداًحاز رقى‬
‫أحسنت في الشكر أو ال؟‬ ‫أحسنت براً فق ل لي‬
‫(أولى) كلمة مفردة بمعنى منح وأعطى و(أو ال) كلمتان مكونتان من (أو) العاطفة و(ال) النافية‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬الجناس الناقص‪ :‬هو أن يختلف ركنا الجناس في أحد الشروط األربعة (نوع الحروف‪ ،‬أو شكلها‪ ،‬أو عددها‪ ،‬أو ترتيبها)‪.‬‬
‫مثال االختالف في نوع الحروف‪:‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬ف أما اليتيم ف ال تقهر‪ ،‬وأما السائل ف ال تنهر“‪.‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬وهم ينهون عنه وينئون عنه“‪.‬‬
‫‪ -‬ق ال رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم‪” :‬الخيل معقود في نواصيها الخير“‪.‬‬
‫مثال االختالف في شكل الحروف‪:‬‬
‫غير منعم بشق اء‬
‫ف َ‬ ‫‪ -‬هال نَهاك نُهاك عن لوم امرئ لم يٌلْ َ‬
‫‪ -‬والحسن يظهر في بيتين رونقه بيت من الشِّ ْعر أو بيت من الشَّ َعر‬
‫الم ْنذَرين“‪.‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬ولقد أرسلنا فيهم ُم ْنذرين‪ ،‬ف انظر كيف كان عاقبة ُ‬

‫صفحة ‪49‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫مثال االختالف في عدد الحروف‪:‬‬
‫‪ -‬ق ال تعالى‪” :‬والتفت الساق بالساق‪ ،‬إلى ربك يومئذ المساق“‪.‬‬
‫من الجوى بين الجوانح‬ ‫‪ -‬إن البكاء هو الشِّف ُاء‬
‫‪ -‬يمدون من أيد عواص عواصم تصول بأسياف قواض قواضب‬
‫مثال االختالف في ترتيب الحروف‪:‬‬
‫نوره الظلما‬
‫بالبُ ْرد كالبدر جلَى ُ‬ ‫‪ -‬وتحمله الناقة األدماء ُم ْعتَجراً‬
‫ف لفْظُها الطَّْي َر الوقوعا‬
‫كلِّ ُ‬
‫يُ َ‬ ‫‪ُ -‬منَعَّ َمةٌ ُم َمنََّعةٌ رداحٌ‬
‫متونهن جالء الشك والريب‬ ‫‪ -‬بيض الصف ائح ال سود الصحائف في‬
‫ورمحك فيه لألعداء حتف‬ ‫‪ -‬حسامك فيه لألحباب فتح‬

‫‪ -2‬رد األعجاز على الصدور‪ :‬هو أن يأتي المتكلم بلفظين مكررين أو متجانسين (بمعنى أنهما متشابهان لفظاً ال معنى)‬
‫فيجعل أحدهما في أول الجملة واآلخر في آخرها وهذا في النثر‪ ،‬وأما في الشعر فيكون األول في صدر البيت أو في بعض‬
‫العجز والثاني في عجزه أو ق افيته‪.‬‬
‫مثاله في النثر‪:‬‬
‫‪ -‬قوله تعالى‪” :‬وتخشى الناس واهلل أحق أن تخشاه“‪.‬‬
‫‪ -‬وقول ق ائل‪ :‬سائل اللئيم يرجع ودمه سائل‪.‬‬
‫‪ -‬وقوله تعالى‪” :‬استغفروا ربكم إنه كان غف اراً“‪.‬‬
‫ومثاله من الشعر‪:‬‬
‫‪ -‬سريع إلى ابن العم يشتم عرضه وليس إلى داعي الندى بسريع‬
‫سهام الموت وهي له سهام‬ ‫صدَ ْته‬
‫‪ -‬عميد بني سليم أقْ َ‬
‫وشفت أنفسنا مما تجد‬ ‫‪ -‬ليت هنداًأنجزتنا ما تعد‬
‫إنما العاجز من ال يستبد‬ ‫واستبدت مرة واحدة‬
‫ف إني بالبيض القواضب مغرم‬ ‫‪ -‬ومن كان بالبيض الكواعب مغرماً‬
‫ومفتون برنات المثاني‬ ‫‪ -‬فمشغوف بآيات المثاني‬

‫صفحة ‪51‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬


‫‪ -3‬السجع‪ :‬هو أن تتفق الف اصلتان في الحرف األخير‪ ،‬والف اصلة في النثر كالق افية في الشعر‪ ،‬وتسمى كل من الجملتين فقرة‪،‬‬
‫وأحسن السجع ما تساوت فقره‪.‬‬
‫مثاله في النثر‪:‬‬
‫‪ -‬قوله تعالى‪” :‬ما لكم ال ترجون هلل وق اراً‪ ،‬وقد خلقكم أطواراً“‪.‬‬
‫‪ -‬وقوله تعالى‪” :‬إن األبرار لفي نعيم‪ ،‬وإن الفجار لفي جحيم“‪.‬‬
‫‪ -‬وقوله تعالى‪” :‬إن إلينا إيابهم‪ ،‬ثم إن علينا حسابهم“‪.‬‬
‫‪-‬وقوله تعالى‪” :‬فيها سرر مرفوعة‪ ،‬وأكواب موضوعة“‪.‬‬
‫ومثاله في الشعر‪:‬‬
‫وف اض به ثمدي‪ ،‬وأورى به زندي‬ ‫وأث َرت به يدي‬
‫‪ -‬تجلى به رشدي‪ْ ،‬‬
‫ويا ليلها كم من مواف موافق‬ ‫‪ -‬فيا يومها كم من مناف منافق‬
‫والبر في شغل‪ ،‬والبحر في خجل‬ ‫‪ -‬فنحن في جذل‪ ،‬والروم في وجل‬
‫هلل مرتغب‪ ،‬في اهلل مرتقب‬ ‫‪ -‬تدبير معتصم باهلل منتقم‬

‫صفحة ‪51‬‬ ‫إعداد ‪ :‬زعيم الليل‪5341/‬هـ‬

You might also like