Professional Documents
Culture Documents
مفهوم علم البيان :اختلف البالغيون في تعريفهم مصطلح (البيان) فبعد أن كان يعنى الداللة الظاهرة على المعنى الخفي
عند الجاحظ ،وكان يعني االسم الذي يحيط بمعناك ويجلي عن مغزاك عند جعفر بن يحيى استقر على تعريف القزويني
وأخذ يعرف به ،يقول القزويني“:هو علم يُعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الداللة عليه“.
-إن قوله (علم يُعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة) يعني أن الفكرة الواحدة أو المعنى الواحد يمكن أن نعبر عنه
بطرائق تعبيرية مختلفة وجميعها يندرج تحت ما نسميه (علم البيان ).
-2تشبيه المعقول بالمعقول :وهو أن يكون طرف ا التشبيه من مرجعين عق ليين .كما في قول الشاعر:
أمل يرتجى لنفع وضر رب حي كميت ليس فيه
يمثل المشبه (حي) معنى عق لياً وهو الحي الموجود العار عن الفوائد ،ويمثل المشبه به (ميت) معنى عق لياً وهو العدم .وهما
معنيان ال يدركان إال بالعق ل.
-وكما في قول امرئ القيس:
والمرء بينهما خيال سار العيش نوم والمنية يقظة
إذ شبه (العيش) المدرك بالعق ل ب (النوم) المدرك بالعق ل أيضاً ،وشبه (المنية) المدركة بالعق ل ب (اليقظة) المدركة بالعق ل
أيضاً.
-وأدخل البالغيون في التشبيه العق لي بالعق لي التشبيه الوهمي ،والتشبيه الوجداني ،ق ال القزويني" :فدخل فيه الوهمي،
وهو ما ليس مدركاً بشيء من الحواس الخمس الظاهرة ،مع أنه لو أدرك لم يدرك إال بها ،كما في قول امرئ القيس:
ومسنونة زرق كأنياب أغوال
وعليه قوله تعالى " طلعها كأنه رؤوس الشياطين " وكذا ما يدرك بالوجدان كاللذة واأللم والشبع والجوع".
-4تشبيه المعقول بالمحسوس :وهو أن يكون المشبه معقوالً ،والمشبه به محسوساً ،كما في قول األرجاني :
والجدّا
قراها جَ ْم ُعهُ الجدّ َ
ضيوف اً َ
المسهرات طَرقْنَه ُ
إذا ما الهمومُ ُ
سودا
ب كاللّي ل ُم ّ
أي يُنتضَى إذا ما أظَلَّالخَطْ ُالر ُ
وكالصُّبح ُم ْب ْيضاً له َّ
في البيتين ثالثة تشبيهات :كل مشبه فيها يدرك بالعق ل ،وكل مشبه به يدرك بالحس ،ف (الهموم) المشبه تدرك بالعق ل
و(الضيوف) المشبه به يدرك بالحس .و(الرأي) المشبه يدرك بالعق ل ،و(الصبح) المشبه به يدرك بالحس.و(الخطب) المشبه
يدرك بالعق ل ،و(الليل) المشبه به يدرك بالحس .وهذا النمط من التشبيه خالف النمط السابق فهو هنا يمتلك نوعاً من
الجماليات التعبيرية التي تقود المتلقي من الخفي إلى الجلي الظاهر
أيضا:
من أمثلته ً
ق ال أبو العالء:
دخان
ُ وأولها
أواخرها ّ وكالنار الحياةُ فم ْن رماد
وق ال البوصيري:
وإن تَفْطمه ينفطم
الرضاع ْ
ب ّ ُح ّ شب على
والنفس كالطف ل إن تُ ْهملْهُ َّ
تدريبات :
اقرأ األمثلة اآلتية وأجب عما يليها من أسئلة:
ار كأنه علم في رأسه ن أبلج تأتم ال هداة به
أغر ُّ -1
حشوهن عقي ق
د ٍّر ْ
مداهن ُ
ُ الغض حولنا
-2كأن عيون النرجس ِّ
-3لها بشر مثل الحرير ومنط ق رخيم الحواشي ال ُهراء وال ن َزُر
صياح البوازي من صريف اللوائك ُ -4كأن على أنيابها كلَّ ُس ْح رة
-5ق ال تعالى” :كأنهن الياقوت والمرجان“.
-حدد أركان التشبيه في كل ما سبق.
-بين الطرف العق لي والطرف الحسي في كل منها مبيناً نوع الحاسة التي يدرك بها هذا الطرف.
-3تشبيه التسوية :هو أن يتعدد المشبه ويكون المشبه به واحداً .وقد عرفه القزويني ،فق ال " :وإن تعدد طرفه األول
أعني المشبه دون الثاني سمي تشبيه التسوية“ .وقد ضرب له مثاالً قول الشاعر:
كالهما كالليال ي صدغ الحبيب وحالي
وأدمعي كالآلل ي وثغره في صف اء
يتضمن البيت األول تشبيهاً تكون طرفه األول من مشبهين هما :صدغ الحبيب ،وحالي ،وجاء المشبه به واحداً وهو الليالي.
ويتشكل البيت الثاني من البنية نفسها ،إذ جاء المشبه متعدداً من مشبهين هما :الثغر ،واألدمع ،وجاء المشبه به واحداً
هو(الآللي).
-4تشبيه الجمع :هو أن يكون المشبه في التشبيه واحداً ،والمشبه به متعدداً .وقد عرفه القزويني في قوله" :إن تعدد
طرفه الثاني،
أعني المشبه به دون األول سمي تشبيه الجمع“كقول البحتري:
منضد أو برد أو أق اح كأنما يبسم عن لؤلؤ
ف التشبيه هنا جاء مكوناً من مشبه واحد (يبسم) ومن مشبه به متعدد من ثالثة عناصر ال يحتاج أحدها إلى اآلخر في الشبه
الذي يقدمه في التشبيه ،هذه المشبهات بها هي :لؤلؤ منضد ،وبرد ،وأق اح.
وكما في قول السياب في قصيدة (أغنية في شهر آب)
نساء
وكأن الليل قطيع ْ
وعباءات سودُ.
ٌ كحلٌ
وكما في قوله في قصيدة (غريب على الخليج):
صوت تفجّر في قرارة نفسي الثكلى :عراق،
كالمدّ يصعد ،كالسحابة ،كالدموع إلى العيون.
وكما في قول محمود درويش:
رأيتك ملء ملح البحر والرمل
وكنت جميلة كاألرض ..كاألطف ال ..كالف ل.
تدريبات :
-1عُ ْد إلى الشواهد البالغية التي وردت في الحديث عن بنية طرفي التشبيه التعددية وحدد ما في الطرفين من إفراد
وتركيب.
د إلى الشواهد البالغية التي وردت في الحديث عن بنية طرفي اإلفرادية والتركيبية وحدد ما في الطرفين من تعدد
-2عُ ْ
وإفراد.
-3عُ ْد إلى الشواهد البالغية التي وردت في الحديث عن بنية طرفي التشبيه التعددية واإلفرادية والتركيبية وعين
أدوات التشبيه فيها.
-4عُ ْد إلى الشواهد البالغية التي وردت في الحديث أدوات التشبيه وحدد ما في الطرفين من إفراد وتعدد وتركيب.
المحاضرة الثالثة
التشبيه ()3
عناصر المحاضرة :
أوالً -وجه الشبه :أقسامه.
ثانيًا -أقسام التشبيه من حيث األداة ووجه الشبه.
أقسام التشبيه من حيث األداة ووجه الشبه معاً في الذكر والحذف :
ينقسم التشبيه من حيث أداته ووجه الشبه في الذكر والحذف أربعة أقسام ،هي:
-1التشبيه التام (المرسل المفصل) :هو الذي تذكر فيه األداة ووجه الشبه ،نحو قول الشاعر:
مر السحابة ،ال ريث وال عجلُ
ّ كأن مشيتها من بيت جارتها
ّ
-2التشبيه البليغ (المؤكد المجمل) :هو الذي تحذف فيه األداة ووجه الشبه ،نحو قول الشاعر:
نير وأطراف األكف عنم النشر مسك والوجوه دنا
-3التشبيه المرسل المجمل :نحو قول الشاعر السري الرف اء في وصف شمعة:
مفتولة مجدولة تحكي لنا قدَّ األسلْ
والنار فيها كاألجلْ
ُ كأنها عمر الفتى
-4التشبيه المؤكد المفصل :نحو قول الشاعر:
هم البحور عطاء حين تسألهم وفي اللق اء إذا تلق اهم بُهمُ
تدريبات :
س -1بين وجه الشبه في الشواهد البالغية وحدد نوعه من حيث الحسي والعق لي واإلفراد والتعدد والتركيب والتحقيق
والتخييل اآلتية:
لدى وكرها العناب والحشف البالي -كأن ق لوب الطير رطباً ويابساً
عر ووجهٌ وقَدُّ
وغصن شَ ٌٌ وبدر
-ليلٌ ُ
البرد
وقطوب في ندى ووغى كالغيث والبرق تحت العارض ْ ٌ تبسمٌ
ّ -
ت غَ َزاال
ت عنبراً ورنَ ْ
اح ْ
وف َ ت خُوطَ بان
ت قمراً ومالَ ْ
-بَدَ ْ
زيت
-إنما النفس كالزجاجة والعلم سراج وحكمةُ اهلل ُ
ت
مي ُ
أظلمت ف إنك ْ
ْ وإذا ي
أشرقت ف إنك ح ٌّ
ْ -ف إذا
المحاضرة الرابعة
عناصر المحاضرة :
أوالً -تشبيه التمثيل .ثانياً -التشبيه المق لوب .ثالثاً -التشبيه الضمني .رابعاً -أغراض التشبيه.
تدريبات :
س -1بين أغراض التشبيهات في الشواهد الشعرية اآلتية:
الرفعه
ْ قدّامه في شامخ -كأنما المريخ والمشتري
عه
شم ْ
أُسرجت قُدّامه ْ
قد ْ صرف بالليل عن دعوة
ُمنْ ٌ
قمراً يكر على الرجال بكوكب -وتراه في ظلم الوغى فتخاله
-أول بدء المشيب واح دة تشعل ما جاورت من الشَّ َعر
أولَ ص ول صغيرةُ الشّرر
ّ مثلُ الحريق العظيم تبدؤه
ورونق
ُ -ضحوك إلى األبطال وهو يروعهم وللسيف حدّ حين يسطو
ور في القضيب الرطْيب
-قد يشيب الفتى وليس عجيباً أن يُرى النَّ ُ
-ال تنكري عطل الكريم من الغنى ف السيل حرب على المكان العالي
-ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها؟ إن السفينة ال تجري على اليبَس
س -2مثل بشواهد شعرية ونثرية غير ما ورد في المحاضرات المتقدمة من محاضرات التشبيه لكل من التشبيه التمثيلي،
والتشبيه الضمني ،والتشبيه المق لوب.
الحقيقة :
وقفت البالغة العربية من اللغة في االستعمال على جهتين متق ابلتين هما الحقيقة والمجاز ،فنظرت إلى مفردات اللغة
وتراكيبها من جهة المفردة من حيث موافقتها لما وضعت له أو مخالفتها لهذا الوضع ،وقررت أن المفردة إذا استخدمت لما
وضعت له من معاني أو مدلوالت ،ف إنها عندئذ تكون قد استعملت في دائرة الحقيقة؛ كما في استعمال كلمة (ق لم) في
جملة (هذا ق لم ) وهي تدل على ما نكتب به أو ما نخط به ،وعالمة التواضع في االستعمال هي ما تعارف الناس على أن يدل
على مدلول خاص تستخدم له المفردة ،وأما إذا استعملت الكلمة في غير ما تواضع عليه الناس ،ف إنها عندئذ تغادر دائرة
الحقيقة لتدخل دائرة المجاز ،فيصبح االستعمال عندئذ استعماالً مجازيًا للمفردة فتكون مفردة مجازية.
مفهوم الحقيقة والمجاز :
والواقع أن الدارسين للبالغة قد وقفوا على تصورات اللغة في دائرتيها الحقيقة والمجاز ،ووضعوا حدودًا تضبط مفهوم كل
مصطلح منهما ،إذ يعرف السكاكي الحقيقة في قوله" :الحقيقة هي الكلمة المستعملة فيما هي موضوعة له من غير تأويل في
الوضع“وحدها مرة أخرى بقوله "ولك أن تقول الحقيقة :هي الكلمة المستعملة فيما تدل عليه بنفسها داللة ظاهرة” ف الحقيقة،
ويعرف المجاز في قوله" :أما المجاز
التأولّ .
إذن ،هي كلمة دالة على مدلولها الذي تشير إليه مباشرة دون أن نلجأ إلى ّ
فهو الكلمة المستعملة في غير ما هي موضوعة له بالتحقيق ،استعماالً في الغير ،بالنسبة إلى نوع حقيقتها ،مع قرينة مانعة عن
إرادة معناها في ذلك النوع”.
أقسام المجاز :
قسم البالغيون المجاز قسمين:
-1المجاز العق لي:
-2المجاز اللغوي :وهو ينقسم قسمين:
أ -المجاز المرسل.
ب -االستعارة.
أمثلة -1:طلعت الشمس.
-2ضحكت الشمس.
-3أمطرت السماء رزق اً.
-4جرى النهر.
-4العالقة المفعولية :وهي إسناد الوصف المبني للف اعل إلى المفعول؛ أي يستعمل اسم الف اعل والمقصود اسم المفعول.
-مثاله قوله تعالى” :أو لم نمكن لكم حرماً آمناً“.
إن لفظ اسم الف اعل (آمناً) أطلق على الحرم والحرم ال يكون آمناً وإنما يكون مأموناً .وهذا من اإلسناد المجازي.
-ومنه قول الشاعر:
لقد لمتنا يا أم غيالن في السرى ونمت وما ليل المطي بنائم.
-وقول النابغة الذبياني:
فبت كأني ساورتني ضئيلة من الرقش في أنيابها السمّ ناقع
ّ
-5العالقة الف اعلية :وهي إسناد الوصف المبني للمفعول إلى الف اعل؛ أي يستعمل اسم المفعول والمقصود اسم الف اعل.
-مثاله قوله تعالى” :إنه كان وعده مأتياً“.
إن لفظ اسم المفعول (آمناً) أطلق على وعده والوعد ال يؤتى وإنما يكون آتياً .وهذا من اإلسناد المجازي ذي العالقة
الف اعلية.
-وقوله تعالى” :وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين ال يؤمنون باآلخرة حجاباً مستوراً“.
تدريبات :
اقرأ الشواهد اآلتية وبين ما فيها من مجاز عق لي وأجره مبيناً نوع عالقته:
مر الليالي واختالف األعصر
أعمير إن أباك غيّر رأسه ُّ
أطيارها
الصبح ُ
َ يغني كما صدحت أيكة وقد نبًّه
الحسن.
َ لها وجه يصف
والهمُّ يخترم الجسيم نحافة ويُشيب ناصية الصبي ويُهرمُ
ضرب الدهر بينهم وفرق شملهم.
ركب المرء في القناة سنانا كلما أنبت الزمان قناة
ه ولكن تكدر اإلحسانا ربما تحسن الصنيع ليالي
المحاضرة السادسة
المجاز المرسل
عناصر المحاضرة :
المجاز المرسل :مفهومه .أنواع عالق اته.
-6عالقة اعتبار ما يكون :هي إطالق لفظ ما يكون عليه األمر وإرادة ما كان عليه.
خمرا“.
-كما في قوله تعالى” :إني أراني أعصر ً
أطلقت الصياغة القرآنية لفظ ما يكون عليه األمر وهو (خمراً) وأرادت ما كان عليه وهو (العنب).
رب ال تذر على األرض من الكافرين ديّاراً .إنك إن تذرهم يُضلوا عبادك وال يلدوا إال ف اجراً أو -وكما في قوله تعالىِّ ” :
كف اراً“.
-وكما في قوله تعالى أيضاً” :فبشرناه بغالم حليم“.
-7العالقة المحلية (المكانية) :هي إطالق لفظ المحل أو المكان وإرادة الحالّ فيه.
-كما في قول الشاعر:
ومحبه
ْ في روابيها ربيعاً واسأال القرية عنا :كيف كنا
أطلق الشاعر لفظ المحل (القرية) وأراد الحالِّين فيها وهم (أهلها) والقرينة لفظية هي (واسأال).
المعاطب
ْ -وكما في قول ابن الرومي:ال أركب البحر إني أخاف منه
-وكما في قوله تعالى” :ف ليدع ناديه ،سنده الزبانية“.
تدريبات :
اقرأ الشواهد اآلتية وبين ما فيها من مجاز مرسل وأجره مبيناً نوع عالقته:
بُعيدَ الكرى عيناه تنسكبان أال من رأى الطف ل المف ارق أمه
رعيناه وإن كانوا غضابا إذا سقط السماء بأرض قوم
ق ال تعالى” :فتحرير رقبة مؤمنة“.
ق ال تعالى” :يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد واألنثى باألنثى“.
المحاضرة السابعة
االستعارة ()1
عناصر المحاضرة :
االستعارة:
مفهومها.
قسما االستعارة باعتبار أحد طرفيها.
أقسام االستعارة باعتبار االشتق اق والجمود.
االستعارة :هي لفظ استعمل في غير ما وضع له ،لعالقة المشابهة ،مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي الذي وضع له.
أو هي تشبيه حذف أحد طرفيه مع قرينة مانعة من إيراد الطرف المحذوف.
-2االستعارة التبعية :هي ما كان اللفظ المستعار أو الذي جرت فيه اسماً مشتق اًأو فعالً.
مثالها:
-ق ال شاعر يصف زهراً في حديقة:
أنت في خضراء ضاحكة من بكاء العارض الهتن
َ
اإلجراء :شبه الشاعر هنا (تفتح الزهر) ب (ضاحكة) فذكر المشبه به وحذف المشبه ،وأبقى شيئاً من لوازمه قرينة لفظية
(خضراء) بجامع البياض على سبيل االستعارة التصريحية التبعية.
-وق ال البحتري يصف قصراً:
شرف اته قطع السحاب الممطر مألت جوانبه الفضاء وعانقت
-وقوله تعالى” :ولما سكت عن موسى الغضب“.
تدريبات :
س -1بين االستعارات في الشواهد البالغية اآلتية وأجرها وبين نوعها باعتبار طرفيها وباعتبار االشتق اق والجمود:
-ق ال تعالى” :اهدنا الصراط المستقيم“.
لت إليك إن معي السحابا
فق ُ السحاب وقد قف لنا
ُ تعرض لي
ّ -
-ق ال تعالى” :واخفض لهما جناح الذل من الرحمة“.
المحاضرة الثامنة
االستعارة ()2
عناصر المحاضرة
أوالً -أقسام االستعارة باعتبار ما يالئم طرفيها.
-1االستعارة المجردة.
-2االستعارة المرشحة.
-3االستعارة المطلقة.
ثانياً -االستعارة المفردة واالستعارة التمثيلية.
-2االستعارة المرشحة :هي التي يذكر معها صف ات تالئم المشبه به دون المشبه.
ريض الزمان فذلّ منه قياد مثاله :يا أيها الملك الذي في ظله
المشبه (الزمان) المشبه به (الحيوان أو البعير) والقرينة هي (ريض) وجامعها الجموح في كل منهما .والصف ات التي تالئم
المشبه به هي في (فذل منه قياد) وليس هنا ما يالئم المشبه.
وإذا نظرنا لالستعارة من حيث طرف اها فهي مكنية ،ومن حيث االشتق اق والجمود فهي أصلية.
-ومثال االستعارة المرشحة ،قوله تعالى” :أولئك الذين اشتروا الضاللة بالهدى ،فما ربحت تجارتهم“.
أهمية االستعارة المرشحة:
يعتبر الكالم المشتمل على الترشيح أقوى وأبلغ من المشتمل على اإلطالق والتجريد ،الشتماله على تقوية المبالغة وكمالها ف إن
المحور الذي يدور عليه الترشيح إنما هو تناسي التشبيه ،وادعاء أن المشبه هو المشبه به نفسه وكأن االستعارة غير موجودة.
انظر لالستعارات اآلتية:
ولم تك تبرح الف لكا -أتتني الشمس زائرة
منها الشموس وليس فيها المشرق -كبرت حول ديارهم لما بدت
-3االستعارة المطلقة :هي التي خلت من الصف ات التي تالئم المشبه والمشبه به ،أو هي التي ذكرت فيها صف ات تالئم
الطرفين معاً.
مثال التي تخلو من الصف ات قول الشاعر:
طاروا إليه زراف ات ووحدانا قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم
شبه الشاعر الشر بالحيوان المفترس والقرينة الدالة على المحذوف هو ناجذيه ،ولو بحثنا عن الصف ات التي تالئم أحد
الطرفين لما وجدناها ؛ لذلك فهي مطلقة.
مام ،يا رجلُ
ليث ،يا ح ُ
بحر ،يا غمامةُ يا ُبدر ،يا ُ -ومثاله قول المتنبي يخاطب ممدوحه :يا ُ
-ومثال االستعارة التي تذكر معها صف ات تالئم الطرفين ،قول زهير بن أبي سلمى:
لدى أسد شاكي السالح مقذف له لبد أظف اره لم تُقَلَّم
شبه الشاعر الممدوح باألسد والقرينة الدالة على ذلك قرينة عق لية ،وقد جاءت صف ات تالئم المشبه (الممدوح) وهي (شاكي
السالح مقذف) وصف ات تالئم المشبه به (أسد) وهي (له لبد أظف اره لم تُقَلَّم).
المحاضرة التاسعة
الكناية
عناصر المحاضرة
-1مفهوم الكناية.
-2أقسام الكناية باعتبار المكنى عنه.
الكناية :هي لفظ أطلق وأريد به الزم معناه مع جواز إرادة ذلك المعنى.
وإما عبد شمس وهاشمُأبوهاّ ، إما لنوف ل
مثاله :بعيدة مهوى القُرط ّ
اللفظ المطلق هنا هو( :بعيدة مهوى القرط) .وهذا يسميه البالغيون (المكنى به).
المعنى المالزم للفظ المطلق هو (طويلة العنق) ،وهذا يسميه البالغيون (المكنى عنه).
ويجوز أن نقول :بعيدة مهوى القرط طويلة العنق.
-3الكناية عن نسبة :وهي التي يراد بها إثبات أمر آلخر أو نفيه عنه ،وبها تذكر الصفة والموصوف وال يصرح بالنسبة
الموجودة مع أنها هي المقصودة.
مثالها :فما جازه جود وال حلّ دونه ولكن يسير الجود حيث يسير
أراد الشاعر هنا أن يصف ممدوحه بالكرم والجود ،ولكنه نسب الكرم والجود إلى المكان ولم ينسبه إلى صاحبه ،وهذا
كناية عن نسبة الكرم إلى ممدوحه.
ومثاله أيضاً:
إذا ما بيوت بالمالمة حلّت -يبيت بمنجاة من اللوم بيتها
في قبة ضربت على ابن الحشرج -إن السماحة والمروءة والندى
والمجد يمشي في ركاب ه له -اليم ن يتبع ظ
تدريبات
أجر الكنايات في الشواهد البالغية اآلتية ،وبين نوعها باعتبار المكنى عنه:
المقَل
كالنوم ليس له مأوى سوى ُ -ال ينزل المجد إال في منازلن ا
ب والحقدوالر ْع ُ
اللب ُّ
بحيث يكون ُ أضللت نصلَها
ُ -ف أتبعتُها أخرى ف
ال يسألون عن السواد المقيل -يُ ْغشَون حتى ما تهر كالب هم
المحاضرة العاشرة
علم البديع ()1
عناصر المحاضرة
علم البديع :مفهومه.
أقسام علم البديع :المحسنات المعنوية ،والمحسنات اللفظية.
المحسنات المعنوية:
-1الطباق.
-2المق ابلة.
-3التدبيج.
علم البديع :هو علم يعرف به وجوه تحسين الكالم بعد رعاية مطابقة الكالم لمقتضى الحال ورعاية وضوح الداللة.
أي أن علم البديع يتضمن وجوهاً محسنة للكالم بعد تحقق مطابقة الكالم لمقتضى الحال المتحققة في علم المعاني وتحقق
وضوح الداللة المتحققة في علم البيان.
أقسام علم البديع :
قسم البالغيون المحسنات البديعية قسمين:
أوالً -المحسنات المعنوية :هي التي تزيد المعنى حسناً ،إما بزيادة تنبيه على شيء ،أو بزيادة التناسب بين أجزاء الكالم.
وبعض هذه المحسنات ال تخلو عن تحسين اللفظ .وتندرج تحته مجموعة من المحسنات البديعية.
وعالمة المحسن المعنوي :أننا لو غيرنا بعضه لظل محسناً معنوياً مثل :نظرت إلى األرض وإلى األعلى .بين كلمتي األرض
واألعلى طباق ،ف األرض بمعنى األسف ل وهي تطابق كلمة األعلى ،ولو ق لنا نظرت إلى األسف ل لظل في التركيب طباق.
المحسنات المعنوية
الطباق الحقيقي والمجازي.
الطباق أو(المطابقة ،أو التطبيق ،أو التضاد ،أو التكافؤ) وكل هذه المصطلحات بمعنى واحد :هو أن يجمع المتكلم بين
متضادين؛ أي يجمع بين معنيين متق ابلين في الجملة.
للطباق أقسام متعددة هي:
-1الطباق الحقيقي والطباق المجازي (وقد سمى بعض البالغيين المجازي التكافؤ) وهما ال يكونان في بنية طباق واحدة
ف الطباق إما حقيقي وإما مجازي.
أما الطباق الحقيقي فهو ما كان بألف اظ الحقيقة ،مثل:
-ق ال تعالى” :وما يستوي األعمى والبصير ،وال الظلمات وال النور ،وال الظلُّ وال الحرور ،وما يستوي األحياء وال األموات“ .فكل
زوج من الكلمات المخطوط تحتها يمثل طباق اً.
ومثال الطباق الحقيقي أيضاً:
ق ال تعالى” :وأنه هو أضحك وأبكى ،وأنه هو أمات وأحيا ،وأنه خلق الزوجين الذكر واألنثى“.
ق ال تعالى” :وتحسبهم أيق اظاً وهم رقود“.
ق ال رسول اهلل عليه السالم لألنصار” :إنكم لتكثرون عند الفزع وتق لون عند الطمع“.
وأما الطباق المجازي فهو ما كان بألف اظ المجاز ،سواء أكان اللفظان مجازيين معاًأو كان أحدهما مجازياً واآلخر حقيقياً.
كما في قوله تعالى” :أولئك الذين اشتروا الضاللة بالهدى“.
الضاللة والهدى هنا لفظان مجازيان وهما من قبيل االستعارات المكنية كما تعلمتم سابق اً.
وشاد بناءها بعد انهدام ومنه قول التهامي :لقد أحيا المكارم بعد موت
قتل البخل وأحيا السماحا ومنه قول الشاعر:جمع الحق لنا في إمام
ضحك المشيب برأسه فبكى وقول الشاعر :ال تعجبي يا سلم من رجل
-2طباق السلب وطباق اإليجاب ،وهما ال يكونان في بنية طباق واحدة ف الطباق إما إيجاب وإما سلب.
أما طباق السلب ف له صور متعددة:
-3الطباق اللفظي والطباق المعنوي ،وهما ال يكونان في بنية طباق واحدة ف الطباق إما لفظي وإما معنوي.
أما الطباق اللفظي ،فهو ما كان بين لفظ ولفظ وكل متقدم من أمثلة في القسمين السابقين من شواهد صالح ألن يكون
طباق اً لفظياً.
إن أنتم إال تكذبون ،ق الوا :ربنا يعلم إنا إليكم
أما الطباق المعنوي ،فهو ما كان بين لفظ ومعنى ،كما في قوله تعالىْ ” :
لمرسلون“ .الطباق بين لفظ (تكذبون) ومعنى (إنا إليكم لمرسلون) وهو (إنا لصادقون).
ومنه:
-ق ال تعالى” :الذي جعل لكم األرض فراشاً والسماء بناء“.
إن تتابع لي غنى وإن ق لَّ مالي ال أكلفهم رفدا
-لهم جلّ مالي ْ
-ق ال تعالى” :ولكم في القصاص حياة يا أولي األلباب“.
-ق ال تعالى” :مما خطيئاتهم أغرقوا ف أدخلوا ناراً“.
المحسنات المعنوية
( -2المق ابلة)
المق ابلة :هي أن يأتي المتكلم بلفظين أو معنيين ف أكثر ثم يأتي بما يق ابل هذين اللفظين أو المعنيين ،على عالقة التضاد أو
غيرها من العالق ات من مثل المخالفة والتناظر ويكون هذا على الترتيب.
الفرق بين الطباق والمق ابلة:
-1الطباق ال يكون إال في األضداد ،والمق ابلة تكون باألضداد وغيرها ،وإن كانت األضداد أعلى رتبة وأعظم موقعاً.
-2الطباق ال يكون إال بين ضدين حسب ،والمق ابلة ال تكون إال بين أربعة ف أكثر.
المحسنات المعنوية
( -3التدبيج)
التدبيج :هو أن يذكر المتكلم ألواناً بقصد الكناية بها أو التورية .ومن البالغيين من يجعل اللون من غير الكناية والتورية
تدبيجاً.
وغرابيب سود“ .التدبيج هنا في كلمتي (بيض) و (حمر)
ُ مختلف ألوانها
ٌ وحمر
بيض ٌمثاله قوله تعالى” :ومن الجبال ُجدَدٌ ٌ
ف الجدد البيض كناية عن الطرق المسلوكة المأهولة ،والجدد الحمر كناية عن الطرق المهجورة ،وأما كلمة (سود) ف ليست
من باب التورية أو الكناية.
ومثال التدبيج أيضاً قول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم” :ما من عبد يموت فيترك صفراء أو بيضاء إال جعل اهلل بكل قيراط منها
صفحة من نار“ .كلمة الصفراء كناية عن الذهب ،والبيضاء كناية عن الفضة.
ومنه قول الصفدي:
فيما ترى من سائر األشياء ما أبصرت عيناي أحسن منظراً
الحمراء تحت المق لة السوداء كالشامة الخضراء فوق الوجنة
تدريبات
س -1حدد أنواع الطباق في كل شاهد مما يأتي من حيث الطباق الحقيقي والمجازي وطباق اإليجاب والسلب ،والطباق
اللفظي والمعنوي:
-ق ال تعالى” :سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار“.
-ق ال تعالى” :في جنة عالية قطوفها دانية“.
-فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة“.
” -كونوا للعلم دعاة وال تكونوا له رواة“.
-ق ال تعالى” :ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون“.
-4مراعاة النظير :أخذ عند البالغيين عدداً من األسماء هي :التوفيق ،والتناسب ،واالئتالف ،والمؤاخاة.
مفهومه :هو أن يجمع المتكلم بين أمر وما يناسبه ال بالتضاد ،والمناسبة هنا عامة سواء أكانت هذه المناسبة في اللفظ مع
المعنى ،أم في اللفظ مع اللفظ.
من أمثلة مناسبة اللفظ مع المعنى قوله صلى اهلل عليه وسلم” :أال أخبركم بأهل الجنة :كل ضعيف متضعف ،أغبر ذي طمرين،
ال يؤبه به ،لو أقسم على اهلل ألبره .أال أخبركم بأهل النار :كل عُتُ لٍّجواظ متكبر“.
جاءت في الحديث ألف اظ سهلة رقيقة تتناسب مع أهل الجنة ،وألف اظ جزلة شديدة تتناسب مع أهل النار ،فكانت هذه األلف اظ
متناسبة مع معانيها.
ومن أمثلة مناسبة اللفظ مع اللفظ قوله تعالى” :الشمس والقمر بحسبان ،والنجم والشجر يسجدان“ .لفظ الشمس يتناسب مع لفظ
القمر في اإلضاءة ليالً أو في كونهما من أجرام السماء ،ولفظ النجم بمعنى العشب يتناسب مع لفظ الشجر في كونهما من
النبات.
ومنها:
-قوله صلى اهلل عليه وسلم” :ذو الوجهين في الدنيا ذو اللسانيين في اآلخرة“.
وبنو تبارك والكتاب المحكم -أنتم بنو طه ،ونون ،والضحى
-وبنو األباطح ،والمشاعر ،والصف ا والركن ،والبيت العتيق ،وزمزم
-6التفويف :هو أن يأتي المتكلم بفنون بالغية شتى ،كل فن في جملة منفصلة ،مع تساوي الجمل في الوزن.
-مثاله قوله تعالى” :الذي خلقني فهو يَهدين ،والذي هو يطعمني ويسقين ،وإذا مرضت فهو يَشفين ،والذي يميتني ثم
يحيين ،والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ،رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين“.
الحي من الميّت ،وتخرج الميت من الحي“.
-وقوله تعالى” :تولج الليل بالنهار ،وتولج النهار بالليل ،وتخرج ّ
-7األرصاد وقد سماه بعض البالغيين (التسهيم) :وهو أن يكون ما تقدم من الكالم دليالً على ما يتأخر منه.
-مثاله قوله تعالى” :مثل الذين اتخذوا من دون اهلل أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت
العنكبوت“.
-وقوله تعالى” :فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به األرض ومنهم من أغرقنا وما كان
اهلل ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون“.
ال خير في يمنى بغير يسار -ولربما اعتصم الحليم بجاهل
ولكنني عن علم ما في غد عم -وأعلم ما في اليوم واألمس قبله
-8المشاكلة :هي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيق اً أو تقديراً.
-1المشاكلة التحقيقية :هي التي يتحقق فيها لفظ المصاحب للفظ المشاكلة.
-مثالها قوله تعالى” :وجزاء سيئة سيئة مثلها“.
وقعت المشاكلة في اللفظ الثاني (سيئة) إذ األصل أن يكون هذا اللفظ (عقوبة) ولكن مجيء معنى العقوبة مصاحباً للفظ
سيئة األول جاز أن يشاكله ،وقد جاءت المشاكلة تحقيقية ألن اللفظ األول (سيئة) قد ذكر في التركيب.
كلُ محذوف اً ومقدراً بقرينة ما ،وال يذكر فيها إال اللفظ المشاكل.
المشا َ
-2المشاكلة التقديرية :وهي أن يكون اللفظ ُ
-مثالها ما جاء في القرآن الكريم رداً على بعض المسلمين الذي طلبوا من الرسول – صلى اهلل عليه وسلم -أن يكون لهم
صبغ كصبغ النصارى في تطهير أبنائم ،ق ال تعالى” :صبغةَ اهلل ومن أحسن من اهلل صبغة“ .أي تطهير اهلل.
ومنه قول شاعر رأى والي مدينة يغرس شجراً لتزيين مدينته:
ف إذا عزلت ف إنها ال تعزل اغرس من الفعل الجميل غرائساً
-11التورية :هي أن تكون الكلمة محتملة لمعنيين ،ويستعمل المتكلم أحد هذين االحتمالين ويهمل اآلخر ،ويكون مراده ما
أهمله ال ما استعمله .أو هي أن يكون للكلمة معنيان :قريب وبعيد ،يريد المتكلم المعنى البعيد منهما.
-منها قوله تعالى” :ق الوا تاهلل إنك لفي ضاللك القديم“ .فكلمة(ضاللك) تحتمل معنيين هما :ضد الهدى ،وحب يعقوب عليه
السالم البنه يوسف ،ف استعمله أبناء يعقوب بمعنى ضد الهدى تورية عن الحب.
-وقوله تعالى” :اذكرني عند ربك ف أنساه الشيطان ذكر ربه“( .ربه) المعنى القريب هو اهلل ،والمعنى البعيد هو الملك.
-11االستخدام :هو أن يأتي المتكلم بلفظ له معنيان أو أكثر مريداً به أحد معانيه ،ثم يأتي بضمير يريد به المعنى اآلخر ،أو
بضميرين يريد بأحدهما أحد المعاني وباآلخر المعنى اآلخر.
-منه قوله تعالى” :ولقد خلقنا اإلنسان من ساللة من طين ،ثم جعلناه نطفة في قرار مكين“ .اإلنسان هنا هو آدم عليه السالم
والضمير الذي عاد إليه في (جعلناه) يعود إلى ولده.
-ومنه قوله تعالى :يأيها الذي آمنوا ال تسألوا عن أشياء إن تبدَ لكم تسؤكم ،وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تُبْدَ لكم عف ا
اهلل عنها واهلل غفور حليم ،قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين“.
الضمير في كلمة (سألها) يعود إلى (أشياء) والذي سأل عنه األولون أشياء أخر تختلف عن األشياء التي سأل عنها الصحابة
المؤمنون ونهوا عن سؤالها.
شبوه بين جوانح وق لوب
-فسقى الغضا والساكنيه وإن همُ
الغضا يطلق على معنيين :واد بنجد ،وشجر معروف ،وقد عاد إليه ضميران ،أحدهما في كلمة (الساكنيه) وهو بمعنى
الوادي ،واآلخر في كلمة (شبوه) وهو بمعنى الشجر.
تنبيه:
كثيراً ما تلتبس التورية باالستخدام ،والفرق بينهما:
أن التورية يستعمل فيها اللفظ بمعنيين فيستخدم أحدهما ويهمل اآلخر ويكون المهمل هو المراد.
وأن االستخدام يستعمل فيه اللفظ بمعنيين وهما يرادان معاً.
-12اللف والنشر أو الطي والنشر :هو ذكر متعدد على جهة التفصيل :بالنص على كل واحد ،أو على جهة اإلجمال :بأن
يؤتى بلفظ يشتمل على متعدد ،وهذا هو اللف ،ثم ذكر ما لكل واحد من المتقدم من غير تعيين ،ثقة بأن السامع يرد كل
واحد إلى ما يليق به ،وهذا هو النشر.
وذكر المتعدد على جهة التفصيل ضربان:
األول -أن يكون النشر على ترتيب اللف ،بأن يكون من النشر لألول من اللف ،والثاني للثاني وهكذا.
-مثاله قوله تعالى” :وال تجعل يدك مغلولة إلى عنقك وال تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً“ .ف اللوم راجع إلى البخل
ومحسوراً راجع إلى اإلسراف.
-14التفريق :هو أن يباين المتكلم بين أمرين أو أكثر من نوع واحد اشتركت فيه ،وقد فرق بينهما؛ ليفيد زيادة أحدهما
على اآلخر.
-مثاله ق ال تعالى” :وما يستوي البحران :هذا عذب فرات سائغ شرابه ،وهذا ملح أجاج“.
-ق ال تعالى” :وهو الذي مرج البحرين :هذا عذب فرات ،وهذا ملح أجاج“.
كنوال األمير يوم سخاء -ما نوال الغمام وقت الربيع
ونوال الغمام قطرة ماء فنوال األمير بدرة عين
أنصف في الحكم بين شكلين -من ق اس جدواك بالغمام فما
وهو إذا جاد دامع العين أنت إذا جدت ضاحك أبدا
-15الجمع مع التفريق :هو أن يدخل المتكلم شيئين في معنى واحد ،ويفرق بين جهتي اإلدخال.
نحو قول الشاعر:
مشابهة في قصة دون قصة -تشابه دمعانا غداة فراقنا
ودمعي يكسو حمرة اللون وجنتي فوجنتها تكسو المدامع حمرة
-16التقسيم :هو أن يستوفي المتكلم أقسام الشيء الذي هو آخذ به ،بحيث ال يغادر منها شيئاً.
-مثاله قوله تعالى” :هو الذي يريكم البرق خوف اً وطمعاً“ .ف ليس في رؤية البرق إال الخوف من الصواعق والطمع في األمطار.
-وقوله تعالى” :الذين يذكرون اهلل قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم“.
-وقوله تعالى” :يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور ،أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً“.
-17الجمع مع التقسيم :هو أن يجمع المتكلم بين أشياء متعددة تحت حكم واحد ثم يقسم أو أن يقسم ثم يجمع.
مثاله قوله تعال” :ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ،ومنهم مقتصدٌ ،ومنهم سابق بالخيرات“.
أي جعلنا القرآن الموحى به إليك ميراثاً منك ألمتك التي اصطفيناها على سائر األمم ينتفعون بما فيه من األحكام والمواعظ
واألمثال .فجمع بينهم في االصطف اء ثم قسمهم ثالثة أقسام:
-ظالم لنفسه.
-ومقتصد.
-وسابق لغيره في الخيرات.
ومثاله:
-أبادهم :ف لبيت المال ما جمعوا والروح للسيف واألجساد للرخَم
-والمال والماء في كفيه قد جريا هذا لراج ،وذا للجيش حين ظمى
التجريد غير المحض :وهو كما عرفه ابن األثير" :ف إنه خطاب لنفسك ال لغيرك ،ولئن كان بين الناس والبدن فرق إال أنهما
يسمى تجريداً ،ألن
كأنهما شيء واحد ،لعالقة أحدهما باآلخر .وبين هذا القسم والذي قبله فرق ظاهر ،وذاك أولى بأن ّ
التجريد الئق به ،وهذا هو نصف تجريد .ألنك لم تجرد به عن نفسك شيئاً .وإنما خاطبت نفسك بنفسك .كأنك فصلتها عنك،
وهي منك“.
مثاله قول الشاعر عمر بن األطنابة:
رويدك تحمدي أو تستريحي أقول لها وقد جشأت وجاشت
وقول الشاعر:
إحدى يدي أصابتني ولم تُرد أقول للنفس تأساءً وتعزيةً
الضرب الثاني -أن يحمل المتكلم كالم المخاطب على غير ما كان يقصده ويريده ،وفي هذا توجيه للمخاطب إلى ما ينبغي
عليه أن يسأل عنه أو يقصده في كالمه .نحو:
لت كاهلي باأليادي
لت :ثق َ
ق ُ أتيت مراراً
لت إذ ُ -ق ال :ثقّ ُ
لت :حبلَ ودادي
أبرمت :ق ُ
ُ ق ال ليت طَ ْوال
أو َلتْ :
لت .ق ُ
طو ُ
ق الّ :
ق ال له :ثق لت عليك بكثرة ما أسأل ،لكن الشاعر رد عليه هذا المعنى بعكس ما أراد فق ال إنما أثق لت كاهلي بالنعم (وهذا
طريق الكناية) ،وق ال األول طولت عليك وأخذت من وقتك فق ال له لقد أوليت طوالًأي نعما ،وق ال له أبرمت أي جعلتك تسأم
مني وتضيق بي فق ال له إنما أبرمت حبل مودة وعهد صف اء.
في قرض دينار ألمر كانا أتيت لصاحبي وسألتُه
-ولقد ُ
لت له :وال إنسانا
عيناً .فق ُ ف أجابني واهلل ما داري حوت
ورى هنا بالعين عن المال فحملها المتحدث على العين الباصرة .وهذا ما لم يقصده المخاطب.
ّ
ب
الع َج ْ
يوماً ف أظهر َ طلبت منه درهماً
ُ -
ذهب
ْ يصنع ال من وق ال ذا من فضة
-1الجناس :هو تشابه اللفظين في النطق واختالفهما في المعنى .وهذان اللفظان المتشابهان نطق اً المختلف ان معنى يسميان
”ركني الجناس“ .وال يشترط في الجناس تشابه جميع الحروف ،بل يكفي في التشابه ما نعرف به المجانسة.
مثاله قوله تعالى” :ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة“.
المراد بالساعة األولى :يوم اآلخرة ،والساعة الثانية الساعة الزمنية.
أقسام الجناس:
-1الجناس التام.
-2الجناس الناقص.
أوالً -الجناس التام :هو ما اتفق فيه اللفظان في أربعة أمور هي:
-1أنواع الحروف.
-2أعدادها.
-3هيئتها الحاصلة من الحركات والسكنات.
-4ترتيبها.
مثالها:
سال مصر هل سال الق لب عنها
أقسام الجناس التام:
-1الجناس المماثل :هو ما كان ركناه أي لفظاه من نوع واحد من أنواع الكلمة ،بمعنى أن يكونا اسمين ،أو فعلين.
-من أمثلة الجناس المماثل بين اسمين قوله تعالى” :ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة“.
-وقوله تعالى” :يكاد سنا برقه يذهب باألبصار ،يق لب اهلل الليل والنهار إن في ذلك لعبرة ألولي األبصار“ .األبصار األولى
بمعنى األنظار ،والثانية بمعنى العقول.
-عباس عباس إذا احتدم الوغى والفضل فضل والربيع ربيع
عباس األول علم والثانية من العبوس ،والفضل األول علم والثاني من التفضل ،والربيع األول علم والثاني بمعنى فصل من فصول
العام.
-إذا العين راحت وهي عين على الهوى ف ليس بسر ما تسر األضالع
العين األولى الباصرة والثانية الجاسوس.
ثانياً -الجناس الناقص :هو أن يختلف ركنا الجناس في أحد الشروط األربعة (نوع الحروف ،أو شكلها ،أو عددها ،أو ترتيبها).
مثال االختالف في نوع الحروف:
-ق ال تعالى” :ف أما اليتيم ف ال تقهر ،وأما السائل ف ال تنهر“.
-ق ال تعالى” :وهم ينهون عنه وينئون عنه“.
-ق ال رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم” :الخيل معقود في نواصيها الخير“.
مثال االختالف في شكل الحروف:
غير منعم بشق اء
ف َ -هال نَهاك نُهاك عن لوم امرئ لم يٌلْ َ
-والحسن يظهر في بيتين رونقه بيت من الشِّ ْعر أو بيت من الشَّ َعر
الم ْنذَرين“.
-ق ال تعالى” :ولقد أرسلنا فيهم ُم ْنذرين ،ف انظر كيف كان عاقبة ُ
-2رد األعجاز على الصدور :هو أن يأتي المتكلم بلفظين مكررين أو متجانسين (بمعنى أنهما متشابهان لفظاً ال معنى)
فيجعل أحدهما في أول الجملة واآلخر في آخرها وهذا في النثر ،وأما في الشعر فيكون األول في صدر البيت أو في بعض
العجز والثاني في عجزه أو ق افيته.
مثاله في النثر:
-قوله تعالى” :وتخشى الناس واهلل أحق أن تخشاه“.
-وقول ق ائل :سائل اللئيم يرجع ودمه سائل.
-وقوله تعالى” :استغفروا ربكم إنه كان غف اراً“.
ومثاله من الشعر:
-سريع إلى ابن العم يشتم عرضه وليس إلى داعي الندى بسريع
سهام الموت وهي له سهام صدَ ْته
-عميد بني سليم أقْ َ
وشفت أنفسنا مما تجد -ليت هنداًأنجزتنا ما تعد
إنما العاجز من ال يستبد واستبدت مرة واحدة
ف إني بالبيض القواضب مغرم -ومن كان بالبيض الكواعب مغرماً
ومفتون برنات المثاني -فمشغوف بآيات المثاني