You are on page 1of 163

¢ù````jQó````J º```«```∏```©``à```dG IQGRh äQô`````b

‫اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‬


É¡```à`≤``Ø`f ≈∏```Y ¬©Ñ`````Wh ÜÉà````µdG Gò``g

…ƒ``fÉ``ã`dG º`«`∏©à`dG
(äGQô```≤`ª`dG ΩÉ``¶`f)
»°ü°üîàdG è`eÉ`fôÑdG
á«fÉ°ùfE’G Ωƒ∏©dG QÉ°ùe

á©LGôŸGh ∞«dCÉàdÉH ΩÉb


Ú°ü°üîàŸG øe ≥jôa

2020 ` ` 1442 á©ÑW


`g 1439 ,º«∏©àdG IQGRh ì
ô°ûædG AÉæKCG á«æWƒdG ó¡a ∂∏ªdG áÑàµe á°Sô¡a
º«∏©àdG IQGRh
,º«∏©àdG IQGRh / …ƒfÉãdG º«∏©àdG / á«HOC’G äÉ°SGQódG ,(5) á«Hô©dG á¨∏dG
`g 1439 ,¢VÉjôdG
º°S 25^5*21 ;¢U 164
978-603-508-668 - 4 ∂eOQ
á«°SGQO Öàc ` ájOƒ©°ùdG ` …ƒfÉãdG º«∏©àdG `2 á«°SGQO Öàc - á«Hô©dG á¨∏dG `1
¿Gƒæ©dG .CG
1439 /9756 410,7 …ƒjO
1439 /9756 :´GójE’G ºbQ
978-603-508-668 - 4∂eOQ

º«∏©àdG IQGRƒd áXƒØ ô°ûædGh ™Ñ£dG ¥ƒ≤M


www.moe.gov.sa
‫مقــدمــة‬

‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف املرسلني نبينا محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه أجمعني‪ ،‬وبعد؛‬
‫فقد خصصت خطة التعليم الثانوي (نظام املقررات) ثالثة مقررات للغة العربية في مسار العلوم اإلنسانية هي‪:‬‬
‫الدراسات األدبية‪ ،‬والدراسات البالغية والنقدية‪ ،‬والدراسات اللغوية‪ ،‬وعلى الطالب في هذا املسار دراسة مقررين من‬
‫مقررا حرًّا ملن شاء دراسته‪.‬‬
‫هذه املقررات الثالثة‪ ،‬وميثل املقرر الثالث ً‬
‫وهذا الكتاب الذي بني أيدينا خاص مبقرر الدراسات األدبية‪ ،‬نقدمه في إطار جديد يشمل اخلبرات واملعارف التي‬
‫تقدم في أطر معرفية ألفها الطالب والطالبة واعتاداها‪ ،‬ويشمل كذلك أنشطة تدفعهما إلى أن يتعلم كل منهما‬
‫بنفسه‪ ،‬ويبني خبرته‪ ،‬ويشكل رأيه من خالل التحليل والتفكير والبحث وإبداء الرأي‪ ،‬وتعد هذه األنشطة امتدا ًدا‬
‫ملا مر بهما في كتب الكفايات اللغوية‪.‬‬
‫وميكن إيجاز األهداف العامة لهذا املقرر في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يتعرف الطالب‪/‬ـة على جوانب من تاريخ األدب العربي؛ من حيث الظروف احمليطة به وفنونه وموضوعاته‬
‫وأعالمه وقضاياه‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكتشف اخلصائص الفنية املميزة لألدب في كل عصر من عصوره التاريخية املختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يقرأ النصوص األدبية ويستمتع بها ويتذوق جمالياتها ويستفيد من قيمها ومضامينها‪.‬‬
‫حتليل يكشف مضامينها وأساليبها ولغتها وخيالها وعاطفتها‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يحلل النصوص األدبية ً‬
‫‪ -‬أن يعتاد البحث في مصادر األدب العربي‪.‬‬
‫وألن هذا هو املقرر الوحيد الذي يعنى باألدب العربي في التعليم الثانوي (نظام املقررات)؛ فقد اجتهدنا لكي‬
‫ميثل هذا الكتاب النقاط الرئيسة واملقتطفات البارزة في أدبنا العربي عبر عصوره املختلفة‪ ،‬كما اجتهدنا بصبر‬
‫وبرغبة خالصة في جمع مادته وانتقاء نصوصه وبناء أنشطته؛ بغية حتقيق تلك األهداف‪ ،‬والسعي إلى تشكيل‬
‫الثقافة األدبية للطالب والطالبة ومتكينهما من بعض املهارات األساسية في مقرر يرتبط بالثقافة والهوية العربية‪.‬‬
‫وإن املتأمل لهذا الكتاب سيجد أننا حرصنا كذلك على تضمينه عد ًدا من مفردات األدب العربي ونصوصه‬
‫املوجودة حال ًّيا في التعليم الثانوي العام مما حسن وشاع‪.‬‬
‫وأخيرا فقد وقر في يقيننا أن هذا الكتاب سيجد عناية زمالئنا وزميالتنا من املعلمني واملعلمات ومن يعمل في‬ ‫ً‬
‫اإلشراف التربوي؛ لتحقيق أهدافه املرتبطة بأهداف التعليم في اململكة العربية السعودية‪ .‬وسيجد كذلك اهتمامهم‬
‫في سبيل التقومي واملراجعة والتطوير‪ ،‬وسيزودون إدارة التعليم مبلحوظاتهم التي ستكون موضع الترحاب والعناية‬
‫واالهتمام‪.‬‬
‫العلي القدي َر ُ‬
‫نسأل أن ميد اجلميع بعونه وتوفيقه‪.‬‬ ‫َ‬
‫واهلل َّ‬

‫‪5‬‬
‫‪Qô≤ŸG äÉLQO ™jRƒJ‬‬

‫‪˃≤àdG Ö«dÉ°SCG‬‬

‫اﺧﺘﺒﺎر‬ ‫اﻻﺧﺘﺒﺎرات‬ ‫اﻟﻮاﺟﺒﺎت‬ ‫اﳌﺸﺎرﻛﺔ‬


‫اﻟﻘﺼﲑة‬ ‫ﻣﻠﻒ‬
‫اﳊﻀﻮر اﳌﺠﻤﻮع‬ ‫ﳖﺎﻳﺔ‬ ‫اﳌﴩوﻋﺎت‬ ‫واﳌﻬﺎم‬ ‫واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ‬
‫اﻷﻋﲈل‬
‫اﻟﻮﺣﺪة‬ ‫اﳌﻨﺰﻟﻴﺔ‬ ‫اﻟﺼﻔﻲ‬
‫اﺧﺘﺒﺎر‪ ١‬اﺧﺘﺒﺎر ‪٢‬‬

‫‪١٠٠‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪٤٠‬‬ ‫‪١٠‬‬ ‫‪١٠‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪١٠‬‬ ‫‪١٠‬‬ ‫‪١٠‬‬

‫ﻣﺴﺘﻤﺮا‪ ،‬وﻳﻨﻬﻲ ﺗﻘﻮﻳﻢ أداء ﻃﻼﺑﻪ ﰲ ﻛﻞ وﺣﺪة ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺘﻘﻞ إﱃ‬ ‫ﹰ‬
‫ﺗﻘﻮﻳﲈ‬ ‫ﻳﻘﻮم اﳌﻌﻠﻢ أداء اﻟﻄﻼب‬
‫‪á≤jôW‬‬
‫ًّ‬ ‫‪ -١‬ﹼ‬
‫ﻏﲑﻫﺎ‪.‬‬ ‫‪ºjƒ≤àdG‬‬
‫‪ -٢‬ﻳﻤﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻮزﻳﻊ ﺗﻘﻮﻳﻢ اﻟﻄﻼب ﰲ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺪراﺳﻴﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﰲ اﻟﻜﺘﺎب‪ ،‬وﻳﻘﺴﻢ ﳎﻤﻮع‬
‫اﻟﺪرﺟﺎت اﳌﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﲨﻴﻊ اﻟﻮﺣﺪات ﰲ ﳖﺎﻳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺪراﳼ ﻋﲆ ﻋﺪد وﺣﺪات اﻟﻜﺘﺎب؛‬
‫ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺪراﳼ )‪.(١٠٠ = ٢ ÷ ٢٠٠‬‬
‫ﻧﺎﺟﺤﺎ ﰲ اﳌﻘﺮر إذا ﻛﺎن ﳎﻤﻮع درﺟﺎﺗﻪ )‪ (٥٠‬درﺟﺔ ﻓﺄﻛﺜﺮ‪.‬‬
‫ﹰ‬ ‫‪ -٣‬ﻳﻜﻮن اﻟﻄﺎﻟﺐ‬
‫‪ -٤‬ﹸﲡﺮ￯ اﻻﺧﺘﺒﺎرات ﰲ وﺣﺪﰐ اﻟﻜﺘﺎب ًّ‬
‫ﻛﺘﺎﺑﻴﺎ‪.‬‬

‫‪٦‬‬
‫ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت اﻟﻜﺘﺎب‬

‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‬ ‫اﻟﻤـﻮﺿــــــــﻮع‬ ‫اﻟﻮﺣﺪة‬


‫‪١٤‬‬ ‫املﻮﺿﻮع األول‪ :‬األدب في العﺼر اﳉاهﻠي‪:‬‬
‫‪١٤‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬مفهوم العصر اجلاهلي‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪١٦‬‬ ‫ﺛاﻧﻴا‪ :‬بيﺌة العرب في العصر اجلاهلي‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪٢٠‬‬ ‫ﺛال ًﺜا‪ :‬الشعر اجلاهلي‪.‬‬
‫‪٢٣‬‬ ‫راﺑعا‪ :‬ﳕاذج من الشعر اجلاهلي‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪٣٦‬‬ ‫ﺧامﺴا‪ :‬النثر اجلاهلي‪.‬‬
‫ً‬
‫‪٤٣‬‬ ‫املﻮﺿﻮع الﺜاﻧي‪ :‬األدب في ﺻدر اﻹﺳﻼم وﻋﺼر ﺑﻨي أمﻴة‪:‬‬
‫‪٤٣‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬أثر اإلسالم في العرب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫اوﻟـــﻰ‪:‬‬
‫‪٤٧‬‬ ‫ﺛاﻧﻴا‪ :‬النثر في صدر اإلسالم وﳕاذج منه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ادب‬
‫‪٥٣‬‬ ‫ﺛال ًﺜا‪ :‬الشعر في صدر اإلسالم وﳕاذج منه‪.‬‬ ‫اﻟـﻘـﺪﻳــﻢ‬
‫‪٦٢‬‬ ‫راﺑعا‪ :‬األدب في العصر األموي (‪١٣٢ - ٤٠‬هـ) املالمﺢ العامة للعصر‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪٦٤‬‬ ‫ﺧامﺴا‪ :‬الشعر في عصر بني أمية‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪٦٧‬‬ ‫ﺳادﺳا‪ :‬بيﺌات الشعر األموي‪.‬‬
‫ً‬
‫‪٧٣‬‬ ‫املﻮﺿﻮع الﺜالﺚ‪ :‬األدب في العﺼر العﺒاﺳي‪:‬‬
‫‪٧٣‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬متغيرات العصر العباسي وأثرها في األدب‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪٧٧‬‬ ‫ﺛاﻧﻴا‪ :‬ﳕاذج من الشعر العباسي‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪٩١‬‬ ‫ﺛال ًﺜا‪ :‬النثر العباسي‪.‬‬
‫‪١٠٥‬‬ ‫املﻮﺿﻮع األول‪ :‬األدب العرﺑي‪:‬‬
‫‪١٠٥‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬عوامل نهضة األدب العربي في العصر احلديث‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪١٠٦‬‬ ‫ﺛاﻧﻴا‪ :‬فنون الشعر العربي احلديث‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪١٠٩‬‬ ‫ﺛال ًﺜا‪ :‬واقع الشعر العربي احلديث من خالل مدارسه األدبية وأبرز اﲡاهاته‪.‬‬ ‫اﻟـﺜـﺎﻧـﻴـﺔ‪:‬‬
‫‪١٢٦‬‬ ‫راﺑعا‪ :‬نبذة مختصرة عن فنون النثر العربي احلديث‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪١٢٩‬‬
‫ادب‬
‫املﻮﺿﻮع الﺜاﻧي‪ :‬األدب اﳊديﺚ في املﻤﻠكة العرﺑﻴة الﺴعﻮدية‪:‬‬
‫‪١٢٩‬‬ ‫ً‬
‫اﻟـﺤـﺪﻳـﺚ‬
‫أوﻻ‪ :‬مراحل األدب السعودي‪.‬‬
‫‪١٣١‬‬ ‫ﺛاﻧﻴا‪ :‬الشعر السعودي‪ :‬أغراضه وموضوعاته احلديثة‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪١٤٠‬‬ ‫ﺛال ًﺜا‪ :‬االﲡاهات الفنية في الشعر السعودي‪.‬‬
‫‪١٥٤‬‬ ‫راﺑعا‪ :‬النثر السعودي‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪٧‬‬
‫اﻟﻮﺣـــﺪة‬
‫اوﻟـــــﻰ‬

‫ادب اﻟﻘـﺪﻳــﻢ‬

‫‪١‬‬
‫ادب اﻟـﻘﺪﻳﻢ‬ ‫ﻋﻨﻮان اﻟﻮﺣﺪة‬

‫ﺗﺴﻌﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ‬ ‫ﻣﺪة اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‬

:‫أﻫﺪاف اﻟﻮﺣﺪة‬
.¬æe ±ó¡dGh ¬°VGôZCGh ¬fƒæah ÜOC’G Ωƒ¡Øe ÖdÉ£dG Oóëj -1
.¬H á≤∏©àŸG ÉjÉ°†≤dG ¢†©Hh ¬àÄ«Hh »∏gÉ÷G ô°ü©dG á©«ÑW ±ô©àj -2
.»∏gÉ÷G ô°ü©dG ‘ ÌædGh ô©°ûdG ™bGh ±ô©àj -3
.√Ìfh »∏gÉ÷G ô°ü©dG ô©°T ¢üFÉ°üN èàæà°ùj -4
.Üô©dG ‘ ΩÓ°SE’G ôKCG ±ô©àj -5
.ΩÓ°SE’G Qó°U ‘ ô©°ûdGh ÌædG ™bGh ±ô©àj -6
.ô©°ûdG øe ΩÓ°SE’G ∞bƒe õ«Á -7
.ÌædGh ô©°ûdG ‘ ΩÓ°SE’G ôKCG ¢Uƒ°üædG øe ¢ü∏îà°ùj -8
.ÜOC’G ‘ ÉgôKCGh …ƒeC’G ô°ü©∏d áeÉ©dG íeÓŸG ±ô©àj -9
.ô©°ûdG ‘ …ƒeC’G ô°ü©dG äÉÄ«H ôKCG ¢ü∏îà°ùj -10
.ÜOC’G ‘ ÉgôKCGh »°SÉÑ©dG ô°ü©dG äGÒ¨àe ±ô©àj -11
.Qƒ£àdG Gò¡d äOCG »àdG πeGƒ©dGh »°SÉÑ©dG ÌædG Qƒ£J ôgɶe ±ô©àj -12
.AÉHOC’Gh AGô©°ûdG ¢†©Ñd á«æØdG ¢üFÉ°üÿGh á«HOC’G ¢Uƒ°üædG ¢†©H π∏ëj -13
.»HOC’G ¢üædG äÉ«dɪL ¥hòàj -14
.Ìæ∏d IRQÉÑdG á«æØdG äɪ°ùdG ájÌædG ¢Uƒ°üædG øe êôîà°ùj -15
.á«HOC’G ¢Uƒ°üædG ¢†©H ßØëj -16
‫اﻷدب اﻟـﻘـﺪﻳـــﻢ‬

‫‪ÜOC’G á``°SGQó``d π`````Nó``e‬‬

‫تدل كلمة (أدب) لغو ًّيا على ِ‬


‫معان متعددةٍ ؛ منها دعوة الناس إلى مأدبة‪ ،‬ومنها تهذيب النفﺲ‬
‫وتعليمها السلوك احلسن‪ ،‬ومنها الكالم احلكيم الذي ينطوي على حكمة وقول صائب‪.‬‬

‫‪:ÜOCÓd »MÓ£°U’G ≈æ©ŸG‬‬


‫املقصود باألدب في هذا املقرر‪ :‬الكالم البليﻎ‪ ،‬الصادر عن عاطفة‪ ،‬واملﺆثر في النفوس‪.‬‬
‫ويصدر األدب عن موهبة راسخة في النفﺲ حتتاج إلى الرعاية والتنمية كالبراعة في سائر الفنون والصناعات‪،‬‬
‫وترجع هذه امللكة في األصل إلى نشوء الفرد مع أهل اللسان ومخالطته إياهم‪ ،‬وكثرة استماعه إلى كالمهم ومطالعة‬
‫كتابتهم واستظهار كثير من نصوصهم‪ ،‬يقول ابن خلدون‪( :‬حصول ملكة اللسان العربي إﳕا هي بكثرة احلفﻆ‬
‫من كالم العرب؛ حتى يرتسم في خياله املنوال الذي نسجوا عليه تراكيبهم فينسﺞ عليه‪ ...‬حتى حتصل له امللكة‬
‫املستقرة في التعبير عن املقاصد على نحو كالمهم)‪.‬‬

‫‪ÜOC’G á°SGQO á```«`ªgCG‬‬

‫قط‪ ،‬فهو يعبر عمن يحب اجلمال ويستمتع‬ ‫يعد األدب لو ًنا من ألوان الفنون اجلميلة التي لم يستغن عنها اإلنسان ﱡ‬
‫به‪ ،‬ومن يذكر املاضي ويحلم باملستقبل‪ ،‬ويحﺲ اللذة واأللم واليأس واألمل‪ ،‬وهو متعة جدية جمالية للصغار‬
‫والكبار‪.‬‬
‫صورا من صور املعرفة النسبية التي تبقى على مر العصور‪ ،‬كما تتصل جدية‬‫وجديته تتصل بعمق نظرته‪ ،‬وتضمنه ً‬
‫األدب ومنفعته باملثل العليا في األخالق والسلوك البشري والتجربة اإلنسانية‪ ،‬وتتصل كذلك مبا يبعثه من السرور‬
‫النفسي والراحة واالطمﺌنان في نفﺲ القارئ أو املستمع؛ ألنه ينفﺲ عنه وعن عواطفه ورغباته املكبوتة‪.‬‬
‫أما جماليته فتتعلق بجمال الفكرة وجدتها‪ ،‬وجمال العرض وجمال األسلوب‪ ،‬وروعة اخليال‪ ،‬وتدفق العواطف‪،‬‬
‫وموسيقى اللغة واإليقاع‪ ،‬وكل ذلك يورث السرور وحب اجلمال وﳕو الذوق‪.‬‬
‫وال شك في أن األدب ‪ -‬مع أهميته ومتعته ونفعه ‪ -‬قد تأثر بانصراف كثير من الناس عنه في هذا العصر؛ عصر‬
‫السرعة واملال والتكنولوجيا وطغيان املادة واﻵلة‪ ،‬يقول الشيخ علي الطنطاوي في كتابه فكر ومباحث‪( :‬لنأخذ‬
‫مثال ‪ ...‬ال شك في أن العلم قد سهلها وه َّونها وقرب البعيد‪ ،‬وأراح املسافر ووفر عليه صحته ووقته‪،‬‬ ‫املواصالت ً‬
‫فقد كان احلاج إلى بيت اهلل ينفق شهرين من عمره في الطريق يحمل آال ًما وتعرض له مخاوف‪ ،‬ولكنه يحﺲ مبﺌات‬
‫العواطف‪ ،‬وتنطبع في نفسه آالف من الصور‪ ،‬ويتغلغل في أعماق احلياة‪ ،‬ثم يعود إلى بلده يروي حديثها‪ ،‬فتكون له‬
‫دروسا ال تنسى‪ ،‬أما اﻵن فليﺲ يحتاج إال الصعود إلى الطائرة والنزول منها بعد ساعات‪،‬‬
‫مادة ال تفنى‪ ،‬ويأخذ منها ً‬
‫فهو قد ربﺢ الوقت لكنه خسر الشعور ‪.)...‬‬

‫‪١١‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫ومع ذلك فال بد من القول‪ :‬إن العالم املعاصر ـ وإن تغير ﳕط سلوكه وتبدلت منطلقاته بطغيان اﻵلة واالنفتاح‬
‫على العالم ـ قد أدرك أن هناك حاجة ملحة إلى إحداث التوازن بني ماديات العصر وآالته وﳕطه السريع وطبيعته‬
‫املختلفة من جهة‪ ،‬وبني اجلانب الروحي واإلنساني املتمثل في األدب من جهة أخرى؛ فسعى إلى توظيف كل هذه‬
‫املستجدات العلمية والتقنية وباألخص وسائل اإلعالم املرئية واملسموعة واملقروءة‪ ،‬وسخر العلوم والتقنية في خدمة‬
‫األدب‪ ،‬واﲡه باألدب من منطلقاته القدمية إلى منطلقات من االحتراف وصناعة األدب وتسويقه‪ ،‬كما خرج العالم‬
‫باألدب من نطاقه احمللي الضيق إلى اإلقليمية والعاملية‪.‬‬
‫واألدب وفق منطلقاته القدمية أو احلديثة يظل مرآة لألﱈ املتحضرة تنعكﺲ فيه همومها وثقافتها وأحالمها‪،‬‬
‫وحتافﻆ من خالله على هويتها وتراثها‪ ،‬وهو وسيلة مهمة للتعريف باألمة وإشهارها وبث قيمها وأفكارها في ظل‬
‫تَسا ُبقِ األﱈ على إثبات اجلدارة والتميز في شتى مناحي احلياة‪ ،‬ولذلك ﲡد األمة املتحضرة حترص على دراسة آدابها‬
‫نشأ األجيال منذ الصغر في البيوت واملدارس وامللتقيات االجتماعية على دراسة نصوصها األدبية‪،‬‬ ‫والعناية بها‪ ،‬و ُي َّ‬
‫كبيرا من قيم األمة االجتماعية‬
‫جزءا ً‬
‫وحفﻆ روائعها‪ ،‬واالفتخار بها‪ ،‬والعناية مبا حتمله من قيم ومبادئ تشكل ً‬
‫والثقافية‪.‬‬
‫وقد حرصت اململكة العربية السعودية على نشر األدب وتشجيعه‪ ،‬وأقامت لذلك املراكز املتخصصة واألندية‬
‫األدبية‪ ،‬وأسست لذلك أقسا ًما علمية في اجلامعات تعنى بدراسة األدب‪ ،‬كما أنها خصصت لألدب جوائز دولية‬
‫ومحلية‪.‬‬

‫ﻓﻨﻮن اﻷدب‬
‫لألدب فنان رئيسان هما‪:‬‬
‫‪:ô©°ûdG :’k hCG‬‬
‫ويكون منظو ًما على أوزان‪ ،‬ويصنف الشعر ف ًّنا أدب ًّيا إذا امتاز مع الوزن بجودة املعاني‪ ،‬وتخير‬
‫األلفاظ‪ ،‬ودقة التعبير‪ ،‬وحسن اخليال‪ ،‬مع التأثير في النفﺲ‪.‬‬
‫ويأتي الشعر في أنواع ثالثة هي‪:‬‬
‫‪ -١‬الشعر الغنائي (الوجداني) هو الذي يعبر عن انفعاالت قائله الشخصية‪ ،‬وما يكتنف‬
‫وجدانه من مشاعر وخواطر وعواطف مختلفة‪ ،‬وقد ُس ﱢم َي بهذا ألنه َ‬
‫كان ُي َغ َّنى‪.‬‬
‫‪ -٢‬الشعر القصصي أو شعر املالحم‪ ،‬وهو الذي يروي ِس َي ًرا أو بطوالت حقيقية أو خيالية‪.‬‬
‫‪ -٣‬الشعر املسرحي‪ ،‬وهو الذي يعد للمسرح على ألسنة شخصيات ناطقة‪.‬‬
‫‪:ÌædG :É«k fÉK‬‬
‫وهو الكالم املرسل غير املتقيد بوزن‪ ،‬وذلك إذا اجتمعت فيه أركان األدب وهي (العاطفة‪،‬األفكار‪،‬‬
‫األسلوب‪ ،‬اخليال)‪ ،‬ويشمل عدة أنواع منها‪ :‬اخلطبة‪ ،‬والقصة‪ ،‬والرواية‪ ،‬واملقالة‪.‬‬

‫‪١٢‬‬
‫اﻷدب اﻟـﻘـﺪﻳـــﻢ‬

‫‪º`∏`©`à`dG äÉ`WÉ`°û`f‬‬
‫‪:»Ø°U QGƒM :’k hCG‬‬
‫‪ -١‬ما العالقة بني املعاني اللغوية املتعددة لكلمة ( أدب ) ومعناه االصطالحي؟‬

‫‪ -٢‬أكمل العبارة‪ :‬من خالل التعريف االصطالحي ميكن استخراج أركان األدب في اﻵتي‪:‬‬

‫‪ -٣‬بعد تعرفك األدب وأهميته‪ ،‬أوجز مع زمالئك ‪ -‬في ثالث نقاط أساسية ‪ -‬الغرض من دراسة األدب‬
‫ود ﱢون ما توصلت إليه‪.‬‬

‫‪ -٤‬اقرأ قول الشيخ علي الطنطاوي ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬ص‪ ،١١‬ثم تأمل قوله‪ ..." :‬فهو قد ربﺢ الوقت لكنه خسر‬
‫الشعور‪ ،"...‬ور ًدا على الشيخ في هذا اجلزء من مقولته‪ ،‬تعاون مع زمالئك في كتابة أبرز املشاعر التي قد‬
‫تراود املسافر في الطائرة‪ ،‬وميكن أن تتحول إلى مقطوعة شعرية‪ ،‬أو خاطرة نثرية‪ ،‬أو متهد لكتابة رواية أدبية‪.‬‬

‫‪:»¡Ø°T•É°ûf:É«k fÉK‬‬
‫‪ -١‬ماذا ميُ َ ﱢي ُز الشع َر من النثرِ؟‬
‫‪ -٢‬من خالل دراستك السابقة للعديد من القصائد الشعرية ألق ما حتفظه من إحدى القصائد‪ ،‬ثم ﱢبني نوعها‬
‫وغرضها‪.‬‬
‫‪:‹õæe…ôjô–•É°ûf:Éãk dÉK‬‬
‫اكتب مما حتفﻆ بي ًتا من الشعر لكل غرض من أغراض الشعر اﻵتية‪ :‬املديﺢ‪ ،‬الغزل‪ ،‬الفخر‪ ،‬الرثاء‪ ،‬الوصف‪،‬‬
‫الهجاء‪ ،‬ثم د ﱢونها هنا‪:‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬

‫‪١٣‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪»∏gÉ÷G ô°ü©dG ‘ ÜOC’G‬‬


‫‪∫hC’G ´ƒ°VƒŸG‬‬

‫‪k G‬‬
‫‪»```∏`gÉ``÷G ô`°ü``©dG Ωƒ``¡`Ø`e :’hC‬‬
‫َق َّسم علما ُء األدب العربي األدب وفق حقبه التاريخية وعصوره إلى أقسام‬
‫فمرورا بعصور الدول اإلسالمية املتعاقبة‬
‫ً‬ ‫متعددة مبتدئني بأدب العصر اجلاهلي‬
‫وانتهاء بالعصر احلديث‪ ،‬وسيكون موضوع هذه الوحدة هو العصر اجلاهلي‪.‬‬ ‫ً‬
‫واملقصود بالعصر اجلاهلي تلك املرحلة التي نضﺞ فيها األدب ووصلتنا‬
‫أخباره‪ ،‬وذلك في احلقبة الزمنية التي سبقت بعثة نبينا محمد �‪ ،‬واستمرت‬
‫قرابة قرن ونصف من الزمان‪.‬‬

‫‪:á«∏gÉ÷G Ωƒ¡Øe‬‬
‫في سبب إلصاق هذه الكلمة (اجلاهلي) بهذا العصر جدل بني املﺆرخني؛ فمنهم من جعل هذا املعنى مرادفًا‬
‫العرب باجلهل وعص َرهم السابق لﻺسالم بالعصر اجلاهلي‪.‬‬ ‫َ‬ ‫لعدم العلم‪ ،‬ف َو َ‬
‫صف‬
‫الطبع وعدم ا ِحل ْلم؛ ألن بعـــض الــــعـــرب كانـــت متارس وتقول ما قاله‬ ‫للط ْي ِﺶ َو ِحدَّ ِة َّ‬
‫ومنهــم من جعـلـــه مرادفًا َّ‬
‫شاعرهم‪:‬‬
‫جـهــل اجلاهلـيـنـــا‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫فنجـهــل فـــوق‬ ‫يـجــهـلـــن أحــدٌ علـيـــنــــا‬
‫ْ‬ ‫أال ال‬
‫غير أننا ال ميكن أن نصف العرب باجلهل املرادف لعدم العلم؛ ألن العرب وإن كان أكثرهم ال يقرأ وال يكتب‪،‬‬
‫فقد كانوا يتواصلون بلغة راقية نزل بها كتاب اهلل ووافقها‪ ،‬وكان لهم من احلكمة والتجربة والنضﺞ وصفاء الذهن‬
‫وسرعة البديهة الكثير مما أفصحت عنه أشعارهم وخطبهم وقصصهم وأخبار منتدياتهم وأسواقهم‪ ،‬ويعد أدبهم‬
‫أرقى اﻵداب في أيامهم‪ ،‬وال يزال إلى عصرنا احلاضر من أبرع النماذج األدبية‪ ،‬وباإلضافة إلى ذلك فقد عرف عنهم‬
‫معرفتهم بالفلك والقيافة(‪.)١‬‬
‫كما ال ميكن أن نصف العرب باجلهل املرادف لعدم احللم والسفه والطيﺶ‪ ،‬وقد ُب ِعث النبي عليه الصالة والسالم؛ ليتمم مكارم‬
‫أخالقهم‪ ،‬ويشيد بكثير من صفاتهم‪ ،‬وقد عبر أدبهم عن سجايا كرمية وصفات نبيلة تنافسوا فيها‪ ،‬وهذا كله اليعني نفي ما عند‬
‫بعضهم من طيﺶ وعصبية وسفه‪ ،‬وما كان يحدث بينهم من ثارات وحروب تطول حي ًنا وتقصر حي ًنا آخ َر‪.‬‬
‫القيافة‪ :‬تتبع األثر‪.‬‬
‫‪١٤‬‬
‫اﻷدب اﻟـﻘـﺪﻳـــﻢ‬

‫والذي يظهر أن سبب تسمية هذا العصر باجلاهلي إﳕا يعود لتسمية القرآن الكرمي له‪ ،‬كما ورد في قوله تعالى‪:‬‬
‫]اﻷﺣﺰاب‪ ،[٣٣ :‬وكما في احلديث الذي رواه أبو هريرة ‪ ,‬عن الرسول � أنه قال‪:‬‬
‫" فخياركم في اجلاهلية خياركم في اإلسالم إذا فقهوا " ]رواه البخاري‪ ،‬رقم‪ ،[٣٤٩٣‬وهي بهذا تسمية دينية حلقبة من‬
‫الزمان سبقت بزوغ فجر اإلسالم‪ ،‬وابتعد فيها الناس عن منهﺞ الرسل واحلنيفية السمحة‪ ،‬وتقربوا إلى األصنام واألوثان‬
‫وعبدوها‪ ،‬وظهرت فيها عند العرب خاصة بعض اجلهاالت كالعصبية القبلية وكثرة احلروب والثارات‪ .‬وال شك في أن‬
‫هذه التسمية لم تعرف إال بعد بزوغ فجر اإلسالم وشيوع نوره‪ ،‬وما أحدثه من تغيير في العرب‪.‬‬

‫‪º``∏`©``à```dG äÉ```WÉ`°û``f‬‬

‫‪k G‬‬
‫‪:»Ø°U QGƒM :’hC‬‬
‫‪ -١‬ما معلوماتك السابقة عن العصر اجلاهلي؟ د ﱢون أبرز ما تعرف‪.‬‬

‫‪ -٢‬إلى أي وجهات النظر متيل في حتديد مفهوم اجلاهلية؟ ع ﱢلل وجهة نظرك‪.‬‬

‫‪:»ãëH •É°ûf :É«k fÉK‬‬


‫‪َ ( -‬يعدﱡ علما ُء ِ‬
‫األدب العص َر اجلاهلي أول العصور األدبية لألدب العربي) ابحث بالتعاون مع زمالئك في وحدات‬
‫هذا الكتاب أو مراجعك األدبية عن عصور األدب العربي األخرى وفتراتها‪ ،‬ثم د ﱢون ما توصلت إليه معهم‪.‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬

‫‪١5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪»```∏``gÉ``÷G ô``°ü``©``dG »`a Üô`©``dG á`Ä`«`H :É`k«`fÉ`K‬‬

‫‪ -١‬اﻟﺒﻴﺌﺔ اﳉﻐﺮاﻓﻴﺔ‪:‬‬
‫استوطن العرب شبه جزيرة العرب‪ ،‬وهي – وإن تباينت جغرافيتها‬
‫ما بني أﳒاد وسهول وهضاب وسواحل بحار‪ ،‬إال أن رقعتها الشاسعة‬
‫كانت صحراء متتاز بسطوع شمسها وكثرة مخاطرها وتقلب رياحها‬
‫وتوحﺶ حيوانها‪ ،‬ومتتاز في املقابل بصفاء سمائها وتأللﺆ كواكبها‬
‫وطالقة هوائها ورحابة فضائها‪.‬‬
‫وال شك في أن اإلنسان يتأثر بأرضه تطبعه بطابعها‪ ،‬وتلون‬
‫أخالقه بلون تضاريسها ومناخها‪ ،‬حتى لقد قال أحد علماء‬
‫االجتماع‪( :‬صفوا لي طبيعة أرض أصف لكم سكانها)‪.‬‬
‫متأثرا بالصحراء يستمد‬
‫وسنرى في موضوعات هذه الوحدة كيف عاش الشاعر اجلاهلي على وجه اخلصوص ً‬
‫منها عناصر خياله‪ ،‬يتغنى بها ويغني لها‪ ،‬وظهرت في شعره مبظاهرها الطبيعية املختلفة كما ظهرت بحيوانها‬
‫وكثيرا ما وصف ليلها ومطرها وسحابها وسرابها‪ ،‬وكان إحساسه بها عمي ًقا صادقًا ال زيف‬
‫ً‬ ‫األليف وحيوانها الشارد‪،‬‬
‫فيه وال افتعال‪.‬‬

‫‪ -٢‬ﺣﻴﺎة اﻟﻌﺮب اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﳋﻠﻘﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪:‬‬

‫أ( اﳊﻴاة اﻻﺟﺘﻤاﻋﻴة‪:‬‬

‫العرب مجتمع قبلي من الدرجة األولى‪ ،‬القبيلة فيه مقدَّ مة وأمرها مطاع واملرء منهم ً‬
‫غالبا ما يكون على دين‬
‫قبيلته في رشدها وغيها‪ ،‬يقول دريد بن الصمة‪:‬‬
‫ِ‬
‫أرشـــــــــد‬ ‫َغـــ َو ُ‬
‫يــــت وإن ترشـــــــــدْ غزي ُة‬ ‫غـــوت‬
‫ْ‬ ‫وهــــل أنـــــا إال مـــــن َغــزِيـَّة إن‬
‫ويقول قريط بن أنيف التميمي‪:‬‬

‫افــــــــــات وو ِْحــــــــدانــــــــا‬
‫ٍ‬ ‫طـــــــــاروا إلـــيــــــه ُز َر‬ ‫لـــــهـــم‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ناجـــذيـــ ِه‬ ‫قـــــــو ٌم إذا الــــش ﱡر أبــــدى‬
‫ِ‬
‫الـــنـــائبـــــــات علــــى مــــا قـــــال بـرهـــــانــــا‬ ‫فــــــي‬ ‫ـــهـــم‬
‫حيــــــن يند ُب ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يسألـــــــــــون أخــــاهـــــم‬ ‫ال‬

‫‪١٦‬‬
‫اﻷدب اﻟـﻘـﺪﻳـــﻢ‬

‫وقد كانت العرب بني أهل مدر وأهل وبر‪ ،‬فأما أهل املدر فهم‬
‫احلواضر وسكان القرى‪ ،‬وتعدادهم قليل‪ ،‬وكانوا يعيشون على‬
‫الزراعة واملاشية والضرب في األرض للتجارة‪ ،‬أما أهل الوبر الذين‬
‫يعدون األكث َر في ذلك العصر فهم من يسكنون الصحراء‪ ،‬وكانوا‬
‫يعيشون من ألبان املاشية وحلومها منتجعني منابت الكأل‪ ،‬مرتادين‬
‫اخلصب وأمك َنهم الرعي‪ ،‬ثم‬
‫ُ‬ ‫مواقع القطر‪ ،‬فيحلون هنا ما ساعدهم‬
‫يرحتلون إلى جهة أخرى لطلب العيﺶ وابتغاء املاء‪ ،‬فال يزالون في حل‬
‫وترحال‪.‬‬
‫وكانت القبيلة منهم حتمي مواقع السحاب‪ ،‬فال يرعى غريب حماها‪ ،‬وال يرد ما َءهم إال بﺈذنهم‪ ،‬ولطاملا نشبت حروب‬
‫روية أو مكان معشوشب كما قال شاعرهم‪:‬‬ ‫بني القبائل من أجل بﺌر ٍ‬
‫ويــشـــــرب غـــيــــرنــــــــا كــــــدرا وطـــــيــنــــــا‬ ‫ونــشــــرب إن وردنــــا املــــاء صــفــــــــــوا‬
‫وقول اﻵخر‪:‬‬
‫وإن كـانـــــــوا ِغ َ‬
‫ــضــابــــــــــــــــا‬ ‫رعــينـــــــــــــــاه ْ‬ ‫قــــــــــــوم‬
‫ٍ‬ ‫بــــــــأرض‬
‫ِ‬ ‫السحــــــاب‬
‫ُ‬ ‫إذا نــزل‬
‫أما ﻋﻠﻰ املﺴﺘﻮى الﺴﻴاﺳي فقد ﻛان العرب ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻤﲔ‪:‬‬
‫‪ -١‬قسم لهم مسحة سياسية‪ ،‬وهﺆالء يعيشون في إمارات‪ ،‬كﺈمارة املناذرة في احليرة التي أنشأها الفرس جنوبي‬
‫دولتهم‪ .‬وإمارة الغساسنة في بصرى التي أنشأها الروم جنوبي دولتهم‪ ،‬وإمارة كندة في بعض نواحي ﳒد التابعة‬
‫للتبابعة في اليمن‪ ،‬وميكن عدﱡ مكة من هذا القبيل حيث كان لها نظام سياسي ينتظمها‪.‬‬
‫‪ -٢‬قسم لم يكن لهم وضع سياسي فهم تبع لقبائلهم وتخضع كل قبيلة لسيدها‪.‬‬

‫ب ( اﳊﻴاة اﳋﻠقﻴة‪:‬‬

‫أما أخالق العرب فقد كان منها أخالق كرمية أصيلة‪ ،‬ومن تلك األخالق واخلصال الكرمية‪:‬‬
‫الكرم والشجاعة والفروسية وعزة النفﺲ‪ ،‬والعفة والشرف‪ ،‬وكره الذل‪ ،‬وصلة الرحم‪ ،‬وحسن اجلوار‪ ،‬وإغاثة‬
‫الفقير وامللهوف‪ ،‬واحللم والصدق واألمانة والوفاء‪.‬‬
‫كما كان لبعضهم أخالق جفاء يتخذونها وسيلة لغاية حميدة كالثأر والنهب والسلب والعصبية القبلية‪،‬‬
‫ً‬
‫مقبوال في اجلاهلية حتى جاء اإلسالم فأنكرها‪ ،‬ومن ذلك امليسر واخلمر والفخر باألنساب والنياحة‬ ‫ومنها ما كان‬
‫والطيرة والكهانة‪.‬‬

‫‪١٧‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫ج ( اﳊﻴاة الﺜقافﻴة والديﻨﻴة‪:‬‬

‫تقدم أن العرب كانوا أهل بالغة وفصاحة‪ ،‬ولذلك حتداهم القرآن الكرمي في أخص خصائصهم وأبرع فنونهم وهي‬
‫البالغة في مواضع عديدة كقوله تعالى‪:‬‬
‫{‬

‫]الﺒقرة‪.[٢٣ :‬‬ ‫{‬


‫فقد عرف العرب عد ًدا من الفنون األدبية كالشعر واخلطابة‪ ،‬كما عرفوا القيافة وعلم األنساب والكهانة والفلك‪ ،‬وكان‬
‫لهم منتديات وأسواق للتجارة والتحكيم في اخلصومات ومفاداة األسرى والتشاور في املهمات واملفاخرة بالشعر ونقده‬
‫واالستماع للخطب وبث اﻵراء اإلصالحية من دينية وأخالقية‪ ،‬ومن هذه األسواق‪:‬‬
‫‪ -١‬سوق عكاظ ‪ -‬وهو األشهر ‪ -‬ويقام بني مكة والطائف من أول ذي القعدة إلى العشرين منه‪.‬‬
‫‪ -٢‬سوق ِم َج َّنة وكانت تعقد في آخر عشرة أيام من ذي القعدة‪.‬‬
‫‪ -٣‬سوق ذي املجاز وكانت تعقد في أوائل ذي احلجة إلى موعد احلﺞ‪.‬‬
‫و املجنة وذو املجاز على مقربة من سوق عكاظ‪.‬‬
‫ولعل من فوائد هذه األسواق تقريب لهجات قبائل العرب؛ التي كانت تأتي للحﺞ والتجارة في األشهر احلرم‪،‬‬
‫فقد كانت قريﺶ تقول‪" :‬ال حتضروا أسواق عكاظ ومجنة وذي املجاز إال محرمني باحلﺞ"؛ فكان اجلميع يتعاملون مع‬
‫ﲡار قريﺶ ويتخاطبون بلهجة قريﺶ التي قويت‪ ،‬ثم ازدادت قوة بنزول القرآن الكرمي بها‪.‬‬
‫كثيرا من العرب قد عبدت األوثان؛ لتقربها إلى اهلل زلفى أو لتكون‬ ‫أما اﳊﻴاة الديﻨﻴة فمما تقدم ذكره يتضﺢ أن ً‬
‫شفيعة لهم عند اهلل‪ ،‬لكنهم مع كل ذلك كانوا مﺆمنني بتوحيد الربوبية فعرفوا أن للكون خال ًقا وأثبتوا هلل الرزق‬
‫واإلحياء واإلماتة وملك الكون وشهد لهم القرآن الكرمي بذلك(‪ ،)١‬وقد كان لهم بعض املناسك وبخاصة في أعمال‬
‫احلﺞ‪ ،‬ويصدق ذلك قول النعمان بن املنذر يصف ديانة العرب في حضرة كسرى‪ ...( :‬وأما دينها وشريعتها فﺈنهم‬
‫محجوجا ينسكون فيه‬
‫ً‬ ‫وبلدا محر ًما وبي ًتا‬
‫أشهرا حر ًما ً‬
‫ً‬ ‫متمسكون به حتى يبلﻎ أحدهم من نسكه بدينه أن لهم‬
‫مناسكهم ‪ ...‬فيلقى الرجل قاتل أبيه أو أخيه وهو قادر على أخذ ثأره فيحجزه كرمه ومينعه دينه أن ميسه بأذى ) لكن‬
‫ذلك ال يعني نفي شركهم باهلل‪ ،‬بل ما جاء اإلسالم إال إلزالة هذا الشرك‪.‬‬
‫كما كان بعضهم على ملة إبراهيم � وبعضهم على النصرانية أو اليهودية ومنهم قليل ممن عبدوا النار‪.‬‬

‫‪-١‬ينظر‪ :‬سورة يونﺲ‪ ،٣١:‬وسورة الزخرف‪ :‬اﻵيتان ‪.٨٧،٩‬‬

‫‪١٨‬‬
‫اﻷدب اﻟـﻘـﺪﻳـــﻢ‬

‫‪º`∏`©`à`dG äÉ`WÉ`°û`f‬‬

‫‪:»°ü«î∏J •É°ûf (1‬‬


‫يبالﻎ البعض في ذ ﱢم عرب اجلاهلية ووصفهم باألوصاف الشنيعة وﲡاهل ما لديهم من بعض الصفات‬
‫احلميدة‪.‬‬
‫من خالل ما عرفت عن العصر اجلاهلي اكتب ‪ -‬في أقل من عشرة أسطر ‪ -‬مقالة موضوعية تصف فيها‬
‫حال العرب قبل اإلسالم‪.‬‬

‫‪:»¡Ø°T »ª«∏©J •É°ûf (2‬‬


‫قال امرؤ القيﺲ واص ًفا‪:‬‬
‫حــــب ُف ْل ِ‬
‫ـــفــــل‬ ‫ﱡ‬ ‫وقيعـــــا ِنــهـــــــا كأنــــــه‬ ‫تــــــرى بـــعــــ َر األرآم فــــي َع َرصـــا ِتهــا‬
‫مادحا‪:‬‬
‫وقال أمية بن أبي الصلت ً‬
‫الكـــلـــب أجــحـــره الشتـــــا ُء‬
‫ُ‬ ‫إذا مـــــا‬ ‫الــريـــــﺢ مكرمــــ ًة ومجـــدا‬
‫َ‬ ‫تُـبــــاري‬
‫راثيا‪:‬‬
‫وقال املهلهل ً‬
‫مــﺲ الـــيســــــا ُر‬
‫ويـســــــرا حيـــــن ُيل َت ُ‬
‫ً‬ ‫كنـت غي ًثــــا‬ ‫ُ‬
‫الـغــيــث إنك َ‬ ‫ســقـــاك‬
‫ما املﻈاهر الﺼﺤراوية الﺘي تﺒرز في األﺑﻴات الﺴاﺑقة؟‬

‫‪:»FõL π«∏–h IAGôb (3‬‬


‫يقول ذو اإلصبع العدواني يلوم ابن عمه على معاداته له وتأليبه األعداء عليه‪ ،‬ويفاخر بنفسه وخلقه‪:‬‬
‫الص ِديقِ وال َخ ْيرِي مبِ َْم ُن ِ‬
‫ون‬ ‫َعن َّ‬ ‫ِإ ِنّي َل َع ْم ُر َك ما َبابِي ب ِِذي َغ َل ٍ‬
‫ق‬
‫ون‬‫ات َوال َف ْت ِكي مبِ َ ْأ ُم ِ‬ ‫اح َش ِ‬ ‫بال َف ِ‬ ‫وال ِل َساني على ا َأل ْدنَى مبِ ُ ْن َط ِل ٍق‬
‫ويقول عنترة بن شداد‪:‬‬
‫حتى ُيواري جارتي م ْأواها‬ ‫و َأ ُغ ُّض طرفي ما بدَ ْت لي جا َرتي‬
‫ويقول األعشى‪:‬‬
‫ِف‬ ‫علي َف ُأ ْع ِطي ِه َو ْأع َتر ُ‬ ‫َّ‬ ‫ح ّقًا‬ ‫بالض ْي ِف ّإن َل ُه‬ ‫يك ُم ّ‬ ‫وص ُ‬
‫الض ْي ُف ُأ ِ‬
‫ّ‬
‫ِف‬ ‫نصر ُ‬ ‫من الدّ ْه ِر َي ْث ِني ِه ف َي َ‬
‫َي ْوم ًا َ‬ ‫إن َلـــ ُه‬ ‫جلـا ِر ّ‬ ‫يك ُم بِا َ‬ ‫وص ُ‬ ‫َوا َ‬
‫جلـا ُر ُأ ِ‬
‫اﻗرأ األﺑﻴات ﻗراءة معﺒرة‪ ،‬ﺛﻢ اﺳﺘﺨرج مﻨها ﺑعﺾ ﺻﻔات العرب اﳊﻤﻴدة‪ ،‬الﺘي ﻛاﻧﻮا يﻔﺘﺨرون ﺑها‪.‬‬

‫‪١٩‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪»```∏``gÉ````é``dG ô````©``°û`dG :É``ãk ``dÉ`K‬‬

‫‪ -١‬اﳊﺪ اﻟﺰﻣﺎﻧﻲ ﻟﻠﺸﻌﺮ اﳉﺎﻫﻠﻲ‪:‬‬

‫الشعر اجلاهلي قدمي النشأة‪ ،‬لكن القسم األوفر منه ضاع بعوامل عديدة لعل أهمها عدم التدوين‪ .‬قال أبو عمرو بن العالء‪:‬‬
‫وافرا جلاءكم علم وشعر كثير)(‪ ،)١‬لذلك ركز كثير من مﺆرخي األدب على‬ ‫(ما انتهى إليكم من الشعر إال أقله‪ ،‬ولو جاءكم ً‬
‫الفترة التي سبقت اإلسالم مبﺌة وخمسني عا ًما‪ ،‬وهي الفترة التي نضﺞ فيها الشعر وكان ‪ -‬كما قالوا ‪ -‬غاية اإلتقان في وزنه‬
‫وقافيته ودقة إشارته ومتانة تراكيبه‪.‬‬

‫‪ -٢‬ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺸﻌﺮ ﰲ اﻟـﺠﺎﻫﻠﻴﺔ‪:‬‬

‫ُ‬
‫القبائل فهنأتها‪ ،‬وصنعت األطعمة‪ ،‬واجتمع النساء يلعﱭ‬ ‫قال ابن رشيق‪( :‬كانت القبيلة إذا نبﻎ لها شاعر أتت‬
‫صنع في األعراس؛ ألن في شعره حماي ًة ألعراضهم‪ ،‬وذ ًّبا عن أحسابهم‪ ،‬وإشاد ًة بذكرهم)(‪ ،)٢‬وقد‬
‫باملزاهر‪ ،‬كما ُي ُ‬
‫وغالبا ما‬
‫كان مبنزلة صحفي القوم الذي يجمع بني املوهبة واحلكمة والتأثير في اجلماهير وقت احلرب ووقت السلم‪ً ،‬‬
‫يكون عارفًا باألخبار واألنساب وأحوال القبائل‪ ،‬لذلك حفل العرب بالشعراء؛ لقيمتهم وخطرهم‪ ،‬وألنهم ديوان‬
‫األمجاد وسجل املفاخر واملﺂثر‪ .‬وفيما بعد أصبﺢ هذا الشعر ديوا ًنا للعرب كما قال عمر �‪.‬‬

‫‪ -٣‬ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺸﻌﺮ اﳉﺎﻫﻠﻲ‪:‬‬

‫الﺸعر الديﻨي‬ ‫ﺷعر الﺒﻼط‪:‬‬ ‫ﺷعر القﺒﻴﻠة ومﻨاﻗﺒها‬ ‫الﺸعر اﻻﻧﻔرادي الﺒدوي‪:‬‬
‫اﻻﺟﺘﻤاﻋي‪:‬‬ ‫ويشمل شــعر عدد من الشعراء‬ ‫ومﻔاﺧرها وأيامها‪:‬‬ ‫حيــث اﲡــه بعــض الشــعراء فــي‬
‫الذي يبرز القيم ويثني‬ ‫ممــن ارتــادوا مجالــﺲ املنــاذرة‬ ‫وهو األكثــــــر في شعــــــــــر‬ ‫مجمل شــعرهم إلى إبــراز ﲡاربهم‬
‫على مكارم األخالق‪.‬‬ ‫والغساسنة‪ ،‬وغلب في شعرهم‬ ‫اجلاهليــني‪.‬‬ ‫وأســفارهم ومغامراتهــم ولهوهــم‬
‫مديﺢ امللوك‪.‬‬ ‫وبطولتهم‪.‬‬

‫غير أن هذا التصنيف غير مطلق‪ ،‬وإﳕا هو على وجه التغليب والنظر إلى املشهور من شعر كل شاعر‪.‬‬

‫(‪ )١‬طبقات ابن سالم‪ ،‬ص‪.١٧‬‬


‫(‪ )٢‬العمدة في الشعر البن رشيق القيرواني‪ ،‬حتقيق محمد عبداحلميد‪ ،‬ص‪٤٩١‬‬

‫‪٢٠‬‬
‫اﻷدب اﻟـﻘـﺪﻳـــﻢ‬

‫‪ -٤‬اﳌﻌﻠﻘﺎت‪:‬‬
‫هي قصائد من أجود الشعر اجلاهلي‪ ،‬عددها سبع في أحد األقوال وعشر على قول آخر‪ ،‬وقد سميت باملعلقات‬
‫تشبيها لها بعقود الدر التي تعلق في النحور‪ ،‬وقيل‪ :‬إن العرب كتبوها مباء الذهب وعلقوها على جدران الكعبة‬
‫ً‬
‫على عادة اجلاهليني في كتابة عقودهم ومواثيقهم وتعليقها على الكعبة‪ ،‬وقيل‪ :‬بل علقوها بالذهن أي حفظوها‬
‫عن ظهر قلب‪ .‬وللمعلقات قيمة أدبية عظيمة؛ وذلك ألنها تصور البيﺌة اجلاهلية أوضﺢ تصوير وأشمله‪ ،‬مما حدا‬
‫ببعض أدباء الغرب إلى ترجمتها‪ ،‬كما يعد شعراء املعلقات أهم شعراء العصر اجلاهلي‪ ،‬ومن عد املعلقات سب ًعا‬
‫جعل أصحابها كما يأتي‪:‬‬

‫‪ -١‬امرؤ القﻴﺲ ﺑن ﺣجر (معلقته ‪ ٨١‬بي ًتا) ومطلعها‪:‬‬


‫فحــومــل‬
‫ِ‬ ‫بسقـط ال ﱢلــوى ب َ‬
‫ني الدَّ خــــولِ‬ ‫ِ‬ ‫حبيب ومنزلِ‬
‫ٍ‬ ‫قفا ِ‬
‫نبك من ذكرى‬

‫‪ -٢‬ﻋﻨﺘرة ﺑن ﺷداد (معلقته ‪ ٧٥‬بي ًتا) ومطلعها‪:‬‬


‫َـوهـــم‬
‫عرفـت الــدا َر بعـــــد ت ِ‬
‫َ‬ ‫أم هــل‬ ‫هـل غـــادر الشعــرا ُء مــن ُمــ َتــر َّد ِم‬

‫‪ -٣‬زهﻴر ﺑن أﺑي ﺳﻠﻤﻰ (معلقته ‪ ٦٢‬بي ًتا) ومطلعها‪:‬‬


‫بحـــومــانــــ ِة الـــدﱡ َّر ِاج فــاملُــ َتـــثــ ﱢل ِ‬
‫ــــم‬ ‫أمــن أم أوفــى دمـنـــ ٌة لــم تَـكـ َّل ِ‬
‫ـــم‬

‫‪ -٤‬ﻃرفة ﺑن العﺒد الﺒكري (معلقته ‪ ١٠٣‬أبيات) ومطلعها‪:‬‬


‫الوشم في ظــــاه ِر ِ‬
‫اليد‬ ‫ِ‬ ‫تلوح كباقي‬ ‫ــــمـد‬ ‫ٌ‬
‫أطــــالل بِــ ُبـــر ْقة َث ْه ِ‬ ‫لــخــول َة‬

‫‪ -٥‬لﺒﻴد ﺑن رﺑﻴعة العامري (معلقته ‪ ٨٨‬بي ًتا) ومطلعها‪:‬‬


‫ِــنــى تـــأ َّبــدَ غــولُهــا َفرِجــــــا ُمهـــا‬
‫مبِ ً‬ ‫ـت الديــا ُر َم ِح ﱡلــهــا فمقــا ُمـهــا‬
‫َع َف ِ‬

‫‪ -٦‬ﻋﻤرو ﺑن ﻛﻠﺜﻮم (معلقته ‪ ١٠٣‬أبيات) ومطلعها‪:‬‬


‫وال تبقـــي خــمــــــو َر األنــدَ رِيـــنــــــا‬ ‫ـــك فــاصب ِِحيــنــا‬
‫أال ُه ﱢبي بصح ِن ِ‬

‫‪٢١‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫(معلقته ‪ ٨٤‬بي ًتا) ومطلعها‪:‬‬ ‫‪ -٧‬اﳊارث ﺑن ﺣﻠﺰة الﻴﺸكري‬


‫ثــــاو ميُ ﱡَل ِمنــ ُه الثَّــوا ُء‬
‫ُر َّب ٍ‬ ‫آ َذ َن ْتنا ببـي ِنها أسمـــــا ُء‬

‫عشرا‪ ،‬أضاف الشعراء الثالثة‪:‬‬


‫ومن عدها ً‬

‫(معلقته ‪ ٤٩‬بي ًتا) ومطلعها‪:‬‬ ‫‪ -٨‬الﻨاﺑﻐة الذﺑﻴاﻧي‬


‫سالف ِ‬
‫األبد‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وطــال عليها‬ ‫أ ْق َو ْت‬ ‫يا دا َر َم َّي َة بالعليـــا ِء َّ‬
‫فالس ِ‬
‫ند‬

‫(معلقته ‪ ٦٦‬بي ًتا) ومطلعها‪:‬‬ ‫‪ -٩‬أﻋﺸﻰ ﻗﻴﺲ‬


‫ُ‬
‫الرجل‬ ‫وداعا أ ﱡيها‬
‫فهل تطيــق ً‬ ‫ــل‬ ‫الركب َ ِ‬
‫مرحت ُ‬ ‫َ‬ ‫و ﱢد ْع هرير َة َّإن‬

‫(معلقته ‪ ٤٨‬بي ًتا) ومطلعها‪:‬‬ ‫‪ -١٠‬ﻋﺒﻴد ﺑن األﺑرص‬


‫ُـــوب‬
‫فالذن ُ‬‫فال ُق َّط ِب َّيـــات َّ‬ ‫أ ْق َفـ َر من أهلـ ِه َم ْل ُح ُ‬
‫ــــوب‬

‫‪٢٢‬‬
‫نماذج من الشعر الجاهلي‬

‫‪L4-U1-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻷدب اﻟـﻘـﺪﻳـــﻢ‬

‫‪»```∏``gÉ````é``dG ô````©``°ûdG ø```e êPÉ`````ª```f :É`k `©``HGQ‬‬


‫‪test-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪TRHS-logh5-U1-L4.png‬‬
‫‪ -١‬ﻣﻌﻠﻘﺔ اﻣﺮئ اﻟﻘﻴﺲ‪:‬‬

‫الشاعر‪ :‬هو امرؤ القيﺲ بن حجر الكندي‪ ،‬كنيته أبو وهب‪ ،‬أو أبو احلارث‪ ،‬وهو أصغر أبناء حجر بن احلارث‬
‫أميرا مترفًا‪ ،‬وألف التنقل مع نفر من أصحابه في أحياء العرب ل ّلهو والصيد‪ ،‬وقد‬
‫ملك بني أسد‪ ،‬نشأ في ﳒد ً‬
‫فاصال بني حياة الترف وال ّلهو وحياة اجلد وطلب‬
‫حدا ً‬ ‫قتل بنو أسد أباه لظلمه فأراد األخذ بثأر أبيه‪ ،‬وكان ذلك ًّ‬
‫امللك املفقود‪ ،‬فطاف في أحياء العرب يطلب املساعدة‪ ،‬وقد ن ُِص َر في أول األمر ونال من بني أسد‪ ،‬وأوقع بهم‬
‫لكن القبائل التي ناصرته سﺌمت القتال معه؛ لعناده وحرصه على إبادة أعدائه فتفرقوا عنه‪ ،‬وقد سار إلى بالد‬
‫خائبا‪ ،‬ومات في أنقـــرة عام ‪٨٢‬ق هـ‪ ،‬وقد وصفه من‬ ‫الروم يطلب العون لكن القيصر لم يشأ مساعدته فعاد ً‬
‫بعده بأنه أشعر الشعراء إذا ركب‪.‬‬

‫ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﻘﺼﻴﺪة‪:‬‬
‫نظم امرؤ القيﺲ قصيدته؛ ليذكر حبه البنة عمه‪ ،‬وليفتخر بركوبه اخليل واص ًفا لها ولليل والصيد‪.‬‬
‫اﻷﺑﻴﺎت اﳌﺨﺘﺎرة ﻣﻦ اﳌﻌﻠﻘﺔ‬
‫فحــــومــل‬
‫ِ‬ ‫ب ِِس ْق ِط ال ﱢلوى بني الدَّ خـــــــول‬ ‫حبـيب ومــنــزلِ‬ ‫ٍ‬ ‫نبـــك من ذكــــرى‬ ‫قفـــا ِ‬
‫حنظـــل‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ناقـــف‬ ‫احلــــــي‬
‫ﱢ‬ ‫ِ‬
‫ــــــرات‬ ‫لدى َس ُم‬ ‫حتملـــــــــوا‬ ‫البيـــــن يــــو َم َّ‬
‫ِ‬ ‫كأنـــــي غـــــدا َة‬
‫ـــل‬ ‫حــــــــب ُف ْلـــ ُف ِ‬
‫ﱡ‬ ‫وقـــــيـــــعا ِنـها كــــأنـــــ ُه‬ ‫صــاتـــــهــا‬ ‫تــــرى َب َعـــــــ َر األرآم فــــــــــي َع َر ِ‬
‫صرمي فأجمـــلي‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫أزمعت‬ ‫كنـت قد‬ ‫وإن ِ‬ ‫ْ‬ ‫ﱡـــــــل‬
‫بعـض هـــــــذا التدل ِ‬ ‫ال َ‬ ‫أفــاطم مهـــــــ ً‬
‫ُ‬
‫يفــعــــــل‬ ‫ِ‬ ‫القلـــب‬
‫َ‬ ‫وأنك مهمــــا تأمـــري‬ ‫ِ‬ ‫ـــــك قـاتلــــــــــــــــي‬ ‫َأغــ َّر ِك منــــــي َّأن ُحـ َّب ِ‬
‫بأنـــــــواع الهــمـــــــو ِم ل َيـ ْبـ َتـــــــــلي‬ ‫ِ‬ ‫علــــي‬
‫َّ‬ ‫كموج البحــ ِر أرخــــــى ســدو َلـــــه‬ ‫ِ‬ ‫وليل‬‫ٍ‬
‫بـكلـــكـــــل‬
‫ِ‬ ‫وأردف أعجـــــــا ًزا ونـــــــــاء‬ ‫متـطــــــى بصلـــبـــــــــ ِه‬ ‫فقلــــــــت لـه ملــــا َّ‬
‫بأمــثـــــل‬‫ِ‬ ‫َ‬
‫منــــك‬ ‫بـــــاح‬
‫اإلص ُ‬ ‫بِصـ ْب ٍــﺢ ومــا ْ‬ ‫اﳒـــــــــــل‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الطويـــــــــل أال‬ ‫ُ‬
‫اللـيــل‬ ‫أال أ ﱡيهــا‬
‫هيــكـــــل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األوابـد‬ ‫ِ‬
‫قـــيـــــــــــد‬ ‫مبنـجــــــــردٍ‬ ‫وقد َأغتـــدي والطـــــي ُر في ُوكنـــــــا ِتــــها‬
‫حطه السيــلُ من ِ‬
‫عــــل‬ ‫صخر َّ‬ ‫لمــود ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كج‬ ‫ـدبـــــــــر م ًعـــــا‬
‫ٍ‬ ‫ِم َكــ ﱟر ِم َفــــــــــ ﱟر ُم ٍ‬
‫قبــــــل ُم‬
‫وتقريــــب تَـ ْت ُف ِ‬
‫ــــــــل‬ ‫ُ‬ ‫رحــــــان‬
‫ٍ‬ ‫وإرخـا ُء َس‬ ‫ظبــــي وســـــــاقــــا نـعـامـــــــــةٍ‬
‫ٍ‬ ‫له أيطـــال‬
‫عـــــذارى َد َو ٍار فــــي ُمالءٍ مذيــــــــــــل‬ ‫نعـــــاجـــــــه‬
‫َ‬ ‫ســـــــــرب كـــأن‬
‫ٌ‬ ‫ــن لنــــا‬‫َف َع َّ‬
‫ــــل‬
‫غس ِ‬ ‫ـضــــﺢ مبــــــاءٍ ف ُي َ‬ ‫ْ‬ ‫ِد َراكً ــــا ولـــــم َي ْن‬ ‫ثــــور ونعـــجـةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫فعــــــادى ِع ً‬
‫ــــداء بيــــن‬

‫‪٢٣‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫اﻟـﻤـــﻔـــــــﺮدات‪:‬‬
‫الدﺧﻮل‪ :‬موضع به مورد ماء‪ ،‬يقع في بالد املجضع قدميا‪ ،‬شماال من هضبة الدواسر ‪.‬‬
‫(‪)١‬‬

‫ﺣﻮمﻞ‪ :‬جبل يقع غربا من الدخول قريبا منها‪ ،‬وهي واقعة جنوبا من بلدة عفيف على‬
‫بعد مائتي كيلو تقريبا(‪ .)١‬ﺳقﻂ الﻠﻮى‪ :‬مكان ميتد (‪ )٣‬كلم بني الدخول وحومل وهو مرتفع صخري‬
‫في أعالي ﳒد(‪ .)١‬ﻏداة الﺒﲔ‪ :‬صبيحة فراق األحبة‪ .‬ﺳﻤرات‪ :‬نوع من شجر الطلﺢ املعروف‪ .‬اآلرام‪:‬‬
‫الظباء البيض‪ .‬العرﺻات‪ :‬ساحة الدار‪ .‬القﻴعان‪ :‬أرض واسعة سهلة مستوية‪ .‬ﻧاﻗﻒ اﳊﻨﻈﻞ‪ :‬الذي يفتﺢ‬
‫ثمر احلنظل املر ليتخذ حبوبه دواء‪ .‬أزمعﺖ‪ :‬نويت‪ .‬ﺻرمي‪ :‬فراقي‪ .‬ﲤﻄﻰ ﺑﺼﻠﺒﻪ‪ :‬مد ظهره بتثاقل‪.‬‬
‫وأردف‪ :‬أتبع‪ .‬الكﻠكﻞ‪ :‬الصدر‪ .‬ﻧاء‪ :‬ب ُعدَ ‪ .‬املﻨجرد‪ :‬احلصان قليل الشعر‪ .‬األواﺑد‪ :‬الوحوش‪ ،‬واملعنى‬
‫يقيد الوحوش بسرعة حلاقه بها‪ .‬األيﻄﻼن‪ :‬اخلاصرتان‪ .‬اﻹرﺧاء والﺘقريﺐ‪ :‬نوعان من السير أو العدو‪.‬‬
‫الﺘﺘﻔﻞ‪ :‬ولد الثعلب‪ .‬دوار‪ :‬حجر يطوف بعض اجلاهليني حوله‪ .‬املﻼء املذيﻞ‪ :‬لباس طويل كالعباءة‪.‬‬

‫يستوقف الشاعر صاحبيه؛ ليتذكرا معه ديار معشوقته (سقط اللوى والدخول‬
‫ﺗﻌﻠﻴﻖ‬
‫وحومل) التي أصبحت مرت ًعا للغزالن‪ ،‬وها هو يذكر تخفيه ببعض شجر احلي يرقبهم‬ ‫ﻋﻠﻰ‬
‫طالبا منها الرفق‬
‫حال رحيلهم كأنه ناقف احلنظل‪ ،‬وبعد ذلك عاد ليخاطب ابنة عمه ً‬ ‫اﻟﻨﺺ‬
‫به‪ ،‬وتخفيف كل هذا الدالل والتمنع‪.‬‬
‫وميضي يصف ليله الطويل املليء بالهم واملعاناة يخاطبه كأنه يسمع ويرى‪،‬‬
‫يسلي النفﺲ بذكر فروسيته‪ ،‬واقتنائه حصا ًنا متفرد الصفات إذا انصب على القوم‬
‫أرهبهم بك ﱢره وف ﱢره وإقباله وإدباره كأنه الصخر ينحط من اجلبل ال يدري من حتته أين‬
‫يكون خطره؟ وهو في رحلة الصيد يشفي غليله ويظهر من هذا احلصان ما يسر‪،‬‬
‫فعندما يعن من بعيد سرب املها (بقر الوحﺶ) كأنهن العذارى يطفن باألصنام فﺈن‬
‫حصانه يدرك عد ًدا منها في آن واحد ال يبدو عليه إعياء وال ينضﺢ عرقه فيغسل‪،‬‬
‫وهذه دالئل أصالة هذا احلصان وتفرده‪.‬‬

‫(‪ )١‬سعد اجلنيدل‪ ،‬معجم األماكن الواردة في املعلقات العشر‪ ،‬إصدار مركز حمد اجلاسر‪٢٠٠٤ ،‬م ‪،‬ص ‪٢٥٢ -٢٥١‬‬

‫‪٢٤‬‬
‫اﻷدب اﻟـﻘـﺪﻳـــﻢ‬

‫‪º``∏`©`à``dG äÉ`WÉ``°û``f‬‬

‫أو ًﻻ‪ :‬اﻗﺮأ اﻟﻨﺺ ﻗﺮاءة ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻣﻌﺒﺮة ﻋﻦ اﳌﻌﺎﻧﻲ‪.‬‬


‫ﺛﺎﻧ ًﻴﺎ‪ :‬ﺣﺪد ﻓﻜﺮة اﻟﻨﺺ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ وأﻓﻜﺎره اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬واﺳﺘﻤﻊ إﻟﻰ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻣﻌﻠﻤﻚ ﺣﻮل أﻓﻜﺎر ﻫﺬا‬
‫اﻟﻨﺺ وﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻪ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬اﺳﺘﻌﻦ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎق وﲟﻌﺠﻤﻚ ﰲ ﺷﺮح اﳌﻔﺮدات ﻏﻴﺮ اﻟﻮاﺿﺤﺔ وﲟﻌﻠﻤﻚ ﰲ ﺷﺮح اﻟﺘﺮاﻛﻴﺐ‬ ‫ً‬
‫اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﻮاﺿﺤﺔ‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎ‪ :‬اﺧﺘﺮ اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ وﺿﻊ أﻣﺎﻣﻬﺎ داﺋﺮة‪ ،‬ﺛﻢ ﻋﻠﻞ اﺧﺘﻴﺎرك‪:‬‬ ‫ً‬
‫أ( هذﻩ املعﻠقة ﲤﺜﻞ‪:‬‬
‫‪ -٢‬الشعر املعني بحياة القبيلة‪.‬‬ ‫‪ -١‬الشعر االنفرادي البدوي‪.‬‬
‫‪ -٤‬الشعر الديني واالجتماعي‪.‬‬ ‫‪ -٣‬شعر البالط‪.‬‬
‫الﺘعﻠﻴﻞ‪:‬‬

‫ب( الﺒﻴﺌة املﺆﺛرة في الﺸاﻋر‪:‬‬


‫‪ -٢‬بيﺌة القرية‪.‬‬ ‫‪ -١‬بيﺌة املدينة‪.‬‬
‫‪ -٤‬بيﺌة السواحل‪.‬‬ ‫‪ -٣‬بيﺌة الصحراء‪.‬‬
‫الﺘعﻠﻴﻞ‪:‬‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎ‪ :‬اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -١‬اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ‪:‬‬
‫العاطفة تعني صدق التعبير عن خلجات النفﺲ وإحساسها باملعاني النفسية كاحلب والكره واحلزن‬
‫والفرح‪.‬‬
‫ﱢبني نوع العاطفة في أبيات امرئ القيﺲ‪ ،‬هل هي عاطفة حب أو إعجاب أوحزن أو غيره؟ واحكم عليها‬
‫من حيث الصدق وعدمه‪ ،‬والقوة والضعف‪.‬‬

‫‪٢5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪ -٢‬ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺼﻴﺪة‪:‬‬
‫ﻗﺎرن ﻣﻄﻠﻊ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة ﲟﻄﺎﻟﻊ اﳌﻌﻠﻘﺎت اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻫﺎ‪ ،‬واﻛﺘﺸﻒ اﻟﺸﻲء اﳌﺸﺘﺮك‬
‫ﺑﻴﻨﻬﺎ‪ ،‬ود ﱢوﻧﻪ‪:‬‬

‫‪ -٣‬اﺳﺘﻨﺒﺎط اﻟﺼﻮر واﻟﺘﺸﺒﻴﻬﺎت‪:‬‬


‫يتجلى في األبيات املختارة أن امرأ القيﺲ واسع اخليال كثير الصور والتشبيهات ومن ذلك‪:‬‬
‫‪-١‬تشبيه الشاعر نفسه بناقف احلنظل‪ ،‬وهو تشبيه حقيقي من واقع البيﺌة‪ ،‬ورمبا كانت الدموع هي وجه‬
‫الشبه بني الشاعر الباكي وناقف احلنظل‪.‬‬
‫‪ -٢‬استعار الشاعر من البعير بعض صفاته كالتمطي وثقل احلركة‪ ،‬وجعلها لليله الطويل املتثاقل الذي ال‬
‫شبها في هاتني الصفتني‪.‬‬
‫ينقضي؛ ألن بينهما ً‬
‫‪ -٣‬يخاطب الشاعر الليل حتى كأنه عاقل يسمع ويرى‪.‬‬
‫ﺣاول اﺳﺘﺨراج ﺑعﺾ الﺼﻮر والﺘﺸﺒﻴهات األﺧرى في القﺼﻴدة‪ ،‬ود ﱢوﻧها هﻨا‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬

‫‪ -٤‬اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ أﻟﻔﺎظ اﻟﺸﺎﻋﺮ‬


‫األلفاظ لها من حيث املعنى وصفان هما‪ :‬السهولة والصعوبة‪.‬‬
‫ولها من حيث جرسها املوسيقي وصفان هما‪ :‬الفخامة (اجلزالة) والرقة (العذوبة)‪.‬‬
‫مستشهدا على ما تقول‪:‬‬
‫ً‬ ‫استخدم هذه العبارات في وصف ألفاظ امرئ القيﺲ‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬

‫ﺳﺎدﺳﺎ اﳊﻔﻆ‪ُ :‬ﲢﻔﻆ اﻷﺑﻴﺎت ﻛﺎﻣﻠﺔ‪.‬‬


‫ً‬

‫‪٢٦‬‬
‫اﻷدب اﻟـﻘـﺪﻳـــﻢ‬

‫‪ -٢‬ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻃﺮﻓﺔ ﺑﻦ اﻟﻌﺒﺪ‪:‬‬


‫الشاعر‪ :‬هو أبو عمرو طرفة بن العبد من بكر بن وائل ويقال‪ :‬إن ( َط َرفة ) لقب‪ ،‬وقد نشأ يتيم األب مع أمه‪،‬‬
‫وهضمهم حقو َقه في مال أبيه‪ ،‬كما ُعرِف عنه إعجابه بنفسه‪ ،‬ثم إنه صار من ندماء‬
‫َ‬ ‫ظلم أعمامه‬
‫ولقي في حياته َ‬
‫طويال‪ ،‬فقد نشأت نفرة بينهما أدت إلى سجنه فهجاه طرفة وأقذع‬ ‫ملك احليرة عمرو بن هند‪ ،‬لكن ذلك لم يدم ً‬
‫في هجائه‪.‬‬
‫مقتوال ولم يبلﻎ الثالثني من عمره‪ ،‬ويقال‪ :‬إن ذلك كان بوصية مختومة حملها طرفة بنفسه‬ ‫ً‬ ‫وقد مات طرفة‬
‫إلى عامل امللك في البحرين‪ ،‬وكأنه قد سعى إلى حتفه بنفسه! ويقال‪ :‬بل قتل مع صاحب له وهما عائدان في‬
‫ﲡارة من اليمن‪.‬‬
‫شاعرا ُم ِق ًّال لكنه بلﻎ من جودة الشعر مع حداثة سنه ما بلغه شعراء آخرون بكثرة شعرهم‬
‫ً‬ ‫ورغم أن طرفة يعد‬
‫وطول أعمارهم حتى صار يعد من الطبقة األولى للشعراء في اجلاهلية‪ ،‬وكثر عنده شعر الهجاء واملدح‪ ،‬وفي شعره‬
‫كثير من احلكمة والفخر‪ ،‬كما تتضﺢ في قصائده رؤيته العميقة للحياة‪ ،‬وتعد معلقته من أدل القصائد على‬
‫خصائص الشعر اجلاهلي‪.‬‬

‫ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﳌﻌﻠﻘﺔ‪:‬‬
‫قال طرفة قصيدته ليبسط فيها شكواه من أهله وبني عمومته في معاملتهم له‪ ،‬ومن ذلك أن إبلهم قد ضلت‪،‬‬
‫قائال‪( :‬فرطت فيها ثم أقبلت تتعب في طلبها)‬
‫فذهب طرفة إلى ابن عمه مالك ليعينه في طلبها فالمه وانتهره ً‬
‫ومعاتبا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مفتخرا‬
‫ً‬ ‫فهاجت قريحة َط َرفة فقال قصيدته‬

‫اﻷﺑﻴﺎت اﳌﺨﺘﺎرة ﻣﻦ اﳌﻌﻠﻘﺔ‬


‫ظـــاهر ال َي ِد‬
‫تلـــــــوح كباقــي الوشــم فــي ِ‬ ‫ـــــم ِ‬
‫ــــــد‬ ‫ٌ‬
‫أطــــــــــالل ِب ُب ْر َقـــــــ ِة َث ْه َ‬ ‫خلـــــول َة‬
‫تـــهـــلك َأ ًســــــى َ‬
‫وﲡـــ َّل ِد)‬ ‫ْ‬ ‫يقولــــون‪( :‬ال‬ ‫علــــي مط ّيهــم‬ ‫َّ‬ ‫وقوفًـــــا بــهـا صحبــــــي‬
‫تــــروح وتغتــــــدي‬ ‫ُ‬ ‫بعوجـــــا َء ِم ٍ‬
‫رقـــــال‬ ‫الهـــم عنـــد احتضــارِه‬ ‫َّ‬ ‫وإنــــي ُأل ْمضـــي‬
‫ِ‬
‫الـــيـــد‬ ‫ـــــل َمـــ َّوار ُة‬ ‫بعيــــــد ُة َوخْ ِ‬
‫ـــــد ال ﱢر ْج ِ‬ ‫القـــــــرا‬ ‫ُصهـابيـَّـــ ُة العثـــنــــون َ‬
‫موجـــــدَ ُة ِ‬
‫ِ‬
‫أرفــــد‬ ‫ِ‬
‫يسترفــــد الــقـــــو ُم‬ ‫ولكـــن مـــتـــى‬
‫ْ‬ ‫ــاللِ الــتـ ﱢ ِ‬
‫ـــــــالع مخـــافــــــــ ًة‬ ‫بح ّ‬
‫ولســـــت َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫وال أهــــل هــــذاك الطــــراف امل َـمـــدَّ د‬ ‫ُ‬ ‫رأيــــــت بنــــي غبــــــرا َء ال ُينكـــروننـــــــي‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ــتوقــــــد‬ ‫كـــــــرأس احلـيـــــــ ِة املُ‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫شـــــــاش‬ ‫َخ‬ ‫الضــــربالـــــــذيتعرفونــــــــه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الرجـــل‬ ‫أنـــــا‬
‫ذات هل أنت ُم ْخـلــــدي؟‬ ‫وأن أشهدَ ال َّل ِ‬ ‫ْ‬ ‫الزاجــــري أحضـــ َر الوغــــى‬ ‫ْ‬ ‫أال أ ﱡيهــــذا‬
‫ملكـــت يــــــــــدي‬ ‫ْ‬ ‫فدعنـــي ِ‬
‫أباد ْرها مبــــــا‬ ‫ــــيــــــــع َد ْف َ‬
‫ــــــــع َمن َّيتي‬ ‫ُ‬ ‫كنـــت ال ت َْس ِط‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫فﺈن‬

‫‪٢٧‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫غوي فــــي ال َبطــــــا َلة ُم ْف ِس ِ‬


‫ــــــــــد‬ ‫كقبـ ِر ﱟ‬ ‫بخيـــــل مبــالــــــه‬
‫ٍ‬ ‫ــــام‬
‫نح ٍ‬ ‫أرى قبـــــــــــــــ َر َّ‬
‫ِ‬
‫باليــــــــــــــــد‬ ‫ﱢ‬
‫لكالط َولِ املُ َ‬
‫رخـى و ِث ْنيـــــــا ُه‬ ‫أخط َأ الفتـــــــى‬ ‫املـــــوت مــــــا َ‬
‫َ‬ ‫َل َع ْم ُر َك َّإن‬
‫أدن منــه ينـْــ َأ عـــ ﱢني و َي ْب ِ‬
‫عـــــــد‬ ‫متـــى ُ‬ ‫ً‬
‫مـــالكــــــــا‬ ‫عمــــي‬
‫وابـــن ﱢ‬
‫فمالــــي أرانــــي َ‬
‫ِ‬
‫املهنــــــــد‬ ‫على املَ ْر ِء من َو ْقع ا ُحلسـا ِم‬ ‫وظلم ذوي القربـــــــى أشـــــــدﱡ مضــاضـــــ ًة‬ ‫ُ‬
‫ــــن لـــــم تُــــــ َز ﱢو ِد‬ ‫َ‬
‫ويأتيــــــك باألخبـــــــا ِر َم ْ‬ ‫كنــت جــاهـــ ً‬
‫ال‬ ‫َ‬ ‫ستبــــدي لك األيــــــا ُم ما‬

‫اﻟـﻤـــﻔـــــــﺮدات‪:‬‬
‫ﺑرﻗة ﺛهﻤد‪ :‬جبل قرب مدينة الدوادمي املعروفة حال ًّيا‪.‬‬
‫كأن بها ِع َو ًجا‪.‬‬
‫وﻋﻮﺟاء‪ :‬الراحلة يطول بها الرحيل فتضمر وتتقوس َّ‬
‫املرﻗال‪ :‬الراحلة العجلى مشيتها بني السير والعدو‪ ،‬صهابية العثنون بها حمرة حتت حليها‪.‬‬
‫مﻮﺟدة القرا‪ :‬قوية الظهر‪ ،‬وﺧد الرﺟﻞ‪ :‬طويلة اخلطا‪ ،‬وموارة‪ :‬مبالغة في رفع يديها جيﺌة وذها ًبا‪.‬‬
‫ﺣﻼل الﺘﻼع‪ :‬من يسكن املطامن وما انخفض من األرض‪.‬‬
‫الﻀرب‪ :‬خفيف اللحم‪ ،‬وﺧﺸاش‪ :‬الرجل الذكي لطيف الرأس‪.‬‬
‫الﻨﺤام‪ :‬احلريص‪ ،‬والﻐﻮي‪ :‬العابث املبذر‪.‬‬
‫الﻄﻮل املرﺧﻰ‪ :‬احلبل غير املشدود تربط به الدابة ويشدها صاحبها حني يطلبها‪.‬‬ ‫ﱢ‬

‫ابتدأ طرفة معلقته بذكر أطالل خولة وتشبيهها ببقية الوشم في ظاهر اليد‪،‬‬ ‫ﺗﻌﻠﻴﻖ‬
‫ثم ينبﺊ عن حال صحبه وهم يواسونه ويدعونه للتجلد ‪ ..‬لكن همه ال ميضي‬ ‫ﻋﻠﻰ‬
‫إال على ظهر راحلته التي اجتمعت لها صفات الراحلة النجيبة‪.‬‬ ‫اﻟﻨﺺ‬
‫ثم يف ُر ُغ لنفسه يص ُفها في حالِ احلرب باملخاطرة ورِفد القوم وعدم االتقاء َ‬
‫وقت‬
‫الفزع وطلب قومه النجدة واإلغاثة‪.‬‬
‫ويعرف اجلميع له مواقفه معهم سواء أكانوا بني الغبراء‪ ،‬وهم الفقراء ممن يجود عليهم‬
‫بكرمه وصدق ﳒدته وعونه لهم‪ ،‬أم علية القوم أصحاب بيت اإلمارة املمدد األطراف‪ ،‬فالكل‬
‫يعرف مواقفه واحلاجة إليه حال احلرب والفزع‪.‬‬
‫ثم يبني طرفة عن رؤية منطقية حول أثر القناعة بحتمية املوت في توجيه حياة اإلنسان وأنه‬
‫مقدر ال يستطيع أحد دفعه‪ ،‬وهي رؤية نضجت فيما بعد ظهور اإلسالم لتقرر حياة أخرى بعد‬
‫املوت تستحق أن توجه لها احلياة‪.‬‬

‫‪٢٨‬‬
‫اﻷدب اﻟـﻘـﺪﻳـــﻢ‬

‫‪º``∏``©`à``dG äÉ`WÉ``°û``f‬‬
‫أو ًﻻ‪ :‬ﻗﺮاءة اﻟﻨﺺ ﻗﺮاءة ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻣﻌﺒﺮة ﻋﻦ اﳌﻌﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧ ًﻴﺎ‪ :‬ﲢﺪﻳﺪ ﻓﻜﺮة اﻟﻨﺺ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ وأﻓﻜﺎره اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬واﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ ﺗﻌﻠﻴﻖ اﳌﻌﻠﻢ ﺣﻮل أﻓﻜﺎر ﻫﺬا‬
‫اﻟﻨﺺ وﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻪ‪.‬‬
‫ً‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎق وﺑﺎﳌﻌﺠﻢ ﰲ ﺷﺮح اﳌﻔﺮدات ﻏﻴﺮ اﳌﺸﺮوﺣﺔ وﺑﺎﳌﻌﻠﻢ ﰲ ﺷﺮح اﻟﺘﺮاﻛﻴﺐ‬
‫اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﻮاﺿﺤﺔ‪ ،‬وﺗﺪوﻳﻨﻬﺎ‪:‬‬
‫راﺑﻌﺎ‪ :‬اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت اﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬ ‫ً‬
‫ً‬
‫وأمثاال سائرة جرت على ألسنة العرب إلى يومنا‪،‬‬ ‫حكما‬‫ً‬ ‫‪ )١‬في أبيات طرفة السابقة (‪ ٤‬أبيات) أصبحت‬
‫األبيات‪.‬‬
‫َ‬ ‫َد ﱢو ْن هذه‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫صغيرا‪ ،‬ومع ذلك فقد جرت روائع احلكمة على لسانه‪ ،‬فعال َم يدل‬ ‫ً‬ ‫‪ )٢‬إذا عرفت أن طرفة مات شا ًّبا‬
‫ذلك؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ )٣‬اعتاد الشعراء اجلاهليون أن ينتقلوا من مقدماتهم الطللية إلى موضوع آخر رأيناه عند امرئ القيﺲ‪،‬‬
‫وتكرر عند طرفة‪ ،‬فما هو؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ )٤‬في األبيات السابقة استخدم طرفة ألفاظً ا فخمة حي ًنا ورقيق ًة حي ًنا آخر‪ ،‬حدد في أي املضامني ظهرت‬
‫هذه الفخامة؟ وفي أيها رقت؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ )٥‬فيم يستوي البخيل والكرمي بعد موتهما؟ هل توافق الشاعر فيما ذهب إليه؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬

‫‪٢٩‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎ‪ :‬اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ‪:‬‬‫ً‬


‫إذا عرفت أن العاطفة في هذه القصيدة هي عاطفة اإلعجاب بالنفﺲ وما يقابل ذلك من نكران بعض أقاربه‬
‫له وظلمهم له‪ ،‬ولومهم على ذلك‪.‬‬
‫فكيف ترى صدق العاطفة وقوتها عند طرفة في هذه القصيدة؟‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫ﺳﺎدﺳﺎ‪ :‬اﺳﺘﻨﺒﺎط اﻟﺼﻮر واﻟﺘﺸﺒﻴﻬﺎت‪:‬‬ ‫ً‬
‫أ) وضﺢ التشبيه في البيت األول‪.‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫ب) إذا قيل فالن كثير الرماد فذلك كناية عن كرمه‪ ،‬حاول استيضاح الكناية في قول الشاعر‪:‬‬
‫(ولست بحالل التالع مخافة)‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫ج) حاول توضيﺢ وجه الشبه بني املوت والطول املرخى‪.‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫د) هل أكثر طرفة من التشبيهات والصور في األبيات املختارة؟ اكتب األبيات التي تضمنت التشبيهات‬
‫أو الصور‪.‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫ﺳﺎﺑﻌﺎ‪ :‬اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ أﻟﻔﺎظ اﻟﺸﺎﻋﺮ‪:‬‬ ‫ً‬
‫استخدم املعايير التي مرت بك في وصف ألفاظ امرئ القيﺲ‪ ،‬ثم احكم على ألفاظ طرفة في هذه املعلقة‪.‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................‬‬

‫‪٣٠‬‬
‫اﻷدب اﻟـﻘـﺪﻳـــﻢ‬

‫ﳕﺎذج أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟـﺠﺎﻫﻠﻲ‬

‫أ( ﻗﺎل ﻋﻨﺘﺮة ﺑﻦ ﺷﺪاد اﻟﻌﺒﺴﻲ‪:‬‬

‫وعمـــــي صباحــًا دا َر عبلــــــ َة واسـلــمـــي‬


‫ِ‬ ‫يــــــــادا َر عبـلـــــــ َة با َ‬
‫جلــــــــوا ِء تكـلمــــــــي‬
‫الهيــــــــثــــــــم‬
‫ِ‬ ‫أقــــوى و َأ ْق َفــــــَر بــــعـــــــد أ ﱢم‬ ‫طــلـــل تقــــــاد َم عهـــــدُ ه‬
‫ٍ‬ ‫يــــت مـــن‬
‫ُح ّي َ‬
‫ِ‬
‫كنــــــت جــاهلـــــــ ًة مبـــــا لـــم تعـلـــمـــــي‬ ‫ْإن‬ ‫مـالــــــك‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫اخليـــــل يابنــــ َة‬ ‫ِ‬
‫سألــت‬ ‫هـــــــال‬
‫ـــــف عنـــــدَ املَغْ ِ‬
‫نـــــم‬ ‫أغشــــى الوغــــــى و َأ َع ﱡ‬ ‫مـــن َشهِ ـــــدَ الوقـيعـــــ َة أننــــي‬
‫يخبــــ ْر ِك ْ‬
‫َّ‬
‫ــــــــذﱈ‬‫يتـــذامـــــــرون َكـــــــــ َر ْر ُت غيـــــــــ َر ُم‬ ‫جمـعـهــــــــم‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫أقبـــــــل‬ ‫رأيـــت القــــو َم‬
‫ُ‬ ‫ملــــــا‬
‫األدهـــــــم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـــــــــــان‬‫بﺌـــــــر فــــي َل َب‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫أشطــــــان‬ ‫والرمـــــاح كــأنَّـــها‬
‫ُ‬ ‫يدعــــــــون عـنــتــــــ َر‬
‫َ‬
‫ويـــــك عــنتــــ ُر أقـــــــدم‬ ‫الفــــــوارس‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫قيــــــل‬ ‫قمــهــا‬‫ولقـــد شفـــــى نفـســــي وابـــــــر َأ ُس َ‬

‫اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﺸﺎﻋﺮ‬
‫هو من أشهر شعراء العرب وفرسانها‪ُ ،‬عرف بحبه الشديد البنة عمه (عبلة) التي َق ّل أن تخلو له قصيدة من ذكرها‬
‫ونظم عنترة معلقته ليفتخر بشجاعته‪ ،‬ويصف فروسيته‪.‬‬
‫اﻟـﻤـــﻔـــــــﺮدات‪ :‬ﻋﻤي ﺻﺒاﺣا‪ :‬حتية جاهلية مبعنى َن ِعم صباحك‪ ،‬استبدل بها اإلسالم‬
‫(السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته)‬
‫أﻗﻮى وأﻗﻔر‪ :‬خال من ساكنيه‪.‬‬
‫الﻮﻏﻰ‪ :‬احلرب وهولها‪ ،‬يﺘذامرون‪ :‬يحض بعضهم ً‬
‫بعضا على القتال‪.‬‬
‫أﺷﻄان‪ :‬حبال‪ ،‬الﻠﺒان‪ :‬الصدر‪ ،‬واألدهﻢ‪ :‬اسم حلصان عنترة‪.‬‬

‫‪º``∏`©`à``dG äÉWÉ`°û``f‬‬
‫‪ (١‬ﻗﺮاءة اﻷﺑﻴﺎت‪.‬‬
‫‪ (٢‬ﺷﺮح اﳌﻔﺮدات ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﳌﻌﺎﺟﻢ‪.‬‬
‫‪ (٣‬اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬حدد أركان التشبيه املوجودة في البيت السادس‪.‬‬
‫‪ -‬يقال‪ :‬إن معاني عنترة مستقاة من املثل العليا التي كان يتحلى بها الفارس العربي‪ ،‬وضﺢ هذه املثل التي حتلى‬
‫بها عنترة من خالل هذه األبيات‪.‬‬

‫‪٣١‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫ﳕﺎذج أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟـﺠﺎﻫﻠﻲ‬


‫ب ( رﺛﺖ اﻟـﺨﻨﺴﺎء أﺧﺎﻫﺎ ﺻﺨﺮا‪ ،‬وكان قد قتل في اجلاهلية‪ ،‬وقالت فيه أروع الشعر وأعذبه‪ ،‬أما‬
‫اسمها فﺘﻤاﺿر ﺑﻨﺖ ﻋﻤرو من ﺑﻨي ﺳﻠﻴﻢ‪ ،‬من أهل ﳒد‪ ،‬وقد أدركت اإلسالم فأسلمت ووفدت مع‬
‫قومها على رسول اهلل � وكان يستنشدها ويعجبه شعرها‪ ،‬ومما قالته في رثاء أخيها‪:‬‬

‫فيض يسـيــــل على اخلـــدين مــــدرا ُر‬ ‫ٌ‬ ‫رت‬ ‫كأن عينــي لذكـــــرا ُه إذا َخ َ‬
‫ــــــط ْ‬ ‫َّ‬
‫إذ رابــــــها الدهـــر‪ ،‬إن الدهــر ضــــ َّرار‬ ‫ناس على صخــــر وحـق لـــها‬ ‫تبكي خُ ٌ‬
‫لنحـــــا ُر‬
‫صخــــــرا إذا نشتـــــــــــو َّ‬
‫ً‬ ‫وإن‬ ‫وإن صخــرا لواليـــــنــــــا وسيدُ نـــــــــــــا‬
‫صخـــرا إذا جاعـــــــــــوا لع ََّقــــــــا ُر‬
‫ً‬ ‫وإن‬ ‫ركبــــــــــــــوا‬‫صخـرا َملقـدا ٌم إذا ِ‬ ‫ً‬ ‫وإن‬
‫علـــــــــم في رأســــــــــ ِه نــــــــــا ُر‬
‫ٌ‬ ‫كأنـــــه‬ ‫أﰎ الهــــــدا ُة بـــــــــــــه‬‫صخـرا ل َت َ ﱡ‬
‫ً‬ ‫وإن‬
‫حـيـــــن ُيخلـــــي بيــ َته اجلـــــــــا ُر‬
‫َ‬ ‫لريـــبةٍ‬ ‫لم تـــره جـــار ٌة ميشــــي بســــاح ِتــهـــا‬
‫للجــيـــﺶ جـــــــــ َّرا ُر‬
‫ِ‬ ‫شهـــــاد أنــديــــةٍ‬
‫َّ‬ ‫ــــــاط أوديــــــةٍ‬ ‫حم ُ‬
‫ـــــــال ألويــــــــــةٍ ه َّب ُ‬ ‫َّ‬
‫أصــــيــب فمــا للعيــﺶ أوطـــــا ُر‬
‫َ‬ ‫فـــقــــد‬ ‫نســـب‬
‫ٍ‬ ‫قدكـــانخا ِل َصتيمـــن ﱢ‬
‫كـــلذي‬

‫‪º`∏`©``à``dG äÉ`WÉ`°û`f‬‬
‫‪ (١‬ﻗﺮاءة اﻷﺑﻴﺎت‪.‬‬
‫‪ (٢‬ﺷﺮح اﳌﻔﺮدات‪.‬‬
‫‪ (٣‬اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬اذكر شفه ًّيا ما تعرفه عن اخلنساء غير ما سبق‪.‬‬
‫‪ -‬وضﺢ الكنايات املوجودة في البيت قبل األخير‪.‬‬

‫ذاكرا‬
‫‪ -‬تتجلى في هذه القصيدة عاطفة حزينة صادقة‪ ،‬حتدث عن عاطفة اخلنساء في هذه األبيات ً‬
‫األلفاظ والتراكيب التي توضﺢ تلك العاطفة‪.‬‬

‫‪٣٢‬‬
‫اﻷدب اﻟـﻘـﺪﻳـــﻢ‬

‫ﳕﺎذج أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟـﺠﺎﻫﻠﻲ‬

‫ﻣﻔﺘﺨﺮا ﲟﻨﺎﻗﺐ ﻗﻮﻣﻪ‪:‬‬


‫ً‬ ‫ج ( ﻗﺎل ﻟﺒﻴﺪ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ � ﰲ ﻣﻌﻠﻘﺘﻪ‬

‫قــــــوم ُســــــ َّن ٌة وإما ُمـــــــــــهـــــــا‬


‫ٍ‬ ‫ﱢ‬
‫ولكـــــــــــل‬ ‫معـشــــــر َس َّنــــت لــهــــم آبـــا ُؤهــــم‬
‫ٍ‬ ‫مـــن‬
‫إذ ال مييـــل علـــــى الهـــــــوى أحال ُمهـــــــا‬ ‫ال َيطبعــــــون وال يبـــــــــور َفعـالُــهــــــــــم‬
‫عالمـُـــــــــها‬ ‫قســـــــم اخلـــــــالئــقَ بيننـــــــا َّ‬ ‫ُ‬
‫املليــــــك فﺈﳕــــــــا‬ ‫فاقنع مبـــــــا قــــــســــــم‬
‫ْ‬
‫قسا ُمـــهـــــــا‬ ‫أوفـــــــى بأوفـــــــ ِر حظـــــنـــــــا َّ‬ ‫وإذا األمانــــــة قسمــــــت فــــــي معشــــــر‬
‫ـــــــالت إذا تـــــــطـــــــاول عا ُمـهـــــــــا‬ ‫ِ‬ ‫واملُر ِم‬ ‫بيـــــــع للمجـــــــاور فيـــهــــــــــم‬
‫ٌ‬ ‫ــــــم َر‬
‫و ُه ُ‬

‫اﻟـﻤـــﻔـــــــﺮدات‪:‬‬

‫ﻻ يﻄﺒعﻮن‪ :‬ال تدنﺲ أعراضهم‪ ،‬واﳋﻼﺋﻖ‪ :‬الطباع واملعايﺶ‪.‬‬


‫املرمﻼت‪ :‬النساء الالتي طال احتياجهن وفقرهن‪.‬‬

‫‪º``∏`©``à`dG äÉ``WÉ``°û`f‬‬
‫‪ -١‬ﻋﺪ إﻟﻰ ﻣﺮاﺟﻌﻚ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﺸﺎﻋﺮ‪.‬‬

‫‪ -٢‬اﻧﺜﺮ اﻷﺑﻴﺎت ﺑﺄﺳﻠﻮﺑﻚ‪.‬‬

‫اﻹﺳﻼم ﻟﻴﺆﻛﺪﻫﺎ وﻳﺘﻤﻤﻬﺎ؟‬


‫ُ‬ ‫‪ -٣‬ﻣﺎ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﻲ أوردﻫﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ وﺟﺎء‬

‫ﺟﻤﻴﻌﺎ‪.‬‬
‫ً‬ ‫اﺣﻔﻆ اﻷﺑﻴﺎتَ‬
‫ِ‬ ‫‪-٤‬‬

‫‪٣٣‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪º`∏`©`àdG äÉ`WÉ`°û`f‬‬

‫ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺸﻌﺮ اﳉﺎﻫﻠﻲ‪:‬‬


‫ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻷﻟﻔﺎظ )ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ(‪:‬‬
‫(متيل معظم ألفاظ الشعر اجلاهلي إلى الفخامة‪ ،‬لكنها ﱡ‬
‫ترق في بعض املضامني‪ ،‬وتزداد فخامة وغرابة في‬
‫مضامني أخرى)‪.‬‬
‫س‪ :١‬ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﻌﺮاض اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﳉﺎﻫﻠﻴﺔ‪ ،‬اﻛﺘﺸﻒ اﳌﻀﺎﻣﲔ اﻟﺘﻲ ﱡ‬
‫ﺗﺮق ﻣﻌﻬﺎ أﻟﻔﺎظ‬
‫اﳉﺎﻫﻠﻴﲔ واﳌﻀﺎﻣﲔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪو ﻓﻴﻬﺎ أﻟﻔﺎﻇﻬﻢ ﻓﺨﻤﺔ‪.‬‬
‫ﻋﺠﻤﺔ أو ٌ‬
‫ﻟﻜﻨﺔ أو ﺧﻄﺄ؟ ﻋﻠﻞ إﺟﺎﺑﺘﻚ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫س‪ :٢‬ﻫﻞ ﰲ أﻟﻔﺎظ اﳉﺎﻫﻠﻴﲔ‬
‫ﺧﺼﺎﺋﺺ اﳌﻌﺎﻧﻲ )ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ(‪:‬‬
‫س‪ :١‬أﻛﻤﻞ اﻟﻌﺒﺎرات اﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬
‫أ) من خصائص املعاني في الشعر اجلاهلي اخللو من املبالغة‪ ،‬ويعني ذلك‪................... :‬‬
‫ب) يكفي قارئ الشعر اجلاهلي معرفة ألفاظ اجلاهليني ليتضﺢ له املعنى بشكل كبير‪ ،‬وذلك يعني‬
‫أن املعاني اجلاهلية خالية من ‪...........................‬‬
‫ج) من خصائص املعاني اجلاهلية االستطراد وهو ‪......................‬‬
‫س‪) :٢‬ﰲ اﻟﺸﻌﺮ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة اﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﰲ اﻟﻘﺼﻴﺪة‪ ،‬وﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن اﻟﻘﺼﻴﺪة ﺗﺪور‬
‫ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع واﺣﺪ‪ .‬وﻳﺮى اﻟﻨﻘﺎد أن اﻟﺸﻌﺮ اﳉﺎﻫﻠﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺬﻟﻚ(‪.‬‬
‫أﺑﺪ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮك ﰲ ﻣﺪى اﻟﺘﺰام اﻟﺸﻌﺮ اﳉﺎﻫﻠﻲ أو ﻋﺪم اﻟﺘﺰاﻣﻪ اﻟﻮﺣﺪة اﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫ِ‬
‫وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﲡﺪﻫﻢ ﻳﺮﺑﻄﻮن ﻓﺨﺮﻫﻢ‬
‫ً‬ ‫س‪ : ٣‬ﻣﻌﻈﻢ اﳌﻌﺎﻧﻲ اﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻣﻨﺘﺰﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺒﺪوﻳﺔ‪،‬‬
‫ﻛﺒﻴﺮ‪.‬‬
‫ﺑﺸﻜﻞ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ﺷﻌﺮﻳﺔ ﺗﺘﻀﺢ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺒﻴﺌﺔ‬
‫ٍ‬ ‫أﺑﻴﺎت‬
‫ٍ‬ ‫ﺑﺜﻼﺛﺔ‬
‫ِ‬ ‫وﻏﺰﻟﻬﻢ وﻣﺪﻳﺤﻬﻢ ﺑﻬﺬه اﻟﺒﻴﺌﺔ‪َ ،‬ﻣ ﱢﺜﻞْ‬

‫‪٣٤‬‬
‫اﻷدب اﻟـﻘـﺪﻳـــﻢ‬

‫ﺧﺼﺎﺋﺺ اﳋﻴﺎل )ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻣﺴﺘﻨﺒﻄﺔ(‪:‬‬


‫ﺑﻌﺪ ﻗﺮاءﺗﻨﺎ ﻟﻠﻘﺼﻴﺪة اﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﳝﻜﻦ وﺻﻒ اﳋﻴﺎل ﰲ اﻟﺸﻌﺮ اﳉﺎﻫﻠﻲ ﺑﺄﻧﻪ‪:‬‬
‫أ ) خصب واسع؛ حيث تعبر الصورة فيه عن حﺲ فني ومخيلة مبدعة ودقة مالحظة‪.‬‬
‫ب ) الصور في معظمها حسية متثل البيﺌة البدوية‪.‬‬
‫ج ) الصور في القصيدة اجلاهلية غير متالحقة‪ ،‬لكنها تكون كذلك في أحيان أقل‪ ،‬كما في قصيدة‬
‫امرئ القيﺲ‪.‬‬

‫ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻌﺎﻃﻔﺔ )إﻃﺎر ﻣﻌﺮﰲ وﺧﺼﺎﺋﺺ ﻣﺴﺘﻨﺒﻄﺔ(‪:‬‬


‫العاطفة هي أحد أركان الشعر الغنائي‪ ،‬وتعني صدق التعبير عن خلجات النفﺲ وإحساسها باملعاني‬
‫النفسية كاحلب والكره واحلزن والفرح وإثبات الذات أو نكرانها واحلماسة والغيرة واإلعجاب‪...‬‬
‫وصدق العاطفة ال يعني التعبير احلقيقي عن املواقف واألحداث على أرض الواقع‪ ،‬بل املقصود هو‬
‫الصدق في اإلحساس بتلك املعاني والقدرة على التأثير في حﺲ املتلقي‪ ،‬وتعد العاطفة اجلسر الذي‬
‫يعبر من خالله املتلقي إلى النص األدبي يتأثر به ويطرب له ويشعر أنه يعبر عنه‪.‬‬
‫وللعاطفة عالقة كبيرة باحلالة النفسية لألديب‪ ،‬وقد قيل قد ًميا ألحد شعراء هذيل‪ :‬ملاذا كان رثاؤكم‬
‫أمواتكم أجود شعركم؟ فقال‪ :‬ألننا نقوله وأكبادنا تتقرح‪.‬‬
‫ومما تقدم ميكن القول‪ :‬إن عيون الشعر اجلاهلي التي تقدمت معنا أو غيرها كانت العاطفة فيها صادقة‬
‫كثيرا من املعاناة التي يقاسيها اجلاهلي في ظل بيﺌة قاسية وحياة صعبة‬
‫قوية غير متوارية‪ ،‬وحملت ً‬
‫على كافة املستويات؛ فلو تتبعنا الشعر الغزلي اجلاهلي لوجدناه يعبر عن األلم والفرح واألمل واحلزن‬
‫واملرارة‪ ،‬وفي الفخر يعبر عن االعتزاز واالدعاء‪ ،‬وفي الرثاء سنجد احلزن واللوعة‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫‪٣5‬‬
‫التعليم العام‪-‬الثانوية مقررات‪-‬علوم إنسانية‪-‬الكفايات اللغوية ‪-5‬األدب القديم‬

‫النثر في العصر الجاهلي‬

‫‪L5-U1-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪»```∏``gÉ````é``dG ô``ã`æ``dG :É`°ù`eÉ``N‬‬


‫‪k‬‬
‫‪st-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫تقدم معنا أن النثر يعني الكالم املرسل وهو ضد الشعر‪ ،‬فليﺲ موزو ًنا وليﺲ له قافية‪ .‬وإذا كان الشعر يركز في‬
‫‪TRHS-logh5-U1-L5.png‬‬

‫العاطفة واخليال فﺈن النثر يركز في الفكر والرأي‪.‬‬

‫أﻧﻮاع الﻨﺜر اﳉاهﻠي‪:‬‬


‫اﳋﻄﺒة‪ ،‬القﺼﺺ‪ ،‬واألمﺜال‪.‬‬

‫‪:áÑ£î`dG -1‬‬
‫وتعريفها أن يلقي أحد املتكلمني كلمة تعبر عن موضوع أو موضوعات مختلفة على مأل من الناس في ملتقياتهم‬
‫في اجلاهلية‪ ،‬وبخاصة في أسواقهم السنوية‪ ،‬ومنها‪ :‬عكاظ‪ ،‬واملجنة‪ ،‬وذو املجاز‪ ،‬التي كانت تعقد بني شهري ذي‬
‫القعدة وذي احلجة‪ ،‬وقد اشتهر عدد كبير من اخلطباء في العصر اجلاهلي‪ ،‬ومنهم‪:‬‬
‫‪ -‬في قريﺶ‪ :‬عتبة بن ربيعة‪ ،‬وسهيل بن عمرو األعلم‪.‬‬
‫خطيبا للرسول �‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -‬وفي املدينة‪ :‬سعد بن الربيع‪ ،‬وقيﺲ بن شماس وابنه ثابت الذي صار‬
‫‪ -‬وفي باقي جزيرة العرب‪ :‬ابن عمار الطائي‪ ،‬وهانﺊ بن قبيصة خطيب شيبان يوم ذي قار‪ ،‬وزهير بن جناب‬
‫خطيب كلب وقضاعة‪.‬‬
‫‪ -‬وممن اشتهر باخلطابة والشعر‪ :‬لبيد بن ربيعة العامري‪ ،‬وعمرو بن كلثوم خطيب تغلب‪.‬‬
‫‪ -‬واشتهر في اخلطابة قبيلتا إياد ومتيم‪ ،‬فمن أشهر خطباء إياد‪ :‬قﺲ بن ساعدة الذي رآه الرسول � يخطب في‬
‫عكاظ‪ ،‬ومن أشهر خطباء متيم‪ :‬أكثم بن صيفي‪ ،‬وعمرو بن األهتم‪.‬‬

‫اﻟـﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﺨﻄﺒﺔ اﳉﺎﻫﻠﻴﺔ‪:‬‬


‫‪ -١‬قصر اخلطب‪ ،‬فتﺆدي الفكرة في أوجز عبارة في فقرات وجمل قصيرة‪.‬‬
‫‪ -٢‬الوصول إلى موضوع اخلطبة مباشرة دون متهيد أو مقدمات وال خامتة‪.‬‬
‫‪ -٣‬االستشهاد بالشعر وتضمني األمثال‪.‬‬
‫‪ -٤‬مراعاة الوقع اللفظي والسجع للفقرات القصيرة؛ للتأثير في السامع‪.‬‬

‫‪٣٦‬‬
‫اﻷدب اﻟـﻘـﺪﻳـــﻢ‬

‫ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﳋﻄﺒﺔ اﳉﺎﻫﻠﻴﺔ‪:‬‬


‫تشمل نشاطات احلياة املختلفة‪ ،‬فقد تكون‪:‬‬
‫‪ -١‬توجيهية مليﺌة بالنصﺢ والتجربة‪.‬‬
‫‪ -٢‬في الدعوة إلى السلم وحقن الدماء‪.‬‬
‫‪ -٣‬مفاخرة بالقبيلة وأمجادها وانتصاراتها‪ ،‬أو حماسية في احلث على قتال األعداء‪ ،‬يلقيها وجهاء القبيلة أو‬
‫فرسانها‪.‬‬
‫‪ -٤‬اجتماعية في مناسبات الزواج وغيره‪.‬‬

‫ﳕﻮذج ﻣﻦ اﳋﻄﺒﺔ اﳉﺎﻫﻠﻴﺔ‬


‫ﺧﻄﺒﺔ ُﻗﺲ ﺑﻦ ﺳﺎﻋﺪة اﻹﻳﺎدي ﰲ ﺳﻮق ﻋﻜﺎظ‬
‫جمل أحم َر ‪،‬وخطب في الناس ً‬
‫قائال‪:‬‬ ‫َ‬
‫عكاظ على ٍ‬ ‫اإليادي في ِ‬
‫سوق‬ ‫ﱡ‬ ‫وقف ُق ﱡﺲ ُ‬
‫بن ساعدة‬
‫الﻨاس! اﺳﻤعﻮا وﻋﻮا!‬
‫ُ‬ ‫))أيها‬
‫آت آت‪.‬‬ ‫مات فات‪ ،‬ﱡ‬
‫وﻛﻞ ما هﻮ ٍ‬ ‫ﻋاش مات‪ ،‬ومن َ‬
‫من َ‬
‫وﺑر وآﺛام‪،‬‬
‫وذاهﺐ وآت‪ ،‬وﺿﻮ ٌء وﻇﻼم‪ ،‬ﱞ‬‫ٌ‬ ‫ومﻄر وﻧﺒات‪ ،‬آﺑا ٌء وأمهات‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫آيات مﺤكﻤات‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫ومﻄعﻢ ومﺸرب‪ ،‬وﳒﻮ ٌم ﲤﻮر‪ ،‬وﺑﺤﻮ ٌر ﻻ تﻐﻮر‪ ،‬وﺳقﻒ مرفﻮع‪ ،‬ومها ٌد مﻮﺿﻮع‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫لﺒاس ومرﻛﺐ‪،‬‬
‫ٌ‬
‫الﻨاس ميﻮتﻮن وﻻ يرﺟعﻮن‪ ،‬أرﺿﻮا فﺄﻗامﻮا أم ُﺣﺒﺴﻮا‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ولﻴﻞ داج‪ ،‬وﺳﻤا ٌء ذات أﺑراج‪ .‬مالي أرى‬
‫فﻨامﻮا؟((‪.‬‬

‫دراﺳﺔ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ ﻣﻮﺟﺰة ﻟﻠﺨﻄﺒﺔ‬

‫األفكار واملﻀﻤﻮن‪:‬‬
‫‪ -١‬بدأت اخلطبة بحكم عن حتمية الفناء والتغير‪.‬‬
‫دائما أمام األنظار في البيﺌة اجلاهلية تتمحور حول البدايات‬
‫‪ -٢‬ورد في اخلطبة عدد من العالمات التي حتدث ً‬
‫والنهايات في األشياء‪ ،‬فاملطر بداية والنبات نهايته‪ ،‬واﻵباء واألمهات بداية واألبناء نهايتهم‪ ،‬والذهاب نهايته اإلياب‪،‬‬

‫‪٣٧‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫والضوء نهايته الظالم‪ ،‬كما تدور حول املتضادات كالضوء والظالم‪ ،‬والبر واﻵثام‪ ،‬وحول االحتياجات اليومية من‬
‫اللباس واملركب واملطعم واملشرب‪ ،‬والظواهر اليومية املشاهدة من النجوم والبحار والسماء واألرض والليل وما فيه‬
‫من أبراج‪.‬‬
‫‪ -٣‬تساؤل عن ذهاب األموات بال عودة من دون إجابة على ذلك‪.‬‬

‫األﺳﻠﻮب‪:‬‬
‫‪ -١‬استهلت اخلطبة بأسلوب النداء (أيها الناس) للفت األنظار‪ ،‬وهو أسلوب يتفق مع ميزة هذا الفن النثري‬
‫املرتبط مبخاطبة الناس والتأثير فيهم‪.‬‬
‫‪ -٢‬ولشد االنتباه استعمل فعلي األمر‪( :‬اسمعوا وعوا) لطلب االستماع والفهم‪.‬‬
‫‪ -٣‬ثم استعرض في خطبته آيات متنوعة من املشاهدات اليومية اعتمد في إيرادها جميعا على‪:‬‬
‫(آيات محكمات‪ ،‬ومط ٌر ونبات‪ ،‬آبا ٌء وأمهـــات)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أ‪ -‬أسلوب السجع كقوله‪:‬‬
‫وذاهب وآت‪ ،‬وضو ٌء وظالم‪ ،‬وب ﱞر وآثام)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ب‪ -‬وعلى إيــــراد الكلمــــة وضـــدها كقولــــــه‪( :‬‬
‫أيضا‪.‬‬
‫‪ -٤‬وختم خطبته بتساؤل لم يجب عنه‪ ،‬واستعمل فيه السجع ً‬
‫‪ -٥‬واتسمت الفقرات بالقصر واإليقاع‪.‬‬

‫‪٣٨‬‬
‫اﻷدب اﻟـﻘـﺪﻳـــﻢ‬

‫‪º``∏``©``à``dG äÉ`WÉ``°û`f‬‬

‫ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ وﺣﻮار‪:‬‬
‫‪ -١‬أﻛﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تلحﻆ من خالل كثرة اخلطباء في اجلاهلية أن مكانة اخلطابة اجلاهلية كانت‪:‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫ب‪ -‬املوضوع الذي دارت حوله خطبة قﺲ بن ساعدة هو‪:‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫ج‪ -‬أهم أفكار خطبة قﺲ بن ساعدة‪:‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫د ‪ -‬خصائص اخلطبة اجلاهلية التي ظهرت بوضوح في هذه اخلطبة هي‪:‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪ - ٢‬ﻋﻠﻞ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫اﺳﺘﻬﻼل اﳋﻄﺒﺔ ﺑﺎﻟﻨﺪاء‪.‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫ﺧﺘﺎم اﳋﻄﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎؤل‪.‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬

‫‪٣٩‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪:¢ü°ü≤dG -2‬‬
‫هي فن نثري يعتمد على سرد األحداث‪ ،‬التي يرويها الراوي شفه ًّيا‪ ،‬ويفيض عليها من خياله وفنه‪ ،‬حتى يبهر‬
‫سامعيه‪ ،‬وكانت القصص في العصر اجلاهلي يتم تناقلها شفه ًّيا‪ ،‬ولم تدون إال في العصر العباسي‪ ،‬وكان العرب‬
‫شديدا‪ ،‬فعندما يرخي الليل سدوله يجتمعون للسمر‪ ،‬واالستماع إلى القصص بلهفة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫شغوفني بال َق َص ِص شغ ًفا‬
‫والقصة في ذلك الوقت لم تكن كفن القصة في العصر احلديث من حيث البناء والفنيات‪.‬‬
‫موضوعات القصص‪:‬‬
‫كثيرا عن ملوكهم من املناذرة والغساسنة ومن سبقوهم أو عاصروهم مثل ملوك الدولة‬ ‫كان العرب يقصون ً‬
‫كثيرا عن كهانهم وشعرائهم‬
‫احلميرية‪ ،‬وعلى نحو ما كانوا يقصون عن ملوك األﱈ من حولهم وشجعانهم‪ .‬ويقصون ً‬
‫وسادتهم‪ ،‬وهي قصص استمدت منها كتب التاريخ والشعر واألدب َم ِعي ًنا ال ينضب من األخبار‪.‬‬

‫ﳕﻮذﺟﺎن ﻟﻠﻘﺼﺔ اﳉﺎﻫﻠﻴﺔ‬

‫‪ -١‬ﻗﺼﺔ اﳌﺮﻗﺶ اﻷﻛﺒﺮ وﺻﺎﺣﺒﺘﻪ أﺳﻤﺎء ﺑﻨﺖ ﻋﻮف )ﻣﻦ ﻛﺘﺎب اﻷﻏﺎﻧﻲ(‪:‬‬
‫وما كان من عشق املرقﺶ لها وهو غالم ومحاولته خطبتها من أبيها‪ ،‬واعتذار األب له بحداثة سنه‬
‫وأنه لم يعرف بعد بشجاعة‪ ،‬فانطلق املرقﺶ إلى بعض امللوك ومدحه وبقي عنده زم ًنا‪ ،‬وفي هذه املدة‬
‫أصاب عو ًَفا زمان شديد‪ ،‬فأتاه رجل من مراد‪ ،‬فزوجه ابنته أسماء على مﺌة من اإلبل‪ ،‬ورحل بها‪،‬‬
‫قبرا‪ ،‬وأخبروا املرقﺶ بذلك ملا عاد‪ ،‬ولكنه‬
‫فكتم إخوة املرقﺶ عنه ذلك وادعوا أنها ماتت وصنعوا لها ً‬
‫عرف احلقيقة بعد مدة وخرج يطلب أسماء‪ ،‬وبعد مغامرات تعرف على راعي زوجها‪ ،‬فأخبره أن‬
‫جاريتها تأتي إليه كل ليلة فيحلب لها عن ًزا‪ ،‬فتأتيها بلبنها‪ ،‬فطلب املرقﺶ أن يلقي خامته في اللﱭ‬
‫فزعا‬
‫فﺈنها ستعرفه‪ ،‬فلما شربته أسماء قرع اخلاﰎ ثنيتها فعرفته‪ ،‬وأرسلت إلى زوجها وهو بنجران فأقبل ً‬
‫فطلبت إليه أن يسأل راعي غنمه عن اخلاﰎ‪ ،‬فأخبره بأنه وجده مع رجل في كهف خ ّبان‪ ،‬وقد طلب‬
‫منه أن يفعل ذلك‪ ،‬وقد تركه في رمقه األخير‪ ،‬فركب فرسه وحمل زوجته على فرس آخر حتى وجداه‬
‫من ليلتهما فحماله إلى أهلهما‪ ،‬فمات عند أسماء ودفن بأرض مراد‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻗﺼﺔ اﳊﻴﺔ واﻟﻔﺄس اﻟﺘﻲ رواﻫﺎ اﻟﻀﺒﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )أﻣﺜﺎل اﻟﻌﺮب(‪:‬‬
‫ال لهما‪ ،‬فلما أجدبت األرض‪ ،‬وجدا واد ًيا كثير الكأل قد حمته‬‫زعموا أن أخوين كانا يرعيان إب ً‬
‫ح ّية من كل أحد‪ ،‬فتردد أحدهما في رعي إبله في ذلك الوادي‪ ،‬وأقدم اﻵخر فرعى أبله فيه زما ًنا‬

‫‪٤٠‬‬
‫اﻷدب اﻟـﻘـﺪﻳـــﻢ‬

‫حتى لدغته احلية فقتلته‪ .‬فغضب األول ملقتل أخيه وطلب احلية ليقتلها‪ ،‬فعرضت عليه الصلﺢ‪،‬‬
‫دينارا كل يوم على أال يضرها‪ ،‬فعاهدها على ذلك‪ ،‬فكثر ماله‬
‫وأن تدعه في الوادي وتعطيه ما بقي ً‬
‫وﳕت إبله‪ ،‬ثم ذكر أخاه‪ ،‬فزهد في العيﺶ وهو ينظر إلى قاتل أخيه‪ ،‬فعمد إلى فأس‪ ،‬فأحدها‪ ،‬ثم‬
‫تبعها فضربها فأخطأها ودخلت اجلحر‪ ،‬فلما رأت ما فعل قطعت عنه الدينار‪ ،‬فتخ ّوف شرها وندم‪،‬‬
‫وطلب إليها أن يعودا إلى ما كانا عليه‪ ،‬فقالت‪ :‬كيف أعاهدك؟ وهذا أثر فأسك‪ ،‬وأنت ال تبالي‬
‫مثال (كيف أعاهدك؟ وهذا أثر فأسك)‬ ‫العهد‪ :‬فذهبت ً‬

‫‪º``∏`©``à`dG äÉ`WÉ`°ûf‬‬

‫‪ -١‬ﺗﻠﺤﻆ أن اﻟﻘﺼﺔ اﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﲤﻴﺰت ﺑـ‪:‬‬


‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ﻣﺰﻳﺪا ﻋﻦ اﳌﻮﺿﻮع ﰲ ﻛﺘﺎب‪:‬‬
‫ً‬ ‫‪ -٢‬اﻗﺮأ‬

‫ـ العصر اجلاهلي لشوقي ضيف‪.‬‬


‫ـ أي كتاب يختاره املعلم‪ ،‬أو ﲡده في مكتبتك‪.‬‬

‫‪٤١‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪ -٣‬اﻷﻣﺜﺎل‬
‫اشتهر في اجلاهلية بني العرب كثير ممن يستعمل األمثال وما يتصل بها من حكم‪ ،‬فقد أشار اجلاحﻆ إلى أن من‬
‫اخلطباء البلغاء واحلكام الرؤساء الذين تشيع األمثال واحلكم في أقوالهم وخطبهم‪ :‬أكثم بن صيفي‪ ،‬وربيعة بن‬
‫حذار‪ ،‬وهرم بن قطبة‪ ،‬وعامر بن الظرب‪ ،‬ولبيد بن ربيعة‪.‬‬

‫خصائص األمثال‪:‬‬
‫‪ -١‬جودة الصياغة اللغوية البليغة‪.‬‬
‫‪ -٢‬االهتمام بتوازن الكلمات تواز ًنا قد ينتهي بها إلى السجع‪.‬‬
‫‪ -٣‬اشتمالها على التصوير‪ ،‬ومن أجل ذلك يقول إبراهيم ّ‬
‫النظام‪ :‬إن األمثال " نهاية البالغة " ملا تشتمل عليه‬
‫من حسن التشبيه وجودة الكناية‪.‬‬
‫‪ -٤‬اشتمالها على خبرة محددة في أحد جوانب احلياة‪.‬‬
‫ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﺜﺎل اﳉﺎﻫﻠﻴﺔ‬

‫إياك أعني واسمعي يا جارة‪ .‬رب عجلة تهب ري ًثا‪ .‬رمتني بدائها وانسلت‪ .‬لكل جواد كبوة ولكل‬
‫صارم نبوة‪ .‬مقتل الرجل بني فكيه‪ .‬من سلك اجلدد أمن العثار‪ .‬أسمع من فرس في غلﺲ‪ .‬إذا فزع الفﺆاد‬
‫ذهب الرقاد‪ .‬أسمع جعجعة وال أرى طح ًنا‪ .‬من أجدب انتجع‪ .‬قبل الرماء متأل الكنائن‪ .‬كاملستجير من‬
‫الرمضاء بالنار‪ .‬ال ناقة لي فيها والجمل‪ .‬يخبط خبط عشواء‪ .‬عند الصبﺢ يحمد القوم السرى‪.‬‬

‫‪º`∏``©`à``dG äÉ`WÉ`°û`f‬‬
‫‪ -١‬اﺷﺮح ﻣﻔﻬﻮم اﻷﻣﺜﺎل‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﺷﺮح ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻷﻣﺜﺎل ﰲ ﻧﻘﺎط‪.‬‬
‫‪ -٣‬اﺧﺘﺮ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﺜﺎل اﻟﻮاردة‪ ،‬وﺣﺎول اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﳊﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﻀﺮب ﻓﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -٤‬اذﻛﺮ ﻣﺜ ًﻼ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﺮ اﳉﺎﻫﻠﻲ ﻻ ﺗﺰال ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﰲ اﺳﺘﺸﻬﺎدك ﻟﺒﻌﺾ اﳌﻮاﻗﻒ اﳊﻴﺎﺗﻴﺔ‪.‬‬

‫‪٤٢‬‬
‫األجهزة الذكية (‪)4‬‬

‫‪L6-U1-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻷدب ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم وﻋﺼﺮ ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ‬

‫‪á«eCG »æH ô°üYh ΩÓ°SE’G Qó°U ‘ ÜOC’G‬‬


‫اﳌﻮﺿﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ‬
‫‪stest-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪TRHS-logh5-U1-L6.png‬‬

‫‪k G‬‬
‫‪Üô`©`dG »`a ΩÓ`°SE’G ô`KCG :’hC‬‬
‫يع ﱢرف مﺆرخو األدب أدب صدر اإلسالم بأنه أدب احلقبة الزمنية املمتدة‬
‫من بعثة الرسول � إلى آخر أيام اخللفاء الراشدين سنة ‪ ٤٠‬هـ وسميت‬
‫بصدر اإلسالم؛ ذلك ألن صدر الشيء أوله‪.‬‬
‫عظيما في مسيرة البشرية جمعاء‪،‬‬‫ً‬ ‫تغييرا‬
‫وفي هذه الفترة أحدث اإلسالم ً‬
‫وفي حياة العرب على وجه اخلصوص‪ .‬وقد تقدم معك في العصر اجلاهلي‬
‫محمدا �‬
‫ً‬ ‫ما كان عليه كثير من العرب من الشرك واالبتعاد عن الدين إلى أن اصطفى اهلل سبحانه وتعالى نبينا‬
‫ومبشرا بدين اإلسالم الذي ارتضاه اهلل سبحانه خللقه‪ ،‬وختم تبارك وتعالى األديان به‪.‬‬
‫ً‬ ‫بالنبوة والرسالة‪ ،‬وبعثه هاد ًيا‬
‫وتقدم في دراستك للسيرة والتاريخ كيف قاوم العرب اإلسالم في بدء أمره‪ ،‬وكيف آذوا رسول اهلل �‬
‫طويال؛ إذ أيد اهلل نبيه ونصره وأظهر دينه على الدين كله‪ ،‬ورقت له‬ ‫وصحبه وحاربوهم‪ ،‬لكن ذلك لم يدم ً‬
‫قوم كانوا قبل ذلك في ضالل وجهل وغلظة‪ ،‬فتغير احلال وش َّرف اهلل العرب بحمل‬ ‫قلوب ٍ‬‫األفﺌدة‪ ،‬وتألفت به ُ‬
‫رسالة اإلسالم ومشاعل الهداية إلى الناس أجمعني‪.‬‬
‫وفي هذا املوضوع سنعرض بﺈجمال حملورين‪ :‬األول منهما يعرض ألثر اإلسالم في بعض جوانب احلياة العربية‪،‬‬
‫ويعرض الثاني للعرب والقرآن الكرمي‪:‬‬

‫‪ - ١‬أﺛﺮ اﻹﺳﻼم ﰲ ﺑﻌﺾ ﺟﻮاﻧﺐ اﳊﻴﺎة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪:‬‬


‫اﳉاﻧﺐ العقﻠي‪:‬‬
‫أعلى اإلسالم شأن العقل وخاطب أولي األلباب والفكر يدعوهم للتفكر والتأمل والتبصر‪ ،‬ورفع من شأن العلم وحث‬
‫في طلبه من أول آية نزلت‪ ،‬وأبطل اخلرافة والوثنية السائدة وجميع املعتقدات الباطلة كالكهانة والسحر وغيرهما‪.‬‬

‫‪٤٣‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫اﳉاﻧﺐ اﳋﻠقي واﻻﺟﺘﻤاﻋي‪:‬‬


‫جاء اإلسالم ليتمم مكارم األخالق ويدعو إلى الفضائل واحلرية والعدل واملساواة فال فضل ألحد على أحد بنسب‬
‫أو لون أو عرق إال بتقوى اهلل‪ ،‬وحث على األمر باملعروف والنهي عن املنكر‪ ،‬وجعل املﺆمنني إخوة متكاتفني متعاونني‬
‫على البر والتقوى لتحقيق مصالﺢ الفرد واملجتمع‪.‬‬
‫كما دعا اإلسالم إلى عمارة األرض وفق مراد اهلل الذي سخر الكون كله خلدمة اإلنسان‪.‬‬
‫}‬
‫] اﳉاﺛﻴة‪.[ ١٣- ١٢ :‬‬ ‫}‬

‫كثيرا إلى االبتغاء من فضل اهلل في املعيشة والزينة وطلب الطيبات من الرزق‪.‬‬
‫ودعا اإلسالم ً‬
‫]األﻋراف‪.[ ٣٢ :‬‬ ‫}‬ ‫}‬
‫ونظم حقوق املرأة ورعاها خير رعاية بعد أن كانت ُ‬
‫قبل مهضوم َة احلق‪ ،‬وجعل لها ما للرجل وعليها ما عليه في‬
‫]الﺒقرة‪ ،[ ٢٢٨:‬وقوله تعـالـى‪} :‬‬ ‫}‬ ‫احلقوق والواجبات }‬
‫بدءا من حرية االختيار وعدم اإلكراه في‬
‫]الﻨﺴاء‪ ، [ ٣٢:‬ووسع حقوق اإلنسان واحترمها ً‬ ‫}‬
‫الدين وحفﻆ النفﺲ واملال والعرض‪ ،‬وحترمي الظلم والبغي والدعوة إلى السلم‪.‬‬

‫اﳉاﻧﺐ الﺴﻴاﺳي‪:‬‬
‫َغ َّي َر اإلسال ُم حيا َة العرب وجعلهم خير أمة أخرجت للناس َو َح َّم َل ُهم رسالة اهلل إلى عباده ووحدهم حتت لواء‬
‫واحد؛ فﺈذا األعداء املتناحرون يتحولون إلى دولة قوية موحدة ترفرف عليها رايات اإلسالم‪ ،‬وتدين لها جزيرة العرب‪،‬‬
‫وميتد نفوذها إلى مناطق بعيدة‪.‬‬

‫‪ -٢‬اﻟﻌﺮب واﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ‪:‬‬

‫أيد اهلل رسله مبعجزات عظيمة‪ ،‬وكانت معجزة كل رسول ِممَّا ُي ِ‬


‫حس ُنه قومه‪ ،‬وملا كان العرب يحسنون البيان‬
‫ويتباهون به فقد جاءت معجزة محمد � في القرآن الكرمي‪ ،‬وهو كالم اهلل الذي حتدى به اإلنﺲ واجلن‪ ،‬و هو حجة‬
‫اهلل على الناس كافة‪ ،‬وفيه تبيان لكل شيء من احلكمة واملعرفة‪ ،‬ما فرط اهلل فيه من شيء‪ ،‬وال تزال األيام تكشف املزيد‬
‫من معجزاته وعجائبه‪.‬‬

‫‪٤٤‬‬
‫اﻷدب ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم وﻋﺼﺮ ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ‬

‫وملا سمع العرب القرآن الكرمي وما فيه من هداية ورشاد وحكمة وبديع نظم وحسن تأليف ودقة عرض؛ أسلم بعضهم‬
‫من ذوي اإلرادة والعقل ممن رقت قلوبهم لذكر اهلل وما نزل من احلق‪ ،‬ووقف املكابرون املعاندون في وجه الدين اجلديد‬
‫يكفرون به‪ ،‬ويحاربونه‪ ،‬بل وصل بهم األمر إلى احلصار وتعذيب املﺆمنني‪ ،‬ورغم ذلك فقد بهرهم القرآن الكرمي بنظمه‬
‫وبالغته وقوة تأثيره فكانوا من شدة إعجابهم به يتسللون متخفني في جنﺢ الظالم لسماعه واإلنصات للرسول � وهو‬
‫يتلوه‪ ،‬وقد عجزوا أن يردوه إلى نوع من أنواع الكالم املعروفة‪ ،‬فقالوا مضطربني‪ :‬إنه شعر شاعر أو فعل ساحر أو سجع‬
‫كاهن‪ ...‬ووصفهم إياه بأنه نوع من هذه األنواع التي تشترك في فتنة العقل دليل على تأثيره القوي في نفوسهم‪.‬‬
‫فلما أسلم العرب جمعوا مع اإلعجاب بالقرآن الكرمي واالنبهار به اإلميان والتقديﺲ وحسن التطبيق‪ ،‬وكان القرآن‬
‫وخشوعا‪ ،‬و قد جعلوه منهﺞ حياة‬
‫ً‬ ‫علما وإميا ًنا‬
‫فيضا ربان ًّيا يحفظونه ويتلونه آناء الليل وأطراف النهار فيزيدهم ً‬
‫لهم ً‬
‫ودستورا ال يتجاوز أحدهم آياته حتى يطبقها ويعمل بها‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد خلد اإلسالم اللغة العربية حني نزل القرآن الكرمي بلسان عربي مبني‪ ،‬وتعــهـد املولـــى جــل وعـــال بحــفظـــه‬
‫اﳊجر‪ [٩:‬كما جعلها لغة عاملية غير مقصورة على العرب وحدهم‪،‬‬
‫‪،‬‬ ‫]‬
‫}‬ ‫}‬
‫حيث يحرص كل مسلم على وجه األرض على تعلمها؛ ليقرأ بها القرآن ويﺆدي بها صالته‪ ،‬وكان من أثر القرآن‬
‫الكرمي واحلديث النبوي أن رﻗﺖ ألﻔاظ الﻠﻐة واﺑﺘعدت ﻋن اﳉﻔاء والﻐﻠﻈة‪ ،‬وأﺿﻴﻒ إلﻴها من املﻀامﲔ واملﻔردات‬
‫ما ﻻ ﺣﺼر لﻪ‪.‬‬

‫‪º`∏``©`à``dG äÉ`WÉ`°û``f‬‬
‫‪ -١‬ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ وﺣﻮار ﺷﻔﻬﻲ‪:‬‬
‫ً‬
‫إجماال بتعرف الواقع والظروف احمليطة باألدب (كما هو مالحﻆ في دراستك‬ ‫تهتم الدراسة األدبية‬
‫للحياة اجلاهلية في الوحدة األولى‪ ،‬ودراستك في هذه الوحدة ألثر اإلسالم في العرب)‪.‬‬
‫ما الفوائد التي يجنيها دارس األدب من دراسة هذا الواقع وهذه الظروف احمليطة؟‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬

‫‪٤5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪ -٢‬ﻧﺸﺎط ﺑﺤﺜﻲ‪:‬‬
‫مر بك في دراسة السيرة انبهار العقالء واحلكماء بالقرآن الكرمي حتى لو لم يسلموا‪.‬‬
‫ابحث في مراجعك‪ ،‬أو سل عن أحد هذه املواقف‪ ،‬ثم د ﱢونها هنا مب ّينا داللة هذا اإلعجاب‪.‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬

‫‪٤٦‬‬
‫النثر في عصر صدر اإلسالم نماذج من النثر في عصر صدر اإلسالم‬

‫‪L7-U1-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻷدب ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم وﻋﺼﺮ ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ‬

‫‪¬`æ`e êPÉ`ª`fh ΩÓ`°SE’G Qó`°U »`a ô`ã`æ`dG :É`k«`fÉ`K‬‬


‫‪test-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫كان الشعر في اجلاهلية موضع اهتمام كبير‪ ،‬فلما جاء اإلسالم أصبﺢ القرآن الكرمي موضع العناية بالدرجة‬
‫‪TRHS-logh5-U1-L7.png‬‬

‫األولى‪ ،‬وتطلب من يشرح معانيه ويبني مقاصده بالدعوة واحلديث واخلطابة وتلك أدوات النثر ال الشعر‪،‬‬
‫فخ َط َب الرسول � وأصحابه ً‬
‫خطبا قوية‪ ،‬وراسلوا امللوك وكتبوا املواثيق وتركوا الوصايا احلافلة بالنظرات‬ ‫َ‬
‫الثاقبة؛ ولذلك ارتفع شأن النثر في هذا العصر أكثر من ذي قبل‪.‬‬

‫ﻋﻮاﻣﻞ ازدﻫﺎر‬
‫اﻟـﺨﻄﺎﺑﺔ‬

‫� أصبحت ً‬
‫جزءا من شعائر الدين في اجلمعة والعيدين‪ ،‬ولسان الدعوة اإلسالمية ووسيلة‬
‫نشرها‪.‬‬

‫� استعملت في حفز اجلند وإذكاء حماستهم‪.‬‬

‫� عرفت اخلطابة السياسية بعد تفرق املذاهب فكان لكل فريق خطباؤه الذين يرفعون‬
‫صوته‪ ،‬ولذلك كله أصبﺢ كثير من اخللفاء والقادة واألمراء من اخلطباء املشهورين‪.‬‬

‫وتعد اخلطبة أكثر مرونة من الشعر في حتمل املعاني‪ ،‬فليﺲ من السهل أن يتضمن الشعر‬
‫براهني ومناقشات؛ ألنه مقيد باألوزان والقوافي‪ ،‬أما اخلطابة فهي ال تعجز عن ذلك‪.‬‬

‫‪٤٧‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪º`∏``©`à``dG äÉ`WÉ`°û``f‬‬
‫‪ (١‬ﺻﻨّﻔﺖ اﳋﻄﺐ ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ أﻧﻮاع ﻫﻲ‪ :‬اﳋﻄﺐ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‪ ،‬واﳋﻄﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪،‬‬
‫وﺧﻄﺐ اﻟﻮﻓﻮد‪ ،‬وﺧﻄﺐ اﳌﻌﺎرك‪.‬‬
‫ﺣﺎول ﺗﺼﻨﻴﻒ اﳋﻄﺐ اﻵﺗﻴﺔ ﺑﺬﻛﺮ ﻧﻮع اﳋﻄﺒﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ اﻟﻘﻮﺳﲔ‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -‬خطب األبطال يوم معركة اليرموك‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -‬خطب رؤساء القبائل أمام الرسول �‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -‬خطبة الرسول � يوم عرفة‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫‪ -‬خطبة علي � بعد قضية التحكيم‪.‬‬
‫‪ (٢‬ﻣﺎ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﻮاﺟﺐ ﺗﻮاﻓﺮﻫﺎ ﰲ اﳋﻄﻴﺐ؟‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪ (٣‬ﻋﺪ إﻟﻰ ﻣﺮاﺟﻌﻚ اﳌﻜﺘﺒﻴﺔ أو ﻋﺒﺮ اﻟﺸﺒﻜﺔ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺛﻢ اﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺧﻄﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﳋﻄﺎب �‪،‬‬
‫ود ﱢون إﺣﺪى اﳋﻄﺐ اﻟﺘﻲ أﻋﺠﺒﺘﻚ ﻣﺒﻴﻨًﺎ ﺳﺒﺐ إﻋﺠﺎﺑﻚ‪.‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬

‫‪٤٨‬‬
‫اﻷدب ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم وﻋﺼﺮ ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ‬

‫ﳕﺎذج ﻣﻦ اﳋﻄﺐ ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم‬

‫ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺮﺳﻮل � ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺣﻨﲔ‬


‫مﻨاﺳﺒة اﳋﻄﺒة‪:‬‬
‫ملا انتصر املسلمون في حنني جمعت الغنائم‪ ،‬وأخذت منها قريﺶ وأهل مكة ممن دخلوا حدي ًثا‬
‫قليال‪ ،‬حتى كثرت‬‫في اإلسالم وكذلك بعض قبائل العرب‪ ،‬ولم ُيقسم لألنصار منها شيء‪ ،‬فتأثروا ً‬
‫األقوال‪ ،‬وملا بلﻎ ذلك رسول اهلل � أمر بجمعهم ‪،‬ثم ألقى فيهم خطبة وردت في مسند اإلمام‬
‫أحمد بن حنبل (حديث رقم ‪ ،)١١٥٦٠‬اخترنا منها‪:‬‬
‫»يا معشر األنصار؛ ما مقالة بلغتني عنكم وموجدة وجدمتوها في أنفسكم؟ ألم آتكم ُضال ًال‬
‫فهداكم اهلل؟ وعالة فأغناكم اهلل؟ وأعداء فألف اهلل بني قلوبكم؟ قالوا‪ :‬بلى هلل ورسوله املن والفضل‪.‬‬
‫فقال‪ :‬أال ﲡيبوني يا معشر األنصار؟ قالوا‪ :‬ومباذا ﳒيبك يا رسول اهلل؟ هلل املن والفضل‪ .‬قال‪:‬‬
‫وطريدا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ومخذوال فنصرناك‬ ‫فصدَ ْق ُتم و َل ُصدﱢ ق ُتم‪ :‬أتيتنا مكذ ًبا فصدقناك‬
‫أما واهلل لو شﺌتم لقلتم َ‬
‫وعائال فﺂسيناك‪.‬‬
‫ً‬ ‫فﺂويناك‬
‫تألفت بها قو ًما ليسلموا‪ ،‬ووكلتكم‬ ‫ُ‬ ‫وجدﰎ في أنفسكم يا معشر األنصار في لعاعة من الدنيا‬
‫الناس بالشا ِء والبعير وترجعوا برسول اهلل‬
‫يذهب ُ‬ ‫َ‬ ‫إلى إسالمكم‪ ،‬أفال ترضون يا معشر األنصار أن‬
‫إلى رحالكم؟ فوالذي نفﺲ محمد بيده لوال الهجرة لكنت امر ًأ من األنصار‪ ،‬ولو سلك الناس‬
‫شعبا لسلكت شعب األنصار‪ .‬اللهم ارحم األنصار وأبنا َء األنصار وأبناء أبناء‬‫شعبا وسلك األنصار ً‬
‫ً‬
‫األنصار«‪.‬‬

‫‪٤٩‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪º`∏``©`à``dG äÉ`WÉ`°û``f‬‬
‫‪ -١‬ﻧﺸاط معجﻤي‪:‬‬
‫ﺣاول تعرف معاﻧي املﻔردات اآلتﻴة من ﺳﻴاﻗها أو ﺑالعﻮدة إلﻰ معجﻤﻚ‪:‬‬
‫موجدة‪:‬‬ ‫آسيناك‪:‬‬ ‫مقالة‪:‬‬
‫عالة‪:‬‬ ‫تألفت بها‪:‬‬ ‫لعاعة‪:‬‬
‫‪ -٢‬أﻧﺸﻄة ﻛﺘاﺑﻴة‪:‬‬
‫أﺟﺐ ﻋن األﺳﺌﻠة اآلتﻴة‪:‬‬
‫أ ) يقول املثل‪ :‬ال يعرف الفضل لذوي الفضل إال ذووه‪.‬‬
‫وفي األثر‪ :‬قل احلق ولو على نفسك‪.‬‬
‫ُ‬
‫إحسان‬ ‫َ‬
‫اإلنسان‬ ‫فطاملا استعبد‬ ‫وفي الشعر‪ :‬أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم‬
‫تضمن كل قول من هذه األقوال معاني إنسانية رائعة برزت بجالء في خطبة الرسول �‪ّ ،‬‬
‫وضﺢ ذلك‪:‬‬
‫في القول األول‪:‬‬
‫في القول الثاني‪:‬‬
‫في القول الثالث‪:‬‬
‫ب ) استخدم الرسول � في هذه اخلطبة أسلوب االستفهام‪.‬‬
‫اكتب كل استفهام م َّر بك في هذه اخلطبة وحاول أن تتبني نوعه‪.‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫ج ) اكتب رأيك حول األلفاظ في هذه اخلطبة‪.‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬

‫‪5٠‬‬
‫اﻷدب ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم وﻋﺼﺮ ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ‬

‫‪ -٣‬مﻨاﻗﺸة ﺷﻔهﻴة‪:‬‬
‫أ) التأثير في السامعني ميثل أهم صفات اخلطيب الناجﺢ‪ ،‬ما صو ُره في هذه اخلطبة؟‬
‫ب ) حتدث بﺈيجاز عن أدب األنصار وحيائهم في هذا املوقف‪.‬‬
‫‪ -٤‬اﳊﻔﻆ‪:‬‬
‫يحفﻆ اجلزء األخير من خطبته �‪ ،‬من قوله‪» :‬وجدﰎ في أنفسكم يا معشر األنصار ‪.«...‬‬

‫ﻣﻦ ﺧﻄﺐ اﳋﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ رﺿﻮان اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬


‫‪:‬‬ ‫‪ (١‬ﺟﺰء ﻣﻦ ﺧﻄﺒﺔ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ ﰲ ﺟﻴﺶ أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ زﻳﺪ‬
‫( أيها الناس‪ ،‬قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني‪ :‬ال تخونوا‪ ،‬وال تَغ ﱡلوا‪ ،‬وال تغدروا‪ ،‬وال‬
‫نخال‪ ،‬وال حترقوه‪ ،‬وال تقطعوا‬
‫كبيرا وال امرأة‪ ،‬وال تقطعوا ً‬
‫شيخا ً‬ ‫صغيرا وال ً‬
‫ً‬ ‫ال‬
‫متثﱢلوا‪ ،‬وال تقتلوا طف ً‬
‫بعيرا إال ملأكلة‪ .‬وسوف مترون بأقوام قد ف َّرغوا أنفسهم‬
‫شجرة مثمرة‪ ،‬وال تذبحوا شاة وال بقر ًة وال ً‬
‫في الصوامع فدعوهم وما ف َّرغوا أنفسهم له ‪.) ...‬‬
‫‪ (٢‬ﺟﺰء ﻣﻦ ﺧﻄﺒﺔ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﳋﻄﺎب � ﳌﺎ ﺗﻮﻟﻰ اﳋﻼﻓﺔ‪:‬‬

‫( اقرؤوا القرآن تعرفوا به‪ ،‬واعملوا به تكونوا من أهله‪ ،‬وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا‪ ،‬وتزينوا‬
‫للعرض األكبر يوم تعرضون على اهلل ال تخفى منكم خافية‪ ،‬إنه لم يبلﻎ حق ذي حق أن يطاع في‬
‫عففت‪ ،‬وإن افتقرت‬
‫ُ‬ ‫استغنيت‬
‫ُ‬ ‫معصية اهلل‪ ،‬أال وإني أنزلت نفسي من مال اهلل مبنزلة والي اليتيم‪ :‬إن‬
‫أكلت باملعروف تق ُرم ال َبهمة األعرابية‪ :‬ال َق ْضم ال ْ‬
‫اخلضم )(‪.)١‬‬
‫‪ ( ٣‬ﺟﺰء ﻣﻦ إﺣﺪى ﺧﻄﺐ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ �‪:‬‬
‫( إن الدنيا قد أدبرت وآذنت بوداع‪ ،‬وإن اﻵخرة قد أقبلت وأشرفت باطالع‪ ،‬وإن املضمار اليوم‬
‫غدا‪ .‬أال وإنكم في أيام أمل من ورائه أجل‪ ،‬فمن أخلص في أيام أمله قبل حضور أجله‬ ‫والسباق ً‬
‫قصر في أيام أمله قبل حضور أجله فقد خسر عمله‪ ،‬وضره‬ ‫نفعه عمله‪ ،‬ولم يض َّره أجله‪ ،‬ومن َّ‬
‫أمله‪ ،‬أال فاعملوا هلل في الرغبة‪ ،‬كما تعملون له في الرهبة‪ ،‬أال وإني لم أر كاجلنة نام طالبها‪ ،‬وال‬
‫كالنار نام هاربها ‪.)...‬‬

‫(‪َ )١‬ت َق ﱡرم‪ :‬األكل الضعيف‪ .‬البهمة‪ :‬أوالد الضأن واملعز والبقر‪ .‬القضم‪ :‬األكل بأطراف األسنان‪ .‬اخلضم‪ :‬األكل بجميع الفم‪.‬‬

‫‪5١‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪º`∏``©`à``dG äÉ`WÉ`°û``f‬‬

‫‪ - ١‬القراءة وﺿﺒﻂ الﻨﺼﻮص ﺑالﺸكﻞ‪.‬‬


‫‪ - ٢‬مﻨاﻗﺸة وﺣﻮار‪:‬‬
‫جانبا من اجلوانب التي كثرت فيها اخلطابة في صدر اإلسالم‪ ،‬حددها‪.‬‬
‫أ ‪ -‬اخلطب تناولت ً‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫ب ‪ -‬اسرد القيم التي أشارت إليها اخلطب‪.‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫ج – أكمل الفراغ‪:‬‬
‫كانت اخلطبة في عصر صدر اإلسالم تستهل بـ‪ ،....................‬ويسمون اخلطبة التي ال‬
‫تستهل بهذا االستهالل باخلطبة‪ ،......‬وكثر في خطبهم االقتباس وهو‪.................:‬‬
‫د – قارن بني اخلطب في املفردات واملعاني‪.‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫هـ ‪ -‬استنبط بعض الفروق بني اخلطبة في صدر اإلسالم واخلطبة في العصر اجلاهلي‪.‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬

‫‪5٢‬‬
‫الشعر في عصر صدر اإلسالمنماذج من الشعر في عصر صدر اإلسالم‬

‫‪L8-U1-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬

‫اﻷدب ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم وﻋﺼﺮ ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ‬

‫‪¬`æ`e êPÉ``ª`fh ΩÓ``°SE’G Qó``°U »`a ô```©``°û``dG :É`ãk `dÉ``K‬‬


‫‪stest-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬

‫يعد الشعر في عصر الرسول � امتدا ًدا لسابقه في العصر اجلاهلي في بنيته التقليدية؛ ألن ً‬
‫‪TRHS-logh5-U1-L8.png‬‬
‫كثيرا من شعراء‬
‫هذا العصر هم أنفسهم شعراء العصر اجلاهلي‪ ،‬ولهذا كانوا يسمون باملخضرمني ‪ -‬وهم الذين أدركوا عصرين‬
‫مختلفني ‪ -‬غير أن ملمحني بارزين قد أثرا على الشعر في العهد النبوي‪ ،‬وميكن إيجازهما في اﻵتي‪:‬‬

‫أوﻻً‪ :‬استخدام الشعر في صد سهام من كانوا يتهجمون على رسول اهلل � والدعوة اجلديدة‪ ،‬وكان رسول اهلل �‬
‫منبرا في املسجد فيقوم عليه يهجو من هجا رسول اهلل‪ ،‬فقال �‪» :‬إن روح القدس مع حسان ما نافﺢ‬
‫يضع حلسان ً‬
‫عن رسول اهلل �« ]رواه أبو داود‪ ،‬رقم ‪.[٥٠١٥‬‬
‫ﺛاﻧﻴا‪ :‬تعرض الشعر لفترة من الركود وذلك عائد إلى عدد من العوامل ومنها‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -١‬انبهار العرب بالقرآن الكرمي ورضا نفوسهم بعقيدة اإلسالم وآدابه وانشغالهم بالفتوحات فصرفهم ذلك‬
‫قليال وبخاصة مع علو شأن اخلطابة في عهد اإلسالم‪.‬‬‫عن الشعر إال ً‬
‫‪ -٢‬لم يتكسب الشعراء بشعرهم في عهده � واخللفاء الراشدين‪ ،‬وذلك يعد ً‬
‫عامال من عوامل ركود‬
‫الشعر‪.‬‬
‫‪ -٣‬حرم اإلسالم اخلمر والقول الفاحﺶ والسب‪ ،‬ولم يشجع على اللهو والترف‪ ،‬وكانت هذه املضامني‬
‫وتقليدا‬
‫ً‬ ‫وقو ًدا للشعر؛ ولذلك فقد كانت القصائد تتخفف من هذه املعاني إال فيما كانوا يعدونه عرفًا‬
‫في القصيدة العربية ال حتسن وال تكمل إال به كالبداية الغزلية ووصف األطالل‪.‬‬
‫أما في عهد اخللفاء الراشدين ‪ ‬فقد بقي الشعر على ما كان عليه في العهد النبوي من القلة واالنشغال عنه‪،‬‬
‫وقد ارتبط بعدد من املضامني‪ ،‬منها‪ :‬الرد على اخلصوم‪ ،‬ورثاء اخللفاء الراشدين ‪ ،‬وكذلك رثاء أعيان الصحابة‪ ،‬كما‬
‫عني الشعراء بشعر احلماسة‪ ،‬وشعر الفتوح‪ ،‬وشهد العصر بدايات ظهور الشعر السياسي‪.‬‬

‫‪5٣‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪º`∏``©`à``dG äÉ`WÉ`°û``f‬‬
‫‪:á°ûbÉæeh QGƒM‬‬

‫]يﺲ ‪.[٦٩ :‬‬ ‫يقــول تعالـــى‪:‬‬


‫وفي آيات أخرى‪:‬‬
‫}‬

‫}‬
‫]الﺸعراء‪.[ ٢٢٧-٢٢٤ :‬‬
‫س ‪ -‬إذا ﻋرفﻨا أن اﻹﺳﻼم لﻢ يﺤرم الﺸعر فكﻴﻒ ﻧﻮﺟﻪ هذﻩ اآليات؟‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪.............................................................................‬‬
‫‪:»ãëH •É°ûf‬‬
‫أ‪( -‬أدرك الرسول � قيمة الكلمة الشعرية وشدة تأثيرها) بالرجوع إلى بعض مصادر احلديث النبوي‪،‬‬
‫دلل على هذه العبارة مبواقف النبي � مع الشعراء وأحاديثه في الشعر مع توثيق املصدر‪.‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪...........................................................................‬‬
‫ب‪ -‬ابحث في مراجعك ودون أسماء عشرة من الشعراء والشاعرات في صدر اإلسالم من الشعراء املخضرمني‬
‫وغيرهم‪.‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬

‫‪5٤‬‬
‫اﻷدب ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم وﻋﺼﺮ ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ‬

‫ﳕﺎذج ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم‬


‫‪ -١‬ﻗﺼﻴﺪة ﺣﺴﺎن ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ � ﻗﺒﻴﻞ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ‪:‬‬
‫الﺸاﻋر‪:‬‬
‫ً‬
‫طويال‪ ،‬وقد اتصل في اجلاهلية بالغساسنة‬ ‫هو حسان بن ثابت بن املنذر اخلزرجي‪ ،‬عمر‬
‫واملناذرة‪ ،‬ومدحهم‪.‬‬
‫أسلم بعد الهجرة‪ ،‬وانبرى للدفاع عن الرسول � الذي حثه على هجاء املشركني‪ ،‬والنيل‬
‫منهم ر ّدا على هجاء شعرائهم للمسلمني‪ ،‬وألن اجلزاء من جنﺲ العمل ‪...‬‬
‫الﻨﺺ‪:‬‬

‫إلــــــى عــــــذرا َء منزلُهـــــــــا خــــــــــــــــال ُء‬ ‫@‬


‫األصابــــع فاجلـــــوا ُء‬
‫ِ‬ ‫ذات‬
‫عـــــفــت ُ‬
‫ْ‬
‫وامـــــــــﺲ والسـمــــــــــا ُء‬
‫ُ‬ ‫تع ﱢفيـــــــــهــا ال َّر‬ ‫ديـــــا ٌر ِم ْن بنـــــي ا َحل ْس ِ‬
‫حــاس قـــــــف ٌر‬
‫@@‬
‫تثـيــــــــــر ال َّن ْـق َع موعدهـــــــــا َكـــــــدا ُء‬ ‫عدمنـــــا خيلنــــــا إن لم تــــــروهـــــــا‬
‫الظمـــــــاء‬ ‫ـــــل ﱢ‬
‫علــــــى أكتا ِفـــهــــــا ا َأل ْس ُ‬ ‫األعـــــ َّن َة مصــــــــــــعدات‬
‫ــــن ِ‬
‫ينــــــازع َ‬
‫ْ‬
‫مهـــــــــن با ُخل ُمــــــــــر ال ﱢنســــــــــــا ُء‬ ‫تلط ُ‬ ‫ﱢ‬ ‫تمطــــــــــرات‬
‫ٍ‬ ‫تظـــــــــــل جيـــــــــــادنا ُم‬
‫وكــــــــان الــفـتــــﺢ وانكشـــف الغطـــــاء‬ ‫فـــــﺈمــــا تعرضــــــــوا عنـا اعتمرنـــــــــــــا‬
‫يعــــــــز اللــــــــــه فيـــــه مـــــن يشــــــــــــاء‬ ‫وإال فاصـبـــــــروا جلـــــــــال د يــــــــــــــــوم‬
‫وروح القــــــدس ليــﺲ لـــــــــه كــفــاء‬ ‫وجبريــــــــــــل أميـــــن اهلل فينــــــــــــا‬
‫يقــــــول احلـــــــق إن نــفــــع الـــبـــــــــالء‬ ‫وقــــــــال اهلل قد أرسلــــت عبـــــــدا‬
‫فقلــتــــم ال نقــــــــوم وال نشـــــــــــــــاء‬ ‫شهــــدت بــــــــــه فقومــــــــوا صدقـــــوه‬
‫وميــــدحــــــــــــه وينــــصــــــــــــره ســـــــواء‬ ‫فمن يهجو رسول اللــــــه منكـــــم‬
‫لــــعـــــرض محـــمـــــــد منكـــم فــــــــــداء‬ ‫فـــﺈن أبــــــــي ووالـــــــــده وعرضــــــي‬
‫وبـــحـــــــــــري ال تــــكــــــــــــــدﱢ ُر ُه الدﱢ الء‬ ‫لسانــي صــــــــارم ال عيــــــــب فيــــــــه‬

‫@ اجلواء‪ :‬موضع به ماء وهي اﻵن إحدى مدن منطقة القصيم‪.‬‬


‫@@ كداء‪ :‬من جبال مكة‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫ﳕوذجا للشعر املستخدم في الدفاع عن اإلسالم ورسوله �‪ ،‬ذلك‬ ‫ً‬ ‫متثل هذه القصيدة‬ ‫ﺗﻌﻠﻴﻖ‬
‫الشعر الذي وصفه عليه الصالة والسالم بأنه أشد على املشركني من وقع النبل‪ ،‬وبخاصة في‬ ‫ﻋﻠﻰ‬
‫أوقات احلروب‪ ،‬ويتضﺢ في القصيدة لغة التهديد وإظهار العزة ومنطق القوة‪ ،‬كما يتضﺢ فيها‬ ‫اﻟﻘﺼﻴﺪة‬
‫قريشا إال بعنادها في وجه الدعوة في مكة؛ عن عائشة‬
‫أنه يهجو أعداءه بحذر فهو ال يسب ً‬
‫قالت‪ :‬استأذن حسان النبي � في هجاء املشركني قال‪» :‬كيف بنسبي«‪ ،‬فقال حسان‪:‬‬
‫ألسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجني‪].‬رواه البخاري‪ ،‬رقم‪.[٣٥٣١‬‬

‫‪º`∏``©`à``dG äÉ`WÉ`°û``f‬‬

‫مﻮﺟﺰا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ﻧﺜرا‬
‫‪ (١‬اﻧﺜر األﺑﻴات )‪ (٧-٣‬ﺑﺄﺳﻠﻮﺑﻚ ً‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪.............................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪.............................................................................‬‬
‫‪ ( ٢‬معاﳉة املﻔردات‬
‫من ﺧﻼل الﺴﻴاق تعرف معاﻧي املﻔردات والﺘراﻛﻴﺐ اآلتﻴة‪:‬‬
‫النقع‪:‬‬ ‫تعفيها الروامﺲ والسماء‪:‬‬
‫نفع البالء‪:‬‬ ‫متمطرات‪:‬‬
‫الدالء‪:‬‬
‫‪ ( ٣‬ﺿﺒﻂ الﻨﺺ )تعﻠﻢ تعاوﻧي(‬
‫تعاون مع مجموعتك في ضبط الكلمات في البيت السابع وما بعده من األبيات‪.‬‬

‫‪5٦‬‬
‫اﻷدب ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم وﻋﺼﺮ ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ‬

‫‪ ( ٤‬دراﺳة املﻀﻤﻮن‪:‬‬
‫أ ( ﺳار ﺣﺴان في مﻄﻠﻊ ﻗﺼﻴدتﻪ وفﻖ ﻧهﺞ القﺼﻴدة اﳉاهﻠﻴة في الﺘﻐﻨي ﺑﺄﻃﻼل اﶈﺒﻮﺑة‪ ،‬ﻋﻠﻞ ذلﻚ وفﻖ‬
‫ما درﺳﺘﻪ في مﻮﺿﻮع )واﻗﻊ الﺸعر في ﺻدر اﻹﺳﻼم(‪.‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪.............................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪.............................................................................‬‬
‫ب ( وﺿﺢ أﺛر اﻹﺳﻼم الﻈاهر في مﻀامﲔ ﻗﺼﻴدة ﺣﺴان‪.‬‬
‫ج ( ﺑﲔ رأيﻚ في ﻛﻞ من‪:‬‬
‫@ املفردات والتراكيب‪:‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪.............................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫@ الصور واألخيلة‪:‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪.............................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬

‫‪5٧‬‬
‫التعليم العام‪-‬الثانوية مقررات‪-‬علوم إنسانية‪-‬الكفايات اللغوية ‪-5‬األدب القديم‬

‫نماذج من الشعر في عصر صدر اإلسالم‬

‫‪L9-U1-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫ﳕﺎذج ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم‬


‫‪st-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬ ‫‪ -٢‬ﻗﺼﻴﺪة ﻛﻌﺐ ﺑﻦ زﻫﻴﺮ � ﻳﻌﺘﺬر وﳝﺪح‪:‬‬
‫‪TRHS-logh5-U1-L9.png‬‬

‫الﺸاﻋر واملﻨاﺳﺒة‪:‬‬
‫هو كعب بن زهير بن أبي سلمى شاعر مخضرم وابن الشاعر اجلاهلي املعروف‪ ،‬غضب كعب من‬
‫إسالم أخيه ُب َجير فأرسل له رسالة يلومه فيها ويهجو رسول اهلل �‪ ،‬وقد غضب منه رسول اهلل �‬
‫بجيرا فأشار عليه أن ميدح رسول اهلل‬
‫فهرب وهام على وجهه‪ ،‬ثم ملا ضاقت به األرض استشار أخاه ً‬
‫� بقصيدة يلقيها بني يديه‪ ،‬وفعل ما أشار إليه‪ ،‬فعفا عنه � وخلع عليه بردته التي كان يلبسها؛‬
‫وقد سميت هذه القصيدة بالبردة لذلك السبب‪.‬‬
‫الﻨﺺ‪:‬‬
‫ُ‬
‫مكبـــول‬ ‫ــم إث َرهــــــا لـــــم ُيفـــــــدَ‬
‫مت َّي ٌ‬ ‫ُ‬
‫متبــول‬ ‫بانــت سعـــا ُد فقلبــي اليــو َم‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫كحــول‬ ‫ِ‬
‫الطــرف َم‬ ‫ضيــض‬
‫ُ‬ ‫أغــن َغ‬
‫إال ﱡ‬ ‫ني إذ رحلــوا‬ ‫ومــا سعـــا ُد غــدا َة البــ ِ‬
‫ال ألفينـــــك إنــي عنــــــك مشغــــــــول‬ ‫وقــال كل خليــل كنــــــت آملـــــــه‬
‫والعفــــــــ ُو عنـــــد رســولِ اهلل مأمـــــــــول‬ ‫َ‬
‫رســــــول اهلل أوعدنــــــي‬ ‫ُبﺌـــــت أن‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫ُ‬
‫وتفصيـــــــــل‬ ‫ٌ‬
‫مواعيــﻆ‬ ‫ِ‬
‫قـــــــــــرآن فيــــها‬ ‫مهــال هــداك الــذي أعطــاك نافلــ َة الـ‬
‫ُ‬
‫األقاويــــــــــــل‬ ‫في‬‫كثــرت َّ‬
‫ْ‬ ‫أذنب ولــــــــو‬
‫ْ‬ ‫ال تأخذنﱢــي بأقــوالِ الوشـــا ِة ولــم‬
‫ُ‬
‫سبـــول‬ ‫الليــل َم‬
‫ِ‬ ‫وثــوب‬
‫ُ‬ ‫نــﺢ الظــال ِم‬‫ُج َ‬ ‫أقتطــع البيــدا َء ُمدَّ رِعــا‬
‫ُ‬ ‫زلــت‬
‫ُ‬ ‫مــا‬
‫ُ‬
‫القيــــــــل‬ ‫كـــــف ذي َن َقمات قي ُله‬
‫ﱢ‬ ‫فـــــي‬ ‫حتــى وضعــــت مييني مــــا أنـاز ُعـــــه‬
‫ُ‬
‫سلــــــــول‬ ‫ِ‬
‫سيـــــوف اهلل َم‬ ‫مهـنـــــــدٌ مــــن‬ ‫َ‬
‫الرســـــول لنـــــــــــو ٌر يستضـا ُء بــــه‬ ‫إن‬
‫ببطن مكــــ َة ملــا أسلمـــــــوا زولــــــــــــــوا‬
‫ِ‬ ‫قريﺶ قــــــال قائ ُلهــم‬‫فــــــي فتـــيةٍ من ٍ‬
‫ُ‬
‫سرابيــــــل‬ ‫نسﺞ داوو َد في الهيجــــــا‬ ‫من ِ‬ ‫ــــــم‬
‫بوســه ُ‬‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫أبطـــــال َل‬ ‫ُش ﱡم العرانيــــــــن‬
‫قو ًمــــا وليســـــــوا مجازي ًعـــا إذا نيلـــــــوا‬ ‫ــم‬
‫رماح ُه ُ‬ ‫َ‬
‫يفرحــــــــون إذا نالــــــت ُ‬ ‫ال‬
‫ُ‬
‫تهليــــــــــــــل‬ ‫حياض ِ‬
‫املوت‬ ‫ِ‬ ‫وما لهم عن‬ ‫الطعـــــن إال فــي نحــــور ِِه ُم‬
‫ُ‬ ‫يقـــــع‬
‫ُ‬ ‫ال‬

‫‪5٨‬‬
‫اﻷدب ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم وﻋﺼﺮ ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ‬

‫‪º`∏``©`à``dG äÉ`WÉ`°û``f‬‬
‫‪ ( ١‬املﻔردات‪:‬‬
‫ﺻﻞ ﺑﲔ املﻔردات ومعاﻧﻴها فﻴﻤا يﺄتي‪:‬‬
‫من اسو ّدت عيناه خلقة وهي صفة جمال‪.‬‬ ‫مﺘﺒﻮل‬
‫من بصوته غنة وتطلق على الرمي‪.‬‬ ‫أﻏن‬
‫ﻏﻀﻴﺾ الﻄرف منهك‪.‬‬
‫حياء وأد ًبا‪.‬‬
‫فاتر اللحﻆ خافض البصر ً‬ ‫مكﺤﻮل‬
‫اذهبوا مهاجرين‪.‬‬ ‫ﻏداة الﺒﲔ‬
‫صبيحة الفراق‪.‬‬ ‫زولﻮا‬
‫عطاء‪.‬‬ ‫ﺷﻢ العراﻧﲔ‬
‫كرام األنوف‪.‬‬ ‫ﻧافﻠة‬

‫‪ ( ٢‬ﲢﻠﻴﻞ الﻨﺺ األدﺑي وفﻖ املﻄالﺐ اآلتﻴة‪:‬‬


‫أفكار الﻨﺺ‪:‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪.............................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪.............................................................................‬‬

‫‪5٩‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫العاﻃﻔة )ﻧﻮﻋها‪ ،‬مدى ﺻدﻗها(‪:‬‬


‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪.............................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫أﺛر اﻹﺳﻼم في الﺸاﻋر‪:‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪.............................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪ ( ٣‬ﻧﺸاط ﺑﺤﺜي‪:‬‬
‫تأس ًيا بهذه القصيدة‪،‬‬
‫ظهرت قصائد تسمى املدائﺢ النبوية وذلك في عصور الحقة وسميت بعضها بالبردة ﱢ‬
‫ابحث في مراجعك أو في الشبكة احلاسوبية عن أشهر هذه القصائد‪ ،‬ودون مطالعها وشعراءها‪.‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪.............................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪ (٤‬اﳊﻔﻆ‪:‬‬
‫احفﻆ من القصيدة خمسة أبيات متتالية‪.‬‬

‫‪٦٠‬‬
‫اﻷدب ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم وﻋﺼﺮ ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ‬

‫أﺛﺮ اﻹﺳﻼم ﰲ اﻟﺸﻌﺮ‬

‫‪º`∏``©`à``dG äÉ`WÉ`°û``f‬‬
‫من خالل دراستك لنصوص هذا العصر أجب عن هذه األسﺌلة الستخالص أثر اإلسالم في الشعر‪.‬‬
‫‪ (١‬اذﻛر أرﺑعة من أوﺟﻪ الﺸﺒﻪ ﺑﲔ ﺷعر اﳉاهﻠﻴﲔ وﺷعر هذﻩ الﻔﺘرة )ﻋﺼر ﺻدر اﻹﺳﻼم(‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪..........................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ (٢‬تﺄﺛر الﺸعر ﺑﺄﺳﻠﻮب القرآن الكرﱘ واﳊديﺚ الﻨﺒﻮي وآداب اﻹﺳﻼم وامﺘﻸت ﻗﻠﻮب املﺴﻠﻤﲔ‬
‫ﺑالﺘقﻮى والﻮرع ومﺤﺒة اﷲ ومﺤﺒة ﺧﻠقﻪ والدﻋﻮة والعﻤﻞ الﺼالﺢ‪ ،‬ﻛﻞ ذلﻚ أوﺟد أﺳﻠﻮ ًﺑا يﺒﺘعد ﻋن‬
‫اﳉﻔاء والﻐﻠﻈة واﳋﺸﻮﻧة‪ ،‬وﺿﺢ أﺛر ذلﻚ في‪ :‬العاﻃﻔة واأللﻔاظ ﻋﻨد ﺷعراء العﺼر‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ (٣‬ما املعاﻧي الﺘي ﺟدت ﻋﻠﻰ الﺸعر في ﺻدر اﻹﺳﻼم؟‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪.............................................................................‬‬
‫‪ (٤‬ما املعاﻧي الﺘي ﻗﻞ الﺘﻄرق إلﻴها في ﺷعر ﺻدر اﻹﺳﻼم؟‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪.............................................................................‬‬

‫‪٦١‬‬
‫التعليم العام‪-‬الثانوية مقررات‪-‬علوم إنسانية‪-‬الكفايات اللغوية ‪-5‬األدب القديم‬

‫أوال‪ :‬المالمح العامة للعصر اآلموي‪:‬ثانيا‪ :‬الشعر في العصر األموي‬

‫‪L10-U1-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪(`g132 - 40) …ƒ``eC’G ô`°ü`©`dG »`a ÜOC’G :É`k©`HGQ‬‬


‫)‪(ô``°ü`©`∏d á`eÉ``©`dG í`eÓ``ª`dG‬‬
‫‪st-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪TRHS-logh5-U1-L10.png‬‬
‫‪ -١‬اﻟـﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪:‬‬
‫يقصد بالعصر األموي تلك الفترة التي أعقبت استشهاد خليفة املسلمني علي بن أبي طالب �‪ ،‬وإعالن‬
‫نفسه خليفة للمسلمني‪ ،‬وامتد فيها حكم خلفاء بني أمية بالتوارث قرابة تسعني عا ًما‪،‬‬ ‫معاوية بن أبي سفيان‬
‫وتوسعت في هذا العصر رقعة الدولة اإلسالمية لترتفع راياتها في إفريقيا وأوروبا والهند والصني‪ ،‬واتخذ بنو أمية‬
‫من دمشق عاصمة جديدة لهم‪ ،‬وقد شهدت الدولة في بداية حكمها خلفاء أقوياء واجهوا ثورات تاريخية كبيرة‬
‫وانقسامات حزبية ممتدة منذ أحداث الفتنة الكبرى التي أطلت برأسها في أواخر عهد عثمان �‪ ،‬ومن خرج على‬
‫علي بن أبي طالب � من أهل العراق‪ ،‬لكن األمويني واجهوا هذه املخاطر بقوة‪ ،‬وعزم‪ ،‬واستعانوا بوالة أقوياء‬
‫بسطوا نفوذ الدولة وقضوا على أعدائها دون هوادة أو شفقة‪ ،‬وازدادت الثورات في عهد يزيد بن معاوية ومن بعده‬
‫ولم تستقر إال في أواخر عهد عبد امللك بن مروان وعدد قليل من اخللفاء بعده‪ ،‬ثم أعقب هذا االستقرار ضعف سببه‬
‫ضعف اخللفاء وتكالب األعداء حتى سقطت الدولة على أيدي العباسيني عام ‪ ١٣٢‬هـ‪.‬‬

‫‪ -٢‬اﻟـﺤﻴﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪:‬‬
‫انتشر اإلسالم في بقاع كثيرة من األرض‪ ،‬ونهل التابعون وطالب العلم من صحابة رسول اهلل �‪ ،‬وكان هذا‬
‫العصر رغم ما فيه من فﱳ وقالقل سياسية من العصور الفاضلة‪ ،‬فشهد نشاطً ا منقطع النظير في الدعوة وطلب العلم‬
‫وعمارة املدن اجلديدة وزادت في أثنائه هجرة القبائل العربية للمدن‪ ،‬واختلط العرب مبن حولهم من األﱈ‪.‬‬
‫كما شاع الرخاء وتدفقت األموال في يد الدولة واألمراء وطبقات عديدة في املجتمع‪ ،‬وفيه اتخذ الناس القصور‪،‬‬
‫ونشط األمراء وبالغوا في الترف واألعطيات‪ ،‬وقد ظهر في املجتمع طبقة كانوا على حﻆ من التحضر واحلرية والترف‪،‬‬
‫والسيما أهل احلجاز الذين حاول اخللفاء استرضاءهم بعد انتقال اخلالفة منهم إلى الشام‪.‬‬
‫وقد تشجع الشعراء وغيرهم على ارتياد قصور اخللفاء واألمراء والتكسب بشعرهم منهم‪ ،‬وقد عادت العصبية‬
‫القبلية إلى سابق عهدها‪ ،‬واستعر الهجاء القبلي بني كبار الشعراء ووظفت العصبية في خدمة السياسة‪.‬‬

‫‪٦٢‬‬
‫اﻷدب ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم وﻋﺼﺮ ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ‬

‫‪ -٣‬اﻟـﺤﻴﺎة اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪:‬‬


‫تطورت احلركة العلمية في عصر بني أمية فنبﻎ علماء في النحو واللغة وفي الفقه واحلديث والتفسير والطب‪،‬‬
‫ونثرا‪ ،‬وكانت قصور اخللفاء واألمراء‪ ،‬وسوق املِر َبد‪،‬‬
‫شعرا ً‬
‫كما شاعت الكتابة في املدن‪ ،‬وازدهرت احلياة األدبية ً‬
‫وسوق ُكناسة منتديات لغوية وفكرية وأدبية‪.‬‬
‫(‪)١‬‬

‫‪ -١‬املربد‪ :‬سوق في البصرة‪ ،‬وكناسة‪ :‬سوق في الكوفة‬

‫‪٦٣‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪á``«``eCG »``æ`H ô`°ü`Y »`a ô`©`°û`dG :É`°ù``eÉ``N‬‬


‫‪k‬‬
‫كانت احلجاز وﳒد والشام والعراق هي البيﺌات التي ازدهر فيها الشعر في العصر األموي‪ ،‬وقد سجل الشعر‬
‫األموي نشاطً ا واسع املدى بعيد األثر في مسيرة الشعر العربي؛ إذ قام الشعر األموي على املزاوجة البارعة بني العناصر‬
‫اجلاهلية والعناصر اإلسالمية‪.‬‬
‫واعتنت القبائل بأشعارها إحياء لتاريخها ومفاخرها‪ ،‬واعتنى اخللفاء والوالة األمويون بالشعر وبالغوا في رعايته؛‬
‫ألنه سجل تاريخ العرب وأيامهم ومفاخرهم وآثارهم‪.‬‬
‫وك َناسة وغيرها مجالﺲ مفتوحة للشعر والشعراء يدور احلديث فيها حول‬ ‫وكانت األسواق األدبية مثل املِ ْر َبد ُ‬
‫الشعراء اجلاهليني ومن بعدهم وتلقى فيها األشعار‪ ،‬وﲡرى املقارنات بني الشعراء‪.‬‬

‫‪ -١‬أﺳﺒﺎب ﻧﻬﻀﺔ اﻟﺸﻌﺮ ﰲ اﻟﻌﺼﺮ اﻷﻣﻮي‪:‬‬

‫‪ -١‬تقدير احلكام للشعراء ورعايتهم لهم؛ حيث كان لكل خليفة ووال شعراء يرتادون بالطه‪ ،‬وميدحونه‬
‫إبداعا واحترافًا‪.‬‬
‫ويقارعون مناوئيه‪ ،‬وكان اخللفاء يغدقون األعطيات عليهم مما زادهم ً‬
‫‪ -٢‬ازدهار الثقافة العربية في مختلف فروع املعرفة والعلم‪.‬‬
‫‪ -٣‬كثرة رواة الشعر الذين يروون الشعر اجلاهلي وشعر القبائل ويدونونه من أمثال‪ :‬الشعبي وأبي عمرو بن‬
‫العالء وحماد الراوية وخلف األحمر وغيرهم‪.‬‬
‫وقد اختلف النقاد في وصف الشعر األموي بني من جعله كالشعر اجلاهلي متا ًما فال ينظر فيه إال ظل املاضي‬
‫جديدا مختل ًفا عن الشعر اجلاهلي‪.‬‬
‫ً‬ ‫منهجا‬
‫اجلاهلي‪ ،‬ونقاد رأوا فيه ً‬
‫جديدا ِجد ًة مطلق ًة بالقياس إلى الشعر اجلاهلي؛ فقد‬
‫ً‬ ‫والذي يظهر لدارس الشعر األموي أن الشعر األموي لم يكن‬
‫ظلت بنية القصيدة ومطلعها وأخيلتها كما هي في الشعر اجلاهلي‪ ،‬لكن اجلديد في الشعر األموي كان في املعاني‬
‫واألغراض اجلديدة ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬الﺸعر الﺴﻴاﺳي‪ :‬ومن شعرائه‪ :‬جرير والفرزدق واألخطل (شعراء األمويني) وقطري بن الفجاءة والطرماح‬
‫(شاعرا اخلوارج)‪ ،‬والكميت (شاعر العلويني)‪ ،‬وابن الرقيات (شاعر الزبيريني)‪.‬‬

‫‪٦٤‬‬
‫اﻷدب ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم وﻋﺼﺮ ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ‬

‫‪ -‬الﻨقاﺋﺾ الﺸعرية‪ :‬والنقيضة قصيدة يرد بها شاعر على قصيدة خلصم له فينقض معانيها عليه‪ ،‬يقلب فخره‬
‫هجاء‪ ،‬وينسب الفخر لنفسه ولعشيرته‪ ،‬وأشهر شعرائها جرير والفرزدق واألخطل والراعي النميري‪ ،‬وفي النقائض‬
‫مجيدا ال يبارى‪ ،‬وقد ميدح الشاعر منهم ويتغزل‪ ،‬بل‬
‫ً‬ ‫غالبا ما يكون‬
‫يتحالف أكثر من شاعر أحيا ًنا في وجه شاعر ً‬
‫يرثي‪ ،‬ثم ما يلبث أن يعرج على خصومه الشعراء ليهجوهم ويعيبهم‪.‬‬
‫صريحا وعلى شكل حكاية شعرية ملغامرة غزلية‪ ،‬ومن شعرائه عمر بن أبي ربيعة‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -‬الﻐﺰل الﺼريﺢ‪ :‬وفيه يكون الغزل‬
‫‪ -‬الﻐﺰل العذري‪ :‬وهو الغزل العفيف‪ ،‬ومن شعرائه‪ :‬جميل بن معمر وكثير عزة وقيﺲ بن امللوح وقيﺲ بن ذريﺢ‪.‬‬

‫‪٦5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪º`∏``©`à``dG äÉ`WÉ`°û``f‬‬
‫‪:ÊhÉ©àdG º∏©àdG (1‬‬
‫مجموعات تعمل على مقارنة العصر األموي بعصر صدر اإلسالم سياس ًّيا واجتماع ًّيا وأدب ًّيا‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪:»ãëH •É°ûf ( 2‬‬
‫أ) عد إلى مراجعك ودون بعض أبيات النقائض بني الشعراء األمويني على نسق النموذج السابق‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ب) ابحث في املواقع اإللكترونية للشعر العربي القدمي عن الشاعر (ذو الرمة ) ثم دون أربعة أبيات متثل التعبير‬
‫عن الصحراء‪.‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬

‫‪٦٦‬‬
‫اﻷدب ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم وﻋﺼﺮ ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ‬

‫‪…ƒ``eC’G ô`©`°û`dG äÉ``Ä`«`H :É``°SOÉ``°S‬‬


‫‪k‬‬

‫‪ -١‬ﺑﻴﺌﺔ اﻟﺸﺎم وﺷﻌﺮ اﳌﺪﻳﺢ‪:‬‬


‫أصبﺢ القصر األموي في الشام هدفًا للشعراء الذين يريدون أن يتخذوا املدح وسيلة للتكسب‪ ،‬ومور ًدا من‬
‫موارد الرزق وفرصة للشهرة والظهور‪ ،‬واملجد األدبي الذي تضفيه الصلة بالقصر على من يتصل به من الشعراء‬
‫الطامحني‪.‬‬
‫ومن هنا كان ظهور املدح وازدهاره ظاهرة طبيعية في ظل عز الدولة سياس ًّيا واقتصاد ًّيا وفكر ًّيا‪ ،‬وفي ظل ما عرفت‬
‫من عناية اخللفاء بالشعر‪ ،‬واحتفائهم به‪ ،‬يتذوقونه‪ ،‬ويقدرونه‪ ،‬ويطربون له‪ ،‬وقد ملع من بني الشعراء الفحول ثالثة‬
‫هم‪ :‬جرير والفرزدق واألخطل‪.‬‬

‫ﳕﻮذج ﻣﻦ ﺷﻌﺮ اﳌﺪﻳﺢ‬

‫ﻗﺎل ﺟﺮﻳﺮ ﳝﺪح ﻋﺒﺪ اﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺮوان‪:‬‬

‫بالــــــــــرواح‬
‫ِ‬ ‫هــــم صح ُبـــــك‬ ‫عشيــــــــ َة َّ‬ ‫صـــــاح‬
‫ِ‬ ‫أتصحـــــو أم فﺆا ُدك غيـــــ ُر‬
‫الشيـــــب مين ُعني َمراحـــــــي؟‬ ‫ُ‬ ‫أهــــذا‬ ‫شــيـــب‬
‫ٌ‬ ‫العـــاذالت عـــالك‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تقــــول‬
‫مــــــاح @‬
‫ِ‬ ‫ظعائــــــن َي ْج َتز ِْعــــــــن علـــى ُر‬
‫َ‬ ‫ـــن هــــــــواه‬‫ُيكل ُفنــــــي فــــﺆادي ِم ْ‬
‫رأيـــــت الوارديــــــن ذوي امتيـــــــاح‬ ‫تعــــــزت أم حـــــــزر َة ثـــــــم قــــــالت‬
‫الش َب ِم ال َقـــــــــــــــراح‬
‫بأنـفــــــــاس مــــن َّ‬
‫ٍ‬ ‫ــــل وهــــي سـاغـــب ٌة بنيـــهـــــا‬ ‫تـعـــ ﱢل ُ‬
‫أذا َة الّلــــــو ِم وانتظــــــري امتياحـــــــــي‬ ‫تـــــــاح البحـــــــــو َر فج ﱢنبيــنـــــــي‬
‫ُ‬ ‫س َأ ْم‬
‫بالنجــــــــــــاح‬
‫ِ‬ ‫عنـــــــد اخلليـــفـــ ِة‬
‫ِ‬ ‫ومـــن‬ ‫ٌ‬
‫شريــــــك‬ ‫ثقــــــــي باهلل ليــــــﺲ لــــــه‬
‫ارتيـــــــاح‬
‫ِ‬ ‫منـــك إنـــك ذو‬ ‫َ‬ ‫يـــــب‬
‫بس ٍ‬ ‫َ‬ ‫أغثنــــي يا فـــــداك أبــــــــي وأمـــــــي‬
‫راح‬ ‫َ‬
‫ـــــــــون ِ‬ ‫وأنـــــــــدى العامليــــــــن ُب ُ‬
‫ــــــط‬ ‫ألستـــم خيــــ َر مـــن َر ِك َ‬
‫ــــب املطايــــا‬ ‫ْ‬
‫ُستبــــــــاح‬
‫ِ‬ ‫حمــيـــــت مب‬
‫َ‬ ‫ومـــــــــا شـــــــي ٌء‬ ‫ﳒـــد‬‫مـيــــت حمــى تهــام َة بعــد ٍ‬ ‫َ‬ ‫َح‬

‫@ رماح‪ :‬موضع به ماء وافر‪ ،‬وهي اﻵن مدينة شرقي مدينة الرياض‪.‬‬

‫‪٦٧‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪º`∏``©`à``dG äÉ`WÉ`°û``f‬‬
‫‪ -١‬ﻧﺸاط تﻠﺨﻴﺼي‪:‬‬
‫ملخصا لسيرة الشاعر جرير‪.‬‬
‫ً‬ ‫استعن بأحد املراجع األدبية‪ ،‬واكتب‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ -٢‬معاﳉة املﻔردات الﺼعﺒة‪:‬‬
‫خطا‪ ،‬ثم ابحث عنها في معجمك‪.‬‬ ‫مفردات القصيدة التي ﲡد صعوبة في إيضاح معناها ضع حتتها ًّ‬
‫‪ - ٣‬مﻨاﻗﺸة وﺣﻮار‪:‬‬
‫جريرا أحد شعراء املديﺢ؟‬
‫أ ‪ -‬ما الدوافع التي جعلت ً‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ب _ استخرج النمط املعيشي املعيب الذي جاهر به جرير في هذه القصيدة‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ج ‪ -‬لم يوفق جرير في البيت األول الذي ميثل مطلع القصيدة‪ ،‬وأثار ذلك حفيظة عبد امللك بن مروان‬
‫فقال‪( :‬بل فﺆادك) ملاذا لم يوفق؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ - ٤‬ﻧﺸاط ﺑﺤﺜي‪:‬‬
‫جريرا قال أجمل بيت في املدح وأقذع بيت في الهجاء وأفخر بيت قالته العرب وأجمل بيت في الغزل‪.‬‬ ‫يقال بأن ً‬
‫سل عن هذه األبيات األربعة‪ ،‬أو ابحث عنها في مراجعك‪ ،‬ثم د ﱢونها‪.‬‬ ‫ْ‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ -٥‬ﺣﻔﻆ‪ :‬احفﻆ من القصيدة أبياتها األربعة األخيرة‪.‬‬

‫‪٦٨‬‬
‫اﻷدب ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم وﻋﺼﺮ ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ‬

‫‪ -٢‬ﺑﻴﺌﺔ اﻟﻌﺮاق واﻟﺸﻌﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪:‬‬

‫طبيعيا أن يظهر فيها الشعر السياسي‪ ،‬فقد كان لكل فريق‬


‫ً‬ ‫كان في العراق عدد من اجلماعات والفرق‪ ،‬فكان‬
‫شعراؤه الذين ينتصرون له‪ ،‬ويعبرون عن مبادئه وأفكاره‪ ،‬ومن هﺆالء‪ :‬الكميت شاعر العلويني وعبداهلل بن قيﺲ‬
‫الرقيات شاعر الزبيريني‪ ،‬وقطري بن الفجاءة شاعر اخلوارج‪.‬‬
‫وقد استخدم الشعراء في شعرهم السياسي عد ًدا من األغراض الشعرية مثل‪ :‬املديﺢ للقادة واألمراء ورثائهم‪،‬‬
‫والهجاء للخصوم‪ ،‬واجلدال‪.‬‬

‫ﳕﻮذج ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‬

‫ﻳﻘﻮل ﺷﺎﻋﺮ اﻟﺰﺑﻴﺮﻳﲔ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ اﻟﺮﻗﻴﺎت‪:‬‬


‫بيـــــــد اهلل عم ُرهـــــــا والفنـــــــــا ُء‬ ‫قريﺶ‬
‫أيـــهـــا املشـتــهـي فـــــنـــــــاء ٍ‬
‫ْ‬
‫تفـــرق أمو َرهــــا األهــــــــــــوا ُء‬ ‫لــم‬ ‫جمــيـع‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫العيﺶ حني قومـي‬ ‫حبذا‬

‫‪º`∏``©`à``dG äÉ`WÉ`°û``f‬‬

‫وﺳﻊ العﺒارة اآلتﻴة‪) :‬الﻮﻻء مادة ﺧﺼﺒة لﻠﺸعر(‪.‬‬


‫ﱢ‬
‫‪...........................................................................‬‬
‫‪..........................................................................‬‬
‫ما الﻔكرة الﺘي تدور ﺣﻮلها األﺑﻴات؟‬
‫‪...........................................................................‬‬
‫‪..........................................................................‬‬

‫‪٦٩‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪ -٣‬اﻟﻐﺰل ﰲ اﻟﻌﺼﺮ اﻷﻣﻮي‪:‬‬


‫جزءا من القصيدة‪ ،‬وميتزج مع األغراض الشعرية األخرى‪،‬‬ ‫كان الغزل في العصر اجلاهلي وعصر صدر اإلسالم ً‬
‫أما في العصر األموي فقد أصبﺢ مستق ً‬
‫ال من بداية القصيدة إلى نهايتها‪ ،‬وله شعراؤه الذين أبدعوا القول فيه‪ ،‬وفي‬
‫موضوعاته‪ ،‬فبرز نوعان من الغزل‪ ،‬هما‪:‬‬
‫‪ )١‬الغزل العذري‪ :‬وهو غزل عفيف طاهر‪ ،‬ال يهتم بجمال املرأة بقدر ما يهتم بشفافية روحها وعفافها‪،‬‬
‫وانتشر في البوادي خاصة بادية احلجاز‪ ،‬ومن شعرائه‪ :‬جميل بثينة‪ ،‬وقيﺲ بن امللوح‪ ،‬وكثير عزة‪.‬‬
‫‪ )٢‬الغزل الصريﺢ‪ :‬وهو الذي يهتم مبحاسن املرأة وجمالها‪ ،‬وهو غزل قصصي‪ ،‬وشاع في احلاضرة‪ ،‬واقترن‬
‫بالترف‪ ،‬ومن شعرائه‪ :‬عمر بن أبي ربيعة‪ ،‬واألحوص‪ ،‬وال َع ْرجي‪.‬‬

‫ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻐﺰل‬
‫اﻟﻌﺬري‬
‫هو غزل نقي طاهر ممعن في النقاء والطهارة‪ ،‬وقد نسب إلى بني ُعذرة إحدى‬
‫قبائل قضاعة‪ ،‬التي كانت تنزل في وادي القرى شمالي احلجاز؛ ألن شعراءها أكثروا من التغني‬
‫به ونظمه‪ ،‬ولم يقتصر الغزل على قبيلة عذرة‪ ،‬فقد شاع في بوادي ﳒد واحلجاز‪ ،‬وخاصة بني‬
‫عامر‪ ،‬ويعود سبب انتشاره فيها إلى‪ :‬ظهور اإلسالم الذي طهر النفوس‪ ،‬وبعد البوادي عن حياة‬
‫احلضارة والترف‪.‬‬

‫سمات الغزل العذري‪:‬‬


‫‪-١‬التزامه بالوحدة املوضوعية‪.‬‬
‫‪-٢‬سهولة ألفاظه‪.‬‬
‫‪-٣‬صدق العاطفة وحرارتها‪.‬‬
‫‪-٤‬اقتران الشعراء بأسماء من أحبوا‪ ،‬مثل‪ :‬كثير عزة‪ ،‬ومجنون ليلى‪ ،‬وجميل بثينة‪.‬‬

‫‪٧٠‬‬
‫اﻷدب ﰲ ﺻﺪر اﻹﺳﻼم وﻋﺼﺮ ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ‬

‫ﳕﺎذج ﻣﻦ اﻟﻐﺰل اﻟﻌﺬري‬

‫ﻳﻘﻮل ُﻛ َﺜ ﱢﻴﺮ ﻋﺰة ﰲ ﺗﺎﺋﻴﺘﻪ‪:‬‬


‫قلوصيكمـــا ثم ابكيــــــا حيــــث حـــ َّل ِت‬ ‫خليـــلــــي هــــذا ربع عــــزة فاعقــــــــال‬
‫ِ‬
‫تــولـــت‬ ‫وال موجـعــــات القلـــــب حتــــى‬ ‫وما كنــت أدري قبــل عــــزة ما البـكــــا‬
‫ذلـــت‬ ‫إذا ﱢ‬
‫وطنــــت يومــــــ ًا لهـــــا النفـــﺲ ِ‬ ‫فقــــلــت لهـــا‪ :‬ياعــــ ﱡزكـــل مصيــبــــة‬
‫وﻳﻘﻮل ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ذرﻳﺢ‪:‬‬
‫ُ‬
‫يكـــــــــون‬ ‫لـــقـــــــاء في املنــــــــــــام‬
‫ً‬ ‫لعــــل‬ ‫وإني ألهـــوى النوم في غيـــــــر حيــنــــه‬
‫يقيـــــــــن‬
‫ُ‬ ‫فيا ليـــــــت أحـــــالم الـمنــــــام‬ ‫ــــم‬
‫أراك ُ‬‫حتــدثـــنـــي األحـــــال ُم أنــــــي ُ‬
‫وﻳﻘﻮل ﺟﻤﻴﻞ ﺑﻦ ﻣﻌﻤﺮ‪:‬‬
‫بــــوادي القــــــرى‪ ،‬إنــــي إذاً لسعيـــــــــدُ‬ ‫فيا ليت شعـــري هــــل أبيتــــن ليــلــــة‬
‫إلـــــى اليـــــوم ينمـــــي حبــــهــا ويزيـــــــدُ‬ ‫وليدا فلم يـــزل‬ ‫علقت الهوى منها ً‬
‫وال البخــــــل إال قلــت‪ :‬ســـــوف ﲡــــــو ُد‬ ‫فـــمـــا ُذ ِكـــــراألحبــــابإالذكرتـــهــــــا‬
‫مع النـــــاس‪ ،‬قالــــت‪ :‬ذاك منـك بعـــيــدُ‬ ‫إذاقلت‪ :‬رديبعضعقلـــيأعـــﺶبــــه‬

‫‪٧١‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪º`∏``©`à``dG äÉ`WÉ`°û``f‬‬
‫‪ ( ١‬ﺿﺒﻂ الﻨﺼﻮص الﺜﻼﺛة في الكﺘاب ﺑالﺸكﻞ‪.‬‬
‫‪ (٢‬ﻗراءة الﻨﺼﻮص وﺷرﺣها ﺷﻔه ًّﻴا‪:‬‬
‫‪ (٣‬اﺳﺘﺨراج املعاﻧي املﺸﺘرﻛة‪:‬‬
‫‪.............................................................................‬‬
‫‪.............................................................................‬‬
‫‪.............................................................................‬‬
‫‪.............................................................................‬‬
‫‪ (٤‬دراﺳة ﲢﻠﻴﻠﻴة‪:‬‬
‫الصدق واإلخالص في العاطفة‪ ،‬وصف املرأة‪ ،‬االهتمام بجمال املرأة‪ ،‬الضعف اجلسدي‪ ،‬التعلق بحبيبة‬
‫واحدة‪ ،‬االلتفات إلى الروح ال إلى اجلسد‪ ،‬ظهور نبرة احلزن واأللم‪ ،‬ظهور روح املغامرة والعبث‪.‬‬
‫أ) هذه بعض خصائص الغزل في العصر األموي بعد دراستك للمقاطع الشعرية‪ ،‬ميز خصائص الغزل‬
‫العذري والغزل الصريﺢ بوضع خط حتت خصائص الغزل العذري‪ ،‬وخطني حتت خصائص الغزل الصريﺢ‪.‬‬
‫ب) استنبط أثر الصحراء في الشعر العذري‪.‬‬
‫‪.............................................................................‬‬
‫‪.............................................................................‬‬
‫‪.............................................................................‬‬
‫‪ (٥‬مﻨاﻗﺸة ﺷﻔهﻴة‪:‬‬
‫أ ) كيف ترى شخصية الشاعر العذري من حيث القوة والضعف؟‬
‫ب) ما رأيك في أشعار الغزل التي تقال عبر وسائل اإلعالم املختلفة في عصرنا احلاضر‪ ،‬وإلى َأ ﱢيها متيل‬
‫وعن أيها تعرض‪ ،‬مع ذكر األسباب؟‬
‫‪ (٦‬اﳊﻔﻆ‪:‬‬
‫يحفﻆ الطالب أبيات كث ﱢير عزة أو أبيات جميل بن معمر‪.‬‬

‫‪٧٢‬‬
‫متغيرات العصر العباسي وأثرها في األدب‬

‫‪L12-U1-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻷدب ﰲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬

‫‪»°SÉÑ©dG ô°ü©dG ‘ ÜOC’G‬‬


‫اﳌﻮﺿﻮع اﻟﺜﺎﻟﺚ‬
‫‪test-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪TRHS-logh5-U1-L12.png‬‬ ‫‪k G‬‬
‫‪ÜOC’G »`a É``gô`KCGh »`°SÉ``Ñ`©`dG ô`°ü`©`dG äGô`«`¨`à`e :’hC‬‬
‫) ‪(á``«`JGò`dG á`°SGQó`dGh IAGô``≤``∏d‬‬

‫العﺼر العﺒاﺳي ) ‪ ٦٥٦ -١٣٢‬هـ (‪:‬‬


‫قامت الدولة العباسية على أنقاض الدولة األموية؛ نتيجة الثورات املتواصلة‬
‫التي أدت إلى ضعفها وسقوط آخر اخللفاء األمويني في املشرق في معركة‬
‫الزاب شمالي العراق سنة ‪١٣٢‬هـ‪.‬‬
‫وينتسب العباسيون إلى جدهم العباس بن عبد املطلب عم النبي �‪،‬‬
‫وامتد حكم العباسيني ما يزيد على خمسة قرون‪ ،‬وانتهت عندما قضى‬
‫عليها املغول بسقوط بغداد عاصمة اخلالفة سنة ‪ ٦٥٦‬هـ‪ .‬أما أبرز متغيرات‬
‫هذا العصر فهي‪:‬‬

‫‪ -١‬اﳌﺘﻐﻴﺮات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬صارت بغداد عاصمة الدولة العباسية ً‬
‫بدال من دمشق‪ ،‬وازدهرت احلياة فيها‪ ،‬وصار يﺆمها الناس من كل مكان‪.‬‬
‫‪ -‬غلب الطابع غير العربي على الدولة واع ُتمد على الفرس في إدارة احلكم في فترة اخللفاء األوائل (تسمى هذه‬
‫الفترة العصر العباسي األول)‪ ،‬وقد أخذ العباسيون عن الفرس نظام الوزارة وبعض أنظمة احلكم وأسلوب احلياة‪ ،‬ثم‬
‫حدث حتول كبير مع بداية حكم املعتصم حني بدأ في االعتماد على الترك في إدارة الدولة ً‬
‫بدال من الفرس (من بداية‬
‫حكم املعتصم اصطلﺢ على تسمية العصر بالعصر العباسي الثاني)‪.‬‬

‫أدوارا مﺘعددة مﻨها‪:‬‬


‫ً‬ ‫ﺷهدت الدولة العﺒاﺳﻴة‬

‫عظيما ونهضة‬
‫ً‬ ‫ازدهارا‬
‫ً‬ ‫أ ـ دور القﻮة املرﻛﺰية )‪ ٢٣٣ –١٣٢‬هـ( وكانت اخلالفة فيها ذات هيبة ومنعة‪ ،‬وشهدت‬
‫شاملة في جميع مناحي احلياة‪ ،‬وال سيما في عهدي الرشيد واملأمون‪.‬‬
‫ب ـ دور اﳉﻨدية )‪ ٣٣٤ – ٢٣٣‬هـ ( وفيه ضعف بعض اخللفاء مع بقائهم في رأس السلطة‪ ،‬أما مقاليد األمور‬
‫للح َّجاب والوزراء واجلند‪ ،‬وشاع في هذه الفترة التعسف وانتشرت الفوضى والفﱳ والثورات‪.‬‬
‫فهي ُ‬

‫‪٧٣‬‬

‫‪٧٣‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫ج ـ دور اﻹمارات والدويﻼت ) ‪ ٦٥٦ -٣٣٥‬هـ (‪ ،‬وفيه قامت دويالت مستقلة عن اخلالفة العباسية في بغداد‬
‫ومنها‪ :‬الدولة احلمدانية في الشام والعبيدية واألخشيدية في مصر والبويهية في العراق‪.‬‬
‫سيرا مطر ًدا تغذوه احلضارة والثقافة‬
‫وعلى حني كانت السياسة تتقلب في أطوارها املتباينة كان األدب يسير ً‬
‫واﻵفاق اجلديدة التي تفتحت أمامه من كل صوب‪.‬‬
‫وكانت هذه األطوار والتقلبات والفﱳ والصراعات واالحتكاك باملدنيات العاملية وقيام دور الثقافة وحركة التدوين‬
‫والترجمة وما صحبها من تشجيع اخللفاء واألمراء لألدباء والعلماء روافد ثرية لألدب بشعره ونثره‪ ،‬تأثر بها إلى حد‬
‫بعيد في مادته ومضامينه وأساليبه وتعدد أغراضه‪.‬‬

‫‪ -٢‬اﳌﺘﻐﻴﺮات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪:‬‬
‫على املستوى االجتماعي ميكن القول‪ :‬إن املجتمع في العصر العباسي كان مجتمع قوميات تعاقبت عليها‬
‫العصور واألجيال‪ ،‬فانصهرت وذابت في املجتمع العربي املسلم فتدينت بدينه وحتدثت لغته‪ ،‬ولم يعرف كثير من‬
‫أبناء أولﺌك األقوام لغة غير العربية‪ ،‬وتسمى الناس بأسماء العرب بل إن بعضهم نسب نفسه للقبيلة العربية‪ ،‬وتعلموا‬
‫علوم الدين والرواية واللغة والفلسفة‪ ،‬ودرسوا بها وبرعوا إلى أن تفوقوا على كثير من أصحابها من العلماء العرب‪،‬‬
‫وقد ألفوا فيها مﺆلفات عظيمة بقيت خالدة على مر األزمان‪.‬‬
‫وكانت غالبية املجتمع من ذوي األصول العربية أو األعجمية متدينة ومتمسكة بالفرائض ومقيمة لشعائر اإلسالم‬
‫مبغضة ملا وجد من حياة املجون والزندقة‪.‬‬
‫وقد شهد العصر تراج ًعا نسب ًّيا لسلطان القبيلة‪ ،‬ورمبا حلت القومية عند البعض محل القبيلة‪ ،‬كما لم تعد الناس‬
‫ترغب حياة البادية وشظفها؛ إذ رقت حياة الناس االجتماعية‪ ،‬وغلب عليها بشكل عام حياة الرخاء والترف‪ ،‬لكن‬
‫ذلك ال مينع من وجود طبقات في املجتمع‪ :‬طبقة تنعم بالرخاء وسعة العيشة وطبقات متوسطة وطبقات أخرى‬
‫كادحة‪.‬‬
‫وقد ازدادت حركة العمران وبنيت القصور الفاخرة واملساجد الفخمة‪ ،‬ومال البعض إلى اللهو والصيد واللعب‪،‬‬
‫كما ازدهر الغناء وكثر املوسيقيون وتطورت آالتهم وأحلانهم‪.‬‬
‫وميكن إيجاز أﺛر املﺘﻐﻴرات اﻻﺟﺘﻤاﻋﻴة في األدب ﻋﻠﻰ الﻨﺤﻮ اآلتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬ﻇهﻮر أﺛر اﻹﻗﻠﻴﻤﻴة في األدب‪:‬‬


‫ظهر في العهد العباسي ما ميكن أن يسمى أدب األقاليم الذي تتجلى فيه آثار الشخصية اإلقليمية بوضوح‪،‬‬
‫ففي حلب ظهرت اخلطب الدينية؛ لكثرة الغزوات واحلروب التي كان يشنها سيف الدولة على الروم‪ ،‬وحتلى الشعر‬

‫‪٧٤‬‬
‫اﻷدب ﰲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬

‫الشامي بالفصاحة والصفاء لقرب الشعراء من عرب اجلزيرة واتصالهم بهم‪ ،‬أما أهل العراق فظهر أثر الفلسفة على‬
‫أشعارهم‪ ،‬كما ظهر في أدبهم شيء من الضعف؛ بسبب كثرة تواصلهم مع األعاجم‪.‬‬

‫ب‪ -‬تﻨﻮع األدب ﺑﲔ الﺘقﻠﻴد والﺘجديد‪:‬‬


‫يتأثر األدب باألوضاع اجلديدة‪ ،‬التي انتشرت في أرجاء الدولة‪ ،‬فابتعد عن البداوة‪ ،‬وما يصحبها من تقليد‪،‬‬
‫معاني وطرقًا جديدة في نظم األفكار‪ ،‬وعالﺞ قضايا فكرية ودينية‪ ،‬وأثر جو الترف‪،‬‬
‫َ‬ ‫واكتسب من احلركة االعلمية‬
‫فظهرت أغراض شعرية تصف ذلك‪ ،‬ومقابل موجة الترف ظهرت موجة الوعاظ والزهاد‪.‬‬
‫كل ذلك أبقى األدب التقليدي بدوافعه املعروفة وأنواعه وأغراضه التقليدية‪ ،‬وفي املقابل ُولد األدب الذي ينزع‬
‫إلى الثورة على األعراف القدمية في األدب‪ ،‬وينزع إلى الشعبية ووصف الواقع كما هو‪ ،‬ويهتم بالتجديد في مضامني‬
‫األدب وأغراضه وأساليبه‪.‬‬

‫‪ -٣‬اﳌﺘﻐﻴﺮات اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪:‬‬


‫أما على املستوى الفكري فيعد العصر العباسي عالمة فارقة في نشاط املسلمني العلمي والفكري‪ ،‬وميثل أزهى‬
‫عصور احلضارة العربية واإلسالمية في هذا الشأن‪ ،‬وتزامن هذا النشاط مع اتساع الدولة وقوتها سياس ًّيا واقتصاد ًّيا‬
‫وعسكر ًّيا‪ ،‬فكانت بحق دولة العلم واملدنية التي ال تنافﺲ في عصرها‪ .‬ومن الشواهد املوجزة على ذلك ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬تدوين احلديث النبوي‪ ،‬فكتب الصحاح واملسانيد والسﲍ كلها دونت في هذا العصر‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور املذاهب الفقهية األربعة الكبرى على أيدي أئمتها أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل‪،‬‬
‫كما ُجمعت فيه السيرة النبوية الشريفة و ُد ﱢونت‪ ،‬واهتم العلماء بالتفسير وعلوم القرآن ومصطلﺢ احلديث وأصول‬
‫الفقه‪.‬‬
‫اتساعا نتﺞ عنه جمع ألفاظ اللغة‪ ،‬وأشعارها القدمية واحلديثة‪ ،‬ووضعت قواعد اللغة‬
‫ً‬ ‫‪ -‬اتساع علوم العربية‬
‫والنحو العربي الذي تبارى العلماء في إجادته والتوسع فيه‪ ،‬وازدهرت في هذا العصر بعض علوم العربية كالبالغة‬
‫والنقد وفقه اللغة‪.‬‬
‫‪ -‬ازدهار حركة التدوين‪ ،‬وانتشار العلم بانتشار املدارس ووفرة العلماء ونشاطهم ودعم اخللفاء واألمراء لهم‪.‬‬
‫مثمرا استوعب ما طوي فيها من معارف‬ ‫خصبا ً‬‫ً‬ ‫ً‬
‫اتصاال‬ ‫‪ -‬اتصال الثقافة العربية اإلسالمية بالثقافات األجنبية‬
‫وعلوم‪ ،‬وكان هذا االتصال يتم بطريقني‪ :‬طريق املشافهة مع املستعربني‪ ،‬وطريق النقل والترجمة‪ ،‬وكان الطريق الثاني‬
‫تأثيرا في تاريخ الثقافة العربية‪ ،‬وأهم تلك الثقافات هي‪ :‬اليونانية والفارسية والهندية‪.‬‬
‫أكثر ً‬

‫‪٧5‬‬

‫‪٧5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪ -‬كان اخللفاء العباسيون يعنون بالترجمة عناية واسعة‪ ،‬وينفقون عليها األموال الطائلة‪ ،‬ويعد اخلليفة املنصور‬
‫أول من شجع على الترجمة حيث نقلت في عهده كتب كثيرة في الفلك والهندسة واحلساب واملنطق والطب‪ ،‬كما‬
‫نشطت الترجمة في عهد الرشيد نشاطً ا واس ًعا‪ ،‬وقد أذكى جذوتها حينﺌذ إنشا ُء دار احلكمة‪ ،‬وهي دار عامة للكتب‬
‫ُو ﱢظف فيها عد ٌد كبير من املترجمني‪.‬‬
‫كبيرا‪ ،‬وجعل من مهام‬
‫معهدا علم ًّيا ً‬
‫ً‬ ‫وبلغت الترجمة ذروتها في عهد املأمون؛ إذ حول دار احلكمة إلى ما يشبه‬
‫هذه الدار إرسال البعوث إلى بالد الروم جللب أنفﺲ ما في خزائنها لترجمتها‪.‬‬
‫‪ -‬نشطت علوم التاريخ والطب والكيمياء والفكر الفلسفي املذهبي واملوسيقى والرسم والهندسة والبناء وغيرها‬
‫من العلوم مما يطول التفصيل فيه‪.‬‬
‫ﻛﺒﻴرا في األدب ومن ذلﻚ‪:‬‬
‫أﺛرا ً‬
‫وهذﻩ اﳊرﻛة الﺜقافﻴة الﻔكرية ترﻛﺖ ً‬
‫قائما على الرواية‪.‬‬
‫‪ -‬تدوين األدب بعد أن كان ً‬
‫‪ -‬التعبير بتحضر ونظر عميق وفكر فلسفي‪.‬‬
‫‪ -‬تغليب جانب العقل على العاطفة‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور الصنعة فيه أكثر من الطبع‪.‬‬
‫‪ -‬شيوع نزعة اجلدل وتعليل الظواهر واالبتكار‪ ،‬وكان ذلك في النثر أكثر منه في الشعر‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور النقد ومقاييﺲ الشعر ومقومات اجلمال‪ ،‬وقد كانت قبل ذلك ﲡري في طبائع الشعراء دون تقعيد‪.‬‬

‫‪º`∏``©`à``dG äÉ`WÉ`°û`f‬‬

‫‪ -١‬اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﺘﻌﺎوﻧﻲ‪ :‬ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﻌﺼﺮ اﻷﻣﻮي اﺟﺘﻤﺎﻋ ًّﻴﺎ‪.‬‬
‫‪ (١‬اﻟﻘﺮاءة اﳌﻌﺒﺮة‪.‬‬
‫اﳌﻔﺮدات‪.‬واﺑﺤﺚ ﻋﻦ ازدﻫﺎر اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﰲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‪.‬‬
‫ﻣﻌﺎﻧﻲﻣﺮاﺟﻌﻚ‬ ‫اﻟﺒﺤﺚ ﰲ‬
‫ﻋﺪ إﻟﻰ‬ ‫‪-٢ (٢٢‬‬

‫‪٧٦‬‬
‫الشعر في العصر العباسينماذج من الشعر في العصر العباسي بشار بن برد‬

‫‪L13-U1-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻷدب ﰲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬

‫‪»``°SÉ`Ñ`©`dG ô``©`°û`dG ø`e êPÉ`ª`f :É``k«`fÉ`K‬‬

‫‪est-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪TRHS-logh5-U1-L13.png‬‬ ‫ﳕﺎذج ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬
‫‪ -١‬ﺑﺸﺎر ﺑﻦ ﺑﺮد ﻳﺼﻒ ً‬
‫ﺟﻴﺸﺎ‪:‬‬

‫الﺸاﻋر‪:‬‬
‫هو بشار بن برد بن يرجوخ فارسي األصل‪ ،‬ولد عام ‪٩٦‬هـ ونشأ في بني عقيل نشأة عربية‬
‫خالصة‪ ،‬وقد كان كفيف البصر‪.‬‬
‫وهو شاعر مخضرم أدرك األمويني والعباسيني‪ ،‬ويعد رأس الشعراء احملدثني وكان فياض املوهبة غزير‬
‫ومتهما بالزندقة‪ ،‬ورغم فقده بصره‬
‫ً‬ ‫املادة وال ترى في شعره التكلف والصنعة‪ ،‬وكان ً‬
‫مياال للهجاء‪،‬‬
‫فقد كان دقيق الوصف وذا خيال واسع‪ .‬مات عام ‪١٦٨‬هـ‬
‫الﻨﺺ‪:‬‬

‫صدي َقــك لــم تلــقَ الــذي ال تعـــات ُبه‬ ‫معـــــاتبا‬


‫ً‬ ‫إذا كنــت فــي كل األمــور‬
‫ذنــب مــــــــــر ًة ومجــــــان ُبه‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫مقـــارف‬ ‫َ‬
‫أخــاك فﺈنــــه‬ ‫واحــدا أو صــل‬
‫ً‬ ‫فعــﺶ‬
‫ال أن تعــدَّ معــــاي ُبه‬ ‫كفــى املــرء نبــ ً‬ ‫ومــن ذا الــذي ترضى ســجاياه ك ﱡلها‬
‫النــاس تصفــو مشــار ُبه‬ ‫ِ‬ ‫وأي‬
‫ظمﺌــت‪ ،‬ﱡ‬ ‫مرارا على القذى‬ ‫تشــرب ً‬
‫ْ‬ ‫إذا أنت لم‬
‫وبالشــــوك واخلطــي حمــــــ ٌر ثعــــالبه‬ ‫وجيﺶ كجنﺢ الليل يزحف باحلصى‬
‫ٍ‬
‫ٌ‬
‫ليــــــل تهــــــاوى كــواك ُبـــــــه‬ ‫وأســيافنا‬ ‫ِ‬
‫رؤوســنا‬ ‫كأن مثــار النقــع فـــــوق‬
‫ٌ‬
‫ومثـــــــل الذ بالبحــر هــــــــاربه‬ ‫ٌ‬
‫قتيــــــل‬ ‫فراحـــــوا فري ًقــا فــي اإلســا ِر ومث ُلــه‬

‫‪٧٧‬‬

‫‪٧٧‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪º`∏`©`à``dG äÉ`WÉ`°û`f‬‬
‫‪ ((٣‬اﺳﺘﺨﺮاج اﻷﻓﻜﺎر )ﻫﺬا اﻟﻨﺺ ﺟﺰء ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة وﻳﺤﻤﻞ ﻓﻜﺮﺗﲔ‪ ،‬وﺿﺤﻬﻤﺎ(‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ ( ٤‬أﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﳉﺰﺋﻲ )ﺣﻮار وﻣﻨﺎﻗﺸﺔ(‪:‬‬
‫أ ‪ -‬اشرح احلكمة التي يسديها بشار في مطلع القصيدة‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ب ‪ -‬هل وفق الشاعر في استخدام ألفاظه لوصف املعركة؟ مثّل لذلك‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ج ‪ -‬ما الغرض الثاني الذي يزاحم الوصف في هذه القصيدة؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫د ‪ -‬يعد البيت السابع من األبيات السائرة الشهرة‪ّ .‬بني جمال التصوير فيه ووجه الغرابة‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫هـ ‪ -‬ظهر في الشعر العباسي تياران‪ :‬أحدهما حافﻆ على طريقة الشعراء في نظم القصيد بلغة وصور‬
‫مستمدة من النموذج اجلاهلي في الشعر‪ ،‬وآخر يهتم بالتجديد في أغراض األدب ومضامينه وأسلوبه‪.‬‬
‫ص ّنف هذه القصيدة ضمن أي تيار مع التعليل‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ (5‬اﳊﻔﻆ‪ :‬اﺣﻔﻆ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﻴﺪة ﺧﻤﺴﺔ أﺑﻴﺎت ﺗﻌﺠﺒﻚ‪.‬‬

‫‪٧٨‬‬
‫نماذج من الشعر في العصر العباسي أبو العتاهية أبو تمام‬

‫‪L14-U1-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻷدب ﰲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬

‫ﳕﺎذج ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬


‫‪ -٢‬أﺑﻮ اﻟﻌﺘﺎﻫﻴﺔ ﰲ اﻟﺰﻫﺪ‪:‬‬
‫‪est-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪TRHS-logh5-U1-L14.png‬‬
‫الﺸاﻋر‪:‬‬
‫هو إسماعيل بن القاسم‪ ،‬نزعت نفسه للهو واملجون في أول حياته‪ ،‬لكنه حتول حلياة الزهد‬
‫والتقشف وجاء معظم شعره في الزهد واملديﺢ‪.‬‬

‫الﻨﺺ‪:‬‬

‫رقيـــب‬
‫ُ‬ ‫علي‬ ‫ولكن ْ‬
‫قل‪َّ :‬‬ ‫خلوت‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫إذا ما خلوت الدهر يو ًمـا فال ْ‬
‫تقل‬

‫وال َّأن ما ُيخفـــــى عليه يغيــــب‬ ‫وال َحتســﱭ ا َ‬


‫هلل ُيغفل ما مضـــــى‬

‫ذنــــوب‬
‫ُ‬ ‫ذنــــوب علــى آثارهــن‬
‫ٌ‬ ‫تتــــابعت‬
‫ْ‬ ‫لهونــا لعم ُر ا ِ‬
‫هلل حتــــى‬ ‫ْ‬
‫ويــأذن فــي توباتنــا فنتــوب‬ ‫يغفــــر ما مضـــى‬
‫ُ‬ ‫هلل‬
‫فيا ليت أن ا َ‬
‫لقريـــــــب‬
‫ُ‬ ‫نهــل مــن و ِ‬
‫ِرد ِه‬ ‫إلــى َم ٍ‬ ‫وإن امر ًأ قد ســــار خمسني حج ًة‬

‫روب‬
‫والقروض ُض ُ‬
‫ُ‬ ‫بقرضـك ُﲡزى‬
‫ِ‬ ‫استطعت‪ ،‬فﺈﳕــا‬
‫َ‬ ‫جزاء ما‬
‫فأحسن ً‬
‫ْ‬

‫‪٧٩‬‬

‫‪٧٩‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪º`∏`©`à``dG äÉ`WÉ`°û`f‬‬
‫‪ ( ١‬اﻟﻘﺮاءة اﳌﻌ ﱢﺒﺮة‪.‬‬
‫‪ ( ٢‬اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﳉﺰﺋﻲ‪:‬‬
‫شرحا موج ًزا‪:‬‬
‫أ _ شرح األبيات شفه ًّيا ً‬
‫ب _ استخراج الصور‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ج _احلكم على النص‪:‬‬
‫السالسة‪ ،‬الوضوح‪ ،‬خشونة األلفاظ وغرابتها‪ ،‬اإلغراق في التصوير الفني‪ ،‬استخدام األسلوب املباشر‪.‬‬
‫اختر من هذه الصفات ما ميكن به وصف أبيات أبي العتاهية السابقة‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ ( ٣‬ﻧﺸﺎط ﺑﺤﺜﻲ‪:‬‬
‫اذكر بعض اﻵيات القرآنية أو األحاديث النبوية التي استوحاها الشاعر في قصيدته (نصني على األقل)‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬

‫‪٨٠‬‬
‫اﻷدب ﰲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬

‫ﳕﺎذج ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬


‫‪ -٣‬أﺑﻮ ﲤﺎم ﰲ رﺛﺎء ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ اﻟﻄﻮﺳﻲ أﺣﺪ ﻗﺎدة اﳋﻠﻴﻔﺔ اﳌﺄﻣﻮن‪:‬‬

‫الﺸاﻋر‪:‬‬
‫هو حبيب بن أوس الطائي (‪٢٣١-١٨٨‬هـ) ولد قرب دمشق وتنقل بني مصر والشام والعراق‪،‬‬
‫وقد جعله املعتصم شاعر بالطه‪ ،‬وله عدة كتب جمع فيها منتخبات من شعر العرب‪ ،‬وقد أكثر أبو‬
‫متام في شعره من املديﺢ وما يقترب منه‪ ،‬ويعد أبو متام من املجددين في الشعر حيث اتخذ الصناعة‬
‫مذهبا‪ ،‬وقد عرف بأنه شاعر املعاني يجول في ميادينها ويغوص في‬
‫ً‬ ‫اللفظية أسلو ًبا والتفخيم واملبالغة‬
‫مكامنها‪.‬‬

‫الﻨﺺ‪:‬‬

‫يفض مـــــا ُؤها عذ ُر‬


‫فليﺲ لعــنيٍ لم ْ‬ ‫وليفدح األمـ ُر‬
‫ِ‬ ‫ـب‪،‬‬
‫اخلط ُ‬ ‫كذا ف ْل َّ‬
‫يجل ْ‬

‫شغل عن الســ َف ِر َّ‬


‫الس ْف ُر‬ ‫وأصبﺢ في ٍ‬ ‫محمــد‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫اﻵمــــــــال بعـــد‬ ‫توفيــت‬

‫ُ‬
‫األحاديثوالذك ُر‬ ‫د ًما‪،‬ضحكتعنه‬ ‫ف ًتــى كلمــا فــــــاضت عيون قبيـــلةٍ‬
‫ُ‬
‫الورق النض ُر؟‬ ‫ففي أي فــــرع يوجد‬ ‫رف ُج َّذت أصــولُها‬
‫شجرات ال ُع ِ‬
‫ُ‬ ‫إذا‬
‫َ‬
‫صرف الدهـــــ ِر نائ ُلــه ال َغ ْم ُر‬ ‫ويغمــ ُر‬
‫ُ‬ ‫ثوى في الثرى من كان يحيــا به الثرى‬

‫الكريـــــم احل َّر ليــﺲ له عم ُر‬


‫َ‬ ‫رأيــت‬ ‫َ‬
‫عليـــــــك ســال ُم اهلل وق ًفــا؛ فﺈنـــني‬

‫اﻟـﻤـــﻔـــــــﺮدات‪:‬‬

‫والﺴﻔْ ر‪ :‬املسافرون‪.‬‬
‫الﺴﻔَر‪ :‬الرحيل‪ ،‬ﱠ‬
‫ﺛﻮى‪ :‬نزل في حفرته‪ ،‬الﺜرى‪ :‬التراب‪.‬‬
‫ويﻐﻤر‪ :‬يغطي‪ ،‬ﻧاﺋﻠﻪ‪ :‬عطاؤه‪ ،‬وال َﻐ ْﻤ ُر‪ :‬الكثير‪.‬‬

‫‪٨١‬‬

‫‪٨١‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪º`∏`©`à``dG äÉ`WÉ`°û`f‬‬

‫‪ (١‬ﻗﺮاءة اﻟﻨﺺ واﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻷﻟﻔﺎظ ﻏﻴﺮ اﳌﺸﺮوﺣﺔ‪.‬‬

‫‪ ( ٢‬اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﳉﺰﺋﻲ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أبد وجهة نظرك حول صدق عاطفة أبي متام في رثائه هذا‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ب – اهتم بعض الشعراء في العصر العباسي بالصناعة اللفظية‪ ،‬وهو اﲡاه جديد ظهر في الشعر العباسي‪،‬‬
‫وعرف به عدد من شعرائه‪.‬‬
‫استخرج الصناعة اللفظية عند أبي متام في األبيات‪ :‬الثاني‪ ،‬الثالث‪ ،‬الرابع‪ ،‬اخلامﺲ‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬

‫‪٨٢‬‬
‫نماذج من الشعر في العصر العباسي‬

‫‪L15-U1-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻷدب ﰲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬

‫ﳕﺎذج ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬


‫‪ -٤‬اﻟﺒﺤﺘﺮي ﰲ وﺻﻒ إﻳﻮان ﻛﺴﺮى واﻟﺘﺤﺴﺮ ﻋﻠﻴﻪ‪:‬‬
‫‪stest-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪TRHS-logh5-U1-L15.png‬‬
‫الﺸاﻋر‪:‬‬
‫هو الوليد بن عبيد البحتري من قبيلة َط ﱢيﺊ‪ ،‬ولد في منبﺞ قرب حلب ويعد من شعراء الشام‪،‬‬
‫وألبي متام فضل عليه في ذكر موهبته والتعريف به عند األمراء‪ ،‬وهو شاعر مكثر يحسن املديﺢ‬
‫ويجيد التكسب‪ ،‬لكن الوصف قد غلب على شعره‪.‬‬

‫مﻨاﺳﺒة القﺼﻴدة‪:‬‬
‫خرج البحتري للخلفاء في بغداد أول مرة ولم يلق حظوة‪ ،‬فذهب للمدائن شرقي بغداد وفيها‬
‫قصر لكسرى فأخذ يبث شكواه بهجرانه الشام‪ ،‬وخيبته في العراق‪ ،‬ويتحسر على ملوك آل ساسان‬
‫وشاكرا ﳒدتهم ألجداده اليمنيني عندما غزاهم األحباش‪.‬‬
‫ً‬ ‫مشيدا بحضارتهم‪،‬‬
‫ً‬

‫الﻨﺺ‪:‬‬
‫ـــﺲ‬ ‫وتَر َّفعــت عــن َجــدا كــــل َج ْب ِ‬ ‫صنت نفسي َع َّما ُيدَ ن ُﱢﺲ نفــــسي‬ ‫ُ‬
‫التماسا منه لتعـــسي و َنكـســـي‬ ‫ً‬ ‫ــ ُر‬ ‫ني زعزعنــي الدهـــ‬ ‫ومتاســكت حــ َ‬
‫ُ‬
‫ـــت إلى أبيــــض املدائــن عنــسي‬ ‫رحلي الهمــــو ُم فـــوجهـــ‬ ‫َ‬ ‫حضرت‬
‫ْ‬
‫رس‬ ‫َ‬
‫ســــاســــــــان َد ِ‬ ‫ﱟ‬
‫حملــــل مـــن آل‬ ‫ِ‬
‫احلظـــــوظ وآســـــى‬ ‫أتسلـــــى عــن‬
‫فــي قفــار مــن البســــاب ِِﺲ ُم ْل ِ‬
‫ـــــﺲ‬ ‫تكــن كأطاللِ ُس ْــعدى‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫حلــل لــم‬
‫ــﺲ‬ ‫ـدَّ ِة حتـــى َغـــدَ ْو َن َأنضــا َء ِل ْب ِ‬ ‫نقـــــل الدهــ ُر عهدَ ُهــــن عـــن اجلــ‬
‫جعلــت فيــــه مأمتــــًا بعـــدَ ُع ْر ِس‬
‫ْ‬ ‫علمــــت َّأن الليــــــالـــــي‬
‫َ‬ ‫لــو تــــراه‬
‫اجلنﺲ ِجنسي‬ ‫ُ‬ ‫باقتراب منها وال‬ ‫ٍ‬ ‫وليســت الــدا ُر داري‬ ‫ْ‬ ‫ذاك عنــدي‬ ‫َ‬
‫غرســوا من ذكـــائـــها خيـــ َر َغ ِ‬
‫ـــرس‬ ‫ُعمــى أله ِلهــا عنــد أهلــي‬ ‫غيــر ن َ‬

‫اﻟـﻤـــﻔـــــــﺮدات‪:‬‬

‫اﳉدا‪ :‬العطاء‪ ،‬ﺟﺒﺲ‪ :‬اللﺌيم‪ ،‬ﻋﻨﺴي‪ :‬ناقتي‪ ،‬درس‪ :‬قدمي‪.‬‬


‫الﺒﺴاﺑﺲ‪ :‬القفار اخلالية‪ ،‬مﻠﺲ‪ :‬ال نبات فيها‪ ،‬أﻧﻀاء‪ :‬بالية‪.‬‬

‫‪٨٣‬‬

‫‪٨٣‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪º`∏`©`à``dG äÉ`WÉ`°û`f‬‬

‫اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﳉﺰﺋﻲ )ﺣﻮار وﻣﻨﺎﻗﺸﺔ(‪:‬‬


‫أ ‪ -‬في األبيات املختارة من القصيدة ثالث أفكار رئيسة‪ ،‬استخرجها‪:‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ب ‪ -‬حاول قراءة احلالة النفسية للشاعر‪:‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫موضحا طرفي هذه املقارنة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ج – في البيتني الرابع واخلامﺲ مقارنة بني شيﺌني‪ ،‬انثر البيتني بأسلوبك‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫د – اعتمد الشاعر قافية السني واشتملت كثير من مفردات القصيدة على هذا احلرف‪ ،‬فهل يعني ذلك‬
‫رقة مفردات القصيدة أم فخامتها؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫هـ ‪ -‬حاول حصر كلمات القصيدة غير املستخدمة في عصرنا احلاضر‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬

‫‪٨٤‬‬
‫أبو العالء المعري‬

‫‪L16-U1-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻷدب ﰲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬

‫ﳕﺎذج ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬

‫‪stest-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪ -5‬أﺑﻮ اﻟﻌﻼء اﳌﻌﺮي ﻳﺮﺛﻲ ﻓﻘﻴﻬﺎ‪:‬‬
‫‪TRHS-logh5-U1-L16.png‬‬

‫الﺸاﻋر‪:‬‬
‫هو احلكيم الفيلسوف الشاعر الناقد أحمد بن عبد اهلل بن سليمان التنوخي ولد في معرة النعمان‬
‫بني حمص وحلب (‪ ٤٤٩ -٣٦٣‬هـ) ونسب إليها‪ .‬أصيب بداء اجلدري وفقد به بصره‪ ،‬كان من‬
‫أحكم الشعراء‪ ،‬وله باع في الغريب واألخيلة الدقيقة‪ ،‬واحلديث عن الطباع ووسائل االجتماع‬
‫وعادات الناس وسلوكهم وأخالقهم‪ ،‬له كتب عديدة منها ديوانان شعريان شهيران هما‪ :‬سقط‬
‫الزند ولزوم ما ال يلزم‪ ،‬أما كتبه فمنها‪( :‬رسالة الغفران‪ ،‬رسالة املالئكة‪ ،‬ومعجز أحمد في شرح‬
‫شعر املتنبي‪ ،‬وعبث الوليد‪ ،‬والفصول والغايات) عرف بفلسفته‪ ،‬وقد اعتزل الناس في آخر حياته‪،‬‬
‫واحتبﺲ في بيته وسمى نفسه رهني احملبسني‪.‬‬

‫الﻨﺺ‪:‬‬
‫ِ‬
‫شـــــــــاد‬ ‫بـــــــــاك وال تـــــــــــر ُﱎ‬
‫ٍ‬ ‫نــــــوح‬
‫ُ‬ ‫مــجـــد في م َّلتـي واعتقـادي‬
‫ٍ‬ ‫غـيــــ ُر‬

‫نـــاد‬ ‫ﱢ‬
‫كـــــل ِ‬ ‫ِ‬
‫بصـــوت البشـــيـ ِر فــــي‬ ‫ـﺲ‬ ‫صـــــوت النعـــــي إذا قـيــــــــ‬
‫ُ‬ ‫وشــبـــي ٌه‬

‫فـــــرع غصـنـِـهــــا املـــيــَّ ِ‬


‫ــــــاد‬ ‫ِ‬ ‫ـت علـــــى‬ ‫أبكــــــت تلكـــــــم احلمــــامـــــ ُة أم َغ َّنـ‬
‫ْ‬

‫ِ‬
‫عـــــــاد‬ ‫ِ‬
‫عـــهــــد‬ ‫ـب فأيـــن القبــــو ُر من‬
‫َ‬ ‫صــاح هـــذي قبـــــو ُرنــــــا مت ُ‬
‫أل الــــــرحـ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫األجـــســــــــاد‬ ‫أرض إال مــــــــــن هــــــــذه‬
‫ِ‬ ‫أظــــــن أد َمي الـ‬
‫ﱡ‬ ‫خفـ ﱢ ِ‬
‫ـــف الــــــوط َء مـــــا‬

‫ِ‬
‫واألجـــــــــــــــداد‬ ‫هــــــوان اﻵبــــــــــــا ِء‬
‫ُ‬ ‫ـدُ‬ ‫وقبيـــــﺢ بنـــــــا و إن َقـــــدُ م الــعــــــهـ‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫العـــبــــــــاد‬ ‫ِ‬
‫فـــــــــــات‬‫ال اختيــــا ًال علـــى ُر‬ ‫رويـــــدا‬
‫ً‬ ‫اسطعت في الهــوا ِء‬
‫َ‬ ‫ســـ ْر ْإن‬

‫ِ‬
‫ـــــــــــداد‬‫األض‬
‫ـــم ْ‬
‫ضــاحــــك مـــــن تَـــ َز ُاح ِ‬
‫ٍ‬ ‫مــــــــرارا‬
‫ً‬ ‫حلــــدا‬
‫حلـــــد قـــــد صـــا َر ً‬
‫ُر َّب ٍ‬

‫ِ‬
‫ازديـــــــــاد‬ ‫راغــــــب فــــــي‬
‫ٍ‬ ‫ـجب إال من‬
‫ُ‬ ‫تــــعـــب ك ﱡلـــهـــا احلــيـــــا ُة فمـــا أعـ‬
‫ٌ‬

‫‪٨5‬‬

‫‪٨5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪º`∏`©`à``dG äÉ`WÉ`°û`f‬‬

‫‪ -١‬اﻟﻘﺮاءة اﳌﻌ ﱢﺒﺮة‪.‬‬


‫‪ -٢‬ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻷﻟﻔﺎظ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﻧﺜﺮ اﻷﺑﻴﺎت )ﻳﺨﺘﺎر ﻛﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﺛﻼﺛﺔ أﺑﻴﺎت وﻳﻨﺜﺮﻫﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮﺑﻪ(‪.‬‬
‫‪ -٤‬اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﳉﺰﺋﻲ )اﳊﻮار واﳌﻨﺎﻗﺸﺔ(‪:‬‬
‫(كان الرثاء عند العرب يتضمن تعداد مﺂثر امليت ومناقبه والتحسر والبكاء لفراقه‪ ،‬وذلك ما ﳒده عند‬
‫مثال‪ ،‬أما رثاء أبي العالء هنا فهو رثاء غريب بعيد عن ذلك كله)‪.‬‬
‫اخلنساء ً‬
‫أ)كيف وجدت رثاء أبي العالء في هذه القصيدة؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ب ) من خالل هذه األبيات‪ ،‬كيف حتلل شخصية أبي العالء؟ وكيف ينظر للحياة؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ج ) ما الغرض من االستفهام في قوله‪ :‬أين القبور من عهد عاد؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫د ) فيما يأتي بعض مظاهر التجديد في العصر العباسي‪ ،‬اختر منها ما ظهر في قصيدة أبي العالء‪ ،‬وضع‬
‫حتته ًّ‬
‫خطا‪:‬‬
‫التجديد في القوافي‪ ،‬الصنعة األسلوبية غير املتكلفة‪ ،‬الصنعة األسلوبية املتكلفة‪ ،‬عمق التجربة اإلنسانية‪،‬‬
‫التأثر بالفكر الفلسفي‪ ،‬التعبيرعن الذات‪ ،‬وحدة املوضوع في القصيدة‪ ،‬التوسط في استخدام املفردات بني‬
‫الغرابة واالبتذال‪.‬‬
‫‪ -5‬اﳊﻔﻆ‪:‬‬
‫احفﻆ األبيات الستة األولى‪.‬‬

‫‪٨٦‬‬
‫نماذج من الشعر في العصر العباسي المتنبي يمدح سيف الدولة‬

‫‪L17-U1-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻷدب ﰲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬

‫ﳕﺎذج ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬


‫‪ -٦‬ﻣﻘﺘﻄﻔﺎت ﻣﻦ ﺷﻌﺮ اﳌﺘﻨﺒﻲ‪:‬‬
‫‪test-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪TRHS-logh5-U1-L17.png‬‬
‫الﺸاﻋر‪:‬‬
‫هو أبو الطيب أحمد بن احلسني‪ ،‬امللقب باملتنبي‪ ،‬ولد بالكوفة سنة ‪٣٠٣‬هـ ونشأ فيها وتعلم‬
‫ً‬
‫مخالطا فصحاء البدو‪ ،‬وآخذً ا عنهم اللغة‪ ،‬ثم الزم الوراقني‪،‬‬ ‫القراءة والكتابة‪ ،‬ثم خرج إلى البادية‬
‫كثيرا من الكتب‪.‬كما رحل إلى الشام وهو في نحو السادسة عشرة من عمره‪ ،‬وأخذ في نظم‬ ‫وقرأ ً‬
‫الشعر حتى عظم شأنه بني القبائل‪ ،‬وشاع ذكره‪.‬‬
‫ويقال أنه ادعى النبوة وسجنه أمير حمص بسبب ذلك‪ ،‬ثم استتابه وأطلقه‪ ،‬واتصل بأمير حلب‬
‫أثيرا عند سيف الدولة‬
‫سيف الدولة احلمداني وحضر معه وقائعه ووصفها أحسن الوصف‪ ،‬وبقي ً‬
‫حتى حسده بعض حاشيته فافترق الرجالن على كره سنة ‪٣٤٦‬هـ‪ .‬وقد رحل ملصر وطمع أن يوليه‬
‫كافور اإلخشيدي والية في مصر لكن ذلك لم يكن؛ فهجاه وأقذع في هجائه‪ ،‬ومال إلى احلجاز‪،‬‬
‫ومادحا‪ ،‬ومن أولﺌك عضد الدولة بن بويه في شيراز‪،‬‬‫ً‬ ‫زائرا‬
‫ثم الكوفة وبغداد وقصد بعض الوالة ً‬
‫وقد اعترضه في طريق عودته فاتك األسدي فقتله‪ ،‬وقتل معه ابنه وغالمه‪ ،‬وانتهبوا ما كان معه من‬
‫األموال‪ ،‬وكان ذلك سنة ‪٣٥٤‬هـ‪.‬‬
‫صاحبا‪ ،‬ولم يقل شعره‬
‫ً‬ ‫طموحا‪ ،‬ولم يكن يرى ممدوحه إال‬
‫ً‬ ‫ونفسا‬
‫وقد أبدى في شعره همة عالية ً‬
‫جالسا‪ ،‬ويعد شعره من أفضل ما قيل من الشعر العربي على مر العصور‪.‬‬
‫في حضرة األمراء إال ً‬
‫مقﺘﻄﻔات من ﺷعر املﺘﻨﺒي‪:‬‬
‫يقﻮل في مدح ﺳﻴﻒ الدولة‪:‬‬
‫نائــم‬
‫فــن الــ َّردى وهــو ُ‬
‫كأنــك فــي َج ِ‬ ‫وقفــت وما فــي املــوت ﱞ‬
‫شــك ِل َوا ِق ٍف‬ ‫َ‬

‫بـــاسم‬
‫ُ‬ ‫وضـــــاح وثغـــــ ُرك‬
‫ٌ‬ ‫ووجهــــك‬
‫ُ‬ ‫متــر بــك األعــدا ُء َك ْلمــــى هزميــ ًة‬

‫أيضا‪:‬‬
‫ويقول في مدحه ً‬

‫تتوهــم!‬
‫ُ‬ ‫وأنـــــك منهـــــا ســــــا َء مـــــا‬ ‫ــك أص َلها‬
‫بيــض الهند أص َل َ‬
‫أحتســب ُ‬
‫ُ‬

‫ــم‬
‫تتبس ُ‬
‫مــن ال ﱢتيــــه فــــي أغمـــــادها َّ‬ ‫إذا نحــن ســميناك خلنــــا سيــــو َفنا‬

‫‪٨٧‬‬

‫‪٨٧‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫ويعاتﺒﻪ ويﻮدﻋﻪ ﻗاﺋ ً‬


‫ﻼً‪:‬‬
‫واحلكــم‬
‫ُ‬ ‫اخلصــم‬
‫ُ‬ ‫وأنــت‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فيــك اخلصــا ُم‬ ‫النـــــاس إال فــي معاملتــي‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫أعــدل‬ ‫يــا‬
‫شــحمه َو َر ُم‬
‫ُ‬ ‫فيمن‬
‫ــح َم ْ‬ ‫ــب َّ‬
‫الش ْ‬ ‫أن َ ْحت َس َ‬ ‫َ‬
‫منــك شــاخص ًة‬ ‫نظــرات‬
‫ٍ‬ ‫أعيذهـــــا‬
‫ألــم‬
‫ُ‬ ‫جلــرح إذا أرضاكــم‬
‫ٍ‬ ‫فمــــــا‬ ‫إن كــــان ســ َّر ُك ُم مــا قــال حاســدُ نا‬
‫الشــيب والهــر ُم‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫وذان‬ ‫أنـــــا الثريــا‬ ‫َ‬
‫والنقصان عن شــرفي‬ ‫العيــب‬
‫َ‬ ‫مــا أبعــد‬
‫مﻔﺘﺨرا ﲟﻮهﺒﺘﻪ‪:‬‬
‫ً‬ ‫ويقﻮل‬
‫شعرا أصبﺢ الــدهـ ُر منشدا‬ ‫قلت ً‬ ‫إذا ُ‬ ‫ومــا الدهــ ُر إال مــن رواة قصائــدي‬
‫وغـ ـ َّن ــى ب ــه م ــن ال يــغــنــــــــــــــي مــغــردا‬ ‫فســار بــه مــن ال يسيــــ ُر ُم َش ﱢ‬
‫ــم ًرا‬

‫ولﻪ في اﳊكﻤة ﻗﻮلﻪ‪:‬‬


‫في طلعة الشــمﺲ ما يغنيك عن زحل‬ ‫خــذ مــا تــراه ودع شي ًﺌـــا ســمعت بــه‬
‫وﻗﻮلﻪ‪:‬‬
‫لــك با ُحلــ ﱢر الـــــذي يحفــــﻆ اليدا‬
‫ومــن َ‬ ‫ــم‬
‫عنه ُ‬ ‫ومــــــا قتــل األحــرا َر كالعفــوِ ُ‬
‫اللﺌيـــــم متــردا‬
‫َ‬ ‫أكرمــت‬
‫َ‬ ‫أنــت‬
‫َ‬ ‫وإن‬ ‫الكريــــــم َم َل ْك َتــ ُه‬
‫َ‬ ‫أكرمــت‬
‫َ‬ ‫إذا أنــت‬
‫وضع ال َّندى‬ ‫ِ‬
‫الســيف في َم ِ‬ ‫كوضع‬
‫ِ‬ ‫ُم ِض ﱞر‬ ‫ِ‬
‫السيف بالعال‬ ‫موضع‬
‫ِ‬ ‫ووضع ال َّندى في‬

‫وﻗﻮلﻪ‪:‬‬
‫هـ ــو أول وه ـ ــي احمل ـــ ـــ ــل الــثــــــــــــــانــي‬ ‫الــرأي قبــل شــجاعة الشجعـــــــان‬
‫ـت مــن الــعــلــيـــــــــــــــــا ِء كــل مــكـ ِ‬
‫ـان‬ ‫بــلــغـ ْ‬ ‫لنفــﺲ حــرة‬
‫ٍ‬ ‫فــﺈذا همــا اجتمعــــــــا‬
‫ِ‬
‫اإلنســـــــان‬ ‫شــرف مــن‬
‫ٍ‬ ‫أدنــى إلــى‬ ‫ُ‬
‫العقـــول لــكان أدنــــــى ضيغــم‬ ‫لــوال‬

‫وﻗﻮلﻪ‪:‬‬
‫القـــــادرين علــى ال َّت َمــــام‬
‫َ‬ ‫كنقــص‬
‫ِ‬ ‫عيبــا‬
‫النــــــــاس ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عيــوب‬ ‫ولــم أ َر فــي‬

‫‪٨٨‬‬
‫اﻷدب ﰲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬

‫ولﻪ في الﻐﺰل ﻗﻮلﻪ‪:‬‬

‫جـب‬ ‫ُ‬
‫والوصل َأع ُ‬ ‫وأعجب من ذا الدهر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والشــوق أغلب‬ ‫َ‬
‫الشوق‬ ‫أغالب فيك‬

‫وﻗﻮلﻪ‪:‬‬

‫أمــل‬
‫ِ‬ ‫كمشــتاق بــال‬
‫ٍ‬ ‫مــن اللقــاء‬ ‫أمــل‬
‫مشــتاق علــى ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ومــا صبابــة‬

‫واألســل‬
‫ِ‬ ‫البيــض‬
‫ِ‬ ‫ال يتحفــوك بغيــر‬ ‫متــى تــزر قــوم مــن تهــوى زيارتهــا‬

‫البلــل‬
‫ِ‬ ‫أنــا الغريــق فمــا خوفــي مــن‬ ‫والهجــــر أقتـــــل لــــــي ممـــــا أراقبــه‬

‫ولﻪ في الهجاء ﺑاع ﻃﻮيﻞ‪ ،‬ومن ذلﻚ ﻗﻮلﻪ في هجاء ﻛافﻮر‪:‬‬

‫وما أنا عن نفسي وال َ‬


‫عنك راضيا‬ ‫النفﺲ خافيا‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫أخفت‬ ‫َ‬
‫أريك الرضا لو‬

‫ٌ‬
‫ضاحــك مـــــن رجائيــــــا‬ ‫ومــــا أنــا إال‬ ‫رجـــــاء وغبطــ ًة‬
‫ً‬ ‫تظــن ابتســاماتي‬
‫ﱡ‬

‫ليضحــك ربــات احلــداد البواكيــا‬ ‫وم ْث ُلــك ُيﺆتــى مــن ٍ‬


‫بــالد بعيـــــدةٍ‬

‫ويﺴﺨر من أﺣد مﻨافﺴﻴﻪ ـ وهﻢ ﻛﺜﻴر ـ ً‬


‫ﻗاﺋﻼ‪:‬‬

‫ضعيــف يقاوينــي قصيــ ٌر ُيطــــاو ُِل‬


‫ٌ‬ ‫حتــت ِض ْبنــي شــويع ٌر‬
‫يــوم َ‬ ‫أفــي ﱢ‬
‫كل ٍ‬
‫ُ‬
‫هــازل‬ ‫ٌ‬
‫ضاحــك منــه‬ ‫وقلبــي بصمتــي‬ ‫ٌ‬
‫عــاذل‬ ‫صامــت عنــه‬
‫ٌ‬ ‫لســاني بنطقــي‬

‫‪٨٩‬‬

‫‪٨٩‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪º`∏`©`à``dG äÉ`WÉ`°û`f‬‬

‫‪ -١‬ﺗﻌﻠﻢ ﺗﻌﺎوﻧﻲ‪:‬‬
‫غرضا شعر ًّيا‪ ،‬و تشرحها وتع ّلق عليها‪.‬‬
‫تختار كل مجموعة األبيات التي متثل ً‬

‫‪ -٢‬ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ وﺣﻮار‪:‬‬
‫حاول حتليل شخصية املتنبي من خالل هذه األبيات املتفرقة من شعره‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫تخير من شعر املتنبي خمسة أبيات أعجبتك‪ ،‬ثم بني سبب اإلعجاب‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫في أي أغراض الشعر تفوق املتنبي‪ ،‬علل وجهة نظرك؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ -٣‬ﻧﺸﺎط ﻣﻨﺰﻟﻲ‪:‬‬
‫عد إلى ديوان املتنبي‪ ،‬واحفﻆ من إحدى قصائده التي أعجبتك عشرة أبيات‪.‬‬

‫‪٩٠‬‬
‫النثر في العصر العباسي‬

‫‪L18-U1-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻷدب ﰲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬

‫‪»``°SÉ`Ñ``©`dG ô``ã`æ`dG :É``ãk `dÉ`K‬‬


‫‪stest-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪TRHS-logh5-U1-L18.png‬‬ ‫‪ -١‬ﻣﻼﻣﺢ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻦ اﻟﻨﺜﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‪:‬‬
‫يعد العصر العباسي األول من أزهى العصور التي تطور فيها النثر بشكل ملحوظ‪ ،‬وقد امتزجت فيه الثقافات‬
‫األجنبية كالفارسية واليونانية والهندية بالعقلية العربية‪ ،‬فشكلت ً‬
‫عامال من عوامل ازدهار النثر‪ ،‬باإلضافة إلى ﳕو‬
‫العلوم العربية واإلسالمية‪.‬‬
‫وقد استطاع الكتاب أن يطوعوا النثر ويجعلوا منه ف ًّنا ﲡتمع فيه تلك اﻵداب والعلوم واملعارف‪ ،‬فيغدو أد ًبا‬
‫جديدا ذا طابع خاص‪ ،‬ولم يكتفوا بذلك بل حاولوا معرفة األسﺲ التي ميكن أن يكون بها الكالم بلي ًغا فكان علم‬ ‫ً‬
‫النحو والبالغة والنقد وصناعة اإلنشاء‪.‬‬
‫وقد قويت الكتابة بأنواعها املختلفة‪ .‬ومنها‪ :‬الكتابة األدبية الشمولية‪ ،‬و القصص التي ظهرت مترجمة عند ابن‬
‫املقفع ومﺆلفة عند اجلاحﻆ‪ ،‬والرسائل الديوانية‪ ،‬واملناظرات‪ ،‬والعهود والوصايا والتوقيعات‪ ،‬والرسائل‪ .‬ومن أشهر‬
‫كتاب هذا العصر‪ :‬ابن املقفع‪ ،‬واجلاحﻆ‪ ،‬وسهل ابن هارون‪ ،‬وعمرو بن مسعدة‪ ،‬وإبراهيم الصولي‪ ،‬ومحمد بن عبد‬
‫امللك الزيات‪ ،‬وأبو حيان التوحيدي‪.‬‬

‫‪ -٢‬أﺳﻠﻮب اﻟﻨﺜﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‪:‬‬


‫لﻠﻨﺜر العﺒاﺳي مﺴاران ﺑارزان هﻤا‪:‬‬
‫‪ ( ١‬أﺳﻠﻮب الﺴجﻊ‪ :‬حيث مال إلى استخدامه بعض الكتاب‪ ،‬حتى أصبﺢ سمة ملا يصدر عن الدواوين من‬
‫رسائل وتوقيعات‪ ،‬ومن أشهر من برز عنده هذا األسلوب ابن العميد الذي احتكم إلى السجع وبعض فنون البديع‬
‫األخرى في كتاباته‪.‬‬
‫ولم يكد ينتهي العصر العباسي األول حتى ظهر في النثر االهتمام بالزخارف اللفظية املتمثلة في احملسنات‬
‫البديعية التي بدأت مقبولة في أول األمر؛ لقلة التكلف‪ ،‬كما عند ابن العميد والصاحب بن عباد وأبي إسحاق‬
‫الصابي‪ ،‬وبديع الزمان الهمذاني‪ ،‬لكن تلك احملسنات سيطرت على أذواق الكتاب منذ ذلك احلني‪ ،‬وصارت هدفًا‬
‫لذاتها دون أن تكون وسيلة موسيقية للتعبير عما في النفﺲ من مشاعر‪ ،‬وتكلفوا في طلبها وتطبيقها على حساب‬
‫املعاني واألفكار‪.‬‬
‫مرسال دون سجع‪ ،‬ويعد ابن املقفع رائد هذا األسلوب‬
‫ً‬ ‫‪ ( ٢‬أﺳﻠﻮب الﺘرﺳﻞ‪ :‬وهو أن يأتي الكاتب بكالمه‬
‫حيث متيزت كتابته بالوضوح واإليجاز‪ ،‬ثم جاء اجلاحﻆ ومتيزت كتابته باجلدل واالستطراد والتدقيق في اختيار‬
‫األلفاظ وروح الدعابة‪.‬‬

‫‪٩١‬‬

‫‪٩١‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫‪º`∏`©`à``dG äÉ`WÉ`°û`f‬‬
‫ﻧﺸﺎط ﺑﺤﺜﻲ‪:‬‬
‫‪ ) ١‬عد إلى مراجعك وعرف السجع‪ ،‬واذكر ﳕاذج منه‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫أﻧﺸﻄﺔ ﺣﻮارﻳﺔ‪:‬‬
‫‪ )١‬ملا استقر األمر لبني العباس‪ ،‬وقام املوالي بسياسة الدولة‪ ،‬وقيادة اجليﺶ ضعفت اخلطابة‪ ،‬وقويت‬
‫تفسيرا لضعف اخلطابة‪.‬‬
‫ً‬ ‫الكتابة‪ .‬حاول أن ﲡد‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ ) ٢‬ملاذا يلجأ األديب إلى احملسنات البديعية؟ ومتى تكون مستهجنة وغير مستساغة؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ )٣‬هجر الشعراء في هذا العصر األلفاظ البدوية اجلافة فهل تتوقع أن الكتاب فعلوا الشيء نفسه؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬

‫‪٩٢‬‬
‫التعليم العام‪-‬الثانوية مقررات‪-‬علوم إنسانية‪-‬الكفايات اللغوية ‪-5‬األدب القديم‬

‫نماذج من النثر في العصر العباسي‬

‫‪L19-U1-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻷدب ﰲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬

‫‪ -٣‬ﻓﻨﻮن اﻟﻨﺜﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ وﳕﺎذج ﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬


‫أ‪ -‬الكﺘاﺑة األدﺑﻴة الﺸﻤﻮلﻴة‪:‬‬
‫‪stest-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪TRHS-logh5-U1-L19.png‬‬
‫أصبﺢ األدب في هذا العهد ً‬
‫شامال جلميع املعارف التي يتحلى بها اإلنسان‪ ،‬وأصبﺢ األديب خزانة للعلم والثقافة‪،‬‬
‫ولهذا اﲡه إلى التأليف في الفنون والقصص واألخبار والتاريخ واحلكمة والنقد والنظريات في الفنون والعلوم‪ ،‬وقد‬
‫اصطبغت تلك املﺆلفات بصبغة الشمول والتنوع واالستطراد‪ ،‬ومن هﺆالء‪:‬‬
‫‪ (١‬ﻋﺒد اﷲ ﺑن املقﻔﻊ )‪ ١٠٦‬ـ ‪ ١٤٢‬هـ( فارسي األصل أتقن العربية وطار صيته في الكتابة ومن أشهر كتبه‪:‬‬
‫أ ــ كليلة ودمنة ترجمه ابن املقفع من الفارسية إلى العربية‪ ،‬وهو في أصله مترجم إلى الفارسية‪ ،‬أما مضمونه‬
‫قصصا على ألسنة البهائم والطير تدور حول نوازع احلياة في شتى مناحيها‪.‬‬
‫فحكمة في ثوب خرافة‪ ،‬حكى فيها ً‬
‫ودروسا تشريعية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ففيه أدب امللوك‪ ،‬وأدب الرعية‪ ،‬وأدب النفﺲ‪ ،‬وأدب الصداقة وتضمن فلسفة أخالقية‬
‫ب ــ األدب الكبير والصغير وهما كتابان صغيران في احلكمة‪.‬‬
‫‪ (٢‬اﳉاﺣﻆ ) ‪ ١٥٩‬ــ ‪ ٢٥٥‬هـ( وهو عمرو بن بحر امللقب باجلاحﻆ‪ ،‬أكب على طلب العلم في الكتاتيب ودور‬
‫الوراقني ومجالﺲ العلماء‪ ،‬وكانت كتبه في موضوعات شتى‪ :‬في الفلسفة واالجتماع والدين والقصص‪ ،‬ويقال‪ :‬إنها‬
‫ﲡاوزت ثالث مﺌة كتاب لم يصل منها إال القليل القليل‪ ،‬أما أشهر كتبه فهي‪:‬‬
‫أ ـ اﳊﻴﻮان‪ :‬وهو كتاب علم وأدب جمعه من كتب أرسطو وأشعار العرب في احليوان وخبرته وﲡاربه الشخصية‪،‬‬
‫وهو علم في لباس أدب‪ ،‬ففيه من العلم التحري والشك واملقارنة‪ ،‬وفيه من األدب قصص واستطراد وجد وهزل‬
‫وتشويق‪ ،‬وفيه نزعة جاحظية من خفة الروح والدعابة والدقة وتخير األلفاظ والعبارة احلية القصيرة املتوثبة‪.‬‬
‫ب ـ الﺒﺨﻼء‪ :‬وهو كتاب انتهﺞ فيه سبيل القصص والفكاهة والتهكم‪ ،‬فيه الكثير من اخلبرات االجتماعية واالقتصادية‬
‫وخصائص النفﺲ البشرية‪.‬‬
‫ج ـ الﺒﻴان والﺘﺒﻴﲔ‪ :‬هو ثاني أهم ُك ُتب اجلاحﻆ‪ ،‬بعد كتابه احليوان‪ ،‬ويتضمن مختارات من األعمال األدبية‪،‬‬
‫حتدث فيه عن مفهوم البيان وأنواعه‪ ،‬وآفات اللسان والبالغة والفصاحة‪ ،‬واخلطابة وطبقات الشعراء‪ ،‬وأصل اللغة‬
‫وقيمة الشعر‪.‬‬
‫‪ (٣‬أﺑﻮ الﻔرج األﺻﻔهاﻧي )‪٢٨٤‬ــ ‪٣٥٦‬هـ( صاحب كتاب األغاني وهو كتاب موسوعي في األدب والتاريخ‬
‫وأحد أهم املصادر األدبية‪ ،‬تتبع فيه أبو الفرج حركة الغناء العربي وترجم للشعراء واملغنني ووصف القصور وما فيها من‬
‫فنون وآداب‪ ،‬كما حفل باألخبار والنوادر واﻵراء األدبية والنقدية والفكاهات واألقاصيص التاريخية املليﺌة باحلياة‪ ،‬ومتيز‬
‫أسلوبه بالروعة في التعبير وحسن التجسيد والواقعية‪.‬‬

‫‪٩٣‬‬

‫‪٩٣‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫أيﻀا اﺑن ﻗﺘﻴﺒة )‪٢١٣‬ـ ‪ ٢٧٦‬هـ ( فــي كتبـه‪ :‬عيــون األخبــار وأدب الكاتـب والشعـر والشعـراء‪،‬‬
‫ومن هﺆﻻء ً‬
‫وأﺑﻮ العﺒاس املﺒرد (‪ ٢١٠‬ــ ‪ ٢٨٥‬هـ ) في كتابه الكامل‪ ،‬وأﺑﻮ ﺑكر الﺼﻮلي (ت ‪ ٣٣٥‬هـ ) في كتابه أدب الكتاب‬
‫والﺜعالﺒي (ت ‪٤٢٩‬هــ) في كتبه‪ :‬يتيمة الدهر في شعراء أهل العصر‪ ،‬ولطائف املعارف‪ ،‬وكتاب األمثال‪.‬‬
‫ب‪ -‬القﺼة‪:‬‬
‫القصص فن شديد االنتشار في اﻵداب العاملية‪ ،‬والتراث القصصي العربي دليل على ميل العرب الفطري إلى هذا‬
‫وأسمارا تدور حول املﺂثر واأليام‪ ،‬ثم اشتهر‬
‫ً‬ ‫أخبارا‬
‫ً‬ ‫نشوءا طبيع ًّيا‪ ،‬وكانت‬
‫ً‬ ‫النوع من األدب‪ ،‬وقد نشأت القصة العربية‬
‫القصص الديني للوعﻆ واإلرشاد‪ ،‬واختلطت مصادر القصص الديني وتنوعت بني القرآن الكرمي واحلديث النبوي‬
‫واألساطير‪.‬‬
‫أما في العهد العباسي فقد استمر القصص في انتشاره وشيوعه؛ وذلك لشيوع الترف والرخاء‪ ،‬وكثرة القصاصني‪،‬‬
‫وانصراف الناس إلى هذا اللون من التسلية‪.‬‬
‫ومن أﳕاط القصص التي عرفها العصر العباسي‪ :‬القصص االجتماعي األدبي كما في بخالء اجلاحﻆ‪ ،‬وقصص‬
‫األخالق كما في حكايات كليلة ودمنة البن املقفع‪.‬‬
‫كما عرف في هذا العصر السير والروايات الشعبية مثل‪ :‬سيرة عنترة بن شداد وقصص ألف ليلة وليلة‪.‬‬

‫ﳕﻮذج ﻣﻦ ﻛﺘﺎب ﻛﻠﻴﻠﺔ ودﻣﻨﺔ‬

‫الﻨﺺ‪:‬‬
‫قال دمنة للملك (األسد)‪ :‬أرى امللك قد أقام في مكان واحد ال يبرح منه فما سبب ذلك؟‬
‫شديدا فهِ يﺞ األسد وكره أن يخبر‬
‫ً‬ ‫خوارا‬
‫فبينما هما في هذا احلديث إذ خار شتربة (الثور) ً‬
‫دمن َة مبا ناله‪ ،‬وعلم دمن ُة أن ذلك الصوت قد أدخل على األسد ريبة وهيبة‪.‬‬
‫فسأله‪ :‬هل راب امللك سماع هذا الصوت؟‬
‫قال‪ :‬لم يربني شيء سوى ذلك‪.‬‬

‫‪٩٤‬‬
‫اﻷدب ﰲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬

‫قال دمنة‪ :‬ليﺲ بحقيق أن يدع امللك مكانه وقد قالت العلماء‪ :‬إنه ليﺲ من كل األصوات‬
‫ﲡب الهيبة‪.‬‬
‫قال األسد‪ :‬وما َمث َُل ذلك؟‬
‫ثعلبا أتى أجمة فيها طبل معلق على شجرة‪ ،‬وكلما هبت الريﺢ على‬ ‫قال دمنة‪ :‬زعموا أن ً‬
‫فسمع له صوت عظيم‪ ،‬فتوجه الثعلب نحوه ألجل‬ ‫قضبان تلك الشجرة حركتها فضربت الطبل‪ُ ،‬‬
‫ضخما‪ ،‬فأيقن في نفسه بكثرة الشحم واللحم‪ ،‬فعاجله‬
‫ً‬ ‫ما سمع من عظيم صوته‪ ،‬فلما أتاه وجده‬
‫حتى شقه فلما رآه أجوف ال شيء فيه‪ ،‬قال‪ :‬ال أدري لعل أفشل األشياء أجهرها صوتا وأعظمها‬
‫جثة‪.‬‬
‫فﺈن شاء امللك‪ ،‬بعثني‪ ،‬وأقام مبكانه حتى آتيه ببيان هذا الصوت‪ ،‬فوافق األسد فانطلق دمنة‬
‫إلى املكان الذي فيه شتربة‪ .‬فلما فصل دمنة من عند األسد‪ ،‬فكر األسد‪ ،‬في أمره‪ ،‬وندم على‬
‫مطروحا‪،‬‬
‫ً‬ ‫إرسال دمنة حيث أرسله‪ ،‬وقال في نفسه‪ :‬ما أصبت في ائتماني دمنة‪ ،‬وقد كان ببابي‬
‫وقد أبطلت حقوقه من غير جرم منه‪ ،...‬أو كان يرجو شي ًﺌا يضر امللك وله منه نفع‪...‬‬
‫فليﺲ السلطان بحقيق أن يعجل باالسترسال إليه والثقة به واالئتمان له‪ ...‬ثم قام من مكانه‬
‫مقبال نحوه فطابت نفسه بذلك‪ ،‬ودخل دمنة على األسد فقال‪:‬‬ ‫فمشى غير بعيد فبصر بدمنة ً‬
‫ماذا رأيت؟‬
‫ثورا هو صاحب اخلوار والصوت الذي سمعته‪ ،‬قال األسد‪ :‬فما قوته؟‬
‫قال رأيت ً‬
‫قال‪ :‬ال شوكة له وقد حاورته محاورة األكفاء فلم يستطع لي شي ًﺌا‪.‬‬
‫قال األسد‪ :‬ال يغرنك ذلك منه فﺈن الريﺢ الشديدة ال تعبأ بضعف احلشيﺶ‪ ،‬لكنها حتطم‬
‫طوال النخل وعظيم الشجر‪.‬‬

‫‪٩5‬‬

‫‪٩5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫ﳕﻮذج ﻣﻦ ﻛﺘﺎب )اﻟﺒﺨﻼء( ﻟﻠﺠﺎﺣﻆ‪:‬‬


‫الﻨﺺ‪ :‬معاذة العﻨﺒرية‬
‫قال رجل من أهل مرو‪ :‬لم أر في وضع األمور مواضعها وفي توفيتها غاية حقوقها كمعاذة العنبرية‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬وما شأن معاذة العنبرية هذه؟ قال‪ :‬أهدى إليها ابن عمها أضحية‪ .‬فرأيتها كﺌيبة حزينة مفكرة‬
‫مطرقة‪ ،‬فقلت لها‪ :‬مالك يا معاذة؟‬
‫قالت‪ :‬أنا امرأة أرملة وليﺲ لي ق ﱢيم‪ ،‬وال عهد لي بتدبير حلم األضاحي! وقد ذهب الذين كانوا‬
‫يدبرونه ويقومون بحقه‪ ،‬وخفت أن يضيع بعض هذه الشاة! ولست أعرف وضع جميع أجزائها في‬
‫أماكنها! وقد علمت أن اهلل لم يخلق فيها وال في غيرها شي ًﺌا ال منفعة فيه! ولكن املرء يعجز ال محالة‪،‬‬
‫ولست أخاف من تضييع القليل إال أنه يجر تضييع الكثير!‬
‫القرن فالوجه فيه معروف‪ ،‬وهو أن ُيجعل كاخلطاف‪ ،‬و ُي َس َّمر في جذع من أجذاع السقف؛‬ ‫أما ُ‬
‫وكل ما خيف عليه الفأر والنمل والسنانير واحليات وغير ذلك‪ .‬وأما املصران فﺈنه ألوتار‬ ‫الزبل ﱡ‬
‫ف ُيع َّل ُق ُ‬
‫أعظم احلاجة‪ ،‬وأما الرأس واللحيان وسائر العظام فسبيله أن يكسر ثم يطبخ‪ ،‬فما‬‫املندفة‪ ،‬وبنا إلى ذلك ُ‬
‫ارتفع من الدسم كان للمصباح ولﻺدام وللعصيدة ولغير ذلك‪،‬ثم تﺆخذ تلك العظام فيوقد بها‪ .‬وأما‬
‫فحطب إذا ُج ﱢف َف عجيب!‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫الفرث والبع ُر‬ ‫ِ‬
‫وللصوف وجو ٌه ال تعدﱡ ‪ ،‬وأما‬ ‫اإلهاب فاجللد نفسه جراب‪.‬‬
‫ثم قالت‪ :‬بقي علينا االنتفاع من الدم‪ ،‬وقد علمت أن اهلل عز وجل لم يحرم من الدم املسفوح إال‬
‫أكله وشربه‪ ،‬وأن له مواضع يجوز فيها وال مينع منها‪ ،‬وأنا لم أقع على علم ذلك حتى يوضع موضع‬
‫@‬
‫االنتفاع به‪ ،‬صار َك َّي ًة في قلبي وقذى في عيني ًّ‬
‫وهما ال زال يعودني!‬
‫قال‪ :‬فلم ألبث أن رأيتها قد طلقت وتبسمت‪ ،‬فقلت‪ :‬ينبغي أن يكون قد انفتﺢ لك باب الرأي‬
‫في الدم‪ ،‬فقالت‪ :‬أجل!‬
‫قدورا شامية جد ًدا‪ ،‬وقد زعموا أن ال شيء أدبﻎ وال أزيد في قوتها من التلطيخ‬
‫ذكرت أن عندي ً‬
‫ُ‬
‫بالدم احلار الدسم‪ ،‬وقد استرحت اﻵن؛ إذ وقع كل شيء موقعه!‬
‫قال‪ :‬ثم لقيتها بعد ستة أشهر‪ ،‬فقلت لها‪ :‬كيف كان قديد تلك الشاة؟ قالت‪ :‬بأبي أنت! لم يأت‬
‫وقت القديد بعد! لنا في الشحم واأللية والعظم وفي غير ذلك معاش‪ .‬ولكل شيء إ َّبان!‬

‫@ املقصود‪ :‬عدم حصولها على حل لالستفادة من دم األضحية‪ ،‬وقد أصابها بسبب ذلك الهم والغم‪.‬‬

‫‪٩٦‬‬
‫اﻷدب ﰲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬

‫‪º`∏`©`à``dG äÉ`WÉ`°û`f‬‬
‫‪:™Ø≤ŸG øHGh ßMÉ÷G »°üæd äÉWÉ°ûf‬‬
‫‪ ( ١‬ﻗﺮاءة اﻟﻨﺼﲔ ﻗﺮاءة ﻣﻌﺒﺮة‪.‬‬
‫‪ ( ٢‬ﻣﻌﺎﳉﺔ اﳌﻔﺮدات واﻟﺘﺮاﻛﻴﺐ‪.‬‬
‫‪ ( ٣‬اﺳﺘﺨﺮاج ﺳﻤﺎت اﻟﻨﺼﲔ‪:‬‬
‫أمامك عدد من السمات التي ميكن إثباتها لنصي ابن املقفع واجلاحﻆ م ًعا‪ ،‬أو ألحدهما دون اﻵخر‪،‬‬
‫فاختر أحد اخليارات الثالثة (كالهما‪ ،‬ابن املقفع‪ ،‬اجلاحﻆ) أمام كل سمة فيما يأتي‪:‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫جزالة األلفاظ مع سهولتها‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫عدم اللجوء إلى غريب اللغة‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫الوضوح والسالسة في األفكار‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ظهور أثر الثقافة‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫اإليجاز في أداء الفكرة‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫االسترسال وتقصي األفكار‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫العناية بالظرف وروح الدعابة‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫امليل إلى احلكمة وضرب املثل‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫قصر اجلمل ومراعاة اإليقاع الصوتي للجمل واأللفاظ‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫سهولة األسلوب وعدم اللجوء إلى الصنعة‪.‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫استخدام احلوار‪.‬‬
‫‪ ( ٤‬ﺗﻌﺮف اﻷﻓﻜﺎر ﻏﻴﺮ اﳌﺼﺮح ﺑﻬﺎ ﰲ اﻟﻨﺺ اﻷول‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬

‫‪٩٧‬‬

‫‪٩٧‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫ج‪ -‬اﳋﻄاﺑة‪:‬‬
‫وكان لها في أول العصر مكانة في النفوس؛ حيث اعتمد عليها اخللفاء والقادة في توطني امللك وترسيخ دعائمه‬
‫وحتميﺲ اجلند واستقبال الوفود إضافة للخطابة الدينية‪.‬‬
‫فلما قام املوالي بسياسة الدولة وقيادة اجليﺶ ضعفت اخلطابة لضعف القدرة عليها‪ ،‬وحلت الرسائل محلها‪ ،‬وقد‬
‫وصل األمر ببعض من ولي اخلطابة من األعاجم إلى استظهار خطب السابقني واخلطابة بها‪.‬‬
‫د‪ -‬الﺘﻮﻗﻴعات‪:‬‬
‫وكثيرا ما يكون التوقيع آية قرآنية أو حدي ًثا‬
‫ً‬ ‫هي ما يوقع به اخلليفة أو غيره على ما يرفع إليه من شكوى أو تظلم‪،‬‬
‫شعرا‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬ ‫نبو ًّيا أو حكمة أو ً‬
‫جرحك ال يتسع«‪.‬‬‫توقيع الرشيد إلى عامله في خراسان‪» :‬داوِ َ‬
‫اعتدلت وإما اعتزلت«‪.‬‬
‫َ‬ ‫وتوقيع جعفر البرمكي ألحد العمال‪» :‬لقد َكثُر شاكوك َّ‬
‫وقل شاكروك فﺈما‬
‫هـ‪ -‬الرﺳاﺋﻞ وهي ﻧﻮﻋان‪:‬‬
‫‪ -١‬الرسائل الديوانية‪ :‬وهي ما يوجهه اخلليفة أو الوالي أو الوزير أو غيرهم من رسائل في تصريف أمور الدولة‪،‬‬
‫عني لها كتاب يتصفون بالعلم واملعرفة في علم اللغة واألدب والفقه والعلوم املختلفة‪ ،‬ومن هﺆالء‪:‬‬ ‫وكان ُي َّ ُ‬
‫يحيى البرمكي كاتب الرشيد‪ ،‬والفضل بن سهل وأخوه احلسن وزير املأمون‪.‬‬
‫‪ -٢‬الرسائل اإلخوانية‪ :‬وهي الرسائل املتبادلة بني األصدقاء‪ ،‬كرسائل التهاني والعتاب وغيرها‪ ،‬ومن األدباء‬
‫الذين عرفوا بها‪ :‬الع َّتابي‪ ،‬ابن املقفع‪ ،‬وغيرهما‪.‬‬

‫ﳕﻮذج ﻣﻦ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺪﻳﻮاﻧﻴﺔ‬


‫ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﺑﻦ اﻟﻌﻤﻴﺪ‪:‬‬

‫الكاتﺐ‪:‬‬
‫وزيرا لركن الدولة ابن بويه‪ ،‬ثم عضد الدولة‬
‫هو أبو الفضل محمد بن احلسني العميد‪ ،‬كان ً‬
‫ابن بويه‪ ،‬وهو كاتب من الكتاب املعدودين في العصر العباسي‪ ،‬وكان يقرب األدباء ويبذل لهم‬
‫العطاء‪ ،‬حتى مدحه كثير منهم‪ ،‬مثل املتنبي والصاحب بن عباد‪ ،‬توفي سنة ‪ ٣٦٠‬هـ‪.‬‬
‫الﻨﺺ‪:‬‬
‫يقول في إحدى رسائله ألحد الوالة (ابن بلكا) عندما أعلن العصيان على ركن الدولة البويهي‪:‬‬
‫»كتابي وأنا متأرجﺢ بني طمع فيك ويأس منك‪ ،‬وإقبال عليك‪ ،‬وإعراض عنك‪ ،‬فﺈنك تدل بسابق‬

‫‪٩٨‬‬
‫اﻷدب ﰲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬

‫حرمة ومتت بسالف خدمة‪ ،‬أيسرها يوجب ح ًّقا ورعاية‪ ،‬ثم تشفعها بحديث غلول وخيانة!‬
‫وتتبعها بﺂ َنف خالف ومعصية! وأدنى ذلك يحبط أعمالك‪ ،‬وميحق ما يرعى لك!‬
‫رجال لصدك وأؤخر أخرى عن قصدك‪ ،‬وأبسط‬ ‫ال جرم أني وقفت بني ميل إليك وميل عليك‪ ،‬أقدم ً‬
‫يدا الصطالمك واجتياحك‪ ،‬وأثني ثانية الستبقائك واصطالحك‪ ،‬وأتوقف عن امتثال بعض األمور‬ ‫ً‬
‫فيك‪ً ...‬‬
‫تأميال لفيأتك وانصرافك‪ ،‬ورجاء ملراجعتك وانعطافك‪ ،‬فقد يغرب العقل ثم يﺆوب‪ ،‬ويعزب‬
‫اللب ثم يثوب‪ ،‬ويذهب العزم ثم يعود‪ ،‬ويفسد احلزم ثم يصلﺢ‪ ،‬ويضاع الرأي ثم يستدرك‪ ،‬ويكدر‬
‫املاء ثم يصفو‪ ،‬كل ضيقة إلى رخاء‪ ،‬وكل غمرة إلى جالء«‪.‬‬
‫فلما قرأه (ابن بلكا) الوالي رجع وأناب‪ .‬وهذا يدل على قيمة األدب واألدباء آنذاك في توطيد‬
‫األمن والهدوء واالستقرار في الدولة‪.‬‬

‫‪º`∏`©`à``dG äÉ`WÉ`°û`f‬‬
‫‪ (١‬اﻟﻘﺮاءة اﳌﻌ ﱢﺒﺮة‪.‬‬
‫‪ (٢‬ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﳌﻔﺮدات ﻏﻴﺮ اﻟﻮاﺿﺤﺔ‪.‬‬
‫‪ (٣‬اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﳉﺰﺋﻲ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﳋﺺ ﻓﻜﺮة ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﺄوﺟﺰ ﻋﺒﺎرة‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ب‪ -‬ﰈ ﲤﻴﺰت ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﰲ أﺳﻠﻮﺑﻬﺎ؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ ( ٤‬ﲢﻔﻆ اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‪.‬‬

‫‪٩٩‬‬

‫‪٩٩‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻷوﻟﻰ‬

‫و‪ -‬املقامات‬
‫مفردها مقامة وهي األحدوثة من الكالم تقال في مقام (مجلﺲ) واحد يجتمع الناس لها‪ ،‬وتدور حول راوية‬
‫وبطل وأحداث وهمية‪ ،‬وتغلب عليها الفكاهة والظرف ويتخللها الشعر والوعﻆ واملثل واألحاجي واأللغاز النحوية‬
‫والكلمات القاموسية‪ ،‬وتدور جل موضوعاتها حول الكدية واالستجداء والتحايل لكسب املال والطعام‪ ،‬وقد أظهر‬
‫أصحاب املقامات مقدرة لغوية عجيبة في تطويع اللغة واإلتيان بغريبها واستعمال جديدها‪ ،‬وقد قيل‪ :‬إن هدفها‬
‫كان تعليم اللغة بأسلوب شائق‪.‬‬
‫وقد غلب في املقامات تيار الصنعة البديعية املنمقة من سجع ومقابلة ومحسنات لفظية‪ ،‬وجمل قصيرة رشيقة‪،‬‬
‫ومن أشهر كتاب املقامات بديع الزمان الهمذاني (ت‪ ٣٩٨‬هـ) واحلريري (ت ‪ ٥١٦‬هـ )‪.‬‬

‫ﳕﻮذج ﻣﻦ اﳌﻘﺎﻣﺎت ) ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ (‬


‫اﳌﻘﺎﻣﺔ اﻟﺒﻐﺪادﻳﺔ ﻟﺒﺪﻳﻊ اﻟﺰﻣﺎن اﻟﻬﻤﺬاﻧﻲ‪:‬‬

‫حدثنا عيسى بن هشام قال‪ :‬اشتهيت األزاد وأنا ببغداد‪ ،‬وليﺲ معي عقد على نقد‪ ،‬فخرجت أنتهز‬
‫ِ‬
‫بالعقد إزار َه‪ ،‬فقلت ظفرنا‬ ‫هد حما َره و َيطر ُ‬
‫ِف‬ ‫يسوق با َجل ِ‬
‫ُ‬ ‫بسوادي‬
‫ﱟ‬ ‫محالَّة حتى أحالني الكرخ‪ ،‬فﺈذا أنا‬
‫لست‬‫السوادي‪ُ :‬‬‫ﱡ‬ ‫لم إلى البيت‪ ،‬فقال‬ ‫وافيت؟ و َه َّ‬
‫َ‬ ‫أقبلت؟ ومتى‬
‫َ‬ ‫واهلل بصيد‪ ،‬وحياك اهلل أبا زيد‪ ،‬من أين‬
‫ِ‬
‫العهد!‬ ‫يك ُ‬
‫طول‬ ‫لعن اهلل الشيطان‪ ،‬وأبعد النسيان‪ ،‬أنسا ِن َ‬ ‫بأبي زيد‪ ،‬ولكني أبو عبيد‪ .‬فقلت‪ :‬نعم‪َ ،‬‬
‫الربيع على ِدمنت ِه!‬
‫شاب بعدي؟ فقال‪ :‬قد نبت ُ‬ ‫أشاب كعهدي؟ أم َ‬ ‫حال أبيك؟ ﱞ‬ ‫البعد! فكيف ُ‬ ‫ُ‬
‫واتصال ِ‬
‫وأرجو أن ُي َص ﱢي َره اهلل ُ إلى جنت ِه‪ .‬فقلت‪ :‬إنا هلل وإنا إليه راجعون‪ ،‬ومددت يد البدا ِر إلى الصدا ِر أريدُ‬
‫السوادي على خصري وقال نشدتُك اهلل ال مزقته‪.‬‬ ‫ﱡ‬ ‫متزي َقه!! فقبض‬
‫والسوق أق َرب وطعام ُه أطيب‬ ‫ُ‬ ‫غداء أو السوق نشت ِر شواء‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فقلت‪ :‬هلم إلى البيت ن ُِصب‬
‫وطمع ولم يعلم أنه وقع‪ ،‬ثم أتينا ش َّو ًاء يتقاطر شواؤه‬ ‫َ‬ ‫وعط َفته عاطف َة ال َّلقم‪،‬‬
‫فاستف َّزته حمة ال َقرم َ‬
‫زيد من هذا الشواء‪ ،‬ثم زن له من تلك احللواء‪،‬‬ ‫عرقًا ويتسايل ُجواذباتُه َم َرقًا‪ ،‬فقلت‪ :‬افرز ألبي ٍ‬
‫السماق ليأك َله‬
‫أوراق الرقاق‪ ،‬و َر َّش عليه شي ًﺌا من ﱡ‬ ‫َ‬ ‫وانضدْ له عليها‬ ‫واختر له من تلك األطباق‪ِ ،‬‬
‫زيد هني ًﺌا‪ ،‬فانحنى الش َّواء بساطوره‪ ،‬على زبدة تنوره‪ ،‬فجعلها كالكحل سح ًقا‪ ،‬وكالطحن‬ ‫أبو ٍ‬
‫وجلست‪ ،‬وال يﺌﺲ وال يﺌست‪ ،‬وقلت لصاحب احللوى‪ :‬زن ألبي زيد من اللوزينﺞ‬ ‫ُ‬ ‫د ًّقا‪ ،‬ثم جلﺲ‬
‫كوكبي اللون‬
‫َّ‬ ‫الدهن‬
‫ِ‬ ‫لﺆلﺆي‬
‫َّ‬ ‫كثيف احلشو‬ ‫َ‬ ‫رطلني فهو أجرى في احللوق وأمضى في العروق‪ ،‬وليكن‬
‫فجردت!! َحتى استوفيناه‪.‬‬‫ُ‬ ‫فقعدت وج َّرد‬
‫ُ‬ ‫يذوب كالصمﻎ ليأك َله أبو ٍ‬
‫زيد هن ًّيا‪ .‬قال َفوزَن ُه ثم قعدَ‬

‫‪١٠٠‬‬
‫اﻷدب ﰲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ‬

‫ثم قلت‪ :‬يا أبا زيد ما أحوجنا إلى ماء يشعشع بالثلﺞ ليقمع هذه الصا َّرة ويفث َأ هذه َ‬
‫اللقم احلارة‪،‬‬
‫بس َّقاء‪ ،‬يأتيك بشربة ماء‪ ،‬ثم خرجت وجلست بحيث أراه وال يراني‪،‬‬ ‫اجلﺲ يا أبا زيد حتى نأ ِت َي َك َ‬
‫ثمن‬
‫السوادي إلى حماره فتعلق الش َّواء بﺈزارِه‪ ،‬وقال‪ :‬أين ُ‬
‫ﱡ‬ ‫أنظر ماذا يصنع‪ ،‬فلما أبطأت عليه‪ ،‬قام‬
‫ما أكلت؟ فقال أبو زيد‪ :‬أكلته ضي ًفا‪ ،‬فلكمه لكمة وثنى عليه بلطمة ثم قال الش َّواء‪ :‬هاك ومتى‬
‫دعوناك؟!‬
‫السوادي يبكي‪ ...‬ويقول‪ :‬كم قلت لذاك الرجل أنا أبو عبيد وهو يقول‪ :‬أنت أبو زيد‪،‬‬
‫ﱡ‬ ‫فجعل‬
‫فأنشدت‪:‬‬
‫بكل حا َل ْه‬
‫تقعدن ﱢ‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫اعمل لرزقك َّ‬
‫كل آل ْه‬
‫فاملر ُء يعج ُز ال َمحــال ْه‬ ‫وانهض ﱢ‬
‫بكل عظيـمةٍ‬ ‫ْ‬

‫‪١٠١‬‬

‫‪١٠١‬‬
‫اﻟﻮﺣـــﺪة‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫ادب اﻟﺤﺪﻳﺚ‬

‫‪٢‬‬
‫ادب اﻟﺤﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﻨﻮان اﻟﻮﺣﺪة‬

‫ﺳﺘﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ‬ ‫ﻣﺪة اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‬

‫أﻫﺪاف اﻟﻮﺣﺪة‬
.ÜOC’G á°†¡f ¤EG äOCG »àdG πeGƒ©dG ‘ åëÑdG -1
.á«HOC’G ¬°SQGóeh ¬«a ójóéàdG ôgɶeh ô©°ûdG ™bGh ±ô©J -2
.É¡∏«∏–h áãjóM ájô©°T ¢Uƒ°üf IAGôb -3
.ájô©°ûdG ¢Uƒ°üædG ∫ÓN øe á«HOC’G ¢SQGóŸG ¢üFÉ°üN •ÉÑæà°SG -4
.åjó◊G ô°ü©dG AGô©°T øe OóY ºLGôJ ≈∏Y ±ô©àdG -5
.åjó◊G »Hô©dG ÌædG ‘ á°ù«FôdG ÖfGƒ÷G ¢†©H ±ô©J -6
.¬JÉgÉŒGh ¬JÉYƒ°Vƒeh ¬°VGôZCG …Oƒ©°ùdG ÜOC’G ™bGh ≈∏Y ±ô©àdG -7
.É¡∏«∏–h …Oƒ©°ùdG ÜOC’G øe áãjóM ájô©°T ¢Uƒ°üf IAGôb -8
.ÚjOƒ©°ùdG AÉHOC’G øe OóY ºLGôJ ≈∏Y ±ô©àdG -9
.√ÉjÉ°†bh ¬eÓYCGh √Qƒ£Jh …Oƒ©°ùdG ÌædG íeÓe ¢†©H ±ô©J -10
.ádÉ≤ŸGh á°ü≤dG äɪ°S ¢†©H •ÉÑæà°SG -11
‫عوامل نهضة األدب العربي في العصر الحديث‬

‫‪L1-U2-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻷدب اﳊﺪﻳﺚ‬

‫‪»Hô©dG ÜOC’G‬‬ ‫اﳌﻮﺿﻮع اﻷول‬


‫‪stest-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪TRHS-logh5-U2-L1.png‬‬
‫‪k G‬‬
‫‪å`jó`ë`dG ô`°ü`©`dG »`a »`Hô`©`dG ÜOC’G á`°†`¡f π`eGƒ`Y :’hC‬‬

‫ونثرا ‪ -‬قد بلﻎ في نهاية القرن الثاني عشر‬


‫شعرا ً‬
‫كان األدب العربي ‪ً -‬‬
‫الهجري أدنى مستوى له منذ العصر اجلاهلي وخالل العصور األدبية األخرى‪.‬‬
‫وقد ظهرت منذ القرن الثالث عشر الهجري وحتى اليوم عوامل عدة‬
‫ساعدت على تطوره وتعدد أساليبه‪ ،‬وتباين قوالبه‪ ،‬حتى بلﻎ ما بلﻎ من‬
‫رقي مستواه وتألق مبدعيه‪.‬‬
‫وميكن أن نحصر أهم تلك العوامل فيما يأتي‪:‬‬

‫أﻫﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻮاﻣﻞ‪:‬‬

‫‪ -١‬االتصال بالغرب (البعثات‪ ،‬الترجمة‪ ،‬االستشراق)‪.‬‬


‫‪ -٢‬التعليم‪.‬‬
‫‪ -٣‬الطباعة والصحافة‪.‬‬
‫‪ -٤‬املكتبات العامة‪.‬‬
‫‪ -٥‬املجامع العلمية واللغوية‪.‬‬

‫‪º`∏`©``à`dG äÉ``WÉ`°û`f‬‬

‫ﺑﺤﺚ وﻣﻨﺎﻗﺸﺔ‪:‬‬
‫من ﺧﻼل تكﻮين مجﻤﻮﻋات تعاوﻧﻴة‪:‬‬
‫تعد كل مجموعة ورقة علمية موجزة حول عامل واحد من عوامل نهضة األدب العربي احلديث‪،‬‬
‫ثم تعرض كل مجموعة أمام الصف ما توصلت إليه‪.‬‬

‫‪١٠5‬‬
‫فنون الشعر العربي الحديث‬

‫‪L2-U2-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪å``jó``ë`dG »``Hô``©`dG ô`©`°û`dG ¿ƒ``æ`a :É``k«`fÉ`K‬‬


‫‪st-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪TRHS-logh5-U2-L2.png‬‬
‫‪ -١‬اﻟﺸﻌﺮ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻬﻀﺔ‪:‬‬

‫استمر الشعر العربي خالل النصف األول من القرن الثالث عشر الهجري على الصورة السطحية في املعاني‬
‫وتكرار املوضوعات التي كانت مثقلة بالزخارف اللفظية في الشكل كما كان سمة الشعر في العصر العثماني‪.‬‬
‫وكان من أبرز الشعراء‪ :‬الشيخ حسن العطار توفي‪١٢٥٠‬هــ الشيخ حسن قويدر توفي ‪١٢٦٢‬هــ وشهاب الدين‬
‫األلوسي توفي ‪ ١٢٧٠‬هــ‪ ،‬وناصيف اليازجي‪.‬‬
‫ومع النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري بدأت تظهر بعض اجلوانب الفنية عند بعض الشعراء‪ ،‬ومنهم‬
‫محمود الساعاتي (مصري توفي ‪١٢٩٨‬هـ)‪.‬‬
‫ثم حاولت مجموعة من الشعراء التجديد وإظهار عواطفهم في أدبهم مع وجود احملسنات والزخارف‪ ،‬ومنهم‬
‫عبداهلل فكري (‪١٣٠٧‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﺸﻌﺮ ﰲ ﻋﺼﺮ اﻟﻨﻬﻀﺔ‪:‬‬

‫فﻨﻮن الﺸعر العرﺑي اﳊديﺚ‪:‬‬


‫استطاع الشعر العربي منذ نهاية القرن الثالث عشر الهجري أن يرتقي ويكون صورة لعصره ومرآة ألصحابه ف ًّنا‬
‫وموضوعا‪.‬‬
‫ً‬
‫مقتصرا على نوع واحد هو الشعر الغنائي‪ ،‬ثم ظهر في العصر العباسي‬
‫ً‬ ‫وقد كان الشعر العربي في عصوره األولى‬
‫الشعر التعليمي‪ ،‬وفي العصر احلديث ظهر نوعان جديدان هما الشعر املسرحي‪ ،‬والشعر امللحمي‪.‬‬
‫وفيما يأتي استعراض موجز لفنون الشعر العربي احلديث وأبرز موضوعاته‪:‬‬
‫أوﻻً‪ :‬الﺸعر الﻐﻨاﺋي‪ :‬الذي يتناول األغراض العاطفية من مدح وفخر وغزل ورثاء‪.‬‬
‫وأهﻢ مﻮﺿﻮﻋات الﺸعر الﻐﻨاﺋي في العﺼر اﳊديﺚ‪:‬‬
‫‪ ( ١‬الﺸعر الديﻨي ويشمل الفخر بأمجاد اإلسالم‪ ،‬ومدح الرسول الكرمي � واملناسبات الدينية كرمضان واحلﺞ‬
‫واألعياد‪ ،‬ومحاربة الفساد‪ ،‬والدعوة إلى األخالق الفاضلة‪.‬‬
‫‪ (٢‬الﺸعر الﻮﻃﻨي وفيه برز أثر الظروف السياسية التي عانى منها العالم العربي في العصر احلديث‪ ،‬ومن أبرز‬
‫موضوعاته التي شغلت الشعراء في الوطن العربي‪ :‬مقاومة االستعمار األجنبي حتى االستقالل‪ ،‬ومقاومة االستيطان‬
‫اليهودي لفلسطني‪.‬‬

‫‪١٠٦‬‬
‫اﻷدب اﳊﺪﻳﺚ‬

‫‪ (٣‬الﺸعر اﻻﺟﺘﻤاﻋي الذي تطرق ملوضوعات عدة؛ مثل‪( :‬وضع املرأة االجتماعي‪ ،‬الفقر‪ ،‬محاربة اجلهل)‪.‬‬
‫‪ (٤‬الﺸعر الﻮﺟداﻧي وهو الشعر املعبر عن العواطف اإلنسانية‪ ،‬ومنها‪ :‬احلب والشوق إلى احلبيب‪ ،‬ومشاعر‬
‫الهجر والوصال‪ ،‬والذكريات اجلميلة أو امل ّرة بعد الفراق‪.‬‬

‫ﺛاﻧﻴا‪ :‬الﺸعر املﺴرﺣي‪:‬‬


‫ً‬
‫وهو قصائد على لسان شخصيات لتمثيلها على املسرح‪ ،‬وأول من عرفه بني األﱈ اليونان‪ ،‬ولم يظهر في أدبنا‬
‫العربي احلديث حتى أدخله أحمد شوقي في السنوات األخيرة من حياته بتأليفه سبع مسرحيات خمﺲ منها‬
‫شعرية‪ ،‬ثالث منها تصور العواطف الوطنية‪ ،‬وهي "مصرع كليوباترا" و"قمبيز" و"علي بك الكبير"‪ ،‬واثنتان‬
‫تصوران العواطف الوجدانية‪.‬‬
‫ثم جاء عزيز أباظة فألف من النمط الوطني "شجرة الدر"‪ ،‬ومن النمط العربي "قيﺲ ولبنى" و "العباسة"‬
‫و"الناصر" و "غروب األندلﺲ" و"قافلة النور"‪ ،‬واستمد من األدب الشعبي مسرحيته " شهريار "‪.‬‬
‫وألف عمر أبو ريشة مسرحيتني هما "محكمة الشعراء "و"تاج محل"‪ ،‬وكتب عبد الرحمن الشرقاوي‬
‫مسرحيات منها‪" :‬مأساة جميلة" وهي البطلة اجلزائرية‪ ،‬و"الفتى مهران"‪.‬‬

‫ﺛال ًﺜا‪ :‬الﺸعر املﻠﺤﻤي‪:‬‬


‫ً‬
‫أعماال بطولية خارقة‪ ،‬ميزج فيها الواقع باخليال واألساطير‪ .‬وأول‬ ‫وهو قصائد طويلة حتكي قصص أبطال عملوا‬
‫من عرف املالحم اليونان‪ ،‬وأشهر مالحمهم " اإللياذة" و"األوديسة" لـ " هوميروس"‪.‬‬
‫وفي األدب العربي ال توجد ملحمة مبفهومها العاملي املعتمد على اخلرافة واألسطورة‪ ،‬ولكن توجد أعمال‬
‫شعرية ضخمة ميكن تصنيفها ضمن شعر املالحم‪ ،‬وفي مقدمتها " اإللياذة اإلسالمية" أو ديوان مجد اإلسالم‬
‫ألحمد محرم‪ ،‬وعند أحمد شوقي مطولته "كبار احلوادث في وادي النيل" عن تاريخ مصر‪ ،‬وأرجوزته "دول العرب‬
‫وعظماء اإلسالم" عن تاريخ العرب إلى أيام العبيديني‪.‬‬
‫وكتب عمر أبو ريشة "املالحم البطولية في التاريخ اإلسالمي" وهي اثنا عشر ألف بيت‪ ،‬ولو اكتملت لكانت‬
‫من أعظم املالحم في األدب العربي‪ .‬وللشاعر اللبناني بولﺲ سالمة ملحمة "عيد الرياض"‪ ،‬وللشاعر السعودي‬
‫خالد الفرج ملحمة " أحسن القصص" وكالهما عن سيرة امللك عبد العزيز رحمه اهلل‪.‬‬

‫‪١٠٧‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪º`∏`©``à`dG äÉ``WÉ`°û`f‬‬
‫ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ وﺣﻮار‪:‬‬
‫‪ -١‬اﺳﺘﻨﺒﻂ ﻣﻦ اﻷﺑﻴﺎت اﻵﺗﻴﺔ اﻟﻔﻦ اﻟﺸﻌﺮي اﻟﺬي ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻪ اﻷﺑﻴﺎت‪ ،‬وﻓﻜﺮﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪:‬‬
‫أ) للشاعر الفلسطيني محمود مفلﺢ‪:‬‬
‫هلل َ‬
‫قال لسـانــــي‬ ‫وعلى طريــــقِ ا ِ‬ ‫طارت خطــوتــي‬ ‫ْ‬ ‫سبيل ا ِ‬
‫هلل‬ ‫أنا في ِ‬
‫ِ‬
‫معتنقـــــان‬ ‫ال بــدَّ فــــي يــوم ِ‬
‫ني‬ ‫ِ‬
‫توأمـــــان وإنـــنـــــــا‬ ‫أنـا واحلضـــار ُة‬
‫عثـــرت أقــالنــــي قـرآنـــــي‬
‫ُ‬ ‫وإذا‬ ‫كالظل تتبعني وترصدُ خطوتــي‬ ‫ﱢ‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ب) ألحمد شوقي‪:‬‬
‫ليلــــــــــــى‪:‬‬
‫األرض وســا َء حالـــــــي‬
‫ُ‬ ‫قــــــيـــــــــــﺲ‪ ،‬مــــــا لــــــــــــــــــــــــــي دارت بي‬
‫ُ‬
‫قيــــــــﺲ‪:‬‬
‫فداك ليلى مهجتي ومالـــــــــــــــي مــــــن الســـقــــا ِم ومن الهـــــــزالِ‬ ‫ِ‬
‫ليلــــــــــــى‪:‬‬
‫ِ‬
‫تبتـــــــدران‬ ‫ِ‬
‫عيــناك‬ ‫فــــــرح‬
‫ٍ‬ ‫بالدمــــع ُبلال أ ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫فما لي أرى خديك‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ -٢‬ﺣﺎول أن ﲢﺪد ﺳﺒ ًﺒﺎ ﻟﻌﺪم ﻇﻬﻮر اﻟﺸﻌﺮ اﳌﺴﺮﺣﻲ واﻟﺸﻌﺮ اﳌﻠﺤﻤﻲ ﰲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻘﺪﱘ‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ -٣‬ﻫﻨﺎك ﺟﻮاﻧﺐ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أﺧﺮى ﺗﻨﺎوﻟﻬﺎ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﳊﺪﻳﺚ‪ ،‬ﺣﺎول ذﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﻫﺬه اﳉﻮاﻧﺐ‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬

‫‪١٠٨‬‬
‫واقع الشعر العربي الحديث من خالل مدارسه األدبية وأبرز اتجاهاته مدرسة اإلحياء‬

‫‪L3-U2-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻷدب اﳊﺪﻳﺚ‬

‫‪k‬‬
‫‪¬`JÉ`gÉ`é`JG Rô`HCGh á`«`HOC’G ¬`°SQGó`e ∫Ó`N ø`e å`jó`ë`dG »``Hô``©`dG ô`©`°û`dG ™`bGh :É`ã`dÉ`K‬‬
‫‪test-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪TRHS-logh5-U2-L3.png‬‬
‫تنوعت اﲡاهات الشعر العربي احلديث في ثالث اﲡاهات أو مدارس أدبية (كما سماها النقاد) منذ القرن الثالث‬
‫عشر الهجري واستمرت خالل القرن الرابع عشر‪ ،‬وهي‪ :‬مدرسة اإلحياء؛ ومدرسة الديوان‪ ،‬واملدرسة الرومانسية‬
‫(وجدت لدى جماعة أبولو ولدى شعراء املهجر)‪ .‬أما في القرن اخلامﺲ عشر فقد استمر االﲡاه احملافﻆ في الشعر‬
‫العربي احلديث‪ ،‬وظهرت حركة احلداثة متضمنة الشعر احلر وقصيدة النثر‪.‬‬
‫وفيما يأتي استعراض لواقع الشعر احلديث من خالل مدارسه األدبية وأبرز اﲡاهاته‪:‬‬

‫‪ -١‬ﻣﺪرﺳﺔ اﻹﺣﻴﺎء‪:‬‬
‫تطور الشعر العربي مع النصف الثاني من القرن الثالث عشر باطالع األدباء على كتب التراث العربي القدمي‬
‫والشعر منه بخاصة‪ ،‬وتوثقت عالقة األدباء به‪ ،‬ورأوا ما فيه من جمال وجزالة‪ ،‬فبدأ الشعراء مبحاولة التخلص من‬
‫البديع والزخرفة اللفظية‪ ،‬وترك القوالب اجلامدة‪ ،‬وأخذوا يحاولون التعبير احلر عن عصرهم وعن نفسياتهم‪.‬‬

‫راﺋد مدرﺳة اﻹﺣﻴاء‪:‬‬


‫ويعد الشاعر محمود سامي البارودي رائد مدرسة اإلحياء الذي استطاع التخلص من أثقال البديع والتعبير‬
‫املكرر واألساليب الركيكة وإضفاء اجلزالة والعذوبة املطبوعة في شعره‪ ،‬فصنفه النقاد هو ومن سار في اﲡاهه ضمن‬
‫متنفسا حقيق ًّيا لعواطفهم ومشاعر‬
‫ً‬ ‫مدرسة اإلحياء؛ ألنهم أحيوا القصيدة وأعادوها إلى عصرها الذهبي‪ .‬وجعلوها‬
‫أمتهم‪.‬‬

‫ﺷعراء مدرﺳة اﻹﺣﻴاء‪:‬‬


‫وممن سار على نهﺞ البارودي‪ :‬أحمد شوقي وحافﻆ إبراهيم وأحمد محرم في مصر‪ ،‬ومحمد بن عثيمني وإبراهيم‬
‫الغزاوي وعبد اهلل بن خميﺲ في اململكة العربية السعودية‪ ،‬ومعروف الرصافي وجميل الزهاوي في العراق‪ ،‬وشفيق‬
‫جبري وخليل مردم وخير الدين الزركلي في سوريا‪ ،‬وإبراهيم طوقان في فلسطني‪ ،‬ومحمد العيد اجلباري وعالل‬
‫الفاسي في املغرب العربي‪.‬‬

‫‪١٠٩‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫ﺳﻤات مدرﺳة اﻹﺣﻴاء‪:‬‬


‫‪ -١‬محاكاة الشعر العربي القدمي في عصره الذهبي وأوج اكتماله‪.‬‬
‫‪ -٢‬قوة األسلوب والعناية الفائقة به باالبتعاد عن األخطاء اللغوية والركاكة األسلوبية‪.‬‬
‫كثيرا باملقدمة الغزلية‪ ،‬والتساهل‬
‫‪ -٣‬استعمال القصيدة العربية املألوفة ذات الوزن والقافية املوحدين‪ ،‬والبدء ً‬
‫غالبا في وحدة املوضوع‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -٤‬تناول املوضوعات القدمية‪ ،‬وربط الشعر باملجتمع مبعاجلة مشكالته وتصوير آالمه وآماله‪.‬‬
‫ﳕﺎذج ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﻣﺪرﺳﺔ اﻹﺣﻴﺎء‬

‫يتيما‪ ،‬والتحق باملدارس‬


‫‪ -١‬البارودي وهو شاعر مصري ولد في القاهرة سنة ‪١٨٣٨‬م‪ ،‬نشأ ً‬
‫مولعا بقراءة األدب والشعر فنظم الشعر شا ًّبا‪ ،‬رحل إلى تركيا‪،‬‬ ‫ضابطا‪ ،‬وكان ً‬ ‫ً‬ ‫احلربية وتخرج‬
‫وفرنسا وإﳒلترا لالطالع على النظم احلربية‪ ،‬اشترك في احلروب العثمانية‪ ،‬ونفي إثر فشل ثورة‬
‫عرابي إلى جزيرة سرنديب سبعة عشر عا ًما‪ ،‬ثم عاد إلى مصر‪ ،‬توفي سنة‪١٩٠٤‬م‪.‬‬
‫وفي هذه القصيدة يصف إحدى معاركه احلربية‪ ،‬مما يشعر بروح الشعر القدمي‪ ،‬كشعر املتنبي‬
‫في سيفياته أو أبي فراس في حماسته‪:‬‬
‫ومطـــاوح‬
‫ُ‬ ‫مهامـــه دون امللتـــــقــى‬ ‫لعمري لقد طال النــــوى وتقاذفــت‬
‫وترهبها اجلنــــان وهي ســـــــــوارح‬ ‫وأصبحت في أرض يحار بها القــــطا‬
‫سليك بها شأ ًوا قضى وهـــو رازح‬ ‫بعيدة أقطــار الديامـيم لو عـــــــدا‬
‫صياح الثـــكالى هيجتها النوائـــﺢ‬ ‫تصيﺢ بها األصداء في غسق الدجى‬
‫‪ -٢‬حافﻆ إبراهيم وهو شاعر مصري‪ ،‬ولد سنة ‪١٨٧١‬م‪ ،‬بديروط مبصر‪ ،‬نشأ عند خاله بالقاهرة‬
‫وتعلم في مدارسها‪ ،‬دخل املدرسة احلربية‪ ،‬وترقى إلى درجة ضابط‪ ،‬وأرسل إلى السودان مع‬
‫رئيسا للقسم األدبي بدار الكتب املصرية‪ ،‬وتوفي‬ ‫احلملة املصرية‪ ،‬ثم أحيل إلى التقاعد‪ ،‬وقد عني ً‬
‫سنة ‪١٩٣٢‬م‪.‬‬
‫وقد قال هذه القصيدة متحدثا بلسان اللغة العربية‪:‬‬
‫عقمت فلم أجزع لقول عــداتـــي‬ ‫رموني بعقم في الشباب وليتنـــــي‬
‫وأدت بناتـــــــــــي‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫رجــــاال وأكفـــاء‬ ‫ولدت وملــــا لم أجد لعرائســــــــي‬
‫وما ضقت عن آي به وعظــــــــــات‬ ‫وسعت كتاب اهلل ً‬
‫لفظا وغايــــــــــة‬
‫وتنسيق أسمـــــــــاء ملخترعـــــــــــات‬ ‫فكيف أضيق اليوم عن وصف آلــة‬
‫فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتـــي‬ ‫كـــامن‬
‫ٌ‬ ‫أنا البحر في أحشائه الدر‬

‫‪١١٠‬‬
‫اﻷدب اﳊﺪﻳﺚ‬

‫‪ -٣‬خير الدين الزركلي وهوشاعر سوري‪ ،‬ولد سنة ‪١٣١٠‬هـ في بيروت من أبوين دمشقيني‪،‬‬
‫تعلم بدمشق ثم بيروت‪ ،‬غادر بالده إثر احتالل فرنسا لها‪ ،‬قصد مصر وأنشأ فيها مطبعة أصدر‬
‫مستشارا للمفوضية السعودية مبصر‪ ،‬ومثل اململكة العربية‬
‫ً‬ ‫فيها عد ًدا من كتبه ودواوينه‪ ،‬صار‬
‫سفيرا للسعودية في املغرب‪ ،‬ومن مﺆلفاته‪ :‬ديوان شعر‬‫ً‬ ‫السعودية في عدد من املﺆمترات‪ ،‬عني‬
‫باسمه‪ ،‬كتاب "األعالم" وهو موسوعة تراجم للمشهورين عبر التاريخ‪ ،‬وكتاب"شبه اجلزيرة في‬
‫عهد امللك عبدالعزيز"‪ ،‬و"الوجيز في سيرة امللك عبدالعزيز"‪ .‬توفي بالقاهرة سنة ‪١٣٩٦‬هـ‪.‬‬
‫وهذه قصيدته" ﳒوى" التي يشتاق فيها لبالده‪:‬‬

‫ألفـت وال سكـنــــا‬


‫ال ساكـ ًنا ْ‬ ‫ني بعدَ فرا ِقهــــا ال َو َطنـــــــــا‬
‫الع ُ‬
‫كرى وال وســـــــنــا‬
‫حتﺲ ً‬
‫أال َّ‬ ‫بالدمــــــــــع أقلقــــــــــها‬
‫ِ‬ ‫ر َّيانــ ٌة‬
‫ُح ْس ًنا وباتت الترى حـَ َســنــا‬ ‫كانت ترى في ﱢ‬
‫كل سانحـــــــةٍ‬ ‫ْ‬
‫وشككـت فيه أنـــــــــا‬
‫ُ‬ ‫أنكـرتُه‬ ‫صعــــــــدت‬
‫ْ‬ ‫والقلب لوال أنَّـ ٌة‬
‫ُ‬
‫لقيت هنـــا‬ ‫َ‬
‫هنـالـك ما ُ‬ ‫و ُه ُـم‬ ‫أحبهم علمــــــوا‬
‫ْ‬ ‫الذين‬
‫َ‬ ‫ليت‬
‫َ‬
‫روحي البدنــــــــا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تفـارق‬ ‫حتى‬ ‫كنت أحسبني مفار َق ْ‬
‫هـــم‬ ‫ما ُ‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫ُصنا‬ ‫ُ‬
‫و"النيل" يسقي ذلك الغ ُ‬ ‫طائرا غنى على ُغ ُص ٍ‬
‫ــــــــن‬ ‫يا ًَ‬
‫جددت َحـ َزنــــــا‬
‫ْ‬ ‫ولرب ذكرى‬
‫َّ‬ ‫لست ناسيـَـــــــ ُه‬
‫أذكرتني ما ُ‬
‫والطي َر آحـــا ًدا بـه و ُثنــــــــــــــى‬ ‫أذكرتني "بـــــــردى" و َو ِاد َي ُه‬
‫دمـــع إذا َك ْف َك ْفـ ُته َهـ َتـ َنــــــــــــا‬
‫ٌ‬ ‫كـم ذا أغـال ُبـه ويغلبــنــــــــي‬
‫ـــن احليا ُة تألـقـًا وسـنـــــــــــــــا‬
‫ُه َّ‬ ‫ربوعـــهـم‬
‫ُ‬ ‫ذكريـات في‬
‫ٌ‬ ‫لي‬
‫وإن َظعــنـــــا‬ ‫ْإن َح َّـل ْلم ْ‬
‫ينعم ْ‬ ‫أبــــــدا‬
‫ً‬ ‫معـــذب‬
‫ٌ‬ ‫الغريب‬
‫َ‬ ‫َّإن‬

‫‪١١١‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪º`∏`©``à`dG äÉ``WÉ`°û`f‬‬

‫‪ (١‬اﻛﺘﺐ ﻓﻘﺮة ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻣﺪرﺳﺔ اﻹﺣﻴﺎء ﺑﻬﺬا اﻻﺳﻢ‪:‬‬


‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪ (٢‬اﻋﻘﺪ ﻣﻮازﻧﺔ ﺑﲔ‪ :‬ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺒﺎرودي‪ ،‬وﺣﺎﻓﻆ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‪ ،‬ﰲ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬
‫ﰲ ﺿﻮء اﻟﻨﺼﲔ اﻟﻮاردﻳﻦ ﺳﺎﺑﻘً ﺎ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ"‬

‫ﻋﻨد ﺣافﻆ إﺑراهﻴﻢ‬ ‫ﻋﻨد مﺤﻤﻮد الﺒارودي‬ ‫ﻋﻨاﺻر املﻮازﻧة‬


‫مدى وضوح األلفاظ‬
‫املوضوع‪ :‬ذاتي أو اجتماعي‬

‫‪ (٣‬ﺑﺤﺚ‪:‬‬
‫بالرجوع إلى القاموس ما الفرق بني كلمتي ْ‬
‫(أك َفاء) الواردة في قصيدة حافﻆ ِ‬
‫و(أك َّفاء)‪:‬‬
‫ْأك َفاء‪ . ...........................:‬أما ِأك َّفاء‪...........................:‬‬
‫‪ (٤‬ﺗﺬوق‪:‬‬
‫ماذا يوحي لك تشبيه حافﻆ اللغة بالبحر؟‬

‫‪ (5‬ﻣﻌﺎﳉﺔ اﳌﻔﺮدات ﰲ ﻗﺼﻴﺪة اﻟﺰرﻛﻠﻲ‪:‬‬


‫ظعن)‪.‬‬
‫ﱳ‪َ -‬‬‫تعرف معاني املفردات اﻵتية‪( :‬ريانة ‪ -‬كرى ‪ -‬وسن ‪ -‬أنَّـة ‪َ -‬ك ْف َك َف ‪ -‬ه َ‬

‫‪١١٢‬‬
‫اﻷدب اﳊﺪﻳﺚ‬

‫‪ (٦‬ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ‪ :‬اﺳﺘﻌﻤﻞ اﻟﺰرﻛﻠﻲ أﺳﻠﻮ ًﺑﺎ ﻳﺠﻤﻊ اﻟﺸﻲء وﺿﺪه ﰲ ﺟﻤﻠﻪ اﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬
‫لقيت هنا‬ ‫َ‬
‫هنـالـك‪ُ ،‬‬ ‫وباتت ال ترى حسنا ‪ -‬و ُه ُـم‬ ‫ْ‬ ‫كانت ترى حس ًنا‪،‬‬
‫ْ‬
‫عن‬ ‫والطي َر آحا ًدا بـه‪ ،‬و ُثنى ‪ -‬أغـال ُبـه‪ ،‬ويغلبــني ‪َ -‬ك ْف َك ْفـ ُته‪َ ،‬هـ َت َـن ‪َ -‬ح َّـل َ‬
‫وظ َ‬
‫أ‪ -‬فما رأيك في هذا األسلوب؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ب‪ -‬سجل انطباعك عن تأثيره فيك‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ (٧‬رﺳﻢ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﺰرﻛﻠﻲ ﺻﻮرة ﺣﺴﻴﺔ ﻟﻮﻃﻨﻪ ﰲ اﳌﻘﻄﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻮت واﻟﺼﻮرة‪،‬‬
‫ﻓﺄﻋﺪ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮﺑﻚ‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ (٨‬اﺳﺘﻨﺒﻂ ﺑﻌﺾ ﺳﻤﺎت ﻣﺪرﺳﺔ اﻹﺣﻴﺎء ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺳﺘﺪﻻل ﺑﺒﻌﺾ أﺑﻴﺎت اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ اﻟﺜﻼث‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ (٩‬اﳊﻔﻆ‪:‬‬
‫احفﻆ األبيات الثالثة األولى في قصائد مدرسة اإلحياء‪.‬‬

‫‪١١٣‬‬
‫مدرسة الديوان‬

‫‪L4-U2-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪ -٢‬ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺪﻳﻮان‪:‬‬
‫‪-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫مع بداية النصف األول من القرن الرابع عشر الهجري ظهر جيل جديد مثقف ثقافة عميقة في اﻵداب األوروبية‬
‫‪TRHS-logh5-U2-L4.png‬‬

‫واإلﳒليزية خاصة‪ ،‬وقد رأى هذا اجليل أن شعراء مدرسة اإلحياء ال يتناولون في شعرهم حياتهم النفسية وحياة‬
‫الكون من حولهم‪ ،‬بل جاءت موضوعاتهم تقليدية من مدح وغزل على ﳕط الشعر العربي القدمي‪.‬‬
‫وسمي اﲡاه هذا اجليل اجلديد بهذا االسم ألن اثنني من رواده‪ ،‬وهما إبراهيم املازني وعباس العقاد‪ ،‬أصدرا كتا ًبا‬
‫سمياه "الديوان" في نقد مدرسة اإلحياء وبث آراء هذا االﲡاه‪ ،‬ويرى جيل مدرسة الديوان‪:‬‬
‫‪ -١‬أن الشعر تعبير عن النفﺲ مبعناها اإلنساني العام‪ ،‬وما يجول فيها من خير وشر وألم ولذة‪.‬‬
‫‪ -٢‬أن الشعر تعبير عن الطبيعة وحقائقها وأسرارها املبثوثة فيها‪ ،‬وليﺲ أناشيد وطنية وقومية‪.‬‬
‫ﺳﻤات مدرﺳة الديﻮان‪:‬‬
‫‪ -١‬االطالع على الشعر العربي القدمي والسيما العباسي دون محاكاته‪.‬‬
‫‪ -٢‬االستفادة من األدب الغربي وبخاصة األدب اإلﳒليزي‪.‬‬
‫‪ -٣‬الدعوة إلى التجديد الشعري في املوضوعات والشكل واملضمون‪ ،‬ومنه دعوتهم إلى الشعر املرسل‪.‬‬
‫‪ -٤‬االﲡاه إلى الشعر الوجداني الذي تتضﺢ فيه شخصية الشاعر وعواطفه‪ ،‬وأحزانه وآالمه‪ ،‬ويعبر عن النفﺲ‬
‫مبعناها العام‪.‬‬
‫‪ -٥‬االستعانة مبدرسة التحليل النفسي‪ ،‬التي تقول بأن اإلبداع األدبي قدرة نفسية‪ ،‬وﲡربة شعورية صادقة‪،‬‬
‫وليﺲ قدرة بالغية‪.‬‬
‫ومن رواد هذه املدرسة عبدالرحمن شكري الذي أصدر أول دواوينه سنة ‪١٣٢٧‬هـ‪١٩٠٩/‬م بعنوان (ضوء‬
‫الفجر) متضم ًنا قصائد تعالﺞ معاني إنسانية عامة‪ ،‬بﺈحساس ذاتي يستلهم الطبيعة‪ ،‬وقدم فيه ﲡربة فنية جديدة‬
‫ترتكز على ﲡديد القوافي باستعمال الشعر املزدوج‪ ،‬وحاول استعمال الشعر املرسل الذي يتقيد بالوزن‪ ،‬ولكنه ال‬
‫يتقيد بالقوافي فلكل بيت قافية خاصة‪ .‬وقدم العقاد الديوان األول للمازني الذي صدر على طريقتهم اجلديدة‪.‬‬
‫ﳕﻮذج من ﺷعر مدرﺳة الديﻮان‪:‬‬
‫ﻋﺒاس مﺤﻤﻮد العقاد‪ :‬هو أديب مصري ولد سنة ‪١٨٨٩‬م‪ ،‬لم يتم دراسته في املدارس الرسمية‪ ،‬بل كون ثقافته‬
‫معلما مع إبراهيم املازني وجمعت بينهما الثقافة اإلﳒليزية فارتبطا بصداقة‬‫بجهده‪ ،‬اشتغل في الصحافة‪ ،‬ثم صار ً‬
‫طويلة‪ ،‬له عشرة دواوين‪ ،‬وكتب كثيرة في الثقافة والفكر والسياسة والسير‪ ،‬توفي سنة ‪١٩٦٤‬م‪.‬‬

‫‪١١٤‬‬
‫اﻷدب اﳊﺪﻳﺚ‬

‫النص‪:‬‬
‫األرض في الغمــــا ِء تهدينـــي‬
‫ِ‬ ‫معالم‬ ‫ﳒـــــــــم السمــــــــا ِء وال‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حيران ال‬ ‫حيران‬
‫السـمــــا ِر يلهينــــــي‬
‫نيــنــي وال َس َم ُر ﱡ‬ ‫يقظان يقظان ال طيب الرقـــــــــا ِد يــــــدا‬
‫ُ‬
‫واألشجــــــان تبكينــــي‬ ‫ُ‬
‫الكوارث‬ ‫وال‬ ‫األوجـــــاع تبلينـــــي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫غصان ال‬ ‫غص ُ‬
‫ان‬ ‫ّ‬
‫عن الدموع نفاهــا جـــفــن محــــــزون‬ ‫عـــــوض‬
‫ٍ‬ ‫شع ٌر دموعي وما بالشعـــر مــن‬
‫املساكـيــــن‬
‫ِ‬ ‫علــى املدامــــع أجـفـــــان‬ ‫ملغتـــــــبـــط‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫أبــقت الدنيــــــــا‬ ‫يا سو َء ما‬
‫ِ‬
‫مدفــــون‬ ‫في‬
‫بحــــزن َّ‬
‫ٍ‬ ‫استــرحـــت‬
‫ُ‬ ‫وما‬ ‫جوانحــهم‬
‫ْ‬ ‫فارتــاحت‬
‫ْ‬ ‫هم أطلقوا َ‬
‫احلزن‬ ‫ْ‬

‫‪º`∏`©``à`dG äÉ``WÉ`°û`f‬‬

‫ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ وﺣﻮار‬
‫‪ -١‬اﺳﺘﻨﺒﻂ ﺳﻤﺎت ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺪﻳﻮان اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﰲ أﺑﻴﺎت ﻋﺒﺎس اﻟﻌﻘﺎد‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ -٢‬اﻋﺘﻤﺪ اﻟﻌﻘّ ﺎد ﰲ اﻷﺑﻴﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺮار اﻷﻟﻔﺎظ ﻛﻘﻮﻟﻪ‪:‬‬
‫ُ‬
‫غصان)‬ ‫غص ُ‬
‫ان‬ ‫ُ‬
‫حيران ‪ -‬يقظان يقظان ‪ّ -‬‬ ‫(حيران‬
‫فما أثر هذا التكرار‪ ،‬وما رأيك في استعمال الشاعر له؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ -٣‬ﰲ اﺳﺘﻌﻤﺎل أﺳﻠﻮب اﻟﻨﻔﻲ اﳌﺘﻜﺮر ﻛﻘﻮﻟﻪ‪:‬‬
‫السـمارِ)‬
‫األرض ‪ -‬ال طيب الرقــاد ‪ -‬وال َس َم ُر ﱡ‬
‫ِ‬ ‫ﳒـم السما ِء ‪ -‬وال معالم‬
‫(ال ُ‬
‫ما يعكﺲ احلالة النفسية للشاعر‪ ،‬حاول استنباطها وتوضيحها!‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬

‫‪١١5‬‬
‫مدرسة أبولو‬

‫‪L5-U2-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪ -٣‬ﻣﺪرﺳﺔ ﱡ‬
‫أﺑﻮﻟﻮ ‪:‬‬
‫‪t-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫مع بداية العقد السادس من القرن الرابع عشر الهجري ظهر تأثير األدب الغربي في الشعراء العرب فظهرت‬
‫‪TRHS-logh5-U2-L5.png‬‬

‫"جماعة أبو ﱡلو " التي أسسها أحمد زكي أبو شادي سنة ‪١٣٥١‬هـ‪ ،‬وكان من أشهر أعضائها إبراهيم ناجي‪ ،‬وعلي‬
‫محمود طه‪ ،‬ومحمود إسماعيل‪ ،‬وأصدرت مجلة حتمل اسمها‪ ،‬وكان هدفها السمو بالشعر العربي‪.‬‬
‫تأثرت هذه املدرسة بشعراء املهجر في أمريكا الشمالية واجلنوبية الذين استلهموا املذهب الرومانسي‪ ،‬وكان‬
‫ملدرسة أبو ﱡلو صدى في شعراء العالم العربي ومنهم أبو القاسم الشابي في تونﺲ‪ ،‬والتيجاني بشير في السودان‪،‬‬
‫وعمر أبو ريشة‪ ،‬ونزار قباني في الشام‪ ،‬وحسن القرشي وطاهر زمخشري ومحمد حسن عواد في السعودية‪ ،‬و إلياس‬
‫أبوشبكة و بشارة اخلوري في لبنان‪.‬‬
‫ومعظم نتاج شعراء هذه املدرسة في موضوعي احلب والطبيعة‪ ،‬ومتيزت لغتهم بالسهولة واملوسيقية الرقيقة‪.‬‬

‫ﺳﻤات مدرﺳة أﺑﻮلﻮ‪:‬‬


‫‪ -١‬الثورة على التقليد‪ ،‬والدعوة إلى األصالة‪ ،‬والفطرة الشعرية‪ ،‬والعاطفة الصادقة‪.‬‬
‫‪ -٢‬سهولة التعبير في اللفﻆ واملعنى واخليال‪.‬‬
‫‪ -٣‬الرجوع إلى النفﺲ باالﲡاه إلى الشعر الغنائي الوجداني‪.‬‬
‫‪ -٤‬العناية بالوحدة العضوية للقصيدة‪ ،‬وباالنسجام املوسيقي واإليقاعي فيها‪.‬‬
‫‪ -٥‬التغني بجمال الطبيعة‪.‬‬
‫ﳕﺎذج ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﻣﺪرﺳﺔ ﱡ‬
‫أﺑﻮﻟﻮ‬

‫‪ -١‬يقول إبراهيم ناجي وهو شاعر مصري ولد سنة ‪١٨٩٨‬م‪ ،‬وتخرج في كلية الطب‪ ،‬صدر‬
‫له دواوين منها‪" :‬وراء الغمام"‪ ،‬و"ليالي القاهرة"‪ ،‬وله قصص كثيرة‪ ،‬وأصدر مجلة حكيم البيت‪،‬‬
‫توفي سنة ‪١٩٥٣‬م‪:‬‬
‫ُ‬
‫أهتف يا قلبــــي اتــﺌــــــــــدْ‬ ‫وأنا‬ ‫كالذبيــﺢ‬
‫ْ‬ ‫القلـب بجنبــي‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫رفرف‬
‫َلم عدنا؟ ليـــــت أنَّا لم نعـــــد‬ ‫اجلـريـــــــﺢ‬
‫ْ‬ ‫الدمع واملاضي‬‫ُ‬ ‫فيجيب‬
‫وألــــــم‬
‫ْ‬ ‫وفرغــــنــــا مــن حنــــنيٍ‬ ‫َلم عدنا؟ َأ َولم نطـــــــوِ الغـــــــرا ْم‬
‫لفـــــراغ كالـعـــــــــــد ْم‬
‫ٍ‬ ‫وانتهينا‬ ‫بسكـــــــــون وســـــــــال ْم‬
‫ٍ‬ ‫ورضيــنا‬

‫‪١١٦‬‬
‫اﻷدب اﳊﺪﻳﺚ‬

‫‪ -٢‬ويقول أبو القاسم الشابي وهو شاعر تونسي ولد سنة ‪١٩٠٩‬م‪ ،‬أﰎ تعليمه في جامعة‬
‫الزيتونة وحصل على إجازة احلقوق‪ ،‬له ديوان "أغاني احلياة"‪ ،‬وعدد من الكتب األدبية‪ ،‬أصيب‬
‫بتضخم القلب وتوفي شا ًّبا سنة ‪١٩٣٤‬م‪:‬‬
‫للحيــــــــا ِة الناعســـــ ْة‬ ‫الصبﺢ يغنـــي‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫أقبـــــل‬
‫الغصــــون املائســـ ْة‬
‫ِ‬ ‫ــل‬
‫ِ‬ ‫حتلم في ظـــــــــلـــ‬
‫والربا ُ‬
‫َق الزهــو ِر اليــابســــــ ْة‬ ‫ـــــــــص أورا‬
‫ُ‬ ‫والصبا تُر ِق‬
‫الفجـاج الـدامسـ ْة‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ــك‬ ‫وتهادى النو ُر في تـــلــ‬

‫‪º`∏`©``à`dG äÉ``WÉ`°û`f‬‬

‫‪ -١‬اﻋﻘﺪ ﻣﻮازﻧﺔ ﺑﲔ‪ :‬إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻧﺎﺟﻲ‪ ،‬وأﺑﻲ اﻟﻘﺎﺳﻢ اﻟﺸﺎﺑﻲ‪ ،‬ﰲ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬
‫»ﰲ ﺿﻮء اﻟﻨﺼﲔ اﻟﻮاردﻳﻦ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ«‬

‫أﺑﻮ القاﺳﻢ الﺸاﺑي‬ ‫إﺑراهﻴﻢ ﻧاﺟي‬ ‫ﻋﻨاﺻر املﻮازﻧة‬


‫الﻨﻔﺴﻴة‪ :‬متفائلة‪ ،‬أم متشائمة‬
‫املﺜﻴر‪ :‬داخلي‪ ،‬أم خارجي‬
‫املﻮﺿﻮع‪ :‬تأمل في الذات أو في الطبيعة‬

‫‪ -٢‬ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ‪:‬‬
‫في مجموعات تعاونية‪ ،‬تتناقﺶ كل مجموعة حول‪ :‬هل يلزم الشاعر أن يكون خريﺞ كلية اﻵداب أو‬
‫اللغة العربية حتى يتمكن من قول الشعر‪ ،‬باالستفادة من ترجمة الشاعرين السابقني‪.‬‬

‫‪١١٧‬‬
‫مدرسة شعراء المهجر‬

‫‪L6-U2-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪ -٤‬ﻣﺪرﺳﺔ اﳌﻬﺠﺮ‪:‬‬
‫كان الشعر العربي في املهجر ميثل امتدا ًدا لالﲡاه الرومانسي في الشعر العربي احلديث‪.‬‬
‫‪-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪TRHS-logh5-U2-L6.png‬‬
‫واملهجريون أسر عربية هاجرت من سوريا ولبنان خاصة إلى شمال أمريكا وجنوبها في دفعات متتالية منذ العقد‬
‫الثاني من القرن الرابع عشر الهجري‪ ،‬وكانت هجرتهم ألسباب اقتصادية وسياسية واجتماعية وفكرية‪ ، ،‬حيث‬
‫كانت احلكومة التركية متارس ظلمها وتعسفها في بالد الشام‪ ،‬مما أدى إلى تفشي الفقر واجلهل وساد اإلحساس‬
‫بالظلم والقهر‪ .‬كما تسببت مذابﺢ سيفو التركية في هجرة مﺌات اﻵالف من اﻵشوريني (السريان)‪.‬‬
‫َمتث ََّل الوجو ُد األدبي العربي في أمريكا الشمالية بتأسيﺲ "الرابطة القلمية" ومن أدبائها إيليا أبو ماضي‪ ،‬وفي‬
‫أمريكا اجلنوبية بتأسيﺲ "العصبة األندلسية" ومن أبرز شعرائها الشاعر القروي رشيد اخلوري‪ ،‬وهي أكثر محافظة‬
‫على اللغة من املجموعة األولى‪.‬‬
‫وبالرغم من أن الثقافة الغربية كانت املﺆثر األول على أدبهم‪ ،‬فﺈنهم قد تأثروا بقوة بتراثهم الشعري القدمي‪.‬‬
‫ﺳﻤات مدرﺳة املهجر‪:‬‬
‫‪ -١‬الواقعية في التعبير عن احلياة‪ ،‬والتجاوب مع احلضارة بشتى جوانبها‪.‬‬
‫‪ -٢‬التحرر والتساهل في اللغة والصياغة عند بعضهم‪ ،‬وصاحب ذلك انطالق في الفكر‪.‬‬
‫‪ -٣‬النظم على األوزان اخلفيفة واجلديدة كاملوشحات‪ ،‬والتجديد في أوزان الشعر ونظم ما عرف "بالشعر‬
‫املنثور"‪.‬‬
‫‪ -٤‬كثرة نظم الشعر في موضوعات بعينها كاحلنني إلى الوطن‪ ،‬والشكوى من الغربة‪ ،‬والشعر الوطني‪ ،‬والتأمل‬
‫الفكري‪ ،‬ووصف الطبيعة ومناجاتها‪.‬‬
‫تأثرا بالفلسفة الغربية ومذاهبها األدبية‪.‬‬
‫‪ -٥‬االهتمام بالرمز وهو اإلشارة إلى فكرة معينة باحملسوس‪ً ،‬‬
‫مﻮﺿﻮﻋات ﺷعر املهجر‪:‬‬
‫‪ -١‬احلنني إلى الوطن‪.‬‬
‫‪ -٢‬الصراع في سبيل العيﺶ‪.‬‬
‫‪ -٣‬الطبيعة اجلميلة‪.‬‬
‫‪ -٤‬التأمالت الفكرية في احلياة والناس‪.‬‬
‫‪ -٥‬الشكوى‪.‬‬

‫‪١١٨‬‬
‫اﻷدب اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ﳕﺎذج ﻣﻦ ﺷﻌﺮ اﳌﻬﺠﺮ‬

‫يقول إيليا أبو ماضي في قصيدته"شبﺢ" وهو شاعر مهجري ولد في احمليدثة بلبنان عام ‪١٨٩٤‬م‪،‬‬
‫وهاجر إلى مصر عام ‪١٩٠٢‬م اشتغل بالتجارة‪ ،‬ثم سافر إلى أمريكا الشمالية في أوهايو‪ ،‬ثم في‬
‫نيويورك‪ ،‬واتصل بشعراء الرابطة القلمية عام‪١٩٢٠‬م‪ .‬من دواوينه‪ :‬اجلداول‪ ،‬واخلمائل‪ ،‬وتبر وتراب‪،‬‬
‫أصدر جريدة السمير في نيويورك‪ ،‬وتوفي عام ‪١٩٥٧‬م‪.‬‬
‫وقصيدة "شبﺢ" متثل رسالة من لبنان إلى أبنائه املهاجرين‪:‬‬
‫نسيتكم فـال تنســــــــــــــونــــــي‬
‫ُ‬ ‫أنا ما‬ ‫يـا شاعـــري ْ‬
‫قــــل لأللـــى هجـرونــــــي‬
‫مــتـيــــــــــــن‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫احلبـــــل غي ُر‬ ‫ليت هذا‬
‫يا َ‬ ‫َ‬
‫حبــــل ال َّنــــــــوى‬ ‫طولتـــم‬
‫ُ‬ ‫بالكــم‬
‫ْ‬ ‫ما‬
‫والتلـــــويــــــــن؟‬
‫ِ‬ ‫كأزاهري في احلسن‬ ‫أنشقـــتــــم‬
‫ُ‬ ‫أوردتــــم كمــناهــــلـــي؟‬
‫ُ‬
‫غصون فو َق ْ‬
‫كــــم كغصــونــــي؟‬ ‫ٌ‬ ‫ر َّف ْت‬ ‫ْ‬
‫فهـــــــــل‬ ‫بأشجـــــــار‬
‫ٍ‬ ‫تظللــتــم‬
‫ْ‬ ‫ولقـــد‬
‫ِ‬
‫احلســـــــــون؟‬ ‫أسمعتم أشـجــــى ِم َن‬
‫ُ‬ ‫صـــوادحا‬
‫ً‬ ‫وسمعتم شـــــــ َّتى الطيــــو ِر‬
‫ُ‬
‫** *‬
‫سفـــيـــــن‬
‫ِ‬ ‫ركبــوا إلـى العليـــــا ِء َّ‬
‫كـــل‬ ‫هـــــــــــــــــم‬
‫ُ‬ ‫تعــذل َ‬
‫بنيك إذا‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫لبنـــان ال‬
‫ِ‬
‫املكــنــــــون‬ ‫ِ‬
‫لصـيــــد اللـﺆلـــــﺆِ‬ ‫خُ لـقوا‬ ‫لكنهـــــــــــــم‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫يهجـروك مـــــــاللـةً‪،‬‬ ‫لم‬
‫َ‬
‫يقنـــعــــون ِم َن ال ُعـــــال بالــــــــــدﱡ ِ‬
‫ون‬ ‫ال‬ ‫نســـــورا ح ّلقــــــــــــوا‬
‫ً‬ ‫ولـدتهـــــم‬
‫ُ‬ ‫لـمـَا‬
‫َّ‬
‫محابــــﺲ من طــــ ِ‬
‫ني‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫فكيـــــف‬ ‫ذهبا‪،‬‬
‫ً‬ ‫تكـــن‬
‫ْ‬ ‫وإن‬ ‫الس َ‬
‫جون ْ‬ ‫والنس ُر ال يرضى ﱡ‬
‫والشــاهــــــيـــــن‬
‫ِ‬ ‫للــبـــــــــازي‬
‫ﱢ‬ ‫واجلـــو‬
‫ﱡ‬ ‫تزحــف فو َقهــــــا‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫للحشرات‬ ‫واألرض‬
‫ُ‬

‫‪١١٩‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪º`∏`©``à`dG äÉ``WÉ`°û`f‬‬
‫‪ (١‬اﻟﻘﺮاءة اﳌﻌﺒﺮة‪:‬‬
‫‪ (٢‬اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﳌﻔﺮدات‪:‬‬
‫املفردات التي ﲡد فيها صعوبة ضع حتتها ًّ‬
‫خطا‪ ،‬ثم ابحث في معجمك عن معناها‪.‬‬
‫‪ (٣‬اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﳉﺰﺋﻲ‪:‬‬
‫شرحا موج ًزا‪:‬‬
‫أ‪ -‬شرح األبيات ً‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ب‪ -‬استخرج الصور من البيت الثاني‪ ،‬والثامن‪ ،‬وما رأيك فيها؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ج‪ -‬توسع الشاعر في وصف لبنان في املقطع األول‪ ،‬فماذا تستنتﺞ من هذا؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ (٤‬اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺺ‪:‬‬
‫هل أعجبتك القصيدة من حيث األلفاظ‪ ،‬واملوسيقى‪ ،‬واملعاني؟ (ع ّلل إجابتك)‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬

‫‪١٢٠‬‬
‫حركة الحداثة‬

‫‪L7-U2-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻷدب اﳊﺪﻳﺚ‬

‫‪ - 5‬ﺣﺮﻛﺔ اﳊﺪاﺛﺔ ) اﻟﺸﻌﺮ اﳊﺮ وﻗﺼﻴﺪة اﻟﻨﺜﺮ(‪:‬‬

‫‪test-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪TRHS-logh5-U2-L7.png‬‬ ‫مراﺣﻞ اﳊداﺛة‪ :‬مرت اﳊداﺛة ﺑﺜﻼث مراﺣﻞ هي‪:‬‬
‫املرﺣﻠة األولﻰ‪ :‬كان من آثار مدرسة أبولو ومدرسة املهجر شيوع اﲡاه الفن للفن ومذاهب فنية مختلفة أخرى‬
‫كالرمزية والواقعية في الشعر العربي احلديث‪.‬‬
‫املرﺣﻠة الﺜاﻧﻴة‪ :‬ظهرت مع نهايات العقد اخلامﺲ من القرن التاسع عشر امليالدي دعوة صاخبة متأثرة باألدب‬
‫األوروبي واألمريكي خاصة تدعو إلى نوع جديد من النظام الشعري سمي "الشعر احلر" في بدايته‪ ،‬ثم وضع له‬
‫مصطلﺢ " شعر التفعيلة" وهو شعر ال يلتزم بقافية معينة ولكنه يلتزم تفعيلة موحدة في القصيدة‪ ،‬وﲡلى ذلك‬
‫النوع أو ًال لدى شعراء من العراق ومنهم نازك املالئكة وبدر شاكر السياب‪ ،‬وعبد الوهاب البياتي‪ ،‬وفي مصر من‬
‫مثل صالح عبد الصبور‪ ،‬وأحمد عبد املعطي حجازي‪.‬‬
‫املرﺣﻠة الﺜالﺜة‪ :‬خالل العقدين السادس والسابع‪ ،‬انتقلت حيوية هذه احلركة الشعرية إلى لبنان ممثلة في ثالث‬
‫مجالت هي‪" :‬اﻵداب"‪ ،‬و" شعر" و"حوار"‪ ،‬وكانت مجلة "شعر" أبرزها‪ ،‬واشتهر من خاللها عدد من شعراء هذا‬
‫االﲡاه‪ ،‬منهم‪ :‬يوسف اخلال‪ ،‬وشوقي أبو شقرا‪ ،‬وأدونيﺲ‪ ،‬ونذير العظمة‪ ،‬ومحمد املاغوط‪ .‬وفي هذه املرحلة خرج‬
‫ما عرف بقصيدة النثر التي ال تلتزم بوزن وال بقافية‪ ،‬ومتيل إلى تكثيف اللغة والنزوع إلى الغموض‪.‬‬

‫ﺳﻤات ﺣرﻛة اﳊداﺛة‪:‬‬


‫‪ -١‬الدعوة إلى انفتاح الشعر العربي على اﻵداب العاملية والتأثر بها‪.‬‬
‫‪ -٢‬الدعوة إلى تعميق لغة الشعر‪ ،‬والتحرر من األوزان والقوافي‪.‬‬
‫‪ -٣‬االهتمام بالغموض‪ ،‬والرمز‪.‬‬
‫‪ -٤‬اخلروج عن املألوف والسائد اجتماع ًّيا وأدب ّيًا‪.‬‬

‫‪١٢١‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫ﳕﺎذج ﻣﻦ ﺷﻌﺮ اﳊﺪاﺛﺔ‬

‫أوﻻ‪ :‬أﻧﺸﻮدة املﻄر لﺒدر ﺷاﻛر الﺴﻴاب‬ ‫ً‬


‫وهو شاعر عراقي ولد عام ‪١٩٢٦‬م في قرية جيكور جنوب البصرة‪ ،‬تخرج في دار املعلمني‪ ،‬واشتغل في‬
‫التدريﺲ‪ ،‬ثم اﲡه للعمل احلر‪ ،‬أصيب آخر حياته بالشلل حتى توفي بالكويت عام ‪١٩٦٤‬م ‪١٣٨٤-‬هـ‬
‫ودفن بالبصرة‪ .‬ومن دواوينه‪ :‬أزهار ذابلة‪ ،‬وأساطير‪ ،‬وحفار القبور‪ ،‬وأنشودة املطر‪.‬‬
‫الﻨﺺ‪:‬‬

‫نخيل ساع َة َ‬
‫السح ْر!‬ ‫عيناك غابتا ٍ‬ ‫ِ‬
‫أو ُشرفتان راح ينأى عنهما القمر‪.‬‬
‫عيناك حني تبسمان تورق الكرو ْم‬
‫وترقص األضواء‪ ...‬كاألقمار في َنه ْر‬
‫الس َحر‬
‫وه ًنا ساعة َّ‬
‫يرجه املجداف ْ‬ ‫ّ‬
‫كأﳕا تنبض في غوريهما ال ﱡنجو ْم‪...‬‬
‫ْ‬
‫شفيف‬ ‫أسى‬
‫ضباب من ً‬‫ٍ‬ ‫وتغرقان في‬
‫كالبحر س َّرح اليدين فوقه املساء‪،‬‬
‫دفء الشتاء فيه وارتعاشة اخلريف‪،‬‬
‫واملوت‪ ،‬وامليالد‪ ،‬والظالم‪ ،‬والضياء؛‬
‫فتستفيق ملء روحي‪ ،‬رعشة البكاء‬
‫ونشو ٌة وحش َّي ٌة تعانق السماء‬
‫كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر!‬
‫كأن أقواس السحاب تشرب الغيو ْم‬
‫وقطر ًة فقطر ًة تذوب في املطر ‪...‬‬
‫األطفال في عرائﺶ الكروم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وكركر‬
‫ودغدغت صمت العصافير على الشجر‬
‫أنشود ُة املطر‪...‬‬
‫مطر‪...‬‬
‫مطر‪...‬‬
‫مطر‪...‬‬

‫‪١٢٢‬‬
‫اﻷدب اﳊﺪﻳﺚ‬

‫‪º`∏`©``à`dG äÉ``WÉ`°û`f‬‬
‫‪ -١‬ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ وﲢﻠﻴﻞ‪:‬‬
‫أ) ما أبرز سمات الشعر احلر (شعر التفعيلة) الظاهرة في هذا النص؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ب) كرر السياب استعمال كلمة (مطر) ثالث مرات نهاية كل مقطع‪.‬‬
‫‪ -‬فما رأيك‪ ،‬هل و ﱢفقَ ؟‬
‫‪ -‬وما تأثير هذا التكرار في املعنى واإليقاع املوسيقي؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ -٢‬اﺣﻔﻆ ﺑﻌﺾ ﻣﻘﺎﻃﻊ اﻟﻘﺼﻴﺪة‪.‬‬

‫‪١٢٣‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫ﳕﺎذج ﻣﻦ ﺷﻌﺮ اﳊﺪاﺛﺔ‬

‫ﺛاﻧﻴا‪ :‬إلﻰ الﻠقاء ألﺣﻤد ﻋﺒد املعﻄي ﺣجازي‬ ‫ً‬


‫وهو شاعر وناقد مصري‪ ،‬ولد في قرية تال مبحافظة املنوفية سنة ‪١٩٣٥‬م‪ ،‬ويعد من رواد حركة‬
‫التجديد في الشعر العربي املعاصر‪ ،‬له عدد من املﺆلفات الشعرية والنثرية‪.‬‬
‫الﻨﺺ‪:‬‬
‫يا أصدقاء!‬
‫ياجدوة في ال ّليل لم تنم‬
‫لشدّ ما أخشى نهاية الطريق‬
‫أو ّد أ ّال ينتهي‪،‬‬
‫و ال يضيق‬
‫و يفرش الرؤى املخض ّلة السعيده‬
‫أمامنا ‪ ..‬في ال نهاية مديده‬
‫كأفق قرية في حلظة الشروق‬
‫و األفق رحب في القرى حنون‬
‫و ناعم و قرمزي يحضن البيوت‬
‫و تسبﺢ األشجار فيه كالهوادج املسافره‬
‫يا ليتنا هناك!‬
‫نسير حتت صمته العميق‬
‫و نوره املض ّبب الرقيق‬
‫جزيرة من احلياه‬
‫ينساب دفء زرعها على املياه‬
‫متل سيرها ‪ ..‬يا أصدقاء!‬ ‫و ال ّ‬

‫‪١٢٤‬‬
‫اﻷدب اﳊﺪﻳﺚ‬

‫‪º`∏`©``à`dG äÉ``WÉ`°û`f‬‬
‫‪ -١‬ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ وﲢﻠﻴﻞ‪:‬‬
‫أ ) كيف تبدو عاطفة الشاعر في هذا النص؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ب ) في قول الشاعر‪:‬‬
‫و تسبﺢ األشجار فيه كالهوادج املسافره‬
‫يا ليتنا هناك!‬
‫نسير حتت صمته العميق‬
‫و نوره املض ّبب الرقيق‬
‫وضﺢ الصور‪ ،‬وما رأيك فيها؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ج ) الفكرة‪ :‬استخرج من النص ما يﺆيد فكرة احلنني إلى مكان امليالد‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫د ) ما املعاني غير الواضحة في القصيدة؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ -٢‬ﻧﺸﺎط ﺑﺤﺜﻲ‪:‬‬
‫أهم سماتها‪.‬‬
‫ني َّ‬
‫ثم َب ﱢ ْ‬
‫مقطعا من أي قصيدة حديثة‪َّ ،‬‬
‫ً‬ ‫تنشر كثير من الصحف قصائد حديثة‪ ،‬اكتب‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬

‫‪١٢5‬‬
‫نبذة مختصرة عن فنون النثر العربي الحديث ‪ -1‬القصة‬

‫‪L9-U2-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪å`jó`ë`dG »``Hô`©`dG ô`ã`æ`dG ¿ƒ`æ`a ø`Y Iô`°ü`à`î`e Iò`Ñ`f :É`k©`HGQ‬‬


‫‪-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪TRHS-logh5-U2-L9.png‬‬
‫ﺟﺪا‪:‬‬
‫‪ -١‬اﻟﻘﺼﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ وأﻧﻮاﻋﻬﺎ‪ :‬اﻟﻘﺼﺔ اﻟﻘﺼﻴﺮة ‪ -‬اﻟﺮواﻳﺔ ‪ -‬اﻟﻘﺼﺔ اﻟﻘﺼﻴﺮة ً‬
‫القصة احلديثة فن نثري يقوم على حكاية ذات هدف‪ ،‬تتكون من األحداث والشخصيات‪ ،‬والبيﺌة املكانية‬
‫والزمانية‪ .‬وقد تنوعت اﲡاهاتها في األدب الغربي بني الكالسيكية والرومانسية والواقعية والرمزية‪ ،‬وفيما يأتي أبرز‬
‫أنواعها‪:‬‬
‫‪ (١‬القﺼة القﺼﻴرة‪:‬‬
‫حكاية متوسطة الطول‪ ،‬تقوم على حدث أو أحداث قليلة لشخصية أو شخصيتني‪ ،‬تربط هذه الشخصيات‬
‫الرئيسة عالقات بأشخاص وأحداث ثانوية‪ ،‬يتضﺢ من خاللها صور محدودة للشخصيات الرئيسة‪» .‬كقصص‬
‫جورجي زيدان املستمدة من التاريخ العربي وبلغت إحدى وعشرين قصة«‬
‫‪ (٢‬الرواية‪:‬‬
‫قصة طويلة‪ ،‬تستمر أحداثها الكثيرة مد ًدا زمنية ممتدة تقوم بها شخصيات كثيرة متنوعة‪ ،‬تتكشف بتداخل‬
‫أحداثها مع احلياة عالقات الشخصيات بالناس واحلياة والبيﺌة وغيرها‪ ،‬في حتليل عميق وتتبع للتفاصيل‪.‬‬
‫وهي إما‪:‬‬
‫أ‪ -‬رواية تاريﺨﻴة تستمد أحداثها من وقائع تاريخية يعاد بناؤها وترتيب األحداث والشخصيات فيها‬
‫بتفصيالت قد ال تتصل باحلقائق التاريخية األساسية كروايات معروف األرناؤوط ومنها "سيد قريﺶ" و "عمر بن‬
‫اخلطاب"‪ ،‬وعبد احلميد جودة السحار وروايته "قلعة األبطال"‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإما رواية اﺟﺘﻤاﻋﻴة تعتمد على أحداث وﲡارب مشاهدة في احلياة من خبرات القاص نفسه‪ .‬كقصص طه‬
‫حسني في "دعاء الكروان" و"شجرة البﺆس"‪ ،‬واملازني في "إبراهيم الكاتب" و"عود على بدء"‪ ،‬وتوفيق احلكيم في‬
‫"يوميات نائب في األرياف" و"عودة الروح" وﳒيب محفوظ في ثالثيته "بني القصرين وقصر الشوق والسكرية"‪.‬‬
‫ﺟدا‪) :‬األﻗﺼﻮﺻة(‪:‬‬ ‫‪ (٣‬القﺼة القﺼﻴرة ًّ‬
‫حجما وأكثر‬
‫ً‬ ‫جنﺲ أدبي حديث ميتاز بقصر احلجم واإليحاء املكثف والنزعة القصصية املوجزة؛ وهي أقصر وأقل‬
‫تركي ًزا من القصة القصيرة‪ ،‬إذ قد تصل إلى بضعة أسطر فقط‪ .‬ومن أمثلتها‪ :‬مجموعة‪ :‬عزلة أنكيدو لهيثم بنهام‪،‬‬
‫ونزف من الرمال حلسن البطران‪.‬‬

‫‪١٢٦‬‬
‫نبذة مختصرة عن فنون النثر العربي الحديث ‪ -1‬المسرحية‬

‫‪L10-U2-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻷدب اﳊﺪﻳﺚ‬

‫‪ -٢‬اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ‪:‬‬

‫‪test-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬‫املسرحية نص أدبي قصصي‪ ،‬يبنى على حوار بني الشخصيات‪ ،‬ويقسم إلى مشاهد‪.‬‬
‫‪TRHS-logh5-U2-L10.png‬‬

‫الﻔن املﺴرﺣي في األدب العرﺑي اﳊديﺚ‪:‬‬


‫‪ -١‬بدأ ظهور الفن املسرحي في لبنان حني أسﺲ مارون نقاش فرقة متثيلية من الهواة ومثل معهم في بيته سنة‬
‫(‪١٢٦٤‬هـ ‪١٨٤٧/‬م) أول مسرحية له (البخيل) وألف شقيقه سليم نقاش فرقة في بيروت‪ ،‬ثم انتقل بها‬
‫سنة (‪١٢٩٣‬هـ ‪١٨٧٦ /‬م) إلى اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ -٢‬وفي مصر ظهر الفن املسرحي العربي حينما بنى خديوي مصر إسماعيل باشا دار "األوبرا" في القاهرة‬
‫وأخذت الفرق األجنبية تعرض عليها مسرحياتها التمثيلية‪.‬‬
‫‪ -٣‬مرحلة اكتمال املسرحية العربية احلديثة‪ :‬حيث خرج األدباء من دائرة التعبير الشعري والنثري إلى الكتابة‬
‫املسرحية املكتملة العناصر‪.‬‬

‫رواد املﺴرﺣﻴة اﳊديﺜة‪:‬‬


‫‪ -١‬من أشهر كتاب املسرحية في بدايتها‪ :‬فرح أنطون‪ ،‬وإبراهيم رمزي‪ ،‬ومحمد تيمور‪ ،‬فقد ألّف فرح أنطون‬
‫مسرحية اجتماعية هي "مصر اجلديدة ومصر القدمية"‪ ،‬وألّف إبراهيم رمزي مسرحية تاريخية "أبطال‬
‫املنصورة"‪ ،‬وألّف محمد تيمور مسرحية" العصفور في قفص" و"الهاوية" و"العشرة الطيبة"‪.‬‬
‫‪ -٢‬ويعد توفيق احلكيم وعلي أحمد باكثير أهم الكتاب املسرحيني الذين نشطت احلركة املسرحية بسبب‬
‫كتاباتهم‪ ،‬ومن مسرحيات توفيق احلكيم‪" :‬أهل الكهف" و "شهرزاد" و" امللك أوديب" و "محمد"‬
‫و"السلطان احلائر"‪ ،‬ومن مسرحيات علي أحمد باكثير‪ " :‬سر شهرزاد" و "سر احلاكم بأمر اهلل" و‬
‫"إمبراطورية في املزاد"‪.‬‬
‫‪ -٣‬وتب ًعا لذلك أنشﺌت الفرق املتخصصة واجلمعيات التي تشجع على دراسة التمثيل وتأليف املسرحيات‪.‬‬

‫‪١٢٧‬‬
‫نبذة مختصرة عن فنون النثر العربي الحديث ‪ -3‬المقالة‬

‫‪L11-U2-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪ -٣‬اﳌﻘﺎﻟﺔ‪:‬‬
‫‪t-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪TRHS-logh5-U2-L11.png‬‬ ‫موضوعا معي ًنا من وجهة نظر كاتبها‪ ،‬ولها عناصر فنية تقوم عليها‪.‬‬
‫ً‬ ‫قطعة نثرية محدودة الطول‪ ،‬تعالﺞ‬
‫موضوعات املقالة‪:‬‬
‫يتاح لكاتب املقالة أن يتناول املوضوعات املتنوعة علمي ًة كانت أم أدبيةً‪ ،‬مع اختالف زاوية التناول اجتماع ًّيا أو‬
‫سياس ًّيا أو اقتصاد ًّيا ‪...‬‬

‫املقالة في األدب العرﺑي اﳊديﺚ‪:‬‬


‫ارتبط فن املقالة منذ نشأته بالصحافة واستمد منها وجوده وتنوعت موضوعاته بحسب االﲡاهات التي سادت‬
‫الصحافة العربية‪.‬‬

‫ﺧﺼاﺋﺺ املقالة اﳊديﺜة‪:‬‬


‫اختلفت أساليب فن املقالة تب ًعا لتطور أسلوب الكتابة في الصحف واملجالت منذ مطلع النهضة احلديثة حتى‬
‫الوقت احلاضر‪:‬‬
‫‪ -١‬اتسم فن املقالة بالبساطة في التعبير وعمق الفكرة واالهتمام بالتركيز واملوضوعية‪.‬‬
‫‪ -٢‬اهتم املقال في أدبنا العربي احلديث باملوضوعات العامة والقضايا االجتماعية والسياسية واالقتصادية‬
‫واألدبية والنقدية وأغلب فروع العلم واملعرفة‪.‬‬

‫أﺷهر ُﻛ ﱠﺘاب املقالة في األدب العرﺑي اﳊديﺚ‪:‬‬


‫اجتذبت املقالة معظم الكتاب في العصر احلديث مثل‪ :‬مصطفى املنفلوطي‪ ،‬وعباس العقاد‪ ،‬وشكيب أرسالن‪،‬‬
‫وأحمد الزيات‪ ،‬وطه حسني وغيرهم‪.‬‬

‫‪١٢٨‬‬
‫التعليم العام‪-‬الثانوية مقررات‪-‬علوم إنسانية‪-‬الكفايات اللغوية ‪-5‬األدب الحديث‬

‫مراحل األدب السعودي‬

‫‪L12-U2-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻷدب اﻟﺴﻌﻮدي‬

‫‪ájOƒ©°ùdG á«Hô©dG áµ∏ªŸG ‘ åjó◊G ÜOC’G‬‬


‫اﳌﻮﺿﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ‬
‫‪sstest-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪TRHS-logh5-U2-L12.png‬‬

‫‪k G‬‬
‫‪…Oƒ``©`°ù`dG ÜOC’G π``MGô``e :’hC‬‬

‫اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ‪ :‬ﻣﻦ ﺑﺪء اﻟﺪﻋﻮة ﺣﺘﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﳌﻤﻠﻜﺔ )‪١١5٧‬ﻫـ ‪١٣5١ -‬ﻫـ(‪:‬‬

‫كانت الدعوة اإلصالحية بداية الزدهار األدب السعودي احلديث‪ .‬وانبرى‬


‫أنصار الدعوة من األدباء لتوضيﺢ أهدافها‪ ،‬والرد على أعدائها‪ ،‬وكان أسلوب‬
‫األدب في تلك املرحلة في معظمه تقرير ًّيا تغلب عليه النزعة العلمية‪.‬‬
‫أﻏراض األدب في هذﻩ املرﺣﻠة‪:‬‬
‫‪ -١‬الدعوة إلى تطهير اإلسالم من البدع واخلرافات‪.‬‬
‫‪ -٢‬تأييد الدعوة والدفاع عنها‪.‬‬
‫‪ -٣‬مناقشة أفكار املناوئني والرد عليها‪.‬‬
‫ومن شعراء هذه املرحلة‪ :‬أحمد بن مشرف وسليمان بن سحمان‪ ،‬وتبرز في شعرهما اجلوانب التعليمية والوعظية‪.‬‬
‫وابن عثيمني‪ ،‬وكان متعدد األغراض وله مشاركات في املناسبات‪ ،‬واشتهر بشعر املديﺢ‪ .‬وقد اتسم شعر هذه املرحلة‬
‫بالتقليد في األفكار واملعاني‪.‬‬

‫‪١٢٩‬‬
‫‪١٢٩‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﻣﻦ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﳌﻤﻠﻜﺔ ‪١٣5١‬ﻫـ ‪ -‬ﺣﺘﻰ اﻵن‪:‬‬


‫من ﻋﻮامﻞ ازدهار األدب اﳊديﺚ في املﻤﻠكة‪:‬‬
‫‪ -١‬انتشار التعليم في املساجد واملدارس واملعاهد واجلامعات في أنحاء البالد‪ .‬وكانت بداية النهضة التعليمية‬
‫تأسيﺲ املعاهد العلمية ابتداء من سنة ‪١٣٤٥‬هـ باملعهد العلمي السعودي مبكة املكرمة‪ ،‬ثم املعهد العلمي‬
‫بالرياض سنة ‪١٣٧٠‬هـ الذي تزامن معه افتتاح املدارس واملعاهد والكليات‪ ،‬فكانت كلية الشريعة مبكة‬
‫املكرمة سنة ‪١٣٦٩‬هـ أول كلية للتعليم العالي‪ ،‬وابتداء من سنة ‪١٣٧٧‬هـ بدأ افتتاح اجلامعات التي كانت‬
‫جامعة امللك سعود أولها‪ ،‬ثم تتابع افتتاح اجلامعات في أنحاء اململكة‪.‬‬
‫‪ -٢‬كثرة املطابع واملكتبات التي أحيت كتب التراث ويسرت على الناس قراءتها‪ .‬مما أتاح ألدباء اململكة االطالع‬
‫على التراث األدبي‪.‬‬
‫‪ -٣‬وسائل اإلعالم ومنها الصحافة التي كانت محض ًنا للمواهب وميدا ًنا لتطويرها‪ ،‬وكان أقدمها صحيفة‬
‫"احلجاز" في املدينة املنورة‪ ،‬وجريدة "القبلة" في مكة املكرمة سنة ‪١٣٣٤‬هـ‪ ،‬ثم توالى صدور الصحف‬
‫فصدرت صحيفة"أم القرى" في مكة املكرمة سنة ‪١٣٤٣‬هـ‪ ،‬ومجلة "املنهل" الشهرية في جدة سنة ‪١٣٥٥‬هـ‪،‬‬
‫وجريدة "الرياض" سنة ‪ ١٣٨٥‬هـ‪ ،‬وجريدة "اجلزيرة " سنة ‪١٣٩٢‬هـ في مدينة الرياض‪ ،‬وجريدة "البالد"‬
‫في جدة سنة ‪١٣٧٨‬هـ‪ ،‬وجريدة "الندوة " في مكة املكرمة سنة‪١٣٨٣‬هـ‪ ،‬وجريـــــدة "اليـــــــوم" في الدمام‬
‫ســنة ‪١٣٩٢‬هـ‪.‬‬
‫‪ -٤‬اتصال األدباء بغيرهم‪ :‬إما باالتصال املباشر بالصداقات وتبادل الزيارات‪ ،‬وإما بقراءة اإلنتاج األدبي والنقدي فيما‬
‫يصدر من الكتب والصحف واملجالت‪ .‬فاطلع أدباء اململكة على املدارس األدبية التي ظهرت في الوطن العربي‬
‫كمدرسة اإلحياء والديوان وأبولو واألدب املهجري‪ ،‬كما اطلعوا على األدب األجنبي الشرقي والغربي‪.‬‬
‫‪ -٥‬النوادي األدبية التي ترعى النشاط الفكري والثقافي في املدن الكبيرة‪ ،‬وتعرف باألدباء وإنتاجهم وتطوره‪.‬‬
‫وهي على قسمني‪ :‬النوادي الرسمية التي أنشأتها الدولة في املدن الكبرى باململكة وتسمى باسم املدينة التي‬
‫هي فيها كنادي الرياض األدبي‪ ،‬ونادي جدة األدبي وهكذا‪ ،‬والنوادي اخلاصة التي افتتحها أدباء أو أشخاص‬
‫وغالبـــــا ما تسمى باسم اليوم الذي تنعقد فيه‬‫ً‬ ‫مح ّبــــون لألدب والثقافـــــة وهي الصالونــــــات اخلاصـــــة‪،‬‬
‫كاإلثنينية واخلميسية‪.‬‬

‫‪١٣٠‬‬
‫أغراض الشعر السعودي المعاصر‬

‫‪L13-U2-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻷدب اﻟﺴﻌﻮدي‬

‫‪á`ã`jó``ë`dG ¬`JÉ`Yƒ`°Vƒ`eh ¬`°VGô`ZCG …Oƒ`©``°ù`dG ô`©`°û`dG :É`k«`fÉ`K‬‬


‫‪test-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪TRHS-logh5-U2-L13.png‬‬ ‫‪ -١‬أﻏﺮاض اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺴﻌﻮدي اﳌﻌﺎﺻﺮ‪:‬‬

‫أ( األﻏراض الﺘقﻠﻴدية‪:‬‬


‫‪ -١‬الﻐـﺰل‪ :‬ولﻪ مكان واﺳﻊ ﺧﺼﺐ في الﺸعر الﺴعﻮدي‪.‬‬
‫مجاﻻت الﻐﺰل‪ :‬يشمل شعر الغزل مستويني‪ :‬الوصف احلسي للمرأة ومظاهر جمالها كالثياب والعطور واحللي‪،‬‬
‫والوصف املعنوي ملشاعر احلب من لوعة احلب والشوق وألم الفراق‪.‬‬
‫فﻤن الﻐﺰل اﳊﺴي ﻗﻮل القﺼﻴﺒي‪:‬‬
‫ِ‬
‫والهيمــان‬ ‫ِ‬
‫إليـــك‬ ‫عطرك ال تزال تهزنــــــــي نحـــــ َو احلنـــــ ِ‬
‫ني‬ ‫ِ‬ ‫نـفــحــات‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫والتحـنـــــان‬ ‫فليه ِن ِك الن َغ ُم احمل َّب ُب في فـمــــــــي ولتنعمـــــي بالنــــــــو ِر‬
‫ومن الﻐﺰل املعﻨﻮي ﻗﻮل ﻋﺒد اﷲ الﻔﻴﺼﻞ‪:‬‬
‫ِ‬
‫بــــــــــــاق‬ ‫ِ‬
‫القلب‬ ‫عذابــــــــك مـــا أالقـــــي وح ﱡب َك في حنايا‬ ‫َ‬ ‫أالقي من‬
‫وأسرف في التياعي واشتيـــــاقـــي‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الصدود وفي التج ﱢني‬ ‫ُ‬
‫وتسرف في‬
‫أﺻﻨاف الﺸعراء في الﻐﺰل‪:‬‬
‫جزءا من‬
‫والشعراء فيه ثالث فﺌات‪ :‬فﺌة قل وجود الغزل في شعرهم‪ ،‬وفﺌة كان معظم شعرهم فيه‪ ،‬وفﺌة يشكل ً‬
‫شعرهم‪ ،‬وهم الغالبية‪.‬‬
‫فمن الذين قل وجود الغزل في شعرهم أحمد الغزاوي وعبد القدوس األنصاري‪ ،‬وفﺆاد شاكر وعبدهلل ابن‬
‫خميﺲ‪ ،‬ومن الشعراء الذين كان الغزل معظم شعرهم‪ :‬غادة الصحراء ومحمد الفهد العيسى وعبداهلل الفيصل‪.‬‬
‫جزءا من شعرهم‪ :‬طاهر زمخشري‪ ،‬وحسن القرشي‪ ،‬وعبدالسالم حافﻆ‪ ،‬ومحمد‬ ‫ومن الشعراء الذين شكل الغزل ً‬
‫هاشم رشيد‪ ،‬وغازي القصيبي‪.‬‬
‫مﻨاهﻞ الﻐﺰل الﺴعﻮدي‪:‬‬
‫نهل شعر الغزل السعودي من الشعر اجلاهلي واإلسالمي والعباسي واألندلسي واملعاصر‪ ،‬ومن شواهد الغزل‬
‫املتأثر بالشعر اجلاهلي قول ابن عثيمني‪:‬‬
‫طل الدموع ووابلـــــ ْه‬ ‫نظرت إلى األظعان يـــوم حتملـــــوا فأشرقني ﱡ‬
‫القلب يصبو وجاه ُل ْه‬ ‫ِ‬ ‫حليم‬
‫ُ‬ ‫بهن‬
‫َّ‬ ‫مضـوا ببدورٍ في بـــــــــروجِ أهـــلَّةٍ‬

‫‪١٣١‬‬
‫‪١٣١‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫ومن الغزل املتأثر بالغزل العبـاسي واألندلسي‪ ،‬قول عبد اهلل الفيصل‪:‬‬
‫الســــن يـا مرهــــ َفــــ ُه شــــوق مــــــن جافيــ َتـــــه أتلفـَــــ ُه‬
‫ﱢ‬ ‫يا صغيـــــر‬
‫بعـــد َك مـــا أضعــفـــ ُه‬ ‫تكن تقوى على طول النوى فهــــ َو فـي ِ‬ ‫إن ْ‬
‫تـــنــــصــ َفــــ ُه‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫أمــــل احملــــــرو ِم ْأن‬ ‫الظلم يـــا‬
‫ِ‬ ‫فجميل َ‬
‫منك بعدَ‬ ‫ٌ‬
‫كما تأثر الشعر السعودي مبضامني شعر الغزل لدى الرومانسيني كمدرسة أبولو واملهجر‪ ،‬فنجد أحمد عبد اجلبار‬
‫يقول في قصيدة "سارية األحالم"‪:‬‬
‫على ﱢ‬
‫الشط ســــ ًنا يبــــــــدو مــــن اﻵمــــــالِ يغريــــــنــــــا‬
‫وفي البح ِر رؤى تـــــــرنــــــو عليها السحـــــــــ ُر يسبيــنــــا‬
‫ﻇﻮاهر ﺷاﺋعة في الﻐﺰل‪:‬‬
‫رقة األلفاظ‪ ،‬وموسيقية اإليقاع‪ ،‬واجلمع بني الصور القدمية واملستحدثة‪ ،‬والعفة‪.‬‬
‫‪ -٢‬املديﺢ‪:‬‬
‫جدا‪ .‬ومن أشكاله‪:‬‬ ‫كثيرا ًّ‬
‫كان شعر املديﺢ الهدف األول لعدد من الشعراء حتى صار اإلنتاج فيه ً‬
‫‪ -١‬املدح التقليدي فكانت مضامني املديﺢ كما هي عند القدماء؛ فصورة املمدوح ترتكز حول اخلصال احلميدة‪،‬‬
‫ويرد في القصيدة وصف املعارك والبطوالت‪.‬‬
‫ومنه مدح ابن مشرف لﻺمام فيصل‪:‬‬
‫للناس أقـــعــدا‬‫ِ‬ ‫إذا اجلو ُد واإلقـدا ُم‬ ‫شم ًرا‬ ‫ِ‬
‫املكرمـات ُم ﱢ‬ ‫بفعل‬
‫ِ‬ ‫ترا ُه‬
‫منهم َم ْن طغــــى ومت َّردا‬ ‫ْ‬ ‫ويقمـع‬
‫ُ‬ ‫برفق وحكمةٍ‬ ‫ُ‬
‫يعامل َم ْن يرعى ٍ‬
‫بخير كلـما راح أو غـدا‬ ‫فعاشـوا ٍ‬ ‫أجازهم‬
‫ْ‬ ‫إذا اجتاز قو ٌم بالنوالِ‬
‫‪ -٢‬املدح بالدفاع عن الشعوب العربية في أزماتها‪ ،‬مثل قــــول فﺆاد اخلطيــــب ميدح امللـــك عبد العزيـــز لوقـــوفـــــه‬
‫مـــع لبــنـــــان‪:‬‬
‫ُ‬
‫مكبل‬ ‫فصدعت عنه َّ‬
‫الغل وه َو‬ ‫َ‬ ‫مبعزل‬
‫لبنان عنك ٍ‬ ‫ووقفت ما ُ‬ ‫َ‬
‫ويقول السنوسي في امللك سعود‪:‬‬
‫يقم؟‬
‫ألوت فلم يقعدْ ولم ِ‬ ‫ِ‬
‫بالعرب ْ‬ ‫سعدُ السعـو ِد املفـدى أي نائبةٍ‬
‫واحلــــشـم‬
‫ِ‬ ‫باملــــالِ واﻵلِ واألنـصا ِر‬ ‫صرخت‬‫ْ‬ ‫ويستجيب لداعيها إذا‬
‫‪ -٣‬مواكبة املناسبات واإلشادة باإلﳒازات‪ :‬كالتهنﺌة بدخول شهر رمضان والعيدين‪ ،‬واالحتفاالت واملهرجانات‬
‫وتولي امللك أو العهد‪ ،‬وبرز في هذا املجال من الشعراء أحمد الغزاوي وفﺆاد شاكر‪ ،‬ومن ذلك مدح امللك عبدالعزيز‬

‫‪١٣٢‬‬
‫اﻷدب اﻟﺴﻌﻮدي‬

‫بنصرة اإلسالم‪ ،‬والقضاء على الفﱳ‪ ،‬وتوحيد صفوف األمة‪ ،‬وبث السالم في أرجاء اجلزيرة لفﺆاد شاكر‪:‬‬
‫ومليـك بسعيـــه مشكـــــــــو ُر‬ ‫ٌ‬ ‫ورب غـــفــــــــو ُر‬‫ﱞ‬ ‫آمـــــن‬
‫ٌ‬ ‫حـــــــر ٌم‬
‫هلل باملليــــــــك املفـــــــــدى حــر ًما آمــ ًنا بـــه موفــــــــــــــو ُر‬ ‫آمـــن ا ُ‬
‫يتبـارى فيه الـد ُم املهـــــــدور‬ ‫مسرحا للعــــوادي‬ ‫ً‬ ‫كان من ُ‬
‫قبل‬
‫‪ -٣‬الرﺛاء‪:‬‬
‫يشابه مضمون شعر الرثاء في األدب السعودي الرثاء في الشعر العربي القدمي‪ ،‬من التسليم بالقضاء‪ ،‬واحلزن‬
‫على الفقيد‪ ،‬والدعاء له‪.‬‬
‫مجاﻻت الرﺛاء‪:‬‬
‫‪ -١‬الشخصيات العامة‪ ،‬فقد تناول رثاء امللوك‪ ،‬ورجال الدعوة‪ ،‬والوزراء والعلماء‪ ،‬ورجاالت العرب واملسلمني‪،‬‬
‫كرثاء امللك عبدالعزيز ووالده وأبنائه‪ ،‬ورثاء العلماء كمحمد بن إبراهيم آل الشيخ وابن باز وابن عثيمني‪ ،‬ومن الوزراء‬
‫واألعيان عبداهلل السليمان ومحمد الصبان‪ ،‬ويعد فﺆاد شاكر أبرز من رثى رجاالت العرب‪ ،‬وال سيما رجال مصر‬
‫كسعد زغلول وشوقي وحافﻆ‪.‬‬
‫فمن رثاء امللك عبد العزيز قول الشاعر علي حافﻆ‪:‬‬
‫ولوعـــــة عصفت بالشاب والهرم‬ ‫حامي اجلزيرة قد ذبنـــــا أســى وضنى‬
‫ومن املراثي في امللك فيصل يقول عبد اهلل السناني‪:‬‬
‫لــــت بــهــــــــــا األرزاء ُ‬
‫وك ْ‬ ‫اعتراضا على املقاديــ ِر إنَّا أمـ ٌة ﱢ‬ ‫ً‬ ‫ال‬
‫تتـلـظى وبالدي يدوســـــها األدعيـــــا ُء‬ ‫َّ‬ ‫أوفــــــــاة؟ وأمتـــــي‬
‫َ‬
‫كــفيـــــك ك ﱡلــهـا إصـــغا ُء‬ ‫حــرف بيــن‬ ‫ٌ‬ ‫أوفا ًة؟ وساعة الصف ِر‬
‫‪ -٢‬الرثاء الشخصي الذي يتناول أقارب الشاعر‪ ،‬وأصدقاءه ومعارفه‪.‬‬
‫ومن ذلك رثاء الشاعر محمد احلفظي لوالدته‪:‬‬
‫جعت فيك‪..‬وما قد كنت أحسبني أطوي اللـقـاء إلـى مـسـتـقـبـل نـزحـــا‬ ‫ُف ُ‬
‫ووقعــا مﺆملـًــا رزحـــــا‬‫ال يـشـيــخ ً‬ ‫كـأن الـكـون يـعـصـرنـي طفـ ً‬ ‫جعت فيـك َ‬ ‫ُف ُ‬
‫ورثاء أحمد قنديل البنته‪:‬‬
‫فقدتك فيهــا فقـــد من لم يجرب‬ ‫ِ‬
‫فكنــت كأنــي قــد ولدتــك ســاعة‬
‫موكبــا إثــر ِ‬
‫موكــب‬ ‫ً‬ ‫متــر أمامــــي‬ ‫وهــا أنــت بــل هــذي احليــاة كلهــا‬
‫وإن لــم تغيب عــن مقلتي مصائبي‬ ‫بنية يــــا مـــن غيب املـــوت جسمها‬

‫ومنه رثاء محمد حسن فقي لنفسه‪:‬‬


‫ينصب في الدموع وهذا الرثاء‬ ‫أيـهمـا أولـي بهـذا األسـى‬
‫أم هــو احلــي رهــن الشـقـــاء‬ ‫هل هو هذا امليت رهن البلى‬

‫‪١٣٣‬‬
‫‪١٣٣‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪º`∏`©`à`dG äÉ`WÉ`°û`f‬‬
‫ﰲ ﻋﻤﻞ ﺗﻌﺎوﻧﻲ ﺗﻘﻮم اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت ﺑـﺎﳌﻬﺎم اﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ )١‬التدليل على الظواهر الشائعة لشعر الغزل في قصيدة مقبل عبدالعزيز‪:‬‬

‫أهاجرتي‪ !!..‬لست أنسى الهوى وح ًّبا َت َق َّضـــــى قصـيـر األجـل‬


‫مـســرعـا لـطـيـف اخلـطــى‪ ،‬خـطوه الميل‬‫ً‬ ‫وعـهـدا مـضـى كـالـرؤى‬
‫ً‬
‫لـقـد كـان كـاحلـلـم فـي خـاطـري وكالطيف عن ناظري قد رحل‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ )٢‬استخراج مضمون شعر املديﺢ من قصيدة لعبد اهلل بن خميﺲ في امللك سعود‪:‬‬
‫القلوب فلن تـــــــرى قلبـًا بغيــــــــــر سمــــــوه موصـــــــوال‬ ‫ُ‬ ‫عشقت مودتـَه‬
‫ْ‬
‫الناميات أصــــــــــــــــــوال‬
‫ُ‬ ‫الفروع‬
‫ُ‬ ‫جزت املــــــــدى فلطـاملـــــا تبع‬ ‫ال غر َو ْأن َ‬
‫ُم ْس َت ْخ َلـ ًفـا بعدَ الــــقــــرون األولـــــــى‬ ‫الزمـــــــان مبثلـــــــ ِه‬
‫ُ‬ ‫فأبــــــوك لم ِ‬
‫يأت‬
‫سلكــــت إلى عــــاله سبــيــــال‬‫َ‬ ‫مغــامرا حتى‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫الصفوف‬ ‫ُ‬
‫تخترق‬ ‫ومضيت‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ )٣‬ما مجال الرثاء في قصيدة محمد فقي التي يرثي بها عبداهلل السليمان؟‬
‫ــــــت لفـقــده األوطــــــــا ُر‬‫وضج ْ‬ ‫َّ‬ ‫األمانــــــي‬
‫ﱡ‬ ‫فقيدا ضجت عليه‬ ‫يا ً‬
‫ــب وال ٌء وفـــطـــنــ ٌة واقتــــــــدا ُر‬ ‫ِ‬ ‫الناس من شبابك والشــــيـ‬ ‫أذهل َ‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬

‫‪١٣٤‬‬
‫التعليم العام‪-‬الثانوية مقررات‪-‬علوم إنسانية‪-‬الكفايات اللغوية ‪-5‬األدب الحديث‬

‫الموضوعات الحديثة للشعر السعودي المعاصر‬

‫‪L14-U2-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻷدب اﻟﺴﻌﻮدي‬

‫‪ -٢‬اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻟﻠﺸﻌﺮ اﻟﺴﻌﻮدي اﳌﻌﺎﺻﺮ‪:‬‬


‫‪ -١‬القﻀايا اﻻﺟﺘﻤاﻋﻴة‪:‬‬
‫‪test-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫ومن موضوعاته‪ :‬تصوير شﺆون املجتمع ونقده‪ ،‬وقضية املرأة‪ ،‬ووصف أحاسيﺲ الفقير‪ ،‬والدعوة إلى متسك املجتمع‬
‫‪TRHS-logh5-U2-L14.png‬‬

‫باخللق اإلسالمي والفضائل املنشودة‪.‬‬


‫تﺼﻮير ﺷﺆون املجﺘﻤﻊ وﻧقدﻩ‪:‬‬
‫وكان هدف هذا الشعر إصالح املجتمع من خالل نقد املظاهر السيﺌة فيه‪ ،‬كاملتاجرين باألخالق ملطامع شخصية‪،‬‬
‫يقول أحمد قنديل‪:‬‬
‫الزائف الكــاســـدُ ال َّنـدﱡ ؟‬ ‫ُ‬ ‫األخــالق فيـــنـــا ﲡــــــــار ٌة يكاث ُر فيها‬ ‫ُ‬ ‫أهذي هي‬
‫مــوفــــــــــق إذا ه َو لم يعج ْز ُه في سـو ِقهـــــا ال َّن ْقدُ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫الكسـب فيها‬ ‫فكل ِ‬
‫مريد‬ ‫ﱡ‬
‫يـوم لـه بـــــــــــــر ُد‬ ‫كل ٍ‬ ‫تصـــبﺢ ملبـــسـًا وصاح ُبها في ﱢ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫باألخالق‬ ‫وحس ُب َك‬
‫صدق إال ما يﺆدى به القـــصـــدُ‬ ‫َ‬ ‫ــــق فال‬ ‫النفﺲ ض ﱢي ٌ‬‫ِ‬ ‫الصدق في‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫مجال‬ ‫َّ‬
‫وأن‬
‫ومنه نقد مستغلي الصداقة ملصاحلهم كقول سعد البواردي‪:‬‬
‫بليـــــل‪ ،‬ويجفـــــــو نهـــــــــارا‬
‫ٍ‬ ‫يحب‬
‫ﱡ‬
‫يشـــــﺞ مييـــ ًنـا‪ ،‬ويأســــــو يســـــــــارا‬
‫ﱡ‬
‫خصما‪ ،‬فكنـــت ا ِحلــــذارا‬ ‫ً‬ ‫فال كان‬
‫ال‪ ،‬وقــانـــي العــثـــــارا‬ ‫وال كـــان خـــ ًّ‬
‫ﻗﻀﻴة املرأة‪:‬‬
‫حظيت املرأة بحضور كبير في الشعر السعودي‪ ،‬حيث حرص كثير من ا لشعراء على إبراز قيمة املرأة في املجتمع‪،‬‬
‫وحثها على إبراز كيانها وإثبات وجودها‪ ،‬وخدمة مجتمعها‪.‬‬
‫يقول إبراهيم صعابي في رسالة شعرية إلى بنت الوطن حتمل إحياء للهمة والطموح لديها‪:‬‬
‫وأقبل املجد في التاريخ مرتسما‬ ‫أختاه قد أقبل التاريخ مبتسمـا‬
‫فجر احلياة وجوبي األرض والقمما‬ ‫دعي التردد في التعليم وارتقبي‬
‫أن ترفض العجز واإلهمال والسأما‬ ‫فمـا الـطموح بعيب للفتاة وال‬
‫كما تناول الشعر موضوع احلث على تزويﺞ الفتاة والتحذير من الزواج املتأخر‪ ،‬وبقـاء الفتاة رهينة محبسها‬
‫نتيجة شروط أهلها وغالء املهور‪ ،‬يقول حسني الفيفي في قصيدة"العذراء املظلومة" على لسان فتاة‪:‬‬
‫أحـالمـــي الغاليـــــ ْة‬
‫َ‬ ‫وودعت‬
‫ُ‬ ‫ِب‬ ‫ســـــــــن الشبـــــــــا‬
‫َّ‬ ‫ﲡاوزت أمــاه‬‫ُ‬
‫فيســأل ما ســ ﱡر أحزانـيـــــــــــــــــ ْة‬‫ُ‬ ‫ناظـــــــري‬
‫َّ‬ ‫احلزن في‬ ‫يرى والدي َ‬
‫أيحـسـبـــنــي والـــدي سـلـــعــــ ًة يحــد ُد قيم َتــــــهــا الغاليـــــــــــــ ْة‬
‫كانــــت القاضـــيــــ ْة‬ ‫ِ‬ ‫ني عـــــا ًمــــا ويا ليتــــــهـا‬ ‫سـن الثالث َ‬ ‫ﲡاوزت ََّ‬‫ُ‬
‫‪١٣5‬‬
‫‪١٣5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫ﻗﻀﻴة الﻔقر‪:‬‬
‫فقد اهتم الشعر بالدعوة إلى بناء عالقات املساواة واملواساة بني أفراد املجتمع‪ ،‬ويبدو في هذا الشعر البعد الديني‬
‫فهو أدب توجيه وإصالح‪ ،‬ويعرض إبراهيم الفاللي ﳕوذجني متقابلني للفقراء واملترفني‪:‬‬
‫الرجـــل الفقــيــــر؟‬
‫ِ‬ ‫َن كنومـــــــ ِة‬ ‫أتـــــرى يــنـــا ُم املتـــــــــرفــــــــو‬
‫ِب ويـوخـــــزون مــــن احلريــــر؟‬ ‫ﱡ‬
‫يـــغـــط عــلـــى الــتـــــــرا‬ ‫أم ذا‬
‫مـــا قيــــمـــــة ال َفـ ْر ِش الوثيــــــر؟‬ ‫إن كـــــــان ذلـــك هكـــــذا‬
‫ويقول أحمد العربي عن طفل فقير يوم العيد‪:‬‬
‫ِ‬
‫الهـــون‬ ‫عذاب‬
‫َ‬ ‫طفــل يعاني فيك من بﺆس ِه‬ ‫رب ٍ‬ ‫أيـــهـــا العــيدُ َّ‬
‫ِ‬
‫احملـــــــــزون‬ ‫بالبـائــﺲ‬
‫ِ‬ ‫أيها املوســـرون رفــ ًقا وعطـــ ًفا وحــنا ًنا‬
‫الدﻋﻮة إلﻰ ﲤﺴﻚ املجﺘﻤﻊ ﺑاﳋﻠﻖ اﻹﺳﻼمي والﻔﻀاﺋﻞ املﻨﺸﻮدة‪:‬‬
‫مﺆكدا دور الدين في بناء‬
‫ً‬ ‫وهو شعر األخالق والنصائﺢ واحلكمة والدعوة إلى العلم والعمل‪ ،‬يقول العالف‬
‫األخالق ونهضة األمة‪:‬‬
‫الدرب مأمونــا‬ ‫َ‬ ‫شأو ﱡ‬
‫يخط‬ ‫كل ٍ‬ ‫في ﱢ‬ ‫ملغتــــــرف‬
‫ٍ‬ ‫فيض‬‫والدين كن ُز النهى ٌ‬
‫كبــﺆرةٍ متـأل األقطــار متديــــنــــــــا‬ ‫الفضائل قد ش َّع ْت مركـــــــــز ًة‬ ‫ُ‬ ‫هو‬
‫بروحه‪ ،‬ويـرا ُه اخلي َر مشحــونــــــــا‬ ‫الشباب به‪ ،‬حتى يخالـــــطــ ُه‬ ‫َ‬ ‫أغروا‬

‫‪ -٢‬القﻀايا الﻮﻃﻨﻴة والﺴﻴاﺳﻴة‪:‬‬


‫أ( أﻛﺜر الﺸعراء في ﺣﺐ الﻮﻃن‪ ،‬واﻹﺷادة ﺑﻪ واﳊﻨﲔ إلﻴﻪ‪.‬‬
‫وقد حظيت أرجاء الوطن ومدنه باهتمام الشعراء يقول حمزة شحاتة في مدينة جدة‪:‬‬
‫يفيــق‬
‫ُ‬ ‫حالم ما‬
‫والهـــــوى فيك ٌ‬ ‫غريــــق‬
‫ُ‬ ‫النهى بني شاطﺌيــــــك‬
‫ويقول القصيبي في الرياض عاصمة البالد‪:‬‬
‫الريــــــاض‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫عيـــون‬ ‫أحبــــك حبـــي‬
‫احلنـيـن احليــــــا ْء‬
‫ُ‬ ‫يغــالـــب فــيــهــا‬
‫ُ‬
‫أحــــبك حبــي جبــيـــن الريــــاض‬
‫تـظــــــل تلـ َّفــــ ُعـــه الكبريـــــــــــاء‬
‫أحبـك حبــــي دروب الريـــــاض‪،‬‬
‫عنــــاء الريـــاض صغـــار الريـــــاض‬

‫‪١٣٦‬‬
‫اﻷدب اﻟﺴﻌﻮدي‬

‫وهذا عبداهلل بن خميﺲ يتغنى بوطنه ويفخر بالذود عنه قائالً‪:‬‬


‫ِ‬
‫اجليــاد وبالقـنـا‬ ‫والـقـب‬
‫ﱢ‬ ‫بالعز ِم‬ ‫َ‬
‫الكيــــان جـــــدو ُده‬ ‫أنا َم ْن بنى هذا‬
‫فـداء ه ﱢينــا‬ ‫َ‬
‫دون احلــــــمــى بـ ّرًا ً‬ ‫أنا من أنا إن ْلم أقد ْم مهجــتـــــــــــي‬
‫ْإن ْ‬
‫لـم أفـدﱢ يــهــا وإال مـــن أنــــا‬ ‫وطني وقـومي أمتـي وعقيدتــــــــي‬
‫ب) وتناول الشعر السياسي قضايا الشعوب العربية ومقاومتها االستعمار‪ ،‬كثورة اجلزائر‪ ،‬وقضية فلسطني واحتالل‬
‫اليهود األرض املقدسة وتركز الشعر في وصف مشاعر الغضب من االحتالل‪ ،‬وتصوير اﻵالم واملقاومة‪.‬‬
‫ومن اإلشادة بالبطولة اجلزائرية قول إبراهيم الدامﻎ‪:‬‬
‫ــد األبــــــــــــا ِة الثـائــــريــــنــــــا‬ ‫يا روابــــي ِ‬
‫اخللد يــــا مـــهــ‬
‫ــخـضــــر تهديــــه القرونــــــــا‬ ‫نـــــور فـــــي ربـــــاك الــــ‬
‫أي ٍ‬
‫ســــــام خبــــريـــنـــــــــــــــا‬
‫ٍ‬ ‫ــم‬
‫ﱢ‬ ‫عـــــز فــــي ِ‬
‫ذراك الــــشـ‬ ‫أي ٍ‬
‫وقد ظهرت دواوين كاملة حول قضية فلسطني من مثل‪( :‬فلسطني وكبرياء اجلرح) حلسن القرشي‪ ،‬و(صفارة اإلنذار)‬
‫لسعد البواردي‪ ،‬و(نار) ألحمد قنديل‪ ،‬و(من اخليام) لطاهر زمخشري‪ ،‬و(شعاع األمل) لصالﺢ العثيمني‪.‬‬
‫ويقول الشاعر إبراهيم الدامﻎ ُمع ﱢب ًرا عن ُح ﱢب ِه لفلسطني‪:‬‬
‫باس ٍم‬‫هذي فلسطني احلبيبة فابتسم والثم ترابك في حن ﱟو ِ‬
‫ويقول أحمد بهكلي بنبرة ملﺆها األمل لفلسطني‪:‬‬
‫هزوا إليكم بجذع ينتشر ثمر أشهى وال تيأسوا فالصبﺢ ينشرح‬
‫والتمــر أولــه ياســادتي البلــﺢ‬ ‫النصر أحمله من ذا العذاب بدا‬

‫‪١٣٧‬‬
‫‪١٣٧‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪º`∏`©`à`dG äÉ`WÉ`°û`f‬‬

‫ﰲ ﻋﻤﻞ ﺗﻌﺎوﻧﻲ‪ ،‬ﺗﻘﻮم اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت ﺑﺪراﺳﺔ اﻷﺑﻴﺎت‪ ،‬وأداء اﳌﻬﺎم اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ‪:‬‬
‫داﻋﻴا لﻠﺘقدم والﻄﻤﻮح‪:‬‬ ‫‪ (١‬يقﻮل مﺤﻤد ﺳرور الﺼﺒان ً‬
‫ِ‬
‫العــــــادات‬ ‫يسعى لهــدم رذائل‬ ‫عالـم مـتنـــــــ ّو ٍر‬
‫بشعـب ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َم ْن لي‬
‫ِ‬
‫العزمــــــات‬ ‫ِ‬
‫وصادق‬ ‫ِ‬
‫اجلنان‬ ‫ِ‬
‫ثبت‬ ‫متيقـــــﻆ‬
‫ٍ‬ ‫بشعـب نابــهٍ‬
‫ٍ‬ ‫من لي‬
‫ِ‬
‫النكـبـات‬ ‫أعظم‬
‫َ‬ ‫تشقــى وتلقى‬ ‫فبجهلـهم‬
‫ْ‬ ‫إن الـبــال َد بــأهـلـهـا‬
‫ِ‬
‫الدرجــات‬ ‫أرفع‬
‫ونالت َ‬
‫ْ‬ ‫سعدت‬
‫ْ‬ ‫توحدت اجلهود خليرهــــــا‬ ‫وإذا َّ‬
‫أ‪ -‬حدّ د موضوع األبيات‪ .‬ب‪ -‬ما احلكمة املستخلصة منها؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ (٢‬يقﻮل أﺣﻤد ﻗﻨديﻞ ﻋن ﺧﻴام الﻼﺟﺌﲔ‪:‬‬
‫ِب تصبﺢ موطني خيمــي؟‬ ‫املوطــن احملــبــــــــــــو‬
‫ِ‬ ‫أبــــــعدَ‬
‫ح والليمــون والكـــــــــرم؟‬
‫أبعـــد (التيــــــن) والتـــفـــــا‬
‫ن والصفصــاف وال ﱢنعــــــــــــم‬
‫وظل الـــــدوح والزيــــتـــــــــو‬
‫ء يحكي لونُـها سقمــــــــي؟‬
‫أعيﺶ بخيمـتـــي الصفـــــرا‬
‫أ‪ -‬حدّ د موضوع األبيات‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ب‪ -‬نثر الصور التي أوردها الشاعر لبيﺌة فلسطني‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ج‪ -‬توضيﺢ التشبيه الوارد في البيت األخير‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬

‫‪١٣٨‬‬
‫اﻷدب اﻟﺴﻌﻮدي‬

‫‪ (٣‬يقﻮل اﺑن ﺧﻤﻴﺲ ﻋن الﻔﺘاة‪:‬‬


‫ذات ا ِخل َبـــا‬
‫التعليم عـن ِ‬
‫َ‬ ‫متنع‬ ‫العلم هـل من شرعــةٍ‬ ‫يا نصي َر ِ‬
‫أﳒبـت أو ط ﱢيبـــــا‬
‫ْ‬ ‫ْإن خبي ًثا‬ ‫إنهــا في ذاتهـــــــا مدرســــــــ ٌة‬
‫أ‪ -‬حدّ د موضوع األبيات‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ب‪ -‬ما املراد بـ (ذات ا ِخل َبا)؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ج‪ -‬ما احلجة التي اعتمد عليها الشاعر لتأييد رأيه؟‬
‫‪...............................................................................‬‬

‫‪١٣٩‬‬
‫‪١٣٩‬‬
‫االتجاهات الفنية في الشعر السعودي ‪ -1‬االتجاه التقليدي المحافظ‬

‫‪L15-U2-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪…Oƒ``©`°ù`dG ô`©`°û`dG »`a á`«`æ`Ø`dG äÉ`gÉ``é`J’G :É`ãk `dÉ`K‬‬


‫‪t-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪TRHS-logh5-U2-L15.png‬‬ ‫‪ -١‬اﻻﲡﺎه اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي اﶈﺎﻓﻆ‪:‬‬
‫ظهر ابتداء من القرن الرابع عشر الهجري‪ ،‬وذلك لصلة شعرائه بالتراث العربي مما اتضﺢ في شعرهم‪ ،‬ومن أمثلته‪:‬‬
‫تأثر ابن عثيمني بأبي متام في قصيدته (العز واملجد)‪ ،‬وتأثر أحمد الغزاوي بأبي فراس‪ ،‬وتأثر حسني سرحان بحياة‬
‫البادية في ديوان (أجنحة بال ريﺶ)‪ ،‬يقول ابن عثيمني‪:‬‬
‫ِ‬
‫للخطب‬ ‫ال في الرسائل والتنميق‬ ‫العز واملجد في الهندية القضب‬
‫وقد احتذى قصيدة أبي متام املشهورة‪:‬‬
‫ِ‬
‫واللعب‬ ‫الكتب في حده احلدﱡ بني اجلدﱢ‬ ‫ِ‬ ‫السيف أصدق أنباء من‬
‫ﲡلى هذا االﲡاه في ثالثة أﳕاط من الشعراء‪:‬‬
‫‪ -١‬ﳕط املقلدين لشعر العصور املتتابعة املليء بفنون البديع‪ ،‬ومنهم عمر بري وعبد العزيز بن حمد املبارك‪.‬‬
‫النظامني‪ :‬الذين خلطوا الشعر بالعلم‪ ،‬ومنهم ابن سحمان‪.‬‬ ‫‪ -٢‬ﳕط َّ‬
‫‪ -٣‬ﳕط شعراء الديباجة الذين أعادوا نقاء الشعر وخففوا من البديع‪ ،‬واهتموا باالتكاء على تقليد الشعر القدمي‬
‫واتباعه واحملافظة على قواعده وأبرزهم ابن عثيمني‪.‬‬
‫ﺳﻤات اﻻﲡاﻩ الﺘقﻠﻴدي اﶈافﻆ‪:‬‬
‫‪ -١‬األسلوب الرصني واللغة الفخمة واالقتدار اللغوي‪.‬‬
‫‪ -٢‬ذوبان الشخصية في قوالب األدب القدمي وأساليبه التعبيرية‪.‬‬
‫‪ -٣‬كثرة إيراد أسماء األماكن واألشخاص‪.‬‬
‫‪ -٤‬صفاء اإليقاع الشعري الرنان وطالوته وقوة املطالع‪.‬‬
‫‪ -٥‬طول النفﺲ واختيار البحور الطويلة‪.‬‬
‫‪ -٦‬الصور املكررة املستمدة من الشعر القدمي‪.‬‬
‫‪ -٧‬كثرة االقتباسات والتضمينات من القرآن واحلديث واألمثال واألشعار األخرى‪.‬‬
‫‪ -٨‬العناية باملوضوعات القدمية كاملديﺢ والرثاء‪.‬‬
‫ومن شعراء هذا االﲡاه‪ :‬أحمد الغزاوي‪ ،‬وفﺆاد شاكر‪ ،‬وعبداهلل بن خميﺲ‪ ،‬وضياء الدين رجب‪ ،‬ومحمد سعيد‬
‫الدفتردار‪ ،‬وعبد احلق نقشبندي‪ ،‬وحسني سرحان وأحمد محمد جمال‪.‬‬

‫‪١٤٠‬‬
‫اﻷدب اﻟﺴﻌﻮدي‬

‫ﳕﺎذج ﻣﻦ ﺷﻌﺮ اﻻﲡﺎه اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي‬

‫" اﻟﻌﺰ واﳌﺠﺪ " ﶈﻤـﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﲔ‪:‬‬

‫يتيما عند‬
‫وهو شاعر ﳒدي ولد في بلدة السلمية باخلرج سنة‪١٢٦٠‬هـ‪ ،‬ونشأ وتعلم بها ً‬
‫أخواله‪ ،‬تلقى العلم على يد الشيخ عبد اهلل اخلرجي‪ ،‬ﲡول في بعض أقطار اخلليﺞ العربي كعمان‬
‫وقطر والبحرين‪ ،‬وملا فتﺢ امللك عبد العزيز األحساء مدحه بهذه القصيدة التي كانت مفتاح الصلة‬
‫عمر‬
‫بينه وبني األسرة السعودية‪ ،‬وقصر مدحه على امللك عبد العزيز وامللك سعود وامللك فيصل‪ّ .‬‬
‫مﺌة سنة وتوفي سنة ‪١٣٦٣‬هـ‪ ،‬وجمع سعد بن رويشد شعره بعد مماته في ديوان سماه " العقد‬
‫الثمني في شعر ابن عثيمني" وطبع عام ‪١٣٧٥‬هـ‪.‬‬
‫الﻨﺺ‪:‬‬

‫ِ‬
‫للـخـــــطب‬ ‫الرســائل والتنميــقِ‬
‫ِ‬ ‫ال فــي‬ ‫ِ‬
‫القضـــــب‬ ‫العـــ ﱡز واملجـــدُ فــي الهنديـــ ِة‬
‫ِ‬
‫احلــــــــاذق ِ‬
‫األرب‬ ‫رأي‬
‫الشــك َ‬ ‫ﱡ‬ ‫إن خالﺞ‬ ‫تقضي املواضي فيمضي حكمـــــها أ ًمما‬
‫ِ‬
‫الرتـــــــب‬ ‫املعارج لألســنى مــــن‬‫ُ‬ ‫هما‬ ‫وليﺲ يبني ال ُعــــال إال نــدى و وغــــــى‬
‫ِ‬
‫يــــــهب‬ ‫هــم لــم‬‫قلــب صـــرو ٌم إذا مــا َّ‬
‫ٌ‬ ‫عــــــزم يشيــعـــــــــ ُه‬
‫ٍ‬ ‫ﱞ‬
‫ومشـمـعــــل أخـــــو‬
‫بعـــزم غيـــــ ِر مـــﺆتشــــب‬‫سيـــرا حثيـــ ًثا ٍ‬ ‫ً‬ ‫أوتـــــــار أعـــــــــــدَّ لــــهــــا‬
‫ٍ‬ ‫طــــــــال ُب‬
‫هلل ّ‬
‫ِ‬
‫والـــقـطب‬ ‫فـوق هـــام النس ِر‬‫تسمـــو به َ‬ ‫كــــــادت عـزائمــــ ُه‬
‫ْ‬ ‫ذاك اإلمــــا ُم الــــذي‬
‫ِ‬
‫النجــب‬ ‫ابن الســــاد ِة‬
‫املنجـــب ُ‬
‫ُ‬ ‫السيـــدُ‬ ‫الليــوث أخـــو الهيجا ِء مضرمها‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ليـــث‬
‫الط ِ‬
‫نـــب‬ ‫وهـــم لهـــا عــمـــدٌ ممــــــدود ُة ﱡ‬
‫ْ‬ ‫هـــــم زينــة الدنيــــــا وبهجـتـهـا‬ ‫قـــــــو ٌم ُ‬
‫ِ‬
‫كــــــذب‬ ‫عبدُ العـــزي ِز بـــال مــــــــنيٍ و ال‬ ‫األرض قـاطـبـ ًة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ملـــــــــوك‬ ‫شمــــﺲ‬
‫َ‬ ‫لكن‬

‫‪١٤١‬‬
‫‪١٤١‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪º`∏`©`à`dG äÉ`WÉ`°û`f‬‬
‫‪ (١‬اﻟﻘﺮاءة اﳌﻌﺒﺮة‪.‬‬
‫‪ (٢‬ﻣﻌﺎﳉﺔ اﳌﻔﺮدات‪:‬‬
‫تعرف معاني املفردات اﻵتية‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬ ‫القضب‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬ ‫املواضي‪:‬‬
‫األرب‪............................................................ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلاذق‬
‫‪............................................................‬‬ ‫نــدى‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬ ‫وغــى‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬ ‫املعارج‪:‬‬
‫ُ‬
‫‪............................................................‬‬ ‫ﱞ‬
‫مشمعـل‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬ ‫صـرو ٌم‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬ ‫أوتـــار‪:‬‬
‫ٍ‬
‫‪............................................................‬‬ ‫مﺆتشـب‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬ ‫الهيجا ِء‪:‬‬
‫‪............................................................‬‬ ‫نـب‪:‬‬ ‫ﱡ‬
‫الط ِ‬
‫‪............................................................‬‬ ‫قـاطبـةً‪:‬‬
‫‪ (٣‬ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ وﲢﻠﻴﻞ‪:‬‬
‫أ) من أي أغراض الشعر تعد هذه القصيدة‪ ،‬وما فكرتها العامة؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫ب) استعمل الشاعر أسلو ًبا يجمع بني شيﺌني في جمله اﻵتية‪:‬‬
‫ِ‬
‫والقطب)‬ ‫ِ‬
‫اخلطب _ نــدى و وغــى_ النس ِر‬ ‫الرسائل و‬
‫ِ‬ ‫(العـ ﱡز واملجـدُ ‪،‬‬
‫هات من األبيات أساليب مشابهة‪ ،‬ثم سجل انطباعك عن تأثيره فيك‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬

‫‪١٤٢‬‬
‫اﻷدب اﻟﺴﻌﻮدي‬

‫ج) رسم الشاعر في البيتني األخيرين صورة حسية للممدوح‪ .‬أعد صياغتها بأسلوبك‪.‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫د) عالم تدل قلة الصور في القصيدة؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪ (٤‬اﳊﻔﻆ‪:‬‬
‫احفﻆ قصيدة ابن عثيمني‪.‬‬

‫‪١٤٣‬‬
‫‪١٤٣‬‬
‫اتجاه المزاوجة بين المحافظة والتجديد‬

‫‪L16-U2-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪ -٢‬اﲡﺎه اﳌﺰاوﺟﺔ ﺑﲔ اﶈﺎﻓﻈﺔ واﻟﺘﺠﺪﻳﺪ‪:‬‬


‫‪t-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫يشكل هذا االﲡاه محطة االنتقال من القدمي إلى اجلديد‪ ،‬ويقوم على املزاوجة بني احملافظة والتجديد‪ ،‬فله من‬
‫‪TRHS-logh5-U2-L16.png‬‬

‫احملافظة الديباجة الصافية واألسلوب القدمي‪ ،‬وله من التجديد تنوع في املوضوعات والتحام باألمة ومعاجلة ألمور املجتمع‬
‫وإجادة في الوصف مع التأثر بفن مدرسة الديوان في وصف مظاهر احلضارة‪ ،‬والتأثر بالفكر‪ ،‬والثقافة‪ ،‬والصور‪ ،‬والتأثر‬
‫بشكل عام باالﲡاه الرومانسي العربي مبدارسه كا َّفةً‪.‬‬
‫يقول عثمان بن سيار‪ ،‬وفي أبياته يبدو حنني إلى األسلوب القدمي وقوالبه‪:‬‬
‫فــال ه َو ينسـانـي وال أنـــا نـــاكـــــر ْه‬ ‫منك الهـوى وأباكـــــــــــ ُر ْه‬ ‫يراوحني ِ‬
‫الليل طائر ْه‬ ‫وقد طار عني في دجى ِ‬ ‫أف ﱢت ُﺶ عن طيفي الـــذي زا َر مــوه ًنا‬
‫ـــــراعـا عساكــر ْه‬ ‫الليل وافتنا ِس ً‬ ‫دجـا ُ‬ ‫الشوق كلما‬ ‫ِ‬ ‫جاحم‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الطيف إال‬ ‫وما‬
‫مجسدا الشعور بجراح العالم العربي وااللتحام بقضاياه‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ويقول محمود عارف في البطلة اجلزائرية جميلة بوحريد‬
‫بنت ال ُعال و رم ُز البطــــــول ْة‬ ‫فهي ُ‬ ‫َ‬ ‫القلوب ذكرى جميل ْة‬ ‫ِ‬ ‫خلدوا في‬
‫الشرق من دما ِء الطفولة‬ ‫ُ‬ ‫فانتشى‬ ‫أرض ذويــــهــا‬ ‫وســـقت بالدمــــا ِء َ‬
‫كما يقول محمد السنوسي في عاطفة إنسانية تدعو إلى السالم‪:‬‬
‫أزاهـــــــــيـرا وريحـــانــا‬
‫ً‬ ‫ونسقــوهـــا‬ ‫األرض أحبا ًبا وإخوانــا‬ ‫ِ‬ ‫عيشوا على‬
‫احلــق أعوانـــــا‬‫سبيـل ﱢ‬ ‫ِ‬ ‫كــم في‬ ‫طري َق ْ‬ ‫األحقــاد واتخـــــذوا‬ ‫ِ‬ ‫وطهروهـا من‬
‫أقمــــــارا وأفـــــرانـــــــا‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫التمـــدن‬ ‫وال‬ ‫صاروخـا وقنبــلــــ ًة‬‫ً‬ ‫ليﺲ احلضـار ُة‬
‫األرض إنسانا‬ ‫ِ‬ ‫املشي َ‬
‫فوق‬ ‫َ‬ ‫سن‬‫ْأن ُحت َ‬ ‫َّإن احلضــار َة أسماهـا وأرفـعـــــــهــا‬

‫ﺳﻤات اﲡاﻩ املﺰاوﺟة‪:‬‬


‫‪ -١‬يتميز أسلوبهم باحلنني إلى األساليب القدمية وتكرار قوالبها‪ ،‬و بﺈشراق اللغة وقوتها‪ ،‬مع الثراء اللفظي والقدرة‬
‫على التالعب باأللفاظ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اإلكثار من التزام القافية والبحر الواحد‪ ،‬وفي قوافيهم إحكام وتنويع مع إيثار توحيد القافية‪.‬‬
‫‪ -٣‬االقتباس من الشعر القدمي وبخاصة في شعر الغزل واملدح‪ ،‬وتأثر باملذاهب اجلديدة كأبولو واملهجريني في الشعر‬
‫الوجداني‪ ،‬واقتباس من األدب األجنبي‪.‬‬
‫‪ -٤‬مواكبة األحداث العربية كاحتالل فلسطني‪ ،‬وثورة اجلزائر ضد احملتل‪ ،‬والقضايا اإلنسانية كالعدالة والسالم واملساواة‪.‬‬
‫‪ -٥‬معاجلة قضايا املجتمع ومشكالته‪ ،‬كقضية املرأة‪ ،‬والفقر‪ ،‬ونقد املجتمع‪.‬‬

‫‪١٤٤‬‬
‫اﻷدب اﻟﺴﻌﻮدي‬

‫ﺷعراء املﺰاوﺟة‪ :‬وهﻢ ﻋﻠﻰ فﺌات‪:‬‬


‫‪ )١‬من عنوا باملديﺢ واملناسبات مع بقية أغراض الشعر كالسنوسي‪ ،‬والعقيلي‪ ،‬وعبيد املدني‪ ،‬وعبد القدوس‬
‫األنصاري‪ ،‬ومحمد الشبل‪ ،‬والعالف‪ ،‬وعبد رب الرسول اجلشي‪ ،‬وعبداهلل بلخير‪ ،‬وعبد الكرمي اجلهيمان‪ ،‬ومحمود‬
‫عارف‪ ،‬وطاهر زمخشري‪ ،‬ومعيض البخيتان‪ ،‬وعبدالرحمن العشماوي‪ ،‬وأحمد فرح عقيالن‪.‬‬
‫‪ )٢‬من نوعوا أغراضهم كعبد الوهاب آشي‪ ،‬وأحمد بن راشد املبارك‪ ،‬وحسني عرب‪ ،‬وحمزة شحاته‪ ،‬والصيرفي‪،‬‬
‫وعبداحلميد اخلطي‪ ،‬ومقبل العيسى‪ ،‬والعطار‪ ،‬وعبداهلل السناني‪ ،‬وحسني سراج‪ ،‬ومحمد سعيد العامودي‪ ،‬وعلي‬
‫حسني الفيفي‪ ،‬وإبراهيم فودة‪ ،‬ومحمد سرور الصبان‪ ،‬ومحمد عمر توفيق‪ ،‬وأحمد الفاسي‪ ،‬وعلي زين العابدين‪،‬‬
‫ومحمد علي مغربي‪ ،‬وعبداللطيف أبو السمﺢ‪.‬‬
‫‪ )٣‬من عنوا بالشعر الذاتي كاحلجي‪ ،‬والفاللي‪ ،‬وعبداهلل الفيصل‪ ،‬وعثمان بن سيار‪.‬‬

‫ﳕﺎذج ﻣﻦ ﺷﻌﺮ اﲡﺎه اﳌﺰاوﺟﺔ‬


‫ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة "ﻋﻮاﻃﻒ ﺣﺎﺋﺮة " ﻟﻸﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﻔﻴﺼﻞ‪:‬‬

‫الﺸاﻋر‪:‬‬
‫ولد في الرياض سنة ‪١٣٤١‬هـ‪ ،‬ونشأ فيها ثم في احلجاز‪ ،‬تولى مناصب مهمة في الدولة‪،‬‬
‫ومن آثاره الشعرية‪ :‬دواوين " وحي احلرمان"‪ ،‬و "وحي احلرف"‪ ،‬و"خريف العمر"‪ ،‬و"حديث‬
‫قلب"‪ ،‬و"مشاعري"‪ .‬توفي رحمه اهلل سنة ‪١٤٢٨‬هـ‪.‬‬
‫وأنـــت مـــنــــي‬
‫َ‬ ‫أشـك َ‬
‫فيـك‬ ‫أكـا ُد ﱡ‬ ‫ﱡ‬
‫أشــك في نفســي ألنــــي‬ ‫أكـــــــا ُد‬
‫هــواي ولــــم ت َُصـــ ﱢني‬
‫َ‬ ‫ولم ْ‬
‫حتفﻆ‬ ‫ْ‬ ‫خنت عـــهـــدي‬
‫إنك َ‬‫الناس َ‬
‫يقول ُ‬ ‫ُ‬
‫املطمـﺌــن‬
‫ﱢ‬ ‫ِ‬
‫الشبــــاب‬ ‫َ‬
‫إليك خطـى‬ ‫مشـــت بــي‬
‫ْ‬ ‫مناي أجم ُعها‬ ‫وأنت َ‬ ‫َ‬
‫فيك َّ‬
‫كل الــــنـاس أذنـــي‬ ‫وتسمع َ‬
‫ُ‬ ‫النـــــاس قلـــبي‬
‫ِ‬ ‫فيك َّ‬
‫كل‬ ‫يكـذ ُب َ‬ ‫ﱢ‬
‫أقض ْت مضجعي واستعبــدتــني‬ ‫َّ‬ ‫شـــك‬ ‫ُ‬
‫ظـــــــالل ﱟ‬ ‫علي‬
‫طافت َّ‬ ‫ْ‬ ‫وكم‬
‫ْ‬
‫عنك في الدنيـــا وعنــي‬ ‫يحدث َ‬ ‫ُ‬ ‫ركـب الليـالـــــي‬ ‫ُ‬ ‫كأني َ‬
‫طـاف بي‬
‫الشـَ ﱢك عينـــي‬
‫فيك غي َر ّ‬ ‫وتبص ُر َ‬ ‫فيـــك سمعــــي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫أغالــط‬ ‫على أني‬
‫بحســـن ظنــــي‬
‫ِ‬ ‫شقـيت‬
‫ُ‬ ‫ولكني‬ ‫َ‬
‫فـيــك قــو ًال‬ ‫ِ‬
‫باملصـــدق‬ ‫وما أنـــــا‬
‫ِ‬
‫املــﺆرق ال تــدعـنــــي‬ ‫الشجـن‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫وبــــــــي ممـا ُيســــاورنـــي كثيــــ ٌر‬
‫ِ‬
‫بالظـنـــــون وبالتمــنــي‬ ‫وتشــقـــى‬ ‫الشــك روحـــي‬ ‫ﱢ‬ ‫تعـذ ُب في ِ‬
‫لهيب‬ ‫َّ‬
‫؟ألم تخـني؟‬ ‫خنت ْ‬‫الناس َ‬
‫حديث ِ‬ ‫ُ‬ ‫صحيـــــﺢ‬
‫ٌ‬ ‫أجبني إ ْذ سأل ُت َك ْ‬
‫هـل‬

‫‪١٤5‬‬
‫‪١٤5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪º`∏`©`à`dG äÉ`WÉ`°û`f‬‬
‫‪ (١‬اﻟﻘﺮاءة اﳌﻌﺒﺮة‪.‬‬
‫‪ (٢‬اﻟﺒﺤﺚ‪:‬‬
‫ابحث في مقدمة ديوان "وحي احلرمان" أو في أي مرجع آخر عن سبب تسمية األمير عبداهلل الفيصل نفسه‬
‫بلقب "احملروم"‪.‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪ (٣‬اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﳉﺰﺋﻲ‪:‬‬
‫شرحا موج ًزا‪.‬‬
‫أ‪ -‬اشرح األبيات ً‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫ب‪ -‬استخرج الصور من البيت اخلامﺲ‪ ،‬والسادس‪ ،‬وما رأيك فيها؟‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫ج‪ -‬توسع الشاعر في وصف ألم احلب والفراق‪ ،‬فماذا تستنتﺞ من هذا؟‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪ (٤‬ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ‪:‬‬
‫أ‪ -‬استعمل الشاعر الفعل (أكاد) مرتني عند حديثه عن الشك‪ ،‬فهل لهذا األسلوب أثر في تغيير املعنى؟‬
‫‪................................................................................‬‬

‫‪١٤٦‬‬
‫اﻷدب اﻟﺴﻌﻮدي‬

‫ِ‬
‫بالظنــــون وبالتمـني)‬ ‫وتشقـى‬ ‫ﱢ‬
‫الشـك روحي‬ ‫لهيب‬ ‫َّ‬
‫(تعـذ ُب في ِ‬ ‫ب‪ -‬في قوله‪:‬‬
‫برأيك‪ :‬ماذا قصد الشاعر بالظنون؟ وماذا قصد بالتمني؟ وملاذا لم يصرح بهما؟‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪ (5‬اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺺ‪:‬‬
‫حدّ د ما الذي أعجبك في القصيدة؟‬
‫(األلفاظ‪ ،‬واملوسيقى‪ ،‬واملعاني) ما العنصر املﺆثر بني جميع هذه العناصر؟‬
‫‪................................................................................‬‬

‫‪١٤٧‬‬
‫‪١٤٧‬‬
‫االتجاه التجديدي‬

‫‪L17-U2-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪ -٣‬اﻻﲡﺎه اﻟﺘﺠﺪﻳﺪي‪:‬‬
‫‪-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫واكب االﲡاه التجديدي االﲡاه السابق حتى طغى على الساحة‪ ،‬ومر بثالث مراحل هي‪ :‬املرﺣﻠة األولﻰ‬
‫‪TRHS-logh5-U2-L17.png‬‬
‫األولﻰ‪ :‬كان‬
‫من أوائل املجددين شاعران أحدهما حاول التجديد في املضمون‪ ،‬واﻵخر في الشكل‪ ،‬فأما أحمد العربي فقد اهتم‬
‫بالشعر االجتماعي ومنه قصيدته (أيها العيد) التي مرت بنا‪ ،‬وأما محمد عمر عرب فقد تأثر بشعراء املهجر في‬
‫االبتعاد عن اخلطابة واملباشرة‪ ،‬واختيار البحور اخلفيفة واملجزوءة‪ ،‬واملزاوجة بني القوافي‪.‬‬
‫فمن شعر محمد عرب‪:‬‬
‫الــصــبــــــــاح‬
‫ْ‬ ‫حـــــــــــــي‬
‫ﱢ‬ ‫يا ُب َ‬
‫لبـل الــروضــ ِة‬
‫األقـــــــــــــــاح‬
‫ْ‬ ‫ال عـــنـــــــــــــي ثـغـــــو َر‬ ‫ُمـقـ ﱢب ً‬
‫احلــــب‬ ‫ﱡ‬ ‫مـولــع ت َّيـمـ ُه‬
‫ٌ‬ ‫واصــدح فﺈني مولــ ٌه‬‫ْ‬
‫ْ‬
‫الشـجــــــــون‬ ‫واعزف فـــﺈني قــد دهــتــنــي‬ ‫ْ‬
‫ـعـيــــن‬
‫ْ‬ ‫ومـضـنـــــــــي الوجـــــدُ وال ِم ْ‬
‫ـــــن ُم‬ ‫َّ‬
‫املرﺣﻠة الﺜاﻧﻴة‪ :‬واصل محمد حسن عواد ﲡديده فنقل الشعر من طور احملاوالت إلى دروب معبدة‪ ،‬ونقل مﺆثرات‬
‫الشعر من أدب املهجر والشام ‪ -‬الذي لم يخرج عنه اجليل األول ‪ -‬إلى املزاوجة بني مذاهب التجديد والسيما مدرسة‬
‫أبولو والديوان‪ ،‬فكان من جيل هذا املرحلة أحمد عبد اجلبار‪ ،‬ومحمد حسن فقي‪ ،‬وأحمد قنديل‪ ،‬وعبدالسالم‬
‫حافﻆ‪ ،‬وقد اهتموا باحلد من شعر املناسبات في مقابل االهتمام بالشعر الفردي والوجداني‪ ،‬يقول محمد حسن عواد‬
‫في قصيدته "الشعر عقل ال حلن"‪:‬‬
‫ِ‬
‫اجلنـــون‬ ‫ِ‬
‫حبـــــــاك شع َر‬ ‫ـب إذا ما‬ ‫َ‬ ‫شاعرا واتركي القلـ‬ ‫العقل ً‬ ‫َ‬ ‫واسمعي‬
‫ِ‬
‫والفـتــــــــون‬ ‫مائع الهـــوى‬ ‫ـع ِر في ِ‬ ‫َ‬
‫مجـــــــال الشـ‬ ‫ني أن‬
‫وانبـذي الزاعم َ‬
‫ِ‬
‫الشـــجـــــــون‬ ‫ِ‬
‫مبغــريــــــات‬ ‫يتنـ َّزى‬ ‫زاعمي الشعـــــر معـــزفًا عاطفــــ َّيا‬
‫كما جدّ د هذا اجليل في األوزان بكتابته شعر التفعيلة ودعوته إليه وإلى الوحدة املعنوية للقصيدة‪ ،‬ومنهم شعراء‬
‫اشتهروا بالوجدانيات والتجديد في الوصف واإلبداع وفي اخليال والديباجة املشرقة كغازي القصيبي‪ ،‬وعبد الواحد‬
‫اخلنيزي‪ ،‬ومحمد سعيد املسلم‪ ،‬ومحمد سعيد اجلشي‪.‬‬
‫املرﺣﻠة الﺜالﺜة‪:‬‬
‫ظهور جماعة من الشعراء اهتموا بالشعر االجتماعي واألسلوب الذاتي‪ ،‬والتعبير عن قضايا األمة‪ ،‬وكان أبرزهم‬
‫سعد البواردي الذي يقول‪:‬‬
‫ْ‬
‫كاألســـــــــل‬ ‫وانث ْر قصـــيدَ َك‬ ‫ْ‬
‫تــــــســـل‬ ‫َ‬
‫بشعـــرك ال‬ ‫اصـدح‬
‫ْ‬
‫أو ْأن تغــــــــــــــ ﱢر َد لل ُقـبـَ ْ‬
‫ــــــــل‬ ‫تصف الهـــــــــــوى‬ ‫َ‬ ‫ما الشع ُر ْأن‬

‫‪١٤٨‬‬
‫اﻷدب اﻟﺴﻌﻮدي‬

‫ضـ َّل ْت بزورقـ ِه الــســ ُب ْ‬


‫ــــــــــل‬ ‫الشعــ ُر صيحــ ُة تـائـــــــــــــــهٍ‬
‫ْ‬
‫األمــــــــل‬ ‫وأن تـر َّد صــــدى‬ ‫َة ْ‬ ‫الشعــ ُر ْأن تبني احليـــــــــــــــا‬
‫ْ‬
‫األجـــــل‬ ‫وصوت عــ َّز ِتــــهـــا‬
‫ُ‬ ‫ِة‬ ‫إيقــــــاع احليــــــــــا‬
‫ُ‬ ‫الشعـــــــ ُر‬
‫كما اهتموا بقضايا املجتمع من فقر وجهل وحرمان‪ ،‬والقضايا العربية كالوحدة والثورات العربية ضد االحتالل‬
‫في فلسطني واجلزائر‪ ،‬إلى جانب اهتمامهم بالقضايا اإلنسانية كاحلرية ومحاربة التمييز‪.‬‬
‫يقول محمد هاشم رشيد عن فقيرة‪:‬‬
‫اجلنــــــاح‬
‫ْ‬ ‫اﻵفاق عالي‬‫ِ‬ ‫ُم ْح َلو ِل ُك‬ ‫رهيـــــــــــــب‬
‫ْ‬ ‫داج‬
‫والليــل ٍ‬ ‫ُ‬ ‫أبصرتها‬
‫الصبـــــــاح‬
‫ْ‬ ‫يرقب ضــو َء‬
‫مرتعشا ُ‬‫ً‬ ‫الغريــــــــب‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫نظــرات‬ ‫والنجــم يلقي‬
‫موســدٌ ساعدَ هـا املجهــــــــــــــدا‬ ‫وطفل صغيـــــ ْر‬ ‫ٌ‬ ‫األرض‬ ‫ِ‬ ‫نامت على‬ ‫ْ‬
‫ترعﺶ كفيها وتطوي اليــــــــدا‬ ‫ُ‬ ‫والريـــــــﺢ كالـزمهـريـــــــــــر‬
‫ُ‬ ‫تضمـ ُه‬
‫ﱡ‬
‫الواهــــــــــــــــــن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باجلســد‬ ‫عابثــ َة‬ ‫األسمــــــال عن رجلـــهــــــــا‬ ‫َ‬ ‫وترفع‬
‫الكــامــن‬
‫ِ‬ ‫تنبﺊ عن سـ ﱢر األســى‬ ‫ُ‬ ‫واألدمـــــع احلـــــ َّرى بﺂماقــــهــــــــــــــا‬
‫ُ‬
‫ومن ﺷعراء هذا اﻻﲡاﻩ‪:‬‬
‫إبراهيم الدامﻎ‪ ،‬وعبد اهلل بن إدريﺲ‪ ،‬وعبد الرحمن العبيد‪ ،‬وعبد اهلل عبد الوهاب‪ ،‬وعبد اهلل السناني‪ ،‬ومحمد‬
‫الرميﺢ‪ ،‬وناصر أبو حيمد‪ ،‬وأحمد الصالﺢ الذين مالوا إلى الرمزية لطرح أفكارهم دون اصطدامها باألعراف‪ .‬إضافة‬
‫إلى اجليل الثالث من الشعراء أمثال سعد احلميدين ومحمد الثبيتي وغيرهم‪.‬‬

‫ﺳﻤات اﻻﲡاﻩ الﺘجديدي‪:‬‬


‫‪ -١‬التأثر باألدب العربي احلديث‪ ،‬وبشعرائه الرومانسيني كأبي القاسم الشابي‪ ،‬وإبراهيم ناجي‪ ،‬وبالشعراء املهجريني‬
‫كﺈيليا أبي ماضي‪ ،‬وبشعراء االﲡاه االجتماعي وشعراء التفعيلة‪.‬‬
‫‪ -٢‬التجديد في األساليب ومن ذلك‪:‬‬
‫أ) تﺂلف الصور واحلركة والتشخيص في املوضوعات الذاتية‪ ،‬وبخاصة وصف الطبيعة‪.‬‬
‫ب) ربط املعاني بالعواطف فتجري القصيدة منسابة‪.‬‬
‫ج) األسلوب القصصي‪.‬‬
‫د) الرقة والهمﺲ والبعد عن الغلظة واجلزالة‪.‬‬
‫هـ) التجديد في موسيقا الشعر باستعمال شعر التفعيلة‪.‬‬

‫‪١٤٩‬‬
‫‪١٤٩‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪ -٣‬التجديد في املضمون‪ ،‬ومنه‪:‬‬


‫أ) التجربة الذاتية املطبوعة باأللم النفسي والهروب إلى الطبيعة‪ ،‬واحلنني إلى املاضي‪ ،‬واحليرة والتساؤل والتشاؤم‬
‫والقلق نتيجة لطموح أصحاب هذا االﲡاه نحو املثل العليا واصطدامهم بالواقع‪.‬‬
‫ب) االهتمام بالقضايا الوطنية والسياسية بعد أحداث فلسطني املتالحقة‪،‬كقضية الوحدة العربية‪ ،‬والنضال‬
‫ضد االستعمار‪.‬‬
‫ج) االهتمام بالقضايا اإلنسانية كثورات الشعوب ضد االستعمار‪.‬‬
‫د) االهتمام بأمور املجتمع الواقعية‪ ،‬فكثر الشعر االجتماعي املهتم مبعاجلة قضايا التعليم واملرأة‪ ،‬وشعر النقد‬
‫االجتماعي والفكاهي‪.‬‬

‫‪١5٠‬‬
‫اﻷدب اﻟﺴﻌﻮدي‬
‫ﳕﺎذج ﻣﻦ ﺷﻌﺮ اﻻﲡﺎه اﻟﺘﺠﺪﻳﺪي‬
‫ﻗﺼﻴﺪة »ﺣﺪﻳﻘﺔ اﻟﻐﺮوب« ﻟﻐﺎزي اﻟﻘﺼﻴﺒﻲ‪:‬‬

‫الﺸاﻋر‪:‬‬
‫هو غازي بن عبدالرحمن القصيبي ولد باألحساء سنة ‪١٣٥٩‬هـ وحصل على الدكتوراه في العالقات‬
‫الدولية من لندن‪ ،‬وعمل أستاذًا في جامعة امللك سعود‪ ،‬ثم تقلد عد ًدا من املناصب والوزارات‪.‬‬
‫له مﺆلفات شعرية ونثرية كثيرة‪ ،‬ومن دواوينه‪( :‬أشعار من جزائر اللﺆلﺆ‪ ،‬وقطرات من ظمأ‪ ،‬ومعركة‬
‫بال راية‪ ،‬وأبيات من غزل‪ ،‬وأنت الرياض‪ ،‬واحلمى‪ ،‬والعودة إلى األماكن القدمية‪ ،‬وحديقة الغروب)‪.‬‬
‫ومن املﺆلفات النثرية‪( :‬سيرة شعرية‪ ،‬وعن هذا وذاك‪ ،‬وخواطر في التنمية‪ ،‬وفي رأيي املتواضع‪ ،‬حياة في‬
‫اإلدارة )‪ .‬وقد قال هذه القصيدة ملا شعر بدنو أجله سنة ‪١٤٣١‬هـ‪.‬‬
‫الﻨﺺ‪:‬‬
‫ـون فــي أجــفــان إعــصــا ِر‬ ‫ـﺲ وســ ُت ـ َ‬ ‫خــمـ ٌ‬
‫ـت ارحتـ ــاال أ ّيــهــا الــســاري؟‬ ‫أم ــا ســﺌــمـ َ‬
‫ـت مــن األس ــف ــا ِر مــا هــدأت‬ ‫أم ــا مــلــلـ َ‬
‫إال وألــقــتــك ف ــي وعـــثـــا ِء ِأسـ ــفـ ــارِ؟‬
‫ــبــت م ــن األع ـ ـ ــدا ِء مــابــرحــوا‬ ‫َــع َ‬ ‫أمـــا ت ِ‬
‫ِ‬
‫بــالــكــبــريــت والـــنـــا ِر‬ ‫يـ ــحـ ــاورونـ ـ َ‬
‫ـك‬
‫ـاق العم ِر هل َب ِق َي ْت‬ ‫الصحب أين رفـ ُ‬ ‫ُ‬
‫أيـــــــــام وت ـ ــذك ـ ــا ِر‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ــــمــــالــــ‬ ‫ُ‬
‫ث‬ ‫ســــــوى‬
‫اكتفيت وأضناني السرى وشكا‬ ‫ُ‬ ‫بلى‬
‫قــلــبــي الــعــنــا َء ولــكــن تــلــك أقـ ــداري‬
‫ويـــــابـــــال ًدا نـ ـ ــذرت الــعــمــر زَهـ ــر َتـ ــه‬
‫مــــــت إنـ ــي حـ ــان إب ــح ــاري‬ ‫ل ــعــ ّزه ــا ُد ِ‬
‫ـت ب ــني رم ـ ــال الــبــيــد أغــنــيــتــي‬ ‫ت ــرك ـ ُ‬
‫ـك املــســحــو ِر أســمــاري‬ ‫وعــنــد شــاطــﺌـ ِ‬
‫ســـاءلـــوك فــقــولــي ل ــم أبـ ـ ْـع قلمي‬‫ِ‬ ‫إن‬
‫ول ــم أد ّنـ ــﺲ بــســوق الــزيــف أفــكــاري‬
‫ـت تــعــر ُفــه‬ ‫ـب ذنــبــي أنـ ـ َ‬ ‫يــاعــالـ َـم الــغــيـ ِ‬
‫وأنــــــت ت ــع ــل ـ ُـم إعـ ــالنـ ــي وإســـــــراري‬
‫ـت به‬ ‫بــــﺈميــــان م ــن ــن ـ َ‬
‫ٍ‬ ‫وأنـــــــت أدرى‬ ‫َ‬
‫ع ــل ــى م ــاخ ــدش ــت ــه كــــل أوزاري‬
‫لقياك حسن الظن يشفع لي‬ ‫َ‬ ‫أحببت‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫أيـ ــرﲡـ ــى الــعــفــو إال عــنــد غ ـ ـ َّفـ ــارِ؟‬

‫‪١5١‬‬
‫‪١5١‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪º`∏`©`à`dG äÉ`WÉ`°û`f‬‬

‫‪ -١‬اﻟﻘﺮاءة اﳌﻌﺒﺮة‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻣﻌﺎﳉﺔ اﻟﺘﺮاﻛﻴﺐ‪:‬‬
‫تعرف من خالل املعجم املتاح معاني الكلمات اﻵتية‪:‬‬

‫‪...............................................................‬‬ ‫وعثاء‪:‬‬

‫‪...............................................................‬‬ ‫ثمالة‪:‬‬

‫‪...............................................................‬‬ ‫البيد‪:‬‬
‫‪ -٣‬ﲢﻠﻴﻞ ﺟﺰﺋﻲ‪.‬‬
‫أ‪ -‬حتديد فكرة النص‪.‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫ب‪ -‬التعبير عن الصور اخليالية في املقطع األول‪.‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫ج‪ -‬حتديد نوع العاطفة (فردية ذاتية‪ ،‬أم جماعية) (صادقة‪ ،‬أم مزيفة)‬
‫‪.............................................................................‬‬
‫‪ -٤‬ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ‪:‬‬
‫أ‪ -‬استخدم الشاعر األفعال املاضية‪( :‬سﺌمت‪ ،‬مللت‪ ،‬تعبت)‬
‫فما السبب في ذلك؟ وما أثرها في املعنى؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬

‫‪١5٢‬‬
‫اﻷدب اﻟﺴﻌﻮدي‬

‫ب‪ -‬استعمل الشاعر األداة (أما)‪:‬‬


‫فهل املقصود االستفسار عن شيء يجهله حقيقة؟ أو أنها وردت ملعنى آخر؟‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬
‫‪...............................................................................‬‬

‫‪١5٣‬‬
‫‪١5٣‬‬
‫التعليم العام‪-‬الثانوية مقررات‪-‬علوم إنسانية‪-‬الكفايات اللغوية ‪-5‬األدب الحديث‬

‫النثر السعودي ‪ -1‬فن القصة والرواية‬

‫‪L18-U2-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪…Oƒ`©`°ù`dG ô`ã``æ`dG :É``k©`HGQ‬‬


‫‪st-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪TRHS-logh5-U2-L18.png‬‬
‫‪ -١‬ﻓﻦ اﻟﻘﺼ ــﺔ واﻟﺮواﻳﺔ‪:‬‬
‫ازدهر النثر الفني في األدب السعودي‪ ،‬وتنوع بني املقالة وفن القصة بأشكالها كافةً‪ :‬كالرواية والقصة القصيرة‬
‫جدا‪ ،‬والسيرة الذاتية وأدب الرحلة‪ ،‬وفن املسرحية‪.‬‬ ‫والقصة القصيرة ًّ‬
‫حتديدا‬
‫ً‬ ‫مع وجود تفاوت بني حظوظ هذه الفنون من الوفرة واالنتشار‪ ،‬ومن امللحوظ تفوق فن القصة (الرواية)‬
‫أيضا‪.‬‬
‫على غيرها‪ ،‬وللمقالة حظها الكبير من االنتشار ً‬
‫مرت القﺼة الﺴعﻮدية ﺑﺜﻼث مراﺣﻞ هي‪:‬‬
‫تقريﺒا‪:‬‬
‫ً‬ ‫مرﺣﻠة اﶈاوﻻت األولﻰ‪ :‬من ‪١٣٨٠ -١٣٥٠‬هـ‬
‫‪ -١‬ظهرت قصة (التوأمان) لعبد القدوس األنصاري‪ ،‬وهي رواية تعليمية إصالحية حول إثبات الهوية العربية‪.‬‬
‫‪ -٢‬ثم كانت قصة (فكرة) ألحمد السباعي اخلطوة الثانية نحو القصة الفنية اجلامعة بني الواقع واخليال‪ ،‬مع‬
‫تخلي أسلوبها عن الوعﻆ املباشر‪ ،‬وهي عن فتاة تعيﺶ بني البادية واحلاضرة‪.‬‬
‫‪ -٣‬وقصة (البعث) حملمد علي مغربي التي اتسمت بجمال األسلوب والوصف وهي عن شاب سعودي ورحلته‬
‫للعالج إلى الهند وﳒاحه في التجارة‪.‬‬
‫حجما كقصة (رامز) حملمد العامودي ‪١٣٥٥‬هـ‪ ،‬وهي تفتقد تركيز األقصوصة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫‪ -٤‬ثم بدأ ظهور القصة القصيرة‬
‫وشمولية القصة‪ ،‬وتعتمد على املصادفة‪ ،‬وعلى األسلوب التقريري‪.‬‬
‫املرﺣﻠة الﺜاﻧﻴة‪ :‬ﺑداية إﺛﺒات الذات‪ :‬من ‪١٣٨٠‬هـ ‪ ١٤٠٠ -‬هـ‪:‬‬
‫متيزت هذه املرحلة بعودة الشباب املثقف‪ ،‬وازدياد الصحف‪ ،‬وإدراك البناء الفني املتكامل للقصة‪ .‬وكان رائد‬
‫القصة (حامد دمنهوري) بروايتيه (ثمن التضحية) و(مرت األيام)‪ ،‬وفيهما يتتبع البطل من حلظة إحساسه‬
‫باملسﺆولية إلى حلظة ﳒاحه في حياته العامة‪ ،‬واعتمد على أسلوب (االستبطان) أي احلوار الداخلي أو لغة اخلواطر‪،‬‬
‫ومتيز بالدقة في رسم البيﺌة واملجتمع والتطور الذي شهده‪ ،‬ونضوج الصراع‪ ،‬والصياغة املتقنة‪ ،‬واجلمال الفني‪.‬‬
‫ومن أمﺜﻠة القﺼة والرواية في هذﻩ املرﺣﻠة‪:‬‬
‫ثالث قصص لسميرة بنت الصحراء (ودعت آمالي) و(ذكريات دامعة) و(بريق عينيك) واتصفت بنهاياتها‬
‫دائما‪ ،‬واجلمع بني السرد واحلوار‪.‬‬
‫احلزينة ً‬
‫وقصة (عذراء املنفى) إلبراهيم الناصر‪ ،‬الذي أضاف إلى هيكل القصة توظيف االستبطان أو ما يسميه النقاد‬
‫(تيار الوعي)‪ ،‬واستعمل الرمز خلدمة املضمون‪ ،‬واقترب من الواقع وقضايا املرأة‪ ،‬وجمع بني السرد واحلوار بلغة‬
‫رومانسية‪.‬‬
‫وقصة (القصاص) لعبداهلل سعيد جمعان تستعمل أسلوب التذكر واستعادة األحداث عن سبب تسمية قرية‬
‫ببالد زهران باسم الفتاة (فضة) لعصاميتها وتضحيتها ألبنائها وأثرها في إيقاف األخذ بالثأر‪.‬‬
‫‪١5٤‬‬
‫اﻷدب اﻟﺴﻌﻮدي‬

‫إلى جانب روايات كثيرة مثل (اليد السفلى) حملمد مياني‪ ،‬وظهور أول رواية تاريخية في األدب السعودي وهي‬
‫(أمير احلب) حملمد زارع عقيل‪.‬‬
‫‪ -١‬توزعت القصة في هذه املرحلة بني أربعة اﲡاهات‪ :‬االﲡاه الرومانسي‪ ،‬والواقعي‪ ،‬والتاريخي‪ ،‬والرمز األسطوري‪.‬‬
‫‪ -٢‬متيزت القصة القصيرة في هذه املرحلة بظهورها الواضﺢ حتت هذه التسمية‪ ،‬وباالهتمام باملوضوعات الواقعية‪،‬‬
‫واستعمال النهﺞ الفني الكالسيكي في قيامها على السرد والوصف‪ ،‬واللغة الفصيحة األدبية الراقية‪ ،‬مثل قصص غالب‬
‫حمزة أبو الفرج في مجموعتيه (من بالدي) و(البيت الكبير)‪ ،‬وقصص إبراهيم الناصر (أمهاتنا والنضال) و(أرض‬
‫بال مطر)‪ ،‬وقصص عبداهلل اجلفري (حياة جائعة) و(اجلدار اﻵخر)‪.‬‬

‫املرﺣﻠة الﺜالﺜة‪ :‬الﺘﻄﻮر والﺘجديد‪ :‬من ‪١٤٠٠‬هـ‪ ،‬وما ﺑعدها‪ ،‬وتﺘﻤﻴﺰ هذﻩ املرﺣﻠة ﺑاآلتي‪:‬‬
‫‪ -١‬ﻇهرت روايات ﻛﺜﻴرة‪ ،‬وﻛﺜر اﳉﻴد مﻨها‪ ،‬وزاد ﻋدد ﻛﺘاﺑها‪ ،‬وﺻدرت روايات لكﺘاب ﺳاﺑقﲔ وﻛﺘاب‬
‫ﻛﺒﻴرا‪.‬‬
‫زﺧﻤا ﻧقد ًّيا ً‬
‫ﺟدد‪ ،‬وﺷهدت الﺴاﺣة األدﺑﻴة ً‬
‫ومن أمﺜﻠة القﺼﺺ في هذﻩ املرﺣﻠة‪:‬‬
‫‪( -‬الدوامة واملتغيرات اجلديدة) لعصام خوقير‪ ،‬عن محافظة املرأة على عفافها وعملها واهتمامها بأبنائها‪ ،‬وكان‬
‫احلوار بلهجة عامية‪.‬‬
‫‪( -‬حلظة ضعف) لفﺆاد صادق مفتي‪ :‬وهي رواية اجتماعية تعرض العالقة بني الشرق والغرب من خالل شخصية‬
‫(طارق) الطالب السعودي في أمريكا‪ ،‬ومع براعة الوصف فيها ولغتها الفصحى وتنامي شخصية البطل إال‬
‫ً‬
‫وتفككا في الهيكل البنائي‪.‬‬ ‫تراكما في األحداث‪،‬‬
‫ً‬ ‫أن فيها‬
‫‪( -‬غرباء بال وطن) لغالب حمزة أبو الفرج‪ :‬وفكرة هذه الرواية تنحصر في تشبث اإلنسان بوطنه مهما كانت‬
‫الظروف‪ ،‬وكانت لغتها جيدة واضحة‪.‬‬
‫‪( -‬غيوم اخلريف) إبراهيم الناصر‪ ،‬وتأخذ هذه الرواية من خصائص القصة القصيرة التكثيف في اللغة‪ ،‬وحلظة‬
‫التنوير أو والدة احلل ألزمة القصة‪ ،‬وتتجاوز القصة القصيرة في كثرة الشخوص‪ ،‬وتفرع األحداث اجلانبية‪.‬‬
‫وهي رواية نفسية عن العالقة بني الشرق والغرب لنقد استصغار الذات في رحلة رجل األعمال (محيسن)‪،‬‬
‫واستعمل فيها لغة اخلواطر أو (احلوار الداخلي)‪ ،‬في لغة فصحى ذات إيقاع سريع‪.‬‬
‫‪ -٢‬تعددت اﲡاهات القﺼة القﺼﻴرة وأﺷكالها الﻔﻨﻴة‪ ،‬ومﻨها‪:‬‬
‫أ ) الواقعية االجتماعية كقصص غالب أبو الفرج (ليﺲ احلب يكفي) و(ذكريات ال تنسى)‪ ،‬وتدور حول‬
‫البعثات العلمية والتجوال في املدن ورصد التقدم‪ ،‬وقصص عبداهلل بوقﺲ (خدعتني بحبها) التي تدور حول قضايا‬
‫االبتعاث‪ ،‬وقصص بهية بوسبيت في مجموعتها (وتشاء األقدار) وخيرية السقاف في مجموعتها (أن تبحر نحو‬
‫األبعاد) وهي تدور حول قضايا املرأة وتعليمها‪ ،‬ومحمد منصور الشقحاء في قصصه ومنها (البحث عن ابتسامة)‬
‫و(الغريب) و(االنحدار) وهي تدور حول قضايا الوطن واملجتمع وأحداث العالم العربي واإلسالمي‪ ،‬وخالد أحمد‬
‫اليوسف ومن قصصه (إليك بعض أنحائي) وحتكي جانبا من حرب اخلليﺞ الثانية‪.‬‬
‫‪١55‬‬
‫‪١55‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫ب) منهﺞ التحليل النفسي للشخصيات ودوافعها وعواطفها‪ ،‬ومنه قصص عبداهلل اجلفري في طوره الثاني في‬
‫مجموعته (الظمأ)‪ ،‬و قصص محمد علي قدس في مجموعته (النزوع إلى وطن قدمي)‪ ،‬ومحمد علي الشيخ في‬
‫مجموعته (العقل ال يكفي)‪.‬‬
‫تالفيا لﻺفصاح عن هدف فكري أو لغياب ذلك الهدف‪ ،‬مما يﺆدي إلى شيء من غموض‬ ‫جـ) اإليحاء والرمزية‪ ،‬إما ً‬
‫الشخصيات وفقد العالقات بينها‪ ،‬يتسم هذا االﲡاه بكثرة استعمال الفراغات وعالمات الترقيم‪ ،‬ومن هذا االﲡاه‬
‫قصص عبد اهلل عبد الرحمن العتيق في مجموعته (أكذوبة الصمت والدمار)‪ ،‬وقصص رقية الشبيب (احللم)‪،‬‬
‫وقصص خالد محمد باطرفي (محاولة رقم ‪ ،)٢‬وقصص يوسف احمليميد (ظهيرة ال مشاة لها)‪ ،‬وقصص عبداهلل‬
‫باقازي (القمر والترشيﺢ ) و(الزمردة اخلضراء) التي استعمل فيها اإليحاء الرمزي وتدور حول حرب اخلليﺞ الثانية‪.‬‬
‫ﺟدا )األﻗﺼﻮﺻة(‪ ،‬وأصبحت الشكل املفضل لكثير من كتاب القصة للتعبير‬ ‫‪ -٣‬تﺒﻠﻮرت القﺼة القﺼﻴرة ًّ‬
‫عن مضامينهم املتنوعة‪ ،‬فتصدرت وسائل اإلعالم وكثرت حولها الدراسات النقدية‪ .‬ومن كتاب األقصوصة اللمحة‬
‫حسن حجاب احلازمي في مجموعته (ذاكرة الدقائق األخيرة)‪ ،‬وسهام العبودي‪ ،‬وحسن البطران‪ ،‬وزكية العتيبي‪.‬‬
‫ﺧﺼاﺋﺺ الﺴرد في القﺼة الﺴعﻮدية‪:‬‬
‫‪ -١‬كثرة القصص والروايات والقصص القصيرة‪.‬‬
‫‪ -٢‬تصوير البيﺌة احمللية واخلارجية‪ ،‬ورسم اللوحات الشعبية‪.‬‬
‫‪ -٣‬التحليل النفسي للشخصيات ودوافعها وعواطفها‪.‬‬
‫‪ -٤‬التنوع في املضامني واالﲡاهات لكثرة كتابها‪.‬‬
‫‪ -٥‬استعمال أسلوب احلوار الداخلي و(االستبطان ‪ /‬تيار الوعي ‪ /‬لغة اخلواطر)‪.‬‬
‫‪ -٦‬استعمال أسلوب اإليحاء والرمزية وبخاصة في األقصوصة‪.‬‬
‫‪ -٧‬اهتمام القصص باجلانب التعليمي واإلصالحي والديني‪.‬‬
‫‪ -٨‬مسايرة القصة للمسيرة الوطنية في البالد وتصويرها منجزاتها احلضارية‪.‬‬
‫‪ -٩‬ندرة روايات اخليال العلمي وا َأللغاز البوليسية‪.‬‬
‫‪ -١٠‬ارتقاء أسلوب القصص والروايات وسمو اللغة مع تكثيفها‪.‬‬

‫‪١5٦‬‬
‫اﻷدب اﻟﺴﻌﻮدي‬

‫ﺟﺪا )اﻷﻗﺼﻮﺻﺔ(‬
‫ﳕﻮذج ﻟﻠﻘﺼﺔ اﻟﻘﺼﻴﺮة ًّ‬

‫أﻗﺼﻮﺻﺔ "ﻋﺰﻟﺔ" ﻟﺴﻬﺎم اﻟﻌﺒﻮدي‬

‫من مجﻤﻮﻋة )ﻇﻞ الﻔراغ(‬


‫الكاتﺒة‪:‬‬
‫سهام العبودي قاصة وباحثة سعودية‪ ،‬متخصصة في األدب العربي احلديث‪ ،‬عضو هيﺌة تدريﺲ‬
‫في جامعة األميرة نورة بنت عبد الرحمن‪ ،‬حصلت على املركز الثاني في جائزة الشارقة للتأليف‬
‫املسرحي في الدورة الثامنة والعشرين عن مسرحية "بح ًثا عن الظل املفقود" من مﺆلفاتها‪ ":‬ظل‬
‫الفراغ"و خيط ضوء يستدق"‪ ،‬و"شرفات ورقية‪ :‬قراءات في كتب"‬
‫الﻨﺺ‪:‬‬
‫ظــل اجلــدار بــني ســطحي البيتــني يعلــو‪ ،‬حتــى طمــﺲ مــع الوقــت قانــون إعــارة األوانــي‪،‬‬
‫عانــت ‪ -‬بعدهــا‪ -‬عــادة تذويــق الطعــام مــن حالــة فتــور‪ ،‬ثــم ذابــت وشوشــة الضحــى‪.‬‬
‫ظــل اجلــدار يعلــو‪ ..‬حتــى انثنــت البيوت على نفســها‪ ،‬وتقوســت عظامها ســجو ًنا لســاكنيها‬

‫من مجموعة ظل الفراغ‪ -‬سهام العبودي‪-‬ص‪٥٤‬‬

‫‪١5٧‬‬
‫‪١5٧‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪º`∏`©`à`dG äÉ`WÉ`°û`f‬‬

‫‪ -١‬اﻟﻔﻜﺮة‪ :‬اﺳﺘﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻨﺺ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺘﻲ أرادت اﻟﻜﺎﺗﺒﺔ إﻳﺼﺎﻟﻬﺎ!‬


‫‪................................................................................‬‬
‫‪ -٢‬ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﳌﻌﺎﺟﻢ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ اﳌﺘﺎﺣﺔ ﺑﲔ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬه اﳌﻔﺮدات‪:‬‬
‫‪...............................................................‬‬ ‫إعارة‪:‬‬
‫‪...............................................................‬‬ ‫وشوشة‪:‬‬
‫‪...............................................................‬‬ ‫فتور‪:‬‬
‫‪...............................................................‬‬ ‫انثنت‪:‬‬
‫‪ -٣‬ﻛﺮرت اﻟﻜﺎﺗﺒﺔ اﺳﺘﻌﻤﺎل أﺳﻠﻮب اﻟﺮﻣﺰ ﰲ اﻟﻨﺺ ﻛﻘﻮﻟﻬﺎ‪:‬‬
‫(ظل اجلدار يعلو‪ -‬انثنت البيوت‪ -‬تقوست عظامها)‬
‫استنتﺞ من خالل هذا األسلوب إلى ماذا ترمز الكاتبة ووضحه‪.‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪ -٤‬ﰲ رأﻳﻚ اﻟﻨﺺ أﻗﺮب إﻟﻰ اﻟﺸﻌﺮ أم إﻟﻰ اﻟﻨﺜﺮ؟‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪ -5‬راﺟﻊ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻷﻓﻌﺎل وأزﻣﻨﺘﻬﺎ ﰲ ﻫﺬه اﻷﻗﺼﻮﺻﺔ‪ ،‬ﺛﻢ اﺳﺘﺨﺮج ﻣﺎ ﳝﻜﻨﻚ ﻣﻦ دﻻﻻت ذﻟﻚ‪ :‬ﻇﻞ‬
‫اﳉﺪار‪ ،‬ﻃﻤﺲ اﻟﻮﻗﺖ‪ ،‬ذاﺑﺖ وﺷﻮﺷﺔ اﻟﻀﺤﻰ‪ ،‬اﻧﺜﻨﺖ اﻟﺒﻴﻮت‪ ،‬ﺗﻘﻮﺳﺖ ﻋﻈﺎﻣﻬﺎ‪.‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪ -٦‬ﻣﺎ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﳌﺘﻮاﻓﺮة ﰲ ﻫﺬه اﻷﻗﺼﻮﺻﺔ؟‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬

‫‪١5٨‬‬
‫اﻷدب اﻟﺴﻌﻮدي‬

‫‪ -٧‬أﻧﺸﻄﺔ إﺑﺪاﻋﻴﺔ‪:‬‬
‫مراعيا السياق‪ ،‬واملضمون املقصود‪.‬‬
‫ً‬ ‫أ) حول النص السابق من طابع التشاؤم إلى طابع التفاؤل‪،‬‬
‫ب) ركب من العناصر اﻵتية أقصوصة‪:‬‬
‫‪ -‬الشخصية ‪ /‬البطل‪ :‬إبراهيم‬
‫‪ -‬احلدث الرئيﺲ‪ :‬حتوله من الفقر إلى الغنى‬
‫‪ -‬الزمان‪ :‬حلظة سعيدة في يوم موعود‬
‫‪ -‬املكان‪ :‬السوق‬
‫‪( -‬ميكن إضافة مجموعة عناصر مساعدة)‬

‫‪١5٩‬‬
‫‪١5٩‬‬
‫النثر السعودي ‪ -2‬فن المقالة‬

‫‪L19-U2-L-GE-CBE-TRHS-logh5‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪ -٢‬ﻓﻦ اﳌﻘﺎﻟﺔ‪:‬‬
‫ومر ﺑﺜﻼث مراﺣﻞ‪ :‬املرﺣﻠة األولﻰ‪ :‬الﺒدايات‪:‬‬
‫‪st-net.t4edu.com/Files/LessonsQR/httpsien.edu.saqrL-GE-CBE-‬‬
‫‪ -١‬ارتبطت بداية املقالة األدبية السعودية بصدور الصحف‪ ،‬ومنها‪( :‬القبلة) سنة ‪١٣٣٤‬هـهـ و(أم القرى)‬
‫‪TRHS-logh5-U2-L19.png‬‬

‫‪١٣٤٣‬هـ‪ ،‬وكانت املقاالت تنوء بالتكلف وضعف الفكرة واألسلوب‪ ،‬وفي سنة ‪١٣٥٠‬هـ صدرت مجلة (املنهل)‬
‫وصحيفة (صوت احلجاز)‪ ،‬وابتداء من ذلك التاريخ ميكن القول بأن املقاالت قد بدأ حترر أسلوبها‪ ،‬واتسمت بالوضوح‪،‬‬
‫واﲡهت إلى املوضوعات االجتماعية اإلسالمية‪ .‬وحاول الكتاب اإلسهام بﺂرائهم وأفكارهم في نهضة البالد والرقي‬
‫بالتعليم ونشر الثقافة واحترام العمل وتعليم املرأة‪ ،‬مبعاجلة كثير من املوضوعات االجتماعية في اتزان وإقناع‪.‬‬
‫‪ -٢‬اشتد إقبال الكتاب على املقالة بعد ظهور الصحافة فامتألت صفحاتها باملعارك الكالمية والنقدية حتى بدأ‬
‫شكل املقالة األدبية يتميز ويقوى ويكون مدرسة خاصة‪.‬‬
‫‪ -٣‬تأثر الكتاب في اململكة بالتيارات األدبية والثقافية العربية والغربية احلديثة‪ ،‬باالطالع املباشر والترجمة‪،‬‬
‫وظهر أثره في االهتمامات واملوضوعات واألساليب‪.‬‬
‫راق ابتداء من سنة ‪١٣٧٠‬هـ وفيها نهضت املقالة وتطورت‪ ،‬وشهدت‬ ‫‪ -٤‬وصول املقالة إلى مستوى أدبي ٍ‬
‫ظهور صحف لألدباء نشرت مقاالتهم‪ ،‬وتربى فيها جيل الكتاب املثقفني وشهدت هذه املرحلة تدفقًا في اإلصدار‬
‫الصحفي‪ ،‬ومن ذلك صدور مجلة اليمامة الشهرية وجريدة اخلليﺞ العربي األسبوعية واألضواء األسبوعية‪ ،‬وجريدة‬
‫حراء‪ ،‬ومجالت الرائد وقريﺶ واجلزيرة وجريدة عكاظ‪.‬‬
‫ومتيز أسلوب املقالة في هذه املرحلة‪ :‬باالستفادة من األدب العربي احلديث والتراث‪ ،‬وخفة اللفﻆ وسالسة العبارة‪.‬‬
‫ومن ﻛﺘاب املقالة في هذﻩ املرﺣﻠة‪:‬‬
‫محمد سرور الصبان‪ ،‬وعبد الوهاب آشي‪ ،‬وفﺆاد اخلطيب‪ ،‬ومحمد حسن عواد‪ ،‬وحسني سرحان‪ ،‬وأحمد عبدالغفور‬
‫عطار‪ ،‬وعبد القدوس األنصاري‪ ،‬وعزيز ضياء‪ ،‬ومحمد حسن فقي‪ ،‬وأحمد السباعي‪ ،‬ومحمد حسني عرب‪.‬‬
‫املرﺣﻠة الﺜاﻧﻴة‪ :‬ما ﺑعد ﺻدور ﻧﻈام املﺆﺳﺴات الﺼﺤﻔﻴة‪:‬‬
‫وصدر سنة ‪١٣٨١‬هـ بﺈنشاء ثماني مﺆسسات صحفية‪ ،‬صدر عنها‪ :‬جريدة اجلزيرة‪ ،‬وجريدة الرياض ومجلة‬
‫اليمامة‪ ،‬ومجلة الدعوة‪ ،‬وجريدة عكاظ‪ ،‬وجريدة البالد‪ ،‬وجريدة الندوة‪ ،‬وجريدة املدينة‪ ،‬وجريدة اليوم‪ ،‬ومجلة‬
‫املنهل‪ ،‬ومجلة احلﺞ‪ ،‬ومجلة رابطة العالم اإلسالمي‪ ،‬ومجلة قافلة الزيت‪ ،‬ومجلة العرب‪.‬‬
‫واﲡه كثير من ك ّتاب اجليل في هذه املرحلة إلى االهتمام باملقالة املوضوعية غير األدبية‪ ،‬ودعوا إلى التفريق بني‬
‫املفهوم الصحفي والعمل األدبي اخلالص واالهتمام بالصحافة العصرية‪ ،‬فناقشوا من خاللها قضايا العصر احلياتية‬
‫املتنوعة االجتماعية واالقتصادية وقلت املقاالت األدبية اخلالصة‪.‬‬
‫وهكذا صارت املقاالت األدبية التي تناقﺶ القضايا األدبية والنقد األدبي محصورة في زوايا محدودة وفي أيام‬
‫محددة من األسبوع‪.‬‬

‫‪١٦٠‬‬
‫اﻷدب اﻟﺴﻌﻮدي‬

‫ومتيزت املقالة في هذه املرحلة‪ :‬باألسلوب الصحفي‪ ،‬والبحث عن اجلديد‪ ،‬واإلكثار من الصور الغامضة‪.‬‬
‫ومن كتاب املقالة في هذه املرحلة الذين مزجوا في مقاالتهم بني احلﺲ األدبي والشكل الصحفي هاشم عبده‬
‫هاشم‪ ،‬وعلوي طه الصافي‪ ،‬وعبداهلل مناع‪ ،‬وحمد القاضي‪ ،‬وعبداهلل املاجد‪ ،‬وفهد العرابي احلارثي‪ ،‬ومرزوق بن‬
‫تنباك‪ ،‬ومحمد رضا نصراهلل‪ ،‬وسعد احلميدين‪ ،‬وعبداهلل الشهيل‪ ،‬وراشد احلمدان‪ ،‬وعبداهلل نور‪ ،‬وتركي بن عبداهلل‬
‫السديري‪ ،‬وحسني علي حسني‪ ،‬وخيرية السقاف‪ .‬وممن كتبوا املقالة النقدية مع اهتمام مبنهﺞ البحث العلمي‪:‬‬
‫محمد بن حسني‪ ،‬وأحمد الضبيب‪ ،‬وإبراهيم الفوزان‪.‬‬
‫املرﺣﻠة الﺜالﺜة‪ :‬مرﺣﻠة اﻻﻧﻄﻼق‪:‬‬
‫ملموسا في مرحلة الطفرة‪ ،‬وقد ساعد على ذلك بروز عدد من الصحف مبالحقها الثقافية‪،‬‬
‫ً‬ ‫تطورا‬
‫شهدت املقالة األدبية ً‬
‫وبرزت دوريات متخصصة في األدب والنقد‪.‬‬
‫وكل هذا أدى إلى ازدهار املقالة األدبية والنقدية‪ ،‬وإلى حضور تيارات أدبية ونقدية حديثة في الساحة الثقافية‪.‬‬

‫ﳕﻮذج ﻟﻠﻤﻘﺎﻟﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‬


‫*‬
‫ﻣﻘﺎﻟﺔ »ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻴﺮ ﻣﻮﻛﺐ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ«‬

‫الكاتﺐ‪:‬‬
‫الدكتور مرزوق بن تنباك‪ ،‬وهو أكادميي سعودي‪ ،‬عمل أستاذًا لألدب العربي في جامعة امللك سعود‪،‬‬
‫وله عدد من اإلصدارات العلمية واملقاالت الصحفية‪.‬‬
‫الﻨﺺ‪:‬‬

‫اخلـالف في الـرأي حقيقـة وواقــع في احليـاة ال ميكن ﲡاوزه‪ ،‬وأكثـر مـا يكون اخلـالف‬
‫واجلدل في الفكر وقضايا احلياة ومشترك اﻵمال لألمة واملجتمع اإلنساني كله‪ ،‬وقد ُق ﱢسمت‬
‫للناس حظوظهم من العلم مثلما قسمت أرزاقهم‪ ،‬ومن العدل أال يكون الناس متساوين في‬
‫احلظوظ؛ إذ ال بد من التفاوت في املستويات الثقافية‪ ،‬وهذا شيء تقتضيه طبيعة احلياة‪.‬‬
‫ومبدأ اخلالف مبدأ قائم منذ وجد اإلنسان وسيستمر حتى يرث اهلل األرض ومن عليها‬
‫‪ ...‬وقد انقطع األمل في أن يعيﺶ اإلنسان حياة ال يعرف فيها لرأيه مخال ًفا‪.‬‬

‫* نشرت هذه املقالة في جريدة اجلزيرة بتاريخ ‪١٤٠٦/٢/٣‬هـ‪ ،‬العدد ‪ ،٤٧٧٦‬ثم نشرها الكاتب في كتابه رسائل إلى الوطن ‪١٤١٢‬هـ‪.‬‬

‫‪١٦١‬‬
‫‪١٦١‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬

‫وقد عرف الفكر في تاريخه الطويل للخالف مذاهب كثيرة أهمها وأجدرها باملتابعة اجلدل‬
‫املهذب الراقي‪ ،‬والطرح احلضاري ملشكالت الثقافة‪ ..‬واجلدل بهذا املعنى ميثل قدرة التعامل مع‬
‫بعيدا عن بواعث العاطفة وأجاج احلمية الذاتية‪،‬‬
‫موجبات احلياة ومع سلبياتها بفكر وعقل يترفع ً‬
‫ويفرق بني صراع احلياة من أجل البقاء وأدب الفكر من أجل احلياة‪.‬‬
‫أما ما ﲡاوز هذا الفهم أو انحط دونه فال يصدق عليه غير اجلدل عن خصائص الذات‪ ،‬وبعث‬
‫هنات النفوس‪ ..‬وال تكون نتائجه إال تعرية لبدائية سلوك اإلنسان‪ ،‬وعودة بفكره إلى ﳕاذج‬
‫الصراع في ميدان البقاء الذي ال يتسع ألكثر من منتصر‪.‬‬
‫وقد عرف علماؤنا األولون أسﺲ اجلدل في الرأي فلم يشتطوا عندما يكثر املنازعون لهم‪ ،‬أو‬
‫تقوى احلجة بجانب غيرهم‪ ،‬ووطنوا النفوس على قبول الرأي اﻵخر‪ ،‬والتعامل معه برفق يعتمد‬
‫البحث عن الصواب‪ ،‬ويهدف إلى احلق وينصف اﻵخرين‪ ،‬فال يقلل من شأنهم‪ ،‬وال يجور‬
‫عليهم‪ ،‬وال يضر صاحب الرأي أن يصدع بﺂرائه ما دام محور اجلدل هو الفكر املستقل‪ ..‬ذلك‬
‫هو أكرم أنواع اجلدل وأجدرها باملتابعة واالحترام‪.‬‬
‫لقد كان العا ِلم منهم يأخذ العدل ويعطي من نفسه وفكره السوية ملن يوافق رأيه ومن يخالفه‪،‬‬
‫ال يضيره كثرة املعارضني وال يغريه تصفيق املصفقني‪ ،‬فﺈذا استقر على الرأي الذي يعتقد صوابه‬
‫زحزح عنه غليان التعصب وميل العاطفة‪ ،‬وأعطى لنفسه حق الدفاع عما يراه صوا ًبا بأدب وعلم‬
‫ال يلغي اﻵخرين‪ ،‬وال يرفع في وجوههم اإلرهاب الفكري‪ ..‬وال يتخذ من املخالفني له في الرأي‬
‫وسيلة للتهجم‪ ،‬وال يضع نفسه موضع املعلم‪ ،‬وال يحشر أنفه لتشمم دخائل النفوس وما ت ُِج ّن‬
‫اجلوارح‪.‬‬
‫وقد أوجز أحد علماء املسلمني أدب الرأي واالختالف بقوله‪» :‬رأينا صواب يحتمل اخلطأ‬
‫ورأي اﻵخرين خطأ يحتمل الصواب« فأنصف نفسه وخصمه‪ ،‬وبسط لغيره سبل اجلدل الواعي‬
‫حول قيمة الرأي والرأي اﻵخر وحرمة كل منهما‪.‬‬
‫ً‬
‫احتماال في آرائهم ومناهﺞ‬ ‫فما أجمل أن يجعل املختلفون اليوم حول قضايا الفكر للخطأ‬
‫تفكيرهم التي يصرون عليها ويجعلونها صوا ًبا ال يحتمل اخلطأ‪ ،‬ويكون للصواب احتمال في‬
‫آراء معارضيهم املخالفني لهم في الرأي والنهﺞ! وما أجمل أن يترفع املتجادلون عن مكامن‬
‫النفوس وهفوات الضعف اإلنساني‪.‬‬

‫‪١٦٢‬‬
‫اﻷدب اﻟﺴﻌﻮدي‬

‫‪º`∏`©`à`dG äÉ`WÉ`°û`f‬‬
‫‪ (١‬أﻧﺸﻄﺔ ﺗﻌﺒﻴﺮﻳﺔ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تلخيص املقالة‪.‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫ب ‪ -‬اكتب فقرة عن أهمية احلوار وآدابه في حياتنا‪.‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪ (٢‬ﺣﻮار وﻣﻨﺎﻗﺸﺔ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حوار شفهي حول مواقف تشير لتطبيقنا أو عدم تطبيقنا مبادئ احلوار وأدب اخلالف‪.‬‬
‫ب‪ -‬هل تﺆيد الكاتب في كل ما ذهب إليه ‪ُ ،‬م َع ﱢل ًال وجهة نظرك؟‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫ج‪ -‬هل نعد هذه املقالة مقالة أدبية أو مقالة موضوعية؟ وملاذا؟‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪................................................................................‬‬

‫‪١٦٣‬‬
‫‪١٦٣‬‬

You might also like