You are on page 1of 87

‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬

‫جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا‬


‫كلية علوم االتصال‬
‫قسم العالقات العامة واإلعالن‬

‫بحث تكميلي لنيل درجة البكالريوس‬

‫بعنوان ‪:‬‬
‫دور البعثات الدبلوماسية في توطيد عالقة السودان بالخارج‬
‫(دراسة وصفية تطبيقية عىل وزارة اخلارجية)‬
‫في الفترة من ‪3102-3102‬م‬

‫إعداد الطالبات ‪:‬‬


‫أبوعبيدةُعبدُالعزيزُمحمدُ‬
‫عُـالُ ُ‬
‫صباُبابكرُعبدُالرازقُعبدُالقادرُ ُ‬
‫شهـدُمصطفـىُدي ـابُعيـد ُ‬
‫إشراف األستاذ ‪:‬‬
‫الدسوقيُالشيخُاألصمُالدسوقي ُ‬

‫‪4102‬م‬
‫‪1‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫قال تعاىل ‪:‬‬


‫اس إنَا َخلَ ْقنَا ُكم من َذ َك ٍر َواُنثَى َو َج َع ْلنَا ُك ْم ُ‬
‫ش ُعوبا ً‬ ‫(( يَأَيُ َها النَ ُ‬
‫َوقَبَائ َل لتَ َعا َرفُو ْا إ َن أَ ْك َر َم ُك ْم عن َد هللا أَ ْتقَا ُك ْم إن هللاَ َعلي ٌم َ‬
‫خبي ٌر ))‬

‫صدق هللا العظمي‬


‫( سورة الحجرات اآلية ‪) 01‬‬

‫‪2‬‬
‫اإلهـــــــــــــــــداء‬

‫إلىُمنارةُالعلمُواإلمامُالمصطفىُإلىُاألميُالذيُعلمُالمتعلمينُإلىُسيدُالخلقُرسولناُ‬
‫الكريمُسيدناُمحمدُ(صلىُاهللُعليهُوسلم)ُ‪ُ ُُُ.‬‬
‫ُُُُُُُُُُُ ُ‬

‫إلىُالينبوعُالذيُالُيملُالعطاءُإلىُمنُحاكتُسعادتيُبخيوطُمنسوجةُمنُقلبهاُ ُ‬
‫أمي‬

‫إليُمنُعلمنيُأنُأرتقيُسلمُالحياةُبحكمةُوصبرُ‪ُ..‬إليكُياُمنُشقيتُوسعيتُوالزلتُ‬
‫ألنعمُبالراحةُوالهناء ُ‬
‫أبيُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫اهمُفؤادي ُ‬
‫إلىُمنُحبهمُيجريُفيُعروقيُويلهجُبذكر ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫إلى إخواني وأخواتي ‪.‬‬

‫إلىُمنُسرناُسوياًُونحنُنشقُالطريقُمعاًُنحوُالنجاحُواإلبداعُ ُ‬
‫إلي صديقاتي و رفيقات دربي‬

‫اتُالعلمُإلىُمنُجعلواُلناُمنُ‬
‫ُ‬ ‫إلىُمنُعلموناُحروفُمنُذهبُوكلماتُمنُدررُوعبار‬
‫أفكارهمُمنارةُتنيرُلناُسيرةُالعلمُوالنجاح ُ‬
‫إلى أساتذتنا الكرام‬

‫الشكر والعرفان‬
‫‪3‬‬
‫ولو أني أوتيت كـــل بالغـة ** وأفنيت بحر النطق في النظم والنثر‬
‫لما كنت بعـد القول إال مقصرا ** معترفا بالعجز عـن واجب الشكر‬
‫امتنعت ُالكلمات ُعن ُالتعبير ُ‪ُ ،‬ورق ُالقلم ُأن ُيسير‪ُ ،‬ولكن ُأبى ُالقلب ُإال ُأن ُيبوح ُبماُ‬
‫متناناُوثناءُلمنُنذرواُأنفسهمُلخدمتناُ‪ُ ُ.‬‬
‫ً‬ ‫اُوعرفاناُوا‬
‫ُ‬ ‫يخالجهُمنُمشاعرُتفيضُشك ـر‬

‫لقد ُهربت ُالكــلمات ُمنا ُوتشتت ُشمل ُالعبارات ُعنا ُوال ُندري ُأي ُالكــالم ُيفيكــم ُحقكــمُ‬
‫ويليقُبمقامكــمُ‪ُ .‬‬

‫نتقدم ُبأسمى ُ آيات ُالشكر ُوالتقدير ُلقيادة ُجامعة ُالسودان ُللعلوم ُوالتكنولوجيا ُونخصُ‬
‫بالشكرُكليةُعلومُاالتصالُوحاديُركبهاُالسيدُالعميدُ‪:‬عبدُالمولي موسي محمد موسي ُ‪ُ،‬‬
‫الذيُلمُيبخلُعليناُبعلمهُالواسع‪ُ،‬والىُرؤساءُاألقسامُواألساتذةُاإلجالء‪ُ ُ.‬‬

‫ونخص ُبالشكر ُاألستاذ‪ :‬الدسوقي الشيخ األصم‪ ،‬كما ُنشكر ُجميع ُاإلدارات ُبو ازرةُ‬
‫الخارجيةُونخصُبالشكرُالسفير‪ُ/‬عصامُعوضُوالسفير‪ُ/‬محمدُجمالُوالسفير‪ُ/‬محيُالدينُ‬
‫سالمُوالرائد‪ُ/‬خالدُالبدريُ‪ُ .‬‬

‫ونشكرُجميعُمنُساعدناُفيُإنجازُهذاُالجهدُالمتواضعُونتمنىُأنُيكونُسدُالفراقُ‬
‫فيُدورُالبعثاتُالدبلوماسيةُُفيُتوطيدُعالقةُالسودانُبالخارجُوأنُنكونُقدُجمعناُقدرُمنُ‬
‫المعلوماتُساعدُفيُتوصيلُالرسالةُإليُالمجتمعُالمبحوثُ‪.‬‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫المستخلص ‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫تناولت ُالد ارسة ُمدى ُأهمية ُالبعثات ُالدبلوماسية ُالسودانية ُونشاطها ُالذي ُتمارسهُ‬
‫بالخارج‪ ُ ُ ،‬والوقوف ُعلى ُأهم ُإنجازاتها ُوكيف ُيرتبط ُصناعة ُالقرار ُالسياسي ُوتنفيذ ُالسياسةُ‬
‫الخارجيةُللدولةُبمهامُالبعثة‪ُ،‬وماُالذيُيعيقُمنُأداءُالدبلوماسيينُلمهامهمُ‪ُ .‬‬
‫ُطرحها ُفي ُهذه ُالدراسة ُتم ُالتوصل ُإلي ُبعضُ‬
‫ومن ُخالل ُهذه ُالتساؤالت ُوغيرها ُتم ُ‬
‫النتائجُأهمهاُأنُإخاللُالممثلُالدبلوماسيُبالواجباتُالملقاةُعلىُعاتقهُالُيرفعُعنهُحصانتهُ‬
‫الدبلوماسية‪ ُ،‬فقطُيتمُتأنيبهُمنُقبلُحكومتهُبطلبُمنُالدولةُالمستقبلةُويمكنُأنُيمارسُعملهُ‬
‫بعدُذلكُبصورةُطبيعيةُ‪ُ .‬‬
‫حيث ُاشتمل ُالبحث ُعلى ُأربعة ُفصول‪ُ ،‬األول ُيمثل ُاإلطار ُالمنهجي ُفي ُالبحث‪ُ،‬‬
‫والفصل ُالثاني ُتناول ُالبعثات ُالدبلوماسية ُبداياتها ُاألولى ُومفهومها ُوشروط ُنشأتها ُوأنواعهاُ‬
‫ومهامها ُووظائفها ُوتنظيمها‪ُ ،‬أما ُالفصل ُالثالث ُفقد ُتناول ُعالقات ُالسودان ُالدولية ُمبتدئاًُ‬
‫بالعالقاتُالدوليةُفيُاإلسالمُوالعالقاتُالدوليةُالمعاصرةُثمُالحديثُعنُعالقاتُالسودانُمعُ‬
‫بعض ُالدول ُكنماذج‪ُ ،‬وأخي اًر ُالفصل ُالرابع ُويحتوي ُعلى ُالتطبيق ُالعلمي ُفي ُالمؤسساتُ‬
‫الدبلوماسيةُتطبيقاً ُعلىُو ازرةُالخارجيةُومقارنةُالواقعُماُإذاُكانُمطابقاً ُمعُاالتفاقياتُالدوليةُ‬
‫ممثلةُفيُاتفاقيةُفييناُللعالقاتُالدبلوماسيةُ‪ُ .‬‬

‫‪Abstract :‬‬

‫‪5‬‬
This thesis is subjected on the importance of the Sudanese
diplomatic missions and activities practiced abroad, and it's most important
achievements and how it relates to political decision-making and
implementation of the foreign policy of the countries a task of the mission,
and what hinders the diplomats performance in their duties

Through these questions and others have been tacked in this study
,we reached to some of the most important results that a breach of
diplomatic representative for his entrusted duties does not relieve him of his
diplomatic immunity, only be reprimanded by his government at the request
of the receiving country and he may exercise his activities naturally after
reprimands.

Where research involved four chapters, the first represents a


methodological framework of the research, and the second chapter dealt
with the diplomatic missions fundamental sand the concept and its growing
up terms , types, tasks, functions and organization, while the third chapter
dealt with Sudan's relations International starting from the international
relations in the Islam and current international relations and then talk about
Sudan's relations with some countries as models, and finally chapter four
contain a scientific application in diplomatic institutions in application to
the Ministry of Foreign Affairs and compared the fact whether it conforms
with international conventions represented in the Vienna Convention on
Diplomatic Relations.

: ‫الفهـرس‬

6
‫رقم الصفحة‬ ‫المحتويـــــــــــــــــــات‬ ‫رقم‬

‫‪2‬‬ ‫اآليـــة‬ ‫‪1‬‬


‫‪3‬‬ ‫اإلهـــــــداء‬ ‫‪2‬‬
‫‪4‬‬ ‫الشكـــر والتقديـــر‬ ‫‪3‬‬
‫‪5‬‬ ‫المستــخلص‬ ‫‪4‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪Abstract‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪7‬‬ ‫فهرس المحتويات‬ ‫‪6‬‬
‫‪9‬‬ ‫فهرس الجداول‬ ‫‪7‬‬
‫‪11‬‬ ‫فهرس األشكال‬ ‫‪8‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬اإلطــار المنــهجي‬ ‫‪9‬‬

‫‪14‬‬ ‫المقـــــــدمة‬ ‫‪11‬‬


‫‪15‬‬ ‫مشكــلة الـبــــحث‬ ‫‪11‬‬
‫‪15‬‬ ‫أهميـــــة البـــــحث‬ ‫‪12‬‬
‫‪15‬‬ ‫أهـــــداف البحث‬ ‫‪13‬‬
‫‪16‬‬ ‫التســــــاؤالت‬ ‫‪14‬‬
‫‪16‬‬ ‫منـــاهــج البـحث‬ ‫‪15‬‬
‫‪17‬‬ ‫األدوات‬ ‫‪16‬‬
‫‪18‬‬ ‫المصطلحـات المستخدمة‬ ‫‪17‬‬
‫‪19‬‬ ‫الدراسات السابقة‬ ‫‪18‬‬
‫‪21‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬البعثــــات الدبلوماســية‬ ‫‪19‬‬

‫‪22‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬البدايـــات األولى للدبلوماســــية‬ ‫‪21‬‬

‫‪7‬‬
‫‪29‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬مفهوم البعثة الدبلوماسية‬ ‫‪21‬‬
‫‪34‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬تنظيم البعثة الدبلوماسية‬ ‫‪22‬‬
‫‪37‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬أنواع و وظائف البعثات الدبلوماسية‬ ‫‪23‬‬
‫‪48‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬العالقــات الدوليـــــة‬ ‫‪25‬‬

‫‪49‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬العالقات الدولية في اإلسالم والمعاصرة‬ ‫‪26‬‬


‫‪53‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬العالقات السودانية الدولية‬ ‫‪27‬‬
‫‪69‬‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬الدراسة الميدانية (التطبيق)‬ ‫‪28‬‬

‫‪71‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬نبذة عن وزارة الخارجية السودانية‬ ‫‪29‬‬


‫‪74‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬تحليل االستبيان‬ ‫‪31‬‬

‫النتائج والتوصيات‬ ‫‪31‬‬


‫‪84‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪32‬‬
‫‪85‬‬ ‫المصادر والمراجع‬ ‫‪33‬‬
‫‪87‬‬ ‫المالحــق‬ ‫‪34‬‬

‫قائمـة الجـداول ‪:‬‬


‫رقم الصفحة‬ ‫محتويات الجدول‬ ‫رقم‬
‫‪23‬‬ ‫النوع‬ ‫‪0‬‬
‫‪8‬‬
‫‪22‬‬ ‫الحالة االجتماعية‬ ‫‪3‬‬
‫‪22‬‬ ‫العمر‬ ‫‪2‬‬
‫‪26‬‬ ‫المستوى التعليمي‬ ‫‪2‬‬
‫‪22‬‬ ‫الدورات التدريبية‬ ‫‪6‬‬
‫‪26‬‬ ‫المهنة‬ ‫‪2‬‬
‫‪26‬‬ ‫كيف ترى عالقات السودان بالدول األفريقية‬ ‫‪6‬‬
‫‪26‬‬ ‫كيف ترى عالقات السودان بالدول الغربية‬ ‫‪6‬‬
‫‪61‬‬ ‫ما رأيك بالدور الذي يقوم به الدبلوماسيون بتحسين صورة السودان‬ ‫‪6‬‬
‫بالخارج‬
‫‪60‬‬ ‫ما هو تقيمك لسفاراتنا بالخارج‬ ‫‪01‬‬
‫‪63‬‬ ‫التمثيل‬ ‫‪00‬‬
‫‪62‬‬ ‫الحماية الدبلوماسية‬ ‫‪03‬‬
‫‪62‬‬ ‫المفاوضات‬ ‫‪02‬‬
‫‪66‬‬ ‫المالحظة والتبليغ‬ ‫‪02‬‬
‫‪62‬‬ ‫تمكن السفراء السودانيون من نقل الثقافات والعادات السودانية للخارج‬ ‫‪06‬‬
‫بصورة صحيحة‬
‫‪66‬‬ ‫كان اإلعالم السوداني موفقا ً في عكس صورة السودان بالخارج‬ ‫‪02‬‬
‫‪66‬‬ ‫البعثات الدبلوماسية السودانية الموفدة للخارج تقوم بأداء مهامها على‬ ‫‪06‬‬
‫أكمل وجه‬
‫‪66‬‬ ‫يؤثر سلوك الجاليات السودانية في بعض الدول على بناء العالقات بين‬ ‫‪06‬‬
‫السودان وهذه الدول‬
‫‪61‬‬ ‫تنجح عملية تطبيع العالقات بين دولتين إذا اهتمت كل واحدة ببعثة‬ ‫‪06‬‬
‫األخرى الموفدة لديها‬
‫‪60‬‬ ‫هنالك تقصير من قبل المبعوثين السودانيين بالخارج والممثلين‬ ‫‪31‬‬
‫الدبلوماسيين في بعض الدول مما يؤثر سلبا على مجال أدائهم وعدم‬
‫إكمال المهام الموكلة إليهم‬
‫‪63‬‬ ‫يجب أن يتسم العمل الدبلوماسي بالمرونة والتكيف مع تقلبات الظروف‬ ‫‪30‬‬
‫وتبدل األوضاع السياسية واالقتصادية في العالم‬
‫‪62‬‬ ‫نجحت البعثات السودانية باآلونة األخيرة في توسيع دائرة العمل‬ ‫‪33‬‬
‫الدبلوماسي حول العالم‬
‫‪62‬‬ ‫تتم رعاية البعثات الدبلوماسية السودانية رعاية كاملة من قبل وزارتكم‬ ‫‪32‬‬
‫‪66‬‬ ‫حكومة السودان تقوم بدفع المستحقات ووضع الميزانيات الكافية لبعثها‬ ‫‪32‬‬
‫بالخارج‬
‫‪62‬‬ ‫يستعين رئيس الدولة أو وزير الخارجية أثناء عملية المفاوضات طرح‬ ‫‪36‬‬
‫المقترحات بالبعثة الدبلوماسية الموجودة في تلك الدولة‬
‫‪66‬‬ ‫تتمتع البعثات السودانية بالخارج بالحصانة التامة في البالد الموفدة‬ ‫‪32‬‬
‫‪9‬‬
‫إليها‬
‫‪66‬‬ ‫يمتلك الممثلين الدبلوماسيين السودانيين الحصافة والمهارة والدقة‬ ‫‪36‬‬
‫الالزمة إلجراء المفاوضات‬
‫‪66‬‬ ‫البعثات الدبلوماسية السودانية ساعدت كثيراً في مجال التدريب وتبادل‬ ‫‪36‬‬
‫الخبرات العلمية‬
‫‪61‬‬ ‫ازدادت عالقة السودان سواء ببعض الدول في الفترة األخيرة‬ ‫‪36‬‬
‫‪60‬‬ ‫لتبنية المنهج اإلسالمي في الحكم‬ ‫‪21‬‬
‫‪63‬‬ ‫لعدم التزامه بحقوق اإلنسان والديمقراطية‬ ‫‪20‬‬
‫‪62‬‬ ‫عدم التزامهم بمبدأ الشوراء في أمور الحكم‬ ‫‪23‬‬
‫‪62‬‬ ‫عدم تأييده للسياسات الغربية‬ ‫‪22‬‬
‫‪66‬‬ ‫عدم تأييده إسرائيل‬ ‫‪22‬‬

‫قائمـة األشكال ‪:‬‬


‫رقم الصفحة‬ ‫محتويات الشكل‬ ‫رقم‬
‫‪23‬‬ ‫النوع‬ ‫‪0‬‬
‫‪10‬‬
‫‪22‬‬ ‫الحالة االجتماعية‬ ‫‪3‬‬
‫‪22‬‬ ‫العمر‬ ‫‪2‬‬
‫‪26‬‬ ‫المستوى التعليمي‬ ‫‪2‬‬
‫‪22‬‬ ‫الدورات التدريبية‬ ‫‪6‬‬
‫‪26‬‬ ‫المهنة‬ ‫‪2‬‬
‫‪26‬‬ ‫كيف ترى عالقات السودان بالدول األفريقية‬ ‫‪6‬‬
‫‪26‬‬ ‫كيف ترى عالقات السودان بالدول الغربية‬ ‫‪6‬‬
‫‪61‬‬ ‫ما رأيك بالدور الذي يقوم به الدبلوماسيون بتحسين صورة السودان‬ ‫‪6‬‬
‫بالخارج‬
‫‪60‬‬ ‫ما هو تقيمك لسفاراتنا بالخارج‬ ‫‪01‬‬
‫‪63‬‬ ‫التمثيل‬ ‫‪00‬‬
‫‪62‬‬ ‫الحماية الدبلوماسية‬ ‫‪03‬‬
‫‪62‬‬ ‫المفاوضات‬ ‫‪02‬‬
‫‪66‬‬ ‫المالحظة والتبليغ‬ ‫‪02‬‬
‫‪62‬‬ ‫تمكن السفراء السودانيون من نقل الثقافات والعادات السودانية للخارج‬ ‫‪06‬‬
‫بصورة صحيحة‬
‫‪66‬‬ ‫كان اإلعالم السوداني موفقا ً في عكس صورة السودان بالخارج‬ ‫‪02‬‬
‫‪66‬‬ ‫البعثات الدبلوماسية السودانية الموفدة للخارج تقوم بأداء مهامها على‬ ‫‪06‬‬
‫أكمل وجه‬
‫‪66‬‬ ‫يؤثر سلوك الجاليات السودانية في بعض الدول على بناء العالقات بين‬ ‫‪06‬‬
‫السودان وهذه الدول‬
‫‪61‬‬ ‫تنجح عملية تطبيع العالقات بين دولتين إذا اهتمت كل واحدة ببعثة‬ ‫‪06‬‬
‫األخرى الموفدة لديها‬
‫‪60‬‬ ‫هنالك تقصير من قبل المبعوثين السودانيين بالخارج والممثلين‬ ‫‪31‬‬
‫الدبلوماسيين في بعض الدول مما يؤثر سلبا على مجال أدائهم وعدم‬
‫إكمال المهام الموكلة إليهم‬
‫‪63‬‬ ‫يجب أن يتسم العمل الدبلوماسي بالمرونة والتكيف مع تقلبات الظروف‬ ‫‪30‬‬
‫وتبدل األوضاع السياسية واالقتصادية في العالم‬
‫‪62‬‬ ‫نجحت البعثات السودانية باآلونة األخيرة في توسيع دائرة العمل‬ ‫‪33‬‬
‫الدبلوماسي حول العالم‬
‫‪62‬‬ ‫تتم رعاية البعثات الدبلوماسية السودانية رعاية كاملة من قبل وزارتكم‬ ‫‪32‬‬
‫‪66‬‬ ‫حكومة السودان تقوم بدفع المستحقات ووضع الميزانيات الكافية لبعثها‬ ‫‪32‬‬
‫بالخارج‬
‫‪62‬‬ ‫يستعين رئيس الدولة أو وزير الخارجية أثناء عملية المفاوضات طرح‬ ‫‪36‬‬
‫المقترحات بالبعثة الدبلوماسية الموجودة في تلك الدولة‬
‫‪66‬‬ ‫تتمتع البعثات السودانية بالخارج بالحصانة التامة في البالد الموفدة‬ ‫‪32‬‬
‫‪11‬‬
‫إليها‬
‫‪66‬‬ ‫يمتلك الممثلين الدبلوماسيين السودانيين الحصافة والمهارة والدقة‬ ‫‪36‬‬
‫الالزمة إلجراء المفاوضات‬
‫‪66‬‬ ‫البعثات الدبلوماسية السودانية ساعدت كثيراً في مجال التدريب وتبادل‬ ‫‪36‬‬
‫الخبرات العلمية‬
‫‪61‬‬ ‫ازدادت عالقة السودان سواء ببعض الدول في الفترة األخيرة‬ ‫‪36‬‬
‫‪60‬‬ ‫لتبنية المنهج اإلسالمي في الحكم‬ ‫‪21‬‬
‫‪63‬‬ ‫لعدم التزامه بحقوق اإلنسان والديمقراطية‬ ‫‪20‬‬
‫‪62‬‬ ‫عدم التزامهم بمبدأ الشوراء في أمور الحكم‬ ‫‪23‬‬
‫‪62‬‬ ‫عدم تأييده للسياسات الغربية‬ ‫‪22‬‬
‫‪66‬‬ ‫عدم تأييده إسرائيل‬ ‫‪22‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار المنهجي‬

‫المقدمـةُ‪:‬‬

‫ُتقوم ُالدبلوماسية ُفي ُعصرنا ُالحاضر ُبدور ُمميز ُوهام ُفي ُنطاق ُالعالقات ُوتدعيمهاُُ‬ ‫ُ‬
‫‪13‬‬
‫ومعالجةُكافةُالشؤونُالتيُتهتمُبهاُمختلفُالدول‪ُ,‬وعنُطريقهاُيمكنُالتوفيقُبينُالمصالحُ‬
‫المتعارضة ُووجهات ُالنظر ُالمتباينة ُ‪ُ ،‬ويتيسر ُحل ُالمشكالت ُوتسوية ُالخالفات ُواشاعة ُالودُ‬
‫والتفاهم ُبين ُالدول ُوبوساطتها ُتستطيع ُكل ُدولة ُان ُتوطد ُمركزها ُوتعزز ُنفوذها ُفي ُمواجهةُ‬
‫الدولُاالخرىُوتدعيمُالسلمُوتجنبُالحربُ‪ ُ ،‬إضافةُالىُذلكُيتمثلُعملُالدبلوماسيةُبمراقبةُ‬
‫مجريات ُاالمور ُوالحوادث ُوبحماية ُمصالح ُالدولة ُوبالمفاوضة ُفي ُكل ُما ُيهمها ُ‪ُ ..‬ومن ُهناُ‬
‫يمكن ُتعريفُالدبلوماسية ُبأنهاُفن ُتمثيلُالحكومةُومصالحُالبالدُلدىُالحكوماتُوفيُالبالدُ‬
‫االجنبية‪ُ،‬والعملُعلىُأالُتنتهكُحقوقُومصالحُوهيبةُالوطنُفيُالخارج‪ُ،‬وادارةُالشؤونُالدوليةُ‬
‫وتوليُأوُمتابعةُالمفاوضاتُالسياسيةُ‪ُ،‬فالدبلوماسيةُإذاًُعلمُوفنُفيُذاتُالوقتُكماُيقولُفيُ‬
‫ذلكُفوديريهُُ"ُأنُالدبلوماسيةُعلمُيجبُتعلمُقواعدهُ‪ُ،‬وهيُفنُيتعينُالوقوفُعلىُاس اررهُ"‪.‬‬

‫ُويعد ُالممثلين ُالدبلوماسيون ُوالقنصليين ُأحد ُاالجهزه ُالخارجية ُالتي ُتباشر ُبها ُالدولُ‬ ‫ُُ‬
‫عالقاتها ُالخارجية‪ ُ ،‬فقد ُعرف ُهذا ُالنظام ُمع ُقيام ُالعالقات ُبين ُتلك ُالدول ُفتطور ُبتطورهاُ‬
‫وأصبحُوجودُالتمثيلُالدبلوماسيُالدائمُبينُالدولُمظه اًرُيدلُعلىُالعالقاتُالطيبةُبينهاُوأحدُ‬
‫أهمُالمظاهرُالتيُتؤكدُمفاهيمُالسيادةُوالمساواهُفيماُبينهاُ‪ُ..‬كماُأصبحتُالقاعدةُاليومُأنُ‬
‫لكلُدولةُماُلمُتوجدُظروفُاستثنائيةُمانعةُبعثةُدبلوماسيةُلدىُالدولُاالخرىُ‪ُ .‬‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫مشكلة البحث ‪:‬‬

‫ُتعتبرُالعالقاتُالدوليةُبينُالدولُهيُصمامُاألمانُللسالمُواألمنُالدوليينُلذلكُينبعُ‬ ‫ُ‬

‫‪14‬‬
‫االهتمامُاأل عظمُبالعملُالدبلوماسيُعبرُاآللياتُالمعلومةُلدىُالمجتمعُالدوليُوالتيُتتمثلُفيُ‬
‫البعثاتُالدبلوماسيةُوهيُتمثلُرأسُالرمحُفيُتوطيدُوُتحسينُالصورةُالذهنيةُلدىُالمجتمعاتُ‬
‫األخرىُ‪ُ..‬لذلكُجاءتُهذهُالدراسةُللتعرفُعلىُالدورُالذيُتقومُبهُالبعثاتُالدبلوماسيةُفيُ‬
‫تحسين ُالصورة ُالذهنية ُوعالقات ُالشعب ُالسوداني ُلدى ُالدول ُوالشعوب ُاالخرى ُوأين ُيكمنُ‬
‫الخلل ُفي ُأداء ُالبعثات ُالدبلوماسية ُتجاه ُدورها ُالمنشود ُفي ُتطوير ُالعالقات ُالدبلوماسية ُبينُ‬
‫السودانُوالدولُاألخرىُ‪ُ .‬‬

‫أهمية البحث ‪:‬‬

‫ُالبحث ُيسعى ُلدراسة ُفعالية ُالبعثات ُالدبل ُوماسية ُالسودانية ُبالخارج ُومدى ُقدرتها ُعلىُ‬ ‫ُ‬
‫تحسينُصورةُالسودانُوعكسهاُمنُخاللُبرامجهمُللدولُاألخرى ُ‪ُ،‬بالتطبيقُعلىُمجتمعُو ازرةُ‬
‫الخارجيةُُللتعرفُعلىُماهيةُعملهمُُونوعُالنشاطُالدبلوماسيُالذيُيمارسونهُ‪ُ .‬‬

‫األهدافُ‪ُ :‬‬

‫‪ُ/0‬التعرفُعلىُمهامُالبعثاتُالدبلوماسيةُبصورةُعامةُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ / 3‬تفعيل ُالدبلوماسية ُفي ُالسودان ُإلنشاء ُعالقات ُمتينة ُمع ُالدول ُذات ُالمصالحُ‬
‫المشتركةُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ /2‬العمل ُعلى ُتدعيم ُحسن ُالصالت ُوارساءُو ُتحسين ُعالقات ُالسودان ُبدول ُالعالمُ‬
‫وتطويرهاُفيُالمجاالتُالسياسيةُواالقتصاديةُوالثقافيةُواالجتماعيةُ‪ُ .‬‬
‫ِ‬
‫تهُعلىُالنهوضُبالبالدُإذاُُمورسُ‬
‫‪ُ/2‬التنويهُإليُأهميةُالعملُالدبل ُوماسيُومدىُقدر‬
‫بالشكلُالصحيحُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ/6‬تنويرُالرأيُالعامُبنشاطُالعملُالخارجيُوعالقتهُالعملُالداخليُ‪ُ .‬‬
‫التســاؤالتُ‪ُ :‬‬
‫‪ُ/0‬ماُهوُدورُالبعثاتُالدبلوماسيةُالسودانيةُوماُأهدافهاُ‪ُ .‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ُ/3‬ماُهيُطبيعةُالبرامجُالتيُتسيرُعلىُنهجهاُتلكُالبعثاتُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ/2‬هلُمنُصعوباتُومشاكلُتعيقُعملُالبعثةُوتحدُمنُأدائهاُبالشكلُاألمثلُ‪ُ ُُ.‬‬
‫ُ‪ُ /2‬هل ُتلقى ُالدبلوماسية ُالسودانية ُدعم ًا ُمن ُوسائل ُالسياسة ُالخارجيه ُواألدواتُُُُُُُُُُ‬
‫االقتصاديةُ‪ُ ُ.‬‬
‫‪ُ/6‬وهلُللجالياتُدورُفىُتطبيعُالعالقاتُبــينُالسودانُوالبلدُالمضيفُلها‪ُ .‬‬
‫‪ُ /2‬هل ُإستطاعت ُالبعثات ُالدبلوماسية ُالسودانية ُعكس ُتقاليد ُالبلد ُوالعادات ُبصورةُ‬
‫صحيحةُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ/6‬وكيفُيمكنُانُتساعدُبعثاتناُفيُمجالُالتدريبُوتبادلُالخبراتُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫المنـهج المستخدمُ‪ُ :‬‬

‫المنهج الوصفي‪:‬‬

‫وهو ُوصف ُاألحداث ُعلى ُشكل ُبحث ُمتعمق ُعن ُالعوامل ُالتي ُتساهم ُفى ُظاهرةُ‬
‫معينةُسواءُكانُفرداً ُأمُمنظمةُأم ُمجتمعاً ُخاللُفترةُزمنيةُمعينةُمنُتاريخهاُأوُخاللُ‬
‫جميع ُالمراحل ُالتي ُمرت ُبها ُتلك ُالظاهرة ُوهي ُالتي ُترتكز ُعلى ُفرضية ُالمشاركين ُفيهاُ‬
‫والمكان ُالذي ُيجري ُفيه ُالحدث ُأو ُالظاهرة ُحيث ُيعتمد ُعلى ُتجميع ُالحقائق ُوتحليلهاُ‬
‫جزكظوتفسيرها ُإلستخالص ُداللتها ُوذلك ُمن ُأجل ُالوصول ُالى ُالواقع ُالحقيقي ُلموضوعُ‬
‫البحثُ)‪ُ ُ.ُ(1‬‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫أساليب جمع البيانات (األدوات)ُ‪ُ ُ:‬‬

‫‪ -‬االستبيان ‪ُ ُ:‬‬
‫السيد أحمد المصطفى عمر ‪ /‬البحث االعالمي ومفهومه وإجراءاته ومناهجه _ بنغازي منشورات دار يونس ‪ 9111‬الطبعة االولى ‪ .‬ص‪91‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪16‬‬
‫ُهو ُمن ُأكثر ُأسالــيب ُجمع ُالمعلومات ُالعلمية ُإستعماالً ُكما ُيطلق ُعليه ُأحياناً ُاسمُ‬ ‫ُ‬
‫االستطالعُ‪ُ.‬وهوُعبارةُعنُمجموعةُمنُاألسئلةُالتيُتدورُحولُموضوعُالبحثُيتمُوضعهاُ‬
‫فيُإستمارةُترسلُلالشخاصُالمعنيينُبالبريدُأوُيجريُتسليمهاُباليدُوذلكُمنُأجلُالحصولُ‬
‫علىُإجاباتُلتلكُاألسئلةُ‪ُ .‬‬

‫ُاالستبيان ُيهدف ُإلى ُ جمع ُمعلومات ُفي ُفترة ُمعية ُمن ُالزمن ُبحيث ُتتحقق ُأحدُ‬ ‫ُ‬
‫األهداف ُالتالية ُ‪ُ ،‬وصف ُظاهرة ُمعينة ُ ُأو ُوضع ُأو ُوصف ُظروف ُمعايشة ُبحيث ُيمكنُ‬
‫مقارنته اُأوُتحديدُالعالقاتُُبينُظواهرُمعينةُواالستبيانُقدُيعالجُظاهرةُمحدودةُأوُظاهرةُ‬
‫عامةُعلىُنطاقُاالنسيانيةُأجمعُُكماُانُاالستبياناتُتتباينُمنُناحيةُصعوبتهاُوتعقيدهاُ‬
‫وكذلكُالموضضوعاتُالتيُتعالجهاُوُالظروفُالتيُتجريُفيهاُفهيُقدُتعالجُقضاياُسياسيةُ‬
‫أوُاجتماعيةُكم اُانهاُقدُتتكونُمنُسؤالُواحدُوقدُتشملُصفحاتُعديدةُوُتتطلبُمعلوماتُ‬
‫غايةُفيُالدقةُُكماُفيُبعضُاالستبياناتُالعلميةُ)‪ُُُُُ.ُ(2‬‬

‫‪ -‬المقابلةُ‪:‬‬
‫ِ‬
‫ةُمنُقبلُالباحــثُبهدفُالحصولُعلىُالمعلوماتُ‬
‫ُُُُهيُمحادثةُبينُشخصينُتأتيُالمبادر‬
‫التيُيحتاجهاُببحثُأوُموضوعُمعينُ)‪.(1‬‬
‫‪ -‬المالحـظة ‪:‬‬
‫إسلوبُيستخدمُُفيُإستقصاءُالمعلوماتُوتحليلهاُبطريقةُمنتظمةُ‪ُ,‬حيثُيتمُمنُخاللُ‬
‫المالحظةُتسجيلُحركاتُوسلوكُالعينةُموضوعُالبحثُبنشأةُظواهرُمحددةُ)‪.ُ(2‬‬
‫ُ‬

‫اإلطار الزماني والمكاني ‪:‬‬

‫الزمانيُ‪3102-3102ُ:‬مُُ ُ‬

‫)‪ (2‬مختار عثمان الصديق ‪ /‬مناهج البحث العلمي _ إيثار للطباعة ‪ 6772‬م ب ط ‪ .‬ص ‪07‬‬
‫)‪ (1‬مختار عثمان الصديق ‪ /‬مناهج البحث العلمي _ إيثار للطباعة ‪ 6772‬م ب ط ‪ .‬ص‪. 06‬‬
‫)‪ (2‬محفوظ أحمد جودة ‪ /‬العالقات العامة(مفاهيم وممارسات) _ دار زهرات للنشر _ عمان االردن ‪.‬الطبعة الخامسة ‪6772‬م ص ‪. 113‬‬

‫‪17‬‬
‫المكانيُ‪ُ:‬واليةُالخرطومُ‪ُ-‬و ازرةُالخارجيةُ ُ‬

‫المصطلحات المستخدمة )‪:(3‬‬

‫دور ‪:‬‬
‫‪ُ-‬ماُيترتبُعلىُالمرءُالقيامُبهُمنُأعمالُمسؤولُعنهاُ‪ُ .‬‬
‫ٍ‬
‫ـيلُأوُصالحيةُتعطىُلشخصُماُمنُأجلُالقيامُبأمرُمحددُ‪ُ .‬‬‫ُ‪ُ-‬توك‬
‫البعثة ‪:‬‬
‫هيئةُترسلُفيُعملُمعينُمؤقتُومنهاُالبعثاتُالدراسيةُأوُاالثريةُأوُالدبلوماسيةُأوُ‬
‫وجمعهاُ‪ُ:‬ب َُعثات‪ُ .‬‬
‫َ‬ ‫العسكريةُ‪ُ،‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬
‫الدبلوماسية ‪:‬‬

‫ُ مشتقةُمنُكلمةُيونانيةُبمعنىُ(طوى)ُللداللةُعلىُالوثائقُالمطويةُواالوراقُالرسميةُ‬ ‫ُ‬
‫الصادرةُعنُالملوكُواألمراءُثمُتطورُمعناهاُلتشملُالوثائقُالتيُتتضمنُنصوصُاالتفاقاتُ‬
‫والمعاهداتُ‪ُ ُ..‬‬

‫ُومعناهاُالعامُبالمفهومُالحديثُ‪ُ:‬هيُمجموعةُاإلجراءاتُوالقواعدُوالمراسمُواالعرافُ‬ ‫ُ‬
‫الدوليةُالتيُتنظمُالعالقاتُبينُالمنظماتُالدوليةُ‪.‬‬

‫الدراسات السابقة ‪:‬‬

‫(اإلعــالم الخارجي ودوره في دعم العمل الدبلوماسي في السودان)‬

‫)‪ (3‬المعجم الوسيط ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫منصور عثمان محمد زين ‪ /‬بحث دكتوراه ‪ -‬جامعة أفريقيا العالمية ‪4112‬م‬
‫ُ‬

‫ُُُُُتهدفُالدراسةُإلى ُمعرفةُدورُاإلعالمُالخارجيُفيُدعمُالعملُالدبلوماسيُفيُالسودانُ‬
‫والعالقة ُالتي ُتربط ُبين ُاإلعالم ُوالدبلوماسية ُ‪ُ ,‬ومعرفة ُالمشاكل ُوالمعوقات ُالتي ُتؤثر ُعلىُ‬
‫أداء ُاإلعالم ُالخارجي ُ‪ُ ,‬والقاء ُالضوء ُعلى ُأهميته ُوتأثيره ُفي ُالعمل ُالدبلوماسي ُ ُومعرفةُ‬
‫الوسائل ُالتي ُيستخدمها ُاإلعالم ُالخارجي ُالسوداني ُومدى ُفعاليتها ُ‪ُ ,‬والوقوف ُعلى ُضعفُ‬
‫الرسالةُاالعالميةُوقنواتُاإلتصالُالخارجيُ‪ُ .‬‬
‫ُجاءت ُمشكلة ُالدراسة ُفي ُأن ُاإلعالم ُالخارجي ُأصبح ُيؤدي ُدو اًر ُمهماً ُومؤث اًر ُفيُ‬ ‫ُ‬
‫سياساتُالدولُوعنص اًرُمهماً ُفيُتدعيمُالعالقاتُالدوليةُ‪ُ،‬وأداةُهامةُمنُأدواتُالدبلوماسيةُ‬
‫الحديثة ُ‪ُ ,‬وتنبع ُأهمية ُالدراسة ُمن ُدورها ُفي ُتوفير ُالمعلومات ُاألساسية ُلصناع ُالقرار ُفيُ‬
‫المجالينُاإلعالميُوالدبلوماسيُ‪ُ .‬‬

‫استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي والمنهج التاريخي ‪.‬‬

‫ُخلصت ُالدراسة ُإلى ُأن ُهناك ُعالقة ُبين ُاإلعالم ُوالدبلوماسية ُ‪ُ ،‬وأن ُأجهزة ُاألمانةُ‬ ‫ُ‬
‫العامةُلمجلسُاإلعالمُالخارجيُتقومُبدورُمهمُللسودان‪ُ .‬‬

‫ُوأوصتُالدراسةُباالهتمامُبالدراساتُوالبحوثُفيُمجالُالعملُالدبلوماسيُواإلعالمي‪ُ،‬‬ ‫ُ‬
‫واالهتمام ُبالرسالة ُاإلعالمية ُالخارجية ُوتطويرها ُعند ُكتابة ُالتقارير ُعن ُالسودان‪ُ ،‬وتفعيلُ‬
‫نشاط ُالبعثات ُالدبلوماسية ُوالملحقيات ُالدبلوماسية ُ ُومكاتب ُوكاالت ُالسودان ُلألنباء ُ‪ُ ،‬كماُ‬
‫أوصتُباالهتمامُبالكوادرُالدبلوماسيةُمنُحيثُالتدريبُوالتأهيلُ‪ُ .‬‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫عالقة البحث بالدراسة السابقة ‪:‬‬

‫ُتتفق ُالدراسة ُالسابقة ُمع ُموضوع ُالبحث ُفي ُطرقة ُمعالجة ُالبيانات ُوالمعلوماتُ‬ ‫ُ‬
‫واستخدامُالمنهجُالعلميُفيُالوصولُإلىُالنتائجُوالتوصياتُ‪ُ .‬‬
‫‪19‬‬
‫ُكماُإستفدناُنحنُ(كمجموعةُباحثة)ُمنُتلكُالدراسةُفيُكيفيةُالمعالجةُالبحثيةُوكيفيةُ‬ ‫ُ‬
‫إنسجام ُوترتيب ُاإلطار ُالمنهجي ُ‪ُ ،‬ولكن ُتختلف ُهذه ُالدراسة ُعن ُسابقاتها ُفي ُانها ُتهتمُ‬
‫بالجوانب ُالتطبيقية ُوالممارسة ُالعلمية ُوالعملية ُلدور ُالبعثات ُالدبلوماسية ُومدى ُفاعليتها ُفيُ‬
‫تحقيقُأهدافُالدبلوماسيةُ‪ُ ُ.‬‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪20‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫الفصـــل الثانــــي‬
‫البعثات الدبلوماسية‬
‫المبحث األول ‪ :‬البدايـــات األولى للدبلوماســــية‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مفهوم البعثة الدبلوماسية‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬أنواع و وظائف البعثات الدبلوماسية‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬تنظيم البعثة الدبلوماسية‬

‫المبحث األول ‪:‬‬

‫البدايات األولى للدبلوماسية ‪:‬‬

‫األمر ُالذي ُال ُخالف ُحوله ُ‪ُ ،‬وال ُجدال ُفيه‪ُ ،‬أن ُبداية ُاستخدام ُاإلنسان ُللدبلوماسيةُ‬
‫غيرُمتفقُعليهُتحديداً ُ‪ُ.‬ولكن ُ ذهبُالكثيرُمنُالباحثينُودارسيُهذاُالعلمُ‪ُ،‬إليُأنُتاريخُ‬
‫‪21‬‬
‫الدبلوماسي ةُُقديمُقدمُالشعوبُنفسهاُ‪ُ،‬إذُأجمعُالباحثونُبماُاعتقدهُالدبلوماسيُالبريطانيُ‬
‫هارولدُنيكلسونُ‪ُ،‬علىُأنُبداية ُالدبلوماسيةُترجعُإلىُاليومُالذيُألقىُرجلُسالحهُجانباًُ‬
‫كعالقةُسالمُبينهُوبينُجيرانهُ‪ُ،‬وذلكُفيُسبيلُقيامُهدنةُمعُأعدائهُالذينُكانواُعلىُخالفُ‬
‫دائم ُمعه ُ‪ُ ،‬من ُأجل ُالصيد ُوالعيش ُوسبل ُالحياة ُالمتنوعة ُ‪ُ ،‬فما ُكان ُمن ُخصومه ُإال ُأنُ‬
‫‪ُ،‬وأعطوهُاألمانُفيُسبيلُإيجادُحلولُللقضاياُتحقيقاً ُللمصالحُ‬
‫رحبواُبفكرةُالهدنة ُوالصلح ُ ُ‬
‫ُالمتجاورة ُوالتي ُتتنوع ُ ُوتختلف ُحسبُ‬
‫ُ‬ ‫المشتركة ُ‪ُ ،‬التي ُتربط ُاالفراد ُوالجماعات ُوالقبائل‬
‫إختالفُسبيلُمعيشتهمُ)‪ُ .(1‬‬

‫وهكذا ُيمكن ُالقول ُبأن ُالدبلوماسية ُبدأت ُمع ُظهور ُالتجمعات ُالبشرية ُ‪.‬وكان ُطابعُ‬
‫ممارستهاُأثناءُحياةُتلكُالتجمعات ُيغلبُعليهُالبدائية ُمعُتوفرُعاملُوعنصرُالرغبةُلدىُ‬
‫المجتمعاتُالقديمةُفيُسبيلُ‪ُ:‬‬

‫ُأ‪ُُُ.‬حلُالنزاعاتُالتيُتنشبُوتحدثُبينُالمجتمعاتُالمتجاورة‪ُ ُ.‬‬
‫ب‪ُُ.‬تبادلُالسلعُوالمنافعُبينُالقبائلُالمجاورهُلبعضهاُالبعض‪ُ ُ.‬‬
‫ج‪ُُ.‬اإلتفاقُعلىُتوزيعُوتقسيمُمناطقُالنفوذُالتيُتسيطرُعليهاُالمجامعُالمختلفة‪ُ ُ.‬‬
‫د‪ُُ .‬التحالف ُبينُالقبائلُوالمجتمعاتُالمتجاورة ُلصدُأيُهجوم ُخارجيُ‪ُ،‬ألن ُطابعُالغزوُ‬
‫واألعتداءُالمفاجئُفيُالعصورالقديمةُكانُهوُالسائدُ‪ُ .‬‬
‫ُُُُوعلى ُكل ُحال ُفقد ُمرت ُالدبلوماسية ُبمراحل ُزمنيه ُمختلفة ُ‪ُ ،‬وتطرت ُبتطور ُالشعوبُُ‬
‫نفسهاُ‪ُ،‬وواكبتُمراحلُالتطورُوالنموُكلهاُعندُمختلفُالشعوبُوذلكُوفقاًُُللمتغيراتُالزمنيهُ‬
‫التيُرافقتُكلُمرحلةُ‪.‬‬

‫مكان ظهور الدبلوماسية القديمة )‪ُ :(1‬‬

‫د‪ .‬علي عبد القوي العفاري ‪ /‬الدبلوماسية القديمة والمعاصرة _ األوائل للنشر والتوزيع والخدمات ‪,‬سوريا ‪ ,‬الطبعة االولى ‪6776‬م ‪ ,‬ص ‪52‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫)‪ (1‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص‪97‬‬

‫‪22‬‬
‫تدلُالدراساتُعليُقيامُمعاهداتُعقدتُبينُعددُمنُالدولُ‪ُ,‬إحتوتُتلكُالمعاهداتُ‬
‫– ُعلىُالرغمُمنُقدمهاُوبدائيتهاُ– ُعلىُبنودُُوموادُفيُغايةُاألهميةُ‪ُ ,‬فقدُتناولتُشروطُ‬
‫الصلحُوتبادلُأسرىُالحربُُوتوزيعُالغنائمُوتحديدُمناطقُنفوذُكلُدولهُ‪ُ .‬‬
‫وكانتُالمعاهداتُواإلتفاقياتُفيُالماضيُتتمُعلىُأساسُمبدأُاألخذُوالعطاءُُبينُ‬
‫المجتمعاتُوالشعوبُذاتُالعالقة‪ُ .‬‬
‫ويذكرُأنُأقدمُمعاهدهُكتبتُباللغهُالمسماريةُبينُالدولتينُالبابلتينُ(التشيُوُأوما)ُ‬
‫كما ُ تذكرُالمصادرُأنُمنُبينُهذهُالمعاهداتُالمعاهدةُالتيُعقدتُبينُالحثثينُوالفراعنة‪ُ،‬‬
‫باإلضافهُإليُالمعاهداتُالمتصلةُبعبادهُاآللهةُوعقدُالهدنهُ‪ُ .‬‬
‫أما ُمنشأ ُومكان ُظهور ُالدبلوماسية ُالقديمة ُ‪ُ ،‬فقد ُ ُكان ُفي ُحوض ُالبحر ُاألبيضُ‬
‫المتوسط ُحيث ُترعرعت ُفيه ُالحضارات ُالقديمه ُسواء ُالفارسية ُأو ُالرومانية ُالتي ُاستوطنتُ‬
‫سواحلُوبرُالبحرُالمتوسطُ‪ُ،‬وصُوالً ُإلىُأماكنُالهيمنةُوالسيطرةُعلىُالدولُالواقعةُأصالًُ‬
‫في ُتلك ُالبقعة ُوالتي ُتكون ُفي ُمجموعتها ُحضارات ُالفراعنة ُفي ُمصر ُعلي ُامتداد ُواديُ‬
‫النيل‪ُ،‬وفيُجنوبُالجزيرهُالعربيهُوُواديُالرافدينُُوالهندُُوالصينُ‪ُ .‬‬
‫ومن ُخالل ُدراستنا ُللدبلوماسية ُالقديمة ُ‪ُ ،‬فإن ُالعالم ُحينذاك ُ_ ُبمختلف ُحضاراتهُ‬
‫كحضارات ُاللفراعنة ُواألكادين ُواآلشوريين ُوالسومريين ُوالحثثين ُوالكنعانيين ُوالسبئيينُ‬
‫والحمريين ُ_ ُقد ُأقام ُروابط ُ ُواتصاالت ُتجارية ُوعالقات ُصداقة ُبين ُملوك ُهذه ُالدول ُ‪ُ.‬‬
‫وكانتُتتمُعبرُموفدينُأوكلتُإليهمُمهماتُالتفاوضُوالتمثيلُ‪ُ،‬واجراءُاإلتصاالتُ‪ُ .‬‬
‫وربا‪ُ ،‬كانت ُاألكثر ُقوة ُونفو ًازُُ‬
‫ولمزيد ُمن ُالتوضيح ُفإن ُاإلمبراطورية ُالرومانية ُفي ُا ُ‬
‫لمنُدونهاُمنُالحضاراتُ ُوبالتاليُفإنُالرومانُ– ُبعدُاإلغريقُ– ُقدمواُالكثيرُللدبلوماسيةُُ‬
‫عبرُمراحلُاإلمبراطوريةُالرومانيةُ‪ُ،‬والتيُانقسمتُالىُمرحلتينُ‪ُ :‬‬
‫المرحلةُاألوليُ‪ُ ُ:‬‬

‫‪23‬‬
‫وهيُمرحلةُقيامُالدولةُالموحدهُالتيُقامتُفيُبدايةُالقرنُاالولُق‪.‬مُ‪ُ ،‬بعدُقضائهاُ‬
‫عليُالحضارهُاالغريقيةُ‪ُ،‬ومنُثمُتوسعهاُفيُمناطقُعديدةُمنُدولُالبحرُالمتوسطُ‪.‬‬

‫المرحلةُالثانيةُ‪ُ ُ:‬‬

‫هيُمرحله ُإنقسامُاإلمبراطوريةُإلىُإمبراطوريتين‪ُ ...‬األولىُعرفتُباسم ُاإلمبراطوريةُ‬


‫ُالغربية ُ(المقدسة)ُ‬
‫الشرقية ُ( ُالبيزنطيه) ُوعاصمتها ُالقسطنطينية ُ‪،‬والثانية ُبإسم ُاإلمبراطورية ُ‬
‫وعاصمتهاُروما‪ُ .‬‬

‫نُ‪ُ،‬الصدارة ُوالسبقُفيُبدايةُتنظيمُالدبلوماسية‪ُ،‬خاصةُ‬
‫ُ‬ ‫وقدُكانُلليونانيينُوالرومانيي‬
‫عندما ُشرعوا ُفي ُإيفاد ُالرسل ُإلى ُالدول ُالمجاورة ُوذلك ُمن ُاجل ُالتحالف ُاو ُعقد ُإتفاقياتُ‬
‫تجاريةُُلتبادلُالسلعُُأوُعندُ َشنُالحروبُُُلصعوبةُأوُإستحالةُالت ُوصلُإلىُحلولُسلميةُ‪ُ .‬‬

‫وقدُأخذت ُ بتلكُالطريقةُالكثيرُمنُالدولُفيُحوضُالبحرُاألبيضُالمتوسطُ‪ُ،‬وفيماُ‬
‫بينُالنهرينُ‪ُ،‬وأصحابُالحضاراتُاألخرىُومنُنافلةُالقولُالتاكيدُبأنُالدبلوماسيةُالمتعارفُ‬
‫عليهاُفيُيومناُهذاُُتختلفُاختالفُكلياً ُعنُالدبلوماسيةُالقديمة‪ُ،‬التيُكانتُغيرُمنظمهُ‬
‫وغير ُمستقرة‪ُ ،‬ألسباب ُكثيرة ُفي ُمقدمتها ُصعوبة ُالمواصالت ُوالنقل ُ‪ُ ،‬وطبيعة ُالحياة ُفيُ‬
‫مختلفُمراحلهاُالتيُكانُيعيشهاُالعالمُحينذاكُ‪ُ،‬وحتىُفيُالقرونُالقليلةُالماضية‪ُ .‬‬

‫التطور التاريخي للدبلوماسية في أوربا )‪:(1‬‬

‫)‪ (1‬د‪ .‬عالء أبو عامر ‪ /‬العالقات الدولية (الظاهرة والعلم _ الدبلوماسية واالستراتيجية) ‪ ,‬دار الشروق للنشر والتوزيع ‪ ,‬الطبعة العربية االولى ‪,‬‬
‫اإلصدار االول ‪ , 6775‬ص ‪ 21‬ــــ ‪. 07‬‬

‫‪24‬‬
‫إنُدراسةُمادةُالعالقاتُالدوليةُ‪ُ،‬تؤكدُبماُالُي َدعُمجاالًُللشكُ‪ُ،‬أنُالدبلوماسيةُكانتُ‬
‫منُأوائلُالوظائفُالتقليديهُالتيُعرفتهاُالمجتمعاتُاالولىُ‪ُ ،‬التيُكانتُتبحثُعنُالوسائلُ‬
‫المؤديةُإلىُتقسيمُأماكنُالرعيُوالصيدُوالمياه‪ُ .‬‬

‫فبعدُأنُتمُاإلتفاقُعلىُتنظيمُكيفيةُإيفادُالرسلُُ"ُوهوُماُسبقُوتحدثناُعنه ُ‪ُ ,‬فإنُ‬


‫الهدفُمنُإيفادُالمبعوثينُ‪ُ ..‬هوُالقيامُبمهمةُالتفاوضُبينُالمجموعاتُالتيُيمثل ُونهاُمنُ‬
‫أجلُالتوصلُالىُإيجادُحلولُللمشاكل ُ‪ُ،‬التيُتواجهُالقبائلُوالعشائرُالمتنازعة ُُوالمختلفهُ‬
‫حولُمصالحهاُ‪ُ ُ.‬‬

‫وعن ُطريق ُهؤالء ُاألفراد ُالمبعوثين ُتم ُاالتفاق ُعلى ُقواعد ُسلوكية ُوأخالقيهُُ‬
‫يهُمختلفةُ‪ُ،‬كانواُهمُأداةُنشأةُالدبلوماسيةُ‬
‫ُ‬ ‫ُمبعثهاُأشخاصُينتمونُإلىُمجموعاتُبشر‬
‫‪ُ،‬وكذلكُ القانونُالدوليُالذيُيبحثُعالقاتُاألفرادُوحقوقهمُ‪ُ،‬كماُيبحثُُُُفيُالوقتُنفسهُ‬
‫عنُكيفيةُتنظيمُالعالقاتُبينُأبناءُالمجتمعُالواحد‪ُ .‬‬

‫وهكذا ُبدأت ُأمور ُالحياة ُتتطور ُشيئاً ُفشيئاً ُ‪ُ ،‬بإتباع ُالتقسيم ُالتقليدي ُالمعروف ُفيُ‬
‫إيطارُالمراحلُوالعصورُالقديمةُ–ُمعزول ُةًُبعضهاُعنُبعضُ‪ُ .‬‬

‫وبحكمُالتطورُالمتالحقُواآلخذُبقوانينُالحياة ُ‪ُ،‬أصبحُمنُحقُكلُمجموعهُالتمتعُ‬
‫بالحريه ُواإلستقالل ُفي ُشؤونها ُالداخليه ُ‪ُ ،‬وال ُيحق ُلمجموعة ُالهيمنة ُأو ُالتدخل ُفي ُشؤونُ‬
‫مجموعةُأخريُ‪ُ .‬‬

‫وبالت اليُأصبحُمنُحقُكلُمجموعةُالبحثُعنُعالقاتُسالمُمعُبقيةُالمجموعاتُ‬
‫المجاورةُ ُُمنُأجلُمزيدُمنُاالستقرارُ‪ُ،‬فكانُالب دُمنُإجراءُحوارُبينُالمجموعاتُ‪ُ.‬وكانُ‬
‫ذلكُالحوارُوالتفاوض ُ‪ُ،‬يقومُبهُالموفدونُبهدفُتوفيرُروابطُومصالحُمشتركة‪ُ،‬األمرُالذيُ‬
‫يوضحُمديُأهميةُنظامُالعالقاتُالدبلوماسيةُ‪ُ .‬‬

‫وقد ُاختلف ُالمؤرخون ُحول ُمن ُأنشأ ُأول ُسفاره ُدائمه ُ‪ُ ،‬ويذكر ُأن ُدوق ُميالنو ُفيُ‬
‫إيطالياُكانُأولُمنُإعتمدُسفارهُدائمةُلهُفيُجنوىُعامُ‪0266‬مُ‪ُ ,‬أماُفينيسياُفقدُعينتُ‬
‫تاجرينُمنُرعاياهاُمقيمينُفيُلندنُكممثلينُلهاُ‪ُ,‬وبعدها ُ‪ُ..‬انتشرتُالعدوىُلفتحُسفاراتُ‬
‫‪25‬‬
‫مقيم ه ُويذكر ُاألستاذ ُهارولد ُنيكلسون ُبأن ُفرنسيس ُاألول ُملك ُفرنسا ُ‪ُ ،‬هو ُأول ُمن ُإبتكرُ‬
‫مايشبهُالجهازُالدبلوماسيُالدائمُ‪ُ ُ.‬‬

‫وقدُكانتُإيطالياُتعينُسفيرهاُفيُالقرنُالثالثُعشرُلمدةُثالثهُالىُأربعهُشهورُوفيُ‬
‫القرنُالخامسُعشرُإمتدتُفترهُالتعينُلتصبحُعامينُ‪ُ .‬‬

‫ونتيجة ُالنقسامُالكنيسة ُالكاثوليكية ُوقيامُحروبُدينيهُفيُأورباُإستمرت ُثالثينُعاماًُ‬


‫كانُمنُنتائجهاُالتوقيعُعلىُمعاهدةُوستفالياُ(المانيا)ُ‪0226‬مُ‪ُ،‬التيُحققتُالدبلوماسيةُمنُ‬
‫خاللهاُتطو اًرُكبي اًرُعندماُتمُإقرارُمبدأُالمساواهُبينُالدولُومبدأُتوازنُالقوىُفضالُعنُإتفاقُ‬
‫الدولُالمجتمعهُعلىُأهميةُنظامُإقامهُالمؤتمراتُالدوليهُ‪ُ .‬‬

‫كما ُبدأت ُالدول ُتبدي ُإهتمامها ُوارتياحها ُللعالقات ُالدبلوماسيه ُ‪ُ ،‬فبدأت ُتنشئ ُفيُ‬
‫عواصمهاُمكاتبُواداراتُلهاُصلهُبالدولُاألخري ُ‪ُ،‬وكانتُهذهُاإلداراتُهيُالنواةُلتأسيسُ‬
‫و ازرات ُالخارجيه ُالمتعارف ُعليها ُاليوم ُ‪ُ ،‬وهكذا ُ ُفإن ُتاريخ ُالدبلوماسية ُقديم ُ ُقدم ُالشعوبُ‬
‫نفسهاُوقدُمرتُبتطوراتُكثيرهُومراحلُمتعاقبهُيمكنُتلخيصهاُعلىُالنحوُُُاألتيُ‪ُ :‬‬

‫المرحله االولي ‪ :‬من األزمنه القديمه وحتي القرن الخامس عشر‪:‬‬

‫تميزتُهذهُالمرحلة ُبدبلوماسيهُمتأرجحة ُغيرُمستقرهُوغيرُمنتظمه ُ‪ُ،‬تمثلتُفيُقيامُ‬


‫القبائل ُوالشعوب ُبإيفاد ُممثليها ُللتحالف‪ُ ،‬وعقد ُمعاهدات ُالصلح ُواعالن ُالحرب ُوتوقيعُ‬
‫إتفاقيات ُتجارية ُ ُكما ُكانت ُمحاطه ُبهاله ُمن ُالتكريم ُوالتقديس ُومقيده ُفي ُمجالي ُالزمانُ‬
‫والمكانُ‪ُ .‬‬

‫المرحله الثانيه ‪ :‬من القرن الخامس عشر وحتي مؤتمر فيينا ‪0102‬م ‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫كانُلجمهوريهُالبندقية ُالفضلُاألكبرُفي ُتحويلُالدبلوماسيُمنُمتجولُالىُمستقرُ‬
‫ثابت‪ُ,‬إذُبدأتُتوفرُالمبعوثينُالمقيمينُ‪ُ,‬وبدأتُفرنساُبتبنيُفكرهُالجهازُالدبلوماسيُعليُيدُُ‬
‫الكاردينالُدوريشوليوُوالملكُلويسُالرابعُعشرُ(‪ُ .ُ)0223-0666‬‬

‫المرحلة الثالثه ‪ :‬من مؤتمرفيينا ‪0102‬وحتي الحرب العالميه األولي ‪: 0102‬‬

‫لُهذهُالفترة ُنشرتُالكتبُالدولية ُالخاصة ُبالتعاملُالدبلوماسيُ‪ُ،‬والتيُوضعتُ‬


‫ُ‬ ‫خال‬
‫قواعدُللعالقاتُالدبلوماسيةُُالثابتهُواسسُوأعرافُتأصلتُتدريجياًُ‪ُ،‬والتزمتُبهاُالدولُكلها‪ُ ُ.‬‬

‫المرحله الرابعة ‪ :‬من الحرب العالميه األولي وحتي الوقت الحاضر ‪:‬‬

‫تميزتُهذهُالفترةُبانحسارُالدبلوماسيةُالتقليديةُوبروزُالدبلوماسيةُالحديثةُوخاصةُبعدُ‬
‫ُ‬
‫نهاية ُالحرب ُالعالمية ُالثانية‪ُ ،‬وانشاء ُمنظمة ُاألمم ُالمتحدة ُ ُوتوقيع ُاتفاقيه ُفيينا ُللعالقاتُ‬
‫الدبلوماسية ُفي ُ‪ُ 06‬إبريل ُ‪ُ 0620‬والعالقات ُالقنصليه ُلعام ُ‪ُ 0622‬واتفاقيه ُإمتيازاتُ‬
‫وحصانات ُاألمم ُالمتحده ُلعام ُ‪ُ 0622‬وحتي ُأحداث ُ‪ُ 00‬سبتمبر ُ‪ُ 3110‬في ُمطلع ُاأللفيهُ‬
‫الثالثهُوماُأسفرتُعنهُ‪.‬‬

‫كماُوأنُالمبادئُاألساسيةُلقضاياُاإلنفراجُالدوليُوالتعاونُاالقتصاديُُالذيُسادُبينُ‬
‫المعسكرين ُالسابقين ُالرأسمالي ُواألشتراكي‪ُ ،‬والتي ُإقترنت ُبمبدأ ُالقانون ُالدولي ُوميثاق ُاألممُ‬
‫المتحدهُيمكنُاإلشارهُإليهاُمنُخاللُالعناصرُالمتمثلهُفيُ‪:‬‬

‫‪ُ -‬العملُعليُحفظُونشرُالسالمُواألمنُالدوليينُ‪ُ .‬‬


‫‪ -‬منعُالتهديدُواستعمالُالقوهُمعُماُيتبعُُذلكُمنُتخفيضُلبرامجُالتسلحُ‪ُ .‬‬
‫‪ُُ-‬حلُالمشاكلُالدوليهُبالطرقُالسلميهُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ -‬منعُالتدخلُفيُالشؤونُالداخليةُُللدولُاألخريُ‪ُ .‬‬
‫‪ُُ-‬حقُالمساواةُللدولُالمساهمةُفيُالعالقاتُالدوليهُ‪ُ .‬‬

‫‪ -‬حقُتقريرُالمصيرُللشعوبُم عُمنعُأيُشكلُمنُأشكالُالظلمُواإلستعمارُُُُُُُوالتمييزُ‬
‫العنصريُ‪ُ .‬‬
‫‪ -‬ضرورةُالتعاونُالدوليُالمشتركُ‪ُ .‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ُُ-‬ضرورةُتنفيذُتعهداتُمعينهُضمنُإطارُالقانونُالدوليُ‪ُ .‬‬

‫هذهُالمبادئُكانتُالقاسمُالمشتركُللقطبينُالسابقينُُحتيُنهايةُالحربُالباردهُُونظراُ‬
‫لعوامل ُالوحده ُالدينيه ُاألوروبية ُ ُالقائمه ُعلي ُالدين ُالمسيحي ُباإلضافه ُإلي ُالعامل ُالثقافيُ‬
‫الذيُيجمعُالدولُالمسيحيهُرغمُإختالفُوتنوعُاللغاتُُإالُأنُالعاملينُالدينيُوالجغرافيُقدُ‬
‫خلقاُمناخاُللتعاونُ‪ُ،‬فيُسبيلُتطورُقواعدُالتعاملُالدبلوماسيُبينُهذهُالدولُ‪ُ،‬والتيُحصلُ‬
‫فيهاُتغيراتُجغرافيةُ‪ُ،‬وذلكُفيُنطاقُالق ُارةُمابينُالقرنينُُُُُُُ(‪ُ)06-02‬حيثُبرزتُدولُ‬
‫جديدهُمثلُروسياُ‪ُ،‬كماُغابتُوانهارتُدولُكانتُذاتُثقلُكبيرُمثلُالسويدُوأسبانياُ‪ُ ,‬كماُ‬
‫تفككتُاإلمبراطورياتُفيُأوروباُاليُدولُعديدهُوذلكُعقبُالحربُالعالميهُاألوليُ‪-0602‬‬
‫‪0606‬مُ‪ُ،‬مثلُاإلمبراطوريةُالنمساويةُُ‪ُ .‬‬

‫)‪(1‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬مفهــوم البعثة الدبلوماسية‪:‬‬

‫ص ‪972‬‬ ‫)‪ (1‬د ‪ .‬ثامر كامل محمد ‪ /‬الدبلوماسية المعاصرة وإستراتيجية إدارة المفاوضات _ دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ‪ ,‬الطبعة االولى ‪ 6777‬م‬

‫‪28‬‬
‫أو اال‪ -‬تعريف الممثل أو المبعوث الدبلوماسي ‪:‬‬

‫الممثلُأوُالمبعوثُالدبلوماسيُ‪ Diplomate‬شخصُيقومُبتمثيلُدولتهُفيُالخارجُ‬
‫بصفةُدائمة‪ ُ،‬فيُكلُماُيمسُعالقاتهاُالخارجيةُمعُالدولةُالمستقبلةُ(المعتمدُلديها)ُوالصفةُ‬
‫التمثيلية ُهي ُالتي ُتسبغ ُعليه ُالوصف ُالدبلوماسي ُوما ُيترتب ُعليه ُمن ُحصانات ُ‪ُ .‬وكلمةُ‬
‫دبلوماسي ُكما ُأسلفنا ُيرجع ُأصلها ُالتاريخي ُالى ُما ُجرت ُعليه ُالدول ُمن ُتسليم ُمبعوثيهاُ‬
‫شهادة ُ ‪ُ Diploma‬تعطيهم ُالحق ُفي ُمعاملة ُممتازة ُبوصفهم ُرسل ُالحكام ُأو ُالجماعةُ‬
‫المستقلةُذاتُالسيادةُ‪ُ .‬‬

‫وقدُعرفتُالمادةُ(‪ُ_0‬الفقرةُأ)ُمنُإتفاقيةُفييناُللعالقاتُالدبلوماسية لعامُ‪0620‬مُُ‬
‫رئيس ُالبعثة ُبأنه ُ(الشخص ُالمكلف ُمن ِ‬
‫ُقبل ُالحكومة ُالمعتمدة ُبالعمل ُبهذه ُالصفة) ُ‪ُ .‬أيُ‬
‫الشخصُالذيُتعينهُحكومتهُوتعهدُلهُبتمثيلهاُوبرئاسةُبعثتهاُالدبلوماسيةُفيُدولةُأخرىُبعدُ‬
‫موافقةُاألخيرةُ‪ُ،‬أيُ(الدولةُالمستقبلة)ُوهوُمسؤولُأمامُحكومتهُوحكومةُالدولةُالمعتمدُلديهاُ‬
‫عن ُجميع ُاألمور ُوالتصرفات ُالمتعلقة ُبالبعثة ُحتى ُلو ُخول ُصالحياته ُألعــضاء ُالبعثة ُ‪ُ،‬‬
‫ويقدرُماُيتعلقُاالمرُبالدولةُالمستقبلةُليسُهناكُاالُشخصُواحدُفيُبعثةُدبلوماسيةُواحدةُ‬
‫يمثلُدولةُأخرىُوهوُرئيسُالبعثةُالدبلوماسيةُأوُمنُينوبُعنهُُبمعنىُأنُالصفةُالتمثيليةُ‬
‫تنطبقُفقطُعليهُوليسُألعضاءُالبعثةُدونهُأيةُوظيفةُتمثيليةُوماُهمُإالُمساعدونُلرئيسُ‬
‫البعثةُ‪ُ,‬وانُكانتُهذهُالصفةُتشملُرئيسُالبعثةُوأعضاءُالطاقمُالدبلوماسيُللبعثةُقانوناًُ‪ُ .‬‬

‫ثاني ا‪ -‬المؤهالت والكفاءة الدبلوماسية ‪:‬‬

‫لقد ُاختلفت ُمفاهيم ُالمؤهالت ُاو ُالكفاءات ُالدبلوماسية ُتبعاً ُللعصور ُالمختلفة ُالتيُ‬
‫مرتُبهاُالدول‪ُ،‬فلكلُعصرُمعيارُفيُالكفاءةُتبعاًُلماُيسودهُمنُمفاهيمُ‪ُ .‬‬

‫واذاُكانُم عيارُالنسبُقدُسادُفيُعصورُخلتُثمُتبعهُمعيارُالثورةُفيُعصورُتاليةُفإنُ‬
‫أهمُماُيركزُعليهُفيُعصرناُاليومُهوُمعيارُالمعرفةُالقائمُعلىُالدراسةُالعلميةُالمتخصصةُ‬
‫وعلى ُ اآلفاق ُالتي ُتمتد ُإليها ُالمعرفة ُبما ُفي ُذلك ُسعة ُاإلطالع ُبثقافات ُوحضارات ُولغاتُ‬
‫األمم‪ُ.‬سيماُتلكُالتيُلعبتُوتلعبُالدورُالرئيسيُفيُبناءُالثقافاتُوالحضاراتُالعالميةُ‪ُ .‬‬

‫‪29‬‬
‫لذاُفقدُأصبحُمنُيملكُشهاداتُالدراساتُالعلياُالمتخصصةُفيُحقولُذاتُعالقةُ‬
‫مباشرةُبالعملُالدبلوماسيُ‪ُ،‬ومنُلهُطــولُباعُفيُالثقافاتُواللغاتُاألجنبيةُالرئيسيةُأفضليةُ‬
‫ترجحُعلىُالمعاييرُاألخرىُ‪ُ .‬‬

‫ثالث ا ـ تعيين الممثل أو المبعوث الدبلوماسي (رئيس البعثة) ‪:‬‬

‫الدولةُلهاُمطلقُالحريةُفيُإختيار ُممثليهاُأو ُمبعوثيهاُالدبلوماسيين‪ُ ،‬حيثُأنُهذاُ‬


‫منُصميمُإختصاصُالدولةُالداخلي‪ُ ،‬وليسُللقانونُالدبلوماسيُأيةُعالقةُبالموضوعُُولذلكُ‬
‫تتولىُكلُدولةُتنظيمُعمليةُإختيارُموظفيهاُالدبلوماسيينُوفقُنظامهاُالقانونيُ‪ُ .‬‬

‫ومعُذلكُيجبُعلىُالدولةُالمرسلةُالحصولُعلىُموافقةُالدولةُالمستقبلةُقبلُإرسالُ‬
‫رئيس ُبعثتها ُإلستالم ُعمله ُفيها‪ُ ،‬بمعنى ُضرورة ُحصول ُموافقة ُالدولة ُالمستقبلة ُسلفُاً‪ُ ،‬وقدُ‬
‫تقررُذلكُالمبدأُفيُ(المادةُ‪ُ)2‬منُإتفاقيةُفييناُللعالقاتُالدبلوماسيةُلعامُ‪0620‬مُُإذُنصتُ‬
‫على ُأنه ُ(يجب ُعلى ُالدولة ُالمعتمدة ُالتأكد ُمن ُقبول ُالدولة ُالمعتمد ُلديها ُقبل ُأن ُتعتمدُ‬
‫مرشحهاُرئيساًُلبعثتهاُلدىُالدولةُالثانية) ُ‬

‫ُوالذي ُيجري ُعليه ُالعمل ُهو ُأن ُتتقدم ُو ازرة ُخارجية ُالدولة ُالمرسلة ُبطلب ُترشيحُ‬
‫رئيسُالبعثةُإلىُو ازرةُخارجيةُالدولةُالمستقبلةُعنُطريقُالبعثةُالدبلوماسيةُفيُتلكُالدولةُ‪ُ .‬‬

‫ُ وفي ُحالة ُالرد ُبالموافقة ُتعلن ُالدولة ُالمرسلة ُإسم ُرئيس ُالبعثة ُالذي ُتمت ُالموافقةُ‬
‫عليهُ‪ُ .‬‬

‫ُ‬

‫ويصحبُطلبُالترشيحُعادةًُنبذةُعنُحياةُالرئيس‪ُ ،‬وخدمتهُالسابقةُومؤهالتهُوحالتهُ‬
‫عُإلىُشهرُُواذا ُمضتُ‬
‫ُ‬ ‫االجتماعية‪ُ ،‬ومؤلفاتهُإنُوجدت‪ُ ،‬وتستغرقُالموافقةُعادةً ُمنُإسبو‬
‫هذهُالمدةُدونُوصول ُالرد‪ُ ،‬فإنُالدولةُالمرسلةُتستدعيُرئيسُبعثةُالدولةُالمستقبلةُالمعتمدُ‬
‫وقدُتردُالدولةُعلىُالترشيحُبالموافقة‪ُ،‬وقدُالُتردُ‬
‫ُ‬ ‫لديهاُلإلستفسارُمنهُعماُتمُبشأنُالترشيح‪ُ،‬‬
‫(ألنهُليسُملزماً ُللدولةُ)ُوقدُنصتُعلىُذلكُصراحةً ُ(الفقرةُالثانيةُمنُالمادةُالرابعة)ُمنُ‬
‫إتفاقيةُفييناُللعالقاتُالدبلوماسيةُلعامُ‪0620‬مُ‪ُ ُُ.‬‬
‫‪30‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫شروط نشأة البعثة الدبلوماسية ‪:‬‬


‫تنشأُالبعثةُالدبلوماسيةُنتيجةُإتفاقُبينُشخصينُمنُأشخاصُالقانونُالدوليُبتبادلُ‬
‫البعثاتُالدبلوماسيةُ‪ُ،‬وكأمرُطبيعيُإنُهذاُاالتفاقُيتمُفيُوجودُاالعترافُبينهاُ‪ُ .‬‬

‫ويشترط إلنشاء العالقات الدبلوماسية بين الدول توافر ثالثة أمور أساسية ‪:‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ُ/0‬أنُتتمتعُك ٌلُمنُالدولتــينُالمعنيتــينُبالشخصيةُالقانونيةُالدوليةُ‪ُ،‬فالتمتعُبهذهُالشخصيةُ‬
‫يعدُأم اًرُضرورياًُبالنسبةُللشخصُالذيُينشئُأجهزة ُللعالقاتُالخارجيةُ‪ُ ،‬لذاُفإنُحقُإنشاءُ‬
‫بعثةُدبلوماسيةُالُيترتبُاالُلشخصُقانونيُوهذاُيفسرُقيامُبعضُالمنظماتُالدوليةُكاألممُ‬
‫المتحدةُ‪ُ ،‬مثالً ُفيُممارسةُحقُالمفاوضةُمعُانهُلمُيذكرُفيُصلبُميثاقهاُومرادُذلكُهوُ‬
‫انُهذاُالحقُقدُأتيُاليهُمنُشخصيتهاُالقانونيةُالدوليةُ‪ُ .‬‬

‫‪ُ /3‬أن ُيكون ُاالعتراف ُقد ُتم ُبينهما ُ‪ُ ،‬وأن ُيكون ُاالعتراف ُإما ُصريحاً ُ(كإرسال ُبرقية ُأوُ‬
‫مذكرة)ُأوُإيفادُبعثةُخاصةُلهذهُالغايةُأووُضمنياًُكإبقاءُالبعثةُالدبلوماسبةُالقديمةُفيُحالُ‬
‫نشوءُدولةُحديثةُأوُحكومةُجديدةُمنـبثقةُعنُثورةُأوُإنقالبُعسكريُأوُسياسيُأوُإنفصالُ‬
‫د ُولتينُ‪ُ .‬‬

‫‪ُ/2‬انُيعقدُإتفاقُفيُهذاُالشأنُبينُالدولتينُالمعنيتين‪ُ،‬إذُأنُاالعترافُوحدهُاليكفيُإلنشاءُ‬
‫العالقات ُالدبلوماسية ُوايفاد ُالممثلين ُالدبلوماسيين ُوقبولهم‪ُ ،‬وقد ُأيدت ُذلك ُإتفاقيةة ُفييناُ‬
‫للعالقات ُالدولية ُلعام ُ‪ُ 0620‬في ُمادتها ُالثانية‪ُ ،‬حيث ُنصت ُعلي ُما ُيلي ُ‪(ُ :‬يتم ُإنشاءُ‬
‫العالقاتُالدبلوماسيةُبينُالدولُوايفادُالبعثاتُالدبلوماسيةُالدائمةُباالتفاقُالمتبادل)ُ‪ُ .‬‬

‫وبمجردُتوقيعُاالتفاقُحولُالتمثيلُالدبلوماسيُتعتبرُالبعثةُقائمةُمنُالناحيةُالقانونيةُُ‬
‫ويمكنُانُيباشرُعملهاُالقائمُباالعمالُبالنيابةُلحينُحضورُرئيسهاُ‪ُ,‬مماُيوضحُانُالبعثةُ‬
‫مستقلةُفيُشخصيتهاُعنُشخصيةُأفرادهاُوانُإجراءاتُإنشائهاُمستقلةُعنُإجراءاتُتعيينُ‬
‫أعضائهاُ‪ُ .‬‬

‫ُ‬

‫والدولة ُالمعنية ُحرة ُفي ُنوعية ُاالتفاق ُالمعقود‪,‬فقد ُيكون ُإتفاقاً ُمستقالً ُأو ُمعاهدة ُأو ُجزاء ُمنُ‬
‫معاهدة‪ُ ،‬كمعاهدةُ"ُالترانُ"ُالمعقودةُعامُ‪ُ 0636‬بينُإيطالياُوالفاتيكانُوالتيُتنصُالمادةُالثانيةُ‬
‫عشرةُمنهاُعلىُتبادلُالسفراءُبينُالبلدين‪ُ ،‬ويقتضيُأنُينصُاالتفاقُصراحةُعلىُدرجةُالتمثيلُ‬
‫بينُالبلدينُعمالُبأحكــامُ(المادةُ‪ُ)06‬منُاتفاقيةُفييناُلعامُ‪ُ0620‬التيُتنصُعلىُماُيليُ‪(:‬تنفقُ‬
‫الدولةُعلىُتحديدُالفئةُالتيُينتـميُإليهاُرؤساءُبعثاتها)‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫وتجدرُاإلشارةُأيضاً ُإلىُ(المادةُ‪ُ -00‬الفقرةُالثانية)ُمنُاالتفاقيةُالمذكورةُالتيُتنصُعلىُ‬
‫أحقيةُالدولةُالمستقبلةُفيُرفضُقبولُموظفينُمنُفئةُمعينةُ‪ُ .‬‬
‫إنُنصوصُموادُإتفاقيةُفييناُللعالقاتُالدبلوماسيةُلعام‪ُ 0620‬المشارُإليهاُأعالهُتجدُلهاُ‬
‫أساساً ُراسخاً ُفيُطروحاتُالفقهاءُالذينُعنواُبالموضوعُفيُالعصرُالحديثُ‪،‬حيثُأشارُ(كالفو)ُ‬
‫عامُ‪0666‬إلىُأنهُ(يحقُأليُدولةُأنُترفضُقبولُالممثلينُالدبلوماسيين)‪ُ ُ.‬‬
‫وذهبُ(فوشي)ُإلىُالقولُ(ليستُأيُدولةُملزمةُبقبولُالموفدينُالدبلوماسيينُلدولةُأخرى‪ُ،‬‬
‫ألن ُالموضوع ُمنوط ُبالعالقات ُالحسنة ُالقائمة ُبين ُالطرفين‪ُ ،‬وليس ُحقاً ُإلزامياً) ُويقترب ُمنهماُ‬
‫(جونة) ُبقوله‪(:‬إن ُالدولة ُتتمتع ُبحرية ُكاملة ُفيما ُيتعلق ُبتبادل ُالتمثيل ُالدبلوماسي‪ُ ،‬وليس ُثمةُ‬
‫مؤيداتُترغمهاُعلىُذلكُ‪،‬مهماُكانُالسبب‪ُ.‬كماُأنُإنشاءُالبعثةُالدبلوماسيةُوممارسةُنشاطهاُالُ‬
‫يتمانُإالُباتفاقُالدولةُالمعنية)‪ُ ُ.‬‬
‫ُ ُويقولُاألستاذُجورجُسلُ‪(ُ:‬ليسُأليُدولةُأنُترفضُإقامةُالعالقاتُالدبلوماسيةُمعُدولةُ‬
‫أخرىُترغبُفيُذلكُإالُفىُظروفُأستثنائيةُ)ُ‪ُ .‬‬
‫وتجدر ُاإلشارة ُإلى ُأن ُاالختالف ُفي ُاألنظمة ُالدستورية ُأو ُالحقوقية ُأو ُاالجتماعية ُأوُ‬
‫االقتصادية ُأو ُالعقائدية‪ُ ،‬ال ُيحول ُدون ُإقامة ُالعالقات ُالدبلوماسية ُبين ُالدول‪ُ ،‬غير ُان ُعالقاتُ‬
‫الصداقةُبينُدولُذاتُُنظامُواحدُأوُمتماثلُتكونُغالباً ُأكثرُرسوخاً ُمنُعالقاتُالدولُاألخرىُ‬
‫ذاتُاألنظمة ُالمتعارضة‪ُ ،‬كماُأن ُالمصالحُالفعليةُعلىُإختالفُانواعهاُتؤثرُالىُحدُبعيدُعلىُ‬
‫توطيــدُالعالقاتُبينُالدولُ‪ُ .‬‬
‫ويجب ُمالحظة ُحقيقة ُجوهرية ُفي ُالعالقات ُالدبلوماسية ُبين ُالدول ُ‪ُ ,‬هي ُان ُالمعاهداتُ‬
‫وهيُتنشئُبعثاتُدبلوماسيةُمتبادلةُفإنُمبدأُالمعاملةُبالمثلُيمثلُحجرُالزاويةُويلعبُدو اًرُمهماًُ‬
‫فيُالحياةُالدبلوماسيةُ)‪ُ .(1‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تنظيم البعثة الدبلوماسية )‪:(1‬‬

‫‪ -‬مقر البعثة الدبلوماسية ‪:‬‬

‫)‪ (1‬د‪ .‬عالء أبو عامر‪ /‬العالقات الدوليه (الظاهرة والعلم _ الدبلوماسية واإلستراتيجية) ‪ ,‬دار الشروق للنشر والتوزيع ‪ ,‬الطبعة العربية االولى‬
‫االصدار األول ‪6775‬م ص ‪973‬‬
‫)‪ (1‬عبد المحسن فهد المارك‪ /‬الدبلوماسية بين العلم والفن _ الطبعة الثانية _ ‪6770‬م ‪ 9563‬هـ ص‪.3‬‬

‫‪33‬‬
‫عادةً ُما ُيكون ُمقر ُالبعثة ُالدبلوماسية ُفى ُعاصمة ُالدولة ُالمستقبلة‪ُ ،‬إال ُفي ُحاالتُ‬
‫قليلة‪ُ ،‬حيث ُتختلف ُالعاصمة ُاإلدارية ُعن ُالعاصمة ُالتي ُتتواجد ُفيها ُالبعثات ُالدبلوماسيةُُ‬
‫مثلُالرياضُوجدةُفيُالمملكةُالعربيةُالسعودية‪ُ،‬والُيجوزُتأسيسُمكاتبُإضافيةُتشكلُجزءُ‬
‫منُالبعثةُفيُمناطقُأخرىُمنُالدولة‪ُ ،‬إالُبإذنُصريحُوسابقُمنُالدولةُالمستقبلةُأي ُأنُ‬
‫عدمُالجوازُهواألصلُوالجوازُهوُاالستثناءُ‪ُ .‬‬

‫‪ -‬تنظيم مقر البعثة ‪:‬‬

‫ُأن ُ هذاُالموضوعُلمُيعالجهُالقانونُالدبلوماسيُقبلُإتفاقيةُفييناُللعالقاتُالدبلوماسيةُ‬
‫لعام ُ‪ُ ،0620‬وكان ُاالمر ُمتروك ُلتبادل ُاالتفاق ُبين ُالدول ُالمعنية ُوفي ُحالة ُعدم ُوجودُ‬
‫االتفاقُكانتُالمسألةُإجتهاديةُ‪ُ.‬أماُفيُظلُاتفاقيةُفييناُفقدُأصبحُمنُحقُالدولةُفيُحالةُ‬
‫عدمُوجودُإتفاقُصريحُبشأنُعددُأعضاءُالبعثةُانُتطلبُتثبيتُهذاُالعددُفيُحدود ُماُ‬
‫تعتبره ُمعقوالً ُومعتاداً ُ‪ُ ,‬إستناداً ُالى ُمقتضيات ُالظروف ُواالحوال ُالخاصة ُبالدولة ُالمستقبلةُ‬
‫وحاجةُالبعثةُالمعنيةُوحسبُ(المادةُ‪ُ -00‬الفقرةُ‪ُ,ُ)0‬وقدُكانُتبنيُمؤتمرُفييناُللعالقاتُ‬
‫الدبلوماسيةُلهذهُالمادةُيعودُلألسبابُالتاليةُ‪ُ :‬‬

‫أُ‪ُ.‬ذيادةُعددُالبعثاتُالدبلوماسيةُفيُعواصمُالدولُالمختلفةُ‪ُ .‬‬
‫بُ‪ُ.‬توسيعُإختصاصاتهاُووظائفهاُفيُالمجاالتُاإلقتصاديةُوالثقافيةُوالتجاريةُواإلعالميةُُ‬
‫مماُأدىُبدورهُإلىُتضخيمُحجمُالبعثاتُوزيادةُعددُأعضائهاُمماُادىُالىُتمتعُعددُكبيرُ‬
‫من ُاالشخاص ُباإلمتيازات ُوالحصانات ُالدبلوماسية ُمما ُقد ُيرتب ُتكاليف ُأمنية ُعلى ُالدولةُ‬
‫المستقبلةُ‪ُ .‬‬
‫جُ‪ُ.‬إنُاالعدادُالمتذايدةُفيُأعضاءُالبعثةُالدبلوماسيةُقدُالُيمثلُالحاجةُالفعليةُلهمُبقدرُ‬
‫استخدامهمُكوسيلةُلممارسةُتأثيرُالدولةُالمرسلةُعلىُالدولةُالمستقبلةُ‪ُ .‬‬

‫ُومع ُذلك ُلم ُتسلم ُهذه ُالمادة ُمن ُالنقد‪ُ ،‬حيث ُترك ُأمر ُماهو ُ(معقول ُومعتاد) ُإلىُ‬
‫الرأي ُالفردي ُللدولة ُالمستقبلة ُوما ُيمكن ُان ُيجر ُإليه ُمن ُإساءة ُإستعمال ُالسلطة ُالتقديريةُ‬
‫التيُمنحهاُهذاُالنصُللدولةُالمستقبلةُلعرقلةُأعمالُالبعثةُالدائمةُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫‪34‬‬
‫‪ -‬مكاتب البعثة الدبلوماسية ‪:‬‬

‫ُ تعتبرُكلُدولةُحرةُفيُإتباعُايُشكلُمنُأشكالُالهيكلُاإلداريُالذيُيتناسبُمعُ‬
‫حاجتها ُويعكس ُتقاليدها ُوطرقها ُالمتبعة ُفي ُاإلدارة ُالعامة ُ‪ُ ,‬وبمعنى ُآخر ُليس ُهناك ُنمطُ‬
‫موحد ُمتفق ُعليه ُبين ُالدول ُفي ُإدارة ُوتنظيم ُشؤون ُالبعثة ُالدبلوماسية ُوكيفية ُممارسةُ‬
‫نشاطاتهاُالمختلفة‪ ُ ،‬يضافُالىُذلكُانهُحتىُالتسمياتُالوظيفيةُوتوزيعُاالعمالُتختلفُمنُ‬
‫دولة ُالخرى ُويالحظ ُان ُتسميات ُالدرجات ُالدبلوماسية ُالشائعة ُمثل ُمستشار ُ ُوسكرتير ُأولُ‬
‫وثاني ُوثالث ُوملحق ُال ُتخضع ُلتعريفات ُمشتركة ُوالتعني ُالقيام ُبوظائف ُمحددة ُفي ُكلُ‬
‫البعثاتُالدبلوماسية‪ ُ ُ،‬كذلكُلمُتتطرقُلهاُإتفاقيةُفييناُللعالقاتُالدبلوماسيةُألنهاُمنُاالمورُ‬
‫الداخليةُالتيُتقررهاُكلُدولةُبنفسها‪ُ ،‬وبناءاً ُعليهُفإنُمعرفةُمضامينهاُالقانونية ُوالوظيفيةُ‬
‫تتطلبُمنُالناحيةُالعمليةُعلىُاألقلُدراسةُقوانينُوأنظمةُوتعليماتُالخدمةُالخارجيةُوغيرهاُ‬
‫مما ُله ُعالقة ُبالخدمة ُالخارجية ُلكل ُدولة ُعلى ُحده ُبهدف ُالوصول ُإلى ُادراك ُموضوعيُ‬
‫ٍ‬
‫حولُماهيةُهذهُالدرجاتُالدبلوماسيةُوماُتنطويُعليةُمنُمعانُومهامُ‪ُ .‬‬

‫‪ -‬هيئة البعثة الدبلوماسية ‪:‬‬

‫ُ تضم ُهيئة ُالبعثة ُالدبلوماسية ُكل ُمن ُيعمل ُفي ُالبعثة ُوتابع ُلها ُ‪ُ ,‬ما ُعدا ُمنُ‬
‫تستخدمهمُالبعثةُبصورةُمؤقتةُ‪ُ,‬وقدُساهـمتُإتفاقيةُفييناُللعالقاتُالدبلوماسيةُلعامُ‪ُ0620‬‬
‫فيُإزالةُالغموضُعنُالمقصودُبالمعانيُالمختلفةُالتيُيتضمنهاُمصطلحُهــيئةُالبعثةُالواسعُ‬
‫كماُيليُ‪ُ :‬‬

‫أ‪ُ /‬رئيس ُالبعثة ُ‪ُ ُ :‬وهو ُالشخص ُالمكلف ُمن ِ‬


‫ُقبل ُالدولة ُالمرسلة ُبواجب ُالعمل ُطبقاً ُلهذهُ‬
‫الصفةُأيُترأسُالبعثةُ‪ُ .‬‬
‫ب‪ُ/‬أعضاءُالبعثةُ‪ُُ:‬وهمُرئيسُوأعضاءُالبعثةُ‪ُ .‬‬
‫ج‪ُ /‬أعضاء ُهيئة ُالبعثة ُ‪ُ :‬وهم ُأعضاء ُالهيئة ُالدبلوماسية ُوالهيئة ُاإلدارية ُوالفنية ُوأعضاءُ‬
‫الخدمةُالتابعينُللبعثةُ‪ُ ُُ.‬‬
‫د‪ُ/‬أعضاءُالهيئةُالدبلوماسيةُ‪ُ .‬‬
‫‪35‬‬
‫هـ‪ُ/‬الممثلُالدبلوماسيُ‪ُ:‬وهوُرئيسُالبعثةُاوأيُعضوُمنُأعضاءُالهيئةُالدبلوماسيةُللبعثة‪ُ .‬‬
‫و‪ُ/‬أعضاءُالهيئةُاإلداريةُوالفنيةُ‪ُ:‬وهمُهيئةُأعضاءُالبعثةُالمعينينُفيُالخدمةاإلداريةُو ُ‬
‫الفنيةُللبعثة‪ُ .‬‬
‫ز‪ُ/‬أعضاءُهيئةُالخدمةُ‪ُ:‬همُأعضاءُهيئةُالبعثةُالمعينينُفيُالخدمةُالمنزليةُللبعثة‪ُ .‬‬
‫ح‪ُ/‬خادمُخاصُ‪ُ:‬هوُالشخصُالمعينُفيُالخدمةُالمنزليةُألحدُأعضاءُالبعثةُوهوُليس ُ‬
‫منُموظفيُالدولةُالمرسلة‪ُ .‬‬
‫وبينما ُكان ُيشار ُإلى ُإصطالح ُالممثل ُالدبلوماسي ُبمعنى ُرئيس ُالبعثة ُفقط ُ‪،‬أصبحُ‬
‫بعد ُاالتفاقية ُيتضمن ُجميع ُأعضاء ُالهيئة ُالدبلوماسية ُللبعثة‪ُ ،‬أي ُأنه ُلم ُيعد ُمقصو اًر ُعلىُ‬
‫أعضاءُالخدمةُالدبلوماسيةُفقطُُكماُكانتُفيُالماضي‪ُ،‬بلُالملحقونُوالمستشارونُوأعضاءُ‬
‫الهيئة ُالتابعين ُإلى ُو ازرات ُأخرى ُغير ُو ازرة ُالخارجية ُمثل ُالملحقون ُالثقافيون ُواإلعالميونُ‬
‫ُواالقتصاديونُوالطبيونُوالعماليون‪ُ،‬طالماُكانتُلهمُصفةُالدبلوماسيين‪ُ .‬‬
‫وتطلق ُتسمية ُالهيئة ُالدبلوماسية ُعلى ُجميع ُرؤساء ُالبعثات ُاألجنبية ُفي ُإحدىُ‬
‫العواصمُمعُمستشاريهمُوأمناءُسرهمُوملحقيهمُعلىُإختالفُأنواعهم‪ُ .‬‬
‫وتنتشر ُعادة ُفي ُمعظم ُالعواصم ُقائمة ُكاملة ُبالهيئة ُالدبلوماسية ُ‪،‬وهي ُفي ُالواقعُ‬
‫مجموعةُالقوائمُالتيُتقدمهاُالبعثاتُاألجنبيةُفيُتلكُالعاصمةُإلىُو ازرةُالخارجية‪ُ .‬‬
‫المبحث الرابع ‪:‬‬
‫أنواع البعثــات الدبلوماسيــة )‪:(1‬‬
‫‪ُُ/0‬السفارات (البعثات الدائمة)ُ‪ُ :‬‬
‫وهيُاهمُوأعلىُمراتبُالتمثيلُالدبلوماسيُويرأسهاُعادةًُسفيرُمعتمدُ‪ُ,‬كماُيجوزُانُ‬
‫يرأسهاُقائمُباالعمالُأصيلُأوُبالنيابهُ‪ُ,‬ويسمىُرئيسُالبعثةُ‪ُ ُ.‬‬

‫‪ُ/3‬السفــارة البابـويةُ‪ُ :‬‬

‫ص ‪. 910‬‬ ‫)‪ (1‬د ‪ .‬ثامر كامل محمد ‪ /‬الدبلوماسية المعاصرة وإستراتيجية إدارة المفاوضات _ دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ‪ ,‬الطبعة االولى ‪ 6777‬م‬

‫‪36‬‬
‫ويرأسهاُسفيرُبابويُفيُالُبالدُالكاثوليكيةُأوُالتيُهيُبحكمهاُأوُالتيُالُتقرُالعرفُ‬
‫التاريخي ُالذي ُيجعل ُمن ُالسفير ُالبابوي ُعميدا ُللسلك ُالدبلوماسي ُحكما‪ُ ,‬خالفا ُلقاعدة‬
‫االسبقية ُامقررة ُدولياً ُوذلك ُلما ُللكنيسة ُتاريخياً ُمن ُمكانة ُمرموقة ُ ُولكونها ُجمعت ُبينُ‬
‫السلطتينُالروحيةُوالزمنيةُ‪.‬‬

‫‪ُ/2‬المفوضياتُ‪ُ :‬‬

‫وهيُبعثةُدبلوماسيةُمنُالدرجةُالثانيةُيراسهاُعادةًُوزيرُمفوضُمعتمد‪ُ،‬كماُيجوزُأنُ‬
‫يرأسهاُقائمُباالعمالُأصيلُأوُبالنيابةُويتمتعُالوزيرُالمفوضُبنفسُصالحياتُالسفيرُُوانماُ‬
‫تعتبر ُمرتبة ُأدنى ُمن ُحيث ُاألسبقية‪ُ ،‬وقد ُأكدت ُاتفاقية ُفيينا ُللعالقات ُالدبلوماسية ُلعامُ‬
‫‪(0620‬في ُمادتها ُ‪ُ –ُ 02‬الفقرة ُ‪ُ )3‬على ُأنه ُ(ليس ُمن ُفارق ُبين ُمختلف ُرؤساء ُالبعثاتُ‬
‫بسبب ُفئاتهم ُ‪ُ ,‬إال ُفيما ُيتعلق ُباألسبقيات ُوالمراسم ُ) ُوقدأخذت ُالمفوضيات ُتتالشى ُبسببُ‬
‫انحسار ُفكرة ُاقتران ُتعيين ُالسفراء ُمن ِ‬
‫ُقبل ُالدولة ُاألخرى ُبالوزراء ُالمفوضين‪ُ .‬إذ ُان ُجميعُُ‬
‫الدولُومنذُالحربُالعالميةُالثانيةُبالذاتُأخذتُتعينُالسفراءُبدلُالوزراءُالمفوضينُُوالبدُ‬
‫منُاالشارةُالىُانُكرسىُالبابوىُقدُألغىُعامُ‪ُ 0663‬مركزُالمفوضيةُالبابويةُكماُألغىُ‬
‫رتبةُوزيرُمفوضُ‪ُ .‬‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪ُ/2‬المفوضيات السـاميةُ‪ُ :‬‬

‫هذهُُالفئة ُُ خاصةُبالدولُالمرتبطةُفيماُراطةُسياسيةُخاصةُمنبثقةُعنُاالستعمارُ‬
‫القديم‪ُ ُ،‬وتجمعُعدةُدولُ(ناقصةُالسيادةُ)ُكرابطةُالشعوبُالبريطانيةُ(الكومنولث)ُفالدولُ‬
‫االعضاءُفيُهذهُالرابطةُممثلةُفيماُبينهاُُبواسطةُمفوضُسامُيتمتعُباختصاصاتُالسفراءُ‬
‫وامتيازاتهم‪،‬وقدُيعدُفيُبعضُبالدُالرابطةُعميداُللسلكُالدبلوماسي‪ُ ،‬كماُانهُالُيحتاجُلتقديمُ‬
‫كتابُاعتمادُاذاُكانتُملكةُانكلتراُماُزاالتُتعدُرئيسةُللدولةُالمعنية‪ُ ،‬وقدُانحسرُهذاُالنوعُ‬
‫بسببُحصولُاغلبيةُالدولُعلىُاستقاللهاُُالكاملُبانحسارُاالستعمارُ‪ُ .‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ُ/6‬البعثات الدائمة لدى منظمة االمم المتحدة ‪ُ ُ:‬‬

‫ويتمثل ُهذا ُالنوع ُمن ُالبعثات ُبالوفود ُالتي ُترسلها ُالدول ُاالعضاء ُفي ُمنظمة ُاالممُ‬
‫المتحدةُإلى ُمقرهاُالرئيس‪ُ ،‬ويرأسها ُموظفُدبلوماسيُبدرجةُسفيرُويقدمُكتابُاعتمادُإلىُ‬
‫أمين ُعامُالمنظمة‪ُ،‬والُيتمتعُأعضاء ُهذهُالبعثاتُبجميعُاالمتيا ازتُوالحصاناتُالدبلوماسيةُ‬
‫المقررةُللسفاراتُ‪ُ ُ.‬‬

‫‪ُ/2‬البعثات الموفد إلى البعثات القارية واالقليميه ‪ُ :‬‬

‫وهذه ُالبعثات ُيرأسها ُموظفون ُدبلوماسيون ُأو ُفنيون ُمتخصصون ُليس ُلهم ُرتبةُ‬
‫دبلوماسية ُمحددة‪ُ ،‬وانما ُيتمتعون ُببعض ُاالمتيازات ُوالحصانات ُالمتفق ُعليها ُبين ُالدولةُ‬
‫المستقبلية ُ(المضيفة) ُوالمنظمة ُالمعنية‪ُ ،‬أو ُالمقررة ُفيُاالتفاقيات ُالنافذة ُوالتي ُيطلق ُعليهاُ‬
‫اصطالحُ(االتفاقُمعُدولةُالمقر)ُبعنىُاالتفاقُالمعقودُبينُالمنظمةُودولةُالمقرُ‪ُ .‬‬

‫‪ُ/6‬البعثات الخاصةُ‪ُ ُُ:‬‬

‫وتطلقُهذهُالتسميةُكقاعدةُعلىُالبعثاتُالمؤقتةُالتيُترسلهاُالدولةُالىُدولةُأخرىُأوُ‬
‫أكثرُلتمثيلهاُفيُمهمةُمحددةُوقدُترسلهاُالدولُإلنجازُموضوعُمعين‪ُ،‬كأنُتكونُمسألةُذاتُ‬
‫عالقةُبنقلُرسالةُسريعةُأوُطلبُالدعمُاوُالمؤازرةُأوُلنقلُأوُشرحُتفاصيلُقضيةُأوُحادثةُ‬
‫ما‪ُ،‬وبمجردُانتهاءُالمبعوثينُمنُهذهُالمهمةُُفإنُالبعثةُتعودُإلىُبلدهاُُوتجدرُاإلشارةُإلىُ‬
‫انهُيجوزُانُيقومُبمهمةُبعثةُخاصةُشخصُواحدُوفيُهذهُالحالةُيسمىُ(المبعوثُالخاص)ُ‬
‫‪ُ.‬‬

‫وظائف البعثة الدبلوماسية ‪:‬‬

‫ُوظائفُالبعثةُالدبلوماسيةُهيُبالُشكُوظائفُالممثلُالدبلوماسيُيمارسهاُكعضوُفيُ‬
‫البعثة‪ُ ،‬ويدخل ُفي ُمفهوم ُالممثل ُالدبلوماسي ُكما ُأسلفنا ُجميع ُأعضاء ُالبعثة ُالدبلوماسيينُ‬
‫بمنُفيهمُرئيسُالبعثة‪ ُ،‬أماُتحديدُمنُيقومُبهذهُالوظائفُوأيُوظيفةُيقومُبهاُفاألمرُمتروكُ‬
‫للتنظيم ُالداخلي ُللبعثة ُوكيفية ُإدارة ُوتوزيع ُالعمل ُفيها‪ُ .‬وتعتبر ُوظيفة ُالبعثة ُمن ُالوظائفُ‬

‫‪38‬‬
‫الحساسةُفيُجهازُالدولة‪ُ ،‬وذلكُألنُجوهرُمهمتهاُيفرضُعليهاُالسعيُالىُإيجادُعالقاتُ‬
‫وديةُبينُدولتهاُوالدولةُالمضيفةُلهاُوالعملُعلىُتنميةُهذهُالعالقاتُبكافةُالطرقُالسليمةُ‪ُ .‬‬

‫وقدُنصتُ(المادةُالثالثة)ُمنُإتفاقيةُفييناُللعالقاتُالدبلوماسيةُلعامُ‪ُ0620‬علىُأهمُ‬
‫وظائفُالبعثةُالدبلوماسيةُوعددتهاُكماُيليُ)‪ُ :(1‬‬
‫‪ُ/0‬تمثيلُالدولةُالمعتمدةُفيُالدولةُالمعتمدُلديهاُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ/3‬حمايةُمصالحُالدولةُالمعتمدةُومصالحُرعاياهاُفيُالدولةُالمعتمدُلديها‪ُ،‬ضمنُالحدودُ‬
‫التيُيقرهاُالقانونُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ/2‬التفاوضُمعُحكومةُالدولةُالمعتمدُلديهاُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ/ 2‬استطالعُاالحوالُوالتطوراتُفيُالدولةُالمعتمدُلديهاُبجميعُالوسائلُالمشروعةُوتقديمُ‬
‫التقاريرُالالزمةُالىُحكومةُالدولةُالمعتمدةُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ/6‬تعزيزُالعالقاتُالوديةُبينُالدولةُالموفدةُوالدولةُالمضيفةُوانماءُعالقاتهماُاالقتصاديةُ‬
‫والثقافيةُوالعلميةُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫وهذا ُالحصر ُكما ُجاء ُبتلك ُاالتفاقية ُيعتبر ُفي ُمجموعه ُوافي ـاً ُبالغرض ُ‪ُ ,‬وان ُكان ُبعضُ‬
‫الكتاب ُيرى ُان ُالتسلسل ُالوارد ُبالمادة ُليس ُمقصوداً ُبه ُإدراج ُالوظائف ُالدبلوماسية ُحسبُ‬
‫أهميتها‪ ُ ُ،‬إذُانُهناكُمنُيضعُماُوصفتهُاإلتفاقيةُبإستطالعُاألحوالُوالتطوراتُفيُالدولةُ‬
‫المعتمدُلديهاُ(المهمةُالرابعة)ُ‪ُ,‬قبلُمهمةُالتفاوضُ(المهمةُالثالثة)علىُإعتبارُأنُإستطالعُ‬
‫األحوال ُأو ُمايمكن ُتسميته ُ(بالمالحظة ُوالتبليغ) ُأو ُاإلستخبارهي ُوظيفة ُأكثر ُشيوعاً ُوأكثرُ‬
‫إستيعاباًُلوقتُالبعثةُالدبلوماسيةُمنُمهمةُالتفاوضُ‪ُ .‬‬

‫وعلىُسبيلُالتوضيحُسوفُنسلطُمزيداًُمنُالضوءُعلىُهذهُالوظائفُأوُالمهام‪ُ :‬‬

‫‪.0‬التمثيل ‪ُ : Represenation‬‬

‫)‪ (1‬عبد الكريم أحمد صبحي ‪ /‬النظرية الدبلوماسية ــ دار العلوم للنشر والتوزيع ‪ ,‬سوريا ‪ 6776,‬ص‪. 977‬‬

‫‪39‬‬
‫وهي ُالوظيفة ُاألساسية ُالتي ُيقوم ُبها ُالممثل ُالدبلوماسي‪ُ ،‬وينوب ُفيها ُعن ُدولتهُ‬
‫وحكومته ُلدى ُالدولة ُالمعتمد ُلديها‪،‬وهو ُالهدف ُالذي ُقصدت ُالدولة ُإلى ُتحقيقه ُبإرسالهاُ‬
‫بعثات‪ُ،‬والتمثيلُيعنيُعلىُوجهُالدقةُمنُحيثُالمضمونُقيامُالدبلوماسيُبتبليغُالمعلوماتُ‬
‫والمواقف ُالرسمية ُووجهات ُالنظر ُومصالح ُحكومته ُلحكومات ُالدول ُالممثل ُفيها‪ُ ،‬والقيامُ‬
‫باالتصاالتُالرسميةُوغيرُالرسميةُنيابةُعنُحكومتهُبالمسؤولينُالرسميينُفيُحكومةُالدولةُ‬
‫المبعوث ُإليها ُوبزمالئه ُالدبلوماسيين ُالممثلين ُفي ُالسفارات ُاألجنبية ُفي ُالبلد ُالممثل ُفيهُ‬
‫وبمواطنيُالدولةُالمعينُفيهاُمنُذويُالنفوذُالذينُُليسُلهمُصفةُرسميةُ‪ُ,‬وثمةُناحيةُأخرىُ‬
‫يتناولهاُالتمثيلُلدىُالدولةُالمعتمدُلديهاُاالُوهيُمشاركةُالمبعوثُالدبلوماسيُفيُاالعيادُ‬
‫الوطنيةُوحضورُاالحتفاالتُالرسميةُوحفالتُاالستقبالُ‪ُ .‬‬

‫وتجدرُاإلشارة ُإلى ُإن ُالبعثةُالدبلوماسيةُالُيقتصرُتمثيلهاُعلىُشخصُرئيسُالدولةُ‬


‫أوُالحكومةُفحسبُوانماُتمثيلُالدولةُكلياًُولهذاُجاءتُإتفاقيةُفييناُفيُ(المادةُ‪ُ–ُ2‬الفقرةُأ)ُ‬
‫مؤكدةُ(تمثيلُالدولةُالموفدةُلدىُالدولةُالمستقبلةُ)ُ‪ُ .‬‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪ُ. 4‬الحماية الدبلوماسية ‪: Protection Diplomatique‬‬

‫فيُمقدمةُوظائفُالبعثةُالدبلوماسيةُ‪ُ,‬حمايتهاُلمصالحُدولتهاُومصالحُرعاياهاُفيُالدولةُ‬
‫المضيفةُ‪ُ,‬وتلجأُالبعثةُفيُذلكُأحياناً ُالىُالمفاوضاتُواالتصاالتُمعُو ازرةُخارجيةُالدولةُ‬
‫المستقبلةُأوُالمضيفةُ‪ُ,‬وتقدمُالنصائحُالىُرعاياُدولتهاُوتطالبُنيابةً ُعنهاُبالتعويضُعنُ‬
‫األضرارُالتيُأصابتهمُبشرطُأنُيكونوُقدُإستنفدواُطرقُالطعنُأوُالتقاضيُالداخليةُ‪ُ .‬‬

‫أ ‪ .‬بالنسبة لمصالح دولتها ‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫البعثةُهيُعينُدولتهاُفيُالخارجُ‪ُ,‬وبالتاليُفكلُموقفُينطويُعلىُإساءةُأوُمساسُ‬
‫بها‪ُ ُ،‬ينبغيُعلىُالمبعوثُانُينتبهُلهُويتخذُالخطواتُالالزمةُلدرئـه‪ُ ،‬والقاعدةُأن ُاتصاالتُ‬
‫المبعوثُالرسميةُتتمُمعُو ازرةُخارجيةُالدولةُالمعتمدُلديهاُوعنُطريقهاُ‪ُ .‬‬

‫بُ‪ .‬حماية مصالح البعثة وأعضائها ‪ُ :‬‬

‫للبعثة ُحرمتهاُولألعضاءُحصانتهم‪ُ ،‬وقدُيحدثُمنُالسلطاتُالمحلية ُماُيمسُذلكُ‬


‫خرقاً ُلقواعد ُالقانون ُالدولي ُالتي ُتنظم ُالمزايا ُوالحصانات ُالدبلوماسية ُوواجب ُالمبعوث ُفيُ‬
‫مثلُهذهُالحالةُمراجعةُو ازرةُخارجيةُالدولةُالمعتمدُلديهاُلتصحيحُالوضعُوالمحافظةُعلىُ‬
‫حقوقوُالبعثةُوأعضائهاُ‪ُ .‬‬

‫جُ‪ .‬حماية مصالح مواطني دولته ‪:‬‬

‫وذلكُفيُحالةُماُإذاُكانواُعابرينُأوُمقيمينُفيُالدولةُالمعتمدُلديها‪ُ،‬وعنُطريقُ‬
‫التوسطُلدىُالسلطاتُالرسميةُلحمايةُحقوقهمُوغالباً ُماُتعتمدُالبعثةُفيُأدائهاُلهذهُالوظيفةُ‬
‫أحدُالطريقينُالتاليينُأوُكالهماُمعاًُ‪ُ :‬‬

‫عنُطريقُو ازرةُالخارجيةُحيثُتوجدُعادةًُإداراتُمتخصصةُبشؤونُالرعاياُاألجانب‪ُ،‬‬
‫وتتولىُو ازرةُالخارجيةُمهمةُاالتصالُبالجهةُالمختصةُكأنُتكونُ(أحدُمرافقُو ازرةُالداخليةُ‬
‫أوُالتعليمُالعاليُ‪...‬إلخ)ُلنقلُشكوىُالبعثةُأوُالتحققُمنُمصداقيتهاُوأبعادهاُواحقاقُالحقُ‬
‫عن ُطريق ُاالتصال ُالمباشر ُبالمراجع ُالمسؤولة ُبواسطة ُالدائرة ُالقنصلية ُفي ُالبعثةُ‬
‫الدبلوماسيةُأوُالملحقيةُالثقافيةُفيُالبعثةُ‪ُ .‬‬
‫وتخضع ُالحماية ُالدبلوماسية ُالى ُبعض ُالقواعد ُواالعتبارات ُالتي ُيجب ُأن ُتراعيها ُالبعثهُ‬
‫ومنُأهمها‪ُ :‬‬
‫أ‪ُ/‬يجبُأنُيحملُالمتضررُجنسيةُالدولهُالتىُيطلبُحمايتهاُالدبلوماسيهُ‪ُ .‬‬
‫ب‪ُ/‬إنُطلبُالحمايةُمنُالبعثةُالدبلوماسيةُالُيفرضُعليهاُوجوبُالتدخلُحتماً ُ‪ُ,‬وانماُ‬
‫يتوقفُذلكُعلىُاالعتباراتُالسياسيةُوُالظروفُالقائمةُالتيُتملكُحقُتقديرهاُ‪ُ .‬‬

‫‪41‬‬
‫ج‪ُ /‬يجب ُأن ُيكون ُالتصرف ُالذي ُيشكو ُمنه ُالمواطن ُغير ُمشروع ُفي ُنظر ُالقانونُ‬
‫الدولي‪ُ،‬كخرقُمعاهدةُنافـذة‪ُ،‬أوُاإلمعانُفيُاإلساءةُإليه‪ُ،‬أوُإلحاقُالضررُُُُبمصالحهُ‬
‫‪ُ ُ.‬‬
‫د‪ُ/‬أنُيكونُالمشتكيُقدُإستنفدُجميعُطرقُالمراجعةُالتيُيتيحهاُالقانونُالداخليُعلىُ‬
‫أنُهذاُالشرطُالُيحولُدونُتقديمُبعضُالمساعداتُإليُالمواطنُالمتضرر‪ُ،‬كزيارتهُفيُ‬
‫ٍ‬
‫السجنُوتعيينُمحامُله‪ُ،‬واالستيضاحُمنُالحكومةُالمستقبلةُعنُحقيقةُوضعهُ‪...‬الخُ‪ُ .‬‬
‫هـ‪ُ /‬ليس ُللبعثة ُالدبلوماسية ُأن ُتمارس ُحمايتها ُالدبلوماسية ُعلى ُرعاياها ُالذين ُيحملونُ‬
‫جنسيتين‪ُ ،‬إحداهماُجنسيةُالدولةُالمستقبلة‪ُ ،‬إذُيحقُلهذهُاألخيرةُأنُترفضُهذاُالتدخلُ‬
‫نظ اًرُلماُتتمتعُبهُمنُسيادةُوسيطرةُعلىُمعاملةُرعاياهاُكماُتش ــاءُ‪ُ .‬‬
‫و‪ُ/‬وفيُحالةُنشوبُحربُبينُدولتينُأوُانفصامُالعالقاتُالدبلوماسيةُيحقُلكلُمنهماُ‬
‫انُتعهدُالىُدولةُصديقةُأوُحيادية‪ُ ،‬رعايةُمصالحهاُومصالحُرعاياهاُفيُالبلدُاالخرُ‬
‫على ُأن ُتقبل ُالدولة ُالمستقبلة ُبهذه ُالدولة‪ُ ،‬وقد ُتأيد ُذلك ُبنص ُ(الفقرتين ُب‪,‬ج) ُمنُ‬
‫(المادةُ‪ُ)26‬منُإتفاقيةُفييناُللعالقاتُالدبلوماسيةُلعامُ‪ُ .ُ0620‬‬
‫ُ‬

‫‪ُ. 1‬المفــاوضـة ‪: Negotiation‬‬


‫المفاوضة ُبمعناها ُالواسع ُهي ُإحدى ُالمهام ُاالساسية ُللبعثة ُالدبلوماسية ُ‪ُ ,‬وقد ُتأخذُ‬
‫شكلُطلبُأوُردُأوُدفاعُعنُوجهةُنظرُأوُشكوىُوهذاُهوُالمعنىُالواسعُللمفاوضةُلعقدُ‬
‫إتفاقُأوُمعاهدةُ‪.‬‬
‫والمفاوضات ُهى ُعملية ُطرح ُمقترحات ُمحددة ُبهدف ُالوصول ُإلى ُإتفاق ُإما ُعلىُ‬
‫أساسُتبادلُالمصالحُالمختلفةُأوُعلىُأساس ُتحقيقُالمصالحُالمشتركةُفيُحالة ُتضاربُ‬
‫المصالح‪ُ ،‬فهي ُالحالة ُاألولى ُيمكن ُأن ُتكون ُإلحدى ُالدول ُالمتفاوضة ُعلى ُسبيل ُالمثالُ‬
‫مصلحةُفيُإستخد امُموانئُدولةُثانيةُألنهاُدولةُبريةُمغلقةُوتكونُللدولةُالثانيةُمصلحةُفيُ‬

‫‪42‬‬
‫تصدير ُمنتوجاتها ُالزراعية ُإلى ُالدولة ُاألولى ُبضرائب ُجمركية ُمخفضة‪ُ ،‬فتتفاوض ُالدولتانُ‬
‫للوصولُإلىُإتفاقُلضمانُمصلحتيهماُالمختلفتينُفيُالدولةُاألخرىُعنُطريقُالتبادل‪ُ،‬أماُ‬
‫في ُالحالة ُالثانية ُفتكون ُللدولة ُالمتفاوضة ُمصلحة ُمشتركة ُفي ُالوصول ُإلى ُإتفاق ُحولُ‬
‫موضوعُموحدُمثلُالدفاعُالمشتركُأوُتبادلُالهاربينُمنُوجهُالعدالةُأوُإقامةُسوقُإقليمةُ‬
‫مشتركة‪...‬الخُوبالتاليُحلُالتضاربُفيُالمصالحُالذيُكانُقائماًُقبلُاإلتفاق ُ‬
‫وقدُقلتُأهميةُالمفاوضةُكوظيفةُمنُوظائفُالبعثةُالدبلوماسيةُالسيماُبعدُالتقدمُالحديثُفيُ‬
‫المواصالت ُوثورتي ُالمعلومات ُواإلتصاالت‪ُ ،‬مما ُجعل في ُإستطاعة ُرئيس رئيس ُالدولة ُأوُ‬
‫وزيرُالخارجيةُمباشرتهاُشخصياً‪ُ،‬غيرُأنُهذاُلمُيؤثرُفيُمهمةُالبعثةُالدبلوماسيةُاألصليةُ‬
‫أوُاإلستعانةُبنصائحهاُوتوصياتها‪ُ .‬‬
‫ُُُُوالبد ُمنُاإلشارةُبأنُالممثلُالدبلوماسيُحينُيدخلُفيُمفاوضاتُمعُالدولةُالمعتمدُ‬
‫لديها ُ‪،‬فإنه ُيجري ُمفاوضاته ُبوسائل ُمتعددة ُقد ُتكون ُبصورة ُتحريرية ُ(خطية) أو ُشفهيةُ‬
‫أوكليهماُ‪.‬وقدُتأخذ ُبعضُالمفاوضات سيماُالتيُتخصُقضاياُمهمةُبكيانُالدولةُومركزهاُ‬
‫الً ُواجتماعات ُمستمرة ُواتصاالت ُتحريرية ُوشفهية ُمماُ‬
‫الدولي ومصالحها ُالحيوية ُوقتاً ُطوي ُ‬
‫يتطلبُمنُالممثلُالدبلوماسيُمزيداً ُمنُالمهارةُوالدقةُللتغلبُعلىُالصعوباتُالتيُتعترضهُ‬
‫خاللُسيرُعمليةُالمفاوضات‪ُ .‬‬

‫‪ .2‬المالحظة والتبليغ ‪: Observation‬‬


‫وتسمى ُأحياناً ُوظيفة ُاألخبار ُأو ُاإلعالم ُبمعنى ُنقل ُالمعلومات ُوهناك ُمن ُيسميهاُ‬
‫جمع ُالمعلومات ُواعداد ُالتقارير ُويصفها ُبأنها ُوظيفة ُواسعة ُاإلبعاد ُويصعب ُحصر ُاألوجهُ‬
‫المختلفة ُلنشاطها ُ‪.‬وليس ُمن ُالغريب ُإذاً ُأن ُتنص ُإتفاقية ُفيينا ُعلى ُممارسة ُهذه ُالوظيفةُ‬
‫(إستطالعُاألحوالُوالتصوراتُفيُالدولةُالمعتمدُلديهاُبكلُالوسائلُالمشروعةُوتقديمُالتقاريرُ‬
‫الالزمةُعنها)‪ُ ُ.‬‬
‫وتعتبرُمالحظةُماُيدورُفيُالدولةُالمضيفةُللبعثةُوابالغُحكومتهاُبهاُمنُالواجباتُ‬
‫األساسيةُفيُالعملُالدبلوماسي‪ُ،‬وهيُمنُالوظائفُالمستمرةُبالنسبةُللبعثة‪ُ،‬وبالنسبةُللمبعوثُ‬

‫‪43‬‬
‫الدبلوماسيُتبدأُمنُاولُيومُوصولهُإلىُالدولةُالمعتمدُلديهاُإلىُتاريخُمغادرتهُبعدُإنتهاءُ‬
‫مهامُعمله‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫فالدبلوماسي ُيراقب ُكل ُما ُيجري ُفي ُالبلد ُالمعتمد ُفيه ُمن ُأحداث ُسياسية ُويتابعُ‬
‫التطورات ُوالتغيرات ُفي ُالحكم‪ُ ،‬وأشخاص ُالحاكمين ُوالعاملين ُخارج ُالحكم ُفي ُالمعارضةُُ‬
‫ومراكزُالقوىُواتجاهاتُالرأيُالعام‪ُ،‬ويهتمُبصفةُخاصةُبكلُماُيتصلُبالعالقات ُمعُدولتهُ‬
‫وبعدُالتقاريرُعنُكلُتلكُالموضوعاتُويقومُبإبالغهاُإلىُحكومتهُأولُبأولُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫وال ُتقتصر ُالمالحظة ُعلى ُتقصى ُالمواضيع ُالسياسية ُفحسب ُوانما ُتدخل ُضمنُ‬
‫اهتمامُالمبعوثُاألحوالُاالقتصاديةُوأسسُاالقتصادُالوطنيُومواردُالدولةُالطبيعيةُومستوىُ‬
‫التطورُالتقنيُوالتجارةُواألسواق‪ُ ،‬وكذلكُاألحوال ُاالجتماعيةُوالعسكرية‪ُ ،‬واألحزاب ُوجماعاتُ‬
‫الضغط‪ُ،‬وعلىُاألخصُماُيتصلُمنُكلُذلكُباهتماماتُالدولةُالموفدةُ‪ُ .‬‬
‫وفي ُجميع ُاألحوال ُ على ُالبعثة ُأن ُتتأكد ُمن ُدرجة ُصحة ُمعلوماتها ُلكي ُالتضللُ‬
‫حكومتهاُبدونُدرايةُمنها‪ُ،‬وعليهُفمنُالخصائصُاالساسيةُللتقريرُالدبلوماسيُأنُيكونُدقيقاًُ‬
‫وموج اًزُووافياًُوشامالًُلوجهاتُالنظرُالمختلفةُ‪ُ .‬‬

‫‪ . 2‬الوظيفة القنصلية ‪:‬‬


‫تقوم ُالبعثة ُالدبلوماسية ُإلى ُجانب ُما ُتقدم ُبما ُتكلفها ُبه ُالقوانين ُواللوائح ُالداخليةُ‬
‫عاياهاُفيُالدولةُالموفدةُلديهاُ‪ُ،‬كتسجيلُالمواليدُوالوفياتُ‬
‫ُ‬ ‫لدولتهاُمنُأعمالُإداريةُخاصةُبر‬
‫وعملُعقودُالزواجُوالتأشيرُعلىُجوازاتُالسفرُوتصديقُالمعامالتُوالعقودُوماُشابهُذلكُ‬
‫والمتبعُأنُيعهدُبهذهُاألعمالُإلىُالقناصلُتحتُإشرافُرئيسُالبعثةُالدبلوماسيةُأوُيتوالهاُ‬
‫القناصلُإبتداءُبصفةُأصليةُفيُالبعثاتُالقنصليةُ‪ُ .‬‬

‫آلية ممارسة البعثة لنشاطها الدبلوماسي)‪:(1‬‬

‫)‪ (1‬د‪.‬هاشم الشاوي ‪ /‬الوجيز في فن المفاوضات _ مطبعة شفيق _ بغداد‪9121 ,‬م ص‪.32‬‬

‫‪44‬‬
‫يسير ُنشاط ُالبعثة ُالدبلوماسية ُوبشكل ُأساسي ُفي ُإتجاهين‪ُ :‬األول‪:‬إما ُإستجابة ُأوُ‬
‫رفضاًُللدولةُالتيُتوفدهاُ‪ُ,‬الثاني‪ُ:‬فيُمواجهةُالدولةُالتيُتعتمدها‪ُ .‬‬

‫ويظهرُذلكُعلىُثالثُمراحل‪ُ :‬‬

‫‪ُ.0‬مرحلةُتلقيُالبعثةُللتعليماتُمنُحكومتها‪ُ :‬‬

‫ُوزرة ُخارجية ُدولة ُالبعثة ُإليها ُإلحاطتها ُعلم ًاُ‬


‫وهي ُعبارة ُعن ُتوجيهات ُمبلغة ُمن ُا‬
‫بتعليمات ُحكومتها ُفي ُشأن ُقيامها ُبمهمتها ُفي ُالدولة ُالمعتمدة ُلديها ُ‪،‬وغالباً ُما ُتحدد ُهذهُ‬
‫التعليماتُواجباتُالبعثةُوالنهجُالذيُيتبعهُرئيسهاُ(السفير)ُ‪.‬علىُأنُيكونُذلكُفيُنطاقُ‬
‫صالحيتهُعلىُماُهوُمتاحُلهُ‪ُ .‬‬

‫وفيُالعادةُتعطىُهذهُالتعليماتُللمبعوثُالدبلوماسيُعندماُيغادرُإلىُجهةُعملةُفيُ‬
‫الدولة ُالتي ُتقرر ُالموافقة ُعلى ُإعتماده ُلديها ُ‪ُ ،‬أو ُعند ُإستدعائه ُللتشاورمعه ُ‪ُ ،‬والتعليماتُ‬
‫الحكومية ُتبلغ ُفي ُشكل ُوثائق ُو ازرية ُوالتعليمات ُالشفوية ُتبلغ ُمن ُو ازرة ُالخارجية ُسواء ُمنُ‬
‫وزيرهاُأوُالوكيلُالمختصُ‪ُ .‬‬
‫ونظ اًر ُللتطوراتُالتيُحصلتُفيُالمواصالتُواإلتصاالتُفإنُماُيزودُبهُالموظفُ‬
‫الدبلوماسيُمن ُتعليماتُتكونُبشكلُعام ُ‪،‬ولتجعلهُعلىُمعرفةُبالسياسةُالمتبعةُبينُدولتهُ‬
‫والدولةُالتيُسيعملُفيهاُ‪،‬كذاُالمشاكلُوالقضاياُالمعلقةُبينُالدولتينُوالمعلوماتُوالخلفياتُ‬
‫واألفكارُالتيُيجبُأنُيلمُبهاُالمبعوثُ‪ُ .‬‬
‫معُاألخذ ُبنظرُاالعتبارُأنُالمبعوثُالدبلوماسيُطول ُمدةُوجودهُفيُمهمتهُفيُمقرُ‬
‫بعثته ُيتلقى ُتعليمات ُمفصلة ُأول ُبأول ُعلى ُالمشاكل ُالتي ُتعرض ُله ُ‪ُ ,‬أو ُعندما ُتكون ُهناكُ‬
‫مفاوضاتُمحددةُ‪ُ,‬وقديماً ُكانُلصعبةُاالتصالُالسريعُيقومُالممثلُالدبلوماسيُبالتصرفُمنُ‬
‫تلقاء ُنفسه ُمؤث اًر ُذلك ُأحيان ًا ُعلى ُانتظار ُإستالمه ُتعليمات ُحكومته ُ‪ُ ,‬حيث ُتفرض ُحساسيةُ‬
‫الظروفُوعجالةُالموقفُعليهُأنُيبادرُإلىُذلك‪ُ.‬ولكنُفيُظلُوسائلُاإلتصالُالحديثةُفإنهُ‬
‫محدد ُفيما ُلديه ُمن ُتعليمات ُأن ُتكون ُمكتوبة ُبطريقة ُواضحة ُومحددة ُواال ُفعليه ُاإلتصالُ‬
‫بحكومتهُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫‪45‬‬
‫‪ُ.3‬ترجمةُالبعثةُلتعليماتُحكومتها‪ُ :‬‬
‫يمكن ُان ُتكون ُاولى ُالخطوات ُالدبلوماسية ُالتي ُتخطوها ُالبعثة ُممثلة ُبرئيسهاُ‬
‫(السفير)‪ ُ ،‬االتصالُبالحكومةُالتيُاعتمدتُالبعثةُإلمدادهاُبمعلوماتُتكونُقدُطلبتها‪ُ ،‬أوُقدُ‬
‫تكونُلمهمةُأخرىُتختلفُأهميتهاُ‪ُ,‬كإبرامُمعاهدةُأوُإنهاءُإبرامُمعاهدةُأوُطلبُإنهاءُمهمةُ‬
‫معينةُكتقريرُبعضُاالمتيازاتُالخاصةُاوُالتحضيرُللقاءُقمةُثنائيةُعلىُمستوىُالرؤساءُأوُ‬
‫وزراء ُالخارجية ُ‪ُ ،‬أو ُإخطار ُالحكومة ُإليقاف ُالحكومة ُبعض ُاألعمال ُغير ُالودية ُالتي ُقدُ‬
‫تتضمنُتهديدات‪ُ.‬وهذهُالخطواتُمنهاُالشكليُكاإلتصالُالشفويُبينُرئيسُالبعثةُالدبلوماسيةُ‬
‫ووزيرُخارجيةُالدولةُالمضيفةُ‪ُ،‬أوُرئيسُالدائرةُالمختصُ‪ُ،‬التيُتكونُدولةُالبعثةُفيُإطارُ‬
‫متابعةُدائرتهُ‪ُ،‬وقدُيكونُاإلتصالُبالمكاتباتُوذلكُبإرسالُمذكرةُدبلوماسية‪ُ،‬سواءُمنُجانبُ‬
‫البعثةُالدبلوماسيةُأوُرئيسهاُإلىُو ازرةُالخارجيةُالمذكورةُوقدُيشملُاإلتصالُكالُاألسلوبينُ‬
‫أيُيكونُشفوياًُثمُيتبعُ(بمكاتبة)ُ‪ُ ُ.‬‬
‫‪ُ.2‬إعدادُالتقاريرُالدبلوماسيةُ‪ُ :‬‬
‫ِ‬
‫مثلماُيقومُالممثلُأوُالمبعوثُالدبلوماسيُبتنفيذُالتعليماتُالتيُيذودُويوجهُبهاُمنُقبلُحكومتهُ‬
‫عنُطر ِ‬
‫يقُو ازرةُخارجيتهُمتبعاًُفيُذلكُإرسالُالمذكراتُالمختلفةُلحكومةُالد ُولةُالمضيفةُ‪ُ,‬فعليهُ‬
‫موافاةُحكومتهُبكلُالمعلوماتُالضروريةُمتضمنةُفيُتقاريرُدبلوماسيةُ‪ُ,‬وهناكُعدةُانواعُمنُ‬
‫التقاريرُوتختلفُفيُكيفيةُتقديمهاُ‪ُ .‬‬
‫أنواع التقارير وشروطها )‪ُ :(1‬‬

‫‪ ‬التقاريرُالدوريةُوهيُترسلُأسبوعياًُفيُالغالبُ‪.‬‬
‫‪ ‬التقارير ُالخاصة ُبموضوع ُمعين ُ‪ُ ,‬ويعرض ُفيها ُالممثل ُالدبلوماسي ُنتائج ُإتصاالتهُ‬
‫ومباحثاتهُ‪.‬‬
‫‪ ‬التقارير ُالطارئة ُوالمتعلقة ُبحادث ُمحلي ُعلى ُجانب ُمن ُاألهمية ُأو ُبتأثير ُحادثُ‬
‫عالميُوانعكاساتهُفيُالدولةُالمستقبلةُ‪.‬‬

‫)‪ (1‬د‪.‬هاشم الشاوي ‪ /‬الوجيز في فن المفاوضات _ مرجع سابق ص ‪. 21‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ ‬التقارير ُالمتعلقة ُبسير ُالمفاوضات ُالجارية ُبشأن ُعقد ُمعاهدة ُأو ُإتفاق ُ‪ُ ,‬وطلبُ‬
‫تعليماتُإضافيةُأوُإقتراحاتُجديدةُرداًُعلىُإقتراحاتُالطرفُاآلخرُ‪ُ.‬‬
‫ُ‬

‫يجب ُان ُترسل ُهذه ُالتقارير ُفي ُأوقات ُمناسبة ُبحيث ُتحقق ُالهدف ُلدولة ُالمبعوثُ‬
‫الدبلوماسي ُألن ُتأخيرها ُيجعلها ُعديمة ُالفائدة‪ُ ،‬ولذلك ُقد ُيكون ُبموافقة ُرئيس ُالبعثةُ‬
‫الدبلوماسية ُأن ُيتم ُاتصال ُالملحقين ُالفنيين ُللبعثة ُالدبلوماسية ُ(الثقافي‪ُ ،‬اإلعالمي ُالعسكريُ‬
‫التجاريُ‪ُ..‬الخ)ُمباشرةُبو ازرتهمُأوُهيئاتهمُحتىُالتكونُالتقاريرُعرضةُللتأخيرُ‪ُ .‬‬
‫كماُأنُالتقريرُيجبُأنُيكونُوافياًُوشامالًُويعطيُصورةُموضوعيةُعنُالحالةُالمحليةُ‬
‫وأثرهاُفيُمختلفُالميادين‪ُ ،‬والدبلوماسيُالكفوءُهوُمنُيستطيعُإستشفافُماهوُمهمُوحيويُ‬
‫منُالتفصيالت‪ُ ُ،‬ولذلكُيجبُأنُيكونُالتقريرُمطابقاً ُللحقيقةُوالواقعُحتىُلوُكانتُبياناتهُ‬
‫غيرُمناسبةُلدولةُالبعوث‪ُ،‬فرئيسُالبعثةُالدبلوماسيةُوكذلكُالملحقونُأوُالمستشارونُالفنيونُ‬
‫عليهمُتوخيُالموضوعيةُفيُكتابةُالتقريرُ ‪ُ,‬ودونُطمسُأوُتغييرُأوُتزويقُأوُتضخيمُفيُ‬
‫الوقائع‪ ُ ،‬إذ ُان ُعرضها ُبصورة ُغير ُدقيقة ُقد ُيؤدي ُإلى ُتغيير ُحقيقتها ُوتضليل ُالجهةُ‬
‫المستثمرةُلهاُأوُالمستفيدةُمنهاُ‪ُ .‬‬
‫وهناك ُحقيقة ُجوهرية ُينبغي ُمراعاتها ُمن ِ‬
‫ُقبل ُالبعثة ُالدبلوماسية ُوموظفيها ُ‪ُ ,‬وهي ُأنُ‬
‫هذهُالتقاريرُتمثلُخالصةُمهمةُلوظيفةُالبعثةُالدبلوماسيةُ‪ُ,‬وفضالًُعنُذلكُفإنهُمنُخاللُ‬
‫هذهُالتقاريرُسوفُتكونُصورةُالعالقاتُبينُدولةُالبعثةُالدبلوماسيةُوالدولةُالتيُإعتمدتهاُ‬
‫كماُستكونُمؤش اًرُلدولةُالبعثةُفيُحركتهاُالسياسيةُالدوليةُ‪ُ ُ.‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫العالقـــــــات الدوليــــــة‬
‫المبحث األول ‪ :‬العالقات الدولية في اإلسالم والمعاصرة ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬العالقات السودانية الدولية‪.‬‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫المبحث األول ‪:‬‬

‫‪:‬‬ ‫اإلسالم)‪(1‬‬ ‫العالقات الدولية في‬

‫العالقاتُالدوليةُفيُاإلسالمُهيُعالقةُفيُأصلهاُعالقةُاالنسانُبالتشريعاتُالسماويةُ‬
‫ُشاهد ُعلى ُذلك ُسورة ُاالسراء ُالتي ُأوضحت ُما ُحدثُ‬
‫ٌ‬ ‫في ُالديانات ُالسابقة ُلإلسالم ُوخير‬
‫للرسول ُ(صلعم) ُعنما ُعرج ُبه ُالى ُالسماوات ُالعال ُفي ُتلك ُالليلة ُالمباركة ُالتي ُحدث ُفيهاُ‬
‫العجبُالعجابُحينُأمُالرسلُواالنبياءُالسابقينُونرىُأنُفيُذلكُنوعُمنُالعالقاتُالدوليةُفيُ‬
‫االسالمُوالتيُتدعوُا لىُفالحُإنسانُاألرضُبرضاءُربُالسماءُالُيحكمهاُالقانونُالدوليُالذيُ‬

‫د‪ .‬علي عبد القوي العفاري ‪ /‬الدبلوماسية القديمة والمعاصرة _ األوائل للنشر والتوزيع والخدمات ‪,‬سوريا ‪ ,‬الطبعة االولى ‪6776‬م ‪ ,‬ص ‪. 21‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪48‬‬
‫تتحكمُفيهُطواغيتُاألرضُبلُيتحكمُفيهُاهللُالىُأنُيرثُسبحانهُوتعلىُاألرضُوماُعليهاُ‬
‫فسورةُاإلسراءُتحملُفيُطياتهاُالعالقاتُاالرضيةُ(العالقاتُالدولية)ُوكيفيةُإرتباطهاُمعُاهللُ‬
‫سبحانهُوتعالىُ‪(..‬إنُ الدينُعندُاهللُاإلسالم)ُفهيُتعبرُعنُوحدةُالبشريةُوُوحدةُالتوجهُالىُ‬
‫اهللُمماُيعنيُتوجيهُالعالقاتُالدوليةُلماُفيهُخيرُالبشريةُُُجمعاءُ‪ُ .‬‬

‫فالعالقاتُالدوليةُفيُاإلسالمُلهاُركائزُومعاييرُبينُدولُاالسالمُفيماُبينهاُوالدولُغيرُ‬
‫االسالميةُالتخرجُمنُنطاقُالكتابُوُالسنةُوصالةُالرسولُ(ص)ُبالرسلُجميعاًُداللةُواضحةُ‬
‫على ُشمولية ُاالسالم ُلكــافة ُالبشرية ُأي ُدويلة ُبالمعنى ُالحديث‪ُ ،‬فالرسل ُواألنبياء ُومن ُتبعهمُ‬
‫يمثلونُُدوالُبأكملهاُُولقدُالتقى ُبهمُالرسولُ(ص)ُفيُتلكُالليلةُالمباركةُوتواثقتُالعالقاتُ‬
‫النبويةُمعُالرسولُ(ص)ُالذيُيمثلُد ُولةُاالسالمُوتمثلُذلكُفيُخطابُالرسولُ(ص)ُلهؤالءُ‬
‫األنبياء ُوالرسلُعليهمُأفضلُالصالةُوالتسليم‪ ُ ،‬ومثالُلذلكُماُحدثُفيُتلكُالليلةُمنُالثناءُ‬
‫على ُاهلل ُالذي ُقال ُعيسى ُعليه ُالسالم ُللرسول(ص)حيث ُقال ُعليه ُالسالم ُ{ ُالحمد ُهلل ُالذيُ‬
‫جعلني ُكلمته ُوجعل ُمثلي ُكمثل ُآدم ُخلقه ُمن ُت ارب ُثم ُقال ُله ُكن ُفيكون‪ُ ،‬وعلمني ُالكتابُ‬
‫والحكمةُوالتوراةُواإلنجيلُوجعلنيُاخلقُمنُالطينُكهيئةُالطيرُفانفخُفيهُفيكونُطيراُبإذنُاهللُ‬
‫وجعلنيُأبريُاألكمهُواألبرصُوأحيُالموتىُبإذنُاهللُ}‪ُ ُُُُُُُُُ.‬‬

‫‪:‬‬ ‫المعاصرة)‪(1‬‬ ‫العالقات الدولية‬

‫للوقوفُعلىُالعالقاتُالدوليةُفيُهذاُالقرنُيمكنُالرجوعُالىُماكانتُعليهُالعالقاتُ‬
‫السياسية ُالدولية ُوالتطور ُالذي ُصاحبها ُفي ُالقرن ُالعشرين ُالذي ُأدى ُالى ُ ُطغيان ُالكيانيينُ‬
‫العظميين ُ(أمريكا ُو ُاالتحاد ُالسوفيتي) ُحيث ُكانت ُتشكل ُالخطر ُلمعظم ُشعوب ُالعالم ُوذلكُ‬
‫لعاملينُ‪ُ..‬أولهماُأنُهذهُالقوىُالدوليةُالسابقةُكانت ُتنطلقُمنُمرتكزاتُموحدةُوكانتُتعتمدُ‬
‫علىُقوانينُمتماثلة‪ُ،‬لكنُمنُالمالحظُأنُالعالقاتُالسياسيةُالدوليةُالمعاصرةُاآلنُإنطلقتُمنُ‬
‫مرتكزاتُسياسيةُمختلفةُإعتمدتُعلىُقوانينُوقواعدُتختلفُأحياناًُوتتوافقُفيُبعضُاألحيان‪ُ،‬‬
‫أما ُالعامل ُالثاني ُالذي ُيشكل ُخط اًر ُعلى ُمعظم ُالشعوب ُ ُهو ُالتطور ُالعلمي ُوالتقني ُالذيُ‬

‫د‪ .‬علي عبد القوي العفاري ‪ /‬الدبلوماسية القديمة والمعاصرة ‪ ,‬مرجع سابق ص ‪. 25‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪49‬‬
‫أصبح ُفي ُذيادة ُمطردة ُوهو ُيشكل ُخط اًر ُعلى ُكيانات ُالدول ُالنامية ُوذلك ُبفعل ُالمشاكلُ‬
‫والقضاياُالتيُتهمُهذهُالكياناتُ(الدولُالنامية)ُوعزلهاُعنُبعضهاُالبعض‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫فالعالقات ُالدولية ُاليوم ُأصبحت ُمرتكز ُالدبلوماسية ُفي ُتحريك ُالمصالح ُواالهدافُ‬
‫الوطنية ُوالخارجية ُفى ُكافة ُدول ُالعالم ُولكن ُالسيطرة ُفيها ُوالتحكم ُلألقوى‪ُ ،‬وقد ُأثبتت ُذلكُ‬
‫الدراساتُالحديثةُفيُالعالقاتُالدوليةُ‪ُ,‬وخيرُدليلُالنظامُالعالميُالجديدُوالعولمة‪ُ ،‬كلُهذهُ‬
‫المسميات ُتقود ُفي ُالغالب ُاألعم ُالى ُالعالقات ُالدولية ُاالكـاديمية ُاالتجاه ُالذي ُيخدم ُمصالحُ‬
‫دولُكبرىُبعينهاُ‪ُ.‬وبذلكُأصبحتُالعالقاتُالدوليةُهيُالتيُتتحكمُفيُالدولُالعظمىُلقيادةُ‬
‫النظام ُالعالمي ُالجديد ُإليجـاد ُ أشكال ُجديدة ُحتى ُتسيطر ُهذه ُالدول ُعلى ُعالقات ُالمجتمعُ‬
‫الدوليُبأثرهُوهذاُكماُوضحُجلياً ُبأنُالعالقاتُالدوليةُمنذُالحربُالعالميةُالثانيةُحتىُمجيئُ‬
‫النظامُالعالميُالجديدُتبحثُهذهُالدولُالعظمىُلتحلُمحلُاالوامرُالقديمةُفيُالقرنُالعشرينُ‬
‫والقرنُالواحدُوعشرينُحيثُمارستُأمريكاُمختلفُاألساليبُوالوسائلُللسيطرةُعلىُالعالقاتُ‬
‫الدولية‪ ُ،‬حيثُنجدهاُتمارسُإتصاالتهاُمعُالدولُالغربيةُودولُالعالمُالثالثُمعتمدةُعلىُركائزُ‬
‫التطورُاالقتصاديُوالماليُوالعسكريُوالدبلوماسيُ‪ُ ،‬وهذهُالركائزُتمثلُالسماتُالرئيسيةُللدولُ‬
‫الكبرى‪ُ،‬ولذلكُأصبحُالنظامُالسياسيُاألمريكيُ(الرأسماليُالديموق ـراطيُ ُ‬

‫الحر)ُمنذُنهايةُالحربُالعالميةُالثانيةُويكمنُنجاحُهذاُالنظامُالذيُثبتتُدعائمهُفيُتوريثُ‬
‫االنجازاتُالدوليةُللنظامُاالوروبيُعندماُتقهقرتُالدولُاالوروبيةُنفسياً ُويرجعُالسببُالرئيسيُ‬
‫ُ‬
‫في ُأن ُتكون ُأمريكا ُسيدة ُالعالقات ُالدولية ُهو ُإعتمادها ُعلى ُمبدأ ُالحرية ُوالديموقراطية ُفيُ‬
‫عالقاتها ُمع ُالمجتمع ُالدولي ُوهو ُالمبدأ ُالذي ُتطمع ُإليه ُالبشرية ُجمعاء ُوالنقيض ُلذلك ُهيُ‬
‫الديموقراطيةُالفاشيةُفيُاالتحادُالسوفيتيُ(سابقاً)ُالمتنومختلفةُالتيُساهمتُفيُالقضاءُعلىُ‬
‫االتحادُالسوفيتيُ‪ُ,‬وبذلكُإنفرادُالنظامُاالمريكيُبالسيطرةُعلىُسيرُالعالقاتُالدوليةُفيُهذاُ‬
‫القرنُ‪ُ .‬‬

‫ولذلكُيمكنُالقولُبأنُماهيةُالعالقاتُالدوليةُهيُتسييرُالوالياتُالمتحدةُللقوىُالدوليةُ‬
‫بمقدراتها ُالعسكرية ُوالتقنية ُواالعالمية ُ ُومن ُالمالحظ ُحظر ُأمريكا ُعلى ُاالعالم ُالدولى ُبانُ‬
‫اليذيع ُأو ُيبث ُما ُيثير ُتأليب ُالرأي ُالعام ُالعالمي ُعليها ُ‪ُ ,‬وهذا ُهو ُالتقييم ُالفعلي ُللعالقاتُ‬
‫‪50‬‬
‫الدوليةُفيُهذاُالقرنُوهناكُأيضاًُعاملُالديموقراطيةُأيُالنظامُالسياسيُالبريطانيُالذيُشكلُ‬
‫نوعاًُماُمنُالثنائيةُمعُالنظامُالسياسيُاألمريكيُالذيُأصبحُتحافُيؤثرُفيُخارطةُالعالقاتُ‬
‫الدوليةُالتيُتقودهاُأمريكاُفيُالحربُضدُاإلرهابُكماُتزعمُ‪ُ .‬‬

‫وتجدر ُاإلشارة ُهنا ُبأن ُأمريكا ُتدخل ُفي ُأزمات ُالشرق ُأوسطية ُمن ُأجل ُالمكاسبُ‬
‫التاريخُيشهدُعلىُذلكُفيُحربُإيرانُوالعراقُوالكويتُ(حربُالخليج)ُ‬
‫والمصالحُالذاتيةُلهاُو ُ‬
‫والحروبُاألهليةُفيُأفريقياُ(أنغوال‪ُ،‬الكنغو‪ُ،‬السودان)ُوقدُثبتُأنُدولُالمجتمعُالدوليُتتعاونُ‬
‫معُسياساتهاُالخارجيةُ(السياسةُاألمريكية)ُوتسخرُكافةُاالمكانياتُالماديةُوالتقنيةُلهاُمنُأجلُ‬
‫الحفاظُعلىُأمنهاُواستقرارهاُ‪ُ.‬في ُكل ُما ُتقدمُتعتبرُأمريكاُهيُالمحورُاالساسيُللعالقاتُ‬
‫الدوليةُغيرُأنُالمستفيدُاالولُمنُأمريكاُهوُالكيانُالصهيونيُ‪ُ,‬كماُانُضربُأمريكاُلمقدراتُ‬
‫دول ُالعالم ُالثالث ُأتاح ُذلك ُفرصة ُإلسرائيل ُلبناء ُقوتها ُاالقتصادية ُوالعسكرية ُبعدها ُتحققُ‬
‫سيطرتهاُعلىُفلسطي نُوقيامُدولتهاُالمزعومةُمنُالنيلُالىُالفراتُوالتيُتخططُلهاُإسرائيلُمنذُ‬
‫المؤتمرُالصهيونيُالذيُعقدُفيُ"بال"ُبسويسراُعامُ‪0666‬مُومنُذلكُالمؤتمرُسعتُإسرائيلُ‬
‫الى ُإستغالل ُالعالقة ُبين ُالمسيحية ُوالعهد ُالقديم ُفي ُتيئة ُالرأي ُالعام ُالغربي ُلتقبل ُأفكارهاُ‬
‫التوسعيةُداخلُالدولُالعربيةُوخصوصاً ُاالنسانُالغربيُالذيُينظرُللحضارةُالعربيةُعلىُإنهاُ‬
‫خصم ُأو ُمنافس ُوليس ُإمتداد ُلحضارته‪ُ ،‬ومن ُخالل ُاإلعالم ُاإلسرائيلي ُوبالكلمة ُوالصورةُ‬
‫والعمل ُالفني ُوالتقني ُوالعلمي ُتغيرت ُصورة ُاليهودي ُالبخيل ُالماكر ُلتحل ُمحلها ُصورةُ‬
‫اإلسرائيلي ُالذي ُيزرع ُالصحراء ُويسطلح ُاالرض ُليبني ُعليها ُحضارته ُفي ُوسط ُمتخلفُ‬
‫(المجتمعُالعربي)ُكماُترددُأجهزةُاإلعالمُاإلسرائيليةُ‪ُ .‬‬

‫‪51‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬

‫‪:‬‬ ‫الدولية)‪(1‬‬ ‫العالقات السودانية‬

‫صالتُالسودانُبالعالمُالخارجيُقديمه‪ُ ،‬فهوُلمُيعرفُالدبلوماسيهُواالتصالُبالعالمُ‬
‫اليوم ُبل ُعرفها ُمنذ ُزمن ُبعيد ُحيث ُكان ُيستقبل ُفي ُبالطة ُالممالك ُالقديمه ُوأبان ُالعهدُ‬
‫ُالمجاورة‪ُ ،‬فقد ُكان ُالسودانُ‬
‫ُ‬ ‫السناري ُأرسل ُاألمراء ُوالملوك ُويبعث ُالوفود ُوالرسل ُإلى ُالبالد‬
‫منذ ُأقدم ُالعصور ُعلى ُاتصال ُبالعالم ُالخارجي ُولم ُيكن ُمعزوال ُعما ُحوله ُمن ُاألممُ‬
‫والشعوب‪ُ ،‬وعندما ُيخطط ُ ُالسودان ُألمنه ُالقومي ُفي ُمستواه ُالدولي ُيهتدي ُبالسياساتُ‬
‫الخارجيهُالتي ُتحققُلهُالمنفعة ُالوطنية‪ُ،‬فالدولة ُكماُهوُمعلومُتسعىُفيُكثيرُمنُاالحيانُ‬
‫الىُانُتصلُالىُاهدافهاُالقوميهُعبرُالتجمعاتُاالقليميهُوُالدوليهُالهادفهُاىُالوفاقُبدالُ‬

‫)‪ (1‬وزارة الخارجية السودانية ‪ /‬إدارة المنظمات الدولية ‪ ,‬يونيو ‪9110‬م ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫من ُالتصادم ُ‪ُ ,‬وتسعى ُبجهودها ُبأن ُتكون ُمؤثره ُفي ُالسياسة ُالدولية ُ‪ُ ,‬وذلك ُلتفاىُُُُُُ‬
‫المخاطرُوُالنزاعاتُوُالحروبُفتكرسُجهودهاُللتنميهُوُالتعاون ُ ُكركيزهُلالمنُالقوميُوُ‬
‫العالميُُ‪ُ ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ.‬‬

‫ُُُُُوعندُقيامُاإلنقاذُفيُالثالثينُمنُيونيوُ‪ُ0666‬كانتُالبالدُتمرُبتدهورُداخليُفيُكافةُ‬
‫المجاالتُالسياسيهُواالقتصاديهُوُاالجتماعيهُُ‪ُ ُُُ.‬‬

‫ُثورة ُاالنقاذ ُالوطني ُتوجيهاتُ‬


‫ُُُُوفي ُسبيل ُتطوير ُالعالقات ُالدوليه ُالسودانيه ُوضعت ُ‬
‫رئيسيةُلسياسةُالسودانُالخارجيةُوهيُ‪ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ:‬‬

‫‪ .0‬السودان ُيُعتبر ُجزء ُمن ُالعالم ُاالسالمي ُو ُاالفريقي ُويسعى ُلوحدته ُوتقوم ُعالقاتهُ‬
‫الدوليه ُعلى ُاساس ُمن ُااللتزام ُبمبادئ ُالعزه ُو ُالحريه ُوالعدل ُو ُالسالم ُو ُيسعىُ‬
‫لتوظيف ُسياسته ُالخارجيه ُلدفع ُجهود ُبناء ُالوطن ُوتنميته ُوأمنه ُواستق ارره ُواعالءُ‬
‫مكانته ُبين ُ الدول ُوغيره ُمن ُالشعوب ُالمظلومه ُونصره ُالقضايا ُو ُمناهضه ُاشكالُ‬
‫القهرُوُالتفرقهُالعنصريهُوُالهيمنهُ‪ُ ُُُُ.‬‬

‫ُُُ ُ‬

‫ُ‪ ُ.ُ3‬يفيُالسودانُبالعهودُواالتفاقياتُوُالمواثيقُالدوليهُوُاالقليميهُمنُخاللُمؤسساتهُ‬
‫الرسميهُوُالشعبيهُلتحقيقُالعدالهُوالتعاونُالمشتركُورعايهُحسنُالجوارُعلىُأساسُمنُ‬
‫االحترام ُالمتبادل ُو ُالصدق ُو ُالمنافع ُالمشتركه ُو ُالعمل ُبصفه ُخاصه ُعلى ُتطويرُ‬
‫العالقاتُُالسياسيهُوُاالقتصاديهُوالثقافيهُمعُدولُالجوارُكافهُتكامالُواتحادُاًُ‪ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ.‬‬

‫وعلى ُصعيد ُآخر ُفإن ُمسؤوليه ُرسم ُسياسات ُالعالقات ُالدوليه ُالسودانيه ُتقع ُفي ُدائرهُ‬
‫الحقائب ُالو ازريه ُالتى ُتتوالها ُالدبلوماسيه ُالرسميه ُ(وزير ُالخارجيه ُ) ُوالبعثات ُالدبلوماسيةُ‬
‫والقنصلياتُالعسكريةُوُاألمنية‪ُ،‬وتتمثلُهذهُمجتمعةُفيُرسمُسياسةُالسودانُالخارجيةُوهيُُ‬
‫جهزة ُالدولة ُداخلياًُُ‬
‫تقوم ُبضبط ُو ُتنسيق ُالتحرك ُالخارجي ُالسياسي ُو ُالفني ُبكافة ُأ ُ‬
‫وخارجيُاً‪،‬ونجد ُان ُوزُارة ُالخارجية ُتعتبر ُالمستشار ُاالول ُلتطوير ُو ُبناء ُالعالقات ُالخارجيةُ‬
‫وأداة ُالتنفيذُالرئيسية ُللدبلوماسية ُالرسمية ُوُالتىُتعملُفيُإطارينُهماُاالطارُالثنائيُبينُ‬
‫‪53‬‬
‫السودان ُوالدول ُاألخرى ُو ُاإلطار ُمتعدد ُاالطراف ُوالذى ُيتمثل ُفي ُعالقات ُالس ُودان ُمعُ‬
‫المنظمات ُو ُالتجمعات ُالدولية ُو ُمؤسسات ُالتمويل ُالعالمية ُو ُالقطرية ُكاألمم ُالمتحدة ُوُ‬
‫الجامعة ُالعربية ُو ُمنظمة ُالوحدة ُاالفريقية ُو ُمنظمة ُالمؤتمر ُاالسالمي ُو ُالبنك ُالدولي ُوُ‬
‫يجبُاالشارةُاليُقضاياُحقوقُاالنسانُمعُمجلسُ‬
‫ُ‬ ‫صندوقُالنقدُوُالسوقُاالوروبية ُ‪ُ ،‬كماُُُ‬
‫األمنُوُقضيةُاالرهابُ‪ُ ُُُُُُُُُُُ.‬‬

‫وُتقومُأهدافُالسياسهُالخارجيةُفيُحكومةُاإلنقاذُخاللُالعشرُسنواتُالىُهذاُاليومُ‬
‫على ُما ُجاء ُفي ُبيانها ُاألول ُو ُمؤتمر ُاالستراتيجية ُالقومية ُالشاملة ُ‪ُ ,‬وقد ُتضمنت ُأهداف‬
‫السياسة الخارجيةُاالتى)‪ُ ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ:ُ(1‬‬

‫‪ُ/0‬حمايةُمقوماتُاألمنُالقوميُالسودانيُالعلياُبأبعادهُالشاملةُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ/‬العملُعلىُتحقيقُالسالمُكضرورةُإستراتيجيةُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫‪3‬‬
‫‪ُ/2‬تحقيقُاألمنُالغذائيُوُالصناعيُواالكتفاءُالذاتيُوزيادةُالصادراتُوجذبُاإلستثمارُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ/2‬تطويرُعالقاتُالسودانُالخارجيةُوُتحقيقُالتضامنُوُالتكاملُمعُدولُالجوارُالعربيةُوُ‬
‫كخطوةُأولىُنحوُالوحدةُالشاملةُ‪ُ .‬‬
‫اإلفريقيةُ ُ‬
‫‪ُ/6‬تحقيقُأهدافُالتأصيلُالحضاريُوُالتوجهُاإلسالمي‪ُ .‬‬
‫ُِ‬
‫اجهُالسودانُمنُقبلُالدولُالغربيهُفيُمجالُحقوقُاإلنسانُوُ‬
‫‪ُ/2‬التصديُلإلتهاماتُالتىُتو‬
‫دعمُاإلرهاب‪ُ،‬والتعريفُبالتطوراتُالدستُوريةُوُالسياسيةُوُاالقتصاديةُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫‪ُ/6‬متابعهُالتغيراتُالدوليهُوُالمساهمهُفيُقواعدُالنظامُالعالميُالجديدُواعادُهيكلُاألممُ‬
‫المتحدةُووكالتهاُلكيُتكونُأكثرُديموقراطيهُوُتعكسُتطلعاتُالدولُالناميهُوحجمهاُ‪ُ ُ.‬‬

‫‪ُ/6‬ربطُالجالياتُالسودانيةُفيُالخارجُبالتطوراتُالجاريةُفيهاُوُجذبُوُاستقطابُمدخراتها‪ُ،‬‬
‫إلىُجانبُتقديمُالخدماتُالقنصليةُوُغيرهاُ‪ُ .‬‬

‫واقع عالقات السودان الدولية )‪:(1‬‬

‫)‪ (1‬مقابلة مع السفير ‪ /‬محي الدين سالم بوزارة الخارجية ‪.‬‬


‫)‪ (1‬المقابلة السابقة ص‬

‫‪54‬‬
‫شهدتُعملياتُجذبُوُشدُدوليُوُإقليميُفيُبدايهُثورةُ‬
‫ُ‬ ‫العالقاتُالسودانية ُالدولية ُ‬
‫بيُ(ُأمريكاُوُ‬
‫ُ‬ ‫االنقاذُوذلكُنتاجُطبيعيُلرفضُالمجتمعُالدوليُالذيُيسيطرُعليهُالعالمُالغر‬
‫دولُاُوروباُوُإتباعها ُمنُالدولُالنامية)ُلنظمُالحكمُالعسكريُخاصهُالذىُيحملُفيُطياتهُ‬
‫أيدلوجيهُعقديهُُ (اإلسالم)ُحيثُتنظرُهذهُالدولُنظرهُمتطرفهُوُمتشددهُتصفُفيهاُاالسالمُ‬
‫باالرهاب ُو ُالذى ُأصبح ُيشكل ُهاجس ُللدول ُالغربيه ُوعلى ُرأسها ُأمريكا ُالذى ُأصبح ُاالنُ‬
‫واقعا ُملموسا ُبعد ُتفجيرات ُسبتمبر ُ‪ُ 3110‬ومن ُهنا ُكان ُالبد ُمن ُالوقوف ُعلى ُعالقاتُ‬
‫السودانُالدوليهُمعُالدولُاالفريقيهُ(ُإقليميا)ُوُالدولُالغربيةُخاصةُأمريكياُُُُُُُُ(ُدوليُاًُ)ُ‬
‫‪ُ.‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫عالقات السودان ببعض الدول األفريقية ‪:‬‬

‫العالقات السودانية المصرية ‪:‬‬


‫العالقاتُالسودانيهُالدوليهُترتبطُارتباطُوثيقُبدولُالجوارُ(ُإقليميهُ)ُالتىُتقومُعلىُ‬
‫مقوماتُطبيعيهُوُتاريخيهُوُعلىُرأسُهذهُالدولُالشقيقهُمصرُالتىُشهدتُعالقاتهاُتوترُ‬
‫شديدُوذلكُتجاهُمشكلهُحاليبُوُمياهُالنيلُفيُالعامُ‪ُ.ُ0666‬حيثُجمدُالنشاطُالبلوماسيُ‬
‫بسببُوقوفُالقاهرهُمعُالمعارضهُوهذاُبالطبعُأثرُبصورهُمباشرهُعلىُالعالقاتُالسودانيهُ‬
‫المصريهُ(ُبماُفيهاُاتفاقيهُمياهُالنيلُ)ُوُبصورهُغيرُمباشرهُبالعالقاتُالسودانيهُالدوليهُالتىُ‬
‫تنظر ُلها ُالدول ُاالخرى ُو ُخاصه ُالغربيه ُبأن ُتوتر ُالعالقات ُالسودانيه ُالمصريه ُيساعدُ‬
‫لتحقيقُاالمنُوُاالستقرارُالدوليينُللسودانُوُمصرُهوُالقضاءُعلىُالحروبُاالهليهُالدائرهُ‬
‫فيُجنوبُالسودانُوُهذاُماتمُبالفعلُوذلكُباالتفاقُعلىُانُتكونُحاليبُمصريهُسودانيهُ‬
‫فيُالعامُ‪ ُ 0666‬وُاتفاقُثنائيُحولُمياهُالنيلُبينُمصرُوُالسودانُوُكيفيهُبحثُاالتفاقُ‬

‫‪55‬‬
‫معُدولُحوضُالنيلُاالخرىُحولُمشكلهُالمياهُفيُالحسبانُبأنُُمصرُوالسودانُمصالحهاُ‬
‫تأخذُفيُاالعتبارُحولُايُاتفاقُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫هذا ُاستعراض ُلسياسة ُالسودان ُالخارجية ُتجاه ُالشقيقة ُمصر ُفي ُبداية ُثوره ُاإلنقاذُ‬
‫الوطنيُحيثُشهدتُهذهُالفترهُالتوترُالدبلوماسيُالىُانُوصلُللهجومُالعسكريُفيُمثلثُ‬
‫حاليب‪ُ،‬بعدهاُعادتُالعالقاتُالسودانيهُالمصريهُلمجراهاُالطبيعيُبفضلُجهودُالدبلوماسيةُ‬
‫الرسميةُوُالشعبيةُُفيُالبلدينُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫العالقات السودانية االريترية )‪:(1‬‬


‫فهناكُأيضا ُاريترياُالتي ُتمثلُالمرتكزُالشرقيُللعالقاتُالدوليهُالسودانيهُ‪ُ ,‬ولقدُمرتُ‬
‫العالقاتُالسودانيهُاالريتريهُبثالثهُمراحلُوهيُ‪ُ :‬‬
‫اإلشارة ُفيُهذاُالصدد ُإلى ُأن ُالجبهةُ‬
‫المرحله األ ولى ‪ :‬مرحلة التعايش و التعاون‪ُ ،‬فتجدرُ ُ‬
‫الشعبية ُلتحريرُاريترياُبزعامة ُ(افورقي)ُقدُارتبطتُخاللُفترهُكفاحهاُبحكومهُالخرطومُالتىُ‬
‫قدمتُلهاُالدعمُالمعنويُوُالسياسي‪ُ ،‬وسمحتُلهاُبإقامة ُمعسكراتُالتدريبُداخلُاالراضيُ‬
‫السودانيه ُ‪ُ .‬و ُلقد ُ عقدت ُحكومه ُاريتريا ُمع ُحكومه ُالسودان ُثمانيه ُاتفاقيات ُتكامليه ُو ُلقدُ‬
‫ابرمتُأولىُهذهُاالتفاقياتُفيُ‪0660ُ6\33‬مُ‪ُ,‬وكانُأخرهاُاالتفاقيةُاألمنيةُعامُ‪0662‬م‪ُ،‬‬
‫كماُامتدتُمظلهُالتعايشُوُالتعاونُإلنشاءُتجمعُدولُالقرنُاالفريقيُمنذُانعقادُمؤتمرُأديسُ‬
‫ابابا ُفي ُابريل ُ‪0663‬م‪ ُ ،‬وتوثقت ُالعالقات ُبين ُالجانبين ُمن ُخالل ُتفعيل ُو ُتنشيط ُاداءُ‬
‫(منظمه ُااليقاد) ُالتى ُتضم ُدول ُالقرن ُاالفريقي ُمضافُاً ُاليها ُكل ُمن ُكينيا ُو ُيوغندا‪ُ ،‬ولكنُ‬
‫بدأتُالعالقاتُبينُاريترياُوُالسودانُتتجهُُبشكلُمتزايدُنحوُالتدهورُ‪ُ .‬‬

‫صديق محمد أحمد مضوي ‪ /‬العالقات السودانية األريترية (المواجهة ومحاولة اإلحتواء) _ ‪6772‬م ص ‪. 02‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪56‬‬
‫المرحلة الثانية ‪ :‬مرحله تدهور العالقات ‪ُ,‬بعدُلقاءُالرئيسُاالريتريُافورقيُبقيادهُالمعارضهُ‬
‫السودانيهُفيُأسمراُفيُديسمبرُ‪0662‬مُ‪ُ,‬حيثُتمُاالتفاقُعلىُعقدُ(ُمؤتمرُالتجمعُ)ُوكانُ‬
‫يدعوُالىُادعاءُانُالسودانُتدخلُفيُشئونهاُالداخليهُوزعمهاُاتصالُالسودانُبتنظيمُالجهادُ‬
‫اإلسالميُالمعارضُاالريتريُوُمحاولهُالتنسيقُمعهُ‪ُ,‬بعدهاُشرعتُاريترياُفيُقطعُعالقاتهاُ‬
‫الدبلوماسيهُمعُالسودانُ‪ُ,‬ثمُجاءتُخطوهُتسليمُالحكومهُاالريتريهُمقرُالسفارهُالسودانيهُفيُ‬
‫اسمراُالىُالمعارضهُالسودانيهُفيُعامُ‪ُ 0666‬مُ‪ُ,‬والذىُكانُبمثابهُنقطهُانطالقُلتوحيدُ‬
‫صفوفُُُالمعارضهُاذُاتاحُلهاُتنفيذُخيارُالكفاحُالمسلحُالذىُعقدتُُالعزمُعلىُانتهاجهُوُ‬
‫التخلصُمنُُُاسلوبُالكفاحُالسلميُ‪ُ ُ.‬‬
‫ومقابلُذلكُالتزمتُالحكومهُالسودانيهُرفضُاالتهامُوُتوجيهُاالتهاماتُالمضادهُفقدُ‬
‫نفتُاالتهامُاالريتريُأوُانهاُتتحركُمنُأراضيهاُللعملُفيُاالراضيُ‪ُُ.‬االريترية ُمنُناحيةُ‬
‫أخرىُ ُاتهمتُالحكومة ُالسودانية ُاريترياُبمساندهُ(تنظيمُالبجهُالسياسيُ)ُفيُشرقُالسودانُ‬
‫الذي ُيسعى ُلقيام ُدوله ُمستقلة ُلشعب ُوقبائل ُالبجة‪ُ ،‬كما ُاتهمت ُالحكومة ُاالريترية ُبالسماحُ‬
‫للمعارضةُالسودانيةُبتشكيلُمليشياتُمسلحهُيجرىُتدريبهاُفيُمعسكراتُاريتريهُُولقدُأوفدتُ‬
‫الحكومه ُالسودانيه ُفي ُالعام ُ‪0662‬م ُوفد ُسوداني ُامني ُبقياده ُالمشير ُالزبير ُمحمد ُصالحُ‬
‫لبحثُهذهُالمشكلهُ(ُدعمُتنظيمُالجهادُاالريتريُاالسالميُ)ُمنُقبلُالحكومة ُالسودانية ُ‪ُ،‬‬
‫بعدهاُهدأتُاألوضاعُبينُالسودانُوُاريترياُطيلهُالربعُاالولُمنُ‪0662‬مُ‪ُ .‬‬
‫ُُ‬

‫ولقدُتصاعدتُحدهُالتوترُفيُالعالقاتُالثنائيهُالىُمرحلهُالصراعُالمعلنُوُهوُماُ‬
‫عبرت ُعنه ُسلسله ُمن ُاالحداث ُو ُالتفاعالت ُالعدائيه ُمنها ُتطور ُعمليه ُالدعم ُاالريتريُ‬
‫للمعارضه ُالسودانيه ُمن ُمجرد ُدعم ُسياسي ُالى ُاتهام ُالسودان ُالريتريا ُبتقديم ُالدعم ُلقواتُ‬
‫المعارضه ُالسودانيه ُو ُتزويدها ُبالسالح ُوتصريح ُالرئيس ُافورقي ُنفسه ُباستعداده ُلدعمُ‬
‫المعارضهُالسودانيهُعسكريا‪ ُ،‬هذاُباالضافهُالىُتوجيهُحكومهُالسودانُاتهاماُالريترياُبالتورطُ‬
‫المباشرُبقواتُاريتريهُفيُالقتالُوُاعترافُالحكومهُالسودانيهُفيُشهرُيوليوُ‪ُ0662‬مُبوقوعُ‬
‫عملياتُعسكريهُتنفذهاُالمعارضهُالسودانيهُفيُشرقُالسودانُبمعاونهُاريتريا ‪ُ .‬‬

‫‪57‬‬
‫وقد ُبلغ ُالتعقيد ُأقصاه ُعقب ُإعالن ُالرئيس ُاالريتري ُفي ُ‪0666|2|32‬م ُان ُالقواتُ‬
‫االريتريهُتقاتلُالىُجانبُالمتمردينُفيُشرقُالسودانُواعالنهُانُالقضاءُعلىُنظامُالحكمُ‬
‫فيُالسودانُبالقوهُيشكلُهدفاُرئيسياُلحكومتهُوُرغمُتأكيدُمسؤولونُاريتريونُانُتصريحاتُ‬
‫أفورقيُحرفتُالىُانُالحكومهُالسودانيهُاحتجتُلمجلسُاألمنُالدولي‪ُ ُ.‬‬

‫ُ حيثُقامُالممثلُالدائمُلدىُاالممُالمتحدهُبتوجيهُرسالهُالىُمجلسُاالمنُيحيلُفيهاُ‬
‫تفاصيلُاالعتداءاتُالتىُيرتكبهاُالنظامُاالريتريُفيُشرقُالسودانُعلىُمناطقُكسالُوُابوُ‬
‫قملُوُمرافيتُوُيطالبُمجلسُاالمنُباتخاذُاالجراءاتُالضرورية ُلوقفُتلكُاالعتداءات‪ُ،‬‬
‫كماُأعدت ُالحكومة ُ السودانيهُتقاريرُمفصلهُحولُهذهُاالعتداءاتُلعرضهاُلمنظمهُالمجتمعُ‬
‫الدوليُ‪ُ ُ.‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫أماُالمرحلة الثالثة وهي تطوير العالقات الثنائية بين السودان واريتريا‪ُ ،‬وهيُمرحلهُاالنفراجُ‬
‫فيُالعالقات‪ُ ،‬وتبعتُهذهُالمرحلة ُتحسنُعامُفيُعالقاتُالسودانُالدوليهُمعُمعظمُالدولُ‬
‫المجاورةُوُالصديقةُوُالغربية‪ُ،‬ولكنُمنُالمالحظُأنُهناكُمجموعهُمنُالتطوراتُوُالعواملُ‬
‫ُ‬
‫الخارجيه ُقد ُأفضت ُالى ُحدوث ُقدر ُمن ُاالنفراج ُفي ُالعالقات ُالسودانيه ُاالريتريه ُفي ُمايوُ‬
‫‪ُ0666‬مُ ُ‬
‫وُالتىُأدتُالىُالتخفيفُمنُالضغوطُاالقليميهُوُالدوليهُالواقعهُعلىُالسودانُبفعلُ‬
‫التحولُفيُاولوياتُكلُمنُاريترياُواثيوبياُعقبُاندالعُالصراعُالمسلحُبينهماُوُالذىُأدىُ‬
‫بدورهُالى ُ ُ هدوءُنسبيُفيُعالقاتُأديسُأباباُمعُالسودانُوُلقدُأغلقتُبوادرُاالنفراجُفيُ‬
‫العالقاتُاالثيوبيهُ‪ُ ُ.‬‬
‫الحكومهُالسودانيهُفيُاسمراُمماُدفعُاالخيرهُالىُالتجاوبُمعُمبادرهُالوساطهُالتىُاطلقتهاُ‬
‫دولهُقطرُالشقيقهُوأدتُالىُتوقيعُمذكرهُتفاهمُفيُنوفمبرُ‪ُ 0666‬مُ‪ُ,‬علىُاتفاقيهُمصالحهُ‬
‫لتنقيهُاألجواءُبينُالبلدين‪ُ ،‬وقدُتضمنتُالمصالحة ُالعديدُمنُالبنودُومنُبينهاُُعملُالبلدينُ‬
‫علىُحلُالمشاكلُالعالقهُبينهماُبالطرقُالسليمهُ‪ُ,‬ووقفُالحمالتُاإلعالميةُوُالعملُالفوريُ‬
‫إلعادة ُالعالقات ُالدبلوماسية ُو ُاحترام ُكل ُدوله ُسيادة ُاألخرى‪ُ ،‬وعدم ُالتدخل ُفي ُالشؤونُ‬
‫‪58‬‬
‫الداخلية ُلها‪ ُ ،‬كما ُتم ُاالتفاق ُعلى ُقيام ُلجنه ُسودانيه ُاريتريه ُمشتركه ُلمتابعه ُتنفيذ ُاالتفاقيهُُ‬
‫وقد ُعقدت ُاللجنه ُالسودانيه ُاالريتريه ُاالمنيه ُالمشتركه ُأولى ُاجتماعاتها ُفي ُشهر ُأغسطسُ‬
‫‪ُ0666‬مُوقررتُخاللُهذاُاالجتماعُتشكيلُلجنهُمراقبهُالحدودُبينُالدولتين‪ُ،‬وُلقدُاجتمعتُ‬
‫لجنه ُمراقبه ُالحدود ُفي ُمدينه ُكسال ُ‪0666|6|33‬م ُلمراقبه ُحركه ُاالفراد ُو ُالبضائع ُعبرُ‬
‫الحدود ُلتخفيف ُالتوتر ُبين ُالبلدين ُ‪ُ ,‬وفي ُخطوه ُايجابيه ُنحو ُتنفيذ ُاتفاق ُالمصالخه ُطلبتُ‬
‫الحكومهُاالريتريهُمنُالتجمعُالسودانيُالمعارضُإخالءُمبنىُالسفارهُالسودانيهُباسمراُمشيرهُ‬
‫بأنُالمرحلهُالقادمهُستشهدُتطوراُملحوظاُفيُالعالقاتُالثنائيهُبينُالبلدينُوُبالفعلُتمُفيُ‬
‫شهرُيوليوُ‪ُ3111‬مُتبادلُالسفراءُبينُكلُُمنُالخرطومُوُأسمراُ‪ُ ُُ.‬‬
‫وقدُكانتُابرزُمؤشراتُتحسنُالعالقاتُبينُالبلدينُهوُقيامُالرئيسُاالريتريُبزيارةُ‬
‫رسميةُالىُالسودانُالتقىُخاللهاُبالرئيسُالسودانيُوعددُمنُالسياسينُوُإتفقُالجانبانُعلىُ‬
‫االلتزام ُ بسياسه ُحسن ُالجوار ُو ُحل ُالمشاكل ُبين ُالبلدين ُبالطرق ُالسليمه ُ‪ُ ,‬كما ُتم ُاالتفاقُ‬
‫علىُحلُالمشكلهُ ُ عبرُالتفاوضُوُتفعيلُالحوارُالسياسيُوُليسُالوسائلُالعسكريهُ‪ُ,‬وُالُ‬
‫زالت ُالعالقات ُالسودانيه ُاالريتريه ُتتميز ُبحسن ُالجوار ُو ُعدم ُالتدخل ُفي ُالشُؤُون ُالداخليهُ‬
‫أليُمنُالبلدينُوُيعودُالسببُالرئيسيُلتميزُالسودانُبالعالقاتُالدوليهُالممتازهُخاصهُمعُ‬
‫الدولُالكبرىُ(ُأمريكيا‪ُ،‬بريطانيا‪ُ،‬الصينُ)ُفيُتلكُالفترةُ‪ُ ُ.‬‬
‫ُ‬
‫العالقات السودانية األثيوبية ‪:‬‬

‫أماُعالقاتُالسودانُمعُأثيوبياُلقدُشهدتُتدهورُخطيرُأثرُالمحاولةُالفاشلةُالغتيالُ‬
‫الرئيس ُالمصري ُحسني ُمبارك ُفي ُأديس ُأبابا ُفي ُ‪0666/2/32‬م ُ‪ُ ,‬واعالن ُالسلطاتُ‬
‫االثيوبية ُرفض ُحك ُومة ُالسودان ُالتعاون ُمعها ُلتسليم ُثالثه ُمن ُالعناصر ُاالرهابية ُالمتورطةُ‬
‫فيُالمحاولةُوالتيُتقيمُفيُالسودان‪ُ،‬وقدُاتخذتُالحكومةُاإلثيوبيةُبصددُهذهُاالزمهُمجموعهُ‬
‫منُاالجراءاتُتمثلتُفيُتخفيضُعددُالدبلوماسيينُبالبلدينُووقفُالرحالتُالجويهُلشركاتُ‬
‫أديسُأباباُوُالخرطومُوُفرضُتأشيرة ُعلىُالرعاياُالسودانينُالراغبينُ‬
‫ُ‬ ‫الطيرانُالسودانيهُبينُ‬
‫فيُالدخولُالىُاالراضيُاالثيوبيهُوُإغالقُالوكاالتُاألثيوبية ُالخاصة‪ُ ،‬وقدُوصلُالتعقيدُ‬
‫أقصاهُفيُينايرُ‪ُ 0662‬مُبتقديمُبيانُالىُ ُمجلسُاالمنُأشارتُفيهُالىُوجودُأدلة ُوُقرائنُ‬
‫‪59‬‬
‫منُشأنهاُأنُترفعُالىُالمجلسُوُادراجُهذه ُالمسألهُفيُجدولُأعمالهُوُاتخاذُاالجراءاتُ‬
‫الالزمهُبشأنهاُ‪ُ,‬وُفيُخطوهُالحقةُقامُالوفدُاألثيوبيُلدىُاألممُالمتحدهُباعدادُمشروعُداخلُ‬
‫اروقة ُمجلسُاالمنُالذىُاصدرُبشأنة ُفيُوقتُالحقُالقرارُرقمُُ(‪ُ)0162‬وُالذىُنصُ‬
‫على ُالزام ُالدول ُاألعضاء ُفي ُالمجلس ُبتخفيض ُحجم ُو ُمستوى ُالبعثات ُالدبلوماسيه ُوُ‬
‫المكاتب ُالقنصليه ُالسودانيه ُ‪ُ ,‬و ُتقييد ُاجراءات ُالحصول ُعلى ُتأشيرات ُالدخول ُبالنسبهُ‬
‫للموظفين ُالدبلوماسيين ُو ُأعضاء ُالحكومه ُالسودانيه ُوأفراد ُالقوات ُالمسلحه ُولكن ُاندالعُ‬
‫الحربُبينُاريترياُوُاثيوبياُأدىُلحدوثُتحولُفيُأولوياتُكلُمنُاثيوبياُواريترياُوالذىُأدىُ‬
‫بدوره ُلهدوء ُ ُ نسبي ُفي ُعالقات ُأديس ُأبابا ُو ُالخرطوم ُوهو ُيمثل ُمرحله ُتطور ُالعالقاتُ‬
‫السودانيهُاالثيوبيهُحيثُقامتُأديسُأباباُباغالقُمعسكراتُالجبههىُالشعبيهُلتحريرُالسودانُ‬
‫وُالمعارضهُفيُاألراضيُُاالثيوبيهُثمُكانُاجتماعُالرئيسُالسودانيُمعُرئيسُوزراءُأثيوبياُ‬
‫علىُمراسمُتنصيبُالرئيسُالجيبوتي‪ ُ ،‬كماُشاركتُبعدهاُاثيوبياُفيُاالجتماعُالمئويُالسابعُ‬
‫لمجموعهُدولُحوضُالنيلُفيُُمايوُ‪0666‬مُباديسُاباباُ‪ُ.‬وُاكدتُفيُهذاُالشانُانخراطهاُ‬
‫فيُمجموعهُدولُحوضُالنيل ُبعدُفترهُمن ُالتردد‪ُ ،‬ومنُأبرزُمظاهرُتطبيعُالعالقاتُبينُ‬
‫السودانُوُأثيوبياُمشاركهُوفدُكبيرُمنُأثيوبياُبرئاسهُرئيسُالبرلمانُوُعضويهُوزيرُالتجارهُ‬
‫فيُاالحتفاالتُبالذكرىُالعاشرهُلثورهُاالنقاذُُُالوطنيُ‪ُ,‬وقيامُوزيرُالتعدينُاالثيوبيُبتشريفُ‬
‫مناسبه ُاالحتفال ُبتصدير ُخام ُالنفط ُالسوداني ُ‪ُ ,‬كما ُبدأت ُالرحالت ُالجويه ُالسودانيه ُرحلةُ‬
‫إسبوعيةُالىُأديسُأباباُ‪ُ,‬ثمُكانتُزيارةُالرئيسُعمرُالبشيرُألديسُأباباُفيُنهايةُ‪0666‬مُ‬
‫والتي ُوصفها ُالمراقبون ُبأنها ُهامة ُوتاريخية ُفي ُعالقات ُالسودان ُالدولية ُبصورة ُعامةُ‬
‫والعالقاتُالسودانيةُاألثيوبيةُوبتاريخُ‪3111/2/2‬مُعقدتُلجنةُوزاويةُ ُسودانية‪ُ ،‬وقدُرأسُ‬
‫اجتماعاتُاللجنهُوزراءُخارجيهُكلُمنُالسودانُوُأثيوبياُوتمُخاللُهذهُاالجتماعاتُبحثُ‬
‫العديدُمنُالموضوعاتُمنُبينهاُترسيمُالحدودُبينُالبلدينُوشقُطريقُبينُُالسودانُ(الواليةُ‬
‫الشرقية)ُوأثيوبيا‪ُ،‬واستخدامُ أثيوبياُلمنفذُبورتسودانُعلىُالبحرُاألحمرُ‪ُ,‬كماُتمُاالتفاقُعلىُ‬
‫عددُمنُاالتفاقياتُفيُالمجاالتُالسياسيهُوُاالقتصاديهُوُكانتُهناكُخطوهُايجابيهُنحوُ‬
‫تطبيعُالعالقاتُالسودانيةُاألثيوبيةُفيُشهرُمارسُ‪3111‬مُوهيُالتوقيعُعلىُعشرهُاتفاقياتُ‬

‫‪60‬‬
‫للتعاونُالثنائيُفيُمجالُالتجارهُونقلُالبترولُوقدُوافقُالسودانُعلىُبيع ُالبترولُألثيوبياُوُ‬
‫السماحُلهاُباستخدامُميناءُبورتسودانُعلىُالبحرُاالحمرُ‪ُ .‬‬

‫العالقات السودانية اليوغندية ‪:‬‬

‫أماُعالقاتُالسودانُمعُيوغنداُفقدُشهدتُأزماتُومشاكلُعدهُمنذُاستقاللُالبلدينُإذُ‬
‫تقعُيوغنداُجغرافياُالىُالجنوبُمنُمنطقهُجنوبُالسودانُالملتهبهُبحربُأهليهُمنذُ‪0666‬م‪ُ،‬‬
‫وماُذادُالمسألة ُ تعقيداُهيُأنُغالبيهُالقبائلُالتىُتقطنُالمناطقُالحدوديهُفيُشمالُيوغنداُ‬
‫وفيُجنوب ُ ُالسودانُهيُقبائلُمشتركهُلديهاُجذورُفيُكالُالبلدين‪ُ ،‬وقدُتضافرتُمجموعهُ‬
‫منُالعواملُبشكلُسلبيُعلىُالعالقاتُبينُالدولتينُتتمثلُأهمهاُفيُأزمهُالثقهُبينُالنظامينُ‬
‫الحاكمينُفيُالس ُودانُويوغنداُ‪ُ,‬وُخضوعُحركاتُالمعارضهُفيُكالُالبلدينُلتجازباتُإقليميهُ‬
‫ودوليهُالىُجانبُالوضعُاالقتصاديُالمترديُلكالُالبلدينُوعدمُقدرهُاألنظمهُالسياسيهُفيُ‬
‫كل ُمنهما ُعلى ُمواجهه ُاألزمات ُ ُمما ُساهم ُفي ُتنامي ُحركات ُالمعارضـة ُضدها ُداخليا‪ُ،‬‬
‫وعليه ُنجـد ُاالتفاقيات ُالتي ُت ُوصل ُإليهـا ُ ُالجانبان ُ ُ ُ ُ ُ ُوالتي ُنصت ُعلى ُعدم ُالسماحُ‬
‫بإستخدامُأراضيُأيُمنهاُكقواعدُلمهاجمة ُاألخرى‪ُ ُ ،‬وحلُالمشاكلُوُالمنازعاتُعنُطريقُ‬
‫التفاوضُوُتشكيلُلجانُلبحثُقضاياُالحدودُبينُالبلدينُُلمُتسهمُفيُمعالجهُالتوترُالذىُ‬
‫سادُالعالقاتُالسودانيهُاليوغنديهُومنُالمالحظُأنُتحركاتُالحكومة ُالسودانيهُلبناءُعالقاتُ‬
‫دولية ُ مع ُدول ُالجوار ُاإلقليمي ُكانت ُناجحه ُمع ُأريتريا ُو ُمصر ُو ُأثيوبيا ُعلى ُالرغم ُمنُ‬
‫التوتر ُالذى ُتعرضت ُله ُالحكومه ُالسودانية ُبسبب ُنظام ُالحكم ُاإلسالمي ُالذى ُيتناقض ُمعُ‬
‫جميعُدولُالجوارُاالقليمي‪ُ ،‬ولكنُالعالقاتُالسودانية ُاليوغندية ُالزالتُتشوبهاُالشوائبُالتىُُ‬
‫تصلُفيُكثيرُمنُاألحيانُالىُقطعُالعالقاتُبينُالبلدينُ‪ُ ُ.‬‬

‫وُلقدُجرتُمحاوالتُالعادهُالعالقاتُبينُالبلدينُبواسطهُليبياُوايرانُوُكينياُ‪ُ,‬إالُأنُ‬
‫العالقات ُ غلبُعليهاُنمطُالتوترُالمستمرُ‪ُ.‬وقدُأسفرتُالمساعيُااليرانيهُمنُجانبُالرئيسُ‬
‫(عليُأكبرُرفسنجانيُ)ُلتسويهُالنزاعُبينُالدولتينُعنُتوقيعُاتفاق ُأمنيُسودانيُيوغندي‪ُ،‬‬
‫وفيُشهرُسبتمبرُ‪ 0662‬مُتعهدُالجانبانُبموجبُهذاُاالتفاقُبوقفُحمالتُالدعايهُالرسميهُ‬
‫وُإمتناعُكلُمنُالدولتينُعنُمساعدهُالقوىُالمعارضةُلكلُمنُالطرفينُوُأنُتتكفلُالدولتانُ‬

‫‪61‬‬
‫بترحيل ُالالجئين ُمن ُالجانبين ُالى ُمسافة ُتبعد ُعن ُالحدود ُبنحو ُمائه ُكيلو ُمتر ُ‪ُ ،‬غير ُأنُ‬
‫العالقاتُلمُتلبثُأنُعادتُللتوترُمره ُُأخرىُخاصهُبعدُقرارُالسلطاتُاليوغندية ُمنعُطائرهُ‬
‫الرئيسُعمرُالبشيرُمنُالتحليقُفوق ُأراضيهاُلدىُعودتهُالىُالخرطومُبعدُجولة ُفيُجنوبُ‬
‫ووسط ُأفريقيا‪ُ ،‬وهو ُاألمر ُالذي ُاعتبره ُالسودان ُمؤش ار ُللعداوه ُمن ُجانب ُيوغندا ُو ُبصفهُ‬
‫خاصهُبعدُمقاطعهُالرئيسُاليوغنديُ(ُموسفينيُ)ُلقمهُااليقادُالتىُعقدتُفيُنيروبيُيوليوُ‬
‫‪ُ 0666‬م ُكما ُاستمر ُالتوتر ُفي ُالعالقات ُعقب ُاتهام ُ ُ ُالسودان ُللقوات ُاليوغنديه ُبدخولُ‬
‫أراضيهُوالمشاركهُفيُالمعاركُالىُجانبُالمعارضهُالجنوبيهُبزعامهُ(ُجارانجُ)ُثمُقيامُوزيرُ‬
‫العالقاتُالخارجيهُللسودانُفيُ‪0666/3/ُ06‬مُبتوجيهُرسالةُإلىُرئيسُمجلسُاألمنُبشأنُ‬
‫مواصله ُالنظام ُاليوغندي ُتدخله ُالسافر ُفي ُشئون ُالسودان ُالداخليه ُو ُالملفت ُلالنتباه ُأنُ‬
‫الصراع ُالمتفجر ُفي ُمنطقه ُالبحيرات ُالعظمى ُو ُبصفه ُخاصه ُفي ُالكنغو ُالديموقراطيه ُوُ‬
‫ضلوع ُيوغندا ُفي ُهذا ُالصراع ُمن ُخالل ُدعمها ُلجماعات ُالمتمردين ُضد ُنظام ُ ُ ُالرئيسُ‬
‫الكنغوليُ( ُ لورانُكابيالُ)ُقدُأديُالىُالتخفيفُمنُحدهُالضغوطُالتىُتمارسهاُكمباالُعلىُ‬
‫الخرطومُمنُخاللُدعمهاُالسياسيُوُالعسكريُلحركهُالتمردُ‪ُ.‬وقدُأدىُذلكُفيُمجملهُالىُ‬
‫حدوثُقدرُمنُاالنفراجُفيُالعالقاتُبينُالبلدينُتمثلتُبوادرهُفيُتصريحاتُالرئيسُعمرُ‬
‫البشيرُبشأنُاستعدادهُلتسويهُالخالفاتُمعُيوغنداُواعادهُالعالقاتُبينُالبلدينُتالهاُتوقيعُ‬
‫الرئيسُالسودانيُوُاليوغنديُفيُنيروبيُعلىُاتفاقُالعادهُالعالقاتُبينُالبلدينُوُالذيُنصُ‬
‫على ُالتزام ُالدولتين ُنبذ ُاستعمال ُالقوه ُكوسيله ُلحل ُالخالفات ُ‪ُ ,‬وعدم ُتقديم ُالدعم ُالعسكريُ‬
‫أليُجماعاتُمتمردهُأوُمعارضهُمنُايُمنُالبلدينُ‪ُ,‬وُامتناعُالجانبانُعنُشنُحمالتُ‬
‫الدعايهُالعدائيهُ‪ُ,‬كماُنصُاالتفاقُعلىُفتحُمكتبينُفيُكمباالُوُالخرطومُفيُغضونُشهرُ‬
‫واحدُوُتشغيلهاُبدبلوماسيينُصغارُعلىُأنُيجريُتبادلُالسفيرينُفيُخطوهُالحقهُوُأنُتعادُ‬
‫العالقاتُالدبلوماسيهُفيُموعدُأقصاهُفبرايرُ‪3111‬م‪ُ ُ ،‬كماُنصُاالتفاقُأيضاُعلىُانشاءُ‬
‫لجنهُو ازريه ُمشتركه ُتنبثقُعنهاُثالثهُلجانُفرعيهُعلىُاالقلُلمعالجهُالمسائلُالسياسيهُوُ‬
‫االمنيه ُو ُاالنسانيه ُ‪ُ ,‬ولقد ُتمثلت ُأبرز ُمؤشرات ُانفراج ُالعالقات ُ ُ ُالسودانيه ُاليوغنديه ُفيُ‬
‫االجتماع ُالوزاري ُالرباعي ُالذى ُاستضافته ُالعاصمه ُاليوغنديه ُكمباال ُو ُ ُ ُشارك ُفيه ُوزراءُ‬
‫خارجيه ُكل ُمن ُمصر ُ‪ُ ,‬السودان ُ‪ُ ,‬ليبيا ُ‪ُ ,‬يوغندا ُو ُبحضور ُممثلين ُمن ُمركز ُ ُكارترُ‬

‫‪62‬‬
‫االمريكيُوُاليونيسيفُوُالمفوضيهُالعلياُللالجئينُالتابعهُلالممُالمتحدهُوُلقدُتمُخاللُهذاُ‬
‫االجتماعُالرباعيُوضعُاالسسُالالزمهُالتىُسيكفلُتنفيذهاُبلوغُمرحلهُتطبيعُالعالقاتُبينُُُُ‬
‫الدولتينُ‪ُ,‬حيثُجددُالجانبانُالسودانيُوُاليوغنديُالتزامهماُبعدمُتدخلُكلُمنهماُفيُشئونُ‬
‫االخر ُ‪ُ ,‬و ُضروره ُمعالجه ُ القضايا ُالعالقه ُبينهما ُبالوسائل ُالسليمه ُمن ُبينها ُنشر ُمراقبينُ‬
‫عسكريينُعلىُُالحدودُوذلكُبمشاركهُوُفدينُمصريُوُليبيُ‪ُ ُ.‬‬

‫العالقات السودانية األمريكية )‪:(1‬‬

‫أما ُالعالقات ُالدولية ُبين ُالسودان ُو ُأمريكا ُقد ُشهدت ُتوت اًر ُخطي اًر ُخاصه ُفي ُبدايةُ‬
‫المرحلة ُالثانية ُاالنقاذ ُالتي ُاتسمعت ُبكثره ُاصدار ُالق اررات ُوالمراسم ُالجمهورية ُوهي ُبالطبعُ‬
‫تنظرُلهاُامريكاُبالتغولُع ليُالديمقراطيةُوالحريةُالتيُيدعيُلهاُنظامهاُالحاكمُ‪,‬ففيُالواقعُ‬
‫ربطتُحكومةُالسودانُبينُالقرارُالمنفصلُُ(ُأيُاالستغاللُالسياسيُالتامُمنُايُضغوطُ‬
‫خارجيةُ)ُُومبدأُالسيا دةُمنُجههُوبينُااليدلوجياُمنُجهةُاخريُمماُاظهرهاُبمظهرُالنظامُ‬
‫الراعيُلالنظمةُاالسالميهُبدافعُاساسيُكماُبداُوهوُاحتواءُافريقياُاسالمياُدونُاهتمامُبأيُ‬
‫اعتباراتُأخري‪ُ ،‬وقدُرصدُاألمريكان ُذلكُباهتمامُكبيرُفىُهذاالتوجهُخصوصاُوانُالسودانُ‬
‫كانتُلهُعالقاتُوطيدةُمعُايرانُفىُتلكُالفترةُودعمتهاُعسكرياُوقد ُنقلتُاجهزةُاالعالمُ‬
‫ذلكُبوضوحُ‪ُ.‬وقدُكانُذلكُفيُالعامُ‪ُ0662‬وعلىُوجهُالخصوصُوقدُخصصُفريقُعملُ‬
‫امريكى ُجمهوري ُلدراسة ُ ُالوضع ُفي ُالسودان ُ ُُواثارة ُوبالذات ُالمنازعات ُالحدودية ُبينُ‬
‫السودانُوجيرانهُ‪ُ .‬‬

‫ُوالُزالتُتلكُالدراساتُهىُالمرجعُاالساسيُالمتداولُلديُالدوائرُالخارجيهُلعالقاتُ‬
‫السودانُالدوليةُوقدُبلغُالتوترُاقصاهُبينُالعالقاتُاالمريكيهُوالسودانيهُفىُالعامُ‪ُ 0662‬مُ‬
‫حيثُاغلقتُالسفارةُاالمريكيهُفىُبالخرطومُثمُبداتُاالحوالُتعودُالىُطبيعتهاُحيثُفتحتُ‬

‫)‪(1‬د‪.‬صالح الدين عبدالرحمن الدومة ‪ /‬العالقات السودانية األمريكية ‪ ,‬دار الفكر بيروت الطبعة االولى ‪6772‬م ص ‪. 605‬‬

‫‪63‬‬
‫السفارةُابوابهاُُ‪ُ 0662‬مُ‪ُ,‬ولكنُاطرتُمرةُاخريُلعدمُمزاولهُالنشاطُالدبلوماسىُُبلُتمُ‬
‫اجالء ُالدبلوماسسين ُاالمريكان ُفى ُالخرطوم ُبعد ُضبط ُاجهزة ُاالمن ُالسوداني ُلعناصر ُمنُ‬
‫المعارضةُالسودانيةُمعُبعضُالبلوماسينُاالمريكانُبعدُاجتماعُللقضاءُعليُنظامُالحكمُفىُ‬
‫السودانُوكانُذلكُفىُالعامُ‪ُ 0666‬مُوضربُمصنعُالشفاء‪ُ،‬ولكنُبعدُأن ُتمُاالتفاقُعليُ‬
‫التفاوضُمعُالحكومةُاالمريكيةُبواسطةُالمندوبُالدائمُللسودانُلديُاالممُالمتحدةُبنيويوركُ‬
‫فىُينايرُ‪0666‬مُرجعتُالعالقاتُالسودانيةُاالمريكيهُلمرحلةُبدايةُالتطبيعُُ‪ُ .‬‬

‫ولكنُقبلُالوصولُلمرحلةُالتطبيعُالبدُمنُاالُشارةُاليُانُامريكاُتريدُالسيطرةُعليُالعالمُ‬
‫بأسُره ُ وليس ُعلي ُالسودان ُوكان ُالبد ُللسودان ُان ُيالقى ُضغوط ُامريكيه ُمن ُخالل ُمجلسُ‬
‫االمن ُالدولي ُواالمم ُالمتحدة ُالتي ُتسيطر ُعلي ُوتهيمن ُعليهما ُامريكا ُوالتى ُعانى ُالسودانُ‬
‫منهاُكثيراُفيُالعشرُسنواتُالماضيةُولقدُنجحتُامريكاُوالدولُالعظميُالمعاديهُلسياساتُ‬
‫السودان ُباستصدار ُق اررات ُعبر ُمجلس ُاألمن ُمنها ُالقرار ُ(‪ُ )0122‬و(‪ُ )0162‬ومشروعُ‬
‫القرار ُ(‪ُ ,ُ ) 0161‬ولم ُتكتف ُامريكا ُوحلفاؤها ُبذلك ُبل ُسعت ُالدراج ُالسودان ُتحت ُالئحةُ‬
‫الدولُالتيُترعى ُاالرهابُ‪ُ,‬وقدُاصدرتُقرارُفيُذلكُعامُ‪ُ 0662‬مُيقضيُبانُالسودانُ‬
‫دولةُترعيُاإلرهاب‪ُ .‬‬

‫ُكماُقصفتُفىُالعامُ‪ُ 0666‬مُمصنعُالشفاءُلالدويهُولقدُفشلتُمحاوالتُمجلسُ‬
‫األمنُوهيئةُاألممُالمتحدةُلكيُتستجيبُأمريكاُلطلبُالسودانُبإرسالُبعثةُتقصيُالحقائقُ‬
‫وهوُاالدعاءُاالمريكىُعنُملكيةُالمصنعُلرجلُاالعمالُالسعوديُاسامهُبنُالدنُوالذىُكانُ‬
‫يقيمُسابقاُفىُالسودانُوهوُاحدُالمتهمينُفيُقضيهُتفجيرُالسفارةُاالمريكيةُفىُكينياُ‪ُ0666‬‬
‫مُباالضافةُالىُانتاجُالمصنعُألسلحةُكيماويةُُ‪ُ .‬‬

‫ونرى ُإن ُ العالقات ُالسودانية ُاالمريكية ُفقد ُط ار ُعليها ُتحسنا ُملحوظا ُخاصة ُبعدُ‬
‫تفجيراتُسبتمبرُ‪ُ3110‬م‪ُ،‬وهذهُالعالقاتُمنذُنهاياتُ‪ُ0666‬مُوخاللُهذهُالفترةُالىُحادثةُ‬
‫الت فجيرات ُكانت ُتتسم ُبالتعاون ُاالمنى ُفى ُكافة ُالمجاالت ُكما ُصرح ُد‪.‬مصطفى ُعثمانُ‬
‫اسماعيل ُخالل ُزيارتة ُللسفارة ُاالمريكية ُيوم ُالثالثاء ُ‪ُ 06‬سبتمبر ُ‪ُ 3110‬م ُ‪ُ ,‬واكد ُانُ‬
‫‪64‬‬
‫االتصاالتُسوفُتستمرُاىُاالمنيةُعبرُالفريقُاالمنىُالموجودُفىُالسودانُُالذيُيعملُمعُ‬
‫االجهزة ُاالمنيه ُالسودانية ُالمختصة ُحتى ُيتم ُازالة ُاي ُلبس ُيربط ُالسودان ُباإلرهاب‪ُ ،‬حيثُ‬
‫ذكرُوزيرُالخارجيةُبانُاالرهابُقضيةُعالميةُمعرباُعنُتمنياته ُبأنُال ُيربطُبعرقُأو ُدين‪ُ،‬‬
‫كماُنفىُد‪.‬مصطفىُالشائعاتُالتىُترددُحولُضربُامريكاُللسودانُكماُنقلُالتعاونُالسرُ‬
‫ُاالمريكية ُبالخرطوم ُ‪ُ ,‬وبعدها ُاكد ُوقوف ُالسودان ُبقوة ُفىُ‬
‫ُ‬ ‫الضحايا ُاالمريكان ُعبر ُالسفارة‬
‫التعاونُوالمساعدةُلمكافحةُاالرهابُ‪ُ .‬‬

‫ُ‬

‫والتطبيعُالذيُيحققُاألهدافُالدوليةُالمشتركةُفىُكافةُالمجاالتُهوُتطبيعُالعالقاتُ‬
‫االمنيةُوهوُماحدثُبينُالخلرطومُوواشنطنُخاصةُبعدُقرارُمجلسُاالمنُبرفعُالعقوباتُعنُ‬
‫السودانُ‪ُ 3110/6/36‬مُبعدهاُكانتُهناكُمفاوضاتُبينُالخرطومُوواشنطنُحولُمشكلةُ‬
‫الجنوب ُوالسالم ُفى ُالسودان ُوهذا ُمؤشر ُجيد ُلبناء ُعالقات ُمتعاونه ُبينهما ُفى ُالمستقبلُ‬
‫القريبُولكنُهناكُنقطةُلبدُمنُاالشارةُاليهاُوهىُانُامريكاُوحلفاؤهاُالُيقيمونُعالقاتُمعُ‬
‫الدولُاالُعليُاساسُمايحققُمصالحهاُوسياساتهاُالخارجيةُحتىُلوُكانُعليُحسابُاهدافُ‬
‫الدولُالوطنيةُ(السياسةُالداخليةُ)ُ‪ُ.‬كماُانُعلىُحكومةُالسودانُانُتضعُفىُاالعتبارُانُ‬
‫هناكُمخاطرُدوليةُموضوعةُفىُاذهانُقياداتُالدولُالغربيهُوعليُراسهاُامريكاُالتىُتسيطرُ‬
‫عليُهيئةُاالممُُالمتحدةُومجلسُاالمنُ‪ُ,‬وهىُلمُتنتهىُبعدُاالُبعدُتحركاتُالدبلوماسيةُ‬
‫الرسمية ُواالعالمية ُخاصة ُبعد ُقرار ُمجلس ُاالمن ُاالخير ُتجاه ُالسودان ُ‪.‬الذى ُفتح ُمنافذُ‬
‫التفاهمُوالتعاونُحولُمصيرُالسالمُومحاربةُاالرهابُولعلُهناكُهناتُسوفُتضعهاُامريكاُُ‬
‫اي ُشرط ُيصعب ُعلي ُحكومة ُالسودان ُتنفيذها ُاال ُاذا ُوضعت ُ ُاهداف ُالدولة ُالعليا ُفوقُ‬
‫بعضُالجزيئاتُلسياسيةُالسودانُالداخليةُ‪ُ .‬‬

‫العالقات ُالسودانية ُاألمريكية ُخالل ُالعام ُ‪0666‬م ُوالى ُ‪3111‬م ُشهدت ُاحداثًُا ُفىُ‬
‫غايةُاأل هميةُحيثُازدادتُالضغوطُاالمريكيةُعليُالسودانُحيثُصدرُقرارُمجلسُالنوابُُ‬
‫رقمُ(‪ُ)61‬قرارُمجلسُالشيوخُ(‪ُ)016‬باالضافةُلماُيسميُبقانونُالسالمُفىُأحداثُسبتمبرُ‬
‫‪3110‬م‪ُ،‬كماُاتصفتُالعالقاتُالسودانيةُاالمريكيةُفيُبدايةُالعامُ‪3111‬مُوهىُالفترةُالتيُ‬

‫‪65‬‬
‫بعد ُق اررات ُالرابع ُمن ُرمضان ُحيث ُاعلن ُالناطق ُالرسمى ُباسم ُالخارجية ُالسودانية ُبانهمُ‬
‫يجدون ُصعوبة ُفى ُتقييم ُالوضع ُوانه ُمن ُالسابق ُالوانة ُاستخالص ُالنتائج ُ‪ُ ,‬مضيفا ُبانُ‬
‫الوالياتُالمتحدةُتنتظرُلتريُعماُاذاُكانُتغيراُسيحدثُفىُسياساتُالسودانُبماُيحققُتقدماُ‬
‫فىُالمصالحةُالوطنيةُوانهاءُحربُالجنوبُواحترامُحقوقُاالنسانُ‪ُ,‬كماُتجدرُاالشارةُهناُ‬
‫الىُتحسنُعالقاتُالسودانُبكنداُحيثُاستمرتُتُقدمُالدعمُاالنسانىُللسودانُُ‪ُ,‬كماُزادرُ‬
‫وفدُمنُالمسؤلينُالكنديينُالسودانُمنُبينهمُُ(فوردنُهولدون)مديرُادارةُشرقُوجنوبُافريقياُ‬
‫بالخارجيةُالكنديةُ‪ُ .‬‬

‫العالقات السودانية األوروبية واآلسيويـة )‪:(1‬‬

‫أما ُعالقات ُالسودان ُمع ُبريطانيا ُفقد ُشهدت ُتدهور ُخالل ُالعام ُ‪3111-0666‬مُ‬
‫وكانتُبدايةُالتدهورُفىُالعامُ‪ُ 0666‬مُبسببُالموقفُالبريطانىُالمؤيدُللقصفُاألمريكيُُ‬
‫لمصنعُالشفاءُومجاراتهاُللعداءُاالمريكيُللسودانُاماُالعالقاتُالسودانيةُمعُاالتحادُاالوربىُ‬
‫فقدُشهدتُتطورُملحوظُخاللُالعامُ‪0666‬مُو‪3111‬مُحيثُتمُاستئنافُالحوارُالسودانىُ‬
‫االوربي ُتحت ُمسمي ُالحوار ُالمتجدد ُعبرة ُعدت ُاتصاالت ُعقدت ُمع ُقيادة ُو ازرة ُالخارجيةُ‬
‫ومثل ُفيها ُالجانب ُاالوربي ُللسفراء ُالمعتمدون ُلدي ُالسودان‪ُ ،‬حيث ُصدرت ُعدة ُبيانات ُمنُ‬
‫االتحادُاالوربىُيرحبُويبشرُبخطواتُالحكومةُالسودانيةُفىُمجاالتُاالغاثةُووقفُاطالقُ‬
‫النارُواستئنافُالتفاوضُمعُحركةُالتمردُوقدُكانُالتصويتُلصالحُالسودانُمنُقبلُاالتحادُ‬
‫االوربيُمنذُ‪ 0663‬مُفيُالمجموعةُاالفريقيةُالكاريبيةُالباسفكيةُوذلكُباالعترافُبالتطوراتُ‬
‫الدستوريةُفيُالسودان‪ُ،‬وهذاُكانُخطوةُهامةُفىُسبيلُتعزيزُالمسارُالجديدُللعالقاتُالثنائيةُ‬
‫معُدولُاالتحاد‪ُ ،‬وعلىُمحيطُالعالقاتُمعُاسياُنالحظُايضاُعالقاتُالسودانُمعُالصينُ‬
‫التيُتعتبرُانموذجُللعالقاتُالسودانيةُالدوليةُحيثُتقومُعليُاالحترامُالمتبادلُوشمولهاُلكافةُ‬
‫المجاالتُالسياسيةُواالقتصاديةُوالثقافيةُ‪ُ,‬فقدُتواصلتُهذهُالعالقاتُبينُكبارُالمسؤولينُفيُ‬
‫البلدين ُحيث ُقام ُوزير ُالخارجية ُالسوداني ُبزيارة ُالي ُالصين ُفي ُالعام ُ‪0666‬م ُتم ُخاللهاُ‬

‫)‪ (1‬الصادق مساعد يوسف ‪/‬العالقات العامة وسياسة السودان الدولية ‪ ,‬الطبعة االولي ‪6771‬م ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫التوقيع ُعلي ُاتفاقية ُالتنسيق ُالسياسي ُبين ُو ازرتي ُالخارجية ُ‪ُ ,‬كما ُشارك ُوفد ُصيني ُرفيعُ‬
‫المستويُبرئاسةُوزيرُالبيئةُواالراضيُالصينيُفيُاحتفاالتُالسودانُبالذكريُالعاشرةُبثورةُ‬
‫االنقاذُالوطنيُوبدءُتصديرُالبترولُالسودانيُ‪,‬كماُسجلتُالعالقاتُاالقتصاديةُوالتجاريةُفيُ‬
‫العام ُ‪ 0666‬م ُتطور ُمتطرد ُشمل ُاالستثمارات ُالصينية ُالضخمة ُخاصة ُفي ُمجال ُالبترولُ‬
‫والبنياتُالتحتيةُ‪,‬اليُجانبُالتبادلُالتجاريُوالثقافيُ‪,‬اماُعالقاتُالسودانُمعُاندونيسياُفهيُ‬
‫عالقات ُمتينة ُقوامها ُالتفاهم ُالسياسي ُوالتنسيق ُالتام ُفي ُالمحافل ُالدولية‪ُ ،‬إال ُإن ُاألوضاعُ‬
‫الداخلية ُالمضطربة ُفي ُاندونيسيا ُالقت ُبظاللها ُعلي ُالتعاون ُاالقتصادي ُحيث ُتجمدتُ‬
‫المشاريع ُالمشتركة ُوذلك ُبسبب ُالعواصف ُالسياسية ُهبت ُعلي ُاندونيسيا ُفي ُالعام ُ‪0666‬مُ‬
‫وعليُالرغمُمنُذلكُلقدُتمُعليُالصعيدُالسياسيُتبادلُالعديدُمنُالزياراتُابرزهاُزيارةُعليُ‬
‫الحاج ُمحمد ُمبعوث ُمن ُالسيد ُرئيس ُالجمهورية ُوزيارة ُمبعوث ُالرئيس ُاالندونيسي ُاليُ‬
‫السودان ُ‪,‬اما ُعالقات ُالسودان ُمع ُماليزيا ُخالل ُالعام ُ‪0666‬م ُتميزت ُباقامة ُالتمثيلُ‬
‫الدبلوماسي ُالمقيم ُ‪,‬حيث ُانشئت ُماليزيا ُسفارتها ُالول ُمرة ُبالخرطوم ُبدرجة ُقائم ُباالعمالُ‬
‫‪,‬االمرُالذيُ سهلُانسيابُتيارُالعالقاتُبينُالبلدينُحيثُقامُرئيسُالجمهوريةُبزيارةُلماليزياُ‬
‫علي ُراس ُوفد ُرفيع ُالمستوي ُلحضور ُمؤتمر ُقمة ُالنكاوي ُالذي ُتنظمه ُماليزيا ُفي ُاطارُ‬
‫جهودها ُلتنمية ُالعالقات ُبين ُدول ُالجنوب ُعلي ُاساس ُالشراكة ُالنزيهُ‬
‫"‪ُ " ُ SMART..PARTNERSHIP‬كما ُشهد ُالعام ُ‪0666‬م ُزيارات ُالعديد ُمن ُكبارُ‬
‫المسؤوليينُفيُالبلدين‪ُ ،‬والمعلومُأن ُشركةُ(بتروناسُ)ُالماليزيةُتمثلُاهمُالشركاتُالمساهمةُ‬
‫فيُمشروعُالبترولُالسودانيُ‪ُ .‬‬

‫تميزُالعامُ‪0666‬مُوبدايةُالعامُ‪3111‬مُمدخالُللولوجُاليُالقرنُالحاديُوالعشرونُ‬
‫وعهدُالعولمةُبحركةُنشطةُللدبلوماسيةُالسودانيةُعليُصعيدُالمنظماتُالدوليةُهدفتُلتأكيدُ‬
‫الدور ُالفعال ُللسودان ُوهو ُيستشرف ُآفاق ُاأللفية ُالثالثة ُ‪ُ ,‬في ُأنشطة ُوفعاليات ُالمنظماتُ‬
‫ُواُب ارزه ُكدولة ُتعاونُ‬
‫الدولية ُ‪ُ ,‬تأكيدُاً ُإللتزام ُالسودان ُبميثاق ُاألمم ُالمتحدة ُوالقانون ُالدولي ُ‬
‫وسالم ُتحرص ُعلي ُتعزيز ُعالقات ُالتعاون ُالدولي ُفي ُإطار ُاإلحترام ُالمتبادل ُ ُولعل ُخيرُ‬
‫دليلُعليُهذاُماُتمُمنُتعاونُمعُأمريكاُوُحكومةُالسودانُلمكافحةُاالرهابُبشتيُأشكالهُ‬
‫تحتُمظلةُ(اإلتحادُالدوليُلمكافحةُاالرهاب)‪ُ.‬والذيُخسرتُفيهُالحكومةُالسودانيةُبعضُ‬
‫‪67‬‬
‫العالقاتُالثنائيةُأوُربماُماُيحدثُهذاُخاصةُمنُقبلُبعضُالدولُالعربيةُواإلسالمية‪ُ ،‬لكنُ‬
‫بجهودُالدبلوماسيةُالسودانيةُواإلعالمُالسودانيُيمكنُتوضيحُماُجعلُالسودانُانُيقفُهذاُ‬
‫الموقفُالذيُيعتبرُتغيرُتامُإلتجاهُحكومةُالسودانُصوبُأمريكاُالتيُالُزالتُتعملُبحرصُ‬
‫ُرسهاُ‬
‫شديد ُفي ُبناء ُعالقاتها ُالدولية ُمع ُالدول ُالنامية ُوخاصة ُالعربية ُواالسالمية ُوعلي ُأ‬
‫السودان ُالذي ُال ُزالت ُملفاته ُفي ُمجلس ُالشيوخ ُاألمريكي ُوالكنغرس ُاألمريكي ُمسار ُجدلُ‬
‫ونقاشُويبنيُعليُذلكُمستقبلُالعالقاتُالسودانيةُُُالدوليةُ‪ُ .‬‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫الفصل الرابع‬
‫الدراسة الميدانية (التطبــيق)‬
‫المبحث األول ‪ :‬نبذة عن وزارة الخارجية السودانية‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬تحليل االستبيان‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬
‫‪68‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫المبحث األول ‪ :‬وزارة الخارجية السودانية ‪:‬‬


‫نشأة الوزارة ‪:‬‬
‫صارُالسودانُدولةُكاملةُاالستقاللُبقيامُأولُحكومةُمنتخبةُبرئاسةُالزعيمُإسماعيلُ‬
‫بناء ُعلىُماُجاءُ‬
‫األزهري‪ ُ ،‬ومنُثمُبدأُفيُعالقاتهُمعُالدولُالخارجيةُكدولةُكاملةُالسيادة‪ً ُ ،‬‬
‫في ُالملحق ُالخاص ُبإتفاق ُالحكم ُالذاتي ُوتقرير ُالمصير ُالصادر ُفي ُفبراير ُ‪0662‬م ُتقررُ‬
‫قيامُو ازرةُالخارجيةُ لتكونُمهامهاُكلُماُيتعلقُبالشؤونُالخارجيةُُللسودانُ‪ُ .‬‬

‫بدأت ُو ازرة ُالخارجية ُعملها ُفي ُالخارج ُبإقامة ُوكاالت ُحكومة ُالسودان ُوكان ُذلكُ‬
‫خاللُمرحلةُالحكمُالثنائيُ ُومرحلةُتقريرُالمصيرُوكانتُالوكاالتُكاآلتيُ)‪ُ :ُ(1‬‬

‫‪ -‬وكالةُالسودانُبالقاهرةُ(برئاسةُالسيدُبابكرُالديب)ُ‪ُ .‬‬
‫‪ -‬وكالةُالسودانُبلندنُ(برئاسةُالدكتورُعليُأرو)ُ‪ُ .‬‬
‫‪ -‬وكالةُالسودانُبأسمراُ(برئاسةُالسيدُمحمدُعثمانُياسين)ُ‪ُ .‬‬
‫‪ -‬قنصليةُالسودانُبجدهُ(برئاسةُالسيدُحامدُالسيد)ُ‪ُ .‬‬
‫استرشدتُو ازرةُالخارجيةُالسودانيةُعندُتأسيسهاُبتجاربُالعديدُمنُالبالدُالتىُسبقتهاُفيُ‬
‫االستقاللُمثلُالمملكةُالمتحدةُ‪ُ ،‬مصر‪ُ ،‬الهند‪ُ ،‬باكستان‪ُ ،‬أندونيسيا‪ُ ،‬لبنانُوغيرهاُمنُالدولُ‬
‫الشبيهةُبظروفُالسودانُ‪ُ ُ.‬‬

‫الشاذلي الريح السنهوري ‪ /‬مذكرات وذكريات دبلوماسي _ الخرطوم مكتبة وزارة الخارجية ص ‪0‬ـــ ‪3‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪69‬‬
‫بدأت ُهيكلة ُو ازرة ُالخارجية ُالسودانية ُعام ُ‪0662‬م ُبرئاسة ُمحمد ُعثمان ُياسين ُأول ُوكيلُ‬
‫للو ازرةُويتكون الهيكل كأآلتي ‪:‬‬

‫‪ -‬يتكونُفيُالداخلُمنُاالداراتُالمركزيةُبالديوانُالعامُ‪ُ .‬‬

‫‪ ُ -‬البعثاتُالخارجيةُووتتكونُمنُالسفاراتُوالمفوضياتُوالمكاتبُالدائمةُلدىُالهيئاتُ‬
‫الدوليةُوالقنصلياتُبأقسامها‪ُ،‬وكانتُسفاراتُالسودانُفيُالبدايةُأربعةُسفاراتُفيُكلُ‬
‫من ُ لندنُ‪ُ,‬مصرُ‪ُ,‬أمريكاُوُروسياُُوالسفراءُفيهاُعلىُالتوالىُالسيد‪/‬عوضُساتيُ‪ُ,‬‬
‫السيد‪/‬بابكرُالديبُ‪ُ,‬السيد‪ُ/‬محمدُأنيسُ‪ُ,‬السيد‪ُ/‬محمدُحمدُالنيلُ‪ُ .‬‬

‫المفوضيات ُاألولى ُشملت ُاألمم ُالمتحدة‪ُ ،‬الجامعة ُالعربية ُ‪ُ ،‬باريس ُ‪ُ ،‬أثينا ُ‪ُ ،‬نيودلهي‪،‬روماُُ‬
‫جده‪ُ،‬كراتشُ‪ُ .‬‬

‫وتنقسمُالخدمةُالخارجيةُمنُحيثُموظفيهاُالىُثالثُمجموعــاتُ)‪ُ :ُ(1‬‬
‫أُ‪ُ.‬المجموعة االولى ُ ‪ُ..‬تتكونُمنُرجالُالسلكُالدبلوماسيُ‪ُ,‬وذلكُمنُسكرتيرُثالثُالىُ‬
‫سفيــرُوتشملُكذلكُالوكيلُونوابهُومساعديهُفيُديوانُالرئاسةُ‪ُ .‬‬
‫ب‪ُ.‬المجموعة الثانيةُ‪ُ..‬تشملُالموظفينُالتنفيذيينُمنُكتبةُومحاسبينُوملحقينُفنيينُ‪ُ .‬‬
‫جُ‪ُ.‬المجموعة الثالثةُ‪ُ..‬تشملُالموظفينُالمحليينُفيُالسفاراتُبالخارجُ‪ُ .‬‬
‫هناك ُآخرين ُساهموا ُفي ُتكوين ُو ازرةالخارجية ُيحق ُلنا ُان ُنذكرهم ُونشيد ُبهم ُ ُمنهمُ‬
‫السيد‪/‬حاجُالتومُ كانُمنُأوائلُالسودانيينُالذينُباشرواُالعملُالكتابيُوالطباعيُعلىُاآللةُ‬
‫الكاتبةُ‪ُ ،‬أماُأول ُمد يرُتنفيذيُهوُالسيد‪/‬عبداهللُوقيعُاهللُُوكانُيشرفُعلىُالشؤونُالكتابيةُ‬
‫وتسجيلُالملفاتُوالشفرة‪ُ،‬هذاُكماُإستعانتُالو ازرةُبالسيد‪ُ/‬عمرُعديلُإلستالمُالعهَدُواألثاثُ‬
‫منُسراياُالحاكمُالعامُُوبعدهاُصارُسفي اًرُوممثالًُللسودانُلدىُاألممُالمتحدة‪ُ ،‬كماُكانُأولُ‬
‫مديرُللمراسمُهوُالسيد‪/‬محمدُالحسنُمطرُ‪ُ .‬‬

‫)‪ (1‬بحث مقدمم لنيل درجة الدكتوراه ‪ /‬جامعة أفريقيا العالمية ‪6772‬م ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫يُبناُأنُنتحدثُعنُو ازرةُالخارجيةُالسودانيةُبعدُاالستقاللُحيثُتعددتُمهامهاُ‬
‫وحر ٌ‬
‫واختصاصاتها ُوصارت ُتباشر ُأعماالً ُمهمة ُللصالح ُالعام ُ‪ُ ،‬ومن ُهذه ُالمستجدات ُانهاُ‬
‫أصبحت ُتشرف ُبصورة ُمباشرة ُعلى ُطلبة ُالعلم ُبالخارج ُوالمبتعثين ُمن ُحكومة ُالسودانُ‬
‫للدراسةُفيُالجامعاتُوالمعاهدُاألجنبية‪ُ ،‬هذاُكماُأصبحُمنُمهامهاُالتفاوضُبإسمُحكومةُ‬
‫السودانُفيُكلُماُيحتاجُلهُالوطنُمنُمساعداتُإقتصاديةُوماليةُوتعليميةُوغيرهاُهذاُماُ‬
‫جعلها ُتتوسع ُفي ُفتح ُالسفارات ُفي ُكثير ُمن ُالدول ُحيث ُبلغت ُاآلن ٍ‬
‫ُثمان ُوستون ُسفارةُ‬
‫ستوجب ُزيادة ُعدد ُالدبلوماسيين ُوكذلك ُالموظفين ُالفنيين ُمن ُكتبة ُواداريينُ‬
‫وقنصلية ُمما ُا ُ‬
‫ومحاسبينُوموظفينُمحليينُ‪ُ .‬‬

‫‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫اختصاصات وزارة الخارجية‬

‫‪ُ. ُ 0‬تطويرُالتعاونُالسياسيُوُاالقتصاديُواالجتماعيُوالثقافيُبينُالسودانُودولُ‬
‫العالم ُوفق ُالمواثيق ُالدولية ُو ُإقامة ُالعالقات ُمع ُكافة ُالدول ُعلى ُاساس ُالتكافؤُ‬
‫واالحترامُالمتبادلُوالمنفعةُالوطنيةُالمشتركةُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ . ُ 3‬رعاية ُمصالح ُالمواطنين ُالسودانيين ُبالخارج ُو ُرعاية ُشؤون ُالدولة ُاألجنبيةُ‬
‫بالسودانُ‪ُ ُ.‬‬
‫‪ُ.ُ2‬السعيُلتحقيقُالتقاربُوالتكاملُاالقليميُعنُطريقُسياساتُمحددةُاالهدافُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ.ُ 2‬االشرافُالكاملُعلىُتمثيل ُالسودانُبالخارجُوقيادةُوتمثيلُالعملُالخارجيُفيُ‬
‫البعثاتُالدبلوماسيةُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ.ُ6‬االسهامُالنشطُفيُرعايةُحقوقُاالنسانُومناهضةُالعنصريةُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ.ُ2‬العملُعلىُإقمةُنظامُدوليُيحققُالعدالةُفيُجميعُالمجاالتُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ .ُ 6‬تنوير ُمؤسسات ُالدولة ُوأجهزتها ُوالرأي ُالعام ُبنشاط ُالعمل ُالخارجي ُوعالقتهُ‬
‫بالعملُالداخليُ‪ُ ُ.‬‬

‫)‪ (1‬سحر سالم حامد ‪ /‬رسالة ماجستير بعنوان دور العالقات العامة الدولية في تحقيق أهداف وسياسات السودان الخارجية ‪ 6775 ,‬ص ‪.01‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ُ .6‬تنظيم ُوتنسيق ُاالتصاالت ُبين ُأجهزة ُالدول ُوالبعثات ُالدبلوماسية ُالمقيمة ُفيُ‬
‫السودانُوتسهيلُمهامهاُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ .ُ 6‬العمل ُعلى ُتدريب ُالكوادر ُالعاملة ُفي ُمجاالت ُالعمل ُالدبلوماسي ُوالعالقاتُ‬
‫الخارجية ُليتم ُتنفيذ ُمهامم ُو ازرة ُالخارحية ُعبر ُاالدارات ُالعامة ُالتي ُيتولى ُقيادتهاُ‬
‫كفاءات ُدبلوماسية ُمتخصصة ُوبإشراف ُالسادة ُوزراء ُالدولة ُبحيث ُيكون ُك ٌل ُمنهمُ‬
‫مسؤالًُعنُعددُمنُاالداراتُوتكونُمهمةُالسيدُالوزيرُاإلشرافُالعامُعلىُُُأدائهاُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ.ُ01‬الترويجُلإلستثمارُفيُالسودانُوالتعريفُبالمجاالتُالمحتملةُوقانونُاالستثمارُ‬
‫‪ُ ُ.‬‬
‫‪ُ. ُ 00‬تسعىُو ازرةُالخارجيةُالسودانيةُلتحقيقُأكبرُقدرُممكنُمنُالتضامنُالعربيُ‬
‫وسطُالشعوبُالعربيةُبمصالحُإقتصاديةُمشتركةُوتعزيزُدورُمنظمةُالوحدةُاالفريقيةُ‬
‫‪ُ ُ.‬‬
‫‪ُ.ُ 03‬إستخدامُكلُسبلُالتعاونُاالفريقيُوتشجيعُالمصالحُالعربيةُواالفريقيةُواإلبقاءُ‬
‫علىُعالقاتُمتينةُمعُاالقطارُاالسالميةُونتشيطُالمؤتمرُاإلسالميُالعالميُوتعملُ‬
‫جاهدةُحتىُتبقىُعلىُعالقاتُوطيدةُمعُالقوىُالعظمىُلمصلحةُأهدافهاُالوطنيةُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫من أهم ما تقوم به وزارة الخارجية السودانية‬


‫‪ُ.ُ0‬اإلشتراكُفيُوضعُالسياسةُالخارجيةُوالقيامُبتنفيذهاُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ.ُ 3‬االشرافُعلىُعالقاتُالسودانُمعُالدولُاالجنبيةُوالمنظمــاتُالدوليــةُواإلقليميةُ‬
‫والهيئاتُاإلقليميةُغيرُالحكوميةُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ.ُ2‬تنظيمُوتبادلُالتمثيلُالدبلوماسيُوالقنصليُمعُالدولُاالجنبيةُ‪ُ .‬‬
‫‪ُ.ُ 2‬تمثيلُالسودانُلدىُالمنظماتُالدوليةُواإلقليميةُفيُالمؤتمراتُالدوليةُاإلقليميةُ‬
‫وعقدُاإلتفاقياتُالد ُوليةُالثنائيةُبكافةُأنواعهاُ‪ُ .‬‬

‫تقرير من وزارة الخارجية حول هيكلة الوزارة ‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪72‬‬
‫‪. ُ 6‬التعريف ُبجمهورية ُالسودان ُللخارج ُوجمع ُالتقارير ُوتقديم ُالمعلومات ُالتي ُتتعلقُ‬
‫بالتطوراتُالتيُتؤثرُعلىُأمنُالسودانُاوعالقاتهُبالدولُوالمنظماتُوالهيئاتُاألجنبيةُ‬
‫‪ُ ُ.‬‬
‫ُ‬

‫أوالا ‪ :‬النتائج ‪:‬‬

‫‪ُ -9‬تعدُالبعثةُالدبلوماسيةُجزءُمنُالدولةُالموفدةُمنُالناحيةُالتمثيليةُ‪ُ .‬‬

‫‪ ُ -6‬لدولة ُاإلستقبال ُالحق ُفي ُإعتبار ُأي ُموظف ُدبلوماسي ُلدى ُالبعثة ُالمعتمدة ُلديهاُ‬
‫شخصاً ُغيرُمرغوبُفيه‪ُ,‬إذاُرأت ُأنُإستمرارُبقاءه ُعلىُأرضهاُيشكلُتهديداً ُألمنهاُ‬
‫الوطني‪ُ .‬‬

‫‪ُ -1‬يتمتعُالمبعوثُالدبلوماسيُبكافةُالحصاناتُالقضائيةُوالمدنيةُ‪ُ .‬‬

‫‪ُ -5‬إنُقطعُالعال قاتُالدبلوماسيةُهوُعملُقانونيُإراديُخاضعُللسلطهُالتقريريةُللدولةُ‬


‫‪ُ.‬‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪73‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ثاني ا ‪ :‬التوصيات ‪:‬‬

‫‪ُ -9‬بما ُأن ُالدبلوماسية ُواإلعالم ُمرتبطان ُإرتباطاً ُوثيقاً ُفالبد ُان ُتشرف ُو ازرة ُالخارجيةُ‬
‫علىُالرسالةُاإلعالميةُالموجهةُللخارجُ‪ُ .‬‬
‫ةُتدريبهاُبكورساتُعنُالعملُالدبلوماسيُإلىُجانبُ‬
‫‪ُ -6‬االهتمامُبالكوادرُالبشريةُوضرور ُ‬
‫تدريبهاُعلىُالوسائلُالحديثةُ‪ُ .‬‬
‫‪ ُ -1‬نوصي ُكمجموعة ُباحثة ُبإجراء ُإستبيان ُعبر ُالبحوث ُبصورة ُمستمرة ُبين ُالعاملينُ‬
‫بو ازرةُالخارجيةُلمعرفةُاألراءُحولُأداءُالبعثاتُالدبلوماسيةُالسودانيةُبالخارجُمنُأجلُ‬
‫اطنُالخللُودعمُالجوانبُاإليجابيةُفيُتقويمُاألداءُبصفةُُُُعامةُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫معالجةُمو‬
‫‪ُ -5‬البد ُمن ُالتنسيق ُبين ُالهياكل ُالرسمية ُوالقطاع ُالخاص ُووسائل ُاالعالم ُوالمجتمعُ‬
‫المدنيُوجالياتناُبالخارجُفيُإطارُآلياتُناجعةُلدعمُونجاحُسياسةُالسودانُالخارجيةُ‬
‫‪ُ.‬‬
‫‪ُ -2‬تدعيم ُبعثاتنا ُبالخارج ُخاصةً ُفي ُافريقيا ُمادياً ُوبشرياً ُوعن ُطريق ُوسائل ُالدعمُ‬
‫السياسية‪ُ .‬‬
‫‪ ُُ -2‬ضرورةُتقويةُعالقاتُالسودانُمعُالمؤسساتُوُالصناديقُالماليةُالعالميةُواإلقليميةُ‬
‫لرفعُالسودانُمنُقائمةُالدولُاالقلُنمواًُإلىُوضعُماليُمستقرُيجعلهُمؤهالًُلعضويةُ‬
‫منظمةُالتجارةُالعالميةُُ‪ُ .‬‬
‫ُ‬

‫‪74‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫الخاتمـة ‪:‬‬

‫تمُبحمدُاهللُهذاُالبحثُبع دُأنُتطرقناُفيهُاليُالبعثاتُالدبلوماسيةُودورهاُفيُتوطيدُ‬
‫عالقاتُالسودانُبالخارجُوالعالقاتُالدوليةُبينُالسودانُوالدولُاألخرىُوتنفيذُماُيتمُاإلتفاقُ‬
‫عليه ُفي ُاإلتفاقيات ُالدولية ُبالمؤسسات ُالدبلوماسية ُممثلة ُ ُفي ُو ازرة ُالخارجية ُ ُونتمنى ُانُ‬
‫يكونُخيرُمرجعُلألجيالُالقادمةُ‪ُ ُُ.‬‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬
‫‪75‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫المصادر والمراجع‬
‫أوالا ‪ :‬المصادر ‪:‬‬
‫‪ -‬القرانُالكريمُ‪ُ:‬سورةُالحجراتُ‪ُ،‬اآليةُ(‪ُُ)91‬‬
‫ثاني ا ‪ :‬المراجع ‪:‬‬
‫‪ -9‬السيد أحمد المصطفى عمر ‪ /‬البحث اإلعالمي ومفهومه وإجراءاته ومناهجه ‪ -‬بنغازي‬
‫منشورات دار يونس ‪9111‬م الطبعة األولى ‪.‬‬

‫‪ -6‬مختار عثمان الصديق ‪ /‬مناهج البحث العلمي ‪ -‬إيثار للطباعة ‪6772‬م‪.‬‬

‫‪ -1‬محفوظ أحمد جودة ‪ /‬العالقات العامة (مفاهيم وممارسات) ‪ -‬دار زهرات للنشر األردن‬
‫الطبعة الخامسة ‪6772 .‬م ‪.‬‬

‫‪ -5‬المعجم الوسيط ‪.‬‬

‫‪ -2‬د‪ .‬علي عبد القوي العفاري ‪/‬الدبلوماسية القديمة والمعاصرة – األوائل للنشر والتوزيع‬
‫والخدمات ‪ ،‬سوريا ‪ ،‬الطبعة األولى ‪6776‬م ‪ .‬ص‪. 52‬‬

‫‪ -2‬د‪ .‬عالء أبوعامر – العالقات الدولية (الظاهرة والعلم – الدبلوماسية واإلستراتيجية)‪،‬‬


‫دار الشروق للنشر والتوزيع ‪ ،‬الطبعة العربية األولى ‪6775‬م ‪.‬‬

‫‪ -0‬د‪ .‬ثامر كامل محمد ‪ /‬الدبلوماسية المعاصرة وإستراتيجية إدارة المفاوضات ــ دار‬
‫المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ‪ ،‬الطبعة األولى ‪6777‬م ‪.‬‬

‫‪ -3‬عبد المحسن فهد المارك ‪ /‬الدبلوماسية بين العلم والفن – الطبعة الثانية ‪6770،‬م‬
‫‪9563‬هـ‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الكريم أحمد صبحي ‪ /‬النظرية الدبلوماسية – دار العلوم للنشر والتوزيع ‪ ،‬سوريا‬
‫‪6776‬م ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ -97‬د‪ .‬هاشم الشاوي ‪ /‬الوجيز في فن المفاوضات – مطبعة شفيق بغداد – ‪.9121‬‬

‫‪ -99‬صديق محمد أحمد مضوي ‪/‬العالقات السودانية االريترية (المواجهة ومحاولة االحتواء)‬
‫‪6772‬م‪.‬‬

‫‪ -96‬د‪ .‬صالح الدين عبد الرحمن الدومه ‪ /‬العالقات السودانية األمريكية ‪،‬دار الفكر بيروت‬
‫الطبعة األولى ‪6772‬م ‪ ،‬ص‪.605‬‬

‫‪ -91‬الشاذلي الريح السنهوري‪ /‬مذكرات وذكريات دبلوماسي – الخرطوم‪ ،‬مكتبة وزارة‬


‫الخارجية ‪.‬‬
‫البحوث غير المنشورة ‪:‬‬
‫‪ -9‬سحر سالم حامد ‪ /‬رسالة ماجستير بعنوان دور العالقات العامة الدولية في تحقيق أهداف‬
‫وسياسات السودان الخارجية ‪6775‬م‪.‬‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬
‫‪77‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬
‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬

‫جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا‬


‫كلية علوم اإلتصال‬
‫قسم العالقات العامة واإلعالن‬

‫االستبيان‬

‫يهدف ُهذا ُالبحث ُإلى ُالوقوف ُعلى ُأهمية ُالبعثات ُالدبلوماسية ُودورها ُفي ُتوطيدُ‬
‫عالقة ُالسودان ُبالخارج ُوعليه ُنضع ُبين ُيديك ُهذه ُاإلستبانه ُالتي ُنرجو ُأن ُتتكرم ُباإلجابةُ‬
‫علىُأسئلتها‪ُ ،‬واألسئلةُالواردةُفيُهذهُاإلستبانهُتعطيكُالفرصةُلكيُتعبرُعنُاتجاهكُنحوُ‬
‫البعثات ُالدبلوماسية ُالسودانية ُكما ُنعدكم ُبأن ُالمعلومات ُالتي ُستدلي ُبها ُستكون ُألغراضُ‬
‫البحثُالعلميُوهيُفيُغايةُالسريةُ‪ُ .‬‬

‫ونشكركم على حسن تعاونكم ‪..‬‬

‫‪78‬‬
‫المجموعة الباحثة‬

‫البيانات األولية ‪:‬‬


‫‪ /9‬النوع ‪:‬‬
‫ب‪ /‬أُنثى‬ ‫أ‪ /‬ذكر‬
‫‪ /6‬الحالة االجتماعية ‪:‬‬
‫ب‪ /‬أعزب‬ ‫أ‪ /‬متزوج‬
‫د‪ /‬أرمل‬ ‫ج‪ /‬مطلق‬
‫‪/1‬العمر‪:‬‬
‫ب‪57__19 /‬‬ ‫أ‪17 __93 /‬‬
‫د‪ 29 /‬فأكثر‬ ‫ج‪27 __59 /‬‬
‫‪ /5‬المستوى التعليمي ‪:‬‬
‫ب‪ /‬جامعي‬ ‫أ‪ /‬ثانوي‬
‫ج‪ /‬فوق الجامعي‬
‫‪ /2‬الدورات التدريبية ‪:‬‬
‫ب‪ /‬دورة تدريبية واحدة‬ ‫أ‪ /‬لم أتلق دورة‬

‫‪79‬‬
‫د‪ /‬أكثر من دورتين‬ ‫ج‪ /‬دورتين‬
‫‪ /2‬المهنة ‪:‬‬
‫ب‪ /‬إداري‬ ‫أ‪ /‬موظف‬
‫ُتذكر ‪........‬‬ ‫د‪ /‬أُخرى‬ ‫ج‪ /‬دبلوماسي‬

‫اإلتجاهات المعرفية ‪:‬‬


‫‪ /9‬كيف ترى عالقة السودان بالدول األفريقية ؟‬
‫ج‪ /‬وسط‬ ‫ب‪ /‬جيدة جداً‬ ‫أ‪ /‬ممتازة‬
‫ه‪ /‬ضعيفة جداً‬ ‫د‪ /‬ضعيفة‬
‫‪ /6‬كيف ترى عالقة السودان بالدول الغربية ؟‬
‫ج‪ /‬وسط‬ ‫ب‪ /‬جيدة جداً‬ ‫أ‪ /‬ممتازة‬
‫ه‪ /‬ضعيفة جداً‬ ‫د‪ /‬ضعيفة‬
‫‪ /1‬ما رأيك بالدور الذي يقوم به الدبلوماسيون في تحسين صورة السودان‬
‫بالخارج ؟‬
‫ج‪ /‬وسط‬ ‫ب‪ /‬جيدة جداً‬ ‫أ‪ /‬ممتازة‬
‫ه‪ /‬ضعيفة جداً‬ ‫د‪ /‬ضعيفة‬
‫‪ /5‬ما هو تقويمك لسفاراتنا بالخارج ؟‬
‫ج‪ /‬وسط‬ ‫ب‪ /‬جيدة جداً‬ ‫أ‪ /‬ممتازة‬
‫ه‪ /‬ضعيفة جداً‬ ‫د‪ /‬ضعيفة‬
‫‪ /2‬كيف تقيم أداء البعثات السودانية الحالية لوظائفها ‪.........‬‬

‫‪80‬‬
‫ج‪ /‬وسط‬ ‫ب‪ /‬جيدة جداً‬ ‫أ‪ /‬ممتازة‬
‫ه‪ /‬ضعيفة جداً‬ ‫د‪ /‬ضعيفة‬

‫رجا ًء ضع عالمة (‪ )‬أمام الخيار الذي تراه مناسبا ً ‪.‬‬


‫ضعيف جدا‬ ‫ضعيف‬ ‫وسط‬ ‫جيد جدا‬ ‫ممتاز‬ ‫الوظيفة‬
‫التمثيل‬

‫الحماية‬
‫الدبلوماسية‬
‫المفاوضات‬

‫المالحظة‬
‫والتبليغ‬

‫‪ /2‬تمكن السفراء السودانيون من نقل الثقافات والعادات السودانية الى الخارج‬


‫بصورة صحيحة ‪.‬‬
‫ج‪ /‬محايد‬ ‫ب‪ /‬أوافق‬ ‫أ‪ /‬أوافق بشده‬
‫ه‪ /‬ال أوافق بشده‬ ‫د‪ /‬ال أوافق‬
‫‪ /0‬كان اإلعالم السوداني موفقا ً في عكس صورة السودان بالخارج ‪.‬‬
‫ج‪ /‬محايد‬ ‫ب‪ /‬أوافق‬ ‫أ‪ /‬أوافق بشده‬
‫ه‪ /‬ال أوافق بشده‬ ‫د‪ /‬ال أوافق‬

‫‪81‬‬
‫‪ /3‬البعثات الدبلوماسية السودانية الموفدة للخارج تقوم بأداء مهامها على أكمل وجه‬
‫ج‪ /‬محايد‬ ‫ب‪ /‬أوافق‬ ‫أ‪ /‬أوافق بشده‬
‫ه‪ /‬ال أوافق بشده‬ ‫د‪ /‬ال أوافق‬

‫‪ /1‬يؤثر سلوك الجاليات السودانية في بعض الدول على بناء العالقات بين السودان‬
‫وهذه الدول ‪.‬‬
‫ج‪ /‬محايد‬ ‫ب‪ /‬أوافق‬ ‫أ‪ /‬أوافق بشده‬
‫ه‪ /‬ال أوافق بشده‬ ‫د‪ /‬ال أوافق‬
‫‪ /97‬تنجح عملية تطبيع العالقات بين دولتين إذا اهتمت كل واحدة ببعثة االُخرى‬
‫الموفدة لديها ‪.‬‬
‫ج‪ /‬محايد‬ ‫ب‪ /‬أوافق‬ ‫أ‪ /‬أوافق بشده‬
‫ه‪ /‬ال أوافق بشده‬ ‫د‪ /‬ال أوافق‬
‫‪ /99‬هنالك تقصير من قِبل المبعوثين السوانيين بالخارج والممثلين الدبلوماسيين‬
‫في بعض الدول مما يؤثر سلبا ً على مجمل أدائهم وعدم إكمال المهام الموكلة إليهم‬
‫ج‪ /‬محايد‬ ‫ب‪ /‬أوافق‬ ‫أ‪ /‬أوافق بشده‬
‫ه‪ /‬ال أوافق بشده‬ ‫د‪ /‬ال أوافق‬
‫‪ /96‬يجب أن يتسم العمل الدبلوماسي بالمرونة والتكيف مع تقلبات الظروف وتبدل‬
‫األوضاع السياسية واالقتصادية في العالم ‪.‬‬
‫ج‪ /‬محايد‬ ‫ب‪ /‬أوافق‬ ‫أ‪ /‬أوافق بشده‬
‫ه‪ /‬ال أوافق بشده‬ ‫د‪ /‬ال أوافق‬

‫‪82‬‬
‫‪ /91‬نجحت البعثات الدبلوماسية السودانية في اآلونة االخيرة في توسيع دائره‬
‫العمل الدبلوماسي حول العالم ‪.‬‬
‫ج‪ /‬محايد‬ ‫ب‪ /‬أوافق‬ ‫أ‪ /‬أوافق بشده‬
‫ه‪ /‬ال أوافق بشده‬ ‫د‪ /‬ال أوافق‬

‫‪ /95‬تتم رعاية البعثات الدبلوماسية السودانية رعاية كاملة من قِبل وزارتكم ‪.‬‬
‫ج‪ /‬محايد‬ ‫ب‪ /‬أوافق‬ ‫أ‪ /‬أوافق بشده‬
‫ه‪ /‬ال أوافق بشدة‬ ‫د‪ /‬ال أوافق‬
‫‪ /92‬حكومة السودان تقوم بدفع المستحقات ووضع الميزانيات الكافية لبعثاتها‬
‫بالخارج ‪.‬‬
‫ج‪ /‬محايد‬ ‫ب‪ /‬أوافق‬ ‫أ‪ /‬أوافق بشده‬
‫ه‪ /‬ال أوافق بشده‬ ‫د‪ /‬ال أوافق‬
‫‪ /92‬يستعين رئيس الدولة أو وزير الخارجية أثناء عملية المفاوضات وطرح‬
‫المقترحات بالبعثة الدبلوماسية الموجودة بتلك الدولة ‪.‬‬
‫ج‪ /‬محايد‬ ‫ب‪ /‬أوافق‬ ‫أ‪ /‬أوافق بشده‬
‫ه‪ /‬ال أوافق بشده‬ ‫د‪ /‬ال أوافق‬
‫‪ /90‬تتمتع البعثات السودانية بالخارج بالحصانة التامة في البالد الموفد لديها ‪.‬‬
‫ج‪ /‬محايد‬ ‫ب‪ /‬أوافق‬ ‫أ‪ /‬أوافق بشده‬
‫ه‪ /‬ال أوافق بشده‬ ‫د‪ /‬ال أوافق‬
‫‪ /93‬يمتلك الممثلين الدبلوماسيين السودانيين الحصافة والمهارة والدقة الالزمة‬
‫إلجراء المفاوضات ‪.‬‬
‫ج‪ /‬محايد‬ ‫ب‪ /‬أوافق‬ ‫أ‪ /‬أوافق بشده‬
‫ه‪ /‬ال أوافق بشده‬ ‫د‪ /‬ال أوافق‬
‫‪83‬‬
‫‪ /91‬البعثات الدبلوماسية السودانية ساعدت كثيراً في مجال التدريب وتبادل‬
‫الخبرات العلمية ‪.‬‬
‫ج‪ /‬محايد‬ ‫ب‪ /‬أوافق‬ ‫أ‪ /‬أوافق بشده‬
‫ه‪ /‬ال أوافق بشده‬ ‫د‪ /‬ال أوافق‬

‫‪ /67‬إزدادت عالقة السودان سوءاً ببعض الدول في الفترة األخيرة ‪.‬‬


‫ج‪ /‬محايد‬ ‫ب‪ /‬أوافق‬ ‫أ‪ /‬أوافق بشده‬
‫ه‪ /‬ال أوافق بشده‬ ‫د‪ /‬ال أوافق‬
‫في السؤال أعاله إذا كانت إجابتك بـ (الموافقة) رتب األسباب التالية وفق ما تراه‬
‫مناسبا ً ‪..‬‬
‫‪ /9‬لتبنيه المنهج اإلسالمي في الحكم ‪.‬‬
‫‪ /6‬لعدم التزامه بحقوق اإلنسان والديمقراطية ‪.‬‬
‫‪ /1‬عدم التزامه بمبدأ الشورى في أمور الحكم ‪.‬‬
‫‪ /5‬عدم تأييده للسياسات الغربية ‪.‬‬
‫‪ /2‬عدم تأييده إلسرائيل ‪.‬‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪84‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫مبنىُو ازرةُالخارجية ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫بانكيُمونُوالسفيرُعبدُالمحمودُعبدُالحليمُ ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪85‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫توقيع أوراق االعتماد ُ‬


‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫وزيرُالخارجيةُعلىُكرتيُ ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪86‬‬
ُ

87

You might also like