You are on page 1of 1

‫ُم لَّخص علم البديع [أهُّم المحِّس نات البديعية األكثِر تداوال في مواضيع البكالوريا]‬

‫أنِّبُه أبنائي التالميذ إىل أّن الجانب النظري الذي أنشره في هذه الفضاء لمختلف الظواهر األدبية‪ ،‬ليس مقصوًدا لذاته رغم تفاصيله و األمثلة المرافقة فيه‬
‫و إَّنما هو أمٌر مساعٌد الستعادة المكتسبات القبلية الضائعة لسبب من األسباب و ربح الوقت و استثماره في الحصص الرسمية و حصص الدعم‬
‫البيداغوجي و يبقى اإلجراء و التطبيق هو بيت القصيد و هو األهَّم بكثير من التنظير‪.‬‬

‫الجناس ‪ :‬هو أْن يتشابه اللفظان في الُنطق و يختلفا في المعنى‪ ،‬و هو نوعان ‪ :‬جناٌس تاٌّم ‪ :‬و هو ما اتفق فيه اللفظان في أموٍر أربعة [ نوع الحروف‬
‫وشكلها و عددها و ترتيبها ] كما في قوله تعاىل ‪ [ :‬و يوم تقوم الساعة ُيقسُم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ] الروم ‪ .. 55 /‬جناس ناقص‪ :‬و هو ما اختلف‬
‫فيه اللفظان في واحٍد من األمور األربعة‪ ،‬كما في قوله تعاىل‪[ :‬فأّم ا اليتيم فال تقهر و أما السائل فال تنهر] الضحى‪. 09-10 /‬‬

‫االقتباس ‪ :‬هو تضميُن الشعر أو النثر شيًئا من القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف من غير داللٍة عىل أّنه منهما؛ أي من دون ذكر مصدريهما فال‬
‫يقال [قال هللا تعاىل أو قال رسوله صىل هللا عليه و سلم]‪ ،‬كما يجوز أْن ُيغّير في األثر المقتبس قليال ‪ ..‬كما في قول بعضهم ‪ [ :‬ال تغّرَّنَك من الظلمة كثرُة‬
‫الجيوش و األنصار‪ ،‬إّنما ُنؤّخرهم ليوٍم تشخُص فيه األبصار ] و كما في قول الشاعر ‪ [ :‬رحلوا فلسُت ُم سائال عن دارهم ** و ال باخًع ا نفسي عىل آثارهم]‪.‬‬

‫التضمين‪ :‬هو أن ُيدِرَج الشاعُر في شعره شيئا من شعر غيره [مَّم ا سوى القرآن الكريم و الحديث النبوي الشريف]‪ ،‬بعد أن ُيهِّيئ له مكاًنا مناسُبا من غير‬
‫داللة عىل مصدره حتى لُيظَّن أَّنُه من شعره‪ ،‬يسوقه بلفظه أو متصِّرًف ا فيه قليال‪ ،‬مثال ذلك قول أحد الشعراء‪ :‬أقوُل لمعشٍر غلطوا و غُّض وا ** من‬
‫الشيخ الكريِم فأنكروُه ‪ //‬هو ابُن ُجال و طاَّل ُع الثنايا ** متى َيَض ِع العماَم َة تعرُف وُه ‪ ...‬البيت الثاني مأخوٌذ بتصُّرٍف بسيٍط من قول الشاعر وثيل بن أسحم‪:‬‬
‫أنا ابُن ُجال و طالع الثنايا ** متى أضع العمامة تعرفوني‪.‬‬

‫السجع ‪:‬‬
‫هو تشابه فواصِل الكلم أو توافُق فواصل الكلم عىل الحديث نفسه تقريبًا‪ ،‬بمعنى أن تكون الجمُل متساويًة في عدد كلماتها ما استطاع األديب إىل ذلك‬
‫سبيال‪ ،‬ومحتوية عىل نغمة إيقاع متشابهة‪ ،‬يتّم ذلك بأْن تنتهي الجمل المتتابعة في الكالم بالحرف نفسه و بالحركة نفسها و بالمقطع الصوتي ذاته؛ و أكثر‬
‫أمثلة السجع هو الفاصلة القرآنية‪ ،‬تأّم ل قوله تعاىل في سورة اإلنسان‪ [ :‬هل أتى عىل اإلنسان حيٌن من الدهر لم يكن شيئا مذكورا‪ ،‬إّنا خلقنا اإلنسان من‬
‫نطفٍة أمشاٍج نبتليه فجعلناُه سميًع ا بصيرا‪ ،‬إّنا هديناه السبيل إّم ا شاكًرا و إّم ا كفورا ‪ ] ...‬ومن فوائد السجع أّنه يمنح الكالم رونقًا ونغمة موسيقية لها الوقُع‬
‫واألثُر الحسن في نفس السامع‪ ،‬ومن أهّم خصاص السجع سالسة المعنى وليونته شرط أال يكون متكلفا أو مصطنعا أو مبتذال‪.‬‬

‫التورية ‪:‬‬
‫معناها المعجمُّي هو إخفاُء الشيء‪ ،‬أّم ا معناها االصطالحّي الُم راد في علم البديع فهو ِذكر لفظ معَّين‪ ،‬ولهذا اللفِظ معنيان؛ أحدهما ُم تبادر إىل‬
‫الذهِن َيسهُل عىل الُم خاَط ب فهمه من سياق الجملة‪ ،‬والمعنى اآلخر بعيد عن ذهن المخاطب لسبب من األسباب أهمها قَّلة االطالع‪ ،‬ويكون األَّو ل‬
‫[الّظ اهر القريب] غير ُم راد في قصد المتكّلم‪ ،‬بينما يكون المعنى اآلخر[الخفّي البعيد] هو المعنى المقصود‪.‬‬
‫الحظ جِّيًدا قول الشاعر و الوزير األندلسي لسان الدين بن الخطيب في موَّش حه المعروف [جادك الغيث] حيث يقول‪ [ :‬و َرَو ى الُنعماُن عن ماِء الَس َم ا **‬
‫كيف يروي مالٌك عن أَنِس ]؛ و الشاهد في كلمتْي [النعمان – ماء السماء]‪ ،‬فأَّو ل ما يتبادُر إىل أذهاننا هو معناهما الحقيقي المعروف المألوف أْي القريب‬
‫إىل الذهن؛ المقصود بالنعمان هو ذلك الزهر البرُّي الُم سمى شقائق النعمان و المقصود بماء السماء هو المطر بطبيعة الحال‪ ،‬لكَّن الشاعر ساق المعنى‬
‫القريب و لَّم ح أو أراد المعنى البعيد أال و هو النعمان بن المنذر ملك الِح يرة في العصر الجاهلي و أَّم ه الُم سَّم اة ماء السماء و الذي قيل إَّنه كان مجهول‬
‫النسب فُنِس َب إىل أِّم ه فقيل النعمان بن ماء السماء‪ ،‬و لكْن بعد تحالفه مع كسرى ملك الفرس خافه الناس و نسبوه إىل أبيه المنذر فقيل بعد ذلك‬
‫النعمان بن المنذر ‪ ..‬نعتبر هذا المعنى بعيدا ألَّنه غيُر معروٍف لدى كِّل الناس‪ ،‬بل لدى فئٍة قليلٍة هي الفئة المثَّق فة المطلعة عىل الموروث األدبِّي العربِّي‬
‫في كِّل تفاصيله‪.‬‬

‫مثال آخر قول أحد الشعراء‪ [ :‬كيف ال أشُكُر الِج زاَرَة ما ِع شُت ** حفاًظ ا وأهجُر اآلدابا ‪ //‬وبها صارِت الِكالُب ُترِّجيني ** وبالِّش عِر كنُت أرجو الكالبا ] ‪..‬‬
‫هنا يشتم الشاعر لئام الناس الذين لم يجودوا عليه بالمال والعطاء عندما كان شاعًرا‪ ،‬فالتورية في كلمة الكالب‪ ،‬إذ إّن المعنى القريب الُم تبادر للذهن هو‬
‫الحيوان المعروف‪ ،‬ولكّن المعنى الذي أراده الشاعر هو هؤالء الناس اللئام أصحاب المصالح‪ ،‬وقصد إليهم بهذا اللفظ إهانًة لهم‪ ،‬فقد أصبحوا يرجوَن‬
‫عطاءه عندما أصبح جّزاًرا بعد أن كان يرجو عطاءهم‪ ،‬فهو شاكر للِج زارة التي استرّدت له كرامته‪[ .‬هذا المثال وجدته في أحد مواقع التواصل االجتماعي و‬
‫فَّض لت نقله بدون تصُّرٍف ألَّن لي فيه رأًيا خاًّص ا]‪.‬‬

‫مالحظة هامة‪ :‬أنا متحفظ قليال عىل المثال الثاني في كونه توريًة بل هو أقرب للكناية في رأيي الشخصي و لي كُّل األسباب التي تجعلني أرِّجح فكرة‬
‫الكناية عىل فكرة التورية‪ ،‬لذا أرجو من كِّل األساتذة الكرام إبداء رأيهم في الموضوع‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫الطباق ‪:‬‬
‫هو الجمع بين الشيء و ضّده في الكالم و هو نوعان‪ -/1 :‬طباق إيجاب‪ ،‬يتم بالجمع بين المعنى و نقيضه في الجملة الواحدة؛ مثال ذلك قوله‬
‫تعاىل‪ [ :‬إّن في خلق السماوات و األرض و اختالف الليل و النهار ‪ ]..‬سورة البقرة‪.164 /‬‬
‫‪ -/2‬طباق سلب‪ ،‬و يتم بالمعنى نفسه ُم ْث بًتا في الجملة األوىل و منفًي ا في الثانية أو العكس‪ ،‬كما في قوله تعاىل‪[ :‬قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين‬
‫ال يعلمون] سورة الزمر‪.09 /‬‬
‫المقابلة ‪:‬‬
‫هي أن يأتي المتكلم بمعنيين متوافقين من المعاني أو أكثر‪ ،‬ومن ثَّم يأتي بما يقابلهما من المعاني في الجهة المقابلة بالترتيب‪ ،‬وقد يتساءل‬
‫بعض الَّناس عن الفرق بين التضاد والمقابلة والجواب هو أَّن التضاد يكون عادًة بين المفردات‪ ،‬وأَّم ا المقابلة فتكون بين الجمل‪ .‬مثال ذلك قوله تعاىل‪:‬‬
‫[َيْأُم ُرُهم ِباْلَم ْع ُروِف َو َيْن َه اُه ْم َع ِن اْلُم نَكِر َو ُيِح ُّل َلُه ُم الَّط ِّيَباِت َوُيَحِّرُم َع َلْيِه ُم اْلَخَباِئَث ] سورة األعراف‪.157 /‬‬
‫التصريع ‪:‬‬
‫هو اتفاق آخر الشطر األّو ل [الصدر] مع آخر الشطر الثاني [الَع ُجز] في الوزن و القافية و اإلعراب‪ ،‬و عادة ما يكون في البيت األّو ل فقط من‬
‫القصيدة العمودية العربية القديمة‪ .‬مثال ذلك قول امرئ القيس‪ِ[ :‬ق َف ا نبِك من ذكرى حبيب و منزِل ** بِس ْق ِط الِلَو ى بين الَد ُخوِل فحوَم ِل ]‪.‬‬

You might also like