Professional Documents
Culture Documents
17- الحقول الدلالية و الحقول المُعجمية للأسف الشديد هناكَ فوضى في استعمال هذين المصطلحين منذ السنوات الأولى لإصلاح المنظومة التربوية و كثيرًا ما يُستعملانِ استعمالا غيرَ مناسبٍ بحسبِ مفهوم كلٍّ من
17- الحقول الدلالية و الحقول المُعجمية للأسف الشديد هناكَ فوضى في استعمال هذين المصطلحين منذ السنوات الأولى لإصلاح المنظومة التربوية و كثيرًا ما يُستعملانِ استعمالا غيرَ مناسبٍ بحسبِ مفهوم كلٍّ من
أنِّبُه أبنائي التالميذ إىل أّن الجانب النظري الذي أنشره في هذه الفضاء لمختلف الظواهر األدبية ،ليس مقصوًدا لذاته رغم تفاصيله و األمثلة المرافقة فيه
و إَّنما هو أمٌر مساعٌد الستعادة المكتسبات القبلية الضائعة لسبب من األسباب و ربح الوقت و استثماره في الحصص الرسمية و حصص الدعم
البيداغوجي و يبقى اإلجراء و التطبيق هو بيت القصيد و هو األهَّم بكثير من التنظير.
الجناس :هو أْن يتشابه اللفظان في الُنطق و يختلفا في المعنى ،و هو نوعان :جناٌس تاٌّم :و هو ما اتفق فيه اللفظان في أموٍر أربعة [ نوع الحروف
وشكلها و عددها و ترتيبها ] كما في قوله تعاىل [ :و يوم تقوم الساعة ُيقسُم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ] الروم .. 55 /جناس ناقص :و هو ما اختلف
فيه اللفظان في واحٍد من األمور األربعة ،كما في قوله تعاىل[ :فأّم ا اليتيم فال تقهر و أما السائل فال تنهر] الضحى. 09-10 /
االقتباس :هو تضميُن الشعر أو النثر شيًئا من القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف من غير داللٍة عىل أّنه منهما؛ أي من دون ذكر مصدريهما فال
يقال [قال هللا تعاىل أو قال رسوله صىل هللا عليه و سلم] ،كما يجوز أْن ُيغّير في األثر المقتبس قليال ..كما في قول بعضهم [ :ال تغّرَّنَك من الظلمة كثرُة
الجيوش و األنصار ،إّنما ُنؤّخرهم ليوٍم تشخُص فيه األبصار ] و كما في قول الشاعر [ :رحلوا فلسُت ُم سائال عن دارهم ** و ال باخًع ا نفسي عىل آثارهم].
التضمين :هو أن ُيدِرَج الشاعُر في شعره شيئا من شعر غيره [مَّم ا سوى القرآن الكريم و الحديث النبوي الشريف] ،بعد أن ُيهِّيئ له مكاًنا مناسُبا من غير
داللة عىل مصدره حتى لُيظَّن أَّنُه من شعره ،يسوقه بلفظه أو متصِّرًف ا فيه قليال ،مثال ذلك قول أحد الشعراء :أقوُل لمعشٍر غلطوا و غُّض وا ** من
الشيخ الكريِم فأنكروُه //هو ابُن ُجال و طاَّل ُع الثنايا ** متى َيَض ِع العماَم َة تعرُف وُه ...البيت الثاني مأخوٌذ بتصُّرٍف بسيٍط من قول الشاعر وثيل بن أسحم:
أنا ابُن ُجال و طالع الثنايا ** متى أضع العمامة تعرفوني.
السجع :
هو تشابه فواصِل الكلم أو توافُق فواصل الكلم عىل الحديث نفسه تقريبًا ،بمعنى أن تكون الجمُل متساويًة في عدد كلماتها ما استطاع األديب إىل ذلك
سبيال ،ومحتوية عىل نغمة إيقاع متشابهة ،يتّم ذلك بأْن تنتهي الجمل المتتابعة في الكالم بالحرف نفسه و بالحركة نفسها و بالمقطع الصوتي ذاته؛ و أكثر
أمثلة السجع هو الفاصلة القرآنية ،تأّم ل قوله تعاىل في سورة اإلنسان [ :هل أتى عىل اإلنسان حيٌن من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ،إّنا خلقنا اإلنسان من
نطفٍة أمشاٍج نبتليه فجعلناُه سميًع ا بصيرا ،إّنا هديناه السبيل إّم ا شاكًرا و إّم ا كفورا ] ...ومن فوائد السجع أّنه يمنح الكالم رونقًا ونغمة موسيقية لها الوقُع
واألثُر الحسن في نفس السامع ،ومن أهّم خصاص السجع سالسة المعنى وليونته شرط أال يكون متكلفا أو مصطنعا أو مبتذال.
التورية :
معناها المعجمُّي هو إخفاُء الشيء ،أّم ا معناها االصطالحّي الُم راد في علم البديع فهو ِذكر لفظ معَّين ،ولهذا اللفِظ معنيان؛ أحدهما ُم تبادر إىل
الذهِن َيسهُل عىل الُم خاَط ب فهمه من سياق الجملة ،والمعنى اآلخر بعيد عن ذهن المخاطب لسبب من األسباب أهمها قَّلة االطالع ،ويكون األَّو ل
[الّظ اهر القريب] غير ُم راد في قصد المتكّلم ،بينما يكون المعنى اآلخر[الخفّي البعيد] هو المعنى المقصود.
الحظ جِّيًدا قول الشاعر و الوزير األندلسي لسان الدين بن الخطيب في موَّش حه المعروف [جادك الغيث] حيث يقول [ :و َرَو ى الُنعماُن عن ماِء الَس َم ا **
كيف يروي مالٌك عن أَنِس ]؛ و الشاهد في كلمتْي [النعمان – ماء السماء] ،فأَّو ل ما يتبادُر إىل أذهاننا هو معناهما الحقيقي المعروف المألوف أْي القريب
إىل الذهن؛ المقصود بالنعمان هو ذلك الزهر البرُّي الُم سمى شقائق النعمان و المقصود بماء السماء هو المطر بطبيعة الحال ،لكَّن الشاعر ساق المعنى
القريب و لَّم ح أو أراد المعنى البعيد أال و هو النعمان بن المنذر ملك الِح يرة في العصر الجاهلي و أَّم ه الُم سَّم اة ماء السماء و الذي قيل إَّنه كان مجهول
النسب فُنِس َب إىل أِّم ه فقيل النعمان بن ماء السماء ،و لكْن بعد تحالفه مع كسرى ملك الفرس خافه الناس و نسبوه إىل أبيه المنذر فقيل بعد ذلك
النعمان بن المنذر ..نعتبر هذا المعنى بعيدا ألَّنه غيُر معروٍف لدى كِّل الناس ،بل لدى فئٍة قليلٍة هي الفئة المثَّق فة المطلعة عىل الموروث األدبِّي العربِّي
في كِّل تفاصيله.
مثال آخر قول أحد الشعراء [ :كيف ال أشُكُر الِج زاَرَة ما ِع شُت ** حفاًظ ا وأهجُر اآلدابا //وبها صارِت الِكالُب ُترِّجيني ** وبالِّش عِر كنُت أرجو الكالبا ] ..
هنا يشتم الشاعر لئام الناس الذين لم يجودوا عليه بالمال والعطاء عندما كان شاعًرا ،فالتورية في كلمة الكالب ،إذ إّن المعنى القريب الُم تبادر للذهن هو
الحيوان المعروف ،ولكّن المعنى الذي أراده الشاعر هو هؤالء الناس اللئام أصحاب المصالح ،وقصد إليهم بهذا اللفظ إهانًة لهم ،فقد أصبحوا يرجوَن
عطاءه عندما أصبح جّزاًرا بعد أن كان يرجو عطاءهم ،فهو شاكر للِج زارة التي استرّدت له كرامته[ .هذا المثال وجدته في أحد مواقع التواصل االجتماعي و
فَّض لت نقله بدون تصُّرٍف ألَّن لي فيه رأًيا خاًّص ا].
مالحظة هامة :أنا متحفظ قليال عىل المثال الثاني في كونه توريًة بل هو أقرب للكناية في رأيي الشخصي و لي كُّل األسباب التي تجعلني أرِّجح فكرة
الكناية عىل فكرة التورية ،لذا أرجو من كِّل األساتذة الكرام إبداء رأيهم في الموضوع.
.
الطباق :
هو الجمع بين الشيء و ضّده في الكالم و هو نوعان -/1 :طباق إيجاب ،يتم بالجمع بين المعنى و نقيضه في الجملة الواحدة؛ مثال ذلك قوله
تعاىل [ :إّن في خلق السماوات و األرض و اختالف الليل و النهار ]..سورة البقرة.164 /
-/2طباق سلب ،و يتم بالمعنى نفسه ُم ْث بًتا في الجملة األوىل و منفًي ا في الثانية أو العكس ،كما في قوله تعاىل[ :قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين
ال يعلمون] سورة الزمر.09 /
المقابلة :
هي أن يأتي المتكلم بمعنيين متوافقين من المعاني أو أكثر ،ومن ثَّم يأتي بما يقابلهما من المعاني في الجهة المقابلة بالترتيب ،وقد يتساءل
بعض الَّناس عن الفرق بين التضاد والمقابلة والجواب هو أَّن التضاد يكون عادًة بين المفردات ،وأَّم ا المقابلة فتكون بين الجمل .مثال ذلك قوله تعاىل:
[َيْأُم ُرُهم ِباْلَم ْع ُروِف َو َيْن َه اُه ْم َع ِن اْلُم نَكِر َو ُيِح ُّل َلُه ُم الَّط ِّيَباِت َوُيَحِّرُم َع َلْيِه ُم اْلَخَباِئَث ] سورة األعراف.157 /
التصريع :
هو اتفاق آخر الشطر األّو ل [الصدر] مع آخر الشطر الثاني [الَع ُجز] في الوزن و القافية و اإلعراب ،و عادة ما يكون في البيت األّو ل فقط من
القصيدة العمودية العربية القديمة .مثال ذلك قول امرئ القيسِ[ :ق َف ا نبِك من ذكرى حبيب و منزِل ** بِس ْق ِط الِلَو ى بين الَد ُخوِل فحوَم ِل ].