You are on page 1of 9

‫حكومة إقلمي كردستان العراق‬

‫وزارة التعلمي العايل والبحث العلمي‬


‫جامعة زاخو‬
‫لكية الرتبية األساسية (ادلراسة الصباحية)‬
‫قسم اللغة العربية‬

‫تقرير عن‬
‫))نوان التوكيد مع الفعل((‬

‫إعداد الطالبة‬
‫شاميء فوزي نيب‬

‫إبرشاف األستاذ‬
‫م‪.‬بيوار رمضان حمو‬

‫السنة ادلراسية‬
‫‪2020-2021‬‬
‫)السمسرت الرابع(‬
‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬
‫امحلدهلل رب العاملني‬
‫والصالة والسالم عىل أرشف املرسلني‬
‫وسيد اخللق أمجعني‬
‫حمتوى التقرير‪:‬‬
‫‪-‬املقدمة ‪.‬‬
‫‪-‬نوان التوكيد مع الفعل‪-:‬التعريف‬
‫‪-‬توكيد الفعل ابلنون‪ :‬األمر‪ ،‬املضارع‬
‫‪-‬أحاكم توكيد الفعل ابلنون‪- :‬أو ًال‪ :‬أحاكم اخلفيفة‬
‫‪-‬اثني ًا‪ :‬أحاكم الثقيةل‬
‫‪-‬بعض الفوائد‬
‫‪-‬اخلامتة‪.‬‬
‫‪-‬قامئة املصادر‪.‬‬
‫املقدمة‪:‬‬
‫امحلدهلل اذلي بنعمته تمت الصاحلات‪ ،‬والصالة والسالم عىل أرشف الربايت‪ ،‬ونبينا وحبيبنا محمد وعىل آهل‬
‫وأحصابه وأزواجه الطاهرات‪.‬‬
‫إن املعلوم يف الرصف أ نه عمل يمكل به علوم اللغة‪ ،‬ويكفي من فضهل أنه جزءا كبري ًا من اللغة يتوقف عليه‪ :‬ألن‬
‫كثريا من اللغة يؤخذ ابلقياس‪ ،‬وال يتوصل إىل القياس إال بعمل الرصف وألن الكتاب يقيد العمل وحيفظه هب‬
‫كثري من العلامء إىل املشاركة يف التأليف يف عمل الرصف‪ :‬سعي ًا إىل خدمة القرآن الكرمي ولغته والفوز برضا‬
‫هللا سبحانه وتعاىل‪.‬‬
‫أما موضوع التقرير فهو مضن تقاسمي الفعل العديدة أال وهو تقسمي الفعل إىل مؤكد وغري املؤكد‪ ،‬حيث عرفنا‬
‫املوضوع من وهجة رصفية وأن نوان التوكيد رمغ إختالف حركهتم هلم معل واحد‪ ،‬بأهنام الحقة تؤدي معىن‬
‫معني وتوجه إىل زمن مراد‪ ،‬وبينا األفعال اليت تدخل علهيا هذه الالحقة (األمر واملضارع) ووحضنا للك‬
‫مواضعه وطرقه مىت جيب دخولها ومىت جيوز‪ ،‬مث توهجنا إىل بيان أحاكم هذه الالحقة هل اإلثنني هلام نفس‬
‫األحاكم أم ختتلف يف األحاكم‪....‬‬
‫نونا التوكيد مع الفعل‬

‫ينقسم الفعل إلى مؤكد وغير مؤكد‪ :‬المؤكد ما الحقته نون التوكيد‪ ،‬أما غير المؤكد‪ :‬ما لم تلحقه‬
‫ُسجنُ ويكون‪.‬‬
‫نون التوكيد نحو ي َ‬
‫خفيفة ساكنة‪ ،‬وهي الحقة‬ ‫ٌ‬ ‫ثقيلة مفتوحة‪ ،‬واألخرى‬ ‫ٌ‬ ‫نون التوكيد في العربية‪ ،‬نونان‪ :‬إحداهما‬
‫ً‬
‫صرفية تؤدي معنى صرفيا ً معينا ً وهو تقوية الفعل وجعل زمنه مستقبال‪ .‬نحو‪ :‬ألقومنّ بواجبي‬
‫وألقومن بواجبي‪ .‬وقال تعالى‪﴿ :‬لَيُن َب َذنَّ فِى ال ُح َط َمةِ﴾ [الهمزة‪ ]4:‬وقال‪﴿:‬لَ َنس َفعا ِبال َّناصِ َيةِ﴾ [العلق‪:‬‬
‫َ‬
‫ً‬
‫‪ .]15‬ويدل على أنهما حرفا توكيد أنه يجاب بهما القسم‪.‬‬

‫‪-‬وذكر الخليل أنّ الثقيلة آكد من الخفيفة‪ ،‬حيث قال‪((:‬أنهما توكيد كما التي تكون فصالً‪ ،‬فإذا‬
‫جئت بالخفيفة فأنت مؤكد‪ ،‬وإذا جئت بالثقيلة فأنت أش ّد توكيداً))‪ ،‬وذلك ألن النون بمنزلة تكرير‬
‫ُسج َننَّ َولَ َي ُكو ًنا م َِن الصَّـ~غِ ِر َ‬
‫ين﴾‬ ‫التأكيد‪ ،‬وقد أجتمعتا في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬ولَِئن لَم َيف َعل َما َءا ُم ُرهُ لَي َ‬
‫ُسج َننَّ ﴾‪ ،‬وبالخفيفة في قوله ﴿ َولَ َي ُكو ًنا م َِن الصَّـ~غِ ِر َ‬
‫ين﴾‬ ‫[يوسف‪ ]32:‬فجاء بالثقيلة في قوله ﴿لَي َ‬
‫قالوا ألن ((أمرأة العزيز كانت أشد حرصا ً على سجنه من كونه صاغرا)) فأكدت السجن لذلك‬
‫بالثقيلة بخالف الصَّغار‪.‬‬

‫توكيد الفعل بالنون‪:‬‬


‫األمر وفعل المضارع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ال يؤكد بهما إال فعل‬
‫‪-‬وأما الماضي فال يجوز توكيده مطلقاً‪ ،‬ألنها ال تدخل على فعل قد وقع والنون تخلص الفعل‬
‫للمستقبل‪ .‬ولذلك يمتنع أن تقول‪َ :‬ك َّت َب َن أو َذ َه َبنّ ‪ .‬وقال بعضهم إن كان ماضيا لفظاً‪ ،‬مستقبالً‬
‫معنى‪ ،‬فقد يؤكد بهما على قلة‪ .‬وشاهده الحديث‪(( :‬فِإمَّا َأ ْد َر َكنَّ َأح ٌد منكم ال َّدجا َل))‪ ،‬فإنه على‬
‫ُدر َكنَّ ))‪ .‬وكذك قول الشاعر‪:‬‬ ‫معنى ((فِإمَّا ي ِ‬
‫ك للصَّبا َب ِة جانحا‬ ‫لوالكِ لم َي ُ‬ ‫ت ُم َتيّما ً‬
‫دَا َمنَّ َسعْ ُدكِ ‪ ،‬لو َر ِح ْم ِ‬
‫الشاهد فيه‪ :‬قوله (دامنَّ سعدك) بمعنى ((لِ َي ُدو َم َن)) فهو في معنى أمر‪ ،‬واألمر مستقبل‪ ،‬أي أكد‬
‫الماضي شذوذاً‪.‬‬
‫األمر‪:‬‬
‫وأما فع ُل األمر‪ ،‬فيجوز توكيده مطلقاً‪ :‬ألنه مستقبل دائماً‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫الموضوع أو افه َمنَّ‬
‫َ‬ ‫اِفه َمنْ‬ ‫الموضوع‬
‫َ‬ ‫ِفهم‬
‫ا ِ‬
‫اسمعنَّ‬
‫َ‬ ‫ِسمعنْ النصيح َة أو‬
‫ا َ‬ ‫ِسمع النصيح َة‬
‫ا ِ‬
‫دافعنَّ‬
‫الوطن أو َ‬
‫ِ‬ ‫َافعنْ ِ‬
‫عن‬ ‫د َ‬ ‫الوطن‬
‫ِ‬ ‫دافعْ ِ‬
‫عن‬
‫المضارع‪:‬‬
‫وله أحكام يفصلها الصرفيون على الوجه اآلتي‪:‬‬
‫‪-‬تأكيد المضارع بالنون وجوباً‪:‬‬
‫يؤكد المضارع بالنون وجوباً‪ ،‬إذا كام مُث َبتا ً مستقبالً‪ ،‬واقعا ً في جواب القسم غير مفصول من الم‬
‫الجواب بفاصل‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫‪-‬قوله تعالى‪َ ﴿ :‬و َتاهَّلل ِ َأَلكِي َدنَّ َأصْ َنـ~م ُكم﴾[األنبياء‪.]57:‬‬
‫هللا ألقومن بواجبي‪.‬‬ ‫‪-‬و ِ‬
‫ألفين بالوعد‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪-‬وحياتِك‬
‫وتوكيده بالنون‪ ،‬لزوم الَّالم في الجواب في مثل هذا الحال واجبُ ال َمعدِل عنه‪.‬‬
‫وما ورد من ذلك غير مؤكد في جواب القسم فهو على تقدير حرف نفي كقوله تعالى‪َ ﴿ :‬تاهَّلل ِ‬
‫ُف﴾ [يوسف‪ ]85:‬أي‪ :‬ال تفتأ‪ .‬وعلى هذا فمن قال‪( :‬وهللا أفعل) فمنعى قوله هو‪:‬‬ ‫َت ْف َتُؤ ْا َتذ ُك ُر يُوس َ‬
‫وهللا ال أفعل‪ .‬فإن أراد اإلثبات وجب أن يقول‪( :‬وهللا ألفعلنّ ) في االستقبال‪ ،‬أو(َألفعلُ) إذا أريد‬
‫الحال‪.‬‬

‫‪-‬توكيده بها جوازاً‬


‫يؤكد المضارع بال ُّنون جوازاً في أربع حاالت‪:‬‬
‫الطلب‪ ،‬وهي‪ :‬الم األمر‪ ،‬وال الناهية‪ ،‬وأدوات االستفهام والتمني‬‫‪-1‬أن يقع بعد أدا ٍة من أدوات َّ‬
‫والترجي والعرض والتخصيص من أمثلتها‪:‬‬
‫‪-‬الم األمر نحو‪ :‬لِ َتعْ َملنَّ بجد لبناء مستقبلك‪.‬‬
‫‪-‬ال الناهية نحو‪ :‬ال تهملنّ واجباتك‪.‬‬
‫‪-‬الدعاء‪ :‬ال يري َكن هللا مكروها‪.‬‬
‫‪-‬التمني‪ :‬ليتك تلتفتن إلى نفسك‪.‬‬

‫‪-2‬أن يقع شرطا ً بعد أداة شرط ِبـ (ما) الزائدة‪:‬‬


‫فإن كانت األداة (ِإنْ ) فتأكيده حينئ ٍذ قريب من الواجب‪ ،‬وذلك ألن ما للتوكيد فجيء بالنون التي‬
‫هي للتاكيد أيضا حتى قال بعضهم بوجوبه‪ .‬ولم يرد في القرآن الكريم إال مؤ َّكدٍ‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬
‫ض َن َعن ُه ُم‬ ‫زغ َفاس َتعِذ ِباهَّلل ِ﴾ [األعراف‪ ،]200:‬وقوله‪َ ﴿ :‬وِإمَّا ُت ِ‬
‫عر َ‬ ‫ــ~ن َن ٌ‬
‫ك م َِن ال َّشي َط ِ‬ ‫نز َغ َّن َ‬
‫﴿ َوِإمَّا َي َ‬
‫ك َترجُو َها َفقُل لَّهُمـ َقوالً َميسُوراً﴾[اإلسراء‪ ]28:‬وكذلك قولك إما تجتهدن‬ ‫ابتِغا َء َرح َم ٍة مِن رَّ ِب َ‬
‫تبلغ مرادك‪.‬‬
‫وندر استعماله غير مؤ َّكدٍ‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬

‫خوان من شِ َيمي‬
‫ِ‬ ‫فما ال َّتخلِّي عن اِإل‬ ‫صاح‪ِ ،‬إ َّما َت ِجدْ ني َ‬
‫غير ذية ِجدَ ٍة‬ ‫ِ‬ ‫يا‬
‫الشاهد فيه‪ :‬قوله‪( :‬إما تجدني) حيث جاء الفعل (تجدني) غير مؤكد مع تقدم (إن) الشرطية عليه‬
‫وهو نادر أو للضرورة‪.‬‬
‫يذاكرن ينجح‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪-‬ويقل توكيده إذا كانت األدات غير (ِإنْ )‪ ،‬نحو‪َ :‬ح ُيثما تكو َننَّ آت َ‬
‫ِك‪ .‬ومن‬
‫‪-‬وأقل منه أن يقع جواب شرط‪ ،‬أو بعد أداة غير مصحوبة بـ (ما) الزائدة‪ ،‬فاألول كقول الشاعر‪:‬‬
‫و َمهْما َت َشْأ من ُه َفزارةُ َتمْ َن َعا‬ ‫و َمهْما َتشْأ من ُه َفزارةُ ُتعْ طِ ك ْم‬
‫الشاهد فيه‪ :‬قوله (تمنعا) حيث أكد جواب الشرط بنون التوكيد الخفيفة‪ ،‬وهو قليل جداً‪ ،‬وقال‬
‫سيبويه‪ :‬وهو ضرورة‪ .‬وأصله‪َ :‬تم َن َعنْ ‪ ،‬فلما وقف عليها قلبت ألفاً‪.‬‬
‫‪-‬واآلخر كقولها‪:‬‬
‫َأ َبداً‪ .‬و َق ْت ُل َبني قُتي َب َة شافي‬ ‫َمنْ َن ْث َق َفنْ من ُه ْم َفلَ َ‬
‫يس بآي ٍ‬
‫ب‬
‫الشاهد فيه‪ :‬قولها‪( :‬من نثقفن‪ )...‬حيث أكد الفعل (نثقف) بنون التوكيد الخفيفة مع أنه واقع فعل‬
‫شرط لشرط وأداة الشرط غير (إن) المؤكدة بـ(ما) الزائدة‪ .‬وهو قليل جداً‪.‬‬

‫‪-3‬أن يكون منفيا ً ِبـ(ال)‪ ،‬بشرط أن ال يكون جوابا ً للقسم‪ ،‬كقوله تعالى‪َ ﴿ :‬يـ~َأ َيهُا ال َّنم ُل اد ُخلُو ْا‬
‫َم َسـ~ ِك َن ُكم اَل يَحطِ َم َّن ُكم ُسلَي َمـ~نُ َو ُجمُوُ ُدهُ َوهُمـ اَل َيش ُعر َُن﴾ [النمل‪ ]18:‬وكول النابغة الذبياني‪:‬‬
‫َأ‬ ‫َأ‬
‫ك ًنهنً نِعا ٌج حو َل ُد ِ‬
‫وار‬ ‫عر َفنْ ر َبربا ً حُوراً مدامعُها‬
‫ال ِ‬
‫وكذلك قولك‪ :‬ابتعد عن أمر ال يعني َّنك‪.‬‬
‫‪-‬وأقل منه أن يكون منفيا ً بـِ(لم)‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫‪-‬شيخا ً على ُكرسِ ِّي ِه م َُع َّم َما‬ ‫حس ُب ُه الجاهلُ‪ -‬ما لَ ْم َيعْ لَ َما ‪-‬‬
‫َي َ‬
‫الشاهد فيه‪ :‬قوله‪( :‬ما لم يعلما) حيث أكد الفعل المنفي بلم بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا ً في‬
‫الوقف‪.‬‬
‫وكذلك قولك‪ :‬لم يحضرنّ علىّ ‪.‬‬
‫وإنما َس َّو َغ توكيد المنفيّ ِبـ(لم)‪ ،‬مع أنه في معنى الماضي‪ ،‬والماضي ال يؤكد بالنون كونه منفياً‪،‬‬
‫وأنه مضارع في اللفظ‪.‬‬

‫امتناع توكيد المضارع بالنون‬


‫يمتنع تأكيد المضارع بالنون في أربع حاالت‪:‬‬
‫‪-1‬أن يكون غير مسبوق بما يجيز توكيده‪ :‬كالقسم‪ ،‬وأدوات الطلب‪،‬والنفي‪ ،‬والشرط‪ ،‬و(ما)‬
‫الزائدة‪.‬‬
‫لقسم‪ ،‬سواء كان حرف النفي ملفوظا ً نحو‪(( :‬و ِ‬
‫هللا ال أنقُضُ عهدَ‬ ‫‪-2‬أن يكون منفيا ً واقعا ً جوابا ً ٍ‬
‫ُف﴾ [يوسف‪ ،]85:‬أي‪ :‬ال تفتُأ‪.‬‬ ‫أمَّتي))‪ ،‬أو كان مقدراً‪ :‬كقوله تعالى‪َ ﴿ :‬تا ِ‬
‫هلل َتف َتُؤ ْا َتذ ُك ُر يُوس َ‬
‫‪ -3‬أن يوكن للحال‪ ،‬نحو‪ :‬وهللا ألقرأ اآلن‪ .‬ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫خرفُ قوالً وال َي ْف َعل‬
‫ي َُز ِ‬ ‫َيمينا ً ُألبغِضُ ُك َّل ام ِْرٍئ‬
‫الشاهد فيه‪ :‬قوله‪( :‬يمينا ً ألبغض) حيث جاء الفعل (أبغض) غير مؤكد بنون التوكيد مع أنه فعالً‬
‫مضارعا ً مثبتا ً مقترنا ً بالم الجواب متصالً بها‪ ،‬ألنه بمعنى الحال‪ ،‬والعلة فيه أن نون التوكيد‬
‫تجعله للمستقبل وهو للحال فيتعارضان‪.‬‬
‫ك َف َت َ‬
‫رضى﴾‬ ‫يك َر ُّب َ‬ ‫‪ -4‬أن يكون مفصوالً من الم جواب القسم‪ ،‬كقوله تعالى‪َ ﴿ :‬ولَ َس َ‬
‫وف يُعطِ َ‬
‫[الضحى‪ ]5:‬وكذلك نحو وهللا لقد يسهو العالم‪.‬‬

‫أحكام توكيد الفعل بالنون‪:‬‬


‫أوالً النون الخفيفة‪ 1‬لها أحكام‪ 1‬هي‪:‬‬
‫‪-1‬أن نون التوكيد الخفيفة ال تقع بعد‪:‬‬
‫هللا لَ َت ْذ َه َبانِنْ والتضربانْ يازيدان‪.‬‬
‫‪-‬ضمير التثنية فال يقال‪ :‬و ِ‬
‫‪-‬وكذلك ال تقع بعد نون النسوة‪ :‬فال يقال ال َت ْذ َه ْب َننْ ‪.‬‬
‫وذلك لئال يلتقي الساكنان‪.‬‬
‫‪-‬أما بعد واو الجماعة وياء المخاطبة فتقع‪ ،‬نحو‪ :‬هل تذهبو َننْ ؟ هل تذهبي َننْ ؟‬
‫ونحو‪ :‬ال تذهبُنْ ‪ .‬اذهبُنْ ‪ .‬واألصل التذهبونْ واذهبونْ بنون مخففة في آخرها حذفت واو الضمير‬
‫دفعا ً الجتماع الساكنين‪.‬‬
‫ال تذهبينْ ‪ ،‬اذهبنْ واألصل ال تذهبينْ واذهبينْ حذفت ياء المخاطبة كيال يجتمع ساكنان والنون‬
‫هذه هي نون التوكيد الخفيفة؟‬

‫‪-2‬ألن النون الخفيفة ساكنة فإن وليها ساكن حذفت فِرارً من اجتماع الساكنين نحو‪:‬‬
‫َأ‬
‫ْك ِرم الكري َم‪ .‬واألصل ِ‬
‫أكر َمنْ ‪.‬‬
‫اضرب الرجل واألصل اضر َبنْ ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫تركع يوما والدهر قد رفعه‬ ‫الفقير علك أن‬
‫َ‬ ‫وال ُت َ‬
‫هين‬
‫الشاهد فيه‪ :‬قوله‪ :‬وال تهين الفقير حيث حذفت نون التوكيد الخفيفة للتخلص من التقاء الساكنين‬
‫وبقيت الفتحة داللة عليها‪ ،‬والفعل مع أنه مبني على الفتح فهو في محل جزم (ال)‪.‬‬
‫ويجوز قلبها ألفا عند الوقوف‪ ،‬فتقول في اك ُت َبنْ إذا وقفت عليخ اك ُت َبا‪ :‬ومن قول الشاعر‬
‫هللا فاعبُدَا‬
‫الشيطان‪ .‬و َ‬
‫َ‬ ‫وال َتعْ بُ‬ ‫ت ال َت ْق َر َب َّنها‬
‫وِإيَّاك وال َميتا ِ‬
‫الشاهد فيه‪ :‬قوله‪( :‬وهللا فاعبدا) حيث قلبت نون التوكيد ألفا ً في الوقف‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أحكام النون الثقيلة أو المشددة‪:‬‬
‫‪-1‬إن كان الفعل مسند إلى اسم ظاهر أو إلى ضمير مستتر بني على آخره على الفتح لمباشرة‬
‫َ‬
‫لنغوزنَّ ليسع َينَّ بقلب‬ ‫لينصرنَّ أم معتله نحو لتقض َينَّ‬
‫َ‬ ‫النون له سواء كان صحيح اآلخر نحو‬
‫األلف ياء‪.‬‬
‫‪-2‬إذا وقعت النون المشددة بعد ضمير التنثية‪ ،‬ثبتت األلف وكسرت النون تشبيها ً لها بنون التثنية‬
‫في األسماء نحو اك ُتبانِّ ليك ُتبانِّ ‪ ،‬وإن كان الفعل مضارعا ً مرفوعا ً حذفت نون الرفع أيضا ً ذلك‬
‫أنه اجتمعت ثالث نونات ووجود ثالثة أمثال يعتبر ثقيالً في العربية وذلك نحو‪ :‬هل تكتبانِّ ؟‬
‫واألصل تكتبانِنَّ ولتنصرانِّ لتفضيانِّ لتغزوانِّ لتسعيانِّ ‪.‬‬
‫والسؤال الذي يطرح نفسه هنا‪ :‬كيف يجتمع ساكنان األلف والنون األولى من النون المشددة؟‬
‫‪-‬إن العربية تجمع بين االساكنين إذا كان األول حرف األلف والثاني حرف مشدد مثل وال‬
‫الضالّين دابّة شابّ ‪ .‬أو تقول لسهولة النطق باأللف مع ساكن بعدها‪.‬‬
‫‪-3‬إن كان الفعل مسنداً إلى واو الجماعة‪:‬‬
‫‪-‬إن كان الفعل صحيحاً‪ ،‬فإنه تحذف نون الرفع اللتقائها مع نون التوكيد‪ ،‬ثم تحذف واو الجماعة‬
‫لئال يلتقي ساكنان‪ ،‬فتقول‪:‬‬
‫ُأ‬ ‫لتك ُتبنَّ وتسمعُنَّ واألصل لتكتبو َنن وتسمعو َننَّ ‪ .‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬ولَتس َمعُنَّ م َِن الَّذ َ‬
‫ِين و ُتوا الك َ‬
‫ِتاب﴾ [آأل‬
‫عمران‪.]186:‬‬
‫وإن كان الفعل ناقصا َ وكانت عين الفعل مضمومة أو مكسورة حذفت أيضا الم الفعل زيادة على‬
‫ما تقدم نحو‪( :‬لتغ ُزنَّ ولتقضُنَّ يا قوم) بضم ما قبل النون للداللة على المحذوف‪ .‬فإن كانت العين‬
‫مفتوحة حذفت الم الفعل فقط وبقي ما قبلها وحركت واو الجمع بالضمة نحو‪:‬‬
‫لتخ َشوُ نَّ ولتس َعوُ نَّ لَ َترْ َ‬
‫ضوُ نَّ ‪.‬‬
‫‪-4‬إن كان الفعل مسنجا إلى ياء المخاطبة حذفت الياء والنون وكسر ما قبل النون نحو‪:‬‬
‫ولتغزنَّ ولترمِنَّ إال إذا كان فعالً ناقصا ً وكانت عينه مفتوحة فتبقى ياء المخاطبة‬ ‫ِ‬ ‫لتنص ُِرنَّ يا هند‬
‫متحركة بالكسر مع فتح ما قبلها نحو‪ :‬لتس َع ِينَّ ولتخ َش ِينَّ يا هند‪.‬‬
‫‪-5‬إذا ولي نون النسوة نون التوكيد المشددة‪ ،‬وجب الفصل بينهما بألفٍ ‪ ،‬كراهية اجتماع النونات‪،‬‬
‫نحو‪ :‬يك ُتبْنانِّ واك ُتبْنانِّ حينئذ تكسر نون التوكيد وجوباً‪ ،‬تشبيها ً لها بالنون يعد ألف المثنى‪.‬‬

‫‪-6‬إذا أكدت بالنون األمر المبني على حذف آخره‪ ،‬والمضارع المجزوم بحذف آخره‪ ،‬رددت‬
‫إليه آخره‪- :‬إن كان واو أو ياء مبنيا ً على الفتح‪:‬‬
‫امش‪-‬التمش‪ ،‬اِمشِ َينَّ ‪-‬التمشِ َينَّ ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ادعُ‪-‬ال تدع‪ ،‬ا ُ ْدع َُونَّ ‪-‬ال َت ْدع َُونَّ ‪،‬‬
‫ليخش‪ :‬اِخ َش َينَّ ليخ َشينَّ ‪.‬‬
‫َ‬ ‫فإن كان المحذوف ألفا ً قلبتها ياء‪ ،‬فتقول في‪ :‬اخش‬
‫بعض الفوائد‪:‬‬
‫ف(أن) هي‬
‫َ‬ ‫‪-‬أن النون حرف يؤكد األسماء واألفعال‪ ،‬غير أنها تدخل في أول اإلسم‪ ،‬آخر الفعل‬
‫نون ثقيلة مسبوقة بالهمزة‪ ،‬ولما كانت تدخل في أول اإلسم‪ ،‬بدئت بهمزة توصالً الى النطق‬
‫بالساكن‪ ،‬وجعلت الهمزة من بناء الكلمة‪.‬‬
‫وهناك تشابه بين (أنّ ) والنون‪ ،‬فكلتهاهما حرف توكيد‪ ،‬غير أنّ إحداهما تؤكد األسماء واألخرى‬
‫تؤكد األفعال‪ ،‬وكلتاهما ثقيلة وخفيفة‪ ،‬وكلتاهما تدخل الفتح على ما دخلت عليه فـ(أنّ ) تدخل على‬
‫األسماء وتنصبها‪ .‬والنون تدخل على الفعل وتبنيه على الفتح تقول (أنّ محمداً ليسافرن)‪،‬‬
‫وكلتاهما يجاب بها القسم في اإلثبات‪ ،‬تقول‪( :‬وهللا ألذهبنّ ) و(وهللا إني لمعكم) قال تعالى‪َ ﴿ :‬و َتا ِ‬
‫هلل‬
‫ون﴾‬ ‫ب السَّمآ ِء َواَأل ِ‬
‫رض ِإ َّن ُه لَ َح ٌّق مِث َل َمآ َأ َّن ُكم َتنطِ قُ َ‬ ‫َأَلكِي َدنَّ َأص َنـا َم ُكمـ﴾ [االنبياء‪ ]57:‬وقال‪َ ﴿ :‬ف َو َر ِ‬
‫[الذاريات‪.]23:‬‬
‫‪-‬يجوز أن تكتب النون المخففة باأللف مع التنوين‪ ،‬كما في وقوله تعالى‪َ ﴿ :‬ولَ َي ُكو ًنا م َِن‬
‫ين﴾ [يوسف‪ ]32:‬وهو مذهب الكوفيين فإن وقفت عليها وقفت باأللف‪ ،‬ويجوز أن تكتب‬ ‫الصَّـاغِ ِر َ‬
‫بالنون‪ ،‬كما هو شائع‪ ،‬وهو مذهب البصريين‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫بفضل هللا في نهاية التقرير تم الوصول إلى أن هاتين النونين الشديدة والخفيفة‪ ،‬من حروف‬
‫المعاني‪ ،‬والمراد بهما التأكيد‪ ،‬وال تدخالن إلى على األفعال المستقبلة‪ ،‬وتؤثران فيها تأثيرين‪:‬‬
‫تأثيراً في معناها‪ ،‬فتأثير اللفظ اخراج الفعل الى البناء‪ ،‬بعد أن كان معرباً‪ ،‬وتأثير المعنى‬
‫اخالص الفعل لالستقبال‪ ،‬بعد أن كان يصلح للحال واالستقبال‪ ،‬إذ لو قلت (إن زيداً ليقوم) جاز‬
‫أن يكون للحال واألستقبال‪ ،‬فإذا قلت (إنّ زيداً ليقو َمن) كان هذا جواب قسم والمراد االستقبال ال‬
‫غير‪ .‬بذلك تبين لدينا أن الماضي ال يجوز توكيده‪ ،‬واألمر يجوز مطلقا‪ ،‬وللمضارع مواضع‬
‫جواز قد فصلناها‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وجوب ومواضع‬
‫أما عن أحكام هاتين النونين‪ :‬تم الوصل إلى أن في كل موضع يصح فيه استعمال النون الثقيلة‬
‫يصح فيه استعمال النون الخفيفة اال في موضعين فال يصح فيهما استعمال النون الخفيفة النها ال‬
‫تقع بعد الألف‪ ،‬وهما‪ :‬مع الفعل المسند الى الف االثنين‪ ،‬والفعل المسند الى نون النسوة‪ .‬وذلك‬
‫لئال يلتقي الساكنين‪.‬‬
‫قائمة المصادر‪:‬‬
‫‪-‬التطبيق الصرفي‪ :‬د‪ .‬عبده الراجحي‪-‬دار النهضة العربية‪-‬بيروت_لبنان‪-‬صفحات (‪.)68-58‬‬
‫‪-‬جامع الدروس العربية‪ :‬الشيخ مصطفى الغالييني‪-‬تحقيق علي سليمان شبارة‪-‬الطبعة األولى‬
‫‪2010‬م‪-‬مؤسسة الرسالة ناشرون‪-‬دمشق_سوريا‪-‬صفحات (‪.)97-89‬‬
‫ومعان‪ :‬د‪.‬محمد فاضل السامرائي‪-‬الطبعة األولى‪2013‬م‪-‬دار ابن كثير‪-‬‬
‫ٍ‬ ‫‪-‬الصرف العربي أحكام‬
‫دمشق_سوريا‪-‬صفحات(‪.)68-59‬‬
‫‪-‬المهذب في علم التصريف‪ :‬د‪.‬صالح مهدي الخرطومي ود‪.‬هاشم طه شالش‪-‬بيروت_لبنان‪-‬‬
‫صفحات (‪.)130-113‬‬
‫‪-‬معاني النحو(الجزء الرابع)‪ :‬د‪ .‬فاضل صالح السامرائي‪-‬الطبعة األولى‪2000‬م‪-‬دار الفكر‪-‬‬
‫عمان_األردن‪-‬صفحات (‪.)157-155‬‬

You might also like