Professional Documents
Culture Documents
﴿مسالك العلة﴾
:النص ال صيري ،مثل :العلة كذا ،فل سيب ،فم العلة) األول :اإلمجاع .الثا (م سيال
)1املسلك األول :اإلمجاع. أ جيل ،فنحو :ك وإذن ،وال ظيارر :كيالال اياررة فم قيدرة ،حنو :أن كيان كيذا .فيال بيا ،
)2املسلك الثاين :النص. فالفا يف كال الشارع ،فالراوي الفقيه ،فغريه ،ومنه :إن وإذ وما مضى يف احلروف.
❖ مسالك العلة:
ك ،ومسلك على وزن َمفعل -مصدر ميمي ظرف مكان ،-لكون
ك يَ ْسلُ ُ
( -املسالك) :مجع مسلَك من َسلَ َ
مضارعه على وزن يفعُ ُل .واملسلك :الطريق.
( -العلة):
)1يف اللغة:
قال القرايف" :العلة ابعتبار اللغة مأخوذة من ثالثة أشياء:
• العرض املؤثر :كعلة املرض ،وهو الذي يؤثر فيه عادة.
• والداعي لألمر :من قوهلم (علة إكرام زيد لعمرو علمه وإحسانه).
• وقيل :من الدوام والتكرار :ومنه العلل للشرب بعد الري .يقال :شرب علال بعد هنل"[ .نفائس األصول،
.]3217/7
)2يف االصطالح :اختلف العلماء يف تعريف العلة على أقوال ،منها:
أهنا الوصف املؤثر يف احلكم ال بذاته ،بل جبعل الشارع[ .وهو قول الغزايل] أ-
أهنا املؤثر يف احلكم بذاهتا ال جبعل هللا[ .وهو قول املعتزلة] (وهذا على بناء قاعدهتم يف التحسني ب-
والتقبيح العقلي)
1
أهنا الوصف الباعث على احلكم ،أي مشتملة على حكمة صاحلة تكون مقصودة للشارع يف شرع ت-
احلكم[ .وهو قول اآلمدي]( .وهذا بناء على تعليل أفعال الرب ابألغراض)
أهنا الوصف املعرف للحكم بوضع الشارع[ .وهو اختيار الرازي والبيضاوي ،وهو أظهر األقوال] ث-
-للعلة أمساء خمتلفة ،فهي تسمى :السبب ،واألمارة ،والداعي ،واملستدعي ،والباعث ،واحلامل ،واملناط ،والدليل،
واملقتضي ،واملوجب ،واملؤثر.
( -مسالك العلة) :الطرق الدالة على علية الوصف .وهي عند املصنف عشرة مسالك :النص /اإلمجاع /اإلمياء/
السرب والتقسيم /املناسبة /الشبه /الدوران /الطرد /تنقيح املناط /إلغاء الفارق.
2
❖ املسلك الثاين :النص:
-وهو على قسمني :النص الصريح /النص الظاهر.
✓ النص الصريح :هو النص الذي ال حيتمل غري العلية ،فهو قطعي يف الداللة على العلية.
وعرفوه أبنه :هو ما دل بوضعه على العلية من غري احتياج إىل نظر واستدالل.
أي :داللة الكتاب والسنة على أن الوصف علةٌ.
• ف (كي) و(إذن) من احلروف اليت ال تفيد غري العلية .أما غريها من احلروف اليت حتتمل معىن العلية وغري العلية،
فتدخل يف النص الظاهر كما سيأيت.
• ويف عطف املصنف ابلفاء فيما تقدم وفيما أييت إشارة إىل أن كل واحد أنزل داللة مما قبله.
3
✓ أمثلته على الرتتيب:
ات إِ َىل النُّوِر﴾ [إبراهيم .]1 ك لِتُ ْخ ِرج الناس ِمن الظُّلُم ِ اب أَنْ َزلْنَاهُ إِلَْي َ ِ
الالم الظاهرة :مثل﴿ :كتَ ٌ أ-
َ َ َ َ
ِ
الالم املقدرة :مثل قوله تعاىلَ ﴿ :وَال تُط ْع ُكل َحالف َم ِهني﴾ إىل قوله﴿ :أَ ْن َكا َن ذَا َمال َوبَنِ َ
ني﴾ ب-
[القلم ]14-10 :أي :ألن كان.
ت َهلُ ْم﴾ [النساء،]160: ادوا َحرْمنَا َعلَْي ِه ْم طَيِبَات أُ ِحل ْ
ين َه ُ ِ ِ ِ
الباء :مثل قوله تعاىل﴿ :فَبظُْلم م َن الذ َ ت-
أي :منعناهم عنها لظلمهم.
الفاء :بشرط أن ترد يف كالم الشارع: ث-
وتكون يف:
• احلكم :مثل قوله تعاىلَ ﴿ :والسا ِر ُق َوالسا ِرقَةُ فَاقْطَ ُعوا أَيْ ِديَ ُه َما﴾ [املائدة .]38
• الوصف :مثل حديث الصحيحني يف احملرم الذي وقصته انقته" :ال متسوه طيبا وال ختمروا
رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا".
الفاء يف كالم الراوي الفقيه: ج-
• وال تدخل إال على احلكم:
مثل قول عمران بن حصني" :سها رسول هللا ﷺ فسجد"[ .رواه أبو داود وغريه].
- oوقال سعد الدين التفتازاين يف حاشيته على شرح العضد على املختصر ( :)234/2إهنا
تكون يف الوصف فقط ،أي دون احلكم ،ألن الراوي حيكي ما كان يف الوجود– .
إِن :املكسورة اهلمزة املشددة النون ،كقوله تعاىل على لسان نوح عليه السالمَ ﴿ :ر ِ
ب َال تَ َذ ْر َعلَى ح-
اد َك وَال يلِ ُدوا إِال فَ ِ ِ ِ ِ ْاألَر ِ ِ
اجرا َكفارا﴾ [نوح -26 ك إِ ْن تَ َذ ْرُه ْم يُضلُّوا عبَ َ َ َ
ين َدايراَ إِن َ
ض م َن الْ َكاف ِر َ ْ
،]27أي :ألنك.
إِ ْذ :مثل :ضر ُ
بت العب َد إذ أساء ،أي :إلساءته. خ-
(قوله :وما مضى من احلروف) أي ومن قبيل الظاهر كذلك ما مضى من احلروف الواردة للتعليل د-
أحياان ،مما مل يذكره هنا ،ك [حىت /على /بَ ْي َد /يف /من ]..على ما تقدم يف مبحث احلروف.
4
الثالث :اإلميا ،ورو اقرتان الوصف امللفوا ،قيل :أو املستنبط ،حبكم ،ولو مستنبطا لو مل يك
)1املسلك الثالث :اإلمياء. للتعليل رو أو ظريه كان بعيدا ،كحكمه بعد مساع و صيف ،وكذكره يف احلكم و صيفا لو مل يك
علية مل ي فيد ،وكتفري قيه بني حكمني ب صي فية مع ذكرر ميا ،أو ذكر أحيدر ميا ،أو ب شيير ،أو غيايية ،أو
احلكم على الو صييف ،وكمن عيه ايا قيد يفول املطلوب .وال ا سييتثنيا ،أو ا سيتيدرا ،وكرتت ي
يشرت مناسبة املومى إليه عند األكثر.
5
• مثال النظري:
حديث الصحيحني" :إن امرأة قالت :اي رسول هللا ،إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم
عنها؟ فقال :أرأيت لو كان على أمك دين فقضيتيه أكان يؤدي ذلك عنها؟ قالت :نعم.
قال :فصومي عن أمك".
ظريه ،وهو َدين اآلدمي .فنبه بذلك على التعليل به.
سألته عن دين هللا ،ف َذ َك َر نَ َ
❖ أقسام اإلمياء:
قسم املصنف اإلمياء إىل مخسة أقسام:
أوالُ :حكم الشارع بعد مساعه وصفا.
اثنيا :أن يَذكر الشارع وصفا يف احلكم لو مل يكن علة مل يُِف ْد.
اثلثا :التفريق بني حكمني أبمور ،مع ذكر احلكمني أو أحدمها.
رابعا :ترتيب احلكم على الوصف.
خامسا :م ْنع الشارع ِ
الف ْع َل املَُف ِو َ
ت للمطلوب. ُ
اثنيا :أن يَذكر الشارع وصفا يف احلكم لو مل يكن علة مل يُِف ْد.
مثل قول رسول هللا ﷺ" :ال حيكم أحد بني اثنني وهو غضبان"[ .رواه الشيخان]
✓ فتقييده املنع من احلكم حبالة الغضب املشوش للفكر يدل على أنه علة له ،وإال خلال ذكره عن الفائدة وذلك بعيد.
6
اثلثا :التفريق بني حكمني أبمور ،مع ذكر احلكمني أو أحدمها.
7
املفوت للمطلوب:
َ الفعل
خامسا :منع الشارع َ
ِبعىن :إذا منعه الشارع يعترب ذلك علة.
✓ مثل قوله تعاىل " :فَاسعوا إِ َىل ِذ ْك ِر ِ
اّلل َوذَ ُروا الْبَ ْي َع". ْ َْ
فالبيع فِ ْع ٌل ُم َف ِو ٌ
ت. ُ فمنع البيع ألنه علةٌ يف التفويت للسعي إىل ذكر هللا.
فاملنع من البيع وقت نداء اجلمعة الذي قد يفوهتا ،لو مل يكن ملظنة تفويتها لكان بعيدا.
8
الرابع :السي والتقسييم ،ورو حصير األوصياف يف األصل وإبطال ما ال يصل ،فيتعني الباق ،ويكف قول
املسلك الرابع :السرب والتقسيم. فلم أجيد ،واأل صييل عيد ميا سييواريا ،واجملتهيد يرجع إىل انيه ،يفإن كيان احل صيير امل سيتيدل :حبيث
واإلب طيال قطع ييا فقطع ،وإال فظين ،ورو ح جية لل نياار وامل نياار ع نيد األكثر ،و ثيالث هيا :إن أمجع على
احلكم وعليه إما احلرمني ،ورابعها :للناار دون املناار ،فإن أبدى املعرتض و صييفا ئاادا تعليل ذل
.1تعريف السرب والتقسيم.
مل يكلف بيان صيالحيته للتعليل ،وال ينقطع امل سيتدل حتى يعج ع إبطاله وقد يتفقان على إبطال ما
.2حجية السرب والتقسيم.
عدا و صييفني فيكف امل سييتدل الرتديد بينهما ،وم طرق اإلبطال بيان أن الو صييف طرد ولو يف ذل
.3طرق اإلبطال. قول احلكم كيا ليذكورة واأل و ثية يف العتق ،ومن هيا أن ال تظهر م نيا سي بية ا حمليذوف للحكم ،ويكف
فليا للم سيتدل فلم أجد مورم منا سيبة ،فإن ادعى املعرتض أن امل سيتبقى كذل امل سيتدل :حبث
بيان مناسبته ،أل ه ا تقال ولك يرج س ه مبوافقة التعدية.
9
• يف تعليل تقدمي السرب على التقسيم يف العبارة:
قيل :لكون السرب أهم ،والتقسيم هو مقدمة ،أ ِ
ُخ َر ،ألن العرب يقدمون األهم يف الكالم.
وقيل :السرب يقع مرتني ،يف املرحلة األوىل (التفتيش عن األوصاف) ،مث أييت التقسيم ،مث السرب (اختيار وتفحص ما
يصلح للعلية وما ال يصلح).
• الناظر واملناظر:
الباحث عن العلة قد يكون انظرا (جمتهد لنفسه) ،وقد يكون مناظرا (يريد إثبات علية هذا الوصف للمخالف) ،ويف
هذه احلالة الثانية ،ال بد من مستدل (الذي يقوم بعملية السرب) ،ومعرتض (حياول الطعن يف االجتهاد يف السرب
والتقسيم).
قوله( :ويكفي قول املستدل حبثت فلم أجد ،واألصل عدم ما سواها)
يكفي يف املناظرة أن يقول املستدل:
(كأن يقول له املعرتض :كيف توصلت إىل أن األوصاف ثالثة ال غري ،ملاذا ال تكون حبثت فلم أجد غري هذه األوصاف، o
أكثر؟ فيقول املستدل :حبثت فلم أجد- .دون أن يعلل.)-
oأو أن األصل عدم ما سواها -عدم ما سوى هذه األوصاف ،-أي أن األصل أال تكون هناك
أوصاف.
(عدل) ،وأنه (من أهل النظَ ِر) .ويُفهم من ذلك أن العدالة
وإمنا يكون قوله ذاك كافيا ،ألن املفروض أنه ٌ ✓
10
)2حجية السرب والتقسيم:
قوله( :فإن كان احلصر واإلبطال قطعيا فقطعي):
قطعي ،وهو حجة أمجع العلماء على جواز التعليل
إن كان كلٌّ من احلصر واإلبطال قطعيا ،فهذا املسلك ٌّ
به.
(وقطعية احلصر واإلبطال ،أبن كانت األوصاف حمصورة عقال ،وكان اإلبطال عقليا ،فما يتوصل إليه فهو قطعي).
قوله( :فإن أبدى املعرتض وصفا زائدا مل يكلف بيان صالحيته ابلتعليل)
ُّ
املستدل ،مل يُكلف -املعرتض- يف احلصر الظن ،إذا أبدى املع ِرتض وصفا زائدا على األوصاف اليت ذكرها
بيان صالحية ِ
وصفه للعلية ،ل أن إبطال احلصر إببداء وصف زائد عليه كاف يف االعرتاض ،وعلى املستدل
حينئذ أن يدفع ذلك إببطال التعليل ابلوصف الذي أورده املعرتض( .ألن مما ال جيوز يف املناظرة انتقال املعرتض
إىل مستدل ،واملستدل إىل معارض).
11
وال ينقطع املستدل -ال تنقطع املناظرة -حىت يعجز عن إبطاله[ .وهو قول اجلمهور].
وله أن يدافع عن نفسه ،ألنه مل يبطل دليله كامال ،وإمنا أبطل مقدمة من املقدمات.
قوله( :وقد يتفقان على إبطال ما عدا وصفني ،فيكفي املستدل الرتديد بينهما):
قد يتفق املستدل واملعرتض على إبطال األوصاف احملصورة إال وصفني منها يقول أبحدمها املستدل ،ويقول
جائز أن تكون ذاك
ابلثاين املعرتض .فيكفي املستدل يف مثل هذا أن يقول" :العلة إما هذا ،أو ذاك ،ال ٌ
ِ
لسبب كذا فيتعني اآل َخ ُر للعلية( .والتحديد ابلوصفني دون الوصف الواحد ،ألهنما إذا اتفقا على علية الوصف
الواحد ،انتهت املناظرة وانتهى اخلالف)
12
اخلاما :املنا سيبة واإلخالة :وي سيمى ا سيتخراجها يريا املنا ،ورو تعيني العلة بإبدا منا سيبة
املسلك اخلامس :املناسبة واإلخالة. مع االقرتان وال سييال مية ع القوادا كياإل سي كيار ،ويتحقق اال سييتقالل ب عيد ميا سييواه بيال سي .
فعا أو يدفع ضيررا ،وقال أبو ئيد :ما لو املالام ألفعال العقال عادة ،وقيل :ما جيل س
واملنا ي
ُّ .2
حتق ُق استقالل الوصف ابلعلية. عليه ما ي صيل كو ه مق صيودا لل شيارع م ح صيول م صيلحة أو دفع مف سيدة ،فإن كان خفيا أو غري
شيرع احلكم يقينا ،أو انا ،كالبيع ضبط اعت مالئمه ورو املظنة .وقد حي صيل املق صيود م
من ي
.3تعريف املناسبة.
ص
،وقد يكون حمتمال سيوا ،كحد اخلمر ،أو فيه أرج ،كنكاا اآليسية للتوالد ،واأل ي والقصيا
.4أقسام املناسبة.
احلنفية :يعت ، جوائ التعليل بالثالث والرابع ،كجوائ الق صيير للمرتفه ،فإن كان فااتا قطعا ،فقال
.5أقسام املناسب ابعتبار حصول
امل شيرق باملغربية ،وما فيه تعبد ،كا سيت ا ص :ال يعت ،سيوا ما ال تعبد فيه ،كلحوق يس
واأل ي
املقصود من شرع احلكم.
جارية اشرتارا بااعها يف اجمللا.
✓ الفرق بني املناسبة يف مسلك السرب والتقسيم ،واملناسبة يف مسلك املناسبة واإلخالة:
• يف السرب والتقسيم :ينفي املناسبة.
• يف املناسبة :يثبت املناسبة.
)1ختريج املناط:
-استخراج الوصف وبيا ُن أنه صاحل للعلة لكونه مناسبا ،هو ختريج املناط ،وهو تعيني املناط .ألنه إبداء ما ُربط به
احلكم من الوصف.
13
✓ فتخريج املناط إذا هو:
تعيني ِ
العلة إببداء مناسبَتها للحكم مع االقرتان بينهما والسالمة من القوادح.
▪ ففي ذلك ثالثة قيود:
أ) املناسبة.
ب) االقرتان.
ت) السالمة من القوادح.
✓ ومساه ابن احلاجب هبذا االسم -ختريج املناط ،-كما يف املختصر ،وعبارته فيه" :الرابع :املناسبة واإلخالة ،وتسمى
ختريج املناط ،وهو تعيني العلة ِبجرد إبداء املناسبة من ذاته ال بنص وال غريه ،كاإلسكار يف التحرمي".
14
)3تعريف املناسبة:
يدفع ضررا( :وهذا قول املعتزلة ألهنم يعللون األحكام ابملصاحل واملفاسد ،وهو أيضا قول
ب) ما جيلُب نفعا أو ُ
القاضي البيضاوي يف املنهاج ،154 :والقرايف يف شرح التنقيح.)391:
(ما جيلب نفعا) :اللذة وما ينشأ عنها.
(ما يدفع ضررا) :األمل وما ينشأ عنه.
ت) ما لو ُعرض على العقول لتلقته ابلقبول( .وهو قول أيب زيد الدبوسي احلنفي).
وهذا تعريف يصلح يف غري املناظرة ،كونه ال ينفع يف املناظرة.
يقول :ال يَ ْقبَ لُه عقلِي".
قال العالمة العضد" :هذا ال ميكن إثباتُه ،إ ْذ لِلخصم أن َ
ِ
ابلقبول ،غريُ قادح". ِ
اخلصم :ال يتلقاهُ عقلي "وقول
ُ وقال احمللي يف الشرح:
عقول أكثر الناس ابلقبول .وإال فقد يعاند فرد يف عدم قبوله ،أو يدعي فرٌد
والظاهر أن املقصود :ما تتلقاه ُ
قبولَه.
رع احلكم،
ضِ ث) هو وصف ظاهر منضبط حيصل من ترتيب احلكم عليه حكمةٌ تصلح أن تكون مقصودة للشارع يف َ
من حصول منفعة أو دفع مفسدة( .وهذا قول ابن احلاجب).
(وصف) :غري ذات( / .ظاهر) :غري خفي( /منضبط) :غري مضطرب( /حيصل عقال) :ال عادة( /ما يصلح كونه
مقصودا للشارع) :أي حصول حكمة.
✓ وأضاف إىل ذلك:
ط ،وهو مظنتُه فيكون هو العلة".
الظاهر املنضب ُ
ُ " فإن كان خفيا ،أو غري منضبط ،اعتُرب ُمال ِزُمه
oفالتخفيف يف السفر حلصول املشقة فيه .وهذه خفية وغري منضبطة ،الختالفها ابختالف األحوال
واألشخاص واألزمان .فربط الرتخص ِبظنتها وهو السفر ،وهو ظاهر منضبط.
15
)4أقسام املناسبة:
✓ بعد أن انتهى املصنف رمحه هللا ،من بيان املناسب يف اصطالح األصوليني ،شرع يف بيان أقسامه ،وهي
ثالثة:
األول :ابعتبار حصول املقصود من شرع احلكم.
الثاين :ابعتبار نفس املقصود.
الثالث :ابعتبار اعتبار الشارع له.
ما يكون حصول مقصوده مرجوحا- :أي انتفاء حصول املقصود أرجح من حصوله- -4
كنكاح اآليسة للتوالد.
16
ما يكون حصول مقصوده معدوما. -5
▪ إن كان املقصود من تشريع احلكم فائتا قطعا ،فهل يعترب املقصود فيه ،فيثبت احلكم
املرتتب عليه أم ال يعترب فال يثبت؟ فيه خالف.
▪ وسواء يف ذلك:
ما ال تعبد فيه:
عدم التقائهما ،فإذا ولدت ولدا: ِ
مشرقي ِبغربية ،وقد ُعل َم قطعا ُ
ٌّ كما إذا تزوج
بزوج املرأةِ.
لحق نسبُه ِ -فعند احلنفية :يُ َ
-وعند اجلمهور :ال يلحق به.
17
س :ضيروري فحاج فتح سييين ،وال ضيروري :كحفظ الدي ،فالنفا ،فالعقل ،فالن سي ،
واملنا ي
املسلك اخلامس :املناسبة واإلخالة. فاملال والعرض .ويلحق به مكمله :كحد قليل املسكر .واحلاج :كالبيع فاإلجارة ،وقد يكون
.6أقسام املناسب ابعتبار املقصود من ضييرورييا :كياإل جيارة لرتبيية الط فيل .ومكمليه :كخييار البيع .والتح سيييين :غري م عيارض القوا عيد:
س :إن اعت بنص أو إمجاع عني
العبد أرلية ال شيهادة .واملعارض :كالكتابة .ثم املنا ي ك سيل
شرع احلكم.
احلكم على وفقه ولو باعتبار الو صييف يف عني احلكم :فاملؤثر .فإن مل يعت بهما؛ بل برتتي
.7أقسام املناسب ابعتبار اعتبار الشرع
جن سييه يف جن سييه :فاملالام .وإن مل يعت ،فإن دل الدليل على إلغااه :فال يعلل به .وإال فهو:
له. مطل قيا ،و كياد إ ميا احلرمني يواف قيه مع م نياداتيه عل ييه بيالنكري .ورده املر سييل .و قيد قبليه ميايل
.8املصلحة الضرورية الكلية القطعية. األكثر مطلقا .وقو يف العبادال .وليا منه م صيلحة ضيرورية كلية قطعية أل ها اا دل الدليل
على اعتبياررا فه حق قطعيا .وا شييرتطها الغ ال للقطع بالقول به ،ال أل صييل القول به ،قال:
م القطع كالقطع". "والظ القري
19
)3القسم الثالث :أقسام املناسب باعتبار اعتبار الشرع له:
-الوصف املناسب من حيث اعتباره وجودا وعدما ،أقسام هي:
املؤثر. -1
املالئم. -2
ما مل يعترب بنص أو إمجاع ،وال برتتيب احلكم على وفقه. -3
املرسل. -4
أوال :املؤثر:
ِ
الوصف يف عني احلكم. عني
• وهو ما اعتربهُ الشارع ،بنص أو إمجاعَ ،
مسي ابملؤثر لظهور أتثريه ِبا اعتُِ َ
رب به من النص أو اإلمجاع.
✓ مثال ما اعترب بنص:
تعليل نقض الوضوء ِبس الذكر ،فإنه مستفاد من حديث الرتمذي ،وغريه" :من مس ذكره فليتوضأ".
✓ مثال ما اعتبار إبمجاع:
تعليل والية املال على الصغري ابلصغر ،فإنه ُْجم َم ٌع عليه.
اثنيا :املالئم:
• وهو ما مل يعترب بنص أو إمجاع ،بل بسبب ترتيب احلكم على وفقه ،وذلك بثبوته معه.
ُِمسي ابملالئم ملالءمته للحكم ابجمليء على وفقه.
وهذا يشمل ثالث صور ،هي:
عني الوصف يف جنس احلكم:
األوىل :ما اعترب ُ
-مثل :ثبوت والية النكاح ابلصغر ،كما ثبتت به والية املال .فالوصف ابلصغر واح ٌد ،واحلكم ابلوالية جنس
يشمل والية املال ،ووالية النكاح.
الثانية :ما اعتُرب جنس الوصف يف عني احلكم:
جنس
-مثل :جواز مجع الصالة يف املطر قياسا على جوازها يف السفر ،جبامع احلرج .فالوصف ،وهو احلرجٌ ،
يشتمل احلرج ابلسفر ،واحلرج ابملطر .واحلكم :اجلمع ،وهو واحد.
الثالثة :ما اعتُِ َ
رب جنس الوصف يف جنس احلكم:
قتل عم ٌد عدوا ٌن .فالقتل :جنس يشمل القتل ِبحدود ،والقتل
-مثل :تعليل القصاص يف القتل ِبُثَقل أبنه ٌ
ِبثقل ،وكذلك القصاص.
20
اثلثا :ما مل يعترب بنص أو إمجاع ،وال برتتيب احلكم على وفقه.
-فهذا :إما:
أ) أن يدل الدليل على إلغائه.
ب) أو مل يدل الدليل على إلغائه.
✓ أما الغريب ،فهو :أن يعترب الشارع خصوص الوصف يف خصوص احلكم يف ترتيب حكم عليه ،من غري أن يظهر
اعتبار عينه يف جنس ذلك احلكم يف أصل آخر متفق عليه ،وال جنسه يف عني ذلك احلكم ،وال جنسه يف جنسه ،وال
نص وال إمجاعٌ ،ال بصرحيه وال إميائه .وذلك كتوريث املرأة املبتوت طالقها يف مرض املوت ابلفعل
دل على كونه علة ٌّ
احملرم لغرض فاسد ،قياسا على قاتل مورثه ،حيث مل يرثه جبامع ارتكاب فعل حمرم .ويف ترتيب احلكم عليه مصلحة،
لكن مل يشهد له أصل ابالعتبار بنص أو إمجاع.
21
رابعا :املرسل:
• وهو ما مل يعترب بنص أو إمجاع ،وال برتتيب احلكم على وفقه ،ولكن مل يَ ُدل الدليل على إلغائه.
مسي هذا ب :
-املرسل.
-املصاحل املرسلة.
حكمه:
• قبله اإلمام مالك مطلقا ،رعاية للمصلحة.
ويقول املصنف (احمللي)" :إن إمام ا حلرمني كاد يوافق اإلمام مالكا يف ذلك ،مع أنه شدد النكري على اآلخذ ابملرسل
املذكور".
• والواقع أن إمام احلرمني اشرتط لقبوله أن تكون املصلحة مشبهة ملا علم أن الشارع اعتربه.
املناسب
ُ املقبول هو املعىن
ُ االستدالل
ُ عبارة إمام احلرمني ،تدل على أنه قد وافق اإلمام مالكا يف ذلك .إذ قال" :مث
الذي ال ُيالف مقتضاه أصال من أصول الشريعة"[ .الربهان].
-واحلقيقة أن اإلمام مالكا مل يقل ابملصلحة املرسلة على إطالقها ،بل قال ابملصلحة املناسبة اليت عرب عنها إمام
احلرمني ب (املعىن املناسب).
ولذا قال الزركشي والقرايف" :وصرح إمام احلرمني بقبوله أيضا مع تشديده اإلنكار على مالك يف ذلك".
املرسل أكثر العلماء.
َ • وقد رد
• ورده بعضهم يف العبادات فقط خبالف املعامالت ،ألن العبادات ال نَظَر فيها للمصلحة.
✓ وخالصة القول هي أن املصاحل املرسلة مقبولة ابتفاق الصحابة والتابعني واألئمة األربعة ،فليس من املهم بعد اتفاقهم
إنكار بعض املنكرين ،كالظاهرية ،أو بعض األصوليني كالقاضي الباقالين ،واآلمدي ،وعلى املصاحل املرسلة عمل
مجهور الفقهاء يف زماننا.
22
)4املصلحة الضرورية الكلية القطعية:
✓ ليس من قبيل املرسل :املصلحة الضروريةُ الكلية القطعيةُ ،ألن املرسل ما مل يدل الدليل على اعتباره وال
على إلغائه .أما هذه فقد دل الدليل على اعتبارها.
أهم من حفظ البعض.
ظ ال ُكل ُّ
-وهي يف املثال اآليت حف ُ
• وهناك ثالثة قيود:
.1أن تكون املصلحة ضرورية ،ال حاجية ،وال حتسينية.
.2أن تكون كلية ال جزئية.
.3أن تكون قطعية ال ظنية.
✓ وقد اشرتط اإلمام الغزايل تلك األمور للقطع ابلعمل املرسل أو املصاحل املرسلة ،ال لقبول أصل القول هبا.
وقال" :إن الظن القريب من القطع كالقطع يف ذلك"[ .املستصفى]
✓ مثاله:
إذا ترتس الكفار ِبسلمني ،فإنه حيل لنا رمي الكفار ،ولو حصل عنه قتل املسلمني ،إذا قطعنا أو ظننا ظنا قريبا من القطع أننا
إن مل نرمهم استأصلوان.
فإن مل يكن األمر كذلك مل ِحيل لنا رميهم ،وهلذا لو ترتس الكفار ِبسلمني يف قلعة مل جيز لنا رميهم ،ألن فتح القلعة ليس
ضروراي فوراي إىل تلك الدرجة .وألن احملذور من استئصالنا من قبل الكفار غري مقطوع به ،وغري مظنون ظنا قريبا من القطع.
مسألة :
املسلك اخلامس :املناسبة واإلخالة.
راجحة أو مساوية .خالفا لإلما . املناسبة تنخر مبفسدة تل
مسألة :املناسبة تنخرم ابملفسدة. .9
23
بالتبع .وال ي صيار س
والطرد ،وقال القا ضي :رو املنا ي س
:ال شيبه ،من لةٌ بني املنا ي ال سياد
املسلك السادس :الشبه العلية ،إمجاعا ،يفإن تعيذرل :فقيال ال شييافع :حجية .وقال ال صييرييف إلييه مع إمكيان قييا
.1تعريف مسلك الشبه. غلبة األ شييباه يف احلكم وال صييفة ،ثم ال صييوري .وقال وال شييريائي :مردود .وأعاله قيا
.2مىت يُصار إىل قياس الشبه؟ اإلما :املعت حصول املشابهة لعلة احلكم أو مستل مها.
.3مراتب الشبه.
)1تعريف الشبه:
السادس من مسالك العلة( ،الشبه) ،وهو:
أ) ذو منزلة بني الطرد واملناسب ،فإنه يشبه الطرد من حيث عدم مناسبته ابلذات ،ويشبه املناسب من حيث
التفات الشارع إليه يف اجلملة- .عرب هنا ابلطرد تبعا إلمام احلرمني.-
• كالذكورة واألنوثة يف بعض األحكام كالشهادة ،واإلرث ،وعدم التفاته إليه يف العتق يف الكفارة ،مثال.
وسيأيت يف مسلك الطرد.
ب) وقال القاضي الباقالين :هو املناسب ابلتبع.
• كالطهارة الشرتاط النية ،فإهنا إمنا تناسبها بواسطة أهنا عبادة .خبالف املناسب ابلذات كاإلسكار للخمر
(نقله عنه اإلمام الرازي يف احملصول.)201/5 :
ت) ومن ذلك قول بعضهم :هو الذي ال تثبت مناسبته إال بدليل منفصل.
ث) وقول بعضهم :هو ما يوهم مناسبة.
)2مىت يُصار إىل قياس الشبه؟
-إذا أمكن يف مسألة من املسائل قياس العلة -أي املشتمل على املناسب ابلذات -فال يُصار إىل الشبه
إمجاعا.
-أما إذا تعذرت العلة وال يوجد غري قياس الشبه:
▪ فقال اإلمام الشافعي :يُصار إليه .وهو حينئذ حجة نظرا إىل شبهه ابملناسب( .وهو قول
السادة املالكية ،والشافعية ،واحلنابلة .بل قال ابن عقيل من احلنابلة" :ال عربة ابملخالف").
▪ وقال أبو بكر الصرييف ،وأبو إسحاق الشريازي :هو مردود .نظرا إىل َشبَهه ابلطرد.
✓ وال ُيفى أنه يلزم على قوهلما تعطل احلكم حينئذ ،إذ املفروض عدم إمكان غري
قياس الشبه ،فاألوىل ما قاله اإلمام الشافعي رمحه هللا تعاىل.
24
)3مراتب الشبه:
-مراتب الشبه (على القول حبجيته):
أوال :قياس غلبة األشباه يف احلكم والصفة:
وهو ما إذا كان فرعٌ ُم َرددا بني أصلني ،فيلحق ابلغالب شبهه به يف احلكم والصفة.
oومثلوا هلذا إبحلاق العبد ابملال يف احلكم والصفة ،ألن شبهه ابملال أكثر من شبهه ابحلُر فيهما.
فالفرع :العبد /واألصالن :املال واحلُُّر.
-والعبد يشبه املال:
✓ يف وصفه :من تفاوت قيمته حبسب تفاوت أوصافه.
✓ ويف حكمه :من جواز البيع وغريه.
-ويشبه احلر:
✓ يف وصفه :بكونه إنساان.
✓ ويف حكمه :بوجوب حنو الصالة عليه.
25
(خالصة) قياس الشبه له مخس درجات:
ال سيابع :الدوران ،ورو أن يوجد احلكم عند وجود و صيف وينعد عند عدمه .قيل :ال
املسلك السابع :الدوران. امل سيتيدل بيان ف ما رو يفييد .وقييل :قطع .واملختيار وفاقا لأكثر :اين .وال يل
تعريفه. .1 امل سيتدل بالتعدية .وإن كان أوىل منه .فإن أبدى املعرتض و صيفا آخر ،ترج جا
الرتجي . ضرَّ عند ما ع العلتني .وإىل فرع آخر :طل
متعديا إىل الفرعَِ :
إفادة الدوران العلية. .2
االستدالل ابلدوران. .3
)1تعريف الدوران:
[وهي تسمية اإلمام اآلمدي يف اإلحكام ،وابن احلاجب يف املختصر]. ِ
والعكس. السابع من مسالك العلة( :الدوران) ،ومساه بعضهم ابلط ْرِد ✓
وهو :أن يوجد احلكم عند وجود وصف ،وينعدم عند عدمه.
فيكون كليا طردا وعكسا .خبالف الطرد الذي سيأيت بعده .فإنه كلي طردا ال عكسا.
)2إفادة الدوران العلية:
✓ يف إفادة الدوران العلية أقوال:
املختار عند ابن احلاجب :أنه ال يفيد العلية ال قطعا وال ظنا. -1
جلواز أن يكون الوصف الدائر مالزما للعلية ال نفسها.
• كالرائحة املخصوصة للخمر ،فإهنا معدومة قبل التخمر ومعدومة بعد التخلل ،وموجودة مالزمة
إذا ختمر ،مع أهنا ليست علة لتحرميه اتفاقا.
قال بعضهم :يفيد العلية قطعا .وهو قول ال دليل عليه( .وهو قول بعض أصحاب الشافعي). -2
القول الذي اختاره املصنف ،وفاقا لألكثرين :أنه يفيد العلية ظنا ال قطعا ،لقيام االحتمال املذكور -3
يف القول األول.
26
)3االستدالل ابلدوران:
27
الثيام :الطرد ،ورو :م قيارية احلكم الو صييف .واألكثر على رده .قيال عل مياايا :قييا
املسلك الثامن :الطرد. املعنى مناس ،والشبه تقري ،والطرد حتكم .وقيل :إن قار ه فيما عدا صورة الن اع
.1تعريف الطرد.
.2مثاله. امل قيار ية يف صييورة .و قيال الكرخ :يف ييد أ فياد .وعل ييه اإل ميا وكثري ،وق ييل :تكف
.3االختالف يف قبول الطرد ورده. املناار دون الناار.
)1تعريف الطرد:
هو مقارنة احلكم لوصف من غري مناسبة بينهما.
املقارنة ثالثة أنواع:
الثالث: الثاين: األول:
أن تكون يف مجيع الصور.
املقارنة يف صورة واحدة. املقارنة يف ما سوى النزاع.
وبه بدأ املصنف والشارح تبعا له.
)2مثاله:
✓ مثلوا له ِبا لو قال قائل يف كون اخلَ ِل غري ُمطَ ِهر للنجاسة ،هو ٌ
مائع ال تُبىن القنطرة على جنسه ،فال تُزال به النجاسة.
• فإن بناء القنطرة وعدم بنائها ال يناسب إزالة النجاسة.
28
التا سيع :تنقي املنا ،ورو :أن يدل ااررا على التعليل بو صيف ،فيحذف خ صيو صيه
املسلك التاسع :تنقيح املناط. فيإث بيال الع لية يف آ حياد بيال بياق .أ ميا حتقيق امل نيا ع االعت بيار بياالجت هياد ،وي نيا
)2حتقيق املناط:
✓ هو إثبات العلة يف إحدى صورها.
-واملراد :إثبات وجود العلة يف صورة َخ ِفيَ ْ
ت فيها.
• مثاله:
كتحقيق أن النباش سارق ،وذلك ببيان أنه أخ ُذ ِ
مال الغ ِري ُخفية ،فهو سرقة ،فيجب قطع يده.
-وخالف يف ذلك أبو حنيفة.
➢ أما ختريج املناط فقد مر الكالم عنه يف حبث املناسبة.
29
العاشر :إلغا الفارق ،كإحلاق األمة بالعبد يف السراية ،ورو ،والدوران ،والطرد ،ترجع
املسلك العاشر :إلغاء الفارق. ل الظ َّ يف الملة ،وال تتعني جهة املصلحة.
ص ُ
ح ِّ
شَب ٍه ،إذ تُ َ
ب َ
إىل ضَرْ ِ
تعريفه. .1
مثاله. .2
)1تعريفه:
العاشر من مسالك العلة( :إلغاء الفارق) ببيان عدم أتثريه ،فيَثبت احلكم لِ َما اشرتكا فيه.
)2مثاله:
كإلغاء الفارق بني األمة والعبد يف ِسر ِ
اية العتق الثابتة حبديث الصحيحني" :من أعتق شركا له يف عبد فكان له مال
يبلغ مثن العبد قوم عليه قيمة عدل فأعطى شركاءه حصصهم وعتق عليه العبد ،وإال فقد عتق عليه ما أعتق".
وملا كان الفارق بني العبد واألمة ،أي الذكورة واألنوثة مما ال أتثري له يف منع السراية ،أُ ْحلَِق ِ
ت األََمةُ يف ذلك.
وإلغاء الفارق ،والدوران ،والطرد ،كلها ترجع إىل نوع مشاهبة للعلة احلقيقية ،وليست ِعلال حقيقية ،ولكن حيصل هبا غَلَبَةُ
ني جهة املصلحة من تشريع احلكم ،فإن هذه ال تدرك بواحد من الثالثة املذكورة. الظ ِن يف بعض األحوال .كذلك هي ال تُ َع ِ ُ
ص ُل الظن[ .شرح احمللي.]257/2: وحتَ ِ
خبالف املناسبة فإهنا تعني جهة املصلحةُ ،
30
خامتة:
خامتة.
ليا تَ َأ ِّت القيا ِ ِب ِع ِّلَي ِة وصفٍ ،وال العج ُ ع إفسادِه دليلَ ِع ِّليَّ ِت ِه على األص فيهما.
قيل :هناك مسلكان للعلة غريُ ما سبق .وهذان املسلكان ضعيفان ،فال يؤخذ هبما على األصح.
الثاين :إذا استدل ِ
مستدل على أن هذا الوصف علة هلذا
األول :إذا أتتى لنا أن نقيس شيئا على شيء بِ ِعلِ ِية وصف.
احلكم ،وعجزان عن إفساد كونه علة له.
وقيل :هو دليل على ذلك ،ألن
وقيل :إنه دليل عليها ،ألن عجز
القياس إمنا هو إحلا ُق فرع أبصل
املعارض عن إبطال ذلك دليل على فليس عجزان عن
[وهو قول األستاذ أيب جبامع ،وقد حصل. فليس ذلك دليال
صحته يف نفس األمر. ذلك دليال على أن
إسحاق الشريازي من الشافعية] على علية الوصف
العلة هي اليت
واجلواب :أن هذا القول لو صح واجلواب :أن املقصود ابجلامع الوارد املذكور.
ذكرها املستدل. يف ِ
القتضى أن تكون كل صورة عجزان حد القياس هو اجلامع الذي تُظَ ُّن
عن إبطاهلا صحيحة ،وهذا بعيد. صحتُّه ،ال اجلامع كيفما كان.
31
بسم اهلل الرمحن الرحيم
﴿القوادح﴾
و مسياه "النقض" ،و قيا لي (القوادا) من هيا يلف احلكم ع الع لية و فيا قيا لل شييافع
)3القوادح. احلنفية :ال يقدا ،ومسوه "ي صيييص العلة" ،وقيل :ال يف امل سييتنبطة ،وقيل عك سييه،
)4ختلف احلكم عن العلة. وقيل :يقدا إال أن يكون ملا ع أو فقد شيير ،وعليه أكثر فقهاانا .وقيل :يقدا إال أن
)5اختالفهم يف كون التخلف كيالعراييا ،وعل ييه اإل ميا .وق ييل :ي قيدا يف ا حلياارة ،وق ييل: يرد على مجيع ا مليذا ري
يف املن صيو صية إال بظارر عا ،واملسيتنبطة إال ملا ع فقد شير ،وقال اآلمدي :إن كان
قادحا.
من صيو صية مبا ال يقبل التخلف ملا ع أو فقد شير .أو يف معرض اال سيتثنا ،أو كا
التأويل مل يقدا.
❖ .1القوادح:
-القوادح هي ما يقدح يف الدليل من حيث العلة أو غريها.
)2قول احلنفية :إنه غري قادح ،ومسوه" :ختصيص العلة" .أي :أن العلة اثبتة يف غري صورة التخلف.
ففي املثال املذكور يقال :العلة الطعم إال يف الرمان.
32
)3قيل :هو قادح يف العلة إذا كانت منصوصة ال مستنبطة .ألن دليل املنصوصة هو النص الشامل جلميع
الصور ،فانتفاء احلكم يف صورة يُوقِ ُفهُ عن العمل به حىت يوجد ُم َرِج ٌح.
أما املستنبطة فليس التخلف فيها قادحا ،ألن دليلها اقرتان احلكم هبا ،فإذا ختلف يف صورة دل على عدم
العلية يف تلك الصورة فقط.
✓ واجلواب عن هذا أبن عدم اقرتان احلكم فيها يدل على عدم العلية يف مجيع الصور ،فهو كدليل
املنصوصة يف الشمول ،فال فرق بينهما.
)4قال بعضهم :هو قادح يف املستنبطة دون املنصوصة ألن الشارع له أن يطلق العام ويريد به اخلاص ،خبالف
ض قوله أن يقول :أردت غري هذا[ .حكاه إمام احلرمني عن بعض العلماء، ِ
غري الشارع فإنه ليس له إذا نُق َ
كما يف الربهان]102/2 :
)5قول البعض :هو قادح يف امل نصوصة واملستنبطة إال إذا كان التخلف لوجود مانع ،أو فقد شرط من شروط
احلكم.
• مثال التخلف لوجود مانع:
ختلف القصاص عن القتل العمد العدوان يف صورة قتل األب ابنه .فالتخلف فيه إمنا هو ملانع األبوة.
(وهو مذهب كثري من الشافعية ،ومجهور احلنفية).
• مثال التخلف لفقد شرط:
ختلف وجوب الزكاة عن علته اليت هي ملك النصاب إذا مل يتم احلول الذي هو شرط لوجوب الزكاة.
(وعلى هذا القول أكثر الفقهاء من الشافعية).
)6قول بعضهم ،ومنهم اإلمام الرازي :هو قادح إال إذا جاء التخلف يف صورة وهو خمالف جلميع املذاهب.
• كما يف العرااي ،وهي بيع الرطب والعنب قبل القطع بتمر أو زبيب ،فإن جوازه وارد على كل قول يف
علة حرمة الراب من الطعم والقوت والكيل ،فالتخلف يف هذه الصورة ال يقدح.
• وقال بعض احملققني :العرااي رخصة ابإلمجاع ،والرخصة ما شرع لعذر مع قيام املانع ،فال متنع العليةُ يف
غريها.
33
)7قول آخرين :هو قادح يف العلة احلاظرة دون املبيحة ،ألن احلظر على خالف األصل ،فتقدح فيه اإلابحة.
أما املبيحة فإهنا أصل ،لقوهلم :األصل يف األشياء اإلابحة ،فنفيها عارض ،فال يُ ُّ
عتد به.
• مثال احلاظرة أن يقال :حيرم الراب يف الرب لكونه مكيال ،فيقال :هذا منقوض ابجلبس ،فإنه مكيل،
وليس بربوي.
• ومثال املبيحة أن يقال :ال راب يف التفاح ألنه موزون ،فيقال :هذا منقوض ابلتمر ،فإنه موزون ،وهو
ربوي اتفاقا.
)8قول البعض :هو قادح يف العلة املنصوصة إذا ثبتت بنص قاطع ،أو إمجاع .أما إذا ثبتت بظاهر عام فإن
التخلف غري قادح حينئذ ،ألن هذا قابل للتخصيص خبالف القاطع[ .وهو اختيار ابن احلاجب وغريه].
)9قال اآلمدي :ال يقدح التخلف إذا كان ملانع أو فقد شرط ،أو كان يف معرض االستثناء كالعرااي ،أو كانت
منصوصة ِبا ال يقبل التأويل .كما لو قيل :حيرم الراب يف كل مطعوم.
34
واخلالف معنوي ال لفظ ،خالفا الب احلاج ،وم فروعه:
-4اخلالف يف كون التخلف قادحا أو غري
التعليل بعلتني ،واال قطاع ،واخنرا املناسبة مبفسدة ،وغريُرا.
قادح ،هل هو خالف معنوي أو لفظي؟
-2أن املستدل ينقطع إذا قلنا :إلن -3اخنرام املناسبة بني الوصف واحلكم ممتنع على القول
-1أن التعليل بعلتني ٌ
ِبفسدة ،إن قلنا أبن التخلف قادح. التخلف قادح لبطالن دليله ابلقدح أبن التخلف قادح ،وإال فال ميتنع.
وعدم اخنرامها إن مل نقل بذلك. فيه .وإن مل نقل أبنه قادح فاملستدل
قال الشارح احمللي" :هذا نشأ عن َسهو،
ف العلة عن ِ
احلكم ،ال ينقطع ،لبقاء دليله ،لعدم القدح ويكون التخلف حينئذ لوجود مانع. فإنه إمنا يتأتى يف َختَلُّ ِ
فيه. عكس ِه".
والكالم يف ِ
ُ
أمور أخرى غري ما تقدم ،كتخصيص العلة إن قدح التخلف ،وعدمه إن مل يقدح.
وينبن على كون اخلالف معنوايٌ ،
35
وجوابه منع وجود العلة ،أو ا تفا احلكم ،إن مل يك ا تفااه مذر
-5جواب املستدل عند االعرتاض عليه املستدل ،وعند م يرى املوا عَ بيا ُها
بتخلف احلكم عن العلة.
-سبق أن مثلنا لتخلف احلكم عن العلة ِبا لو قيل :علة الراب يف الرب هي الطعم .فيقدح املعرتض أبن الطعم موجود
يف الرمان وهو غري ربوي اتفاقا.
✓ فاجلواب:
إما أن يثبت املستدل أن الطعم غري موجود يف الرمان.
أو أن يثبت أن الرمان ربوي.
أي :أن العلة غري موجودة ،أو أن احلكم اثبت.
(هذا إذا مل يكن مذهب املستدل عدم ربوية الرمان ،ألنه إذا كان مذهبه ذلك مل يتأت له إثبات ربويته كما هو واضح).
-أما من يرى املوانع غري قادحة ،كأن يرى أن التخلف غري قادح إذا كان ملانع.
✓ فجوابه بياهنا أو بيان واحد منها على األقل.
وليا للمعرتض االستدالل على وجود العلة عند األكثر لال تقال ،وقال
-6اعرتاض املعرتض بتخلف احلكم عن اآلمدي :ما مل يك دليل أوىل بالقدا
العلة.
36
ولو دل على وجودرا مبوجود يف حمل النقض ،ثم منع
-7استدالل املستدل على وجود العلة
وجودرا ،فقال ينتقض دليل ،فالصواب أ ه ال يسمع ال تقاله
بدليل موجود يف صورة النقض مث منعه وجودها
قض العلة إىل قض دليلها ،وليا له االستدالل على م
يف تلك الصورة.
يلف احلكم ،وثالثها إن مل يك طريق أوىل.
-لو استدل املستدل على وجود العلة (وفيما علله هبا) بدليل موجود يف صورة النقض ،مث منع (أي املستدل)
وجودها يف تلك الصورة.
-فقال له املعرتض :ينتقض دليلك على وجود العلة ،ألن هذا الدليل قد وجد يف حمل النقض دوهنا.
✓ فالصواب:
أنه ال يُسمع قول املعرتض ،ألنه بذلك ينتقل من نقض العلة إىل نقض دليلها ،واالنتقال ممنوع عندهم.
✓ وقال ابن احلاجب:
يف القول بعدم السماع نظر .ألن القدح يف الدليل قدح يف املدلول .فال يكون االنتقال ممتنعا.
مثال ذلك:
-أن يثبت املستدل كون الرب مطعوما بدليل كونه يدار ابلفم وميضغ مثال ،فيكون ربواي.
-فيقول املعرتض :ما ذكرت من علية الطعم ينتقض ابلتفاح ،فإنه مطعوم وليس ربواي.
-فيقول املستدل :ال أسلم أن التفاح مطعوم.
ذكرت من الدليل على مطعومية الرب موجود يف التفاح ،فإنه يدار ابلفم إخل ،وعليه ينتقض
َ -فيقول املعرتض :ما
دليلك.
• وإذا ادعى املعرتض أن احلكم متخلف عن العلة اليت ذكرها املستدل:
✓ فليس له االستدالل على ختلفه عنها ،ولو بعد أن مينع املستدل ذلك التخلف ،ألن استدالل املعرتض
على ذلك ينقله من االعرتاض إىل االستدالل مما يؤدي إىل انتشار الكالم ،وهذا ممنوع عند النظار[ .أي
عند املالكية والشافعية واحلنابلة].
✓ وقيل :له ذلك إال إذا كان عنده دليل أوىل ابلقدح من التخلف[ .قاله بعض األصوليني ،وحكاه اآلمدي
يف اإلحكام].
37
االحرتائ منه على املناار مطلقا وعلى الناار إال فيما وجي
-8هل جيب على املستدل أن يذكر يف
مطلقا ،وقيل اشتهر م املستثنيال فصار كاملذكور ،وقيل جي
صلب االستدالل ما حيرتز به من التخلف؟
إال يف املستثنيال مطلقا،
❖ هل جيب على املستدل أن يذكر يف صلب االستدالل ما حيرتز به من التخلف ،أبن يذكر قيدا ُيرجه ،أو ال جيب
ذلك؟ فيه أقوال:
جيب االحرتاز على املناظر سواء كان من املستثنيات أم من غريها .وعلى الناظر لنفسه ،إال فيما اشتهر أ-
من املستثنيات كمسألة العرااي ،ألن هذه ابشتهارها صارت كأهنا مذكورة ،فال حاجة إىل االحرتاز منها.
[وهو قول الشافعية].
جيب االحرتاز على املناظر والناظر مطلقا ،أي فيما استثن وغريه .وليس املشهورة كاملذكورة ،فيجب ب-
االحرتاز عنها كغري املشهورة[ .وهو قول احلنابلة].
جيب االحرتاز على املناظر والناظر إال يف املستثنيات ،سواء كانت مشهورة أم ال ،للعلم أبن املستثنيات ت-
غري مرادة[ .عزاه الزركشي إىل الغزايل ،كما يف البحر احمليط].
مل يذكر املصنف قوال رابعا مشهورا ،وهو الذي اختاره ابن احلاجب: ث-
أبنه ال جيب االحرتاز مطلقا[ .وهبذا الرأي قال املالكية واحلنفية] .واستدل على ذلك أبن املطلوب من
املستدل :بيا ُن دليل العلية ،وليس من ذلك بيان نفي املعارض ابالحرتاز.
38
ودعوى صورة معينة ،أو مبهمة ،أو فيِها ينتفض باإلثبال أو النف
-9النقض ابلنفي العام وابإلثبات العام.
العامني وبالعكا.
39
القادح :2الكسر
و صيف م العلة ومنها الك سير قادا على ال صيحي أل ه قض املعنى ،ورو إ سيقا
تعريف الكسر -1 أداارا كاألم ق ضياارا ،فيج إما مع ابداله كما يقال يف اخلوف صيالة جي
اخلالف يف كون الكسر قادحا -2 ال صيالة ملغ فليبدل بالعبادة ،ثم ينقض ب صيو احلااض فيعرتض بأن خ صيو
دليله احلااض.
❖ -1تعريف الكسر
-هو إسقاط وصف من العلة ببيان أنه ملغى ،لوجود احلكم مع انتفاء ذلك الوصف[ .تعريف املصنف]
-وعرفه بعضهم أبنه :عدم أتثري أحد جزئي العلة ،مث نقض اجلزء اآلخر.
❖ -3إسقاط الوصف:
-إسقاط الوصف إما مع إبداله بوصف آخر ،أو مع عدم إبداله.
مثاله مع عدم اإلبدال مثاله مع اإلبدال
إلغاء خصوص الصالة فيما تقدم من غري إبدال، أن يقال يف إثبات وجوب أداء الصالة يف حالة اخلوف :هي
فالباقي من العلة( :جيب قضاؤها) صالة جيب قضاؤها إذا فاتت ،فهي كالصالة يف حالة األمن.
والكسر يف هذا أن يقول املعرتض :إن خصوص الصالة يف
ذلك ملغى ،إذ جيب ما تقدم يف احلج أيضا .فليبدل خصوص
فيتجه االعرتاض أبنه ليس كل ما جيب قضاؤه جيب
الصالة ِبا يعمها وغريها .فيقال :عبادة جيب قضاؤها ،فال جيب
أداؤه ،فإن احلائض جيب عليها قضاء الصوم وال
أداؤها يف الوقت.
جيب عليها أداؤه اتفاقا.
فينقض املعرتض ذلك بصوم احلائض فإنه عبادة جيب قضاؤها
وال جيب أداؤها اتفاقا.
40
القادح :3العكس
م قيابليه فيأبلغ ،و شيياريده ومن هيا العكا ورو ا ت فيا احلكم ال ت فيا العلية ،يفإن ثبي
تعريف العكس. -1 إذا وضعها يف احلالل قوله ﷺ أرأيتم لو وضعها يف حرا أكان عليه وئر ،فكذل
كون العكس قادحا. -2 كان له أجر يف جواب أيأت أحد ا شيهوته وله فيها أجر ،ويلفه قادا عند ما ع
صور العكس. -3 عيد ا ليدل ييل عيد م علتني ،و عين بيا ت فيا ايه ا ت فيا العلم أو الظ إذ ال يل
املدلول.
على صحة االستدالل ابنتفاء -4
العلة على انتفاء احلكم
❖ -1تعريف العكس:
-من القوادح (العكس) ،وهو :انتفاء احلكم بسبب انتفاء العلة.
✓ والواقع يف احلقيقة أن القادح هو ختلف العكس كما سيذكر املصنف ،أما العكس فدليل على صحة
العلية ،فكما نقول ثبوت احلكم لثبوت العلة ،نقول انتفاء احلكم النتفاء العلة.
❖ -2كون العكس قادحا:
-عند مانعي التعليل بعلتني :إذا ختلف العكس كان قادحا يف صحة العلية.
-عند جموزي التعليل بعلتني :ليس ختلف العكس قادحا ،إذ جيوز أن يكون ثبوت لعلة أخرى.
❖ -3صور العكس:
وقد يكون يف مجيع الصور ،وهو أبلغ العكس قد يكون يف بعض الصور قادحا
ويسمى ب :الط ْرِد
أبن يثبت احلكم مع انتفاء العلة يف صورة.
أي :كلما ثبت احلكم ثبتت العلة ،وملا انتفى انتفت.
41
القادح :4عدم التأثري
❖ -2حمله:
-من أجل نفي املناسبة فيه ،اختص القدح به ب :
أ .قياس املعىن :الشتماله على املناسب دون غريه كقياس الشبه.
ب .العلة املستنبطة املختلف فيها :دون املنصوصة ،ودون املستنبطة املتفق عليها .فال يتأتى القول بعد التأثري يف
هاتني ،إذ ال بد من وجود املناسبة فيها.
❖ -3أقسامه:
-عدم التأثري أربعة أقسام ،ألنه إما أن يكون معارضة:
oيف الوصف.
oأو يف األصل.
oأو يف احلكم.
oأو يف الفرع.
42
ورو أربعة :يف الوصف بكو ه طرديا،
عترب اتفاقا.
-عدم التأثري يف الوصف ببيان أنه طردي ،فال يُ َ
✓ مثاله :ما لو قيل يف صالة الصبح :ال تقصر فال يقدم أذاهنا على وقته كاملغرب.
فيقال :ال مناسبة بني عدم القصر ،وعدم تقدمي األذان.
ويف األصل مثل مبيع غري مرا فال يص كالطري يف اهلوا ،فيقول ال أثر لكو ه غري مرا ،فإن العج
ع التسليم كاف ،وحاصله معارضته يف األصل
43
ويف احلكم ورو أضرب ،أل ه إما أن ال يكون لذكره فاادة ،كقوهلم يف املرتدي :مشركون أتلفوا ماال يف دار احلرب
الضمان أوجبه وإن مل يك يف دار فال ضمان كاحلرب ودار احلرب عندرم طردي فال فاادة لذكره ،إذ م أوج
بتأثري كو ه يف دار احلرب أو يكون له فاادة ضرورية كقول معت فاه فريجع إىل األول أل ه يطال احلرب ،وكذا م
العدد يف االستجمار باألحجار :عبادة متعلقة باألحجار مل يتقدمها معصية فاعت فيها العدد كالمار ،فقوله :مل يتقدمها
معصية عديم التأثري يف األصل والفرع لكنه مضطر إىل ذكره لئال ينتقض بالرجم ،أو غري ضرورية فإن مل تغفر الضرورية
مل تغفر ،وإال فرتدد .مثاله المعة صالة مفروضة مل تفتقر إىل إذن اإلما كالظهر فإن مفروضة حشو إذ لو حذف مل
الفرع م األصل بتقوية الشبه بينهما إذ الفرض بالفرض أشبه. لكنه ذكر لتقري ينتقض بش
1اتفق العلماء على أن الحربي ال يضمن ما أتلفه ،ولكنهم اختلفوا في المرتد ،هل يضمن أو ال؟ فهم على مذهبين:
األول :ال يضمن .وهو مذهب الحنفية.
الثاني :يضمن .وهو مذهب المالكية والشافعية والحنابلة.
44
)2ما تكون له فائدة ضرورية:
✓ كقول من ُّ
يعتد ابلعدد يف أحجار االستنجاء( :عبادةٌ متعلقةٌ ابألحجار مل يتقد ْمها َمعصيةٌ فيجب االلتزام
فيها ابلعدد).
فالتعليل بكوهنا عبادة متعلقة ابألحجار مع زايدة قيد عدم تقدم معصية.
هذه الزايدة عدمية التأثري لكنه ذكرها لئال ينتقض برجم الزاين فإنه متعلق ابألحجار ،ومل يعتربوا فيه عذرا،
خبالف رمي اجلمار يف احلج.
45
إذ ال أثر للتقييد ورو كالثا فسها بغري كفئ ،فال يص كما لو ئوج الرابع يف الفرع مثل ئوج
بغري الكفئ ويرجع إىل املناقشة يف الفرض ورو يصيص بعض صور الن اع بإحجاج واألص جوائه،
وثالثها بشر البنا :أي بنا غري حمل الفرض عليه،
-عدم ال تأثري يف الفرع :وهو أن يكون الوصف املذكور يف الدليل ال يطرد يف مجيع صور النزاع ،وإن كان مناسبا.
يصح .كما ال
ت نفسها بغر كفء فال ُّ
✓ كأن يقال يف االستدالل على صحة تزويج املرأة نفسها :زو َج ْ
يصح لو زوجها وليها بغري كفء .فالتقييد بقوله( :بغري كفء) ال أتثري له .2إذ املطلوب إثبات عدم
صحة تزويج املرأة نفسها ،سواء كان بكفء أم بغريه.
وهذا القيد كالقيد املذكور يف القسم الثاين من كون املبيع غري مرئي .إال أن عدم التأثري هنا يف الفرع.
وهنا :أي يف مسألة البيع ،يف األصل.
-ويرجع هذا إىل املناقشة فيما فرض أنه حمل النزاع ،وهو ختصيص بعض صور النزاع ابحلجاج بني اجلانبني كما مر
يف القسم الثاين.
فاملدعى هنا عدم صحة تزويج املرأة نفسها مطلقا ،واالستدالل على منعه بغري كفء.
القول الرابع: القول الثالث: القول الثاين: القول األول:
األصح جواز الفرض مطلقا ألنه
جيوز بشرط بناء غري حمل النزاع عليه
املنع إن كان اجملعول يستفاد منه غرض صحيح ،وهو
كأن يقاس عليه جبامع ،أو يقال :ثبت ال جيوز مطلقا..
يف الفرض طردا ،وإال دفع االعرتاض يف بعض الصور،
احلكم يف بعض الصور ،فليثبت يف
قُبِ َل. حيث ال يساعد الدليل على دفعه
ابقيها ،إذ ال قائل ابلفرق.
يف كل الصور.
وبه قال ابن فورك
وهو قول املالكية وهو اختيار مجاعة من األصوليني وهو قول الشافعية واحلنابلة
من الشافعية
[ 2وهو قول المالكية والشافعية والحنابلة ،وقال الحنفية :إنه مثل الثالث ،ال الثاني].
46
القادح :5القلب
الوجه عليه ال ورو دعوى أن ما استدل به يف املسألة على ذل ومنها القل
-1تعريفه له إن ص ،وم ثم أمك معه تسليم صحته ،وقيل رو تسليم للصحة مطلقا،
-2حكمه وقيل إفساد مطلقا ،وعلى املختار فهو مقبول معارضة عند التسليم قادا عند
-3أقسامه
وعلي ، عدمه ،وقيل شارد ئور ل
-4قلب املساواة
❖ -1تعريفه:
القلب ،وهو :دعوى املعرتض أن ما استدل به املستدل يف املسألة املتنازع عليها إن صح فهو على
ُ -من القوادح:
املستدل وليس له.
(هذا إذا كان الوجه الذي استدل به املستدل نفس الوجه الذي اعرتض به املعرتض ،ال إذا اختلف الوجهان،
كأن يكون االستدالل بطريق احلقيقة واالعرتاض بطريق اجملاز مثال).
❖ -2حكمه:
47
❖ -3أقسامه:
املستدل صرحيا كما يقال يف بيع الفضول : املعرتض إما مع إبطال مذر ورو قسمان :األول لتصحي مذر
عقد يف حق الغري بال والية فال يص كالشرا ،فيقال عقد فيص كالشرا أو ال مثل لبث فال يكون بنفسه قربة كوقوف
املستدل بالصراحة :عضو وضو ،فال يكف أقل ما إلبطال مذر عرفة فيقال فال يشرت فيه الصو كعرفة .الثا
ينطلق عليه االسم كالوجه ،فيقال فال يتقدر غسله بالربع كالوجه أو بااللت ا :عقد معاوضة فيص مع الهل
-القلب قسمان:
القسم الثاين :ما كان إلبطال مذهب املستدل القسم األول :ما كان لتصحيح مذهب املعرتض
مع إبطال مذهب املستدل مع إبطال مذهب املستدل
التزاما صراحة
التزاما صراحة
مثاله: مثاله: مثاله: مثاله:
أن يقول املستدل احلنفي يف كأن يقول املستدل احلنفي أن يقول احلنفي الذي ما لو استدل الشافعي على
صحة بيع الغائب: الذي يقول بوجوب مسح ما يشرتط الصوم لالعتكاف: عدم صحة بيع الفضويل ملال
ال يقل عن ربع الراس يف غريه بال إذنه ،فقال:
فيصح مع
ُّ هو عقد معاوضة الوضوء: ث فال يكون ِبجرده قربة
ل ُْب ٌ
اجلهل ابملعوض كالنكاح، عضو وضوء فال يكفي أقل
ُ كالوقوف بعرفة الذي ال عقد يف حق الغري بال والية
حيث يصح مع عدم رؤية ما ينطلق عليه اسم املسح، يكون قربة إال مع اإلحرام. يصح ،كما لو
عليه ،فال ٌّ
الزوجة. إذ هو كالوجه الذي ال اشرتى شيئا لغريه.
يكفي فيه ذلك.
فيقول املعرتض الشافعي: فيقول املعرتض الشافعي: فيقول املعرتض الشافعي: فيقول املعرتض احلنفي:
هو عضو وضوء فال يتقدر لبث فال يشرتط فيه الصوم فيصح ،كالشراء
ُّ هو عقد
فال يشرتط فيه خيار الرؤية غسله ابلربع كالوجه فإنه ال كالوقوف بعرفة. الذي يصح ،ولكنه ينعقد
كالنكاح .ونفي اشرتاط يتقدر بذلك اتفاقا. له ،أي للفضويل ،وتلغو
اخليار يلزم منه نفي صحته ففي هذا إبطال ملذهب تسميته لغريه.
اليت يقول هبا احلنفي .فهذا ففي هذا إبطال ملذهب املستدل الذي مل يصرح به،
إبطال له اباللتزام. وهو اشرتاط الصوم لصحة املستدل الذي يقول بوجوب
مسح الربع فأكثر. االعتكاف.
48
❖ .-4قلب املساواة:
فيها النية كالنجاسة ،فتقول فيستوي املساواة مثل طهارة باملااع ،فال جت ومنه خالفا للقاض قل
جامدرا ومااعها كالنجاسة،
-قلب املساواة عند األصوليني هو :أن يكون يف األصل حكمان ،واحد منهما منتف يف الفرع ابتفاق اخلصمني،
اعرتض اخلصم عليه بوجوب التسوية بينهما يف
َ واآلخر منازعٌ فيه .فإذا أراد إثباته يف الفرع ابلقياس على األصل
الفرع على األصل ،فيلزم عدم ثبوته فيه.
49
َ
القادح :6القول باملوجب
ومنها القول باملوج ،وشارده" :وهلل الع ة ولرسوله" [ املنافقون ] 8يف جواب:
ابملوجب.
-1تعريف القول َ "ليخرج األع منها األذل" [ املنافقون ،]8ورو تسليم الدليل مع بقا الن اع كما
ابملوجب. كاإلحراق ،فيقال سلمنا عد يقال يف املثقل قتل مبا يقتل غالبا فال ينايف القصا
-2أوجه القول َ
يقتضيه ،وكما يقال التفاول يف الوسيلة ال مينع القصا املنافاة ولك مل قل
م إبطال ما ع ا تفا ووجود الشرااط كاملتوسل إليه فيقال مسلم ،وال يل
واملقتض ،واملختار تصديق املعرتض يف قوله :ليا رذا مأخذي ،ورمبا سك
املستدل ع مقدمة غري مشهورة خمافة املنع فريد القول باملوج .
ابملوجب:
❖ -1تعريف القول َ
-من القوادح( :القول ابملوجب) ،أي :القول ِبقتضى الدليل.
دليل املستدل .وال ُيتص ابلقياس ،وهو قادح يف العلة عند
واملوجب بفتح اجليم ،ما اقتضاه ،أي أوجبهُ ،
اجلمهور.
✓ وشاهده:
قوله تعاىل" :وهلل العزة ولرسوله" ،يف جواب ما حكاه من قول بعض املنافقني" :ليخرجن األعز منها
واألعز هللاُ ورسولُه.
ُّ األذل" .أي :صحيح ذلك .لكنهم هم ُّ
األذل،
-والقول ابملوجب يف تعريفه العام هو :تسليم الدليل مع إظهار أنه ال يستلزم حمل النزاع.
وهو على ثالثة أوجه كما سيأيت.
ابملوجب:
❖ -2أوجه القول َ
• الوجه األول :أن يستنتج من الدليل ما يتوه ُم أنه حمل النزاع ،أو مالزمه مع أنه ليس كذلك.
✓ مثاله:
ما يقال من جانب الشافعية إلثبات وجوب القصاص ابلقتل ابملثقل :وهو القتل ِبا يقتل غالبا ،فال ينايف
القصاص ،كما أن اإلحراق ال ينافيه.
50
فيقول املعرتض من جانب احلنفية :سلمنا عدم املنافاة بني القتل ِبثقل والقصاص ،ولكن مل قلتم إنه
يقتضي القصاص؟ وهذا هو حمل النزاع .ودليلكم ال يستلزمه ،فإن عدم املنافاة لوجوب القصاص ال
تقتضي ثبوت وجوبه الذي هو املتنازع فيه.
• الوجه الثاين :أن يستنتج من الدليل إبطال ما يتوهم أنه مأخذ املعرتض .واملعرتض مينع أن يكون ذلك مذهبه.
✓ مثاله:
يف مسألة القتل ِبثقل أيضا ،أن يقول املستدل يف كونه يوجب القصاص كالقتل ِبحدد :التفاوت يف
الوسيلة من وسائل القتل ال مينع القصاص ،كما أن املتوسل إليه من القتل والقطع وغريمها ال مينع
القصاص.
فيقول املعرتض :هذا مسل ٌم ،أي :كون التفاوت املذكور غري مانع من القصاص ،ولكن ال يلزم من انتفاء
مانع انتفاء مجيع املوانع ووجود الشرائط وقيام املقتضي للحكم .وثبوت احلكم كالقصاص يتوقف على:
انتفاء مجيع املوانع ،ووجود مجيع الشرائط.
✓ والقول املختار :تصديق املعرتض إذا قال للمستدل :ليس هذا الذي نفيتَه من التفاوت مأخذي يف نفي
القصاص[ .اجلمهور]
آخر.
✓ وقيل :ال يصدق إال إذا بني مأخذا َ
• الوجه الثالث :أن يسكت املستدل عن مقدمة غري مشهورة خمافة أن مينعها املعرتض .فإذا سكت عنها َوَر َد القول
ابملوجب.
َ
✓ مثاله:
أن يقال يف االستدالل على وجوب النية يف الوضوء :ما هو قربة يشرتط فيه النية كالصالة .ويسكت عن
املقدمة الصغرى وهي :الوضوء قربة كالغسل .ألنه لو صرح هبذه ملنعها اخلصم.
أما عند اكتفائه ابلكربى ،فاخلصم يقول :هذا مسل ُم ،ولكن ال يلزم منه اشرتاط النية للوضوء.
أما السكوت عن مقدمة مشهورة فال يرد عليه ذلك ،ألن املشهورة كاملذكورة عند الكثريين.
51
ُ
القادح :7القدح يف املناسبة
ومنها القدا يف املناسبة ويف صالحية إفضا احلكم إىل املقصود ويف
-1بيا ُن القدح يف املناسبة اال ضبا والظهور وجوابها بالبيان.
-2جوابُه.
❖ -2جوابه:
52
َ ْ ُ
القادح :8الفرق
ومنها الفرق ورو راجع إىل املعارضة يف األصل أو الفرع ،وقيل إليهما،
-1تعريف الفرق. والصحي أ ه قادا ،وإن قيل إ ه سؤاالن وأ ه ميتنع تعدد األصول
-2مرجع املعارضة يف الفرق. لال تشار وإن جوئ علتان قال اجملي ون ثم لو فرق بني الفرع وأصل منها
-3تعدد األصول لفرع واحد.
كفى ،وثالثها إن قصد االحلاق مبجموعها ،ثم يف اقتصار املستدل على
جواب أصل واحد قوالن.
❖ -1تعريف الفرق:
-من القوادح :الفر ُق بني األصل والفرع ،وعرفه القرايف بقوله:
"وهو إبداء معىن مناسب للحكم يف إحدى الصورتني مفقود يف األخرى".
-ويسميه بعض األصوليني (سؤال املعارضة) ،أو (سؤال املزامحة) ،وهو :إبداء وصف يف األصل ،يصلح أن يكون
علة مستقلة للحكم ،أو جزء علة .وهو معدوم يف الفرع ،أبن جيمع املستدل بني األصل والفرع أبمر مشرتك
بينهما ،فيفرق املعرتض بينهما بوصف يف علة حكم األصل ،أو ِبانع يف الفرع ،أو هبما معا.
53
❖ -3تعدد األصول لفرع واحد:
-هناك قوالن حول تعدد األصول لفرع واحد ،أي :أبن يقاس على كل من تلك األصول.
ممتنع ،سواء جوزان التعليل بعلتني أم ال ،ألن التعدد يسبب انتشار
• القول األول :الذي صححه املصنف :أن التعدد ٌ
الكالم وذلك ممنوع عند النظار .فيجب اقتصار املستدل على معىن واحد.
• القول الثاين :ما صححه ابن احلاجب من جواز التعدد مطلقا ،ألنه يقوي الظن بصحة إحلاق الفرع.
❖ على ا لقول جبواز التعدد هل يكفي املعرتض أن يقتصر على معارضة أصل واحد أم ال؟ يف ذلك ثالثة أقوال:
يكفي إن قصد املستدل إحلاق فرع ِبجموع تلك ال يكفي مطلقا. يكفي ذلك مطلقا.
األصول ،إذ ابلتفريق بواحد حيصل القدح يف وعلله الشارح احمللي أبنه وعلله الشارح احمللي كفاية
اجملموع .وإن قصد اإلحلاق بكل أصل من تلك بسبب استقالل كل ذلك مطلقا أبنه يبطل مجعها
األصول فال بد من القدح يف كل منها. منها. املقصود.
عزاه الزركشي إىل صفي الدين اهلندي من وهو قول لبعض وهو قول املالكية والشافعية
الشافعية. األصوليني. واحلنابلة وغريهم.
وقيل :ال يكفي ذلك ،ألن املستدل التزم اجلميع فال بد قيل :ذلك كاف حلصول املقصود ابلدفع عن أصل
من الدفع عن اجلميع. واحد.
[وهو القول الراجح عند الشافعية] [وهو قول احلنابلة]
54
ُ
القادح :9فساد الوضع
احلكم ،كتلق ومنها فساد الوضع بأن ال يكون الدليل على اهليئة الصاحلة العتباره يف ترتي
-1تعريف فساد الوضع. التخفيف م التغليظ والتوسيع م التضييق واإلثبال م النف ،مثل :القتل جناية عظيمة فال
-2أقسام فساد الوضع. اعتباره بنص أو إمجاع يف قيض احلكم ،وجوابهما يكفر كالردة ،ومنه كون الامع ثب
القسم األول :أن ال يكون الدليل على هيئة صاحلة لرتتيب احلكم ،بل هو صاحل لضد احلكم ،أو نقيضه.
(وهو على وجوه)
الوجه الثالث: الوجه الثاين: الوجه األول:
تلقي اإلثبات مما يقتضي النفي تلقي التوسيع من مواضع التضييق، تلقي التخفيف من مواضع التغليظ
كأن يقول ِممن يرى صحة انعقاد البيع أي استنباط التوسيع مما يقتضي التضييق. كالقول بعدم الكفارة على القتل
ابملعاطاة ،أي بدون صيغة اإلجياب كأن يقال :الزكاة وجبت على وجه العمد ،كما يقول احلنفية :القتل جناية
والقبول :هو بيع مل توجد فيه صيغة االرتفاق لدفع احلاجة ،فكانت على عظيمة فال يُ َكف ُر عنها .أي :ال جتب
فينعقد يف األمور احملقرة. الرتاخي كالدية على العاقلة. فيها الكفارة.
واالعرتاض على ذلك أبن دفع احلاجة
فيقول املعرتض :انتفاء الصيغة يناسب واالعرتاض عليه أبن عظم اجلناية
يقتضي التضييق إبجياب الفورية ،ال
انتفاء االنعقاد ال إثباته. يستوجب تغليظ احلكم ال ختفيفه.
التوسيع برتاخي دفعها.
55
القسم الثاين :أن يكون اجلامع بني األصل والفرع يف قياس املستدل قد ثبت بنص أو إمجاع يف نقيض احلكم الذي استنتجه
املستدل.
مثال ما ثبت نقيضه إبمجاع مثال ما ثبت نقيضه بنص
قول الشافعية يف مسح الرأس يف الوضوء :يستحب تكراره أن يقول احلنفي :اهلرة سبُع ذو انب فيكون سؤرها ِجنسا
كاالستجمار ابحلجر حيث يستحب اإليتار فيه. كالكلب.
فيقال :إن الشارع اعترب السبُعِيةَ علة للطهارة ال للنجاسة ،فيقال :املسح على اخلف ال يستحب تكراره ابإلمجاع .فجعل
كما يف احلديث الذي رواه اإلمام أمحد" :أن النيب ﷺ املسح جامعا بني مسح الرأس ،واملسح ابألحجار فاسد ،ألنه
ثبت ابإلمجاع عدم استحباب تكرار مسح اخلف .ونفي كلب فامتنع ،وإىل أخرى فيها سنور ِ
ُدع َي إىل دار فيها ٌ
االستحباب نقيض االستحباب كما هو واضح. فأجاب .فقيل له يف ذلك ،فقال :السنور َسبُع".
بقسمْي ِه يكون بتقرير كون الدليل صاحلا للحكم ،وكون اجلامع معتربا يف ذلك ،وأن وجواب فساد الوضع َ
ُ ✓
ختلفه يف مثل مسح اخلف مثال إمنا هو ملانع ،وهو خشية تَلَ ِف ِه ابلتكرار.
ُ
القادح :10فساد االعتبار
56
❖ -2أمثلة فساد االعتبار:
ابملوجب،
وقد يقال ابلقول َ أو ببيان أن النص غري أو ببيان أن النص الذي أورده أن يطعن املعرتض يف سند
أي :بتسليم أن النص ظاهر ظاهر يف ما أراده معارض بنص آخر،
املعرتض َ النص ،كأن يكون موقوفا،
يف ذلك ،ولكنه ال ينايف املعرتض أو بتأويله فيتساقط النصان ويسلم الذي أو مرسال ،أو مقطوعا ،وحنو
حكم قياس املستدل مثال. بدليل. أورده املستدل أوال. ذلك.
57
القادح :11منع علية الوصف
58
ومنه منع وصف العلة ،كقولنا يف إفساد الصو بغري الماع :الكفارة لل جر ع الماع
-5منع وصف العلة. اختصاصها به كاحلد ،فيقال بل ع اإلفطار احملذور فيه، احملذور يف الصو فوج
-6منع حكم األصل. وجوابه تبيني اعتبار اخلصوصية ،وكأن املعرتض ينق املنا واملستدل حيققه ومنع
-7هل منع حكم األصل قطع ثالثها قال األستاذ :إن كان ااررا، حكم األصل ،ويف كو ه قطعا للمستدل مذار
وقال الغ ال :يعت عرف املكان ،وقال أبو إسحاق الشريائي :ال يسمع ،فإن دل عليه
للمستدل؟
مل ينقطع املعرتض على املختار ،بل له أن يعود ويعرتض،
-واملعرتض ابعرتاضه املذكور كأنه ينقح املناط حبذف خصوص الوصف عن االعتبار .واملستدل حيقق املناط ببيان
اعتبار اخلصوصية.
-وقول املصنف" :كأنه ينقح املناط" :ألن االعرتاض املذكور ليس من تنقيح املناط حقيقة ،ألن تنقيحه يكون
اجتهادا منه كما سبق ،وما هنا ليس اجتهادا ،أو تعيينا ،بل منع وصف العلة فقط.
59
❖ -6منع حكم األصل:
-ومن املنوعات :منع حكم األصل الذي قاس عليه املستدل.
-وهو مسموع ومعمول به عند اجلمهور.
وهو قول ذهب إليه بعض األصوليني هو قطع له مطلقا أوال:
وهو قول اجلمهور من املذاهب األربعة غري قطع مطلقا اثنيا:
وهو قول األستاذ أيب إسحاق هو قطع إن كان منع حكم األصل معروفا عند أكثر الفقهاء ،وإال
اثلثا:
االسفرايين ،ونقله اآلمدي يف اإلحكام فال
يعترب عرف املكان الذي جيري فيه البحث ،فإن كان العرف فيه
قاله الغزايل رابعا:
القطع فهو قطع ،وإال فال
وهو قول أيب إسحاق الشريازي ،حكاه
ال يسمع قول املعرتض ألنه مل يعرتض على املقصود الذي هو الفرع
عنه ابن احلاجب ،كذا فعل املصنف
خامسا:
سمع .قال الشارح احمللي" :على أن
ونقل بعضهم :أن الشيخ الشريازي ذكر يف بعض كتبه أنه -املعرتض -يُ َ
املوجود يف (امللخص) ،و(املعونة) للشيخ ،كما قال املصنف :السماعُ".
وعلى القول بعدم انقطاع املعرتض إذا أتى املستدل بدليل على حكم األصل:
✓ فالقول املختار :أن املعرتض َِحي ُّق له أن يعود فيعرتض على دليل املستدل.
60
فيه ،سلمنا ،وال سلم أ ه وقد يقال :ال سلم حكم األصل ،سلمنا ،وال سلم أ ه اا يقا
-8املنوعات السبعة. معلل ،سلمنا ،وال سلم أن رذا الوصف علته ،سلمنا ،وال سلم وجوده فيه ،سلمنا ،وال
-9حكم إيراد هذه املنوعات. سلم أ ه متعد ،سلمنا ،وال سلم وجوده يف الفرع ،سلمنا ،فيجاب بالدفع مبا عرف م
وع وكذا م أ واع ،وإن كا الطرق ،وم ثم عرف جوائ إيراد املعارضال م
مرتبة :أي يستدع تاليها تسليم متلوه ألن تسليمه تقديري ،وثالثها التفصيل.
❖ -8املنوعات السبعة:
-فإذا استنتج املستدل حكما على شيء قياسا على شيء آخر لعلة معينة فقد يقال له:
-ال نسلم أن حكم األصل هو ما ذكرته.
-سلمنا ذلك لكن ال نسلم أنه من األحكام اليت يقاس عليها.
-سلمنا وال نسلم انه معلل ،مل ال يقال هو تعبدي.
-سلمنا أنه معلل ،وال نسلم أن هذا الوصف هو علته.
-سلمنا أنه علته ،ولكن ال نسلم وجود هذا الوصف يف األصل.
-سلمنا وجوده يف األصل ولكن ال نسلم أنه متعد ،إذ قد يكون قاصرا.
-سلمنا أنه متعد وال نسلم وجوده يف الفرع.
61
✓ مثاله:
-ومثل له الشيخ البناين يف احلاشية ِبا خالصته:
oيقول املستدل :النبق ربوي لعلة الكيل كالتمر.
oفيقول املعرتض :ال نسلم أن التمر ربوي.
oسلمنا ربويته ،لكن ال نسلم أن هذا احلكم من اليت جيري فيها القياس.
oسلمنا أنه مما جيري فيه القياس ،ولكن ال نسلم أنه معلل.
oسلمنا أنه معلل ،ولكن ال نسلم أن علته الكيل.
oسلمنا أن العلة الكيل ،ولكن ال نسلم وجودها يف التمر.
oسلمنا وجودها فيه ،ولكن ال نسلم أهنا متعدية.
oسلمنا أهنا متعدية ،ولكن ال نسلم وجودها يف الفرع ،وهو النبق يف املثال املذكور.
ُ -جياب املعرتض بتلك املنوعات ِبا عرف من طرق الدفع .وقد يكتفى بدفع األخري منها ،ألهنا مرتتبة ،أي كل منها
مرتتب على فرض تسليم ما قبله.
62
القادح :12اختالف الضابط
كأن يقول املستدل على وجوب القصاص على من شهدوا زورا ابلقتل :تسببوا يف القتل فيجب عليهم القصاص ،كما جيب
على من أكره غريه على القتل فقتل.
قيل :سلمنا أن كال منهما مفض ،لكنهما غري متساويني ،إذ
فيقول املعرتض :الضابط هو اإلكراه ،ويف الفرع الشهادة
هو يف اإلكراه على القتل أشد منه يف شهادة الزور ،وشرط
فأين اجلامع بينهما؟ فإن قيل إهنما اشرتكا يف اإلفضاء إىل
القياس مساواة الفرع لألصل يف علة حكمه ،وإذا مل تسا ِو
املقصود ،فاجلامع هو التسبب يف ذلك.
الضابط يف األصل والفرع لزم عدم املساواة بينهما يف العلة.
واجلواب عن نفي املساواة يكون: واجلواب عن نفي وجود اجلامع يكون:
ببياهنا ،كأن يقال يف ذلك :إن احلكم يف كل منهما يفضي ببيان وجوده ،كأن يقال يف املثال السابق هو القدر املشرتك
إىل املقصود وهو حفظ النفوس. بني الضابطني وهو التسبب.
✓ وال يكفي اجلواب إبلغاء التفاوت بني الضابطني ،كأن يقال :التفاوت بينهما ملغى يف احلكم ،ألن هذا القول
ال حيصل اجلواب به .فإن التفاوت قد يلغى يف بعض األحكام ،كما يف العامل يقتل جاهال ،وقد ال يلغى كما
يف احلر يقتل رقيقا ،فإنه ال يقتل به على األرجح.
63
ذكر واالعرتاضال راجعة إىل املنع ومقدمها االستفسار ورو طل
مرجع االعرتاضات. -3
معنى اللفظ حيث غرابة أو إمجال ،و األص أن بيا هما على
االعرتاض ابالستفسار. -4
املعرتض ،وال يكلف بيان تساوي احملامل ،ويكفيه أن األصل عد
من يلزمه بيان الغرابة واإلمجال؟ -5
تفاوتها ،فيبني املستدل عدمهما أو يفسر اللفظ مبحتمل ،قيل وبغري
املعرتض ابإلمجال. -6
حمتمل ،ويف قبول دعواه الظهور يف مقصده دفعا لإلمجال لعد
-7ادعاء املستدل أن اللفظ ظاهر يف املعىن املقصود.
الظهور يف اآلخر خالف.
❖ -3مرجع االعرتاضات:
-املنع :طلب الدليل على مقدمة من مقدمات املستدل.
أ) واالعرتاضات كلها راجعة إىل املنع[ .على رأي املصنف].
ب) وقال [ابن احلاجب يف املختصر]" :االعرتاضات راجعة إىل منع أو معارضة".
عدم االلتزام،
✓ قال العضد يف شرحه" :ألن غرض املستدل اإللزام إبثبات ُمدعاهُ بدليله ،وغرض املعرتض ُ
وذلك ِبنعه عن إثبات دليله .واإلثبات يكون بصحة مقدماته ،وبسالمته عن املعارض ،ليرتتب احلكم.
فالدفْ ُع يكون هبدم أحدمها .فهدم الدليل ابلقدح يف صحته ،وذلك ِبنع مقدمة من مقدماته وطلب الدليل
عليها ،وهدم نفاذ داللة الدليل ابملعارضة ِبا يقاومها ومينع حكمها" .اه ،بتصرف.
❖ -4االعرتاض ابالستفسار:
-مقدم االعرتاضات االستفسار.
✓ ألن املستدل يلزمه أوال تفهيم ما يقول ،وألن االستفسار وارد على مجيع التقادير واألدلة ،فال سؤال أعم
منه.
-واملقصود ابالستفسار طلب بيان معىن اللفظ إذا كان فيه غرابة أو إمجال.
❖ -6املعرتض ابإلمجال:
-ال يكلف من اعرتض ابإلمجال بيا َن تساوي حمامل اللفظ اجململ ،بل يكفي أن يقول األصل عدم التفاوت بني
احملامل ،وعلى املستدل أن ينفي الغرابة واإلمجال عن كالمه ،وذلك ابلنقل عن أهل اللغة أو العرف العام أو
اخلاص أو ابلقرائن.
✓ مثال:
65
القادح :13التقسيم
ومنها التقسيم ورو كون اللفظ مرتددا بني أمري :أحدرما انوع
تعريف التقسيم. -1 واملختار وروده وجوابه أن اللفظ موضوع ولو عرفا أو اارر ولو
ورود التقسيم. -2 بقرينة يف املراد،
اجلواب عن االعرتاض ابلتقسيم. -3
❖ -1تعريف التقسيم:
-من القوادح( :التقسيم) وهو كون اللفظ الوارد يف دليل املستدل مرتددا بني أمرين أحدمها ممنوع .خبالف األمر
اآلخر الذي هو مراد املستدل.
[ج ،8ص.]3474: قال القرايف يف نفائس األصول" :التقسيم أبن يردد اللفظ بني معنيني ،أحدمها ممنوع واآلخر مسلم". -
✓ مثاله:
أن يقال يف الصحيح املقيم إذا فقد املاء :وجد السبب بتعذر املاء فساغ التيمم.
فيقول املعرتض :السبب تعذر املاء ،أو تعذر املاء يف السفر؟ األول ممنوع.
❖ -2ورود التقسيم:
-على القول املختار :التقسيم وارد ،ألن املستدل ال يتم دليله مع ورود التقسيم عليه.
-وقيل :ال يرد ،ألن املعرتض مل مينع املراد ،بل منع غريه[ .قال به اآلمدي يف اإلحكام].
66
ثم املنع ال يعرتض احلكاية بل الدليل ،إما قبل متامه ملقدمة منه أو بعده ،و األول إما
-4اعرتاض الدليل. كذا لو كان كذا ورو جمرد أو مع املستند ،كال سلم كذا ومل ال يكون كذا أو إمنا يل
-5االعرتاض قبل متام الدليل. إما مع منع ال يسمعه احملققون ،والثا املناقضة ،فإن احتا ال تفا املقدمة فغص
-6االعرتاض بعد متام الدليل. الدليل بنا على يلف حكمه فالنقض اإلمجال أو مع تسليمه ،واالستدالل مبا ينايف
مستدال، ثبول املدلول فاملعارضة فيقول ما ذكرل ،وإن دل فعندي ما ينفيه وينقل
وعلى املمنوع الدفع بدليل ،فإن منع ثا يا فكما مر وركذا ورلم اىل إفحا املعلل
❖ -4اعرتاض الدليل:
-املنع أو مطلق االعرتاض ال يعرتض حكاية املستدل ألقوال ينقلها ،فال مينع املعرتض نقلها ،بل يعرتض الدليل.
✓ وهذا االعرتاض إما قبل متام الدليل أو بعد متامه.
ضةَ).
✓ واملنع بقسميه املذكورين يسمى( :املُنَاقَ َ
✓ فإن احتج النتفاء املقدمة اليت منعها ،أي :إذا منع املعرتض مقدمة ،وأخذ يقيم الدليل على انتفائها ،فهذا
ب) ،ألن املعرتض غصب مقام املستدل ،فال يسمع عند احملققني من النظار ،وال
صَيسميه الباحثون( :الغَ ْ
يستحق جوااب ،الستلزامه اخلبط يف البحث.
67
❖ -6االعرتاض بعد متام الدليل:
✓ وعلى املستدل أن يدفع ابلدليل ما ذكره املعرتض ،فإن اعرتض مرة أخرى أو أكثر فهو كما لو منع الدليل قبل متامه،
وقد مر ذلك .إىل أن ينتهي البحث إما:
• إبفحام املستدل بعجزه وانقطاعه ابملنوع.
• أو حيصل من جانب املستدل إلزام املعرتض ابملانع إن انتهى احلال إىل ضروري ،أو يقين مشهور.
68
خامتة القياس:
وقال :أبو علي اجلبائي املعتزيل: وقال :حممد بن اهلُذيل املعتزيل ،املعروف ابلعالف: قال كثريون[ :اجلمهور]
إنه من الدين إذا تعني لالستدالل على
ليس من الدين هو من الدين
مسألة ال دليل على حكمها غريه.
خبالف ما إذا مل يتعني ،لعدم احلاجة ألن الدين اثبت مستمر ،والقياس وإن كان اثبتا ألنه مأمور به بقوله تعاىل:
إليه حينئذ. لكنه غري مستمر ،إذ قد ال حيتاج إليه. "فاعتربوا اي أويل األبصار".
❖ -3حكم املقيس:
-أما حكم املقيس كحرمة النبيذ قياسا على حرمة اخلمر:
✓ فقال السمعاين :ال جيوز أن يقال فيه :قال هللا ،أو قال رسول هللا ،إذ ال يقال ذلك إال للمنصوص عليه يف الكتاب
أو السنة ،وحكم املقيس مستنبط من ال منصوص .ولكن يصح أن يقال إنه دين هللا.
69
❖ -4حكم القياس:
-القياس فرض كفاية على اجملتهد.
-وقد يكون فرض عني إذا حصلت واقعة مل يتوصل إىل حكمها إال ابلقياس.
❖ -5القياس اجللي:
-القياس اجللي هو :ما قطع بنفي الفارق بني األصل والفرع ،أو ما كان الفارق بينهما ضعيفا.
❖ -6القياس اخلفي:
-القياس اخلفي هو :ما كان احتمال الفارق بني األصل والفرع قواي.
✓ مثاله:
قياس النبيذ على اخلمر يف احلرمة.
فهناك احتمال قوي أن تكون خصوصية اخلمر معتربة ،ولذلك اختلف فيه الفقهاء.
70
❖ -7ما قيل يف أقسام القياس:
➢ وقيل :القياس ثالثة أقسام:
اجللي ،وهو ما سبق. أ-
اخلفي ،قياس الشبه. ب-
الواضح ،وهو بينهما. ت-
➢ وقيل :اجللي القياس ابألوىل ،والواضح املساوي ،واخلفي ابألَ ْد َو ِن( .وقد سبق يف حبث املنطوق واملفهوم ما يوضح ذلك).
الداللة ما مجع فيه بالئمها العلة ما صرا فيه بها ،وقيا وقيا
-8أقسام القياس من حيث العلة. يف معنى األصل المع بنف الفارق. فأثررا فحكمها ،والقيا
71
بسم اهلل الرمحن الرحيم
قسم خمتلَف فيه قسم احتج به أكثر األئمة اجملتهدين قسم مت َفق على االحتجاج به
االستحسان ،واملصاحل املرسلة ،والعرف،
والقياس
ُ اإلمجاعُ والسنة
الكتاب ُّ
وشرع من قبلنا ،ومذهب الصحايب ،وغريها.
✓ وقد سبق البحث يف الكتاب والسنة واإلمجاع والقياس .وهنا سنبحث االستدالل الذي يشمل الباقيات.
واالستثناا ،فيدخل االقرتا يف االستدالل :ورو دليل ليا بنص وال إمجاع وال قيا
)1تعريف االستدالل. العكا وقولنا الدليل يقتض أن ال يكون كذا خولف يف كذا ملعنى مفقود يف صورة وقيا
الن اع فتبقى على األصل ،وكذا ا تفا احلكم ال تفا مدركه ،كقولنا احلكم يستدع دليال،
)2ما يدخل يف االستدالل.
تكليف الغافل ،وال دليل بالس أو األصل ،وكذا قوهلم وجد املقتضى أو املا ع أو فقد واال ل
الشر خالفا لأكثر.
❖ -1تعريف االستدالل:
-االستدالل لغة :طلب الدليل.
-ويُطلق عرفا على ذكر أدلة ليست نصوصا ،وال إمجاعا ،وال قياسا.
72
أوال :القياس االقرتاني ،والقياس االستثنائي( .ومها نوعان من القياس املنطقي)
ت لزم عنها قول آخر ،والقول اآلخر هو :النتيجة.ف من قضيتني فأكثر مىت َسلِ َم ْ -والقياس املنطقيٌ :
قول مؤل ٌ
مسألة :االستقرا بال ا على الكل إن كان تاما أي بالكل إال صورة
-1تعريف االستقراء. الن اع فقطع عند األكثر ،أو اقصا أي بأكثر ال ايال فظين ،ويسمى
إحلاق الفرد باألغل .
-2أنواع االستقراء.
❖ -1تعريف االستقراء:
-االستقراء لغة :التتبع.
-واصطالحا :تَتَ بُّ ُع أموز جزئية ليُح َكم حبكمها على ما يشمل تلك اجلزئيات وغريها.
❖ -1أنواع االستقراء:
االستقراء التام
ورو :ما كان التتبع فيه لميع ال ايال إال صورة الن اع.
حكمه:
وقيل: عند أكثر العلماء:
ليس بقطعي ،الحتمال أن تكون صورة النزاع وحدها قطعي على ثبوت احلكم يف صورة النزاع أيضا.
ٌّ
خمالفة ملا قد استق ِرئ. قال الزركشي وشيخ اإلسالم وابن النجار" :هذا هو القياس
وقد ذكره الشارح احمللي يف شرحه ،وأجاب عليه أبنه القطعي املنطقي املفيد للقطع عند األكثرين" .وزاد الزركشي:
منز ٌل منزلة العدم. "قال اهلندي :وهو حجة بال خالف".
االستقراء الناقص
ورو :ما كان التتبع فيه ألكثر ال ايال.
تسميته: حكمه:
وإثبات احلكم ابالستقراء الناقص يسمى: وهو دليل ظن ،الحتمال أن تكون اجلزئيات غري املستقرأة
(إحلا َق ِ
الفرد ابألغلب). خمالفة ملا قد استقرئ.
74
﴿االستصحاب﴾
مسألة :قال علماا ا استصحاب العد األصل والعمو أو النص إىل ورود املغري وما دل الشرع على
ثبوته لوجود سببه حجة مطلقا ،وقيل يف الدفع دون الرفع ،وقيل بشر أن ال يعارضه اارر مطلقا،
-1تعريف االستصحاب
ليخرج بول وقع يف ما كثري فوجد متغريا ،واحتمل وقيل اارر غال ،وقيل :مطلقا ،وقيل :ذو سب
-2أقسام االستصحاب كون التغري به واحلق سقو األصل إن قرب العهد واعتماده إن بعد ،وال حيتا باستصحاب حال
-3حجية االستصحاب والصرييف واب سريا و اآلمدي ،فعرف أن االستصحاب اإلمجاع يف حمل اخلالف ،خالفا للم
لثبوته يف األول لفقدان ما يصل للتغيري ،أما ثبوته يف األول لثبوته يف الثا ثبول أمر يف الثا
-4استصحاب حال اإلمجاع
اليو ثابتا أما ،لكان غري ثاب ،فيقتض استصحاب أما فمقلوب ،وقد يقال فيه لو مل يك الثاب
-5االستصحاب املقلوب بأ ه اآلن غري ثاب ،وليا كذل ،فدل على أ ه ثاب .
❖ -1تعريف االستصحاب:
-سيأيت أن االستصحاب ،أو استصحاب احلال :هو ثبوت أمر يف الزمن الثاين لثبوته يف الزمن األول.
كل ما كان كذلك فهو مظنون
عدمه ،و ُّ
-قال العضد" :معىن استصحاب احلال :أن احلكم الفالين قد كان ،ومل يُظَن ُ
البقاء".
❖ -2أقسام االستصحاب:
75
❖ -3حجية االستصحاب:
القسم األول :استصحاب العدم األصلي ،والقسم الثاني :استصحاب العموم أو النص إىل ورود مغري:
أكثر احلنفية الشافعية
على عدم االحتجاج ابالستصحاب .قالوا :إن األدلة الشرعية
حجة عند الشافعية جزما.
منحصرة يف النص واإلمجاع والقياس.
فيعمل هبما إىل أن يرد مغري من خمصص للعموم أو
وأجاب الشافعية عن ذلك أبن األدلة الشرعية إلثبات احلكم ابتداء.
انسخ للنص.
أما احلكم ابلدوام فباالستصحاب.
76
❖ -4استصحاب حال اإلمجاع:
-إذا حصل إمجاع على حكم يف حال واختلف فيه يف حال أخرى ،فهل حيتج ابستصحاب اإلمجاع فيحكم على
احلال الثانية ِبا حكم به على احلال األوىل؟ يف ذلك خالف( .احتج به احلنابلة ،وأكثر الشافعية ،واختاره
الغزايل ،واملصنف هنا ،والشارح احمللي ،والزركشي ،وشيخ اإلسالم).
✓ مثاله:
اإلمجاع على أن اخلارج النجس من غري السبيلني ال ينقض الوضوء ،قبل خروجه ،أما إذا خرج ففيه خالف.
• القائلون ابستصحاب اإلمجاع قالوا :ال ينقض الوضوء استصحااب حلالته قبل خروجه الذي أمجعوا على أنه
غري انقص( .ومن القائلني هبذا املزين ،والصرييف ،وابن سريج ،واآلمدي).
• ورجح املصنف القول بعدم االحتجاج بذلك.
❖ -5االستصحاب املقلوب:
➢ ُعرف مما تقدم أن االستصحاب :ثبوت أمر يف الزمن الثاين ،لثبوته يف الزمن األول ،عند فقدان ما يصلح مغريا له.
✓ مثاله:
احلول من عشرين دينار انقصة تروج رواج الكامل ،وذلك عمال ابستصحاب
حال عليه ُ
قول الشافعية :ال زكاة يف ما َ
ما قبل احلول ملا بعده ،فإهنا مل تكن واجبة ،واألصل بقاء ذلك.
➢ أما قول بعضهم :إن من االستصحاب ثبوت أمر يف الزمن األول لثبوته يف الزمن الثاين ،أي :االستدالل ابحلال على
املاضي ،فهو استصحاب مقلوب.
✓ مثاله:
ما لو قيل يف املكيال املوجود اآلن كان نفسه على عهد النيب ﷺ.
وقد يقال يف توجيه ذلك :لو مل يكن الثابت اليوم اثبتا أمس لكان غري اثبت ،إذ ال واسطة بني الثبوت وعدم الثبوت،
فيقتضي ذلك أبننا لو أخذان ابستصحاب ما كان أمس وهو عدم الثبوت ألدى ذلك إىل عدم الثبوت اآلن ،مع أن
املفروض ثبوته اآلن ،فدل على أنه اثبت أمس أيضا ،بناء على األخذ ابالستصحاب املقلوب.
77
به يف النايف بالدليل إن ادعى علما ضروريا ،وإال فيطال مسألة :ال يطال
-6ادعاء العلم الضروري ،أو العلم النظري، باألخف أو األثقل األخذ بأقل املقول وقد مر ،ورل جي األص ،وجي
-أما من ادعى علما نظراي ابالنتفاء ،فإنه مطالب ابلدليل على األصح (اختاره الزركشي) ،وجيب األخذ أبقل
املقول .وقد مر يف حبث اإلمجاع أن التمسك أبقل ما قيل َحقٌّ.
الثالث :ال جيب شيء الثاين :األخذ ابألثقل أحدها :األخذ ابألخف
لقوله تعاىل" :يريد هللا بكم اليسر وال
ألن األصل عدم الوجوب. ملا فيه من االحتياط.
يريد بكم العسر".
• ومناسبة ذكر هذه املسألة هنا هي ما فيها من استصحاب النفي يف األخذ ابألقل .والرباءة األصلية يف الثالث.
78
﴿شرع من قبلنا﴾
مسألة :اختلفوا رل كان املصطفى ﷺ متعبدا قبل النبوة بشرع ،واختلف املثب
-1هل كان النيب ﷺ متعبدا بشرع؟ أ ه شرع أقوال ،واملختار الوقف فقيل وا وإبراريم وموسى وعيسى ،وما ثب
تأصيال وتفريعا ،وبعد النبوة املنع.
واملثبتون:
والقول املختار: وقال بعضهم: قال بعضهم:
عدم القطع بشيء من ذلك كان مكلفا ابتباع ما ثبت أنه كان مكلفا بشرع نوح ،أو إبراهيم (اختاره الشوكاين)،
أتصيال عن النفي واإلثبات، شرع من غري تعيني. أو موسى ،أو عيسى (قال به األستاذ االسفرايين).
وتفريعا عن تعيني الشريعة. [احلنفية واحلنابلة واختاره شيخ اإلسالم] صلوات هللا وسالمه عليهم أمجعني.
79
مسألة :حكم املنافع واملضار قبل الشرع مر ،وبعده الصحي أن أصل املضار
-2حكم املنافع واملضار قبل ورود الشرع التحريم ،واملنافع احلل .قال الشيخ اإلما إال أموالنا لقوله ﷺ" :إن دمااكم
وأموالكم عليكم حرا ".
وبعده.
ِ
واملضار قبل ورود الشرع (أي البعثة) ،حيث قيل" :وال حكم قبل -مر يف أوائل الكتاب البحث يف حكم املنافع
الشرع بل األمر موقوف إىل وروده".
وقال الشيخ والد املصنف( :إال أموالنا فإن الظاهر فيها التحرمي) ،ملا يف الصحيحني أن النيب ﷺ قال" :إن دماءكم،
وأموالكم ،وأعراضكم عليكم حرام"( .رواه البخاري ومسلم)
✓ واملقصود :أن دماء واموال وأعراض بعضكم حرام على البعض اآلخر.
وغري والد املصنف سكت عن هذا االستثناء ،ألن الكالم هنا يف املنافع واملضار ابلنظر إىل ذواهتا.
واألموال ابلنظر إىل ذاهتا من مجلة املنافع اليت األصل فيها احلل .أما التحرمي يف بعضها فعارض.
80
﴿االستحسان﴾
مسألة :االستحسان قال به أبو حنيفة وأ كره الباقون ،وفسر بدليل ينقدا يف فا اجملتهد تقصر عنه
-1القائلون ابالستحسان أقوى ،وال خالف فيه ،أو ع الدليل إىل العادة عبارته ،ورد بأ ه إن حتقق فمعت و بعدول ع قيا
أ ها حق فقد قا دليلها وإال ردل ،فإن حتقق استحسان خمتلف فيه ،فم قال به فقد ورد بأ ه إن ثب
-2تفسريات االستحسان
شرع ،أما استحسان الشافع التحليف على املصحف واحلط يف الكتابة وحنورما فليا منه.
❖ -1القائلون ابالستحسان:
-قال ابالستحسان اإلمام أبو حنيفة ،وأنكره الباقون.
قال العضد" :واحلق أنه ال يتحقق استحسا ٌن ُُيتلف فيه ،ألهنم ذكروا يف تفسريه أمورا ال تصلح حمالًّ للخالف،
ألن بعضها مقبول اتفاقا ،وبعضها ُم َرد ٌد بني ما هو مقبول اتفاقا ،وما هو مردود اتفاقا".
❖ -2تفسريات االستحسان:
-ذكر املصنف أن هلم ثالثة تفسريات لالستحسان ،وهي:
مثاله :كشرب املاء من السقاء من غري تعيني املقدار .وكدخول احلمام من
غري تعيني مقدار املاء الذي يستعمله ،وال مدة املكث فيه .فإن أمثال
ورد هذا أبن الدليل الذي
ُ
ذلك جرت به العادة على خالف الدليل للمصلحة. وهذا مقبول
ينقدح يف نفس اجملتهد إن
ورد هذا أبنه إن كان جاراي يف زمن النيب ﷺ ،أو يف عهد الصحابة ،أو
ُ بال خالف،
حتق َق يف نفسه ،فهو مقبول
التابعني ،ومل ينكروه ،فقد قام دليله ابلسنة أو اإلمجاع .وإن مل تثبت تلك ألن أقوى
اتفاقا ،وال أثر لعجزه عن
العادة يف تلك األزمان فهي مردودة .ويف مثل هذا قال اإلمام الشافعي: القياسني
التعبري عنه .وإن مل يتحقق
"من استحسن فقد شرع" .أي :وضع شرعا من قِبَل نفسه. مقدم.
فهو مردود.
وابلنسبة للمقبول يكون اإلنكار على احلنفية إمنا هو يف تسمية ذلك
استحساان ،ال لكونه قوال بال دليل.
81
التحليف على املصحف ،3واحلط يف بعض أقساط مكاتبة األ ِرق ِاء ،4وحنو ذلك :فليس من
َ ❖ أما استحسان الشافعي
قبيل االستحسان املبحوث عنه هنا.
قال بعضهم :هو استحسان لغوي [قاله البناين يف حاشيته على احمللي] ،أي َع ُّد الشيء َح َ
سنا.
﴿مذهب الصحابي﴾
مسألة :قول الصحاب على صحاب غري حجة وفاقا وكذا على غريه ،قال الشيخ اإلما إال يف
-1حجية مذهب الصحايب. ،فإن التعبدي ،ويف تقليده قوالن الرتفاع الثقة مبذربه إذ مل يدون ،وقيل حجة فوق القيا
اختلف صحابيان فكدليلني ،وقيل دو ه ،ويف يصيصه العمو قوالن ،وقيل حجة إن ا تشر،
-2تقليد غري الصحايب للصحايب.
تقري ،وقيل قول الشيخني فقط ،وقيل ،وقيل إن ا ضم إليه قيا وقيل إن خالف القيا
اخللفا األربعة ،وع الشافع إال عليا ،أما وفاق الشافع ئيدا يف الفرااض فلدليل ال تقليدا.
أما على التابعني فمن بعدهم فاألصح أنه ليس حجة كذلك ،ألن مذهبه ليس من األدلة الشرعية املستقلة. ✓
[وبه قال األشاعرة ،واملعتزلة ،ومجهور أصحاب الشافعي ،وبعض احلنفية ،واختاره الغزايل ،والرازي واآلمدي ،وابن احلاجب وغريهم .ولإلمام
الشافعي يف حجية قول الصحايب ،قوالن :قدمي وجديد ،فالقدمي على أنه حجة ،واجلديد على أنه ليس حبجة ،وهو املشهور عنه].
✓ وقال الشيخ والد املصنف :إال يف األحكام التعبدية ،فإن قول الصحايب حجة فيها ،ألن الظاهر أنه مل يقله إال
بتوقيف من النيب ﷺ ،إذ ال جمال يف مثل ذلك للرأي واالجتهاد.
ع ْم ٍد فيها قَ َودٌ ،ما كانت ،أو ح ّداً ،أو طالقا ،حلف الحالف بمكة بين البيت والمقام،
الحق عشرين دينارا ،أو قيمتها ،أو جراحةَ َ
ُّ 3قال اإلمام الشافعي ،رحمه هللا" :وإذا كان
وإن كان بالمدينة فعلى منبر رسول هللا ﷺ ،وإن كان في بيت المقدس ففي مسجدها ،أو ببلد ففي مسجده ،وأُحِ بُّ لو حلف بعد العصر ،وقد كان من ُح َّكام اآلفاق من
س ٌن"[ .كتاب األم ،237/7 :كتاب األقضية ،باب :االمتناع من اليمين]. يستحلف على المصحف ،وذلك عندي َح َ
4ذهب الشافعي ،وأحمد ،واصحابهما إلى أنه يجب على سيد العبد المكاتب أن يحط عن نجوم وأقساط الكتابة شيئا ،أو يدفع إلى عبده ماالً يستعين به على األداء .وذهبوا
الحط أولى لفعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي هللا عنه[ .ينظر :األم ،348/9 :والمغني ،442/14 :وتحفة المحتاج]549/13 : َّ إلى أن
82
❖ -2تقليد غري الصحايب للصحايب:
أما تقليد غري الصحايب للصحايب: -
ميتنع ذلك ،ألن مذهبه مل يُ َدون ،فال يوثق ِبا نقل عنه ،خبالف املذاهب املدونة ،كاملذاهب األربعة.
قال احملققون: 1
[وبه قال إمام احلرمني ،والغزايل ،واآلمدي ،وابن الصالح ،والشارح احمللي وغريهم]
هو حجة ،فيقدم على القياس عند التعارض [وبه قال املالكية واحلنفية واحلنابلة].
وقيل: 2
والقائلون هبذا قالوا :إذا اختلف صحابيان فكدليلني ،فال بد من الرتجيح.
هو حجة دون القياس .والقائلون هبذا اختلفوا هل ُيصص به العموم؟
• قال بعضهم :نعم ،إذ هو كغريه من احلجج. وقيل: 3
• وقال آخرون ال ُيصص به ،ألن الصحابة كانوا يرتكون أقواهلم إذا بلغهم النص العام.
هو حجة إذا انتشر بني الناس ومل يظهر له خمالف. وقيل: 4
هو حجة إذا ورد خمالفا للقياس [وهو اختيار ابن برهان يف الوجيز] ،ألنه مل ُيالفه إال لدليل ،خبالف ما مل ُيالفه
وقيل: 5
الحتمال أن مذهبه انشئ عن قياس قاسه هو.
هو حجة إن انضم إليه قياس تقريب [حكاه املاوردي قوال للشافعي ،وذكره الزركشي يف التشنيف] ،وقياس التقريب :ما
يقرب القول املخالف من قياس التحقيق.
✓ مثاله :قول عثمان رضي هللا عنه يف بيع احليوان بشرط الرباءة من كل عيب :إن البائع يربأ من البيع وقيل: 6
اخلفي الذي ال يعلمه ،ألن احليوان كما قال الشافعي :متقلب بني الصحة والسقم ،وقلما ُيلو من
عيب ظاهر أو خفي .فهذا قياس تقريب ،قرب القول املخالف إىل قياس التحقيق.
قول الشيخني أيب بكر وعمر حجة دون غريمها. وقيل: 7
قول اخللفاء األربعة ،وروي عن الشافعي :إال عليا.
• قال القفال :ليس ذلك لنقص اجتهاد علي رضي هللا عنه ،بل ألنه ملا آل األمر إليه خرج إىل الكوفة،
وقيل: 8
ومات كثري من الصحابة الذين كان يستشريهم اخللفاء قبله ،رضي هللا عنهم أمجعني.
• قال الشارح الدابن :ولعل من أسباب ذلك كثرة ما نسب إىل علي رضي هللا عنه من األقوال املوضوعة.
أما موافقة الشافعي لزيد يف الفرائض فليس تقليدا لزيد ،بل وافق اجتهاده اجتهاد زيد.
• مالحظة:
مل يبحث املصنف هنا يف املصاحل املرسلة مع أن هذا موضعها ،وقد ذكرها يف حبث املناسب من القياس ،وقد تقدم.
83
﴿اإلهلام﴾
❖ -1تعريف اإلهلام:
-اإلهلام :أن يوقع هللا تعاىل شيئا يف قلب املؤمن يطمئن به قلبه ويثلج به صدره.
❖ -2حجية اإلهلام:
-يرى بعض الصوفية أنه حجة.
-والصحيح :أنه ليس حبجة ،ألن من مل يكن معصوما ال أيمن أن يقع يف قلبه بعض الوساوس واألوهام.
أبيح بغري
✓ قال أهل السنة واجلماعة :إن اإلهلام خيال ال جيوز العمل به إال عند فقد احلجج كلها يف ابب ما َ
علم .وخالفهم بعض اجلربية.
كفر".
✓ وقال يف الغيث اهلامع" :قال أبو بكر الدقاق :كل حقيقة ال تتبع الشريعة فهي ٌ
-قال أبو حفص النسفي عن اإلهلام" :ليس من أسباب املعرفة بصحة الشيء عند أهل احلق".
84
﴿خامتة حبث االستدالل﴾
-هذه خامتة كتاب االستدالل ،فيها قواعد تشبه األدلة فناسب كوهنا خامتة له.
-قال القاضي حسني املروزي :مبىن الفقه على أربعة قواعد ،هي:
❖ -2الضرر يزال:
-روى البيهقي ،والدارقطن ،وابن ماجه" :ال ضرر وال ضرار".
ج على هذه القاعدة مسائل ،منها:
✓ ويت َخر ُ
وجوب ِ
رد املغصوب ،وضمان املتلفات ،والرد ابلعيب ،وغري ذلك. ُ
85
❖ -3املشقة جتلب التيسري:
-قال هللا تعاىل" :يريد هللا بكم اليسر".
-وروى الشيخان" :يسروا وال تعسروا".
✓ ويتخرج على هذه القاعدة مجيع الرخص والتسهيالت ،كالفطر ،وقصر الصالة للمسافر.
❖ -5األمور ِبقاصدها:
-وأضاف بعضهم قاعدة خامسة وهي" :األمور ِبقاصدها".
-قال النيب ﷺ" :إمنا األعمال ابلنيات" -رواه الشيخان ،-وقال كثري من أهل العلم" :إن هذا احلديث ثُلث
العِلم"[ .عزاه ابن رجب احلنبلي يف جامع العلوم واحلكم إىل اإلمام الشافعي]
وقال بعضهم :إن مسائل الفقه ترجع إىل قاعدة واحدة ،وهي" :اعتبار املصاحل ودرء املفاسد".
وقال بعضهم :ترجع إىل" :اعتبار املصاحل" ،فإن درء املفاسد راجع إىل اعتبار املصاحل.
والواقع أن مسائل الفقه ال ميكن إرجاعها إىل األمور املذكورة إال بتكلف وتعسف .ولإلمام السيوطي (ت911ه)
مستفيض يف ذلك يف صدر كتابه (األشباه والنظائر) الفقهية.
ٌ حبث
رمحه هللاٌ ،
86
بسم اهلل الرمحن الرحيم
﴿التعادل والرتاجيح﴾
ميتنع تعادل القاطعني وكذا األمارتني يف فا األمر على الصحي ،فإن تورم التعادل
فالتخيري أو التساقط أو الوقف أو التخيري يف الواجبال والتساقط يف غريرا أقوال.
تعادل القاطعني واألمارتني )1
فإن وقع يف ذهن اجملتهد تعادل أمارتني ،ومل جيد مرجحا ألحدمها ففي ذلك أقوال ،وهي:
• أوهلا :التخيري بينهما يف العمل[ .املالكية واحلنفية]
• الثاين :تساقطهما ،والرجوع إىل غريمها.
• الثالث :الوقف ،كما يف تعارض البينتني[ .احلنابلة]
• الرابع :التخيري يف الواجبات ،كما يف خصال الكفارة .أما يف غري الواجبات فالتساقط[ .اختاره شيخ اإلسالم]
5ذهب جمهور األصوليين من المالكية والشافعية والحنابلة ،إلى امتناع تعادل دليلين قطعيين نقليين أو عقليين ،أو أحدهما نقلي واآلخر عقلي ،ألنه اجتماع نقيضين أو
ارتفاعهما ،وترجيح أحدهما على اآلخر محال .وذهب أبو حنيفة إلى جريان التعادل بين قطعيين.
87
وإن قل ع جمتهد قوالن متعاقبان فاملتأخر قوله ،وإال فما ذكر فيه املشعر برتجيحه وإال فهو
مرتدد ،ووقع للشافع يف بضعة عشر مكا ا ،ورو دليل علو شأ ه علما ودينا.
تعاقب قولني عن اجملتهد )2
✓ وقد وقع مثل ذلك لإلمام الشافعي يف بضعة عشر مكاان ،قيل :ستة عشر ،وقيل :سبعة عشر .وذلك دليل على علو
شأنه علما ودينا ،ألن تردده مل حيصل إال بعد إمعان النظر الدقيق ،فتحرج رضي هللا عنه أن يقول قوال مل يَتَ يَ ق ْنهُ ،أو
يرتجح عنده.
➢ إضافة:
• وأبن املواضع سبعة عشر موضعا جزم الشيخ أبو إسحاق الشريازي يف اللمع ،واإلمام الرازي يف احملصول،
واإلمام اآلمدي يف اإلحكام ،واإلسنوي يف هناية السول.
• وجعلها إمام احلرمني مثانية عشر موضعا ،فقال يف الربهان" :والشافعي بعد ما رد َد األقوال استقر رأيه على
قول واحد يف ُجل ِة املسائل ،ومل َ
يبق على الرتدد إال يف مثاين عشر صورة ،فليس هو كثري الرتدد".
• ونقل احمللي يف شرحه :أن القاضي أاب حامد املروزي الشافعي تردد فيه أيضا.
88
ثم قال الشيخ أبو حامد :خمالف أب حنيفة منهما أرج م موافقه ،وعكا
القفال ،واألص الرتجي بالنظر ،فإن وقف فالوقف ،وإن مل يعرف للمجتهد قول
)3ما خالف فيه الشافعي أاب حنيفة
يف مسألة لك يف ظريرا فهو قوله املخرج فيها على األص ،و األص ال ينس
)4قول اجملتهد يف نظري املسألة إليه مطلقا بل مقيدا ،وم معارضة ص آخر للنظري تنشأ الطرق.
)5نشأة الطرق يف املذهب
ض ِبطوا بالزمن ،وهم من األربع مئة ،ومن عداهم ال يسمون بالمتقدمين وال بالمتأخرين.
6المراد باألصحاب المتقدمين :هم أصحاب األوجه غالبا ،و ُ
7ينظر في قضية التخريج عند أصحاب الوجوه :المذهب الشافعي ،دراسة عن أهم مصطلحاته ،محمد طارق مغربية ،222 :وما بعدها.
89
أبن ينص اجملتهد يف مسألة نصا ،وينص فيما يشبهها نصا آخر خمالفا لألول ،فيختلف أصحابه يف املسألتني،
oفمنهم من يقرر النصني فيهما ويفرق بينهما.
نص كل منهما يف األخرى ،فيحكي يف كل واحدة قولني :أحدمها منصوص والثاين oومنهم من ِ
ُيرج َ
خمرج .وعلى هذا فتارة يرجح يف كل منهما نصها ،ويفرق بينهما ،واترة يرجح يف واحدة نصها ،ويف
األخرى املخرج.
والرتجي تقوية أحد الطريقني ،والعمل بالراج واج ،وقال القاض :إال ما رج انا إذ ال
ترجي بظ عنده ،وقال البصري :إن رج أحدرما بالظ فالتخيري ،وال ترجي يف
تعريف الرتجيح )6
القطعيال لعد التعارض ،واملتأخر اسخ وإن قل املتأخر باآلحاد عمل به ألن دوامه
حكم العمل ِبقتضى الراجح )7 مظنون ،واألص الرتجي بكثرة األدلة والرواة ،وأن العمل باملتعارضني ولو م وجه أوىل
العمل ابملتعارضني )8 م إلغا أحدرما ولو سنة قابلها كتاب ،وال يقد الكتاب على السنة وال السنة عليه خالفا
تعذر اجلمع بني املتعارضني )9 ل اعميهما ،فإن تعذر وعلم املتأخر فناسخ ،وإال رجع إىل غريرما ،وإن تقار ا فالتخيري إن تعذر
المع والرتجي وإن جهل التاريخ وأمك النسخ رجع اىل غريرما ،وإال خيري الناار إن تعذر
المع والرتجي ،فإن كان أحدرما أعم فكما سبق.
❖ -6تعريف الرتجيح:
-الرتجيح يف اللغة :جعل الشيء راجحا.
-ويف االصطالح :تقويةُ أحد الدليلني بوجه من وجوه الرتجيح اليت ستأيت.
-وقد سبق أن العمل ابلراجح واجب ،ولكن لو أمكن العمل هبما ،ولو من وجه فذلك أوىل من إلغاء أحدمها.
"أميا إِهاب ُدبِ َغ فقد ُ
طهر" ،مع حديث أيب داود والرتمذي" :ال تنتفعوا من امليتة إبهاب ✓ مثال ذلك :حديث الرتمذيُّ :
صب" .فهذا شامل للمدبوغ وغريه ،فجمعوا بينهما حبمل الثاين على غري املدبوغ ،مجعا بني الدليلني .واحلديث
وال َع َ
اإلهاب فقد طهر".
ُ األول رواه مسلم أيضا بلفظ" :إذا ُدبغ
✓ اخلالصة:
-إذا تعارض دليالن ،وتعذر العمل بكل منهما ابجلمع ،أو أبحدمها ابلرتجيح ،فله أربع حاالت:
الرابعة: الثالثة: الثانية: األوىل:
أن ُْجي َه َل التاريخ، أن يُعلَم التاريخ،
أن ُجيهل التاريخ ،ومل ميكن النسخ أن يُعلَم التاريخ ويكون دليالن
وأمكن النسخ بينهما، ويكون أحدمها
بينهما متقاربني يف الورود:
فَرتك دليالن إىل غريمها متأخرا عن اآلخر،
فقال املالكية ويرتكهما فيتخري اجملتهد يف العمل فاملتأخر انسخ
وقال الشافعية:
واحلنفية: إىل غريمها واإلفتاء أبيهما شاء للمتقدم
يتخري ابلعمل ابالتفاق
يرتكهما إىل عند عند املالكية،
واإلفتاء أبيهما ابالتفاق
غريمها احلنفية والشافعية ،واحلنابلة
شاء
92
مسألة :يرج بعلو اإلسناد وفقه الراوي ولغته وحنوه وورعه وضبطه وفطنته ،ولو روى املرجوا
باللفظ ويقظته وعد بدعته وشهرة عدالته وكو ه م كى باالختبار أو أكثر م كني ومعروف
)10املرجحات قيل ومشهورة وصري الت كية على احلكم بشهادته والعمل بروايته وحفظ املروي، النس
وذكر السب ،والتعويل على احلفظ دون الكتابة ،واهور طريق روايته ،ومساعه م غري
حجاب ،وكو ه م أكابر الصحابة ،وذكرا خالفا لأستاذ ،وثالثها يف غري أحكا النسا ،وحرا
ومتأخر اإلسال ،وقيل متقدمه ،ومتحمال بعد التكليف ،وغري مدلا ،وغري ذي امسني،
الواقعة ،وراويا باللفظ ومل ينكره راوي األصل ،وكو ه يف الصحيحني. ومباشرا ،وصاح
❖ -10املرجحات:
كقياس ْني ،وبني منقول ومعقول كنص وقياس. منقولني كنَص ْ ِ
ني ،وبني معقولني َ ْ -املرجحات كثرية جدا ،وتكون بني
-ويقع الرتجيح يف السند ،واملنت ،واملدلول ،وما ينضم إىل ذلك من خارج.
وما من وما يف وما يف وما يف وما يف وما يف وما يف السند
وما يف املنت:
اخلارج: املدلول: املروي عنه: املروي: الرواية: الراوي: يكون:
بتقدمي ِ
مفهوم كرتجيح ما مل يكون بكثرة يف الراوي،
كتقدمي ما
كتقدمي احلظر املوافقة على ينكره راوي ككونه كالتواتر، الرواة ،وفقه والرواية،
يوافق دليال
على اإلابحة مفهوم ابلسماع مثال .األصل على ما وغريه. الراوي ،وغري واملروي،
آخر.
املخالفة. أنكره. ذلك. واملروي عنه.
93
)6اخلرب الذي حيفظه راويه على ما اعتمد فيه على الكتابة( .اجلمهور)
)7اخلرب الذي طريق روايته ظاهرة كالسماع ،فإنه يقدم على ما كان ابإلجازة مثال.
)8خرب من روى من غري حجاب بينه وبني شيخه ،لبعده عن االشتباه( .اجلمهور إال احلنفية)
)9خرب أكابر الصحابة ،ملالزمتهم النيب ﷺ( .اجلمهور إال احلنفية)
)10خرب الذكر على خرب األنثى ،ألن الذكر أضبط غالبا (وبه قال املصنف وتبعه الشارح احمللي).
• وقال األستاذ أبو إسحاق اإلسفرايين :ال تَ َر ُّج َح بذلك (واختاره الزركشي أيضا).
• والقول الثالث :يرجح خرب الذكور إال ما كان يف أحوال النساء فإهنن أعرف بذلك (قال به
احلنفية).
)11رواية احلر على رواية الرقيق ،الحرتاز احلر مما قد ال حيرتز منه الرقيق (وبه قال املصنف وتبعه الشارح
احمللي).
)12من أتخر إسالمه ،لظهور أتخر خربه (اجلمهور)
• وقيل :يقدم السابق يف اإلسالم ،ألنه أشد حترزا يف الغالب ممن أتخر إسالمه (نقله املصنف يف
رفع احلاجب)
)13رواية من حتملها بعد البلوغ على من حتملها قبله ،ألن األوىل يقل احتمال الغلط فيها ابلنسبة إىل
الثانية( .اجلمهور)
)14رواية غري املدلس على رواية املدلس ،ألن الوثوق ابألوىل أكثر( .الشافعية)
)15رواية من كان له اسم واحد على من كان له امسان فأكثر ،الحتمال االشتباه يف الثانية( .الشافعية)
)16رواية من كان مباشرا ملا رواه (اجلمهور) ،أو صاحب الواقعة اليت ورد فيها اخلرب (اجلمهور) ،فإنه
أعرف هبا من غريه.
)17اخلرب املروي ابللفظ على املروي ابملعىن ،لسالمة األوىل من احتمال اخللل .إال إذا كان الراوي أفقه
أو أفطن ،أو أورع ،كما تقدم( .املالكية والشافعية)
)18رواية من مل ينكر شيخه الرواية عنه ،ألن الظن بصحتها أقوى مما أنكرها( .اجلمهور)
)19اخلرب الوارد يف الصحيحني البخاري ومسلم ،أو يف أحدمها ،على ما ورد يف غريمها ،ألن األمة
تلقتهما ابلقبول سلفا وخلفا( .اجلمهور خالفا للحنفية)
94
واملشعر والقول فالفعل فالتقرير فالفصي ال ئااد الفصاحة على األص واملشتمل على ئيادة والوارد بلغة قريش واملد
وما فيه تهديد بعلو شان النيب ﷺ ،واملذكور فيه احلكم مع العلة ،واملتقد يف ذكر العلة على احلكم ،وعكا النقشوا
أو تأكيد.
)1يُقدم اخلرب الناقل لقول النيب ﷺ على الناقل لفعله ،والناقل لفعله على الناقل لتقريره ،ألن القول أقوى داللة من
الفعل ،والفعل أقوى داللة من التقرير.
)2يقدم اخلرب الفصيح على غري الفصيح ،ألن هذا حيتمل أن يكون مرواي ابملعىن (اجلمهور إال احلنفية) ،أما زائد الفصاحة
فال يقدم على الفصيح ،ألن النيب ﷺ قد ُياطب من ال يفهم الزائد يف الفصاحة( .اجلمهور إال احلنفية).
• وقيل :يقدم األفصح على الفصيح ،ألن النيب ﷺ أفصح العرب ،فيبعد نطقه بغري األفصح ،فيكون مرواي
ابملعىن ،فيتطرق إليه اخللل.
✓ وردهُ العلماء أبنه ال بعد يف نطق ا لنيب ﷺ بغري األفصح ،ال سيما إذا خاطب به من ال يعرف غريه ،وقد كان عليه
الصالة والسالم ُياطب العرب بلغاهتم.
)3يقدم ما ورد بلغة قريش ،ألهنا لغة النيب ﷺ( .نقله الزركشي يف التشنيف)
)4يقدم اخلرب املدين على املكي ،لورود األول متأخرا( .نقله الزركشي)
)5يقدم املشتمل على زايدة على ما مل يشتمل عليها ،ملا يف األول من زايدة علم( .املالكية ،والشافعية)
)6يقدم اخلرب املُ ْشعِ ُر بعلو شأن النيب ﷺ ،لتأخره عما ال يُشعر بذلك ،وألن النيب ﷺ مل يزل ابزدايد.
)7يقدم املشتمل على احلكم والعلة على ما فيه احلكم فقط.
✓ مثلوا لذلك حبديث البخاري" :من بدل دينه فاقتلوه" ،وحديث الصحيحني" :أنه ﷺ هنى عن قتل النساء
والصبيان" .فقد اشتمل األول على احلكم ،وهو :القتل ،والعلى :وهي الردة .واشتمل الثاين على احلكم فقط وهو
النهي عن القتل.
➢ وإذا تعارض خربان يف كل واحد منهما حكم وعلة ،فالراجح ما تقدمت فيه العلة ،ألنه ُّ
أدل على ارتباطهما.
ت النفس إىل العلة. • وقال النقشواين :الراجح ما تقدم فيه احلكم ،ألن احلكم إذا ذُكِر تَ َ
شوقَ ِ
)8ويقدم اخلرب املشتمل على هتديد ،أو أتكيد ،على ما مل يشتمل على ذلك ،ألن املشتمل يدل على اهتمام الشارع به.
95
والعا الشرط على النكرة املنفية على األص ور على الباق إال يف السب وما كان عموما مطلقا على ذي السب
والمع املعرف على ما وم والكل على النا املعرف الحتمال العهد قالوا وما مل خيص .وعندي عكسه ،واألقل يصيصا،
96
واالقتضا على اإلشارة و اإلميا ،ويرجحان على املفهومني ،واملوافقة على املخالفة ،وقيل
)1يقدم ما دل ابالقتضاء على ما دل ابإلشارة أو اإلمياء (اجلمهور إال احلنفية) ،ألن املدلول عليه ابالقتضاء يتوقف
صد ُق الكالم ،أو صحته ،خبالف ما بعده ،فإن املدلول ابإلشارة غري مقصود ،وال يتوقف عليه الكالم، عليه ِ
واملدلول ابإلمياء مقصود ،لكنه ال يتوقف عليه ما تقدم.
)2ويُ َرج ُح ما دل ابإلشارة ،أو اإلمياء ،على ما دل ابملفهوم موافقة أو خمالفة (اجلمهور إال احلنفية) ،ألن الداللة ابإلشارة
واإلمياء يف حمل النُّطق ،خبالف املفهومني.
)3ويرجح ما دل ابملوافقة على ما دل ابملخالفة ،لالختالف يف حجية الثاين( .اجلمهور إال احلنفية)
• وقيل :يرجح ما دل ابملخالفة ،ألنه يفيد أتسيسا( .اختاره صفي الدين اهلندي من الشافعية)
على النايف ،وثالثها سوا ،ورابعها إال يف الطالق والعتاق ،والنه على األمر ،واألمر على اإلباحة ،واخل على األمر والنه واملثب
وخ احلظر على اإلباحة .وثالثها سوا ،والوجوب والكرارة على الندب ،والندب على املباا يف األص ،و ايف احلد خالفا لقو .
)1يرجح اخلرب املثبت لشيء على اخلرب النايف له ،الشتمال املثبت على زايدة علم( .اجلمهور إال احلنفية)
• وقيل ابلعكس ،ألن النايف اعتضد ابألصل( .احلنفية)
• والقول الثالث :مها سواء ،لتساوي مرجحيهما( .القاضي عبد اجلبار من املعتزلة)
• والقول الرابع :إال يف الطالق والعتاق ،فريجح النايف هلما ،ألن األصل عدمهما.
ِ
"واملوجب للطالق والعتاق ،ملوافقة النفي" .قال العضد يف الشرح" :يقدم املوجب وقال ابن احلاجب يف املختصر:
والرقِية".
عدم الزوجيةِ ،
عدمهما ،ألنه مؤي ٌد ابألصل ،إذ األصل ُ
للطالق والعتق على ما يوجب َ
97
)2يقدم ما دل على هني على ما دل على أمر ،ألن األول لدفع املفسدة ،والثاين جللب املصلحة ،واعتناءُ العقالء
ابألول أشد( .اجلمهور إال احلنفية)
حمظور
ٌ )3يقدم ما دل على أمر على ما دل على إابحة (اجلمهور إال احلنفية) ،لالحتياط يف الطلب ،وألن ترك األمر
خبالف ترك املباح.
)4يقدم اخلرب املتضمن تكليفا على ما تضمن ذلك بصيغة أمر أو هني (الشافعية واحلنابلة) ،ألن التعبري عن الطلب
بصورة اخلرب يدل على أمهيته.
)5يقدم اخلرب الدال على حظر على ما دل على إابحة ،لالحتياط يف االمتناع ،كما يف تقدمي األمر على اإلابحة
لالحتياط يف االمتثال( .اجلمهور إال احلنفية)
• وقيل :ابلعكس.
• وقيل :مها سواء( .وبه قال أبو هاشم اجلبائي من املعتزلة ،وعيسى بن اابن من احلنفية ،والغزايل من الشافعية)
)6يقدم ما دل على وجوب أو كراهة ،على ما دل على ندب ،لالحتياط يف امتثال الواجب ،ولدفع اللوم يف اجتناب
املكروه( .اجلمهور)
)7يقدم ما دل على ندب على ما دل على إابحة ،لالحتياط( .اجلمهور إال املالكية)
• وقيل :ابلعكس ،ألن املباح مواف ٌق لألصل يف عدم الطلب.
)8يقدم اخلرب النايف لوجوب ِ
احلد على اخلرب املُثبت له ،ألن درء احلدود ابلشبهات مأمور به (اجلمهور إال املالكية)،
وألن فيه تيسريا وهو مطلوب.
• وخالف املتكلمون يف ذلك فقالوا :يرجح املثبت للحد على النايف له ،ألن املثبت يفيد أتسيسا ،خبالف
النايف.
• وهناك مذهب اثلث ،وهو التسوية بينهما( .اختاره مجاعة من الشافعية منهم الغزايل ،ومجاعة من احلنابلة،
ومجاعة من املعتزلة منهم القاضي عبد اجلبار)
98
واملعقول معناه ،والوضع على التكليف يف األص ،واملوافق دليال آخر وكذا مرسال ،أو صحابيا ،أو أرل املدينة ،أو
األكثر يف األص ،وثالثها يف موافق الصحاب إن كان حيث مي ه النص ،ك يد يف الفرااض ،و رابعها إن كان أحد
الشيخني مطلقا ،وقيل إال أن خيالفهما معاذ يف احلالل واحلرا ،أو ئيد يف الفرااض وحنورما .قال الشافع :وموافق ئيد
يف الفرااض ،فمعاذٍ فعل ٍ ومعاذٍ يف أحكا غري الفرااض فعل ٍّ.
)1يرجح اخلرب املعقول معناه على غريه (الشافعية) ،ألن املعقول معناه أدعى إىل االنقياد ،وأفْ يَ ُد إلمكان القياس عليه.
خرب آخر على
ط لكذا ،ويدل ٌ
)2األصح ترجيح الوضعي على التكليفي (الشافعية) ،كأن يدل خربٌ على أن شيئا شر ٌ
النهي عن فعل ذلك الشيء مثال.
• وقيل :يرجح التكليفي (احلنفية واملالكية) ،لرتتب الثواب عليه دون الوضعي.
)3يرجح ما وافق دليال آخر على ما مل يكن كذلك (اجلمهور إال احلنفية) ،ألن الظن ابألول أقوى .وسبق الرتجيح بكثرة
األدلة.
)4األصح ترجيح ما وافق خربا مرسال أو قول صحايب (الزركشي يف التشنيف) ،أو عمل أهل املدينة (اجلمهور خالفا
للحنفية) ،أو أكثر العلماء (الشافعية واحلنابلة) ،لقوة الظن يف ما ذُكر.
• وقيل :ال ترجيح بذلك ،ألهنا ليست حججا.
• والقول الثالث :يُ َرج ُح ما وافق صحابيا َمي َزهُ النص بباب من أبواب الفقه ،كزيد يف الفرائض ،ومعاذ ابحلالل
واحلرام ،وعلي ابلقضاء( .ذكر الزركشي أن إمام احلرمني نسبه إىل اإلمام الشافعي)
• والقول الرابع :يرجح ما وافق أحد الشيخني :أيب بكر وعمر ،مطلقا ،أي :يف مجيع أبواب الفقه( .قال به أبو
أيوب السختياين ،وابن النجار احلنبلي)
• وقيل :إال إذا خالفهما معاذ يف احلالل واحلرام ،وزيد يف الفرائض ،وعلي يف القضاء ،ألن هؤالء ميزهم النص
ِبعرفة هذه األبواب.
فعلي ،رضوان هللا عليهم أمجعني.
• وقال اإلمام الشافعي :يرجح زيد يف الفرائض .أما يف غريها فريجح معاذُّ ،
99
واإلمجاع على النص ،وإمجاع الصحابة على غريرم ،وإمجاع الكل على ما خالف فيه العوا ،واملنقرض
عصره ،وما مل يسبق خبالف على غريرما ،وقيل املسبوق أقوى ،وقيل سوا ،
)1يرجح الثابت ابإلمجاع على الثابت ابلنص (اجلمهور) ،ألن النص حيتمل النسخ خبالف اإلمجاع.
أعدل ،وأعلم ابلدين( .الشافعية واحلنابلة)
)2يرجح إمجاع الصحابة على غريهم ،ألن الصحابة ُ
)3يرجح إمجاع الكل الشامل للعوام على ما خالف فيه العوام ،لضعف الثاين ابالختالف يف حجيته( .الشافعية
واحلنابلة)
)4يرجح اإلمجاع الذي انقرض عصره ،واإلمجاع الذي مل يسبقه خالف ،على مقابلهما (الشافعية واحلنابلة) ،ألن ما مل
ينقرض عصره وما سبقه خالف خمتلف يف حجيتهما.
• وقيل :املسبوق خبالف أقوى ملا فيه من زايدة االطالع على املأخذ.
• وقيل :مها سواء.
واألص تساوي املتواتري م كتاب وسنة ،وثالثها تقد السنة لقوله" :لتبني"،
)1يرجح الثابت األصح تساوي املتواترين من كتاب وسنة (الشافعية واحلنابلة) ،فال يرجح أحدمها على اآلخر.
واملقصود املتواتران اللذان داللتهما ظنية ،أما إذا كانت داللتهما قطعية فال ميكن التعارض بينهما.
• وقيل :يقدم الكتاب على السنة املتواترة.
• وقيل :تقدم السنة ألهنا مبيِنة للكتاب (احلنفية) ،قال هللا تعاىل" :لتبني للناس ما نزل إليهم"[ .النحل]44:
100
،أي فرعه م جنا أصله ،والقطع بالعلة أو الظ األغل ، بقوة دليل حكم األصل ،وكو ه على سن القيا ويرج القيا
،ألن احلكم باحلكم أشبه، وكون مسلكها أقوى ،وذال أصلني على ذال أصل ،وقيل ال ،و ذاتية على حكمية ،وعكا السمعا
وكو ها أقل أوصافا ،وقيل عكسه ،واملقتضية احتياطا يف الفرض وعامة األصل ،واملتفق على تعليل أصلها واملوافقة األصول
على موافقة أصل واحد ،قيل واملوافقة علة أخرى إن جوئ علتان،
قياس على قياس بقوة دليل حكم األصل أي املقيس عليه ،لقوة األصل بقوة الدليل .فيقدم ما دل ابملنطوق
)1يرج ُح ٌ
مثال على ما دل ابملفهوم( .اجلمهور إال احلنفية)
)2يرجح القياس اجلاري على سننه ،أبن كان فرعه من جنس أصله (اجلمهور إال احلنفية) ،فقياس ْأر ِ
ش ما دون املوضحة
على املوضحة مقدم على قياس أرشها بغرامات األموال.
العظم ،فهي موضحة.
َ أوضحت الشجة ابلرأس :إذا كش َفت
ْ تكشف العظم ،يقال:
ُ ✓ واملوضحة :هي جنايةٌ على الرأس
وال قصاص يف شيء من الشجاج إال يف املوضحة ،بل فيها األرض]
)3يرجح ما قطع بوجود العلة فيه ،وكذا ما غلب الظن بوجودها ،على ما مل يكن كذلك( .اجلمهور إال احلنفية)
)4يرجح ما كان مسلك العلة فيه أقوى (اجلمهور إال احلنفية) ،وقد سبق بيان مسالكها.
)5يرجح ما كانت علته ذات أصلني على ما كانت ذات أصل واحد.
✓ مثاله :قياس العارية يف الضمان على ابب السوم والغصب ،جبامع األخذ لغرض النفس ،يرج ُح على قياسها على
الذي علتُه األخذ للتملك ،فال ضمان.
)6يرجح ما كانت علته ذاتية ،كاإلسكار يف اخلمر ،على ما كانت علته حكمية كالنجاسة.
• وقال السمعاين :ترجيح احلكمية ،ألن احلكم ابحلكم أشبه.
)7يرجح ما كانت علته أقل أوصافا ،ألن االعرتاض عليها أقل (الشافعية).
• وقيل :ابلعكس ،ألن األكثر أكثر شبها.
)8يرجح ما كانت علته تقتضي احتياطا يف الفرض على ما كانت ال تقتضيه (الشافعية).
✓ مثاله :تعليل نقض الوضوء ِبالمسة النساء بشهوة ودوهنا ،فإنه أحوط من تعليله ابملالمسة بشهوة ،ألن األول فيه
احتياط للفرض كالصالة.
)9يرجح ما كانت علته عامة األصل ،أبن توجد يف أكثر اجلزئيات ،ألهنا أكثر فائدة مما ال تَعُ ُّم.
✓ كالتعليل ابلطعم يف الربوايت ،فإنه يشمل القليل والكثري خبالف التعليل ابلكيل.
يرجح ما اتفق على تعليل األصل فيه على ما اختلف يف تعليله. )10
يرجح ما كانت علته موافقة ألكثر من أصل على ما اختلف يف تعليله. )11
101
يرجح ما كانت علته موافقة ألكثر من أصل على املوافقة ألصل واحد ،لقوة األوىل بكثرة ما يؤيدها. )12
✓ مثاله :مسح الرأس يف الوضوء ،فالقائلون أبنه ال يسن تثليثه قاسوه على التيمم ومسح اخلف ،والقائلون ابلتثليث
قاسوه على غسل األعضاء.
• وقيل :يرجح ما كانت علته موافقة لعلة أخرى ،بناء على جتويز علتني.
• وقيل :ال ترجح بذلك ،وهي كاخلالف يف الرتجيح بكثرة األدلة.
علته باإلمجاع ،فالنص ،القطعيني فالظنيني ،فاإلميا ،فالس ،فاملناسبة ،فالشبه ،فالدوران ،وقيل النص ،فاإلمجاع، وما ثبت
عليه إن قبل ،وعكا األستاذ، املعنى على الداللة ،وغري املرك وقيل الدوران ،فاملناسبة ،وما قبلها وما بعدرا ،وقيا
والوصف احلقيق فالعريف فالشرع الوجودي فالعدم البسيط فاملرك .
)1يرجح القياس الذي ثبتت علته ابإلمجاع القطعي ،فبالنص القطعي ،فباإلمجاع الظن ،فبالنص الظن.
ِ
فالشبه (اجلمهور إال املالكية)، ِ
فاملناسبة (اجلمهور إال املالكية)، يلي ذلك ما ثبت ابإلمياء ،فالس ِرب (اجلمهور)،
فالدوران.
• وقيل :يقدم ما ثبت ابلنص على ما ثبت ابإلمجاع( .وبه قال األرموي والبيضاوي)
ِ
فالشبه( .عزاه الزركشي إىل بعض ِ
فاإلمياء ،فالسرب، • وقيل :يقدم ما كان ابلدوران على ما كان ابملناسبة،
ضع َفه)
األصوليني ،و َ
✓ وهذا الرتتيب مفهوم من العطف ابلفاء.
)2يرجح قياس املعىن على قياس الداللة ،الشتمال األول على املعىن املناسب ،خبالف الثاين املشتمل على مالزمه.
)3يرجح القياس غري املركب على املركب ،لضعف املركب ابالختالف يف قبوله.
• وعكس األستاذ االسفرايين :فرجح املركب على غريه.
)4يرجح ما كان الوصف الوجودي فيه حقيقيا (اجلمهور إال احلنفية) ،مث ما كان عرفيا (الشافعية ،وقال احلنفية بعكسه)،
مث ما كان شرعيا.
يلي ذلك الوصف العدمي البسيط ،يليه العدمي املركب ،لضعف العدمي ابلنسبة إىل الوجودي ،واملركب ابلنسبة إىل
البسيط للخالف فيهما.
102
والباعثة على األمارة واملطردة املنعكسة ثم املطردة فقط على املنعكسة فقط ،ويف املعتدية والقاصرة أقوال ثالثها
)1يرجح ما كانت علته ابعثة على ما كانت أمارة (اجلمهور إال احلنفية) ،ألن األوىل مناسبتها ظاهرة خبالف الثانية.
)2يرجح ما كانت علته مطردة منعكسة على املطردة فقط (اجلمهور إال احلنفية) ،مث املطردة فقط على املنعكسة فقط
(اجلمهور إال احلنفية) ،ألن ضعف املنعكسة بعدم االطراد أشد من املطردة فقط.
)3عند تعارض املتعدية والقاصرة ،فهناك أقوال:
• أحدها :ترجيح املتعدية( .اجلمهور إال احلنفية)
• الثاين :ترجيح القاصرة( .الغزايل ،االسفرايين)
• الثالث :مها سواء (أبو بكر الباقالين) ،لتساويهما فيما تنفرد به كل واحدة منهما ،وهو اإلحلاق يف املتعدية،
وقلة اخلطأ يف القاصرة.
)4عند تعارض املتعديتني:
• قيلَ :ترج ُح ما كانت أكثر فروعا( .املالكية والشافعية واحلنابلة خالفا للغزايل)
• وقيل :ابلعكس.
واألعرف م احلدود السمعية على األخفى ،والذات على العرض ،والصري واألعم وموافقة قل السمع واللغة
ورجحان طريق اكتسابه ،واملرجحال ال تنحصر ومثاررا غلبة الظ ،وسبق كثري فلم عده.
واملرجحات كثرية جدا ،والعمدة فيها غلبةُ الظن ابلرجحان ،وقد سبق كثري منها ،فال حاجة إىل إعادته ،ومن ذلك:
ت قدمي بعض مفاهيم املخالفة على بعض ،وبعض ما ُيل ابلفهم كاإلضمار ،واجملاز ،واالشرتاك .وتقدمي املعىن الشرعي
على العريف ،والعريف على اللغوي ،إىل غري ذلك.
وصلى هللا وسلم وابرك على سيدان حممد وعلى آله وصحبه أمجعني.
104