You are on page 1of 40

‫األولى في تح ّوالت البنية الداخلية‬

‫ْ‬
‫دراسة في شرح الشافية لرضي الدين األستراباذي‬

‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫كلية اآلداب ‪ /‬جامعة البصرة‬
‫قبول نشر ‪14/6/2018 :‬‬ ‫أستالم البحث‪10/4/2017 :‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫يع ُّد ْ‬
‫اَألولى من األدل ة النحوي ة الملحق ة باألص ول النحوي ة ‪ ,‬وق د ألحق ه أب و البرك ات األنب اري (‬
‫األولى فهو أن يبين في الفرع المعنى الذي تعلق به‬ ‫وحده بقوله " ‪:‬أما االستدالل ْ‬ ‫‪ 577‬ه) بالقياس (‪َّ , )1‬‬
‫الحكم في األصل وزيادة " (‪ , )2‬ومثَّل له ‪ :‬بأن األسماء تبنى إذا تضمنت معنى حرف منطوق به ‪ ,‬فلئن‬
‫اَألولى‬
‫تبنى أسماء اإلشارة و(ما التعجبية ) لتضمنهما معنى حرف غير منطوق به كان ذلك من طريق ْ‬
‫(‪ .)3‬فق د اش ترك اس م اإلش ارة م ع األس ماء المبني ة بتض منهم مع نى الح رف ‪ ,‬وق د زاد اس م اإلش ارة على‬
‫َان من خالل‬
‫األسماء المبنية بأنه نائب عن اسم غير منطوق به ‪ ,‬فاستحق األولوية بهذه الزيادة ‪ .‬فقد ب َ‬
‫اَألولى استدالل لفظي قائم على حمل الفرع على األصل‪ ,‬إذا تضمن الفرع المعنى‬‫تمثيل األنباري أن ْ‬
‫اَألولى ال يقف عند ِّ‬
‫حد الفرع واألصل ‪ ,‬بل‬ ‫الموجود في األصل وزيادة ‪ .‬غير أن تمثيله يكشف لنا أن ْ‬
‫يتجاوز ذلك ‪ ,‬فيكون بين طرفين يشتركان في ظاهرة ما ‪ ,‬ويزيد أحدهما على اآلخر بزيادة تقضي له‬
‫لَألولى من خالل ممارسته له ذا‬
‫قرأت استعمال الرضي ْ‬
‫األولوية بذلك الحكم الموجود في األول ‪.‬وقد است ُ‬
‫الدليل ‪ .‬فبَدا لي أنه على اآلتي ‪ :‬هو حكم ناشئ عن استدالل لفظي بين طرفين يشتركان في ظاهرة‬
‫ما ‪ ,‬ثبتت ألحدهما مع وجودها في الطرف اآلخر وزيادة ‪ ,‬إلثبات الحكم للطرف الثاني عند ثبوتها في‬
‫الط رف األول ‪ ,‬أو إلزال ة الحكم عن الط رف الث اني عن د ع دم وجوده ا في الط رف األول ‪ .‬وحنيئ ٍذ‬
‫يكون وجودها في الثاني أو عدمه َْأولى من األول بفعل تلك الزيادة ‪.‬‬
‫وقلنا في التعريف ‪ :‬إنه حكم ‪ ,‬ألنه إسناد شيء إلى شيء‪ ,‬والحكم ‪ :‬إسناد أمر إلى آخر إيجاب اً أو‬
‫سلباً (‪ .)4‬منشأ هذا الحكم اللفظ ‪ .‬وقلنا ‪ :‬بين طرفين ‪ ,‬ولم نقل بين أصل وفرع ‪ ,‬كما فعل األنباري في‬
‫ح ِّده ؛ ألنن ا وج دنا طرفي ه ق د يكون ا أص ل وف رع ‪ ,‬وق د ال يكون ا ك ذلك ‪ ,‬فمث ال م ا ك ان طرف اه أص ل‬
‫وف رع ‪ ,‬ق ول الرض ي ‪" :‬ف إذا نقلت الحرك ات إلى م ا قب ل ال واو والي اء نظ ر ‪ :‬ف إن ك انت الحرك ة فتح ة‬
‫قلبت ال واو والي اء ألف اً ‪ ,‬ألن ه إذا أمكن إعالل الف رع بين م ا أع ل ب ه األص ل فه و َْأولى" ‪ .‬وقلن ا إلثب ات‬
‫الحكم إلى اآلخر ‪ ..‬أو لنفيه عن اآلخر ‪ ,‬لأنه قد يكون إلثبات الحكم وقد يكون لنفيه ‪ ,‬ومثال ما كان‬

‫المجلد الواحد‬ ‫‪11‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬


‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬

‫المجلد الثامن العدد الثالث والرابع ‪2005‬‬ ‫‪3‬‬


‫مجلة القادسية للعلوم األنمسانية‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫"إنم ا قلبت ال واو الم ذكورة ي اء لوقوعه ا موض عاً يلي ق ب ه الخف ة؛‬
‫اَألولى لنفي الحكم ‪ ,‬ق ول الرض ي ‪ّ :‬‬
‫ْ‬
‫لكونها رابعة ومتطرفة وتع ّذر غاية التخفيف‪ ،‬أعني قلبها ألفا لسكونها لفظ اً أو تقديراً كما ذكرنا‪ ،‬فقلبت‬
‫إلى ح رف أخ ف من ال واو‪ ،‬وه و الي اء‪ ،‬وقي ل‪ّ :‬إنم ا قلبت ال واو الم ذكورة ي اء النقالبه ا ي اء في بعض‬
‫ُأغ ري وُأغ ازي‪ ...‬ول و ك ان قلب ال واو ي اء في‬
‫إن مض ارعها‪ْ :‬‬ ‫ت‪ ،‬ف ّ‬‫ت وغ َاز ْي ُ‬
‫التص ريفات‪ ،‬نح و‪ :‬أغ َر ْي ُ‬
‫المضارع يوجب قلبها في الماضي ياء لكان قلبها ياء في نفس الماضي ْأولى باإليجاب‪ ،‬فكان ينبغي أن‬
‫‪.‬‬
‫ت‪ ،‬لقولهم ُغزي‪ ،‬وأيضاً المضارع فرع الماضي لفظاً فكيف انعكس األمر؟"‬
‫يقال‪َ :‬غَز ْي ُ‬
‫وخصصت تحوالت البنية الداخلية من بين الظواهر‬
‫ُ‬ ‫اَألولى ‪,‬‬
‫اتخذت الصرف ميداناً لدراسة ْ‬‫ُ‬ ‫وقد‬
‫الصرفية لتكون مجاالً لتطبيق هذا الدليل واستجالء حقيقته عند الرضي األستراباذي‪.‬‬

‫تحوالت وسط البنية‪:‬‬


‫األولى في ّ‬
‫أوالً‪ْ :‬‬
‫عينا والماً في كلمة واحدة‪:‬‬
‫‪ -1‬توالي صوتي علّة ً‬
‫إذا توالى صوتا علّة عيناً والماً لكلمة واحدة‪ ،‬سواء أكانا واوين أم ياءين‪ ،‬أم واواً وياء‪ ،‬فالقياس‬
‫ألنها مح ّل التغيير‪ ،‬وفقاً للقاعدة الصرفية في ما اعتلت عينه والمه أن‬
‫في جميع ذلك إعالل الالم؛ ّ‬
‫وصحت العين؛ إال‬
‫ّ‬ ‫فإن أصلها (حيي)؛ فاعتلّت الالم بقلبها ِألفا‪،‬‬ ‫تصحَ العين وتُ َّ‬
‫عل الالم‪ ،‬نحو‪( :‬حياة)‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫مما عينه والمه صوت علّة؛ فُأعلّت العين فيهما‪ ،‬منها‪( :‬غاية‪ ،‬وثاية‪،‬‬ ‫ّأنه قد وردت بعض األسماء ّ‬
‫أصل (غاية)‪( :‬غوي)‪ُ ،‬قلبت الواو ِألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها‪ ،‬وهي عين الكلمة‪ ،‬وقد‬ ‫َ‬ ‫فإن‬
‫وآية)‪ّ ،‬‬
‫وصف النحويون هذا اإلعالل بالشذوذ‪ ،‬إذ القياس في مثله إعالل الياء (الم الكلمة)(‪.)5‬‬
‫وآية وثَاية‪ ،‬والقياس‬
‫وراي‪َ ،‬‬
‫ور َاية َ‬
‫وغاي‪َ ،‬‬‫ون َواة‪ ،‬وش ّذ َغ َاية َ‬
‫ود َواة َ‬
‫الرضي‪":‬وقالوا في االسم‪َ :‬حَياة َ‬ ‫قال ّ‬
‫األولى‬
‫ألن ْ‬‫يى؛ وإ ّنما قلنا بشذوذ ذلك‪ّ ،‬‬
‫ط َو ْيت أكثر من باب َح َ‬ ‫ألن باب َ‬ ‫واألول ْأولى؛ ّ‬
‫ّ‬ ‫َغواة أو َغَياة‪،‬‬
‫ون َوى‪ .‬وقال الفراء وجماعة من المتقدمين في آية‪ّ :‬إنه ساكن العين‪،‬‬
‫إعالل اآلخر كما في َه َوى َ‬
‫وعاب‪ ،‬وهو ههنا ْأولى‬ ‫ِ‬
‫وآي ُقلبت العين الساكنة َألفا‪ ،‬لفتح ما قبلها كما في طائي وياجل َ‬
‫واألصل ّآية ّ‬
‫الجتماع الياءين‪ ،‬وقال الكسائي‪ :‬آيَِية‪ ،‬على وزن فاعلة فكرهوا اجتماع الياءين مع انكسار أوالهما‪،‬‬
‫فح ِذفَت اُألولى"(‪.)6‬‬
‫ُ‬
‫النص‪ :‬إحداهما تتصل باإلعالل القياسي والشاذ في ما‬
‫ّ‬ ‫ضي لمسألتين صرفيتين في هذا‬ ‫الر ّ‬‫تعرض ّ‬ ‫ّ‬
‫أما‬
‫توالى فيه صوتا علّة‪ ،‬واألخرى تتصل بإعالل آية وما يترتب على ذلك من معرفة أصلها ووزنها‪ّ .‬‬
‫وتصح عينها‪ ،‬نحو‪َ :‬حياة‪ ،‬وش ّذ إعالل‬
‫ّ‬ ‫فإن القياس أن تُ َع ّل الم الكلمة‪،‬‬
‫ما يتصل بتوالي صوتي علّة‪ّ ،‬‬
‫وياء‪ ،‬وك ّل واحد‬
‫واو ٌ‬ ‫العين‪ ،‬نحو‪ :‬غاية وآية‪ ،‬قال ابن مالك‪" :‬لو اجتمع في كلمة واوانِ أو ياءانِ‪ ،‬أو ٌ‬
‫منهما مستحق ألن يقلب ِألفا لتحركه وانفتاح ما قبلَُه‪ ،‬فال ُب َّد من تصحيح أحدِهما وإ عالل اآلخَر‪ ،‬واآلخِر‬

‫المجلد الواحد‬ ‫‪12‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬


‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫(‪)7‬‬
‫الرضي إلى ّأنه إذا اخت ّل شرط إعالل الالم‪ ،‬فال تُع ّل العين وإ ن توافرت لها‬
‫ّ‬ ‫أحقُ باإلعالل" ‪ .‬وذهب‬
‫ّ‬
‫أحق منها باإلعالل‪ ،‬وهو الالم‪ ،‬قال‪" :‬كما يكون هناك حرف آخر‬ ‫شروط اإلعالل‪ ،‬لعدم إعالل ما هو ّ‬
‫هو أَ ْولى بالقلب‪ ،‬ولكن لم ُيقلب الختالل بعض شروط إعالله‪ ،‬فال يقلب إذن الحرف الذي ثبت علّة قلبه‬
‫وحيِى ‪,‬كان الالم أَ ْولى بالقلب‬
‫ى‪َ ،‬‬ ‫طوِ َ‬
‫لعدم قلب ما هو ْأولى منه بالقلب لوال اختالل شرطه‪ ،‬وذلك نحو‪َ :‬‬
‫ون َوى‪ ،‬فلما انكسر ما قلبلها لم تُع ّل‪ ،‬فلم تقلب العين ألفاً أيضاً‪ ،‬وإ ن‬
‫لو انفتح ما قبلها كما في َر َوى‪َ ،‬‬
‫ألنهم لو فعلوا ذلك‬‫يرتض العلماء إعالل العين والالم معاً في الكلمة نفسها؛ ّ‬ ‫ِ‬ ‫اجتمع شرائط قلبها"(‪ .)8‬ولم‬
‫"لَوالوا على الكلمة إعاللين‪ ،‬وذلك مكروه عندهم"(‪.)9‬‬
‫أن الالم‬ ‫وقد استد ّل الرضي على أن (غاية‪ ،‬وثاية‪ ،‬وآية) ونحوهم‪ٌّ ،‬‬
‫ألنه إعالل للعين‪ ،‬مع ّ‬
‫شاذ؛ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أن العين والالم حرفا علّة‪ ،‬وكل واحد منهما‬
‫الرضي بإزائها ّ‬
‫ّ‬ ‫صوت علّة أيضا‪ ،‬فالصورة التي يضعنا‬
‫بأنها‬
‫مستحق لإلعالل في ذاته‪ ،‬وتوفر شروطه‪ ،‬بصرف النظر عن موقعه‪ ،‬وزادت الالم على العين ّ‬
‫طرف‪ ،‬واألطراف موضع التغيير‪ ،‬فجعل إعالل الالم ْأولى من إعالل العين‪ ،‬واستحقت األولوية بهذه‬
‫الزيادة الموقعية‪ ،‬كونها طرفا‪ ،‬وقد استند في استدالله إلى قاعدة توجيهية‪ ،‬هي‪ :‬اإلعالل بالطرف ْأولى‬
‫من الوسط‪ ،‬أو األطراف ْأولى بالتغيير‪.‬‬
‫أن المها صوت‬ ‫ِ‬
‫أما إعالل (آية) فأغلب النحويين على ّأنها ُمعلّة إعالل شاذ‪ ،‬بقلب عينها ألفا‪ ،‬مع ّ‬
‫ّ‬
‫علّة أيضا‪ ،‬بيد ّأنهم اختلفوا في األصل الذي صدر عنه هذا اإلعالل‪ ،‬ووزنها‪ ،‬وهم في ذلك على‬
‫مذاهب(‪:)10‬‬
‫أن أصل آية‪ََ :‬أيَية‪ ،‬ووزنها‪ :‬فَ َعلَة‪ ،‬وقد ورد في العين‪" :‬اآلية‪ :‬العالمة‪ ،‬واآلية من‬
‫‪ -1‬مذهب الخليل‪ّ ،‬‬
‫إن األلف التي في وسط اآلية‪ ...‬هي في‬ ‫آيات اهلل‪ ،‬والجمع اآلي‪ .‬وتقديرها‪ :‬فَ َعلَةٌ‪ .‬قال الخليل‪ّ :‬‬
‫لما تحركت وانفتح ما قبلها ُقلبت ِألفا‪ ،‬وهذا‬
‫(َأيَية) ّ‬
‫األولى في َ‬ ‫أن الياء ْ‬
‫(‪)11‬‬
‫األصل‪ :‬ياء" ‪ ،‬بمعنى ّ‬
‫اإلعالل شاذ‪ .‬ونسبه إليه سيبويه(‪ ،)12‬وآخرون(‪.)13‬‬
‫‪ُ -2‬نسب إلى الكسائي أن أصلها‪ :‬آيِية‪ ،‬ووزنها ِ‬
‫(فاعلة)‪ ،‬قال األنباري‪-‬وهو تلميذ الكوفيين(‪: -)14‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫فاعلة‪ ،‬واألصل فيها‪ :‬آيَِية على وزن ضاربة‪ ،‬فكان يلزم‬ ‫"وقال الكسائي‪ :‬آية وزنها من الفعل ِ‬
‫(‪)15‬‬
‫وخاصة‪ ،‬فاستثقلوا هذا فحذفوا إحدى الياءين"‬
‫ّ‬ ‫دابة‬
‫الياءين اإلدغام فتصير‪ّ :‬آية على وزن ّ‬
‫أن المحذوف الالم الثانية‪ ،‬وهي الم الفعل‪ ،‬ووزنها على هذا‬
‫ونسب إليه العكبري (ت‪616‬ه) ّ‬
‫فاعلة‪ .‬ونقل المؤدب (وهو من علماء القرن الرابع الهجري) حوار الفراء مع الكسائي حول وزن‬
‫(آية) قال‪" :‬وقال الفراء رحمه اهلل‪ :‬سألت الكسائي عن (آية) ما هي من الفعل؟ فقال‪( :‬فاعلة)‬
‫صغر‬ ‫(ُأويِيَّه) كما ّ‬
‫أن صالحة تُ ّ‬ ‫وكانت في األصل‪( :‬آيَِية) فخففوها‪ .‬قال‪ُ :‬‬
‫فقلت له‪ :‬هالّ صغروها َ‬

‫المجلد الواحد‬ ‫‪13‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬


‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫فقلت‪:‬‬
‫(عتَْيكة)‪ .‬قال‪ُ :‬‬ ‫(أيَّيةً) كما صغروا فاطمة وعاتكة‪( :‬فُ َ‬ ‫ِ‬
‫ط ْي َمة) و ُ‬ ‫(صوَْيل َحةً)؟ قال‪ :‬صغَّروها َ‬
‫ُ‬
‫(‪)16‬‬
‫(آية) سبيلها" ‪.‬‬
‫طي َمة) إذا كانت اسما موضوعا وليس سبيل َ‬ ‫صغر فاطمة‪( :‬فُ ْ‬
‫ّإنما يجوز أن تُ ّ‬
‫أن أصلها (َأيَّة)‪ ،‬ووزنها (فَ ْعلَة)‪ ،‬قال العكبري‪" :‬قول سيبويه هي‪ :‬فَ ْعلَة‪،‬‬‫‪ُ -3‬نسب إلى سيبويه والفراء ّ‬
‫فقلبت ِألفا لثقل التضعيف‪ ،‬ولئال تلتبس ب ّ‬
‫ـ(أية)‬ ‫(أية) ُ‬
‫بسكون العين‪ ،‬فلو خرجَ على األصل لكان ّ‬
‫(‪)17‬‬
‫وقواه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أن سيبويه نقل هذا الرأي عن علماء متقدمين ّ‬ ‫التي لالستفهام عن المؤنث" ‪ .‬والحق ّ‬
‫ألنهما‬
‫ولكنهم قلبوا الياء وأبدلوا مكانها األلف الجتماعهما‪ّ ،‬‬ ‫"وقال غيره(‪ّ :)18‬إنما هي َّأيةٌ ٌّ‬
‫وَأي فَ ْع ٌل‪ّ ،‬‬
‫الحَيوان‪ ،‬وكما قالوا‪ :‬ذوائب‪ ،‬فأبدلوا الواو‬
‫تُكرهان كما تكره الواوان‪ ،‬فأبدلوا األلف كما قالوا‪َ :‬‬
‫كراهية الهمزة‪ .‬وهذا قو ٌل"(‪.)19‬‬
‫الفراء‪ :‬ووزنها من الفعل‪:‬‬ ‫(أيَية)‪ ،‬ووزنها (فَ ْعلَة)‪ ،‬قال األنباري‪":‬قال ّ‬
‫أن أصلها ْ‬
‫ونسب إلى الفراء ّ‬ ‫ُ‬
‫(‪)20‬‬
‫الرضي ذلك عن الفراء وجماعة‬ ‫فَ ْعلَة‪ ،‬أصلها‪َ:‬أيَّة‪ ،‬فاستثقلوا التشديد فأتبعوه الفتحة التي قبلها" ‪ ،‬نقل ّ‬
‫أحس‬ ‫(‪)22‬‬ ‫من المتقدمين(‪ .)21‬والوجه عندهم أن الياء الساكنة ُقلبت ِ‬
‫ولما ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪.‬‬ ‫قبلها‬ ‫ما‬ ‫وانفتاح‬ ‫لسكونها‬ ‫فا‬ ‫أل‬ ‫ّ‬
‫تتحول الياء ألفا إذا‬
‫الفراء منقوصة‪ ،‬إذ بمقتضى القاعدة الصرفية أن ّ‬ ‫أن العلّة التي استند إليها ّ‬
‫الرضي ّ‬ ‫ّ‬
‫باألولى‪ ،‬وحاصل هذا‬
‫الفراء باالستدالل ْ‬
‫عضد توجيه ّ‬ ‫تحركت وانفتح ما قبلها‪ ،‬وهنا الياء ساكنة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫العيب‪،‬‬
‫َ‬ ‫فإن أصلها‪:‬‬
‫تتوال ياءان‪ ،‬نحو‪ :‬عاب‪ّ ،‬‬
‫َ‬ ‫االستدالل ّأنه لما حصل قلب الياء الساكنة ألفا‪ ،‬وإ ن لم‬
‫األولى‪.‬‬
‫فقلبت الياء ألفا‪ ،‬فلئن تقلب الياء ألفا فيما توالت فيه ياءان‪ ،‬لثقل الياءين‪ ،‬كان ذلك من طريق ْ‬
‫بأنه‬
‫واحتجا له؛ ّ‬
‫ّ‬ ‫والفراء‪،‬‬
‫رجح ابن مالك (ت‪672‬ه)‪ ،‬وابن عقيل (ت‪769‬ه) ما ُنسب إلى سيبويه ّ‬ ‫وقد ّ‬
‫أسهل الوجوه‪ ،‬إذ ليس فيه إاّل إبدال األلف من صوت العلّة الساكن (الياء)‪ ،‬وقد ورد له نظير في كالم‬
‫وصامتي‪ ،‬فأبدلوا األلف من الواو الساكنة‪ ،‬ففيما اجتمع فيه ياءان‬ ‫العرب‪ ،‬منه قولهم‪ :‬اللَّهم ّ‬
‫تقبل تابتي َ‬
‫ألنه أثقل(‪ .)23‬ولو ّأننا أجرينا تحليال صوتيا‪ ،‬بحسب رؤية المحدثين‪ ،‬لما كان هناك إبدال لأللف‬
‫ْأولى؛ ّ‬
‫المصوت‬
‫ّ‬ ‫من الياء‪ ،‬وإ ّنما يكون إسقاط صوت العلّة الياء؛ َّ‬
‫ألنه يشكل مزدوجاً هابطاً(ـ ـ ـ ـَـ ـ ـ ي ) وإ طالة‬
‫القصير(الفتحة)‪ ،‬وبيان ذلك‪:‬‬
‫← ء ـ ـ ــَـ ـ ـ ي×‪ /‬ي ـ ــَـ ـ ــ‪ /‬ت ‪...‬‬ ‫ْأيَية‬
‫ء ـ ـ ـًـ ـ ـ ‪ /‬ي ـ ــَـ ـ ــ‪ /‬ت ‪...‬‬ ‫←‬ ‫أاية‬
‫َ‬
‫‪ -2‬إعالل صوت العلّة إذا كان عيناً لمصدر على وزن (إفعال) أو (استفعال)‪:‬‬
‫إذا كان الفعل على وزن (أ ْف َعل) فالمصدر منه على (إفعال)(‪ ،)24‬نحو‪ :‬أقام‪ ،‬المصدر منه (إقامة)‪،‬‬
‫ألن فعله أجوف واوي مزيد بالهمزة‪ ،‬ومثله‪:‬‬ ‫ومقتضى األصل أن يكون‪ :‬إقْوَام‪ ،‬على وزن إفَْعال؛ ّ‬
‫ضاف‪ ،‬فالمصدر منه‪ :‬اسْتضافة‪ ،‬ومقتضى األصل أن‬
‫فإن المصدر منه (اسِْتْفعال)‪ ،‬نحو‪ :‬استَ َ‬
‫(استفعل) ّ‬

‫المجلد الواحد‬ ‫‪14‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬


‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫الرضي‪" :‬وقوله‬
‫ّ‬ ‫استِضْياف على وزن (اسِْتْفعال)‪ ،‬وحدثت له تحوالت سنأتي على بيانها‪ .‬قال‬‫يكون‪ْ :‬‬
‫مما تنقل حركة عينه إلى ما قبله‪ ،‬وضابطه ما ذكرناه قبل‬
‫(في اإلقامة واالستقامة) هذا هو النوع الثاني ّ‬
‫من كونه مصدراً قياسياً مساوياً لفعله في ثبوت زيادات المصدر بعينها في مثل مواضعها من الفعل‪،‬‬
‫والذي ذكره المصنف من حذف األلف المنقلبة عن الواو والياء في نحو‪ :‬اإلقامة واإلبانة مذهب‬
‫أن المحذوفة هي الزائدة‪ ،‬كما قاال في واو مفعول‪ ،‬وقول األخفش َْأولى‪،‬‬‫األخفش‪ ،‬وعند الخليل وسيبويه ّ‬
‫قياساً على غيره مما التقى فيه ساكنان"(‪.)25‬‬

‫‪ )?(1‬ينظر اإلغراب في جدل اإلعراب ‪,‬ألبي البركات األنباري ‪. 128- 127 :‬‬
‫‪)?(2‬المصدر نفسه ‪. 131 :‬‬
‫‪ )?(3‬ينظر‪:‬المصدر نفسه ‪. 132- 131 :‬‬
‫‪ )?(4‬ينظر‪ :‬معجم التعريفات ‪ ,‬للجرجاني ‪81 :‬‬
‫‪ )?(5‬ينظر‪ :‬الممتع الكبير في التصريف‪ ،‬ابن عصفور‪.368:‬‬
‫‪ )?(6‬شرح الشافية للرضي‪.3/118 :‬‬
‫‪ )?(7‬شرح الكافية الشافية‪.4/2129 :‬‬
‫‪ )?(8‬شرح الشافية للرضي‪.96-3/95 :‬‬
‫‪ )?(9‬شرح المفصل‪.5/480 :‬‬
‫‪ )?(10‬ينظر‪ :‬دقائق التصريف‪ ،‬ابن المؤدب‪ ،229:‬ورسالة المالئكة للمعري ‪ ،107-105:‬واللباب‪،423-2/422 :‬‬
‫والممتع الكبير في التصريف ‪ ،368:‬وسفر السعادة ‪,‬السخاوي‪.1/98 :‬‬
‫‪ )?(11‬العين‪.8/441 :‬‬
‫‪ )?(12‬ينظر‪ :‬الكتاب‪ ،4/398 :‬وشرح السيرافي‪ ،5/318 :‬والمقتضب‪.1/151 :‬‬
‫المفصل ‪.5/480 :‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )?(13‬ينظر‪ :‬دقائق التصريف ‪ ،229:‬ورسالة المالئكة ‪ ،107:‬وشرح‬
‫‪ )?(14‬ينظر‪:‬طبقات النحويين واللغويين‪ ،‬أبو بكر الزبيدي‪،153:‬وقد ُع ّد من الطبقة السادسة‪،‬وهم أصحاب‬
‫ثعلب‪.‬ينظر‪:‬الفهرست‪ ،‬ابن النديم‪.82-2/81 :‬‬
‫‪ )?(15‬الزاهر في معاني كلمات الناس‪ ،‬األنباري‪ ،1/347 :‬وينظر‪ :‬المحتسب ‪.1/191 :‬‬
‫‪ )?(16‬دقائق التصريف ‪.229:‬‬
‫‪ )?(17‬اللباب ‪.2/422:‬‬
‫‪ )?(18‬يعني غير الخليل بعد أن ذكر رأيه‪.‬‬
‫‪ )?(19‬الكتاب‪.4/398 :‬‬
‫‪ )?(20‬الزاهر في معاني كلمات الناس‪.1/347 :‬‬
‫‪ )?(21‬ينظر‪ :‬شرح الشافية للرضي‪.3/318 :‬‬
‫‪ )?(22‬ينظر‪ :‬التسهيل ‪ ،310:‬والمساعد‪.4/168 :‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪15‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫ما كان من المصدر على زنة (إفْعال‪ ،‬واسِْتفعال) يحمل على فعله في اإلعالل ‪ ،‬فقد ِ‬
‫ُأع َّل (إقامة)‬ ‫)‬ ‫‪26‬‬ ‫(‬

‫فإن أصله (أ ْق َو َم)‪ ،‬فالقياس أن يكون مصدره (إقوام) حمال على فعله‪ ،‬فالذي حدث‬
‫إلعالل فعله (أقام)‪ّ ،‬‬
‫أن ُن ِقلت حركة الواو إلى الساكن الصحيح قبلها‪ ،‬فصارت‪َ :‬أقَْوام‪ ،‬فتحركت الواو بحسب األصل‪ ،‬وانفتح‬
‫وعوض عنه‬ ‫ما قبلها في الحال‪ِ ُِ ،‬‬
‫فقلبت ألفاً‪ ،‬فصار المصدر (إقاام) التقى ساكنان‪ ،‬فحذف أحدهما‪ّ ،‬‬
‫بالتاء‪ ،‬فأصبح المصدر إقامة‪ .‬ومثله ما كان من المصادر على وزن (اسِْتْفعال)‪ ،‬فنقلت حركة الياء إلى‬
‫تضياف)‪ ،‬فتحركت الياء‪ ،‬بحسب األصل وانفتح ما قبلها في الحال‬
‫الساكن الصحيح قبلها‪ ،‬فصارت (اسْ ْ‬
‫فقِلبت ألفا‪ ،‬فأصبحت‪ :‬استضااف‪ ،‬فالتقى ساكنان‪ ،‬فحذف أحدهما‪ ،‬وعوض عنه بالتاء في آخر المصدر‪،‬‬
‫ُ‬
‫فصار‪ :‬استضافة(‪.)27‬‬
‫أي‬
‫بعد هذا يبرز الخالف بين الخليل وسيبويه من جهة‪ ،‬واألخفش والفراء من جهة أخرى‪ ،‬حول ّ‬
‫األول أم الثاني؟ وعلى إثر هذا الخالف ُيحدد وزن‬
‫أي الساكنين المحذوف ّ‬
‫األلفين هو المحذوف؟ بمعني ّ‬
‫المصدر(إقامة) و(استضافة)ونحوهما‪ ،‬فإذا كان المحذوف األلف األُولى المقابلة للعين من (إقامة)كان‬
‫وزن المصدر(إفالة)‪،‬وإ ذا كان المحذوف األلف الثانية‪ ،‬وهي ألف الصيغة؛ كان وزن المصدر (إ ْف َعلة)‪.‬‬
‫أن المحذوف هو األلف الثانية‪ ،‬فيكون وزن المصدر عندهم من (َأفعل) هو‬ ‫يرى الخليل وسيبويه ّ‬
‫لت) مصدرا نحو‪:‬‬‫لت من (أ ْف َع ُ‬
‫(إ ْف َعلة)‪ ،‬ومن (اسَْتْفَعل) هو (اسِْتْفعال)‪ .‬قال المازني (ت‪249‬ه)‪" :‬فإذا ُق َ‬
‫(إقامة وإ خافةٍ) َألفا اللتقاء الساكنين‪ .‬فالخليل وسيبويه‬
‫ٍ‬ ‫إقامًة) و(أخاف إخافةً) فقد حذفتَ من‬
‫(أقامَ َ‬
‫ول‪،‬‬ ‫آخرَ الحرف‪ ،‬وهي نظيرةُ ِ‬
‫واو مفعول في‪َ :‬مقُ ٍ‬ ‫أن المحذوف هي األلفُ التي تلي ِ‬ ‫يزعمان‪ّ :‬‬
‫(‪)28‬‬
‫ت الواو والياء في الفعل أعللتهما في المصدر‪ ،‬فألقيت حركتهما‬
‫"لما َأعلل َ‬
‫ومخوفْ" ‪ .‬وقال السيرافي‪ّ :‬‬‫َ‬
‫على ما قبلهما فسكنتا وبعدهما ألف إفعال‪ ،‬وهي األلف التي في اإلقوام واإللْيان قبل الميم والنون‬
‫وجعلت هاء التأنيث‬
‫فاجتمع ساكنان‪ :‬أحدهما‪ ،‬عين الفعل المعتلّة واآلخر ألف إفْعال‪ ،‬فُأسقط أحدهما ُ‬
‫عوضاً من الحرف الذاهب‪ ،‬فقالوا‪ :‬إقامة وإ النَة‪ .‬وكذلك يعمل في استفعل ومصدره كقولك‪ :‬اسْتعان‬
‫ستَليِن‬
‫سَت ْع ِون استعواناً‪ ،‬واسَْتْلَين يَ ْ‬
‫استَْع َون يَ ْ‬
‫يسْتعين استعانة‪ ،‬واستالن يسَْتِلين استالنة‪ ،‬واألصل‪ْ :‬‬
‫يانا‪ ،‬فاختلف النحويون في الذاهب من الحرفين الجتماع الساكنين‪ ،‬فقال الخليل وسيبويه‪ :‬الذاهب‬ ‫اسِْتْل ً‬

‫‪ )?(23‬ينظر‪ :‬التسهيل ‪ ،310:‬والمساعد‪.168 :‬‬


‫‪ )?(24‬ينظر‪ :‬أبنية الصرف في كتاب سيبويه(معجم ودراسة)‪ ،‬د‪.‬خديجة الحديثي ‪.165:‬‬
‫للرضي‪.3/151 :‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )?(25‬ينظر‪ :‬شرح الشافية‬
‫‪ )?(26‬ينظر‪ :‬مراح األرواح في الصرف‪ ،‬أبو الفضائل ابن مسعود ‪.127:‬‬
‫‪ )?(27‬ينظر‪:‬المنصف ‪ ،292-1/287:‬ومراح األرواح ‪ ،127:‬والمنهج الصوتي للبنية العربية ‪.200-197:‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪16‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫(‪)29‬‬
‫واألول أصلي‪ ،‬وإ سقاط الزائد ْأولى" ‪ ،‬واختاره ابن‬
‫ّ‬ ‫ألن الساكن الثاني زائد‬
‫هو الساكن الثاني؛ ّ‬
‫الشجري (ت‪542‬ه) واحتج له باحتجاجات كثيرة(‪.)30‬‬
‫(‪)33‬‬ ‫(‪)32‬‬ ‫(‪)31‬‬
‫أن المحذوف هو‬
‫جني ‪ ،‬وآخرون ‪ّ ،‬‬ ‫ويرى األخفش على ما نسب إليه المازني ‪ ،‬وابن ّ‬
‫"وأما قوله‪( :‬وإ قام‬
‫الفراء أيضا‪ ،‬قال‪ّ :‬‬
‫موضع عين الفعل‪ ،‬فوزن إقامة عنده‪( :‬إفالة)‪ ،‬وهو رأي معاصره ّ‬
‫(‪)34‬‬
‫فإن المصدر من ذوات الثالثة إذا قلت‪ :‬أفعلت كقيلك‪ :‬أقمت وأجَرْت وأجبت‪ ،‬يقال فيه‬ ‫الصالة) ‪ّ ،‬‬
‫ألن الحرف قد سقطت منه العين‪ ،‬كان ينبغي‬ ‫كلّه‪ :‬إقامةً وإ جارة ًوإ جابةً ال يسقط منه الهاء‪ .‬وإ ّنما دخلت ّ‬
‫أن يقال‪ :‬أقمته إقواماً وإ جواباً‪ ،‬فلما س ّكنت الواوُ وبعدها ألف اإلفعال ِّ‬
‫فسكنتا سقطت األُ ْولى منهما‬ ‫ّ ُ‬
‫(‪)35‬‬
‫بأن المحذوف هو‬ ‫والفراء ّ‬
‫جني لمذهب األخفش ّ‬ ‫كأنها تكثير للحرف" ‪ .‬واحتج ابن ّ‬ ‫فجعلوا فيه الهاء ّ‬
‫األول (عين الكلمة) لم‬
‫المد‪ ،‬والساكن ّ‬
‫ألن الساكن الثاني جاء لمعنى‪ ،‬وهو ّ‬
‫األول (عين الكلمة)؛ ّ‬
‫الساكن ّ‬
‫يأت لمعنى وحذف ما لم ِ‬
‫يأت لمعنى ْأولى من حذف ما جاء لمعنى(‪.)36‬‬ ‫ِ‬
‫فقدم ما عنده من أدلّة إلثبات صحة رأيه‪ ،‬وهو ما جعل المازني‬ ‫أن ك ّل فريق أدلى دلوه ّ‬
‫نلحظ ّ‬
‫ثم يعطي األولوية لرأي األخفش‪ ،‬قال‪" :‬وكال الوجهين َح َس ٌن جمي ٌل‪ ،‬وقول األخفش‬
‫يرتضي الرأيين‪ّ ،‬‬
‫أقيس"(‪.)37‬‬
‫(‪)38‬‬
‫عما ورد عن‬ ‫والفراء ‪ ،‬ولم يخرج في اختياره واستدالله ّ‬‫الرضي رأي األخفش ّ‬ ‫ّ‬ ‫وقد اختار‬
‫أن رأي األخفش ْأولى‪ ،‬واستد ّل على ذلك بموافقته للقياس‪،‬‬‫المازني‪ ،‬فقد وازن بين الرأيين وانتهى إلى ّ‬

‫‪ )?(28‬المنصف‪.1/291 :‬‬
‫‪ )?(29‬شرح السيرافي‪ ،4/458 :‬وينظر‪ :‬المقاصد الشافية(شرح الخالصة الكافية)‪ ،‬الشاطبي‪ ،9/333 :‬ومجموعة الشافية‬
‫في علمي التصريف والخط(تشتمل على متن الشافية وخمسة شروح لها)‪ ،2/319:‬وأوضح المسالك‪ ،3/238 :‬وشرح‬
‫التصريح‪.2/747:‬‬
‫‪ )?(30‬ينظر‪ :‬أمالي ابن الشجري‪.320-1/314 :‬‬
‫‪ )?(31‬ينظر‪ :‬المنصف‪.1/291:‬‬
‫‪ )?(32‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪. 1/292 :‬‬
‫‪ )?(33‬ينظر‪ :‬شرح السيرافي‪ ،4/458 :‬وأمالي ابن الشجري‪ ،1/314 :‬ومجموعة الشافية شرح نقره كار‪،2/319 :‬‬
‫وشرح التصريح‪.2/748 :‬‬
‫‪ )?(34‬من سورة النور‪ ،‬آية ‪ .37‬تتمة اآلية " التلهيهم تجارة وال بيع عن ذكر اهلل وإ قام الصالة وإ يتاء الزكاة )) ‪.‬‬
‫الفراء‪.2/254 :‬‬
‫(?) معاني القرآن‪ّ ،‬‬
‫‪35‬‬

‫‪ )?(36‬ينظر‪ :‬المنصف‪.290-1/289 :‬‬


‫‪ )?( 37‬المنصف‪.1/288 :‬‬
‫‪ )?(38‬ينظر‪ :‬شرح الشافية للرضي‪.3/151 :‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪17‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫فلما وافق رأي األخفش القياس‬
‫األول منهما‪ّ ،‬‬
‫حده‪ ،‬أن يحذف ّ‬ ‫فالقياس في ما التقى ساكنان‪ ،‬على غير ّ‬
‫باألولى‬
‫استحق األولوية بهذه الزيادة‪ .‬على ّأننا لو تأملنا رأي الخليل وسيبويه لوجدنا فيه استدالال ْ‬
‫ّ‬
‫ألن‬
‫أيضا‪ ،‬فقد ذكر السيرافي ذلك االستدالل‪ ،‬قال‪" :‬فقال الخليل وسيبويه‪ :‬الذاهب هو الساكن الثاني؛ ّ‬
‫(‪)39‬‬
‫باألولى أمر‬
‫أن االستدالل ْ‬‫واألول أصلي‪ ،‬وإ سقاط الزائد ْأولى" ‪ .‬فهذا يؤكد لنا ّ‬
‫ّ‬ ‫الساكن الثاني زائد‪،‬‬
‫نسبي‪ ،‬يرجع إلى تقدير الدليل عند ك ّل عالم‪ ،‬وهذا ما يسمى في الجدل النحوي بتعارض األدلة(‪.)40‬‬
‫فإنها مصدر األصل فيه (إقْوام) جرى‬
‫نقدم تصورا لرؤية القدماء في إعالل نحو‪ :‬إقامة‪ّ ،‬‬‫ولنا أن ّ‬
‫التحول اآلتي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫عليها‬
‫(نقل حركة الواو إلى القاف)‪.‬‬ ‫← ء ـ ــِـ ـ ق‪ /‬وـَـ ـ ا ‪ /‬م ‪...‬‬ ‫إقوام‬
‫(قلب الواو ألفا)‪.‬‬ ‫← ء ـ ـ ـِ ـ ــ‪ /‬ق ــَـ ـ ـ وا ‪ /‬م ‪...‬‬ ‫إقوام‬
‫← ء ـ ــِـ ــ‪ /‬ق ـ ـَـ ـ ـ ا×ا ‪ /‬م ‪( ...‬حذف إحدى األلفين اللتقاء ساكنين)‪.‬‬ ‫إقاام‬
‫← ء ـ ـ ـِ ـ ــ‪ /‬ق ـ ـَـ ا ‪ /‬م ـ ـَـ ــ‪ /‬ت ‪( ...‬التاء عوض عن األلف المحذوفة)‪.‬‬ ‫إقامة‬
‫أن‬
‫ورؤية القدماء هذه مبنية على تصورين ال يقرهما الدرس الصوتي الحديث‪ ،‬أحدهما ّ‬
‫أن قلب الواو ألفاً في (إقوام) على فرض‬
‫المد (األلف والياء والواو) حروف ساكنة‪ .‬واآلخر ّ‬ ‫أصوات ّ‬
‫التصور ال يقبله الدرس الصوتي الحديث الذي‬
‫ّ‬ ‫تحركها في األصل‪ ،‬وانفتاح ما قبلها في الحال‪ ،‬وهذا‬
‫ينظر إلى التحوالت الصوتية على ّأنها نتيجة ألداء فعلي وليس مفترضاً‪.‬‬
‫التصور الصوتي الحديث(‪،)41‬فالذي حصل هو تشكل مقطع‬
‫ّ‬ ‫إذن‪،‬الصورة مختلفة في ضوء‬
‫(‪)42‬‬
‫ولما كان هذا المزدوج في وسط‬
‫مزدوج صاعد‪ Rising Diphtheng‬ذي قاعدة طويلة ‪ ،‬هو(وا)‪ّ ،‬‬
‫فإن طبيعة اللغة العربية في تركيبها المقطعي تميل عادة إلى التخلّص من هذا المزدوج‪ ،‬فحذفت‬
‫البنية‪ّ ،‬‬
‫شبه المصوت (و)‪ ،‬وهو قاعدة المزدوج‪ ،‬فصارت الكلمة (إقام)‪" ،‬وهذه الصيغة بهذه الصورة رأت‬

‫‪ )?(39‬شرح السيرافي‪ ،4/458 :‬وينظر‪ :‬المنصف‪.1/189 :‬‬


‫‪ )?(40‬ينظر‪ :‬اإلغراب في جدل اإلعراب ‪ ،135:‬واالقتراح‪.355-354 :‬‬
‫‪ )?(41‬ينظر‪ :‬المنهج الصوتي للبنية العربية ‪ ،199:‬واإلعالل واإلبدال في الكلمة العربية‪ ،‬د‪.‬صالح شعبان ‪،55-54:‬‬
‫والتعليل الصوتي ‪ ،271:‬وصور اإلعالل واإلبدال‪ ،‬د‪ .‬رابح بو معزة ‪.113:‬‬
‫‪ )?(42‬المزدوج (‪ : )Diphthong‬هو تتابع مباشر لصوتي علّة يوجدان في مقطع واحد‪ ،‬أو هو صوتا علّة ينطقان في فترة‬
‫زمنية ال تكفي إال لنطق صوت واحد‪ .‬ويقسم بالنظر لمكونيه إلى‪ :‬المزدوج الصاعد (‪ .)Rising Diphthong‬والمزدوج‬
‫الهابط (‪ .)Folling Diphong‬ينظر‪ :‬دروس في علم أصوات العربية ‪ ،172:‬والعربية الفصحى‪ ،1:‬والمزدوج في‬
‫العربية ‪ ،9:‬وأثر الحركة المزدوجة في بنية الكلمة العربية‪ ،‬عبد اهلل عمر كنانة ‪ .15:‬وقد أنكر بعض الباحثين وجود‬
‫المزدوج في العربية‪ .‬ينظر‪ :‬دراسات في علم اللغة ‪, 94:‬والمزدوج الحركي في العربية ‪,‬د‪ /‬سيد إسماعيل شواشنة ‪,‬مجلة‬
‫القدس المفتوحة لألبحاث والدراسات’ عدد (‪, )13‬حزيران ‪. 400-399: 2008‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪18‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫اللغة ّأنها قاصرة في التعبير عن مصدر هذا الفعل فقامت بالتعويض عن طريق إضافة الالحقة (‪)at‬‬
‫تم على التوجيه اآلتي"(‪:)43‬‬
‫في آخره‪ ،‬فاإلجراء إذن ّ‬
‫(إسقاط قاعدة المزدوج و‪ ,‬ثم انتقلت القاعدة ق إلى المقطع‬ ‫إقوام ← ء ـ ـ ـِ ق‪ /‬و× ــًـ ‪ /‬م ‪...‬‬
‫المجاور)‪.‬‬
‫(أضيفت تاء في آخر المصدر ‪.)at‬‬ ‫إقام ← ء ـ ــِــ‪ /‬ق ـًـ ـ ‪ /‬م ‪...‬‬
‫إقامة ← ء ـ ـ ـِ ـ ــ‪ /‬ق ـ ـًـ ـ ـ ‪ /‬م ـ ــَــ‪ /‬ت ‪( ...‬التاء عوض عن األلف المحذوفة)‪.‬‬
‫أن عين الكلمة هي التي سقطت‪ ،‬فيكون رأي‬‫فالذي يبدو من تحليل الكلمة وفق رؤية المحدثين ّ‬
‫والفراء هو األقرب إلى هذا التحليل‪ ،‬وإ ن اختلفت أدوات التحليل‪ .‬ويؤكد (د‪.‬عبد الصبور‬
‫األخفش ّ‬
‫أن اعتبارات الصيغة أثبت‬
‫شاهين) هذه الرؤية قائالً‪" :‬ولع ّل القارئ يذكر ّأننا كررنا في مواضع كثيرة ّ‬
‫في بنائها من أصول الكلمة"(‪.)44‬‬
‫خاصة باالسم‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬تصحيح االسم المعتل العين المزيد بزيادة‬
‫من القواعد الصرفية التي لها حضور في توجيه النحويين لكثير من مسائل الصرف‪ّ ،‬أنه (إذا‬
‫أن هذه القاعدة لم تسلم لهم في كثير من الكلمات‪،‬‬
‫تحركت الواو أو الياء وانفتح ما قبلهما قلبتا ألفا)‪ .‬إاّل ّ‬
‫فوضعوا لها شروطا إلعادة الخارج من هذه الكلمات إلى نصابه‪ ،‬حتى انتهت هذه الشروط عند ابن‬
‫الرضي يصف‬
‫ّ‬ ‫هشام (ت‪761‬ه) إلى عشرة شروط(‪ .)45‬وك ّل ذلك ألجل سالمة القاعدة‪ ،‬وهذا ما جعل‬
‫بأنها ليست في غاية المتانة(‪ .)46‬والذي يعنينا من هذه الشروط هو أاّل تكون الواو أو الياء‬
‫هذه القاعدة ّ‬
‫تختص باألسماء‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عينا لما آخره زيادة‬
‫الرضي‪" :‬وإ ن لم يوازن االسم الثالثي المزيد فيه الفعل لم ُيعل هذا اإلعالل‪ ،‬فعند سيبويه لم يعل‬
‫ّ‬ ‫قال‬
‫َّورى لخروج االسم بهذه‬ ‫والحَيدَان َّ‬ ‫َّ‬
‫والنزََوان والغََلَيان وحمار حََيدى والص َ‬ ‫هذا اإلعالل نحو‪ :‬الطوفان َ‬
‫فإن التاء‪ ،‬وإ ن أخرجت الكلمة عن‬
‫والغابة‪ّ ،‬‬
‫َ‬ ‫قارة‬
‫ْغ َارة والْ َ‬
‫الزيادة الالزمة للكلمة عن وزن الفعل‪ ،‬نحو‪ :‬ال َ‬
‫فح َو َكةُ‬
‫لما كان وضعها على العروض‪ ،‬وإ ن كانت الزمة ههنا لم تكن كجزء الكلمة‪َ ،‬‬ ‫وزن الفعل‪ ،‬لكن ّ‬
‫وحَي َدان عند المبرد شاذ خارج عن القياس‪...‬‬
‫وخ َوَنةٌ شاذان‪ ،‬ووجهه االعتداد بالتاء ‪ ...‬ونحو‪َ :‬ج َوالن َ‬
‫َ‬
‫َّورى‪ّ :‬إنهما شاذان‪ ،‬وجعل ألف التأنيث كالتاء غير مخرجة‬‫وكذا قال األخفش في حمار حََي َدى والص َ‬
‫واألولى قول سيبويه لما ذكرناه"(‪.)47‬‬‫ْ‬ ‫للكلمة عن وزن الفعل‪،‬‬

‫‪ )?(43‬أثر الحركة المزدوجة في بنية الكلمة العربية ‪.152:‬‬


‫‪ )?(44‬المنهج الصوتي للبنية العربية ‪.200:‬‬
‫‪ )?(45‬ينظر‪ :‬أوضح المسالك ‪.396-4/394:‬‬
‫‪ )?(46‬ينظر‪ :‬شرح الشافية للرضي‪.95 :‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪19‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫أن من شروط إعالل االسم الثالثي بهذه العلّة (قلب الياء أو الواو ألفا إذا تحركتا‬
‫يرى النحويون ّ‬
‫وانفتح ما قبلهما) أن يوازن الفعل‪ ،‬نحو‪ :‬باب‪ ،‬وناب‪ ،‬ومعنى موازنته للفعل مساواته في عدد حروفه‬
‫(ي ْف َعل) وإ ن اختلفت موقعية الزيادة‪ ،‬فإذا لحقت االسم زيادة‬
‫(م ْف َعل) يوازن َ‬
‫المعينة‪ ،‬فمثال‪َ :‬‬
‫ّ‬ ‫وحركاته‬
‫فصح ولم ُيع ّل‪ ،‬ومن هذه الزيادات (األلف والنون) و(ألف التأنيث)‬ ‫َّ‬ ‫خاصة باألسماء أبعدته عن الفعل؛‬ ‫ّ‬
‫يعد النحويون (تاء التأنيث) الالحقة باالسم مخرجة له عن موازنة الفعل‪.‬‬
‫ولم ّ‬
‫أن بعضها مما زيدت فيه (األلف والنون)‬ ‫لتبين لنا ّ‬
‫الرضي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫فلو تأملنا الكلمات التي عرضها‬
‫والنزوان‪،‬‬ ‫َّ‬
‫والحَيوان‪ّ ،‬‬
‫مما زيدت فيه(ألف التأنيث)‪ ،‬فمما زيدت فيه األلف والنون (الطوفان‪َ ،‬‬ ‫وبعضها ّ‬
‫والغلََيان) وأصل هذه الكلمات أسماء ثالثية موازنة للفعل‪ ،‬فالطّوفان من الطوف‪ ،‬وفعله (طاف)‬
‫َ‬
‫واألصل فيه طوف‪ ،‬فقد جاء الطَّوفان على األصل دون إعالل بقلب الواو ِألفاً لخروجها عن موازنة‬
‫مما زيدت فيه (ألف التأنيث)‬‫الرضي ّ‬
‫ّ‬ ‫الفعل بهذه الزيادة(األلف والنون)‪ .‬وبعض الكلمات التي عرضها‬
‫مما تحركت فيها الواو أو الياء وانفتح ما قبلهما‪ ،‬ومع ذلك لم تع ّل‬
‫َّو َرى‪ ،‬فهي أيضا ّ‬
‫الحَي َدى والص َ‬
‫نحو‪َ :‬‬
‫أن للنحويين‬
‫الرضي ّ‬
‫ّ‬ ‫بقلبها ِألفا‪ ،‬بسبب زيادة (ألف التأنيث) التي أخرجتها عن موازنة الفعل‪ .‬وقد ذكر‬
‫عد هذه الزيادة مخرجة لالسم عن موازنة الفعل‪ ،‬وإ ليك بيان الخالف‪:‬‬
‫مواقف متباينة في ّ‬
‫"وأما فَ َعالنٌ فيجري على‬
‫أن (األلف والنون) تخرج االسم عن موازنة الفعل‪ ،‬قال‪ّ :‬‬
‫‪ -1‬يرى سيبويه ّ‬
‫وحَي َدى‪ .‬جعلوه بالزيادة حين لحقته بمنزلة ما ال‬
‫وص َو َرى َ‬
‫وحَي َدانٍ‪َ ،‬‬
‫األصل و فَ َعلى‪ ،‬نحو‪َ :‬ج َوالنٍ َ‬
‫(‪)48‬‬
‫بأنهم جعلوا‬
‫مما لم يجئ على مثال الفِْعل" ‪ .‬ويوضح السيرافي كالم سيبويه هذا‪ّ ،‬‬ ‫زيادة فيه‪ّ ،‬‬
‫والغير‬
‫الح َول َ‬‫مما يجيء على بناء الفعل نحو‪َ :‬‬ ‫االسم "بالزيادة حين لحقته بمنزلة ما ال زيادة فيه ّ‬
‫ياء بمنزلة ما ال يعت ّل وهو كالم‬‫وجعل سيبويه فَ َعالن وفَ َعلى إذا كانت عين الفعل واواً أو ً‬
‫واللومة‪َ ،‬‬
‫العرب الشائع الكثير‪ ،‬وذلك ّأنهم جعلوه بهذه الزيادة خارجا عن وزن الفعل والحقا بما ال يع ّل"(‪.)49‬‬
‫أن بعض العرب يعلّون االسم الثالثي المزيد بـ ــ(األلف والنون)‪ ،‬ويحملونه بذلك على‬ ‫ويرى سيبويه ّ‬
‫(التاء) التي تلحق االسم‪ ،‬قال‪" :‬وقد قال بعضهم في فَ َعالن وفَ َعلى‪ ،‬كما قالوا في فَ ِعل وال زيادة فيه‪،‬‬
‫داران‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫جعلوا الزيادة في آخره بمنزلة الهاء‪ ،‬وجعلوه معتال كاعتالله وال زيادة فيه‪ ،‬وذلك قولهم‪:‬‬
‫(‪)50‬‬
‫فإن القياس في‬
‫وهامان وداالن‪ .‬وهذا ليس بمطّرد" ‪ّ .‬‬
‫ٌ‬ ‫حيد‪،‬‬
‫ادان من حاد َي ُ‬
‫وح ٌ‬ ‫من دار يدورُ‪َ ،‬‬

‫‪ )?(47‬المصدر نفسه ‪.107- 3/105 :‬‬


‫المجلد الواحد‬ ‫‪20‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫ولكن‬
‫ّ‬ ‫ألن فيه ألف ونونان زائدتين‪،‬‬
‫أقره سيبويه‪ -‬أن ال ُيع ّل( دوران)؛ ّ‬
‫داران ونحوه‪-‬على ما ّ‬
‫الرضي نحو ذلك بالشذوذ(‪.)51‬‬
‫ّ‬ ‫بعض العرب أعلته‪ ،‬وقد وصف‬
‫أن زيادة (األلف والنون) في األسماء ال تخرجها عن موازنة الفعل‪ ،‬وقد‬ ‫الرضي إلى المبرد ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬نسب‬
‫حمل ما زيدت فيه (األلف والنون) على ما زيدت فيه (تاء التأنيث)‪ ،‬فالوجه عنده أن يع ّل نحو‪:‬‬
‫والحَي َدان‪ ،‬وما ورد منها غير مع ّل فقد وصفه بالشذوذ(‪ .)52‬ونسب السيرافي هذا الرأي‬
‫ط َوفَان‪َ ،‬‬
‫ال َ‬
‫ألن األلف‬
‫المبرد يقول‪ :‬القياس إعالل جوالن وحيدان‪ّ ،‬‬
‫إلى المبرد أيضاً‪ ،‬قال‪" :‬وكان أبو العباس ّ‬
‫والنون عنده بمنزلة تاء التأنيث‪ ،‬وجوالن وحيدان خارج عن القياس"(‪.)53‬‬
‫أن ألف التأنيث في نحو‪َ :‬حَي َدى‪،‬ال ُيخرج االسم عن موازنة‬
‫الرضي إلى األخفش ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬نسب‬
‫الفعل(‪،)54‬ونُسب إلى األخفش ايضا‪ ،‬قال نقره كار(ت‪776‬ه)‪":‬قال األخفش في حمار حيدى‬
‫(‪)55‬‬
‫‪.‬‬ ‫والصورى ّأنهما شاذان وجعل ألف التأنيث كالتاء غير مخرج للكلمة عن وزن الفعل"‬
‫األولى‬
‫أن رأي سيبويه هو األحق بالقبول‪،‬فجعله ْ‬ ‫الرضي فبعد أن أعجم اآلراء واختبرها‪،‬وجد ّ‬
‫ّ‬ ‫أما‬
‫ّ‬
‫(‪)56‬‬
‫خاصتان باالسم دون الفعل‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بأن زيادة األلف والنون أو ألف التأنيث الالزمتين‬
‫‪ ،‬واستد ّل على ذلك ّ‬
‫عما هو أصل في الفعل وهو اإلعالل‪.‬‬‫األولى به االبتعاد ّ‬
‫فلما اختصتا به أبعدتاه عن الفعل‪ ،‬وصار ْ‬ ‫ّ‬
‫فإن هذه القاعدة (إذا‬
‫وال أرى منفعة في أن ندور في فلك النحويين في هذه المسألة من أصلها‪ّ ،‬‬
‫حِمل من الشواذ ما جعل النحويون يحيطونها بهالة‬
‫تحركت الواو أو الياء وانفتح ما قبلهما قلبتا ألفا) َت ْ‬
‫ّ‬
‫من الشروط(‪ ،)57‬لتكون جامعة مانعة‪ ،‬ومع ذلك تخلل هذه الشروط الكثير من الشواذ‪ .‬وقد رفض‬
‫إن "هذه الشروط العشرة‬‫(د‪.‬عبد الصبور شاهين) هذه القاعدة‪ ،‬وخطّأ النحويين في تصورهم لها‪ ،‬قال‪ّ :‬‬
‫مرت بكل واو أو ياء بعدها حركة وقبلها فتحة‪ ،‬فأخرجت أكثر من ثمانين في المائة من أمثلة تطبيق‬
‫قد ّ‬
‫فإن معنى‬
‫القاعدة‪ ،‬وأخضعت لها بقية األمثلة‪ .‬فإذا كان عدد كلمات القاعدة بمثل هذه النسبة الزهيدة‪ّ ،‬‬

‫‪ )?(48‬الكتاب‪.4/363 :‬‬
‫‪ )?(49‬شرح السيرافي‪.5/270 :‬‬
‫‪ )?(50‬الكتاب‪.4/363 :‬‬
‫‪ )?(51‬ينظر‪ :‬شرح الشافية للرضي‪.3/106 :‬‬
‫‪ )?(52‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.3/107 :‬‬
‫‪ )?(53‬ينظر‪ :‬شرح السيرافي‪5/270 :‬‬
‫‪ )?(54‬ينظر‪ :‬شرح الشافية للرضي‪.3/107 :‬‬
‫‪ )?(55‬شرح الشافية‪ ،‬نقره كار ‪.174:‬‬
‫‪ )?(56‬ينظر‪ :‬شرح الشافية للرضي‪.3/107 :‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪21‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫(‪)58‬‬
‫أن الكلمات جميعها التي ُأعلّت بهذه القاعدة‬ ‫تصور المسألة" ‪ .‬ورأى ّ‬
‫أن القدماء قد أخطأوا في ّ‬ ‫ذلك ّ‬
‫وباع أصلها‪َ :‬بَيع‪ ،‬وباب‬
‫َ‬ ‫قام‪ ،‬فأصلها‪ :‬قَ َوم‪،‬‬
‫مما كانت عينها أو المها صوت علّة‪ ،‬نحو‪َ :‬‬ ‫هي ّ‬
‫وناب‪...‬الخ وإ ّن اللغة تميل دائماً إلى التخلص من الحركة الثالثية وتجعلها حركة ثنائية أو أحادية‪" ،‬فإذا‬
‫تتحول إلى حركة‬
‫تأملنا األمثلة التي بين أيدينا‪ ،‬وجدنا ّأنها من قبيل الحركة المزدوجة أو الثالثية التي ّ‬
‫واحدة طويلة‪ .‬فكلمة مثل‪ :‬قَ َو َم (‪ )qa+u+ama‬اجتمعت فيها حركة ثالثية نشأ عن اتصال أجزائها واو‪.‬‬
‫فإذا سقطت الضمة انتفى االنزالق واتصلت الفتحتان القصيرتان قبلها وبعدها لتصبح الكلمة ‪،qaama‬‬
‫الضمة في واقع األمر‪ ،‬هروبا من ثالثية الحركة إلى الحركة‬
‫ّ‬ ‫فكل ما حدث هو إسقاط عنصر‬
‫الطويلة"(‪.)59‬‬
‫ومع ّأننا نتفق مع الدكتور في عدم قبول القاعدة الصرفية السابقة على الوجه الذي قرره النحويون‪ ،‬إال‬
‫أن لنا مالحظتين على توجيهه هذا‪:‬‬ ‫ّ‬
‫أن مصطلح الحركات الثالثية يراد به ما‬‫وبَيع‪ ،‬على الحركات الثالثية‪ ،‬على حين ّ‬
‫‪ -1‬حمل نحو‪:‬قَ َو َم‪َ ،‬‬
‫توالت فيه ثالثة حركات في مقطع واحد(‪.)60‬والحركات في (قوم) و(بيع) في مقاطع مختلفة‪.‬‬
‫وتم التخلّص منه بإسقاط قاعدته فالتقت‬
‫(بَي َع)‪ّ ،‬‬
‫(ي) في َ‬
‫(و) في قَ َو َم حركة مزدوجة‪ ،‬وكذا َ‬
‫عدهُ َ‬
‫‪ّ -2‬‬
‫(بي َع)‪،‬‬
‫ق ـ ـ ــَـ ـ ل ← قال)‪ ،‬ومثله َ‬
‫(قول ← َ‬ ‫حركتان قصيرتان فاستحالتا حركة طويلة‪ ،‬كما في َ‬
‫فإن هذا التوجيه ال ينهي المسألة‪ ،‬بل يجعل لها فروعاً بعدد ما أوجده القدماء من شروط‪ .‬فماذا‬
‫ّ‬
‫يتم‬
‫(و) في وسط الكلمة حركة مزدوجة‪ ،‬ولم ّ‬ ‫فإن المقطع َ‬
‫ط َوفان)؟ ّ‬
‫يقول الدكتور في نحو‪َ ( :‬‬
‫التخلّص من قاعدته (الواو)‪ ،‬وإ ّنما بقي على حاله‪ ،‬ومعنى ذلك ّأننا سوف نضع شرطا ليسلم توجيه‬
‫إن زيادة (األلف والنون) هي السبب في عدم إعالل نحو (طوفان)‬
‫مفر من القول‪ّ :‬‬ ‫الدكتور‪ ،‬فال ّ‬
‫و(حَيدى) وهكذا في بقية ما أخرجه النحويون‪.‬‬
‫(ص َورى) َ‬ ‫و(حيدان)‪ ،‬وكذا في نحو َ‬
‫إن اإلعالل هو المشهور في‬
‫حد وصف المسألة لسلمنا من هذه المآخذ‪ ،‬لذانقول‪ّ :‬‬
‫ولو ّأننا وقفنا عند ّ‬
‫الصورة التي ذكرها النحويون (إذا تحركت الواو أو الياء وانفتح ما قبلهما قلبتا ألفا)‪ ،‬وبعض العرب ال‬
‫أن بعض العرب تع ّل‬ ‫تع ّل ما ورد على هذه الصورة من الكلمات‪ ،‬ويشجعنا على المضي في هذا الرأي ّ‬
‫ما في آخره (ألف ونون) زائدة في األسماء‪ ،‬وقد ذكر ذلك سيبويه(‪ ،)61‬وكثير من النحويين(‪ .)62‬وكذا‬
‫فإن بعض العرب ال تع ّل ما حقّه اإلعالل بالعلّة السابقة‪ ،‬مع تحقق شروطه‪ ،‬وقد قُ ِرئ َ‬
‫(ع ْورات) في‬ ‫ّ‬

‫‪ )?(57‬ينظر‪ :‬شرح المفصل‪ ،433-5/432 ،‬والممتع ‪ ،317:‬وأوضح المسالك‪.396-4/394 :‬‬


‫‪ )?(58‬المنهج الصوتي للبنية العربية ‪.194:‬‬
‫‪ )?(59‬المنهج الصوتي للبنية العربية ‪.195-194:‬‬
‫‪ )?(60‬ينظر‪ :‬أسس علم اللغة‪ ،‬ماريو باي ‪.81:‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪22‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫ث عوۡ ٰر ٖ ۚ‬ ‫ٰ‬
‫ت لَّ ُكمۡ لَيۡ َ‬
‫(‪)64‬‬ ‫(‪)63‬‬
‫احۢ﴾ بفتح الواو في (عورات) ‪ ،‬وقد‬‫س َعلَ ۡي ُكمۡ َواَل َعلَ ۡي ِهمۡ ُج َن ُ‬ ‫قوله تعالى‪﴿ :‬ثَلَ ُ َ َ‬
‫تحركت الواو وانفتح ما قبلها ولم تُع ّل بقلبها ألفا‪ .‬قال ابن خالويه (ت‪370‬ه)‪ :‬قرأ "ثالث عورات ابن‬
‫أبي اسحاق‪ ،‬قال ابن خالويه سمعت ابن األنباري يقول‪ :‬قرأ به األعمش‪ .‬وسمعت ابن مجاهد يقول هو‬
‫ضات‪،‬‬
‫لحن‪ ،‬فإن جعله لحنا وخطأ من قبل الرواية وإ ال فله مذهب في العربية بنو تميم تقول‪َ :‬ر َو َ‬
‫وع َو َرات‪ ،‬وسائر العرب باإلسكان‪ ،‬وهو االختيار لئال تنقلب الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما‬ ‫وجو َازات‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫ون ِإ َّن ُب ُيوتََنا َع ْو َرةٌ َو َما ِه َي ِب َع ْو َر ٍة ﴾ قُ ِرئت‬
‫(‪)66‬‬
‫(عو َرة) في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬يقُولُ َ‬
‫)‬ ‫‪65‬‬‫(‬
‫قبلها" ‪ .‬ومثله ْ‬
‫(‪)67‬‬
‫فإن اإلعالل لغة أكثر‬ ‫تقدم ّ‬ ‫تحركت وانفتح ما قبلها ولم تع ّل‪ .‬فعلى ما ّ‬ ‫(ع ِو َرة) بكسر الواو ‪ ،‬فقد ّ‬‫َ‬
‫فإن المتكلّم بمستوى العربية الفصحى‬ ‫العرب‪ ،‬وهو المشهور‪ ،‬والتصحيح لغة بعض العرب منهم تميم‪ّ ،‬‬
‫له أن يجري اإلعالل بهذه العلّة‪ ،‬أو ال يجريه عند استيفاء شروطه‪ ،‬ولك ّلٍ وجهٌ في العربية‪.‬‬

‫‪ -4‬حقيقة إبدال الهاء همزة في (آل)‪:‬‬


‫أن الهاء قلبت فيها همزة‪ ،‬فالهاء حرف مهموس‬
‫ليست كثيرة هي األلفاظ التي ذكر النحويون ّ‬
‫مهتوت ضعيف‪ ،‬مخرجه من أقصى الحلق(‪ ،)68‬وهو يخالف الهمزة في صفاته‪ ،‬وإ ن كان مخرجه من‬
‫مخرجها‪ ،‬وقد حكى النحويون ألفاظاً وقع فيها إبدال الهاء همزة‪ ،‬منها‪ :‬ماء‪ ،‬وأصلها (موه)‪ ،‬و(آل)‬
‫(أول)‪ .‬وسنقف عند قلب‬‫أن أصلها َ‬‫وأصلها (أهل) قلبت فيها الهاء همزة على رأي‪ ،‬ويرى آخرون ّ‬
‫الرضي بها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الهاء همزة في (آل) لتعلّق استدالل‬
‫ثم آل‪-‬بقلب الهمزة ِألفاً‪ -‬وذلك ّ‬
‫ألنه لم‬ ‫ثم أْال‪-‬بقلب الهاء همزة‪ّ -‬‬
‫الرضي‪" :‬قيل‪ :‬آل أصله أهل‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫قال‬
‫ألنهم‬
‫يثبت قلب الهاء ألفاً وثبت قلبها همزة‪ ،‬فالحمل على ما ثبت مثله ْأولى‪ ،‬وقال الكسائي‪ :‬أصله َأول؛ ّ‬

‫‪ )?(61‬ينظر‪ :‬الكتاب‪.4/363 :‬‬


‫المفصل‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )?(62‬ينظر‪:‬شرح السيرافي‪،5/270:‬ومختصر في شواذ القرآن من كتب البديع‪،‬ابن خالويه ‪،104:‬شرح‬
‫‪ ،5/347‬وشرح األشموني‪.4/447 :‬‬
‫‪ )?(63‬من سورة النور‪.58 :‬‬
‫‪ )?(64‬ينظر‪ :‬معاني القرآن وإ عرابه‪ ،4/52 :‬ومجمع البيان‪ ،‬الطبرسي‪ ،18/71 :‬وزاد المسير‪ ،‬ابن الجوزي‪،6/61 :‬‬
‫والبيان في غريب إعراب القرآن‪ ،2/199 :‬وإ عراب القراءات الشواذ‪ ،‬العكبري‪.2/191 :‬‬
‫‪ )?(65‬مختصر في شواذ القرآن ‪.104:‬‬
‫‪ )?(66‬من سورة األحزاب‪.13 :‬‬
‫الفراء‪ ،2/337 :‬والمحتسب‪ ،2/179 :‬ومختصر في شواذ القرآن‪.119 :‬‬‫(?) ينظر‪ :‬معاني القرآن‪ّ ،‬‬
‫‪67‬‬

‫‪ )?(68‬ينظر‪ :‬سر صناعة اإلعراب‪ ،2/551 :‬واألصوات اللغوية ‪ ،78-77:‬ودراسات في علم اللغة ‪،110-109:‬‬
‫والدراسات اللهجية والصوتية ‪.113:‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪23‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫(‪)69‬‬
‫أن للنحويين مذهبين في قلب الهاء همزة في آل‪:‬‬
‫الرضي ّ‬
‫ّ‬ ‫يؤولون إلى أصل" ‪ .‬ذكر‬
‫ثم ُأبدلت الهاء همزة لقربها في المخرج‪ ،‬فصارت‪:‬‬ ‫أن أصلها (أهل) ّ‬ ‫األول‪ :‬مذهب جمهور النحويين ّ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫ألنه لم يثبت قبلها ِألفا‪ )70(,‬وكان‬
‫ثم أبدلت الثانية ِألفا‪ ،‬فأصبحت (آل)‪ ،‬ولم تقلب الهاء ألفا مباشراً؛ ّ‬
‫َأْأل‪ّ ،‬‬
‫اهلل‪ ،‬وآل رسوله‪،‬‬ ‫جني أكثر النحويين تحمساً لهذا الرأي‪ ،‬قال‪" :‬ومن ذلك قولهم‪ :‬آل‪ ،‬كقولنا‪ :‬آل ِ‬ ‫ابن ّ‬
‫فلما توالت همزتان أبدلوا الثانية‬
‫ثم أبدلت الهاء همزة‪ ،‬فصارت في التقدير‪َ( :‬أْأل)‪ّ ،‬‬
‫ّإنما أصلها (أهل) ّ‬
‫ثم‬
‫زعمت ّأنهم قلبوا الهاء همزة‪ّ ،‬‬
‫َ‬ ‫وآز َر‪ .‬فإن قيل‪َ :‬وِل َم‬
‫آمن‪َ ،‬‬
‫ألفا‪ ،‬كما قالوا‪ :‬آدم وآخر‪ ،‬وفي الفعل‪َ :‬‬
‫ً‬
‫أن الهاء لم‬
‫قلبوها ألفا فيما بعد‪ ،‬وما أنكرت من أن يكونوا قلبوا الهاء ألفا في ّأول الحال؟ فالجواب‪ّ :‬‬
‫تقلب ألفا في غير هذا الموضع فيقاس هذا هنا عليه‪ ،‬وإ ّنما تقلب الهاء همزة في ماء على الخالف فيما‬
‫فإن األلف لو كانت‬‫ثم أبدلت الهمزة ألفا‪ .‬وأيضا ّ‬
‫سنذكره في موضعه‪ ،‬فعلى هذا أبدلت الهاء همزة‪ّ ،‬‬
‫الم ِلزم‪ ،‬دون أن تكون منقلبة عن الهمزة المنقلبة عن الهاء‬
‫منقلبة عن الهاء في ّأول أحوالها‪ ،‬كما زعم ُ‬
‫ت‬‫ص َر ْف َ‬
‫على ما قدمناه‪ ،‬لجاز أن يستعمل (آ ُل) في ك ّل موضع يستعمل فيه (أهل)‪ ،‬أال تراهم يقولون‪َ :‬‬
‫وجوهَ القوم‪ ،‬وُأجوهَ القوم‪ ،‬فيبدلون الهمزة من الواو ويوقعونها في البدل في جميع مواقعها قبل البدل‪...‬‬
‫ولو كانت ألف (آل) بدال من هاء (أهل) لَقيل‪ :‬انصرف إلى آلك‪ ،‬كما يقال‪ :‬انصرف إلى أهلك‪ ،‬ولَقيل‪:‬‬
‫األشرف‬
‫َ‬ ‫فلما كانوا يختصون باآلل‬ ‫مما يطول ذكره‪ّ ،‬‬ ‫ك واللي َل‪ ،‬وغير ذلك ّ‬ ‫آلك واللي َل‪ ،‬كما يقال‪ :‬أهل َ‬
‫واللهم ص ّل على محمد‬
‫ّ‬ ‫األخص دون الشائع األعم‪ ،‬حتى ال يقال إال في نحو قولهم‪ :‬القُّراء آل اهلل‪،‬‬ ‫ّ‬
‫(‪)71‬‬
‫يما َن ُه﴾ ‪ .‬وكذلك ما أنشده أبو العباس‬ ‫ِإ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ال َر ُج ٌل ُمْؤ م ٌن م ْن آل ف ْر َع ْو َن َي ْكتُ ُم َ‬
‫وعلى آل محمد‪َ ﴿ ،‬وقَ َ‬
‫للفرزدق‪:‬‬
‫َن َج ْو َت ولم َي ْم ُنن عليك طالق ًة ‪ ...‬يسوى َر ِب ِذ التقريب من آل أعوجا‬
‫(‪)72‬‬

‫ألن (أعوج) فرس مشهور عند العرب‪ ،‬فلذلك قال‪ :‬آل أعوج‪ ،‬وال يقال‪ :‬آل الخياط‪ ،‬كما يقال‪:‬‬ ‫ّ‬
‫أن األلف فيه ليست بدال من‬
‫أهل الخياط‪ ،‬وال آل اإلسكاف‪ ،‬كما يقال‪ :‬أهل اإلسكاف‪ .‬د ّل ذلك على ّ‬
‫األصل‪ّ ،‬إنما هي بدل من بدل من األصل"(‪.)73‬‬

‫‪ )?(70‬ينظر‪:‬معاني القرآن لألخفش ‪ ,224:‬مشكل إعراب القران ‪, 1/133:‬وشرح التصريف الملوكي ‪. 279:‬‬
‫مرة ‪ :‬المعجم المفهرس أللفاظ القرآن‪-97:‬‬
‫(?) من سورة غافر‪ .28 :‬وقد وردت لفظة (آل) في القرآن خمسا وعشرين ّ‬
‫‪71‬‬

‫‪.98‬‬
‫‪ )?(72‬ديوان الفرزدق‪.1/117 :‬‬
‫‪ )?(73‬سر صناعة اإلعراب‪.102-1/100 :‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪24‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫أن له نظيراً‪ ،‬وهو قلبها همزة في‬
‫األول‪ّ ،‬‬
‫النص دليلين على قلب الهاء همزة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫جني في هذا‬
‫قدم ابن ّ‬‫ّ‬
‫أن الهاء لو كانت منقلبة عن ألف من ّأول أحوالها‪ ،‬لجاز أن تستعمل (آل)‬
‫ماء فأصلها (موه)‪ .‬واآلخر‪ّ ،‬‬
‫في ك ّل موضع تستعمل فيه (أهل)‪ ،‬والواقع اللغوي يشير إلى فرق بين اللفظين في االستعمال‪.‬‬

‫األول‪ ،‬فاستد ّل على أولوية قلب الهاء همزة في‬


‫جني ّ‬ ‫الرضي في استدالله على دليل ابن ّ‬ ‫ّ‬ ‫وقد اعتمد‬
‫ثم ُسهّلت الهمزة الثانية بقلبها ألفاً‪ ،‬وبيان هذا االستدالل ّأننا أمام صورتين‪ :‬إحداهما‪ ،‬تقلب فيه‬
‫(آل)‪ّ ،‬‬
‫أن الهاء‬
‫هاء (أهل) ألفا في ّأول أحوالها‪ ،‬فتصبح (آل)‪ ،‬وهذا ليس له نظير في كالم العرب‪ .‬واألخرى‪ّ ،‬‬
‫ثم تقلب الهمزة الثانية ألفا (آل)‪ ،‬وهذا له نظير في كالمهم‪ ،‬وهو قولهم‬
‫في (أهل) تقلب همزة (َأأْل)‪ّ ،‬‬
‫أن‬
‫جني قبله‪ ،‬فيحكم ّ‬
‫للرضي إال أن يقيم استدالله على ما أقامه عليه ابن ّ‬
‫ّ‬ ‫(ماء) فأصلها موه‪ .‬فما كان‬
‫ألن لها نظير‪ ،‬والمصير إلى ما له نظير ْأولى من المصير إلى ما ال نظير‬
‫الصورة الثانية ْأولى‪ّ ،‬‬
‫الرضي هنا‪ ،‬قائم على التفضيل بين‬
‫ّ‬ ‫له(‪ ،)74‬وقد أقام استدالله على هذه القاعدة التوجيهية‪ .‬واستدالل‬
‫أن الهاء منقلبة ألفا من ّأول أحوالها) داخل في دائرة‬
‫األول (وهو ّ‬
‫أن الطرف ّ‬ ‫الوجهين‪ ،‬فمعنى ذلك ّ‬
‫فاألولى هنا تفضيل‬
‫فاستحق األولوية بهذه الزيادة‪ْ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ولكن الطرف الثاني زاد عليه في الصحة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الصحة‪،‬‬
‫ّ‬
‫بين وجهين صحيحين‪.‬‬
‫األول‬
‫أما الدليل ّ‬
‫جني‪ّ ،‬‬ ‫وقد وقف النحويون قدماء ومحدثين عند هذين الدليلين اللّذين ذكرهما ابن ّ‬
‫أن له نظيراً‪ ،‬فقد توافق عليه النحويون(‪ ،)75‬ولم أقف على َمن أشكل عليه َّإلا(د‪ .‬حسام النعيمي)‬
‫وهو ّ‬
‫"أما احتجاجه بعدم النظير فإنه‬
‫أن هذا الموضع يؤدي إلى تكلّف وتعسف‪ ،‬قال‪ّ :‬‬ ‫من المحدثين‪ ،‬فهو يرى ّ‬
‫أن هذه‬
‫حجة ال ريب في ذلك‪ ،‬فإن يصار إلى ما له نظير ْأولى من أن يصار إلى ما ال نظير له‪ ،‬بيد ّ‬
‫الحجة ال ينبغي أن يصار إليها على ما أرى إذا أدى ذلك إلى تكلّف وتعسف‪ ،‬وعندي أنه ينبغي أن‬
‫تحدد القاعدة بأن حمل الشيء على ما له نظير ْأولى من حمله على ما ال نظير له إال إذا أدى الحمل‬
‫على النظير إلى التكلّف والتعسف‪ ،‬وقوله بأن األلف مبدلة عن همزة مبدلة عن هاء فيه تكلف‬
‫ظاهر"(‪.)76‬‬

‫للرضي‪.3/208 :‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )?(74‬ينظر‪ :‬شرح الشافية‬
‫‪ )?(75‬ينظر‪ :‬شرح التصريف الملوكي ‪.279:‬‬
‫‪ )?(76‬الدراسات اللهجية والصوتية ‪.113:‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪25‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫أما الدليل الثاني‪ ،‬وهو الفرق بين (أهل) و(آل) في المعنى‪ ،‬فقد كان محطَّ رحال النحويين ‪،‬‬
‫(‪)77‬‬
‫ّ‬
‫وأصحاب التفسير(‪ ،)78‬وأصحاب المعاجم(‪ ،)79‬وأصحاب الحديث(‪ ،)80‬وسنقف عنده بقدر تعلّق األمر‬
‫بالمسألة محل النقاش(‪.)81‬‬
‫ثم قلبت الهمزة ألفا‪ ،‬بدليل‬
‫أن (آل) أصلها (أهل)‪ ،‬قلبت الهاء همزة‪ّ ،‬‬
‫يرى أصحاب هذا الرأي ّ‬
‫فإن العرب تجعل اللفظ الذي فيه بدل من بدل مختصاً بشيء‬ ‫واألخص واألعظم‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫اختصاصها باألشرف‬
‫أن العرب‬ ‫أن األلف في آل بدل من الهمزة المبدلة من الهاء؛ ّ‬
‫"ومما يد ّل على ّ‬
‫بعينه‪ ،‬قال العكبري‪ّ :‬‬
‫لما كانت بدال من الواو المبدلة‬
‫أن تاء القسم ّ‬
‫تجعل اللفظ فيه بدل من بدل مختصاً بشيء بعينه‪،‬أال ترى ّ‬
‫‪ )?(77‬ينظر‪ :‬معاني القرآن‪ ،‬األخفش ‪ ،224:‬وسر صناعة اإلعراب‪ ،103-1/102 :‬ومشكل إعراب القرآن‪،1/133 :‬‬
‫واإلقناع في القراءات السبع‪ ،‬ابن الباذش‪ ،1/226 :‬والممتع في التصريف‪ ،1/349 :‬وشرح الكافية الشافية‪،2/954 :‬‬
‫وارتشاف الضرب‪ ،264-1/263 :‬والدر المصون‪.1/341 :‬‬
‫‪ )?(78‬ينظر‪ :‬تفسير الطبري‪ ،2/37 :‬والتفسير البسيط‪ ،‬الواحدي‪ ،490-2/489 :‬والكشاف‪ ،1/267 :‬ومجمع البيان في‬
‫تفسير القرآن‪ ،‬الطبرسي‪ ،1/141 :‬وتفسير الفخر الرازي‪ ،3/71 :‬وتفسير القرطبي‪ ،2/81:‬والبحر المحيط‪-1/344 :،‬‬
‫‪ ،345‬ومواهب الرحمن في تفسير القرآن‪ ،‬السبزواري‪ ،1/314 :‬والتحرير والتنوير‪.1/490 :‬‬
‫‪ )?( 79‬ينظر‪ :‬تهذيب اللغة‪ ،439-15/438 :‬مادة (آل)‪ ،‬ولسان العرب‪ ،31-11/30 :‬مادة (آل)‪.‬‬
‫القيم ‪،227:‬والقول البديع في الصالة على‬
‫(?) ينظر‪:‬جالء اإلفهام في فضل الصالة والسالم على خير األنام‪ ،‬ابن ّ‬
‫‪80‬‬

‫الحبيب الشفيع‪ ،‬السخاوي ‪.191:‬‬


‫أن المرجعية العقدية كانت وراء كثير من التوجيهات اللغوية ألصل (آل)‪ ،‬فقد وقع خالف في (آل محمد) هل هم‬
‫(?) يبدو ّ‬
‫‪81‬‬

‫أن (آل) محمد المقصود بهم اتباعه من زمنه إلى يوم الدين‪،‬‬‫أهل بيت النبي خاصة أو يدخل معهم نساؤه وقومه؟ فمن يرى ّ‬
‫بأن أصل (آل)‪ّ :‬أول‪ ،‬فـ(آل وأهل) عنده كلمتان مختلفتان‪ ،‬وقد نقل‬
‫ألنهم من أتباعه أيضا‪ ،‬تعلّق ّ‬
‫ويدخل فيهم أهل بيته؛ ّ‬
‫األزهري هذا الرأي عن ثعلب‪ ،‬قال‪" :‬وقال أحمد بن يحيى‪ :‬اختلف الناس في (اآلل)‪ ،‬فقالت طائفة‪ :‬آل النبي‪َ :‬من اتبعه‬
‫بأن (اآلل) إذا‬
‫قرابة كان أو غير قرابة‪ ،‬وآله‪ :‬ذو قرابته ُمتّبعا كان أو غير متبع‪ ،‬وقالت طائفة‪ :‬اآلل واألهل واحد‪ ،‬واحتجوا ّ‬
‫فكأن الهمزة هاء‪ ،‬كقولهم‪َ :‬هَن ْرت الثوب وأنرته‪ ،‬إذا جعلت له علما‪ .‬وروى الفراء عن الكسائي في‬
‫ُأهْيل‪ّ ،‬‬
‫ص ّغر قالوا‪َ :‬‬
‫ُ‬
‫تصغير (آل)‪ُ :‬أويل‪ .‬قال أبو العباس‪ :‬فقد زالت تلك العلّة وصار اآلل واألهل أصلين لمعنيين مختلفين‪ ،‬فيدخل في الصالة‬
‫كل من اتبع النبي (صلى اهلل عليه وسلّم) قرابة كان أو غير قرابة))‪ .‬تهذيب اللغة‪ ،15/438 :‬مادة (آل)‪ .‬وتبدو الصورة‬
‫أكثر تعصبا عند القرطبي‪ .‬ينظر‪ :‬تفسير القرطبي‪ .5/81 :‬ولم أر أكثر من هذا الكالم مجانبة للصواب وبعدا عن‬
‫أن (آل) الرسول هم قومه وأتباعه الذين آمنوا به في جميع العصور‪ .‬ويكفي لبيان خطل‬‫الموضوعية العلمية‪ ،‬فمعنى كالمهم ّ‬
‫أن (آل محمد) هم أهل بيته الذين ال تح ّل عليهم الصدقة‪ ،‬فهل يدخل قومه وأتباعه‬
‫هذا الرأي ما ُنقل من أحاديث عنه (ص) ّ‬
‫في (اآلل) فيصدق عليهم ّأنهم ال تح ّل عليهم الصدقة؟! ومن هذه األحاديث ما رواه البخاري في صحيحه‪ ،‬قال‪ :‬كان رسول‬
‫اهلل (ص) يؤتى بالنخل عند صرامة فيجيء هذا بتمره وهذا بتمره حتى يصير عنده كوماً من التمر‪ ،‬فجعل الحسن والحسين‬
‫عليهما السالم يلعبان في ذلك التمر‪ ،‬فأخذ أحدهما تمرة جعلها في فيه‪ ،‬فأخرجها رسول اهلل (ص) من فيه‪ ،‬وقال‪" :‬أما علمت‬
‫أن‬
‫أن آل محمد ال يأكلون الصدقة))‪ .‬ورواه مسلم قال‪ّ " :‬إنا ال تح ّل لنا الصدقة))‪ .‬وذكر ابن الجوزية أحاديث ُأخر في ّ‬
‫ّ‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪26‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫لما‬
‫من تاء القسم لم تدخل على اسم(اهلل) تعالى‪ ،‬ولم تدخل على غيره من األسماء الظاهرة‪ ...‬فكذلك آل ّ‬
‫فيقال‪:‬آل اهلل وآل السلطان‪ ،‬بخالف(األهل) الذي يضاف إلى الشريف‬ ‫لم ُيضف إال إلى الشريف‪ُ ،‬‬
‫أن األلف فيه بدل من الهمزة المبدلة من الهاء كما تقدم"(‪.)82‬‬
‫وغيره‪،‬د ّل ذلك على ّ‬
‫أخص من (أهل) في المعنى‪ ،‬بدليل ما نقلوه‬ ‫ّ‬ ‫أن (آل)‬‫كنا نتفق مع أصحاب هذا الرأي على ّ‬
‫وإ ن ّ‬
‫ألنهم الشهود الوحيدون على اللغة‪-‬بحسب تعبير هنري فليش(‪ -)83‬إاّل ّأننا نرى ّأنه ال شأن‬
‫عن العرب؛ ّ‬
‫لهذا الفرق في المعنى بأن يكون الحرف مبدال من حرف مباشرة‪ ،‬أو أن يكون مبدال من حرف مبدال‬
‫(‪)84‬‬
‫(ُأهْيل)‪ ،‬والتصغير‬
‫صغر على َ‬
‫بأن (آل) تُ ّ‬
‫هو من حرف آخر ‪ .‬وقد استد ّل أصحاب هذا الرأي أيضا‪ّ ،‬‬
‫(‪)85‬‬
‫أن أصل األلف هاء‪.‬‬
‫يرد األشياء إلى أصولها ‪ ،‬فد ّل على ّ‬
‫ّ‬
‫وقد نُسب هذا الرأي إلى سيبويه‪ ،‬قال السمين الحلبي(ت‪756‬ه)‪":‬و آل اختُلف فيه على ثالثةِ أقوال‪:‬‬
‫ثم‬
‫إن أصله أه ٌل‪ ،‬فأبدلت الهاء همزة لقربها منها‪ ،‬كما قالوا‪ :‬ماء‪ ،‬وأصله ماه‪ّ ،‬‬
‫قال سيبويه أتباعُه‪ّ :‬‬
‫أن سيبويه لم يذكر إبدال الهاء همزة‪ ،‬ولكن‬
‫والحق ّ‬
‫ّ‬ ‫أبدلت الهمزة ألفاً لسكونها بعد همزة مفتوحة‪.)86("...‬‬
‫ذكر إبدال الهمزة هاء(‪ ،)87‬وأنكر أكثر النحويين نسبة هذا الرأي إلى سيبويه(‪.)88‬‬
‫(آل يؤول)‪ ،‬قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها‪،‬‬
‫(أول) من َ‬
‫أن أصلها َ‬‫‪ -‬الثاني‪ ،‬مذهب الكسائي‪ّ ،‬‬
‫(‪)89‬‬
‫أن ألف (آل) بدل‬ ‫(ُأوْيل) ‪ ،‬ووافقه ابن الباذش(ت‪540‬ه) قال‪":‬ال يثبت ّ‬
‫وحكى الكسائي في تصغيرها َ‬
‫ألن األهل القرابة‪ ،‬واآلل‬
‫ألن معنى(آل)غير معنى (أهل)‪ّ ،‬‬ ‫من هاء أهل وال من همزة مبدلة من هاء؛ ّ‬
‫من َيؤول إليك في قرابة أو رأي أو مذهب‪ ،‬وإ ّنما ألف (آل) مبدلة من واو كما ّبين الكسائي ذلك‬
‫حيان األندلسي(‪.)92‬‬ ‫(‪)91‬‬
‫وحكي عن يونس تصغير آل على ُأويل ‪ ،‬وصححه أبو ّ‬
‫(‪)90‬‬
‫بالرواية عن العرب" ‪ُ .‬‬
‫رد الزائد إلى أصله‪،‬‬
‫إن حجة أصحاب هذا الرأي ّأنه ورد تصغيرها على (ُأويل)‪ ،‬والتصغير ّ‬
‫ّ‬
‫رده بعض‬
‫أما احتجاجهم بتصغيرها على (ُأويل) فقد ّ‬
‫وأيضا للفرق في المعنى بين (آل) و(أهل)‪ّ ،‬‬
‫خاصة‪ ،‬وهم وحدهم الذين ال تح ّل عليهم الصدقة‪ .‬ينظر‪ :‬صحيح البخاري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أن (آل محمد) هم أهل بيته‬
‫الرسول صرح ّ‬
‫‪ ،362‬رقم (‪ ،)1485‬وصحيح مسلم‪ ،2/751 :‬رقم (‪ ،)1069‬وجالء اإلفهام ‪.241-240:‬‬
‫‪ )?(82‬ينظر‪ :‬الممتع‪.1/350 :‬‬
‫‪ )?(83‬ينظر‪ :‬العربية الفصحى ‪.203:‬‬
‫‪ )?(84‬ينظر‪ :‬الدراسات اللهجية والصوتية ‪.114:‬‬
‫‪ )?(85‬ينظر‪ :‬سر صناعة اإلعراب‪ ،1/101 :‬ومشكل إعراب القرآن‪ ،1/137 :‬والبيان في غريب إعراب القرآن‪،1/81 :‬‬
‫وشرح التصريف الملوكي ‪ ،278:‬والممتع‪ ،1/349 :‬وارتشاف الضرب‪.1/264 :‬‬
‫‪ )?(86‬الدر المصون‪.1/341 :‬‬
‫‪ )?(87‬ينظر‪ :‬الكتاب‪.4/285 :‬‬
‫‪ )?(88‬ينظر‪ :‬اإلقناع في القراءات السبع‪ ،1/226 :‬وارتشاف الضرب‪ ،1/264 :‬والمجيد في إعراب القرآن المجيد ‪.240:‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪27‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫(‪)93‬‬
‫يردوا‬
‫النحويين ‪ ،‬قال العكبري‪" :‬قال بعضهم‪ :‬أويل‪ ،‬فأبدل األلف واواً ولم يرده إلى األصل‪ ،‬كما لم ّ‬
‫(‪)94‬‬
‫ألن‬
‫أما احتجاجهم بالفرق في المعنى بين (آل) و(أهل) فال يسلم لهم؛ ّ‬
‫عيدا في التصغير إلى أصله" ‪ّ .‬‬ ‫ً‬
‫األول قالوا بالفرق في المعنى بين اللفظين وعلّلوا ذلك بتخصصه باألقرب واألشرف‬
‫أصحاب الرأي ّ‬
‫أن (آل) اختصت باألشرف واألقرب ما نقله الطبرسي (ت‪548‬ه) عن أبي عبيدة‬ ‫ومما يؤيد ّ‬
‫واألخص‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫(ت‪210‬ه)‪ ،‬قال‪" :‬وقال أبو عبيدة‪ :‬سمعت أعرابياً فصيحاً يقول‪ :‬أهل مكة آل اهلل‪ ،‬فقلنا‪ :‬ما تعني‬
‫بذلك؟ قال‪ :‬أليسوا مسلمين؟ المسلمون آل اهلل‪ .‬قال‪ :‬وإ ّنما يقال‪ :‬آل فالن للرئيس والمتّبع‪ ،‬وشبه مكة؛‬
‫فإن آل الرجل أهل بيته‬
‫ألنها أم القرى‪ ،‬ومثل فرعون في الضاللة واتّباع قومه له‪ ،‬فإذا جاوزوا هذا ّ‬ ‫ّ‬
‫خاصة"(‪.)95‬‬
‫ّ‬ ‫خاص ة‪ ،‬فقلنا له‪ :‬أفتقول لقبيلته آل فالن؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬إال آل بيته‬
‫ّ‬
‫أن (آل) أصلها (أهل)‪ ،‬وأيضا تخصصت باألشرف واألقرب؛‬ ‫األول ّ‬
‫ونحن نتفق مع أصحاب الرأي ّ‬
‫ألنهم نقلوا ذلك عن العرب‪ ،‬وهم مأمونون على ما نقلوا مبحوث معهم فيما قالوا‪ ،‬ولكن ال نرى حاجة‬
‫ّ‬
‫إن الهاء استحالت ألفاً‪،‬‬
‫تحول الهمزة إلى ألف‪ ،‬بل نكتفي بالقول‪ّ :‬‬
‫ثم ّ‬‫بتحول الهاء إلى همزة‪ّ ،‬‬
‫إلى القول ّ‬
‫رت رددته إلى أصله‬ ‫ثم أبدل من الهاء ألف‪ ،‬فإن َّ‬
‫صغ َ‬ ‫وهو رأي النحاس‪ ،‬قال‪" :‬األصل في (آل) أهل‪ّ ،‬‬
‫حيان رأياً مستقال(‪ .)98‬ويمكن تفسير هذا وفق‬
‫وعده أبو ّ‬
‫(‪)97‬‬ ‫(‪)96‬‬
‫ُأهْيل" ‪ ،‬وكذا قال الزمخشري ‪ّ ،‬‬‫فقلت‪َ :‬‬
‫َ‬
‫ثم حذفت الهاء وطال زمن النطق بالفتحة التي‬
‫فإن األصل (أهل) ّ‬ ‫معطيات الدرس الصوتي الحديث؛ ّ‬
‫بعد الهمزة حتى استحالت فتحة طويلة (ألفاً)‪ ،‬وبيان ذلك‪:‬‬
‫ء ـ ـ ـ ــَـ ـ ـ ه×‪ /‬ل ـ ـ ـ ـ ـ ـُ ـ ن‬ ‫←‬ ‫َأه ٌل‬
‫ء ـًـ ــ‪ /‬ل ـ ـُ ـ ن‬ ‫←‬ ‫َأا ٌل‬

‫‪ )?(89‬ينظر‪ :‬إعراب القرآن‪ ،1/223 :‬واإلقناع في القراءات السبع‪ ،1/226 :‬والتبيان‪ ،1/52 :‬وارتشاف الضرب‪:‬‬
‫‪ ،1/264‬والدر المصون‪.1/341 :‬‬
‫‪ )?(90‬اإلقناع في القراءات السبع ‪.226:‬‬
‫‪ )?(91‬ينظر‪ :‬ارتشاف الضرب‪.1/264 :‬‬
‫‪ )?(92‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.4/1817 :‬‬
‫‪ )?(93‬ينظر‪ :‬شرح التسهيل‪ .3/343 :‬قال ابن مالك‪" :‬وقالوا أيضا في تفسير (آل)‪ :‬أويل‪ ،‬فاعتبروا فيه اللفظ متناسين‬
‫األصل))‪.‬‬
‫‪ )?(94‬التبيان‪.1/52 :‬‬
‫‪ )?(95‬مجمع البيان‪ ،‬الطبرسي‪.1/141 :‬‬
‫‪ )?(96‬إعراب القرآن‪ ،1/223 :‬وينظر‪ :‬الدر المصون‪.1/341 :‬‬
‫‪ )?(97‬ينظر‪ :‬الكشاف‪.1/267 :‬‬
‫‪ )?(98‬ينظر‪ :‬البحر المحيط‪.1/344 :‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪28‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫التحوالت التي في طرف البنية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫األولى في‬
‫ثانياً‪ْ :‬‬
‫‪ -1‬قلب الواو ياء إذا وقعت طرفاً رابعة فصاعداً‪:‬‬
‫أن الواو تقلب ياء قياساً في عشرة مواضع‪ ،‬وهي‪ :‬أن تقع الياء بعد كسرة طرفاً‪،‬‬‫تقرر عند العلماء ّ‬‫ّ‬
‫أو تقع عيناً لمصدر ُأعلّت فيه وقبلها كسرة‪ ،‬وبعدها ألفا‪ .‬أو أن تقع عينا لجمع تكسير صحيح الالم‬
‫وقبلها كسرة‪ ،‬أو أن تلي كسرة وهي ساكنة مفردة‪ ،‬أو تلتقي هي والياء في كلمة واحدة‪ ،‬والسابق فيهما‬
‫ساكن متأصل‪ ،‬أو أن تكون الما لفُعلى‪ ،‬أو أن تكون الم مفعول ماضيه على (فَ ِعل) بكسر العين‪ ،‬أو أن‬
‫تكون الم مفعول جمعاً‪ ،‬أو أن تكون عيناً (لفُعَّل) جمع تكسير صحيح الالم‪ ،‬أو أن تقع طرفا رابعة‬
‫فصاعدا(‪ .)99‬ويعنينا في هذه المسألة الحال التي تقع فيها الواو طرفاً رابعة فصاعداً‪.‬‬
‫الرضي‪" :‬و ّإنما قلبت الواو المذكورة ياء لوقوعها موضعاً يليق به الخفة؛ لكونها رابعة‬
‫ّ‬ ‫قال‬
‫ومتطرفة وتع ّذر غاية التخفيف‪ ،‬أعني قلبها ألفا لسكونها لفظاً أو تقديراً كما ذكرنا‪ ،‬فقلبت إلى حرف‬
‫أخف من الواو‪ ،‬وهو الياء‪ ،‬وقيل‪ّ :‬إنما قلبت الواو المذكورة ياء النقالبها ياء في بعض التصرفات‪،‬‬
‫ُأغري وُأغازي‪ ...‬ولو كان قلب الواو ياء في المضارع يوجب‬‫فإن مضارعها‪ْ :‬‬ ‫ت‪ّ ،‬‬ ‫وغاز ْي ُ‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫أغر ْي ُ‬
‫نحو‪َ :‬‬
‫ت‪،‬‬
‫قلبها في الماضي ياء لكان قلبها ياء في نفس الماضي ْأولى باإليجاب‪ ،‬فكان ينبغي أن يقال‪َ :‬غ َز ْي ُ‬
‫لقولهم ُغزي‪ ،‬وأيضاً المضارع فرع الماضي لفظاً فكيف انعكس األمر؟"(‪.)100‬‬
‫أما‬
‫الرضي لقلب الواو ياء‪ ،‬إذا كانت رابعة طرفاً شرطين‪ :‬أحدهما‪ّ ،‬أنه ال يجوز قلبها ألفاً‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫يشترط‬
‫أغ َز ْيت‪ ،‬أو للّبس‪ ،‬نحو‪ُ :‬ي ْغ َزَيان‪ .‬واآلخر‪ّ ،‬أنه ال يجيء بعدها حرفاً الزماً يجعلها في‬
‫لسكونها‪ ،‬كما في ْ‬
‫حكم الوسط‪ ،‬نحو‪ :‬مذروان(‪ .)101‬وتقع مسائل هذه العلّة في موضعين‪:‬‬
‫األول‪ ،‬الفعل الماضي المعت ّل اآلخر بألف أصلها الواو الزائدة على ثالثة أحرف عند إسناده إلى‬
‫‪ّ -‬‬
‫(أعطيت)‪ ،‬واألصل‪:‬‬
‫ُ‬ ‫متحرك‬
‫ّ‬ ‫متحرك‪ ،‬نحو‪ :‬أعطى‪ ،‬فيقال عند إسناده إلى ضمير رفع‬ ‫ّ‬ ‫ضمير رفع‬
‫الرضي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وت‪ ،‬وهذا هو الذي أشار إليه‬
‫يت‪ ،‬واألصل فيه‪ :‬ز ّك ُ‬
‫(أعطوت)‪ ،‬ومثله‪( :‬ز ّكى) يقال فيه‪ :‬ز ّك ُ‬
‫ُ‬
‫وقد حمل النحويون هذا اإلعالل على المضارع‪ ،‬إذ تقلب فيه الواو ياء‪ ،‬وهذا توجيه أغلب‬
‫النحويين(‪ .)102‬قال سيبويه‪" :‬هذا باب ما يلزم الواوَ فيه بدلُ الياء‪ ،‬وذلك إذا كانت فََعْل ُ‬
‫ت على خمسة‬

‫‪ )?(99‬ينظر‪ :‬النحو الوافي‪ ،‬عباس حسن‪ ،718-4/713 :‬والمنهج الصوتي للبنية العربية ‪.188-187:‬‬
‫للرضي‪.167-3/166 :‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )?(100‬شرح الشافية‬
‫‪ )?(101‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.3/166 ،‬المذروان ‪ :‬طرفا األلية ‪.‬‬
‫‪ )?(102‬ينظر‪ :‬شرح السيرافي‪ ،309-5/308 :‬والتكملة ‪ ،599:‬والتصريف الملوكي ‪ ،191:‬والمنصف‪،165-2/164 :‬‬
‫ونزهة الطرف في علم الصرف‪ ،‬الميداني ‪ ،35:‬والوجيز في علم التصريف‪ ،‬األنباري‪ ،48:‬والتتمة في التصريف‪ ،‬ابن‬
‫القبيصي ‪ ،108:‬وشرح التصريف الملوكي ‪.474-472:‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪29‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫ياء‬
‫وسألت الخليل عن ذلك فقال‪ّ :‬إنما قُلبت ً‬
‫ُ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫واستَْر َش ْي ُ‬
‫ت ْ‬ ‫وغاز ْي ُ‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫أغ َر ْي ُ‬
‫أحرف فصاعداً‪ .‬وذلك قولك‪ْ :‬‬
‫ت على األصل وقد ُأخرجت ُي ْف ِعل إلى‬
‫قلت‪ :‬يُ ْف ِع ُل لم تثبت الواو للكسرة‪ ،‬فلم يكن ليكون فَ َعْل ُ‬ ‫ألنك إذا َ‬ ‫ّ‬
‫ِ (‪)103‬‬
‫بأن‬
‫فيوضح مراده ّ‬ ‫ّ‬ ‫ون ْفعل" ‪ .‬ويجلي السيرافي ما في عبارة سيبويه من غموض‪،‬‬ ‫الياء‪ ،‬وُأ ْف ِعلُ وتُ ْف ِع ُل ُ‬
‫فالبد من كسر ما قبل آخر مستقبله‪ ،‬كقولك‪ :‬أكرم‬
‫ّ‬ ‫"الفعل متى كان ماضيه على أربعة أحرف فصاعدا‪،‬‬
‫كرم وقاتل يقاتل ودحرج يدحرج وكسر ِ‬
‫يكسر وانطلق ينطلِق وارتبط يرتبِط‪ ،‬وغيرها من األفعال التي‬ ‫ُي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ماضيها على أربعة أحرف أو أكثر‪ ،‬فإذا كان الم الفعل واوا فال محالة ّأنها تقلب ياء في المستقبل‪،‬‬
‫فلما انقلبت ياء‬
‫ألنك إذا وقفت عليها سكنت وقبلها كسرة فتقلب ياء كما انقلبت ياء ميزان وما أشبهه‪ّ ،‬‬‫ّ‬
‫في جميع المستقبل من أفعل وفاعل وسائر ما ذكرنا النكسار ما قبلها وسكونها في الوقف وجب قلبها‬
‫في جميع تصاريف الفعل"(‪.)104‬‬
‫أن الواو ّإنما ُأعلّت بقلبها ياء حمالً على المضارع‪ ،‬فمتى كان الفعل‬
‫فالذي عليه النحويون ّ‬
‫الماضي على أربعة أحرف ُبني المضارع منه بكسر ما قبل آخره‪ ،‬نحو‪:‬أكرم‪ ،‬المضارع منه ُي ِ‬
‫كر ُم‪،‬‬
‫فالبد من قلب الواو ياء لتجانس الكسرة قبلها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫فإذا كانت الم المضارع في هذه الصورة واواً‬
‫فلما كان ما قبل الواو‬ ‫ِ‬
‫نحو‪:‬استدعى‪ ،‬أصلها‪:‬استدعو والمضارع منها‪ :‬يستدعي‪ ،‬وأصله‪ :‬يستدعو‪ّ ،‬‬
‫مكسوراً قلبت الواو ياء للتجانس‪ ،‬فأصبحت يستدعي‪ ،‬وعليه حمل الفعل الماضي‪:‬استدعيت‪ ،‬واألصل‬
‫فيه استدعوت‪.‬‬
‫"إنما قلبت الواو المذكورة ياء النقالبها ياء في بعض‬
‫الرضي هذا التوجيه‪ ،‬قال‪ّ :‬‬ ‫ِ‬
‫يرتض‬ ‫ولم‬
‫ّ‬
‫(‪)105‬‬
‫ورده من وجهين‪ :‬أحدهما‪،‬‬
‫فإن مضارعها ُأغزي وُأغازي" ‪ّ .‬‬ ‫وغاز ْيت‪ّ ،‬‬
‫َ‬ ‫ت‬‫أغز ْي ُ‬
‫التصرفات‪ ،‬نحو‪َ :‬‬
‫ّأنه لو كان قلب الواو ياء في المضارع يوجب قلبها في الماضي ياء لكان قلبها ياء في الماضي ْأولى‬
‫أن المضارع فرع الماضي في االشتقاق فكيف ُحمل األصل على الفرع؟‬ ‫بالوجوب‪ .‬واآلخر‪ّ ،‬‬
‫بناء على سلب حكم ال على تثبيته‪ ،‬فقد رفض توجيه النحويين‬
‫باألولى ً‬
‫الرضي استدالله ْ‬
‫ّ‬ ‫وقد أقام‬
‫وأقام الدليل على بطالنه وعدم استقامته‪ ،‬وحاصل ما توصل إليه ّأنه إذا كان قلب الواو ياء في‬
‫ثم سيكون قلب الواو ياء في‬
‫المضارع يوجب قلبها في الماضي أيضاً‪ ،‬النكسار ما قبل آخره‪ ،‬ومن ّ‬
‫باألولى‪،‬‬
‫الماضي ْأولى النكسار ما قبل آخره‪ ،‬نحو‪ُ :‬غزي‪ ،‬فقد أزال هذه العلّة بطريقة االستدالل ْ‬
‫فاألولى‪ ،‬هنا‪ ،‬إلزالة حكم‪.‬‬
‫ْ‬

‫‪ )?(103‬الكتاب‪.4/393 :‬‬
‫‪ )?(104‬شرح السيرافي‪.309-5/308 :‬‬
‫الرضي‪.3/166 :‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )?(105‬شرح الشافية‪،‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪30‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫أن الواو ّإنما ُقِلبت ِألفاً في هذا الموضع‬
‫الرضي ّ‬
‫ّ‬ ‫معين تستدعي تثبيت غيره‪ ،‬فقد رأى‬
‫إن إزالة حكم ّ‬ ‫ّ‬
‫(‪)106‬‬
‫سنة اللغة على تخفيفها‪،‬‬
‫لوقوعها في موضع يليق به الحذف‪ ،‬وهو كونها رابعة طرفاً ‪ ،‬وقد جرت ّ‬
‫ألنه أخف من الواو والياء‪ ،‬فتعذر قلبها ألفا لسكونها لفظاً أو تقديراً‪ ،‬فلم‬
‫إما أن تُخفف بقلبها ألفا؛ ّ‬
‫فهي ّ‬
‫أخف في النطق‪.‬‬‫أخف من الواو‪ ،‬والمصير إليه يعني المصير إلى ما هو ّ‬ ‫ألنها ّ‬‫يبق إال أن تقلب ياء‪ّ ،‬‬
‫فإنه يهدف إلى االقتصاد بالجهد‪ ،‬أو ما‬
‫الرضي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫والدرس الصوتي الحديث يدعم ويؤيد ما ذهب إليه‬
‫(‪)107‬‬
‫الرضي مضى عليه (د‪.‬عبد الصبور شاهين)‪،‬‬
‫ّ‬ ‫إليه‬ ‫ذهب‬ ‫وما‬ ‫‪.‬‬ ‫يسميه المحدثون (قانون الجهد األق ّل)‬
‫مر ذكرها ‪: -‬‬
‫وإ ن لم يشر إلى ذلك‪ ،‬قال ‪ -‬متحدثاً عن بعض مواضع قلب الواو ياء ومنها العلة التي َّ‬
‫أن‬
‫وبخاصة في نهاية الكلمة‪ ،‬إلى جانب ّ‬
‫ّ‬ ‫ألن الياء أيسر نطقاً من الواو‪،‬‬
‫"فقد قلبت فيها الواو ياء نظراً ّ‬
‫تعوده البدو من إيثار الواو‬
‫أن الكسرة كذلك‪ ،‬في مقابل ما ّ‬
‫الياء من خصائص النطق الحضري‪ ،‬كما ّ‬
‫والضمة‪ ،‬وحسبنا أن نذكر قاعدة المعاقبة بين الواو والياء‪ ،‬حيث يؤثر عن تميم نطق الصيغة بالواو‪،‬‬
‫ّ‬
‫وقوام‬
‫وصيام‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫صوام‬
‫على حين تنطقها قريش بالياء‪ ،‬وهذا هو الذي جعل للكلمات التالية روايتين‪ّ :‬‬
‫ونيام‪ ،‬فرواية الواو بدوية‪ ،‬ورواية الياء حضرية"(‪.)108‬‬
‫ونوام ّ‬
‫وقيام‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫أن علّة قلب الواو ياء هو وقوعها ساكنة بعد فتحة تلتها التاء‪ ،‬فثقلت‪،‬‬ ‫وقد ذهب بعض الباحثين إلى ّ‬
‫ألن انقالبها ألفاً سيش ّكل مقطعاً‬
‫البد من التخفيف عن طريق قلب الواو‪ ،‬فلم تقلب ألفاً؛ ّ‬
‫وكان ّ‬
‫(صامت‪+‬مصوت طويل‪+‬صامت) غير مرغوب فيه‪ ،‬وليس ذا موضعه(‪ .)109‬وال نجد في الماضي‬ ‫ّ‬ ‫مديداً‬
‫زيت)‬
‫(أغ ُ‬
‫متحرك‪ ،‬صورة لمقطع مديد‪ ،‬فمثال الفعل ْ‬
‫ّ‬ ‫المعتل الالم بالواو‪ ،‬إذا ُأسند إلى ضمير رفع‬
‫ت‪ ،‬وهذه الصورة عند قلب الواو ِألفاً تخلو من مقطع مديد إال في الوقف‪ ،‬وفي الوقف‬ ‫أغ َز ْو ُ‬
‫أصلها‪ْ :‬‬
‫يغتفر وجود هذا المقطع‪ ،‬وبيانها‪:‬‬
‫َأغ َزات‪ :‬ء ـ ــَـ غ‪ /‬ز ـً ـ ‪ /‬ت ـ ـُ ــ‪( .‬في حال الوصل)‪.‬‬
‫← ْ‬ ‫زوت‬
‫أغ ُ‬‫ْ‬
‫فالصورة كما هو واضح تخلو من المقطع المديد‪ ،‬ويمكن تحققه في الوقف‪ ،‬وبيانه‪:‬‬
‫(في حال الوقف)‪.‬‬ ‫َأغزات‪ :‬ء ـ ـَـ غ‪ /‬ز ـ ـًـ ـ ـ ت‪.‬‬
‫← ْ‬ ‫ت‬
‫َأغ َز ْو ُ‬
‫ْ‬
‫على أن المقطع المديد في حال الوقف يتحقق حتى مع قلب الواو ياء ‪ ,‬وبيانه ‪:‬‬
‫(في حال الوقف)‪.‬‬ ‫َأغزيت‪ :‬ء ـ ـَـ ـ غ‪ /‬زـ ـ ـٍ ـ ـ ت‪.‬‬
‫← ْ‬ ‫ت‬
‫َأغ َز ْو ُ‬
‫ْ‬

‫‪ )?(106‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.3/167 :‬‬


‫‪ )?(107‬ينظر‪ :‬دراسة الصوت اللغوي ‪.373-372:‬‬
‫‪)?(108‬المنهج الصوتي للبنية العربية ‪.190:‬‬
‫‪)?(109‬ينظر‪ :‬أثر اإلنسجام الصوتي في البنية اللغوية في القرآن الكريم‪ ،‬فدوى محمد حسان ‪.93:‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪31‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫فعلى هذا ال معنى للفرار من قلب الواو ِألفاً؛ ّ‬
‫ألننا سننتهي إلى ما فررنا منه مع قلبها ياء‪ .‬فقد‬
‫تبين عدم استقامة هذا التوجيه ‪.‬‬
‫ّ‬
‫الثاني‪ :‬في اسم المفعول من األفعال المنتهية ب ـ ــ(الواو) رابعة فصاعداً إذا اتصلت بها عالمة التثنية‪،‬‬
‫ألنها رابعة قبلها فتحة‪,‬‬
‫ياء؛ ّ‬
‫نحو‪ُ :‬معطى تُصبح ُمعطيان‪ ،‬واألصل فيها معطوان‪ّ ،‬إنما استحالت واوها ً‬
‫ويقال في مثله َّ‬
‫أن اسم المفعول ُحمل على اسم الفاعل ؛ إلنها في اسم الفاعل من غير الثالثي تكسر ما‬
‫قبل اآلخر‪ ،‬فإذا كانت واواً قلبت ياء‪ ،‬فحُمل اسم المفعول عليه‪ ،‬كما حمل الفعل الماضي المنتهي‬
‫متحرك على الفعل المضارع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ب ـ ــ(واو) رابعة فصاعداً عند إسناده إلى ضمير رفع‬
‫طرفا في اسم متم ّكن‪:‬‬
‫ً‬ ‫‪ -2‬قلب الواو المضموم ما قبلها ياء إذا وقعت‬
‫أن الواو المتطرفة المضموم ما قبلها في االسم المتم ّكن‪ ،‬إن كانت مشددة قويت‬
‫الرضي‪" :‬اعلم ّ‬
‫ّ‬ ‫قال‬
‫إما أن يجب القلب مع ذاك‪ ،‬أو يكون ْأولى‪ ،‬أو يكون تركه ْأولى‪ .‬فما يجب فيه قلبها‬
‫ثم‪ّ :‬‬
‫القوة‪ّ ،‬‬
‫بعض ّ‬
‫صفور من‬ ‫ي على وزن ُع ْ‬‫الضمة فيه على الواو أيضاً‪ ،‬كما تقول‪ُ :‬غ ْز ِو ّ‬
‫ّ‬ ‫شيئان‪ :‬أحدهما‪ ،‬ما تكون‬
‫ص ّي‪ ...‬وما‬‫كجاث وجثِي وعصاً وع ِ‬
‫ٍ‬ ‫القوة‪ .‬والثاني‪ ،‬جمع على فُُعول‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ ّ َ‬ ‫وي مفعول من ّ‬ ‫الغزو‪ ،‬ومنه َم ْق ّ‬
‫لكنه من باب فَ ِعل‬
‫الضمة فيه على الواو‪ّ ،‬‬‫ّ‬ ‫كان القلب فيه ْأولى ويجوز تركه‪ :‬فهو كل مَْفُعول ليس‬
‫فإنه أكثر من َم ْرضو‪ ،‬اتباعا للفعل الماضي‪ .‬وما كان ترك القلب فيه ْأولى ك ّل‬ ‫بالكسر‪ ،‬نحو‪ :‬مرْ ِ‬
‫ض ٍّي‪ّ ،‬‬ ‫َ‬
‫ومن قلب فإلعالل الفعل"(‪.)110‬‬ ‫وعتُّو‪َ ،‬‬
‫كجُب ّو ُ‬
‫مصدر على فُعُول ُ‬
‫تحولت فيه الواو لوقوعها‬
‫الرضي بعض المسائل‪ ،‬وما يعنينا منها مسألتان في ما ّ‬ ‫ّ‬ ‫نص‬
‫تتفرع عن ّ‬‫ّ‬
‫ِ‬
‫طرفا مضموما ما قبلها‪ ،‬وهما‪ :‬أ ‪ -‬الواو الواقعة الما لـ ــ(مفعول) من الفعل الثالثي على زنة (فَعل)‪،‬‬
‫مفردا‪ ،‬وسنأتي على بيان ك ّل‬
‫ً‬ ‫وليس الضمة فيه على واو‪ .‬ب ‪ -‬الواو الواقعة الماً ل ــ(فُعول) مصدراً‬
‫مسألة‪.‬‬
‫‪ -1‬الواو الواقعة الماً لـ ــ(مَْفُعول) من الفعل الثالثي على زنة (فَ ِعل)‪:‬‬
‫(م ْف ُعول ) من الفعل الثالثي المكسور العين المعتل الالم بالواو‪،‬‬ ‫يرى الرضي َّ‬
‫أن ما كان على زنة َ‬
‫األول‪ ،‬إعالل الواو بقلبها ياء‪ .‬واآلخر‪ ،‬إبقاء الواو على حالها دون إعالل‪،‬‬
‫يجوز فيه وجهان‪ّ :‬‬
‫ض َو على زنة فَ ِعل‪ ،‬والواو فيه طرف‪ ،‬فإذا أردنا أن نصوغ منه اسم‬ ‫ضي األصل فيه‪ :‬ر ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫فنحو‪َ :‬ر َ‬
‫األول نحن أمام صورة وقعت فيها الواو طرفاً قبل واو ساكنة‪،‬‬ ‫وو‪ ،‬فعلى الوجه ّ‬ ‫ض ٌ‬
‫مفعول قلنا‪َ :‬م ْر ُ‬
‫ضوياً‪ ،‬وقد اجتمعت الواو‬
‫والساكن ليس بحاجز حصين‪ ،‬فتقلب الواو األخيرة ياء‪ ،‬فتصبح‪َ :‬م ْر ُ‬
‫والياء‪ ،‬والسابق منهما ساكن‪ ،‬فالقاعدة الصرفية تقتضي في مثله أن تقلب الواو ياء‪ ،‬فأصبحت‪:‬‬

‫الرضي‪.171-3/170 :‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )?(110‬شرح الشافية‪،‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪32‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫(‪)111‬‬
‫ضّياً‪ ،‬ثم قلبت الضمة كسرة لمناسبة الياء‪،‬‬ ‫ثم أدغمت الياء في الياء‪ ،‬فأصبحت‪َ :‬م ْر ُ‬
‫ضيياً ‪ّ ،‬‬ ‫َم ْر ُ‬
‫بأنه األكثر في االستعمال‪.‬والوجه‬ ‫الرضي هذا الوجه ّ‬ ‫ض ّي) ‪ ,‬وقد وصف‬ ‫فانتهت إلى (مر ِ‬
‫ّ‬ ‫َْ‬
‫ض ّواً‪.‬‬
‫ضوو)فتدغم الواو في الواو فتصبح َم ْر ُ‬ ‫إعالل(م ْر ُ‬
‫َ‬ ‫اآلخر‪،‬أن تبقى الواو دون‬
‫كثير من النحويين(‪ ،)112‬وإ ن اختلفت توجيهاتهم‪ ،‬قال‬ ‫الرضي وحده‪ ،‬فقد سبقه إليه ٌ‬
‫ّ‬ ‫ولم يكن هذا رأي‬
‫ياء من غير الجمع [البيت لعبد بن َي ُغوث بن وقّاص الحارثي]‪:‬‬ ‫سيبويه‪" :‬وقال فيما ُقلبت الواو فيه ً‬
‫وقد َعِل َم ْت ِع ْرسي ُملَ ْيك ُة أ ّنني ‪ ...‬أنا اليث ّ‬
‫(‪)113‬‬
‫معديا عليه وعاديا‬
‫فجاءوا‬ ‫ض ٌّو‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫س ّنيةٌ‪ .‬وقالوا‪َ :‬م ْرض ٌّي‪ ،‬وإ ّنما أصله الواو‪ ،‬وقالوا‪َ :‬م ْر ُ‬ ‫ط ُر‪ ،‬وهي أرض مَ ْ‬ ‫الم َ‬
‫وقالوا‪َ :‬ي ْسنوها َ‬
‫به على األصل والقياس"(‪ .)114‬وقد أ ّكد (الزجاج) هذا المعنى‪ ،‬ونسبه إلى الخليل وسيبويه‬
‫ضيًّا﴾(‪" :)116‬ولو أتت‪:‬‬ ‫ان ِع ْن َد ر ِّب ِه مر ِ‬ ‫(‪)115‬‬
‫والبصريين ‪ .‬وقال (الفراء) في تفسير قوله تعالى‪َ ﴿ :‬و َك َ‬
‫َ َْ‬
‫مرضيا بنوه على‬ ‫ّ‬ ‫أن الرضوان بالواو‪ .‬والذين قالوا‪:‬‬ ‫ألن أصلها الواو‪ ،‬أال ترى ّ‬ ‫مرضوا كان صوابا؛ ّ‬ ‫ّ‬
‫ثمة فرقاً بين توجيه‬ ‫(‪)117‬‬ ‫ِ‬
‫أن ّ‬ ‫منا وقفة‪ ،‬إذ يبدو ّ‬ ‫وم ْرضُوَّا لغة أهل الحجاز" ‪ .‬وهنا‪ ،‬يتطلّب األمر ّ‬ ‫َرضيت َ‬
‫رضي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫نحو‪(:‬م‬
‫َ‬ ‫والفراء‪ ،‬على الرغم من ّأنهما أجازا اإلعالل والتصحيح‪ ،‬يعني ّأنهما أجازا‬ ‫سيبويه ّ‬
‫وعد األصل‬ ‫ض ّي‪ّ ،‬‬ ‫لكل منهما توجيه يخالف فيه اآلخر‪.‬ذكر سيبويه ّأنهم قالوا‪ :‬مر ِ‬ ‫ضو)‪ ،‬ولكن ٍ‬
‫َْ‬ ‫وم ْر ُ ّ‬
‫َ‬
‫ض ّو‪ ،‬فما وجه األصل عند سيبويه؟يبدو ّأنه أراد باألصل القاعدة‪ ،‬فهي والقياس تجريان‬ ‫والقياس‪:‬م ْر ُ‬
‫َ‬
‫سيبويه‪،‬أن األصل‬
‫ّ‬ ‫مشتق‪ ،‬وفي عرف البصريين‪ ،‬منهم‬ ‫ّ‬ ‫ألنه اسم مفعول‬
‫(مرضو)هو األصل؛ ّ‬ ‫ّ‬ ‫عد‬
‫على ّ‬
‫في االشتقاق هو المصدر(‪.)118‬‬
‫(مرضواً) قد صدر عن المصدر(رضوان)‪ ،‬فجاء صحيحاً دون‬‫ّ‬ ‫أن اسم المفعول‬
‫معنى ذلك ّ‬
‫إعالل‪ ،‬وهو على األصل والقياس بحسب عبارة سيبويه‪ ،‬كونه مشتقاً من المصدر‪ .‬ويشجعنا على‬
‫ني على‬
‫فب ّ‬
‫مرضو‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫تقدم‪ ،‬ما ذكره ابن المؤدب‪ ،‬قال‪" :‬وقد قيل‪:‬‬
‫تفسير كالم سيبويه‪ ،‬على الوجه الذي ّ‬
‫‪ )?(111‬ينظر‪ :‬شذى العرف في فن الصرف‪ ،‬الحمالوي ‪ ،143:‬والنحو الوافي‪ ،4/717 :‬والصرف‪ ،‬د‪.‬حاتم الضامن ‪:‬‬
‫‪.196‬‬
‫‪ )?(112‬الكتاب‪.3/385 :‬‬
‫‪)?(113‬نسبه ابن جني إلى عبد اهلل ابن يغوث ‪,‬أيضا‪ .‬ينظر‪ :‬سر صناعة اإلعراب‪.691 /2 :‬وشرحه النحاس ولم ينسبه‬
‫‪,‬ينظر شرح أبيات سيبويه‪.193:‬‬
‫‪ )?(114‬الكتاب‪.3/385 :‬‬
‫‪ )?(115‬ينظر‪ :‬معاني القرآن وإ عرابه‪.3/334 :‬‬
‫‪ )?(116‬من سورة مريم‪.55 :‬‬
‫‪ )?(117‬معاني القرآن‪ ،‬الفراء‪.170-2/169 :‬‬
‫‪ )?(118‬ينظر‪ :‬اإلنصاف‪ ،‬م(‪ ،1/235 :)28‬والبحث النحوي عند األصوليين‪ ،‬د‪.‬مصطفى جمال الدين ‪.86:‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪33‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫مرضي‪ ،‬بنوه‬ ‫أن الذين قالوا‪:‬‬ ‫(‪)119‬‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫لما ظهرت الواو في الرضوان ُعلم ّأنها من الواو" ‪ .‬على حين ّ‬ ‫األصل ّ‬
‫(‪)120‬‬
‫أن‬
‫الفراء فيرى ّ‬
‫أما ّ‬‫فبنيت على الظاهر" ‪ّ .‬‬ ‫ت) منها لم ُينطق فيها إال بالياء ُ‬
‫"ألن (فَ َعْل ُ‬
‫على الياء؛ ّ‬
‫مرضي‪ ،‬فقد جاء بالمصدر‬
‫ّ‬ ‫رضو) لغة أهل الحجاز‪ ،‬فقد جاءوا بالمصدر دون إعالل‪ ،‬ومن قال‪:‬‬
‫(م ّ‬ ‫َ‬
‫أن‬
‫أشتق من الفعل‪ ،‬وهذا ينسجم مع رأي الكوفيين في ّ‬
‫ّ‬ ‫الفراء‬
‫معاّل نظراً إلعالل فعله‪ ،‬فالمصدر عند ّ‬
‫األصل في االشتقاق هو الفعل(‪.)121‬‬
‫الفراء بلغة أهل الحجاز لم يرد‬
‫أن ما وصفه ّ‬ ‫والبد من اإلشارة إلى ما ذكره المستشرق (رابين) من ّ‬ ‫ّ‬
‫في القرآن الكريم‪ ،‬قال‪" :‬بالنسبة السم المفعول من األفعال الناقصة اليائية لدينا عبارة الفتة للنظر‬
‫ض ّو‪ ،‬وبالرغم من ذلك لم يقرأها أحد كذلك في‬ ‫مرضي‪ ٌ،‬قيل‪ّ :‬إنها في الحجاز َم ْر ُ‬
‫ّ‬ ‫فإنه بدال من‬ ‫للفراء‪ّ ...‬‬ ‫ّ‬
‫صِل ُح قَ ْد ُك َ‬ ‫ٰ‬
‫ادعى رابين‪ ،‬فقد قُرئ بهذه اللغة‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬قَالُواْ َي َٰ‬
‫)‬ ‫‪122‬‬ ‫(‬
‫نت‬ ‫القرآن" ‪ .‬والحقيقة خالف ما ّ‬
‫ِفي َنا مرج ًّوا﴾(‪ .)123‬وقد ذكر األشموني ّأنه قُرئ (مرضوة)(‪ )124‬في قوله تعالى‪﴿ :‬ار ِج ِعي إلى رب ِ‬
‫ِّك‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُّ‬ ‫َْ ُ‬
‫اضيةً مر ِ‬
‫ضَّيةً﴾(‪.)125‬‬ ‫ِ‬
‫َر َ َ ْ‬
‫ض ّي) هو‬ ‫وتابع أكثر النحويين سيبويه والفراء في أن اإلعالل في المفعول من نحو‪( :‬مر ِ‬
‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(‪)126‬‬
‫ضي) ْأولى من‬
‫ّ‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫(م‬
‫َ‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫في‬ ‫اإلعالل‬ ‫الرضي‬
‫ّ‬ ‫وجعل‬ ‫جائر‪،‬‬ ‫)‬ ‫و‬
‫ّ‬ ‫ض‬
‫ُ‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫(م‬
‫َ‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫في‬ ‫والتصحيح‬ ‫‪،‬‬ ‫األولى‬
‫ْ‬
‫فاستحق األولوية بهذه الزيادة‪ .‬وذهب بعض النحويين إلى خالف‬
‫ّ‬ ‫ألنه الأكثر في االستعمال‪،‬‬
‫التصحيح؛ ّ‬
‫مرضي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ذلك‪ ،‬قال األشموني‪" :‬هذا ما ذكره المصنف‪ ،‬أعني ترجيح اإلعالل على التصحيح في نحو‪:‬‬
‫وأن اإلعالل فيه شاذ"(‪.)127‬‬
‫أن التصحيح في ذلك هو القياس‪ّ ،‬‬ ‫وذكر غيره ّ‬
‫ب‪ -‬الواو الواقعة الم (فعول) مصدرا مفردا‪:‬‬
‫ومن قلب‬ ‫وعتُّو‪َ ،‬‬
‫الرضي‪" :‬وما كان ترك القلب فيه ْأولى ك ّل مصدر على فُ ُعول َك ُجثُّو ُ‬
‫ّ‬ ‫قال‬
‫النص جواز أمرين في واو ما كان على زنة (فُ ُعول)‬ ‫ّ‬ ‫الرضي في هذا‬
‫ّ‬ ‫فإلعالل الفعل"(‪ .)128‬يعرض‬

‫‪ )?(119‬دقائق التصريف ‪.320:‬‬


‫‪ )?(120‬المصدر نفسه ‪.320:‬‬
‫‪ )?(121‬ينظر‪ :‬اإلنصاف‪ ،1/235 :‬والبحث النحوي عند األصوليين ‪.86:‬‬
‫‪ )?(122‬اللهجات العربية القديمة في شبه الجزيرة العربية‪ ،‬ترجمة‪ :‬د‪.‬عبد الكريم مجاهد ‪.308:‬‬
‫‪ )?(123‬من سورة هود‪.62 :‬‬
‫‪ )?(124‬ينظر‪ :‬شرح األشموني ‪.4/458 :‬‬
‫‪ )?(125‬من سورة الفجر‪.28 :‬‬
‫‪ )?(126‬ينظر‪ :‬إصالح المنطق‪ ،‬ابن السكيت‪ ،1/185 :‬وأدب الكاتب ‪ ،62:‬وشرح السيرافي‪ ،5/298 :‬ودقائق التصريف ‪:‬‬
‫‪ ،320‬والممتع في التصريف‪ ،2/550 :‬والتسهيل ‪ ،309:‬والبحر المحيط ‪ ،6/188:‬وشرح األشموني‪.4/458 :‬‬
‫‪ )?( 127‬شرح األشموني‪.4/458 :‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪34‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫األولى‪ .‬فـ ــ(عال)–مثال‪ -‬أصله‪:‬‬
‫أن التصحيح هو ْ‬ ‫معت ّل الالم بالواو‪ ،‬وهما‪ :‬اإلعالل والتصحيح‪ ،‬ويرى ّ‬
‫(علو) والمصدر منه‪ُ :‬علُّو بالتصحيح‪ ،‬وهو األكثر‪ ،‬ويجوز فيه اإلعالل بقلب الواو ياء‪ ،‬فيكون‪ُ :‬علُّياً‪،‬‬‫ُ‬
‫األولى فيه‬
‫أن ما جاء من المصادر مفرداً على زنة (مفعول) ْ‬ ‫الرضي ّ‬
‫ّ‬ ‫عتيا‪ .‬وخالصة ما يراه‬
‫وكذا ّ‬
‫الرضي الزيادة التي جعلت ترك اإلعالل‬
‫ّ‬ ‫التصحيح ويجوز على قلّة إعالل الواو بقلبها ياء‪ .‬ولم يذكر‬
‫الرضي هو رأي النحويين قبله وبعده(‪،)130‬‬
‫ّ‬ ‫ْأولى‪ ،‬ويبدو لي ّأنها كثرة االستعمال أيضاً(‪ .)129‬وما ذكره‬
‫ي‪ ،‬شبهوها حيث كان قبلها حرف مضموم ولم يكن بينهما إال حرف‬ ‫وم ْغ ِز ّ‬
‫قال سيبويه‪" :‬وقالوا‪ُ :‬عتُ ّي َ‬
‫ساكن بأد ٍْل‪ .‬فالوجه في هذا النحو الواو‪ .‬واألخرى عربية كثيرة"(‪ .)131‬فالوجه في نحو‪ُ :‬عتُّو‪ ،‬التصحيح‬
‫السراج(‪ ،)133‬وابن‬ ‫(‪)132‬‬
‫(إثبات الواو) وإ عاللها بقلبها ياء عربي كثير‪ ،‬وإ لى مثله ذهب المازني ‪ ،‬وابن ّ‬
‫جني(‪ .)134‬وقد ورد المصدر على زنة (فُعول) المعت ّل الالم بالواو في القرآن بتصحيح الواو وإ عاللها‬ ‫ّ‬
‫(‪)135‬‬
‫(علُّوا) مصدراً بتصحيح‬
‫س ُه ْ]م ظُ ْل ًما َو ُعلًُّوا﴾ فقد ورد ُ‬ ‫ياء‪ ،‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬و َج َح ُدوا ِب َها َو ْ‬
‫استَ ْيقَ َنتْ َها َأ ْنفُ ُ‬
‫حيان‪" :‬وقرأ عبد اهلل بن وثّاب‪ ،‬واألعمش‪ ،‬وطلحة‪،‬‬ ‫(عِلّياً) بقلب الواو ياء‪ ،‬قال أبو ّ‬ ‫الواو‪ ،‬وقُ ِرئ أيضا ِ‬
‫لكنهم كسروا العين‬ ‫(وعليا) بقلب الواو ياء‪ ،‬وكسر العين والالم‪ ،‬وأصله فعول‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأبان بن تغلب‬
‫اتباعاً"(‪.)136‬‬
‫يل ِفي ۡٱل ِك ٰتَ ِب لَتُفۡ ِس ُد َّن‬
‫ضيۡ َنآ ِإلَ ٰى َب ِنيٓ ِإسۡ َٰ ٓر ِء َ‬
‫(علُّواً) في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬وقَ َ‬
‫وقد ورد المصدر صحيحاً ُ‬
‫(عِلّيا)‬
‫(عِلّياً) بقلب الواو ياء‪ ،‬قال العكبري‪" :‬يقرأ ِ‬
‫ُ‬ ‫ض َمَّرتَيۡ ِن َولَتَعۡلُ َّن ُعلُّوٗا َك ِبيرٗا﴾(‪ ،)137‬وقد قُرئ ِ‬ ‫ِفي ۡٱل ۡ‬
‫َأر ِ‬
‫بكسر العين وبياء مكان الواو مكسوراً ما قبلها‪ ،‬مثل‪ِ :‬عتِ ّى‪ ،‬والياء هنا مبدلة من الواو النكسار ما‬
‫(‪)138‬‬
‫قبلها" ‪ .‬وقد ّنبه الفراء على جواز مجيء المصدر (فُ ُعول) بالواو دون إعاللها‪ ،‬وجواز مجيئه معاّل‬

‫‪ )?( 128‬شرح الشافية للرضي‪.3/171 :‬‬


‫‪ )?(129‬ينظر‪ :‬دقائق التصريف ‪.320:‬‬
‫‪ )?(130‬ينظر‪ :‬األصول ‪ ،3/256 :‬وأمالي الزجاجي ‪ ،244:‬والمنصف‪ ،2/122 :‬والكشاف‪ ،4/434 :‬والممتع في‬
‫التصريف‪ ،551-2/550 :‬وتفسير الفخر الرازي‪ ،24/184 :‬والنكت الحسان في تفسير غاية اإلحسان‪ ،‬أبو حيان‬
‫األندلسي ‪.263:‬‬
‫‪ )?(131‬الكتاب‪.4/384 :‬‬
‫‪ )?(132‬ينظر‪ :‬المنصف‪.2/122 :‬‬
‫‪ )?( 133‬ينظر‪ :‬األصول‪.3/256 :‬‬
‫‪ )?(134‬ينظر‪ :‬المنصف‪.2/122 :‬‬
‫‪ )?(135‬من سورة النمل‪.14 :‬‬
‫‪ )?(136‬البحر المحيط ‪.7/57 :‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪35‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫محتجا لذلك بوروده في القرآن في الموضعين‪ ،‬قال في تفسير قوله تعالى‪﴿ :‬لَقَ ِد‬ ‫ّ‬ ‫بقلب الواو ياء‪،‬‬
‫مصرح ‪ .‬وقال في‬ ‫ّ‬ ‫ألنه مصدر‬‫العتُُّو بالواو ّ‬
‫‪" : -‬وجاء ُ‬
‫(‪)139‬‬
‫ٱسۡتَكۡ َب ُرواْ ِفيٓ َأنفُ ِس ِهمۡ] َو َعتَوۡ ُعتُّوٗا َك ِبيرٗا﴾‬
‫ٱلرحۡ َٰم ِن ِع ِت ّيٗا﴾(‪ 140‬فمن جعله بالواو كان مصدراً محضاً‪ ،‬ومن جعله بالياء قال‪:‬‬ ‫ش ُّد َعلَى َّ‬ ‫ُّهمۡ َأ َ‬
‫مريم‪َ﴿ :‬أي ُ‬
‫فلما جمعوا ُبنِي جمعهم على واحدهم‪ ،‬وجاز أن يكون المصدر بالياء أيضاً"(‪ .)141‬يكشف‬ ‫وعت ّي‪ّ ،‬‬
‫عات ِ‬
‫ُ‬
‫(عتُّو)يجوز فيه‬
‫أن ما جاء على زنة (فُ ُعول) مفرداً معت ّل الالم بالواونحو ُ‬ ‫الفراء ّ‬ ‫نص ّ‬ ‫لنا ّ‬
‫‪(،‬عتِ ّي)‪،‬واستند على تجويزاألمرين بما ورد في القرآن‬ ‫التصحيح(عتُو)‪،‬ويجوز فيه اإلعالل أيضاً ِ‬
‫ُّ‬
‫الكريم‪.‬‬
‫فإنه يجب فيه قلب الواو ياء‪،‬‬
‫أن ما جاء على زنة (فُ ُعول) معت ّل الالم بالواو‪ّ ،‬‬ ‫بقي أن أشير إلى ّ‬
‫وجثِ ّي وعصاً‬ ‫ٍ‬
‫‪":‬مما يجب فيه قلبها شيئان‪:‬أحدهما‪...‬والثاني‪ ،‬جمع على فُ ُعول كجاث ُ‬ ‫الرضي ّ‬
‫ّ‬ ‫قال‬
‫وع ِ‬
‫ص ّي"(‪.)142‬‬ ‫ُ‬
‫راني ونحوهما‪:‬‬ ‫ِ‬
‫وب ْه ّ‬
‫ص ْن َعان ّي َ‬
‫‪ -3‬قلب الهمزة نوناً في َ‬
‫صحراوي‬
‫ّ‬ ‫القياس في االسم الممدود الذي همزته للتأنيث أن تقلب الهمزة فيه واواً‪ ،‬نحو صحراء‪:‬‬
‫صنعاني(‪،)143‬‬
‫ّ‬ ‫حمراوي‪ .‬وقد وردت بعض األلفاظ التي استحالت فيها الهمزة نوناً‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ّ‬ ‫وحمراء‪:‬‬
‫(‪)147‬‬
‫أن النون منقلبة‪،‬‬
‫وبطحاني ‪ .‬وقد اتفق النحويون على ّ‬ ‫ّ‬ ‫وسوراني(‪،)146‬‬
‫ّ‬ ‫وروحاني(‪،)145‬‬
‫ّ‬ ‫وبهراني(‪،)144‬‬
‫ّ‬
‫صنعاني وبهراني) منسوبان إلى صنعاء‬
‫ّ‬ ‫الرضي‪" :‬أقول‪ :‬قوله (في‬
‫ّ‬ ‫واختلفوا فيمَ ُقلبت عنه‪ .‬قال‬
‫ألن القياس صنعاوِي‪ ،‬كما تقول في حمراء‪ :‬حمراوي‪ ،‬وهما‬
‫وبهراء‪ ،‬فعند سيبويه النون بدل من الواو؛ ّ‬

‫‪ )?(137‬من سورة اإلسراء‪.4 :‬‬


‫‪ )?(138‬إعراب القراءات الشواذ‪ ،‬العكبري‪ ،1/776 :‬وينظر‪ :‬البحر المحيط‪.6/8 :‬‬
‫‪ )?(139‬من سورة الفرقان‪.21 ،‬‬
‫‪ )?(140‬معاني القرآن‪ ،‬الفراء‪.2/265 :‬‬
‫‪ )?(141‬من سورة مريم‪.69 :‬‬
‫‪ )?(142‬شرح الشافية للرضي‪.3/171 :‬‬
‫‪ )?(143‬صنعاء‪ :‬مدينة في اليمن‪ ،‬ينظر‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬ياقوت الحموي‪.427-3/426 :‬‬
‫ضاعة‪ ،‬ينظر‪ :‬نسب معد واليمن الكبيرة‪،‬‬
‫الحاف بن قُ َ‬
‫(?) بهراء‪ :‬قبيلة عربية كبيرة تنسب إلى َب ْه َراء بن عمرو بن َ‬
‫‪144‬‬

‫الكلبي‪ ،2/700 :‬ونهاية األرب في معرفة أنساب العرب‪ ،‬القلقشندي ‪.182:‬‬


‫‪ )?(145‬الروحاء‪ :‬منطقة قريبة من المدينة‪ ،‬وأيضا‪َ :‬ر ْوحاء‪ :‬قرية من قرى بغداد على نهر عيسى قرب السندية‪ ،‬ينظر‪:‬‬
‫معجم البلدان‪.3/76 :‬‬
‫‪ )?(146‬سوراء‪ :‬موضع قريب من بغداد‪ .‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.3/378 :‬‬
‫‪ )?(147‬البطحاء‪ :‬موضع قريب من ذي قار‪ ،‬وهي أيضا مدينة مغربية قريبة من تلمسان‪ ،‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.1/446 :‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪36‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫المبرد‪ :‬بل‬
‫متقاربان بما فيهما من الغنة‪ ،‬وأيضاً هما بين الشديدة والرخوة‪ ،‬وهما مجهورتان‪ .‬وقال ّ‬
‫أصل همزة فَ ْعالء النون‪ ،‬واستد ّل عليه برجوعها إلى األصل في صنعاني وبهراني كما ذكرنا ذلك في‬
‫(‪)148‬‬
‫الرضي‬
‫ّ‬ ‫سجل لنا‬
‫واألولى مذهب سيبويه‪ ،‬إذ ال مناسبة بين الهمزة والنون" ‪ّ .‬‬
‫ْ‬ ‫باب ما ال ينصرف‪،‬‬
‫تحول الهمزة نوناً في (صنعاني‪ ،‬وبهراني) ونحوهما‪ ،‬والتحقيق يظهر لنا تسهالّ فيما نسبه‬
‫رأيين في ّ‬
‫الرضي‪ ،‬وهذا بيانه‪:‬‬
‫ّ‬
‫أن‬
‫والحق ّ‬
‫ّ‬ ‫أن النون بدل من الواو المبدلة من الهمزة المبدلة من األلف‪.‬‬ ‫الرضي إلى سيبويه ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬نسب‬
‫ثم قلبت الواو نوناً‪ ،‬بل اكتفى بوصف هذه األسماء في حال‬ ‫أن الهمزة قلبت واواً‪ّ ،‬‬ ‫سيبويه لم يذكر ّ‬
‫راني‪،‬‬
‫وي‪ ،‬وفي َبهراء (قبيلة من قضاعة)‪َ :‬ب ْه ٌّ‬ ‫ِ‬
‫ص ْن َعان ٌّي‪ ،‬وفي شتاء‪َ :‬شتَ ّ‬
‫النسب‪ ،‬قال‪" :‬وقالوا في صَْنعاء‪َ :‬‬
‫حاني‪ ،‬كما قال بعضهم‪:‬‬
‫الروحاء‪ ،‬ومنهم َمن يقول‪َ :‬ر ْو ٌّ‬‫روحاني في ّ‬
‫ّ‬ ‫ائي‪ ...‬وقالوا‪:‬‬
‫وفي َد ْستََواء‪َ :‬د ْستََو ٌّ‬
‫الرضي إلى سيبويه هو رأي‬
‫ّ‬ ‫ور ْوحانِيٌ أكثر من َبهراوٌِ"ي(‪ .)149‬وما نسبه‬
‫بهراوي‪ ،‬حدثنا بذلك يونس‪َ ،‬‬
‫ٌّ‬
‫ص ْنعاني‪ ،‬وبهراني‪ ،‬في اإلضافة‬
‫علي الفارسي‪ ،‬قال‪" :‬فمن ذلك‪ :‬إبدال النون من الواو في قولهم‪َ :‬‬ ‫أبي ّ‬
‫ف وهمزة‪ ،‬أن تبدل من‬‫مما فيه عالمة التأنيث التي هي ِأل ٌ‬ ‫إلى صنعاء وبهراء‪ .‬وقياس هذا وما أشبهه ّ‬
‫واو في اإلضافة كما تبدل منها الواو في التثنية والجمع باأللف والتاء‪ ،‬فيقال‪ :‬صنعاوي‪ ،‬كما‬ ‫همزته ٌ‬
‫لما كانت النون تشابه الواو وأختيها أبدلت من‬
‫حمراوي‪ ،‬وحمراوان‪ ،‬وحمراوات‪ ،‬لكن ّ‬
‫ّ‬ ‫يقال‪:‬‬
‫جني إلى أبي علي الفارسي(‪ ،)151‬أيضا‪ ،‬واختاره أكثر النحويين(‪.)152‬‬ ‫(‪)150‬‬
‫الواو" ‪ .‬ونسبه ابن ّ‬
‫أن النون بدل من الواو‪ ،‬والواو بدل من الهمزة‪ ،‬والهمزة مبدلة‬
‫إذن‪ ،‬فأصحاب هذا الرأي يرون ّ‬
‫التحول‪ .‬فنحو‪( :‬صنعاء) أصلها‪:‬‬
‫ّ‬ ‫من األلف‪ .‬وال يخفى على لبيب أثر التكلّف في وصف هذا‬
‫(‪)153‬‬
‫فح ّركت‬
‫صنعاا ‪ ،‬األلف اُألولى زائدة‪ ،‬والثانية ألف التأنيث‪ ،‬التقى ساكنان‪ ،‬ولم يجز حذف أحدهما‪ُ ،‬‬
‫ألنها لو قلبت‬
‫ألنها في موضع اإلعراب فانقلبت همزة‪ ،‬وإ ّنما قلبت همزة ولم تقلب واواً أو ياء؛ ّ‬
‫الثانية ّ‬
‫ألنها تكون‬
‫فروا منها؛ ّ‬ ‫ِ‬
‫ألدى ذلك إلى رجوعها ألفاً‪ ،‬فتعود إلى صورتها األولى التي ّ‬
‫واواً أو ياء ّ‬

‫للرضي‪.219-3/218 :‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )?(148‬شرح الشافية‬
‫‪ )?( 149‬الكتاب‪.337-3/336 :‬‬
‫‪ )?( 150‬المسائل المشكلة المعروفة بالبغداديات‪ ،‬أبو علي الفارسي ‪.151-150:‬‬
‫‪ )?(151‬ينظر‪ :‬المنصف‪.159-1/158 :‬‬
‫الطيب اللغوي‪ ،2/456 :‬والمنصف‪،1/159 :‬‬
‫(?) ينظر‪ :‬اإلبدال والمعاقبة والنظائر‪ ،‬الزجاجي ‪ ،95:‬واإلبدال‪ ،‬أبو ّ‬
‫‪152‬‬

‫واللباب‪ ،333-2/331 :‬وشرح التصريف الملوكي‪ ،286 :‬وشرح الجمل‪ ،‬ابن عصفور‪ ،2/215 :‬وتوضيح المقاصد‬
‫والمسالك‪ ،‬المرادي‪.3/1628 :‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪37‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫(صنعاء)‪ ،‬تحركت الواو وانفتح ما قبلها ‪ .‬فيلزم قلبها َِألفاً‪ ،‬فتكون (صنعاا)‪ ،‬فيكون مصيرهم إلى ما‬
‫)‬ ‫‪154‬‬ ‫(‬

‫ثم قلبت الواو نوناً شذوذاً عند النسب(‪ .)155‬فصورتها‪:‬‬


‫ثم قلبت الهمزة واواً‪ّ ،‬‬
‫فروا منه‪ ،‬لذا قلبت همزة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫صنعاني ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫صنعاوي ←‬
‫ّ‬ ‫صنعاا ← صنعاء ←‬
‫فلما دخلت عليها ياء‬
‫أن أصل الهمزة في نحو‪ :‬صنعاء‪ ،‬وبهراء؛ نون‪ّ ،‬‬ ‫المبرد ّ‬
‫الرضي إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬ونسب‬
‫ألن النسب ُيعيد األسماء إلى أصولها‪ .‬فعلى هذا يكون‬
‫وبهراني؛ ّ‬
‫ّ‬ ‫صنعاني‬
‫ّ‬ ‫النسب عادت إلى أصلها‪:‬‬
‫ثم قلبت النون همزة‪ ،‬فأصبحت‪ :‬صنعاء‪ ،‬وعند‬ ‫أن النون قلبت همزة‪ ،‬فاألصل‪ :‬صنعان‪ّ ،‬‬
‫المبرد‪ّ :‬‬
‫رأي ّ‬
‫الرضي‪" :‬قال‬
‫ّ‬ ‫صنعاني)‪ ،‬هذا ما يمكن فهمه من عبارة‬
‫ّ‬ ‫النسب عادت النون إلى أصلها‪ ،‬فأصبحت‪( :‬‬
‫(‪)156‬‬
‫أن النون في‬‫المبرد ذكر في مواضع كثيرة ّ‬
‫أن ّ‬ ‫المبرد‪ :‬بل أصل همزة فَ ْعالء النون‪ . "...‬غير ّ‬
‫ّ‬
‫(‪)157‬‬
‫مما نسبه إليه‬
‫و(بهراني) ونحوهما ُأبدلت من الهمزة ‪ ،‬وبهذا يكون رأيه على العكس ّ‬
‫ّ‬ ‫(صنعاني)‬
‫ّ‬
‫أن الهمزة قلبت نوناً‪ ،‬ويكفي في بيان صحة ما‬ ‫أن النون قلبت همزة‪ .‬على حين ّأنه يرى ّ‬‫الرضي من ّ‬
‫ّ‬
‫المبرد‪ ،‬أن نورد ما ذكره في الكامل‪ ،‬قال‪" :‬والنون تُدغم في الياء والواو‪ ،‬وتُزاد كما تُزاد‬
‫نسبناه إلى ّ‬
‫رأيت زيداً‪ ،‬فتبدل األلف من التنوين‪ ،‬وتقول في‬
‫ُ‬ ‫ويبدل بعضها من بعض‪ ،‬فتقول‪:‬‬‫المد واللين‪ُ ،‬‬
‫حروف ّ‬
‫وبهراني‪ ،‬فتبدل النون من ألف التأنيث"(‪.)158‬‬
‫ّ‬ ‫صنعاني‬
‫ّ‬ ‫النسب إلى صنعاء وبهراء‪:‬‬
‫المبرد‪،‬‬
‫المبرد من أمر قريب من هذا قال به ّ‬
‫ّ‬ ‫الرضي في نسبة هذا الرأي إلى‬
‫ّ‬ ‫أن الوهم دخل‬
‫ويبدو ّ‬
‫أن النون في (فعالن) الذي مؤنثه (فعلى) أصلها همزة‪ ،‬حمال‬
‫المبرد في (باب ما ال ينصرف) ّ‬
‫فقد ذكر ّ‬
‫ثم استد ّل على ذلك بالشبه بين (فعالن)‬
‫ًعلى األلف والهمزة التي للتأنيث في (فعالء) نحو‪ :‬حمراء‪ّ ،‬‬
‫صنعاني‬
‫ّ‬ ‫أن النون تبدل من الهمزة في‬‫نحو‪ :‬عطشان‪ ،‬و(فعالء) نحو‪ :‬حمراء‪ ،‬وذكر من وجوه الشبه ّ‬

‫‪ )?(153‬هنا‪ ،‬يثار سؤال‪ :‬هل يجوز أن يفترض النحويون أصال ال يقوى اللسان العربي على النطق به؟ فقد أجاز سيبويه‬
‫مد األلف معبرا عن ألفين‪ .‬ينظر‪ :‬الكتاب‪ ،3/57 ،‬وشرح السيرافي‪ .4/261 ،‬وأنكر الزجاج‬
‫والسيرافي أن يكون طول ّ‬
‫ألنها حرف ال يتكرر وال يؤتى بعدها‬
‫مدها ما زادت على األلف؛ ّ‬
‫ذلك‪ ،‬قال الرضي‪" :‬قال الزجاج‪ :‬لو ُم ّدت األلف وطال ّ‬
‫بمثلها))‪ .‬شرح الكافية للرضي‪ .6/275 :‬وللوقوف على رأي المحدثين في قبول األصل المفترض‪ ،‬ينظر‪ :‬ظاهرة اإلعالل‬
‫واإلبدال في العربية بين القدماء والمحدثين‪ ،‬بحث‪ ،‬د‪.‬محمد حماسة عبد اللطيف‪ ،‬مجلة مجمع اللغة العربية‪ ،‬مصر‪ ،‬ج‪،48‬‬
‫‪1981‬م‪ ،‬ص‪.169-168‬‬
‫ألنه‪-‬بحسب رؤية القدماء‪ -‬حاجز غير حصين‪.‬‬
‫يعتد باأللف في (صنعاء)؛ ّ‬
‫(?) وال ّ‬
‫‪154‬‬

‫للرضي‪،3/218 :‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )?(155‬ينظر‪ :‬سر صناعة اإلعراب‪ ،2/441 :‬وشرح الجمل البن عصفور‪ ،2/215 :‬وشرح الشافية‬
‫وشرح الكافية‪.1/153 :‬‬
‫‪ )?(156‬شرح الشافية للرضي‪.3/218 :‬‬
‫‪ )?(157‬ينظر‪ :‬المقتضب‪1/64 :‬و‪220-219‬و‪ ،3/335‬والكامل‪.1/201 :‬‬
‫‪ )?(158‬الكامل‪.1/201 :‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪38‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫تقدم‬
‫"أما ما كان من ذلك على (فعالن) الذي له (فَ ْعلى) فقد ّ‬‫وأن الهمزة تبدل من النون‪ ،‬قال‪ّ :‬‬
‫وبهراني‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫ألن النون الالحقة بعد األلف بمنزلة‬
‫قولنا فيه ّأنه غير مصروف في معرفة وال نكرة‪ .‬وإ ّنما امتنع ذلك‪ّ ،‬‬
‫أن الوزن واحد في‬
‫وصفراء‪ .‬والدليل على ذلك ّ‬
‫ُ‬ ‫األلف الالحقة بعد ألف للتأنيث في قولك‪ :‬حمراءُ‬
‫فأما‬
‫وأن النون واأللف تبدل ك ّل واحد منهما من صاحبتها‪ّ .‬‬
‫السكون والحركة وعدد الحروف والزيادة‪ّ .‬‬
‫وأما بدل األلف منهما فقولك‪ -‬إذا‬
‫وبهراني‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫صنعاني‬
‫ّ‬ ‫بدل النون من األلف فقولك في صنعاء وبهراء‪:‬‬
‫ضربت زيداً‪.)159("...‬‬
‫ُ‬ ‫أردت ضربت زيداً فوقفت‪ -‬قلت‪:‬‬
‫أن النون كانت في األصل همزة‬
‫المبرد ّ‬
‫الرضي في باب ما ال ينصرف أيضاً‪ ،‬ونقل رأي ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتحدث‬
‫وبهراني‬
‫ّ‬ ‫صنعاني‬
‫ّ‬ ‫أن النون كانت في األصل همزة بدليل قلبها إليه في‬ ‫المبرد‪ :‬وجه الشبه ّ‬
‫قال‪" :‬وقال ّ‬
‫إن أصل نون (صنعاني‪ ،‬وبهراني) همزة‪،‬‬‫المبرد لم يقل ّ‬
‫أن ّ‬ ‫والحق ّ‬
‫ّ‬ ‫في النسب إلى صنعاء وبهراء"(‪.)160‬‬
‫(‪)161‬‬
‫أن هذا الموضع هو الذي‬
‫ومما يدل على ّ‬
‫إن أصل نون (فعالن) الذي مؤنثه (فعلى) همزةٌ ‪ّ .‬‬ ‫بل قال‪ّ :‬‬
‫المبرد(‪ .)162‬وفضال عن ذلك فقد‬
‫الرضي ّأنه أحال إليه في شرح الشافية عند حديثه عن رأي ّ‬
‫ّ‬ ‫وهم فيه‬
‫(‪)163‬‬
‫الرضي‪-‬‬
‫ّ‬ ‫قبل‬ ‫النحويين‪-‬‬ ‫من‬ ‫ً‬
‫أحدا‬ ‫أجد‬ ‫ولم‬ ‫‪.‬‬ ‫أن النون بدل من الهمزة‬
‫المبرد ّ‬
‫نسب ابن عصفور إلى ّ‬
‫المبرد‪ ،‬فالذين تحدثوا عن قلب النون في صنعاني وبهراني ونحوهما ذكروا‬ ‫قد نسب هذا الرأي إلى ّ‬
‫(‪)164‬‬
‫أن النون بدل من الواو المبدلة من الهمزة‪ .‬واآلخر‪ّ ،‬أنها بدل من الهمزة‪.‬‬
‫رأيين ‪ ،‬أحدهما‪ّ ،‬‬
‫أن الهمزة قلبت نوناً في (صنعاني‪ ،‬وبهراني)‬
‫المبرد هو‪ّ :‬‬
‫أن رأي ّ‬ ‫إذن‪ ،‬النتيجة التي ننتهي إليها هنا‪ّ ،‬‬
‫(‪)165‬‬
‫رد هذا الرأي في‬
‫علي الفارسي قد ّ‬
‫أن أبا ّ‬‫جني ّ‬
‫ونحوهما‪ .‬وقد اختاره بعض النحويين ‪ .‬وذكر ابن ّ‬
‫صنعاني‪ ،‬وبهراني بدال من‬
‫ّ‬ ‫"ثم قال بعد ذلك بزمان‪ :‬لو أجاز مجيز أن تكون النون في‬
‫ّأول األمر‪ّ ،‬‬
‫ألن الغرض أن يزول لفظ الهمزة مع ياء اإلضافة‪ ،‬فجائز أن تبدل الهمزة نوناً‬
‫الهمزة لكان وجهاً؛ ّ‬
‫لتقارب بعض هذه الحروف من بعض"(‪.)166‬‬

‫‪ )?(159‬المقتضب‪.3/335 :‬‬
‫‪ )?(160‬شرح الكافية‪.1/153 :‬‬
‫وهوأن النون في (فعالن) من نحو‪ :‬عطشان‪ ،‬منقلبة عن همزة‪ ،‬ينظر‪ :‬األصول‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )?(161‬ينسب هذا إلى الخليل وسيبويه‪،‬‬
‫‪.3/276‬‬
‫‪ )?(162‬ينظر‪ :‬شرح الشافية للرضي‪ ،3/218 :‬وشرح الكافية‪.1/153 :‬‬
‫‪ )?(163‬ينظر‪ :‬شرح الجمل‪ ،‬ابن عصفور‪.2/214 :‬‬
‫‪ )?(164‬ينظر‪ :‬اللباب‪ ،332-2/331 :‬وشرح التصريف الملوكي ‪.286:‬‬
‫‪ )?(69‬شرح الشافية للرضي‪.3/208 :‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪39‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫نبين استدالل‬
‫الرضي‪ -‬أن ّ‬
‫ّ‬ ‫والمبرد خالف ما نسبه إليهما‬
‫ّ‬ ‫–أن رأيي سيبويه‬
‫قدمناه ّ‬
‫وال يمنع ما ّ‬
‫أن النون في صنعانيّ وبهرانيّ ونحوهما منقلبة عن‬‫األول‪ّ ،‬‬
‫باألولى لذاته‪ ،‬فقد وازن بين رأيين‪ّ ،‬‬
‫الرضي ْ‬
‫ّ‬
‫أن الهمزة في صنعاء ونحوها‬ ‫ثم قلبت النون شذوذاً‪ .‬واآلخر‪ّ ،‬‬
‫صنعاوي وبهراويّ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫واو‪ ،‬إذ األصل‪:‬‬
‫األولى‪ ،‬واستد ّل على‬
‫األول هو ْ‬‫صنعاني‪ ،‬وجعل الرأي ّ‬
‫ّ‬ ‫نون وقد عادت إلى أصلها في النسب فصارت‪:‬‬
‫أولويته بالشبه الذي بين النون والواو‪ ،‬وعدم وجود شبه بين الهمزة والنون(‪.)167‬‬

‫‪ )?(166‬المنصف‪.1/159 :‬‬
‫‪ )?(167‬ينظر‪ :‬شرح الشافية للرضي‪.3/219 :‬‬

‫نتائج البحث ‪:‬‬

‫‪_1‬‬
‫األو لى أحد األد لة الملحقة باألصول النحويية ‪ ,‬وقد استعمله النحويون القدماء كثيراً دون أن‬
‫تبين من خالل البحث أن ْ‬ ‫ّ‬
‫الرضي هذا الدليل لتوجيه كثير من المسائل الصرفية ولم يقدم له تعريفاً أيضا ‪ ,‬ألنه لم يكن‬
‫ّ‬ ‫يضعوا له تعريفاً ‪ ,‬واستعمل‬
‫منشغالً ببيان األصول النحوية وال األدلة الملحقة بها ‪ُّ ,‬‬
‫ويعد األنباري أول من وضع تعريفاً لهذا الدليل ‪ ,‬غير أن تعريفه‬
‫الرضي فيها هذا الدليل يمكن أن نضع له تعريف اً على النحو اآلتي‬
‫ّ‬ ‫لم يكن جامعاً ‪ ,‬وعند أستقراء المواضع التي استعمل‬
‫‪ :‬هو حكم ناشئ عن استدالل لفظي بين طرفين يشتركان في ظاهرة ما ‪ ,‬ثبتت ألحدهما مع وجودها في الطرف اآلخر‬
‫وزيادة ‪ ,‬إلثبات حكم الى الطرف اآلخر عند ثبوتها في األول ‪ ,‬أو إلزالت الحكم عن الطرف الثاني عند عدم وجودها‬
‫ٍ‬
‫وحينئذ يكون وجودها في الثاني أو عدمه ْأولى بفعل تلك الزيادة ‪.‬‬ ‫في الطرف األول ‪.‬‬
‫‪ -2‬أقام الرضي استدالله باألولى معتمداً على بعض الموجهات ‪ ,‬وقد شكلت هذه الموجهات بمجموعها األسس المعرفية‬
‫فاَألولى وإ ن كان أحد األدلة الملحقة باألصول النحوية إاّل أنه بفعل تلك الزيادة‬
‫الرضي عليها هذا االستدالل ‪ْ ,‬‬‫ّ‬ ‫التي أقام‬
‫األولى تتطلب معرف ة بك ّل الألدل ة‬
‫ال تي ق د تك ون قياس اً أو س ماعاً أو دليالً لغوي ا آخ ر أو غ ير لغ وي ‪ ,‬أص بحت معرف ة ْ‬
‫باألولى‪ :‬قواعد التوجيه ’ والقياس والسماع وغيرها وقد‬
‫الرضي استدالله ْ‬
‫ّ‬ ‫األخرى ‪ ,‬ومن األسس المرفية التي أقام عليها‬
‫مر بيان ذلك في المسائل التي ُعرضت في البحث ‪.‬‬
‫ّ‬
‫الرضي بأولوية رأي ما ‪ ,‬بحسب ما‬‫ّ‬ ‫باألولى أمراً نسبياً يرجع إلى تقدير الدليل لدى العالم ‪ ,‬فقد يحكم‬
‫يعد االستدالل ْ‬
‫‪ّ -3‬‬
‫يتاح له من األدلة ‪ ,‬بينما يحكم غيره في المسألة نفسها بأولوية رأي آخر ‪ ,‬بحسب ما ثبت عنده من األدلة ‪ ,‬لذا قلنا ‪ :‬إن‬
‫باألولى أمر نسبي ‪ .‬ونجد ذلك مثال في مسألة ‪ :‬إعالل صوت العلة إذا كان عين اً لمصدر على وزن (إفعال )‬
‫االستدالل ْ‬
‫مر بيان ذلك في البحث ‪.‬‬
‫أو (استفعال ) ‪.‬وقد ّ‬
‫األولى‬
‫‪ -4‬بين البحث أن بعض اآلراء ال تي نس بها الرض ّي إلى النح ويين المتق دمين كس يبويه والم برد وب نى اس تدالله ب ْ‬
‫ص حَّة نسبتها إليهم وقد كشف البحث عن آرائهم من مضانها ‪ ,‬ونجد نحو ذلك فيما نسبه الرضي إلى‬ ‫عليها ‪ ,‬ثبت عدم ِ‬
‫مربيان ذلك مفصال في موضعه في‬
‫سيبويه والمبرد في ‪ :‬قلب الهمزة نوناً في (صنعاني ) و( بهراني ) ونحوهما ‪ .‬وقد ّ‬
‫البحث ‪.‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪40‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬
‫أن النون فيها منقلبة‪ ،‬وقد وصفوا هذا القلب‬
‫ويبدو لي ّأننا أمام مجموعة من األلفاظ اتفق النحويون ّ‬
‫صحراوي) و(حمراء‪:‬‬
‫ّ‬ ‫بالشا ّذ‪ ،‬إذ األصل عندهم أن تقلب الهمزة‪ ،‬في مثله‪ ،‬واواً‪ ،‬نحو‪(:‬صحراء‪:‬‬
‫صنعاني ونحوها قلبت نونا شذوذاً‪ ،‬وقد ورد‬
‫ّ‬ ‫إن الهمزة في‬
‫حمراوي)‪ ،‬ويكفي أن نقول في هذا الباب‪ّ :‬‬
‫هذا القلب سماعاً في أسماء معدودة ال يقاس عليها‪ ،‬وال حاجة إلى تعليل هذا القلب مادام شاذاً باتفاق‬
‫النحويين‪.‬‬
‫الهوامش ‪:‬‬

‫‪ -5‬وقف البحث على الفرق في توجيه النحويين القدماء من خالل أدوات المالحظة البسيطة التي امتلكوها وبين توجيه‬
‫المحدثين للمسائل نفسها بأدواتهم التي امتلكوها ‪ ,‬وقد بينت الدراسة من خالل استعمال أدوات المحدثين في التحليل عدم‬
‫المد على أنها حرف ‪ ,‬بينما نظر المحدثون إليها على أنها‬
‫جدوى كثير من توجيهات القدماء بسسب نظرتهم إلى أصوات ّ‬
‫حركات طويلة (مصوتات طويلة ) ‪ ,‬وقد ترتب على ذلك مخالفة القدماء في بعض التوجيهات ‪ .‬وهي مبثوثة في البحث‬
‫‪.‬‬

‫المصادر ‪:‬‬

‫* القرآن الكريم *‬
‫الطيب اللغ وي تحقيق ‪ :‬عز ال دين الت ونخي ‪ ,‬مطبوع ات المجمع العلمي الع ربي بدمشق ‪1379,‬ه –‬
‫‪ )1‬اإلب دال‪ ،‬ت أليف أبي ّ‬
‫‪1960‬م ‪.‬‬
‫‪ )2‬اإلب دال والمعاقبة والنظ ائر‪ ،‬ت أليف ابي القاسم الزج اجي ‪ ,‬تحقيق ‪:‬عز ال دين الت ونخي ‪,‬مطبوع ات المجمع العلمي الع ربي‬
‫بدمشق ‪1381,‬ه‪1962 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )3‬أبنية الصرف في كتاب سيبويه(معجم ودراسة)‪ ،‬د‪.‬خديجة الحديثي ‪,‬مكتبة النهضة ‪,‬بغداد‪ ,‬ط ‪1385 , 1‬ه ‪1965 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )4‬أثر اإلنسجام الصوتي في البنية اللغوية في القرآن الكريم‪ ،‬فدوى محمد حسان ‪ ,‬جامعة أم درمان ‪ ,‬كلية اللغة العربية ‪.‬‬
‫‪ )5‬أثر الحركة المزدوجة في بنية الكلمة العربية‪ ،‬عبد اهلل عمر الكناعنة ‪ ,‬وزارة الثقافة ‪,‬عمان االردن ‪1997,‬م ‪.‬‬
‫‪ )6‬آخر‪ ،‬ط‪ ,1‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪2008 ،‬م – ‪1429‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )7‬أدب الكاتب ‪ ,‬تأليف ابن فتيبة ‪ ,‬تحقيق ‪ :‬محمد الدالي ‪ ,‬مؤسسة الرسالة ‪.‬‬
‫‪ )8‬ارتش اف الض رب من لس ان الع رب ‪ ،‬ألبي حي ان األن دلس (ت‪745‬هـ) ‪ ،‬تح ‪ :‬رجب عثم ان محمد ‪ ،‬ط‪ ,1‬مكتبة الخ انجي ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ 1418 ،‬هـ ‪1998 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )9‬أسس علم اللغة ‪ ،‬ماريو باي ‪ ,‬ترجمة د‪ .‬أحمد مختار عمر ‪ ,‬عالم الكتب ‪ ,‬القاهرة ‪ ,‬ط ‪1419 ,8‬ه‪1991 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )10‬إصالح المنطق ‪ ,‬البن السكيت ‪ ,‬تحقيق ‪ :‬أحمد محمد شاكر ‪ ,‬دار المعارف ‪.‬‬
‫‪ )11‬األصوات اللغوية ‪ ,‬تأليف د‪ .‬إبراهيم أنيس‪ ,‬مكتبة األنجلو ‪ ,‬ط‪, 4‬مصر ‪1999‬م‬
‫‪ )12‬األص ول في النحو ‪ ،‬ألبي بكر محمد بن س هل بن الس راج (ت ‪ 316‬هـ) ‪ ،‬تح ‪ :‬د‪ .‬عبد الحس ين الفتلي ‪ ،‬ط‪ , 3‬مؤسسة‬
‫الرسالة ‪ 1417 ،‬هـ ‪1996 -‬م ‪.‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪41‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬

‫عزوز ‪ ،‬ط‪ , 2‬عالم الكتب ‪ ،‬بيروت‬


‫السيد أحمد ّ‬
‫‪ )13‬إعراب القراءات الشواذ ‪ ،‬ألبي البقاء العكبري (ت ‪ 616‬هـ) ‪ ،‬تح ‪ :‬محمد ّ‬
‫‪ ،‬لبنان ‪ 1431 ،‬هـ ‪2010 -‬م‬
‫‪ )14‬اإلغ راب في ج دل اإلع راب ولمع األدلة في أص ول النحو ‪ ,‬ت أليف أبي البرك ات األنب اري ‪ ,‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬س عيد األفغ اني ‪,‬‬
‫مطبعة الجامعة السورية ‪1377,‬ه‪1957 -‬م‬
‫السيوطي (ت ‪ 911‬هـ) ‪ ،‬قرأه وعلّق عليه ‪ ،‬د‪ .‬محمود سليمان ياقوت ‪ ،‬دار‬
‫ّ‬ ‫‪ )15‬االقتراح في علم أصول النحو ‪ ،‬لجالل الدين‬
‫المعرفة الجامعية ‪1426 ،‬هـ ‪2006 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )16‬اإلقن اع في الق راءات الس بع‪ ،‬ابن الب اذش‪/1 :‬ليف ابن الب اذش ‪ ,‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬عبد المجيد قط امش ‪ ,‬ط‪ 1‬دار الفكر ‪ ,‬دمشق ‪,‬‬
‫‪1403‬ه ‪.‬‬
‫العلوي (ت ‪ 542‬هـ) ‪ ،‬تح ‪ :‬محمود محمد الطناحي ‪ ،‬ط‬
‫ّ‬ ‫الحسني‬
‫ّ‬ ‫الشجري ‪ ،‬هبة اهلل بن علي بن محمد بن حمزة‬
‫ّ‬ ‫‪ )17‬أمالي ابن‬
‫‪ ,1‬مكتبة الخانجي ‪ ،‬القاهرة ‪1992 ،‬م ‪.‬‬
‫اجي (ت ‪ 340‬هـ)(?) ‪ ،‬تح ‪ :‬عبد الس الم ه ارون ‪ ،‬ط‪ , 2‬دار‬
‫اجي ‪ ،‬أبي القاسم عبد ال رحمن بن إس حاق الزج ّ‬
‫‪ )18‬أم الي الزج ّ‬
‫الجيل ‪ ،‬بيروت ‪1407 ،‬هـ ‪1987 -‬م ‪.‬‬
‫األنباري‬
‫ّ‬ ‫‪ )19‬اإلنصاف في مسائل الخالف بين النحويين ‪ :‬البصريين والكوفيين ‪ ،‬تأليف الشيخ اإلمام كمال الدين أبي البركات‬
‫(ت‪577‬هـ)‪ ،‬تح ‪ :‬محمد محي الدين عبد الحميد ‪ ،‬ط‪ , 4‬مطبعة السعادة ‪ 1380 ،‬هـ ‪1961 -‬م ‪.‬‬
‫المصري (ت‪761‬هـ) ‪ ،‬تح ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫األنصاري‬
‫ّ‬ ‫‪ )20‬أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ‪ ،‬تأليف اإلمام أبي عبد اهلل جمال الدين بن هشام‬
‫محمد محي الدين عبد الحميد ‪ ،‬المكتبة المصرية‪ ،‬صيدا‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ )21‬البحث النحوي عند األصوليين‪ ،‬د‪ .‬مصطفى جمال الدين ‪ ،‬دار الرشيد ‪1980 ،‬م ‪.‬‬
‫التميز في لط ائف الكت اب العزي ز‪ ،‬للفيروزآب ادي ‪ ,‬تحقيق ‪ :‬األس تاذ علي محمد النج ار ‪,‬دار الكتب العلمية‬
‫‪ )22‬بص ائر ذوي ّ‬
‫‪,‬بيروت لبنان ‪.‬‬
‫اري ‪ ،‬تح ‪ :‬طه عبد الحميد طه ‪ ،‬الهيئة المص رية العامة‬
‫‪ )23‬البي ان في غ ريب إع راب الق رآن ‪ ،‬ت أليف أبي البرك ات ابن األنب ّ‬
‫للكتاب ‪140 ،‬هـ ‪1980 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )24‬التتمة في التص ريف‪ ،‬ابن القبيصي ‪ ،‬تحقي ق‪ :‬د‪ .‬محسن بن س الم العم يري ‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبوع ات ن ادي مكة الثق افي األدبي ‪،‬‬
‫‪1414‬هـ ‪ 1993 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )25‬التحرير والتنوير ‪ ،‬تأليف الشيخ محمد الطاهر بن عاشور ‪ ،‬الدار التونسية للنشر ‪ 1884 ،‬هـ ‪.‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪42‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬

‫‪ )26‬تس هيل الفوائد وتكميل المقاصد في النحو ‪ ،‬ت أليف ش يخ النح اة اإلم ام الع الم العالمة األوحد جم ال ال دين ابن مالك ‪ ،‬ط‪,1‬‬
‫المطبعة الميرية بمكة ‪ 1319 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )27‬التص ريف المل وكي ص نعة أبي الفتح عثم ان بن ج ني ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬الب دراوي زه ران ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مكتبة لبن ان ‪ ،‬ناش رون ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ 2001 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ )28‬التعليل الصوتي عند الع رب في ضوء علم الصوت الحديث – ق راءة في كت اب سيبويه ‪ ، -‬د‪ .‬ع ادل نذير ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دي وان‬
‫الوقف السني العراق ‪ 1430 ،‬هـ ‪ 2009 -‬م ‪.‬‬
‫األندلسي (ت‪745‬هـ)‪ ،‬تحقيق ‪ :‬الشيخ عادل أحمد عبد الموجود‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )29‬تفسير البحر المحيط ‪ ،‬لمحمد بن يوسف الشهير بأبي حيان‬
‫وآخرين ‪ ،‬ط‪ ,1‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ 1413 ،‬هـ ‪1993 -‬م ‪.‬‬
‫الواحدي (ت ‪ 468‬هـ) ‪ ،‬حقّقه د‪ .‬محمد عبد صالح عبد اهلل الفوزان ‪,‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )30‬التفسير البسيط ‪ ،‬ألبي الحسن علي بن أحمد بن محمد‬
‫و د‪ .‬محمد عبد العزيز الخض ري ‪ ,‬د‪ .‬أحمد بن محمد بن ص الح الحم ادي ‪ ،‬د‪ .‬محمد بن حمد بن عبد اهلل المحيميد ‪,‬‬
‫وآخرون ‪ ،‬مطبوعات جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية ‪ 1430 ،‬هـ ‪.‬‬
‫بري (ت ‪ 310‬هـ) ‪ ،‬تح ‪ :‬محم ود محمد‬
‫بري ج امع البي ان عن تأويل الق رآن ‪ ،‬ألبي جعفر محمد بن جرير الط ّ‬
‫‪ )31‬تفس ير الط ّ‬
‫شاكر ‪ ،‬ط‪ , 2‬مكتبة ابن تيمية ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫رازي (ت ‪ 604‬هـ) ‪ ،‬ط‪ ,1‬دار الفكر ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )32‬تفس ير الفخر ال رازي المش تهر بالتفس ير الكب ير ومف اتيح الغيب ‪ ،‬لإلم ام محمد ال‬
‫‪ 1401‬هـ ‪1981 -‬م ‪..‬‬
‫‪ )33‬التكملة ألبي علي الفارسي ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬د ‪ .‬كاظم بحر المرجان ‪ ،‬ط‪ ، 2‬عالم الكتب بيروت لبنان ‪ 1431 ،‬هـ ‪ 2010 -‬م‬
‫‪.‬‬
‫األزهري (ت‪370‬هـ) ‪ ،‬حقّقهُ ‪ :‬د‪ .‬عبد السالم محمد هارون ‪ ،‬ود‪ .‬محمد علي‬
‫ّ‬ ‫‪ )34‬تهذيب اللغة ‪ ،‬ألبي منصور محمد بن أحمد‬
‫النج ار‪ ,‬ود‪ .‬عبد الحليم النج ار‪ ,‬ود‪ .‬عبد الك ريم العزب اوي ‪ ,‬وآخ رون ‪ ،‬ال دار المص رية للت أليف والترجمة ‪ ،‬مصر ‪،‬‬
‫‪1384‬هـ‪1964 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )35‬توض يح المقاصد والمس الك‪ ،‬الم رادي ‪ ،‬ش رح ألفية ابن مالك للم رادي ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬عبد ال رحمن علي س ليمان ‪ ،‬ط‪ 1‬دار‬
‫الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ 1422 ،‬هـ ‪ 2001 -‬م ‪.‬‬
‫القرطبي‬
‫ّ‬ ‫السنة وآي الفرقان ‪ ،‬تأليف أبي عبد اهلل محمد ابن أحمد بن أبي بكر‬
‫تضمنه من ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ )36‬الجامع ألحكام القرآن والمبيِّن لما‬
‫(ت ‪ 671‬هـ) ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل بن عبد المحسن التركي ‪ ،‬وآخرين ‪ ،‬ط‪ ,1‬مؤسسة الرسالة ‪ 1427 ،‬هـ ‪2006 -‬م ‪.‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪43‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬

‫‪ )37‬جالء اإلفهام في فضل الصالة والسالم على خير األنام‪ ،‬ابن القيم الجوزية ‪ ،227:‬و‬
‫‪ )38‬الدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جني ‪ ،‬د‪ .‬حسام سعيد النعيمي ‪ ،‬دار الرشيد ‪ 1980 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ )39‬دراسات في علم اللغة ‪ ،‬د‪ .‬كمال بشر ‪ ،‬دار غريب ‪ 1998 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ )40‬دراسة الصوت اللغوي ‪ ،‬د‪ .‬أحمد مختار عمر ‪ ،‬عالم الكتب القاهرة ‪ 1418 ،‬هـ ‪ 1997 -‬م ‪.‬‬
‫بي ‪( ،‬ت ‪ 756‬هـ) ‪ ،‬تح ‪ :‬أحمد‬
‫‪ )41‬ال ّد ّر المص ون في عل وم الكت اب المكن ون ‪ ،‬ت أليف أحمد بن يوسف المع روف بالس مين الحل ّ‬
‫محمد الخراط ‪ ،‬دار القلم ‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫‪ )42‬دروس في علم أصوات العربية ‪ ،‬لجان كانتينو ‪ ،‬ترجمة االستاذ صالح القرمادي ‪ ،‬الجامعة التنوسية ‪ 1966‬م ‪.‬‬
‫‪ )43‬دق ائق التص ريف للقاسم بن محمد بن س عيد الم ؤدب‪ ,‬تحقيق ‪:‬د‪ .‬أحمد ن اجي القيسي ‪,‬مطبوع ات المجمع العلمي الع راقي ‪,‬‬
‫‪1407‬ه‪1987-‬م‪.‬‬
‫‪ )44‬ديوان الفرزدق ‪ ،‬همام بن غالب ‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ )45‬رسالة المالئكة ‪ ،‬إمالء الشيخ أني العالء المعري ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد سليم الجندي ‪ ،‬دار صادر بيروت ‪ 1412‬هـ ‪ 1992 -‬م‬
‫‪ )46‬زاد المسير‪ ،‬ابن الجوزي في علم التفسير ‪ ،‬المكتب االسالمي‬
‫اري (ت‪328‬هـ) ‪ ،‬تح ‪ :‬د‪ .‬ح اتم ص الح الض امن ‪ ،‬ط‪,3‬‬
‫‪ )47‬الزاهر في مع اني كلم ات الن اس ‪ ،‬ألبي بكر محمد بن القاسم األنب ّ‬
‫دار البشائر ‪ 1424 ،‬هـ ‪2004 -‬م ‪.‬‬
‫جن ّي (ت‪392‬هـ) ‪ ،‬تح ‪ :‬د‪ .‬حسن هنداوي ‪ ،‬ط‪ ,2‬دار القلم‬
‫‪ )48‬سر صناعة اإلعراب ‪ ،‬تأليف إمام العربية أبي الفتح عثمان بن ّ‬
‫‪ ،‬دمشق ‪ 1413 ،‬هـ ‪2004 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )49‬السعادة ‪ 1380 ،‬هـ ‪1961 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )50‬سفر السعادة وسفر إإلفادة ‪ ،‬تأليف االمام علم الدين السخاوي ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬أحمد محمد الدالي ‪ ،‬وآخر ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار صادر ‪،‬‬
‫بيروت ‪ 1415 ،‬هـ ‪ 1995 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )51‬شذى العرف في فن الصرف ‪ ،‬تاليف االستاذ الشيخ احمد الحمالوي ‪ ،‬المكتبة الثقافية ‪ ،‬بيروت – لبنان ‪.‬‬
‫‪ )52‬حاشية الصبان شرح االشموني على ألفيية أبن ومعه شواهد العيني ‪ ،‬تحيقيق ‪ :‬طه عبد الرؤوف سعد ‪ ،‬المكتبة التوقيفية ‪.‬‬
‫‪ )53‬شرح أبيات سيبويه ‪ ,‬ألبي جعفر النحاس ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬زهير غازي زاهد ‪ ،‬ط‪ ، 2‬عالم الكتب ‪ ،‬بيروت – لبنان ‪ 2009 ،‬م ‪.‬‬
‫األندلسي ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد عبد‬
‫ّ‬ ‫الجي اني‬
‫‪ )54‬شرح التسهيل تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ‪ ،‬تأليف جمال الدين بن مالك الطائي ّ‬
‫القادر عطا ‪ ،‬وآخر ‪ ،‬ط‪ ,1‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ 1422 ،‬هـ ‪2001 -‬م ‪.‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪44‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬

‫األزهري (ت‬
‫ّ‬ ‫‪ )55‬شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو وهو شرح للشيخ خالد بن عبد اهلل‬
‫اري ‪ ،‬تح ‪ :‬محمد باسل عي ون الس ود ‪ ،‬ط‪ ,1‬دار‬
‫‪905‬ه) على "أوضح المس الك إلى ألفية ابن مالك" إلبن هش ام األنص ّ‬
‫الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ 1421 ،‬هـ ‪2000 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )56‬شرح التصريف‪ ،‬الثمانيني ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬إبراهيم بن سليمان البعيمي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مكتبة الرشد ‪ ،‬الرياض ‪ 1419 ،‬هـ ‪1999 -‬‬
‫م‪.‬‬
‫اإلشبيلي (ت ‪ 669‬هـ) (الشرح الكبير) ‪ ،‬تح ‪ :‬د‪ .‬صاحب أبو جناح‪ ،‬وزارة األوقاف‬
‫ّ‬ ‫الزجاجي ‪ ،‬البن عصفور‬
‫ّ‬ ‫‪ )57‬شرح جمل‬
‫والشؤون الدينية ‪,‬العراق ‪1400 ،‬هـ ‪1980 -‬م‪.‬‬
‫الرضي على كافية ابن الحاجب ‪ ،‬تح ‪ :‬د‪ .‬عبد العال سالم مكرم ‪ ،‬ط‪ ,1‬عالم الكتب ‪1421 ،‬هـ ‪2000 -‬م ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )58‬شرح‬
‫‪ )59‬ش رح ش افية ابن الح اجب للش يخ رضي ال دين األس تراباذي ‪ ,‬تحقيق ‪ :‬محمد محي ال دين عبد الحميد وآخ رين‪ ,‬دار الكتب‬
‫العلمية بيروت‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ )60‬شرح الشافية في التصريف ‪ ،‬للسيد عبداهلل بن محمد الحسيني المعروف بنقرة كار ‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية ‪.‬‬
‫اني ‪ ،‬تح‪ :‬عبد المنعم أحمد هريري ‪ ،‬دار المأمون ‪.‬‬
‫الجي ّ‬
‫الطائي ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ )61‬شرح الكافية الشافية ‪ ،‬تأليف العالمة جمال الدين بن مالك‬
‫يرافي الحسن بن عبد اهلل بن مرزب ان (ت ‪ 368‬هـ) تح ‪ :‬أحمد حسن مه دلي ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )62‬ش رح كت اب س يبويه ‪ ،‬ت أليف أبي س عيد الس‬
‫وآخر ‪,‬ط‪, 1‬دار الكيب العلمية بيروت – لبنان ‪2008,‬م ‪.‬‬
‫لي (ت ‪ 643‬هـ) ‪ ،‬تح ‪ :‬إميل‬
‫ري ‪ ،‬ت أليف موفق ال دين أبي البق اء يعيش بن علي بن يعيش الموص ّ‬
‫‪ )63‬ش رح المفصل للزمخش ّ‬
‫بديع يعقوب ‪ ،‬ط‪ ,1‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ 1422 ،‬هـ ‪2001 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )64‬صحيح البخاري ‪ ،‬لالمام ابي عبد اهلل بن محمد بن اسماعيل البخاري ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار ابن كثير ‪ 1423 ،‬هـ ‪ 2004 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )65‬ص حيح مس لم‪ ،‬لالم ام أبي الحس ين مس لم بن الحج اج القش يري النيس ابوري ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد ف ؤاد عبد الب اقي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار‬
‫الكتب العربية ‪ 1412 ،‬هـ ‪ 1991 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )66‬الصرف‪ ،‬د‪.‬حاتم الضامن ‪ ،‬دار الحكمة ‪ ،‬الموصل ‪ 1991 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ )67‬صور اإلعالل واإلبدال في المشتقات األحد عشر والمصادر د‪ .‬رابح بن مع زة ‪ ،‬دار مؤسسة رس الن ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬سوريا ‪،‬‬
‫‪ 2008‬م ‪.‬‬
‫‪ )68‬طبقات النحويين واللغويين‪ ،‬أبو بكر الزبيدي‪،153:‬وقد ُع ّد من الطبقة السادسة‪،‬وهم أصحاب ثعلب‪.‬ينظر‪:‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪45‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬

‫‪ )69‬ظاهرة اإلعالل واإلبدال في العربية بين القدماء والمحدثين‪ ،‬بحث‪ ،‬د‪.‬محمد حماسة عبد اللطيف‪ ،‬مجلة مجمع اللغة العربية‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬ج‪1981 ،48‬م‪ ،‬ص‪.169-168‬‬
‫‪ )70‬العربية الفص حى ‪ ،‬نمو بن اء لغ وي جديد ‪ ،‬ت أليف ه نري فلش ‪ ،‬ترجمة ‪ ،‬د‪ .‬عبد الص بور ش اهين ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار المش رق ‪،‬‬
‫بيروت ‪ 1983 ،‬م ‪.‬‬
‫الفراهيدي(ت‪175‬هـ)‪ ،‬تح‪ :‬د‪ .‬مهدي المخزومي‪ ,‬ود‪ .‬إبراهيم السامرائي ‪ ،‬دار‬
‫ّ‬ ‫‪ )71‬العين‪ ،‬ألبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد‬
‫الرشيد ‪ ،‬العراق ‪. 1980 ،‬‬
‫‪ )72‬فهرست أبن النديم ‪ ،‬تأليف أبي الفرج محمد بن أبي يعقوب إسحاق المعروف بالنديم (ت ‪ 380‬هـ) ‪ ،‬ضبطه وشرحه وعلّق‬
‫عليه وقدم له يوسف علي الطويل‪ ،‬وضع فهارسه أحمد شمس الدين ‪ ،‬ط‪ ,2‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ 1422 ،‬هـ‬
‫‪2002 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )73‬الق راءات القرآنية في ض وء علم اللغة الح ديث ‪ ,‬د‪ .‬عبد الص بور ش اهين ‪ ,‬ط‪ , 3‬مكتبة الخ انجي بالق اهرة ‪1427 ,‬هـ ‪-‬‬
‫‪2007‬م ‪.‬‬
‫‪ )74‬القول البديع في الصالة على الحبيب الشفيع‪ ،‬للسخاوي ‪,‬تحقيق ‪:‬محمد عوامة ‪,‬ط‪, 1‬مؤسسة الريان ‪ ,‬السعودية ‪1422,‬هـ‪-‬‬
‫‪2002‬م ‪.‬‬
‫‪ )75‬الكامل في اللغة واالدب ‪ ،‬البي العب اس الم برد ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد أبو الفضل إب راهيم ‪ ،‬ط‪ ، 3‬دار الفكر الع ربي ‪ ،‬لق اهرة ‪،‬‬
‫‪1417‬هـ ‪ 1997 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )76‬الكت اب ‪ ,‬س يبويه أبي بشر عمر بن عثم ان بن قن بر‪ ،‬تح‪ :‬د‪ .‬عبد الس الم محمد ه ارون ‪ ،‬ط‪ ,3‬مكتبة الخ انجي ‪ ،‬الق اهرة ‪،‬‬
‫‪1408‬هـ ‪1988 -‬م ‪.‬‬
‫‪َّ )77‬‬
‫الكش اف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون األقاويل في وجوه التأويل ‪ ،‬للعالمة جار اهلل الزمخشري (ت‪538‬هـ)‪ ،‬حقّقه‪:‬‬
‫الش يخ ع ادل أحمد عبد الموج ود‪ ،‬والش يخ علي محمد مع ّوض وأ‪ .‬د‪ .‬فتحي عبد ال رحمن أحمد حج ازي‪ ,‬ط‪ ، ,1‬مكتبة‬
‫العبيكان ‪ 1418 ،‬هـ ‪1998 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )78‬الكشف عن وج وه الق راءات الس بع وعللها وحججها ‪ ،‬لمؤلفه أبي محمد م ّكي بن أبي ط الب القيس ّي (ت ‪ 437‬هـ) ‪ ،‬تح ‪:‬‬
‫محيي الدين رمضان ‪ ،‬مطبوعات مجمع اللغة العربية ‪ ،‬بدمشق ‪ 1394 ،‬هـ ‪1974 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )79‬اللب اب في علل البن اء واالع راب ‪ ،‬ألبي البق اء العك بري ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬غ ازي مخت ار طليم ات ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الفكر المعاصر ‪،‬‬
‫بيروت – لبنان ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬دمشق – سوريا ‪.‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪46‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬

‫األفريقي المصري ‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬


‫ّ‬ ‫‪ )80‬لسان العرب ‪ ،‬لإلمام العالمة أبي الفضل جمال الدين بن منظور‬
‫‪ )81‬اللهج ات العربية القديمة في ش به الجزي رة العربي ة‪ ،‬ت أليف تش يم رابين ‪ ،‬ترجم ة‪ :‬د‪.‬عبد الك ريم مجاهد ‪ ،‬ط‪ ، 1‬المؤسسة‬
‫العربية للدراسات والنشر ‪ 2002 ،‬م ‪.‬‬
‫الزج اج (ت ‪ 311‬هـ) ‪ ،‬تح ‪ :‬ه دى محم ود قراعة ‪ ،‬مط ابع األه رام التجارية ‪،‬‬
‫‪ )82‬ما ينص رف وما ال ينص رف ‪ ،‬أبو إس حاق ّ‬
‫القاهرة ‪ 1391 ،‬هـ ‪1971 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )83‬مجمع البيان في تفسير القرآن ‪ ،‬تاليف سيف االسالم الطبرسي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار العلوم ‪ ،‬بيروت – لبنان ‪ 1426 ،‬هـ ‪ 2005 ،‬م‬
‫‪.‬‬
‫‪ )84‬مجموعة الش افية في علمي التص ريف والخ ط(تش تمل على متن الش افية وخمسة ش روح له ا) ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد عبد الس الم‬
‫شاهين ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ 1435 ،‬هـ ‪ 2014 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )85‬مراح األرواح في الصرف ‪ ,‬تأليف أبي الفضائل أحمج بن محمد بن سعود (من علماء القرن الرابع الهجري ) ‪,‬تحقيق ‪:‬‬
‫محمد الطهراني ‪ ,‬ط‪,1‬مطبعة اعتماد ‪ ,‬إيران ‪1374,‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )86‬المجيد في إع راب الق رآن المجيد إلب راهيم الصفاقسي ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬موسى محمد زنين ‪ ،‬ط‪ ، 1‬كلية ال دعوة االس المية ‪،‬‬
‫طرابلس – ليبيا ‪ 1401 ،‬هـ ‪ 1992 -‬م‬
‫جن ّي ‪ ،‬تح ‪ :‬علي النجدي ناصف ‪ ،‬و‬
‫‪ )87‬المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات واإليضاح عنها‪ ،‬تأليف أبي الفتح عثمان بن ّ‬
‫د‪ .‬عبد الحليم النجار‪,‬عبد الفتاح اسماعيل شلبي ‪ ،‬المجلس األعلى للشؤون اإلسالمية ‪ ،‬القاهرة ‪ 1430 ،‬هـ ‪2009 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )88‬مختصر في شواذ القرآن من كتب البديع‪ ،‬ابن خالويه ‪ ،‬مكتبة المتنبي ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ )89‬المزدوج الحركي في العربية ‪,‬د‪ /‬سيد إسماعيل شواشنة ‪,‬مجلة القدس المفتوحة لألبحاث والدراسات’ عدد (‪, )13‬حزيران‬
‫‪. 400-399: 2008‬‬
‫‪ )90‬المزدوج في العربية المفهوم – المصاديق – التحوالت ‪ ,‬د‪ .‬جواد كاظم عناد ‪ ,‬ط‪ , 1‬دار تموز ‪2011 ,‬م ‪.‬‬
‫النحوي (ت ‪377‬هـ) ‪ ،‬تح ‪:‬صالح الدين عبد اهلل الشيكاوي‪ ،‬مطبعة العاني‬
‫ّ‬ ‫علي‬
‫‪ )91‬المسائل المشكلة المعروفة بالبغداديات‪،‬أبي ّ‬
‫‪ ،‬بغداد ‪. 1983 ،‬‬
‫‪ )92‬المس اعد على تس هيل الفوائد ‪ ،‬ش رح اإلم ام الجليل به اء ال دين بن عقيل على كت اب التس هيل البن مال ك‪ ،‬تح‪ :‬محمد كامل‬
‫بركات‪ ،‬ط‪ ,2‬مطبوعات جامعة أم القرى‪1422 ،‬هـ‪2001 -‬م‪.‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪47‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬

‫‪ )93‬مش كل إع راب الق رآن ‪ ،‬ألبي محمد م ّكي بن أبي ط الب القيس ّي (ت ‪ 437‬هـ)‪ ،‬تح ‪ :‬د‪ .‬ح اتم ص الح الض امن ‪ ،‬ط‪ ,1‬دار‬
‫البشائر ‪ 1424 ،‬هـ ‪2003 -‬م ‪.‬‬
‫‪ )94‬مع اني الق رآن ‪،‬ت أليف أبي زكريا الف راء ‪ ،‬تحقي ق‪:‬أحمد يوسف نج اتي ‪ ،‬وآخ رين ‪ ،‬ط‪ ، 2‬ألهيئة المص رية العامة للكت اب ‪،‬‬
‫‪ 1980‬م ‪.‬‬
‫عي ‪ ،‬تح ‪ :‬د‪.‬عبد األم ير محمد أمين ال ورد ‪ ،‬ط‪,1‬ع الم الكتب ‪،‬‬
‫البلخي المجاش ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ )95‬مع اني الق رآن لألخفش ‪ ،‬س عيد بن مس عدة‬
‫بيروت ‪،‬لبنان ‪ 1424 ،‬هـ ‪2003 -‬م ‪.‬‬
‫ري (ت ‪ 311‬هـ) ‪ ،‬تح ‪ :‬د‪ .‬عبد الجليل عب ده ش لبي ‪ ،‬دار‬
‫الس ِّ‬
‫‪ )96‬مع اني الق رآن وإ عرابه للزج اج أبي إس حاق إب راهيم بن ّ‬
‫الحديث ‪ ،‬القاهرة ‪1426 ،‬هـ ‪2005 -‬م‬
‫‪ )97‬معجم البلدان للشيخ االمام شهاب الدين ابيب عبد اهلل ياقوت الحموي ‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬بيروت ‪ 1977 – 1397 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ )98‬معجم التعريفات ‪ ,‬للسيد الشريف الجرجاني ‪ ,‬تحقيق ‪:‬محمد صديق المنشاوي ‪ ,‬دار الفضيلة ‪ ,‬القاهرة ‪2004,‬م ‪.‬‬
‫اطبي (ت‪790‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد‬
‫ّ‬ ‫‪ )99‬المقاصد الش افية في ش رح الخالصة الكافية ‪ ،‬لإلم ام أبي إس حاق إب راهيم بن موسى الش‬
‫ال رحمن بن س ليمان الع ثيمي‪ ,‬وآخ رين ‪ ,‬ط‪ ,1‬معهد البح وث العلمية وإ حي اء ال تراث اإلس المي ‪ ،‬جامعة أم الق رى ‪ ،‬مكة‬
‫المكرمة ‪1428 ،‬هـ ‪2007 -‬م ‪.‬‬
‫المب رد (ت ‪ 285‬هـ) ‪ ،‬تح ‪:‬محمد عبد الخ الق عظيمة ‪ ،‬ع الم الكتب ‪ ،‬ب يروت ‪،‬‬
‫المقتضب ألبي العب اس محمد بن يزيد ّ‬ ‫‪)100‬‬
‫لبنان ‪1431 ،‬هـ ‪2010 -‬م ‪.‬‬
‫الممتع الكبير في الصريف البن عصفور األشبيلي ‪ ,‬تحقيق فخر الدين قباوة ‪ ,‬مكتبة ناشرون ‪ ,‬بيروت – لبنان ‪,‬ط ‪,1‬‬ ‫‪)101‬‬
‫‪1996‬م ‪.‬‬
‫الممتع في التصريف البن عصفور األشبيلي ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬فخر الدين قباوة ‪ ،‬ط‪ ، ، 1‬دار المعرفة ‪ ،‬بيروت – لبنان ‪،‬‬ ‫‪)102‬‬
‫‪ 1407‬هـ ‪ 1987 -‬م ‪.‬‬
‫للمازني ‪ ،‬تح ‪ :‬إبراهيم مصطفى ‪ ،‬وعبد اهلل أمين ‪ ،‬ط‪,1‬‬
‫ّ‬ ‫جني لكتاب التصريف‬
‫المنصف شرح اإلمام أبي الفتح عثمان ّ‬ ‫‪)103‬‬
‫إدارة الثقافة العامة ‪ ،‬مصر ‪1473 ،‬هـ ‪1954 -‬م ‪.‬‬
‫المنهج الص وتي للبنية العربية رؤية جدي دة في الص رف الع ربي ‪ ,‬د‪ .‬عبد الص بور ش اهين ‪ ,‬مؤسسة الرس الة ‪,‬ب يروت‬ ‫‪)104‬‬
‫‪1400‬ه ‪1980-‬م‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪48‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫أ‪ .‬د عدنان عبد الكريم جمعة & م‪ .‬م كريم دوهان عويز‬
‫الداخلية ‪....‬‬

‫م واهب ال رحمن في تفس ير الق رآن‪ ،‬ت أليف الس يد عبد األعلى الس بزواري ‪ ,‬ط‪ , 5‬دار نكين ‪ ,‬إي ران ‪ 1431 ,‬هـ ‪-‬‬ ‫‪)105‬‬
‫‪2010‬م ‪.‬‬
‫النحو ال وافي مع ربطه باألس اليب الرفيعة والحي اة اللغوية المتج ددة ‪ ،‬د‪ .‬عب اس حسن ‪ ،‬ط‪ ,3‬دار المع ارف ‪ ،‬مصر ‪،‬‬ ‫‪)106‬‬
‫‪1974‬م ‪.‬‬
‫نزهة الطرف في علم الصرف‪ ،‬تأليف الشيخ صدر االفاضل أبي الفضل احمد بن محمد الميداني صاحب مجمع االمثال‬ ‫‪)107‬‬
‫‪ ،‬ط‪ ، 1‬مطبعة الجوائب ‪ ،‬قسطنطينية ‪ 1299 ،‬هـ ‪.‬‬
‫نسب معد واليمن الكب يرة للكل بي ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬د ‪ .‬ن اجي حسن ‪ ،‬ط‪ ، 1‬ع الم الكتب ‪ ،‬ومكتبة النهضة ‪ 1408 ،‬هـ ‪-‬‬ ‫‪)108‬‬
‫‪ 1988‬م ‪.‬‬
‫النكت الحس ان في تفس ير غاية اإلحس ان‪ ،‬ألبي حي ان األندلسي ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬د ‪ .‬عبد الحس ين الفتلي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مؤسسة‬ ‫‪)109‬‬
‫الرسالة ‪ ،‬بيروت ‪1405 ،‬هـ – ‪ 1985‬م ‪.‬‬
‫نهاية األرب في معرفة أنس اب الع رب‪ ،‬ألبي العب اس القلقش ندي ‪ ،‬تحقي ق‪ :‬د‪ .‬إب راهيم االبي اري ‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الكت اب‬ ‫‪)110‬‬
‫اللبناني‪ ،‬بيروت ‪ 1400 ،‬هـ ‪ 1980‬م ‪.‬‬
‫الوج يز في علم التص ريف‪ ،‬ألبي البرك ات االنب اري ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬د ‪ .‬علي حس ين الب واب ‪ ،‬دار العل وم ‪ 1402 ،‬هـ ‪-‬‬ ‫‪)111‬‬
‫‪ 1982‬م ‪.‬‬

‫‪The Fittest in The Transformations of The Internal Structure in Al-‬‬


‫‪Radhi Al-Istrabadi’s Sharh Al-Shafiya‬‬

‫‪The fittest option is considered one of the syntactic evidence that is attached to the‬‬
‫‪syntactic origins. Abul Barakat Al-Anbari has attached it to measurement, defining it by‬‬
‫‪saying, "as for the fittest inference, it is to be evident -in the branch- the meaning to which the‬‬
‫‪judgement is related in the origin plus an addition". He noticed that the fittest is a verbal‬‬
‫‪inference based on relating the branch to the origin, if the branch includes the meaning‬‬
‫‪contained in the origin plus an addition. But the inference of this evidence according to‬‬
‫المجلد الواحد‬ ‫‪49‬‬ ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫والعشرون‪ :‬العدد ‪2/2018‬م‬
‫األوْ لى في تحوّالت البنية‬ ‫ م كريم دوهان عويز‬.‫ د عدنان عبد الكريم جمعة & م‬.‫أ‬
.... ‫الداخلية‬

Radhi-iddin Al-Istrabadi revealed that it is not limited to the origin and branch, as it might be
between two extremes, which have no relation with the origin, and the branch. Thus we can
define it as "a judgement originated from verbal inference between two extremes having a
common phenomenon, proved for one of them while existing in the other extreme plus an
addition. This is to prove the judgement for the second extreme when it is proved for the first,
or to remove the judgement from the second extreme when not existing in the first. Then, its
existence or non-existence in the second extreme would be fitter than the first because of that
addition."
I have used morphology a field to study the fittest. I have chosen the transformations of the
internal structure in Sharh Al-Shafiya from the morphological phenomena, to be a domain for
applying this evidence and revealing it reality.
‫المجلد الواحد‬ 50 ‫مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية‬
‫م‬2/2018 ‫ العدد‬:‫والعشرون‬

You might also like