Professional Documents
Culture Documents
أ. د عدنان عبد الكريم جمعة م. م كريم دوهان عويز
أ. د عدنان عبد الكريم جمعة م. م كريم دوهان عويز
ْ
دراسة في شرح الشافية لرضي الدين األستراباذي
أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
كلية اآلداب /جامعة البصرة
قبول نشر 14/6/2018 : أستالم البحث10/4/2017 :
مقدمة :
يع ُّد ْ
اَألولى من األدل ة النحوي ة الملحق ة باألص ول النحوي ة ,وق د ألحق ه أب و البرك ات األنب اري (
األولى فهو أن يبين في الفرع المعنى الذي تعلق به وحده بقوله " :أما االستدالل ْ 577ه) بالقياس (َّ , )1
الحكم في األصل وزيادة " ( , )2ومثَّل له :بأن األسماء تبنى إذا تضمنت معنى حرف منطوق به ,فلئن
اَألولى
تبنى أسماء اإلشارة و(ما التعجبية ) لتضمنهما معنى حرف غير منطوق به كان ذلك من طريق ْ
( .)3فق د اش ترك اس م اإلش ارة م ع األس ماء المبني ة بتض منهم مع نى الح رف ,وق د زاد اس م اإلش ارة على
َان من خالل
األسماء المبنية بأنه نائب عن اسم غير منطوق به ,فاستحق األولوية بهذه الزيادة .فقد ب َ
اَألولى استدالل لفظي قائم على حمل الفرع على األصل ,إذا تضمن الفرع المعنىتمثيل األنباري أن ْ
اَألولى ال يقف عند ِّ
حد الفرع واألصل ,بل الموجود في األصل وزيادة .غير أن تمثيله يكشف لنا أن ْ
يتجاوز ذلك ,فيكون بين طرفين يشتركان في ظاهرة ما ,ويزيد أحدهما على اآلخر بزيادة تقضي له
لَألولى من خالل ممارسته له ذا
قرأت استعمال الرضي ْ
األولوية بذلك الحكم الموجود في األول .وقد است ُ
الدليل .فبَدا لي أنه على اآلتي :هو حكم ناشئ عن استدالل لفظي بين طرفين يشتركان في ظاهرة
ما ,ثبتت ألحدهما مع وجودها في الطرف اآلخر وزيادة ,إلثبات الحكم للطرف الثاني عند ثبوتها في
الط رف األول ,أو إلزال ة الحكم عن الط رف الث اني عن د ع دم وجوده ا في الط رف األول .وحنيئ ٍذ
يكون وجودها في الثاني أو عدمه َْأولى من األول بفعل تلك الزيادة .
وقلنا في التعريف :إنه حكم ,ألنه إسناد شيء إلى شيء ,والحكم :إسناد أمر إلى آخر إيجاب اً أو
سلباً ( .)4منشأ هذا الحكم اللفظ .وقلنا :بين طرفين ,ولم نقل بين أصل وفرع ,كما فعل األنباري في
ح ِّده ؛ ألنن ا وج دنا طرفي ه ق د يكون ا أص ل وف رع ,وق د ال يكون ا ك ذلك ,فمث ال م ا ك ان طرف اه أص ل
وف رع ,ق ول الرض ي " :ف إذا نقلت الحرك ات إلى م ا قب ل ال واو والي اء نظ ر :ف إن ك انت الحرك ة فتح ة
قلبت ال واو والي اء ألف اً ,ألن ه إذا أمكن إعالل الف رع بين م ا أع ل ب ه األص ل فه و َْأولى" .وقلن ا إلثب ات
الحكم إلى اآلخر ..أو لنفيه عن اآلخر ,لأنه قد يكون إلثبات الحكم وقد يكون لنفيه ,ومثال ما كان
)?(1ينظر اإلغراب في جدل اإلعراب ,ألبي البركات األنباري . 128- 127 :
)?(2المصدر نفسه . 131 :
)?(3ينظر:المصدر نفسه . 132- 131 :
)?(4ينظر :معجم التعريفات ,للجرجاني 81 :
)?(5ينظر :الممتع الكبير في التصريف ،ابن عصفور.368:
)?(6شرح الشافية للرضي.3/118 :
)?(7شرح الكافية الشافية.4/2129 :
)?(8شرح الشافية للرضي.96-3/95 :
)?(9شرح المفصل.5/480 :
)?(10ينظر :دقائق التصريف ،ابن المؤدب ،229:ورسالة المالئكة للمعري ،107-105:واللباب،423-2/422 :
والممتع الكبير في التصريف ،368:وسفر السعادة ,السخاوي.1/98 :
)?(11العين.8/441 :
)?(12ينظر :الكتاب ،4/398 :وشرح السيرافي ،5/318 :والمقتضب.1/151 :
المفصل .5/480 :
ّ )?(13ينظر :دقائق التصريف ،229:ورسالة المالئكة ،107:وشرح
)?(14ينظر:طبقات النحويين واللغويين ،أبو بكر الزبيدي،153:وقد ُع ّد من الطبقة السادسة،وهم أصحاب
ثعلب.ينظر:الفهرست ،ابن النديم.82-2/81 :
)?(15الزاهر في معاني كلمات الناس ،األنباري ،1/347 :وينظر :المحتسب .1/191 :
)?(16دقائق التصريف .229:
)?(17اللباب .2/422:
)?(18يعني غير الخليل بعد أن ذكر رأيه.
)?(19الكتاب.4/398 :
)?(20الزاهر في معاني كلمات الناس.1/347 :
)?(21ينظر :شرح الشافية للرضي.3/318 :
)?(22ينظر :التسهيل ،310:والمساعد.4/168 :
المجلد الواحد 15 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
ما كان من المصدر على زنة (إفْعال ،واسِْتفعال) يحمل على فعله في اإلعالل ،فقد ِ
ُأع َّل (إقامة) ) 26 (
فإن أصله (أ ْق َو َم) ،فالقياس أن يكون مصدره (إقوام) حمال على فعله ،فالذي حدث
إلعالل فعله (أقام)ّ ،
أن ُن ِقلت حركة الواو إلى الساكن الصحيح قبلها ،فصارتَ :أقَْوام ،فتحركت الواو بحسب األصل ،وانفتح
وعوض عنه ما قبلها في الحالِ ُِ ،
فقلبت ألفاً ،فصار المصدر (إقاام) التقى ساكنان ،فحذف أحدهماّ ،
بالتاء ،فأصبح المصدر إقامة .ومثله ما كان من المصادر على وزن (اسِْتْفعال) ،فنقلت حركة الياء إلى
تضياف) ،فتحركت الياء ،بحسب األصل وانفتح ما قبلها في الحال
الساكن الصحيح قبلها ،فصارت (اسْ ْ
فقِلبت ألفا ،فأصبحت :استضااف ،فالتقى ساكنان ،فحذف أحدهما ،وعوض عنه بالتاء في آخر المصدر،
ُ
فصار :استضافة(.)27
أي
بعد هذا يبرز الخالف بين الخليل وسيبويه من جهة ،واألخفش والفراء من جهة أخرى ،حول ّ
األول أم الثاني؟ وعلى إثر هذا الخالف ُيحدد وزن
أي الساكنين المحذوف ّ
األلفين هو المحذوف؟ بمعني ّ
المصدر(إقامة) و(استضافة)ونحوهما ،فإذا كان المحذوف األلف األُولى المقابلة للعين من (إقامة)كان
وزن المصدر(إفالة)،وإ ذا كان المحذوف األلف الثانية ،وهي ألف الصيغة؛ كان وزن المصدر (إ ْف َعلة).
أن المحذوف هو األلف الثانية ،فيكون وزن المصدر عندهم من (َأفعل) هو يرى الخليل وسيبويه ّ
لت) مصدرا نحو:لت من (أ ْف َع ُ
(إ ْف َعلة) ،ومن (اسَْتْفَعل) هو (اسِْتْفعال) .قال المازني (ت249ه)" :فإذا ُق َ
(إقامة وإ خافةٍ) َألفا اللتقاء الساكنين .فالخليل وسيبويه
ٍ إقامًة) و(أخاف إخافةً) فقد حذفتَ من
(أقامَ َ
ول، آخرَ الحرف ،وهي نظيرةُ ِ
واو مفعول فيَ :مقُ ٍ أن المحذوف هي األلفُ التي تلي ِ يزعمانّ :
()28
ت الواو والياء في الفعل أعللتهما في المصدر ،فألقيت حركتهما
"لما َأعلل َ
ومخوفْ" .وقال السيرافيّ :َ
على ما قبلهما فسكنتا وبعدهما ألف إفعال ،وهي األلف التي في اإلقوام واإللْيان قبل الميم والنون
وجعلت هاء التأنيث
فاجتمع ساكنان :أحدهما ،عين الفعل المعتلّة واآلخر ألف إفْعال ،فُأسقط أحدهما ُ
عوضاً من الحرف الذاهب ،فقالوا :إقامة وإ النَة .وكذلك يعمل في استفعل ومصدره كقولك :اسْتعان
ستَليِن
سَت ْع ِون استعواناً ،واسَْتْلَين يَ ْ
استَْع َون يَ ْ
يسْتعين استعانة ،واستالن يسَْتِلين استالنة ،واألصلْ :
يانا ،فاختلف النحويون في الذاهب من الحرفين الجتماع الساكنين ،فقال الخليل وسيبويه :الذاهب اسِْتْل ً
)?(28المنصف.1/291 :
)?(29شرح السيرافي ،4/458 :وينظر :المقاصد الشافية(شرح الخالصة الكافية) ،الشاطبي ،9/333 :ومجموعة الشافية
في علمي التصريف والخط(تشتمل على متن الشافية وخمسة شروح لها) ،2/319:وأوضح المسالك ،3/238 :وشرح
التصريح.2/747:
)?(30ينظر :أمالي ابن الشجري.320-1/314 :
)?(31ينظر :المنصف.1/291:
)?(32ينظر :المصدر نفسه. 1/292 :
)?(33ينظر :شرح السيرافي ،4/458 :وأمالي ابن الشجري ،1/314 :ومجموعة الشافية شرح نقره كار،2/319 :
وشرح التصريح.2/748 :
)?(34من سورة النور ،آية .37تتمة اآلية " التلهيهم تجارة وال بيع عن ذكر اهلل وإ قام الصالة وإ يتاء الزكاة )) .
الفراء.2/254 :
(?) معاني القرآنّ ،
35
)?(48الكتاب.4/363 :
)?(49شرح السيرافي.5/270 :
)?(50الكتاب.4/363 :
)?(51ينظر :شرح الشافية للرضي.3/106 :
)?(52ينظر :المصدر نفسه.3/107 :
)?(53ينظر :شرح السيرافي5/270 :
)?(54ينظر :شرح الشافية للرضي.3/107 :
)?(55شرح الشافية ،نقره كار .174:
)?(56ينظر :شرح الشافية للرضي.3/107 :
المجلد الواحد 21 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
()58
أن الكلمات جميعها التي ُأعلّت بهذه القاعدة تصور المسألة" .ورأى ّ
أن القدماء قد أخطأوا في ّ ذلك ّ
وباع أصلهاَ :بَيع ،وباب
َ قام ،فأصلها :قَ َوم،
مما كانت عينها أو المها صوت علّة ،نحوَ : هي ّ
وناب...الخ وإ ّن اللغة تميل دائماً إلى التخلص من الحركة الثالثية وتجعلها حركة ثنائية أو أحادية" ،فإذا
تتحول إلى حركة
تأملنا األمثلة التي بين أيدينا ،وجدنا ّأنها من قبيل الحركة المزدوجة أو الثالثية التي ّ
واحدة طويلة .فكلمة مثل :قَ َو َم ( )qa+u+amaاجتمعت فيها حركة ثالثية نشأ عن اتصال أجزائها واو.
فإذا سقطت الضمة انتفى االنزالق واتصلت الفتحتان القصيرتان قبلها وبعدها لتصبح الكلمة ،qaama
الضمة في واقع األمر ،هروبا من ثالثية الحركة إلى الحركة
ّ فكل ما حدث هو إسقاط عنصر
الطويلة"(.)59
ومع ّأننا نتفق مع الدكتور في عدم قبول القاعدة الصرفية السابقة على الوجه الذي قرره النحويون ،إال
أن لنا مالحظتين على توجيهه هذا: ّ
أن مصطلح الحركات الثالثية يراد به ماوبَيع ،على الحركات الثالثية ،على حين ّ
-1حمل نحو:قَ َو َمَ ،
توالت فيه ثالثة حركات في مقطع واحد(.)60والحركات في (قوم) و(بيع) في مقاطع مختلفة.
وتم التخلّص منه بإسقاط قاعدته فالتقت
(بَي َع)ّ ،
(ي) في َ
(و) في قَ َو َم حركة مزدوجة ،وكذا َ
عدهُ َ
ّ -2
(بي َع)،
ق ـ ـ ــَـ ـ ل ← قال) ،ومثله َ
(قول ← َ حركتان قصيرتان فاستحالتا حركة طويلة ،كما في َ
فإن هذا التوجيه ال ينهي المسألة ،بل يجعل لها فروعاً بعدد ما أوجده القدماء من شروط .فماذا
ّ
يتم
(و) في وسط الكلمة حركة مزدوجة ،ولم ّ فإن المقطع َ
ط َوفان)؟ ّ
يقول الدكتور في نحوَ ( :
التخلّص من قاعدته (الواو) ،وإ ّنما بقي على حاله ،ومعنى ذلك ّأننا سوف نضع شرطا ليسلم توجيه
إن زيادة (األلف والنون) هي السبب في عدم إعالل نحو (طوفان)
مفر من القولّ : الدكتور ،فال ّ
و(حَيدى) وهكذا في بقية ما أخرجه النحويون.
(ص َورى) َ و(حيدان) ،وكذا في نحو َ
إن اإلعالل هو المشهور في
حد وصف المسألة لسلمنا من هذه المآخذ ،لذانقولّ :
ولو ّأننا وقفنا عند ّ
الصورة التي ذكرها النحويون (إذا تحركت الواو أو الياء وانفتح ما قبلهما قلبتا ألفا) ،وبعض العرب ال
أن بعض العرب تع ّل تع ّل ما ورد على هذه الصورة من الكلمات ،ويشجعنا على المضي في هذا الرأي ّ
ما في آخره (ألف ونون) زائدة في األسماء ،وقد ذكر ذلك سيبويه( ،)61وكثير من النحويين( .)62وكذا
فإن بعض العرب ال تع ّل ما حقّه اإلعالل بالعلّة السابقة ،مع تحقق شروطه ،وقد قُ ِرئ َ
(ع ْورات) في ّ
)?(68ينظر :سر صناعة اإلعراب ،2/551 :واألصوات اللغوية ،78-77:ودراسات في علم اللغة ،110-109:
والدراسات اللهجية والصوتية .113:
المجلد الواحد 23 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
()69
أن للنحويين مذهبين في قلب الهاء همزة في آل:
الرضي ّ
ّ يؤولون إلى أصل" .ذكر
ثم ُأبدلت الهاء همزة لقربها في المخرج ،فصارت: أن أصلها (أهل) ّ األول :مذهب جمهور النحويين ّ ّ -
ألنه لم يثبت قبلها ِألفا )70(,وكان
ثم أبدلت الثانية ِألفا ،فأصبحت (آل) ،ولم تقلب الهاء ألفا مباشراً؛ ّ
َأْألّ ،
اهلل ،وآل رسوله، جني أكثر النحويين تحمساً لهذا الرأي ،قال" :ومن ذلك قولهم :آل ،كقولنا :آل ِ ابن ّ
فلما توالت همزتان أبدلوا الثانية
ثم أبدلت الهاء همزة ،فصارت في التقديرَ( :أْأل)ّ ،
ّإنما أصلها (أهل) ّ
ثم
زعمت ّأنهم قلبوا الهاء همزةّ ،
َ وآز َر .فإن قيلَ :وِل َم
آمنَ ،
ألفا ،كما قالوا :آدم وآخر ،وفي الفعلَ :
ً
أن الهاء لم
قلبوها ألفا فيما بعد ،وما أنكرت من أن يكونوا قلبوا الهاء ألفا في ّأول الحال؟ فالجوابّ :
تقلب ألفا في غير هذا الموضع فيقاس هذا هنا عليه ،وإ ّنما تقلب الهاء همزة في ماء على الخالف فيما
فإن األلف لو كانتثم أبدلت الهمزة ألفا .وأيضا ّ
سنذكره في موضعه ،فعلى هذا أبدلت الهاء همزةّ ،
الم ِلزم ،دون أن تكون منقلبة عن الهمزة المنقلبة عن الهاء
منقلبة عن الهاء في ّأول أحوالها ،كما زعم ُ
تص َر ْف َ
على ما قدمناه ،لجاز أن يستعمل (آ ُل) في ك ّل موضع يستعمل فيه (أهل) ،أال تراهم يقولونَ :
وجوهَ القوم ،وُأجوهَ القوم ،فيبدلون الهمزة من الواو ويوقعونها في البدل في جميع مواقعها قبل البدل...
ولو كانت ألف (آل) بدال من هاء (أهل) لَقيل :انصرف إلى آلك ،كما يقال :انصرف إلى أهلك ،ولَقيل:
األشرف
َ فلما كانوا يختصون باآلل مما يطول ذكرهّ ، ك واللي َل ،وغير ذلك ّ آلك واللي َل ،كما يقال :أهل َ
واللهم ص ّل على محمد
ّ األخص دون الشائع األعم ،حتى ال يقال إال في نحو قولهم :القُّراء آل اهلل، ّ
()71
يما َن ُه﴾ .وكذلك ما أنشده أبو العباس ِإ ِ ِ ِ ِ
ال َر ُج ٌل ُمْؤ م ٌن م ْن آل ف ْر َع ْو َن َي ْكتُ ُم َ
وعلى آل محمدَ ﴿ ،وقَ َ
للفرزدق:
َن َج ْو َت ولم َي ْم ُنن عليك طالق ًة ...يسوى َر ِب ِذ التقريب من آل أعوجا
()72
ألن (أعوج) فرس مشهور عند العرب ،فلذلك قال :آل أعوج ،وال يقال :آل الخياط ،كما يقال: ّ
أن األلف فيه ليست بدال من
أهل الخياط ،وال آل اإلسكاف ،كما يقال :أهل اإلسكاف .د ّل ذلك على ّ
األصلّ ،إنما هي بدل من بدل من األصل"(.)73
)?(70ينظر:معاني القرآن لألخفش ,224:مشكل إعراب القران , 1/133:وشرح التصريف الملوكي . 279:
مرة :المعجم المفهرس أللفاظ القرآن-97:
(?) من سورة غافر .28 :وقد وردت لفظة (آل) في القرآن خمسا وعشرين ّ
71
.98
)?(72ديوان الفرزدق.1/117 :
)?(73سر صناعة اإلعراب.102-1/100 :
المجلد الواحد 24 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
أن له نظيراً ،وهو قلبها همزة في
األولّ ،
النص دليلين على قلب الهاء همزةّ ،
ّ جني في هذا
قدم ابن ّّ
أن الهاء لو كانت منقلبة عن ألف من ّأول أحوالها ،لجاز أن تستعمل (آل)
ماء فأصلها (موه) .واآلخرّ ،
في ك ّل موضع تستعمل فيه (أهل) ،والواقع اللغوي يشير إلى فرق بين اللفظين في االستعمال.
للرضي.3/208 :
ّ )?(74ينظر :شرح الشافية
)?(75ينظر :شرح التصريف الملوكي .279:
)?(76الدراسات اللهجية والصوتية .113:
المجلد الواحد 25 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
أما الدليل الثاني ،وهو الفرق بين (أهل) و(آل) في المعنى ،فقد كان محطَّ رحال النحويين ،
()77
ّ
وأصحاب التفسير( ،)78وأصحاب المعاجم( ،)79وأصحاب الحديث( ،)80وسنقف عنده بقدر تعلّق األمر
بالمسألة محل النقاش(.)81
ثم قلبت الهمزة ألفا ،بدليل
أن (آل) أصلها (أهل) ،قلبت الهاء همزةّ ،
يرى أصحاب هذا الرأي ّ
فإن العرب تجعل اللفظ الذي فيه بدل من بدل مختصاً بشيء واألخص واألعظمّ ،
ّ اختصاصها باألشرف
أن العرب أن األلف في آل بدل من الهمزة المبدلة من الهاء؛ ّ
"ومما يد ّل على ّ
بعينه ،قال العكبريّ :
لما كانت بدال من الواو المبدلة
أن تاء القسم ّ
تجعل اللفظ فيه بدل من بدل مختصاً بشيء بعينه،أال ترى ّ
)?(77ينظر :معاني القرآن ،األخفش ،224:وسر صناعة اإلعراب ،103-1/102 :ومشكل إعراب القرآن،1/133 :
واإلقناع في القراءات السبع ،ابن الباذش ،1/226 :والممتع في التصريف ،1/349 :وشرح الكافية الشافية،2/954 :
وارتشاف الضرب ،264-1/263 :والدر المصون.1/341 :
)?(78ينظر :تفسير الطبري ،2/37 :والتفسير البسيط ،الواحدي ،490-2/489 :والكشاف ،1/267 :ومجمع البيان في
تفسير القرآن ،الطبرسي ،1/141 :وتفسير الفخر الرازي ،3/71 :وتفسير القرطبي ،2/81:والبحر المحيط-1/344 :،
،345ومواهب الرحمن في تفسير القرآن ،السبزواري ،1/314 :والتحرير والتنوير.1/490 :
)?( 79ينظر :تهذيب اللغة ،439-15/438 :مادة (آل) ،ولسان العرب ،31-11/30 :مادة (آل).
القيم ،227:والقول البديع في الصالة على
(?) ينظر:جالء اإلفهام في فضل الصالة والسالم على خير األنام ،ابن ّ
80
أن (آل) محمد المقصود بهم اتباعه من زمنه إلى يوم الدين،أهل بيت النبي خاصة أو يدخل معهم نساؤه وقومه؟ فمن يرى ّ
بأن أصل (آل)ّ :أول ،فـ(آل وأهل) عنده كلمتان مختلفتان ،وقد نقل
ألنهم من أتباعه أيضا ،تعلّق ّ
ويدخل فيهم أهل بيته؛ ّ
األزهري هذا الرأي عن ثعلب ،قال" :وقال أحمد بن يحيى :اختلف الناس في (اآلل) ،فقالت طائفة :آل النبيَ :من اتبعه
بأن (اآلل) إذا
قرابة كان أو غير قرابة ،وآله :ذو قرابته ُمتّبعا كان أو غير متبع ،وقالت طائفة :اآلل واألهل واحد ،واحتجوا ّ
فكأن الهمزة هاء ،كقولهمَ :هَن ْرت الثوب وأنرته ،إذا جعلت له علما .وروى الفراء عن الكسائي في
ُأهْيلّ ،
ص ّغر قالواَ :
ُ
تصغير (آل)ُ :أويل .قال أبو العباس :فقد زالت تلك العلّة وصار اآلل واألهل أصلين لمعنيين مختلفين ،فيدخل في الصالة
كل من اتبع النبي (صلى اهلل عليه وسلّم) قرابة كان أو غير قرابة)) .تهذيب اللغة ،15/438 :مادة (آل) .وتبدو الصورة
أكثر تعصبا عند القرطبي .ينظر :تفسير القرطبي .5/81 :ولم أر أكثر من هذا الكالم مجانبة للصواب وبعدا عن
أن (آل) الرسول هم قومه وأتباعه الذين آمنوا به في جميع العصور .ويكفي لبيان خطلالموضوعية العلمية ،فمعنى كالمهم ّ
أن (آل محمد) هم أهل بيته الذين ال تح ّل عليهم الصدقة ،فهل يدخل قومه وأتباعه
هذا الرأي ما ُنقل من أحاديث عنه (ص) ّ
في (اآلل) فيصدق عليهم ّأنهم ال تح ّل عليهم الصدقة؟! ومن هذه األحاديث ما رواه البخاري في صحيحه ،قال :كان رسول
اهلل (ص) يؤتى بالنخل عند صرامة فيجيء هذا بتمره وهذا بتمره حتى يصير عنده كوماً من التمر ،فجعل الحسن والحسين
عليهما السالم يلعبان في ذلك التمر ،فأخذ أحدهما تمرة جعلها في فيه ،فأخرجها رسول اهلل (ص) من فيه ،وقال" :أما علمت
أن
أن آل محمد ال يأكلون الصدقة)) .ورواه مسلم قالّ " :إنا ال تح ّل لنا الصدقة)) .وذكر ابن الجوزية أحاديث ُأخر في ّ
ّ
المجلد الواحد 26 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
لما
من تاء القسم لم تدخل على اسم(اهلل) تعالى ،ولم تدخل على غيره من األسماء الظاهرة ...فكذلك آل ّ
فيقال:آل اهلل وآل السلطان ،بخالف(األهل) الذي يضاف إلى الشريف لم ُيضف إال إلى الشريفُ ،
أن األلف فيه بدل من الهمزة المبدلة من الهاء كما تقدم"(.)82
وغيره،د ّل ذلك على ّ
أخص من (أهل) في المعنى ،بدليل ما نقلوه ّ أن (آل)كنا نتفق مع أصحاب هذا الرأي على ّ
وإ ن ّ
ألنهم الشهود الوحيدون على اللغة-بحسب تعبير هنري فليش( -)83إاّل ّأننا نرى ّأنه ال شأن
عن العرب؛ ّ
لهذا الفرق في المعنى بأن يكون الحرف مبدال من حرف مباشرة ،أو أن يكون مبدال من حرف مبدال
()84
(ُأهْيل) ،والتصغير
صغر على َ
بأن (آل) تُ ّ
هو من حرف آخر .وقد استد ّل أصحاب هذا الرأي أيضاّ ،
()85
أن أصل األلف هاء.
يرد األشياء إلى أصولها ،فد ّل على ّ
ّ
وقد نُسب هذا الرأي إلى سيبويه ،قال السمين الحلبي(ت756ه)":و آل اختُلف فيه على ثالثةِ أقوال:
ثم
إن أصله أه ٌل ،فأبدلت الهاء همزة لقربها منها ،كما قالوا :ماء ،وأصله ماهّ ،
قال سيبويه أتباعُهّ :
أن سيبويه لم يذكر إبدال الهاء همزة ،ولكن
والحق ّ
ّ أبدلت الهمزة ألفاً لسكونها بعد همزة مفتوحة.)86("...
ذكر إبدال الهمزة هاء( ،)87وأنكر أكثر النحويين نسبة هذا الرأي إلى سيبويه(.)88
(آل يؤول) ،قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها،
(أول) من َ
أن أصلها َ -الثاني ،مذهب الكسائيّ ،
()89
أن ألف (آل) بدل (ُأوْيل) ،ووافقه ابن الباذش(ت540ه) قال":ال يثبت ّ
وحكى الكسائي في تصغيرها َ
ألن األهل القرابة ،واآلل
ألن معنى(آل)غير معنى (أهل)ّ ، من هاء أهل وال من همزة مبدلة من هاء؛ ّ
من َيؤول إليك في قرابة أو رأي أو مذهب ،وإ ّنما ألف (آل) مبدلة من واو كما ّبين الكسائي ذلك
حيان األندلسي(.)92 ()91
وحكي عن يونس تصغير آل على ُأويل ،وصححه أبو ّ
()90
بالرواية عن العرب" ُ .
رد الزائد إلى أصله،
إن حجة أصحاب هذا الرأي ّأنه ورد تصغيرها على (ُأويل) ،والتصغير ّ
ّ
رده بعض
أما احتجاجهم بتصغيرها على (ُأويل) فقد ّ
وأيضا للفرق في المعنى بين (آل) و(أهل)ّ ،
خاصة ،وهم وحدهم الذين ال تح ّل عليهم الصدقة .ينظر :صحيح البخاري:
ّ أن (آل محمد) هم أهل بيته
الرسول صرح ّ
،362رقم ( ،)1485وصحيح مسلم ،2/751 :رقم ( ،)1069وجالء اإلفهام .241-240:
)?(82ينظر :الممتع.1/350 :
)?(83ينظر :العربية الفصحى .203:
)?(84ينظر :الدراسات اللهجية والصوتية .114:
)?(85ينظر :سر صناعة اإلعراب ،1/101 :ومشكل إعراب القرآن ،1/137 :والبيان في غريب إعراب القرآن،1/81 :
وشرح التصريف الملوكي ،278:والممتع ،1/349 :وارتشاف الضرب.1/264 :
)?(86الدر المصون.1/341 :
)?(87ينظر :الكتاب.4/285 :
)?(88ينظر :اإلقناع في القراءات السبع ،1/226 :وارتشاف الضرب ،1/264 :والمجيد في إعراب القرآن المجيد .240:
المجلد الواحد 27 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
()93
يردوا
النحويين ،قال العكبري" :قال بعضهم :أويل ،فأبدل األلف واواً ولم يرده إلى األصل ،كما لم ّ
()94
ألن
أما احتجاجهم بالفرق في المعنى بين (آل) و(أهل) فال يسلم لهم؛ ّ
عيدا في التصغير إلى أصله" ّ . ً
األول قالوا بالفرق في المعنى بين اللفظين وعلّلوا ذلك بتخصصه باألقرب واألشرف
أصحاب الرأي ّ
أن (آل) اختصت باألشرف واألقرب ما نقله الطبرسي (ت548ه) عن أبي عبيدة ومما يؤيد ّ
واألخصّ ،
ّ
(ت210ه) ،قال" :وقال أبو عبيدة :سمعت أعرابياً فصيحاً يقول :أهل مكة آل اهلل ،فقلنا :ما تعني
بذلك؟ قال :أليسوا مسلمين؟ المسلمون آل اهلل .قال :وإ ّنما يقال :آل فالن للرئيس والمتّبع ،وشبه مكة؛
فإن آل الرجل أهل بيته
ألنها أم القرى ،ومثل فرعون في الضاللة واتّباع قومه له ،فإذا جاوزوا هذا ّ ّ
خاصة"(.)95
ّ خاص ة ،فقلنا له :أفتقول لقبيلته آل فالن؟ قال :ال ،إال آل بيته
ّ
أن (آل) أصلها (أهل) ،وأيضا تخصصت باألشرف واألقرب؛ األول ّ
ونحن نتفق مع أصحاب الرأي ّ
ألنهم نقلوا ذلك عن العرب ،وهم مأمونون على ما نقلوا مبحوث معهم فيما قالوا ،ولكن ال نرى حاجة
ّ
إن الهاء استحالت ألفاً،
تحول الهمزة إلى ألف ،بل نكتفي بالقولّ :
ثم ّبتحول الهاء إلى همزةّ ،
إلى القول ّ
رت رددته إلى أصله ثم أبدل من الهاء ألف ،فإن َّ
صغ َ وهو رأي النحاس ،قال" :األصل في (آل) أهلّ ،
حيان رأياً مستقال( .)98ويمكن تفسير هذا وفق
وعده أبو ّ
()97 ()96
ُأهْيل" ،وكذا قال الزمخشري ّ ،فقلتَ :
َ
ثم حذفت الهاء وطال زمن النطق بالفتحة التي
فإن األصل (أهل) ّ معطيات الدرس الصوتي الحديث؛ ّ
بعد الهمزة حتى استحالت فتحة طويلة (ألفاً) ،وبيان ذلك:
ء ـ ـ ـ ــَـ ـ ـ ه× /ل ـ ـ ـ ـ ـ ـُ ـ ن ← َأه ٌل
ء ـًـ ــ /ل ـ ـُ ـ ن ← َأا ٌل
)?(89ينظر :إعراب القرآن ،1/223 :واإلقناع في القراءات السبع ،1/226 :والتبيان ،1/52 :وارتشاف الضرب:
،1/264والدر المصون.1/341 :
)?(90اإلقناع في القراءات السبع .226:
)?(91ينظر :ارتشاف الضرب.1/264 :
)?(92ينظر :المصدر نفسه.4/1817 :
)?(93ينظر :شرح التسهيل .3/343 :قال ابن مالك" :وقالوا أيضا في تفسير (آل) :أويل ،فاعتبروا فيه اللفظ متناسين
األصل)).
)?(94التبيان.1/52 :
)?(95مجمع البيان ،الطبرسي.1/141 :
)?(96إعراب القرآن ،1/223 :وينظر :الدر المصون.1/341 :
)?(97ينظر :الكشاف.1/267 :
)?(98ينظر :البحر المحيط.1/344 :
المجلد الواحد 28 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
التحوالت التي في طرف البنية:
ّ األولى في
ثانياًْ :
-1قلب الواو ياء إذا وقعت طرفاً رابعة فصاعداً:
أن الواو تقلب ياء قياساً في عشرة مواضع ،وهي :أن تقع الياء بعد كسرة طرفاً،تقرر عند العلماء ّّ
أو تقع عيناً لمصدر ُأعلّت فيه وقبلها كسرة ،وبعدها ألفا .أو أن تقع عينا لجمع تكسير صحيح الالم
وقبلها كسرة ،أو أن تلي كسرة وهي ساكنة مفردة ،أو تلتقي هي والياء في كلمة واحدة ،والسابق فيهما
ساكن متأصل ،أو أن تكون الما لفُعلى ،أو أن تكون الم مفعول ماضيه على (فَ ِعل) بكسر العين ،أو أن
تكون الم مفعول جمعاً ،أو أن تكون عيناً (لفُعَّل) جمع تكسير صحيح الالم ،أو أن تقع طرفا رابعة
فصاعدا( .)99ويعنينا في هذه المسألة الحال التي تقع فيها الواو طرفاً رابعة فصاعداً.
الرضي" :و ّإنما قلبت الواو المذكورة ياء لوقوعها موضعاً يليق به الخفة؛ لكونها رابعة
ّ قال
ومتطرفة وتع ّذر غاية التخفيف ،أعني قلبها ألفا لسكونها لفظاً أو تقديراً كما ذكرنا ،فقلبت إلى حرف
أخف من الواو ،وهو الياء ،وقيلّ :إنما قلبت الواو المذكورة ياء النقالبها ياء في بعض التصرفات،
ُأغري وُأغازي ...ولو كان قلب الواو ياء في المضارع يوجبفإن مضارعهاْ : تّ ، وغاز ْي ُ
َ ت
أغر ْي ُ
نحوَ :
ت،
قلبها في الماضي ياء لكان قلبها ياء في نفس الماضي ْأولى باإليجاب ،فكان ينبغي أن يقالَ :غ َز ْي ُ
لقولهم ُغزي ،وأيضاً المضارع فرع الماضي لفظاً فكيف انعكس األمر؟"(.)100
أما
الرضي لقلب الواو ياء ،إذا كانت رابعة طرفاً شرطين :أحدهماّ ،أنه ال يجوز قلبها ألفاًّ ، ّ يشترط
أغ َز ْيت ،أو للّبس ،نحوُ :ي ْغ َزَيان .واآلخرّ ،أنه ال يجيء بعدها حرفاً الزماً يجعلها في
لسكونها ،كما في ْ
حكم الوسط ،نحو :مذروان( .)101وتقع مسائل هذه العلّة في موضعين:
األول ،الفعل الماضي المعت ّل اآلخر بألف أصلها الواو الزائدة على ثالثة أحرف عند إسناده إلى
ّ -
(أعطيت) ،واألصل:
ُ متحرك
ّ متحرك ،نحو :أعطى ،فيقال عند إسناده إلى ضمير رفع ّ ضمير رفع
الرضي.
ّ وت ،وهذا هو الذي أشار إليه
يت ،واألصل فيه :ز ّك ُ
(أعطوت) ،ومثله( :ز ّكى) يقال فيه :ز ّك ُ
ُ
وقد حمل النحويون هذا اإلعالل على المضارع ،إذ تقلب فيه الواو ياء ،وهذا توجيه أغلب
النحويين( .)102قال سيبويه" :هذا باب ما يلزم الواوَ فيه بدلُ الياء ،وذلك إذا كانت فََعْل ُ
ت على خمسة
)?(99ينظر :النحو الوافي ،عباس حسن ،718-4/713 :والمنهج الصوتي للبنية العربية .188-187:
للرضي.167-3/166 :
ّ )?(100شرح الشافية
)?(101ينظر :المصدر نفسه.3/166 ،المذروان :طرفا األلية .
)?(102ينظر :شرح السيرافي ،309-5/308 :والتكملة ،599:والتصريف الملوكي ،191:والمنصف،165-2/164 :
ونزهة الطرف في علم الصرف ،الميداني ،35:والوجيز في علم التصريف ،األنباري ،48:والتتمة في التصريف ،ابن
القبيصي ،108:وشرح التصريف الملوكي .474-472:
المجلد الواحد 29 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
ياء
وسألت الخليل عن ذلك فقالّ :إنما قُلبت ً
ُ ت. واستَْر َش ْي ُ
ت ْ وغاز ْي ُ
َ ت
أغ َر ْي ُ
أحرف فصاعداً .وذلك قولكْ :
ت على األصل وقد ُأخرجت ُي ْف ِعل إلى
قلت :يُ ْف ِع ُل لم تثبت الواو للكسرة ،فلم يكن ليكون فَ َعْل ُ ألنك إذا َ ّ
ِ ()103
بأن
فيوضح مراده ّ ّ ون ْفعل" .ويجلي السيرافي ما في عبارة سيبويه من غموض، الياء ،وُأ ْف ِعلُ وتُ ْف ِع ُل ُ
فالبد من كسر ما قبل آخر مستقبله ،كقولك :أكرم
ّ "الفعل متى كان ماضيه على أربعة أحرف فصاعدا،
كرم وقاتل يقاتل ودحرج يدحرج وكسر ِ
يكسر وانطلق ينطلِق وارتبط يرتبِط ،وغيرها من األفعال التي ُي ِ
ُ ُ
ماضيها على أربعة أحرف أو أكثر ،فإذا كان الم الفعل واوا فال محالة ّأنها تقلب ياء في المستقبل،
فلما انقلبت ياء
ألنك إذا وقفت عليها سكنت وقبلها كسرة فتقلب ياء كما انقلبت ياء ميزان وما أشبههّ ،ّ
في جميع المستقبل من أفعل وفاعل وسائر ما ذكرنا النكسار ما قبلها وسكونها في الوقف وجب قلبها
في جميع تصاريف الفعل"(.)104
أن الواو ّإنما ُأعلّت بقلبها ياء حمالً على المضارع ،فمتى كان الفعل
فالذي عليه النحويون ّ
الماضي على أربعة أحرف ُبني المضارع منه بكسر ما قبل آخره ،نحو:أكرم ،المضارع منه ُي ِ
كر ُم،
فالبد من قلب الواو ياء لتجانس الكسرة قبلها،
ّ فإذا كانت الم المضارع في هذه الصورة واواً
فلما كان ما قبل الواو ِ
نحو:استدعى ،أصلها:استدعو والمضارع منها :يستدعي ،وأصله :يستدعوّ ،
مكسوراً قلبت الواو ياء للتجانس ،فأصبحت يستدعي ،وعليه حمل الفعل الماضي:استدعيت ،واألصل
فيه استدعوت.
"إنما قلبت الواو المذكورة ياء النقالبها ياء في بعض
الرضي هذا التوجيه ،قالّ : ِ
يرتض ولم
ّ
()105
ورده من وجهين :أحدهما،
فإن مضارعها ُأغزي وُأغازي" ّ . وغاز ْيتّ ،
َ تأغز ْي ُ
التصرفات ،نحوَ :
ّأنه لو كان قلب الواو ياء في المضارع يوجب قلبها في الماضي ياء لكان قلبها ياء في الماضي ْأولى
أن المضارع فرع الماضي في االشتقاق فكيف ُحمل األصل على الفرع؟ بالوجوب .واآلخرّ ،
بناء على سلب حكم ال على تثبيته ،فقد رفض توجيه النحويين
باألولى ً
الرضي استدالله ْ
ّ وقد أقام
وأقام الدليل على بطالنه وعدم استقامته ،وحاصل ما توصل إليه ّأنه إذا كان قلب الواو ياء في
ثم سيكون قلب الواو ياء في
المضارع يوجب قلبها في الماضي أيضاً ،النكسار ما قبل آخره ،ومن ّ
باألولى،
الماضي ْأولى النكسار ما قبل آخره ،نحوُ :غزي ،فقد أزال هذه العلّة بطريقة االستدالل ْ
فاألولى ،هنا ،إلزالة حكم.
ْ
)?(103الكتاب.4/393 :
)?(104شرح السيرافي.309-5/308 :
الرضي.3/166 :
ّ )?(105شرح الشافية،
المجلد الواحد 30 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
أن الواو ّإنما ُقِلبت ِألفاً في هذا الموضع
الرضي ّ
ّ معين تستدعي تثبيت غيره ،فقد رأى
إن إزالة حكم ّ ّ
()106
سنة اللغة على تخفيفها،
لوقوعها في موضع يليق به الحذف ،وهو كونها رابعة طرفاً ،وقد جرت ّ
ألنه أخف من الواو والياء ،فتعذر قلبها ألفا لسكونها لفظاً أو تقديراً ،فلم
إما أن تُخفف بقلبها ألفا؛ ّ
فهي ّ
أخف في النطق.أخف من الواو ،والمصير إليه يعني المصير إلى ما هو ّ ألنها ّيبق إال أن تقلب ياءّ ،
فإنه يهدف إلى االقتصاد بالجهد ،أو ما
الرضيّ ،
ّ والدرس الصوتي الحديث يدعم ويؤيد ما ذهب إليه
()107
الرضي مضى عليه (د.عبد الصبور شاهين)،
ّ إليه ذهب وما . يسميه المحدثون (قانون الجهد األق ّل)
مر ذكرها : -
وإ ن لم يشر إلى ذلك ،قال -متحدثاً عن بعض مواضع قلب الواو ياء ومنها العلة التي َّ
أن
وبخاصة في نهاية الكلمة ،إلى جانب ّ
ّ ألن الياء أيسر نطقاً من الواو،
"فقد قلبت فيها الواو ياء نظراً ّ
تعوده البدو من إيثار الواو
أن الكسرة كذلك ،في مقابل ما ّ
الياء من خصائص النطق الحضري ،كما ّ
والضمة ،وحسبنا أن نذكر قاعدة المعاقبة بين الواو والياء ،حيث يؤثر عن تميم نطق الصيغة بالواو،
ّ
وقوام
وصيامّ ،
ّ صوام
على حين تنطقها قريش بالياء ،وهذا هو الذي جعل للكلمات التالية روايتينّ :
ونيام ،فرواية الواو بدوية ،ورواية الياء حضرية"(.)108
ونوام ّ
وقيامّ ،
ّ
أن علّة قلب الواو ياء هو وقوعها ساكنة بعد فتحة تلتها التاء ،فثقلت، وقد ذهب بعض الباحثين إلى ّ
ألن انقالبها ألفاً سيش ّكل مقطعاً
البد من التخفيف عن طريق قلب الواو ،فلم تقلب ألفاً؛ ّ
وكان ّ
(صامت+مصوت طويل+صامت) غير مرغوب فيه ،وليس ذا موضعه( .)109وال نجد في الماضي ّ مديداً
زيت)
(أغ ُ
متحرك ،صورة لمقطع مديد ،فمثال الفعل ْ
ّ المعتل الالم بالواو ،إذا ُأسند إلى ضمير رفع
ت ،وهذه الصورة عند قلب الواو ِألفاً تخلو من مقطع مديد إال في الوقف ،وفي الوقف أغ َز ْو ُ
أصلهاْ :
يغتفر وجود هذا المقطع ،وبيانها:
َأغ َزات :ء ـ ــَـ غ /ز ـً ـ /ت ـ ـُ ــ( .في حال الوصل).
← ْ زوت
أغ ُْ
فالصورة كما هو واضح تخلو من المقطع المديد ،ويمكن تحققه في الوقف ،وبيانه:
(في حال الوقف). َأغزات :ء ـ ـَـ غ /ز ـ ـًـ ـ ـ ت.
← ْ ت
َأغ َز ْو ُ
ْ
على أن المقطع المديد في حال الوقف يتحقق حتى مع قلب الواو ياء ,وبيانه :
(في حال الوقف). َأغزيت :ء ـ ـَـ ـ غ /زـ ـ ـٍ ـ ـ ت.
← ْ ت
َأغ َز ْو ُ
ْ
الرضي.171-3/170 :
ّ )?(110شرح الشافية،
المجلد الواحد 32 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
()111
ضّياً ،ثم قلبت الضمة كسرة لمناسبة الياء، ثم أدغمت الياء في الياء ،فأصبحتَ :م ْر ُ
ضيياً ّ ، َم ْر ُ
بأنه األكثر في االستعمال.والوجه الرضي هذا الوجه ّ ض ّي) ,وقد وصف فانتهت إلى (مر ِ
ّ َْ
ض ّواً.
ضوو)فتدغم الواو في الواو فتصبح َم ْر ُ إعالل(م ْر ُ
َ اآلخر،أن تبقى الواو دون
كثير من النحويين( ،)112وإ ن اختلفت توجيهاتهم ،قال الرضي وحده ،فقد سبقه إليه ٌ
ّ ولم يكن هذا رأي
ياء من غير الجمع [البيت لعبد بن َي ُغوث بن وقّاص الحارثي]: سيبويه" :وقال فيما ُقلبت الواو فيه ً
وقد َعِل َم ْت ِع ْرسي ُملَ ْيك ُة أ ّنني ...أنا اليث ّ
()113
معديا عليه وعاديا
فجاءوا ض ٌّو ِ
ُ س ّنيةٌ .وقالواَ :م ْرض ٌّي ،وإ ّنما أصله الواو ،وقالواَ :م ْر ُ ط ُر ،وهي أرض مَ ْ الم َ
وقالواَ :ي ْسنوها َ
به على األصل والقياس"( .)114وقد أ ّكد (الزجاج) هذا المعنى ،ونسبه إلى الخليل وسيبويه
ضيًّا﴾(" :)116ولو أتت: ان ِع ْن َد ر ِّب ِه مر ِ ()115
والبصريين .وقال (الفراء) في تفسير قوله تعالىَ ﴿ :و َك َ
َ َْ
مرضيا بنوه على ّ أن الرضوان بالواو .والذين قالوا: ألن أصلها الواو ،أال ترى ّ مرضوا كان صوابا؛ ّ ّ
ثمة فرقاً بين توجيه ()117 ِ
أن ّ منا وقفة ،إذ يبدو ّ وم ْرضُوَّا لغة أهل الحجاز" .وهنا ،يتطلّب األمر ّ َرضيت َ
رضي،
ّ نحو(:م
َ والفراء ،على الرغم من ّأنهما أجازا اإلعالل والتصحيح ،يعني ّأنهما أجازا سيبويه ّ
وعد األصل ض ّيّ ، لكل منهما توجيه يخالف فيه اآلخر.ذكر سيبويه ّأنهم قالوا :مر ِ ضو) ،ولكن ٍ
َْ وم ْر ُ ّ
َ
ض ّو ،فما وجه األصل عند سيبويه؟يبدو ّأنه أراد باألصل القاعدة ،فهي والقياس تجريان والقياس:م ْر ُ
َ
سيبويه،أن األصل
ّ مشتق ،وفي عرف البصريين ،منهم ّ ألنه اسم مفعول
(مرضو)هو األصل؛ ّ ّ عد
على ّ
في االشتقاق هو المصدر(.)118
(مرضواً) قد صدر عن المصدر(رضوان) ،فجاء صحيحاً دونّ أن اسم المفعول
معنى ذلك ّ
إعالل ،وهو على األصل والقياس بحسب عبارة سيبويه ،كونه مشتقاً من المصدر .ويشجعنا على
ني على
فب ّ
مرضوُ ،
ّ تقدم ،ما ذكره ابن المؤدب ،قال" :وقد قيل:
تفسير كالم سيبويه ،على الوجه الذي ّ
)?(111ينظر :شذى العرف في فن الصرف ،الحمالوي ،143:والنحو الوافي ،4/717 :والصرف ،د.حاتم الضامن :
.196
)?(112الكتاب.3/385 :
)?(113نسبه ابن جني إلى عبد اهلل ابن يغوث ,أيضا .ينظر :سر صناعة اإلعراب.691 /2 :وشرحه النحاس ولم ينسبه
,ينظر شرح أبيات سيبويه.193:
)?(114الكتاب.3/385 :
)?(115ينظر :معاني القرآن وإ عرابه.3/334 :
)?(116من سورة مريم.55 :
)?(117معاني القرآن ،الفراء.170-2/169 :
)?(118ينظر :اإلنصاف ،م( ،1/235 :)28والبحث النحوي عند األصوليين ،د.مصطفى جمال الدين .86:
المجلد الواحد 33 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
مرضي ،بنوه أن الذين قالوا: ()119 ِ
ّ لما ظهرت الواو في الرضوان ُعلم ّأنها من الواو" .على حين ّ األصل ّ
()120
أن
الفراء فيرى ّ
أما ّفبنيت على الظاهر" ّ . ت) منها لم ُينطق فيها إال بالياء ُ
"ألن (فَ َعْل ُ
على الياء؛ ّ
مرضي ،فقد جاء بالمصدر
ّ رضو) لغة أهل الحجاز ،فقد جاءوا بالمصدر دون إعالل ،ومن قال:
(م ّ َ
أن
أشتق من الفعل ،وهذا ينسجم مع رأي الكوفيين في ّ
ّ الفراء
معاّل نظراً إلعالل فعله ،فالمصدر عند ّ
األصل في االشتقاق هو الفعل(.)121
الفراء بلغة أهل الحجاز لم يرد
أن ما وصفه ّ والبد من اإلشارة إلى ما ذكره المستشرق (رابين) من ّ ّ
في القرآن الكريم ،قال" :بالنسبة السم المفعول من األفعال الناقصة اليائية لدينا عبارة الفتة للنظر
ض ّو ،وبالرغم من ذلك لم يقرأها أحد كذلك في مرضي ٌ،قيلّ :إنها في الحجاز َم ْر ُ
ّ فإنه بدال من للفراءّ ... ّ
صِل ُح قَ ْد ُك َ ٰ
ادعى رابين ،فقد قُرئ بهذه اللغة ،قال تعالى﴿ :قَالُواْ َي َٰ
) 122 (
نت القرآن" .والحقيقة خالف ما ّ
ِفي َنا مرج ًّوا﴾( .)123وقد ذكر األشموني ّأنه قُرئ (مرضوة)( )124في قوله تعالى﴿ :ار ِج ِعي إلى رب ِ
ِّك َ ْ َ ُّ َْ ُ
اضيةً مر ِ
ضَّيةً﴾(.)125 ِ
َر َ َ ْ
ض ّي) هو وتابع أكثر النحويين سيبويه والفراء في أن اإلعالل في المفعول من نحو( :مر ِ
َْ ّ ّ
()126
ضي) ْأولى من
ّ رْ (م
َ نحو: في اإلعالل الرضي
ّ وجعل جائر، ) و
ّ ض
ُ رْ (م
َ نحو: في والتصحيح ، األولى
ْ
فاستحق األولوية بهذه الزيادة .وذهب بعض النحويين إلى خالف
ّ ألنه الأكثر في االستعمال،
التصحيح؛ ّ
مرضي.
ّ ذلك ،قال األشموني" :هذا ما ذكره المصنف ،أعني ترجيح اإلعالل على التصحيح في نحو:
وأن اإلعالل فيه شاذ"(.)127
أن التصحيح في ذلك هو القياسّ ، وذكر غيره ّ
ب -الواو الواقعة الم (فعول) مصدرا مفردا:
ومن قلب وعتُّوَ ،
الرضي" :وما كان ترك القلب فيه ْأولى ك ّل مصدر على فُ ُعول َك ُجثُّو ُ
ّ قال
النص جواز أمرين في واو ما كان على زنة (فُ ُعول) ّ الرضي في هذا
ّ فإلعالل الفعل"( .)128يعرض
للرضي.219-3/218 :
ّ )?(148شرح الشافية
)?( 149الكتاب.337-3/336 :
)?( 150المسائل المشكلة المعروفة بالبغداديات ،أبو علي الفارسي .151-150:
)?(151ينظر :المنصف.159-1/158 :
الطيب اللغوي ،2/456 :والمنصف،1/159 :
(?) ينظر :اإلبدال والمعاقبة والنظائر ،الزجاجي ،95:واإلبدال ،أبو ّ
152
واللباب ،333-2/331 :وشرح التصريف الملوكي ،286 :وشرح الجمل ،ابن عصفور ،2/215 :وتوضيح المقاصد
والمسالك ،المرادي.3/1628 :
المجلد الواحد 37 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
(صنعاء) ،تحركت الواو وانفتح ما قبلها .فيلزم قلبها َِألفاً ،فتكون (صنعاا) ،فيكون مصيرهم إلى ما
) 154 (
)?(153هنا ،يثار سؤال :هل يجوز أن يفترض النحويون أصال ال يقوى اللسان العربي على النطق به؟ فقد أجاز سيبويه
مد األلف معبرا عن ألفين .ينظر :الكتاب ،3/57 ،وشرح السيرافي .4/261 ،وأنكر الزجاج
والسيرافي أن يكون طول ّ
ألنها حرف ال يتكرر وال يؤتى بعدها
مدها ما زادت على األلف؛ ّ
ذلك ،قال الرضي" :قال الزجاج :لو ُم ّدت األلف وطال ّ
بمثلها)) .شرح الكافية للرضي .6/275 :وللوقوف على رأي المحدثين في قبول األصل المفترض ،ينظر :ظاهرة اإلعالل
واإلبدال في العربية بين القدماء والمحدثين ،بحث ،د.محمد حماسة عبد اللطيف ،مجلة مجمع اللغة العربية ،مصر ،ج،48
1981م ،ص.169-168
ألنه-بحسب رؤية القدماء -حاجز غير حصين.
يعتد باأللف في (صنعاء)؛ ّ
(?) وال ّ
154
للرضي،3/218 :
ّ )?(155ينظر :سر صناعة اإلعراب ،2/441 :وشرح الجمل البن عصفور ،2/215 :وشرح الشافية
وشرح الكافية.1/153 :
)?(156شرح الشافية للرضي.3/218 :
)?(157ينظر :المقتضب1/64 :و220-219و ،3/335والكامل.1/201 :
)?(158الكامل.1/201 :
المجلد الواحد 38 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
تقدم
"أما ما كان من ذلك على (فعالن) الذي له (فَ ْعلى) فقد ّوأن الهمزة تبدل من النون ،قالّ :
وبهرانيّ ،
ّ
ألن النون الالحقة بعد األلف بمنزلة
قولنا فيه ّأنه غير مصروف في معرفة وال نكرة .وإ ّنما امتنع ذلكّ ،
أن الوزن واحد في
وصفراء .والدليل على ذلك ّ
ُ األلف الالحقة بعد ألف للتأنيث في قولك :حمراءُ
فأما
وأن النون واأللف تبدل ك ّل واحد منهما من صاحبتهاّ .
السكون والحركة وعدد الحروف والزيادةّ .
وأما بدل األلف منهما فقولك -إذا
وبهرانيّ .
ّ صنعاني
ّ بدل النون من األلف فقولك في صنعاء وبهراء:
ضربت زيداً.)159("...
ُ أردت ضربت زيداً فوقفت -قلت:
أن النون كانت في األصل همزة
المبرد ّ
الرضي في باب ما ال ينصرف أيضاً ،ونقل رأي ّ ّ وتحدث
وبهراني
ّ صنعاني
ّ أن النون كانت في األصل همزة بدليل قلبها إليه في المبرد :وجه الشبه ّ
قال" :وقال ّ
إن أصل نون (صنعاني ،وبهراني) همزة،المبرد لم يقل ّ
أن ّ والحق ّ
ّ في النسب إلى صنعاء وبهراء"(.)160
()161
أن هذا الموضع هو الذي
ومما يدل على ّ
إن أصل نون (فعالن) الذي مؤنثه (فعلى) همزةٌ ّ . بل قالّ :
المبرد( .)162وفضال عن ذلك فقد
الرضي ّأنه أحال إليه في شرح الشافية عند حديثه عن رأي ّ
ّ وهم فيه
()163
الرضي-
ّ قبل النحويين- من ً
أحدا أجد ولم . أن النون بدل من الهمزة
المبرد ّ
نسب ابن عصفور إلى ّ
المبرد ،فالذين تحدثوا عن قلب النون في صنعاني وبهراني ونحوهما ذكروا قد نسب هذا الرأي إلى ّ
()164
أن النون بدل من الواو المبدلة من الهمزة .واآلخرّ ،أنها بدل من الهمزة.
رأيين ،أحدهماّ ،
أن الهمزة قلبت نوناً في (صنعاني ،وبهراني)
المبرد هوّ :
أن رأي ّ إذن ،النتيجة التي ننتهي إليها هناّ ،
()165
رد هذا الرأي في
علي الفارسي قد ّ
أن أبا ّجني ّ
ونحوهما .وقد اختاره بعض النحويين .وذكر ابن ّ
صنعاني ،وبهراني بدال من
ّ "ثم قال بعد ذلك بزمان :لو أجاز مجيز أن تكون النون في
ّأول األمرّ ،
ألن الغرض أن يزول لفظ الهمزة مع ياء اإلضافة ،فجائز أن تبدل الهمزة نوناً
الهمزة لكان وجهاً؛ ّ
لتقارب بعض هذه الحروف من بعض"(.)166
)?(159المقتضب.3/335 :
)?(160شرح الكافية.1/153 :
وهوأن النون في (فعالن) من نحو :عطشان ،منقلبة عن همزة ،ينظر :األصول:
ّ )?(161ينسب هذا إلى الخليل وسيبويه،
.3/276
)?(162ينظر :شرح الشافية للرضي ،3/218 :وشرح الكافية.1/153 :
)?(163ينظر :شرح الجمل ،ابن عصفور.2/214 :
)?(164ينظر :اللباب ،332-2/331 :وشرح التصريف الملوكي .286:
)?(69شرح الشافية للرضي.3/208 :
المجلد الواحد 39 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
نبين استدالل
الرضي -أن ّ
ّ والمبرد خالف ما نسبه إليهما
ّ –أن رأيي سيبويه
قدمناه ّ
وال يمنع ما ّ
أن النون في صنعانيّ وبهرانيّ ونحوهما منقلبة عناألولّ ،
باألولى لذاته ،فقد وازن بين رأيينّ ،
الرضي ْ
ّ
أن الهمزة في صنعاء ونحوها ثم قلبت النون شذوذاً .واآلخرّ ،
صنعاوي وبهراويّّ ،
ّ واو ،إذ األصل:
األولى ،واستد ّل على
األول هو ْصنعاني ،وجعل الرأي ّ
ّ نون وقد عادت إلى أصلها في النسب فصارت:
أولويته بالشبه الذي بين النون والواو ،وعدم وجود شبه بين الهمزة والنون(.)167
)?(166المنصف.1/159 :
)?(167ينظر :شرح الشافية للرضي.3/219 :
_1
األو لى أحد األد لة الملحقة باألصول النحويية ,وقد استعمله النحويون القدماء كثيراً دون أن
تبين من خالل البحث أن ْ ّ
الرضي هذا الدليل لتوجيه كثير من المسائل الصرفية ولم يقدم له تعريفاً أيضا ,ألنه لم يكن
ّ يضعوا له تعريفاً ,واستعمل
منشغالً ببيان األصول النحوية وال األدلة الملحقة بها ُّ ,
ويعد األنباري أول من وضع تعريفاً لهذا الدليل ,غير أن تعريفه
الرضي فيها هذا الدليل يمكن أن نضع له تعريف اً على النحو اآلتي
ّ لم يكن جامعاً ,وعند أستقراء المواضع التي استعمل
:هو حكم ناشئ عن استدالل لفظي بين طرفين يشتركان في ظاهرة ما ,ثبتت ألحدهما مع وجودها في الطرف اآلخر
وزيادة ,إلثبات حكم الى الطرف اآلخر عند ثبوتها في األول ,أو إلزالت الحكم عن الطرف الثاني عند عدم وجودها
ٍ
وحينئذ يكون وجودها في الثاني أو عدمه ْأولى بفعل تلك الزيادة . في الطرف األول .
-2أقام الرضي استدالله باألولى معتمداً على بعض الموجهات ,وقد شكلت هذه الموجهات بمجموعها األسس المعرفية
فاَألولى وإ ن كان أحد األدلة الملحقة باألصول النحوية إاّل أنه بفعل تلك الزيادة
الرضي عليها هذا االستدالل ْ ,ّ التي أقام
األولى تتطلب معرف ة بك ّل الألدل ة
ال تي ق د تك ون قياس اً أو س ماعاً أو دليالً لغوي ا آخ ر أو غ ير لغ وي ,أص بحت معرف ة ْ
باألولى :قواعد التوجيه ’ والقياس والسماع وغيرها وقد
الرضي استدالله ْ
ّ األخرى ,ومن األسس المرفية التي أقام عليها
مر بيان ذلك في المسائل التي ُعرضت في البحث .
ّ
الرضي بأولوية رأي ما ,بحسب ماّ باألولى أمراً نسبياً يرجع إلى تقدير الدليل لدى العالم ,فقد يحكم
يعد االستدالل ْ
ّ -3
يتاح له من األدلة ,بينما يحكم غيره في المسألة نفسها بأولوية رأي آخر ,بحسب ما ثبت عنده من األدلة ,لذا قلنا :إن
باألولى أمر نسبي .ونجد ذلك مثال في مسألة :إعالل صوت العلة إذا كان عين اً لمصدر على وزن (إفعال )
االستدالل ْ
مر بيان ذلك في البحث .
أو (استفعال ) .وقد ّ
األولى
-4بين البحث أن بعض اآلراء ال تي نس بها الرض ّي إلى النح ويين المتق دمين كس يبويه والم برد وب نى اس تدالله ب ْ
ص حَّة نسبتها إليهم وقد كشف البحث عن آرائهم من مضانها ,ونجد نحو ذلك فيما نسبه الرضي إلى عليها ,ثبت عدم ِ
مربيان ذلك مفصال في موضعه في
سيبويه والمبرد في :قلب الهمزة نوناً في (صنعاني ) و( بهراني ) ونحوهما .وقد ّ
البحث .
المجلد الواحد 40 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
أن النون فيها منقلبة ،وقد وصفوا هذا القلب
ويبدو لي ّأننا أمام مجموعة من األلفاظ اتفق النحويون ّ
صحراوي) و(حمراء:
ّ بالشا ّذ ،إذ األصل عندهم أن تقلب الهمزة ،في مثله ،واواً ،نحو(:صحراء:
صنعاني ونحوها قلبت نونا شذوذاً ،وقد ورد
ّ إن الهمزة في
حمراوي) ،ويكفي أن نقول في هذا البابّ :
هذا القلب سماعاً في أسماء معدودة ال يقاس عليها ،وال حاجة إلى تعليل هذا القلب مادام شاذاً باتفاق
النحويين.
الهوامش :
-5وقف البحث على الفرق في توجيه النحويين القدماء من خالل أدوات المالحظة البسيطة التي امتلكوها وبين توجيه
المحدثين للمسائل نفسها بأدواتهم التي امتلكوها ,وقد بينت الدراسة من خالل استعمال أدوات المحدثين في التحليل عدم
المد على أنها حرف ,بينما نظر المحدثون إليها على أنها
جدوى كثير من توجيهات القدماء بسسب نظرتهم إلى أصوات ّ
حركات طويلة (مصوتات طويلة ) ,وقد ترتب على ذلك مخالفة القدماء في بعض التوجيهات .وهي مبثوثة في البحث
.
المصادر :
* القرآن الكريم *
الطيب اللغ وي تحقيق :عز ال دين الت ونخي ,مطبوع ات المجمع العلمي الع ربي بدمشق 1379,ه –
)1اإلب دال ،ت أليف أبي ّ
1960م .
)2اإلب دال والمعاقبة والنظ ائر ،ت أليف ابي القاسم الزج اجي ,تحقيق :عز ال دين الت ونخي ,مطبوع ات المجمع العلمي الع ربي
بدمشق 1381,ه1962 -م .
)3أبنية الصرف في كتاب سيبويه(معجم ودراسة) ،د.خديجة الحديثي ,مكتبة النهضة ,بغداد ,ط 1385 , 1ه 1965 -م .
)4أثر اإلنسجام الصوتي في البنية اللغوية في القرآن الكريم ،فدوى محمد حسان ,جامعة أم درمان ,كلية اللغة العربية .
)5أثر الحركة المزدوجة في بنية الكلمة العربية ،عبد اهلل عمر الكناعنة ,وزارة الثقافة ,عمان االردن 1997,م .
)6آخر ،ط ,1دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان 2008 ،م – 1429هـ .
)7أدب الكاتب ,تأليف ابن فتيبة ,تحقيق :محمد الدالي ,مؤسسة الرسالة .
)8ارتش اف الض رب من لس ان الع رب ،ألبي حي ان األن دلس (ت745هـ) ،تح :رجب عثم ان محمد ،ط ,1مكتبة الخ انجي ،
القاهرة 1418 ،هـ 1998 -م .
)9أسس علم اللغة ،ماريو باي ,ترجمة د .أحمد مختار عمر ,عالم الكتب ,القاهرة ,ط 1419 ,8ه1991 -م .
)10إصالح المنطق ,البن السكيت ,تحقيق :أحمد محمد شاكر ,دار المعارف .
)11األصوات اللغوية ,تأليف د .إبراهيم أنيس ,مكتبة األنجلو ,ط, 4مصر 1999م
)12األص ول في النحو ،ألبي بكر محمد بن س هل بن الس راج (ت 316هـ) ،تح :د .عبد الحس ين الفتلي ،ط , 3مؤسسة
الرسالة 1417 ،هـ 1996 -م .
المجلد الواحد 41 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
)26تس هيل الفوائد وتكميل المقاصد في النحو ،ت أليف ش يخ النح اة اإلم ام الع الم العالمة األوحد جم ال ال دين ابن مالك ،ط,1
المطبعة الميرية بمكة 1319 ،هـ .
)27التص ريف المل وكي ص نعة أبي الفتح عثم ان بن ج ني ،تحقيق :د .الب دراوي زه ران ،ط ، 1مكتبة لبن ان ،ناش رون ،
القاهرة 2001 ،م .
)28التعليل الصوتي عند الع رب في ضوء علم الصوت الحديث – ق راءة في كت اب سيبويه ، -د .ع ادل نذير ،ط ، 1دي وان
الوقف السني العراق 1430 ،هـ 2009 -م .
األندلسي (ت745هـ) ،تحقيق :الشيخ عادل أحمد عبد الموجود،
ّ )29تفسير البحر المحيط ،لمحمد بن يوسف الشهير بأبي حيان
وآخرين ،ط ,1دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان 1413 ،هـ 1993 -م .
الواحدي (ت 468هـ) ،حقّقه د .محمد عبد صالح عبد اهلل الفوزان ,
ّ )30التفسير البسيط ،ألبي الحسن علي بن أحمد بن محمد
و د .محمد عبد العزيز الخض ري ,د .أحمد بن محمد بن ص الح الحم ادي ،د .محمد بن حمد بن عبد اهلل المحيميد ,
وآخرون ،مطبوعات جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية 1430 ،هـ .
بري (ت 310هـ) ،تح :محم ود محمد
بري ج امع البي ان عن تأويل الق رآن ،ألبي جعفر محمد بن جرير الط ّ
)31تفس ير الط ّ
شاكر ،ط , 2مكتبة ابن تيمية ،القاهرة.
رازي (ت 604هـ) ،ط ,1دار الفكر ،
ّ )32تفس ير الفخر ال رازي المش تهر بالتفس ير الكب ير ومف اتيح الغيب ،لإلم ام محمد ال
1401هـ 1981 -م ..
)33التكملة ألبي علي الفارسي ،تحقيق :د .كاظم بحر المرجان ،ط ، 2عالم الكتب بيروت لبنان 1431 ،هـ 2010 -م
.
األزهري (ت370هـ) ،حقّقهُ :د .عبد السالم محمد هارون ،ود .محمد علي
ّ )34تهذيب اللغة ،ألبي منصور محمد بن أحمد
النج ار ,ود .عبد الحليم النج ار ,ود .عبد الك ريم العزب اوي ,وآخ رون ،ال دار المص رية للت أليف والترجمة ،مصر ،
1384هـ1964 -م .
)35توض يح المقاصد والمس الك ،الم رادي ،ش رح ألفية ابن مالك للم رادي ،تحقيق :د .عبد ال رحمن علي س ليمان ،ط 1دار
الفكر العربي ،القاهرة 1422 ،هـ 2001 -م .
القرطبي
ّ السنة وآي الفرقان ،تأليف أبي عبد اهلل محمد ابن أحمد بن أبي بكر
تضمنه من ّ
ّ )36الجامع ألحكام القرآن والمبيِّن لما
(ت 671هـ) ،تحقيق :د .عبد اهلل بن عبد المحسن التركي ،وآخرين ،ط ,1مؤسسة الرسالة 1427 ،هـ 2006 -م .
المجلد الواحد 43 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
)37جالء اإلفهام في فضل الصالة والسالم على خير األنام ،ابن القيم الجوزية ،227:و
)38الدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جني ،د .حسام سعيد النعيمي ،دار الرشيد 1980 ،م .
)39دراسات في علم اللغة ،د .كمال بشر ،دار غريب 1998 ،م .
)40دراسة الصوت اللغوي ،د .أحمد مختار عمر ،عالم الكتب القاهرة 1418 ،هـ 1997 -م .
بي ( ،ت 756هـ) ،تح :أحمد
)41ال ّد ّر المص ون في عل وم الكت اب المكن ون ،ت أليف أحمد بن يوسف المع روف بالس مين الحل ّ
محمد الخراط ،دار القلم ،دمشق.
)42دروس في علم أصوات العربية ،لجان كانتينو ،ترجمة االستاذ صالح القرمادي ،الجامعة التنوسية 1966م .
)43دق ائق التص ريف للقاسم بن محمد بن س عيد الم ؤدب ,تحقيق :د .أحمد ن اجي القيسي ,مطبوع ات المجمع العلمي الع راقي ,
1407ه1987-م.
)44ديوان الفرزدق ،همام بن غالب ،دار صادر ،بيروت .
)45رسالة المالئكة ،إمالء الشيخ أني العالء المعري ،تحقيق :محمد سليم الجندي ،دار صادر بيروت 1412هـ 1992 -م
)46زاد المسير ،ابن الجوزي في علم التفسير ،المكتب االسالمي
اري (ت328هـ) ،تح :د .ح اتم ص الح الض امن ،ط,3
)47الزاهر في مع اني كلم ات الن اس ،ألبي بكر محمد بن القاسم األنب ّ
دار البشائر 1424 ،هـ 2004 -م .
جن ّي (ت392هـ) ،تح :د .حسن هنداوي ،ط ,2دار القلم
)48سر صناعة اإلعراب ،تأليف إمام العربية أبي الفتح عثمان بن ّ
،دمشق 1413 ،هـ 2004 -م .
)49السعادة 1380 ،هـ 1961 -م .
)50سفر السعادة وسفر إإلفادة ،تأليف االمام علم الدين السخاوي ،تحقيق :د .أحمد محمد الدالي ،وآخر ،ط ، 2دار صادر ،
بيروت 1415 ،هـ 1995 -م .
)51شذى العرف في فن الصرف ،تاليف االستاذ الشيخ احمد الحمالوي ،المكتبة الثقافية ،بيروت – لبنان .
)52حاشية الصبان شرح االشموني على ألفيية أبن ومعه شواهد العيني ،تحيقيق :طه عبد الرؤوف سعد ،المكتبة التوقيفية .
)53شرح أبيات سيبويه ,ألبي جعفر النحاس ،تحقيق :زهير غازي زاهد ،ط ، 2عالم الكتب ،بيروت – لبنان 2009 ،م .
األندلسي ،تحقيق :محمد عبد
ّ الجي اني
)54شرح التسهيل تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ،تأليف جمال الدين بن مالك الطائي ّ
القادر عطا ،وآخر ،ط ,1دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان 1422 ،هـ 2001 -م .
المجلد الواحد 44 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
األزهري (ت
ّ )55شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو وهو شرح للشيخ خالد بن عبد اهلل
اري ،تح :محمد باسل عي ون الس ود ،ط ,1دار
905ه) على "أوضح المس الك إلى ألفية ابن مالك" إلبن هش ام األنص ّ
الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان 1421 ،هـ 2000 -م .
)56شرح التصريف ،الثمانيني ،تحقيق :د .إبراهيم بن سليمان البعيمي ،ط ، 1مكتبة الرشد ،الرياض 1419 ،هـ 1999 -
م.
اإلشبيلي (ت 669هـ) (الشرح الكبير) ،تح :د .صاحب أبو جناح ،وزارة األوقاف
ّ الزجاجي ،البن عصفور
ّ )57شرح جمل
والشؤون الدينية ,العراق 1400 ،هـ 1980 -م.
الرضي على كافية ابن الحاجب ،تح :د .عبد العال سالم مكرم ،ط ,1عالم الكتب 1421 ،هـ 2000 -م .
ّ )58شرح
)59ش رح ش افية ابن الح اجب للش يخ رضي ال دين األس تراباذي ,تحقيق :محمد محي ال دين عبد الحميد وآخ رين ,دار الكتب
العلمية بيروت -لبنان .
)60شرح الشافية في التصريف ،للسيد عبداهلل بن محمد الحسيني المعروف بنقرة كار ،دار إحياء الكتب العربية .
اني ،تح :عبد المنعم أحمد هريري ،دار المأمون .
الجي ّ
الطائي ّ
ّ )61شرح الكافية الشافية ،تأليف العالمة جمال الدين بن مالك
يرافي الحسن بن عبد اهلل بن مرزب ان (ت 368هـ) تح :أحمد حسن مه دلي ،
ّ )62ش رح كت اب س يبويه ،ت أليف أبي س عيد الس
وآخر ,ط, 1دار الكيب العلمية بيروت – لبنان 2008,م .
لي (ت 643هـ) ،تح :إميل
ري ،ت أليف موفق ال دين أبي البق اء يعيش بن علي بن يعيش الموص ّ
)63ش رح المفصل للزمخش ّ
بديع يعقوب ،ط ,1دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان 1422 ،هـ 2001 -م .
)64صحيح البخاري ،لالمام ابي عبد اهلل بن محمد بن اسماعيل البخاري ،ط ، 1دار ابن كثير 1423 ،هـ 2004 -م .
)65ص حيح مس لم ،لالم ام أبي الحس ين مس لم بن الحج اج القش يري النيس ابوري ،تحقيق :محمد ف ؤاد عبد الب اقي ،ط ، 1دار
الكتب العربية 1412 ،هـ 1991 -م .
)66الصرف ،د.حاتم الضامن ،دار الحكمة ،الموصل 1991 ،م .
)67صور اإلعالل واإلبدال في المشتقات األحد عشر والمصادر د .رابح بن مع زة ،دار مؤسسة رس الن ،دمشق ،سوريا ،
2008م .
)68طبقات النحويين واللغويين ،أبو بكر الزبيدي،153:وقد ُع ّد من الطبقة السادسة،وهم أصحاب ثعلب.ينظر:
المجلد الواحد 45 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
)69ظاهرة اإلعالل واإلبدال في العربية بين القدماء والمحدثين ،بحث ،د.محمد حماسة عبد اللطيف ،مجلة مجمع اللغة العربية،
مصر ،ج1981 ،48م ،ص.169-168
)70العربية الفص حى ،نمو بن اء لغ وي جديد ،ت أليف ه نري فلش ،ترجمة ،د .عبد الص بور ش اهين ،ط ، 2دار المش رق ،
بيروت 1983 ،م .
الفراهيدي(ت175هـ) ،تح :د .مهدي المخزومي ,ود .إبراهيم السامرائي ،دار
ّ )71العين ،ألبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد
الرشيد ،العراق . 1980 ،
)72فهرست أبن النديم ،تأليف أبي الفرج محمد بن أبي يعقوب إسحاق المعروف بالنديم (ت 380هـ) ،ضبطه وشرحه وعلّق
عليه وقدم له يوسف علي الطويل ،وضع فهارسه أحمد شمس الدين ،ط ,2دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان 1422 ،هـ
2002 -م .
)73الق راءات القرآنية في ض وء علم اللغة الح ديث ,د .عبد الص بور ش اهين ,ط , 3مكتبة الخ انجي بالق اهرة 1427 ,هـ -
2007م .
)74القول البديع في الصالة على الحبيب الشفيع ،للسخاوي ,تحقيق :محمد عوامة ,ط, 1مؤسسة الريان ,السعودية 1422,هـ-
2002م .
)75الكامل في اللغة واالدب ،البي العب اس الم برد ،تحقيق :محمد أبو الفضل إب راهيم ،ط ، 3دار الفكر الع ربي ،لق اهرة ،
1417هـ 1997 -م .
)76الكت اب ,س يبويه أبي بشر عمر بن عثم ان بن قن بر ،تح :د .عبد الس الم محمد ه ارون ،ط ,3مكتبة الخ انجي ،الق اهرة ،
1408هـ 1988 -م .
َّ )77
الكش اف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون األقاويل في وجوه التأويل ،للعالمة جار اهلل الزمخشري (ت538هـ) ،حقّقه:
الش يخ ع ادل أحمد عبد الموج ود ،والش يخ علي محمد مع ّوض وأ .د .فتحي عبد ال رحمن أحمد حج ازي ,ط ، ,1مكتبة
العبيكان 1418 ،هـ 1998 -م .
)78الكشف عن وج وه الق راءات الس بع وعللها وحججها ،لمؤلفه أبي محمد م ّكي بن أبي ط الب القيس ّي (ت 437هـ) ،تح :
محيي الدين رمضان ،مطبوعات مجمع اللغة العربية ،بدمشق 1394 ،هـ 1974 -م .
)79اللب اب في علل البن اء واالع راب ،ألبي البق اء العك بري ،تحقيق :غ ازي مخت ار طليم ات ،ط ، 1دار الفكر المعاصر ،
بيروت – لبنان ،دار الفكر ،دمشق – سوريا .
المجلد الواحد 46 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
)93مش كل إع راب الق رآن ،ألبي محمد م ّكي بن أبي ط الب القيس ّي (ت 437هـ) ،تح :د .ح اتم ص الح الض امن ،ط ,1دار
البشائر 1424 ،هـ 2003 -م .
)94مع اني الق رآن ،ت أليف أبي زكريا الف راء ،تحقي ق:أحمد يوسف نج اتي ،وآخ رين ،ط ، 2ألهيئة المص رية العامة للكت اب ،
1980م .
عي ،تح :د.عبد األم ير محمد أمين ال ورد ،ط,1ع الم الكتب ،
البلخي المجاش ّ
ّ )95مع اني الق رآن لألخفش ،س عيد بن مس عدة
بيروت ،لبنان 1424 ،هـ 2003 -م .
ري (ت 311هـ) ،تح :د .عبد الجليل عب ده ش لبي ،دار
الس ِّ
)96مع اني الق رآن وإ عرابه للزج اج أبي إس حاق إب راهيم بن ّ
الحديث ،القاهرة 1426 ،هـ 2005 -م
)97معجم البلدان للشيخ االمام شهاب الدين ابيب عبد اهلل ياقوت الحموي ،دار صادر ،بيروت 1977 – 1397 ،م .
)98معجم التعريفات ,للسيد الشريف الجرجاني ,تحقيق :محمد صديق المنشاوي ,دار الفضيلة ,القاهرة 2004,م .
اطبي (ت790هـ) ،تحقيق :عبد
ّ )99المقاصد الش افية في ش رح الخالصة الكافية ،لإلم ام أبي إس حاق إب راهيم بن موسى الش
ال رحمن بن س ليمان الع ثيمي ,وآخ رين ,ط ,1معهد البح وث العلمية وإ حي اء ال تراث اإلس المي ،جامعة أم الق رى ،مكة
المكرمة 1428 ،هـ 2007 -م .
المب رد (ت 285هـ) ،تح :محمد عبد الخ الق عظيمة ،ع الم الكتب ،ب يروت ،
المقتضب ألبي العب اس محمد بن يزيد ّ )100
لبنان 1431 ،هـ 2010 -م .
الممتع الكبير في الصريف البن عصفور األشبيلي ,تحقيق فخر الدين قباوة ,مكتبة ناشرون ,بيروت – لبنان ,ط ,1 )101
1996م .
الممتع في التصريف البن عصفور األشبيلي ،تحقيق :د .فخر الدين قباوة ،ط ، ، 1دار المعرفة ،بيروت – لبنان ، )102
1407هـ 1987 -م .
للمازني ،تح :إبراهيم مصطفى ،وعبد اهلل أمين ،ط,1
ّ جني لكتاب التصريف
المنصف شرح اإلمام أبي الفتح عثمان ّ )103
إدارة الثقافة العامة ،مصر 1473 ،هـ 1954 -م .
المنهج الص وتي للبنية العربية رؤية جدي دة في الص رف الع ربي ,د .عبد الص بور ش اهين ,مؤسسة الرس الة ,ب يروت )104
1400ه 1980-م
المجلد الواحد 48 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية أ .د عدنان عبد الكريم جمعة & م .م كريم دوهان عويز
الداخلية ....
م واهب ال رحمن في تفس ير الق رآن ،ت أليف الس يد عبد األعلى الس بزواري ,ط , 5دار نكين ,إي ران 1431 ,هـ - )105
2010م .
النحو ال وافي مع ربطه باألس اليب الرفيعة والحي اة اللغوية المتج ددة ،د .عب اس حسن ،ط ,3دار المع ارف ،مصر ، )106
1974م .
نزهة الطرف في علم الصرف ،تأليف الشيخ صدر االفاضل أبي الفضل احمد بن محمد الميداني صاحب مجمع االمثال )107
،ط ، 1مطبعة الجوائب ،قسطنطينية 1299 ،هـ .
نسب معد واليمن الكب يرة للكل بي ،تحقيق :د .ن اجي حسن ،ط ، 1ع الم الكتب ،ومكتبة النهضة 1408 ،هـ - )108
1988م .
النكت الحس ان في تفس ير غاية اإلحس ان ،ألبي حي ان األندلسي ،تحقيق :د .عبد الحس ين الفتلي ،ط ، 1مؤسسة )109
الرسالة ،بيروت 1405 ،هـ – 1985م .
نهاية األرب في معرفة أنس اب الع رب ،ألبي العب اس القلقش ندي ،تحقي ق :د .إب راهيم االبي اري ،ط ،2دار الكت اب )110
اللبناني ،بيروت 1400 ،هـ 1980م .
الوج يز في علم التص ريف ،ألبي البرك ات االنب اري ،تحقيق :د .علي حس ين الب واب ،دار العل وم 1402 ،هـ - )111
1982م .
The fittest option is considered one of the syntactic evidence that is attached to the
syntactic origins. Abul Barakat Al-Anbari has attached it to measurement, defining it by
saying, "as for the fittest inference, it is to be evident -in the branch- the meaning to which the
judgement is related in the origin plus an addition". He noticed that the fittest is a verbal
inference based on relating the branch to the origin, if the branch includes the meaning
contained in the origin plus an addition. But the inference of this evidence according to
المجلد الواحد 49 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
والعشرون :العدد 2/2018م
األوْ لى في تحوّالت البنية م كريم دوهان عويز. د عدنان عبد الكريم جمعة & م.أ
.... الداخلية
Radhi-iddin Al-Istrabadi revealed that it is not limited to the origin and branch, as it might be
between two extremes, which have no relation with the origin, and the branch. Thus we can
define it as "a judgement originated from verbal inference between two extremes having a
common phenomenon, proved for one of them while existing in the other extreme plus an
addition. This is to prove the judgement for the second extreme when it is proved for the first,
or to remove the judgement from the second extreme when not existing in the first. Then, its
existence or non-existence in the second extreme would be fitter than the first because of that
addition."
I have used morphology a field to study the fittest. I have chosen the transformations of the
internal structure in Sharh Al-Shafiya from the morphological phenomena, to be a domain for
applying this evidence and revealing it reality.
المجلد الواحد 50 مجلة القادسية للعلوم اإلنسانية
م2/2018 العدد:والعشرون