You are on page 1of 6

‫صفات هللا تعالى‬

‫أوالً‪ :‬الص فة النفس ية (الوج ود)‪ :‬هي ص فة ثبوتي ة ي دل الوص ف به ا على نفس ال ذات‪ ،‬دون‬
‫معنى زائد عليها‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬الصفات السلبية‪ :‬وهي‪ِ :‬‬
‫الق َدم‪ ،‬البقاء‪ ،‬المخالفة للحوادث‪ ،‬القيام بالنفس‪ ،‬الوحدانية‪.‬‬
‫س‪ /‬لماذا سمية الصفات السلبية بهذه التسمية‪.‬‬
‫(نفَت) أمراً ال يليق به اهلل تعالى‪ ،‬فصفة ِ‬
‫الق َدم سلبت ألولوية‬ ‫ت َ‬ ‫ج‪ /‬ألن كل واحدة منها َس لََب ْ‬
‫الوجود‪ ،‬وصفة البقاء سلبت ِ‬
‫آلخرّيه الوجود‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫الق َدم‪ :‬هو أن وجود اهلل غير مسبوق بالعدم‪ ،‬فاهلل ليس له بداية‪.‬‬ ‫‪ِ .1‬‬
‫وضد صفة ِ‬
‫الق َدم الحدوث‬
‫ال دليل العقلي على قدم ه تع الى‪ :‬إن اهلل تع الى ل و لم يكن ق ديماً لك ان حادث اً‪ ،‬إذ ال وس ط‬
‫حدث‪ ،. . .‬وهكذا‪.‬‬ ‫حدثه يحتاج إلى م ِ‬ ‫محدث يحدثه‪ ،‬وم ِ‬ ‫بينهما‪ .‬ولو كان حادث اً الحتاج إلى ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فيلزم الدور أو التسلسل‪ ،‬وك ّل منها محال‪ ،‬فوجب أن يكون قديماً‪.‬‬
‫األو ُل َواَألخر)‪.‬‬
‫(ه َو َّ‬
‫(األو ُل) في اآلية‪ُ :‬‬
‫الدليل النقلي على قدمه تعالى‪ :‬قوله تعالى‪َّ :‬‬
‫‪ .2‬البقاء‪ :‬هو أن اهلل تعالى أبدي‪ ،‬ليس لوجوده آخر‪ ،‬فستحيل أن يلحقه العدم والفناء‪.‬‬
‫وضد صفة البقاء الفناء‬
‫الدليل العقلي على صفة البقاء‪:‬‬
‫ا‪ -‬لو لم يكن اهلل تعالى باقياً لكان فانياً‪ ،‬ولو كان فاني اً لكان حادث اً‪ ،‬ولو كان حادث اً الحتاج‬
‫حدث‪ ،. . .‬وهكذا‪ .‬فيلزم الدور أو التسلسل‪ ،‬وكالهما‬ ‫حدثه يحتاج إلى م ِ‬ ‫محدث‪ ،‬وم ِ‬ ‫إلى ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫باطل‪ ،‬فثبت بقاؤه تعالى‪.‬‬
‫ب‪ -‬لو جاز عليه تعالى العدم الستحال عليه القدم‪ ،‬وهو باطل لثبوت قدمه تعالى‪.‬‬
‫األو ُل َواَألخر)‪.‬‬
‫(ه َو َّ‬
‫الدليل النقلي على صفة البقاء‪ :‬قوله تعالى‪( :‬اَألخر) في اآلية‪ُ :‬‬
‫‪ .3‬المخالفة للحوادث‪ :‬وهي أن اهلل تعالى ليس مماثالً لشيء من الحوادث الموجودة والمعدومة‪.‬‬
‫الع َرضية‪ ،‬وال ُك ّلية‪ ،‬والجزئية‪.‬‬ ‫وصفة المخالفة للحوادث عبارة عن‪ :‬سلب ِ‬
‫الج ْرمية‪ ،‬و َ‬
‫الع َرض ية ه و القي ام ب الغير‪ ،‬والزم ال ُكلي ة ه و الك بر‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫التحيز‪ ،‬والزم َ‬ ‫فالزم ِ‬
‫الج ْرمي ة ه و‬
‫والزم الجزئية هو الصغر‪.‬‬
‫وضد صفة المخالفة للحوادث المماثلة للحوادث‬
‫الدليل العقلي على صفة المخالفة للحوادث‪:‬‬
‫ا‪ -‬أن ه تع الى ل و لم يكن مخالف اً للح وادث لك ان مم اثالً له ا‪ ،‬ول و ك ان مم اثالً للح وادث‪،‬‬
‫حدثً ه يحت اج إلى‬‫لك ان حادث اً مثله ا‪ ،‬ول و ك ان حادث اً الحت اج إلى مح ِدث‪ ،‬وم ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ُمح ِدث‪ ،. . .‬وهك ذا فيل زم ال دور أو التسلس ل‪ ،‬وكالهم ا باط ل‪ ،‬فثبت مخالفت ه‬
‫للحوادث‪.‬‬
‫ب‪ -‬ك ل َمن وجب ل ه الق دم‪ ،‬اس تحال علي ه الع دم‪ ،‬وال ش يء من الح وادث يس تحيل علي ه‬
‫العدم‪ ،‬فال شيء منها بقديم فتثبت المخالفة‪.‬‬
‫يء)‪.‬‬ ‫ِ ِِ‬
‫الدليل النقلي على صفة المخالفة للحوادث‪ :‬قوله تعالى‪( :‬لَْي َس َكمثْله َش ٌ‬
‫‪ .4‬القيام بالنفس‪:‬‬
‫معنى القيام بالنفس شيئان‪:‬‬
‫أولهما‪ :‬عدم افتقاره إلى محل‪.‬‬
‫وللمحل تفسيران‪:‬‬
‫أ‪ -‬الذات التي يقوم بها‪ ،‬ال بمعنى المكان‪.‬‬
‫ب‪ -‬الذات والمكان معاً‪.‬‬
‫المخصص‪ ،‬أي المو ِجد‪ ،‬فهو من أوجد الموجودات‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ثانيهما‪ :‬عدم افتقاره الى‬
‫وضد صفة القيام بالنفس االحتياج إلى غيره‬

‫الدليل النقلي على صفة القيام بالنفس‪:‬‬


‫ا‪ -‬الدليل على عدم افتقاره إلى مخصص‪ :‬إنه لو افتقر إلى مخصص‪ ،‬لكان حادث اً‪ ،‬وقد‬
‫سبق وجوب وجوده وقدمه وبقائه ذاتاً وصفاتاً‪.‬‬
‫ب‪ -‬الدليل على عدم افتقاره إلى محل‪:‬‬
‫ل و افتق ر إلى مح ل لك ان ص فة‪ ،‬ول و ك ان ص فة‪ ،‬لم يتص ف بص فات الكمالي ة‬ ‫‪‬‬
‫األزلية‪.‬‬
‫تغن عن‬ ‫ِّ‬
‫المتمكن يحت اج إلى مك ان‪ ،‬بحيث يس تحيل وج وده بدون ه والمك ان مس ٍ‬ ‫‪‬‬
‫المتمكن لجواز الخالء‪ ،‬فيلزم إمكان الواجب ووجوب المكان‪ ،‬وكالهما باطل‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫الدليل النقلي على صفة القيام بالنفس‪ :‬قوله تعالى‪ِ( :‬إ َّن اللهَ لَ َغن ٌّي َع ِن اْل َعالَم َ‬
‫ين)‪.‬‬
‫س‪ /‬فإن قيل‪ :‬كيف ُيتصور عدم تحيز اهلل تعالى في مكان؟‬
‫ج‪ /‬إن تصور المكان ألي جسم‪ ،‬يكون نتيجة مالحظة واستقراء أحوال األجسام التي نراها‬
‫ُّ‬
‫التحيز‪ ،‬فه و قي اس باط ل‪،‬‬ ‫حال ة في مك ان م ا‪ ،‬أم ا قي اس اهلل تع الى على األجس ام في وج ود‬
‫وال عل ة جامع ة بين األص ل والف رع‪ ،‬وذل ك ألن العق ل البش ري مح دود وقاص ر عن إدراك‬
‫كث ير من األم ور‪ ،‬فه و يحكم بوج ود أش ياء كث يرة ك الروح والعق ل في الجس م والكهرب اء في‬
‫األس الك المع ّدة لجريانه ا به ا ‪ . . .‬إلخ‪ ،‬وإ ن لم يع رف حقيقته ا أو َكنهه ا‪ ،‬وال ي درك من‬
‫سرها شيئاً‪.‬‬
‫فإذا كان العقل البشري قاصراً عن إدراك كثير مما فيه وحوله‪ ،‬فكيف يمكن أن يتصور‬
‫عدم تحيزه تعالى في مكان؟ مع أنه قطع بوجوده تعالى‪ ،‬وقصر عن إدراك كنهه وتصوره‬
‫وفهمه؟‬
‫ب اإلنس ان إذن أن ي ؤمن بوج وده تع الى وبص فاته‪ ،‬ثم َيح ار في فهم ه وتص ُّوره‪.‬‬ ‫فحس ُ‬
‫وهذه هي حقيقة اإليمان بالغيب التي أمر اهلل به عباده‪.‬‬

‫‪ .5‬الوحدانية‪ :‬هي عدم التعدد في الذات أو الصفات أو األفعال‪.‬‬


‫فالوحداني ة في ال ذات‪ :‬تنفي (الكم المتص ل) ال ذي ه و ال تركيب‪ ،‬أي تنفي ت ركب ال ذات‬
‫اإللهية من أجزاء‪ ،‬وتنفي (الكم المنفصل) الذي هو التعدد‪ ،‬أي تنفي بوجود إلهين فأكثر‪.‬‬
‫ٍ‬
‫جنس واح د‬ ‫والوحداني ة في الص فات‪ :‬تنفي (الكم المتص ل) ال ذي ه و تع دد ص فتين من‬
‫كقدرتين فأكثر‪ ،‬وتنفي (الكم المنفصل) الذي هو اثبات صفة إلهية لغيره تعالى تشبه صفته‪،‬‬
‫ك أن يك ون لزي د ق درة يوج د به ا ويع دم كقدرت ه تع الى‪ ،‬أو إرادة تخص ص الش يء ببعض‬
‫الممكنات‪.‬‬
‫والوحدانية في األفعال‪ :‬تنفي (الكم المنفصل) فقط‪ ،‬الذي هو إثبات فعل لغيره تع الى على‬
‫طريق اإليجاد والخلق‪.‬‬
‫وض د ص فة الوحداني ة‪ :‬هي التع دد في ال ذات أو الص فات (أتص االً وانفص االً) وفي األفع ال‬
‫(انفصاالً)‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬صفات المعاني‪ :‬وهي‪ :‬القدرة‪ ،‬اإلرادة‪ ،‬السمع‪ ،‬البصر‪ ،‬العلم‪.‬‬


‫‪ .1‬القدرة‪ :‬هي صفة أزلية يتأتى بها إيجاد كل ممكن وإ عدامه‪.‬‬
‫وضد صفة القدرة العجز‬
‫الدليل النقلي على صفة القدرة‪ ،‬قوله تعالى‪ِ( :‬إ َّن اللَّهَ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َق ِد ٌير)‪.‬‬
‫س‪ /‬هل يقدر اهلل تعالى أن يوجد إلهاً مثله‪ ،‬أو نحو ذلك من التأثير في الواجب والمستحيل‪،‬‬
‫وضح ذلك؟‬
‫ج‪ /‬لو أوجد اهلل تعالى شريكاً له لم يكن هذا الشريك واجب الوجود؛ ألنه مسبوق بالعدم‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلرادة‪ :‬هي صفة أزلية‪ ،‬تخصص الممكن ببعض ما يجوز عليه‪ ،‬من وجود أو عدم‪ ،‬ومقدار‬
‫وزمان‪ ،‬ومكان وجهة‪.‬‬
‫وضد صفة اإلرادة اإلكراه‬
‫الدليل النقلي على صفة اإلرادة‪ ،‬قوله تعالى‪( :‬فَعَّا ٌل ِل َما ُي ِر ُ‬
‫يد)‪.‬‬
‫‪ .3‬السمع‪ :‬هي صفة أزلية شأنها إدراك كل مسموع‪ ،‬وإ ن خفي‪.‬‬
‫الصمم‬
‫َ‬ ‫وضد صفة السمع‬
‫‪ .4‬البصر‪ :‬هي صفة أزلية شأنها إدراك كل مبصر‪ ،‬وإ ن لطف‪.‬‬
‫العمى‬
‫وضد صفة البصر َ‬
‫الدليل النقلي على صفتي السمع والبصر‪ ،‬قوله تعالى‪ِ( :‬إ َّن اللَّه س ِميع ب ِ‬
‫ص ٌير)‪.‬‬ ‫َ َ ٌَ‬
‫‪ .5‬العلم‪ :‬هي صفة أزلية تنكشف المعلومات عند تعلقها بها‪.‬‬
‫وض د ص فة العلم الجه ل وم ا في معن اه‪ ،‬ك الظن والش ك وال وهم وال ذهول والغفل ة والنس يان‬
‫والسهو‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِّ‬
‫الدليل النقلي على صفة العلم‪ ،‬قوله تعالى‪َ ( :‬و ُه َو بِ ُكل َش ْيء َعل ٌ‬
‫يم)‪.‬‬
‫‪ .6‬الحياة ضد الموت‬
‫الكالم ضد الخرس‬ ‫‪.7‬‬
‫لعقيدة التوحيد آثار عظيمة على حياة المسلم وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬اإليمان باهلل تعالى‪ ،‬وبأنه واحد يمكن المرء من العلم‪ :‬بأن السموات واألرض لها رب يكلؤها‬
‫برعايته‪ ،‬ويرعى َمن فيها بعنايته‪ ،‬فيرزقهم ويربيهم ويعلمه بأن ليس في هذا الكون شيء‬
‫يقوم بنفسه‪ .‬أما المشرك والملحد فال يقول بمثل هذا‪.‬‬
‫‪ .2‬اإليم ان باهلل ينش ئ في األنس ان الع زة واألنف ة‪ .‬فاهلل ه و الق وي‪ ،‬وال ض ار وال ن افع وال مح يي‬
‫وال مميت إال هو‪ ،‬فال يطأطئ راسه ألحد‪ ،‬وال يتضرع إليه‪ ،‬وال يرتعب من كبريائه‪ .‬وأما‬
‫الشرك والملحد فيرى غيره قادراً على نفعه وضره‪ ،‬فيتضرع إليه‪ ،‬ويرتعب منه‪.‬‬
‫‪ .3‬اإليمان بالتوحيد ينشئ في المرء التواضع‪ .‬فال تراه يفخر بماله وعزته وكفاءته‪ ،‬وإ نما يقول‪:‬‬
‫هي هبة من اهلل تعالى‪ .‬بخالف الملحد الذي يبطر غذا حدث له نعمة عاجلة‪ ،‬ويشمخ بأنفه‬
‫على غيره‪.‬‬
‫‪ .4‬الم ؤمن ي رى أن النج اة والفالح ال تك ون إال بتزكي ة النفس‪ ،‬والعم ل الص الح‪ ،‬والبِ ر‪ ،‬والتقى‪.‬‬
‫أما المشرك والملحد فال يرى بمثل هذا‪.‬‬
‫‪ .5‬المؤمن ال يتسرب إليه اليأس‪ ،‬بل هو مطمئن مملوء سكينة وأمالً‪ ،‬ولو أهين‪ ،‬ولو أذي‪ .‬أما‬
‫المشرك والملحد فال يقوى قلبه على الوقوف بالمحن‪ ،‬وقد يفضي اليأس بهم إلى االنتحار‪.‬‬
‫‪ .6‬المؤمن على قوة عظيمة من العزم واإلقدام‪ ،‬والصبر والثبات‪ ،‬والتوكل‪ ،‬فإذا كان حاكم اً ال‬
‫يبتغي إال مرض اة اهلل تع الى‪ ،‬وال يهم ه إال إقام ة الع دل؛ ألن وراءه ق وة علوي ة‪ ،‬تكل ؤه‪،‬‬
‫وترعاه‪ ،‬وتأخذ بيده‪.‬‬
‫‪ .7‬المؤمن على قدر كبير من الشجاعة والجرأة؛ ألن الذي يجبن اإلنسان‪ ،‬ويوهن عزمه أمران‪:‬‬
‫حبه للنفس والمال واألهل‪ .‬واعتقاده بأن هناك أحداً يميت غير اهلل‪ ،‬وأنه قادر على أن يدرأ‬
‫عن نفسه الموت بحيلة من الحيل‪.‬‬
‫‪ .8‬اإليمان يرفع قدر اإلنسان‪ ،‬وينشئ فيه‪ :‬الترفع والقناعة واالستغناء‪ ،‬ويطهر قلبه من الطمع‬
‫واللؤم‪ ،‬والعواطف السافلة‪ ،‬والصفات القبيحة األخرى‪ ،‬فالرزق ليس إال بيد اهلل وحده‪ ،‬فال‬
‫هم ه الكسب‬
‫نجاح وال خسران إال بيده تعالى‪ .‬أما الملحد والمشرك فهو عبد الطمع والشر‪ّ ،‬‬
‫بالسبل المشروعة وغير المشروعة‪.‬‬
‫‪ .9‬اإليم ان يجع ل اإلنس ان متقي داً بق انون اهلل‪ ،‬ومحافظ اً علي ه‪ .‬فه و إن خال بنفس ه ليالً أو نه اراً‪،‬‬
‫يعلم أن علي ه رقيب اً‪ ،‬يحاس به على ك ل ص غيرة وكب يرة‪ ،‬ف تراه يس ارع إلى الخ يرات‪ ،‬وي أمر‬
‫المعروف‪ ،‬وينهى عن المنك ر‪ .‬فوازع ه النفس ي يحضه على الخير‪ ،‬وينه اه عن كل رذيل ة‪.‬‬
‫أما الملحد والمشرك فال يرى شيئاً من هذا‪.‬‬

You might also like