Professional Documents
Culture Documents
تصنيف
اإلمام نجم الدين عمر بن عيل القزويني
املعروف بالـكاتبي
اعتنى هبا
بالل النجار
www.aslein.org
2122 2342
:
info@aslein.net
2
بسم اهلل الرمحن الرحيم
احلمد هلل الذي أبدع نظام الوجود ،واخرتع ماهيات األشياء بمقتىض اجلود ،وأنشأ بقدرته
أنواع اجلواهر العقلية ،وأفاض برمحته حمركات األجرام الفلكية .والصالة عىل ذوات األنفس
القدسية ،املنزهة عن الكدورات اإلنسية ،خصوص ًا عىل سيدنا حممد صاحب اآليات واملعجزات،
وبعد،
فلام كان باتفاق أهل العقل ،وإطباق ذوي الفضل :أن العلوم -سيام اليقينية -أعىل املاطالب،
وأهبى املناقب ،وأن صاحبها أرشف األشخاص البرشية ،ونفسه أرسع اتصاالً بالعقول امللكية ،وكان
االطالع عىل دقائقها ،واإلحاطة بكنه حقائقها ال يمكن إال بالعلم املوسوم باملناطق ،إذ به يعرف
صحتها من سقمها ،وغثها من سمينها ،فأشار إل من سعد بلاطف احلق ،وامتاز بتأييده من بني كافة
اخللق ،ومال إىل جنابه الداين والقايص ،وأفلح بمتابعته املاطيع والعايص ،وهو املوىل الصدر
الصاحب املعظم ،العامل الفاضل املقبول املنعم ،املحسن احلسيب النسيب ،ذو املناقب واملفاخر:
شمس امللة والدين ،هباء اإلسالم واملسلمني ،قدوة األكابر واألماثل ،ملك الصدور واألفاضل،
قاطب األعال ،فلك املعال :حممد بن املوىل الصدر املعظم الصاحب األعظم ،دستور اآلفاق ،آصف
الزمان ،ملك وزراء الرشق والغرب ،صاحب ديوان املاملك ،هباء احلق والدين ،ومؤيد علامء
اإلسالم واملسلمني ،قاطب امللوك حممد .أدام اهلل ظالهلام ،وضاعف جالهلام ،الذي مع حداثة سنه
فاق بالسعادات األبدية والكرامات الرسمدية ،واختص بالفضائل اجلميلة ،واخلصائل احلميدة،
بتحرير كتاب يف املناطق ،جامع لقواعده ،حاو ألصوله وضواباطه ،فبادرت إىل مقتىض إشارته،
4
ورشعت يف ثبته وكتابته مستلزم ًا أن ال ّ
أخل بيشء يعتدّ به من القواعد والضوابط ،مع زيادات
رشيفة ،ونكت لاطيفة ،من عندي غري تابع ألحد من اخلالئق ،بل للحق الرصيح الذي ال يأتيه
الباطل من بني يديه وال من خلفه ،وسميته :بالرسالة الشمسية يف القواعد املنطقية،
*****
3
[المقدمة]
إسناد أمر إىل آخر إجياب ًا أو سلب ًا .ويقال للمجموع تصديق.
وليس الكل من كل منهام بدهيي ًا ،وإال ملا جهلنا شيئ ًا ،وال نظري ًا ،وإال لدار أو تسلسل .بل
حيصل بالفكر.
نظري ّ
ّ بدهيي ،والبعض اآلخر
ّ البعض من ّ
كل منهام
وذلك الرتتيب ليس بصواب دائ ًام ملناقضة بعض العقالء بعض ًا يف مقتىض أفكارهم ،بل
اإلنسان الواحد يناقض نفسه يف وقتني ،فمست احلاجة إىل قانون يفيد معرفة طرق اكتساب
النظريات من الرضوريات ،واإلحاطة بالصحيح والفاسد من الفكر الواقع فيها ،وهو املناطق.
وليس ك ّله بدهيي ًا ،وإال الستغني عن تع ّلمه ،وال نظري ًا وإال لدار أو تسلسل ،بل بعضه
5
[البحث الثاني] :في موضوع المنطق
موضوع ّ
كل علم ما يبحث فيه عن عوارضه التي تلحقه ملا هو هو :أي لذاته وملا يساويه أو
التصور ككوهنا
ّ تصديقي ،ومن حيث إهنا يتوقف عليها املوصل إىل
ّ تصوري أو
ّ توصل إىل جمهول
إىل التصديق :إما توقف ًا قريب ًا ككوهنا قضية وعكس قضية ونقيض قضية ،وإما توقف ًا بعيد ًا ككوهنا
موضوعات وحمموالت.
وقد جرت العادة بأن يسمى املوصل إىل التصور قوالً شارح ًا ،واملوصل إىل التصديق
حجة.
وجيب تقديم األول عىل الثاين وضع ًا لتقدم التصور عىل التصديق طبع ًا؛ ألن ّ
كل تصديق ال
تصور املحكوم عليه إما بذاته ،أو بأمر صادق عليه ،واملحكوم به كذلك ،واحلكم .المتناع
بدّ فيه من ّ
*****
6
وأما املقاالت فثالث:
[المقالة األولى]
في المفردات
داللة اللفظ عىل املعنى بتوسط الوضع له ماطابقة ،كداللة اإلنسان عىل احليوان الناطق.
وبتوساطه ملا دخل فيه ذلك املعنى تضمن ،كداللته عىل احليوان وعىل الناطق فقط .وبتوساطه ملا خرج
تصوره،
تصور املسمى يف الذهن ّ
ويشرتط يف الداللة االلتزامية كون اخلارج بحالة يلزم من ّ
وإال المتنع فهمه من اللفظ .وال يشرتط فيها كونه بحالة يلزم من حتقق املسمى يف اخلارج نحققه فيه
كداللة لفظ العمى عىل البرص ،مع عدم املالزمة بينهام يف اخلارج.
التضمن كام يف البسائط .وأما استلزامها االلتزام فغري متي ّقنّ ،
ألن وجود ّ واملاطابقة ال تستلزم
تصور ّ
كل ماهية يستلزم تصوره غري معلوم ،وما قيل إن ّ
تصورها ّ الزم ذهن ّي ّ
لكل ماهية يلزم من ّ
تصور أهنا ليست غريها فممنوع .ومن هذا نتبني عدم استلزام التضمن االلتزام .وأما مها فال
ّ
يوجدان إال مع املاطابقة الستحالة وجود التابع من حيث إنه تابع بدون املتبوع.
7
ّ
والدال باملاطابقة إن قصد بجزئه الداللة عىل جزء معناه فهو املركّب ،كرامي احلجارة ،وإال
فهو املفرد .وهو إن مل يصلح أن خيرب به وحده ،فهو األداة كفي وال؛ وإن صلح لذلك ،فإن ّ
دل هبيئته
سمي
تشخص ذلك املعنى ّ وحينئذ إما أن يكون معناه واحد ًا أو كثري ًا .فإن كان ّ
األول فإن ّ
عل ًام ،وإال فمتواطئ ًا إن استوت أفراده الذهنية واخلارج ّية فيه كاإلنسان والشمس ،ومشكّك ًا إن كان
حصوله يف البعض أوىل وأقدم وأشدّ من اآلخر كالوجود بالنسبة للواجب واملمكن .وإن كان الثاين
فإن كان وضعه لتلك املعاين عىل السو ّية فهو املشرتك كالعني ،وإن مل يكن كذلك ،بل وضع ألحدمها
األول يسمى لفظ ًا منقوالً :عرف ّي ًا :إن كان الناقل هو العرف العام ٍ
وحينئذ إن ترك موضوعه ّ
كالدّ ابة ،ورشع ّي ًا :إن كان الناقل هو الرشع كالصالة والصوم ،واصاطالحي ًا :إن كان هو العرف
وبالنسبة إىل املنقول عنه جماز ًا :كاألسد بالنسبة إىل احليوان املفرتس والرجل الشجاع.
ّ
وكل لفظ فهو بالنسبة إىل لفظ آخر مرادف له إن توافقا يف املعنى ،ومباين له إن اختلفا فيه.
الصدق والكذب فهو اخلرب والقض ّية ،وإن مل حيتمل فهو اإلنشاء .فإن ّ
دل عىل طلب الفعل داللة
ّأول ّية :أي وضع ّية فهو مع االستعالء أمر ،كقولنا :ارضب أنت ،ومع اخلضوع سؤال ودعاء ،ومع
8
والرتجي والتعجب والقسم والنداء .وأ ّما
ّ التساوي التامس؛ وإن مل ّ
يدل فهو تنبيه يندرج فيه التمنّي
*****
واألول
ّ ال فيها ،أو خارج ًا عنها،
والكل إما أن يكون متام ماه ّية ما حتته من اجلزئ ّيات وداخ ً
ّ
احلقيقي سواء كان متعدّ د األشخاص ،وهو املقول يف جواب ما هو بحسب الرشكة
ّ هو النّوع
واخلصوص ّية مع ًا كاإلنسان ،أو غري متعدّ د األشخاص ،وهو املقول يف جواب ما هو بحسب
جواب ما هو.
وإن كان الثاين ،فإن كان متام اجلزء املشرتك بينهام وبني نوع آخر فهو املقول يف جواب ما هو
جواب ما هو .وهو قريب إن كان اجلواب عن املاهية وعن بعض ما يشاركها فيه عني اجلواب عنها
وعن بعض ما يشاركها فيه كاحليوان بالنسبة لإلنسان ،وبعيد إن كان اجلواب عنها وعن بعض ما
يشاركها فيه غري اجلواب عنها وعن بعض آخر .ويكون هناك جوابان إن كان بعيد ًا بمرتبة واحدة،
9
اجلسم النامي بالنسبة لإلنسان ،وثالثة أجوبة إن كان بعيد ًا بمرتبتني كاجلسم ،وأربع أجوبة إن كان
وإن مل يكن متام املشرتك بينهام وبني نوع آخر ،فال بدّ إ ّما أن ال يكون مشرتك ًا بني املاه ّية وبني
ال كالناطق بالنسبة إىل اإلنسان ،أو يكون بعض ًا من متام املشرتك مساوي ًا له كاحلساس،
نوع آخر أص ً
وإال لكان مشرتك ًا بني املاه ّية وبني نوع آخر؛ وال جيوز أن متام املشرتك بالنسبة إىل ذلك النوع أل ّن
املقدّ ر خالفه بل بعضه ،وال يتسلسل بل ينتهي إىل ما يساويه فيكون فصل جنس ،وكيفام كان يميز
منها فص ً
ال هلا ألنه يميزها عن مشاركها يف الوجود.
والفصل املميز للنوع عن مشاركه يف اجلنس قريب إن م ّيزه عنه يف جنس قريب كالناطق
وأما الثالث فإن امتنع انفكاكه عن املاه ّية فهو الالزم ،وإال فهو العرض املفارق ،والالزم قد
للحبيش ،وقد يكون الزم ًا للامه ّية كالزوج ّية لألربعة ،وهو
ّ اخلارجي كالسواد
ّ يكون الزم ًا للوجود
أعم.
واألول ّ
ّ تصوره،
تصور ملزومه ّ
البني عىل الالزم الذي يلزم من ّ
لقائمتني للمثلث ،وقد يقال ّ
21
والعرض املفارق إما رسيع الزوال كحمرة اخلجل وصفرة الوجل ،وإما باطيئة الزوال كالشيب
والشباب.
اخلاصة بأهنا كل ّية مقولة عىل ما حتت حقيقة واحدة فقط قوالً عرضي ًا.
ّ العرض العا ّم كاملايش .وترسم
كل مقول عىل أفراد حقيقة واحدة وغريها قوالً عرض ّي ًا .فالكل ّيات إذن مخس:
والعرض العا ّم بأنه ّ
وخاصة ،وعرض عا ّم.
ّ نوع ،وجنس ،وفصل،
*****
ي والجزئيّ
[الفصل الثالث] :في مباحث الكلّ ّ
وهي مخسة:
عز [األول] ّ ّ
الكل قد يكون ممتنع الوجود يف اخلارج ال لنفس مفهوم اللفظ كرشيك الباري ّ
اسمه ،وقد يكون ممكن الوجود لكن ال يوجد كالعنقاء ،وقد يكون املوجود منه واحد ًا فقط مع
عز اسمه ،أو مع إمكانه كالشمس ،وقد يكون املوجود منه كثري ًا :إما متناهي ًا
امتناع غريه كالباري ّ
كالكواكب السبعة السيارة ،أو غري ٍ
متناه كالنفوس الناطقة عند بعضهم.
22
الاطبيعي موجود يف اخلارج ألنه جزء من هذا احليوان املوجود يف اخلارج ،وجز
ّ والكل
ّ كل ّي ًا عقل ّي ًا.
املوجود موجود يف اخلارج ،وأ ّما الكل ّيان اآلخران ففي وجودمها خالف ،والنظر فيه خارج املناطق.
كاإلنسان والناطق .وبينهام عموم وخصوص ماطلق :إن صدق أحدمها عىل ّ
كل ما صدق عليه اآلخر
من غري عكس كاحليوان واإلنسان .وبينهام عموم وخصوص من وجه :إن صدق ّ
كل منهام عىل
بعض ما صدق عليه اآلخر فقط كاحليوان واألبيض .ومتباينان :إن مل يصدق يشء منهام عىل يشء مما
ونقيضا املتساويني متساويان ،وإال لصدق أحدمها عىل ما كذب عليه اآلخر ،فيصدق أحد
أخص من نقيض
ّ األعم من يشء ماطلق ًا
ّ املتساويني عىل ما كذب عليه اآلخر وهو حمال ،ونقيض
األعم عىل ّ
كل ما يصدق ّ األعم وإنه حمال .وأما الثاين فألنه لوال ذلك لصدق نقيض
ّ األخص بدون
ّ
األخص مع التباين
ّ األعم ماطلق ًا ونقيض
ّ وجه ليس بني نقيضيهام عموم أص ً
ال لتحقق مثل هذا بني
األخص.
ّ األعم ماطلقاً وعني
ّ الكل بني نقيض
ّ
22
ونقيضا املتباينني متباينان تباين ًا جزئي ًا ،ألهنام إن مل يصدقا مع ًا أص ً
ال عىل يشء كالالوجود
جزئي،
ّ كل ،وإن صدقا مع ًا كالالإنسان والالفرس كان بينهام تباين
والالعدم كان بينهام تباين ّ
اجلزئي الزم جزم ًا.
ّ رضورة صدق أحد املتباينني مع نقيض اآلخر فقط ،فالتباين
أخص
ّ املسمى باحلقي ّقي ،فكذلك يقال عىل ّ
كل ّ اجلزئي كام يقال عىل املعنى املذكور
ّ [الرابع]
إضايف
ّ جزئي
ّ حقيقي فهو
ّ جزئي
ّ ألن ّ
كل األولّ ،
أعم من ّ
اإلضايف ،وهو ّ
ّ اجلزئي
ّ األعم ويسمى
ّ حتت
ّ
املشخصات .وأ ّما الثاين: املعراة عن األول :فالندراج ّ
كل شخص حتت املاه ّيات ّ دون العكس .أ ّما ّ
احلقيقي كذلك.
ّ اجلزئي
ّ اإلضايف كل ّي ًا ،وامتناع كون
ّ اجلزئي
ّ فلجواز كون
اإلضايف.
ّ ويسمى النوع
ّ ماه ّية يقال عليها وعىل غريها اجلنس يف جواب ما هو قوالً ّأول ّي ًا.
ومراتب األجناس أيض ًا هذه األربع ،لكن العال كاجلوهر يف مراتب األجناس يسمى جنس
24
واحلقيقي موجود بدون
ّ املتوساطة،
ّ اإلضايف كاألنواع
ّ احلقيقي موجود بدون
ّ والنوع
أعم من اآلخر من اإلضايف كاحلقائق البسياطة ،فليس بينهام عموم وخصوص ماطلق ،بل ّ
كل منهام ّ ّ
وجه لصدقهام عىل النوع السافل.
واملتحرك باإلرادة
ّ يسمى داخ ً
ال يف جواب ما هو :كاجلسم والنامي واحلساس بالتضمن ّ
ّ مذكور ًا
بالتضمن.
ّ ّ
الدال عليها احليوان
عكس.
*****
23
[الفصل الرابع] في التعريفات
ويسمى حدّ ًا تا ّم ًا إن كان باجلنس والفصل القريبني ،وحدّ ًا ناقص ًا إن كان بالفصل القريب
ّ
واخلاصة ،ورس ًام ناقص ًا إن كان
ّ وحده أو به وباجلنس البعيد ،ورس ًام تا ّم ًا إن كان باجلنس القريب
وجيب االحرتاز عن تعريف اليشء بام يساويه يف املعرفة واجلهالة كتعريف احلركة بام ليس
بسكون ،والزوج بام ليس بفرد ،وعن تعريف اليشء بام ال يعرف إال به سواء كان بمرتبة واحدة ،كام
ثم يقال املشاهبة اتفاق يف الكيف ّية ،أو بمراتب ،كام يقال :االثنان
يقال :الكيف ّية ما هبا يقع املشاهبةّ ،
ثم يقال :املتساويان مها الشيئان اللذان ال
األول هو املنقسم بمتساوينيّ ،
ثم يقال الزوج ّ
زوج ّأولّ ،
يفضل أحدمها عىل اآلخر .ثم يقال :الشيئان مها االثنان .وجيب أن حيرتز عن استعامل ألفاظ غريبة
مفوت ًا للغرض.
وحش ّية غري ظاهرة الداللة بالقياس إىل السامع لكونه ّ
*****
25
26
[المقالة الثانية]
القضية قول يصح أن يقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب .وهي محل ّية إن انح ّلت باطرفيها
والرشط ّية إما :متصلة :وهي التي حكم فيها بصدق قض ّية ْأو ال صدقها عىل تقدير صدق
قض ّية أخرى ،كقولنا :إن كان هذا إنسان ًا فهو حيوان ،وليس إن كان هذا إنسان ًا فهو مجاد؛ وإما
بنفيه ،كقولنا إما أن يكون هذا العدد زوج ًا أو فرد ًا ،وليس إ ّما أن يكون هذا اإلنسان حيوان ًا أو
أسود.
*****
27
[الفصل األوّل] في الحمليّة
حمموالً ،ونسبة بينهام هبا يرتبط املحمول باملوضوع .واللفظ الدّ ال عليها ّ
يسمى راباطة ،كهو يف قولنا:
ٍ
حينئذ ثالث ّية .وقد حتذف الراباطة يف بعض اللغات لشعور الذهن وتسمى القض ّية زيد هو عامل.
ّ
ٍ
حينئذ ثنائية. تسمى
بمعناها ،والقضية ّ
وموضوع احلمل ّية إن كان شخص ًا مع ّين ًا سم ّيت خمصوصة وشخص ّية ،وإن كان كل ّي ًا :فإن
ومسورة.
ّ ويسمى اللفظ ّ
الدال عليها سور ًا سم ّيت حمصورة
حارة؛ وإما سالبة وسورها ال يشء وال واحد ،كقولنا :ال يشء أو ال كل ،كقولناّ :
كل نار ّ وسورها ّ
28
واحد من الناس بجامد .وإن ب ّني فيها أن احلكم عىل بعض األفراد فهي اجلزئيّة ،وهي غام موجبة،
وسورها بعض أو واحد ،كقولنا :بعض احليوان أو واحد من احليوان إنسان .وإما سالبة وسورها
فإن مل تصلح ألن تصدق كليّة وجزئية ،سم ّيت القضيّة طبيعية ،كقولنا :احليوان جنس
يف اخلارج.
29
يصح أن يقال:
ّ والفرق بني االعتبارين ظاهر .فإنه لو مل يوجد يشء من املربعات يف اخلارج
يصح
األول دون الثاين ،ولو مل يوجد يشء من األشكال يف اخلارج إال املر ّبعّ ،
كل مر ّبع شكل باعتبار ّ
واالعتبار بإجياب القضية وسلبها بالنسبة الثبوت ّية أو السلب ّية ال باطريف القضية؛ فإن قولنا:
املتحرك بساكن،
ّ بحي فهو ال عامل ،موجبة مع أن طرفيها عدم ّيان .وقولنا :ال يشء من ّ
كل ما ليس ّ
سالبة مع أن طرفيها وجود ّيان.
يف احلقيقية املوضوع .أما إذا كان املوضوع موجود ًا فإهنام متالزمتان ،والفرق بينهام يف اللفظ .أما يف
السلب ،وسالبة إن ّ
أخرت عنها .وأما يف الثالثية :فالقض ّية موجبة ،إن قدّ مت الراباطة عىل حرف ّ
الثنائية :فبالن ّية أو باالصاطالح عىل ختصيص لفظ غري ْأو ال باإلجياب املعدول ،ولفظ ليس بالسلب
البسيط أو بالعكس.
21
املوجهة:
[البحث الرابع] يف القضايا ّ
ال بدّ لنسبة املحموالت إىل املوضوعات من كيف ّية ،إجياب ّية كانت النسبة أو سلب ّية،
كالرضورة والدّ وام ،والالرضورة والالدوام .وتسمى تلك الكيفية ما ّدة القض ّية ،واللفظ ّ
الدال عليها
املوجهة التي جرت العادة بالبحث عنها وعن أحكامها ثالث عرشة قضية ،منها
والقضايا ّ
بسياطة :وهي التي حقيقتها إجياب فقط أو سلب فقط ،ومنها مركّبة :وهي التي حقيقتها تركّبت من
األوىل الرضورية املاطلقة :وهي التي حيكم فيها برضورة ثبوت املحمول للموضوع أو سلبه
اإلنسان بحجر.
الثانية الدائمة املاطلقة :وهي التي حيكم فيها بدوام ثبوت املحمول للموضوع أو سلبه عنه ما
الثالثة املرشوطة العا ّمة :وهي التي حيكم فيها برضورة ثبوت املحمول للموضوع أو سلبه
22
الرابعة العرف ّية العا ّمة :وهي التي حيكم فيها بدوام ثبوت املحمول للموضوع أو سلبه عنه
اخلامسة املاطلقة العامة :وهي التي حيكم فيها بثبوت املحمول للموضوع أو سلبه عنه
السادسة املمكنة العا ّمة :وهي التي حيكم فيها بارتفاع الرضورة املاطلقة عن اجلانب املخالف
حارة ،واإلمكان العام ال يشء من النار ببارد. للحكم ،كقولنا :باإلمكان العا ّم ّ
كل نار ّ
اخلاصة :وهي املرشوطة العا ّمة مع قيد الالدوام بحسب الذات،وهي إن
ّ األوىل املرشوطة
مرشوطة عا ّمة وسابة ماطلقة عا ّمة .وإن كانت سالبة كقولنا :بالرضورة ال يشء من الكاتب بساكن
األصابع ما دام كاتب ًا ال دائ ًام ،فرتكيبها من سالبة مرشوطة عا ّمة وموجبة ماطلقة عا ّمة.
اخلاصة :وهي العرف ّية العا ّمة مع قيد الالدوام بحسب الذات؛ وهي إن كانت
ّ الثانية العرف ّية
موجبة فرتكيبها من موجبة عرفية عا ّمة وسالبة ماطلقة عا ّمة ،وإن كانت سالبة فرتكيبها من سالبة
22
الثالثة الوجود ّية الالرضور ّية :وهي املاطلقة العا ّمة مع قيد الالرضورة بحسب الذات ،وهي
وسالبة ممكنة عا ّمة ،وإن كانت سالبة كقولنا ال يشء من اإلنسان بضاحك بالفعل ال بالرضورة،
الرابعة الوجود ّية الالدائمة :وهي املاطلقة العا ّمة مع قيد الالدوام بحسب الذات ،وهي
سواء كانت موجبة أو سالبة ،فرتكيبها من ماطلقتني عا ّمتني :إحدامها موجبة ،واألخرى سالبة،
اخلامسة الوقت ّية :وهي التي حيكم فيها برضورة ثبوت املحمول للموضوع أو سلبه عنه يف
معني من أوقات وجود املوضوع مع قيد الالدوام بحسب الذات ،وهي إن كانت موجبة
وقت ّ
كقولنا :بالرضورة ّ
كل قمر منخسف وقت حيلولة األرض بينه وبني الشمس ال دائ ًام ،فرتكيبها من
موجبة وقتية ماطلقة وسالبة ماطلقة عا ّمة ،وإن كانت سالبة كقولنا :بالرضورة ال يشء من القمر
بمنخسف وقت الرتبيع ال دائ ًام ،فرتكيبها من سالبة وقتية ماطلقة وموجبة ماطلقة.
السادسة املنترشة :وهي التي حكم فيها برضورة ثبوت املحمول للموضوع أو سلبه عنه يف
معني أوقات وجود املوضوع مق ّيد ًا بالالدوام بحسب الذات ،وهي إن كانت موجبة
وقت غري ّ
كقولنا :بالرضورة ّ
كل إنسان متن ّفس يف وقت ما ال دائ ًام ،فرتكيبها من موجبة منترشة ماطلقة وسالبة
ماطلقة عا ّمة ،وإن كانت سالبة كقولنا :بالرضورة ال يشء من اإلنسان بمتن ّفس يف وقت ما ال دائ ًام،
اخلاص ّ
كل إنسان كاتب ،أو سالبة كقولنا: ّ والعدم مجيع ًا ،وهي سواء كانت موجبة كقولنا :باإلمكان
باإلمكان اخلاص ال يشء من اإلنسان بكاتب ،فرتكيبها من ممكنتني عا ّمتني :إحدامها موجبة
واألخرى سالبة.
والضابط فيها أن الالدوام إشارة إىل ماطلقة عا ّمة ،والالرضورة إشارة إىل ممكنة عا ّمة،
خمالفتي الكيف ّية موافقتي الكم ّية للقض ّية املق ّيدة هبام.
*****
23
[الفصل الثاني] في أقسام الشرطية
اجلزء األول منها يسمى مقدّ م ًا والثاين تالي ًا .وهي إما متصلة أو منفصلة.
أما املتصلة:
فإما لزوم ّية :وهي التي يكون فيها صدق التال عىل تقدير صدق املقدّ م ،لعالقة بينهام
توجب ذلك ،كالعل ّية والتضايف.
وأما املنفصلة:
فإما حقيقية :وهي التي حيكم فيها بالتنايف بني جزأهيا يف الصدق والكذب مع ًا ،كقولنا :إما
أن يكون هذا العدد زوج ًا أو فرد ًا؟
وإما مانعة اجلمع :وهي التي حيكم فيها بالتنايف بني اجلزأين يف الصدق فقط ،كقولنا :إما أن
يكون هذا اليشء حجر ًا أو شجر ًا.
وإما مانعة اخلل ّو :وهي التي حيكم فيها بالتنايف بني اجلزأين يف الكذب فقط ،كقولنا :إما أن
يكون زيد يف البحر أو ال يغرق.
ّ
وكل واحدة من هذه الثالثة إما عنادية :وهي التي يكون التنايف فيها لذات اجلزأين كام يف
األمثلة املذكورة ،وإما اتفاقية :وهي التي يكون فيها التنايف بمجرد االتفاق ،كقولنا :األسود
25
الالكاتب :إما أن يكون هذا أسود أو كاتب ًا حقيقية .أو ال أسود أو كاتب ًا مانعة اجلمع ،أو أسود أو
اخللو.
ّ الكاتب ًا مانعة
وسالبة ّ
كل واحدة من هذه القضايا الثامن هي التي يرفع فيها ما حكم به يف موجباهتا،
فسالبة اللزوم تسمى سالبة لزوم ّية ،وسالبة الناد تسمى سالبة عنادية ،وسالبة االتفاق تسمى سالبة
اتفاقية.
واملتصلة املوجبة تصدق عن صادقني وعن كاذبني وعن جمهول الصدق والكذب ،وعن
مقدّ م كاذب وتال صادق دون عكسه ،المتناع استلزام الصادق الكاذب .وتكذب عن جزأين
كاذبني ،وعن مقدّ م كاذب وتال صادق ،وبالعكس ،وعن صادقني ،هذا إذا كانت لزومية.
وأما إذا كانت اتفاقية فكذهبا عن صادقني حمال.
وكليّة الرشطية املوجبة أن يكون التال الزم ًا أو معاند ًا للمقدّ م عىل مجيع األوضاع التي
يمكن حصوله عليها ،وهي األوضاع التي حتصل له بسبب اقرتان األمور التي يمكن اجتامعها معه.
معني.
واجلزئية أن يكون كذلك عىل بعض هذه األوضاع .واملخصوصة أن يكون كذلك عىل وضع ّ
وسور املوجبة الكل ّية يف املتصلة ك ّلام ومهام ومتى .ويف املنفصلة دائ ًام .وسور السالبة الكل ّية
فيهام ليس البتّة .وسور املوجبة اجلزئية فيهام قد يكون ،والسالبة اجلزئية فيهام قد ال يكون وبإدخال
26
الكل .واملهملة بإطالق لفظ لو وإن وإذا يف املتصلة ،وإما وأو يف
ّ حرف السلب عىل سور اإلجياب
املنفصلة.
والرشطية قد ترتكب عن محل ّيتني ،وعن متّصلتني ،وعن منفصلتني ،وعن محل ّية ومتّصلة،
وعن محل ّية ومنفصلة ،وعن متّصلة ومنفصلةّ .
وكل واحدة من هذه الثالثة األخرية يف املتّصلة تنقسم
إىل قسمني المتياز مقدّ مها عن تاليها بالاطبع ،بخالف املنفصلة ،فإن مقدّ مها يتميز عن تاليها بالوضع
فقط .فأقسام املتّصالت تسعة ،واملنفصالت ستّة .وأما األمثلة فعليك باستخراجها من نفسك.
*****
27
[الفصل الثالث] في أحكام القضايا
وحدّ وه بأنه اختالف قض ّيتني باإلجياب والسلب بحيث يقتيض لذاته أن يكون إحدامها
وال يتحقق التناقض يف املخصوصتني إال عند احتاد املوضوع ،ويندرج فيه وحدة الرشط
والقوة والفعل.
ّ ّ
والكل ،وعند احتاد املحمول ،ويندرج فيه احتاد الزمان واملكان واإلضافة واجلزء
فنقيض الرضورية املاطلقة املمكنة العا ّمة ،ألن سلب الرضورة مع الرضورة مما يتناقضان
جزم ًا ،ونقيض الدائمة املاطلقة املاطلقة العامة العا ّمة ،ألن السلب يف ّ
كل األوقات ينافيه اإلجياب يف
البعض والعكس ،ونقيض املرشوطة العا ّمة احلينيّة املمكنة ،أعني التي حكم فيها برفع الرضورة
أوقات كونه جمنوب ًا .ونقيض العرف ّية العا ّمة احلين ّية املاطلقة ،أعني التي حكم فيها بثبوت املحمول
مر.
للموضوع أو سلبه عنه يف بعض أحيان وصف املوضوع ،ومثاهلا ما ّ
28
جل بعد اإلحاطة
وأما املركبات :فإن كانت كليّة :فنقيضها أحد نقييض جزئيها ،وذلك ّ
بحقائق املركبات ونقائض البسائط ،فإنك إذا حتققت أن الوجودية الالدائمة تركيبها من ماطلقتني
عا ّمتني :إحدامها موجبة ،واألخرى سالبة ،وأن نقيض املاطلقة هو الدائمة ،حتققت أن نقيضها إما
وإن كانت جزئية :فال يكفي يف نقيضها ما ذكرنا ،ألنه يكذب :بعض اجلسم حيوان ال دائ ًام،
كل واحد من نقييض جزأهيا ،بل احلق أن ير ّدد بني نقييض اجلزأين ّ
لكل واحد واحد؛ أي: مع كذب ّ
وأما الرشط ّية :فنقيض الكل ّية منها اجلزئ ّية املوافقة هلا يف اجلنس والنوع واملخالفة يف الكيف
وبالعكس.
*****
األول من القض ّية ثاني ًا ،والثاين ّأوالً مع بقاء الصدق والكيف
وهو عبارة عن جعل اجلزء ّ
بحاهلام.
29
فسبع منها وهي :الوقتيتان ،والوجود ّيتان ،واملمكنتان ،واملاطلقة العا ّمة ال تعكس المتناع
أخصها ،وهي الوقت ّية ،لصدق قولنا :بالرضورة ال يشء من القمر بمنخسف وقت الرتبيع
العكس يف ّ
أعم اجلهات ،ألن ّ
كل ال دائ ًام ،وكذب قولنا :بعض املنخسف ليس بقمر باإلمكان العام الذي هو ّ
األعم
ّ األعم ،إذ لو انعكس
ّ األخص مل ينعكس
ّ منخسف فهو قمر بالرضورة ،وإذا مل ينعكس
األخص رضورة.
ّ األعم الزم
ّ األخص ،ألن الزم
ّ النعكس
وأما الرضورية والدائمة املاطلقتان فينعكسان دائمة كل ّية ،ألنه إذا صدق :بالرضورة أو دائ ًام
ال يشء من (ج ب) فيصدق دائ ًام ال يشء من (ب ج) ،وإال فبعض (ج ب) باإلطالق العام ،وهو مع
األصل ينتج بعض (ب) ليس (ب) يف بعض الرضور ّية ،ودائ ًام يف الدائمة ،وهو حمال.
وأما املرشوطة والعرف ّية العا ّمتان فتنعكسان عرف ّية عا ّمة كل ّية ،ألنه إذا صدق :بالرضورة أو
دائ ًام ال يشء من (ج ب) فدائ ًام ال يشء من (ب ج) ما دام (ب) ،وإال فبعض (ب ج) حني هو (ب)،
وهو مع األصل ينتج بعض (ب) ليس (ب) حني هو (ب) وهو حمال.
اخلاصتان فتنعكسان عرف ّية عا ّمة ال دائمة يف البعض .أما العرف ّية
ّ وأما املرشوطة والعرف ّية
العا ّمة فلكوهنا الزمة للعا ّمتني .وأما الالدوام يف البعض فألنه لو كذب :بعض (ب ج) باإلطالق
العا ّم لصدق ال يشء من (ب ج) دائ ًام ،فينعكس إىل ال يشء من (ج ب) دائ ًام ،وقد كان ّ
كل (ج ب)
41
خاصة ،ألنه إذا صدق :بالرضورة أو دائ ًام
ّ اخلاصتان تنعكسان عرف ّية
ّ فاملرشوطة والعرف ّية
بعض (ج) ليس (ب) ما دام (ج) ال دائ ًام ،صدق :ليس بعض (ب ج) ما دام (ب) ال دائ ًام ،ألنا
نفرض ذات املوضوع ،وهو (ج د فـ د ج) بالفعل ،و (د ب) أيض ًا بحكم الالدوام ،وليس (د ج) ما
دام (ب) وإال لكان (د ج) حني هو (ب فـ ب) حني هو (ج) ،وقد كان ليس (ب) ما دام (ج) ،هذا
خلف .وإذا صدق (ج) و (ب) عىل (د) وتنافيا فيه ،صدق :بعض (ب) ليس (ج) ما دام (ب) ال
وأما البواقي فال تنعكس ،ألنه يصدق :بالرضورة بعض احليوان ليس بإنسان ،وبالرضورة
ليس بعض القمر بمنخسف يف وقت الرتبيع ال دائ ًام مع كذب عكسها باإلمكان العام وهو ّ
أعم
ينعكس يشء منها ملا عرفت أن انعكاس العام مستلزم النعكاس اخلاص.
وأما املوجبة كل ّية كانت أو جزئ ّية فال تنعكس كل ّية أصالً الحتامل كون املحمول ّ
أعم من
وإال فال يشء من (ب ج) ما دام (ب) ،وهو مع األصل ينتج ال يشء من (ج ج) دائ ًام يف الرضور ّية
اخلاصتان فتنعكسان حين ّية ماطلقة مق ّيدة بالالدوام .أما احلين ّية املاطلقة فلكوهنا الزمة
ّ وأما
لعام ّيتها.
42
الكل :فألنه لو كذب :بعض (ب) ليس (ج) بالفعل ،لصدق
ّ وأما قيد الالدوام يف األصل
باإلطالق العام ،ينتج ال يشء من (ب ب) باإلطالق العام ،فيلزم اجتامع النقيضني وهو حمال .وأما
اجلزئي :فيفرض املوضوع (د) فهو ليس (ج) بالفعل ،وإال لكان (ج) دائ ًام (فـ ب) دائ ًام لدوام
ّ يف
لكن الالزم باطل لنفيه األصل بالالدوام .وأما الوقت ّيتان والوجود ّيتان واملاطلقة
الباء بدوام اجليمّ ،
العا ّمة فتنعكس ماطلقة عا ّمة ،ألنّه إذا صدق :كل (ج ب) بإحدى اجلهات اخلمس املذكورة فبعض
(ب ج) باإلطالق العام ،وإال لصدق :ال يشء من (ب ج) دائ ًام وهو مع األصل ينتج :ال يشء من
األخص منه.
ّ وإن شئت عكست نقيض العكس يف املوجبات ،ليصدق نقيض األصل ،أو
وأما املمكنتان فحاهلام يف االنعكاس وعدمه غري معلوم ،لتوقف الربهان املذكور لالنعكاس
فيهام عىل انعكاس السالبة الرضورية كنفسها ،أو عىل إنتاج الصغرى املمكنة مع الكربى الرضورية
وعدمه.
وأما الرشط ّية فاملتّصلة املوجبة تنعكس موجبة جزئية ،والسالبة الكليّة سالبة كل ّية ،إذ لو
صدق نقيض العكس النتظم مع العكس قياس ًا منتج ًا للمحال .وأما السالبة اجلزئية فال تنعكس،
42
يتصور
ّ لصدق قولنا :قد ال يكون إذا كان هذا حيوان ًا فهو إنسان مع كذب العكس .وأما املتصلة فال
*****
وهو عبارة عن جعل اجلزء األول من القضية نقيض الثاين ،والثاين عني األول ،مع خمالفة
فسبع منها ،وهي التي ال تنعكس سوالبها بالعكس املستوي ال تنعكس بعكس النقيض،
ألنه يصدق :بالرضورة كل قمر فهو ليس بمنخسف وقت الرتبيع ال دائ ًام دون عكسه ملا عرفت،
وتنعكس الرضور ّية والدائمة دائمة كل ّية ،ألنه إذا صدق :بالرضورة أو دائ ًام ّ
كل (ج ب) ،فدائ ًام ال
يشء مما ليس (ب ج) ،وإال فبعض ما ليس (ب) فهو (ج) بالفعل ،وهو مع األصل ينتج :بعض ما
ليس (ب) فهو (ب) بالرضورة يف الرضور ّية ،ودائ ًام يف الدائمة ،وهو حمال.
وأما املرشوطة والعرفيّة العا ّمتان ،فتنعكسان عرف ّية عا ّمة كليّة ،ألنه إذا صدق:بالرضورة أو
دائ ًام ّ
كل (ج ب) ما دام (ج) ،فدائ ًام ال يشء مما ليس (ب ج) ما دام ليس (ب) ،وإال فبعض ما ليس
(ب) فهو (ج) حني هو ليس (ب) .وهو مع األصل ينتج :بعض ما ليس (ب) فهو (ب) حني هو
العا ّمتني إياها ،وأما الالدوام يف البعض فألنه يصدق :بعض ما ليس (ب) فهو (ج) باإلطالق العام،
وإال فال يشء مما ليس (ب ج) دائ ًام ،فتنعكس إىل :ال يشء من (ج) ليس (ب) دائ ًام ،وقد كان ال يشء
خلف.
(ج) ال دائ ًام ،وجب أن يصدق :بعض ما ليس (ب) ليس (ج) ما دام ليس (ب) ال دائ ًام .النّا نفرض
ذات املوضوع ،وهو (ج د فـ د) ليس بالفعل (ب) لالدوام ال ثبوت الباء له ،وليس (ج) ما دام ليس
(ب) ،وإال لكان (ج) حني هو ليس (ب) فليس (ب) حني هو (ج) ،وقد كان (ب) ما دام (ج) ،هذا
خلف .و(د ج) بالفعل ،وهو ظاهر ،فبعض ما ليس (ب) ليس (ج) ما دام ليس (ب) ال دائ ًام ،وهو
املاطلوب.
وأما البواقي فال تنعكس ،لصدق قولنا :بعض احليوان هو ليس بإنسان بالرضورة املاطلقة،
43
أعم
وأما السوالب كل ّية كانت أو جزئيّة ،فال تنعكس كل ّية الحتامل كون نقيض املحمول ّ
اخلاصتان حين ّية ماطلقة ،ألنه إذا صدق :بالرضورة أو دائ ًام ال يشء من (ج
ّ من املوضوع .وتنعكس
ب) ما دام (ج) ال دائ ًام ،فبعض ما ليس (ب ج) حني هو ليس (ب) بفرض املوضوع (د) فهو ليس
(ب) بالفعل ،و(ج) يف بعض أوقات كونه ليس (ب) ألنه ليس (ب) يف مجيع أوقات كونه (ج).
فبعض ما ليس (ب) فهو (ج) يف بعض أحيان ليس (ب)وهو املدّ عى.
وأما الوقت ّيتان الوجود ّيتان فتنعكس ماطلقة عا ّمة ألنه إذا صدق :ال يشء من (ج ب)
بإحدى هذه اجلهات املذكورة ،فبعض ما ليس (ب ج) باإلطالق العام بفرض املوضوع (د) فهو
ليس (ب) ،و(ج) بالفعل لوجود املوضوع ،فبعض ما ليس (ب) فهو (ج) بالفعل ،وهو املاطلوب.
*****
أما املتصلة املوجبة الكل ّية فتستلزم منفصلة مانعة اجلمع من عني املقدّ م ونقيض التال،
ومانعة اخل ّلو من نقيض املقدّ م وعني التال متعاكسني عليها ،وإال لباطل اللزوم واالتصال .واملنفصلة
احلقيق ّية تستلزم أربع متّصالت :مقدّ م اثنني عني أحد اجلزأين ،وتاليهام نقيض اآلخر ،ومقدّ م
45
اآلخرين نقيض أحد اجلزأين ،وتاليهام عني اآلخرّ .
وكل واحدة من غري احلقيق ّية مستلزمة لألخرى
*****
46
[المقالة الثالثة]
في القياس
القياس قول مؤ ّلف من قضايا متى س ّلمت لزم عنها لذاهتا قول آخر.
استثنائي إن كان عني النتيجة أو نقيضها مذكور ًا فيه بالفعل ،كقولنا :إن كان هذا جس ًام
ّ وهو
فهو متحيّز ،لكنّه جسم ،ينتج أنه متحيّز ،وهو بعينه مذكور فيه .ولو قلنا لكنه ليس بمتح ّيز ينتج أنه
يسمى أصغر ًا ،وحمموله أكرب ،والقضية التي جعلت جزء القياس
وموضوع املاطلوب فيه ّ
تسمى مقدّ مة ،واملقدمة التي فيها األصغر الصغرى ،والتي فيها األكرب الكربى ،واملكرر بينهام حدّ ًا
ّ
أوسط ،واقرتان الصغرى بالكربى يسمى قرينة ورضبا ،واهليئة احلاصلة من كيفية وضع احلد
تسمى شكالً ،وهو أربعة؛ ألن احلد األوسط إن كان حمموالً يف
األوسط عند احلدّ ين اآلخرين ّ
األول ،وإن حمموالً فيهام فهو الشكل الثاين ،وإن كان
الصغرى وموضوع ًا يف الكربى فهو الشكل ّ
47
موضوع ًا فيهام فهو الشكل الثالث ،وإن كان موضوع ًا يف الصغرى حمموالً يف الكربى فهو الشكل
الرابع.
ّ
األول:
أما الشكل ّ
فرشط إنتاجه إجياب الصغرى ،وإال مل يندرج األصغر يف األوسط ،وكل ّية الكربى وإال
الحتمل أن يكون البعض املحكوم عليه باألكرب غري البعض املحكوم به عىل األصغر.
وكل (ب أ) فكل (ج أ) .الثاين من كل ّيتني :الصغرى موجبة والكربى سالبة ينتج سالبة كليّة ،كقولنا:
ّ
كل (ج ب) وال يشء من (ب أ) فال يشء من (ج أ) .والثالث من موجبتني والصغرى جزئ ّية ينتج
وسالبة كل ّية كربى ،ينتج سالبة جزئ ّية ،كقولنا بعض (ج أ) وال يشء من (ب ج) فبعض (ج) ليس
فرشطه اختالف مقدّ متيه بالكيف ،وكل ّية الكربى ،وإال حلصل االختالف املوجب لعدم
اإلنتاج ،وهو صدق القياس مع إجياب النتيجة تارة ومع سلبها أخرى.
48
األول من ك ّليتني والصغرى موجبة ،ينتج سالبة كل ّية ،كقولنا:
ورضوبه الناجتة أيض ًا أربعةّ :
كربى ،ينتج سالبة جزئ ّية ،كقولنا :بعض (ج ب) وال يشء من (أ ب) فليس بعض (ج أ) .باخللف،
ثم نقول :بعض (ج د) وال يشء من (د أ) فبعض (ج) ليس (أ) .والرابع من
فال يشء من (د أ)ّ ،
سالبة جزئ ّية صغرى ،وموجبة كل ّية كربى ،ينتج سالبة جزئ ّية ،كقولنا :بعض (ج) ليس (ب)ّ ،
وكل
(أ ب) فبعض (ج) ليس (أ) ،باخللف ،واالفرتاض إن كانت السالبة مركّبة.
فرشطه إجياب الصغرى وإال حلصل االختالف ،وكل ّية إحدى مقدّ متيه ،وإال لكان البعض
املحكوم عليه باألصغر غري البعض املحكوم عليه باألكرب ،فلم جتب التعدية .ورضوبه الناجتة ستة:
كل (ب ج) ّ
وكل (ب أ) فبعض (ج أ)، األول من موجبتني ك ّليتني ينتج موجبة جزئ ّية ،كقولناّ :
ّ
األول بعكس
ضم نقيض النتيجة إىل الصغرى لينتج نقيض الكربى ،وبالر ّد إىل ّ
باخللف ،وهو ّ
الصغرى .الثاين من ك ّليتني ،والكربى سالبة ينتج سالبة جزئية ،كقولناّ :
كل (ب ج) وال يشء من
(ب أ) فبعض (ج) ليس (أ) ،باخللف ،وبعكس الصغرى .الثالث من موجبتني والكربى كل ّية ينتج
49
موجبة جزئ ّية ،كقولنا :بعض (ب ج) ّ
وكل (ب أ) فبعض (ج أ) ،باخللف وبعكس الصغرى،
كل (د ج) ّ
وكل (د أ) ثم نقولّ : وكل (ب أ) ّ
فكل (د أ)ّ ، فكل (د ب)ّ ،
وبفرض موضوع اجلزئ ّية (د)ّ ،
فبعض (ج أ) وهو املاطلوب .والرابع من موجبة جزئ ّية صغرى وسالبة كل ّية كربى ينتج سالبة جزئية،
كقولنا :بعض (ب ج) وال يشء من (ب أ) فبعض (ج) ليس (أ) ،باخللف ،وبعكس الصغرى
واالفرتاض .اخلامس من موجبتني والصغرى كل ّية ينتج موجبة جزئ ّية ،كقولنا :كل (ب ج) وبعض
وبعض (ب) ليس (أ) ،فبعض (ج) ليس (أ) ،باخللف واالفرتاض إن كانت السالبة مركّبة.
الكمية والكيف ّية إجياب املقدّ متني مع كل ّية الكربى ،أو اختالفهام بالكيف مع
فرشطه بحسب ّ
األول من
كل ّية إحدامها ،وإال حيصل االختالف املوجب لعدم اإلنتاج .ورضوبه الناجتة ثامنيةّ .
موجبتني كل ّيتني ينتج موجبة جزئية ،كقولنا :كل (ب ج) وكل (أ ب) فبعض (ج أ) ،بعكس الرتتيب
ثم عكس النتيجة .الثاين من موجبتني والكربى جزئ ّية ينتج موجبة جزئ ّية ،كقولناّ :
كل (ب ج) ّ
اخلامس من موجبة جزئ ّية صغرى وسالبة كل ّية كربى ،ينتج سالبة جزئية كقولنا :بعض (ب ج) وال
31
مر .السادس من سالبة جزئيّة صغرى وموجبة كل ّية كربى
يشء من (أ ب) فبعض (ج) ليس (أ) ملا ّ
ينتج سالبة جزئ ّية ،كقولنا :بعض (ب) ليس (ج) ّ
وكل (أ ب) فبعض (ج) ليس (أ) ،بعكس
الصغرى لريتدّ إىل الثاين .السابع من موجبة كل ّية صغرى وسالبة جزئ ّية كربى ينتج سالبة جزئ ّية،
كقولناّ :
كل (ب ج) وبعض (أ) ليس (ب) فبعض (ج) ليس (أ) ،بعكس الكربى لريتد إىل الثالث.
والثامن من سالبة كل ّية صغرى وموجبة جزئ ّية كربى ينتج سالبة جزئ ّية ،كقولنا :ال يشء من (ب
كل (ب ج) ّ
وكل (ب وكل (ب د) ،فنقولّ :
فكل (د أ) ّ
اخلامس ،وليكن البعض الذي هو (أ ب د) ّ
ذكروه من االختالف.
*****
32
[الفصل الثاني] :في المختلطات
األول :فرشطه بحسب اجلهة فعل ّية الصغرى .والنتيجة فيه كالكربى إن كانت
أما الشكل ّ
فكالصغرى حمذوف ًا عنها قيد الالدوام والالرضورة ،والرضورة
ّ غري الرشط ّيتني والعرف ّيتني ،وإال
ضم الالدوام إليها إن كانت إحدى
املخصوصة بالصغرى إن كانت الكربى إحدى العامتني ،وبعد ّ
اخلاصتني.
ّ
وأما الشكل الثاين :فرشطه بحسب اجلهة أمران :أحدمها صدق الدوام عىل الصغرى ،أو
كون الكربى من القضايا املنعكسة السوالب .والثاين أن ال تستعمل املمكنة إال مع الرضورية
املاطلقة ،أو مع الكربيني املرشوطتني .والنتيجة دائمة إن صدق الدوام عن إحدى مقدّ متيه ،وإال
فكالصغرى حمذوف ًا عنها الالدوام والالرضورة أية رضورة كانت.
وأما الشكل الثالث :فرشطه فعل ّية الصغرى ،والنتيجة كالكربى إن كانت غري األربع ،وإال
فكعكس الصغرى حمذوف ًا منها الالدوام إن كانت الكربى إحدى العا ّمتني ،ومضموم ًا إليها إن كانت
اخلاصتني.
ّ إحدى
*****
األول :ما يرتكب من املتصالت ،واملاطبوع منه ما كانت الرشكة يف جزء تام من
القسم ّ
املقدّ متني ،وتنعقد األشكال األربعة فيه ألنه :إن كان تالي ًا يف الصغرى مقدّ م ًا يف الكربى فهو الشكل
األول .وإن كان تالي ًا فيهام فهو الشكل الثاين .وإن كان مقدّ م ًا فيهام فهو الشكل الثالث .وإن كان
ّ
مقدّ م ًا يف الصغرى وتالي ًا يف الكربى فهو الشكل الرابع.
القسم الثاين :ما يرتكّب من املنفصلتني ،واملاطبوع منه ما كانت الرشكة يف جزء غري تا ّم من
كل (د هـ) أو ّ
كل (و ز) ينتج دائ ًام إما كل (ج د) ،ودائ ًام إما ّ
كل (أب) أو ّ
املقدّ متني :كقولنا :دائ ًام إما ّ
خلو الواقع عن مقدّ متي التأليف وعن إحدى كل (أب) أو كل (ج هـ) أو ّ
كل (و ز) ،المتناع ّ ّ
األخريني ،فينعقد فيه األشكال األربعة ،والرشائط املعتربة بني احلمل ّيتني معتربة ههنا بني املشاركني.
34
القسم الثالث :ما يرتكب من احلمل ّية واملتّصلة .واملاطبوع منه ما كانت احلمليّة كربى،
والرشكة مع تال املتّصلة ،ونتيجته متّصل ٌة مقدّ مها مقدّ م املتّصلة ،وتاليها نتيجة التأليف بني التال
وكل (د هـ) ينتج ك ّلام كان (أب) ّ
فكل (ج هـ).وينعقد فيه واحلمل ّية ،كقولنا :ك ّلام كان (أب فـ ج د) ّ
األشكال األربعة ،والرشائط املعتربة بني احلمل ّيتني معتربة ههنا بني التال واحلمل ّية.
األول :أن يكون عدد احلمل ّيات بعدد أجزاء االنفصال ،لتشارك ّ
كل واحدة منها واحد ًا من ّ
أجزاء االنفصال لتشارك ّ
كل واحدة منها واحد ًا من أجزاء االنفصال ،إ ّما مع احتاد التآليف يف
وكل (د ط) ّ
وكل (هـ ط) ينتج وكل (ب ط) ّ
كل (ج) إما (ب) وإما (د) وإما (هـ)ّ ،
النتيجة ،كقولناّ :
ّ
كل (ج ط) لصدق أحد أجزاء االنفصال مع ما يشاركه من احلمليّة ،وإما مع اختالف التآليف يف
وكل (د ط) ّ
وكل (هـ ز) ينتج وكل (ب ج) ّ
كل (ج) إما (ب) وإما (د) وإما (هـ)ّ ،
النتيجة كقولناّ :
مر. ّ
كل (ج) إما (ج) وإما (ط) وإما (ز) ملا ّ
القسم اخلامس :ما يرتكّب من املتّصلة واملنفصلة ،واالشرتاك إما يف جزء تا ّم من املقدّ متني
أو غري تا ّم منهام ،وكيفام كان فاملاطبوع منه ما تكون املتّصلة صغرى واملنفصلة كربى موجبة.
33
اخللو ينتج :قد يكون إذا مل يكن (أب فـ هـ ز)
ّ اجلملة امتناعه مع امللزوم دائ ًام ،أو يف اجلملة ومانعة
الستلزام نقيض األوسط للاطرفني استلزام ًا كل ّي ًا ،واستلزام ذلك املاطلوب من الثالث.
وهو املركّب من مقدّ متني :إحدامها رشط ّية واألخرى و ْض ٌع ألحد جزئيها أو رفعه ليلزم
وضع اآلخر أو رفعه ،وجيب إجياب الرشط ّية ،ولزوم ّية املتّصلة ،وعناد ّية املنفصلة ،وك ّليتها أو كل ّية
والرفع.
الوضع أو الرفع إن مل يكن وقت االتصال واالنفصال ،وهو بعينه وقت الوضع ّ
والرشط ّية املوضوعة فيه إن كانت متّصلة :فاستثناء عني املقدّ م ينتج التال ،واستثناء نقيض
أعم من
التال ينتج نقيض املقدّ م ،وإال لباطل اللزوم دون العكس يف يشء منهام ،الحتامل كون التال ّ
املقدّ م.
*****
35
[الفصل الخامس] :في لواحق القياس
وهي أربعة:
األول القياس املركّب :وهو ما تركّب من مقدّ مات ينتج بعضها نتيجة يلزم منها ومن
ّ
جر ًا إىل أن حيصل املاطلوب .وهو إما موصول النتائج ،كقولنا :كل (ج
وهلم ّ
ّ مقدّ مات أخرى نتيجة،
وكل (أ هـ) ّ
فكل كل (ج أ) ّ
ثم ّ وكل (د أ) ّ
فكل (ج أ)ّ ، كل (ج د) ّ
ثم ّ وكل (ب د) ّ
فكل (ج د)ّ ، ب) ّ
وكل (ب د) وكل (د أ) وكل (أ هـ) ّ
فكل (ج كل (ج ب) ّ
(ج هـ) .وإما مفصول النتائج ،كقولناّ :
هـ).
الثاين قياس اخللف :وهو إثبات املاطلوب بإباطال نقيضه ،كقولنا :لو كذب ليس ّ
كل (ج ب)
كل (ج ب) لكان ّ
كل (ج وكل (ب أ) عىل ّأهنا مقدّ مة صادقة ،ينتج لو كذب ليس ّ
كل (ج ب)ّ ،
لكان ّ
كل (ج أ) عىل أنّه حمال ،فينتج ليس ّ
كل (ج ب) ،وهو املاطلوب. أ) ،لكن ليس ّ
النّفي واإلثبات ،كقوهلم :ع ّلة احلدوث إما التأليف أو كذا أو كذا ،األخريان باطالن بالتخ ّلف ّ
فتعني
األول ،وهو ضعيف .أ ّما الدوران فألن اجلزء األخري من الع ّلة وسائر الرشائط املساوية مدار مع أهنا
ّ
ليست الع ّلة .وأما التقسيم فاحلرص ممنوع جلواز عليّة غري املذكور .وبتقدير تسليم عليّة املشرتك يف
36
املقيس عليه ال يلزم عل ّيته يف املقيس جلواز أن تكون خصوص ّية املقيس عليه رشط ًا للعل ّية ،أو
خصوص ّية املقيس مانعة منها.
*****
37
38
وأما [الخاتمة]
ففيها بحثان:
فست:
أما اليقين ّيات ّ
أول ّيات :وهي قضايا تصور طرفيها كاف يف اجلزم بالنسبة بينهام ،كقولناّ :
الكل أعظم من
اجلزء.
ومشاهدات :وهي القضايا التي حيكم هبا بقوى ظاهرة أو باطنة ،كاحلكم بأن الشمس
مضيئة وأن لنا خوفاً وغضب ًا.
ومتواترات :وهي قضايا حيكم هبا لكثرة الشهادات بعد العلم بعدم امتناعها ،واألمن من
التواطؤ عليها كاحلكم بوجود مكّة وبغداد ،وال ينحرص مبلغ الشهادات يف عدد ،بل اليقني هو
حجة عىل الغري.
القايض بكامل العدد ،والعلم احلاصل من التجربة واحلدس والتواتر ليس ّ
39
تصور
ّ وقضايا قياساهتا معها :وهي التي حيكم هبا بواساطة ال تغيب عن الذهن عند
حدودها ،كاحلكم بأن األربعة زوج النقسامها بمتساويني.
يسمى برهان ًا ،وهو إما ّمل ّي ،وهو الذي يكون احلد األوسط
الست ّ
ّ والقياس املؤ ّلف من هذه
فيه ع ّلة للنسبة يف الذهن والعني ،كقولنا :هذا متع ّفن األخالطّ ،
وكل متع ّفن األخالط فهو حمموم،
إين ،وهو الذي يكون احلدّ األوسط فيه ع ّلة للنسبة يف الذهن فقط ،كقولنا :هذا
فهذا حمموم .وإ ّما ّ
حممومّ ،
وكل حمموم فهو متع ّفن األخالط ،فهذا متع ّفن األخالط.
فست:
وأ ّما غري اليقين ّيات ّ
مشهورات :وهي القضايا التي حيكم هبا العرتاف مجيع الناس هبا ملصلحة عا ّمة ،أو رأفة
ومح ّية أو انفعاالت من عادات ورشائع وآداب .والفرق بينها وبني األول ّيات أن اإلنسان لو خال
عام وراء عقله مل حيكم هبا بخالف األول ّيات .كقولنا :الظلم قبيح ،والعدل
ونفسه مع قاطع النظر ّ
حسن ،وكشف العورة مذموم ،ومراعاة الضعفاء حممودة ،ومن هذه ما يكون صادق ًا وما يكون
ولكل قوم مشهورات ،وأهل ّ
كل صناعة بحسبها. ّ كاذب ًا،
ومس ّلامت :وهي قضايا تس ّلم من اخلصم فيبنى عليها الكالم لدفعه ،كتسليم الفقهاء مسائل
يسمى جدالً ،والغرض منه إقناع القارص عن إدراك
أصول الفقه ،والقياس املؤ ّلف من هذين ّ
الربهان ،وإلزام اخلصم.
51
للظن ،كقولك :فالن ياطوف بالليل فهو سارق.
ّ ومظنونات :وهي قضايا حيكم هبا اتباع ًا
والقياس املؤ ّلف من هذين يسمى خاطابة ،والغرض منه ترغيب السامع فيام ينفعه من هتذيب
األخالق وأمر الدّ ين.
وخم ّيالت :وهي قضايا أوردت عىل النّفس أ ّثرت فيها تأثري ًا عجيب ًا من قبض وبسط،
وومه ّيات :وهي قضايا كاذبة حيكم هبا الوهم يف أمور غري حمسوسة .كقولناّ :
كل موجود
مشار إليه ،ووراء العامل فضاء ال هناية له ،ولوال دفع العقل والرشائع لكانت من األول ّيات ،وعرف
كذب الوهم ملوافقته العقل يف مقدّ مات القياس الناتج لنقيض حكمه ،وإنكاره ونفيه عند الوصول
واملغالاطة :قياس يفسد صورته بأن ال يكون عىل هيئة منتجة الختالل رشط معترب بحسب
الكم ّية أو الكيف ّية أو اجلهة ،أو ما ّدته بأن يكون بعض املقدّ مة واملاطلوب شيئ ًا واحد ًا؛
أو كاذبة شبيهة بالصادقة من جهة اللفظ ،كقولنا :لصورة الفرس املنقوش عىل احلائط :هذا
صهالة.
صهال ،ينتج أن الصورة ّ فرسّ ،
وكل فرس ّ
52
أو من جهة املعنى كعدم مراعاة وجود املوضوع يف املوجبة ،كقولناّ :
كل إنسان وفرس فهو
إنسانّ ،
وكل إنسان وفرس فهو فرس ،ينتج بعض اإلنسان فرس.
ووضع الاطبيعية مقام الكل ّية ،كقولنا :اإلنسان حيوان ،واحليوان جنس ،ينتج الغنسان
كل ذلك لذال تقع يف الغلط،جنس ،وأخذ األمور الذهن ّية مكان العين ّية وبالعكس ،فعليك بمراعاة ّ
اجلدل. يسمى سوفساطائي ًا إن قال هبا احلكيم ،ومشاغبي ًا إن قال هبا م
ّ واملستعمل للمغالاطة ّ
*****
52
[البحث الثاني] في أجزاء العلوم
وهي موضوعات وقد عرفتها ،ومباد وهي حدود املوضوعات وأجزاؤها وأعراضها
الذات ّية .واملقدّ مات غري الب ّينة يف نفسها املأخوذة عىل سبيل الوضع ،كقولنا :ملا أن نصل بني ّ
كل
نقاطتني بخط مستقيم ،وأن نعمل بأي بعد عىل ّ
كل نقاطة دائرة ،واملقدّ مات الب ّينة بنفسها ،كقولنا:
املقادير املساوية ملقدار واحد متساوية ،ومسائل وهي القضايا التي ياطلب هبا نسبة حمموالهتا إىل
موضوعاهتا يف ذلك العلم .وموضوعاهتا قد تكون موضوع العلم ،كقولنا :كقولناّ :
كل مقدار إما
خط يمكن تنصيفه ،وقد تكون يت كقولناّ :
كل ّ مشارك لآلخر أو مباين له ،وقد تكون هو مع عرض ذا ّ
يت ،كقولناّ :
كل خط فإن زاويتا جنبيه إما إما قائمتان أو مساويتان هلام ،وقد تكون نوعه مع عرض ذا ّ
كل مث ّلث زواياه مثل قائمتني .وأما حمموالهتا فخارجة عن موضوعاهتا المتناع
عرض ًا ذاتي ًا ،كقولناّ :
أن يكون جزء اليشء ماطلوب ًا لثبوته له بالربهان.
وليكن هذا آخر الكالم يف هذه الرسالة ،واحلمد لواهب العقل واهلداية ،والصالة عىل حممد
وآله منجي اخلالئق من الغواية ،وأصحابه الذين هم أهل الدراية ،واحلمد هلل أوالً وآخر ًا.
*****
*****
54
الصفحة الموضوع
53
41 الفصل الثالث :في أحكام القضايا
41 البحث األول :في التناقض
49 البحث الثاني :في العكس المستوي
33 البحث الثالث :في عكس النقيض
31 البحث الرابع :في تالزم الشّرطيّات
الخاتمة:
29 البحث األوّل :في مواد األقيسة
13 البحث الثاني :في أجزاء العلوم
55