Professional Documents
Culture Documents
معرفه الله
معرفه الله
امليــــــالن
ي الشیخ حســن
Kfe_qom@yahoo.com
تقدیم
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
وأول األمر باملعروف والعدل
«إعرفوا اهلل باهلل ،والرسول بالرس���الة ،ي
(((
واإلحسان».
بن عیل أساس التوحید والعدل، ّ
إن الدین قد ي
ومها عیل معرفة ّ
احلجة،
ّ وقد ّ
حرفت الثالثة عند أ كثر املتأخر ین،
ً
ابتعادا عن العقل والبرهان،
ً ّ ً
واتكاال عیل املوهومات ،وتأویال للمحمكات إیل املتشاهبات،
ّ
الومهیة! ّ
االعتبارية ،بل ّ
احلقیقيةوالوحدة احلقیق إیل الکثرة فأول التوحید ّ
ي
ّ
نف کل فاعل غیر اهلل تعایل! البر ،بل يوالعدل واالختیار إیل ج
حجة!ومدع بال عصمةوال ّ ّ واحلجةإیل ّکل منحرف عن ّ
املحجة، ّ
ضررا عیل بنیان الدین من ّ ً املبطلي ّ
الرد واإلنكار، أشد ن وحیث ّإن تأویل
فرأینا أن نكشف عن أخطاهئم الخ طیرة يف ذلك،
ّ
والدینية عیل أس���اس العق���ل والبرهان ّ
العقلي���ة وبی���ان م���ا یلی���ق باملع���ارف
والوحي،
ً
مستعینا يف ذلك باهلل تعایل وحججه؟مهع؟.
املیالن قم ّ
املشرفة ،الشیخ حسن
ي
Kfe_qom@yahoo.com
الت تذهب إلهيا مدارس املعرفة البش���ـر ّية إل ثبات وجود .1ق���د أومأن���ا هبذا التعبير إىل بط�ل�ان الطرق ي
ّ
بي ذلك يف مبحث مالك املعلولية وغیره. الالق تعایل كما ّ ن خ
بی يف مبحث الالق تعایل مع معناه املحمول عىل غيره كما ّ ن .2إمي���اء إىل تغاي���ر الوجود املحمول عىل خ
اص. الوجود العام خ
وال ّ
«الالق» هاهنا دون غيره من أمساء اهلل تبارك وتعاىل إىل أن طر يق معرفة .3ق���د أومأن���ا بأخذ عنوان خ
ً خ
الالق تعایل ينحصـر بالدال لة عليه من جهة كونه تعاىل خالقا ملا س���واه ال غير ،و يطلب التفصيل
من مواضع ّ
متكررة.
ً ّ األدلة الت ال يثبت هبا كون خ ّ ً
علم���ا ّ
الالق جل وعال متعالي���ا عن وجود خلقه وتكون نتيجهتا ي ب���أن .4
ً خ
وحدة وجود الالق واللق وكون أحدمها ن خ
عي اآلخر فال يكون يف الواقع بـرهانا إل ثبات وجود اهلل
ّ
نف يف صورة اإل ثبات. جل وعال بل هي ي
الالق واملخل���وق _ كالوجوب بي خ .5إش���ارة إىل أن امل�ل�ا كات ال�ت�� تعطهيا املعرفة البش���ـر ّية للف���رق ن
ي
ّ
والش���دة والضعف يف واإلمكان ،والتناهي وعد م التناهي ،والقدم واحلدوث عىل معنامها املتعارف،
واملعلولية و ...ليس���ت بش���ـيء ،وذلك أن بعضها موهوم من أصله ،والبعض اآلخر ّ ّ
والعلية الوجود،
ّ ً ّ ن ّ ً
مهنا حيتاج بنفسه إىل املالك أيضا ،وقد بی مفصال يف مبحث :مالك املعلولية واالحتياج.
لاع لما ا
قلخلا دوجوب ّرقن َمِلو فیك !؟ ت 7
إشارة
ً ً اللق إىل معرفة خ
ّإن ملدرس���ة الوحي اإلهلي ،إلیصال خ
الالق تبارك وتعاىل بـرهانا ّبینا
ّ ّ ً
مبتنیا عىل أصول ّ ً
واضحا ،كثیر الفوائدّ ،
وجدانیة ،یثبت بدهییة ومقدمات هام النتائج،
اللل جلی ًا ،و یكش���ف به الس���تر عن وجه خ
اللق ّ الال���ق املتعال عن وجود خب���ه وجود خ
ي
ّ
البش���ـري إل ثبات وجود ّ
والتعمق الت أقامهتا مدارس الفكر ن
الكثیر الذي وقع يف البـراهی ي
معبودهم.
ً
النبوة ومصباح الوالیة لالهتداء إىل ذلك ّأوال،
فنشیر إىل ما صدر عن مشكاة ّ
ً ّ ونردف ذلك ّ
البدهییة وصورة البـرهان املشار إلیه ثانیا، باملقدمات
ً یتف���رع علیه بإیضاح ّ
ت���ام ،مقارن���ا لتطبیق ذلك عىل ن
تبی�ی�� البـره���ان وأصول���ه وما ّ ّمث
ّ النصوص السماو ّیة والعلوم ّ
اإلهلیة إن شاء اهلل جل وعال يف مرحلة ثالثة.
ّ ّ
المرحلة األولى :الهتاف من السماء إلى تعريف الخالق الحق جل وعال
ولیه ّ ّ ً
كا حببل والء ّ ّ ّ ً
عجل اهلل فرجه: عز وجل ومتمس نقول مستعینا باهلل
قال اهلل تبارك وتعاىل:
8 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
«لیس بإله من عرف بنفسه ،هو الدال بالدلیل علیه».
(((
ّ ً
(((
ولتجزء كهنه». «...إذا لتفاوتت ذاته
ّ ً ّ ّ
وف حواصل «ألنه اهلل الذي مل یتناه يف العقول فیكون يف مهب فكرها مكیفا ،ي
ّ ً ً
مصـرفا ...ال���ذي ّملا ش�ّب�هّ ه العادلون بالخ لق ّ
روی���ات مهم النفوس حم���دودا
ّ
املبعض املحدود يف صفاته ،ذي األ قطار والنواحي املختلفة يف طبقاته ،وكان
ّ ّ
وجل املوجود بنفسه ال بأداته ،انتىف أن یكون قدروه ّ
(((
حق قدره». عز
«مفن وصف اهلل فقد قرنه ،ومن قرنه فقد ّثناه ،ومن ّثناه فقد ّ
جزأه».
(((
فیتناهی».
(((
اإلمام ّ
سید الشهداء؟ع؟ :
((( «لیس ّ
بـرب من طرح حتت البالغ أو وجد يف هواء أو غیر هواء».
(((
یبعض». ّ
«یوحد وال ّ
واس���تدللت عىل حدوهثما ،فلو بقیت األش���یاء عىل صغرها ،من أین كان لك
ّ مّ ّ
أن تستدل عىل حدهثا؟ فقال العامل؟ع؟ :إنا نتكلم عىل هذا العامل املوضوع،
ّ ً
شء أدل عىل احل���دوث من رفعنا ّإیاه فل���و رفعناه ووضعنا عامل���ا آخر ،كان ال ي
ووضعنا غیره((( ولكن أجبتك من حیث ّقدرت أن تلزمنا ونقولّ :إن األشیاء لو
ّ ّ
شء إىل مثله كان أ كبـر،
دام���ت عىل صغرها لكان يف الوهم أنه مىت م���ا ضم ي
وف ج���واز التغیی���ر علیه ،خروجه من الق���دم((( ،كما بان يف تغیی���ره دخوله يف
ي
(((
شء یا عبد الكر می».
احلدث ،لیس لك ورآءه ي
اإلمام الكاظم؟ع؟ :
لاّ
شء يف السماوات واألرض إ بسبعة بقضاء وقدر و إرادة ومشیئة «ال یكون ي
وكت���اب وأجل و إذن .مف���ن قال غیر هذا فقد كذب ع�ل�ى اهلل ،أو ّرد عىل اهلل ّ
عز
ّ
(((
وجل».
لاّ
« ...یونس بن عبد الرمحن عن يأب احلسن الرضا؟ع؟ قال :قلت :ال یكون إ
ما ش���اء اهلل وأراد وقضـى؟ فقال :ال یكون إلاّ ما ش���اء اهلل وأراد ّ
وقدر وقضـى.
ق���ال :قلت :مفا معىن ش���اء؟ ق���ال :ابتداء الفع���ل .قلت :مفا مع�ن�ى أراد؟ قال:
الثب���وت علیه .قلت :مف���ا معىن ّ
الشء م���ن طوله وعرضه. ي تقدیر ق���ال: ر؟ قد
ّ
(((
قلت :مفا معىن قضـى؟ قال :إذا قضاه أمضاه ،فذلك الذي ال مرد له».
مقدمة للدال لة عىل أن العامل جيوز عليه الوجودمتس َكنا بالتغيير والزوال املوجودين ف العامل ،كان ّ
ّ .1إن ّ
ي
الالق ،وحيث ّإنك ّ
تقر جبواز الوجود والعدم للعامل والعدم املستلزم حلدوثه املستلزم الحتياجه إىل خ
ف نفس الفرض ،فنحن نأخذ بالنتيجة بال احتياج إىل تلك ّ
املقدمة.
لاّ ي
بخ
.2وهو الذي ال يوصف به إ ما يكون الف االمتداد.
الكاف ،76 / 1 ،حبار األنوار ،47 / 3 ،عن التوحید. ي .3
الكاف.150 / 1 ، الصال359 / 2 ،؛ حبار األنوار88 / 5 ،؛ .4خ
ي
. 5املحاسن ،244 / 1 ،حبار األنوار.122 / 5 ،
14 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
«قال [الزندیق] ّ
فحده [أي صفه] يل ،قال [اإلمام الرضا؟ع؟]:
ألن ّكل حمدود متناه إىل ّ ّ
«إنه ال ّ
حید [أي ال یوصف] .قالَ :مل؟ قالّ :
حد ،فإذا
احتم���ل التحدید احتم���ل الز یادة ،و إذا احتمل الز ی���ادة احتمل النقصان ،فهو
متجز ئ ،وال ّغیر حمدود ،وال متزائد ،وال ّ
(((
متوهم».
الثان؟ع؟ :
اإلمام أبو جعفر ي
ً ًّ ّ
«جل ّ
(((
علوا كبیرا». وعز عن أداة خلقه ومسات بـر ّیته وتعاىل عن ذلك
ّ ّ
السماویة هو: إن المستفاد من هذه النصوص
ً ّ ً ًّ ً ّ
متجز یا قابال لفرض الز یادة امتداديا .1كل ما س���وی اهلل تبارك وتعاىل یكون خملوق���ا
ّ ّ
علی���ه والنقص���ان منه ،واهلل جل جالله یخ الف خلقه يف كل ذلك ،فهو خالق متعال عن
ّ
واالمتدادي هو كون ّ
واملقداري واالمت���داد االمت���داد واألج���زاء والعدد .واملراد من املق���دار
ً ّ ً ً ً ّ ً
معینا ،أو غیر حمدود وغیر متناه. متجز یا ،سواء فرض حمدودا ومقدارا وامتدادا الشء
ي
ّ ّ
.2كل م���ا س���وى اهلل تعاىل قاب���ل للتعر یف والتوصیف والتحدی���د ،وهو جل وعال ال
ّ لاّ ً
العقلیة علیه من وجود یوصف وال یعرف بذاته أبدا ،وال سبیل للعلم بوجوده إ بالدال لة
خلقه.
ّ ّ
الوجودیة باشتمال كل زمان ومكان .3ال یكون كبـر اهلل تعاىل وعظمته مبعىن سعته
ّ
شء من األش���یاء ،وبعبارة أخرى :ال یكون من حیث كون ذاته تعاىل غیر متناهیة
ي وكل
ً ّ
شء. وكون وجوده حمیطا بكل ي
ب�ی�� اهلل خ
(الالق) وما س���واه (املخلوق) عىل .4ال یعق���ل ف���رض وج���ود شء ثالث ن
ي
. 1حبار األنوار ،230 / 4 ،عن التوحید.
.2حبار األنوار ،15 / 3 ،عن علل الشرائع.
الكاف.
ي . 3حبار األنوار ،154 /4 ،عن
16 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
وأم���ا البحث والفحص ّ .6إن كم���ال معرف���ة اهلل تع���اىل هو التصدیق بوج���وده ّ
فقطّ ،
ً ًّ ّ
حصولیا أو حضور ّیا أو _ ...فهو تش���بیه جل وعال _ عىل ّ
أي حنو كان، ع���ن معرف���ة ذاته
وضاللة وتضلیل.
شء بخ الف األش���یاء _ فقد ّ ّ خ
.7من أنكر وجود الالق تعایل عىل ما عرفناه _ من أنه ي
اللق بال خالق یخ الفه.
أنكر بداهة ما حیكم به عقله من امتناع وجود خ
وبی خلقه ،أو عىل .8من أثبت وجود اهلل تعاىل عىل جهة التش���بیه واملسانخ ة بینه ن
ً ً ّ ّ ّ
والعینیة بیهنما فهو ضال عن املعرفة احلقة ضالال بعیدا. جهة الوحدة
ّ
وهناك مطالب أخری نذكرها يف حملها إن شاء اهلل تعاىل.
البـرهانیة السماو ّیة يف
ّ ولكن املعرفة البشـر ّیة (الفلسفة والعرفان) تخ الف العلوم
هذاّ ،
ّ ّ
كل النقاط املذكورة كما سنتعرض إىل تفصیل ذلك بعون اهلل جل جالله.
المرحلة الثانية :أصول البـرهان ّ
ومقدماته
األصل ّ
األول:
ّكل م���ا میكن أن یوجد میك���ن أن یوجد مثله _ و إلاّ مل میكن أن یوجد الفرد ّ
األول منه،
ً ً
ف���إن حك���م األمثال واحد _ كم���ا ّأن ذلك یكون قاب�ل�ا لالنعدام أیض���ا ،وحیث ّإن قبول
ّ
الشء للز یادة والنقصان ،وقبول ّ
التك���رر واالنعدام يف الوجود هو عب���ارة أخری عن قبول ي
ً
ّ (((
ًّ ال�ش��ء للز یادة والنقصان ّ
امتداديا متجز یا ال�ش��ء املتزائد واملتناقص
ي متفرع عىل كون ي
ّ ن ّ
التحدث عن أسطورة ّ
املتومهي حوهلا يف حمله إن شاء اهلل تعاىل. املجردات وأوهام يأت
.1و ي
املتصل واملنفصل من حيث الذات وحقيقة الشـيء القابل ّ
لالتصاف الكم ّ وليعلم ّأنه ال فرق ن
بي ّ
لاع لما ا
قلخلا دوجوب ّرقن َمِلو فیك !؟ ت 17
املتصل كماالكم ّ
خاص ف نفس موضوع ّ الكم املنفصل) هو اعتبار ّ فإن العدد (وهو ّ هبما وماهيتهّ ،
ي
بي ذلك يف مبحث معرفة حقيقة التوحيد. ّن
ّ لاّ
تصور موضوعه إ يف بعدي الزمان واملكان ،وعليه فكل ما البدهي���ي أن االمتداد ال ميكن ّ
ّ .1و ّإن م���ن
ًّ ً ًّ ّ ً ًّ
ميكن أن يوجد ال ّبد وأن يكون امتداديا متجز يا حمدودا زمانيا مكانيا.
متجز ية وغير قابلة لالنقسام فباطل ،وذلك ّأنا .2وأما قول القائل بإمكان تعدد موجودات جم ّردة غير ّ
ً ّ ً
إذا فرضنا جم ّردات عشـرة مثال فهي ّإما أن يكون كل واحد مهنا حميطا مبا دوهنا من حيث الوجود ،أو
ً ّ ّ
يكون لكل مهنا وجود مستقل عن غيرها وعیل كال التقدير ين فال ر يب يف كون التسعة مهنا جزءا
ً من عش���ـرهتا ،وكذلك الثمانية والس���بعة خ
والمسة و ...مهنا تكون أجزاء من العشـرة أيضا ،وحينئذ
ّ فإن مل يكن ن
بي األجزاء املفروضة من الكل فرق لزم تس���اوي األجزاء املتفاوتة ،و إن كان بيهنا فرق
ّ ً ً ً
بكون الفرد العال مش���تمال عىل ما يكون الس���افل فاقدا لهّ ،
فإنه ال یعین من كون الشـيء متجز يا ي ًّ
امتداديا شـيء غير ذلك.
ً
مضافا إىل ّأن القول باس���تحالة تقس�ي�م أفراد املثال املذكور إىل أ كثر من أجزاء عش���ـرة مستلزم للقول
ّ ّ
يتجزئ الباطل يف نفس���ه ،أضف إىل ذل���ك كله ّأن صحة ف���رض التقارن ال���زء ال���ذي ال
بوج���ود ج
ن ً
متفرعا عىل كوهنما متجز ّي نش���يئي يكون ّ ن ثنيني���ة ن
واال ّ
املؤمني؟ع؟« :ومن قرنه ي كما ق���ال أمير بي
جزأه فقد جهله»( .حبار األن���وار 247 / 4 ،عن هنج البالغة جزأه ،ومن ّفق���د ّثن���اه ،ومن ّثن���اه فقد ّ
واالحتجاج).
ّ
املكانية ،وأما ّ
االمتدادية ه���ذا ّكله من ناحية امتناع وجود األش���ياء املتع���ددة ّ
املجردة عن األج���زاء ّ
ّ ّ ّ
والتعدد والتكثر عن الزم���ان فبطالنه أوضح من أن يخىف، بتج���رد ما جيوز له الوج���ود والعدم الق���ول
ّ
البدهيي ّأن ج
إي���اد املوجود حمال، ّ وذل���ك ّأن كل م���ا ميكن وج���وده يكون وجوده ج
بإياد غي���ره ،ومن
ً
وأن ّكل م���ا كان لوج���وده ابتداء فهو حادث جيري عليه الزم���ان .مضافا إىل أن نفس ّ ّ
تصو ر التالزم
ش���يئي يوجب ّاتصافهما بالزمان ،وهو جي ّر صاحبه إىل اال لتزام بكون خالق الزمان ن واملصاحبة ن
بي
ًّ
زمانيا وهو كان ير يد إثبات خملوق جم ّرد عن الزمان!
18 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ً ً ّ ّ
األص���ل الثال���ثّ :إن كل ما یك���ون موجودا وكل ما میكن أن یز ی���د علیه یكون حمدودا
ً ً ً
(((
متناهیا دامئا الستحالة وجود الال متناهي يف األجزاء واالمتداد والعدد مطلقا.
تقرير البـرهان
امتدادي ّ
ّ ً ً ّ ّ
متجزئ حمدود كل ما یكون موجودا وكل ما میكن أن نفرضه زائدا علیه ،فهو
حت من جهة زمان وجوده ،وهذا نفس معىن حدوثه) وذلك ّإما من ّكل الهات( ،أي ىّ
ج
ّ
أن یك���ون حتققه بنفس���ه أو بغیره ،وذلك الشء الذى یك���ون غیره ّ
فإما أن یكون مثله أو ي
بخ الفه _ أي بخ الف االمتداد والعدد.
ال�ش��ء القابل للز یادة والنقصان يف الوجود _ وهو مجیع العامل الذي یلزمه
ي أو فق���لّ :إن
ً ً ً
فإما یز ید و ینقص بنفسه ،أو مبثله ،أو مبا یكون بخ الفه،
ومكانا) ّ التناهي مطلقا (أي زمانا
ی _ ال املجاز ن
یی كالسمن واهلزال _ مها الوجود والعدم ال غیر. احلقیقی ن
ّ ّ
فإن الز یادة والنقصان
ً ّّ ّ
والثان أیضا باطل لألصل الثالث((( فالثالث
ي الثان؛
واألول باطل مبا بیناه يف األصل ي
ّ ن (((
هو املتعی.
ً ّ ً
ومتعالیا عن ّ
قابلیة الالق تبارك وتعاىل ش���یئا بخ الف األشیاء كلها،
فبالنتیجة یكون خ
اال ّتص���اف باالمتداد واألجزاء والعدد ،والزم���ان واملكان ،والتناهي وعدم التناهي ،والصغر
ّ ّ
والتغیر ،والبس���اطة والترك���ب ،والوجدان والفقدان، والكبـر ،والش���كل والش���بح ،والثبات
ّ ّ ّ واإلط�ل�اق والتقیی���د ،والظه���ور خ
والش���دة والتعدد، والفاء ،والش���هود والبط���ون ،والتكثر
ً ً ً ً
الك���م ّمتصال أم منفصال ،بل المتناع وجود الالمتناهي
ّ .1أي فردا وأفرادا ،وبعبارة أخرى :س���واء كان
ّن ّ ً ً ًّ ً
مكررا. امتداديا كان الشـيء أو متعاليا عن االمتداد) كما بی مطلقا( .أي
ً ً ّ
ّ
امتدادي هناك .2وذلك ملا ّبيناه من ّأن كل ما ميكن أن يوجد فهو حمدود متناه فردا وأفرادا ،فال شـيء
العلي���ة خ
وال ّ خارجا عن العامل املحدود املتناهي حیت ميكن اس���تناد ّ ً
القية إليه. ميك���ن ف���رض وجوده
ّ ً ً ّ ً
مضافا إىل ّأن احلقيقة االمتدادية ال ميكهنا أن تكون خالقة لغيرها أبدا كما تقدم.
وت ّ���رده باطل بالبداه���ة والدليل ّ .ن
وبی ّ
.3وعلي���ه ،فادع���اء أصحاب الفلس���فة بإم���كان قدم املمكن ج
ّ
املعلولية. تفصيل ذلك يف مبحث مالك
لاع لما ا
قلخلا دوجوب ّرقن َمِلو فیك !؟ ت 19
ن
قس���می: الثانّ :إن ما بأیدینا من االنفعاالت تكون عیلونقول يف توضیح الدلیل ي
ش���ك يف ّأنه یكش���ف عن وج���ود فاعله وخالقه أحدمه���ا :هو فعل الفاعل املختار وال ّ
ً ً
الق���ادر ع�ل�ی الفعل والترك الذي ال ّبد وأن یكون هو ش���یئا بخ الف األش���یاء ومتعالیا عن
ال ّوماهیاهتا وأعیاهنا خ
ّ ً
ارجیة دون جم ّرد االمتداد واألجزاء إذ كان موجدا لذوات األش���یاء
التغییر فهیا وحتو یلها عن صورة إیل أخری كما ّبی ّناه.
ثانهیم���ا :ه���و ما نری من انفعاالت األش���یاء غیر القس���م ّ
األول _ وذل���ك كإحراق النار
شك يف ّأن هذا القسم حیث ال یكون باقتضاء ذوات و إش���ـراق الش���مس وأمثاهلما _ وال ّ
األش���یاء و إلاّ مل میكن س���لبه عن األش���یاء وف���رض كوهنا عیل ّ
كیفیة أخ���ری _ فال ّبد وأن
یستند إیل فعل الفاعل املختار.
قال اهلل تعایل:
َْ ك فاطر َّ َ ٌّ َ
(((
ماوات َوالأ ْرض؟!>
الس ِ ِ ِ ش
هلل ا ي
ِ ف <أ
اإلمام الصادق؟ع؟:
« ...أمصن���وع أن���ت أم غیر مصن���وع؟ فقال عبد الكر می اب���ن يأب العوجاء :بل
ً
أن���ا غیر مصنوع ،فقال له العامل؟ع؟ :فصف يل لو كنت مصنوعا كیف كنت
جوابا وولع خبش���بة كانت ن ً ًّ
بی یدیه وهو ملیا ال حییر فبق عبد الكر می
تكون؟ ي
ّ یقول :طویل ،عر یض ،عمیق ،قصیرّ ،
متحرك ،سا كن ،كل ذلك صفة خلقه.
ً
واملكان ،ال كونه موجودا يف زمن غير متناه.
فيك���ون تقاب���ل احلادث والق���دمي من حيث تخ الفهم���ا وتبايهنما يف س���نخ ال���ذات واحلقيقة ،وكون
ً ً ّ ً ّ ً
متجز يا واآلخر متعالي���ا عن االمتداد واألجزاء ،ال ك���ون أحدمها موجودا يف زمن امتدادي���ا أحدمه���ا
متناه واآلخر يف زمن غير متناه.
ً ً ً
. 1وت���ری ّأن���ه تع���ایل يرش���دك إیل أن كون الس���ماوات واألرض مفطورا ومنفعال بفطر فاط���ر يكون أمرا
ّ
ّ ً
خالفا ملن ّ مفروغا عنه ،فهو استدال ل ّ ً
يتوهم أن اآلية تدل عیل كون اإل قرار بوجود اهلل تعایل عقل
ي
غير ّ
عقل.ي
لاع لما ا
قلخلا دوجوب ّرقن َمِلو فیك !؟ ت 21
فق���ال له العامل؟ع؟ :فإن كن���ت مل تعلم صفة الصنعة غیرها فاجعل نفس���ك
ً
(((
مصنوعا ،ملا جتد يف نفسك ّمما حیدث من هذه األمور».
حجة عىل من یعلم « ...فق���ال أب���و عبد اهلل؟ع؟ :أیهّ ا الرجل لیس ملن ال یعلم ّ
ً ّ ّ ّ ّ ّ
عن فإنا ال نش���ك يف اهلل أبدا.أ ما ف�ل�ا حجة للجاه���ل .یا أخا أهل مصـر تفهم ي
لاّ
ترى الشمس والقمر واللیل والهنار جیر یان لیس هلما مكان إ مكاهنما ،فإن
مضطر ین َ َ
فلم ّ كانا یقدران عىل أن یذهبا وال یرجعا ف َلم یرجعان؟ و إن مل یكونا
ّ ً ً
اضطرا واهلل یا أخ���ا أهل مصـر إىل دوامهما، ال یصی���ر اللیل هنارا والهنار لیال ؟
اضطرمها أحكم مهنما وأ كبـر مهنما ،قال الزندیق صدقت. ّ والذي
ّمث ق���ال أبو عبد اهلل؟ع؟ یا أخا أهل مصـر الذي تذهب���ون إلیه ّ
وتظنونه بالوهم
یردهم و إن كان ّ
فإن كان الدهر یذهب هبم َمل ال ّ
یردهم َمل ال یذهب هبم؟
مضطر ون یا أخا أهل مصـر .الس���ماء مرفوع���ة واألرض موضوعةَ ،مل ال
ّ الق���وم
ومل ال تنحدر األرض فوق طباقها فال یتماسكان تسقط السماء عىل األرض؟ َ
وال یتماسك من علهیما؟ فقال الزندیق :أمسكهما واهلل ر بهّ ما ّ
وسیدمها».
(((
« ...ویلك وكیف احتجب عنك من أراك قدرته يف نفس���ك ،نش���أك ومل تكن،
وقوتك بعد ضعفك ،وضعفك بعد ّقوتك ،وس���قمك بعد وكبـ���رك بعد صغركّ ،
وصحتك بعد سقمك ،ورضاك بعد غضبك ،وغضبك بعد رضاك، صحتكّ ، ّ
وحزن���ك بعد فرح���ك ،وفرحك بعد حزنكّ ،
وحبك بع���د بغضك ،وبغضك بعد
ّ
حب���ك ،وعزم���ك بع���د إبائك ،و إب���اءك بعد عزمك ،وش���هوتك بع���د كراهتك،
وكراهتك بعد ش���هوتك ،ورغبتك بعد رهبت���ك ،ورهبتك بعد رغبتك ،ورجاءك
بعد یأس���ك ،ویأس���ك بعد رجائك ،وخاطرك مبا مل یكن يف ومهك ،وعزوب ما
أن���ت معتق���ده عن ذهن���ك ،وما زال ّ
یع���د ّ
الت�س�� ي
الت هي يف نف ي عل قدرت���ه ي ي
ّ ىّ
(((
بین وبینه».
ال أدفعها حت ظننت أنه سیظهر فیما ي
الاثلیق املدینة معالفارس يف حدیث طویل یذكر فیه قدوم ج ّ « ...عن سلمان
ي
ن
املؤمنی مائة من النصار ى وما س���أل عنه أبا بكر فلم جیبه ّمث أرش���د إىل أمیر
ّ
عل بن يأب طالب؟امهع؟ فس���أله عن مس���ائل فأجابه عهنا ،وكان يف ما س���أله ي
ّ ّ ّ ً أن ق���ال له :أخبـر ن عرف���ت اهلل ّ
مبحمد أم عرفت حممدا ب���اهلل عز وجل؟ فقال ي
ّ ً عل ب���ن أب طالب؟امهع؟ :ما عرفت اهلل ّ ّ
مبحمد؟ص؟ ولك���ن عرفت حممدا باهلل ي ي
ّ
حی خلقه وأح���دث فیه احلدود من طول وع���رض فعرفت أنه ّ ّ
ع���ز وجل ن ّ
مدبـر
وعرفهم نفسه مصنوع باستدال ل و إهلام منه و إرادة كما أهلم املال ئكة طاعته ّ
بال شبه وال كیف».
(((
. 1التوحيد.127 ،
. 2التوحيد.286 ،
لاع لما ا
قلخلا دوجوب ّرقن َمِلو فیك !؟ ت 23
ً
الكاف.85 / 1 ،
ي الواف ،340 / 1 ،نقال عن
.1ي
24 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
َ َ ْ َ َُ َ
یم َعل ى ق ْو ِمهِ >. <و ِتلك ُح ّجتنا آتیناها ِإب ِ
ـراه َ
ّ
ولیس كل أحد كإبـراهیم؟ع؟ ،ولو استغنى في معرفة التوحید بالنظر عن تعلیم اهلل
َّ َ َ َ َّ ّ ّ ّ ّ
عز وجل ما أنزل من قوله< :ف ْاعل ْم أن ُه لا ِإ َله ِإلا اهلل> ع���ز وجل وتعریفه لما أنزل اهلل
َ َّ َْ <بد ُیع َّ َ ٌ ُ ُ
ماوات َوالأ ْر ِض أنى
الس ِ ومن قوله< :ق ْل ه َو اهلل أ َحد> إلى آخرها .ومن قولهِ َ :
َّ ُ ْ َ صاح َب ٌة> إلى قولهَ : ُ ُ َُ َ َ َ ُ َُ
<و ُه َو الل ِطیف الخ ِب ُیر> وآخر الحش���ـر یكون له َول ٌد َول ْم تك ْن له ِ
(((
وغیرها من آیات التوحید».
البحران؟حر؟: وقال ّ
السید هاشم
ي
«واعل���م ّأیه���ا األخ ّأن بع���ض العلم ��اء ذهب إل ��ی ّأن معرف ��ة اهلل ّ
فطری ��ة ض ّ
ـروریة،
ّ
وبعضهم إلی أنها ثابتة باالستدالل.
ًّ ّ
وجدانيا ،وهي اآلیات والصحی���ح الثاني ،فإنها ثابتة باالس ��تدالل و إن كان دلیله ��ا
المنصوب���ة من الس���ماء واألرض وم ��ا فیهما وما بینهم ��اّ .
فإن جمیع المش ��اهدات
َ ّ
وجمیع المحسوسات دالة علی وجوده داللة ّبینة واضحة منیرة منكشفة<ِ .إ ّن فِي
َ َ ُ َ ْ ٌ َ ْ َ ْ َ َّ ْ َ ُ َ َ َ ْ
وه َو ش ِ���هيد> .جعلنا اهلل و ّإیا كم من ذ ِلك ل ِذكرى ِل َم ْن كان له قلب أو ألقى الس���مع
ّ
(((
ذكر فنفعته الذكری».
«وه���ذه الط���رق الت���ي ذكرناها عن أه ��ل العصمة؟مهع؟ ط ��رق واضحة االس ��تدالل،
بـراهین تفید العلم محتاجة إلی إبطال الدور والتسلس ��ل وما أحس ��ن قول الس � ّ�ید
ّ
وصیته البن ��ه قال :و ّإیاك وطری ��ق المعتزلة فإنهم
الع���ارف العالم اب���ن طاووس في ّ
ّ ّبع���دوا القریب وعلیك بكت���اب اهلل ونهج البالغة وكتاب ّ
الحج���ة وكتاب المفضل
(((
بن عمر».
. 1التوحيد.288 ،
. 2معامل الزلیف.19 ،
. 3معامل الزلیف.21 ،
لاع لما ا
قلخلا دوجوب ّرقن َمِلو فیك !؟ ت 25
ً
فإن من الواضح ّأن ابن طاووس؟حر؟ أیضا مل ینكر أن تكون معرفة اهلل تعایل باالستدال ل، ّ
ّ
واملفك ن ّ
كی ،بل هو التجرد والكش���ف والش���هود كالفالسفة والعرفاء ومل یذهب إیل طر یق
ّ ّ ّ ً
أیضا كالبحران؟حر؟ قال ّ
وجدانیة وال حنتاج إیل سلوك العقلیة يف ذلك واضحة بأن األدلة ي
ن
املنحرفی. الطرق الغامضة املوهونة املصنوعة بید الفالس���فة والعرفاء
ً
ّ
العقلیة ،ولیست ّ
والقلبیة لیس���ت ش���یئا يف عرض املعرفة وعیل هذا فاملعرفة الفطر ّیة
هي مبعین شهود ذات اهلل تعایل من طر یق غیر دال لة العقل الواضحة.
اإلمام الكاظم؟ع؟ :
يعن: >، كان َل ُه َق ْل ٌ
���ب َ ى ِل َم ْ
ن ���رك
َ َ ْ
ذ
ِ ل ك ل
ِ ذ ���ي ف ن
َّ
«ي���ا هش���ام ّإن اهلل يقول<ِ :إ
ي ِ
َََ ْ َْ ُْ َ ْ ْ َ
(((
مان ال ِحك َمة> قال :الفهم والعقل». العقل ،وقال< :ولقد آتينا لق
ّ ّ ّ ّ
التدبـر والتعقل وتفقه البیان واإلنذار ،ال وجدان وشهود ذات اهلل فإن شأن القلب هو
ًّ لاّ ّ
مبنیا عیل وحدة وج���ود العامل واملعلوم ،والعقل احلضوري الذي لیس إ تع���ایل بالعل���م
ًّ ً واملعقول ،خ
والالق واملخلوق ،تعایل اهلل عن ذلك علوا كبیرا .وقد قال اهلل تعاىل:
َ ْ َْ ََ ُ َ َُ ْ ُ ُ ٌ ْ ُ ُ ْ َََ
(((
<أ فلم ِیسیروا فِي الأر ِض فتكون لهم قلوب یع ِقلون ِبها>
(((
ون ِبها>. وب لا ْیف َق ُه َ <ل ُه ْم ُق ُل ٌ
َ
ُُ ٌ َ ُُ
(((
<فِي قل ِوب ِه ْم َم َرض خ َت َم اهلل عل ى قل ِوب ِه ْم>.
َ ُْ ْ َ َ ْ َ ُ ُ َْ ُ َ َ ََ
(((
وب أقفالها>. <أ فلا یتدبـرون القرآن أم على قل ٍ
َّ
((( ُ ُ ّ
وب ال ِتي فِي الصد ِور>. لك ْن َت ْع َمى ْال ُق ُل ُ <ف ِإنها لا ت ْع َمى الأبصار َو ِ
َ َ َّ
ُ ُ ُ َ َّ ْ
ْ َ
یؤاخذك ْم ِبما ك َس َبت نْ ـك ـ لو َ مْ ك ـان ـ ـ م یأ ي <لا یـ ِ ُ ُ ُ
ِ ِ ِ ـؤاخ ــذكم اهلل ِبالل ِ ِ
ف ـ ـ وغ
ُُ ُ
(((
قل ُوبكم>.
���ان َع َرب ِ ّي سلِ ب ���ن ْال ُم ْن ِذر َ
ین ـون ِم َ ���ك ل َت ُك ـ َ
ِ
ین َعلى َق ْلب َ وح ْال َأ ِم ُ
<ن َ���ز َل ب���هِ ال ـ ـ ُّ���ر ُ
َ
ٍ ِ ِ ِ ِ
(((
ُم ِبین>.
أب جعفر؟ع؟ يف قوله: وعن ي
(((
ون ِبها>. م ُق ُل ٌ
وب لا َي ْف َق ُه َ َ
<ل ُه ْ
(((
<یقول :طبع اهلل علیها فلا تعقل>.
أب عبد اهلل؟ع؟ : وعن ي
لهمها ُف َ َ
تأت وما تترك. ما هلا بیتقواها> .قال ّ :ن جورها َو َ «<فأ َ
ي
َ ٌ ْ َ ُ ً َ َ ً وقال< :إ َّنا َه َد ُ
���اكرا َو ِإ َّما كفورا> قالَ :ع َّرف َن ُاه ِإ ّما ِآخذ الس���ب َ َ
یل ِإ ّما ش ِ ِ
یناه َّ
ِ
ٌ َ َ
َو ِإ ّما ت ِارك.
َ ْ ْ
اس َت َح ُّبوا ال َعمى َعلى ال ُه َدى>. یناه ْم َف ْ
ود َف َه َد ُ <و َأ َّما َث ُم ُ
وعن قولهَ :
ال َدى َو ُه ْم ْیعر ُف َ
ون. َق َالَ :ع َّر ْف َن ُاه ْم َف ْاس َت َح ُّبوا ْال َع َمى َعلىَ هْ ُ
ِ
َ هَ
(((
ایة‘‘َ :ب ّی ّنا ُل ْم’’. وف ِر َو ٍ ِي
املؤمنی؟ع؟ « :وال قلب من أثبته یبصـره»: ن اإلمام أمیر
ّ .1
احلج (.46 ،)22
. 2البقرة (.225 ،)2
. 3الشعراء (.194 ،)26
. 4األعراف (.179 ،)7
. 5حبار األنوار ،197 / 5 ،عن تفسير ّ
القم ّي.
الكاف.163 / 1 ،
ي .6
لاع لما ا
قلخلا دوجوب ّرقن َمِلو فیك !؟ ت 27
ّ
احلضوري _ وأما الق���ول بالعلم ب���ل للعل���م واله���ل _ ومها من الكیف _ ّ
ح���د واضحّ ، ج
الشء وذاته ،فهو جوه���ر _ من التحر یفات
وه���و ذات املعل���وم يف ذات الع���امل ،بل نفس ي
ً ً ًّ
حصولیا وال حضور ّیا قطعا، الواضحة الفاضحة ملعین العلم ،وعلم اهلل تعایل بخ لقه لیس
المتناع حصول صور األشیاء أو نفس ذواهتا يف ذات اهلل:
«قال عمران ... :فأخبـر ين بأي شـيء علم ما علم ،أ بضمير أم بغير ذلك؟
ً
قال الرضا؟ع؟ :أ رأيت إذا علم بضمير هل جتد ّبدا من أن جتعل لذلك الضمير
ّ ً
حدا ينهتى إليه املعرفة؟ قال عمران :ال ّبد من ذلك.
ً
قال الرضا؟ع؟ :مفا ذلك الضمير؟ فانقطع ومل حير جوابا.
ق���ال الرضا؟ع؟ :ال بأس إن س���ألتك عن الضمير نفس���ه تعرف���ه بضمير آخر؟
فقال الرضا؟ع؟ :أفس���دت عليك قولك ودع���واك يا عمران .أ ليس ينبغي أن
(((
تعلم ّأن الواحد ليس يوصف بضمير؟».
ّ
«قال الرضا؟ع؟ :واعلم أنه ال يكون صفة لغيـر موصوف ،وال اسم لغيـر معىن،
ّ ّ ّ وال ّ
حد لغير حمدود ،والصفات واألمساء كلها تدل عىل المكال والوجود وال تدل
ّ
الت هي التر بيع والتثليث والتس���ديس، ي احلدود عىل تدل ع�ل�ى اإلحاطة ،كما
وجل ّّ ّ ّ
وتقدس تدرك معرفته بالصفات واألمساء ،وال تدرك بالتحديد ألن اهلل عز
ّ ّ
بالط���ول والعرض والقلة والكث���رة واللون والوزن وما أش���به ذلك ،وليس حيل
وتقدس شـيء من ذلك ىّ جل ّ ّ
حت يعرفه خلقه مبعرفهتم أنفسهم بالضـرورة باهلل
ّ ّ ّ ّ
الت ذكرنا .ولكن يدل عىل اهلل عز وجل بصفاته ويدرك بأمسائه ويستدل عليه ي
خبلق���ه حت ال حيتاج ف ذلك الطالب املرتاد إىل رؤية ن
عي ،وال اس���تماع أذن، ىّ
ي
ّ
وال ملس كف ،وال إحاطة بقلب.
ّ ّ
فلو كان���ت صفاته جل ثناؤه ال تدل عليه وأمس���اؤه ال تدعو إليه ،واملعلمة من
. 1التوحيد ،431 ،وقر یب منه :حبار األنوار.312_ 311 /10 ،
لاع لما ا
قلخلا دوجوب ّرقن َمِلو فیك !؟ ت 29
الخ لق ال تدركه ملعناه ،كانت العبادة من الخ لق ألمسائه وصفاته دون معناه.
فل���و ال ّأن ذلك كذلك لكان املعب���ود ّ
املوحد غير اهلل تعاىلّ ،
ألن صفاته وأمساءه
زدن. ّ
غيره ،أ فهمت؟ قال :نعم يا سيدي ي
ال ّهال أهل العمى والضالل ...قد علم ذوو األ لباب
قال الرضا؟ع؟ ّ :إياك وقول ج
لاّ
ّأن االس���تدال ل عىل ما هن���اك ال يكون إ مبا هاهنا ومن أخ���ذ علم ذلك بـرأيه
ً لاّ
وطلب وجوده و إدرا كه عن نفس���ه دون غيرها مل ي���زدد من علم ذلك إ بعدا،
وجل جعل علم ذلك ّ ّ ّ ّ
(((
خاصة عند قوم يعقلون ويعلمون ويفهمون». ألن اهلل عز
وتأت للبحث ّ
تتمة كاملة((( إن شاء اهلل تعایل. ي
برهان ثالث:
انی���ة ّ
اإلهلية املودعة يف اآل فاق التدبر ف احلكم ّ
الرب ّ البراهی ف املقام هو ّ
ن الثال���ث م���ن
ي ي
ّ
واألنفس ،الظاهرة بالعیان يف املخلوقات واملصنوعات ،والتفكر يف النظام املتقن املحكم
سيما احلاصل منه ملن ّ
املتجل ف الكائنات ،ال ّّ
تدبر يف الكتاب العز يز. ي ي
برهان رابع:
ً
قلیال ف أحوال االنبياء واحلجج ّ ً
اإلهلية وما صدر مهنم من املعجزات، ي سیرا من س���ار
وتدبر ف أخالقهم وأوصافهم وسيرهتم ،وال ّ
سيما من طالع أحوال من قال: ّ
ي
ّ
من».
«ما هلل آية ا كبر ي
(((
. 1التوحيد.438 ،
ّ
یس���مي العلاّ مة ّ
فطري القیاس ال احلضور والكش���ف والشهود املوهوم و یقولّ :إنه
ّ احلل؟حر؟ ذلك
ّ ي
.2و ّ
الت تكون علومهم معها فطر ّية القياس... ّ ّ
تعاىل مل جيعل لكل الناس القوة القدسية ي
قدسية يكون العلوم بالنسبة إلهيا من قبيل فطر ّية القياس...
ّ وقال ... :املعصوم الذي نفسه
وقال ... :التحقيق ّأن العلم بكون اإلمام ّ
حجة من قبيل فطر ّية القياس.
. 3بصائر الدرجات77 ،؛ حبار األنوار ،206 / 23 ،عن تفسیر ّ
القم ّي.
30 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ونتائجه
ِ المرحلة الثالثة :إيضاح البـرهان األوّل وأصو ِله
والنقصان منه.
(((
ً
شء ي وجود أثبت أح���دا البـره���ان ّأنك ال جتد
ّ
ي
ّ
الوجدان
ي ّ .4إن���ه یش���هد هلذا احلك���م
ً ً لاّ
االمتدادیة _ متناهی���ا فرضه أم غیر متناه _ ح�ّت�ىّ أنهّ م وصفوا هبا
ّ مطلق���ا ،إ اعتق���د فی���ه
(((
الذات املتعالیة!!
وه���و واض���ح من خالل ما أتين���ا به من ش���واهد كالمهم وتوضیح مرامه���م يف مواضع
كثیرة.
الارجة عن ّ
القطعیة خ
ّ ّ ّ
حد اإلحصاء عىل استحالة الشـرعیة .5دال لة مضمون األدلة
ً حتقق املوجود ّ ّ
وسیأت تفصیل البحث عن ذلك إن شاء اهلل
ي املجرد عن االمتداد مطلقا.
تعاىل ف مبحث «أسطورة ّ
املجردات». ي
الواد؟ع؟ :
اإلمام ج
ّ متجز ئ وال ّ
ّ «إن ما سوى الواحد ّ
ّ
متوهم بالقلة والكثرة، متجز ئ ،واهلل واحد ال
ّ ّ متجز ئ أو ّ ّ
(((
متوهم بالقلة والكثرة فهو خملوق دال عىل خالق له». وكل ّ
ً
بشء».
(((
ي لیس وهو شیئا بشء ال یقدر عىل أن خیلق «مفا لیس ي
ً ّ ً «م���ع ّأن���ا مل جند ً
بن���اء من غیر ب���ان ،وال أثرا م���ن غیر مؤث���ر ،وال تألیف���ا من غیر
ّ
(((
مؤلف».
ً ّ
مبن علمت ّأن له بانیا و إن كنت مل مش���ید ّ
ي
ّ بناء إىل نظرت إذا ك أن «أال ترى
(((
البان ومل تشاهده؟»تر ي
ّ ً
مصورا عىل حائط ،فقال لك قائلّ :إن هذا ظهر هاهنا «لو رأیت متثال إنس���ان
من تلقاء نفس���ه مل یصنعه صانع ،أ كنت تقبل ذلك؟ بل كنت تس�ت�هزئ به،
(((
احلي الناطق». فكیف تنكر هذا ف متثال ّ
مصور مجاد وال تنكر يف اإلنسان ّ ي
املصنوعی واالضطرار مهنم إلیه أنهّ م
ن «فلم یكن ّبد من إثبات الصانع لوجود
مصنوعون».
(((
ً خ
(((
شء شیئا؟!»
«كیف یلق ال ي
ّ
هل هناك مانع من األخذ بالكتاب والسنة قبل إثبات اهلل تعالى أم ال؟!
الشـرعیة املشار إلهیا بأن یقال« :إنهّ ا ّ ّ
ظن ّیة»، ّ وال جمال لإلشكال يف األدلة
ً
وذل���ك لكثرهتا املذكورة حبیث حیصل القطع بص���دور مضموهنا املتواتر معین أو إمجاال
أو _ ...ب���ل ّإن وجوب التس���لمی عن���د مضامیهنا من ضـرور ّیات الدین _ ملن راجع عش���ـر
ّ معش���ار م���ا ورد م���ن النصوص خ
والطب ال���واردة لبیان توحید الباري ج���ل وعال يف هنج
وال���كاف والتوحید واملحاس���ن والبح���ار و ...وعىل هذا ّ
الس���جادیة البالغ���ة والصحیف���ة
ي
ّ ً األدلة من الغفلة بل خ ّ
جدا. البط فیكون النظر يف أسناد تلك
ً قطعیة ّ
بـراهی ّن هذا ّكله ،مع ّ
جلیة غالبا غض النظر عن اش���تمال تلك النصوص عىل
األدلة الت أقامهتا األ فكار البشـر ّیة إل ثبات املعارف ّ ّ
اإلهلیة ي حبیث ال یقاس هبا غیرها من
ً ً ً ً لاّ
إ ظلما وعدوانا وجورا واعتسافا.
ّ
العقلیة التعبد بقول الغیر يف املعارف كما ّأنه ال یرد اإلشكال فهیا بأن یقال« :ال جیوز ّ
والتقدم عىل غی���ره ذا كماالت یثبت هبا ّ ألن���ه إذا كان ّمدعي اإلمامة الس���تلزامه ال���دور»ّ ،
تقدم���ه ع�ل�ى غیره حیكم العق���ل بوجوب اتباعه .وم���ن المكاالت املذك���وره هي نفس ما ّ
ّ
(((
«لعجز كل مبتدأ عن ابتداء غیره».
ّ ّ
«ف���كل ما يف الخ لق ال یوجد يف خالق���ه ،وكل ما میكن فیه میتنع يف صانعه...
ً
(((
إذا لتفاوتت أجزاؤه».
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
«ول���و اجتم���ع مجیع حیواهنا من طیره���ا وهبامئها وما كان من مراحها وس���امئها
وأصناف أس���ناخها وأجناسها وأ كیاسها ،عىل إحداث بعوضة ما قدرت عىل
ّ
ولتحیرت عقوهلا يف علم ذلك إیاده���ا
إحداهثا ،وال عرفت كیف الس���بیل إىل ج
وتاهت ،وعجزت قواها وتناهت ،ورجعت خاس���ئة حسیرةّ ...
مقرة بالعجز عن
إنشاهئا ،مذعنة بالضعف عن إفناهئا».
(((
لاّ
« ...یونس بن عبد الرمحن عن يأب احلسن الرضا؟ع؟ قال :قلت :ال یكون إ
ما ش���اء اهلل وأراد وقضـى؟ فقال :ال یكون إلاّ ما ش���اء اهلل وأراد ّ
وقدر وقضـى.
ق���ال :قلت :مفا معىن ش���اء؟ ق���ال :ابتداء الفع���ل .قلت :مفا مع�ن�ى أراد؟ قال:
ّ
الشء م���ن طوله وعرضه. الثب���وت علیه .قلت :مف���ا معىن قدر؟ ق���ال :تقدیر ي
(((
قلت :مفا معىن قضـى؟ قال :إذا قضاه أمضاه ،فذلك الذي ال مرد ّ له».
لاّ
فال یكون املوجد واملعدم إ ما هو بخ الف االمتداد:
قال اهلل تعاىل:
َْ ََُ َ َ َ َ
<ق ْل أ َرأ ْي ُت ْم ُش َر َ ُ ّ َ َ ْ ُ َ ْ ُ َ ُ
ون ا ّلل ِه أ ُرون ي ما ذا خلقوا ِم َن الأ ْر ِض كاءك ُم الذين تدعون ِمن د ِ
َ ّ ٌ ْ ْ ُ َْ َ
(((
أم لهم ِشرك فِي السماوات>»
���اب َه ْال َخ ْل ُق َع َل ْيه ْم ُق���ل ا َّلل ُ َ ْ َ َ ُ َّ ُ َ َ َ َ ُ َ َ ْ َ َ
خال ُق
ِ ه ِ ِ
َ ش ت <أم جعل���وا ِلل ِه ش���ركاء خلقوا كخل ِقهِ ف
َْ َ ُ ْ ُ َ
(((
واح ُد الق ّهار>».
ك ِ ّل ش ْي ٍء َوه َو ال ِ
املتفرد خبلق
ل�ی�� ،امسي واحد وأنا األح���د ّ األو نورب آبائك ّ «ی���ا عیىس أنا ّرب���ك ّ
وكل ّ ّ ّ ّ
(((
إل راجعون». ي شء من صنعي شء ،وكل ي كل ي
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
(((
«انفرد بصنعه األشیاء ،فأتقهنا بلطائف التدبیر».
ن
احلسی؟ع؟ : اإلمام
«یوجد املفقود ویفقد املوجود ،وال جتتمع لغیره الصفتان يف وقت».
(((
ّ
وتف���ردت خبل���ق الخ لق كلهم ،مفا من بارئ مص ّ���ور صانع متقن غیرك... «ّ ...
ً ّ
وأش���هد ّأن الذی���ن اتخ���ذوا م���ن دون���ك آهل���ة ّأن آهلهت���م ال خیلقون ش���یئا وهم
(((
خیلقون».
ن
حسي ،تفسير امليزان.104 / 2 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .1
ي
لاع لما ا
قلخلا دوجوب ّرقن َمِلو فیك !؟ ت 43
ً
بيان األصل الثالث (وهو امتناع وجود الالمتناهي مطلقا):
. 1مال صدرا« :فليجز أن يكون يف الوجود جسم إهلي ليس كمثله شـيء وهو السميع البصير» .شـرح
الكاف،.207 _ 205/ 3
ي أصول
!؟لايخ مأ ةقيقح ،يهانتماللا 47
حد «ال املتجزئ یس���تحیل أن تصل من طرف الز یاده إىل ّ ّ ّ
العددیة واملوجود ّ
املاهیة
ً یتناه���ی» و»غی���ر حمدود»ّ ،
فإن نفس جواز التكرار فهیا دلیل عىل تناهيه دامئا ،فال یكون
ً ّ
(((
املتجزئ عىل حن���و ال میكنه الز یادة بل هي حمدودة وقابل���ة للز یادة علهیا دامئا املوج���ود
لاّ
و إ یلزم:
ألف :خالف الذات
ب :خالف الفرض
ج :خالف البداهة
ً
ونقول مضافا إىل ذلك:
ّ .1إن ما فرض غیر حمدود وبال هنایة وغیر متزائد فهل له نصف وأجزاء أم ال ؟! فإن مل
ًّ ًّ
عددیا _ وحینئذ فالتعبیر عنه باأل كبـر واأل كمل واأل كثر امتدادیا وال یكن له نصف فلیس
ّ
واألشد واألز ید واألوسعّ ...مما ال یرجع إىل معىن معقول ،و یستلزم التناقض_ .
ّ ّ
و إن كان له نصف ،فالنصف منه ّإما یساوي الكل أو أقل منه أو أ كثر،
ً ّ
واألول خالف ما فرضناه نصفا،
ومما ناقض به صاحب األسفار وشيخه أصول مدرسهتما ومعتقداهتما هو قوله: ّ .1
ّ ّ
اإلهلية كل ما دخل يف الوجود فهو متناه» .مال «ومن هذا القبيل قول الشيخ العر يّب يف التدبيرات
صدرا ،األسفار .306 / 2 ،و اهلل تعایل عندهم هو كل األشیاء!
48 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
«أ ولسمت تشاهدون اللیل والهنار وأحدمها بعد اآلخر؟ فقالوا :نعم ،فقال؟ص؟:
أفتروهنم���ا مل ی���زاال وال یزالون؟ فقالوا :نعم؛ ق���ال؟ص؟ :أفیجوز عندكم اجتماع
اللیل والهنار؟ فقالوا :ال ،فقال :فإذن ینقطع أحدمها عن اآلخر فیسبق أحدمها
ً
الثان جاریا بعده ،فقالوا :كذل���ك هو ،فقال؟ص؟ :قد حمكمت حبدوث
ویك���ون ي
ما ّ
(((
تقدم من لیل أو هنار ومل تشاهدومها فال تنكروا هلل قدرته».
«أتقول���ون ما قبلكم من اللیل والهنار متناه أم غیر متناه؟ فإن قلمت غیر متناه
ّ
شءي وال كان فق���د متناه هإن فق���د وص���ل إلیكم آخر بال هنایة ّألول���ه ،و إن قلمت
(((
مهنما».
نبیكم يف املسیح من أین أثبت له الخ لق ونیف عنه عما قاله ّ فخبـر ن اآلن ّ
ي
«ّ ...
نی؟!» اإلهلیة وأوجب فیه النقص وقد عرفت ما یعتقد فیه كثیر من ّ
املتدی ن ّ
ّ
والتغیر أثبت له الخ لق بالتقدیر الذي لزمه ،والتصویر املؤمنی؟ع؟ ّ :
ن فقال أمیر
ّ
(((
الت مل ینفك عهنا والنقصان». من حال إىل حال ،والز یادة ي
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ّ ّ
(((
شء إىل مثله كان أ كبـر». «إنه مىت ما ضم ي
یس���ألن أحد عهن���ا قبلك وال
ي س���ألتن عن مس���ألة مل
ي «فق���ال له عبد الكر می:
ّ
یسألن أحد بعدك عن مثلها ،فقال أبو عبد اهلل؟ع؟ ...:إنك تزعم ّأن األشیاء ي
ّ ّ من ّ
(((
األول سواء((( فیكف قدمت((( وأخرت».
. 1االحتجاج.21 / 1 ،
. 2االحتجاج ،21 /1 ،عنه حبار االنوار.261 / 9 ،
ّ
الطوس. األمال للشيخ . 3حبار األنوار،56 / 10 ،
ي ي
. 4حبار األنوار ،47 /3 ،التوحيد.
. 5ال ابتداء هلا وال تناهي.
ّ .6
فإن التقدمی والتأخیر فرع االمتداد ،واالمتداد میتنع فیه عدم التناهي.
. 7التوحيد.297 ،
50 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ً ً
ّإن االمتداد قلیل دامئا جلواز الز یادة علیه أبدا:
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
«كل ّّ
(((
مسمى بالوحدة غیره قلیل».
ً ّ ّ
احلقیق فال یوصف بالقلة والكثرة موضوعا). يّ (وأما الواحد
و«حت م» فرع االمتداد املستلزم للتناهي: ىّ ّإن قولنا« :إىل م»
اإلمام الرضا؟ع؟ :
(((
غیاه». «ومن قال‘‘ :إىل م؟’’ فقد ّهناه ،ومن قال :ىّ
‘‘حت م؟’’ فقد ّ
ً لاّ كما ّأن الوصف ّ
واحلد لیس إ لالمتداد املستلزم للتناهي أیضا:
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ً «وال ّ
(((
حتد فتكون حمدودا».
ّمث ّإن���ه كم���ا قلنا ّإن اهلل تع���اىل ال یوصف من حیث الذات والوج���ود بالتناهي وعدم
العدديّ ،
ّ ّ ً ْ
فإنه إن فرض الذات عن العل���م ي لتعالیه ، أیضا تعاىل م���هعل التناه���ي ،فكذلك
ً ًّ ًّ
عددیا امتدادیا للزم تناهیه مطلقا: علمه
ال ّنة والنار؟ ّ
« ...مث ق���ال الرض���ا؟ع؟ :یا س���لیمان ،هل یعلم اهلل مجیع م���ا يف ج
ّ ّ ّ
عز وج���ل أنه یكون من ذلك؟ قال س���لیمان :نعم .ق���ال :فیكون ما علمه اهلل
لاّ ىّ
شء إ كان ،أیز یدهم أو یطویه ق���ال :نع���م .قال :فإذا كان حت ال یبىق من���ه ي
عهنم؟ قال س���لیمان :بل یز یدهم .قال :ف���أراه يف قولك ،قد زادهم ما مل یكن
ّ
يف علمه أنه یكون .قال :جعلت فداك ،فاملز ید ال غایة له .قال :فلیس حییط
علم���ه عندكم مب���ا یكون فهیما إذا مل یعرف غایة ذل���ك! و إذا مل حیط علمه مبا
ً ًّ
عل���وا كبیرا».
(((
فهیم���ا مل یعلم ما یكون فهیم���ا أن یكون! تعاىل اهلل عن ذلك
وف البحار:
ي
ّ ّ
مبني على ّأن الغير
لعل هذا السؤال والجواب ّ المصنف في هامش الكتاب: «قال
يقفي يستحيل وجود أفراده بالفعل وخروجه من ّ
القوة إلى الفعل... المتناهي الال ّ
ّ ّ
ألن حقيق���ة ال�ل�ا ّ
يقفية تقتضي ذل ��ك ،فإنه لو خ ��رج جميع أفرادها إل ��ى الفعل ولو
ّ
كانت غير متناهية يقف ما فرضنا أنه ال يقف ،ويلزم في أجزاء الجس ��م الجزء الذي
ّ
العددية أن ال ّ ّ ّ
يتصور فوقه عدد آخر يتج���زى كما ل���زم على النظام ،وفي المراتب ال
وه���و خالف البديهة ،بل مفهوم الجميع ومفهوم الال يقف متنافيان كما ّقرروه في
موضعه.
ّ ّ ّ
الكيفية ال يمكن اإلحاطة به ،فلعله يكون وأما نحو علمه سبحانه بها فهو مجهول
على نحو ال يجري فيه بـراهين إبطال التسلسل واهلل يعلم».
(((
ّ
ن
بـراه�ي�� إبطال أق���ول :قول���ه ّقدس اهلل روح���ه« :لعله يك���ون عىل حنو ال جي���ري فيه
ّ ً لاّ ّ التسلسل»ّ ،
العددیة ،واهلل تعایل خالق یتصور موضوعا إ يف احلقیقة ألن التسلسل ال
األعدادّ ،
ومنزه عهنا.
َ َ
لق َما َیش���اء> أو ،...بل الالزم من ف���رض عدم تناهي املخلوقات هو امتناع وجود فِي الخ ِ
ّ ً ً
إیاد كل فرد من املخلوقات املخل���وق مطلقا فضال عن امتناع عدم تناههیا ،وذل���ك ّأن ج
إیاد أفراد ال متناهیة أو أجزاء ال متناهیة من خ لاّ
اللق قبله ،وحیث میتن���ع إ بع���د انقضاء ج
ً ّ
شء مطلقا. إن انقضاء ما ال یتناهی حمال فیلزم أن ال یوجد ي
َ ْ ً ُ َ ْ َ َ ْ َ
(((
ل ش ْيء>. <و ن َّزلنا َعل ْي َك ال ِكتاب ِتبيانا ِلك ِ
َ ُ َ َ ْ َ َّ ْ ُ َ ْ
(((
ناه تف ِصيلا>. <و كل شي ٍء فصل
ْ َ ٌ َ َ َ ُ َّ َ ُ َ َّ َ ُ ُ َ ُ َ َ ٌ َ ْ َ ُ ْ َ
(((
صاحبة وخلق كل شيء>. ون له ولد ولم تكن له ِ <أنى يك
َ ُ َ َْ َ ّ َ
(((
يل ك ِ ّل ش ْيء>. يق ال ِذي َب ْي َن َي َد ْيهِ َوتف ِص لك ْن ت ْص ِد َ <و ِ َ
َ ََ ُ َ ََ َ َْ
(((
<وخل َق ك َل ش ْي ٍء فق ّد َر ُه تق ِديرا>.
َ ََ ُ َ ََ َ َْ
(((
<وخل َق ك َل ش ْي ٍء فق ّد َر ُه تق ِديرا>.
َّ َ ْ َ َ ُ َ َ
(((
<ص ْن َ ع اهلل ال ِذي أتقن كل شيء>.
ْ ُ
((( ُ َ َ
ن اهلل َعلى ك ِل ش ْي ٍء ق ِدير>. <يز ُيد في ْال َخ ْلق ما َي ُ
شاءِ ،إ َ َ
ِ ِ ِ
ُ َ َ
(((
مام ُم ِبين>. <وك َل ش ْي ٍء أ ْح َص ْي ُ
ناه فِي ِإ ٍ َ
ُ َ َ
(((1
<اهلل خ ِال ُق ك ِل ش ْي ٍء>.
َ َّ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ ْ َ ً ْ ً
وعلما>.
(((
<ربنا و ِسعت كل شي ٍء رحمة ِ
َّ ُ َّ َ ْ َ َ ْ ُ َ
(((
ناه ِبق َدر>. ِ<إنا كل شي ٍء خلق
هادةِ ْال َكب ُير ْال ُم َ ُ ْ َ ْ َ َّ
الش َ َ ُ ُّ َ ْ ْ َ ُ ْ
عال>. ت و
ب ي غ ال
م عال
ِ <وكل شي ٍء ِعنده ِب ِم ٍ
ار د ق
((( و (((
ِ ِ ِ
ُ َ ْ َْ ً ْ ُ َْ َ
(((
ل شي ٍء قدرا>. هلل ِلك ِ
لا َ َ َ
بالغ أم ِرهِ قد جع ن اهلل ِِ<إ َ
ْ ً َْ َ َ ُ َ َ
(((
حاط ِبك ِل ش ْي ٍء ِعلما>. <وأ َ
ن اهلل قد أ َ
ُ َ َ
(((
<وأ ْحصى ك َل ش ْي ٍء َع َددا>. َ
ً ْ ُ َ َ
(((
كتابا>. ُ َ ْ
<وك َل ش ْي ٍء أحصيناه ِ َ
َ ْ ُ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َّ ُ َ َ َّ
ن ل َعلك ْم تذك ُرون>.
(((
<و ِمن ك ِل شي ٍء خلقنا زوجي ِ
َ َ َ ْ َ ْ َ ُ َّ َ َّ
(((
واج كلها>. ق الأز <س ْبحان ال ِذي خل ُ
ُ َ َ
خال ُق ك ِل ش ْي ٍء ف ْاع ُب ُدوه>. َ َّ ُ
(((
<لا ِإله ِإلا ه َو ِ
ْ َ ْ َ ًّ ُ َ َ ُّ ُ ّ َ َ ْ ُ َْ َ
(((
<قل أ غير اهلل أب ِغي ربا وهو رب ك ِل شيء>.
ْ ُ َ َ ُ َ
(((
شاء َور ْح َم ِتي َو ِس َعت ك َل ش ْيء>. يب بهِ َم ْن أ ُ
ِ
<قال َعذابي أ ِص ُ
ِ
َ ُ
(((
ن َربِّي َعلى ك ِل ش ْي ٍء ح ِفيظ>.
َ ِ<إ َ
ََْ ُ ُ َ َ ُ َّ َ
(((
<قال َر ّب َنا ال ِذي أ ْعطى ك َل ش ْي ٍء خلق ُ ه ث َم َهدى>.
ُ َ َ َ ُْ
(((
ن اهلل َعلى ك ِل ش ْي ٍء ق ِدير>. شاء ِإ َ ق اهلل ما َي ُ <يخل ُ
ٌ َّ ُ َ َّ
(((
<لا ِإ َله ِإلا ُه َو ك ُل ش ْي ٍء ها ِلك ِإلا َو ْج َهه>.
ُ َ َ ُ ْ ُ َّ ْ َ َ ْ َ ُ
(((1
ن اهلل َعلى ك ِ ّل ش ْي ٍء ق ِدير>. آخ َرة(ِ ((1إ َ ئ النشأة ال ِ م اهلل ين ِش <ث َ
ْ َّ َ ْ َ َ ُ َ َ ْ َ َ َ ُ َ َ َ َ ْ َ ْ ْ
(((1
سان ِمن ِطين>. ق ال ِإن ِ د خل <ال ِذي أحسن كل شي ٍء خلق ه وب أ
ق م ْث َل ُه ْم َبلى ُن َي ْخ ُل َ َ
وال َأ ْر َض بقادر َعلى أ ْ ْ َ َ ََ َ َ ْ َّ
وهوَ ِ ِ ٍِ ���ماوات
ِ <أ َولي َس ال ِذي خلق الس
ّ
َ ْ َ َّ ُ ْ
الخلاق الع ِليم>.
(((
ق
ْ ُْ
ن َيخل َ
َ
���اد ٌر َعل���ى أ ق
ض ر
َ
َ ْ ْ َ
���أ ال و ���ماواتالس ���م َي َ���ر ْوا َأ َّن اهلل ّال���ذي َخ َل َ
���ق َّ َ
ْ ل
َََ
<أ و
ِ ِ ِ
َْ
(((
ِمثل ُهم>.
یتوهم ّأنه (∞ = الالمتناهي): ّمث ّإنه قد ّ
∞=∞∞+
∞=∞ـ∞
∞=∞∞+
∞=∞÷a
∞=∞÷0
∞=a÷0
فلیعل���م ّأن بی���ان أمثال هذه العبارات ف علم الر ّ
یاضیات واهلندس���ة والفیز یا ال صلة ي
ً بیهن���ا ن
وبی االعتق���اد بوجود الالمتناهي املزع���وم أصال ،بل املراد من تل���ك العبارات هو
ّ تبی�ی�� أح���كام الالمتناهي الذي ال یق���ف إیل ّ
ن
حد ولكن كل ما وج���د منه بالفعل یكون
ّ ً ً
الفارسیة» يف معىن « المتناهي»: حمدودا متناهیا ،وهو كما قد جاء يف «دائرة املعارف
ً ً
متغیر دائماّ ،إن المق ��دار الثابت مهما كان قلیال
الریاضی���ات ّ
ّ «الالمتناه���ي في علم
ّ ً ً
الریاضیات». وصغیرا [أو كثیرا] ال یكون الال متناهي المقصود في علم
قال صدر الفالسفة:
ّ
«قال���ت الحكماء كل كث���رة لها اجتم ��اع وترتیب في الطبع أو ف���ي الوضع فدخول
وأما إذا لم یجتمع كالحركات واألزمنة أو اجتمعت وال ترتیب الالالنهایة فیها ممتنع ّ
في الطبع كالعلل والمعلوالت وال في الوضع كالمقادیر فاحتمال الزیادة والنقصان
وقد أش���كل عل���ی كثیر من أهل النظر هذا إذا لم یش ��ترطوا ف ��ي احتمالهما للتناهي
إمكان المطابقة فصار ذلك ش���بهة عظیمة وقعوا بسببها في ضالالت كثیرة فمنهم
ّ
من جحد بقاء النفوس بعد بوار البدن ...ومنهم من ذهب إلی حق ّیة التناسخ...
ومنهم م���ن ذهب إلی وجوب تناهي الحركات واالنفع ��االت و إن أوجب التعطیل
ّ ّ ّ
�أن كل ما یحتم ��ل الزائد ف���ي صن���ع اهلل وج���وده ...كل ذل ��ك ألج ��ل اعتقادهم ب �
ّ ّ
بأن كل ما یحتمل والناقص فهو متناه .والذي یكش���ف عن هذه الشبهة ّأن العلم
ً
(((
الزیادة والنقصان یكون متناهیا»...
إیل آخر كالمه الذي یأت؛ وقد أجاد ف ّ
الرد علیه من قال(((: ي ي
«ف���إن قلتّ :إن مراتب األع���داد غیر متناهیة ،إذ ال عدد إلاّ وفوقه عدد ،وال ش � ّ
�ك
ّ ً
ّأن ع���دد آحاده���ا یجب أن یك���ون أزید من ألوفه ��ا مثال ،مع أنهما غی ��ر متناهیین.
ً
قلت :هذا الذي یوجب استحالة وجود األعداد جمیعا إذ لو وجدت لزم أن یكون
آحادها ال یزید علی ألوفها وهو محال ،فلیست األعداد موجودة بعین ما ذكرناه.
ّ ّ
بأن كل ما ...وقد أغرب في هذا المقام صاحب األس ��فار حیث قال(((ّ :إن العلم
ّ ً
النظریاتّ ،
واألول ّ
البدیهیات أو من یحتمل الزیادة والنقصان یكون متناهیا ّإما من
ّ باطل و إلاّ لم یقع االختالفات فیه بین العقالء ّ
لكنهم اختلفوا ...والمسلمون اتفقوا
عل���ی ّأن معلومات اهلل ومقدوراته ال نهایة لها ...وكذلك یعلم بالبدیهة ّأن مراتب
. 1أق���ول :وه���ذا غفلة منه عن أن فرض املس���اواة والتف���اوت وقبول الز يادة والنقص���ان يف غير املقادير
واضح البطالن.
. 2مال صدرا ،األسفار األربعة،.27 / 4
ّ ّ
عل بن فضل اهلل ،احلجة البالغة للحج���ة البالغة يف مقع املذاهب املختلفة املازن���درانّ ،
ّ ّ
احلائ���ري .3
ي ي
الزائغة.17 _ 12 ،
.4األسفار األربعة،.29 _ 28 / 4
58 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
الع���دد غی���ر متناهیة ،مع ّأن األلوف الغیر المتناهیة أ كثر م ��ن اآلحاد الغیر المتناهیة
بألف ّمرة ،والحركات المس���تقبلة س � ّ�يما حركات أهل ّ
الجنة _ غی ��ر متناهیة ،مع ّأن
لاّ ً
ك من هذه األمور قابل للزیادة والنقصان.
ً ً
و إذا ضممنا هذه المعتقدات مع اعتقاد الفالسفة صار إجماعا منعقدا علی ّأن الغیر
ًّ المتناهي ّ
بدیهیا. مما یجوز أن یقبل الزیادة والنقصان ،فكیف یكون العلم بامتناعه
ّ لاّ لاّ ّ
یتقرر إ في القضیة ال یمكن الجزم بها إ بالبـرهان ،وذلك البـرهان ال ف���إذن هذه
ما یحتمل التطبیق ،وبیانه ّأن الموجب للتناهي هو ّأنه یجب انتهاء الناقص إلی ّ
حد
ّ ّ
ال یبقی منه ش���يء ،ویبقی من الزائد بعده ،وهذا إنما یجب أن لو تعذر وقوع جزء
لاّ
م���ن الجملة الناقصة في مقابلة جزئین من الزائ ��دة ،و إ لم یجب انتهاء الناقص
في ّ
حد یكون بعده للزائد شيء بإزائه منه ،وذلك في ما یحتمل االنطباق ،وفي ما
یمتنع انطباق جزئین من إحدی الجملتین علی جزء واحد من األخری ،كاستحالة
ّ وقوع جسمین في ّ
حیز واحد وكاستحالة وقوع علة ومعلول في مرتبة إحدیهما...
ّ ّأم���ا األمور الت���ي ال انطباق بینهم ��ا ال بالطبع وال بالوضع بل بالجع ��ل ّ
فقط ،فكل ما
ً ّ یجعل م���ن إحدی الجملتین ّ
الخیالیة بإزاء اآلخر من األخ ��ری یكون عددا بقوت ��ه
ً
متناهی���ا ،لك���ن یمك���ن أن یبقی م ��ن الجملتین ما ال یق ��وی علی اس ��تحضارهّ ،
ألن
عقولن���ا _ ونح���ن في هذه ال���دار _ ال تقدر علی أفعال وانفع ��االت غیر متناهیة ،فلم
ّ لاّ
یظهر الخلف في البواقي إ بهذا الشـرط .انتهی محل الحاجة من نقل كالمه».
ّمث ّ
فصل ف ّ
الرد عیل األسفار بقوله: ي
ـروریة القاعدة من وق ��وع االختالفات بین«أق���ولّ :أما ما اس���تند إلیه في إبط ��ال ض ّ
ً الضـروري قد ّ
ّ
یتحمل الشبهة فیقع من جهتها االختالف ،وأیضا العقالء ،فعجیب ،إذ
ً ً
ّإن البصائ���ر مختلفة كاألبص���ار ّقوة وضعفا ،فكما ّأن بصـرا ی ��درك ما ال یدركه اآلخر
من المحسوس���ات ،فكذلك قد تدرك بصیرة ما ال تدركه األخری من الض ّ
ـروریات.
!؟لايخ مأ ةقيقح ،يهانتماللا 59
وأعج���ب من���ه ما اس���تنتجه من األمثل ��ة التي ذكرها م ��ن إطباق العق�ل�اء علی جواز
فإن جملة من األمثلة من قبیل ما یستحیل قبول غیر المتناهي للزیادة والنقصانّ ،
ّ
وجوده كذلك _ أي غیر متناه كمعلومات اهلل ومقدوراته _ فإنه یستحیل وجودهما
ً
تمام���ا في الخارج .وكذلك أنواع األ كوان المقدورة والحركات المس ��تقبلة نحوها،
ً ّ
ف���إن الج���واب الذي ذكرن���اه في مراتب الع ��دد _ التي من جملة أمثلت ��ه أیضا _ هو
الجواب في أمثاله.
ّ ّ
بمجرد أنه لم یجد وأعج���ب منه حصـره الدلیل عل���ی القاعدة بالتطبیق الذي ّقرره
ّ ّ ً
دلیال آخر ،وقد عرفت من تقریرنا في التنبیه علی هذه القاعدة أنه ال یتحقق الزیادة
لاّ
إ وال ّبد أن یكون للزائد مقدار ال یكون قدر ذلك المقدار بعینه للناقص في نفس
ّ
األمر ،كالس���اعات لألزمنة ...وال مس ��اس للقول بأنه یجوز أن یكون ما بإزاء ساعة
م���ن الناقص س���اعتین من الزائد ،إذ لو جاز ذلك لج ��از أن یكون الناقص أزید من
الزائد بكثیر بهذا الحساب...
ف���إن قل���تّ :إن حكم العقل غیر قاب ��ل للتخصیص ،فال ب � ّ�د أن ال یجري ما ذكرت
ف���ي موارد النق���وض التي أش���ـرت إلی بعضها .قل ��تّ :أما النق ��وض بالموجودات _
كالنف���وس المفارقة وحركات األفالك ونحوها ،من نق ��ض القاعدة بما هو منتقض
وكل من ّ ّ بنفس���هاّ ،
یصححها فإن القاعدة حا كمة بامتناعه ،وجوازه ف ��رع بطالنها،
ال ّ
یصححه...
ّ ّ ّأما النقوض بالمعدومات كمراتب األعداد ونحوها ،فالجواب ّأن ّ
‘‘أن الكل قضیة
ّ قضیة ّ
مقدرة الموضوع ،یعن ��ي ّأن الكل إذا وجد فهو أعظم من أعظ���م من الجزء’’ ّ
وأما المعدوم الخارج عن الذهن والخارج فال یخبـر عنه وال میز فیه ،فلیس الجزءّ ،
ّ
فیه كل وال جزء وال زائد وال ناقص.
نص علیها المعصوم، ّثم ّإنه قد جزاه اهلل بإصـراره في إنكار القاعدة الش� �ـریفة التي ّ
60 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
بفضیحة الغلط في الحس���اب في قول ��ه‘‘ :مع ّأن األلوف الغی ��ر المتناهیة أ كثر من
ّ اآلح���اد الغی���ر المتناهی���ة بألف م � ّ�رة’’ ،ف � ّ
�إن الصحیح أن یق ��ول‘‘ :أقل منه ��ا بما ال
یتناهی» ،ولفضیحة الدار األخری أخزی وأمر وأدهی.
ّ ّ
فإن قلتّ :إن المعدومات متحققة في علمه تعالی .قلت :تحققها في علمه بـريء
عن العدد ،سبحانه أحصی األعداد من غیر أن یوجد فیه آحاد.
أي كثرةإذا عرف���ت م���ا تلوناه علیك فقد علم ��ت ّأن دخول الالنهایة ف ��ي الكثرة _ ّ
لاّ
كان���ت _ ممتن���ع ،لعدم قبولها الوج ��ود إ بقدر متناه ،س ��واء كان لها اجتماع أم ال،
وس���واء كان لها ترتیب في الطبع أو في الوضع أم ال ،فیلزم وجوب تناهي الحركات
والترقیات ،ووجوب تناهي ّكل ّ
قوي
ّ واالنفعاالت ،ووجوب تناهي جمیع ّ
التنزالت
ّ
ینحل إلی الضعیف وشيء فوقه.
ّ
وأم���ا تهویل صاحب األس���فار بلزوم التعطیل في صنع اهلل وج ��وده ،وانقطاع فیضه
ً بزماني ّ
ّ وكرم���ه ،فیؤمننا الجواب عنه ّ
حتی یكون فارغا بأن اهلل تبارك وتعالی لی ��س
في زمان عن ش���أنه .بل هو اهلل العظیم الشأن الخالق للزمان والمكان ،لیس بینه
وبی���ن ش���أنه زمان ّ
حت���ی یلزم تعطیل ��ه فیه عن ذلك الش ��أن ،ولیس انته ��اء الزمان
والزمانی���ات إل���ی عدم غی���ر زماني یوج ��ب انقطاع فیض ��ه وكرم ��هّ ،
ألن االنقطاع ال ّ
زماني ّ
فتأمل. یصدق إلاّ بعدم ّ
ّ
اإلمكانیة في الفیض ّثم ّإن انقطاع الفیض إن كان من لوازم إمكانه ،فالنقصانات
ً ً
والك���رم ال یوجب نقصا في الذات .بل جعل الفی ��ض قدیما حینئذ یوجب انثالم
وح���دة الواجب تعال���ی ویفضي إلی أن یمتن ��ع عن األزل معناه ،تعال ��ی اهلل الواحد
القیوم أن یثني فیضه بثناء نفسه ،قال موالنا أمیر المؤمنین؟ع؟ :ولو كان شيء معه ّ
ً ً ً
قدیما لكان إلها ثانیا...
نس���أل اهلل التوفی���ق ألن نهتدي بداللة ّ
ولیه إلی س ��واء الطری ��ق ،وأن یجعله لنا خیر
!؟لايخ مأ ةقيقح ،يهانتماللا 61
ّ
دلیل وخیر ورفیق ،وصلی اهلل علیه وعلی آبائه صلوة بشأنه تعالی في حقهم تلیق...
ّ
واعلم ّأن كبـری هذا االس���تدالل من كالم اإلمام الصادق؟ع؟ ،حیث اس ��تدل به
ً ً الجسمیة ّ
ّ
بأن الجسم محدود ،و إذا كان محدودا كان قابال علی تنزیهه تعالی عن
للزیادة والنقصان .وفي هذا القدر كفایة لمن استبصـر».
ّ
«واهلل ج���ل جالله واحد ال واحد غی���ره ،ال اختالف فیه وال تفاوت وال زیادة وال
(((
نقصان».
الواد؟ع؟ : اإلمام ج
ّ متج���ز ئ وال ّ
ّ ّ ّ
متوهم بالقلة متج���ز ئ ،واهلل واحد أحد ال «إن م���ا س���وى الواحد
ّ ّ متجز ئ ،أو ّ ّ
متوهم بالقلة والكث���رة فهو خملوق دال عىل خالق وكل ّ والكث���رة،
(((
له».
وال یرد اإلش���كال عىل االعتقاد باس���تحالة وجود املوجود البس���یط ،بلزوم حصـر أجزاء
معی؛ وذلك ّأن االس���تحالة ال تكون يف مورد اجتماع أجزاءب�ل�ا هنایة ف مقدار حمصور ّ ن
ي
ٌ ً
تنتصف دامئا ،بل املقطوع به من موارد االستحالة هو ما إذا اجتمع ف حصـر ّ ن
أجزاء معی ي
ّ ً ّ ّ
ّ
عددي فال یتحقق عدد یس���تقل كل واحد مهنا عن اآلخر .مضاف���ا إىل ّأن التنصیف أمر
ً
غیر متناه منه بالفعل مطلقا.
ً ّ
الفلسفي موضوعا. انتفاء التسلسل والواجب
ً ً
وبناء عىل ما قلناه من اس���تحالة وجود الالمتناهي ثبوتا وبالذات،
ّ
الفلسفیة القائلة بعدم بطالن التسلسل .1ال یبىق للتسلسل موضوع ،فتبطل العقیدة
ترتب األ فراد ،أو عدم اجتماعها يف الوجود. ف صورة عدم ّ
ي
ً
توضی���ح ذلكّ :أنه حیكم العقل والبـرهان عىل اس���تحالة وجود ما ال هنایة له مطلقا _
صـرح بذلك أعالم العلم والدین حیث قالوا: وقد ّ
ّ
«إن وجود ما ال نهایة له محال».
(((
«فیل���زم ما قلناه م���ن وجود ما ال نهایة له ،مع اس ��تحالته بدلی ��ل وجوب حصـر ما
(((
وجد».
((( ّ
«فیؤدي إلى وجود ما ال نهایة له».
یؤدي إلى إیجاد ما ال یتناهى من المشتهیات».
((( «وذلك ّ
ّ
«وألن���ه یوج���ب علیه���م ّ
تقدم تكلی ��ف على تكلی ��ف إلى م ��ا ال نهایة ل ��ه ...وذلك
(((
محال».
«إن ذل���ك یقتضي ّ
تقدم تكلی���ف قبل تكلیف إلى ما ال یتناه ��ى ،وذلك محال».
((( ّ
ّ
«ألنه لو وجب ذلك ّ
(((
ألدى إلى وجوب ما ال یتناهى ،وذلك محال».
ّ
«إن وجود ما ال یتناهى محال على ما یأتي».
(((
على استحالته».
(((
ً ً ًّ
ومهیا صـرفا. يّ
احلقیق الذي یكون موجودا
ب) ّإن احلقیق���ة ال�ت�� تكون كذلك فهي ّ
متجز ية بالبداهة ،بل ً
بناء عىل الفرض ،فال ي
ّ ّ ّ
وجه للحكم علیه بالوجوب (ومن املسلم عندهم :أن املركب حمتاج ،واملحتاج ال یكون
ّ االمتدادیة خ
ال ّ ّ ً
الواقعیة. ارجیة واجبا) .والبس���اطة مبعىن عدم التركیب عن األجزاء
نعم كیف میكن الفلس���فة أن تقول ببس���اطة ذات خ
الالق تعایل وهي قائلة:
ّ
«فالعلة هي نفس الوجود الذي يصدر عنه وجود المعلول».
(((
ّ ّ
(((
«إن العلة تمام وجود معلولهاّ ...أن تمام الش ��يء هو الش ��يء وما يفضل عليه».
ّ ّ ّ
وجودي ومبدأ الكمال غير فاقد له ففي ذاته «إن ذات���ه المتعالية مبدأ ل���كل كمال
((( حقيقة ّكل كمال يفيض عنه وهو ّ
العينية».
ّ
«ال يشذ عنه وجود».
(((
حسي ،هناية احلمكة.166 ، ن حممد الطباطبائّ ، ّ .1
ي
حسي ،هناية احلمكة.269 _ 234 ، ن حممد الطباطبائّ ، ّ .2
ي
ن ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،بداية احلمكة.162 ، ّ .3
ي
حسي ،بداية احلمكة163 ، ن حممد الطباطبائّ ، ّ .4
ي
ن ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،هناية احلمكة.226 ، ّ .5
ي
!؟لايخ مأ ةقيقح ،يهانتماللا 67
ّ
ّ
محصل «ق���ول بعضهم ّإن علة اإليجاد مش ��يئته و إرادته تعال ��ى دون ذاته كالم ال
له».
(((
(((
«حقيقة الوجود ...ال ثاني لها فهي واجبة الوجود بالذات».
ّ
«واج���ب الوجود تعالى حقيقة الوجود الصـرف التي ال ثاني لها ...إذ كل ما فرض
ً ً
(((
ثانيا لها عاد ّأوال».
ّ ّ ّ ّ
الوجودیة النازلة عندهم _ هي املفیضة بأن :علة الكل _ بل وسائر املراتب وهي القائلة
ً
واملعطی���ة لوج���ود غیرها ،واملعطي ال یكون عندهم فاقدا مل���ا یعطي ّمما یوجده يف ذوات
املمكن���ات ،بل تكون املعل���والت _ وهي املراتب النازلة للوج���ود عندهم املحاطة حبیطة
ّ ال ّ ّ
العلة ولو بنفس أعیاهنا خ
االمتدادیة ارجیة وجودات ما فوقها _ غیر خارجة عن وجود
ّ
املتجز ية.
كتاب بداية احلمكة وهنایهتا إىل ما ليس يف احلقيقة ّ ّ ّ
و يأول معىن العلية واملعلولية يف ي
ّ ّ ً ّ ً لاّ
بإياده،
متقوما بوجود الكل ال ج الزء الذي ليس خارجا عن الكل ،بل يكون إ معىن ج
حسي ،بداية احلمكة.162 ، ن حممد الطباطبائّ ، ّ .1
ي
ن ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،هناية احلمكة.268 ، ّ .2
ي
ن
حسي ،بداية احلمكة.156 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .3
ي
ن ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،بداية احلمكة.157 ، ّ .4
ي
68 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ً
ومن الغر يب أنهّ م ّمسوا ذلك تشكیكا ومحل حقيقة ورقيقة! وما التفتوا إىل ّأن ما ابتدعوه
ّ ً ّ
واملعان ال يخ تلف
ي الزء وال���كل!
ومس���وه تش���كیكا ومحل حقيقة ورقيق���ة مها نفس معىن ج
بصـرف تغيير األ لفاظ والعبارات الفارغة:
((( ّ
اإلمكانية كائنة ما كانت ...محاطة له بمعنى ما ليس بخارج». «الوجودات
ّ
«إن الموج���ود الرابط ...هو موجود في غيره ...بمعنى ما ليس بخارج ...ال بمعنى
ّ ّ
(((
الجزئية والتركب ...وهو نوع من حمل الحقيقة والرقيقة».
ّ
«إن ما س���واه من الموجودات معاليل له ...حاضـرة عنده بوجوداتها».
(((
ن ّ
شء مع إضافة غیره إلی���ه ،فوجوده عندهم
ي كل و یعتبـ���ر فهیم���ا ذات اهلل تعاىل ع�ی��
تعاىل مساو لوجود مجیع األشیاء!:
ّ ّ
«إن العلة تمام وجود معلولهاّ ...إن تمام الش ��يء هو الش ��يء وما يفضل عليه».
(((
(((
«من الواجب في التشكيك أن يشمل الشديد على الضعيف وزيادة».
بأن« :الواجب واجد لوجود غیره بنحو أعىل ّ
وأمت؟!» إن قلت :مفا هو قوهلم ّ
ّ ّ ّ
للتخلص عن اإلش���كالّ ، ً ّ
والتمامیة عندهم العل���و فإن قل���ت :كل ذلك ال یفید ش���یئا
ّ
«واجدیة العلة للمعلول وأن یفض���ل علیه» ،و إنهّ م یقولون:حیث ّإن املعلول یكون
ّ ه���و:
ّ ً
يف وج���وده حمدودا ووجود العلة غیر متناه ،فه���ي واجدة لوجود املعلوالت بنفس أعیاهنا
ّ ال ّ خ
ارجیة دون حدودها املس���تلزمة لكون العلة حمدودة ومتناهیة؛ وهذا هو معىن المكال
والتمام عندهم فال تغفل.
حسي ،هناية احلمكة.301 ، ن حممد الطباطبائّ ، ّ .1
ي
حسي ،هناية احلمكة.242 _ 241 ، ن حممدالطباطبائّ ، ّ .2
ي
ن ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،هناية احلمكة.290 _ 289 ، ّ .3
ي
حسي ،هناية احلمكة.269 _ 234 ، ن حممد . 4الطباطباىئّ ،
حسي ،هناية احلمكة.118 ،ن الطباطبائّ ،
حممد ّ .5
ي
!؟لايخ مأ ةقيقح ،يهانتماللا 69
ّ
السبزواري يف حاشیة األسفار: قال
ً ً
«وذل���ك الوجود الوس���یع أیضا ه���و هذه الوج ��ودات لكونه جامعا له ��ا بنحو أعلى
ً
وأبس���ط في مقام ذاته الش���امخ ،وتلك الوج ��ودات أیضا هي ه ��و لكونها ظهوراته،
(((
فهي حا كیة ّإیاه بنحو الضعف وهو حاك ّإیاها بنحو التمام».
ّ ّ
فإنا إذا فرضنا دوائر موجودة بعضها أوس���ع من بعضها اآلخر حمیطة هبا لكان كل دائرة
حماطة بوجود دائرة أوس���ع مهناّ ،
ولكن الدائرة األوس���ع مهنا املحیطة هبا ال تكون حمدودة
حب���دود وج���ود الدائرة املحاطة ،بل تفضل علهیا بز ی���ادة من الوجود الذي ال تكون تلك
ن
الدائرتی حتهتا، الز یادة للدائرة املحاطة ،وكذلك الدائرة الثالثة األوسع مهنما حتیط بوجود
وكذلك حتیط دائرة رابعة مبا حتهتا من الدوائر ،وهكذا إىل ما ال هنایة له عندهم.
ّ ّ
املحاطیة تكون ه���ذه اإلحاط���ة تكون عندهم ه���ي واقع معىن العل ّی���ة ،كما ّأن ه���ذه
بأن تقابل وجود خ
الالق یصـرحون ّ املعلولیة ،وهلذا قد ترى أنهّ م ّ
ّ عندهم هي حقیقة معىن
ّ ّ بأن املعلول _ ىّ والكل ،و یقولون ّّ
س���مان منه _
ي ال
املادي ج حت الزء
واملخل���وق هو تقابل ج
ّ ً ّ ً
املادي. ال ّ
سمي یكون حاضـرا يف وجود علته وحماطا به بنفس وجوده ج
جاء يف «هنایة احلمكة»:
«من الواجب في التشكیك أن یشمل الشدید على الضعیف وزیادة».
(((
�ملیة واألوس � ّ
�عیة وفقد السلب بما هو سلب ّ
الوجودیة ،كاش���فة عن األش � ّ الحقیقة
(((
الوجود».
وف «تعلیقة هنایة احلمكة»:
ي
ّ ّ
تعلق ��ه بالموجود ّ ًّ ً ّ ّ
الماد ّي بما أنه حضوریا فیمكن «وأم���ا علم العل���ة بالمعلوم علما
بأنه :ال حضور للموجود ّ ّ موج���ود ّ
الماد ّي لنفس ��ه فكیف یكون ماد ّي .واإلش���كال
ً
حاضـ���را للعالم؟ مندف���ع ّ
بأن غیبوبة أجزائ ��ه بعضها عن بع ��ض ال تنافي حضورها
(((
للفاعل المفیض».
وف كتاب «وحدت از دیدگاه عارف وحكمی»:
ي
«التش���كیك ،في مرأى العارف ومشهد شهوده بمعنى سعة وضیق مجالي ومظاهر
(((
الحقیقة الواحدة».
ّ
السبزواري يف حاشیة األسفار: و یقول
ً المادة عن حیطت���ه بل حضورها له بنحو أش � ّ�د ّ ّ
یش���ذ ّ
ألن لها حض ��ورا للفاعل «ل���م
ّ ّ
الجمعیة وحضوره في كل دابـر بالوجوب ...بالنس���بة إلى المبدإ المحیط ووحدته
ّ ّ ّ ّ
متجدد وزائل وداثر ،وأنه األصل الثابت في كل أصل وحاضـر وغابـر ،وثباته في كل
ّ
وف���رع ،والمعنى المحفوظ في كل صورة وش ��كل ووض ��ع ،فالفرق بما هو فرق عین
الجمع ،والغیبة بما هي غیبة عین الحضور».
(((
ً
ومن هنا ترى أنهّ م عمدوا _ خالفا للعقل والبـرهان والضـرورة والوجدان _ إىل حتر یف معىن
ّ
«التركیب» عن معناه الواضح عند كلانسان بسیط ،إىل معىن «التركیب من الوجود والعدم!»
ن
حسي ،هناية احلمكة.20 _ 18 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .1
ي
72 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
وال تغف���ل ع���ن ّأن القول بوج���ود حقیقة غیر متناهیة ال جزء هل���ا ،وال كل ،وال امتداد،
وال زمان ،وال مكان ،وال جهة ،وال كیف ،وال صورة ،و ...وهو مع هذا ال یخ رج عن حیطة
بال ّد.
شء من األشیاء ،أشبه باهلزل منه ج وجوده ي
ّ ّ ّ ّ ّ
واملحاطیة، الوجودیة والشدة والضعف هو اإلحاطة واملعلولیة ج) إذا كان معىن العل ّیة
ّ ّ ّ
وكان وج���ود كل مرتبة م���ن احلقیقة املفروضة معلال مبا فوق���ه ،فلیكن كل ما فوق كذلك
لاّ ً ً ً
اقتضاء لعدم انقطاع السلس���لة ،وامتناع الوصول إىل املرتبة الالمتناهیة إ أیضا أبدا_ ،
حت بعد وجود عدد ال متناه من املراتب! _ فال یبىق حینئذ مال إلمكان وجود الواجب یّ
ج
لاّ فضال عن وجوب وجوده! ّ ً باإلمكان ّ
فإن املرتبة الالمتناهیة یستحیل وجودها إ العام،
ً
بعد وجود مراتب المتناهیة ،وانهتاء الالمتناهي خالف كونه المتناهیا.
املعلولیة هاهنا دون هناك؛ ّ األول هو أخذ عنوان بی هذا اإلشكال واإلشكال ّ (والفرق ن
والعجب من الفلس���فة حیث إنهّ ا مع االعتراف باس���تحالة عدم التناهي يف العلل ،یستند
إىل الدلیل املذكور إل ثبات واجهبا!!)
ً ّ ّ ً
مضاف���ا إىل ّ
تقتض
ي أیضا األش���ـرف باإلمكان عندهم اة املس���م ة الفلس���فی القاعدة أن
ّ ّ ّ
بنفس���ها أن ال یتحق���ق ممكن وال واج���ب ،وذلك ّأن وجود كل ممك���ن یتوقف عىل وجود
خاصة فإنه ال موجب لتحدید املراتب املمكنة بالذات ،مبرتبة ّ ممكن أشـرف مهنا وهكذا _ ّ
ً
شء من املمكنات مطلقا ،هذا من ناحیة املمكنات. مهنا _ فیمتنع أن یوجد ي
ً
فإنه میتن���ع أن یكون هناك واجب وذلك ّأنه كما أیضا ّ وأم���ا من ناحیة وجود الواجب ّ
ّ قلنا ال موجب لتحدید مراتب الش���ـرافة مبرتبة ّ
خاصة مهنا ،فكل مرتبة من املراتب جیب
أن یك���ون فوقها مرتبة أش���ـرف مهنا وهك���ذا ،فال تصل النوبة إىل إم���كان وجود الواجب
ً
فضال عن وجوبه.
وقوهلم« :ال مناص عن وجود الواجب لذاته ،الس���تحالة الدور والتسلس���ل» ال یفید
لاّ
إثبات الواجب إ بعد:
!؟لايخ مأ ةقيقح ،يهانتماللا 73
اال لت���زام بتناهي السلس���لة ،والرج���وع عن« :الق���ول بكون الواجب ه���و نفس املرتبة
الالمتناهیة من مراتب السلسلة ذات املراتب» ،وعن «القول بقدم العامل»؛
ّ ّ ً و إلاّ مفع عدم اال لتزام بكون خ
بالزء والكل
الالق تبارك وتعاىل متعالیا عن اال تصاف ج
والتناه���ي وع���دم التناه���ي وعن الوق���وع يف السلس���لة ذات املراتب ،ومع إن���كار حدوث
ً
تناقضا ن لاّ
بی الدلیل العامل ،و إنكار استحالة مطلق الالمتناهي ،فلیس كالمهم املذكور إ
الوهر ّیة ّ
األزلیة وقدم العامل وعدم ّ
الذات واحلركة ج والنتیج���ة ،بداهة ّأن القول باحل���دوث
ي
تناهي سلسلة املوجودات و إمكان وجود املرتبة الالمتناهیة حلقیقة الوجود یكون الكالم
شء من طر یق يّ
احلقیق فكی���ف میكن إثب���ات ي املذك���ور نف���س القول بالتسلس���ل مبعن���اه
إبطاله؟!
ّ
ونق���ول ببی���ان خمتصـرّ :إن إثبات وجود املرتبة الالمتناهی���ة ،یتوقف عىل إثبات امتناع
وجودها يف نفس االس���تدال ل من جهة اس���تحالة التسلسل وامتناع ذهاب السلسلة إىل
مرتبة المتناهیة ،وهو تناقض ظاهر.
(((
اإلمام الصادق؟ع؟:
«فإن كنت صنعهتا وكانت موجودة فقد استغنیت بوجودها عن صنعهتا».
(((
. 1ال يخىف أنه يش���كل أمر إثبات الواجب عىل أصحاب الفلس���فة من ناحية عدم إمكان إبطال الدور
ً
یأت يف مبحث نقد برهان الوجوب واإلمكان. عىل مبانهيم أيضا كما ي
ّ ً ًّ
أزليا مالزما لوجود علته ،فال وجه لتس���مية وذلك ّأنه إذا كان جيوز عندهم أن يكون ممكن الوجود
ً ً
املتالزمي يف الوجود واجبا واآلخر ممكنا ،بل إذا جاز أن يكون الوجود األز ّيل
ن أح���د هذي���ن األمر ين
ن ّ ن ً
مس���تندا إىل غيره ،فاملتالزمان يكونان يف هذا األمر س���واء ،فيصبحان ممكني أزليي يس���تند وجود
ً ً ً
واإلياد يكون _ عىل هذا الفرض _ شيئا اعتبار ّيا صـرفا، ج كل مهنما إىل اآلخر ،حيث ّإن أمر االستناد
ّ
االعتباري يتعاكس بتعاكس االعتبار. واألمر
ن
املؤمني؟ع؟ :ولو وهذا هو نفس القول بالدور الباطل عند مجيع العقالء بالضـرورة .وعن اإلمام أمير
ً ً ً
كان قدميا لكان إهلا ثانيا( .حبار األنوار.)255 / 4 ،
. 2التوحيد ،290 ،عنه حبار األنوار.50 / 3 ،
74 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
بالشدة والضعف يف عرض االختالف بالز یادة ّ د) ّإن االعتقاد بكون اختالف األشیاء
ً
موجا كان أو ّ والنقصان ممنوع _ ىّ
ذرة حت يف املثال املشهور عىل ألسنهتم يف ذلك حبقیقة النور _
ّ
كال ّط والعدد واحلركة و...
لتبیی القول بالتشكیك خ ن الت میثلون هباأو _ ...بل يف سائر األمثلة ي
ّ ف���إن ّكل ما س���وى خ
الالق تعاىل فهو میكن أن یوج���ده و ّإن كل ما میكن أن یوجد فرد ّ
عددي ّ ّ
متجزئ ّكم ّي ،ومن ّ من���ه فیج���وز أن یوجد له ثان ،وكل ما میكن الز یادة علیه فهو
ّ لاّ الواضح ّأن اختالف ّ
یتصور إ بالز یادة والنقصان ال غیر؛ فال وجه للقول الكم والعدد ال
بالش���دة والضعف يف عرض اختالفها بالز ی���ادة والنقصان ،وقد ّ بكون اختالف األش���یاء
اعترفت بذلك الفلسفة حیث تقول:
ّ
بالشدة والضعف وهو ض ّ
ـروري أو قریب منه ،نعم «إن ّ
الكم ال یوجد فیه التشكیك ّ
خط أزید من ّ
خط في الطول ،إذا یوجد فیه التشكیك بالزیادة والنقص كأن یكون ّ
ً
وجودا ،ال في ّأن له ّ
ماهیة الخط ،وكذا الس ��طح یزید وینقص من سطح قیس إلیه
((( ّ
التعلیمي». آخر من نوعه ،وكذا الجسم
ً ً
لكنه ال وجهممكنا ف نفس���ه ّ
ي أمرا ّ
بالش���دة والضعف هـ) ّإنا ولو فرضنا كون االختالف
ً الدع���اء كون ّ ّ
ش���دة الوجود مناطا للوجوب .بل لقائل أن یعك���س األمر و یقول إذا كانت
اشتدت املرتبة ّ ّ
فكلما ّ
اشتد الفقر واالحتیاج. مرتبة ضعیفة من الوجود حمتاجة إىل غیرها
واأل لطف يف املقام هو أن یقول قائل بوجوب وجود اهلیوال! حیث ّإن اهلیوال _ أو ّمسه
فعلیته أن ال ّ
فعلیة له! كما یقولون: ما شئت _ عندهم هو ما یكون ّ
«إذا أخذنا مرتبة ضعيفة واعتبـرناها مقيسة إلى ما هي أضعف منها وهكذا ّ
حتى ننتهي
فعلية أن ال ّ
ّ ّ لاّ ّ
فعلية لها».
(((
والفعلية ليس لها من الفعلي ��ة إ إل���ى مرتبة من الكمال
�تمر كمال بالنس ��بة إل ��ى ّ
حد م���ن حدود ه���ذا الوجود الواحد المس � ّ ّ
«ف���كل ّ
الحد
حتى ينتهي إلى كمال ال نقص معه، وقوة بالنسبة إلى ّ
الحد الالحق ّ السابق ونقص ّ
((( فعلية ال ّقوة معها كما ابتدء من ّقوة ال ّ
فعلية معها». أي ّ
ّ ّ لاّ
فعلية أنها ّقوة ال فعل «تنتهي حركة الجوهر من جانب البدء إلى ّقوة ال فعل معها إ
((( المادة األولى ومن جانب الخت ��م إلى فعل ال ّقوة معها وهو ّ
التجرد». معه���ا وهو ّ
ّ
الصدرائیة: تزعم الفلسفة
«أن الوج���ود حقیق���ة واحدة بس���یطة ذات مراتب مختلفة بالش � ّ�دة والضعف ،وال
ّ
ّ لاّ
یكون االختالف بین مراتبها المختلفة إ بنفس حقیقته البس ��یطة ،كل مرتبة منها
ففوقها مرتبة ّ
أشد منها محیطة بها إلى أن تصل إلى مرتبتها الالمتناهیة ،وهي مرتبة
حسی ،هناية احلمكة.19 ، ن حممد الطباطبائّ ، ّ .1
ي
حسی ،هناية احلمكة.200 ، ن حممد الطباطبائّ ، ّ .2
ي
ن ّ
الطباطبائ ،حممد حسی ،هناية احلمكة204 ، ّ .3
ي
حسی ،بداية احلمكة.72 ، ن حممد الطباطبائّ ، ّ .4
ي
ن ّ
الطباطبائ ،حممد حسی ،بداية احلمكة.124 ، ّ .5
ي
76 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ یتص���ور ّ
ّ
أش���د منها ،بل هو فوق ما ال یتناهی بم ��ا ال یتناهی ،ودون كل مرتبة منها ال
ً
أیضا مرتبة أضعف منها ّ
حتى تصل إلى مرتبة ال أضعف منها».
ّ ّ ّ
فنقول :إن القول بالشدة والضعف يف الوجود ،إما أن ي
یبتن:
ّ
االستعدادي عىل اإلمكان
ّ
املاهوي و ّإما عىل اإلمكان
ّ
الفقري و ّإما عىل اإلمكان
املبان الثالثة ونقول:
فنبحث عن ذلك عىل ي
ّ
االس���تعدادي فبطالن ّ
الش���دة والضعف إن أر ید به ّ )1إن اإلمكان الذي ّ
تصورت فیه
ن
احلاكمی حبدوث العامل وكون املخلوقات بأس���ـرها ذات بدء املب�ن�ى عند العقل والنقل _
وبی تفصیل ذلك يف أزلی���ة الفعل بالذات _ یكون من الواضح���ات ّ ،ن وح���دوث وامتناع ّ
ّ
املصنوعیة. ّ
املخلوقیة وآیة البحث عن مالك
ً
مضافا إىل ّأن التعبیر ّ
بالشدة والضعف يف الوجود عن االختالف يف االستعداد ال یناسبه
غض النظر عن ذلك ّكلهّ ،إن خ
الالق تعاىل ال طر ًا؛ ومع ّ
وأجنب عن حقیقة معناه ّّ ً
أصال
ي
ّ
القوة واالستعداد ،وذلك حیث إنه تكون یقع بالذات ف ضمن سلسلة ال تأىب أفرادها عن ّ
ي
ّ
االمتدادي ،واهلل تعاىل خالق املقادیر ومبائن هلا بالذات. ّ
القوة واالستعداد ملكة للموجود
ّ
املاهوي املقابل ّ
الش���دة والضعف اإلم���كان .2إن أر ی���د باإلم���كان الذي ّادعیت فیه
الش���دة والضعف فی���ه مناقض حلقیقة معىن إمكانهّ ،
فإن مع ّ للوجوب واالمتناع ،ففرض
ً ّ ّ
طرف الوجود والعدم للممكن فإن كان الطرف اآلخر ممكنافرض الش���دة واألولو یة ألحد ي
ً ً
أیضا ،فاألولو ّیة لیس���ت بأولو ّی���ة ،و إن مل یكن ممكنا فقد انقلب اإلمكان إىل الوجوب أو
االمتناع.
ً ّ ً
الالق جل وعال لیس مس���انخ ا مع أفراد سلس���لة جیوز
مضاف���ا إىل وض���وح ّأن وجود خ
!؟لايخ مأ ةقيقح ،يهانتماللا 77
ّ
«إن م���ن الموجودات الرابطة ما یقوم بط ��رف واحد كوجود المعلول بالقیاس إلى
واحدا مستقلاّ هو الواجب ّ
ً ً ّ لاّ ّ
عز اسمه تتضمن إ وجودا علتهّ ...إن نشأة الوجود ال
والباقي روابط ونسب و إضافات».
(((
ّ ّ
«إن وج���ود المعلول بقیاس���ه إلى علت ��ه ،وجود رابط موجود في غی ��ره ،وبالنظر إلى
((( ّ
عرضي». ّ
جوهري أو ماهیته التي یطرد عنها العدم وجود في نفسه ّ
ّ لاّ
«ال حكم للمعلول إ وهو لوجود العلة وبه».
(((
ّ ّ
العل���ة والمعل���ول بمعناهم ��ا المتع ��ارف ف ��ي األذه ��ان ال یج ��ري عل ��ى ّ
األول «إن
حسي ،هناية احلمكة.31 _ 28 ، ن حممد الطباطبائّ ، ّ .1
ي
ن ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،هناية احلمكة.31 ، ّ .2
ي
ن
حسي ،هناية احلمكة.157 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .3
ي
ن ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،هناية احلمكة.176 ، ّ .4
ي
!؟لايخ مأ ةقيقح ،يهانتماللا 79
ّ
الصمدی ��ة التي ال تعال���ى وآیات���ه الت���ي هي مظاه���ر أس ��مائه التي هي ش ��ؤون ذات ��ه
ًّ ً ّ
تقابلیا ،بل ج���وف لها ،و ّإن التمای���ز بین الحق س ��بحانه وبین الخلق لیس تمای ��زا
ّ
اإلطالقي... تمیز المحی���ط عن المح ��اط ّ
بالتعین إإلحاط � ّ�ي والش ��مول التمای���ز ه���و ّ
ّ ّ ّ
اإلحاطي حائ ��ز للجمیع وال یش ��ذ عن حیطته ش ��يء فهو الحقیق���ي وه���ذا اإلط�ل�اق
الحي ّألنه ّ ّ ّ ّ
القیوم أي القائم لذاته الحقیقي وهو س���بحانه محیط بكل شيء الكمال
ّ
والمقیم لغیره ...،وكون العلة والمعلول على النحو المعهود المتعارف في األذهان
((( الس���افلة لیس علی ما ینبغي ّ
بعز جالله وعظموته س ��بحانه وتعالى».
ّ ّ
صمدي فهو الواحد الجمیع».
(((
«حیث إنه تعالى وجود
یعدوننظریة وح���دة الوجود _ وف ��ي صدرهم العرفاء ّمن ��ا _ ّ
«إن المدافعی���ن ع���ن ّ ّ
نظریتهم لیس ف ��ي الدار غی ��ره ّ ّ
فإن���ه على وف ��ق ّ ّ
دیار ،وال منكری���ن لقان���ون العل ّیة،
واقعیة واحدة م���ن جمیع الجهات ،وبالجملة ف�ل�ا ّ
اثنینیة في البین واقعیة س���وى ّ
ّ
ّ
حت���ى یبحث عن ارتباط ّ
واقعی���ة مع األخرى ،بل العرف ��اء القائلین بوحدة الوجود
ّ ّ ّ
(((
والمعلولیة». الممحضون في ذلك یجتنبون من استعمال لفظ العل ّیة
ّ
ّ
واملعلولیة بل وبالنظ���ر إىل م���ا ّقدمناه من اعتقاد أصحاب الفلس���فة يف معىن العل ّی���ة
ّ تصـرحیاهتم بذلك یظهر ّأنه ال تفاوت ن
بی أصحاب الفلس���فة والعرفان يف تفس���یر العل ّیة
فإنه یقول القائل نفسه: واملعلولیةّ ،
ّ
ّ ّ ّ
«إن حقیقة المخلوقات هي نفس ظهور ذات الحق وتجلیه».
(((
و یقول غیره:
ً ّ
«المعلول قائم بعلته المفیضة لوجوده ،وما هذا ش ��أنه ال یكون خارجا عن وجود
ّ ّ
علته ...ف�ل�ازم الوقوع في حیطته وعدم الخروج عنها ،كون األش ��یاء كلها حاضـرة
لدي ذاته».
(((
ّ
الگلپايگان128 ،ـ .129 ان عل ّ
الرب ّ الس���بحان ،جعفر ،تلخيص اإلهليات ،تلخيص ّ
ّ .1
ي ي ي ي
ّ ّ
. 2تعلمی الفلسفة ،املصباح اليزدي ،حممد يّ
تق.
!؟لايخ مأ ةقيقح ،يهانتماللا 81
ّ ً ّ الحقیق���ة ّ
متقدما عن ش ��وب كث ��رة ونقصان ،و إم ��كان وقصور الوجودیة النوری���ة
ّ ّ ّ
وخف���اء ،بـ���ريء الذات عن تعلق بأمر زائد حال أو محل خارج أو داخل ،وثبت أنه
منور للس ��ماوات واألرض ،وبوجوده منش ��أ ّ
وبهویته ّ بذاته ّفیاض وبحقیقته س���اطع
ً ً ً ّ
تبین وتحق���ق ّأن لجمیع الموجودات أصال واحدا أو س ��نخا لعال���م الخلق واألم���رّ ،
ً
فاردا هو الحقیقة والباقي ش���ؤونه وهو الذات وغیره وأس ��ماؤه ونعوته وهو األصل
وما سواه أطواره وشؤونه ،وهو الموجود وما ورائه جهاته وحیثیاته.
م���ن أح���د من هذه العبارات ّأن نس ��بة الممكنات إل ��ى ذات ّ
القیوم تعالى یتوه ّوال ّ
ّ ّ
ّ
االثنینیة في والمحل ّیة ّ
مم ��ا یقتضی ��ان یك���ون نس���بة الحلول ،هیه���ات ّإن الحال ّی ��ة
ّ ّ
الوجود بین الحال والمحل ،وهاهنا أي عند طلوع شمس التحقیق من أفق العقل
ّ
المتن���ور بنور الهدای���ة والتوفیق ،ظه ��ر أن ال ثاني للوج ��ود الواحد األحد ّ
اإلنس���اني
ّ ّ
الوهمیة ،وارتفعت أغالیط األوهام. الحق ،واضمحلت الكثرة
ّ ّ
واآلن حصح���ص الح���ق ،وس���طع ن ��وره الناف ��ذ ف ��ي هی ��ا كل الممكن ��ات یق ��ذف
مما یصف ��ون إذ قد ّ
وللثنویی ��ن الوی ��ل ّ ب���ه عل���ى الباط���ل فیدمعه ف���إذا هو زاه ��ق،
ً لاّ ّ
انكش���ف ّأن كل ما یقع اس���م الوج ��ود علیه ولو بنح ��و من األنحاء فلیس إ ش ��أنا
ً م���ن ش���وؤن الواحد ّ
القی���وم ،ونعتا من نع ��وت ذات ��ه ،ولمعة من لمع ��ات صفاته.
ً ّ ً
فما وصفناه ّأوال ّأن في الوجود علة ومعلوال بحس ��ب النظر الجلیل قد آل آخر األمر
ّ ً ً ّ ّ
حقیقی ��ا والمعلول جهة من العرفاني إلى كون العل ��ة منهما أمرا بحس���ب الس���لوك
ّ تطوره ّبالعلة وتأثیره للمعلول إلى ّّ ّ ّ
بحیثیة ال وتحیثه المسمى جهاته ،ورجعت عل ّیة
انفصال شيء مبائن عنه».
(((
ّ ّ
السبزواري عند قوله «مفا وصفناه »...بقوله: وعلق علیه
ّ ً
الذهني :إیجاده لألشیاء اختفاؤه «ما أقرب هذا من قوله قریبا من مبحث الوجود
فیه���ا مع إظهاره ّإیاها ،و إعدامه لها في القیامة الكبـرى ظهوره بوحدته وقهره ّإیاها
ّ ّ بإزال���ة ّ
تعیناته���ا ،ولیس المراد أنه ظهر خ�ل�اف ما وضع بل إن ��ه كان یترائی البینونة
ّ ّ ّ
العزلی���ة ولی���س األمر كذل���ك فاحكم بالعل ّی ��ة ولكن تصـ � ّ�رف فیها بأنها التش ��أن ال
ّ
ّ ّ ّ ً
المعتزلي فإنه تعالى ل ��م یلد ولم یولد بل كل یوم هو التوحی���د [!!] مث�ل�ا كما یقوله
في شأن».
(((
ّ
وعلق عىل قوله «فكذلك املعلول له »...بقوله:
ً
«ومعل���وم ّأن األثر لیس ش���یئا عل ��ى حیاله ،بل هو ظهور مبدئ ��ه ،والغرض من هذا
لاّ
الخاص ّـي في لس ��ان القوم إ ّأن الوجودات
ّ البیان أن لیس المقصود من التوحید
ً ً ً الغني وروابط محضة إلى ّفق���راء بحتة إلى اهلل ّ
القی ��وم الصمد ذواتا وصفاتا وأفعاال،
وظه���وره منطو في ظهوره كما ف ��ي الدعاء یا نور ّكل نور ،و ّإن الوجودات ّ
متقومات ٍ
((( بذواتها بذاته ،وذاته ّ
مقومة بذاته لذواتها».
ً
وتقول الفلسفة أیضا:
ً ً
موجودا في ّ ً ّ
حد نفسه ،ال یمكن أن یصیر موجودا بتأثیر «إن ما ال یكون وجودا وال
الغیر و إفاضته ،بل الموجود هو الوجود وأطواره وشؤونه وأنحائه».
(((
ّ ّ
(((
«إن غیر المتناهي قد مأل الوجود كله ...فأین المجال لفرض غیره».
«وأما تفس���یر حصـر الوج���ود في اهلل بأن یكون اهلل هو الموجود بالذات وما س ��واه ّ
ً
�دا لغی ��ره فال یتالئ ��م مع الوحدة الش � ّ ُ ً
�خصیة وج �
موج���ودا بالغی���ر وأن یك���ون اهلل م ِ
ً
(((
للوجود أبدا».
ً ّ لاّ
(((
«لیس موجود إ اهلل وكل ما یكون غیر وجهه فهو معدوم دائما».
ًّ ً
رابطیا كالعرض، «في العرفان لیست نسبة وجود العالم مع الواجب تعالى وجودا
ّ
المتألهین ّ ً ًّ
قدس س� � ّـره على ذلك ال یفید ربطیا كالحرف ،و إصـرار صدر وال وج���ودا
�خصیة للوجود فللوجود مصداق واحد ّ ألن على أساس الوحدة الش � ّ ً
ش���یئاّ ،
فقط
ً لاّ
(((
وهو الواجب الذى یكون مستق وال مصداق لغیره أبدا».
«إذا ینبغ���ي أن یكون الهدف األس ��مى هو العود إلى ذلك األص ��ل واندراج وانطفاء
ّ
الواجبیة ،كما تندرج القطرة في البحر ،وهذا هو معنى الفناء ذواتن���ا في ّ
طي الذات
ّ
الحقیقي للذات ،فال غضاضة بعد ذلك إذا ما س ��ئلت القطرة :ما أنت؟ فتقول :أنا
البحر!»
(((
ّ
«إن وجوده س���بحانه غیر متناه ،وحیث یك ��ون كذلك ،فال یمكن أن یفرض هناك
ّ لاّ
(((
وجود ...إ والحق سبحانه واجد لها».
أق���ول:وم���عه���ذهالتصـرحی���اتالواضح���ةفكی���فمیك���نأن ّیدع���ى:
ّ ّ
العرفاني «وهذه الوحدة التي قال بها صدر المتألهین لیس ��ت ه ��ي وحدة الوجود
ّ
الشخصیة!»
((( والصوفيّ .
ویعبـر عنها بوحدة الوجود ّ التي یقولها العارف
ً
كما ال وجه ملا قد یقال تناقضا:
ّ ّ الكم .وسیأتي في ّ ّ
خواص ِ ّ
األخص أنه عند اإللهیات بالمعنى «التناهي وعدمه من
الحق سبحانه وتعالی غیر متناه فال یراد به التناهي الذي یعرض ّ ّ ما یقال ّ
الكم، بأن
ً فلو فرض وجود غیر متناه آخر غیر اهلل تعالى ّ
فإن هذا ال یجعله واجبا .إذ الالتناهي
((( في الواجب سبحانه وتعالى غیر الالتناهي الذي یعرض ّ
الكم!»
ً ّ
فإن من الواضح ّأن من التفت إىل معىن الالمتناهي كما هو حقه ال یرى جماال لوجود ّ
ن
أس���اطی الفلس���فة والعرفان شء آخ���ر س���واه بوجه م���ن الوجوه ،وقد اعترف بذلك ّ
أي ي
والتصوف .ومن الطر یف ّأن القائل یقول بنفسه: ّ
«وأن���ه تعالى غیر متناهي ال���ذات وال محدودها ،فال یقابل ذات ��ه ذات و إلاّ ّ
لهدده
ّ
(((
بالتحدید».
و یقول:
ّ ّ
«إن ص���در المتألهی���ن ...بع���د تبل ��ور أفكاره في مس ��ائل ومباح���ث الوجود ذهب
ّ
الش���خصیة للوجود ،وهي عین رأي العرف ��اء اإللهیین .وص ّـرح إل���ى القول بالوحدة
أي ش ��يء في الوجود عدا الذات والصفات الش���یرازي ...یش���یر به إلى عدم وجود ّ
ّ
واألفعال ّ
اإللهیة...
َّ
یق���ول [مال صدرا]ّ ...‘‘ :إن وجوده تعال ��ى ...یكون كل الوجود ...فالحقیقة إذن
ّ ّ ّ
واح���دة وه���ي الحق تعال���ى ،وما عداه ش ��ؤون وأط ��وار وانعكاس وظ ��ل لتجلیات
ٌ
عكوس في المرایا أو ظالل... اإللهیةّ ...كل ما في الكون ٌ
وهم أو خیال أو ال���ذات ّ
ّ ّ
احليدريّ. . 1رزق ،خليل ،قراءة يف مرتكزات احلمكة املتعالية ،164 ،من حماضـرات السيد كمال
ّ ً
احليدري. . 2شـرح بداية احلمكة، ،380/1رزق ،خليل ،تقر يرا ألحباث السيد كمال
ّ
عقائدية،.38 / 3 ّ
احليدري ،كمال،حبوث .3
!؟لايخ مأ ةقيقح ،يهانتماللا 85
ً
ما نحن بصدده من ذي قبل إن شاء اهلل من إثبات وحدة الوجود والموجود ذاتا
تعیناتوحقیقة ،كما هو مذهب األولیاء والعرفاءّ ...إن الوجودات ...من مراتب ّ
ّ
الحق ّ
األول’’».
(((
ّ
احليدري. . 1رزق ،خليل ،قراءة يف مرتكزات احلمكة املتعالية ،171 _ 167 ،من حماضـرات السيد كمال
احليدري ،كمال،دروس يف احلمكة املتعالية،.246 /1 ّ .2
ّ
احللب. ّ
اإلصفهان ،التقر یرات ،بتقر یر الشیخ حممود ّ
.3ميرزا مهدي
ي ي
اإلصفهان مبتدع مدرس���ة التفكيك ،وهو كان يظهر املخالفة الش���ديدة ّ ّ
مهدي (واملؤل���ف ه���و امليرزا
ي
ولكن���ه مل يأت مع األس���ف بش���ـيء غير ما نس���جه العرفاء والفالس���فة يف مقام للفالس���فة والعرف���اء ّ
اإل ثبات ،وهو مع هذا ّيدعي أن مدرس���ته هي مدرس���ة القرآن وأهل البيت؟مهع؟!
ّ
واملتكل ن ّ
مي، الديني���ة وعقايد الفقه���اء مف���ال إیل مدرس���ته بع���ض من ال خبـ���رة له حبقائق املع���ارف
ّ ّ ً
وهلذا صار مذهب التفكيك من أعظم مصائب اإلس�ل�ام فعال ،ألنه يروج أوهام الفالس���فة والعرفاء
ورد عليه مجيع العلماء واملراجع الذين صـرح بذلك ّ والصوفية باسم مدرسة أهل البيت؟مهع؟ كما قد ّ ّ
فقط ال من حيث مطالبه شخصيته ّ
ّ الظن به بعضهم من جهة مؤسسه و إن حيسن ّ رأوا مكتوبات ّ
ّ
العلمية.
ً ّ ً ّ
وأش���د ضـررا عیل ش���يعة أهل الش���يخية وهم أعظم خطرا الهة تكون كفرقةمفدرس�ت�هم من هذه ج
ّ ً
یأت البحث عهنم عیل وجه أبسط يف مبحث نقد البيت؟مهع؟ من نفس الفلسفة والعرفان جدا ،و ي
مدرسة التفكيك).
ن ّ ّ ّ
احللب ،حممود ،املعارف اإلهلية( .755 ،واملؤلف من أساطي مدرسة التفكيك). ي .4
86 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
رب ّ
العزة .فهل أنت ذات ّ
مختصة بحضـرة ّ ّ
مختصة ب���ذات اهلل ،الذات «الحقیقة
لاّ ً ً
واهلل أیض���ا هو ذات؟ هل أنت حقیقة واهلل أیضا هو حقیقة؟ ال ،ال ،ك ! هذا یكون
ً ً ً ً ً ً
غلطا محضا! یكون كفرا محضا! إن كان هكذا فأنت أیضا تكون موجودا فى قبال
ً ً
(((
اهلل! وأنت تكون واحدا واهلل یكون واحدا آخر!»
ولهیة واندكا ّكیة؛ واإلنسان ال یقدر أن ّ
یتفوه بشيء».
((( «مشاهدتهّ ،
ّ ّ ّ
الذاتي .فما قیل‘‘ :إنه تعالى ظاهر باالس ��تدالل»، «إن ظه���وره تعالى یكون بظهوره
ًّ
(((
جدا». ضعیف
«واقع األمر هو ّأنه ال یكون في العالم شـرك ّ
بأي وجه».
(((
والتفوه ّ
بأن العامل موهوم ّ ونف وجود ما س���وى اهلل ّ
من الواضح أن مذهب السفس���طة ي
هلي عقیدة باطلة عىل أساس ضـرورة العقل والبـرهان ،وباال ّتفاق من مجیع أهل األدیان،
لاّ ّ
ولكن الفلسفة والعرفان یقوالن بأن ال وجود إ هلل وما سواه من املخلوقات واملوجودات
ً لاّ
لیس إ أوهاما وخیاالت كما قالوا:
ّ
(((
أو عكوس في المرایا أو ظـالل» «كـل ما في الكون وهم أو خیال
اإلصفهان ،معرفت نفس ،حتر ير يگان���ه ،356 _ 357 ،أبواب اهلدی 1387 ،ش،ّ ّ
مه���دي، . 1مي���رزا
ي
( .129رئيس مدرسة التفكيك).
خطي ،الدرس .44 ّ احللب ،حممود ،املعارف ّ
اإلهلية، ّ .2
ً ي
ّ امليان ّ
���ي ،حممد باقر ،توحيد اإلمامي���ة( .174 ،وهذا أيضا من أصحاب مدرس���ة التفكيك ج ّ
امللك���ي .3
الباطلة).
خطي( .755 ،والقائل من أصحاب التفكيك). ّ ّ
احللب ،حممود ،املعارف اإلهلية، ّ .4
ي
ّ
خطي ،الدورة الثانية. احللب ،حممود ،املعارف ّ
اإلهلية، ّ .5
ي
.6مال صدرا ،األسفار .47 /1
!؟لايخ مأ ةقيقح ،يهانتماللا 87
«چه ّ
شك داري در این كاین چون خیال است
كه با وحـــــــــدت دوئـي عــــــین ضالل اســــــــت».
ألن مع الوحدة تكون اإل ّ
ثنینیة ضاللة أي ّ
شك لك ف ّأن هذا یكون كالخیال؟ ّ یعینّ :
ي
واضحة.
ً ً ّ
«كل ما یكون موجودا في العالم فهو لیس خارجا عنك».
(((
ّ
خطي ،الدورة الثانية. احللب ،حممود ،املعارف ّ
اإلهلية، ّ .1
ي ّ
. 2راجع :جت يل وظهور.107 ،
ّ
اآلمل ،حسن ،ممد اهلمم يف شـرح فصوص احلكم.107 ، ّ
. 3حسن زادة ي
اآلمل ،داوود ،مآثر آثار( ،منتخب آثار حسن زادة).72/1 ، ّ ّ
. 4صمدي ،ي
ّ
اآلمل ،داوود ،شـرح هناية احلمكة.15 ، ّ
. 5صمدي ،ي
88 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
«الحس���بانیه ف���ي جمیع العال���م ّاطلعوا ووقفوا عل ��ی هذا المعنی وقال ��وا‘‘ :مجموع
ّ
ّ
اآلمل ،داوود ،مآثر آثار( ،منتخب آثار حسن زادة).72/1 ، ّ
. 1صمدي ،ي
. 2ناسخ التوار يخ ،238/3 ،جملد هبوط.
ّ
اآلمل ،داوود ،مآثر آثار( ،منتخب آثار حسن زادة).89 / 2 ، ّ
. 3صمدي ،ي
. 4ابنعر يّب ،الفتوحات.525 / 3 ،
ّ
سبزواري.170 ، . 5شـرح األمساء احلسین ،مال هادي
ّ
وارزمي.499 _ 445 / 1 ، . 6شـرح الفصوص ،خ
ال
تق ،آفتاب وسايهها 1389 ،ش174 ، ّ ّ
ال ،حممد ي
خوارزمي ،شـرح الفصوص .499 _ 445 / 1 ،فع ي .7
ـ 179؛ عن اوشو ،راز بزرگ.
!؟لايخ مأ ةقيقح ،يهانتماللا 89
ّ ًّ
«إن اهلل ال يك���ون منف���كا عنك���مّ .إن اهلل يك ��ون منتهى وجودكم ...مث ��ل الرقاص
ّ
ّ ًّ
ال���ذي ال يكون منفكا ع���ن رقصه ،كل الوجود هو اهلل ف ��ي الواقع ...إن اهلل يكون
في كل مكان فكيف يمكن أن ال يكون في تلك األصنام؟! فهو موجود في الوثن
ً ّ
(((
الحجري أيضا».
ّ ّ ّ
واملعلولی���ة وبعض ما یتعلق هبما، هذه هي آراء أصحاب الفلس���فة يف تفس���یر العل ّیة
ّ ّ ً
بأن ذلك یك���ون يف الواقع حتر یفا ملع�ن�ى العل ّیة إىل ما یكذهب���م فيه البـرهان وأن���ت خبی���ر ّ
ً ً
والضـ���رورة ،و یخ الف���ون يف ذلك اعتقاد أهل التوحید واألدیان الذی���ن یعبدون إهلا واحدا
ً ً
صمدا مل ّ
شء ،ومبدع الكائنات ي من ال وموجدها األشیاء خالق ، ولدا وال صاحبة خذ یت
ً
بعد أن مل تكن مطلقا.
لاّ ّ
والبدهیي ّأن ما یكون بأعیننا من الذوات واحلقایق لیست إ أشیاء ّ فإنه من الواضح
متجز ية قابلة للوجود والعدم والز ی���ادة والنقصان ،وهي لو كانت نفس حقیقة امتدادی���ة ّ
ّ
ً
الشء عن نفس���ه ،وحیث ّإن ي س���لب امتناع لبداهة مطلقا الوج���ود مل���ا جاز علهیا العدم
ً
ّ
الفلسفیة للبدهیي ،فال تبىق ّأية قیمة للعقیدة
ّ إنكار جواز العدم عىل األشیاء یكون إنكارا
ارجیة هي نفس حقیقة الوجود الالمتناهیة غیر ال ّ الواقعیة خ
ّ القائلة بأصالة الوجود وكون
القابلة للعدم لذاهتا.
ً ّ
تق ،آفتاب و سايه ها ،225 _ 223 ،نقال عن كاستاندا.
ال ،حممد ي
. 1فع ي
تق ،آفتاب وسايهها 1389 ،ش 174 ،ـ 179؛ عن اوشو ،راز بزرگ. ّ
ال ،حممد ي
. 2فع ي
90 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
مقدمات عقیدة تفطن إىل ّأن القول بأصالة الوجود ال یكون من ّ ولیعل���م ّأن���ه ّقل من ّ
وحدة الوجود بل هو نفس القول بوحدة الوجود ، ،كما ّأنه لیست عقیدة وحدة الوجود
ً
شء واحد ،مفن زع���م ّأنه میكنه القول ي مها ب���ل ، أیضا م���ن نتایج الق���ول بأصالة الوجود
خ ً ّ ً
جدا. بأصالة الوجود والفرار عن القول بوحدة الوجود یكون مطئـا
ّ
العلة واملعلول ّ
تطوراتعم���ا یراه من ّ ّإن الفلس���فة أخذت عقیدهت���ا الباطلة يف معىن
ّ
وتغیراهتا بصورها املختلفة ،فحصـر معین العل ّیة يف ذلك املخلوقات بأطوارها املتش���اكلة ّ
ً
إیاده األشیاء ال من الالق تبارك وتعاىل و ج ثانیا حیث قاس���ت فعل خ التطورّ ،مث أخطأت ّ
بتطورات األشیاء ّ
وتغیراهتا. شء ّ
ي
الالق الذي یخ لق فإن اهلل تعاىل هو خ وهو حكم عىل غیر قیاس وقیاس بغیر مقیاسّ ،
الالق البارئ ومدة ،بل هو اهلل خ م���ادة ّ
م���ا یش���اء ،و یفعل ما یر ید ،وال حیتاج ف فعله إىل ّ
ي
ّ
القدوس العز یز الذي خلق ما خلق ال من ش���ـيء ،ال من أصول أزلیة الس���بوح ّ
ّ ّ
املصور
ّ وال من أوائل ّ
أبدیة ،كل ذلك عىل خالف مزعمة أصحاب الفلس���فة والعرفان ،وهم قد
ّ ً ّ ّ
شء غیر حقیقة وجود العلة ذاتا ،والعلة تكون موجدة یعترفون بأنفسهم بأن املعلول هو ي
ً
ل���ذات املعلول ،فال یخىف ّأن هذا یكون رجوع���ا مهنم إىل اقتضاء ما یرتكز يف العقول من
ً ّ
واملعلولیة وتبایهنما ذاتا ،فإنهّ م یقولون:
ّ إدراك معىن العل ّیة
ّ ّ ّ
المتص���ور عند كل ش ��خص من معن ��ى العلة هو ّأن العل ��ة تكون موجدة
ّ «المعن���ى
للمعلول».
(((
ّ
املطهري ،مرتىض ،حاشية أصول الفلسفة.120/3 ، .1
ّ ً ّ
املطهري ،مرتىض ،حاشية أصول الفلسفة ،ملخصا. .2
!؟لايخ مأ ةقيقح ،يهانتماللا 91
ّ
الفقري بطالن وحدة وجود الخالق والمخلوق ً
بناء على اإلمكان
ّ
ّ
واملعلولیة فنأخذ وهاهنا فبعد ما ّبی ّنا بطالن عقیدة الفلس���فة يف حقیقة معىن العل ّیة
بالش���دة والضع���ف ف الوجود ً
بناء عىل اإلمكان ّ يف بی���ان ما وعدناه من بطالن االعتقاد
ي
ّ
الفلسفیون. ّ
الفقري الذي ذهب إلیه
ّ
األحدية البدهيي عىل أس���اس ضـ���رورة العقل والبـره���ان واألديان ّأن ال���ذات
ّ ّإن م���ن
ّ ّ تكون غير وجود خملوقاهتا ،وليس���ت ّ
متجزئة ومركبة من وجود األشیاء ،و ّإن فرض تركب
العدمية الت ابتدعته الفلسفة يكون من املوهومات ّ
املموهة. ّ شء من األجزاء
ي ي
ّ
كتاب بدایة احلمكة وهنایهتا لبيان سعة وجود اهلل ومشوله جلميع األشياءوقد ميثل يف ي
لاّ بنور غير متناه شامل جلميع األنوار حبيث ال يبق جماالً لوجود ّ
أي نور آخر إ وهو داخل ي
ّ ّ ن ّ األول وج���زء ّ
ف ّ
وحص���ة ومرتبة من ذل���ك! وال تظن أن هذا جمرد مث���ال هلم للتقر يب إىل ي
فقط ،حیث ّإن ذلك نفس اعتقاده���م يف اهلل تعایل! بل ولو كان هذا جم ّرد مثال الذه���ن ّ
ونف وجود اهلل،هلم _ وليس كذلك _ لكان أبعد مثال عن التوحيد وأقرب مثال لإلحلاد ي
يأت مبثال يف ما حنن فيه أقبح وأوهن ّ
والتبعي���د عن معرفت���ه احلقيقية ،وال ميكن ألحد أن ي
نص من كالمهم: وأغلط وأبطل من مثاهلم ،و إليك ّ
ّ ً ّ
املطهري ،مرتىض ،حاشية أصول الفلسفة .122 ،نقلنا ذلك ملخصا. .1
ن ّ ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،تفسير امليزان.388 / 20 ، .2
ي
92 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ ّ
ومتوحدة في عین كثرتها، «النور حقیقة واحدة بس���یطة متكثرة في عین وحدتها
ّ
والتقدم كذل���ك الوج���ود حقیقة واح���دة ذات مراتب مختلفة بالش � ّ�دة والضع ��ف
ّ ّ ّ ّ
والدن���و وغیرها ...وكان من ش ��أن المرتبة الضعیفة أنها ال تش ��تمل والعلو والتأخ���ر
على بعض ما للمرتبة الشدیدة من الكمال ،لكن لیس شيء من الكمال الذي في
لاّ
المرتبة الضعیفة إ والمرتبة الشدیدة واجدة له.
ّ
كالمؤلفة من وج ��دان وفقدان فذاتها ّ
مقی ��دة بعدم بعض ما فالمرتب���ة الضعیف���ة
في المرتبة الش���دیدة من الكمال ...و إذا فرضنا مرتبة أخرى فوق الشدیدة كانت
نس���بة الش���دیدة إلى هذه التي فرضنا فوقها كنس ��بة التي دونها إلیها ...وعلى هذا
حتى تقف في مرتبة لیس فوقها مرتبة ،فهي القیاس في المراتب الذاهبة إلى فوق ّ
ن
حسي ،هناية احلمكة20 _ 18 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .1
ي
!؟لايخ مأ ةقيقح ،يهانتماللا 93
ّ ّ
وجودي من غير تحديد ومطلق م ��ن غير نهاية».
(((
فهي مش���تملة علی كل كم���ال
ّ ً ً لاّ ّ
«وحيث إنه بس���يط محض ،والبس ��يط المحض ال يفقد ش ��يئا و إ ص ��ار مركبا من
وج���دان ش���يء وفقدان ش���يء آخر ،وه ��ذا هو ش� � ّـر الترا كيب _ كما قي ��ل _((( لعدم
لاّ ً
رجوع���ه إلی البس���اطة أصال فال مجال حينئ ��ذ لفرض الواجب الثان ��ي ،و إ لزم أن
ً ّ ً ً ً ّ
(((
يكون كل واحد منهما واجدا لنفسه وفاقدا لشقيقه ،فيصير مركبا ال بسيطا».
ّ
«شـر الترا كيب هو التركيب من الوجود والعدم».
(((
ّ ً
متجزئا وعلیه ،فال مناص ألهل الفلس���فة والعرف���ان عن اال لتزام بكون وجود واجهبم
ّ ّ ّ ّ ً
ن�ف�� األجزاء
ي عن هتمأدل بضعف االعت���راف عن هلم والب���د ة،احلقیقی األج���زاء م���ن ب���امرك
ّ
الفلسفیة إل ثبات ن
البـراهی املقدار ّیة عنه تعاىل .وقد جاء يف «هنایة احلمكة» يف وصف
وحدة واجهبم:
ّ
ألنها أجزاء ّ ّ
بالقوة المقداریة كما قالوا، «وه���ذه البـراهین غیر كافیة في نفي األجزاء
الكم من مرحلة الجواهر واألعراض ،وقد قیل في تقدم في بحث ّ ال بالفع���ل ،كما ّ
نفیه���اّ :إنه ل���و كان للواجب جزء مق � ّ
�داري فهو ّإما ممكن فیل ��زم أن یخالف الجزء
ّ ّ
المق���داري كله في الحقیقة وهو محال((( و ّإما واج ��ب فیلزم((( أن یكون الواجب
((( بالذات غیر موجود بالفعل بل ّ
بالقوة وهو محال».
ّ ّ
املستدل ن
ی أقول :بل األ لیق هبم أن یعترفوا و یقولواّ :إن األدلة املشار إلهیا تخ بـر عن ّأن
ّ
توقف السلس���لة القابلة لالش���تداد عند حصول مرتب���ة ّ
معینة من مراتهبا )5وج���وب
لاّ
خالف ذاهتا ،فال تقف السلسلة يف مرتبة إ وهي حمدودة متناهیة قابلة ألن تكون فوقها
مرتبة أخرى ّ
أشد مهنا.
«فعلیة ال ّ
فعلیة هلا» من أظهر مصادیق التناقض. ّ )6االعتقاد بوجود
)7وص���ول ال���ذات القابلة للش���دة والضعف إىل مرتبة ال أضع���ف مهنا خالف ذات
املفروض.
املتجزئ ،واهلل خ
الالق ّ ّ
االمتدادی���ة واملوجود « )8الوج���دان والفقدان» ،ملكة للذات
ً ّ
اللی���ل _ جل���ت عظمته _ ال ّیتصف هبما ذاتا ،فهو تعاىل خارج عن السلس���لة املوهومة
ج
املفروضة بالذات وغیر مسانخ هلا عىل اإلطالق.
ّ
الصدرائیة املسماة بـ «احلمكة املتعالیة» عند منتحلهیا: تقول الفلسفة
عینیة واحدة بس ��یطة ال اخت�ل�اف بین أفرادها لذاتها«إن الوج���ود كما ّمر ،حقیقة ّ ّ
ماهیة ّ ّ
والش���دة والضعف ،أو بأمور زائدة كما في أفراد ّ لاّ
نوعیة، إ بالكمال والنقص
أتم متعل ًقا بغیره ،وال ّ
یتصور ما هو ّ ّ وغای���ة كمالها ما ال ّ
أتم منه ،وهو الذي ال یك ��ون
ّ ّ
تبین في ما س ��بق ّأن التمام
متعلق بغیره مفتقر إلى تمامه .وقد ّ منه ،إذ كل ناقص
ً
وبین أیضا ّأن تمام الش ��يء
القوة ،والوجود قبل العدمّ ، قبل النقص ،والفعل قبل ّ
هو الشيء وما یفضل علیه .فإذن الوجود ّإما مستغن عن غیره و ّإما مفتقر بالذات
واألول ه���و واجب الوج ��ود ،وهو صـرف الوج ��ود الذي ال أت � ّ�م منه وال إل���ى غی���رهّ ،
لاّ
یش���وبه عدم وال نقص ،والثاني هو ما س ��واه من أفعاله وآثاره وال قوام لما س ��واه إ
الهویة ،و ّإما مفتقرتام الحقیقة واجب ّ ب���ه ...فإذن قد ثبت واتضح ّأن الوجود ّإما ّ
ویتبین ّأن وجود الواجب ّ ّ
متعلق الجوهر به .وعلى القسمین یثبت ّ
غني الذات إلیه
!؟لايخ مأ ةقيقح ،يهانتماللا 97
(((
عما سواه وهذا ما أردناه». ّ
الهویة ّ
النقد:
والواقعیة لنفس حقیقة البیاض((( واحلرارة و ...دون األشیاء ّ ّ
العینیة )1كما ّأن فرض
ً ّ ً ّ ّ
جدا واحلارة _ ...القابلة ألضدادها ،بل القابلة للعدم من أساسها _ ،یكون موهوما املبیضة
العینیة لنفس حقیقة الوجود دون األشیاء املوجودة املخلوقة القابلة للعدم ّ فكذلك فرض
ً ف ّكل ما نراه ّ
وحنسه وندركه یكون موهوما وغیر معقول. ي
لاّ ّ ً خ ً ّ
الشیئیة إ ّأن املخلوق الشء حبقیقةبل احلق هو أن املوجود _ خالقا كان أو ملوقا _ هو ي
ّ
شء بخ الف األش���یاء ،وهو خ ّ ّ
ه���و الذات االمتدادیة املتجز ية املوجودة ،والالق تعاىل هو ي
ً ً
أیضا ثابت موجود غیر باطل وال موهوم ،وال یدرك وال یعرف حقیقة ذاته مطلقا.
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
لاّ
(((
«یا هو ،یا من ال یعلم ما هو وال كیف هو وال أین هو وال حیث هو إ هو».
شء خبالف األش���یاء، «...ق���ال [الزندیق] :.ما هو؟ قال [الصادق؟ع؟ ] :هو ي
ّ ّ ّ
الشیئیة غیر أنه ال جسم شء حبقیقة شء ،إىل إثبات معىن وأنه ي بقول :ي ارجع ي
باحلواس الخ مس ،ال تدركه األوهام ،وال ّ حیس وال ی���درك حیس وال ّ وال ص���ورة وال ّ
ومائیة؟ قال :نعم ،ال یغیره األزمان .قال السائل :فله ّإن ّیة ّ تنقصه الدهور ،وال ّ
بإن ّیة ّ لاّ ّ
(((
ومائیة». الشء إ
یثبت ي
لاّ
العینیة الواقعة بأعیننا یك���ون من الغرائب ،إ أنهّ م ّ ّ )2إن ّادع���اء البس���اطة للحقیقة
ن
حسي ،هناية احلمكة.269 _ 270 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .1
ي
الت يثبت له ،فالوجود أوىل من ذلك الش���ـيءكانت حقيقة كل ش���ـيء هي خصوصية وجوده ي «. 2ملا
ّ
بل من كل شـيء بأن يكون ذا حقيقة ،كما أن البياض أوىل بكونه أبيض مما ليس ببياض و يعرض
له البياض ...ال يقال يف العرفّ :إن البياض أبيض ».مال صدرا ،األسفار.40 _ 39 / 1 ،
ً . 3دعاء املشلول؛ ّ
النان ،نقال عن كتب الكفعمي ومهج الدعوات. القم ّي ،مفاتيح ج
الواف.326 / 1 ،
الكاف ،80 / 1 ،ي ي .4
98 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ومهي غیر معقول ّ نف التركیب ع���ن واجهبم هو تعبیر عن معىن ّ
وذل���ك أن مرادهم من ي
االمتدادیةّ ،
فإنه ّ نف التركیب عن األجزاء يف نفسه ،وهو التركیب عن الوجود والعدم ،ال ي
«أن اهلل ّ
االمتدادیة عن اهلل تعاىل وهم قائلون بـ ّ ّ
احلقیقیة نف األجزاء ال س���بیل هلم إىل ي
ّ ّ
تع���اىل حمیط بنف���س وجوده بكل شء» و»هو ن
االمتدادی���ة حقیقة وغیرها عی األش���یاء ي
ّ ً ً
اعتبارا» ،و»املعلول ال وجود له خارجا عن وجود علته» وأمثال ذلك!!
ّ )3ادعاء التش���كیك ملصداق حقیقة الوجود باطل وذلك الس���تحالة وجود موضوعه
ً ً
((( ّ
للتضعف واالشتداد ثانیا. معقولیة قبول الوجود _ كیفما ّ
فسـر _ ّ ّأوال _ كما ّبی ّناه((( _ ،ولعدم
ّ
عددیة قابلة للتزاید _ واالشتداد الت تكون ذات مراتب متزائدة ،فهي ّ
)4إن احلقیقة ي
ّ یتصور ّّ ً
وأش���د من تلك أمت وأ كمل ع�ل�ى تعبیره���م _ أبدا ،فاالعتقاد بوج���ود مرتبة مهنا ال
املرتبة یكون خالف ذاهتا ،فوجود الواجب الذي یكون هذا البـرهان بصدد إثباته یكون
ً ً ً ً
منتفیا ثبوتا ،وحماال موضوعا.
ولكن املراتب متناهیة ،قلتّ :إن الوصول إن قلتّ :إن آخر املراتب وهو الواجب غیر متناه ّ
لاّ
شء واحد الي مها بل متناه، غیر بعدد املراتب صعود بعد إیل املرتبة غیر املتناهیة ال میكن إ
ً
يّ
الفلسف _ وهو املرتبة غیر املتناهية من الوجود _ مستحیل الوجود ذاتا! شیئان .فواجب الوجود
ّ ّ متجز ّیة ح�ّت�ىّ
امتدادیة ّ
ّ
یصح أن یقال« :هو متام كل ّ )5إن ال���ذات املتعالیة ،لیس���ت
الشء وما یفضل علیه!»و ّإن الذات املتعالیة عن األجزاء ،تباین
الشء هو ي
شء ومتام ي ي
تصو ر التفاضل أو عدم التفاضل بیهنما بوجه ،و ّإن ّ
املوج���ود املتجزئ بالذات فال میكن ّ
الالقاملتجزئ املخلوق فال ّیتصف خ
ّ ّ
التمامیة والنقصانّ ،
والقوة والفعل ،ملكات املوجود
ّ
الفلسفیة القائلة بتشكیك الوجود. . 1راجع إیل مبحث :نقد العقیدة
ً . 2وقد ّ ن
بی تفصيل ذلك كرارا.
!؟لايخ مأ ةقيقح ،يهانتماللا 99
ً
بطرفیه مطلقا.
)6تقس�ی�م املوجود إىل« :املفتقر وغیر املفتقر» ال یس���تقمی م���ع االعتقاد بوحدة حقیقة
املتجزئ هو جمموعة أجزائه ،والشء ذو املراتب هو ن ّ ً
مصداق���اّ ،
عی ي املوجود فإن الوج���ود
ً ّ ّ ب�ی�� الشء ومراتب وأجزاء وجوده ٌ مراتب���ه ،والفرق ن
یصح أن یكون مال كا اعتباري ال أمر ي
ً ّ ّ الواقعی���ة ،إلاّ أنهّ م ّ ّ ً ّ
واملعلولی���ة أیضا من یؤولون مع�ن�ى العل ّیة ّ ّ
واملعلولی���ة واقعی���ا للعل ّی���ة
ً
أیضا وقد ّ
تقدم حقیقت���ه إىل ما ال یس���اعدهم علیه االعتب���ار والبـرهان بل العرف واللغ���ة
تفصیل ذلك .وقد قالوا:
الش���خصیة للوج ��ود فللوجود مص ��داق واح ��د ّ
فقط وهو ّ «عل���ى أس���اس الوحدة
ً لاّ
(((
الواجب الذى یكون مستق وال مصداق لغیره أبدا».
«وأن���ه تعالى غیر متناهي ال���ذات وال محدودها ،فال یقابل ذات ��ه ذات و إلاّ ّ
لهدده
ّ
بالتحدید».
(((
ّ
اآلمل ،عبد اهلل ،حتر ير متهيد القواعد.72 / 1 ،
. 1جوادي ي
ّ
عقائدية،.38 /َ 3 احليدري ،كمال،حبوثّ .2
ٌ ُ ْ ٌ ُ ْ ُ َ َ ّ
.3شجن :الشج ُنّ :
والمع أشجان وشجون( .لسان العرب). اهلم واحلزن ،ج
100 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
محا كی���ة ع���ن حقیقته���ا ،وكل حقیقة هي واج ��دة كمال مع ما علیها م ��ن الزیادة.
ّ ّ
الح���ق منصبغ بتل ��ك األحكام ف ��ي ّ
الذاتي، عز وحدت ��ه وغن ��اه فالوج���ود المطل���ق
ّ ّ ّ
األحدي ،ولذا قال بعض مش ��ایخ الوجودي واالنصب���اغ في الحقیقة هو االتصاف
لاّ التوحید ّ
(((
بأن اهلل ال یعرف إ بجمعه بین األضداد في الحكم علیه بها».
ّ لاّ
«ال حكم للمعلول إ وهو لوجود العلة».
(((
ً
اإلهلي تقول موافقا ملا یخ ضع لدیه العقل والبـرهان:
ّ و ّ
لكن مدرسة الوحي
اإلمام الباقر؟ع؟:
ّ ّ
«إن اهلل تعالى خلو من خلقه وخلقه خلو منه ،وكل ما وقع علیه اس ��م ش ��يء فهو
ّ ّ
(((
عز وجل». مخلوق ما خال اهلل
اإلمام الصادق؟ع؟:
تجوز على ّربك ما جاز علیك».
((( «التوحید أن ال ّ
«كی���ف یج���ري علیه ما ه���و أجراه؟ ویع ��ود فیه ما هو أب ��داه؟ ویح ��دث فیه ما هو
ّ ً
(((
ولتجزأ كنهه و ...المتنع من األزل معناه». أحدثه؟ إذا لتفاوتت ذاته،
اإلمام الرضا؟ع؟:
ّ ّ
«كل ما یوجد في الخلق ال یوجد في خالقه ،وكل ما یمكن فیه یمتنع في صانعه».
(((
«من ّ
شبه اهلل بخلقه فهو مشـرك».
(((
الالقواملخلوق، بعینیة خ
ّ )8إن االعتقادبوجود«ماسوىاهللتعاىل»ال یستقمیمعاالعتقاد ّ
ً ًّ
ربطیا بالنسبة إلیه غیر خارج عنه. أو كون املخلوق مرتبة من مراتب ذات خالقه ،أو وجودا
ً
قامئا بذات خ ّ )9إن ما سوى خ
الالق املتعال ،بل هو فعله سبحانه الالق تعاىل ال یكون
ّ ً ّ
تطورا من شء ،فال یكون ج���زءه وال كله وال مرتبة من مراتب وج���وده والأنش���أه ال م���ن ي
أطوار حقیقته وال صورة من صور ذاته.
تقول الفلسفة والعرفان:
ّ ّ
المتألهین ،قائلون ّ ّ
بأن الحق س ��بحانه لیس «إن أه���ل التحقیق في التوحید أعني
ّ لاّ ً ً ً
ل���ه س���وى ،فضال ع���ن أن یكون قدیم ��ا أو حادثا ،بل لی ��س في الوج ��ود إ الحق
وآیاته».
(((
ّ
(((
«العلة واجدة للمعلول في رتبة ذاتها وفي مرتبة المعلول».
ّ ّ
(((
«إن وجود المعلول بقياسه إلى علته وجود رابط موجود في غيره».
ّ
العل ��ة ّ
التام ��ة ووج ��ود معلولها ب � ّ ّ
�أي نحو «ال معن���ى لتخل���ل الع���دم بي���ن وج ��ود
ّ
العلة ّ
(((
التامة وال وجود لمعلولها بعد ...خلف ظاهر». ف���رض ...ففرض ...وجود
الالق تبارك وتعاىل لیس���ت وحدة اعتبار ّی���ة باجتماع أجزاء أو مراتبّ )10إن وح���دة خ
ً ّ
معینة وتسمیة ذلك وحدة أو توحیدا من حیث اإلطالق أو عدم التناهي أو ...بل وحدته
ّ ّ ّ ّ ّ
والزء والكل
الذات عن اال تصاف باالمتداد ج ي عددية مبعىن تعالیه حقیقیة غیر تعاىل وحدة
ّ
العددیة بـ «الوجود واإلطالق والتقیید والتناهي وعدم التناهي .وتفس���یر الفلسفة الوحدة
العددیة بـ «الوجود الالمتناهي» ،خطأ حمض. ّ املحدود املتناهي» وعن الوحدة غیر
ن
متقابلی «اإلنسان والال إنسان»« ،الشجر والال شجر» «احلجر ن
معنیی لك أن تفرض
والال حجر».
ً ن ن
متقابلی أخر ین أیضا« ،البصـر والعم���ى»« ،الثقیل والال ثقیل»« ،املر یض ومعنی�ی��
والال مر یض»،
ً
اختالفا ن
بی األمثلة الثالثة األوىل مع الثالثة الثانیة أم ال ؟ هل ترى
ّ
إذا قلت« :لیس يف الدار إنسان» فواضح ّأنك تر ید ّأن كل ما يف الدار لیس بإنسان
ّ
ب���ل هو ال إنس���ان ،وكذا إذا قلت« :لیس يف الدار ش���جر»ّ ،إنك تر ی���د ّأن كل ما يف الدار
غیر شجر.
ّ ّ ّ ّ
تعن ّأن كل ما يف الدار
وأما إذا قلت« :لیس يف الدار بصیر» فهل یصح أن یقال :إنك ي
الدار والكتاب والفرش و...؟!! ىّ
أعمى حت ج
ّ
تعن ّأن كل ما يف الدار سامل وغیر مر یض أم إذا قلت« :لیس يف الدار مر یض» فهل ي
ّ
الكرس والقلم؟! ىّ
حت
ي
ّ فبالف���رق الواضح ن
بی الثالثة األوىل مع الثالث���ة الثانیة یقال لكل من الثالثة األوىل:
ّ
واآلخرعدم���ي ال جیتمعان وال یرتفعان ،فرفع ّ
وجودي «النقیض���ان» ،ومها :أمران أحدمها
ّ
أحدمها یالزم وضع اآلخر ووضع أحدمها یالزم رفع اآلخرـ ،و یقال لكل من الثالثة الثانیة:
ً ً ّ
ّ
واآلخرعدمي أیضا ال جیتمعان معا ولكن وجودي «امللكه والعدم» _ ومها أمران أحدمها
106 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
شأنیة اال ّتصاف هبما ،فإنهّ ما ف مورد عدم ّ معا ف مورد ما لیس له ّ ً
صحة ي ي جیوز ارتفاعهما
ً
ألن الس���لب حینئذ معا وال یلزم من رف���ع أحدمها وضع اآلخرّ . اال ّتص���اف هبم���ا فیرتفع���ان
إیاب ّ
قابلیة املوضوع لالتص���اف بذلك املعىن ،فال یس���تلزم ج لی���س إلاّ م���ن جهة ع���دم ّ
الطرف اآلخر.
نقیضی ىّن ً وعلیك ّ
حت یلزم من حینئذ يف ّأن هل الصغر والكبـر _ مثال _ یكونان
ٍ بالتأمل
ً
مطلقا یّ
حت ذات اهلل؟! شء كبـر غیره نف الصغر عن ذات ي ي
لاّ ً وصحة سلهبما عن خأم مها ملكتان لالمتداد فقط ّ
الالق _ مثال _ لیس إ من حیث
لالتصاف بالصغر والكبـر؟ قابلیة املوضوع _ وهو اهلل تعایل _ ّعدم ّ
وحینئذ نقول:
ّ ال ّحیث ّإن املل���كات خ
اصة لالمتداد املخلوق املعلول املحتاج ،أخذت عند مفكري
همّ
البشـر من النقائض ،تو وا ّأن تلك السلوب عن اهلل تبارك وتعاىل تالزم إثبات ما یقابلها له
لاّ یتفطنوا إىل ّأن ّ ّ
جل وعال ،ومل ّ
صحة سلب املوارد املذكورة عن اهلل تعاىل لیست إ من حیث
ّ ّ
قابلیة ّاتصاف املوضوع بتلك الصفات فال یدل عىل إثبات الطرف املقابل له جل وعال. عدم ّ
ً همّ
خاص وال جیوز العدم حمدودا بزمان ّ ومن هنا تو وا ّأنه :حیث ال یكون وجوده تعایل
ّ
علیه يف وقت ،فهو موجود يف كل األزمان!
ّ یصح خروجه عن مكان ّ وحیث مل ّ
خاص ،فهو موجود يف كل مكان!
شء آخر ،فهو ّ
شء وعدم ي وحی���ث مل یصح تركیبه من الوجود والعدم (أی من وجود ي
ّ
بسیط ،أي لوجوده سعة وبسط غیر متناه ،فهو كل األشیاء!
بالقوة ،فهو بالفعل ّ
التام!! یصح أن یكون ّ وحیث مل ّ
ً وحیث مل ّ
یصح أن یكون متناهیا ،فهو غیر متناه!
ً وحیث مل ّ
یصح أن یكون صغیرا فهو كبیر!
مدعلا و ةكلملا 107
ّ ً وحیث مل ّ
متغیرا ،فهو ثابت!! یصح أن یكون
ّ ّ ّ ّ ً وحیث مل ّ
یصح أن یكون ناقصا ،فهو كل الكل ،وكل المكال ،وكل األشیاء!!
ّ
االمتدادي ّ
املتجزئ اص ب���ل وحیث ّإنه تعاىل لیس مبعدوم ،فهو موجود بالوجود خ
ال ّ
الوسیع!
ً
ش���یئا باملعىن خ
ال ّ ّ ّ
اص الذي شء ،فیلزم أن یكون وحی���ث إنه ال یص���ح أن یكون ال ي
ً
یكون موجودا بوجود متناه أو غیر متناه.
یتصو ر و یدرك بنفسه _ ملكات وأعدام ّ
خاصة مع وضوح ّأن ذلك ّكله((( _ بل ّكل ما ّ
خ ً
إثباتا إلاّ إلیهّ ،
وصحة س���لب تلك املوارد عن الالق تعاىل لیس لالمتداد((( فال ینس���ب
ش���أنیة اال ّ
ّ ّ لاّ
نف أحد
ي من یلزم وال قدار األ بصفات ص���اف ت عن الذات
ي تعالیه حیث من إ
فنف الصغر عنه تعاىل ال یثبت ط���رف تلك الصفات عنه تعاىل إثبات الطرف اآلخ���ر له ،ي ي
كبـره ،وسلب التركیب عنه تعاىل ال یستلزم بساطته و...
املقدمة فنبحث عن أمر ین: وبعد الفراغ عن بیان هذه ّ
ّ
األول :في نسبة وجود الخالق تعالى إلى الزمان والمكان.
الثاني :في نسبته تعالى إلى مطلق االمتداد والعدد.
األمر األوّل :حدوث الزمان والمكان ونسبة وجود الخالق تعالى إليهما
كیف ّ
یتنزه وجود الخالق تعالى عن الزمان؟!
ّ
نتسائل :أصحیح أن یقالّ :إن اهلل كان و یكون يف كل زمان ومكان؟
ّ
تعيي بعض ما يصح أن ميثل به أل قسام التقابل ،و ّإنا قدن تش���تت كلمات أصحاب الفلس���فة يف 1قد ّ
عد األمور املذكورة من أمثلة تقابل امللكة والعدم عىل بعض التسامح. جر ينا ف ّ
ّي
ن ّ ّ
. 2هذا كله ،مع الغض عن أن «الزمان واملكان غیر املتناهیی»« ،البساطة والكبـر املطلق»« ،الثبوت
ّ «الفعلیة ّ
ّ
التامة»« ،الك���ون الالمتناهي» و«الواحد يف ب���اب العدد» كل ذلك يّ
الفلس�ف��»، باملع�ن�ى
ً ً لاّ
لیس إ أوهاما يف أنفسها ،حماالت يف ذواهتا ،فضال من إثباهتا له تعاىل.
108 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ً
مقدمة يف الزمان واملكان وهي ّأنه:ومتهیدا للجواب ال ّبد لنا عن تقدمی ّ
ً ّ ّ ال ّ
امتدادیة فهو حمدود متناه دامئا، عددیة وذات شك يف ّأن الزمان حقیقة
ً ّ ّ ّ ّ
ف���إن لن���ا أن نقول :نصف األزمنة أقل من كلها بالبداهة ،فالنصف حمدود والكل أیضا
میتنع أن یكون غیر متناه ،فهو حمدود وله ّأول وابتداء.
وحینئذ ّ
یحق لنا أن نسأل:
مىت كان ابتداء الزمان؟! مىت خلق الزمان وما الذي كان قبله؟!!
ّ ّ ً
أیضاّ ،
فإن نصفه أقل من كله ،فالنصف وما قلناه جیري يف السؤال عن حقیقة املكان
ّ
حمدود فالكل كذلك.
فاس���أل حینئ���ذ ،أین وج���د املكان؟ وما هو ال���ذي كان قبله وما ذا یك���ون بعد انهتاء
امل���كان؟! وه���ل امل���كان املح���دود واقع يف مكان أوس���ع؟! وه���ل الزمان ح���دث يف زمان
أبسط؟!
الزمان مىت خلق واملكان أین وجد؟! وانعدام الزمان واملكان كیف ّ
یتصو ر؟!
ّ ّ ّ
وحمدودیهتما _ لقیام نش���ك يف حدوث الزمان وامل���كان فنجیب���ك بأن���ه :بینما حنن ال
ً ّ ّ ّ
واالمتدادي مطلقا املتجزي ّ
القطعي عىل ذلك وهواس���تحالة الالتناهي يف العقل
ي الدلیل
لاّ
تص���ور موضوع حدوهثما بخ صوصه إ بأن ّ ّ _ّ ،
نتصو ر حدوهثما ولكنن���ا مع ذلك ال میكننا
يف زمان أو مكان أبسط!
ً نتصو ر حدوث الزمان أو املكان ،ملا أمكننا ذلك إلاّ بأن ّ وكلما جهدنا أن ّ ّ
نتصو ر زمانا
ً
أوسع ولد فیه الزمان ،أو مكانا أبسط وجد فیه املكان.
ًّ ًّ ً ً لاّ
حقیقیا. إضافیا ال ومن الواضح ّأنه لیس هذا أیضا إ حدوثا
ً لاّ ّ كما ّأنا ال میكننا ّ
حمدودیهتما أیضا إ بالنسبة إىل زمان أو مكان أوسع وقعا فیه، تصور
ًّ ًّ ً لاّ
حقیقیا؛ إضافیا ال ولیس هذا إ تناهیا
مدعلا و ةكلملا 109
تصور عدمهم���ا ،بل یكىف لذلك ّ یتوقف احلكم بع���دم الزمان واملكان عىل ّ ّ
تصو ر ف�ل�ا
احلقیق دون حدوهثماّ ، ً
فإنه لیس للناقص يّ وجود الزمان واملكان ّمث احلكم عقال بعدمهما
الارجة عن إدراكه ،وذلك كما ّأنه لیس لألحول والواقعیات خ
ّ يف إدراك���ه إنكار احلقائ���ق
قطعي عىل وجود ذلك؛ ّ إنكار الواحد إذا ّدله دلیل ّ
عقل
ي
ّ
لألص���م إنكار وجود ّ
ولی���س لألعم���ى إن���كار وجود الل���ون بدلیل أنه ال ی���راه ،ولیس
ّ
الق���اض الفصل واحلاكم الع���دل يف ذلك كله هو
ي األص���وات بدلی���ل ّأنه ال یس���معها! بل
لاّ ً العقل ،و ّإننا أنفسنا ال میكننا ّ
تصو ر عدم النور والظلمة معا بل لیس حمكنا بعدمهما إ
ً ً ً
نتص���ور وجودمها ّأوال ّمث حنكم بعد ذلك بعدمهما مجیع���ا عقال دون أن یخ لقهما اهلل ّ ب���أن
تعایل.
ً
ّإن الس���مك ال میكن���ه أن یعیش خارجا عن املاء ،ب���ل یعیش يف املاء ولكن علیه أن
ّ
شء بخ الف حیاته املدركة إذا دله عىل ذلك دلیل. ّ
حیكم بأن احلیاة خارج املاء ي
یتوقف عىل رؤ یته ذلك ،و ّ ّ
یصح منه _ فمكا ّأن التصدیق بوجود اللون من األ كمه ال
ب���ل جیب علیه _ التصدیق بوجود اللون بعد قیام الدلیل عىل وجود ذلك عنده والتفاته
. 1حبار األنوار ،298 / 4 ،عن التوحید.
110 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
لاّ
حواس���ه و إدراكه ،حبیث لیس ل���ه حینئذ إ أن یقول :ال ّبد يل من اإل قرار
حمدودیة ّ ّ إىل
عما أدركه ،وعدم إدراكي اللون بخ صوصه ال أحس به ،وخارج ّ بوج���ود شء بخ�ل�اف ما ّ
ي
تصدیق بذلك،
ي مینعن عن جواز
ي
ً
فكذلك ،أنت بعد اال لتفات إىل ّأن عىل وجودك وبصـرك وبصیرتك و إدراكك حجابا
يّ
حقیق، ّ
واقعي الیر ی���ك إلاّ االمت���داد ،لیس لك إلاّ التصدیق ّ
بأن عدم الزمان واملكان أمر
تصو ر عدمالقطعي علی���ه و إن امتنع علیك ّ
ّ الب���د لك م���ن اإل قرار بذلك بعد قیام الدلیل
بالصوص. الزمان واملكان خ
اإلمام الصادق؟ع؟:
لاّ
«واهلواء متسكه القدرة ،ولیس حتت الر یح العقمی إ اهلواء والظلمات ،والر یح
عىل اهلواء ،وال ورآء ذلك سعة وال ضیق وال شء ّ
(((
یتوهم». ي
ً ّ تكلموا ف ما فوق العرشّ ، ّ ّ
فإن قوما تكلموا يف ي وال العرش دون ما في م���وا«تكل
بی یدیه فیجیب ىّ
م���ا فوق العرش فتاهت عقوهلم حت كان الرجل ینادی من ن
من خلفه ،وینادی من خلفه فیجیب من ن
بی یدیه».
(((
ّ
«إن اهلل تب���ارك وتع���اىل ال یوص���ف بزم���ان وال م���كان ،وال حرك���ة وال انتقال وال
س���كون ،بل ه���و خالق الزمان وامل���كان واحلركة والس���كون ،تع���اىل ّ
عما یقول
ً ًّ
(((
علوا كبیرا». الظاملون
« ...أخبـر ين عن اهلل تعاىل أین هو الیوم؟
ّ
نصـرانّ ،إن اهلل تعاىل جیل عن األین ویتعاىل عن
ّ
ي
ن
املؤمنی؟ع؟ :یا فقال أمی���ر
امل���كان .كان ف ما مل یزل وال مكان وهو الی���وم عىل ذلك مل ّ
یتغیر من حال إىل ي
حال».
(((
ق���ال :وحی���ك! ّإن األما ك���ن أقدار ،ف���إذا قلت يف م���كان بذاته لزم���ك أن تقول
ً
يف أق���دار وغی���ر ذل���ك ،ولكن هو بائن م���ن خلقه ،حمیط مبا خل���ق علما وقدرة
ّ ً
و إحاطة وسلطانا ،ولیس علمه مبا يف األرض بأقل ّمما يف السماء ،ال یبعد منه
ً ً ً
(((
شء واألشیاء له سواء علما وقدرة وسلطانا وملكا و إحاطة». ي
ّ ّ
حممد؟امهع؟ :هل جی���وز أن نقولّ :إن اهلل عز وج���ل يف مكان؟«قل���ت جلعفر ب���ن ّ
ً
حمدثا ّ ّ
ألن فق���ال :س���بحان اهلل وتعاىل ع���ن ذلك ،إنه ل���و كان يف مكان ل���كان
الكائ���ن يف م���كان حمتاج إىل امل���كان واالحتی���اج من صفات احل���دث ال من
(((
صفات القدمی».
َ َ َّ َ وجل< :ما َي ُك ُ ّ ّ
ون ِم ْن ن ْج���وى ثلاثةٍ ِإلا ُه َو «ع���ن يأب عبد اهلل؟ع؟ يف قول���ه عز
َ ّ َ ْ َ َ َ َّ ُ َ
ساد ُس ُ���ه ْم ولا أ ْدنى ِم ْن ذ ِلك ولا أكث َر ِإلا ُه َو َم َع ُه ْم
راب ُع ُه ْم ولا خ ْم َس���ةٍ ِإلا ه َو ِ
َ ِ
ّ ُ أ ْي َ
أحدي الذات ،بائن م���ن خلقه وبذاك ���ن ما كان���وا>((( ،فقال :هو واح���د،
ّ
شء علمی .حمیط باإلش���ـراف واإلحاط���ة والقدرة ،ال ي ب���كل وصف نفس���ه وهو
یع���زب عنه مثقال ّذرة يف الس���موات وال يف األرض وال أصغر من ذلك وال أ كبـر،
ألن األما كن حمدودة حتو هیا حدود أربعة فإذا كان باإلحاطة والعلم ال بالذاتّ ،
بالذات لزمه احلوایة». (((
ً قد یقالّ :إن اهلل تعاىل تكون ذاته ف ّكل مكان ّ
ولكنه تعاىل ال یكون حمتاجا إىل املكان! ي
ن
قسمی :قسم ّ
املتوهم زعم ّأن األش���یاء الواقعة يف املكان تكون عىل فنقولّ :
كأن هذا
مهنا حمتاج إىل املكان وقسم آخر منه غیر حمتاج إلیه! وهذا أمر غیر معقول يف نفسه وغفلة
ً ً
حمتاجا إىل امل���كان ،وذلك ّ
الشء حمتاجا
ي كون معىن أن الشء
واضح���ة عن معىن كون ي
. 1حبار األنوار323 / 3 ،؛ عن التوحيد.
. 2حبار األنوار ،327 / 3 ،عن التوحيد.
. 3املجادلة (.7 ،)58
. 4حبار األنوار323 / 3 ،؛ عن التوحيد.
مدعلا و ةكلملا 113
ً ّ ً ّ ً ًّ
متجز یا متمكنا ،ولیس معىن كونه حمتاجا إیل املكان امتدادیا إىل امل���كان هو نفس كونه
ً ً
شیئا غیر كونه موجودا يف املكان.
الاثلیق املدینة مع مأة من النصار ى وف حدیث طویل یذكر فیه قدوم ج « ...ي
بعد ما قبض رس���ول اهلل؟ص؟ وسؤاله أبابكر عن مسائل مل جیبه عهناّ ،مث أرشد
عل بن يأب طالب؟امهع؟ ،فس���أله فأجابه ،فكان يف ما س���أله ن
املؤمنی ّ إىل أمیر
ي
الرب ،أین هو وأین كان؟ أن قال له :أخبـر ن عن ّ
ي
الرب جل جالله مبكان ،هو كما كان وكان كما هو، عل؟ع؟ :ال یوصف ّ قال ّ
ي
ُ
مل یك���ن يف مكان ،ومل یز ل من مكان إىل مكان ،وال أحاط به مكان ،بل كان
مل یزل بال ّ
حد وال كیف.
عل؟ع؟ :مل ق���ال :صدقت ،فأخبـر ن عن ّ
الرب أف الدنیا ه���و أو اآلخرة؟ قال ّ
ي ي ي
مدبـر الدنیا وعامل باآلخرةّ ،
فأم���ا أن حییط به الدنیا ی���زل ّربنا قبل الدنیا ،ه���و ّ
(((
واآلخرة فال ،ولكن یعلم ما يف الدنیا واآلخرة ،قال :صدقت یرمحك اهلل».
«ّ ...إن بع���ض أحب���ار الهیود جاء إىل يأب بكر فقال له :أنت خلیفة رس���ول اهلل
ّ ع�ل�ى ّ
األمة؟! فق���ال :نعم ،فقال :إن���ا جند يف الت���وراة ّأن خلف���اء األنبیاء أعلم
فخبـر ين عن اهلل أین هو؟ يف الس���ماء هو أم يف األرض؟ فقال له أبوبكر: أممهمّ ،
الهیودي :فأر ى األرض خالیة منه فأراه عىل هذا ّ يف السماء عىل العرش .قال
القول يف مكان دون مكان!
ّ ً لىّ ّ لاّ
متعجبا عن و إ قتلتك! فو الرجل فقال أبوبكر :هذا كالم الزنادقة ،أعزب ي
هیودي قد عرفت ّ ن
املؤمنی؟ع؟ فقال له :یا یس�ت�هزئ باإلسالم فاس���تقبله أمیر
ّ
ما سألت عنه وما أجبت به و إنا نقول:
ّ ّ ّ ّ
ع���ز وج���ل ّأین األین ف�ل�ا أین له ،وجل من أن حیویه م���كان وهو يف كل ّإن اهلل
. 1حبار األنوار ،334 / 3 ،عن التوحيد.
114 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
ّ
«فار ق األشیاء ال عىل اختالف األما كن ومتكن مهنا ال عىل املمازجة».
(((
ً
علما مبا فهیا وال خ «وهو ف ّكل مكان بغیر ّ
شء من
ي لو ی حییط اورة م
ج وال ةمماس ي
(((
تدبیره تعاىل».
اإلمام الصادق؟ع؟:
«هو الذي ّأین األین ىّ
حت صار أین ،فعرفت األین مبا ّأین لنا من األین».
(((
ّ قال أبو احلس���ن؟ع؟ :إن كنت تقول بالش���بـر والذراعّ ،
فإن األش���یاء كلها باب
یدبـر أع�ل�ى الخ لق من حیث
واح���د هي فعله ،ال یش���تغل ببعضها عن بعضّ ،
ویدبـر ّأوله من حی���ث ّ
یدبـر أخره من غیر عناء وال كلفة وال مؤونة یدبـر أس���فلهّ ،
ّ
وال مشاورة وال نصب ،و إن كنت تقول من أقرب إلیه يف الوسیلة فأطوعهم له.
وأنمت تروون ّأن أقرب ما یكون العبد إىل اهلل وهو ساجد ،ورویمت ّأن أربعة أمالك
التقوا ،أحدهم من أعىل الخ لق وأحدهم من أسفل الخ لق أحدهم من شـرق الخ لق
ً ّ
أرسلن
ي اهلل عند من قال: همفكل وأحدهم من غرب الخ لق فسأل بعضهم بعضا
(((
فف هذا دلیل عىل ّأن ذلك يف املنزلة دون التشبیه((( والتمثیل».
بكذا وكذا .ي
المعرفة البش ّ
ـرية تصف الخالق بالزمان والمكان
تقول الفلسفة:
الخارجي غیر محدود ّ
ّ ّ ّ
بحد ،وغیر فاقد «إن الحق تعالى ال إشكال في كون وجوده
ًّ ًّ ً ّ ّ
(((
خارجیا». حقیقیا لكمال ،و إنه موجود في كل مكان وزمان وجودا
وتقول:
ّ
اإلسالمیة... تعرفه الفلسفة ّ
اإللهیة عرفه أنبیاؤه ،الذي ّ الحقیقي الذي ّ
ّ «إن الخالقّ
ّ ّ
(((
هو موجود في جمیع األزمنة وفي كل األمكنة ویحیط بكل شيء..
الحق س���بحانه محیط بالعالم _ من ناحیة ّ ّ
األول واآلخر _ بإحاطة توجب له س ��بق
ً ً لاّ وج���وده علی���هّ ،
ومعیته مع���ه ،وبقائه بع ��ده ،و إ لصار وج ��وده مح ��دودا متناهیا
. 1فیظهر حینئذ ّأن« :قربه كرامته وبعده إهانته» :اإلمام سيد الشهداء؟ع؟ ،حتف العقول245 ،؛ حبار
األنوار.301 / 4 ،
. 2حبار األنوار.347 _ 346 / 10 ،
ّ
امللكي ،جواد ،رسالة لقاء اهلل.169 ، .3
ري ،املرتیض ،حاشية أصول الفلسفة.106 / 5 ، ّ
. 4املطه ّ
116 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
((( ّ
وأبدیته». ولفاتته ّ
أزلیته
وتقول:
ّ
«الثاب���ت بالبـره���ان والمعتض���د بالكش ��ف والعی ��ان ّأن الح ��ق موج ��ود م ��ع أجزاء
ّ ّ ّ
العالم ،ومع كل جزء من أجزاء العالم ،وكذا الحال في نس ��بة كل علة مفیضة إلى
(((
معلولها».
ّ
عل ��ة أو ّ ّ
حیثیة أو «إن الواج���ب تعالى ه���و ال یتناهی إلى زمان أو مكان أو ش� �ـرط أو
مرتب���ة وال غی���ر ذلكّ ...إن وجود الواجب صـرف الوجود إذ ال فقد له ّ
حتى یش ��وبه
ّ
(((
العدم ،بل هو كل الوجود وتمامه».
ً
«فالزمان وسیع إذا كان صاحبه وسیعا! أما تسمع من اهلل تعالى في كتابه المجید
ً َ َ ّ ُ َ َّ َ
ين أ ْل َف َس َنة> ّ
كان ِم ْقد ُار ُه َخ ْم ِس َ
ك ْره ْم ِبأي ِ
ام اهلل> فسماه یوما< ،وذ ِ َ یقول< :فِي َي ْو ٍ م
إلهي ألف أضعاف هذا ،لم یكن نسبة إلى بقاء من هو غیر إلهیة أو یوم ّ فلو كان سنة ّ
ّ
األنوري: متناهي البقاء ،إذ ال نسبة لغیر المتناهي إلى المتناهي ومن مقاالت الحكیم
(((
آحــاد شمـارنـد ألوف دوران را» باقي به دوامي كه در أعداد سنینش
ً
یعن :هو باق بدوام تعتبـر ألوف الدهر بالنسبة إیل أعداد سنینه آحادا.
ي
ّ
«إنه س���بحانه وتعالى دائم الفضل على ما س ��واه بش ��ؤون جمیع أس ��مائه الحسنى
ّ ّ
وصفات���ه العلی���ا كم���ا أخبـ���ر ع���ن نفس ��ه بأن ��ه كل ی ��وم ه ��و في ش ��أن ،ف�ل�ا تعطیل
ً ّ
ألن ��ه الح � ّ�ق األح � ّ
�دي الصم � ّ ً
(((
�دي الغن � ّ�ي». ف���ي اس���م م���ن أس���مائه أزال وأب ��دا،
ن
حسي ،ظهور الشيعة.131 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .1
ي
. 2مال صدرا ،األسفار.331 / 7 ،
ن ّ ّ ً .3خ
ال ّ
الطباطبائ ،حممد حس�ي��.
ي رازي ،حمس���ن ،بداية املعارف ،نقال عن أصول الفلس���فة،
السبزواري ،مال هادي ،شـرح األمساء.648 _ 647 ،ّ .4
. 5حسنزادة ،حسن ،تعليقات كشف املراد.550 ،
مدعلا و ةكلملا 117
ً ّ
«ولذلك وصفه تعالى بأنه صمد ،وهو المصمت الذي ال جوف له وال مكان خالیا
ّ ً بأنه ل���م یلد وّ ...كل هذه األوصاف ّ
ً ّ
المحدودیة مما یس ��تلزم نوعا من فی���ه ،وثانیا
واالنعزال».
(((
وحنن نقول:
ّ ّ بأن وجود خ
ّإن القول ّ
الالق جل وعال هو الوجود املطلق الصـرف الالمتناهي عن كل
ّ
س���میة و ...من ناحیة أخرى الهات من ناحیة ،و إدعاء جت ّرده عن الزمان واملكان ج
وال ج
ّ
الزمانیة الالق عىل األش���یاء ّ
یك���ون م���ن أظهر مصادیق التناقض ،والق���ول بتقدم وجود خ
ن
حسي ،تفسير امليزان.90 / 6 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .1
ً ي
ّ
الشعران. احلق70 _ 66 ،؛ نقال عن أستاذه ّ
. 2حسنزادة ،حسن ،رسالة إنه ّ
ي
. 3حسنزادة ،حسن ،رسالة ّإنه ّ
احلق.70 ،
120 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
االتص���اف بالزمان ،وبطالن ّ ّ الرواي���ات الدالّ���ة على ّ
توهم تنزه وجود الخالق جل وعال عن
ّ ً
كونه تبارك وتعالى موجودا في كل زمان
بقبلیة ّ
ّ ّ
زمانیة بل كان اهلل تعاىل وال شء ال ي كل ّإن اهلل تعاىل كان وال زمان ،فهو قبل
ً وتصو ر املخلوق عن وجود خ ّ ً
الالق عىل حنو یراه موجودا وج���ود لالمتداد والعدد مطلق���ا.
ً
ومقارنا مع األش���یاء ن
حی وجودها وقبل فناهئا، قبل وجود األش���یاء ،وبعد فناء األش���یاء،
ً
عددیا؛ خ
ّ ً ّ ًّ تصو را عن كون خّ لاّ
والالق تعاىل لیس كذلك. امتدادیا زمانیا الالق لیس إ
ّ
الش���یئیة لی���س بوهم وال خیال، وشء حبقیقة ّ ّإن اهلل تب���ارك وتع���اىل موج���ود
واقعي ي
ً
ّ
واقعي والع���دم ال ینس���ب إلیه تع���اىل بوجه من الوجوه ،كم���ا ّأن املخلوق أیض���ا موجود
تص���و ر املقارنة ن
ّ مّ
بی وجود حقی�ق�� لی���س بوهم وال خیال ،و إنا ال���كالم يف بطالنيّ وشء
ي
ّ وتصورمه���ا معاصـر ین وموجودی���ن ف الزمان واملكانّ ،
ف���إن ذلك توهم ّ خ
الال���ق والل���ق خ
ي
قطعاّ ، ً باط���ل بالنس���بة إىل اهلل خ
فإن���ه كان اهلل وال زمان ،كان اهلل الال���ق للزمان وامل���كان
ً
كذلك وكذلك هو الیوم ،وهو كذلك الیزال أبدا ،فال ینس���ب إلیه «كان» و«یكون» و«ال
ً ً لاّ
یزال» إ لإلشارة إىل عدم كونه تعاىل موهوما معدوما.
ً ّ ّ فلی���س ّ
یتص���ور وجود اهلل تعاىل و یصفه بأن یكون ه���و جل وعال موجودا تصو ر من
ّ ً لاّ
وتصو ره بالزمان قبل وجود األش���یاء وبعدها ومعها إ ناش���ئا عن احنصار إدراك املخلوق
ّ ً همّ ً ّ
تصو را وتو ا. والزمان ،واستحالة خروجه عن ذلك ولو ي
اإلمام الباقر؟ع؟ :
ً ً ّ
شء غیره((( نورا ال ظالم فیه ،وصادقا ال كذب فیه،
«إن اهلل تبارك وتعاىل كان وال ي
ً لاّ ً
شءهو إ هو ،فلیس صفة وموصوفا، تعایل غیره ،وليس ّهو ش���یئا غیر نفس���ه ،وال لاّ ي شء هو .1أي ال ي
ّ ّ بخ
وذل���ك الف كل ش���ـيء ،إذ إن كل ش���ـيء س���واه لي���س إ بأجزائ���ه وأدواته وصفات���ه ،واألجزاء
واألدوات غير الش���ـيء ال نفس���ه ،ومن هنا تخ تلف الصفات واألحوال عىل شـيء واحد ،واهلل تبارك
وتعاىل ال تخ تلف عليه الصفات واألحوال ،وال يقوم باألجزاء واألبعاض ،فهو نفسه ونفسه هو؛ ّ ن
وبی
مدعلا و ةكلملا 121
ّ
املخلوقية والوجود العام. تفصيل هذا املطلب عند البحث عن مالك
. 1حبار األنوار ،69 / 4 ،عن التوحید.
. 2حبار األنوار ،306 / 3 ،عن التوحید.
. 3حبار األنوار ،327 / 3 ،عن التوحید.
122 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
«كان لیس له قبل ،هو قبل القبل بال قبل ...انقطعت عنه الغایات».
(((
ً ً
«مل یزل ّأوال قبل األشیاء بال ّأو ّلیة ،وآخرا بعد األشیاء بال هنایة ،عظم أن تثبت
ّ
ربوبیته بإحاطة قلب أو بصـر».
(((
ّ ّ ّ
والكینونیة والكائن ...فأنت بادي «اللهم إنك كنت قبل األزمان ،وقبل الكون
األبد وقادم األزل ودامئ القدم ،ال توصف بصفات وال تنعت بنعت وال بوصف».
(((
«كم���ا كان قبل ابتداهئ���ا كذلك یكون بعد فناهئا بال وق���ت وال مكان وال ن
حی
(((
وال زمان ،عدمت عند ذلك اآلجال واألوقات وزالت السنون والساعات».
«وما اختلف علیه دهر فیختلف منه احلال».
(((
ّ
«ألنك مل تزل كنتّ ،
(((
األول بك ال أنت به».
ّ
واللیال وقب���ل األزمان
ي «أش���هد أنك ّربن���ا الذي ّإیاه نعب���د ،كنت قبل األی���ام
ّ والدهور وقبل ّكل شء ّ
(((
شء فأحسنت كوهنا». ي كل نت وكو ي
(((
«وال تصحبه األوقات».
الالق وحتصیل احلاص���ل ممتنع؟! وذلك ّأنه لو كان كی���ف جی���ري الزمان واملكان عىل خ
ّ ً
اهلل تعاىل جیري علیه الزمان فقد كان الزمان موجودا بوجوده تعاىل ال ّأن اهلل جل جالله
خالقه ُومبدعه ج
ومر یه:
اإلمام الصادق؟ع؟ :
((( ّ
«إن اهلل تعاىل ال یوصف بزمان ...بل هو خالق الزمان».
«وتعاىل الذي لیس له وقت معدود وال أجل ممدود».
(((
«واحلمد هلل أبد األبد وبعد األبد وقبل األبد ،واهلل أ كبـر أبد األبد وبعد األبد وقبل
األبد ،سبحان اهلل أبد األبد وبعد األبد وقبل األبد».
(((
ب�ل�ا قبل ،ویك���ون بعد البعد ب�ل�ا بعد ،وال غای���ة وال منهتى لغایت���ه ،انقطعت
الكاف139 /1 ،؛ حبار األنوار ،229 / 4 ،عن التوحید والعیون. ي .1
. 2حبار األنوار ،421 / 92 ،من أصل قدمی.
. 3هنجالبالغة272 ،؛ حبار األنوار ،229 / 4 ،عن التوحید والعیون.
. 4حبار األنوار ،330 / 4 ،عن التوحید.
. 5حبار األنوار ،269 / 4 ،عن التوحید.
ََ َ ََ َّ ْ َ ْ ّ ً َ ْ َ ْ لاَ َ َّ
. 6حبار األنوارِ ،443 / 95 ،م ْن ُد َعاء َع ِظمي الشأ ِن مر ِو يا عن مو نا الص ِاد ِق صلوات اهلل عليه.
ْ ُ
124 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ن
املؤمنی ّ ّ
فنب أنت؟ فقال:
ي الغای���ات عنه فهو منهتى كل غایة .فق���ال :یا أمیر
ویلك ،مّإنا أنا ٌ
عبد من عبید ّ
(((
حممد؟ص؟».
اإلمام الرضا؟ع؟:
«كیف جیري علیه ما هو أجراه؟ أو یعود فیه ما هو ابتدأه».
(((
بی قبل وبعد لیعلم أن ال قبل له وال بعد ،خمبـرة بتوقیهتا «ففر ق هبا [األشیاء] ن
ّ
یوقته مىت ،وال یشتمله ن ّ ّ
(((
حی». أن ال وقت ملوقهتا ...وال
ّ
باملتجزئ: تصان فال وجه للسؤال عنه تعاىل بأین ومىت ،أل نهّ ما یخ ّ
ن
املؤمنی؟ع؟: اإلمام أمیر
«ال ّ
(((
یتوهم دمیومته».
«ج���اء رج���ل إىل يأب جعف���ر؟ع؟ فقال له :یا أب���ا جعفر ،أخبـر ين ع���ن ّربك مىت
مّ
(((
لشء مل یكن فكان‘‘ :مىت كان؟!’’» كان؟ فقال :ویلك ،إنا یقال ي
سید الشهداء؟ع؟: اإلمام ّ
. 1التوحيد.174 ،
. 2التوحید40 ،؛ حبار األنوار.230 / 4 ،
. 3حبار األنوار ،229 / 4 ،عن التوحید و العیون.
ّ
العسكري؟ع؟ املنسوب إلیه. . 4حبار األنوار ،303 / 3 ،عن تفسير اإلمام
. 5حبار األنوار ،326 / 3 ،عن التوحید.
. 6حبار األنوار ،301 / 4 ،عن حتف العقول.
. 7حبار األنوار ،230 / 4 ،حتف العقول.
مدعلا و ةكلملا 125
ّ
«ومن قال ‘‘مىت؟’’ فقد وقته».
(((
ّ كی���ف ّ
یتوهم وج���ود شء ال ّ
یتقدم ّأوله ع�ل�ى آخره ،وال یتأخر آخره ع���ن ّأوله؟! واهلل ي
ً ّ
والتوهم مطلقا: ّ
التصو ر بعی ّأنه ّأول ،فال یدخل حتت بعی ّأنه آخر ،وآخر ن
تعاىل هو ّأول ن
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
«أو ّلیتك مثل آخر ّیتك وآخر ّیتك مثل ّأو ّلیتك».
((( ّ
ولی���س مع�ن�ى ذل���كّ :أن���ه ف ّ
األول واآلخ���ر س���واء وع�ل�ى حال���ة واحدة!! ب���ل املعىن ي
األول واآلخر له واحد ال إثنان. الصحیح هو ّأن ّ
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
ً ً ً ً
«مل تس���بق له حال حاال فیكون ّأوال قبل أن یكون آخرا ،ویكون ظاهرا قبل أن
ً
(((
یكون باطنا».
ّ لاّ
املجلس «قده»:
ي مة یقول الع
ً ّ
والزمانیات معدومة مطلق ��ا ونفي صـرف ال یجري فیه «قب���ل خلق العال���م ،الزمان
أمثال هذه األوهام الكاذبة المخترعة الناشئة من األلفة بالزمان والمكان ،فصاحب
ّ هذا المس���لك یقولّ :
بأن الزمان والحركات وسلس ��لة الح ��وادث كلها متناهیة في
طرف الماضي ،و ّإن جمیع الممكنات ینتهي في جهة الماضي في الخارج إلى عدم
قار ّیة وال س ��یالن، مطل���ق وال ش���يء بحت ،ال امتداد فی ��ه وال ّ
تكم ��م وال تدریج وال ّ
لاّ
وقبل ابتداء الموجودات ال شيء إ الواحد القهار.
وقوله‘‘ :ینتهي الموجودات إلى عدم مطلق’’ وكذا قوله‘‘ :قبل ابتداء الموجودات
ال شيء محض’’ من ضیق العبارة ،وال ّ
تتصور ّ
القبلیة واالنتهاء إلى العدم حقیقة...
ّ همّ ّ
املتكلم عن الزمان املوهوم هو نفس عدم الزمان الذي هو عدم واقعي ّ
یتو ه ولكن الوهم .1لیكن مراد
ً
زمانا ،فال یرد علیه إشكال.
تصور عدم الزمان واملكان بخ صوصهما حمال كما ّبيناه ،كما ّأن األمر كذلك ف ّ
تصور عدم النور .2بل ّ
ي ً
والظلمة معا.
. 3حبار األنوار.290 / 289 / 57 ،
مدعلا و ةكلملا 127
هو فعله تعالى ،وعند ذلك لیس وراء الواجب وفعله أمر آخر ،فال قبل ّ
حتى یس � ّ
�تقر
ً
فیه عدم العالم اس���تقرار المظروف في ظرفه ،عل ��ى ّأن القول بال تناهي الزمان ّأوال
ّ ً
الزماني. وآخرا یناقض قولهم باستحالة القدیم
ً
مضافا إلى ّأن الزمان ّ
كم عارض للحركة القائمة بالجسم وعدم تناهیه یالزم عدم
تناهي األجسام وحركاتها وهو قدم العالم المناقض لقولهم بحدوثه».
(((
ال���وابّ :أن القائ���ل حبدوث العامل ال جیب علیه أن یق���ول بقدم الزمان _ كما توضی���ح ج
املجلس ّقدس ّ
س���ـره بذلك ،و ی���أت ف ّ ّ لاّ
ّ
الكراجكي نص كالم ي ي ي مة ظه���ر من تصـر یح الع
ً إن ش���اء اهلل تعاىل _ وال یخىف عىل ّ
املتأمل ّأن من ش���أن الفلس���فة غالبا هو إرائته مذهب
م�ی�� ع�ل�ى اإلطال ق عىل حنو ّ ّ
املتكل ن
باملبان
ي حمرف واض���ح البطالن عند من ال خبـ���رة له
حت یسهل هلا النقض علهیم .وهذا ذنب يف طر یق التحقیق ال یغفر، الكالمیة الرصینة ىّ
ّ
أعاذنا اهلل تعاىل منه.
ّ ً
وقد ظهر أیضا مبا حققناه بطالن قول القائل:
ّ
«إن من قال بحدوث الزمان فقد قال بقدمه من حیث ال یشعر».
(((
ن
حسي ،هناية احلمكة.325 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .1
ً ي
ن
حسي ،هناية احلمكة ،232 ،نقال من أرسطو. الطباطبائّ ،
حممد ّ .2
ّ ً ي
ُ
آيت حسن ،80 ،نقلنا ذلك معر با. . 3حسن زادة ،حسنِ ،
128 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ن التص���ورات خ
ّ ّ ّ
والقائلی بقدم العامل تنش���أ من الاطئة ألرباب الفلس���فة ف���إن كل ه���ذه
خلط أحكام الوهم بالعقل كما أوضحنا ذلك.
ً
الكراجكي؟حر؟ أیضا يف ّرد شهبات الفالسفة إل ثبات قدم العامل:
ّ یقول
«ولسنا نقولّ :إن هذا ّ
التقدم موجب للزمانّ ،
ألن الزمان أحد األفعال ،واهلل تعالى
ّ ً
أیضا من شـرط ّ ّ
التقدم والتأخر في الوجود أن یكون متقدم لجمیع األفعال ،ولیس
ّ
ذل���ك في زم���ان ...والكالم في هذا الموضع جلیل ،ومن فهم الحق فیه س ��قطت
عنه شبه كثیرة.
ً فل���و قلن���اّ :إن بین القدیم ّ
وأول األفع ��ال أوقاتا في الحقیق ��ة ،لناقضناه ودخلنا في
مذه���ب خصمنا ،نع���وذ باهلل من القول به ��ذا ...ال ینبغي أن نق ��ول‘‘ :بین القدیم
ّ وبی���ن المحدث’’ّ ،
ألن ه���ذه اللفظة إنما تقع بین ش ��یئین محدودین ،والقدیم ال
ّأول ل���ه ،والواج���ب أن نقولّ :إن وجود القدی ��م لم یكن عن عدم ...ولس ��نا نرید
ّ
والتجدد مدة یزید امتدادهاّ ،
ألن هذا هو الحدوث بذل���كّ :أنه كان قبل أن فعل ّ
بل حنن نقول ّإن نس���بة عدم الش���عور إىل اإلنسان الظلوم ج
الهول الناظر بأوهامه إىل
اللق وهمخالقه املتعال عن الوهم ألیق من نسبته إىل أولیاء اهلل تعاىل الشهداء عىل خ
ي
ً
ّ
للكرجكي. . 1حبار األنوار ،292 _ 291 / 57 ،نقال عن كنز الفوائد
ً ن الطباطبائّ ،
ّ
حسي ،هناية احلمكة ،232 ،نقال من أرسطو. حممد ي .2
مدعلا و ةكلملا 129
ً
يّ
احلقیق أیضا يّ
احلقیق ووجودمها ینادون بأعىل أصواهتم حبدوث الزمان واملكان وعدمهما
يّ
احلقیق. بعد العدم
فبناء أصحاب الفلسفة عىل استحالة حدوث الزمان _ بل وسایر األشیاء بتبعها _ ،وتأو یلهم
الهل. ّ ّ ّ
الدهري أو احلدوث والقدم باحلق أو ...من تركیب ج الذات أو
ي احلدوث إىل احلدوث
وهم ودفع:
«إن حقیقة الزمانإن قی���لّ :إنك���م قلمت إل ثبات ح���دوث الزمان وامل���كان وتناههیم���اّ :
ّ ّ ّ
امتدادي قابل لفرض الز ی���ادة والنقصان فیه ،فهما متناهیان امت���دادي وكل وامل���كان أمر
وحادث���ان» ،م���ع ّأن من الواضح ّأن���ه ال میكن فرض الز یادة والنقصان بالنس���بة إىل واقع
ً ن
قابلی لالرتفاع مطلقا، الزمان واملكان فإنهّ ما غیر
مرارا ّأن هذا ّ ً
عیالتوهم ینش���أ من النظر إىل ع���دم الزمان واملكان من ن نق���ول :قد ّبی ّنا
ف���إن حكم هذا الس���ائل بامتناع فرض الز ی���ادة والنقصان ال ُتر ین���ا إلاّ الزم���ان وامل���كانّ ،
بالنس���بة إىل واق���ع الزم���ان وامل���كان ،لیس إلاّ من جه���ة ّأنه ال میكنه الخ���روج عن ّ
تصو ر
ً
الزم���ان وامل���كان ،فیزع���م ّأن هلما واقع���ا دون إحداهثما باهلل تعایل ،فه���و یر ید أن ینظر يف
ً
مرآة االمتداد إىل عدم االمتداد ،وهو ما قلناه مرارا من ّأن حكم أصحاب الفلس���فة بقدم
لاّ
الزم���ان لیس إ من حی���ث إنهّ م ینظرون إىل غیر االمتداد يف مرآة االمتداد ،و ینظرون إىل
ً لاّ
عی ال ُتر هیم إ الزمان واملكان ،فیرون عدم الزمان زمانا وعدم عدم الزمان واملكان من ن
ً
املكان مكانا.
اثنی ،فال لؤم علیه إن حكم جبهله بخ طأ نعمّ ،إن األحول حیث یرى بعینه ّكل واحد ن
ثنی ن ً
واحدا واال ن
اثنی!! من یرى الواحد
130 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ لّ
ّ
يتصور ويدرك يكون ملكة األم���ر الثاني :ما يد من نصوص علم الس���ماء على ّأن كل م���ا
لالمتداد فيسلب بطرفيه النقص والكمال عن اهلل تعالى
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
«تأویل الصمد ال اس���م ،وال جس���م ،وال ش���به ،وال صورة ،وال متثال ،وال ّ
حد ،وال
ح���دود ،وال موض���ع ،وال م���كان ،وال كی���ف ،وال أی���ن ،وال هنا ،وال ّمث���ة ،وال مأل،
ظلم���ان ،وال ّ
نوران ،وال ّ وال خ�ل�أ ،وال قیام ،وال قعود ،وال س���كون ،وال حركة ،وال
ي ي
نفس���ان ،وال خیلو منه موضع ،وال یس���عه موضع ،وال عىل لون ،وال ّ
ي
ّ
روحان ،وال
ي
(((
منف عنه هذه األشیاء». شم راحئة ،ي ّ عىل خطر قلب ،وال عىل ّ
ّ ّ ّ ّ
«جل عن أن حتله الصفات لشهادة العقول ّأن كل من حلته الصفات مصنوع
ّ ّ
(((
وشهادة العقول أنه جل جالله صانع ليس مبصنوع».
أمتلف هو أم مؤتلف؟ قال :ال « ...سأل الزندیق عن الصادق؟ع؟ فقال ...:خ
مّ
املتجز ئ ویأتلف ّ
املتبعض ،فال ّ یلی���ق به االختالف وال اال ئتالف ،إنا خیتل���ف
(((
یقال له مؤتلف وال خمتلف».
كشء من
شء داخل ،وخارج من األشیاء ال ي
كشء يف ي
«داخل يف األش���یاء ال ي
(((
شء خارج ،سبحان من هو هكذا وال هكذا غیره».
ي
ّ
شء وال یقالي كل «ال یش���به ص���ورة ،وال یقاس بالناس ،بعی���د يف قربه ،ف���وق
ّ ّ
شء ي یقال وال ءش ي كل أمام فوقه، ء شي یقال وال ءشي كل شء حتت���ه ،وحتت ي
ّ
كشء يف
شء أمامه ،داخل يف األش���یاء ال ي شء وال یقال يخلف���ه ،وخل���ف كل ي
ّ
«هو يف األش���یاء كلها غیر متمازج هبا وال بائن عهنا ،ظاهر ال بتأویل املباشـرة،
ّ
(((
متجل ال باسهتالل رؤیة ،بائن ال مبسافة ،قر یب ال مبداناة».
(((
«لیس يف األشیاء بوالج وال عهنا خبارج».
(((
«ال جتري علیه احلركة والسكون».
اإلمام الصادق؟ع؟:
شء ،أو خیلو
شء إیل ي شء ،أو حیول م���ن ي شء ،أو عىل ي
ّ
«م���ن زع���م أن اهلل يف ي
ّ ن
املخلوقی .واهلل خالق كل شء ،فقد وصفه بصف���ة شء ،أو یش���تغل به ي منه ي
شء ،ال یقاس بالقیاس وال یش���به بالناس ،ال خیلو منه مكان وال یش���تغل به ي
مكان ،قر یب يف بعده ،بعید يف قربه ،ذلك اهلل ّربنا ال إله غیره.
أحبه بغیر هذه الصفة املوحدین ،ومن ّ وأحبه هبذه الصفة فهو من ّمفن أراد اهلل ّ
فاهلل منه بـريء وحنن منه بـرءاء».
(((
«إن اهلل تبارك وتعاىل ال یوصف بزمان وال مكان وال حركة وال انتقال وال سكون، ّ
ًّ بل هو خالق الزمان واملكان واحلركة والسكون ،تعاىل ّ
علوا عما یقول الظاملون
ً
(((
كبیرا».
ّ مّ
(((
بكیفیة املخلوق». «و إنا الكیف
«أما التوحید ،فأن ال جت ّوز عىل ّربك ما جاز علیك».
((( ّ
ّ ّ
(((
شء».ي كل من وخارج مكان كل «فاهلل تبارك وتعاىل داخل يف
اإلمام الكاظم؟ع؟ :
ّ
أج���ل وأعظم م���ن أن ّ ّ
حید بی���د ،أو رج���ل ،أو حركة ،أو «إن اهلل تب���ارك وتع���اىل
سكون ،أو یوصف بطول ،أو قصـر ،أو»...
(((
الثان؟ع؟:
اإلمام أبو جعفر ي
((( «الكیفیة للمخلوق ّ
املكیف». ّ
أهداف الفصل:
ً
▪ بیان انتفاء موضوع الالمتناهي ثبوتا،
ّ
االمتدادي، املتعال عن الوجود يّ
احلقیق هو ▪ الواحد
ي
ّ
اعتباري صـرف، ّ
العددیة هي أمر ▪ الوحدة
ّ
ّ
الفلس���فیة باملبان
ي لت���زام اال م���ع وعال ج���ل ▪ ال میك���ن إثب���ات وح���دة الخ الق
ّ
العرفانیة،
▪ إثبات وحدة الخ الق تعایل بعد الكش���ف عن عجز املدارس املعرفة البشـر ّیة
بأسـرها عن ذلك،
▪ تفنید القول بصدور األشیاء عن ذات الخ الق ،أو جت ّل الخ الق ّ
عز امسه بصور ي
املخلوقات،
شء. ▪ الخ لقة هي :ج
اإلیاد ال من ي
!؟هیلع ناهرـبلا وه امو ؟هانعم ام ،دحاو ىلاعت هللا 137
ّإن كلمة التوحید هي الكلمة العلیا يف اإلس�ل�ام بل عند أهل األدیان بأس���ـرهم ،القرآن
ّ
ومفسـرو املبی حلقیقهتا بأوكد بیان كما ّأن عترة الرسول؟ص؟ الذین هم أعدال الكتابهو ّ ن
املؤكدون علیه ّ ّ ّ
أش���د الق���رآن وحم���ال معرفة اهلل تعاىل هم ،الكاش���فون عن حقیقة معناه،
التأ كید.
ّمث ّإن كلمة التوحید عندهم هو:
ّ
والزء وال���كل واال ّتصاف بالتناهي اإل ق���رار بوجود خال���ق متعال عن االمتداد والعدد ج
املنش لألش���یاء ال م���ن شء ،خ
والالق ئ وع���دم التناه���ي ،وعن وجود خ
اللق بأس���ـره ،هو
ي
البارئ ملا سواه ال عن وجود سابق؛
ّ ً ّ
حمرفا عن حقیقته إىل معىن ه���ذا ،وقد أصبح هذا املع�ن�ى عند البعض من املتأخر ین
آخر ،فالتوحید عند هؤالء هو ّأن:
ن ّ
الواصفی وأوهام حقیق���ة الوج���ود _ وهو عندهم نفس ذات املعبود جل ع���ن وصف
ّن ّ ن
واملتعی املتجل بالص���ور املختلفة،
ي املتوهمّ�ی�� _ حقیقة حمض���ة صـرفة ال متناهیة ،ه���ي
ّ وأبدا ،وحیث ّإن هلذه احلقیقة ّ ً ً
وجودیة غیر ش���دة أي س���عة بأعیان األش���یاء املتبائنة أزال
متناهی���ة _ ب���ل ف���وق ما ال یتناهى [!] مب���ا ال یتناهى [!!] _ فال جم���ال لفرض وجود غیره
ّ ّ ً
(((
مطلقا .هو كل األشیاء وكل األشیاء هو ،ولیس يف الدار غیره ّدیار.
هم املبهتجون بتحقیق هذا املعىن ّ
أش���د االبهتاج ،و یعتبـرون ذلك من أعىل وأغىل ما
لاّ
.1يقول ابن عر يّب« :وما يف الكون أحدية إ أحدية املجموع» :كتاب املعرفة ،له.36 ،
138 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
والتعمق ف معرفة الذات ّ ّ
اإلهلیة.
(((
ي وصلت إلیه ید التحقیق والتفكر
وحنن نروم باالختصار بیان معىن حقیقة التوحید عىل أساس البـرهان ونصوص الوحي
ً ً
والقرآن ّأوالّ ،مث نكشف احلجاب عن بطالن ما علیه أصحاب الفلسفة والعرفان يف ذلك ثانیا.
ً ً ً
باعتبار الواحد املفروض حلما وعظما ودما و...
ً لاّ
تتصوره ّمث تعتبـ���ره واحدا ،إ وهو قابل لز ی���ادة مثله علیه، ّ شء ي م���ن الظاهر ّأن���ه ال
ً لاّ
تتصو ره وتعتبـ���ره واحدا إ وهو قابل ّ شء ي وبذل���ك یدخ���ل يف باب األعداد ،كما ّأنه ال
ًّ ّ لاّ
امتدادیا یتصو ر إ كان شء لالنقسام ًوالدخول يف باب األعداد ،ولذلك نقول :ما من ي ًّ
عددیا قابال للز یادة والنقصان.
ّ
املتجز یة ،فال جزء وال ّ
االمتدادیة احلقیق ،فهو ما یكون بخ الف ال���ذات يّ ّ
وأم���ا الواحد
ً حت ّ امت���داد هلا ىّ
تقس���مها أو تعتبـ���ر بعضها واحدا و یدخل باعتب���ار ذلك البعض يف باب
وأما ما یكون بخ الف وقابلیة املعدود للز یادة والنقصانّ ، ّ األع���داد ،فالتعدید فرع االمتداد
قابلیة التعدید والتحدید يف موضوعه ،فال شبیه یتعدد بذاته ،وذلك النتفاء ّ االمتداد فال ّ
ً ّ
له وال نظیر ،وال شـر یك له وال عدیل ،وال جزء له وال كل ثبوتا.
املتعال عن األشباه واألنداد والنظائر ،وهو ّ
بوحدانیته، فهو الواحد األحد الفرد ّ
املتفرد
ي
املعبـر عنه بالصمد ،أي ما ال جوف ل���ه ،أي ال داخل له وال احلقی�ق�� ّ
يّ ّ
املس���مى بالواح���د
مدخل وال جزء وال بعض:
الرسول األعظم؟ص؟:
وأحدي املعىن واإلنس���ان واحد ّ
ثنوي املعىن ،جسم ،وعرض ،وبدن ّ «اهلل واحد
(((
وروح».
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
«كل ّ ّ
(((
مسمى بالوحدة غیره قلیل».
اإلمام الرضا؟ع؟ :
(((
یبعض». ّ
«یوحد وال ّ
كثیر ّ
متعدد يف ذاته:
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
حبد وال حیسب ّ
«ال یشمل ّ
(((
بعد».
اإلمام السجاد؟ع؟ :
((( ّ
وحدانیة العدد». «لك یا إهلي
اإلمام الرضا؟ع؟ :
ّ
«واهلل ج���ل جالل���ه واحد ال واحد غیره ال اختالف فی���ه وال تفاوت وال ز یادة وال
نقصان».
(((
متناهية!!
ّ وه���ذه الفك���رة ه���ي أصل خ
الطأ ومنش���أ الضاللة ع���ن املعرفة احلق���ة حيث ّإن تقس�ي�م املوجود إىل
ّ ً
جدا و ذلك أن: املتناهي و غير املتناهي تقسمي موهوم خاطئ
ألف) املوجود ينقسم إىل:
.1املوجود ذو االمتداد و األجزاء القابل لالنقسام و الز يادة والنقصان (املخلوق).
(الالق).والتجزي خ
ّ املتعال عن االمتداد والعدد .2املوجود
ي
فالتناهي وعدم التناهي من صفات الش���ـيء ذي االمتداد القابل للز يادة والنقصان ومها له كامللكة
الال���ق املتعال عن كونه ذا امتداد وأجزاء و ّ
املن���زه عن ّ
قابلية الز يادة فيختص���ان به ،وأما خ
ّ والع���دم
ً ً ي
طرف التقس�ي�م بذينك ّ
والنقص���ان ف�ل�ا يتصف بالتناه���ي وعدم التناهي ثبوت���ا ،و يكون خارجا عن ي
ً
موضوعا.
ّ ّّ ّ
امتداديا (املخلوق) فهو حمدود دامئا وصيرورته غير متناه ب) كل ما احتمل الز يادة و النقصان وكان
ً ّ ّ ً
جدا وهو باطل ثبوتا وموضوعا. يكون خالف ذاته .فاالعتقاد بوجود الالمتناهي موهوم
ً
وأشد ،فضال عن أن تكون تلك ّ ج .إذا كان الشـيء غير متناه ،فكيف يوجد شـيء أعىل منه ّ
الشدة
ً
أيضا مبراتب ال متناهية؟!
. 1حبار األنوار ،254 / 4 ،عن االحتجاج.
ّ
السجادية ،الدعاء .28 . 2الصحيفة
. 3حبار األنوار ،173 / 4 ،عن التوحید.
142 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
املعروف���ة الب���ن كمونة ،من الصعوب���ة عندهم بدرجة یقولونّ :إنه ل���و ظهر موالنا صاحب
ّ الزمان ّ
عجل اهلل تعاىل فرجه الشـر یف ،ال نطلب منه معجزة سوى حل هذه املعضلة!!
ّ
وأعجب من ذلك وأغرب ،هو حل تلك الش�ب�هة عىل مبان أوهن من أصل الشهبة _
عی الوحدة والوحدة ف ن
عی الكثرة، وادعاء الكثرة ف ن كالقول بصـرافة الوجود وأصالتهّ ،
ي ي
ً ّ ً
ونف وجود الغیر مطلقا ،وكون بسیط احلقیقة كل األشیاء ،وأمثال ذلك _ ّمما یكون صـرحیا ي
خ ّ ّ
احلقیق لذات املعبود ،وحتر ی���ف معىن وحدة الالق تعاىل يّ يف اال لت���زام بالترك���ب والتعدد
احلقیقیة إىل الوحدة االعتبار ّیة.
ّ من الوحدة
ّ
توضیح ذلكّ :أن ّمما استدل به أصحاب الفلسفة إل ثبات وحدة واجهبم هو:
«لو كانهناكواجبوجودآخرلتشاركالواجبانفي كونهماواجبيالوجود،فال ّبدمن
ّ ّ ّ
تمیز أحدهما عن اآلخر بشيء وراء ذلك األمر المشترك .وذلك یستلزم تركب كل منهما
من شیئین :أحدهما یرجع إلى ما به االشتراك ،واآلخر إلى ما به االمتیاز ،وقد عرفت
ّ ً
((( ّ
الخارجیة». ّ
العقلیة وال ّأن واجب الوجود بالذات بسیط لیس مركبا ال من األجزاء
ّ
الگلپايگان.50 ، ان اإلهليات ،تلخيص ّ ّ
السبحان ،جعفر ،تلخيص ّ
ّ
ي عل رب ي
ي ي .1
!؟هیلع ناهرـبلا وه امو ؟هانعم ام ،دحاو ىلاعت هللا 143
ً
و یقال يف هذا املعىن أیضا:
«ل���و ّ
تع���دد الواجب بالذات ،كأن یف ��رض واجبان بال ��ذات وكان وجوب الوجود
ً ً
مش���تركا بینهما وكان ّ
تمیزهما بأمر وراء المعنى المشترك بینهما فإن كان داخال في
ّ
(((
الذات لزم التركب وهو ینافي الوجوب».
بطالن هذا االستدال ل واضح وذلك ّأن:
أل���ف) ّإن وج���وب الوجود ،م���ن املعقوالت الثانی���ة ،فال ذات وحقیقة ل���ه ف خ
الارج ي
ّ ف ع���رض حقیق���ة الشء الذي حك���م بوجوبه ىّ
حت یلزم الترك���ب املفروض من وجوب ي ي
ً
الوجود وشء آخر ،فإن للشجر واحلجر واالنسان و ...ذواتا ف خ
الارج وال ذات لإلمكان ي ي
ّ
والوج���وب والوحدة واحلدوث و ...يف الخ���ارج ،بل هي أحكام عقلیة للمعقوالت األویل
ّ
كالش���جرواحلجرواإلنس���انولس���یتبذواتمس���تقلة يفعرضها.
«قدس سـره»: قال العلاّ مة ّ ّ
احلل ّ
ي
ًّ ّ ّ
ثبوتیا».
(((
«وهذا إنما یتمشـی بعد إثبات كون الوجوب
وقال يف كشف املراد:
ّ
اعتبارية يعتبرها «ه���ذه الجهات الث�ل�اث أعني الوجوب واإلم ��كان واالمتناع أم ��ور
ّ ّ
الماهي ��ة وليس لها تحق ��ق في األعي ��ان لوجوه... العق���ل عند نس���بة الوجود إل���ى
ّ فل���و كانت هذه األمور ّ
ثبوتية لزم اتصافها بأحد الثالثة ويتسلس ��ل وهو محال».
(((
الطوس: وقال خ
الواجة
ي
ًّ
ثبوتيا لزم إمكان الواجب».
(((
«ولو كان الوجوب
ب) ال دلیل ألهل الفلسفة والعرفان عىل امتناع تركیب واجهبم ،بل هذا ّ
االدعاء مهنم
يّ
احلقی�ق�� إىل معىن التركیب من الوجود أم���ر غر ی���ب وهم ّ
حیرفون معىن التركیب عن معناه
ً ّ ّ عی األشیاء خ
ال ّ والعدم!! و یلتزمون بكون واجهبم ن
املتجز ية مصداقا!! ارجیة املركبة
ّمث ّإنه ینسب إىل إبن كمونه ّأنه قال:
«ل���م ال یجوز أن یك���ون هناك ّ
ماهیتان بس ��یطتان مجهولتا الكن ��ه ،متبائنتان بتمام
(((
الذات».
ً
وجاء يف هنایة احلمكة ّردا عىل ما قاله «ابن كمونة»:
ّ
بأنها ّ
مبنی ��ة على انتزاع مفه ��وم واحد ع ��ن مصادیق كثیرة «وأجی���ب عن الش���بهة
متبائنة بما هي كثیرة متبائنة وهو محال».
(((
ّ
الواب واضح ،ألنه:
ولكن بطالن هذا ج
ّ أجنب عن الش�ب�هةّ ،
ّ
ألنه یدل عىل اس���تحالة انتزاع مفهوم واحد ي الواب
أل���ف) هذا ج
تبتن عىل احلكم عىل حقائق متبائنة ّ نهّ
عن حقائق متبائنة مبا أ ا متبائنة ،ولكن الشهبة ي
ن
الطالبي إىل هنج املسترشدين.250 ، . 1الفاضل املقداد ،إرشاد
ن
حسي ،هناية احلمكة.2 ، حممد الطباطبائّ ،
ّ .2
ي
ن ّ ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،هناية احلمكة.278 ، .3
ي
!؟هیلع ناهرـبلا وه امو ؟هانعم ام ،دحاو ىلاعت هللا 145
مبا هي مشتركة يف أمر واحد _ وهو وجوب الوجود املشترك بیهنماـ ،ال مبا هي متبائنة فال
ً
یلزم حمال أصال؛ بل كیف ،وجواهبم هذا هو بعینه حكم واحد _ وهو امتناع انتزاع مفهوم
ً ً
واح���د_ع�ل�ىمصادی���قكثی���رةمتبائن���ة،فكی���فیك���ونأم���راممتنع���ا؟!
لشء یناقض فرض بس���اطته ّ ّ
ال���واب هو أن یق���ال :إن فرض التعدد ي والصحی���ح يف ج
ً ً
عددی���ا قابال ّ
ّ ً ً
امتدادیا ّّ ألن ف���رض ّ
التعدد ّ بال���ذاتّ ،
للتعدد وهو متجز یا متفرع عىل كون���ه
ً
خالف فرض كونه بسیطا ،فالشهبة ساقطة من أصلها.
ّ فه���ذا االس���تدال ل إل ثب���ات توحید خ
والواب عن الال���ق جل وعال ،والش�ب�هة فی���ه ،ج
ّ أجنب عن حقیقة معىن توحید ّ ّ ّ
ترى،ألن مبىن الرب تبارك وتعاىل كما ي ذلك كل الشهبة،
ّ ً
الالق تعایل قابال ّ الكالم ف كل ذلك عىل كون خ ّ
للتعدد والتكثر وهو خروج عن املوضوع ي
ّ ّ خ
الالئق بالالقیة والربوبیة.
جل وعال یتعاىل بنفس ذاته ّ ّ بأن خ الواب هو تذكیر العقول ّ ّ
القدوس، الالق واحلق يف ج
ع���ن االمتداد والع���دد والز یادة والنقصان وس���ایر صفات األش���یاء ذوات االمتداد والعدد
ّ ّ
والتعدد والتكثر: القابلة للز یادة والنقصان
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
ّ
(((
«وخرج بسلطان االمتناع من أن یؤثر فیه ما يف غیره».
للتع���دد بالذات فال تلیق بأن تكونّ مف���ا مل تف���رض الذات بخ الف االمتداد وغیر قابلة
إهلا ،ولو فرضت بخ الف االمتداد فهي غیر قابلة ّ ً
للتعدد بنفسها ال بدلیل آخر.
ً ّ
الثان بعد إمكان فرض لنف ذلك يي الدلیل یطلب و ،ثانیا وعال جل مفن یفرض للخالق
ً ً
لوهیة وجعله خملوقا ّأوالّ ،مث یفحص عن عما یلیق به من معىن األ ّ وجوده ،فقد أخرجه ّ
ً ً
وجود الدلیل جلعل املخلوق خالقا!! وإل ثبات كون الكثیر واحدا!! واحلال هذه ،فإن هو
ألوفا مل ّ ً أثب���ت من ه���ذا املوجود القابل ّ
یضـرن���ا ذلك يف دعوانا من وحدة للتعدد بالذات
ً ّ
البارئ ،و إن نىف وجود كلها _ أو أثبت وحدهتا عىل الفرض املحال _ مل ینفعنا ذلك شیئا
الالق الواحد املتعالّ ، أیضا من إثبات خ ً
ألنه خارج عن الفرض ،وكالمه حینئذ يف وحدة
الالق!! املخلوق ال خ
ً ً ً تعدد خ وق���د قلنا كم���ا ّأن ّ
الالق حمال ذات���ا ،فكذلك وحدة املخلوق حم���ال أیضا ذاتا
فإن ّكل ثان دلیل عىل ّأنه نفسه وما ّ یتیسـر هلم إثبات ما هم بصدده؟! ّ فأن ّ ً ىّ
تقدم وثبوتا.
ً علیه كالمها خملوقان ّ
متجز يان فال میكن فرض الوحدة هلما فضال عن إثباهتا هلما!!
ّ ً ّإن التوحید لیس مبعىن «كون خ
كثر»،فإن هذه الوحدة والكثرة الالق تعاىل واحدا أم أ
ّ
ملكتا املقادیر املخلوقة ،بل یكون التوحید مبعىن كونه تعاىل بخ الف كل األشیاء واملقادیر
ً ّ همّ
والتصورات ،وكونه بال ش���بیه وال نظی���ر ثبوتا وبالذات ،فالتوحید هو ما یقابل والتو ات
الثان والثالث.
العدد ،ولیس معناه ما یقابل ي
. 1التوحيد.56 ،
!؟هیلع ناهرـبلا وه امو ؟هانعم ام ،دحاو ىلاعت هللا 147
ّ
العسكري؟ع؟ : اإلمام
ّ
جل ثناؤه ّ ً
وتقدس���ت «اهلل واح���د أحد ،مل یلد ومل یولد ومل یكن له كفوا أحد...
(((
شء وهو السمیع البصیر». أمسائه أن یكون له شبه ،هو ال غیره ،لیس كمثله ي
ً ًّ
امتدادیا قابال للوجود والعدم ،هو وجه تعلیل التوحید: ّإن كون ما سوى اهلل تعاىل
َ ْ ْ ٌ َّ
ك ُّل َش ْ َ َّ ُ َ ُ ً َ َ َ
���ي ٍء ها ِلك ِإلا َو ْج َه ُه ل ُه ال ُحك ُم <ولا ت ْد ُع َم َع اهلل ِإلها آخ َر لا ِإ
له ِإلا هو
َ ُ
(((
َو ِإل ْيهِ ت ْر َج ُعون>.
املؤمنی؟ع؟ : ن اإلمام أمیر
ّ ّ
وع���ز وجل وتقدس عن مالمس���ة النس���اء، وتطهر ّ اتاذ األبن���اءّ ، «وع�ل�ا ع���ن ّ خ
ض���د ،وال ف ما ملك ّ ع���ن مش���اركة الش���ـركاء فلیس ل���ه ف ما خل���ق ّ
ن���د ،ومل ي ي
(((
یشـرك يف ملكه أحد».
(((
اتاذ صاحبة وأوالد». «وارتفع عن مشاركة األنداد ،وتعاىل عن ّ خ
اإلمام ّ
سید الشهداء؟ع؟ :
شء وهو السمیع البصیر». «فذلك اهلل ال ّ
مسي له تعاىل لیس كمثله ي
(((
الكاف.103 / 1 ،
ي .1
. 2قصص (.88 ،)28
. 3حبار األنوار ،270 / 4 ،عن التوحید.
ّ
الطوس. أمال الشيخ
ي . 4حبار األنوار ،319 / 4 ،عن ي
. 5حبار األنوار ،301 / 4 ،عن حتف العقول.
. 6حبار األنوار ،270 / 4 ،عن التوحید.
150 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
معان األخبار.
ي . 1حبار األنوار ،264 / 4 ،عن
. 2حبار األنوار ،228 / 3 ،عن التوحید.
. 3النساء (.117 ،)4
. 4اإلخالص (.)112
!؟هیلع ناهرـبلا وه امو ؟هانعم ام ،دحاو ىلاعت هللا 151
َ َ
ش ْي ٍء ف ْاع ُب ُد ُوه>.
(((
الالق املتعال؛ الیونانیة والسینو ّیةّ :إن العامل صدر عن وجود خ ّ تقول الفلسفة
متوهم ،لیس له إس�ل�امیهتما یق���والنّ :إن العامل ّ ّ ّ
املتوهم ّ
الصدرائیة والعرفان واحلمكة
ّ
الالق یظهر بصور املخلوقات ،فالعامل هو جتل وجود خ حقیق ،و ّإن خ
الالق ورقص ي يّ وجود
الذات ّ
اإلهلیة.
االعتباري ،یظهر ّأن
ّ وبی التوحی���د احلقی�ق�� والفرق بینه ن
يّ ومب���ا ّبی ّنا من معىن التوحید
الفلس���فة والعرفان يف حجاب مستور عن معرفة توحید اإل له ،وال میكن للقائل بالصدور
ً ً ّ
التجل ،االعتقاد بالتوحید ثبوتا فضال عن اإل ثبات. ي أو
الالق تبارك بإیاد خ ّ ّ
اإلهل���ي القائلة ج وأم���ا التابع للبرهان وما جاءت به مدرس���ة الوحي
جل وع�ل�ا إىل ّ ّ وتع���اىل الع���امل ال من شء ،فال حیتاج إل ثب���ات توحید خ
أي دلیل الالق ي
ّ خالقیة خ ّ
والتجل الواهنة واملوهونة:
ي الالق و إبطال العقیدة القائلة بالصدور سوى إثبات
املؤمنی؟ع؟ :ن اإلمام أمیر
«إنه ّكل یوم ف ش���أن ،من إحداث بدیع مل یكن ،الذي مل یولد فیكون ف ّ
العز
ّ
ي ي
ً ً ً
(((
مشاركا ،ومل یلد فیكون موروثا هالكا».
ن ً ّ
لشیئی متمایز ین ،كواحد العددیة أمر حمال يف نفسها فضال عن إثبات معناها ّإن الوحدة
ّ ّ صدر عن واحد! أو واحدین ّمتحدین كالعاقل واملعقول! ودلیل توحید خ
عز وجل هو الالق
ّ ّ
بالتجل والصدور من أصله: ي یناف القول
نفس الدلیل عىل عدم جتز یه تبارك وتعاىل ،الذي ي
. 1األنعام (.103 _ 102 ،)6
ّ ّ ّ
الفقهي الخ���اص بامللكية يّ
املن�ف�� هنا لي���س باملعىن . 2حب���ار األن���وار ،256 / 4 ،ع���ن التوحي���د .اإلرث
نف االس���تحالة
الذات ،فيكون مبعىن ي االعتبار ّية ،بل املراد منه هو الوراثة يف نفس الوجود وحقيقة
ّّ ّ ّ
والتجل.
ي والتطور الذاتية والصدور (من شـيء إیل شـيء) والتجزئة
152 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
لىّ ّ
ّإن التوحی���د یعلل ببطالن الص���دور والتج ،فكیف میكن ابتناء حقیقته عىل قاعدة
الالق تعایل املس���تلزم«الواح���د ال یص���در عنه االّ الواحد» وصدور األش���یاء عن ذات خ
ّ ّ
وت ّز یه جل وعال؟!:لتركبه ج
اإلمام الصادق؟ع؟ :
(((
«فردان ال خلقه فیه وال هو يف خلقه». ّ
ي
ً
شبه اهلل خبلقه فهو مشـركّ ،إن اهلل تبارك وتعاىل ال یشبه شیئا وال یشهبه «من ّ
ّ
(((
شء ،وكل ما وقع يف الوهم فهو خبالفه». ي
نف الشـر یك: نشیر بالتنز یه إىل تعلیل ي ومن هنا
ُ <أ ْ م َل ُه ْم إ ٌله َغ ْي ُر اهلل ُس ْب ََ
(((
حان اهلل َع َّما ُيشـركون>. ِ
لاّ لاّ
فحقیق���ة مع�ن�ى التوحید لیس إ التنز یه ،وحقیقة معىن الش���ـرك لیس إ التش���بیه؛
الثان والثالث و:..
و«الوحدة» هي ما یقابل «الشباهة» ال ما یقابل ي
«س���أل بعض أصحابن���ا الصادق؟ع؟ فقال له :أخبـ���ر ن ّ
أي األعمال أفضل؟ ي
((( لخ
قال :توحیدك لر ّبك .قال :مفا أعظم الذنوب؟ قال :تشبهیك القك».
اإلمام الصادق؟ع؟ :
(((
«التوحید أن ال جتوز عىل ّربك ما جاز علیك».
. 1حبار األنوار ،299 / 4 ،عن التوحيد.
. 2حبار األنوار ،286 / 4 ،عن التوحيد.
. 3حبار األنوار ،299/3 ،عن التوحید.
. 4الطور (.43 ،)52
ّ
الطوس. أمال الشيخ
ي . 5حبار األنوار ،287/3 ،عن ي
معان األخبار .264
ي . 6حبار األنوار ،/4 ،التوحيد
!؟هیلع ناهرـبلا وه امو ؟هانعم ام ،دحاو ىلاعت هللا 153
شء له ش���بیه ...واإلنسان واحد يف االسم ولیس «واهلل واحد وهو له اس���م وال ي
بواحد يف االس���م واملعىن والخ لق ،فإذا قی���ل هلل ،فهو الواحد الذي ال واحد غیره
ّ
(((
ألنه ال اختالف فیه».
«...س���ألت رمحك اهلل عن التوحید وما ذهب فیه من قبلك ،فتعاىل اهلل الذي
عما یصف���ه الواصفونلی���س كمثل���ه شء ،وهو الس���میع البصیر ،تع���اىل اهلل ّ
ي
خ
املشبهّ ون اهلل تبارك وتعاىل بلقه ،املفترون عىل اهلل.
واعلم رمحك اهلل ّأن املذهب الصحیح يف التوحید ما نزل به القرآن من صفات
ّ ّ
نف وال تشبیه ،هو اهلل الثابتي فال والتشبیه البطالن اهلل عن فانف ،وجل اهلل عز
ّ املوجود ،تعاىل اهلل ّ
(((
عما یصفه الواصفون وال تعد القرآن فتضل بعد البیان».
اإلمام الرضا؟ع؟ :
نف وتش���بیه و إثبات بغیر تشبیه ،مفذهب
«للناس يف التوحید ثالثة مذاهب :ي
شء، ّ
النف ال جیوز ،ومذهب التش���بیه ال جیوز ألن اهلل تبارك وتعاىل ال یشهبه ي
ي
(((
والسبیل يف الطر یقة الثالثة ،إثبات بال تشبیه».
ّ
والعرفاني ّ
الفلسفي نقد عقيدة التوحيد
وتقول:
ّ «فرض ّ
التعدد والتكثر في الالمتناهي محال».
(((
وتقول:
«إن الموج���ود المحدود المتناهي مقهور للحدود ،والقی ��ود حا كمة علیه ...ومن ّ
لاّ ّ
مفهومیة ،ق ��ال الع مة ّ
عددی ��ة وال هن���ا ّیتض���ح ّأن وحدت���ه تعالى لیس ��ت وح ��دة
ّ ًّ
بالحد الذي ّ
النوعیة ...مقهور ّ
العددیة والوحدة الطباطبائيّ :إن كال من الوح���دة
ّ
ّ
یمیز الفرد عن اآلخر والنوع عن مثله ،فإذا كان تعالى ال یقهره شيء هو القاهر فوق
ّ ّ ّ
(((
كل شيء فلیس بمحدود في شيء فلله من كل كمال محضه».
وتقول:
«الموج���ود الالمتناهي ال یقبل ّ
التعدد؛ ّإن وج ��ود الواجب بالذات غیر متناهّ ،
فإن
لتلبسه بالعدم وهو واضح ،وعلى هذا األساس ال یمكن ّ
محدودیة الوجود مالزمة ّ
ّ
المحدودیة الفقدان واالنعدام بالنس ��بة اعتبار ذاته س���بحانه مح���دودةّ ،
ألن الزم
ّ
الوجودي الموجود في النظیر ،والفقدان مس ��اوق إل���ى مرتبة من الوجود والكمال
للنقص والحاجة وهي تنافي وجوب الوجود بالذات.
تعدد واج���ب الوجود بالذات ،هو تع � ّ�دد موجودین غیر متناهیین
وبعب���ارة أخرى ّ
ّ ّ
الخارجي ...ال یالئم القول بموجود مالزم للتصدیق بأنه ال ش���ـریك له في الوجود
((( ّ
الخارجي». ّ
خارجي آخر غیر فاقد لمرتبة من مراتب الوجود
وتقول:
ً
«إن م���ن عجائب األم���ور ّأن كثیرا من القش� � ّـریین یرون هذه اآلی ��ات واألحادیث
ّ
س���يما كالم أمی���ر المؤمنین وهي صـریحة في وح ��دة الوجود ،ویقولون الكثیرة وال ّ
ّ
بأنفس���هم ّإن وجود الح���ق غیر محدود ،ومع ذلك ال یقول ��ون بوحدة الوجودّ ،إن
ً ّ
وح���دة الوجود إن لم تكن صحیحة فیل ��زم أن یكون الحق تعالى محدودا ،تعالى
ًّ ً
(((
علوا كبیرا». اهلل عن ذلك
ً
وتقول الفلسفة والعرفان أیضا:
«إن العقل والنقل ناهضان على ّأن وجوده سبحانه صـرف ال ّ
یتثنى وال ّ
یتكرر بذاته ّ
وحقیقته».
(((
وتقول:
ّ «الواحد الذي ال ّ
حد لمعناه وال نهایة له فال یحتمل فرض الكثرة ...وال یش ��ذ عن
ّ
وجوده شيء من معناه ...بل كل ما فرض له ثان في معناه فإذا هو هو».
(((
وتقول:
ّ «ل���ه تعالى م���ن ّكل كمال محضه ،و إن ش ��ئت زی ��ادة ّ
تفهم وتفقه له ��ذه الحقیقة
ً ً ً ّ
القرآنی���ة ،فافرض أمرا متناهیا وآخ ��ر غیر متناه ،تجد غیر المتناهي محیطا بالمتناهي
بحی���ث ال یدفعه المتناهي عن كمال ��ه المفروض ّ
أي دفع فرضته ،بل غیر المتناهي
مس���یطر علیه بحیث ال یفقده المتناهي في ش ��يء من أركان كماله...
ً ً ّ
فكلما فرضنا ش���یئا من األشیاء ذا ش ��يء من الكمال في قباله تعالى لیكون ثانیا له
ً ً
وش���ـریكا ،ع���اد ما بیده من الكمال هلل س ��بحانه محضا ...وه ��ذا المعنى هو الذي
ّ ّ
العددیة...فهو تعالى واحد بمعنى أنه من الوجود بحیث ینفي عنه تعالى الوحدة
حتى یمكن فرض ثان له في ما وراء ذلك ّ
الحد».
((( یحد ّ
بحد ّ ال ّ
وتقول:
«إن أمتن البـراهین على توحید اهلل سبحانه ،هو ّأنه موجود مطلق غیر ّ
مقید بشيء ّ
ّ ّ
وال نهایة لوجوده ،فحینئذ ال مجال لفرض إله آخر ،ألنه فرض محال ،ال أنه فرض
ً
للمح���ال ،إذ إدراك الموج���ود المطلق الغیر المتناهي ال ی ��دع مجاال لفرض واجب
ّ ّ
تولوا وجوه عقولكم ّ
فثم آخ���ر ،حی���ث ّإن غیر المتناهي قد مأل الوجود كله ،فأینم ��ا
وجه الواجب الغیر المحدود ،فأین المجال لفرض غیره؟
ً
ـرفا غیر مح ��دود ّ ً
بحد وغی ��ر متناه وه���ذا األص���ل أعن���ي كون الواج ��ب موج ��ودا ص
إل���ى نهایة ،هو األس���اس لغیر واحد من المعارف المس ��تفادة من العت ��رة الطاهرة.
ألن ّكل محدود فله ّ
حد
ً
مخلوقا ّ ً ّ ً
والدلیل علیه أیضا هو أنه لو كان محدودا لكان
ّ ّ حاد یعین ّ ً
واجدا لما وراء ّ
حده فله ّ
الخاص ،فكل محدود حده ال یتعداه ،ولیس
ن
حسي ،تفسير امليزان.95 / 6 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .1
ي
ن ّ ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،تفسير امليزان.90 _ 89 / 6 ، .2
ي
!؟هیلع ناهرـبلا وه امو ؟هانعم ام ،دحاو ىلاعت هللا 157
ً
محتاجا إل ��ى خالقّ . ّ
ألن وجوده مخل���وق ،وكل مخل���وق فله خالق ال یك ��ون مثله
عی���ن ذاته فال یحتاج إلى غیره _ كم ��ا ّأن الحادث یحتاج إلى قدیم ال یكون مثله،
فمبدء الحادث ،هو الممتنع من الحدوث وهو القدیم في األزل.
ّ
یستدل لوحدة الخالق بنفس وجوده الغیر المتناهيّ ،
ألن فبهذا التحلیل یمكن أن
ً ً
إطالق الوجود وعدم تناهیه لیس وصفا زائدا ،فحینئذ یكون إطالقه وعدم تناهیه
ً
(((
الذي هو عبارة عن أصل وجوده ومتن حقیقته _ دلیال على وحدته».
وتقول:
َّ َ َ ُ َ َّ
اهلل أن ُه لا ِإ َله ِإل���ا ُه َو> أي ّ
الحري بأن یس���تفاد من قول ��ه تعالى< :ش ِ���هد «وه���ذا هو
ّ ّ ّ ألوهیته تش���هد بوحدتهّ ، ّ
المتناهیة ،تكون ش ��اهدة بأنه األلوهیة المطلقة الغیر ألن
ً
ال شـریك له تعالى ،وال مجال لفرضه أصال.
ّ
فه���و تعالى دلیل نفس���ه ف���ي التوحی ��د _ كما أنه كذل ��ك في أصل الثب ��وت ببـرهان
ً ًّ ّ الصدیقین _ ّ
أزلیا ألن الوجود الحق الذي ال یش ��وبه شيء فهو واجب بذاته وجوبا
محله _ وحیث ّإنه صـ���رف الوجود وصـرف الش ��يء ال ّ ّ
تتكرر ،فالواجب _ كم���ا ف���ي
الخالق ال ّ
یتثنى وال ّ
یتكرر.
ّ ً ً لاّ ّ
وحی���ث إنه بس���یط محض ،والبس ��یط المح ��ض ال یفقد ش ��یئا و إ ص ��ار مركبا من
وجدان ش���يء وفقدان آخر ،وهذا هو ش ّـر الترا كیب _ كما قیل((( لعدم رجوعه إلى
ّ لاّ ً
البس���اطة أص�ل�ا ،فال مجال حینئ���ذ لفرض الواج ��ب الثاني و إ ل ��زم أن یكون كل
ً ّ ً ً ً
(((
واحد منهما واجدا لنفسه وفاقدا لشقیقه ،فیصیر مركبا ال بسیطا».
ً ً لاّ
إذ لم یكــن لـه بـوجــه فاقدا «ولیس صـرف الــشيء إ واحدا
.8التعبیر عن حمدث العامل مببدء احلادث غیر سدید وغیر موافق ملا یقتضیه البـرهان
القائلی ّ
بأزلیة العامل وصدور ن واألدیان ،بل التعبیر املذكور یوافق اعتقاد أصحاب الفلسفة
األشیاء عن ذات خ
الالق.
الفلسفیة الت ّ
ّ ّ
«كل خ
تؤول حقیقة معىن ي املبان
ي یالمئ ال خالق» له لوق م كما ّأن عبارة
ّ ّ ّ خ
والتطور وما یشبه ذلك. والتجل
ي د والتول واإلیاد إىل معان خاطئة كالصدور
ج اللق
األوهام حول الالمتناهي!!
162 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
تتوهم المعرفة البشـر یّ ة:
▪ یكش���ف ع���ن خطأهم يف ذلك ویكش���ف الس���تر ع���ن ختال���ف ذات الخ الق
ّ
الهات.والخ لق وتبایهنما من كل ج
ألن من متناهی���ة من���ه ،فهو بوحدته ّكل األش���یاء ولیس ب�ش��ء مهنا» ،واض���ح البطالن ّ
ي
یخ ّ ّ
الشء ذا املراتب هو نفس احلقیقة االمتدادیة العددیة وال رج عن االمتداد ّ ّ
البدهیي أن ي
أبدا ،وس���لب االمتداد ّ ً ّ
واحلد عنه یساوي س���لب الوجود منه ،واملوجود الال واملحدودیة
ّ
العقل، اإلطالق والبسیط املحض ال یتجاوز فرض وجوده عن االعتبار والفرض ّ بشـرط
ي ي
ّ
املتجزئة ّ ّ لاّ ً
حتقق���ه خارج���ا إ بكونه ن ّ
املقیدة االمتدادیة املح���دودة عی األش���یاء وال میك���ن
وموج ٍد بخ الفها.
خالق ِ
ٍ املخلوقة املحتاجة إىل
احلد واالمتداد فیصل إىل ّ
حد ولیس ألحد أن یقولّ :إن الشء یخ رج باالش���تداد عن ّ
ي
غیر متناه _ ،بل فوق ما ال یتناهی!! مبا ال یتناهی!!! _
حد فرض وجوده فال أي ّامتدادی ً���ا _ ،ف ّ
ّ ّ
یش���تد _ وه���و ال حمالة یكون وذل���ك ّ
ألن ما
ي
ًّ لاّ ً ً ً لاّ
إضافیا، یكون يف احلقیقة إ صغیرا قابال لالشتداد والز یادة دامئا فال ینسب إلیه الكبـر إ
ً ّ
فاحل���د _ وبالنتیج���ة النقص أیضا _ الزم ملا ال یأىب بالذات ع���ن قبول الوجود والتعر یف
ن
والتعیی والتشكیك. والتوصیف
ًّ ً لاّ املؤمنی؟ع؟ ّ
ن
توضیحیا حیث «حبد وال نقص» إ وصفا وعلیه فلیس قول موالنا أمیر
یقول؟ع؟:
«الذي س���ئلت األنبی���اء عنه فلم تصفه ّ
حب���د وال نقص ،بل وصفت���ه بأفعاله
164 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
ودلت علیه بآیاته».
(((
ن
املخلوقی».
(((
عما یصفه املشبهّ ون بصفة
ّ
ّ
«أي فح���ش أو خن���اء أعظ���م م���ن قول م���ن یصف خالق األش���یاء جبس���م ،أو
ً ًّ
(((
علوا كبیرا». صورة ،أو خبلقة ،أو بتحدید وأعضاء ،تعاىل اهلل عن ذلك
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
((( «مفعان الخ لق عنه ّ
منفیة». ي
(((
«مبائن جلمیع ما أحدث يف الصفات».
اإلمام الباقر؟ع؟ :
((( ّ
«إن اهلل تعاىل خلو من خلقه ،وخلقه خلو منه».
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ً ً ّ لاّ ّ
شء متعالیا
ي لكل مبائنا یكون أن إ ء ش
ي كل « ...ال یلیق بالذي هو خالق
ّ
(((
شء سبحانه وتعاىل».
ي كل عن
اإلمام الرضا؟ع؟ :
ّ
(((
« ...كل ما یوجد يف الخ لق ال یوجد يف خالقه».
(((
« ...كیف جیري علیه ما هو أجراه أو یعود فیه ما هو بدأه؟!».
وبی خلق���ه المتناعه ّمما میكن يف ذواهتم ،وإلمكان ذواهتم ّمما
«احلجاب بینه ن
(((
میتنع منه ذاته ،والفتراق الصانع واملصنوع».
لكنه لیس ذاك من جهة ّأنه تعاىل وال ّ
شك ّأنه تعاىل له الكبـر یاء والعظمة والاللّ ،
ج
ّ مّ
أ كبـر األش���یاء وأعظمها!! بل إنا هو یتعاىل عن أن ّیتصف مبا یقبل الصغر والكبـر ،و جیل
ً ّ ّ
فإن كل ما كان قاب�ل�ا للوجود والعدم ففرض وجوده ع���ن كبـ���ر ال یأىب عن الصغر لذاته،
املصنوعی���ةواالحتی���اج ،خ
ّ ً
أیض���انقصللذاتاملتعالیة ّ
والال���قیتع���اىلعن���ه: ألنهآی���ة
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
ً « ...لیس بذي كبـر امتدت به الهنایات ّ
(((
فكبـرته جتسیما».
ّ وتق���دس ّ وال ّ
ش���ك ّأن���ه تعاىل ّ
غن عن كل ق���ادر وقدرته ،هو أق���در القادر ین وأعظم ي
ّ ّ املتجبـر ی���ن ّ
ّ
ولكن���ه لیس ذاك مبعىن أنه واجد لقدرة كل قادر بعیهنا وأ كثر كما تذهب إىل
ّ
أعز وأجل من أن ّیتصف بقدرة تكون باآل الت واألدوات، الاطئة ،بل هو ّ ذلك األوهام خ
ً ً
الشء بوجداهنا كام�ل�ا وبفقداهنا ناقصا ،وال تأىب عن قابل���ة للز ی���ادة والنقصان ،یصبح ي
املخلوقی فال تنسب إىل خ
الالق املتعال: ن العدم لذاهتا ،هذه هي قدرة
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ً
ق���وة الخ لق لوقع علیه التش���بیه ،وكان حمتمال للز یادة
«ولو كانت ّقوته تش���به ّ
مّ ّ ّ ّ ً
ب�ش��ء ،و إنا قلنا
ي ه یش���ب ال وجل عز واهلل ...، ناقصا وم���ا احتم���ل الز یادة كان
القوي وكذلك قولن���ا العظمی الكبیر ،وال ّ
یش���به هبذه األمساء ّ ���وي للخلقّإن���ه ق ّ
اهلل تبارك وتعاىل».
(((
«ه���و نور ال ظلمة فیه ،وحیاة ال موت فیه ،وعلم ال جهل فیهّ ،
وحق ال باطل
فیه».
(((
ً ّ
فإن العلم الذي یكون به العامل عاملا قابل للوجود والعدم والز یادة والنقصان ،و یكون
ن ً ً
عاملی بوجدان حمدودا دامئا .واهلل تبارك وتعاىل عامل ال كغیره من الذوات الذین یكونون
ّ
والتصو ر ال تتص���ور ّ
ألن اإلدراك ّ ن
وجاهل�ی�� بفقدانه ،فال ت���درك حقیقة علم���ه وال العل���م
ً لاّ ّ
یتعلقان إ باملقادیراملخلوقة مطلقا.
اإلمام الصادق؟ع؟ :
« ...وال یبلغون كنه علمه».
(((
ّ
فادعاءّ :أن:
ً
بائنا منه لزم���ه النقص خ ً
وال ّلو عن المكال شء خارج���ا عن ذات اهلل تعاىل «ل���و كان ي
ّ
شء وفوق التمام»، والوجود ،فهو متام كل ي
ً
كمایقولهأصحابالفلسفة_باطلمنرأسه،و یكونحمكهمبذلكناشئاعنرؤ یةاحنصار
الالق واملخلوق:والعددي ،والغفلة عن وجوب تباین ذات خّ ّ
االمتدادي المكال بالمكال
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ّ ّ
«إن املخل���وق أجوف معتمل مركب ،لألش���یاء فیه مدخل ،وخالقنا ال مدخل
ّ ّ ّ
(((
وأحدي املعین». وأحدي الذات لألشیاء فیه ،ألنه واحد
اإلمام الرضا؟ع؟ :
لاّ
حجة ...وال يف إبانته عن الخ لق ضمی إ بامتناع األز ي ّل
«لیس ف حمال القول ّ
ي
((( أن ىّ
یثن».
. 1التوحيد.146 ،
. 2التوحيد128 ،؛ حبار األنوار.306 / 3 ،
. 3التوحيد169 ،؛ حبار األنوار.227 / 3 ،
. 4عيون أخبار الرضا؟ع؟.126 / 1 ،
172 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
ولتجزء كهنه والمتنع من األزل معناه ،وملا كان للباري « ...إذا لتفاوتت ذاته
معىن غیر املبـروء».
(((
ّ
هذا كله ،وقد قالت املعرفة البشـر ّیة:
ّ ّ
«كل م���ا هو بس���یط الحقیقة فه ��و بوحدته كل األش ��یاء ،ال یعوزه ش ��يء منهاّ ...إن
ّ
(((
البسیط كل الوجودات من حیث الوجود والتمام».
ّ ّ ّ ّ
(((
الذاتي ال یشذ عن شيء وال یشذ عنه شيء». «إن اإلطالق
واحدا مطلق � ً�ا غیر محدود ،فال غیر هن ��اك ّ
ً ّ لاّ
حتى یتباین «لی���س الموجود األزل���ي إ
معه ،إذ ال مجال للغیر في تجاه الموجود الغیر المتناهي».
(((
«الواج���ب بال���ذات وجود بحت ال س ��بیل للعدم إل ��ى ذاته وال یس ��لب عنه كمال
ّ ّ ألن ّكل كم���ال وج � ّ
وج���وديّ ،
ّ
�ودي ممكن فإن ��ه معلول مفاض م ��ن علته والعلل
ّ ً
منتهی���ة إل���ى الواجب بال���ذات ،ومعطي الش ��يء ال یكون فاقدا له .فل ��ه تعالى كل
ّ
الواجبیة بس ��یط بحت فال ّ
وج���ودي من غی���ر أن یداخله ع ��دم ،فالحقیق ��ة كم���ال
(((
یسلب عنها شيء وهو المطلوب».
ّ ّ
(((
«إن الواجب لذاته تمام كل شيء».
ّ
«إن تمام الشيء هو الشيء وما یفضل علیه».
(((
ّ
الواجبي واجد له بنحو أعلى وأش� �ـرف وهو محمول علیه كالعلم والقدرة فالوجود
((( على ما یلیق بساحة ّ
عزته وكبـریائه».
ّ
�كل كمال وج � ّ
�ودي بنحو أعلى «ال���ذات المتعالی���ة ...هي وج���ود صـرف جامع ل �
وأشـرف ...الذات المتعالیة ...هي وجود صـرف ال یسلب عنه كمال».
(((
ّ ّ
(((
«له كل كمال وكل الكمال».
ّ ً ّ
(((
الوجودي». «إنه صـرف الوجود الذي ال یفقد شیئا من الكمال
وجاء يف «تفسیر املیزان»:
ّ ّ ّ ّ
اإللهیة أنا نذعن بانتهاء كل ش ��يء «إن أق���دم ما نواجهه في البحث عن المعارف
ّ ّ
إلی���ه ،وكینونته ووجوده منه ،فهو یملك كل ش ��يء لعلمنا أنه لو لم یملكها لم یكن
أن یفیضها ویفیدها إلى غیره ...فهو سبحانه یملك ما وجدناه في الوجود من صفة
((( كمال كالحیوة والقدرة والعلم والسمع والبصـر والرزق والرحمة ّ
والعزة وغیر ذلك».
ّ
وخصوصیات الوجود التي في األشیاء ترتبط إلى ذاته المتعالیة ّ
«إن جهات الخلقة
من طریق صفاته الكریمة ،أي ّإن الصفات وس ��ائط بی ��ن الذات وبین مصنوعاته،
ّ
فالعلم والقدرة والرزق والنعمة التي عندنا بالترتیب تفیض عنه سبحانه بما أنه عالم
قادر رازق منعم بالترتیب ...و إن ش ��ئت فقل بنظر آخر هو یقهرنا بقهرهّ ،
ویحدنا بال
محدودیتهّ ،
وینهینا بال نهایته... ّ
ّ ّ
فتبین أنا ننتس���ب إلیه تعالى بواس ��طة أسمائه ،وبأسمائه بواس ��طة آثارها المنتشـرة
في أقطار عالمنا المش���هود ،فآثار الجمال والجالل في ه ��ذا العالم هي التي تربطنا
حسي ،هناية احلمكة.283 ، ن حممد الطباطبائّ ، ّ .1
ي
حسي ،هناية احلمكة.291 ، ن حممد الطباطبائّ ، ّ .2
ي
ن ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،هناية احلمكة.307 ، ّ .3
ي
حسي ،هناية احلمكة.286 ، ن حممد الطباطبائّ ، ّ .4
ي
ن ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،تفسير امليزان.350 / 8 ، ّ .5
ي
174 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
وتقول الفلسفة:
ّ
الحق ف ��ي أعیان الممكن ��ات ...فالعال ��م ّ ّ
متوهم ما له «كل م���ا ندركه فه���و وجود
ّ حقیقي ،فهذا حكایة ما ذهب إلیه العرفاء ّّ
(((
اإللهیون واألولیاء المحققون». وجود
«ومحص���ل ال���كالم ّإن جمیع الموج ��ودات عند أه ��ل الحقیقة والحكم ��ة ّ
اإللهیة ّ
ّ ً
نفس���ا أو ص ��ورة ّ ً
الحقیقي نوعی ��ة ،من مرات ��ب أضواء الن ��ور المتعالی���ة عق�ل�ا كان أو
وتجلیات الوجود ّ
القی ّ ّ
(((
ومي».
ّ ّ ّ
دیار ،كلمایترائىفيعالمالوجودأنهغیرالواجبالمعبود، «لیسفيدار الوجودغیره
ّ ّ
(((
فإنم���ا هو من ظهورات ذات���ه وتجلیات صفاته التي هي في الحقیقة عین ذاته».
اإلشكاالت الواردة عىل ما قالته الفلسفة:
ً ّ ّ
شء إىل اهلل تع���اىل وك���ون وجوده منه ممل���وكا له من ي كل .1إن���ا كم���ا نذع���ن بانهت���اء
شء ،فكذل���ك نذعن م���ن ال هلا تع���اىل اده بإی ل���ه لوق���ات مجه���ة ّأن األش���یاء ّكله���ا خ
ي ج
ب���أن ذل���ك ال میك���ن أن یك���ون ع�ل�ى حن���و واجدي���ة ذات���ه ل���ذوات األش���یاء وصدوره���ا ّ
املتع���ال ع���ن االمتداد الال���ق املتع���ال ،أو بك���ون األش���یاء مرات���ب وج���وده ع���ن ذات خ
ي
ّ
واألج���زاء ،أو جتلی���ه بصور األش���یاء املختلف���ة كما یتوهمّ���ه أصحاب الفلس���فة والعرفان.
ً َ لاّ ً ّ
ال�ش��ء ال میك���ن أن یكون مفیضا لوجود غیره وخالق���ه إ إذا كان متعالیا عن ي .2إن
لاّ ً
وج���وده ال واج���دا له بذات���ه و إ لزم حتصیل احلاصل وهو حم���ال ،وذلك عیل عكس ما
ن
حسي ،تفسير امليزان.354 / 8 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .1
ي
. 2مال صدرا ،األسفار.294 / 2 ،
. 3مال صدرا ،األسفار.291 / 2 ،
. 4مال صدرا ،األسفار.292 / 2 ،
!يهانتماللا لوح ماهوألا 175
ً همّ
تتو ه الفلسفة من لزوم كون املعطي واجدا ملا یعطیه.
الالق وما س���واه خط���أ حمض وموجب بی خالس���نخي ن
ّ ّ
الذات .3االعتق���اد باالرتب���اط
ي
الالق تعایل من األساس. وخالقیة خ
ّ الهندام بناء التوحید
ّ
امتدادی���ة خملوقة قابلة
ّ .4إن صف���ات األش���یاء م���ن العلم واحلی���اة والقدرة و ...كله���ا ّ
ّ للوجود والعدم ،خ
املتعال عن االمتداد واألجزاء یباین ذلك كله بالذات وال میكن ي والالق
ً ً
أن یكون واجدا هلا بأعیاهنا ،ومالكا هلا بنحو اال ّتصاف هبا.
ً
.5إن اهلل تعاىل ال ّیتصف بالصفات مطلقا،وذلك النتفاء موضوع اال ّتصاف يف شأنه ّ
تعاىل بل هو ذات علم قدرة حیاة نور...
ال�ت�� ال اس���تقالل هلا يف وجوده���ا _ ال میكن أن یف���رض هلا وجود
.6الصف���ة _ وه���ي ي
وشء. ن ّ
شء ي متوسط بی ي
ً ً ً ً ّ
إیادا و إعداما وحمكا وس���لطانا ،وال یكون.7القاهر ّی���ة هي التس���لط عىل املخل���وق ج
همّ ّ
الوجودیة كما تتو ه الفلسفة. باحلوایة واإلحاطة
ً ً
.8الالمتناهي منتف ثبوتا وموضوعا.
ً
معتمدا عىل الذات املتعالیة فكیف میكن االعتقاد ّ
بأن .9إذا كان العامل بقاطبة أجزائه
الالق متعال عن األجزاء واألبعاض؟! وجود خ
ً
وجاء يف املیزان أیضا:
«قوله ‘‘الكبیر المتعال’’ اسم من أسمائه تعالى الحسنى ،والكبـر ویقابله الصغر من
فإن األجس���ام إذا قیس بعضه ��ا إلى بعض من حیث حجمها المعاني المتضایفةّ ،
ً
المتف���اوت فما احت���وى على مثل حجم اآلخر وزیادة كان كبیرا وما لم یكن كذلك
ً
صغیراّ ،ثم ّ
توسعوا فاعتبـروا ذلك في غیر األجسام. كان
ّ ّ
والذي یناس���ب ساحة قدس���ه تعالى من معنى الكبـریاء إنه تعالى یملك كل كمال
176 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
لشيء ویحیط به فهو تعالى كبیر أي له كمال كل ذي كمال وزیادة».
(((
التوسع الذي ّیدعونه ال میكن أن یكون له مصداق غیر األجسام ذوات احلجم نقولّ :
ّ یصـرحون ّ القابلة للز یادة والنقصان الت ذكروها ،وهم ّ
بأن« :له تعاىل كمال كل ذي كمال ي
ً
ال ّ
سمي شیئا. وز یادة!!» بداهة ّأن املعىن الذي ذكره ما افترق عن معىن الكبـر ج
بـأن «اهلل تعاىل جس���م ال فتفس���یر اس���م «الكبی���ر» مب���ا زعموه ،یكون كق���ول القائ���ل ّ
لالتصاف املتجزئ القابل ّ ّ ّ
االمتدادي الشء ّ
كاألجسام» حیث زعم أن للجسم معىن غیر ي
ّ
بالتوس���ع! وهذا هو اإلمام بالتناه���ي وع���دم التناهيّ ،مث یعتبـرون اهلل تعاىل مصداق ذلك
ن
املؤمنی؟ع؟ یقول: أمیر
ً امتدت به الهنایات ّ «لیس بذي كبـر ّ
فكبـرته جتسیما ،وال بذي عظم تناهت
ً ً ً ّ
(((
به الغایات فعظمته جتسیدا ،بل كبـر شأنا وعظم سلطانا».
املفسـر بعدم تناهي الذاتّ فالكبـر الالئق بساحة قدسه هو عظم الشأن واملقام ،ال الكبـر
ّ ّ ّ
شءوأ كثر!!الذيتخ بـرعنهالفلسفةبقوهلا: ي كل لذات ة ّ
والواجدی ء ش
ي بكل واإلحاطةالوجودیة
ّ
«إن���ه تعالى في نفس���ه موجود ذو كمال غیر متن ��اه ّ
وأي كمال فرض غیره فهو متناه
ّ
(((
والمتناهي متعلق الوجود بغیر المتناهي».
ن
حسي ،تفسير امليزان.307 / 11 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .1
ي
. 2هنج البالغة269 ،؛ حبار األنوار ،261 / 4 ،عن االحتجاج.
ن
حسي ،تفسير امليزان.411 / 1 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .3
ي
ّ
المجردات أسطورة
178 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ ّ
قد حتقق أنه:
ّ ّ
ألف)ّ .إن ما جیوز علیه الوجود والعدم _ وهو كل ما سوى اهلل تعاىل _ میتنع أن یتحقق
ّ
وقابلیة الز یادة والنقصان. و یوجد يف غیر االمتداد والعدد واحلدود واألجزاء
ً ّ ً لاّ ب)ّ .إن خ
شء ي لكل مبائنا والعدد، االمتداد عن متعالیا یكون أن الالق ال یلیق به إ
الال���قواملخل���وق،أي ن
ب�ی��االمت���دادوم���ایباین���ه. ب�ی�� خ
ج).ال ثال���ث ن
ً ّ د) .املوج���ود املبائ���ن لالمتداد ال ّ
املتجزئ أیضا ال یتعدد بال���ذات؛ كما ّأن املوج���ود
ّ
یتوحد بالذات.
مفا ترى إذا األسطورة احلاكیة عن وجود جم ّردات خارجة عن االمتداد واألجزاء والزمان
والتغیر واحلركة والسكون؟!! ّ واملكان ّ
والقوة
َ َ ْ َ َ َ ُ ّ ُ َ َ ْ َّ َ َ َ ُ ْ َ
وخ َر ُقوا َل ُه َب َ
نات ِبغ ْي ِر ِعل ٍم ُس ْبحان ُه
نين َوب ٍ <وجعلوا ِلل ِه ش���ركاء ال ِجن وخلقهم
ُ َ
(((
وتعالى َع َّما َي ِصفون>.
التأمل يف النقاط املذكورة فینبغي أن نسأل: نعم ،بعد ّ
ّ
الزمان؟! الذات واحلادث ّ واملتحرك!؟ ،احلادث ّ الشء إىل الثابت
ي ي ما هو مالك تقسمی ي
املجرد ّ
واملاد ّي؟! بالقوة وما بالفعل؟! املتناهي والالمتناهي؟! الواجب واملمكن؟! ّ ما ّ
فإن ّ
التعدد املجردات ،شاهدة عىل التناقض ف القول بوجودهاّ ، بتعدد ّ فنفس القول ّ
ي
ّ
للتجرد. فرع االمتداد املبائن
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ّ
«إن اهلل تب���ارك وتع���اىل ال یوص���ف بزم���ان وال م���كان ،وال حرك���ة وال انتقال وال
س���كون ،بل ه���و خالق الزمان وامل���كان واحلركة والس���كون ،تع���اىل ّ
عما یقول
ً ًّ
(((
علوا كبیرا». الظاملون
ً ّ لاّ
أبدا ...وما یكون ّ
بالقوة ال ّإن ما یقبل الوجود ال یتحقق إ يف االمتداد وال یخ رج عنه
ً ً ً
أبدا وال ّ
ینفك عهنا ذاتا ،وما ّیتصف بالزمان واملكان ال یخ رج عهنما القوة مطلقایخ رج عن ّ
ً لاّ ً مكیفا ّ ً
مقدرا حمدودا ال یخ رج عن ذلك أبدا إ باالنعدام. أبدا ،وما یكون ّ
ً لاّ
وبكلم���ة واح���دةّ :إن م���ا یقبل الز ی���ادة والنقص���ان بذاته ال یك���ون إ قاب�ل�ا للز یادة
أب���دا ،وخروج���ه عن ذلك یس���تلزم خروجه عن ذاته .مفن املح���ال أن ّ ً
یتحرك والنقص���ان
ال�ش��ء يف جوهره وذات���ه فیصبح بال زمان وال مكان وال امتداد ،فینقلب و یخ رج عن ذاته ي
خ ّ ّ
القامئ فهیا ،فإن كل ملوق قامئ بأجزائه وأبعاضه.
حت یص���ل عامل ّ
التجرد؟! یتحرك ف جوهره ىّ التجرد ملا یق���ال ّإنه ّ
یص���ح ّادعاء ّ ّ كی���ف
ي
ًّ ّ ً ّ
الشء زمانیا بالبداهة؟!ألیس احلركة والتغیر متفرعا عىل كون ي
بالبعدیة نفس ّاتصافه بالزمان؟!!ّ الشءأ ولیس اتصاف ي
ّ
ّ بتجرد أش���یاء خ
وملوقات ،مع ّأن كل ما س���وى اهلل تعاىل يف معرض وكیف میكن القول ّ
التغییر والزوال؟
اإلمام الصادق؟ع؟ :
«إن���ه لیس شء إلاّ یبید أو ّ
یتغیر ،أو یدخله التغییر والزوال ،أو ینتقل من لون
ّ
ي
إىل لون ،ومن هیئة إىل هیئة ،ومن صفة إىل صفة ،ومن زیادة إىل نقصان ومن
ً ن ّ نقص���ان إىل زی���ادة ،إلاّ ّ
العاملی ،فإنه مل یزل وال ی���زال واحدا ...ال ختتلف رب
علی���ه الصفات واألمساء كما ختتلف عىل غیره مثل اإلنس���ان الذيّ ...
یتبدل
ّ ّ
(((
عز وجل خبالف ذلك». علیه األمساء والصفات واهلل
لوهیة فیه تعاىل ،یكتفون بإقامة الدلیل تعاىل وبیان احنصار عنوان املعبود الالئق به األ ّ
سمیة والصورة والشبح والتخطیط واالمتداد عنه تعاىل. ال ّ نف ج عىل ي
الالق واالمتداد املخلوق كما تزعمه الفلس���فة القائلة بی اهلل خولو كان هناك واس���طة ن
ً
كافیا لبیان ما یتمای���ز به خ بوج���ود عامل ّ
الالق عن املجردات ،ملا كان االس���تدال ل بذل���ك
تص اهلل تعاىل به من التعر یف و یباین به غیره ،بل كانت ّ
املجردات املخلوق ومتییز ما یخ ّ
الالق ،وكان ذلك الالق ،وكان یثبت ّ
تعدد اآلهل���ة ال وحدة خ حینئ���ذ تدخ���ل ف تعر یف خ
ي
إثبات التشبیه ال نفیه!!
الالق عن مطلق ما س���واه بس���لب وبالمل���ة فإنهّ���م؟مهع؟ اكتف���وا ف مقام متییز ذات خ
ي ج
ّ ً ًّ ّ لاّ صفات االمتداد عنه ّ
فقط ،وذلك ال یصح إ إذا كان مطلق ما سواه امتدادیا متجزئا.
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ّ
ألنه ّ ّ
األول ال بدء له ،وال ش���به ،وال مثل ،وال بكیفیة املخلوق، «و إنمّ���ا الكی���ف
ضد ،وال ّند».
((( ّ
ّ ّ خ
الشیئیة، شء حبقیقة‘‘شء’’ إىل أنه ي
بقول ،ي
شء بالف األشیاء .إرجع ي «هو ي
باحلواس الخ مس ،ال
ّ غیر ّأنه ال جسم ،وال صورة ،وال ّ
حیس ،وال ّ
حیس ،وال یدرك
تدركه األوهام ،وال تنقصه الدهور ،وال ّ
تغیره األزمان».
(((
الثان؟ع؟ :
اإلمام أبو جعفر ي
ضد وال ّند وال
املكیف ،فر ّبنا تبارك وتعاىل ال ش���به له وال ّ
«الكیفیة للمخلوق ّّ
((( ّ
كیفیة وال هنایة وال تصاریف».
االمتدادي ،خ
والالق الصمد الواحد ّ فانظ���ر إىل التقابل املوجود ن
بی املخلوق األجوف
ّ ّ
جل ولطف عن ّ لاّ ال یوصف اهلل تعاىل ّ
احلس والوهم والدرك: بأنه لطیف إ مبعىن أنه
اإلمام الرضا؟ع؟ :
ّ ّ
«وأم���ا اللطیف فلی���س عىل قلة وقضاف���ة وصغر ،ولكن ذلك ع�ل�ى النفاذ يف
اإلمام الرضا؟ع؟:
.1م���ن الق���ول بالصدور والس���نخية وقاعدة الواحد ال�ل�ازم مهنا بزعمهم القول بوج���ود ّ
املجردات ليقع
مصححا لصدور األشياء عن ذات خ ّ الالق والعامل ّبي وجود خ ً
بـرزخا ن
الالق. املاد ّي و يكون
. 2حبار األنوار ،291 / 4 ،عن التوحید.
. 3حبار األنوار ،263 / 3 ،عن التوحید.
. 4حبار األنوار ،161 / 4 ،عن التوحید.
الكاف، ،117 / 1حبار األنوار ،154 /4 ،عن االحتجاج.ي .5
تادّرجملا ةروطسأ 187
ّ
والربوبية إىل غير اهلل ،و إثبات تری ف كتاب هناية احلمكة وبدایهتا ف إس���ناد خ
اللقة ي ي ي
أرباب األنواع ،وهي ف الواقع إثبات لآلهلة ّ
املتعددة: ي
متقدس عن ّ
القوة».
((( المادة ّ
مجرد عن ّ ‘‘إن هذا العالم ّ
الماد ّي معلول لعالم ّ
نوري ّ ّ
ّ ّ
العقلي معلولة للواجب تعالى بال واس ��طة وعلة متوسطة لما دونها «مرتبة الوجود
ّ ّ
وعلة لمرتبة ّ
(((
والماد ّيات». المادة من المثال ومرتبة المثال معلولة للعقل
العقلية ّ
الكلية... ّ عقلي مفارق ّ
للمادة فيه جميع الصور ّ
العقلية جوهر ّ «مفيض الصورة
((( ّ
الجزئية». ّ
المثالية مثاليمفارقفيهجميعالصور ّ
الجزئيةجوهر ّ ّ
العلمیة مفيضالصور
وتقول:
ّ
التحول والتكامل، الضـروري ّأن النش���أة نشأة ّ
المادة والحا كم فیها قانون ّ ّ
«إن من
فما من موجود من الموجودات التي هي أجزاء هذا العالم إلاّ وهو ّ
متدرج الوجود،
متوج���ه من الضعف إلى ّ
القوة ومن النقص إلى الكمال في ذاته وفي جمیع توابعه ّ
ولواحقه من األفعال واآلثار .ومن جملتها اإلنس ��ان الذي ال یزال ّ
یتحول ویتكامل
في وجوده وأفعاله وآثاره التي منها آثاره التي ّ
یتوسل إلیها بالفكر واإلدراك.
ّ لاّ
فم���ا م���ن واحد ّمن���ا إ وهو یرى نفس ��ه كل یوم أ كمل من أمس وال ی ��زال یعثر في
الحین الثاني على س���قطات في أفعاله وعث ��راث في أقواله الصادرة منه في الحین
((( ّ
األول .وهذا أمر ال ینكره من نفسه إنسان ذو شعور».
وتقول:
ّ ً ّ ّ
الكونی ��ة المنطبقة المكون���ه تدریجا الحاصلة بتوس ��ط األس ��باب «إن ف���ي األش���یاء
على الزمان والمكان جهة مع � ّ�راة عن التدریج خارجة عن حیطة الزمان والمكان
ّ
تدریجیة مرتبطة ه���ي من تلك الجهة أمره وفعله وكلمت ��هّ ،
وأما الجهة التي هي بها
ََ ّ
الكونیة منطبقة على الزم ��ان والمكان فهي بها خلق .ق ��ال تعالى< :ألا باألس���باب
َ َ ُ َ
���ه الخ ُلق َوالأ ُمر> ((( فاألمر هو وجود الش ��يء من جهة اس ��تناده إلیه تعالى وحده،ل
ّ
الكونیة فیه».
((( والخلق هو ذلك من جهة استناده إلیه مع ّ
توسط األسباب
وتقول:
ّ «ال ت���زال الخلقة تق���ع مرحلة بعد مرحل ��ة ،وتنال غایة بعد غای ��ة ّ
حتى تتوقف في
َََ
<وأ ّن ِإلى َر ِّب َك غای���ة ال غای���ه بعدها ،وذلك رجوعها إلى اهلل س ��بحانه ،قال تعال ��ى:
ن
حسي ،تفسير امليزان.66 / 1 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .1
ي
. 2األعراف (.54 ،)7
ن الطباطبائّ ،
حممد حسي ،تفسير امليزان.197 / 13 ، ّ .3
ي
تادّرجملا ةروطسأ 191
ْ
(((
ال ُم ْن َتهى>».
ّ
[السبزواری] في منظومته: ّ
اإلنسانیة یكون فوق ّ
التجرد ...یقول «إن مقام النفس ّ
ّ ّ ّ
و إنه���ا بح���ت وج���ود ظ���ل ح���ق عن ��دي وذا ف ��وق التج � ّ�رد انطل ��ق
ً املجردات ّ وتقول الفلسفة لتوجیه ّ
تعدد أفراد ّ
ومتیزها عرضا:
ّ
ّ
األفرادیة في العقل ّ
مج���رد فنوع���ه منحصـر في ف ��رد ...نعم یمكن الكث ��رة ّإن كل
ّ
الذاتي والحركة المجرد فیما لو استكملت أفراد عن نوع ّ
ماد ّي _ كاإلنسان بالسلوك ّ
والفعلیة ،فیستصحب ّ
التمیز ّ الجوهریة _ من نشأة ّ
المادة واإلمكان إلى نشأة ّ
التجرد ّ
(((
والقوة». الفردي الذي كان لها عند كونها في ّأول وجودها في نش ��أة ّ
المادة ّ ّ
الالق واملخلوق حجاب میكن رفعه ،وال یكون بیهنما ثغر میكن اال قتراب بی خلی���س ن
متج���زئ وذاك خالق متعال ع���ن االمتدادّ امت���دادي خملوق
ّ والدن���و منهّ ،
فإن اإلنس���ان ّ
حت میكن واألج���زاء ،ولی���س التفاوت بیهنم���ا بالتفاض���ل أو التناقص ،أو الصغ���ر والكبـر ىّ
لاّ التقرب منه بالتزاید ،أو االش���تداد ،أو التشابه ،ولیس بینه تعاىل ن ّ
وبی خلقه حجاب إ
أنهّ���مخلق���هوفعل���ه،فكی���فمیك���نارتف���اعه���ذااحلج���ابأوترقیق���ه؟!
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
ّ ّ
(((
«هو أقرب إلینا من كل قر یب ،وأبعد من الشبه من كل بعید».
اإلمام الرضا؟ع؟ :
وبی خلق���ه المتناعه ّمما میكن يف ذواهتم ،وإلمكان ذواهتم ّمما
«احلجاب بینه ن
میتنع منه ذاته ،والفتراق الصانع واملصنوع».
(((
ّمث ّإنه ما هو الدلیل والبـرهان امللزم عىل جعل األصل يف جوهر األشیاء هي احلركة إىل
والحود الواقع بأعیننا ىّ ّ
التج���رد والمكال؟! حت یلزمنا تأو یل النقائ���ص واملعاصـي والكفر ج
إىل غیر واقعها ؟! وقد ّمر احلدیث عن اإلمام الصادق؟ع؟:
ّ ُ ََ ْ َُّ ُْ َُ ّ ْ ُ ْ َْ ََ
ق أ فل���ا َي ْع ِقلون> فإن���ه ّرد عىل الزنادقة
<‘‘ ...وم���ن نع ِم���ر ه نن ِكس���ه فِي الخل ِ
الذین یبطلون التوحید ویقول���ونّ :إن الرجل إذا نكح املرأة وصارت النطفة يف
الرحم تلقته أشكال من الغذاء ودار علیه الفلك ّ
ومر علیه اللیل والهنار فیولد
اإلنسان بالطبائع من الغذاء ومرور اللیل والهنار.
ْ َْ ُ ّ َ ُ
<و َم ْن ن َع ِّم ْر ُه ن َن ِك ْس ُه فِي الخل ِ
ق فنقض اهلل علهیم قوهلم يف حرف واحد فقال:
ً ََ َْ ُ
أ فلا يع ِقلون؟> قال :لو كان هذا كما یقولون ینبغي أن یز ید اإلنس���ان أبدا ما
196 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
دامت األش���كال قامئة واللیل والهن���ار قامئان والفلك یدور ،فكیف صار یرجع
ّ إىل النقص���ان ّكلم���ا ازداد ف الكبـر إىل ّ
الطفولیة ونقصان الس���مع والبصـر حد ي
لخ ىّ
والقوة والفقه والعلم واملنطق حت ینقص وینتكس يف ا لق ،ولكن ذلك من ّ
(((
خلق العز یز احلكمی وتقدیره».
قیل لإلمام الباقر؟ع؟ :
تغیر فس���د .قال :ذل���ك قول الزنادق���ةّ ،
فأما « ...إنهّ���م یقول���ون ّإن الفل���ك إن ّ
لنبیه؟ص؟ّ ، شق اهلل القمر ّ املسلمون فال س���بیل هلم إىل ذلك ،وقد ّ
ورد الشمس
قبل���ه لیوش���ع ب���ن نون ،وأخبـ���ر بطول ی���وم القیام���ة وق���ال<َ :ك َأ ْلف َس َ���ن م ّماَ
ةٍ ِ ِ
َ ُ
(((
ت ُع ّدون>.
ً تقول الفلسفة حول عامل ّ
املجردات أیضا:
األول الذي یصدر من الواجب تعالى عقل واحد هو أش� �ـرف موجود ّ
«إن الص���ادر ّ
ّ ّ
ممكن و إنه نوع منحصـر في فرد ،و إذ كان أش� �ـرف وأقدم في الوجود فهو علة لما
دونه وواس���طة في اإلیجاد ،و ّإن فیه أ كثر من جهة واحدة ّ
یصح به صدور ما دون
ّ
العقلیة بما فیه من الكثرة البالغة. النشأة
ً
نزوال إلى ّ ّ
حد یحصل فیه من الجهات عدد فمن الواجب أن یترتب صدور العقول
یكافي الكثرة التي في النشأة التي بعد العقل».
(((
وتقول:
ّ
«إن الممك���ن األش���ـرف یج���ب أن یك ��ون أقدم في مرات ��ب الوجود م ��ن الممكن
(((
األخس ،فال ّبد أن یكون الممكن الذي هو أشـرف منه قد وجد قبله». ّ
وتقول:
«وحیث ّإنه موجود بس���یط واحد محضّ ،
یصح القول ب � ّ
�أن فیضه الصادر منه أمر
واحد بس���یط مطلق داخل في األش ��یاء ال بالممازجة وخ ��ارج عنه ال بالمبائنة ،من
ألن العدد وغیره من�دديّ ،
دون أن ی���راد من الفیض الواح���د ،الفعل الواحد الع � ّ
ّ ّ
الكم ّیات وهكذا س���ائر األعراض إنما تقع في المراتب النازلة والوس ��طى من مراتب
ّ
اإلطالقیة. ذلك الفیض الواحد بالوحدة
المعبـر عنه ّ
العددیة بالنس���بة إلى فیضه العمیم ولطفه المطلق _ ّ فال مجال للوحدة
�فیة الناطقة ّ
بأن بوجه اهلل والفیض المنبس���ط _ وهذا هو المراد من القاعدة الفلس � ّ
لاّ
‘‘الواحد ال یصدر عنه إ الواحد’’».
(((
وتقول:
لاّ ّ ّ
«ق���د تحقق في مباحث العلة والمعلول ّأن الواح ��د ال یصدر منه إ الواحد ،ولما
بسیطا من ّكل وجه ،ال یتس ّـرب إلیه جهة كثرة ال ّ
عقلیة
ً ً
كان الواجب تعالى واحدا
ًّ ً ّ ً ّ ّ
تفصیلیا في عی ��ن اإلجمال ،ال وجودي وجدان ��ا خارجی���ة ،واجدا ل���كل كمال وال
ّ ّ ّ ً ً ً لاّ
وجودي لمكان المسانخة بین العلة یفیض إ وجودا واحدا بس���یطا به كل كمال
القوة واالستعداد. التامة من ّكل جهةّ ،
والتنزه عن ّ الفعلیة ّ
ّ والمعلول ،له
ّ الواجبي ،فقیر إلیهّ ،
ّ ّ ّ
متقوم به ،غیر مستقل دونه فیلزمه غیر أنه وجود ظل ّي للوجود
اإلمكانیة التي ّ
یتعین به ��ا مرتبتها في الوجود ویلزمها ّ ّ
والمحدودیة ّ
الذات���ي النقص
ّ
اإلمكانیة. ّ
الماهیة
ّ ً ً والموج���ود الذي هذه صفتها عق���ل ّ
مجرد ذاتا وفعال متأخ ��ر الوجود عن الواجب
((( تعالى من غیر واس���طةّ ،
متقدم في مرتبة الوجود على س ��ائر المراتب».
ن
حسي ،تفسير امليزان.263 / 1 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .1
ي
تادّرجملا ةروطسأ 199
ّ
والعرف���ان هو التركیب عن الوجود يّ
الفلس�ف�� . 4التركی���ب الباطل واملحال يف الواجب
ي
ّ
العقلیة. ال ّ
ارجیة أو والعدم ال التركیب عن األجزاء خ
ً ّ ال ّ ّ
املركبة خ كی���ف وأنهّ م قائلون بوحدة ذات خ
وعینیهتما معا، ارجیة الالق مع األش���یاء
ال ّ
ارجیة إلیه؛ وذلك العقلیة أو خ
ّ ّ
تس���ـرب الكثرة فال میكهنم ّإدعاء بس���اطة الذات وعدم
ّأن الفلسفة تقول:
«وهذا المعنى ،أعني دخول األعدام في مراتب الوجود المحدودة وعدم دخولها
ّ
المؤدي إلى الصـرافة ،نوع من البساطة والتركیب في الوجود غیر البساطة والتركیب
المصطل���ح علیه���ا في م���وارد أخ���رى _ وه ��و البس ��اطة والتركیب من جه ��ة األجزاء
((( ّ
الوهمیة». ّ
العقلیة أو ّ
الخارجیة أو
اإلمجال» متناقضان فال جیتمعان. ّ التفصیل» و«الوجدان ّ « . 5الوجدان
ي ي
ّ لاّ
ّ
العددیة واهلل ّ
االمتدادیة اإلمجال إ ال���ذات
ي
ّ
التفصیل أو
ي . 6ال ّیتص���ف بالوج���دان
ّ ّ
جل جالله یتعاىل عن ذلك كله.
ّ ً ّ ً ّ
وجودي وهلما . 7إذا فرض كل واحد من الصادر واملصدر بسیطا واجدا لكل كمال
ّ
القوة واالس���تعداد ،فمب یكون أحدمها علة واآلخر والتنزه عن ّ التامة من ّكل جهة ّ الفعلیة ّ
ّ
وجودي فرض عىل ما ّ
صـرح���وا ب���ه؟! ّ معل���والً وال یقصـ���ر أحدمها عن اآلخر ف ّ
أي كمال ي
ّ ّ ن ّ
ب�ی�� العلة املوج���دة واملعلول حمال ،ف���إن العلة املوج���دة هي ما توجد . 8املس���انخ ة
لاّ
والالق ال یكون إ بخ الف خلقه: املعلول وتخ لقه ،خ
وتطوراته _ كما علیه أصحاب الفلس���فة والعرف���ان _ ،خالف الوجدان والبـرهان واألدیان ّ
ّ
واملعلولیة ّ
والتق���وم بالغیر وعدم االس���تقالل ب���ل خ�ل�اف العرف واللغة ،فتفس���یرهم الفقر
بذلك خطأ واضح.
مقد ن
متی: املجرد عن ّ
. 11استنتج وجود العقل ّ
بی خ
الالق واملخلوق والسنخیة ن
ّ ألف) .وجوب الشباهة
ّ
الوجودیة للمخلوق الرتبیة ّ
املحدودیة ّ ب:
ً ً وبعد وضوح بطالن ّ
متی مبا ّبی ّناه مرارا تصبح النتیجة أیضا واضحة البطالن. املقد ن
أمورا ًّ ّ
املتكث���رة املزعومة ف العقول ّ
واقعیة فهیا فكیف املجردة إن كان���ت ي . 12الوج���وه
ً
وت ّرده���ا؟ و إن كانت أمورا
ص���درت ع���ن الواحد ومل تنثلم هب���ا وحدة املصدر والعق���ول ج
ّ
الواقعیات الكثیرة املوجودة؟! واقعیة فكیف یس���تند إلهیا صدور ومهیة اعتبار ّیة غیر ّ ّ
ّ الطوس ّ ّ لاّ
الفلسفیة: «قدس سـره» يف شأن قاعدة «الواحد» ي نصیرالدین مة یقول الع
ّ ّ
المجرد] مدخولة كقولهم‘‘ :الواحد ال یصدر عنه أمران’’».
(((
«وأدلة وجوده [العقل
و یقول العلاّ مة ّ ّ
احلل ّ
«قدس سـره» بعد توضیح الكالم املذكور: ي
ّ ّ ّ
«إذا عرف���ت ه���ذا الدلیل فنق���ول بعد تس ��لیم أصوله :إن ��ه إنما یلزم ل ��و كان المؤثر
فإن المختار ّ ً
موجباّ ،أما إذا كان مختارا فالّ ،
(((
تتعدد آثاره وأفعاله».
لاّ
«قدس سـره» يف إثبات ّأنه تعاىل قادر:
الطوس ّ
ي
ّ مة و یقول الع
اإلیاب ،والواسطة غیر معقولة».
(((
ینف ج«وجود العامل بعد عدمه ي
احلل ّ ّ لاّ
«قدس سـره» يف توضیح كالمه: ي مة و یقول الع
ّ
التمسك بالمتشابهات إلثبات عالم المجرّدات
قد ّأولت الفالس���فة اآلی���ات والروایات الواردة يف أوصاف ال���روح واملالئكة إىل معان
وكل ما س���وى خ ّ
الالق التجرد ،مع ّأن الروح وامللك تنطب���ق بزعمه���م عىل ما یعتقدون فیه ّ
ً ّ
جل وعال یكون عند الشـرع _ كما ّ
تناف
ي بأوصاف وصف قد _ أیضا العقل عند كذلك ه أن
التجرد ،وال تخ رج عن االمتداد واألجزاء والصورة والشكل والزمان واملكان: ّ
ّ ّ ً
التجرد: نصا يف عدم قال اهلل تبارك وتعاىل يف أوصاف املالئكة
جاع ِل ْ َْ ���د لله فاط���ر َّ
الس م ْال َح ْم ُالر ِحي��� <ب ْس���م اهلل َّ
الر ْحم���ن َّ
���ماوات وال���أر ِض ِ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َ ُ َّ َْ َ ُ ُ ً ُ َْ َ َْ ُ َ ُ َ َ ُ ْ َْ
ى وثلاث ورباع ،ي ِزيد فِي الخل ِق ما يشاءِ ،إن لائكةِ رس���لا ،أ ِولي أج ِنحةٍ مثن الم ِ
ُ َ َ
(((
اهلل َعلى ك ِ ّل ش ْي ٍء ق ِدير>.
َُّ َْ َ ُ َْ َ ْ َ َ َ َّ ُ َّ ُ ْ َ
(((
لائكة تن ِزيلا>. مام ون ِزل الم ِ ماء ِبالغ ِ ق الس <يوم تشق
ون ِب َح ْم ِد َر ِّب ِهم>.ن َح ْو ل ْال َع ْرش ُي َس ّب ُح َ <و َت َرى ْال َم ِ َ َ َ ّ َ ْ َ
ِ لائكة ح ِافين ِم ِ
(((
ِ
َ ْ َ َ ُ ُ ُّ ُ ْ َ َ ُ ًّ
(((
لائكة َصفا>. وح والم ِ وم الر <يوم يق
ُ ً َ َّ َ ْ َُ َ َ ُ <و َن ّب ْئ ُه ْ
���م ِإذ َدخلوا َعل ْيهِ فقالوا َس���لاما ق���ال ِإنا ِم ْنك ْم ـراهي ���م َع ْن َض ْي ِ
���ف ِإب ِ ِ
َ
َّ ُ َ َ ُ َ ُ َ ُ
(((
لام َع ِليم>.َو ِجلون قالوا لا ت ْو َج ْل ِإنا نبشـرك ِبغ ٍ
َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ َ ُّ َ ْ ُ ْ َ ُ َ ُ َّ ُ ْ
(((
ون قالوا ِإنا أ ْر ِسلنا ِإلى ق ْو ٍم ُم ْج ِر ِمين>.
<قال فما خطبكم أيها المرسل
َ ْ ُ ْ َ ُ َ َ َّ ُ َ َ َ َّ َ َ ُ
(((
ون قال ِإنك ْم ق ْو ٌم ُم ْنك ُرون>. وط المرسل جاء آل ل ٍ <فلما
َّ ُ َ َ
قال إ َّن ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ ْ َْ َ
َ َْ َ ُ هؤ ِ َ
ون واتقوا لاء ض ْي ِفي فل���ا تفضح ِ <وج���اء أهل الم ِدينةِ َ يستبش���ـرون ِ
ْ َ َ َ ُ ُ ُْ
(((
ون قالوا أ ول ْم ن ْن َه َك َع ِن العال ِمين>. اهلل ولا تخز ِ
و یقول اإلمام الباقر؟ع؟ يف الروح:
ً ّ
«إنمّ���ا إضافه إىل نفس���ه ألنه اصطفاه عىل س���ائر األرواح ،كما اصطىف بیتا من
ّ
‘‘خلیل’’ وأشباه ذلك ،وكل ي ‘‘بیت» ،وقال لرس���ول من الرس���ل: البیوت فقال :ي
((( ذلك خملوق ،مصنوع ،حمدث ،مر بوبّ ،
مدبـر».
اإلمام الصادق؟ع؟ :
مّ ّ
(((
«إن اهلل تبارك وتعاىل أحد ،صمد ،لیس له جوف ،و إنا الروح خلق من خلقه».
تقول الفلسفة:
▪ ّإن كن���ه وج���ود الخ ال���ق ه���و حقیقة الوج���ود الالمتناهی���ة املتص ّ���و رة بالصور
املختلفة،
ویقول العرفان:
ً ّ ّ لاّ
شء حاضـر وموجود عند نفسه حضورا ي كل إن وحیث اهلل! وجود ▪ ال وجود إ
ً
الشء عن نفسه _ فاألشیاء بأمجعها هي نفس ي سلب یستحیل حیث _ ووجودا
وجود اهلل! وهذا احلضور والوجود هو نفس معین علم اهلل باألشیاء و إدرا كه هلا.
ً ً ّ
لشء فقد ص���ار واجدا حلصة من ذات الخ الق بعیهنا، ي واجدا صار من ف���كل
وهذا معین أدرا كه هلا وعلمه هبا.
نّ
ویهدف هذا الفصل الردّ على ذلك بأ ه:
ن
قسمی: املعرفة البشـر ّیة ّ
تقسم العلم إیل
ّ
احلضوري ألف ) العلم
احلصول ّ ب) العلم
ي
الشء يف نفسه ومن هاهنا تقول ّإن العلم والعلم احلضوري عندها هو نفس حضور ي
ّ
ّ ّ أیضا تعترف ّ ً
احلضوري ال حیتمل النس���یان والتذكر بأن العلم هو الوجود ال غیر .ومن هنا
ّ ّ لاّ
الشء عن نفس���ه وهو حمال ،وألن كل ي وجود س���لب یلزم كان والهل و ...و إ والغفلة ج
احلضوري فه���و خارج عن إمكان اال ّتصاف ّ احلصول ّ
وأما العلم ي
ّ ذل���ك من ش���ؤون العلم
ً
بتلك األوصاف موضوعا.
ً ً ّ ً ً توجه ّ وأما من زعم ّأن ّ ّ
اإلنس���ان إیل نفسه یكون علما حضور ّیا مركبا بعد كونه عاملا
ً ً ً
ّ
واحلضوري ومل یصل إیل ّ
احلص���ول
ي بی العلم بس���یطا فقد خلط ن بنفس���ه علما حضور ّیا
توجه اإلنس���ان إیل نفس���ه من مصادیق احلضوري كما ینبغي ،فإن ّ ّ حقیق���ة معین العلم
ن
القائلی به هو نفس وجود ّ
احلضوري عند احلضوريّ ،
فإن العلم ّ احلصول ال العلم ّ العلم
ي
ً ّ
التوجه والتذكر والغفلة و ...موضوعا. بالتوجه وعدم ّ ّ الشء ،وذلك ال یقبل اال ّتصاف ي
و ّإن عند املعرفة البشـر ّیة:
الوجودیة (عند أهل الفلسفة) وبطوره خ
ال ّ ّ ً ً ّ
اص شء یكون واجدا وشامال مبرتبته ي كل
208 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ً
ب���ه (عن���د أهل العرف���ان) مرتب���ة أو حصة أو قبس���ا من حقیق���ة وجود اهلل تع���ایل ،وهذه
ّ ّ ّ
شء بوجودي كل املس���می عندهم باحلضور والش���هود والوجدان هو معین علم الواجدیة
ً لاّ
لربه ،وذلك ّأنه ال وجود عندهم إ وجود اهلل ،ووجود األشیاء لیس شیئا خالقه ومعرفته ّ
غیر وجود اهلل.
ً ً ً مفعین وجدان ّكل شء ّ
لربه وكونه عارفا وعاملا به هو نفس كونه واجدا ملرتبة أو حلصة ي
ًّ ًّ ًّ ً
أو قبس أو جزء من وجود اهلل وجدانا حقیقیا ضـرور یا ذاتیا ،وهذا العلم ال میكن س���لبه
ّ لاّ
الوجودیة. الشء أجزاؤه وحصصه ومراتبه ي عن یسلب أن میكن أن یلزم شء ،و إ عن ي
ّ
العقلیة أو ّ
العلمية أو فالعل���م حبقیقة كن���ه ذات اهلل تعایل إن كان باحلصول وبالصورة
ّ
ضـروري غیر قابل ّ
والواجدیة فهو الومهیة فهو باطل وحمال ،و إن كان باحلضور والوجدان ّ
ً
شء مطلقا. للسلب عن ي
ّ
شء حیث ّإنه واجد لنفسه وغیر غائب عهنا فهو مع الغض عن حدود وجوده ي فكل
ّ ّ ّ ّ ّ
وتعیناته الناش���ئة عن مرتبته أو حصته الوجودیة یكون حقیقة غیر متناهیة أزلیة أبدیة، ّ
ً لاّ ّ
فكل وجود هو اهلل ،واهلل هو نفس وجود األشیاء بال متایز بیهنما أصال إ ّأنا إذا نظرنا إیل
ً اصة به ّ ال ّالوجودیة خ
ّ ّ
وتعینه فقد نراه ش���یئا غیر اهلل ومرتبة من شء أو احلصة ي كل مرتبة
حصة من حصص ذاته الالمتناهیة مرات���ب الوجود الالمتناهي الذي یكون ه���و اهلل ،أو ّ
ّ
األبدي. ال نفس وجوده الالمتناهي غیر ّ ن
املتعی األز ّيل
ً االعتباري خ
ّ ّ
الاطئ بل املوهوم ش���یئا غیر اهلل ،ومن حیث شء یكون هبذا النظر ي فكل
وحصة وجزء من ذات اهلل ،واهلل نفس وجود األشیاء بأمجعها، احلقیقة والواقع فهو مرتبة ّ
الفان غیر ناظر إیل يّ
احلقیق والسالك الواصل ي واألشیاء بأمجعها هي نفس ذات اهلل .فالعارف
ً ً ّ
الاهل هو من یری لنفسه وجودا غیر وجود اهلل.
والتعینات أصال ،واألحول ج املراتب واألجزاء
ن ّ ّ
وبكلم���ة واحدة :إن العلم احلضوري عند القائلی به هو كون ي
الشء نفس���ه ،وحیث
ّ ّ
شء یك���ون ه���و هو بالضـرورة وال یكون وجوده غیر وج���وده ،فأصبح معین العلم
ي كل إن
لاعت هللا تاذ ةفرعم عانتما 209
اهلل تعایل هو معین علم اهلل تعایل باألش���یاء! كما أنهّ م یقولون:
ّ لاّ
«العلم لیس إ الوج���دان ،ومرتبة فوق التمام من حقیقة الوجود واجدة ...لكل
الوجودات التي دون تلك المرتبة بنحو أعلى ،فهي عالمة بها».
(((
(((
«العلم عباره عن وجود شيء بالفعل لشيء بل نقول العلم هو الوجود».
ّ ّ
تعلق ��ه بالموجود ّ ًّ ً ّ ّ
الماد ّي بما أنه حضوریا فیمكن «وأم���ا علم العل���ة بالمعلوم علما
موجود ّ
ماد ّي.
ً ّ
بأنه :ال حضور للموجود ّ
الماد ّي لنفس ��ه فكیف یكون حاضـرا للعالم؟ واإلش���كال
((( مندفع ّ
بأن غیبوبة أجزائه بعضها عن بعض ال تنافي حضورها للفاعل المفیض».
الحضوري بالغیر غیر الزم ،و ّإن غیبوبة الشيء ّ
الماد ّي ّ ّ
«إن ّ
تجرد المعلوم في العلم
ّ ً ّ ً
مجردا مادیا كان أو عن ذاته ال یستلزم غیبوبته عن فاعله المفیض ،كیف والمعلول
ّ لاّ
لی���س إ عین الربط بالعلة فهي مهیمنة علیه ومحیط ��ة به بتمام معنی الكلمة ،وال
لاّ ّ
(((
یتم ذلك إ بحضوره عندها».
ّ ّ ّ
الحصولي، «إن ش���أن العقل إنما هو إدراك المفاهیم ،الذي هو أحد أقس ��ام العلم
((( عینی ��ة إلاّ بالعل���م الحض � ّ
�وري». الخارج���ي ال یع���رف بم ��ا ّأنه حقیق ��ة ّ
ّ والوج���ود
تصور وتصدیق».
((( «معرفة الوجود بالوجود ومعرفة اهلل تعالی به تعالی ...من غیر ّ
ّ ً
(((
«یا الهي! كیف ال أ كون حاضـرا مع أني معلومك بل أنا علمك».
ّ ّ
«إن إدراك كل ش���يء ه���و بأن ینال حقیقة ذلك الش ��يء الم ��درك بما هو مدرك بل
ّ ّ ّ
(((
باالتحاد معه كما رآه طائفة من العرفاء وأ كثر المشائین والمحققون».
ّ
الخارجي ،نسبته إلیه نسبته التمثال إلی «ولو كان الموجود في الذهن شبحا لألمر
ّ
الماهیة ،ولزمت السفس ��طة ،لعود علومنا ذي التمث���ال ،ارتفعت ّ
العینیة من حیث
جهاالت». (((
ّ
حضوري إش ّ ّ
الحق تعالىّ ، لاّ ّ
ـراقي، ألن علمه بما سواه «إنه ما من موجود إ وهو علم
(((
لم یعزب عن علمه مثقال ذرة».
ّ
بماهیته وهو «وانقسام العلم إلی القسمین قسمة حاصـرة .فحضور المعلوم للعالم
ّ
البدوي الحضوري .هذا ما ّ
یؤدي إلیه النظر ّ ّ
الحصولي ،او بوجوده وهو العلم العلم
والحضوري ،وال ��ذي یهدي إلیه النظر العمیق ّأن
ّ ّ
الحصولي من انقس���ام العلم إلی
تق ،تعليقة عىل هناية احلمكة.395 ، حممد يّ اليزديّ ، ّ . 1املصباح
تق ،تعليقة عىل هناية احلمكة.39 ، حممد يّ اليزديّ ، ّ . 2املصباح
ّ
اإلصفهان ،أبواب اهلدی.61 ، ّ
مهدي . 3ميرزا
ي
اآلمل ،حسن ،اهلي نامه ،چاپ اول.43 ، ّ
. 4حسنزادة ي
اآلمل ،حسن ،رسالة منفردة يف لقاء اهلل.209 ، ّ
. 5حسن زادة ي
حسی ،هناية احلمكة.47 ،ن حممد الطباطبائّ ،
ّ .6
ي
اآلمل ،حسن ،رسالة منفردة يف لقاء اهلل.199 ، ّ
. 7حسن زادة ي
لاعت هللا تاذ ةفرعم عانتما 211
حسی ،هناية احلمكة.237 ، ن حممد الطباطبائّ ، ّ .1
ي
حسی ،هناية احلمكة.299 ، ن الطباطبائّ ،
حممد ّ .2
ي
ن ّ
الطباطبائ ،حممد حسی ،هناية احلمكة.240 ، ّ .3
ي
حسی ،هناية احلمكة.240 ، ن حممدالطباطبائّ ، ّ .4
لاّ ي
ّ
الطباطبائ ،طبعة سادسة ،شعبان 1421هـ. ن ّ
الهتران ،حممد حسي ،روح جم ّرد ،70 ،طبعة ع مة ّ ّ
احلسيىن .5
ي ي
212 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
الحضوري نقد العلم
ّ ّ
احلضوري ،والعجب من اإلنسان بنفسه یعرضه ذلك كله فال یصدق علیه تعر یف العلم
احلضوري بذلكّ . ّ
فاحلق هو ّأن ّ الذین غفلوا عن هذا األمر الواضح ومثلوا إل ثبات العلم
حصول.ّ علم اإلنسان بنفسه وهو الذي تعرضه الغفلة علم
ي
واحلب والبغض خ
والوف ّ ّ
الوجدانی���ات كاإلرادة والكراهة إن قلت :مفا هو حكم س���ایر
والوع والعطش و...
والرجاء ج
ّ ً
قل���ت :أوال حیث ّإن كل ذلك یس���لب عن النفس تارة و حیص���ل هلا أخری فیمتنع أن
ً
فضال عن ّ یكون ن
توهم جت ّردمها! عی النفس،
ً ّ ً
ثانیا ال ر یب أنهّ ا صفات ّ
نفسانية وهي حتصل للنفس واقعا ،ولكن وجودها وكیفیات
شء آخر. شء ،وعلم النفس أو جهلها هبا ،والتفاهتا إلهیا أو غفلهتا عهنا ي
للنفس ي
باملجردات دون ّ
املادیاتّ :إن املوجود ّ ّمث ّإن الفلسفة تقول يف توجیه تخ صیص العلم
ً ً ّ
ّ
التجرد. ّ
مجعي له فال یكون عاملا وال معلوما مفن شـرط العلم هو املاد ّي ال وجود
ونق���ول :ه���ذا الكالم باطل من أساس���ه وذل���ك ّأن املوج���ود ّإما خالق و ّإم���ا خملوق،
ّ
معیة حی���ث إنهّ ما من صفات ال ّ معیة وغی���ر جبال ّ
فالال���ق ج���ل وعال ال یوصف ذات���ه ج خ
ف���إن ّكل فرد منه ّ
یتمیز عن وأما املخلوق ّ األ ق���دار وملكاهت���ا فال یوصف هبما م���ا یخ الفهّ ،
خاص منه ّ
یتمیز عن أي فرد ّ املحقق���ة لوجوده ،كما ّأن ّكل جزء من ّ ّ
مثل���ه بنفس أجزائه
شء ّ جزئی متمایز ی���ن ،وعلیه ففرض ج ّ ن
المعی���ه لوجود أي ي جزئ���ه اآلخر بنف���س كوهنما
ّ ّ ً ً
یك���ون حم���اال موضوعا ،و یلزم منه أن یكون كل جزء من كل یشء _ ومجیع ما س���وی اهلل
الزء اآلخر منه!متجزئ _ نفس ج تعایل ّ
ّ ّ
ه���ذا كل���ه من جه���ة ،ومن جهة أخری یلزم عیل مبین الفلس���فة أن یكون كل جس���م
ً ً ً ّ
ومادة علما وعاملا ومعلوما.
ً ّ ّ
إن قل���تّ :إن امل���ادة ج
والس���م یك���ون كل جزء من���ه غائبا عن جزئه اآلخ���ر غیر حاضـر
ً ً
عنده ،فضال عن أن یكون حاضـرا عند غیره.
214 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ً ّ
قلت :عدم حضور كل جزء منه عند جزئه اآلخر یكون خروجا عن الفرض ،بل عیل
ّ ّ ّ
مبین الفلسفة حیث ّإن كل جزء منه موجود يف نفسه وكل أجزائه موجود يف كل وجوده،
ً ً ً
فیكون موجودا يف ما حییط به فیجب أن یكون معلوما لنفسه وملا یكون حمیطا به بالعلم
بناء عیل التعر یف.احلضوري ً
ّ
ً ّ ف�ل�ا وجه ّ
والتجرد ،ب���ل حیث ّإن كل حجر وم���در یكون موجودا ّ لتوهم ت�ل�ازم العلم
املادیات واألجس���ام _ یكون حت ّ ب���أن ّكل شء _ یّ ف نفس���ه ،فیج���ب علهیم أن یلتزموا ّ
ي ي
ّ ً ً ً ّ ً
احلضوري ب���ل علما وعامل���ا ومعلوما ،كما أنه جی���ب علهیم اال لتزام عامل���ا بنفس���ه بالعلم
ً ّ ّ
س���مانیة معلومة حضورا خلالقها،
ّ بكون األجس���ام واملادیات بنفس وجوداهتا املاد ّیة ج
ال
أي موجودة يف ذاته!
بأن ّكل موجود ّ
ماد ّي فهو حاضـر بنفس وهل���ذا ت���ری أنهّ م یلتزمون بذلك و ّ
یصـرحون ّ
ّ ّ
سمان يف وجود علته. ي الوجوده ج
ً
المطلب األوّل :ال سبيل إلى معرفة الذات المتعالية ثبوتا
ًّ ً ّ
امتدادیا ثبوتا ،فال تعلق املعرفة واإلدراك والوصف لشء ّ
متف���رع عىل كونه ي ّإن ج���واز
ً ً
مطلقاّ ، س���بیل إىل معرفة ذات خ
الشء ما مل یكن متعالیا عن االمتداد ملا كان ي فإن الالق
ً ّ ً
للخالقی���ة،و إذا كانبخ�ل�افاالمت���دادف�ل�ایك���ونقاب�ل�األنیع���رف. ال ئق���ا
توضیح ذلك :لو كان هناك أحول یر ید أن یرى الواحد بعینه ،فكیف له السبیل إیل ذلك؟!
أو ل���و كان هناك إنس���ان أعمى قد ّ
أقر بوجود الل���ون لقیام دلیل علیه عنده ،وهو یر ید
أن یرى اللون بعینه؛ مفا تصنع لتر یه مصداق اللون؟!
لاّ هل میكنك أن تر یه ذلك؟ أو هل میكنه أن ّ
حیس به و یدركه؟! وهل لك إ أن تقول
ً
شء وراء اإل قرار بوجوده ي لك ولیس ، مطلقا له :إعلم ّأن اللون ال س���بیل لك إىل إدراكه
لاّ ّ
شء ي وهو موجود اللون تقول: أن فقط ،وغایة معرفتك املمكنة لك يف ش���أنه لیس���ت إ
بخ الف ما أدركه.
فقطوعىل هذا فال یكون كمال معرفة األعمى هاهنا إلاّ التسلمی واإل قرار بوجود اللون ّ
ً
وترك الفحص عن ورآء ذلك؛ وهو إن مل یكتف بذلك وطلب إدراك حقیقة اللون إعجابا
ً وغرورا ،فیمكن أن یخ تار بهله وتاوزه عن ّ ً
حده مكان اللون ّإما صوتا و ّإما راحئة ج ج منه بنفسه
ً ً ً
و إما ...فیصبح بذلك جاهال بهله ،وهو قد ّ
یقدر نفسه عارفا حبقیقة اللون ومدركا ملصداقه. ج
ألن اهلل تعاىل ومعرفته: واملتعمق ف معرفة ذات اهلل تعاىل أجهل من ذلك مبراتبّ ، ّ
ي
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ّ «بل فوق هذا املثال مبا ال هنایة له ّ
(((
ألن األمثال كلها تقصـر عنه».
ذاتیی لإلنس���ان بل میكن س���لهبما عنهّ ،
وأما الصور ن كیف و ّإن العمى واحلول لیس���ا
الالق املتعال ،أم كیف میكن املخلوق أناملتجز ية املدركة فكی���ف یوصف هبا خ
ّ املعلوم���ة
ً
كم���ا ّأن ع���دم رؤ یة اهلل تعاىل لیس ناش���ئا عن ضعف أبصارنا ح�ّت�ىّ میكن أن نراه مع
تقو ی���ة ن���ور األبص���ار ،أو نقول بتخصیص عدم إم���كان الرؤ یة بق���وم دون آخر ین ،بل ال
ً ّ ً ّ ً لاّ لاّ
متجز ی���ا واقع���ا يف جه���ة و... یك���ون ذل���ك إ من حیث ّإن ما یرى لی���س إ امتدادی���ا
ً
فكذلك امتناع معرفة كنه ذات اهلل تعاىل لیس ناش���ئا عن ضعف وقصور يف إدراكنا
حت میكن أن یظهر يف آخر الزمان نوابغ أو عباقرة!! قوي إدراكهم! فیدركوه بذاته وبصائرنا ىّ
و یدركوا حقیقة وجوده و یشاهدوا ذاته املتعالیة و حیمكوا بأوهامهم ّأن كنه ذاته هو حقیقة
لاّ ّ
الوجود الصـرف الالمتناهیة وهي كل األشیاء! بل امتناع إدراكه ومعرفته تعاىل لیس إ
باالمت���داديّ ، ً لاّ ّ
وأن م���ا یباین���ه یباین���ه. ّ م���ن حیث ّإن اإلدراك واملعرفة ال یتعلقان ثبوتا إ
لی���س م���ن جی ّ���د يف طلب العل���م حبقیقة وج���ود اهلل تعاىل كم���ن یطلب العل���م بأبعاد
لاّ ّ ن
واألرض�ی�� بش���بـره ،أو كمن یر ید كیل می���اه البحار بكفه ب���ل لیس إ كمن الس���ماوات
ّ
یطلب علم فواصل السیارات مبا یوزن به األشیاء ،مفا أجهله وأضله!!
ً
كی���ف یدرك الفواصل واألبعاد باألوزان واملثاقیل؟! بل هو أس���وء حاال من هذا املثال
لاّ ً
ّ
عددیان ،وذاته ّ
امتدادیان عی أنهّ ما متبائنان إ ّأن كلهیما
ألن البع���د والوزن ف ن
ي
أیض���اّ ،
ً ّ
احلیثیة أیضا. تعاىل تخ الف األشیاء من هذه
ّ ّ ن
والتعمق يف ذات املعصومی صلوات اهلل علهیم عن التفكر ّإن هني اهلل تعاىل وأولیائه
ً ً ّ ًّ
دیا صرف���ا ،و إنهّ م ما أهبموا يف بی���ان وجه ذلك ودلیله، خ
الال���ق تع���اىل ال یكون هنیا تعب
حت میك���ن تأو یل كلماهت���م يف نواههیم الصـر حیة قصـ���روا ف التبلیغ ع���ن اهلل تعاىل ىّ
وم���ا ّ
ي
التفك���ر ف معرفة ذات املعبود ،بل ّبینوا بأوضح بیان ّ ّ
س���ـر امتناع ي الش���دیدة الرادع���ة عن
خ ذلك ،وبالغوا((( ف ن
حت جعلوا االعتراف بالعجز عن إدراك ذات الالق تعایل تبیی ذلك ىّ ي
. 1فإنهّ م ّبینوا دلیل ذلك بوضوح ،بل و إن فرضنا أنهّ م مل یكونوا ّبینوا لنا الدلیل عیل ذلك واستحالته
ّ ّ
التعبد بأمره���م وهنهیمّ ، لاّ ّ
فإن فوق كل ذيعلم الثبوتي���ة م���ا كان ینبغ���ي لنا التأو یل ،وما كان لنا إ
علمی ،وهم؟مهع؟ أبواب معرفة اهلل ومساكن توحیده.
218 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
()1
ّ
باحلس وم���ن یطلهبا بالعقل والوهم ب�ی�� من یطلب معرفة ذات خ
الالق م���ا هو الفرق ن
والبحث والكشف والشهود واحلال أنهّ ما یقیسان بغیر قیاس؟
ّ ّ ّ لاّ ً ّ ّ
املتجزئ باالمتدادي واحلس والعقل واملعرفة مطلقا ال یتعلق إ فإن البصـر والبصیرة،
املخلوق املصنوع.
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ّ ً
باحل���س م���ا ال یدرك « ...وأعج���ب مهن���م مجیع���ا ...الذی���ن رام���وا أن ی���درك
ّ
بالعق���ل ...فقال���وا :ومل ال یدرك بالعق���ل؟ قیل :ألنه فوق مرتب���ة العقل كما ال
ً ّ
ی���درك البصـر ما هو فوق مرتبته فإنك لو رأیت حجرا یرتفع يف اهلواء علمت ّأن
ّ ً
رامی���ا رمى ب���ه فلیس هذا العلم من قبل البصـر بل هو من قبل العقل((( .مث ّإن
ّ
(((
علم اإلنسان بأنه موجود ال یوجب له أن یعلم ما هو».
ًّ
علوا من تلقاء نفسه ،أفال مییزه فیعلم ّأن احلجر ال یذهب «ألن العقل هو الذي ّّ
حده فلم یتجاوزه؟ فكذلك یقف العقل عىل ّ ترى كیف وقف البصـر عىل ّ
حده
ً م���ن معرفة الخ ال���ق فال یعدوه ،ولكن یعقله بعقل ّ
أقر ّأن فیه نفس���ا ومل یعایهنا
ً
احلواس وعىل حس���ب هذا أیضا نقولّ :إن العقل یعرف ّ ومل یدركها ّ
حباس���ة من
الكاف.213 / 1 ،
ي .1
الكاف.259 / 3 ،
ي .2
. 3وحكم العقل بإثبات شـيء من حيث أثره ال يستلزم معرفة ذاته.
البـر املشهتر بتوحيد ّ
املفضل بن عمر. . 4حبار األنوار ،147 / 3 ،خ
220 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
الخ الق من جهة توجب علیه اإل قرار وال یعرفه مبا یوجب له اإلحاطة بصفته».
(((
()2
ّإن امتناع ذات اهلل تعاىل عن اإلدراك لیس بعد إمكان معرفته ىّ
حت حنتاج لنفیه إىل
ً ًّ ًّ
ذاتیا: إقامة الدلیل ،بل یكون امتناع ذلك أمرا ثبوتیا
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
«وممتنع عن اإلدراك مبا ابتدع من تصـر یف الذوات».
(((
لی���س بـرب من طرح حتت الب�ل�اغ ،ومعبود من وجد يف ه���واء أو غیر هواء...،
وعمن يف الس���ماء احتجابه احتج���ب عن العقول كما احتج���ب عن األبصارّ ،
ً ّ
عمن يف األرض ...یصیب الفكر منه اإلمیان به موجودا ،ووجود اإلمیان ال وجود
صف���ة ،به توصف الصفات ال هبا یوصف ،وبه تع���رف املعارف ال هبا یعرف،
َ ْ َ َ ْ َ ْ ٌ ُ َ َّ ُ ْ
(((
ميع ال َبصير>. فذلك اهلل ال ّ
مسي له سبحانه< ،ليس ك ِمث ِلهِ شيء وهو الس
املكیف ّ
ّ لاّ
املقدر: ال یعرف وال یوصف إ
اإلمام أبو احلسن الثالث؟ع؟ :
«كی���ف الكیف بغیر أن یق���ال‘‘ :كیف»؟ ّ
وأین األین بال أن یق���ال‘‘ :أین»؟ هو ّ
جل جالله ّ ّ ّ ّ
(((
وتقدست أمساؤه». واألینیة ،الواحد األحد، الكیفیة منقطع
امتدادیة ّ
متجز ّیة: ّ التعر یف ال یكون إلاّ باألشباه والنظائر ّ
املتفرعة عىل كون الذات
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
ّ
املرائ ال مبحاضـرة ،مل حتط به األوهام
«تتلقاه األذهان ال مبش���اعرة ،وتشهد له ي
لىّ
(((
بل جت هلا هبا((( وهبا امتنع مهنا((( و إلهیا حا كمها».
ّ ّ
بالرب الذي ال مثل له ،أو تش�ّب�هّ وه م���ن خلقه ،أو تلقوا علیهمتثلوا ّ «اتق���وا أن
ن
املخلوقی، األوهام ،أو تعملوا فیه الفكر ،وتضـر بوا له األمثال ،أو تنعتوه بنعوت
ً ّ
(((
فإن ملن فعل ذلك نارا».
لاّ
ال�ت�� ال یعلمها إ هو عند«واحنس���ـرت األبصار عن أن تناله فیكون بالذات ي
ً
(((
خلقه معروفا».
اإلمام السجاد؟ع؟ :
شء
شء وهو السمیع البصیر كان نعته ال یشبه نعت ي
«من كان لیس كمثله ي
(((
فهو ذاك».
. 1حبار األنوار ،303 / 4 ،عن حتف العقول.
املتعال عن االمتداد. الالق . 2وجود االمتداد يكشف عن وجود خ
ي
امتدادي قابل للوجود والعدم ،والقابل حمتاج معلول خملوق فبما أن ّكل ّ
متوهم ّ لاّ
. 3ال يتوهم إ ما هو
خملوق يعلم أنه تعاىل خارج وممتنع من األوهام.
. 4هنج البالغة269 ،؛ حبار األنوار ،261 / 4 ،عن االحتجاج.
ن
الواعظي. . 5حبار األنوار ،298 / 3 ،عن روضة
. 6حبار األنوار ،275 / 4 ،عن التوحید.
. 7حبار األنوار ،304 / 4 ،عن جامع األخبار.
لاعت هللا تاذ ةفرعم عانتما 225
()4
عامة وال عبارة وال بیان وال وصف يف توصیف ذوات خاصة وال ّ
ال جنس وال فصل وال ّ
ّ لاّ
األش���یاء إ يف االمت���داد ،كل ذات أدركهتا إىل اآلن و میك���ن أن تدركها إىل األبد ال تكون
اللیل بخ الف
الالق ج خارج���ة ع���ن االمتداد ،وال یأىب عن الوجود والعدم بالذات ،واهلل خ
ّ
ذلك كله:
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
«ال كفو له فیكافیه وال نظیر فیساویه».
(((
ً ًّ ّ ً
امتدادیا قابال للوصف. مكیفا . 1فیكون
باالمتدادي ّ
ّ لاّ ّ ّ .2
املكیف القابل للوصف واإلدراك. فإن الصنع ال یتعلق إ
ًّ خ ً ّ ّ
. 3فإن كل مدرك ومعروف بنفسه یكون امتدادیا ملوقا فهو غیر اهلل سبحانه وتعاىل.
. 4حبار األنوار ،161 / 4 ،عن التوحيد.
الثقلي،715 /5عن هنج البالغة؛ حبار األنوار.255 / 4 ، ن . 5تفسير نور
226 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
«ما ّ
تصور يف األوهام فهو خالفه».
(((
ّ ّ َْ َ َ ْ ّ
���س ك ِمث ِلهِ الكیفی���ة فقل كم���ا قال اهلل ع���ز وج���ل < :لي «واذا س���ألوك ع���ن
َ
(((
ش ْي ٌء>.
ن
الواصفی ...فه���و ...باملكان ن
املتوهمّی ...وتالش���ت أوصاف «تاهت أوه���ام
الذي مل تقع علیه الناعتون بإشارة وال عبارة ههیات ،ههیات».
(((
«سأل الزندیق عن الصادق؟ع؟ ّ :إن اهلل تعاىل ما هو؟ فقال؟ع؟ :هو خبالف
األشیاء.
ّ ّ ّ
الش���یئیة غیر أنه ال جس���م وال صورة شء حبقیقة
ي ه أن ‘‘شء’’ إىل
بقول :ي
ارجع ي
باحلواس الخ مس ،ال تدرك���ه األوهام وال تنقصه
ّ حی���س وال ّ
حیس ،وال ی���درك وال ّ
الدهور ،وال ّ
تغیره األزمان».
(((
«لیس جبنس فتعادله األجناس وال بش���بح فتضارعه األش���باح ،وال كاألش���یاء
فتقع علیه الصفات».
(((
()5
نّ
ال يعرف الخالق تعالى أل ه خالق ومبدع:
ّ لاّ لاّ
املتجزئ ال یكون إ بخ الف االمتداد ،واملعرفة ال تتعلق إ باالمتداد،
ّ مبدع املخلوق
ّ
فهو جل وعال:
ن
املؤمني؟ع؟: اإلمام أمير
(((
«ممتنع من اإلدراك مبا ابتدع من تصـر یف الذوات».
. 1التوحيد.95 ،
. 2التوحيد66 ،؛ حبار األنوار ،160 / 4 ،عن االحتجاج.
الكاف، 81 / 1؛ حبار األنوار ،258 / 3 ،عن االحتجاج.
ي .3
. 4حبار األنوار ،222 / 4 ،عن التوحيد وعيون أخبار الرضا؟ع؟.
. 5حبار األنوار ،222 / 4 ،عن التوحيد وعيون أخبار الرضا؟ع؟.
228 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
ألنه خلق ّ ّ
املاهیة ،س���بحانه من عظمی تاهت الفطن «ال یق���ال له‘‘ :ما هو؟»،
أزلیتهّ ،
وحتیرت العقول يف ف ّتیار أمواج عظمته ،وحصـرت األ لباب عند ذكر ّ
ي
(((
أفالك ملكوته».
لاّ ّ
إدراكی���ة ملعرفة ال���ذوات _ وغیره���ا إ ما یكون ال تن���ال األوه���ام _ وه���ي أعظ���م أداة
ّ ً ًّ ّ ً
مصورا: مقدرا، امتدادیا،
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
«ال تنال���ه األوه���ام ّ
ّ
احلواس فتق���دره ،وال تتوهمّ���ه الفط���ن فتص ّ���وره ،وال تدرك���ه
((( فتحسه ،وال تلمسه األیدي ّ
فتمسه». ّ
ّ
المطلب الثانيّ :إن كل ما يعرف بنفسه فهو مصنوع
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
َ
«لیس بإله من ُع ِرف بنفسه ،هو الدال بالدلیل علیه».
(((
ن
الواعظي. . 1حبار األنوار ،297 / 3 ،عن روضة
. 2هنج البالغة274 ،؛ حبار األنوار ،254 / 4 ،عن االحتحاج.
.3حبار األنوار .253 / 4 ،عن االحتحاج.
. 4اإلرشاد ،223 / 1 ،االحتجاج ،200 / 1 ،وعنه حبار األنوار.253 / 4 ،
. 5حبار األنوار ،301 / 4 ،عن حتف العقول.
لاعت هللا تاذ ةفرعم عانتما 229
«واعل���م ّأن���ه ال تكون صف���ة لغیر موصوف ،وال اس���م لغیر مع�ن�ى ،وال ّ
حد لغیر
حمدود».
(((
ن
احلسی؟ع؟ : اإلمام أبو عبد اهلل
ً لاّ
«ال تدركه العلماء وال أهل التفكیر بتفكیرهم إ بالتحقیق إیقانا بالغیب».
(((
ً
(((
«یصیب الفكر منه اإلمیان به موجودا ،ووجود اإلمیان ال وجود صفة».
شیئا فتعتقد ّأنه هو اهلل تعاىل! ّ ً فاحلذر! احلذر! أن ّ
فإن تتوهم صورة أو جتد يف نفسك
ً
القل���ب بدقی���ق أوهامه ولطیف خطراته وكم���ال وجدانه جی ّد أن جید علم���ا بذات خالقه
ّ ّ
التحیر والوله فیه! فیتخلص عن
ذاتا بال ّ ً میثله و یعلمه؟! هل ّّ ّ
وأم���ا كی���ف ّ
حد وال هنایة ،أ كبـر وأعظم یصوره یصوره ومب
ألن الالمتناهي منتف متجز ًیا ،بل ّ
ألنه یلزم منه كونه تعایل ّ من ّكل شء؟! وذلك باطل ّ
ي
ً ّ ً
یتص���وره ذاتا بال جزء وال بع���د وال امتداد؟! وذاك عنده هو العدم نفس���ه، ثبوت���ا ،أم ه���ل
ً ً
مستحیل الوجود حمال ثبوتا أیضا.
یتصور بیهنما فهو ّ ّ ً
مقدر حمدود خملوق حمتاج. وكل ما ّ بی ذاك وذین؟!! شیئا ن أم هل ّ
یتصوره
ن
النقیضی ،مع اس���تحالة أم ه���ل یعتقد ّأنه هو الالمتناهي وال جزء له؟!! وهو اجتماع
ّ ّ ّ ّ لاّ
«إنه كل األش���یاء املعان االعتبار ّیة فیقال:
ي اللهم إ أن یوؤل ذلك إىل طرفی���ه بذاهتم���ا،
عی الوحدة»!! كما ع�ی�� الكثرة وكثیر ف ن ولی���س بشء مهنا»!! أو یقال« :هو واحد ف ن
ي ي ي
ّ
یعترف بذلك القائلون به و ینصون علیه.
ّ
وهل ...وهل...؟! وكل هذه أوهام باطلة وحماالت واضحة.
احلضوري _ أي جی���ده بنفس وجدانه ذاته حی���ث ّإن احلضورّ أو ه���ل یعرف���ه بالعل���م
ّ
العینی���ة العاقل واملعقول ،والع���امل واملعلوم ،كما ن
القائلی به هو نفس یك���ون معناه عن���د
تقول بذلك الفلسفة والعرفان وأصحاب مدرسة التفكیك _ وهذا هو نفس القول بوحدة
الالق املتعال عن خ
اللق! الوجود و إنكار وجود خ
ي
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
«البعید من حدس القلوب».
(((
ّ ً ً ّ ً ّ
(((
متحیرا». «مفن تفكر يف ذلك رجع طرفه إلیه حسیرا وعقله مهبوتا وتفكره
ّ
«ألن���ه اللطی���ف ال���ذي إذا أرادت األوه���ام أن تق���ع علیه يف عمیق���ات غیوب
لهّ ملك���ه ،وحاولت الفكر ّ
املبـ���رات من خطر الوس���واس إدراك علم ذاته ،وتو ت
القل���وب إلی���ه لتحوي من���ه ّ
مكیفا يف صفات���ه ،وغمضت مداخ���ل العقول يف
إهلیته ،ردعت خاسئة وهي جتوب مهاوي حیث ال تبلغه الصفات لتنال علم ّ
ّ ّ
س���دف الغیوب متخلصة إلیه س���بحانه ،رجعت وجهبت معرفة بأنه ال ینال
(((
جبور االعتساف كنه معرفته».
اإلمام ز ین العابدین؟ع؟ :
حممد وآل ّ ّ ّ
صل عىل ّ
حممد واجعلنا من الذین فتقت هلم رتق عظمی غواشـي «اللهم
((( جفون ح���دق القلوب ىّ
حت نظروا إىل تدبیر حمكتك وش���واهد حجج ّبیناتك
فعرف���وك مبحصول فطن القلوب((( وأنت يف غوامض س���ترات حجب القلوب.
أي فهم أي ن
عی تقوم هبا نصب نورك أم ترقأ إىل نور ضیاء قدسك ،أو ّ فسبحانك ّ
یفهم ما دون ذلك ،إلاّ األبصار الت كشفت عهنا حجب ّ
العمیة فرقت أرواحهم ي
ّ ً ّ ً عىل أجنحة املال ئكة ّ
البـروت عمارا
فسماهم أهل امللكوت زوارا ومساهم أهل ج
. 1حبار األنوار ،404 _ 403 / 94 ،عن مهج الدعوات.
. 2حبار األنوار ،294 / 4 ،عن التوحید.
. 3حبار األنوار ،243. / 95 ،عن مهج الدعوات.
. 4حبار األنوار ،275 / 4 ،عن التوحید.
. 5يف فعلك وخلقك.
ً
. 6إیقانا بغیب ذاتك.
لاعت هللا تاذ ةفرعم عانتما 233
ّ
الغروي. . 1حبار األنوار128 / 94 ،ـ ،129عن الكتاب العتيق
234 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
لاّ
المطلب الثالث :ال يعرف الخالق إ بأثره وفعله
ّ
مقدمات:
ّ
بشء بنفسه وبال واسطة بأن نصل إىل ذاته ي ق یتعل بالشء ّإما أن میكن أن
ي ّ . 1إن العلم
ً ً ً تحّ ً ً
حسا أو عقال أو ومها أو ا ادا وعینا وحضورا ...و ّإما أن میتنع ذلك فال حیصل العلم وصفاته ّ
تصور ّ أي ّ الدال عىل وجوده دون ّ ّ لاّ
وتوهم و إدراك عن حقیقة ذاته. به إ بغیره _ وخلقه وفعله
ًّ ّ ً . 2القسم ّ
امتداديا متفرعا عىل كون املعلوم األول من قسمي العلم املذكور ین یكون
والتص���ور ّ
ّ ً ّ
والتوه���م. عددي���اقاب�ل�اللوج���ودوالع���دموالزی���ادةوالنقص���ان
شء واإل قرار به من حیث دال لة آثاره علیه ال یستلزم معرفة
. 3حصول العلم بوجود ي
حقیقة ذاته.
ّ ّ لاّ .4خ
شء وكل امتداد ،وم���ا یكون كذلك مفحال أن
ي كل بخ�ل�اف الال���ق ال یك���ون إ
یدرك و یعرف بذاته.
لاّ
النتیجة :ال حیصل العلم واإل قرار بوجوده تعاىل إ من وجود أثره وفعله.
ّ
فنكتف باإلشارة إىل بعض ما یدل عىل ذلك من الروایات:
ي
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
«دلیله آیاته ،ووجوده إثباته».
(((
لىّ
(((
«هبا جت صانعها للعقول ،وهبا امتنع من نظر العیون».
اإلمام الباقر؟ع؟ :
الكاف.99 /1 ،
ي .1
. 2حبار األنوار.253 ،253 / 4 ،عن االحتجاج.
. 3حبار األنوار.253 ،254 / 4 ،عن االحتجاج.
لاعت هللا تاذ ةفرعم عانتما 235
(((
ربوبیته يف إبداع الخ لق». ّ
«إن اهلل تعاىل أظهر ّ
الت
« ...ق���ال :مف���ا الدلیل علی���ه؟ [قال أب���و عب���د اهلل؟ع؟ ] وج���ود األفاعیل ي
ً ّ
(((
دلت عىل ّأن صانعا صنعها».
ّ مّ
(((
بكیفیة املخلوق». «و إنا الكیف
ّ
«أما التوحید ،فأن ال جت ّوز عىل ّربك ما جاز علیك».
(((
ّ ّ
(((
شء».
ي كل من وخارج مكان كل «فاهلل تبارك وتعاىل داخل يف
اإلمام الكاظم؟ع؟ :
ن
النبیی «یا هش���امّ ،إن اهلل تبارك وتعاىل أ كمل للناس احلجج بالعقول ،ونصـر
(((
ّ بالبیان ،ودلهّ م عىل ّ
ربوبیته باألدلة».
اإلمام الرضا؟ع؟ :
ّ
«بصنع اهلل یستدل علیه».
(((
ّ ً ّ
وج���ل ّ طال���ب؟امهع؟ ]:ما عرفت اهلل ّ
حممدا باهلل مبحمد؟ص؟ ،ولكن عرف���ت عز
حی خلقه وأح���دث فیه احلدود من طول وع���رض فعرفت ّأنه ّ
وجل ن ّ ّ
مدبـر ع���ز
مصنوع باس���تدال ل و إهل���ام منه و إرادة ،كم���ا أهلم املال ئكة طاعت���هّ ،
وعرفهم
نفسه بال شبه وال كیف».
(((
ً
مطلقا فطر ی���ق العلم بوجود خ
الالق تعاىل منحصـر إذا كانت معرفة الذات مس���تحیلة
ّ
باآلیات والعالمات املخلوقة الدالة عىل وجوده:
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
«الظاه���ر بعجائ���ب تدبی���ره للناظر ی���ن ،والباط���ن جب�ل�ال ّ
عزت���ه ع���ن فك���ر
((( ن
املتوهمّی».
«مل یطل���ع العق���ول عىل حتدی���د صفته ،ومل حیجهب���ا عن واج���ب معرفته ،فهو
الذي تش���هد له أعالم الوجود عىل إقرار قلب ذي جحود ،تعاىل اهلل ّ
عما یقول
ً ًّ
(((
علوا كبیرا». الاحدون لهاملشبهّ ون به ،ج
اإلمام ّ
سید الشهداء؟ع؟ :
(((
یبعض ،معروف باآلیات (((،موصوف بالعالمات». ّ
«یوحد وال ّ
بالعالمات».
(((
ّ
«ویس���تدل علیه خبلقه ىّ
حت ال حیتاج ف ذل���ك الطالب املرتاد إىل رؤیة ن
عی، ي
وال استماع أذن ،وال ملس كف ،وال إحاطة بقلب».
(((
ّ ّ
باحل���واس ،وال یق���اس بالن���اس ،مع���روف بغی���ر تش���بیه ...ال میثل «ال ی���درك
میث���ل ّّ ّ
یبع���ض ،یع���رف باآلی���ات ویثب���تویوح���د وال ّ خبلیقت���ه ...حیق���ق وال
بالعالمات ،فال إله غیره الكبیر املتعال».
(((
ّ
الطوس. أمال الشيخ
ي . 1حبار األنوار ،56 / 10 ،عن ي
. 2حبار األنوار ،225 / 3 ،عن التوحید.
. 3األنعام (.83 ،)6
. 4األنعام (.75 ،)6
. 5األنعام (.76 ،)6
لاعت هللا تاذ ةفرعم عانتما 241
ٌ َّ ُ ُ َ َ َّ َ َ َ ْ َ َ ْ ّ
<فلما أفلت قال يا قو ِ م ِإن ِ ي بـريء ِمما تشـركون>.
(((
املجلس ّ
ّ لاّ
«قدس س���ـره» يف ي مة قل���ت :قد أغنانا عن ج
الواب عن ذلك ما أورده الع
حبار األنوار حیث یقول:
ً ّ
الكفعم���ي ‘‘ره’’ أیض ��ا هذا الدعاء ف ��ي البلد األمین ،و إب ��ن طاووس في «ق���د أورد
ً
مصباح الزائر كما س���بق ذكرهما ،ولكن لیس في آخ ��ره فیهما بقدر ورق تقریبا وهو
من قوله‘‘ :إلهي أنا الفقیر في غناي’’ إلى آخر هذا الدعاء.
ً
وك���ذا ل���م یوجد هذه الورقة في بعض النس ��خ العتیقة من اإلقب���ال أیضا ،وعبارات
ً ّ
هذه الورقة ال تالئم س���یاق أدعیة الس ��ادة المعصومین أیض ��ا ،و إنما هي على وفق
ّ
الصوفیة ،ولذلك قد مال بعض األفاضل إلى كون هذه الورقة من مزیدات مذاق
ّ
الصوفیة ومن إلحاقاته و إدخاالته. بعض مشایخ
ً
وبالجمل���ة ه���ذه الزیادة ّإما وقع ��ت من بعضهم ّأوال في بع ��ض الكتب ،وأخذ ابن
ً
ط���اووس عنه ف���ي اإلقبال غفلة عن حقیقة الحال ،أو وقع ��ت ثانیا من بعضهم في
ّ
نف���س كتاب اإلقبال ،ولع���ل الثاني أظهر على ما أومأنا إلی ��ه من عدم وجدانها في
بعض النسخ العتیقة وفي مصباح الزائر ،واهلل أعلم بحقائق األحوال».
(((
ّ
الهتراین ،يف كتابه ن
حس�ی�� الس���ید ّ
حممد ّ ّ
التصوف الفان يف . 1حب���ار األن���وار .227 / 98 ،وقد اعترف
ي
ّ «معرف���ة اهلل» ّ
بأنهّ :إن هذا الدعاء من إنش���اء أمح���د بن حممد بن عبد الكرمي (تاج الدين) املعروف
ّ
اإلس���كندري (ت )907 .و يوج���د يف كتابه (احلكم العطائي���ة ط) وابن عطاء هذا باب���ن عطاء اهلل
ّ
املرسـي أبو العباس. شاذل وهو من تالمذة ّ ّ
متصوف
ي
لاعت هللا تاذ ةفرعم عانتما 243
الفطرية الفلسفيّ ة
ّ نقد المعرفة
((( ّ
الحجة إثبات الصانع من غیر نظر إلى توحیده».
ً جلی ًا ّأنه ال ّ
مطلقا ّ
وأن تفس���یر اآلیات املذكورة مبا حجة يف ما ّادعوه فبم���ا ّبی ّناه یظه���ر ّ
ّ یصح ،فإن البـرهان عىل إثبات وجود خ ّ
الالق جل وعال منحصـر باالس���تدال ل فهم���وه ال
علیه من وجود خلقه بالعقل ّ
فقط.
تقول الفلسفة والعرفان حول مسألة معرفة اهلل باهلل:
ّ
«إن التفكر في أمر اهلل تعالى _ الذي جعله موالنا الرضا؟ع؟ أصل العباده ومغزاها،
ّ
لألوحدي من أولیائه الذین یعرفونه ّ
النفسیة وغیرها ،عدا ما ّإنما ّ
یتم بمعرفة آیاته
ّ
تعالى به تعالى ویعرفون غیره به ،ال أنهم یعرفونه بغیره إذ لیس لغیره من الظهور ما
(((
حتى یكون ذلك الغیر هو المظهر له».لیس له ّ
وتقول:
ّ ّ
وأنه ال ّ
ماهی ��ة له‘‘ ،كل «ونح���و قول���ه؟ع؟ في ع���دم إمكان إال كتن ��اه بذاته تعال ��ى
ً ً معروف بنفس���ه مصنوع’’ حیث أفاد؟ع؟ ّ
بأن ما ال یكون مصنوعا لش ��يء أصال ،بل
وماهیته ،اذ ال ّ
ّ ً
ماهیة له هو صانع جمیع األش���یاء ال یكون معروفا بنفس ��ه أي بذاته
ورآء الوج���ود المحض الذي ال یدركه العقل بالكنه ،إذ ال صورة له تحكیه وال مثال
ّ
(((
له یحاذیه ،ألنه لیس كمثله شيء».
وتقول:
ّ لاّ
الذاتي «ال إل���ه إ اهلل وحده وحده وحده ،ناظر إل ��ى مراتب التوحید من التوحید
والفعلي ،لفناء جمیع الذوات في ذاته تعالى ،وفناء جمیع األوصاف في ّ ّ
والوصفي
ٌ َّ ّ ُ َ
ألن <ك ُّل ش���ـي ٍء ها ِلك ِإلا َو ْج َهه> وصفه تعالى ،وفناء جمیع األفعال في فعله تعالى،
َ
<أ ْي َنم���ا ُت َو ُّلوا َف َث َّ
���م َو ْج ُه اهلل> ّ
ّ
الذاتي ألن اإلطالق حتى في نفس التولیة واألینّ ... و
ن
حسي ،تفسير امليزان.87 _ 86 / 7 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .1
ي
ّ اآلمل ،عبداهللّ ،
عل بن موىس الرضا؟ع؟ والفلسفة اإلهلية.9 ، ّ
ي . 2جوادي ي
عل بن موىس الرضا؟ع؟ والفلس���فة ّ
اإلهلية 17 ،و.18 اآلمل ،عبداهللّ ،
ّ
ي . 3جوادي ي
لاعت هللا تاذ ةفرعم عانتما 245
والام���ع جلمی���ع صور الكائنات _ عند العارف ،فكیف میكهن���ا ّإدعاء امتناع معرفة كنه
_ ج
الالق تعاىل يف نفس الوقت؟! ذات خ
الالق تع���ایل باحلضور الذي یك���ون عندهم أعىل املدعون لوج���دان ذات خب���ل هم ّ
ّ
وواجدیة ذات اهلل _ كوجدان املوج ماء ّ
احلضوري مراتب املعرفة ،بل حیسبون غیر العلم
البحر _ جهالة وضاللة!
والقلبیة والذر ّیة (نس���بة إیل عامل ّ
الذر) ّ وبناء عىل ما قلناه فلیس���ت املعرف���ة الفطر ّیة
ً
ً
یقا مس���تقلاّ بنفس���ها ّ
یعد معرفة يف عرض املعرفة احلاصلة من وجود اآل ثار ،وال تكون طر
ً ً ً
مقابال هلا ،بل هي أیضا من أفراد الدال لة عیل اهلل تعایل بغیره ،وموقفها أیضا من مواقف
ً
البـرهانیة االس���تدال ّلیة ،ال املعرفة احلضور ّیة املس���تلزمة لكون اهلل تعایل جس���ما
ّ املعرفة
ً خ ً ّ ً
متجز یا ممكنا ملوقا الباطلة من أساسها.
ق���د یق���الّ :إن املعرفة احلاصلة من اآل ثار بعیدة االس���تنتاج ،وعلم املخلوق بالنس���بة
ً
إىل خالق���ه یك���ون عىل خ�ل�اف ذلك حیث یك���ون حاضـرا عنده ب�ل�ا احتیاج إىل طول
ّ
االستدال ل من األ ثر إىل املؤثر.
ً
الش���هودیة واحلصول عیل املعرف���ة احلضور ّیة املوهومة
ّ فنق���ولّ :أوال ّإن طر ی���ق املعرفة
شء ملنتحلیه ،كما هو مذكور یف كتهبم ومسفوراهتم، ّ
أشق طر یق عیل سالكیه ،وأغمض ي
فهو فرار عن املطر إیل املیزاب.
ّ حمل النزاعّ ، ّ ً
ف���إن النزاع لیس يف كون الدلیل الدال وثانیا :إش���كالكم هذا خروج عن
ً
واضحا ،بل النزاع ف س���نخ املعرفةّ ، ً ً
وأنه هل هو ي س���هال أو غامضا عیل وجود اهلل تعایل
ّ
والتفكیكیون ،أو بالدال لة حبضور ذات اهلل تعایل يف ذاتنا كما علیه الفالس���فة والعرف���اء
ً ً ّ
العقلیة ولو كان دلیله سهال واضحا.
واللق عىل خ املؤثر ،والصنع عىل الصانع ،خ ّ ً
الالق ،للمخلوق وثالثاّ :إن دال لة األ ثر عىل
ّ ّ
الذي یكون بكل وجوده مسخر خالقه ،یوجده و حیفظه ،یشفیه و میرضه ،حیییه و مییته،
لاعت هللا تاذ ةفرعم عانتما 249
«وهذه الطرق التي ذكرناها عن أهل العصمة؟مهع؟ طرق واضحة االستدالل ،بـراهین
(((
تفید العلم محتاجة إلی إبطال الدور والتسلسل».
وف إبطال
ه���ذا ،وجاء يف «تفس���یر املی���زان» يف الدفاع عن هذه املعرف���ة الباطلة ،بل ي
املعرفة الصحيحة:
ّ
اآلفاقیة سواء حصلت من قیاس ّ
الفكریة التي یفیدها النظر في اآلیات ّ
«أما المعرفة
ّ ذهنیة عن صورة ّ
فإنما هي معرفة بصورة ّ ّ
ذهنیة ،وجل اإلله أو ح���دس أو غیر ذلك
أن یحی���ط به ذهن أو تس���اوي ذات ��ه صورة مختلق ��ة اختلقها خلق م ��ن خلقه ،وال
ً
(((
یحیطون به علما».
ّ
البحران ،معامل الزلیف.19 ، .1
ي
ّ
البحران ،معامل الزلیف.21 ، .2
ي
ن ّ ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،تفسير امليزان.172 / 6 ، .3
ي
250 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ ّ ّ ّ
الفكري حق استیفائها».
(((
الحقیقیة ال تستوفي بالعلم «إن المعرفة
ونقول:
ال�ت�� یفیدها النظر إىل ّ ّ ّ ّ
. 1ب���ل إن املعرف���ة حق املعرف���ة هي املعرفة الفكر ی���ة والعقلیة ي
الالقالعقل بوجود خ
ّ فاقیة واالستدال ل هبا عىل وجود خالقها ،وهو التصدیق اآلیات اآل ّ
ي
ّ
املتعال عن اإلدراك واملعرفة بنفس���ه احلاصل من التفكر يف خلق اهلل تعایل ،وال یس���تلزم ي
الالق تعایل بنفسه بوجه. تصور ذات خ ذلك ّ
الت تكون مبشاهدة السالك نفسه نفس ّربه ،وحسبان وجوده ّ ّ
وأما املعرفة النفس���یة ي
الاطئة معرفة وتس���مى ه���ذه املعرفة خ
ّ التعینات نفس وجود خالقه _ ومتعر ًیا عن ّّ ً
مطلق���ا
حق املعرفة _ اهلل باهلل عند أصحاب الفلس���فة والعرفان والتفكیكّ ،
وتعد عندهم املعرفة ّ
ّ
القطعیة ّ
والس���نة فهي ضاللة ّبینة یدفعها العقل والبـرهان والضـرورة والوجدان والكتاب
ّ لاّ
وال میكن الوصول إلهیا إ بتلقینات خاطئة ،ور یاضات ش���اقة مز یلة الس���تقامة الطباع،
ًّ ً ّ حت یرى السالك بتأثیرها ّكل ّ یّ
حق باطال وكل باطل حقا.
ّ
والبح���ث عن ذلك طو یل الذیل كش���فنا عنه القناع يف كتاب یس���تقل بالبحث عن
لاّ
ز ت الفالسفة والعرفاء يف السیر والسلوك.
ن
حسي ،تفسير امليزان.176 / 6 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .1
ي
نقد مدرسة التفكیك
252 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
كیكفتلا ةسردم دقن 253
بأن هناك مدرسة تدعی بالتفكیك ّتدعي نقد الفلسفة والعرفان ّ ّ
ونذكركم ّ
والرد علهیما،
ً
ش���دیدا ف ظاهر ّ
وف نفس الوقت جاءت بنفس ي عاء االد ي قد خالفت الفالس���فة والعرفاء
ّ ((( ً
معتقداهتم الباطلة كما هو احلال يف مدرسة الشیخیة أیضا.
فهذه مناذج خمتصـرة من نصوصهم املوافقة للفلسفة والعرفان املخالفة لضـرورة العقول
واألدیان يف فصول:
الفصل األوّل :نصوصهم في وحدة وجود الخالق والمخلوق و إنكار المعنى الحقيقي للخلقة
قالوا:
لاّ
«لیس شيء غیره تعالی وغیر وجوده و إ یلزم التحدید».
(((
لاّ
(((
«ال وجود إ وجود اهلل».
ّ ّ ّ
الجاعلیة «إن حی���ث ذات الكائنات ه���و الكون والتحقق به بال جعل ...وهذه هو
ّ
الذاتی���ة بال فعل منه تعال���ی ...یكون حیث ذات المجعوالت به ��ذا الغیر مجعولة
بالذات ...بال جعل وال فعل وال تأثیر وال غیرها».
(((
ّ
بأنه نور ّ ّ ّ
«كلم���ا ّ
محمد الهذیة ال مناص لك من القول توجهت إلی هذا النور بوجه
نوریت ��ه وغمضت العین عن ّ
هذیته ،فقد صـرفت ومخل���وق ...ولو نظرت إلی أصل ّ
هلل تعالی».
((( بالكلیة ّ
وتوجهت إلی ا ّ النظر عن الخلق
الحق للكماالت ّ ّ ّ
النوریة ،أنوار العلم والحیاة [الس���نخیة] جاریة في إعطاء «القاعدة
((( ّ
الذاتیة». ذاتي للحق و إشـراقاته وسایر الكماالت ّ
النوریة علم ّ
ً
أبدا في عین كون هذه المخلوقات أس ��مائه ّ «فن���ور اهلل مطلق غیر ّ
وتعیناته متعین
(((
وصفاته».
«ف���ي الواق���ع ونف���س األمر مع قط ��ع النظ ��ر ع ��ن ّ
التعین ��ات والمضایق ...ف ��إذا هو
((( ّ
[محمد؟ص؟] اهلل تعالی».
ً
«ما دام اإلنسان معتدال ذا شعور فلیس ألحد أن یقول له أنت اهلل!»
(((
ً
(((
«للشیطان أیضا نور الوجود ،الوجود نور».
(((
«حتی الشمر واجد نور الوالیة».
«إن یك���ن في مقابل عل���م اهلل وقدرته علم وقدرة ووجود أخ ��ر یلزم أن یكون اهلل
َ
وفاقد علم وق ��درة غیره ،فیلزم التركیب في اهلل ...فعلی واجد علم وقدرة نفس���ه،
(((
هذا ال یكون وجود ونور وعلم وقدرة غیر وجود اهلل ونوره وعلمه وقدرته».
«الكائن���ات ّ
أع���م م���ن ّ
النبي أو غی���ره ظالل ...لیس ��ت قائم ��ة بالذات .ه ��ي قائمة
بالغیر ...رتبة البشـر لیست رتبه الحیاة والوجود .فعلیه إن قلنا بهذا المطلب یكون
ً ً
(((
شـركا محضا».
ّ
(((
«ومعنی كونها بالغیر في عالم التشبیه كظل الشيء».
ّ
إمكانیة ،وجودات رابط ��ة ،هي معان «یق���ول مال ص���درا ...الممكنات وج ��ودات
((( الحرفي ال استقالل له ّ
بأي وجه .الحرف هو قائم بالغیر». ّ ّ
حرفیة محضة ،المعنی
ّ
الحرفي ،كنهه بالغیر ،وهو قد فهم ّ
اإلمكاني مثل المعنی «یق���ول مال صدرا الوجود
ً
(((
األمر هاهنا صحیحا كما ینبغي».
«في حقیقة الوجود ال یمكن أن یوجد شيء آخر .في نور شمس الوجود ،ال یوجد
لاّ
(((
موجود آخر و إ یحصل اجتماع النقیضین».
احللب ،حممود.561 ، ّ اإلهلية، . 1املعارف ّ
ي
الثان عشر. ّ . 2املعارف ّ
احللب ،حممود ،الدورة الثانية ،الدرس ي ي اإلهلية،
احللب ،حممود.755 ، ّ . 3املعارف ّ
اإلهلية،
ي
اإلصفهان ،معرفت نفس ،حتر ير يگانه ،360 _ 361 ،أبواب اهلدی ،سنة .130 ،1387 ّ ّ
مهدي . 4ميرزا
ي
اإلصفهان ،أنوار اهلداية ،24 ،أبواب اهلدی ،سنة .123 ،1387 ّ ّ
مهدي . 5ميرزا
ي
خطي.307 ،ّ احللب ،حممود ،الدورة الثانية، ّ . 6املعارف ّ
اإلهلية،
ي
ّ
خطي.307 ، ّ
احللب ،حممود ،الدورة الثانية، . 7املعارف ّ
اإلهلية،
ي
ّ
اإلصفهان ،معرفت نفس ،حتر ير يگانه ،334 _ 335 ،أبواب اهلدی ،س���نة ،1387 ّ
مه���دي . 8مي���رزا
ي
.130
256 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
رب ّ
العزة .هل أنت ذات، مختصة بحضـرة ّ ّ ّ
مختصة ب���ذات اهلل .الذات «الحقیقة
ً ً
واهلل أیض���ا ذات؟ هل أنت حقیقة ،واهلل أیضا حقیقة؟ ال ،ال ،ال .هذا غلط محض،
كفر محض .إن یكن هكذا فأنت في مقابل اهلل! فأنت واحد واهلل واحد آخر!»
(((
ّ
الظلمانیة الضـروریة مظلمة الذات ،واستكشاف الحقائق ّ
النوریة أو ّ ّ
«إن المعقوالت
ّ
به���ا عین الباطل ،وطلب المعرفة من هذا الطریق عین الضالل المبین ،فإنه طریق
(((
معوج ،وهو سلوك المجانین».
لاّ ّ
(((
«التصورات والتصدیقات ال یفیدان إ الیقین ،وال أمان لخطأ الیقین».
الفصل الثالث :نصوصهم في ادّ عاء معرفة ذات اهلل تعالی! بل كون ذلك بال واسطة خلقه
و ال من طریق العقل
«فالقول بامتناع معرفة اهلل ّ
وسد باب معرفة الكنه كما قال العرفاء قول باطل وقد
ّ
األئمة عليهمالس�ل�ام في باب معرفة كنه الذات ...والغرض ّأن شهود كنهه
تكلم ّ
هلل ّ
فقط ،وليس شيء سواه ،وال أحد غيره ،وال يخلو تعالی ممكن ...بل الظاهر هو ا
(((
عنه مكان».
. 1معرفت نفس ،حتر ير يگانه ،356 _ 357 ،أبواب اهلدی ،سال .129 ،1387
. 2أبواب اهلدی ،الطبعة األویل ،سنة .294 ،1387
يّ
النجف.69 ، اإلصفهان ،أبواب اهلدی ،نسخة ّ ّ
مهدي . 3ميرزا
ي
احللب.70 _ 69 ،ّ اإلصفهان ،التقر یرات ،بتقر یر الشیخ حممود ّ ّ
. 4ميرزا مهدي
ي ي
ّ
احلس���ين
ي وم���ن أق���وال العرفاء« :یقول ابن عر يب ومجیع العرفاء باهللّ :إن معرفة اهلل ممكنة لإلنس���ان».
ّ
الطباطبائ ،الطبع الس���ادس ،شعبان 1421 ن
حس�ي�� ،روح جم ّرد ،70 ،نش���ـر العالمة الهترانّ ،
حممد ّ
ي ي
هـ.ق.
كیكفتلا ةسردم دقن 257
((( ّ
التوحیدية ،هو العرفان ال العقیدة باهلل». «المراد من الفطرة
((( ّ
ومفهومية». تصو ّرية
القلبي یحصل بال ّأية واسطة ّ
ّ «هذا الشهود
ً یع���رف ذات���ه ّ ّ
«إن اهلل تعال���ی ّ
المقدس ��ة في ه ��ذا العالم الدنی ��ا أیضا لطائف ��ة بآياته
خاصة بنفسه ّ
المقدسة».
((( والتدوينية ،ولطائفة ّ
ّ ّ
التكوينية
وقیل يف بیان عقائد مدرسة التفكیك:
« ...طريق آخر في مسأله المعرفة ...هو ‘‘عرفان اهلل باهلل’’
َّ ً ً ً ّ ً
أبدا ،وال یدرك ّ
بأي درك من نظ���را إلی ّأن حضرة الح���ق ال یكون معقوال وال متصورا
والباطنية ،فیمكن أن یقالّ :إن اهلل تعالی یعرف من طريق
ّ ّ
الظاهرية الدرك
ِ وس���ائل
ُ ّ
عرفواتعريف الذات بالذات .بعض األجلة حملوا الروايات المشتملة علی عبارة ِ‘‘ا ِ
اهلل ب���اهلل’’ علی هذا المعنی ،وبعض آخر خدش ��وا هذا المعنی علی أس ��اس بعض
التوجیهات ...هذا المعنی الثاني غیر المعرفة من طريق الفطرة وطریق المعرفة من
جهة االستدالل باآليات...
‘‘ف َت َج ّلی َلهم س ��بحانه في كتابه ِمن غي ��ر أن َي ُكونوا َر ُ
أوه» .هذا
َ
یق���ول اإلمام؟ع؟:
الفطرية هو ّأن في فطرة اإلنسان (بال ّ الفطريةّ .إن معنی المعرفة
ّ المعرفة
ِ المعنی غیر
ً ً ّ ّ استدالل وال إعداد ّأیة ّ
مقدمة) یكون التعلق بحضرة الحق ظاهرا واضحا...
ّ
بالفارسیة بـ :الجلوة]’’ _ هاهنا _ لیس واضح أن المراد من الجالء ّ
[عبر عنه في متنه
ّ ُّ
تطور اهلل أو ّ
تنزله؛ بل معناه هو ّأن آية من آيات حضرة الحق ،غير هذه اآليات بمعنی
ّ
اإلمامية.276 ، حممد باقر ،توحيدامللكيّ ،
ّ .1
بـرنكار ،رضا.132 ، مبان خدا شناسـي در فلسفه يونان و أديان ّ
اهلي ،ج .2ي
بـرنكار ،رضا.145 ، مبان خدا شناسـي در فلسفه يونان و أديان ّ
اهلي ،ج .3ي
ّ
الهتراین ،میزان املطالب ،املقام الرابع. .4املیرزا جواد
258 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
مف���ن ه���و العارف؟ وم���ا هو معین معرفته ب�ل�ا درك وبال مدرك؟! وه���ل ذلك إال القول
شء غیر وحدة الوجود واملوجود؟! بوجدان ذات اهلل تعایل حبضور ذاته؟! وهل هو ي
ثالثا :إذا كانت املعرفة الفطر ّية ولو ف عامل ّ ً
الذر _ عیل مبلغه من الوضوح والظهور كما ي
ّ
ّتدعون _ من غیر جهة العقل ومن غیر جهة معرفة آیات اهلل الدالة علیه ،بل كانت كما
تعل ًقا باهلل تعایل ّ
فقط ،مفا هي قیمة هذا الوجدان إذا مل
ّ
تقولون بأن جید االنس���ان لنفس���ه
یستند إیل إلزام العقل؟!
ن
الشیاطی أو الخیاالت الباطلة؟! ومب یعرف ّأن هذا الوجدان ال یكون من إلقاء
همّ
وم���ا ه���و الف���رق بین���ه وم���ا یتو ه العرف���اء والفالس���فة م���ن وج���دان ذات اهلل تعایل
باملكاشفات؟!
ن ً
ّ
العلمي واالس���تدال ل الیقی واإلدراك رابعا :إن «الوجدان» يف مصطلحهم لیس مبعین
ّ
العقلية وهو خالف ما ّ ّ لاّ
صرحوا به؛ بل ذلك عندهم مبعین العق�ل�� ،و إ رجع إیل املعرف���ة
ي
ً
أن یصیر املخلوق واجدا لذات اهلل تعایل!
ن
القائلی واجدیةاملخل���وق ل���ذات خ
الال���ق ه���و نفس ق���ول ّ البدهی���ي ّأن
ّ م���ع ّأن م���ن
بوحدةالوجود واملوجود.
ً لاّ ً
خامسا :إذا وجدمت آیة من آیات اهلل تعایل ،وزعممت أنهّ ا لیست شیئا دا علیه تعایل
وتنزال ته؟ وتطو ًرا من ّ
تطوراته ّ بالعقل ،فكیف ال تكون هي جلوة من جلوات ذاته ّ
ً لاّ
عی ّأنه لیس عندكم شیئا دا علیه بالعقل؟! فهل ذلك لیس ذات اهلل ف ن
ي
ّ
ّ
البدهیي بی ذات اهلل تعایل وغیره الدال علیه من خملوقاته؟ ّإن من وهل هناك واسطة ن
ّ
ّأن ذل���ك إذا مل یك���ن عندكم ّمما یدل علیه تعایل باالس���تدال ل ،فال ّبد وأن یكون نفس���ه
وتطو ًرا من ّ
تطوراته ،و إن أبیمت ع���ن اال لتزام بذلك أو مل تلتفتوا وجل���وة من جل���وات ذاته ّ
إلیه.
260 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ً ّ
سادسا :جل مقام القرآن ومعارفه العالية أن تنسب إلیه هذه املطالب املخالفة للعقل
والشرع بعنوان أنهّ ا من معجزاته وحقائق ّبیناته.
ّ
التعلق ّ ً
املدعی؟ وقد ورد: سابعا :أین لكم إثبات هذا
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ّ ً ً ّ ّ
«إن اهلل خل���ق الن���اس كلهم ...ال یعرفون إمیانا بش���ـر یعة وال كف���را جبحود((( مث
(((
بعث اهلل الرسل تدعوا العباد إىل اإلمیان به».
وقد ّ
تقدم ما قاله الشیخ الصدوق؟حر؟:
ً
«قد س���معت بعض أهل الكالم یقول :ل ��و ّأن رجال ولد في فالة من األرض ولم یر
ّ ً
أحدا یهدیه ویرش���ده ّ
حتى كبـر وعقل ونظر إلى السماء واألرض لدله ذلك على ّأن
ً ً
لهما صانعا ومحدثا.
فقلتّ :إن هذا ش���يء لم یكن وهو إخبار بما لم یكن أن لو كان كیف كان یكون،
ّ لاّ
حجة اهلل تعالى ذكره على نفس ��ه كما ولو كان ذلك لكان ال یكون ذلك الرجل إ
في األنبیاء؟مهع؟ منهم من بعث إلى نفسه ،ومنهم من بعث إلى أهله وولده ،ومنهم
ّ
م���ن بعث إلى أهل محلت���ه ،ومنهم من بعث إلى أهل بل ��ده ،ومنهم من بعث إلى
الناس كافة.
وأما استدالل إبـراهیم الخلیل؟ع؟ بنظره إلى الزهرةّ ،ثم إلى القمرّ ،ثم إلى الشمس، ّ
ُ ُ َ َ ََ َ ْ َ َ ّ
وقول���ه< :فل َّم���ا أفلت قال یا ق ْو ِم ِإنِي بـري ٌء ِم َّما تش���
ً ًّ ّ ـرك َ
نبیا ملهما ون> فإن ��ه؟ع؟ كان
ّ ّ َ ْ َ ّ ّ ً ً
<و ِتلك عز وجل ّإیاه وذلك قوله عز وجل مبعوثا مرسال وكان جمیع قوله بإلهام اهلل
َ َُ َ
یم َعلى ق ْو ِمهِ >. ُح ّجتنا آتیناها ِإب ِ
ـراه َ
ّ لاّ
الحود ال یتحقق إ بعد اال لتفات إىل املوضوع ،بخ الف الحودّ ،أن ج .1والفرق ن
بي عدم اإلميان مع ج
عدم اإلميان ّ
فإنه أمر ممكن ولو مع عدم اال لتفات إىل املوضوع.
الكاف،417 / 2؛ حبار األنوار.212 / 69 ،
ي .2
كیكفتلا ةسردم دقن 261
ّ
ولیس كل أحد كإبـراهیم؟ع؟ ،ولو استغنی في معرفة التوحید بالنظر عن تعلیم اهلل
َّ َ َ َ َّ ّ ّ ّ ّ
عز وجل ما أنزل من قوله< :ف ْاعل ْم أن ُه لا ِإ َله ِإلا اهلل> ع���ز وجل وتعریفه لما أنزل اهلل
َ َّ َْ <بد ُیع َّ َ ٌ ُ ُ
ماوات َوالأ ْر ِض أنى
الس ِ ومن قوله< :ق ْل ه َو اهلل أ َحد> إلى آخرها .ومن قولهِ َ :
َّ ُ ْ َ صاح َب ٌة> إلى قولهَ : ُ ُ َُ َ َ َ ُ َُ
<و ُه َو الل ِطیف الخ ِب ُیر> وآخر الحش� �ـر یكون له َول ٌد َول ْم تك ْن له ِ
وغیرها من آیات التوحید».
(((
البحران؟حر؟: وقول ّ
السید هاشم
ي
«واعل���م ّأیه���ا األخ ّأن بع���ض العلم ��اء ذهب إل ��ی ّأن معرف ��ة اهلل ّ
فطری ��ة ض ّ
ـروریة،
ّ
وبعضهم إلی أنها ثابتة باالستدالل.
ًّ ّ
وجدانيا ،وهي اآلیات والصحی���ح الثاني ،فإنها ثابتة باالس ��تدالل و إن كان دلیله ��ا
المنصوب���ة من الس���ماء واألرض وم ��ا فیهما وما بینهم ��اّ .
فإن جمیع المش ��اهدات
َ ّ
وجمیع المحسوسات دالة علی وجوده داللة ّبینة واضحة منیرة منكشفة<ِ .إ ّن فِي
ّ َ َ ُ َ ْ ٌ َ ْ َ ْ َ َّ ْ َ ُ َ َ َ ْ
وه َو ش ِهيد> .جعلنا اهلل و ّإیا كم من ذكر ذ ِلك ل ِذكرى ِل َم ْن كان له قلب أو ألقى السمع
فنفعته الذكری».
(((
سلسلة مشايخ مدرسة ميرزا مهدي اإلصفهاني وغيرها من العرفاء والفالسفة القائلين
بوحدة الوجود والموجود المعاصـرين
ً
وخالفا لضـرورة مدرس���ة الق���رآن وأهل البیت؟مهع؟ یوجد ملدرس���ة التفكیك يف بعض
دعاو هیم س���ند وسلسلة واهية ،عیل أس���اس قصص غیر واقعية((( وهي نفس السلسلة
. 1التوحيد.288 ،
. 2معامل الزلیف.19 ،
ّ
الشیرازي ،یف عل شاه نعمة ّ
اللهي . 3راجعوا ملعرفة التفصیل إیل كتاب «طرائقاحلقایق» _ لرمحت ي
ّ
الصوفیة .وكتاب ّ
«لب اللباب» الصوفیة نعمة ّ
اللهية ،يف شـرح أحوال مشایخ وأقطاب ّ بیان طر یقة
لب اللباب.)158 _ 154 ، ن ّ
الهتران ،حممد حسيّ ،
ّ ّ
(احلسين ّ
الصوف ّ
الهتران ن
حممد حسی للسید ّ
ي ي ي ي
262 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ً
املختصة بسایر العرفاء والفالسفة املتأخر ین الذین یعتبـر التفكیك نفسه خمالفا هلم.
ّ
ً
ّ
اإلصفهان بـرؤ ية
ي
ّ
مهدي املیرزا مدرسهتم مبدع ف ّ
لتشـر قصة أحیانا كما أنهّ م ّیدعون
ً
أیضا ال أس���اس هلا ،قد ّ موالن���ا صاح���ب الزمان ّ
صـرح املیرزا عجل اهلل تعایل فرجه وهي
ً
مكتوبا ّ ً اإلصفهان نفسه ّ
ّ
(((
فقط. بأنه رأی يف منامه قرطاسا ي
ّ
احللب ،الدرس اإلصفهان .واملعارف ّ
اإلهلية للشیخ حممود ّ ّ
مهدي ّ
ومقدمة كتاب تقر یرات درس میرزا
ي ي
األول.
ّ
احللب. . 1راجعوا لذلك إیل آخر كتاب أبواب اهلدی ،وكتاب املعارف اإلهلیة للشیخ حممود
ي
ّ
والخاص الوجود ّ
العام
264 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
تتوهم الفلسفة والعرفان ّأن:
لاّ
▪ حقیق���ة وجود الخ الق واملخلوق جنس واحد وس���نخ فارد ،وال فرق بیهنما إ
ّ
بالتناه���ي وعدم التناهي ،فوجود الخ الق هو نفس وجود كل خملوق مع ز یادة،
عی وجود الخ لق بأمجعه،
وهو ن
ّ ً
يّ
احلقی�ق�� الذي یكون والشء
ي ة، الش���یئی حبقیقة ش���یئا ّ
الواقعي الذي یكون املوج���ود
ّ ً ً
عددي قابل للز یادة والنقصان والوجود والعدم ،متحقق ّ ّ
امتدادي واقعیا ،فهو ّإما
موجودا ّ
ً
ومتقوم باحلدود واألعراض؛ و ّإما یكون بخ الف ذلك ،ومتعالیا عن ف األجزاء واألبعاضّ ،
ي
ّ لاّ ذلك ،فال ّ
یتصور بنفسه ،وال یعرف إ بأثره الدال عىل وجوده.
مف���ا میك���ن معرفته من مع�ن�ى الشء واملوجود ،ه���و عنوان ّ
خاص من���ه _ وهو االمتداد ي
يّ
حقیق املوج���ود القابل للعدم لذاته _ وهو یكش���ف حبدوثه ووجوده ،ع���ن وجود موجود
ّ الش���یئیة وراء ّ
ّ
قابلیة النس���بة إىل الوج���ود والعدم ،والتحق���ق يف االمتداد وشء حبقیق���ة ي
ّ ّ
واألج���زاء والز ی���ادة والنقصان ،والدخول حتت التص���ور والتوهم والب�ل�اغ .فهو موجود ال
وشء ال كاألشیاء ،وذات ال كالذوات ،وحقیقة ال كاحلقائق. كاملوجودات ،ي
ً ً ّ
والشء مصداقا وعینا ،ولكن من ناحیة الوجود ي واملوجود الوجود ناحیة من هكل هذا
ً
أیض���ا ،معىن یخ ّ ّ
تص املحم���ول ،واملحك���وم ب���ه عىل املوضوع���ات ،فالوجود ل���ه معنیان
ي
ّ
یتص���و ر له النقیض بالالق وهو ما الت���ص خ
بالل���ق وهو وج���ود یقبل نقیضه ،ومعىن یخ ّ خ
القسمی هو معىن ّ
ن ً
حاك عن جم ّرد الثبوت عام للوجود وهو ٍ واملقابل ذاتا واملقس���م هلذین
ً
وعدم البطالن ،كان قابال للمقابل أم مل یكن.
وأما خ
ذاتاّ ،ً ّ
الالق للنف
ي القابل التصدیق هذا هو املخلوق بوجود ق املتعل ّإن التصدیق
ّ
تب���ارك وتع���اىل فال یتعلق التصدیق بوجوده كالتصدیق بس���ائر األش���یاء ،أي بعد إمكان
266 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
الالق واملخلوق خلطوا القائلی بتباین املعان واملفاهمی املحمولة عیل خ ن ق���د یقالّ :إن
ي
الالق واملخلوق بی مصداق خ بی املفهوم واملصداق حیث ّإن التخالف والتباین یكون ن ن
ي
ال املفاهمی املحمولة علهیما من الوجود والعلم والقدرة و...
ونقول :هذا حتلیل باطل و إشكال غیر وارد .وذلك حیث ّإن من الواضح ّأنا ال نقول:
«إن اهلل تعایل «ز ید عامل بخ الف عمرو» و»ز ید موجود ال كاملوجودات» وّ ...
لكنا نقولّ :
ی؛لكنا من امللحدین واملش�ّبشهّ نع���امل بخ الف ّكل عامل» و«موجود ال كاملوجودات» و إلاّ ّ
متعددةاألول والثان بال ف���رق بیهنما _ تكون ّ م���ع ّأن املصادی���ق ف ّكل ذلك _ ف املثال ّ
ي ي ي
لاّ
واملعان املحمولة عیل
ي متبائنة متغایرة بال شهبة ،فلیس األمر إ من جهة تباین املفاهمی
واللق.الالق خ خ
ثانیا :إذا قلنا ز ید واحد ،وعمرو واحد ،واهلل واحد ،فال ش�ب�هة ّأن مفهوم الوحدة ن ً
بی
شء واحد ،ومع هذا فإن محل أحد نفس ذلك املفهوم عیل اهلل تعایل یكون ز ید وعمرو ي
ً ً ً
مشـركا ملحدا قطعا.
اللقالالق ،حیث ّإنه ف خ اللق غیر املفهوم املحمول عیل خ فاملفه���وم املحم���ول عیل خ
ي
الالقیك���ون مبع�ن�ی وحدة أجزاء جمتمعة _ ولو بقدر غیر متناه ف أوهام الفالس���فة _ وف خ
ي ي
ّ
تعایل هو مبعین امتناع الشبیه والنظیر واملثل حیث ال أجزاء له وال امتداد ،و إمكان التعدد
ّ
التجزئ. فرع
الالق تعاىل یشتركان يفاللق ،مع الوجود املحمول عىل خ فالوجود املحكوم به عىل خ
يّ
احلقیق وعدم البطالن ،و یفترقان عام وهو املعىن احلاكي عن جم ّرد الثبوت والوجودمعىن ّ
ّ ً ّ ً بأن ّ
ّ
ومتفرعا عىل معرفة ذوات قابلة األول مهنما یقبل مقابله ونقیضه و یكون متعلقا باملقادیر،
ا
ّصاخلاو ّماعلا دوجول 267
للدخول حتت البالغ واملعرفة بأنفسها ،ومتساو یة النسبة مع الوجود والعدمّ ،
ولكنه میتنع
ّ ً ّ الالق تعایل ّالذي یكون بخ ذلك ّكله ف ما حیمل عىل خ
شء. ي كل عن متعالیا ء، شي كل الف ي
ّ
امتدادي ،حمتمل للز یادة والنقصان وقابل للوجود والعدم ،وحمتاج ّ فبما ّأن كل موجود
شء حبقیقة ّ ّ یخ یخ
إىل من لقه و یوجده ،ضع العقل لدی اإل قرار بأنه ال بد أن یكون هناك ي
ّ
معقولية الذات ،وانتزاع ّ حقیق بخ الف األشیاء كلها ،متعال عن إمكان يّ الشیئیة وموجود ّ
والتحق���ق ف االمتداد واألج���زاء ،ال میكن فرض عدم���ه لذاتهّ ، ّ
ألن فرض ي املفاه�ی�م من���ه،
ً ًّ
لشء فرع كونه امتدادیا قابال للرفع بارتفاع أجزائه. العدم ي
ً ً مّ ّ
وأم���ا هو تع���اىل فإنا وجوده إثباته((( وال یكون ش���یئا مثبتا كس���ائر األش���یاء يالت میكن
ّ ّ ّ
النف واإل ثبات ،بل هو مثبت موجود غی���ر معدوم ،كل ذلك باملعىن تصوره���ا جم���ردة عن ي
الع���ام الذي قد أوضحناه ،و یك���ون حبیث ّإنه ّ خ���اص ال���ذي یلیق به تع���اىل أو باملعىن ال ّ
اص به ،وهو إثبات ال یوجد ال ّ اص به یالزم إثباته خ ال ّ صـرف اال لتفات إىل حنو وجوده خ
یتقدمه ّ ذاتا ،حیث ال ّ ً ً
تصور املوضوع له مثل أیضا ،فال میكن فرض النقیض هلذا اإل ثبات
إثباتا ّ ً
والنف
ي والنقیض املقابل له ر یتصو للنف واإل ثبات بالذات ،فال یكون إثباته القاب���ل ي
كما يف سایر األشیاء برفع أجزاهئا.
ّ
فهو موجود وراء كل ما یقبل الوجود والعدم ،وهو كائن قبل الكون والكینونة مبعنامها
ّ ّ ال ّخ
اص باملخلوقات ،بل هو متعال عن قبول التحقق والوجود والعدم املمكن حتققهما،
ً ّ ّ
فإن كل ما میكن أن یفرض جم ّردا عن الوجود والعدم و یقبل و إمكاهنما له ،ونسبهتما إلیه،
النس���بة إلهیما يف مرحلة من املراحل فاحلكم بضـرورة أحدمها له لذاته خالف الفرض.
اص ب���ه أو بعنوانه ّ
العام الطارد للعدم ال ّ ف�ل�ا حیكم علیه تع���اىل بالوجود إلاّ بعنوانه خ
ّ س���ـر وجوب تأو یل إثبات وج���ود خ فقط ،وهذا هو ّ والن�ف�� والبطالن ّ
الالق جل وعال إىل ي
ّ
نف العدم ،وعلیه أنا حت إذا قلنا إنه تعایل لیس مبعدوم نقول« :هو تعاىل لیس مبعدوم یّ ّ
ي
ن
املؤمني؟ع؟ ،حبار األنوار.253 / 4 ، .1وجوده إثباته :أمير
268 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ً كاملعدومات» وذلك ّأنه ّكل شء غیره تعاىل ال میتنع عدمه ،بل میكن ّ
تصوره ّإما موجودا ي
ّ ً لاّ ً
ّ
ولكن اهلل تعایل ال میكن تصوره معدوما إ بعد فرض ذاته متجز ية.معدوماّ ، و ّإما
املتعال عن االمتداد الشء ّ ّ
ي فالشء واملوجود االمتدادي املتجزئ (املخلوق) ،یشترك مع ي ي
بأن املخلوق هو الكائن ن
باطلی و یفترقان ّ نهّ
(الالق) ،ف أ ما كلهیما شیئان ّ
واقعیان ثابتان غیر خ
ي
يف األجزاء واالمتداد والعدد ،حمتمل للز یادة والنقصان ،جائز النسبة إىل الوجود والعدم لذاته؛
ّ
والالق یتعاىل عن ذلك كله كما ّبی ّناه. املتقابلی؛ خ
ن للتصور بنفسه ،وللوضع والرفع ّ وقابل
خاص خقسمی قسم منه ّ ن ً ّ
باللق وهو صورة الذوات الشء أیضا عىل فظهر أن مفهوم ي
ّ واملوجودات املخلوقة القابلة ّ
للتعدد والتكثر والز یادة والنقصان ،وقسم آخر منه هو املفهوم
ّ ً لاّ بالال���ق تعایل وهو ما ال میكن اال لتفات إلی���ه ّأوالً ،بل ال ّ خ���اص خ ال ّ
یتوجه العقل أوال إ
شء _ ،كما بخ ّ ّ
شء الف كل ي إیل األش���یاء املخلوق���ة املتجز یة ،مث إلیه تعایل بعن���وان أنه ي
شرحنا ذلك يف معین الوجود حممول علیه تعایل الذي یخ الف معین الوجود املحمول عیل
ّ
الشیئیة العام احلاكي عن جم ّردالقسمی هو املفهوم مبعناه ّ ن سایر األشیاء _ واملقسم هلذین
ً ً ً ّ ً القابلة ّ
للتوجه واال لتفات إلیه أوال وثانیا ،املخرج له عن كونه جمهوال مطلقا.
فهاهنا حقائق ّ
متعددة:
ّ
املتجزئ وهو نفس مصادیق ّ
العی�ن�� ّ
الواقعي الثابت الشء
ي .1وج���ود املخلوق :وهو ي
ال ّ
ارجیة املخلوقة. األشیاء خ
ّ
الش���یئیة ،متعال عن االمتداد والعدد ،ال شء حبقیقة خ
. 2وجود الالق املتعال :وهو ي
ً یعرف وال ّ
یتصور بنفس���ه ،وال مفهوم له قابال ألن یدرك .فال یعلم ما هو ،وال یدرك ما هو،
ّ
شء» ي «هو بقولنا: عنه واحلكایة ها، كل شء ال كاألشیاء ،وذات بخ الف الذوات بل هو ي
ّ ً ً ً ً ً
أو «هو موجود» إش���ارة إىل كونه ش���یئا ّ
واقعیا ال موهوما وال معدوما ،ال إخبارا عن حتقق
للتصو ر وقابلة للتجر ید عن الوجود والعدم يف ّأية مرحلة من املراحل،ّ أجزاء ّ
معینة قابلة
كما یكون األمر كذلك يف شأن ما سواه تبارك وتعاىل.
ا
ّصاخلاو ّماعلا دوجول 269
باللق :وهو نفس املفاهمی املدركة من األش���یاء اص خ ال ّ . 3مفه���وم الوج���ود والشء خ
ي
الت میكن جتر یدها عن الوجود ّ
الت تطابق مصادیقها واحلكم بوجودها ،وهي ي االمتدادیة ي
ً
والعدم ونسبهتا إلهیما ذاتا.
جل وعال ال صورة ّ ّ ف���إن خ
بالالقّ : اص خ ال ّ . 4مفه���وم الوج���ود والشء خ
ذهنیة الالق ي
لاّ یّ ل���ه ،وال ّ
یتصور ،وال میكن أن یلتفت إلیه بنفس���ه حت ینت���زع مفهوم منه ،وال مفهوم له إ
ً ّ بخ
تتص���و ر وال تدرك مطلقا ،وتكون الت ال
شء الف األش���یاء» و«الذات ي بعن���وان« :هو ي
خارجة عن حیطة البالغ» ،و...
ً ّمث ّإن ن
االمتدادیة و«م���ا بخ الفه» یكون تباینا
ّ ّ
العینیة لألش���یاء ّ
مص���داق احلقیقة
ي ب�ی��
ً ًّ ّ ً ًّ ًّ ًّ
عددیا ،وكون اآلخر متعالیا عن األجزاء)، متجز یا امتدادیا تاما (وهو كون أحدمها سنخیا
ً ً
للتص���ور واإلدراك أیضا حرفا حبرفّ ، ّ
فإن وذل���ك جیري علهیما م���ن حیث معنامها القابل
ال ّ املتحقق ف األجزاء واألبع���اض خ ّ ّ ال ّ ال�ش��ء خ
ارجیة ،یطابقه مفهومه من ي الواقعي ارجي ي
ً ً بخ ّ ّ ّ حیث ّ
التصو ر یة والتوهمّیة وما یكون الف ذلك عینا وواقعا تقومه باحلدود واألبعاض
ً ّ
وتوهمّیة أیضا. تصو ر ّیة
فال حدود له وال أجزاء ّ
خ���اص خ
باللق» هو بالال���ق« ،ال ّخ���اص خ
ّ خ���اص خ
باللق ،ومنه ّ «فاملفه���وم» ،من���ه
بالالق» ما یكون بخ الف ذلكاص خ خ
و«ال ّ املتصور بنفسه يف أجزائه وحدوده وأبعاضه، ّ
وتصور ّ ّ ّ بأنه ما یكون بخ وال یعرف إلاّ ّ
وتوهم. شء ي كل الف
تصاملتقابلی الذین یخ ّ
ن باللق :وهو معىن الوجود والعدماص خ احلمل خ
ال ّ ّ . 5الوجود
ي
ّ
االمتدادیة املخلوقة القابلة للوجود والعدم بالذات. محلهما عىل األشیاء
اص خ
بالالق تبارك وتعاىل :وهو معىن الوجود واإل ثبات الذي احلمل خ
ال ّ ّ . 6الوجود
ي
خ���اص خ
باللق هو املعىن فإن الوجود والعدم مبعنامها ال ّ الالق تعایل ّ
فق���ط؛ ّ حیم���ل عىل خ
ال ّاالمتدادي والشء مبعناه خ
ّ ً ً
اص، ي للذات وعدما ملكة فیكون ،ذاتا ال���ذي یقبل مقابله
(وه���ذا الس���نخ من املوجودات واألش���یاء هو الذي ّ
یصح علیه احلك���م بامتناع اجتماعه
270 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
اللق نعلمفإننا بعد أن علمنا بوجود خاللق ،أو انعدام املخلوقاتّ ، مع فرض عدم خلقه خ
ً ّأن اهلل تع���اىل موج���ود ،ونعلم ّأنه ل���و مل یكن خ
اللق موجودا مل یكن لن���ا طر یق إىل العلم
ً بوج���ود خ
الال���ق ،ونعلم أیضا بعد العلم بوج���وده تعاىل ّأن فرض ع���دم الوجود له تعاىل
حمال ّ
ذات.ي
ً
ف���إن ما ثبت وج���وده ،وهو خمالف لالمتداد واألجزاء فقد یس���تحیل فرض عدمه ذاتا ّ
ً
وثبوت���اّ ،
ألن النس���بة إىل الوجود والع���دم ،فرع إمكان جتر ید الذات ع���ن الوجود والعدم،
لاّ ّ
(((
«احلمد هلل الذي أعجز األوهام أن تنال إ وجوده».
(((
«كمال معرفته التصدیق به».
وبالوقوف عىل هذه احلقیقة یظهر ّأنه ال جمال ملا قد یقال:
اللق؟» الالق بعد أن خلق خ «ما هو املانع من انعدام خ
لوهیة ،وطرحه ف ّ
حق احلقیق الالئق ب���ه األ ّ
يّ ّ
فإن هذا الس���ؤال خارج ع���ن املوضوع
ي
ّ
االمتدادي القابل للوجود والعدم یتصور له العدم لذاته غلط ،لتعالیه عن الكونّ من ال
متج���زئ ،خ
ّ ّ
والالق تعاىل ّ
امتدادي لذات���ه .ب���ل ّإن كل ما میكن فرض عدمه لذات���ه ،فهو
لیس كذلك.
ّ ً
الواب عن السؤال (ومن املوهون هاهنا جدا هو قول أصحاب الفلسفة والعرفان يف ج
«إن اهلل تع���اىل هو نفس حقیقة الوجود غیر القابلة للع���دم لذاهتا ّ ن
املتعی بصور بقوهل���مّ :
ً ً ً
مجیع األشیاء» الذي قد ّبی ّنا بطالنه موضوعا وحمكا مرارا).
ّ
الواب عن الس���ؤال املذكور بقوله تعاىل:و میكن أن یس���تدل ملا جئنا به يف ج
ْ َْ َ َ ٌّ َ
ّ
فاط ِر الس ِ
ماوات والأرض> <أ فِي اهلل شك ِ
ّ ً أقر بوجود خ إن ّّ ّ
وأش���ك يف كونه حمدثا
الالق من حیث كونه ِ حی���ث إن���ه لو قال قائل :ي
ً
باقیا؛
«شء بخ�ل�اف األش���یاء» و«بصیر مسیع بغی���ر جارحة» و«داخل يف األش���یاء ال
كقولن���ا :ي
شء خارج» و«فاعل بال آلة» و... كشء عن ي شء داخل ،وخارج عهنا ال ي ك�ش��ء يف ي
ي
املعان البدیعة ال ّ
اللق إىل تلك الذات املقدس���ة ومعرف���ة تلك كم���ا ّأن بعد التفات خ
ي
ّ
واللق بخ صوص كل واحد مهنما عىل حنو واحد وباش���تراك الالق خ یك���ون إجراهئا عىل خ
ً
معنوي أیضا ،بل یكون عىل النحو الذي ّبی ّناه ،وهو االس���تعانة مبا جیري عىل
ّ ّ
لفظ���ي بل
ّ
وتوضیحیة. اللق من األمساء واألوصاف مضافة إىل قیود ّ
سلبیة خ
ّ
فقط ،بل یكون يف كل مصداقی ًا ّ
ّ ً
ومن هنا یعلم أیضا ّأن اختالف الوجودین ال یكون
ّ
واملصداقیة. ّ
املفهومیة الهات املذكورة ج
ولنعم ما قيل:
ّ
معنوي ّ
متصور في جميع الموجودات ...وهو بهذا المعنى مش ��ترك «وهذا المعنى
ً ًّ ّ
الكل ولو بنحو ص���دق العرض ّ
عاما ،كما العام ،ولهذا يس � ّ�مى وجودا ص���ادق على
274 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
الواجبي. ّ
الخاص األول :الوجود ّ
العام .والثاني :الوجود سيأتي ...فالوجود ثالثةّ :
الخاص الممكن � ّ�يّ .
وأما إطالق الوجود عل ��ى الموجود _ كما ّ [و] الثال���ث :الوج���ود
ه���و ظاهر م���ا حكيناه عن بع���ض األفاضل [وهو الش ��یخ أحمد اإلحس ��ایی ،مبتدع
لاّ ّ
الش���یخیة] ...فهو غير وجيه ،إ على مذهب من يق ��ول بأصالة الوجود ،أو وحدة
الوجود ،وهو بما سيأتي مردود.
ً ّ ّ وكيف كان فالوجود ّ
التصور مع بداهة الحكم به أيضا ،كما ال يخفى. بديهي العام
ّ ّ
الممكني مجهول يستعلم بالكسب بأنه عرض قائم بذات الممكن ،وبه والوجود
يكون الممكن منشأ لألثر.
ً الواجبي مجهول الكنه ال يمكن اس ��تعالم كنهه وال ّّ
يتصور أصال. والوجود
ّ ّ
متص���ور بالوجه((( وباآلثار وبم ��ا يصدق عليه ،مثل أنه صان ��ع العالم ...أو نع���م ،هو
ّ لاّ
(((
نحو ذلك ،و إ ال يمكن التصديق بوحدته ونحوها ،فال يتحقق اإليمان».
. 1أق���ول :ب���ل كهنه ّأنه ش���ـيء بخ الف األش���یاء ،متع���ال عن األجزاء واملث���ل والنظیر ،كم���ا قال اإلمام
وبی خلقه( .حبار األنوار.)229 / 4 ،الرضا؟ع؟ :وكهنه تفر یق بینه ن
ن یّ االس���تراباديّ ،
ّ
البـراهي القاطعة يف ش���ـرح جتر يد العقائد الس���اطعة1 ، حممد جعفر ،املتوف ،1263 .2
.88 /
ّ
والخاص الوصف ّ
العام
276 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
▪ ّإن م���ا حیم���ل م���ن الصفات ع�ل�ى الخ الق والخ ل���ق یكون عىل حنو االش���تراك
ّ
املعنوي متام االشتراك،
▪ ال جیب بل ال میكن إرجاع صفات الخ الق إىل سلب مقابالهتا،
ّ ّ
ویتحدث هذا الفصل عن بطالن ذلك كله ببیان ّأن:
ّ
امتدادیة قابلة للز یادة والنقصان ▪ صف���ات الخ لق _ كأصل وجوده _ حقائ���ق
ّ ّ
والوجود والعدم ،والخ الق جل وعال یتعاىل عن ذلك كله،
لاّ
▪ ال ینسب إىل اهلل تعاىل العلم والقدرة واحلیاة والسمع والبصـر و ...إ مبعناها
لاّ ّ اص به ،أو مبعناها ّ الخ ّ
الهل والعجز و،...العام الذي ال یعرف إ بأنه خالف ج
ّ ّ ّ لاّ
فإن كل ما میكن ▪ ال تعرف صفات اهلل إ بس���لب مقابالهتا عن���ه جل وعال،
ً ًّ
امتدادیا خملوقا، املعان بأنفسها من الذوات والصفات یكون ي أن یعرف من
ا
ّصاخلاو ّماعلا فصول 277
خ���اص خ
بالالق» خ���اص باملخلوقات» و«ال ّ
الش���یئیة والوجود إىل« :املعىن ال ّ
ّ تقس�ی�م
ً ً و»املعىن ّ
ّ
املقسمي الشامل هلما» مفهوما ومصداقا ،جیري عىل حقیقة العلم والقدرة العام
واحلیاة وسائر ما توصف به الذات املتعالیة.
خ ً
لوق���ا و یخ ّ ّ
و«عام» ،و«ال ّ ّ
تص باملخلوفات خ���اص» مفنه ما یكون م «خاص» فالعل���م
تص باهلل املتج���زئ القابل للز یادة والنقصان والوجود والع���دم _ ،ومنه ما یخ ّ
ّ _ وه���و العلم
ّ لاّ
ونتصو ره بنفس���ه من معىن تع���اىل وال یوص���ف به إ هو _ وهو خالف ما میكننا أن نعرفه
ًّ ًّ
عددیا امتدادیا الهل سواء كان و«العام» هو املقسم هلما _ وهو ما یكون بخ الف ج
ّ العلم _
ً ً
ّ
والتصو ر. للتصور بنفسه ،أم كان بخ الف ذلك ،وكان خارجا عن حیطة البالغ ّ قابال
اص باملخلوق» یشتركان يف ّأن كلهیما أمران بالالق» مع «العلم خ
ال ّ اص خال ّ«العلم خ
ً ًّ بأن العلم خ
ال ّ واقعیان لیس���ا جبهل ،و یفترقان ّّ
امتدادیا قابال للز یادة اص باملخلوق یكون
الالق تعایل لیس كذلك. والنقصان والوجود والعدم ،والعلم املوصوف به خ
نقید ذلك بقولنا :هو عامل ال كعامل ،وقادر ال كقادر ،وموجود ال كموجود،جی���ب علینا أن ّ
وواح���د ال كواح���د و ،...بل إذا نفینا عنه ما یقابل هذه األوصاف بقولناّ :إنه تعاىل لیس
والسـر يف لزوم ذلك هو اإلشارة إیل كون وجوده وصفاته ّ جباهل وال عاجز وال معدوم و،...
ً ً
تعایل مبائنا ملا نعرف من ذلك يف خلقه من املفاهمی فضال عن املصادیق.
أیضا یقال ّإنه جیب إرجاع صفات اهلل تعایل إیل نف مقابالهتا ّ ً وهلذا ّ
فإن يف هذا ي السـر
ً
النف أیضا إشارة إىل تخ الف معىن العلم والقدرة والوجود و ...املنسوب إلیه اإلرجاع إىل ي
تعاىل مع املنسوب إیل خلقه.
لاّ
ومن هنا تعلم ّأن قولنا« :ز ید لیس جباهل» ال یفید إ فائدة قولنا« :ز ید عامل» وهلذا
نف مقابالهتا ،وذلك بخ الف مل یق���ل أحد بوجوب إرجاع إثب���ات صفات املخلوقات إىل ي
املوحد العارف أن یص���ف اهلل تعاىل بخ الف مافإنه حی���ث جیب عىل ّ قولن���ا «اهلل ع���امل» ّ
یصـرح للدال لة عىل هذا املعىن واإلش���ارة إلیه بوجوب إرجاع إثبات یوصف به خلقه قد ّ
ّ ّ ً
جیدا. نف مقابالهتا فتدبـر الصفات إىل ي
بأنه ما لیس جبهل، اص باهلل تعاىل ال یع���رف إلاّ ّال ّ وبعب���ارة أخ���ری ّإن العلم مبعناه خ
بالالق تعاىل یكون خالف ذاته ،وال اص خال ّتصو ر معىن العلم مبعناه خ حی���ث ّإن إمكان ّ
لاّ
س���بیل إىل إثب���ات علمه تعاىل إ من حیث كش���ف أحكام املخلوق���ات عن وجود علم
الالق تعاىل.التصور بالذات وهو علم خ ّ خارج عن إمكان
قال اهلل تبارك وتعاىل:
َ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ َ ُ َ َّ ُ ْ َ
(((
ق وهو الل ِطيف الخ ِبير>.
ن خل
<أ لا يعلم م
فإن نفس إحكام املصنوعات وأحكام املخلوقات ،هي الكاشفة عن وجود علم قدمی ّ
ّ
املتجز ية ،ال یعرف بذاته وال ّ
یتصو ر بكهنه، غی���ر حادث یخ الف علم املخلوقات املحدثة
وهو علم اهلل تبارك وتعایل.
ن خ ً
لوقا و یخ ّ وخاص ،خ
وال ّ ّ أیضاّ ،ً
باملخلوقی تص اص مفنه ما یكون م فعام ومعین القدرة
متجز ية ،قابلة للز یادة والنقصان والوجود والعدم امتدادیة ّ
ّ الت تكون_ وهو معین القدرة ي
تص بخ الق القدرة والقادر ین _ وهو ما یكون بخ الف ذلك ،وال س���بیل إىل _ ،ومن���ه م���ا یخ ّ
ّ لاّ
إثباته إ من حیث ّإن اهلل تعاىل خلق ما خلق ،وكشف هبا عن قدرته جلت عظمته _،
ًّ
امتدادیا أم مل یكن كذلك. والعام هو املقس���م هلما وهو ما یكون بخ الف العجز س���واء كان
ّ
املتعال متجزئ قابل للوجود والعدم _ فال ینسب إىل اهلل فإن ّكل ما یعرف بنفسه فهو ّ
_ ّ
ي
ّ
شء ،فهو لیس بصفة وال ي كل ع���ن صفات األ قدار واملحدثات .و ّإن اهلل تعاىل یخ ال���ف
موص���وف،ب���له���وذات،عل���م،ق���درة،حی���اة،ن���ور،مس���ع،بصـ���ر...،
الالق وصفاته: عینیة ذات خ قال بعضهم ف مسألة ّ
ي
«ومم���ا ّ
تق���دم یظهر فس���اد قول من ق ��الّ :إن معاني صفاته تعالى ترج ��ع إلى النفي ّ
رعای���ة لتنزیهه عن صفات خلقه ،فمعنى العلم والقدرة والحیاة هناك عدم الجهل
والعجز والموت وكذا في سائر الصفات العلیا ،وذلك الستلزامه نفي جمیع صفات
الكمال عنه تعالى».
(((
«وربما یظهر من بعضهم المیل إلى قول آخر ،وهو ّأن معنى إثبات الصفات نفي ما
ً
(((
یقابلها ،فمعنى إثبات الحیوة والعلم والقدرة مثال نفي الموت والجهل والعجز».
ّمث ّرد عیل ذلك بقوله:
ّ ّ
«إن الزمه فقدان الذات للكمال وهي ّفیاضة لكل كمال ،وهو محال».
(((
توضیح كالمه في ّ
الرد:
املنفي ن
ي عن اهلل تعاىل إن كانا يناقضان معىن العلم والقدرة فنفهيما الهل والعجز ّّإن ج
(الهل والعجز) يناقضاهنما تفرون عنه ،و إن مل يكونا جي�ل�ازم إثبات العلم والقدرة وهو ما ّ
ً
(العل���م والق���درة) فإن مل نفهم مهنما معىن أص�ل�ا فيلزم التعطي���ل ،و إن نفهم مهنما معىن
لاّ ّ
(نف
ي ن ولكن���ه غير ما نفهم من معنامه���ا املناقض للعلم والقدرة اللذي���ن نعرفهما فال يد
ً
اله���ل والعج���ز) عىل إثبات مقابلهما (العلم والقدرة) فيك���ون اهلل تعاىل خاليا عن العلم ج
خلوه عن المكال. والقدرة وهو معىن ّ
ّ
الفلس���فیة الباطلة القائلة ّ ً
رابعاّ :إن هذا ّ
الشء ال
ي معطي :بأن القاعدة عىل یبتن
ي الرد
ً
یكون فاقدا له.
خامسا :الواب بالنقض باعتراف صاحب ّ ً
الرد نفسه حیث یقول يف مقام آخر: ج
ً ّ
المفهومي بالنفي دائم ��ا ،واحتیاجنا إل ��ى هذا النفي «نح���ن نحاف���ظ على اإلط�ل�اق
ّ ّ
في مورد علة العالم أ كثر من س���ایر الموارد ...فإنه ال ّبد لنا لمحافظة اإلطالق من
النفي ،فنقول :اهلل موجود ال كهذه الموجودات ،ونقول :یكون هلل الوجود والعلم
والقدرة والحیاة ولكن ال من هذه الوجودات وال من هذه العلوم ،وال...
ً
وبالجمل���ة تكون صفات اهلل مطلق ��ات ویحافظ علیها بالنفي ،كما ّأن الذات أیضا
تكون كذلك».
(((
ً
و یقول أیضا:
«قد ّدل العقل والنقل ّأن ّكل صفة ّ
كمالیة فهي له تعالى وهو المفیض لها على غیره
من غیر مثال سابق فهو تعالى عالم قادر ّ
حي لكن ال كعلمنا وقدرتنا وحیاتنا بل بما
(((
مجردة عن النقائص». ّ
الكمالیة ّ یلیق بساحة قدسه من حقیقة هذه المعاني
ً
و یقول أیضا:
ّ ّ
«إن األس���ماء الحس���نى كلها له ...واألس ��ماء الحس ��نة منها ما هو أحسن ال شوب
نقص وقبح فیه كالغنى الذي ال فقر معه ...وهلل س ��بحانه األس ��ماء الحس ��نى وهي
ّ ّ
أئمة الدینّ :إن اهلل تعالى
یدل علیه قول ّ كل اسم هو أحسن األسماء في معناه كما
ّ
كاألعزة ،علیم ال كالعلماء وهكذا ،أي له غني ال كاالغنیاءّ ،
حي ال كاألحیاء ،عزیز ال ّ
ّ
(((
من كل كمال صـرفه ومحضه الذي ال یشوبه خالفه».
ً
أیض���ا ال ّ
مفر هلم ع���ن اال لتزام بوج���وب إرجاع صفات فت���رى ّأن أصحاب الفلس���فة
السلبية ،ولكنهّ م قد وقعوا بعد ذلك يف ضاللة أفحش وأدهش ّ املعان
ي الالق تعاىل إىل خ
ال ّ
ارجية وهي أنهّ م زعموا ّأن نتيجة الس���لوب املذكورة هو امتناع سلب األشیاء بأعیاهنا خ
ً ً ً عن ذات اهلل تعایل والقول بوحدة الوجود وكون خ
الالق تعایل ال متناهيا جامعا وشامال
ال ّ
ارجية. لوجود األجسام وغیرها بأعیاهنا خ
ً بی ذات خ
الال���ق وصفاته مع خلقه بأن یك���ون ّ ً
سادس���اّ :إن التفرق���ة ن
األول مطلقا غیر
ً ً ّ ً
مقیدا متناهی���ا یكون خطأ حمضا ،بل نتیجة هذه التفرقة هي أن ال یكون والثان
ي متن���اه،
ع�ی�� اآلخر ،حیث ّإنه ال ّ ً
تع���دد وال غیر ّیة بیهنم���ا ف���رق أصال ،و یل���زم أن یكون أحدمها ن
ن
بی الشء ومراتب وجوده (وذلك ً
بناء عىل تفس���یر أصحاب الفلس���فة من عقیدة وحدة ي
الوجود) أو حصصه (وذلك ً
بناء عىل تفسیر أصحاب العرفان مهنا) أو أجزائه (وذلك عىل
التعبیر الصحیح عیل مبناهم الذي یس���توحش من التصـر یح به الفلسفة والعرفان وذلك
لاّ
من جهة وضوح فساده وبطالنه) إ باالعتبار.
ًّ ّ
امتدادیا واحلق يف جهة الفرق هو كون الوجود والعلم والقدرة واحلیاة و ...يف املخلوق
ً متجز ًیا ،وف خّ
الالق متعالیا عن االمتداد والعدد. ي
وبعب���ارة أخ���رى ّإن املطل���ق عن���د أصح���اب الفلس���فة والعرف���ان ه���و يف الواقع نفس
الالق واملخلوق عندهم، بی خالوج���ودات والعلوم و ...بأمجعها ،ف�ل�ا تفرقة ف املصداق ن
ي
عی اآلخر بزعمهم ،فكیف یقولون: بل أحدمها ن
«له الوجود والعلم والقدرة و ...ال كهذه الوجودات ،وال كهذه العلوم وال»...؟!
ب���ل اهلل تع���اىل عندهم هو نفس هذه الوجودات والعل���وم و ...بأمجعها ،وذلك حیث
ّ همّ
الن�ف�� هو للمحافظة عیل إطالق وجود اهلل وصفاته ،وحنن
إنهّ���م تو وا أن االحتیاج إیل ي
ً ً ً قد ّبی ّنا بطالن االعتقاد بكون وجود خ
الالق تعایل مطلقا غیر متناه موضوعا وحمكا.
وبالمل���ة ّإن العق���ل والنقل ّ
یش���ددان اإلنكار عىل أن یكون وجود األش���یاء عىل حنو ج
ا
ّصاخلاو ّماعلا فصول 285
القول�ی��إلاّ م���نحی���ثاللف���ظ ّ
ن ً
واح���داوالاخت�ل�اف ن
فق���ط. ب�ی�� مفادمه���ا
الالق واملخلوق كما ینبغي، بی صفات خ فاإلشكال مّإنا نشأ من عدم ّ
التوجه إىل الفرق ن
«إن اهلل عامل» إىل معىنّ :
«أنه لیس وم���ن قی���اس أحدمها باآلخر ،حیث ّإن إرجاع قولناّ :
ّ جباه���ل» یك���ون للدال لة ع�ل�ى ّأن العلم املثبت له تعاىل هو العل���م مبعناه خ
ال ّ
اص به جل
بأنه« :ما لیس جبهل وهو مع التصور بنفسه ،وذلك ال یعرف إلاّ ّ ّ املتعال عن إمكان وعال
ي
املتجزئ احلادث ّ
املتغیر القابل للوجود والعدم» كما أوضحناه. ّ هذا خالف علم املخلوق
ال ّ قائال مع اال لتفات إىل معىن العل���م خ ً
اص به تعایل قال: وع�ل�ى هذا فإن فرضن���ا ّأن
اص ال ّ«إن اهلل تعاىل عامل ،أي لیس جباهل» ،وأراد ف قوله ذلك من العلم العلم مبعناه خ ّ
ي
وثبوتا ،ملا بق ن ً ً ً
بی قولیه فرق ي ذاتا تعایل له هلال
ج امتناع أیضا الهل نف جبه تعایل ،ومن ي
ً إلاّ ف اللفظ ّ
فقط ،بل یكون قوله« :أي لیس جباهل» حینئذ زائدا غیر حمتاج إلیه. ي
لاّ
ولیعل���م م���ع هذا ّأنه ال میكن الوص���ول إىل هذا الفرض وهذه املعرف���ة إ مبا ّبی ّناه من
ً
وجوب معرفة ذلك يف املخلوق وانتزاعها عنه ّأوالّ ،مث نس���بته إیل اهلل تعایل بعد س���لب
الع���ام ال میكن الوصول ّ والتجزي عنه إیل اهلل تع���ایلّ ،
ألن العلم مبعناه ّ ّ
املخلوقی���ة صف���ة
یتصو ر بنفس���ه وال یعرف إلاّ بع���د أن ّ
نتصو ر ما میكن ّ اص باهلل تعایل ال ال ّ إلی���ه ومبعن���اه خ
ً ّ ّ
االمتدادیة املخلوقة مصداقا املعان والصفات املخلوقة _ وهي نفس احلقایق ي تصوره من
ً
ّ
یتصو ر بنفس���ه وال ومفهوم���ا _ ّمث ننتق���ل مهنا إىل معىن من العلم والقدرة والوجود و ...ال
للتصور واملعرفة ،وهذا بیان ما قلناه ّ الهل والعجز والعدم القابل لاّ ّ
یع���رف إ بأن���ه خالف ج
نف مقابالته وال میكن الف���رار عن اال لتزام خ
م���ن وج���وب إرجاع صفات الالق تع���اىل إىل ي
بذلك بوجه من الوجوه.
الالق تعایل ّ
بأنه عامل ،قادر، وعىل ما ّقدمناه فیظهر ّأنه ال إش���كال ف نف���س وصف خ
ي
حي ،و ...إذا حافظنا عىل جهة التنز یه ُ
وع ِلم ّأن الصفات ال تنسب إلیه تعاىل مبفاهیمها ّ
االمتدادیة الت هي كیفیات ال غیرّ ،
فإنه تعاىل هو ذات ،علم ،قدرة ،حیاة ،نور، ّ اصةال ّخ
ي
ا
ّصاخلاو ّماعلا فصول 287
ً
هباء ،عظمة ،سلطنة ،مسع ،بصـر ،بال إشكال يف ذلك من جهة اإل قرار واإل ثبات أبدا.
الالق تعاىل غیر ف�ل�ا موق���ع ّ
لتوهم ورود اإلش���كال ف ما قلناه بلزوم التعطیل أو ك���ون خ
ي
بأنه ال میكن االحتفاظ عىل فاملهم هو العل���م ّ
ّ ع���امل أو غیر ق���ادر أو ...كما أوضحنا ذلك.
ّ لاّ الالق تعاىل عن سنخ وجود خ تنز یه خ
اللق وصفاته ،إ بأن نسلب عنه تعاىل كل مفهوم
الهل والعجز تصوره يف األجزاء من حقیقة معىن العلم والقدرة واحلیاة والوجود بل ج میكن ّ
ّ
واحلي ّ
حـ���ي مر ید ال كالعامل والقادر ونقر مع ذلك ّ
بأنه تعاىل عامل قادر وامل���وت والع���دم _ ّ
ً واملر ید من خلقه القابل للمعرفة بنفس���ه ،كما هو ّ
نص الكتاب والس���نة خالفا ملدرس���ة
ّ
وتصو ر الفلس���فة والعرفان والتفكیك القائلة بامتناع وصف اهلل تعایل ّ
بأیة عبارة و إش���ارة
بالتجرد وشهود ذات اهلل بوحدة ذات العارف واملعروف . ّ وتصدیق ،بل املعرفة عندهم
بی املفاهمی املحمولة عیل اهلل تعایل مع فظه���ر بذلك ّكله بطالن ّ
توهم عدم التفاوت ن
مشتركی معین واختالفهما ف املصداق ّ
فقط. ن خلقه ،وكوهنما
ي
ً ًّ
ن
إنس���انی أو ش���جر ین أو حجر جلیا ّأنه إذا محلنا معین الوحدة مثال عیل ّ
ألنه قد ّبی ّنا
مشتركا بیهنما واالختالف ف املصداق ّ ً
فقط، ي وش���جر وأمثال ذالك یكون املعین املحمول
ّأم���ا إذا محلن���ا معین الوح���دة بنفس هذا املعین _ وهو األج���زاء املجتمعة _ عیل اهلل تعایل
ً ً
یكون شـركا و إحلادا ،بل نفس املفهوم واملعین املحمول عیل اهلل تعایل یخ تلف مع املعین
املحمول عیل خلقه یّ
حت من حیث املفهوم وكذا مفهوم العلم والقدرة و...
لاّ
«احلمد هلل الذي أعجز األوهام أن تنال إ وجوده».
(((
«إن العق���ل یعرف الخ الق من جهة توجب علیه اإل قرار ،وال یعرفه مبا یوجب له
ّ
(((
اإلحاطة بصفته».
اإلمام الرضا؟ع؟ :
«واعل���م ّأن���ه ال یكون صف���ة لغیر موصوف ،وال اس���م لغیر مع�ن�ى ،وال ّ
حد لغیر
ّ ّ ّ
حم���دود ،والصف���ات واألمساء كله���ا تدل عىل المك���ال والوج���ود ،وال تدل عىل
تدل عىل احلدود الت هي التر بیع والتثلیث والتسدیسّ ، ّ
ألن اهلل ي اإلحاطة كما
ّ ّ
عز وجل تدرك معرفته بالصفات واألمساء وال تدرك بالتحدید بالطول والعرض
ّ
والقلة والكثرة واللون والوزن وما أشبه ذلك.
جل ّ ّ ّ
شء م���ن ذلك ح�ّتحىّ یعرفه خلق���ه مبعرفهتمي س وتق���د ب���اهلل حی���ل ولی���س
ّ ّ ّ
ال�ت�� ذكرنا ،ولكن یدل عىل اهلل عز وج���ل بصفاته ویدرك أنفس���هم بالضـرورة ي
ّ
ویس���تدل علیه خبلقه ىّ
حت ال حیت���اج يف ذلك الطالب املرتاد إىل رؤیة بأمسائه
عی واستماع أذن وملس كف وال إحاطة بقلب. ن
ّ ّ
فلو كانت صفاته جل ثناؤه ال تدل علیه وأمساؤه ال تدعو إلیه واملعلمة من الخ لق
ال تدرك���ه ملعناه ،كانت العبادة من الخ ل���ق ألمسائه وصفاته دون معناه ،فلو ال
ألن صفاته وأمسائه غیره».
((( ّأن ذلك كذلك لكان املعبود ّ
املوحد غیر اهلل تعاىل ّ
احلمل الذي حیمل عىل اهلل تعاىل يف قولنا« :اهلل موجود» والذي حیمل ّ . 4الوج���ود
ي
ً
عىل س���ائر األش���یاء كقولنا «اإلنس���ان موجود» (وه���و معىن اإل ثبات) .ال یكون مش���تركا
ً
أیضاّ ، ً ً ًّ
األول حیكي عن جم ّرد فإنه ف ّ
ي لفظیا ،كما ّأنه لیس مش���تركا معنو ّیا متام االش���تراك
الواقعیة والثبوت إىل ّ الثان یكون مدلوله نس���بة ّ
وف ي ونف البط�ل�ان ،ي الثب���وت والواقعیة ي
اص الالئق ال ّ املتجزئ القابل للمقابل ،وال میكن اال لتفات إىل املعین خ ّ ّ
االمتدادي الشء
ي
لاّ ً ّ
لشء أو نفیه عنه _ إ بأن هیدینا إیل ذلك ب���ه تع���اىل أو املعىن العام _ فضال عن إثباته ي
بی يف مبحث االنسداد. من ال تدركه األبصار وهو یدرك األبصار كما ّ ن
للش���یئیة والوجود واملوجود ومعىن اإل ثبات ،ال یس���تلزم ّ اصوال ّ بالعام خ ّ . 5التقس�ی�م
ّ ً ال ّ العینیة والذات خ ّ
العین
ي ارجیة مطلق���ا ،وعلیه مفن ناحیة الوجود االش���تراك يف احلقیقة
ً
تاماّ ، ً
الال���ق یباین وج���ود املخلوق تباینا ّ ارج���ي ال إش���كال ف ّأن خ خ
ف���إن املخلوق هو ي ّ ال
ّ املتجز ي���ةالقابل���ةللوج���ودوالع���دم ،خ االمتدادیة ّ ّ
والال���قبخ�ل�افذل���ك كل���ه. احلقیقة
ّ لاّ ّ
بتصو ر الذاتی���ة العلیا القابل���ة للحمل علی���ه إ . 6ال یع���رف اهلل تع���اىل يف صفات���ه
االمتدادیة املخلوقة،ّ اص باملخلوقات ،ومعرفهت���ا يف املصادیق ال ّ تل���ك املفاهمی مبعناها خ
العام ،أو مبعناها صوصیة و إثباهتا له بعنواهنا ّ ّ ّمث س���لب تلك املفاهمی عنه تعاىل بتلك خ
ال
ّ ً ّ ّ ال ّ
التصو ر خ���اص به جل وعال الدال عىل مطل���ق الوجود الذي یكون خارجا عن إمكان
ن
املتقابلی بالذات. والوصول إلیه به نفسه والوجود والعدم
القس���م األوّل :الروايات المش���يرة إلى ّأن اهلل تعالى شيء بحقيقة الش���يئيّ ة ،وله الشيئيّ ة
ّ
الخاص بالخلق: بالمعنى ّ
العام ال
همّ همّ
شء فتو وا اهلل غیره».
(((
«ما تو مت من ي
العامّ ،
واألول اص الالئق به تع���اىل أو العنوان ّ ال ّالتوهم باملعین خفالتوه���م الثان ه���و ّ
ّ
ي
اص باملخلوق فال تناقض. بالعنوان خ
ال ّ
ً ً
وبذلك یرتفع أیضا التناقض املتراىئ بدوا يف قوله؟ع؟ :
(((
شء خبالف األشیاء». «هو ي
والثان هو ّ
الع���ام، اص الالئ���ق به تعاىل أو عنوانه ال ّ األول ه���و الشء باملعین خ ف���إن ّ
ّ
ي ي
اص خ
باللق. ال ّ الشء بعنوانه خ
ي
ومن هنا تقول:
لاّ
(((
«یا من ال یعلم ما هو ،وال كیف هو ،وال أین هو ،وال حیث هو ،إ هو».
متفرعة عىل االمتداد وه���ي ملكة له ،فال باللق تك���ون ّ اص خ ال ّّإن اهلو ّی���ة باملع�ن�ى خ
ً ّ قال أبو عبد اهلل؟ع؟ :لو كان ذلك كما تقول((( لكان التوحید ّ
عنا مرتفعا ،ألنا
ألنه ال مناص من اإل قرار والتصديق اص الالئق به تعاىل ّ .1باملعىن العام لتلك العناو ين ،أو باملعىن خ
ال ّ
تصو ر تلك العناو ين بأنفسها يف وأما ّهبا من حيث وجود آثار العلم والقدرة ف فعله وخلقه تعاىلّ ،
ي ً
ّ
التصور واإلدراك واالمتداد. األجزاء فهي حمال ،لتبايهنا مطلقا مع من يدخل حتت
ّ يصح التعبير عنه ف جواب السؤال عنه «مبا هو؟» بغير ذلك وأشباهه ّ ّ
ألن وصف كل ذات بذاهتا ي .2ال
ً ّ
يستلزم كوهنا امتدادية مصنوعا.
عما لدى السائل من احنصار اهلو ّيات واحلقايق الثابتة عنده مبا هلا .3انظر إىل هذا التعبير كيف يكشف ّ
ّ
امتدادية. خاص وحقيقة مفهوم ّ
ً ً الارج ّ .4أي إن مل ميكن احلكم عىل شـيء بالوجود مبفهومه العام خ
عما يكون موهوما ومفهوما بعنوانه
اص باملخلوقات ،ولو من حيث دال لة أفعال ذلك الشـيء وآثاره عليه. خ
ال ّ
ا
ّصاخلاو ّماعلا فصول 293
ّ
البدهيي ّأنه ال ميكن احلكم عىل املجهول املطلق فكيف نكلف به؟!
ّ .1وغير مفهوم ولو بعنوانه العامّ ،
فإن من
ّ ّ
ألن كل مصنوع له صانع. .2وهو باطل
ً ً
.3واحلكم عىل الشـيء بعد ما فرض شيئا باملفهوم خ
ال ّ
اص وهو أيضا باطل.
يتفطن الس���ائل إىل أن إثبات الش���ـيء إذا كان من جهة دال لة آثاره عليه ،ال يس���تلزم .4فانظر كيف مل ّ
ّ
االمتدادي. اص تصوره باملفهوم خ
ال ّ ّ
ّ ال ّ ً
حت يلزم أن يكون مفهوما باملفهوم خ تصو ُرته بنفسه ىّ .5وما ّ
االمتدادي. اص
.6من حيث دال لة آثاره عليه.
ّ ّ ً
شيئا باملفهوم خ
الاص أو العام. .7سواء كان
294 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
((( بال ّ
كیفیة ال یس���تحقها غیره وال یشارك فهیا وال حیاط هبا وال یعلمها غیره».
النقیضی ف شءّ ،
ألن ن فإنه من الواضح ّأن ّ
توهم غیر املوهوم هاهنا لیس من اجتماع ّ
ي ي
اصباملخلوق: ال ّ الامع املقسمي،والثانهو خ اصالالئقبهتعاىلأو ّ ال ّاألول هواملعین خ
ّ
ي العام ج
ً « ...سألت أبا جعفر الثان؟ع؟ عن التوحید فقلتّ :
أتوهم شیئا؟ فقال :نعم، ي
خ
غی���ر معق���ول وال حم���دود .مفا وقع ومه���ك علیه م���ن يشء فه���و بالفه ،ال
((( (((
شء وال تدرك���ه األوه���ام ،كی���ف تدركه األوه���ام وهو خ�ل�اف ما یعقل یش�ب�هه ي
ّ مّ ّ
(((
شء غیر معقول وال حمدود». وخالف ما یتصور يف األوهام ،إنا یتوهم ي
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ّ
(((
«كل ما وقع يف الوهم فهو خبالفه».
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
ّ ّ
بالرب الذي ال مثل له ،أو تش�ّب�هّ وه م���ن خلقه ،أو تلقوا علیه متثلوا ّ «اتق���وا أن
ن
املخلوقی، األوهام ،أو تعملوا فیه الفكر وتضـر بوا له األمثال ،أو تنعتوه بنعوت
ً ّ
(((
فإن ملن فعل ذلك نارا».
ّ
القس���م الثاني :الروايات الدالة على ّأن اهلل تعالى موجود بالمعنى العامّ ،وموجود بالمعنى
ّ
الخاص الالئق به تعالى
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
ً
الكاف80 / 1 ،؛ التوحيد 244و.247
ي الواف326 / 1 ،؛ نقال عن
.1ي
خ ّ خ ّ
.2أي غير متوهم باملفهوم الاص باللق.
اص خ
باللق. ال ّ .3وهو الشـيء مبعناه خ
. 4حبار األنوار ،226 / 4 ،عن التوحيد.
. 5حبار األنوار .299 / 3 ،عن التوحيد.
ن
. 6حبار األنوار ،298 / 3 ،عن روضة الواعظي.
ا
ّصاخلاو ّماعلا فصول 295
وأمال الصدوق.
ي الكاف18 / 8 ،؛ حبار األنوار ،221 / 4 ،عن التوحید ي .1
الكاف ،88 / 1 ،حبار األنوار ،299 / 4 ،عن التوحید. ي .2
اص به تعاىل . العام أو خ
ال ّ .3باملعىن ّ
اص. .4باملعىن خ
ال ّ
.5الختصاص ما يعرف من معىن الكون مبا يخ ّص باملقادير املخلوقة.
ّ ّ . 6التوحي���د60 ،؛ حب���ار األنوار ،298 / 3 ،عن التوحیدّ .
و«التكو ن» هو قبول الوجود فإن «التحقق»
ّ
االمتدادية فال ينس���ب إىل اهلل تعاىل ،كما ّأن محل باللق ،و يكون ملكة لل���ذاتخ���اص خ
مبعن���اه ال ّ
لاّ الوجود عىل الش���ـيء مبعناه خ
ال ّ
اص باملخلوقات ال يكون إ إذا كان الش���ـيء يتس���اوی له الوجود
والعدم لذاته.
. 7حبار األنوار ،298 / 3 ،عن التوحید.
. 8حبار األنوار ،277 / 4 ،عن التوحید.
الكاف،117 / 1؛ حبار األنوار ،154 / 4 ،عن االحتجاج.ي .9
296 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
عما هو علیه ،ولك أن تسأل عنه بعد اإل قرار یتغیر ّ ّ
املتجزئ هو ما میكنه أن ّ الشء ّ
فإن ي
الشء ّ ّ
بوج���وده بأن���ه« :كیف هو؟» و«ما هي صفاته؟» و«ما هو مقداره وأجزاؤه؟» ،وأما ي
یصح الس���ؤال عنه بعد اإل ق���رار بوجوده ّ
بأن���ه« :ما هو؟» بخ�ل�اف االمت���داد والع���دد فال ّ
ً
و»كیف هو؟» و«ما هي صفته؟» ،فهو هو لیس شیئا غیر نفسه ،وال یكون له حال وصفة
عما علیه تغیره ّ
عما یكون علیه ،ولذا ال میكن فرض ّ والتحول ّ
ّ وكیفی���ة ح�ّت�ىّ میكنه ّ
التغیر ّ
ن
املتقابلی ،وال میكن فرض اص به بال���ذات ،فال یوصف بالوجود والعدم م���ن الوجود خ
ال ّ
ً
عدمه بالذات .مفن أوهن ما قیل هو ما یقال أحیانا:
إیاده املخلوقات؟» «ما هو املانع من أن یعدم خ
الالق بعد ج
ّ
الكفعمي671 ،؛ حبار األن���وار ،263 / 98 ،عن إقبال األعمال. . 1الصحیف���ة العلو ّی���ة210 ،؛ مصب���اح
للتصور ليس إلاّ لالمتداد املحدود القابل ّ
للتكو ن ّ اص خ
بالل���ق القابل وذل���ك ّأن الوجود مبعناه خ
ال ّ
ّ والتمثل ،واهلل تعاىل ّ ّ
منزه عن ذلك كله.
. 2حبار األنوار ،297 / 3 ،عن التوحید.
. 3حبار األنوار ،336 / 3 ،عن املحاسن.
ا
ّصاخلاو ّماعلا فصول 297
اص فإن ما میكن أن یفرض له العدم و یس���لب عنه الوجود ،هو املوجود بالوجود خ
ال ّ ّ
ّ ً
موجودا ف االمت���داد والصفات واألحوال ،خ
والالق ج���ل وعال یتعاىل عن ي ال���ذي یك���ون
ّ
ذلك كله بذاته.
وأما جواب الفلسفة والعرفان عن السؤال املذكور مبا قد یقالّ :
«إن اهلل هو نفس حقیقة ّ
الوجود ،وس���لب الوجود عن حقیقة الوجود حمال» ،فهو أوهن عن السؤال ،وفقد عرفت
موضوعا ف مواضع ّ ً
متكررة. ي بطالنه
اإلمام الباقر؟ع؟ :
ًّ
حیا بال كی���ف ،ومل یكن «إن ر ّ يب تب���ارك وتع���اىل كان ب�ل�ا كیف ،كان مل ی���زل ّ
ً
(((
له كان ،وال كان لكونه كیف ...وال ابتدع لكانه مكانا».
ً للتصو ر هو ما میكن ّّ املوجود بالوجود خ
ال ّ
تصوره جم ّردا عن الوجود والعدم، اص القابل
ً ً لاّ ً ّ
املتعال
ي واملوجود عدمه، بعد وموجودا حادثا إ یكون فال ذاته، عىل زائدا فیكون حتققه
ّ
عن ذلك یكون عىل خالف ذلك كله بالذات:
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
«كائن ال عن حدث ،موجود ال عن عدم».
(((
«ال یق���ال له كان بعد أن مل یكن فتجري علی���ه الصفات املحدثات وال یكون
(((
بیهنا وبینه فصل ،وال له علهیا فضل فیستوي الصانع واملصنوع».
ّ ّ
(((
«اللهم إنك كنت قبل األزمان ،وقبل الكون والكینونة والكائن».
اإلمام أبو جعفر؟ع؟ :
ًّ
حیا بال حیاة ...وال كون موصوف وال كیف حمدود».
(((
«مل یزل
اإلمام الصادق؟ع؟ :
(((
یتكون فتعرف كینونته بصنع غیره». «مل ّ
ّ ّ
وج���ل ّ ّ ّ ّ
مكو ن ع���ز وج���ل دامئ تعاىل ع���ن الكون والزوال ،ب���ل هو اهلل عز «و إن���ه
ّ
(((
الكائنات الذي كان بتكوینه كل كائن».
اص ب���ه ،أو مبعناه ّ
العام ف�ل�ا حیمل علیه تعاىل وال ینس���ب إلیه الوج���ود إلاّ مبعناه خ
ال ّ
اللذین حیكیان عن نف العدم وطرده ّ
فقط: ي
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
«كمال معرفته التصدیق به».
(((
«وجوده إثباته».
(((
لاّ ّ
(((
«احلمد هلل الذي أعجز األوهام أن تنال إ وجوده».
لاّ ً
(((
«مل جتعل للخلق طر یقا إىل معرفتك إ بالعجز عن معرفتك».
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ّ ّ
(((
«وحد املعرفة أن یعرف ...أنه قدمی مثبت موجود غیر فقید ...وال مبطل».
ّ ّ
عز وج���ل مثبت موجود ال « ...س���ئل أبو عبد اهلل؟ع؟ ع���ن التوحید فقال :هو
.1حبار األنوار ، 299 / 4 ،عن التوحید.
. 2حبار األنوار ،161 / 4 ،عن التوحید.
. 3التوحيد ،92 ،باب تفسير قل هو اهلل أحد إىل آخرها.
. 4هنج البالغه ،خ
الطبة.1،
. 5حبار األنوار ،253 / 4 ،عن االحتجاج.
. 6حبار األنوار ،221 / 4 ،عن التوحید.
. 7حبار األنوار ،150 / 94 ،عن العدد القو ّیة.
. 8حبار األنوار ،55 / 4 ،عن كفاية األ ثر.
ا
ّصاخلاو ّماعلا فصول 299
ّ
شء غیره تعاىل كذلك حیث ّإن نسبة الوجود إىل غیره تعاىل إخبار عن حتقق ولیس ي
ً
أجزاء وأبعاض ،و إثبات لذات يف امتداد وعدد ،قابلة للوجود والعدم فیكون زائدا علهیا.
ّ
وبالتوجه إىل هذا التقابل تعرف حقیقة معىن عدم ز یادة الوجود عىل الذات ،وتعرف
ً
ّ
یفس���ـرون معىن عدم بذل���ك أیضا خطأ أصحاب الفلس���فة والعرفان يف ذلك حیث إنهّ م
ّ
املاهیة عندهم كونه ّ
املاهیة ،ومعین سلب شء عىل ذاته ،بكونه مس���لوب ز یادة وجود ي
غیر حمدود وال متناه.
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
(((
«وكمال معرفته التصدیق به».
« ...أ جی���وز أن یق���ال هلل موج���ود؟ قال [اإلم���ام الباقر؟ع؟] :نع���م ،خترجه من
حد اإلبطال((( ّ احلدینّ ، ّ
وحد التشبیه ».
((( (((
القس���م الثال���ث :الرواي���ات المش���يرة إلى وج���وب إرجاع صف���ات الخالق تعال���ى إلى معان
يضاف إليها قيود سلبيّ ة
ّ لاّ ّّ ّ
ثبوت إ بإرجاع ذلك إىل س���لب مقابله،قد بینا أنه ال ینس���ب إىل اهلل تعاىل عنوان ي
«إن اهلل تعاىل عامل ،أي لیس جباهل» .أو بضمیمة سلب ذلك العنوان عنه تعاىل كقولناّ :
اص؛ كقولناّ :
«إن اهلل تعاىل عامل ال كعامل» و«هو موجود ال كاملوجودات». مبعناه خ
ال ّ
لاّ ّ
كل ذل���ك يف مق���ام املعرفة والتعر ی���ف ،و إ مفن حیث الواقع فهو تع���اىل ذات القدرة
ً ً
والعلم و ...ولیس بصفة وال موصوف ،فیكون هذا البحث يف ذلك املقام منتفیا موضوعا.
الالق تعاىل ترجع إىل س���لب املفاهمی بأن إثبات صف���ات خ ف�ل�ا حمیص عن اال لت���زام ّ
ألن ّكل ما میكن أن ّ
یتصو ر من املفاهمی بنفسها االمتدادیة املخصوص هبا اإلدراك عنه تعاىلّ ، ّ
ً ًّ ّ ً لاّ
شء مهنا. ي تعاىل إلیه ینس���ب فال والعدم، للوجود قابال ،ا عددی ���اامتدادی ال یك���ون إ
ب���ل یقع اال لتف���ات إىل تلك الصفات املخلوقة ّ
مقدمة إل ثباهت���ا للخالق تعاىل باملعین
فقط. العام ّ
اص الالئق به تعاىل أو بعنواهنا ّ خ
ال ّ
فاملوجب إلرجاع الصفات إىل الس���لب ه���و التنبیه عىل ّأن اهلل تعاىل لیس بصفة وال
وكل موصوف یشهد ّ ّ ّ ّ
بأنه غیر الصفة، فإن كل صفة تشهد بأنهّ ا غیر املوصوف، موصوف،
امتدادیة خملوقة ،بل هو تعاىل
ّ ّ
عددیة وتشهد الغیر ّیة باال قتران ،واال قتران آیة كون الذات
ّ
ذات ،علم ،قدرة ،نور ،حیاة ،عظمت آال ؤه ،وجلت كبـر یاؤه.
اإلمام أبو عبد اهلل؟ع؟ :
لاّ
«النع���وت نعوت الذات ال تليق إ باهلل تب���ارك وتعاىل .واهلل نور ال ظالم فيه،
وح���ي ال م���وت ل���ه ،وع���امل ال جهل في���ه ،وصمد ال مدخ���ل فيهّ .ربن���ا ّ
نوري ّ
((( ّ
صمدي الذات». حي الذات ،عامل الذات، الذاتّ ،
جل ّ ّ
وع���ز ّربنا والعلم ذاته وال معلوم ،والس���مع ذاته وال مس���موع، «مل ي���زل اهلل
والبصـر ذاته وال مبصـر ،والقدرة ذاته وال مقدور».
(((
. 1التوحيد.140 ،
. 2التوحيد.139 ،
ا
ّصاخلاو ّماعلا فصول 301
. 1التوحيد.79 ،
302 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
فنجیب :لیس املراد من وجوب اال لتزام بـرجوع إثبات الصفات إىل س���لب مفاهیمها
ّ
املتجزئ) اص (كالعلم املتجزئ) إل ثبات املقابل خ
ال ّ ّ املقابلة هلا هو سلب خ
ال ّ
اص (كالعلم
املتعال العام (كالعلم املتعال عن األجزاء) إل ثبات املقابل ّ
العام (كالعلم والقدرة أو سلب ّ
ي ي
حت یعود املحذور. عن األجزاء) ىّ
ّ ّ
شء ال كاألش���یاء» یكون كم���ا أن���ه إذا نق���ول« :إن اهلل تعاىل عامل ال كع���امل ،أو «هو ي
اص الالئق به تعاىل أو ّ
العام. ال ّاص إل ثبات املعین خ املراد هو سلب املعىن خ
ال ّ
ن
النقیضی ،بل یكون املراد هو التحذیر عن التشبیه وبیان لتوهم لزوم اجتماعفال مال ّ
ج
لاّ
اال لتف���ات إىل ّأن اهلل تع���اىل ال یوصف بالصفات إ مبعناها خ
ال ّ
اص الالئق به تعاىل أو
ً لقیة إلاّ ف نف مقابالهتا ّ العام الذي ال یش���ترك مع الصفات خ
ال ّ ّ
فقط فال إش���كال مطلقا. ي ي
ً
توضیح اإلشكالّ :إنه إذا فررنا من نسبة العلم مثال إیل اهلل تعاىل وقلنا بـرجوع ذلك إىل
الهل املقابل للعلم عنه تعاىل ،فلقائل أن یقول :ما هو الفرق ن
بی إثبات العلم له تعاىل سلب ج
بال واسطة ،ن
وبی إثبات العلم له تعاىل من جهة مقابلته للجهل؟ فهذا ّكر عیل ما ّفر منه.
الوابّ :إن معىن العلم الذي نثبته له تعاىل من حیث تقابله للجهل هو غیر وتوضیح ج
فإن ما یسلب عنه تعاىل و میكن العلم الذي یسلب عنه أو میكن أن ینسب إلیه بال واسطةّ ،
ً
یتصو ر من معىن العلم ّأوال وبالذات وهو
أن ینس���ب إىل شء بال واس���طة هو ما میكن أن ّ
ي
الهل عنه.وأما ما یثبت له تعاىل بواسطة سلب ج ّ
املتجزئ القابل للز یادة والنقصانّ ، العلم
ّ
والتوهم ،وال یعرف ّ
للتصور فه���و حقیق���ة العلم الذي یكون بخ الف االمتداد وغیر قابل
ّ لاّ لاّ ّ
املتج���زئ إ يف ّأن كلهیما مقابالن الهل ،وال یش���ترك ذلك م���ع العلم
إ بأن���ه خ�ل�اف ج
لاّ
للجهل ،و إ فال إش���كال يف نس���بة العلم إلیه تعاىل مع املحافظة عىل ّأن تلك احلقیقة
لكنه ال متكن املحافظة عىل والتصورّ ،
ّ املنس���وبة إلیه تعاىل متعالیة عن االمتداد والعدد
لاّ
ذلك إ بإرجاع الصفات إىل سلب ما یقابلها بأن نقول« :هو عامل أي لیس جباهل» ،أو
ّ
نقول« :هو عامل بخ الف كل عامل ،فهو عامل ال كعامل وقادر ال كقادر».
ا
ّصاخلاو ّماعلا فصول 303
وظهر مبا أوضحناه ّأنه ال وجه ملا یقال (كما ف قول الفالسفة) من ّ
«أن الوجود الذي ي
ننسبه إىل اهلل تعاىل و إىل غیره إن مل یكن مبعىن واحد فهیما للزم أن یكون الوجود املحكوم
ً ً ًّ
لفظیا ،ولرجع املع�ن�ى إذا إىل ّأن اهلل لیس مبوجود ب���ه عىل اهلل تعاىل وعىل غیره مش���تركا
ألنه ال یعقل الواسطة ن ً
واقعا ّ ً ً
بی الوجود والعدم»، واقعا إذا كان ذلك مبعىن كونه موجودا
ّ
وخاصه _ یش���تركان معىن يف ّأن بأن احلكم بالوجود _ ّ
عامه فإن هذا اإلش���كال مردود ّ
ّ
كلهیم���ا یدلاّ ن عىل نف العدم والبطالن املس���تلزم إل ثبات الوج���ود مبعناه ّ
العام ،كما أنهّ ما ي
ّ ً خ بأن ال ّیفترق���ان ّ
خ���اص باللق مالزم لالمتداد والعدد وال میكن فرض موضوعه جمردا عن
العام یكونان عىل خالف ذلك. اص الالئق به تعاىل أو ّ الوجود والعدم ،واملعین خ
ال ّ
فبیهنم���ا اش���تراك يف املعىن من ناحیة وافت���راق من ناحیة أخرى ،ف�ل�ا یلزم أن یكون
العی ومها متبائنان بتمام لفظی ًا كاشتراك الباصـرة والذهب ف التسمیة بلفظة ناالش���تراك ّ
ي
ً
املعىن ،كما ّأنه ال یلزم أن یكون االشتراك بیهنما معنو ّیا عىل حنو یكون املعىن يف كلهیما
ً
واحدا بتمام خصوصیاته.
ّ
االمتدادي القاب���ل للرفع الزائد املن�ف�� عن���ه تعاىل ه���و التصدیق بالوجود ال ّ
خ���اص يّ ّإن
وأما إثبات الوجود له بعنوانه خ
ال ّ تصور الشء بنفسهّ ،
املتوقف عىل ّ ّ
اص به ي عىل الذات
فیصح احلكم به عىل اهلل تعاىلّ تعاىل أو بعنوانه ّ
العام املناقض للعدم والبطالن بالذات
بال إشكال.
ب�ی�� الوجود والعدم أمر صحیح ال غب���ار علیه ّ
ولكنه أمر غیر وامتناع وجود الواس���طة ن
ّ
املتصو ر فال تغفل. ّ
االمتدادي اص بی العدم والوجود خ
ال ّ امتناع الواسطة ن
األسماء له تعالى حقیقة وعلى نحو األصالة ولغیره تعالى بالتبع ...ومن الدلیل على
ّ
المعنوي ف���ي ما یطلق علیه تعالى وعلى غیره من األس ��ماء واألوصاف ما االش���تراك
304 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
فكذلك ال تكون أمساؤه تعاىل مع خلقه مشتركة معنو ّیة متام االشتراك.
غض النظر عن ّأن عىل مش���ـرب أصحاب الفلس���فة والعرفان حیث ّإن وهذا ّكله مع ّ
ًّ ً ً الالق ّیتحد مع خ خ
لفظیا اللق مصداقا وعینا فال یبىق هلم جمال للبحث عن كون االشتراك
ً
أو معنو ّیا.
یكف لصحة اس���تعمال صیغة أفعل التفضیل يف املوارد املذكورة االش���تراك يف دال لة و ي
ّ
متصورا يف املعان دون االش���تراك يف س���نخها وك���ون مفهومهما األ لفاظ عىل جم ّرد ثبوت
ي
ّ ً ًّ ّ ً االمت���داد واألجزاء والعدد وك���ون مصداقها ف خ
متجز یا عددیا امتدادی���ا الالق واملخلوق ي
ً
قابال للز یادة والنقصان واال ّتصاف بالتناهي وعدم التناهی:
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
ّ
(((
«وهو ...أبعد من الشبه من كل بعيد».
«كنت عند أب جعفر الثان؟ع؟ :فس���أله رجل فقال :أخبـر ن عن ّ
الرب تبارك ي ي ي
وتعاىل أله أمساء وصفات يف كتابه؟ وهل أمساؤه وصفاته هي هو؟
ّ
وجهی؛ إن كنت تق���ول هي هو ،أنهن ...فق���ال أب���و جعفر؟ع؟ ّ :إن هل���ذا الكالم
ذو ع���دد وكث���رة فتع���اىل اهلل ع���ن ذل���ك .واملذكور بالذك���ر هو اهلل الق���دمی الذي
ّ
واملعن هبا ه���و اهلل ال���ذي ال یلیق به
ي مل ی���زل ،واألمس���اء والصف���ات خملوق���ات
مّ
ّ
املتجز ئ ،وال یق���ال له قلیل االخت�ل�اف وال اال ئت�ل�اف ،و إنا خیتلف ویأتل���ف
ّ
متج���ز ئ واهلل واحد ال وال كثی���ر ّ
ولكن���ه الق���دمی ف ذات���ه ّ
ألن ما س���وى الواحد ي
ّ متج���ز ئ أو ّ
ّ ّ ّ متج���ز ئ وال ّ
ّ
متوه���م بالقلة والكثرة متوهم بالقل���ة والكثرة ،وكل
ن
حسي ،تفسير امليزان.358 / 8 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .1
ي
. 2التوحيد.79 ،
ا
ّصاخلاو ّماعلا فصول 305
ّ
فهو خملوق دال عىل خالق له.
ّ ّ َّ َ َ ٌ
فقول���ك< :إن اهلل ق ِدیر> ،خبـ���رت أنه ال یعجزه ي
شء فنفی���ت بالكلمة العجز
مّ
الهل وجعلت وجعلت العجز س���واه وكذلك قولك :عامل ،إنا نفی���ت بالكلمة ج
الهل سواه».
(((
ج
ّ ً
«فق���ال الرجل :فكی���ف ّمسینا ّربنا مسیع���ا؟ فقال :ألنه ال یخ�ف�ى علیه ما یدرك
ً ّ
باألمس���اع ومل نصفه بالس���مع املعق���ول يف الرأس (((.وكذلك ّمسین���اه بصیرا ألنه
ال یخ�ف�ى علی���ه ما ی���درك باألبصار من لون أو ش���خص أو غیر ذل���ك ومل نصفه
ببصـر طرفة ن
العی.
ّ ً وكذلك ّ
الكیفیة للمخلوق بالشء اللطیف ...بال كیف إذ ي لعلمه لطیفا یناهمس
ًّ
املكی���ف ،وكذلك ّمسینا ّربنا قویا بال ق���وة البطش املعروف من ا لق ...وربنا
ّ لخ ّ ّ
ض���د وال ّ
ن���د وال ّ تب���ارك وتع���اىل ال ش���به له وال ّ
كیفی���ة وال هنای���ة وال تصاریف،
جل ّ ّ
وعز عن أداة خلقه ومسات بـر ّیته وتعاىل حم���رم عىل القلوب أن حتتمله... ّ
ً ًّ
(((
علوا كبیرا». عن ذلك
ّ ّ لاّ
املتصو رة عنه مفعرفة حقیقة التوحید ال حتصل إ بسلب كل املعاىن واملفاهمی املدركة
تعاىل:
لكن���ك قلت :األحد الصم���د ،وقلت :ال « ...قل���ت :أج���ل ،جعل�ن�� اهلل فداك ّ
ي
ّ ً
الوحدانیة؟! یشبه شیئا ،واهلل واحد واإلنسان واحد ألیس قد تشاهبت
ق���ال؟ع؟ :ی���ا فتح ،أحلت ّثبتك اهلل ،مّإنا التش���بیه ف املع���اىنّ ،
وأما يف األمساء ي
الهل س���واه! ومل يقل «بل جعلت
.1وما ألطف تعبيره؟ع؟ بقوله :بل جعلت العجز س���واه ...وجعلت ج
ّ تقدس���ه ّ ّ
لعله تنبيه عىل ّ
وتنزهه تعاىل عن الوج���دان والفقدان واال تصاف بالصفات العجز لس���واه»
ً
مطلقا.
ً ًّ لاّ ً ّ .2
امتداديا زائدا. ألن املعقول بذاته مطلقا ال يكون إ
الكاف،117 / 1؛ حبار األنوار ،154/4 ،عن االحتجاج. ي .3
306 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ و إن ّكنا مل ّ
تكتف لالعتبار مبا ألقینا إلیك واهلل عوننا وعونك
ي فقد هاكل هانسم
يف إرشادنا وتوفیقنا».
(((
(((
شء ،سبحان من هو هكذا وال هكذا غیره». خارج من ي
<و ُه َو ُ
اهلل في َّ ّ ّ
ات الس َ���م َو ِ ِ
وج���ل َ « ...س���ألت أب���ا عبد اهلل؟ع؟ ع���ن قول اهلل عز
ّ َ
رض> قال :كذلك ه���و يف كل مكان ،قلت :بذات���ه؟! قال :وحیك ّإن َوفِ���ي ال���أ ِ
األما ك���ن أق���دار ،ف���إذا قل���ت يف م���كان بذاته لزم���ك أن تق���ول يف أق���دار وغیر
(((
ذلك».
ّ ّ
عز وجل يف مكان؟ حممد؟امهع؟ :هل جیوز أن نقولّ :إن اهلل
« ...قلت جلعفر بن ّ
فقال :سبحان اهلل وتعاىل عن ذلك».
(((
«مل أ ك���ن بال���ذي أعبد ّرب���ا مل أره ...مل تره العيون مبش���اهدة األبصار ولكن رأته
(((
القلوب حبقائق اإلميان».
« ...حضـرت أبا جعفر؟ع؟ فدخل عليه رجل من الخ وارج فقال له :يا أبا جعفر
شء تعبد؟ قال :اهلل .قال :رأيته قال مل تره العيون مبش���اهدة العيان ولكن ّ
أي ي
(((
رأته القلوب حبقائق اإلميان».
«إن ر ّ يب ال یوص���ف بالبع���د ...لطی���ف اللطافة ال یوص���ف باللطف ،عظمی ّ
الاللة
العظم���ة ال یوصف بالعظم ،كبیر الكبـر یاء ال یوصف بالكبـر ،جلیل ج
ال یوص���ف بالغل���ظ ،رؤوف الرمحة ال یوص���ف ّ
بالرقة ...هو يف األش���یاء عىل
كشء يف
غی���ر ممازج���ة ،خارج مهنا ع�ل�ى غیر مباین���ة ...داخل يف األش���یاء ال ي
(((
شء خارج».
كشء من ي
شء داخل ،وخارج مهنا ال ي
ي
ً
الكاف.85 / 1 ،
ي الواف ،340 / 1 ،نقال عن
.1ي
. 2حبار األنوار323 / 3 ،؛ عن التوحيد.
. 3حبار األنوار ،327 / 3 ،عن التوحید.
.4االختصاص.236 ،
. 5التوحيد.108 ،
. 6حبار األنوار ،17 / 4 ،عن التوحید.
312 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
«هو يف األش���یاء كلها غیر متمازج هبا وال بائن عهنا ،ظاهر ال بتأویل املباشـرة،
ّ
(((
متجل ال باسهتالل رؤیة ،بائن ال مبسافة ،قر یب ال مبداناة».
«مل حیلل يف األش���یاء فیقال :هو فهیا كائن ،ومل ینأ عهنا فیقال :هو عهنا بائن،
ومل یخ���ل مهنا فیقال أین ،ومل یق���رب مهنا باال لتزاق ،ومل یبعد عهنا باالفتراق،
كیفیة وهو أقرب إلینا من حبل الور ید وأبعد من الشبه بل هو ف األشیاء((( .بال ّ
ي
ّ
(((
من كل بعید».
سید الشهداء؟ع؟ :اإلمام ّ
ّ ّ ّ
(((
ومیئه من غیر تنقل». «علوه من غیر توقل ،ج
«هو يف األشیاء كائن ال كینونة حمظور هبا علیه ((( ومن األشیاء بائن ال بینونة
(((
غائب عهنا».
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ّ ّ
شء».
(((
«فاهلل تبارك وتعاىل داخل يف كل مكان وخارج من كل ي
ّ
«إن اهلل تبارك وتعاىل ال یوصف بزمان وال مكان وال حركة وال انتقال وال سكون،
ّ
ّ
املتجزئ وغیرها ّمما ال حییص من النصوص والعبارات ،وقلنا ّإن يّ
املنف يف ذلك كله هو املعین
اص باهلل تعایل فال تناقض.ال ّالتجزي خ
اص باملخلوق ،واملثبت هو املعین املتعال عن ّ خ
ال ّ
ي
قال الصدوق ّقدس سـره:
بكل صف���ة عنها ّّ ّ
ضدها، إذا وصفن���ا اهلل تب���ارك وتعالى بصفات ال ��ذات فإنما ننفي
ّ فمت���ى قلن���اّ :إنه ّ
حي ،نفینا عنه ّ
ضد الحیاة وهو الم ��وت ،ومتى قلنا :إنه علیم ،نفینا
ضد العلم وهو الجهل ...،ومتى قلنا :قادر ،نفینا عنه العجز ،ولو لم نفعل ذلك عنه ّ
ً
بصیراّ ... ً ً ًّ
فلما حیا علیما س ��میعا أثبتن���ا معه أش���یاء لم تزل معه ،ومتى قلنا :ل ��م یزل
ضدها أثبتناجعلن���ا معنى ّكل صفة من ه���ذه الصفات التي هي صفات ذاته نف���ي ّ
ً
ّأن اهلل لم یزل واحدا ال ش���يء معه .ولیست اإلرادة والمشيئة والرضا والغضب وما
ّ
یشبه ذلك من صفات األفعال بمثابة صفات الذات ألنه ال یجوز أن یقال :لم یزل
ً ً ً ً
(((
مریدا شائیا كما یجوز أن یقال :لم یزل قادرا عالما.
ّ
الحق ّ ّ
بأن: وهذا الفصل یحقق
ً ّ
▪اهلل جل وعال متعال عن الصفات مطلقا،
افصلا عم یلاعت هللا ةبسن 317
ّ
جل وع�ل�ا أهي ن صف���ات خ
عی ذات���ه أم زائدة علهی���ا أم ال ذاك ال ذا؟! هاهنا الال���ق
نظر یات:
ّ . 1إن اهلل تعاىل ّمتصف بصفات زائدة عىل ذاته،
صفاتا _ هي من باب الصفة واملوصوف _ وهي ن ً
عی ذاته املتعالیة، ّ . 2إن هلل تعاىل
یتی كلتهیما احل���ق ّأن النظر ن ولكن ّ مدرس���ة الفلس���فة ّتدعي ّ
صح���ة النظر ّیة الثانی���ةّ ،
لاّ فإن البحث عن ز یادة الصفات عىل الذات أو ّ باطلتانّ ،
عینیهتا معها ال یستقمی إ بعد
لاّ ف���رض كون ال���ذات قابلة ّ
لالتصاف بالصفات ،وذلك ال میك���ن إ بعد فرض أن یكون
ّ ّ ً
وموصوفا ،وذلك ّ
الشء ي فرضنا إذا و ة، عددی ة امتدادی الذات كون عىل ع متفر هناك صفة
ّ ً ً ً ًّ
عینیة ذاته مع الصفات حماال ثبوتا ،لشهادة كل صفة أنهّ ا عددیا ،فیكون فرض ّ ّ امتدادیا
ً ّ
مجیعا باال قتران ّ
املتفرع غیر املوصوف ،وش���هادة كل موصوف ّأنه غیر الصفة ،وشهادهتما
املتعال عن االمتداد واملبائن امتدادیة الشء املس���تلزم حلدوثه ،فال یكون خ
الالق ّ عىل
ي ي
للعدد بصفة وال موصوف.
ّ
عددیة ّ
امتدادیة یتفرع عىل كون الذات وكما ّأن احلكم بز یادة الصفات عىل الذاتّ ،
ً أیضا ًّ ّ ّ
متفرع عىل فرض أن یكون هناك صفة وموصوفا، بالعینیة متجزئة ،فكذلك احلكم
ّ
البدهییات. عینیة الذات والصفة من وحینئذ فامتناع ّ
318 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
(((
«ال توصف بصفات ،وال تنعت بنعت وال بوصف».
«ال یقال له‘‘ :كان بعد أن مل یكن’’ فتجري علیه الصفات املحدثات».
(((
كذل���ك ،ب���ل صفاته ج���ل س���لطانه ‘‘صفات إق ��رار’’ ال ‘‘صف ��ات إحاط ��ة’’ وانتزاع.
و إلى هذا أش���ار؟ع؟ بقول���ه :ونظام توحید اهلل نفي الصفات عن ��ه .أي الذي ینتظم
ًّ ّ ً ّ
حقیقیا ،هو نفي الصفات عنه، موحدا الحقیقي ویصیر به العارف باهلل ب���ه التوحید
بمعنى إرجاع جمیع صفاته الحسنى إلى سلب نقائصها ونفي متقابالتها ال ّأن هاهنا
ّ ّ ً
ذاتا وصفة قائمة بها أو بذواتها أو أنها عین الذات ...لشهادة العقول ّأن كل صفة
وموصوف مخلوق.
ه���ذا إبطال للق���ول بالصف���ات ّ
العینیة والزائ ��دة العارض ��ة ،أي العق ��ل الصـریح غیر
بمخلوقیة الصفة والموصوف سواء كانت الصفة ّ المشوب بالشبه والشكوك یحكم
ّ
عینیة أو زائدة قائمة بذاته تعالى».
ً
ّمث یقول بعد توضیح البـرهان عىل بطالن القول بالصفات عینا وز یادة:
ّ «هذا ّكله مع قطع النظر عن استحالة ّ
العینیة وامتناع اتحاد الذات والصفة .إذ الذات
ه���و المحتاج إلیه المس���تغني بذاته ،والصفة هي المحت ��اج المفتقر إلى الموصوف.
ً ّ ومن ّ
البین امتناع اتحادهما للزوم كون المحتاج محتاجا إلیه وبالعكس ،المستلزم
الحتیاج الشيء إلى نفسه».
(((
حممد بن ّ
حممد ،شـرح توحيد الصدوق.119 _ 115 / 1 ، القم ّيّ ،
. 1القاضـي ،سعيد ّ
.2الفاضل املقداد ،اللوامع ّ
اإلهلية.79 ،
322 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ً
داخال فیه ّ ً ّ خ
فإن شء خارجا عنه أو الرابعة :إن الالق تبارك وتعاىل ال یوصف بكون ي
ّ
االمتدادیة. شء ملكة للذات خ خ
الروج وعدم الروج عن ي
الشء عن االمتداد واألجزاء والوجدان والفقداني الخ امسة :التنز یة من العدد ،هو تنز یه
ً ّ ً ً ّ ّ ّ
ومتحدا مع الشء المتناهیا صـرفا
والالحمدودیة ،فال یصح تفس���یرها بكون ي واملحدودیة
ً
األشیاء بأعیاهنا واجدا لذواهتا وكماالهتا.
ّ ّ
السادس���ة :إذا كانت هناك ذات وصفات ،ف�ل�ازم عدم تناهي كل مهنا هو غیر ّية كل
ّ ّ
الزء اآلخ���ر ،بل التناق���ض وحتدید كل مهنا ألخهت���ا ،ال احلكم
ج���زء م���ن كل صف���ة مع ج
ً
وعینیهتا مع الذات كما ّتدعي الفلسفة ذلك. ّ ّ
بعینیهتا مجیعا
جاء يف «تفسیر املیزان»:
أي كثرة تمایز ال فيالقرآني ...یثبت من الوحدة ما ال یستقیم معه فرض ّّ «التعلیم
ّ
ال���ذات وال ف���ي الصفات ،وكل ما فرض من ش ��يء في هذا الب ��اب كان عین اآلخر
ّ لع���دم ّ
(((
الحد ،فذاته تعالى عین صفاته ،وكل صفة مفروضة ل ��ه عی ��ن األخ ��رى».
ً
�ارة یبطل التفرقة _ ّ ً ّ
أي تفرق ��ة مفروضة _ بین «إن ك���ون ذات���ه المتعالیة واحدة قه �
ال���ذات والصفات ،فالذات عین الصف ��ات والصفات بعضها عین بعض فمن عبد
الذات عبد الذات والصفات ،ومن عبد علمه فقد عبد ذاته ،ومن عبد علمه ولم
یعبد ذاته فلم یعبد ال علمه وال ذاته وعلى هذا القیاس»»
(((
ّ
«إن الكم���االت التي هي صفات الوجود كالعلم والقدرة والحیوة والس ��مع والبصـر
عد في اآلیات السابقة أومما ّ
والوحدة والخلق والملك والغنى والحمد والخبـرة _ ّ
لم ّ
یعد _ صفات قائمة به تعالى على حس ��ب ما یلیق بس ��احة كبـریائه ّ
وعز قدسه،
ّ ّ
(((
وجودیة والوجود قائم به تعالى». ألنها صفات
و نقول:
الال���ق تعایل ال یوصفبأن خ الواقع���ي تقول ّ
ّ ّ
اإلهل���ي والبـرهان ّ .1إن مدرس���ة الوح���ي
ً
مطلق���ا ،وتقول ّإن امتن���اع ّ
التعدد والتمایز يف ال���ذات املتعالیة یكون من جهة بالصف���ات
ّ ً ّ
منزها عن االمت���داد و إمكان اال ّتصاف بالتناهي وع���دم التناهي ،ال من كون���ه ج���ل وعال
ً
حیث كونه ال متناهیا وغیر حمدود.
ّ .2إن الزم كون الذات والصفات ال متناهیة غیرحمدوده _ كما تفرضه الفلسفة والعرفان
عی األخرى،عینیهتا وكون ّكل مهنا ن_ ه���و تعارض الوجودات الالمتناهیة ف الوجود ال ّ
ي
خ ً ً ّ
الت تكون أمرا موهوما من ضیق الناق ي الصـرف الوجود حقیقة إىل ذلك كل و إرجاعهم
لاّ وألج���ل الوصول إىل النتیجة الت ّ
عینوها من قبل و إ فتعارض الوجودات الالمتناهیة ي
ً
مفما ال یعتر یه ر یب. مصداقا مع الفرض املذكور ّ وامتناع كوهنا ّمتحدة
لاّ ّ ّ .3إن كم���ال التوحی���د هو نف الصفات عن خ
الال���ق جل وعال ،و إ مفع فرض وجود ي
ً ً ّ ّ
الذات والصفة وقیام الصفات الوجودیة به تعاىل فعینیهتما تكون حماال ثبوتا ،وعلیه مفن
ً
عبد الذات والصفات فقد أشـرك باهلل ومن عبد الصفات فلم یعبد شیئا.
املحدودی���ة يف الوجود خطأ واضح ،مفا تقوله الفلس���فة منّ .4تفس���یر القهار ّی���ة بعدم
ّ
املحدودیة وعدم واللق هو القهار ّیة واملقهور ّی���ة مبعىنالال���ق خ بی صفات خ ّأن الف���ارق ن
ً ً ً الالق خ املحدودیة حبیث یصبح بالنتیجه كون خ ّ
واللق واحدا ذاتا وصفة ال ینس���ب إىل
ً ً ّ لاّ ّ
البـرهانیة إ جورا واعتسافا. القرآنیة التعالمی
ن
حسي ،تفسير امليزان.236 / 16 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .1
ي
324 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
هل أسماء اهلل تعالى وأوصافه
ّ
توقیفیة أم ال؟!
326 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
أی���ن األعم���ى عن رؤ ی���ة أل���وان الطواو یس؟! وأین األح���ول عن رؤ ی���ة الواحد بعینه
ً یّ ىّ
احلوالء؟! وأن للعقل إدراك ما ال یدرك مطلقا ،وأن له الوصول إیل املعرفة الالئقة باهلل
ً ّ تعایل ىّ
التوقیفیة شـرعا؟!: حت یبحث عن جواز الوصف أو التسمیة أو
رسول اهلل؟ص؟:
((( ّ
احلواس أن تدركه؟»! «وكیف یوصف الذي تعجز
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
ن
املتوهمّی».
((( «وفات ّ
لعلوه عىل األشیاء مواقع رجم
اإلمام الصادق؟ع؟ :
شء من الصفة ،فقال فرفع یدیه إىل السماء « ...سألت أبا عبد اهلل؟ع؟ عن ي
(((
تی». ال ّبارّ ،إنه من تعاطى ما ّمث هلك ،یقوهلا ّ
مر ن ّ
مث قال :تعاىل اهلل ج
ومل خیتل���ف فیه؟ قیل هل���م :لقصـر األوهام ع���ن مدى عظمته
«...ف���إن قال���وا َ
ّ
وتعدهی���ا أقدارها يف طلب معرفته ،وأنهّ ا تروم اإلحاطة به وهي تعجز عن ذلك
الت یقع علهیا البصـر ویدركها احلس،
وما دونه ...و إذا كانت هذه الش���مس ي
ق���د عجزت العقول ع���ن الوقوف ع�ل�ى حقیقهتا فكیف ما لط���ف عن ّ
احلس
واستتر عن الوهم؟!»
(((
ن
تعیی كنه وجود ومن هنا ترى الذین ّادعوا معرفة حقیقة الذات ّ
اإلهلیة والوصول إىل
ً لاّ خ
الال���ق وصفات���ه ال یعرفونه وال یصفونه إ مبا یكون كماال عندهم وضاللة وجهالة عند
غیرهم من أهل املعرفة والمكال:
اإلمام الصادق؟ع؟ :
عما یصفه الواصفون املش�ّبشهّ ون اهلل تبارك وتعاىل خبلقه ،املفترون
«تعاىل اهلل ّ
عىل اهلل».
(((
لاّ ّ
فإن س���بیل العقالء يف هذا املضمار لیس إ سبیل النملة يف طلب معرفة خالقه من
تلقاء نفسه:
ّ ّ
میزمت���وه بأوهامك���م يف أدق معانی���ه خملوق مصنوع مثلك���م ،مردود«كل م���ا ّ
ولعل النمل الصغار ّ ّ
ن
زبانیتی. تتوهم ّأن هلل تعاىل إلیكم،
ف���إن ذلك كماهلا ّ
وتتوه���م ّأن عدمها نقصان ملن ال ّیتصف هبما ،وهكذا حال ّ
العقالء يف ما یصفون اهلل تعاىل به».
(((
رسول اهلل؟ص؟:
لاّ
«إن الخ ال���ق ال یوصف إ مبا وصف به نفس���ه ،وكیف یوص���ف الخ الق الذي ّ
احل���واس أن تدركه واألوه���ام أن تناله والخ طرات أن ّ
ّ
حت���ده واألبصار عن تعج���ز
ّ
ج���ل ّ
عما یصفه الواصفون ،نأى يف قرب���ه ،وقرب يف نأیه ،كیف اإلحاط���ة به،
ّ
الكیفیة فال یقال له :كیف ،وأین األین فال یقال له :این.
واألینونی���ة ،فه���و األح���د الصم���د كما وصف نفس���ه ّ ّ
الكیفوفی���ة ه���و منقط���ع
َ ْ َ َْ َ ُ َ ُ ُ ُ ً َ
(((
ن له كفوا أ َحد>».والواصفون ال یبلغون نعته <ل ْم َي ِلد َول ْم ُيولد َول ْم َيك ْ
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
ّ
امل َح ّ ِددون من صف���ات األ قدار وهنای���ات األ قطار وتأثل
عما ینحل���ه ُ
«تع���اىل ّ
ومتكن األما كنّ ،ّ
(((
فاحلد لخ لقه مضـروب و إىل غیره منسوب». املسا كن
أجل م���ن أن ّّ ّ
حت���ده ألباب البش���ـر بالتفكی���ر ،الحتیط ب���ه املال ئكه عىل «إن���ه
((( قر هبم من ملكوت ّ
عزته بتقدیر».
صدقنا ،ومن أعطاهم فقد ّ صدقهم فقد ّكذبنا ومن ّكذهبم فق���د ّ وم���ن ّ
حرمنا
حرمهم فق���د أعطانا ،یابن خالد من كان من ش���یعتنا فال ّیت ّ
خذن مهنم وم���ن ّ
ً ًّ
(((
ولیا وال نصیرا».
ّ كیف میكن أن یوصف من ال یوصف ،وكیف میكن أن یصف خ
الالق جل وعال من ال
ّ ّ لاّ
املتجزي؟ االمتدادیة واملوجود یدرك وال یصف إ احلقیقة
بأنه هو ّكل األش���یاء ن
وعی تتفوه ت���ارة ف وصف اهلل تع���اىل ّ ّ
ف���إن الفلس���فة والعرف���ان ّ
ي
شء و... یخ
األعیان وال موجود سواه وال رج عنه ي
وتناقض نفسها تارة أخرى بقوهلا:
حد له ،ال شبح له وال صورة! ّإن اهلل لیس بسم! ال ّ
ج
ال جزء له وال بعض!
ماهیته ّإن ّیته ،ال نقص فیه وال شبه له وال مثل وال ّ
ضد! ال شـر یك له! ّ
عی ذاته!صفاته ن
وهو قادر خمتار یر ید و یفعل ال ّ
یتغیر وال یزول ،أز ّل ّ
أبدي! خالق! موجود بنفسه ،ال ي
إمكان فیه و!!...
ّ
فإن مع وضوح ّأن األشیاء كلها ّمتصفة هبذه األوصاف فكیف میكن سلهبا عن اهلل تعاىلّ
الالق خ
والالق هو نفس األش���یاء بأعیاهنا؟!! عی وجود خ بأن األش���یاء هي ن مع االعتقاد ّ
القرآن الكرمی:
ُ ْ َ
(((
حان اهلل َر ِب ال َع ْر ِش َع َّما َي ِصفون>.
<ف ُس ْب َ
ُ َ َّ َ ُ ْ ُ ْ َ َ ُ ُ َ
ُ ْ
ن شـركائِي ال ِذين كنتم تزعمون>.
((( َ ْ
م ف َيقول أي ناد ِيه ْ <و َي ْو َم ُي ِ َ
َ َ ُ َ َ َّ َ َ ْ ُ ْ َ َ َّ ُ
(((
وار ُدون>.
ِ ها ل هلل حصب جهنم أنتم ون ِم ْن ُد ِ
ون ا <إنك ْم َوما ت ْع ُب ُد َ ِ
املؤمنی؟ع؟ يف قوله تعاىل: ن قال اإلمام أمیر
ُ ْ ْ َ
مالاّ .ال َ
َ ْ ً ُ ْ َُ ُ َْ ْ
ذين َض َّل َس ْ���ع ُي ُه ْم فِى ال َحيوةِ ّالدنيا ���ل َه ْل نن ِّب ُئك ْم ِبالأخس���ـرين اع <ق
َ
ون ّان ُه ْم ُي ْحس ُن َ ُ
ون ُص ْن ًعا>:(((. ِ
وه ْم َي ْح َس ُب َ
احل���ق فابتدع���وا يف أدیاهن���م وهم «كف���رة أه���ل الكت���اب ...وق���د كان���وا ع�ل�ى ّ
ً
(((
حیسبون أنهّ م حیسنون صنعا».
اإلمام الكاظم؟ع؟ :
ّ «إن اهلل تبارك وتعاىل أنزل عىل عبده ّ ّ
حممد؟ص؟ أنه:
َ َّ ُ َ ْ َ ُّ ْ َ
ّ
ویس���مى هبذه األمساء الرمح���ن الرحمی العز یز ���ي الق ُّـيوم><ل���ا ِإلـ���ه ِإلا هـو الحـ
ّ
الع�ل�� العظمی .فتاهت هنال���ك عقوهلم واس���تخفت حلومهم ،فضـر بوا ّ
ي ال ّبار ج
ّ ً
ل���ه األمثال وجعلوا له أندادا وش�ّب�هّ وه باألمثال ومثلوه باألش���باه وجعلوه یزول
وحیول فتاهوا يف حبر عمیق ال یدرون ما غوره وال یدركون ّكم ّیة بعده».
(((
التوقف عىل ما وصف اهلل به نفس���ه وع���دم التجاوز عن ذلكّ ، ّ
فإن ف�ل�ا حمیص عن
ً ً لاّ
الالق مل ّیتخذ لنفسه ّربا إ خملوقا مربوبا ،كما ّأناملخلوق إن وكل إىل نفسه ف معرفة خ
ي
ً ً لاّ همّ
اتذت ر بهّ ا عىل مبىن تو ها مل ّتتخذه إ كامال مبا یكون كماال عندها. النملة إن ّ خ
ّ
میزمت���وه بأوهامك���م يف أدق معانی���ه خمل���وق مصنوع مثلك���م مردود«كل م���ا ّ
فإن ذل���ك كماهلا ّ
زبانیتیّ ، ولعل النمل الصغار ّ ّ
وتتوهم ن تتوه���م ّإن هلل إلیك���م
ّأن عدمهم���ا نقصان مل���ن ال ّیتصف هبما.وهكذا ح���ال العقالء يف ما یصفون
اهلل تعاىل به». (((
ّ ّ
منزه عن صفاتناّ ،
فس���بحت املال ئكة وأنه ّ لتعل���م املال ئكة أن���ا خلق خملوقون
ّ ونزهته عن صفاتناّ ، لتسبیحنا ّ
فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم املال ئكة
ّ أن ال إل���ه إلاّ اهللّ ،
فلم���ا ش���اهدوا كبـ���ر حملنا ّكبـرن���ا اهلل لتعل���م املال ئكة ّإن اهلل
املحلّ .ّ ّ
فلما ش���اهدوا ما جعله اهلل لنا من القدرة أ كبـر من أن ینال ،وأنه عظمی
العل العظ�ی�م ،لتعل���م املال ئكة أن ال والق���وة ،قلن���ا :ال ح���ول وال ّقوة إلاّ ب���اهلل ّ
ّ
ي
لاّ لاّ
حول وال ّقوة إ باهلل ،فقالت املال ئكة :ال حول وال ّقوة إ باهلل.
فلم���ا ش���اهدوا ما أنعم اهلل به علینا وأوجبه من ف���رض الطاعة لنا قلنا :احلمد ّ
حیق هلل تع���اىل ذكره علینا من احلمد عىل نعمه ،فقالت هلل لتعل���م املال ئكة ما ّ
املال ئكة :احلمد هلل ،فبنا اهتدوا إىل معرفة اهلل وتسبیحه وهتلیله وحتمیده.
ً
ّمث ّإن اهلل تعاىل خلق آدم؟ع؟ وأودعنا صلبه وأمر املال ئكة بالسجود له تعظیما
ً ّ ّ ّ ً
عبودیة ،وآلدم أ كراما وطاعة لكوننا يف عز وجل لنا وأ كراما ،وكان سجودهم هلل
ّ
(((
صلبه ،فیكف ال نكون أفضل من املال ئكة وقد سجدوا آلدم كلهم أمجعون».
ً
الالق فلرمبا یزعم ّأنه ینبغي أنأیضا لو وكل إىل نفس���ه ف س���بیل معرفة خ
ي واإلنس���ان
الالق تعایل فیقول: یكون أ كبـر األشیاء هو خ
«ال یخل���و أحد _ ّ
حتى الس���فیه _ عن ّ
تصور ذات ال ش ��يء أ كبـر منه ��ا ،وتلك الذات
ّ ّ
ألبتة فإنه إن لم تكن موجودة لزم أن یكون أ كبـر األشیاء أ كبـر منها وهذا موجودة
ً ّ ً
تصورا وواقعا وهو اهلل!»
(((
خلف ،فبالیقین یكون هناك شيء هو أ كبـر األشیاء
ّ یغتر مبش���اعره فیحس���ب ّأن ّ
وآخ���ر قد ّ
التعم���ق والتفكر يف ال���ذات املتعالیة عن أوهام
ّ قی ّ ّ
املتعم ن ّ ن
املغتر ین ،فیقتحم مبركب املتوهمّ�ی�� وخطرات املتفكر ین جیوز له وألمثاله م���ن
وتقول:
«اعل���م ّأن التنزیه عند أهل الحقایق في الجناب اإلله � ّ�ي ،عین التحدید والتقیید،
((( ّ
والمنزه ّإما جاهل و ّإما صاحب سوء أدب».
وقم في مقعد صدق» ّ
وشــــــبهــه ّ
«ونــــزهــه
ً
«ال یغایر وال یباین شیئا ،وال یباینه شيء».
(((
ّ
«اإلن ّیة المحضة التي أثبتها الش���یخ في الفص ��ل الرابع من مقالة الثامن من إلهیات
ً ً ّ
(رحل���ي ،226 / 2ط ،)1ه ��ي تكون تنزیها عین التش ��بیه ولیس تنزیها عن الش���فاء
التنزیه والتشبیه».
(((
ّ ً ّ ً
مقیدا و إن قلت بالتنــزیه كـنت محددا «فإن قلت بالتشبیه كنت
ّ ً ً ّ ً
سیدا» وكنت إماما في المعــارف مسددا و إن قلت باألمرین كنت
وتقول:
ّ ّإن س���ـریان ّ
الهویة ّ
اإللهی���ة في الموج ��ودات كلها أوجب س� �ـریان جمیع الصفات
((( ّ
وجزئیها». اإللهیة فیها من الحیاة والعلم والقدرة والسمع والبصـر وغیرها ّ
كلیها ّ
«صف���ات الممك���ن نوع���ان ،نوع من ��ه الزم جهة وج ��وده وه ��ذا ال یخالف صفات
الواجب بل یشبهها».
(((
وتوهم) فقد خرجنا عن جلت عظمته شء بخ الف األش���یاء ومتعال عن ّكل ّ
تصور ّ ّ ّ
بأنه
ي
ّ فإن التعطیل هو إنكار وجود خ التعطیلّ ،
الالق والتوقف دون إثبات وجوده وصفاته وأفعاله.
ّ وأم���ا بعد مرحل���ة اإل ثبات واإل ق���رار بوجود خ
ّ
الالق تع���اىل وصفاته الالئق���ة به ،فكل
ً ً ً فحص عن كنه معرفة حقیقة وجود خ
الالق تعاىل وصفاته یكون جهال وتشبهیا ،وموجبا
ّ ألن نعتقد آخر اآلمر ّأنه ن
عی األشیاء ،وكل األشیاء و ...أمثال ذلك من األوهام الواضحة
ً ّ البطالنّ ،
والتحرز عن التشبیه مطلقا بعد مرحلة اإل ثبات واإل قرار فاحلق هو التنز یه الصـرف
الالق املتعال.بوجود خ
الوض ف مسألة ن والتحرز عن خ
ّ ّ
التفكر ف ذات خ ّ .2
تعیی حقیقه ي الق، ال ي التجنب عن
ذات خ
الالق وصفاته وهو املسلك الوعر والبحر العمیق واحلمى املمنوع الذي قد هلكت
بی ذات فیه الفلس���فة زاعمة أنهّ ا تخ رج بذلك عن التعطیل! _ واالعتقاد بعدم التش���ابه ن
ً
وهتاونا ف معرفة خ ً الالق وصفاته مع خلقه هو ن خ
الالق، ي یطا عی حقیقة التوحید ولیس تفر
ّ
وعینیة الالق واملخلوقبی خ بالسنخیة والتشابه ن
ّ بل التجاوز عن ذلك ّ
یؤدي إىل القول
الالق خ ً
معا ،بل إىل االعتقاد بوحدة وجود خ
واللق وأوهام أخرى من هذا القبیل. وجودمها
عی التحدید والتقیید والتشبیه؟!!وكیف یكون ّ
املنزه . 3كیف میكن أن یكون التنز یه ن
ّ ً
واملشبه مشـرك. جاهال أو صاحب سوء أدب!! مع ّأن التنز یه هو أصل املعرفة
فإن التنز یه هو عدم التشبیه ،والتشبیه . 4التنز یه والتشبیه نقیضان فكیف جیتمعان؟! ّ
هو عدم التنز یه:
اإلمام الرضا؟ع؟ :
«یا جاهل ،إذا قلت لیست هي فقد جعلهتا غیره ،و إذا قلت لیست هي غیره
فقد جعلهتا هو».
(((
. 1التوحيد.453 ،
ا
مأ ةّیفیقوت هفاصوأو ىلاعت هلل ءامسأ له ؟ال 339
ّ
امتدادیة ،فصفات األ قدار من احلیوة والعلم اللق فه���و حقیقةّ . 5كل م���ا یكون ف خ
ي
والقدرة والس���مع والبصـر وغیرها تس���انخ ه ،واهلل تعاىل هو ذات���ه ،علم ،قدرة ،حیاة ،مسع،
ً ً ً
بصـر ،ال یشبه خلقه ذاتا ووصفا ووجودا.
احلقة ّّ الالق خ بی خ ّ . 6إن االعتقاد بالتغایر والتباین ن
اإلهلیة. واللق هو أساس املعارف
ّ .7خ
الالق جل وعال ال یس���ـري هبو ّیته يف خلقه ،بل هو الذي خلق األش���یاء ال من
ً
مادة وال ّمدة ،خالفا ملا یعتقده أصحاب العرفان والفلسفة. شء ،وأنشأها ال من أصل بال ّ
ي
یتفوه به بعض أصحاب الفلسفة منزه عن «التنز یه عن التنز یه»الذي ّ ّ . 8إن اهلل تعاىل ّ
ً ً
أحیاناّ ،
فإن «التنز یه عن التنز یه» هو التشبیه بعینه إن مل یكن إهباما وجهالة. والعرفان
ً ً
وثانی���اّ :إن ّ
املدع���ي معرف���ة ذات اهلل تعاىل بالعقل لو كان صادق���ا يف دعواه تنز یه اهلل
ّ ّ ّ ّ ّ ّ
وومهیة ،فكیف یراه جل وعال يف نفس وخیالیة وجسمیة حس���یة تعاىل عن كل صورة
ّ ّ ّ الوق���ت ن
شء ،املتجلیة بكل صورة وامتداد؟ وكیف ي كل عی حقیقة الوجود الس���ار یة يف
ٌ ّ
(((
«فكل ما ّقدره عقل أو عرف له ِمثل فهو حمدود».
«وال ّ
(((
تقد ُره العقول».
ّ
مرجحن نی(((، بی يف حجرات القدساملقر ن
«جبـرئیل ومكائیل وجنود املال ئكة ّ
ُّ لهّ
((( حید ُوا أحسن الخ ن
القی». متو ة عقوهلم أن
اإلمام الرضا؟ع؟:
«وال تضبطه العقول».
(((
فق���ال [اإلمام الباقر؟ع؟ ] :تعاىل اهلل ،إنمّ���ا یعقل ما كان بصفة املخلوق ولیس
اهلل كذلك».
(((
▪ طر یق معرفة الخ الق تعایل منحصـر بالدال لة علیه من وجود فعله وخلقه ال غیر،
ّ
ّإن���ا م���ا رأینا _ و ّإنك ل���ن ترى _ أن یصف اهلل جل وعال ذات���ه املتعالیة ألحد ،وكذلك
ّ
أمجعی ،فإنهّ م كلما س���ئلوا عن اهلل تبارك وتعاىل ن أولیاؤه املعصومون صلوات اهلل علهیم
ودلوا علیه بآیاته ،وذلك ّأن الوصف یستلزم ّ ّ
احلد والنقص، بـ« :ما هو؟» ،وصفوه بأفعاله
ّ ً ًّ و ّ
یتفرع عىل كون ما یوصف امتدادیا متجز یا.
َْ َ َْ ْ ُ َ َ ُ ْ َ َ َ
قال َر ُّب َّ
���ماوات َوالأ ْر ِض َوم���ا َب ْي َن ُه َما ِإ ْن
ِ الس <قال ِفرع���ون وما رب العال ِمين
َ ْ
آبائك ُم الأ َّو ِل َُ َ ُ ُ َُ َ َ َُ َ َ َ َ َ ُك ْن ُت ْ
ين ين قال ِل َم ْن َح ْوله أ لا ت ْس���ت ِم ُعون قال ر ّبك ْم َور ّب ِ ���م ُم ِوق ِن
َ َ َْ ْ َ َ َّ َ ُ َ ُ ُ َّ ُ ْ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ ُ ٌ َ َ ُّ ْ
ـرق والمغ ِر ِب وما قال ِإن رس���ولكم ال ِذي أر ِسل ِإليكم لمجنون قال رب المش ِ
َ ُ ُ
(((
َب ْي َن ُهما ِإ ْن ك ْن ُت ْم ت ْع ِقلون>.
املؤمنی؟ع؟ : ن اإلمام أمیر
«وظهر يف العقول مبا یرى يف خلقه من عالمات التدبیر ،الذي سئلت األنبیاء
ّ عن���ه ،فلم تصفه ّ
حبد وال نقص (((.ب���ل وصفته بأفعاله ودلت علیه بآیاته ،وال
املتفكر ین جحدهّ ،ّ
ألن من كانت السموات واألرض فطرته وما تستطیع عقول
شء لخ ّ ّ ّ
فهی���ن وما بیهنن ،وهو الصانع هلن فال مدفع لقدرت���ه بان من ا لق فال ي
(((
كمثله».
« ...قال السائل :مفا هو؟ قال أبو عبد اهلل؟ع؟ :
شء خالق األش���یاء وصانعه���ا ...وهو ّ
ه���و ال���رب وه���و املعبود وه���و اهلل ...ه���و ي
املعىن الذي ّ
یس���مى به اهلل والرمح���ن والرحمی والعز یر وأش���باه ذلك من أمسائه،
ّ (((
ّ
وهو املعبود جل وعز».
ّ
شء هو؟ قال :هو نور مبع�ن�ى أنه هاد لخ لقه من ّ ّ
«ق���ال عمران :یا س���یدي فأي ي
(((
عل أ كثر من توحیدي((( ّإیاه». أهل السماء وأهل األرض ولیس لك ّ
ي
ألنه خلق ّ ّ
(((
املاهیة». «وال یقال له ما هو،
ً ً لاّ فال سبیل إىل حتصیل العلم بوجود خ
الالق تعاىل إ إمیانا به و إیقانا بوجوده من جهة
الالق دال لة اآل ثار واأل فعال عىل وجود خالقها ،فال تراه إلاّ ف فعله وصنعه ،وال یتجلىّ خ
ي
لىّ لاّ
«ت ن
املؤمن�ی��؟ع؟ حیث یقول :ج خللق���ه إ بخ لق���ه ّإیاهم ،وهذا هو امل���راد من كالم أمیر
ّ خللقه بخ لقه» ،ال ما توهمّ ه الفیلسوف ّ
ومدعي العرفان حیث زعما ّأن املراد منه هو جت يل
همّ همّ ج���ل وعال ف صور املخلوقات ،وتعاىل اهلل ّ ّ ذات خ
عم���ا یتو ه املتو ون و یقوله ي الال���ق
ًّ ً
علوا كبیرا. الظاملون
موت فق���د زار اهلل’’ ،ودرجة «وق���ال ّ
حی���وت أو بعد ي
ي النب؟ص؟‘‘ :م���ن زار ين يفي
ّ
الن���ة من منزله ّ ّ
الن���ة أرفع الدرج���ات ،مف���ن زاره إىل درجته يف ج الن�ب��؟ص؟ يف ج
ي
فقد زار اهلل تبارك وتعاىل.
...ق���ال :فقل���ت له :یا بن رس���ول اهلل ،مفا معىن الخ بـر ال���ذي رووه ّأن ثواب ‘‘ال
لاّ
إله إ اهلل النظر إیل وجه اهلل؟’’
. 1التوحيد.245 ،
ّ
2وتنز هيه عن كل ما يوصف و يعرف و يتوهم.
. 3حبار األنوار ،312 / 10 ،عن التوحید وعیون األخبار.
ن
الواعظي. . 4حبار األنوار ،297 / 3 ،عن روضة
ب ال هلعفب اّلإ یلاعت هللا فرعي ال 349
فق���ال؟ع؟ :یا أبا صلت ،من وصف اهلل بوج���ه كالوجوه فقد كفر ،ولكن وجه
اهلل أنبیاؤه ورس���له وحججه صلوات اهلل علهیم .هم الذین هبم ّ
یتوجه إىل اهلل
َ ّ ّ ُ ُ َ ََ َ َ ّ ّ
ان َو َیبقى
ع���ز وجل و إىل دین���ه ومعرفته .وقال اهلل عز وج���ل< :ك ّل من علیه���ا ف ٍ
���ه> .فالنظر إىل أنبیاء ـيء َها ِل ٍك إ َّلا َو َ
جه ُ ّ ّ ُ َ
عز وجل< :ك ُّل ش��� ٍ ���ه َر ِّب َك> وق���ال
َوج ُ
ِ
ن
للمؤمنی یوم القیامة. اهلل ورسله وحججه؟مهع؟ يف درجاهتم ثواب عظمی
بی�ت�� وعت���ر يت مل ی���ر ين ومل أره یوم ّ
الن�ب��؟ص؟‘‘ :م���ن أبغ���ض أه���ل ي
وق���د ق���ال ي
یفارقن’’ ،یا أبا صلت، یران بع���د أن ّ
ي القیام���ة’’ .وقال؟ص؟‘‘ :إن فیكم من ال ي
(((
ّإن اهلل تبارك وتعاىل ال یوصف باملكان ،وال یدرك باألبصار واألوهام».
لعل بن موىس الرضا؟امهع؟ :یا إبن رس���ول اهلل م���ا تقول يف احلدیث « ...قل���ت ّ
ي
ن ّ
ال���ذي یروی���ه أه���ل احلدی���ث‘‘ :أن املؤمن�ی�� ی���زورون ر بهّ���م م���ن منازهلم يف
ّ ً ّ
حممدا؟ص؟ نبیهفضل ّ الن���ة’’؟ فقال؟ع؟ :یا أباصلتّ ،إن اهلل تبارك وتع���اىل ج
�ی�� واملال ئكة وأهل طاعته ،وجعل طاعته طاعته، عىل مجیع خلقه من ّ
النبی ن
ّ ّ
<م ْن
وج���لَ : ومبایعت���ه مبایعت���ه ،وزیارت���ه يف الدنیا واآلخ���رة زیارته ،فقال عز
ذين ُيباي ُع َون َك إ َّنما ُيباي ُع َ
ون اهلل َيدُ الر ُس َول َف َق ْد َأ َ
طاع اهلل> ،وقال< :إ َّن َّال َ ُي ِط ِع َّ
ِ ِ ِ ِ َ َ َ
ديهم>. ْ ْ
اهلل فوق أي ِ
(((
الالق تعایل لدال ل���ة آثاره وأفعاله علیه الیقی بوجود خ ن فالرؤ ی���ة بالقلب إن أر ی���د مهنا
أي ّ فكل ّادعاء ف س���بیل معرفة خ ّ فنعمّ ،
وف ّأية مرحلة ي ع مد الالق ،عن ّ
ي وأما وراء ذلك
والذر و _ ...كان ،فهو مردود وجهالة وزندقة ومستلزم للتشبیه: _ الدنیا واآلخرة والقیامة ّ
ّ «س���ألن أبو ّ
املح���دث أن أدخل���ه إىل يأب احلس���ن الرضا؟ع؟ فاس���تأذنته ق���رة ي
ىّ
ذل���ك فأذن يل فدخل علیه ،فس���أله ع���ن احلالل واحلرام واألح���كام حت بلغ
ّ ّ ّ ّ
قس���م الرؤیة والكالم وجل ّ ق���رة :إنا ّرو ینا ّأن اهلل عز س���ؤاله التوحید ،فقال أبو
فقسم ملوىس؟ع؟ الكالم ّ
وملحمد؟ص؟ الرؤیة. اثنیّ ،
بی ن ن
ّ ّ ّ
ال ّن واإلنس: ن
الثقلی ج عز وج���ل إىل فقال أبو احلس���ن؟ع؟ :مف���ن املبلغ عن اهلل
َ ً <و َلا ُیح ُیط َ ُْ ُُ َْ ُ ُ ْ ُ َْ َ
یسو<ل َ ون ِبهِ ِعلما>، <ل���ا تد ِركه الأ ْبصار وه َو ُيد ِرك الأ ْبصار>ِ َ ،
حممد؟ص؟؟ قال :بىل ،قال :فكیف جیيء رجل إىل الخ لق ـيء> ألیس َّك ِم ِثلهِ َش ٌ
ّ ّ ً
مجیعا فیخبـرهم أنه جاء من عند اهلل وأنه یدعوهم إىل اهلل بأمر اهلل ویقول< :لا
َ ْ ْ ً َ حيط َ
ون ِبهِ ِعلما> < ،ل ْي َس ك ِمث ِلهِ <و لا ُي ُ وه َو ُي ْدر ُك ْال َأ ْب َ
صار>َ ، صار ُ ُت ْدر ُك ُه ْال َأ ْب ُ
ِ ِ
ً ّ َش ْ
بعین ،وأحطت ب���ه علما ،وهو عىل صورة البش���ـر! ي رأیته أن���ا ���ول: ق ی مث ء> ���ي
بشءّ ،مث عن اهلل ي یأت
ي ّأما تستحیون؟ ما قدرت الزنادقة أن ترمیه هبذا أن یكون
َ ََ ْ َ ُ َ ًَُ ْ ّ
ءآه ن ْزلة أخرى> .فقال یأت خبالفه من وجه آخر .قال أبو ّقرة :فإنه یقول< :و لقد ر ي
َ ّ
أبو احلسن؟ع؟ ّ :إن بعد هذه اآلیة ما یدل عىل ما رأى حیث قالَ :
<ما ك ِذ َب
َ ُ
حممد؟ص؟ ما رأت عیناهّ ،مث أخبـر مبا رأى الف َ���ؤ ُاد َما َرأى> یقول :ما كذب فؤاد ّ
ََ ُ ََ ََ
<ولا ات َر ِّبهِ الكب َـرى> فآیات اهلل غیر اهلل ،قد قال:
ِ آیَ ن م<ولقد ر ِ
ى أ فق���الَ :
ً ُیح ُیط َ
(((
ون ِبهِ ِعلما> فإذا رأته األبصار فقد أحاطت به العلم ووقعت املعرفة». ِ
ً
أحد ،وكذلك العقل أیضا ظاهر بشواهد ومستور بذاته».
(((
«إن العق���ل یعرف الخ الق من جهة توجب علیه اإل قرار ،وال یعرفه مبا یوجب له
ّ
اإلحاطة بصفته».
(((
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
ّ
یستدل علیه ،وبالعقول یعتقد معرفته ،وبالفكر تثبت ّ
(((
حجته». «بصنع اهلل
لاّ
«احلم���د هلل ال���ذي أعجز األوه���ام أن تن���ال إ وجوده ،وحج���ب العقول عن أن
(((
تتخیل ذاته يف امتناعها من الشبه والشكل». ّ
«قال :كیف یعبد اهلل الخ لق ومل یروه؟! قال [اإلمام الصادق]؟ع؟ :
رأت���ه القلوب بن���ور اإلمیان ،وأثبتت���ه العقول بیقظهتا إثبات العی���ان ،وأبصـرته
األبص���ار مب���ا رأته من حس���ن التركی���ب و إحكام التألی���فّ ،مث الرس���ل وآیاهتا،
والكت���ب وحممكاهتا ،واقتصـرت العلماء عىل ما رأت من عظمته دون رؤیته،
ً
ق���ادرا أن یظهر هلم ىّ
حت یروه ویعرفوه فیعب���د عىل ن
یقی؟ قال: ق���ال :ألیس هو
لیس للمحال جواب».
(((
ّ
وبالملة ّإن استحالة تعلق اإلدراك به تعاىل ال یستلزم جواز إنكار وجوده ،بل نفس ج
ّ ّ ّ
خروجه عن إمكان تعلق اإلدراك به هو ّ
وربوبیته: بالوهیته املسوغ للحكم
حواس���ـي فلیس عندي «ّ ...إن ال أر ى ّ
حواس���ـي الخ مس أدركته وما مل تدركه ّ
ي
ّ
مبوج���ود .ق���ال [اإلمام الصادق؟ع؟ ] :إن���ه ّملا عجزت ّ
حواس���ك عن إدراك اهلل
حواسـي عن إدراك اهلل تعاىل ّ
أنكرته ،وأنا ّملا عجرت ّ
(((
صدقت به».
اإلمام الرضا؟ع؟ :
ّ ّ ّ ّ
شء خبالف ّ
«وحن���ن إذا عج���زت حواس���نا عن إدرا ك���ه أیقن���ا أنه ربن���ا ،وأن���ه ي
(((
األشیاء».
ّ ّ
أشء
ي وجل «قال يل أبو احلسن؟ع؟ :ما تقول إذا قیل لك :أخبـر ين عن اهلل عز
ً ّ ّ
عز وجل نفس���ه ش���یئا حیث یقول: شء هو؟ قال :قلت :قد أثبت اهلل هو أم ال ي
ّ َ ٌ َ ََ َ ُ ُ َ ُّ َ َ َ ُ َ َ َ ً ُ
شء ـيء أكبـر شهادة ،ق ِل اهلل ش ِهید ب ِیني وبینكم> ،فأقول‘‘ :إنه ي<قل أي ش ٍ
ّ
الشیئیة عنه أبطاله ونفیه. نف
ال كاألشیاء’’ إذ يف ي
(((
قال يل :صدقت وأصبت».
▪ میكن شهود ذات الخ الق بنفسه ،وظهوره بال واسطة خلقه،
ً ▪ ّإن���ا إن مل ّ ن
نع�ّی� حقیق���ة وج���وده تع���اىل یك���ون حمكن���ا بوج���وده حمك���ا عىل
ً
املجهول املطلق ،أو تعطیال للعقل،
بأن اهلل هو الوجود املطلق الالمتناهي وش���هود ذاته ▪ حقیقة املعرفة هي العلم ّ
ّ
شء، ي كل تعاىل يف صورة
ّ ً
مفصال: فلنأخذ بالنقد على ذلك
نم
رهظأ رهاظ ّلك 357
جل وع�ل�ا فهو یخ ّ ّ ّإن ّكل م���ا ّبی ّناه من اس���تحالة معرفة خ
تص مبن أراد أن یعرف الالق
الالق من ناحیة وجود املخلوقات مفن الضـرورة وأما إثبات وجود خ حقیقة الذات املتعالیةّ ،
ً ّ
یشك فیه أبدا: والبداهة یكون مبثابة ال
َ ْ ك فاطر َ َ ٌّ َ
(((
ماوات َوالأ ْرض>؟
ِ ّ
الس ِ ِ ش
اهلل
ِ ِ ي
ف <أ
اإلمام الرضا؟ع؟ :
ّ ً «ف���أي ظاهر أظه���ر ن ّ
وأبی وأوضح أم���را من اهلل تب���ارك وتعاىل ،فأن���ك ال تعدم
(((
توجهت وفیك من آثاره ما یغنیك». صنعته حیثما ّ
ّ
املتفكر ی���ن جح���ده ّ
ألن م���ن كانت الس���ماوات واألرض «ال تس���تطیع عق���ول
(((
هلن فال مدفع لقدرته». فطرته وما فهین وما بیهنن وهو الصانع ّ
الشء فیحكم علیه بغیر ما هو یرى قد بل ببصـره، یراه ما ف ّ
یش���ك ّإن اإلنس���ان قد
ي ي
وأما العقل مفحال أن ّ ً
سـراباّ ،
یشك يف اضطرار علیه يف الواقع ،فیری السـراب ماء ،واملاء
الالق:املصنوع إىل الصانع ،واحتیاج املخلوق إىل خ
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
(((
وأبی ّمما تراه العیون».
أحق ناملبیّ ،
احلق ن«هو اهلل ّ
ّ ً
(((
مدبـرا ،وتالیف بتدبیر هیدي إىل واحد حكمی».
«فق���ال إب���ن يأب العوج���اء :ذك���رت اهلل ،فأحل���ت عىل غائ���ب ،فق���ال أبو عبد
ً
اهلل؟ع؟ :ویلك! كیف یكون غائبا من هو مع خلقه ش���اهد .و إلهیم أقرب من
(((
حبل الور ید یسمع كالمهم ویرى أشخاصهم ویعلم أسـرارهم».
اإلمام الصادق؟ع؟:
ً ّ
مبن ،علم���ت ّأن له بانیا و إن كنت ّ
مش���ید ّ
ي «أال ت���رى أنك إذا نظرت إىل بناء
شء خبالف األش���یاء ،ارجع البان ومل تش���اهده.قال :مف���ا هو؟ قال :ه���و ي مل ت���ر ي
ّ ّ ّ
الش���یئیة غیر أنه ال جس���م شء حبقیقة ‘‘شء ‘‘ إىل إثبات معىن وأنه ي بق���ول يي
لخ ّ
باحل���واس ا مس ال تدرك���ه األوهام ���س وال ی���درك حی���س وال جی ّ
وال ص���ورة وال ّ
(((
یغیره الزمان». وال تنقصه الدهور وال ّ
ّ
(((
«كل ما وقع يف الوهم فهو خالفه».
اإلمام الرضا؟ع؟ :
همّ همّ
(((
شء فتو وا اهلل غیره». «ما تو مت من ي
ّ
ضلت العق���ول ف أمواج ّتیار إدرا ك���هّ ،
وحتیرت األوهام ع���ن إحاطة ذكر ي «ق���د
(((
أزلیته ،وحصـرت األفهام عن استشعار وصف قدرته». ّ
ّ
وجل خالقهم».
(((
عل بن ّ
حممد اهلادي؟امهع؟: اإلمام أبو احلسن ّ
ي
ن
الواصفی، ن
الطارفی ،وتالش���ت أوصاف ن
املتوهمّی وقصـر طرف «تاهت أوهام
ن
املبطلی عن ال���درك لعجیب ش���أنه ،والوق���وع بالبلوغ واضمحل���ت أقاوی���ل
ع�ل�ى ّ
علو مكانه ،فهو باملوضع ال���ذي ال یتناهی ،وباملكان الذي مل تقع علیه
الناعتون بإشارة وال عبارة ههیات ههیات».
(((
الالق تعایل ال یخ ّ
تص بنا بل: والتحیر ف إدراك ذات خ
ّ
ي
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
ّ
مرجحن نی، املقر ن
بی يف حجرات القدس «جبـرئیل ومیكائی���ل وجنود املال ئكة ّ
حیدوا أحسن الخ نمتولهّ ة عقوهلم أن ّ
(((
القی».
«س���بحان من ال ت���درك كنه صفته محلة العرش عىل ق���رب ربواهتم من ّ
كرس
ي
((( كرامته وال املال ئكة ّ
املقر بون من أنوار سبحات جالله».
ن
احلسی؟ع؟ : اإلمام
«وعمن ف السماء احتجابه ّ
عمن يف األرض».
((( ّ
ي
الالق واملخلوق؟ ّ
وبأي مالك یقس���م املوجود إىل «املحتاج إىل م���ا هو وجه تبای���ن خ
ّ
والعلة»« ،احلادث والق���دمی»« ،املخلوق خ ّ
والالق» واملس���تغن عهنا»« ،املعل���ول
ي ة العل
وعىل بعض التعابیر إىل «الواجب واملمكن»؟
ّ
و«املجرد» عن ّ
«املتحرك»، ّ
و«املحرك» عن ومب میتاز «الالمتناهي» عن «املحدود»،
ّ
و«التام» عن «الناق���ص» ،و«الثابت» عن ّ
«امل���اد ّي» ،و«ما بالفعل» عن «م���ا ّ
بالقوة»
املعان املتقابلة املذكورة؟! احلقیق ن
بی يّ ّ
«املتغیر»؟ وما هو الفارق
ي
هل میكن أن حیسب الشمس والقمر والشجر واحلجر واألرض والسماء وحقیقة الوجود
ّ ً ً ً
املطلق���ة الالمتناهیة ،معبودا و إهلا وخالقا مس���تغنیا عن العلة؟ أم یكون مالك االحتیاج
ً ً ّ
يف كل هذه املذكورات ظاهرا أیضا؟!!
الالق عن املخلوق فال نأمن حقیقی ًا ،به میتاز خ
ّ ً ًّ
واقعیا وفارقا
ً
ّإنا ما دمنا مل نعرف مال كا
خ ً
لوق���ام���كان خ
الال���قاملعب���ودفهنل���كم���نحی���ثال نعل���م. م���نأننخ ت���ارم
الالق واملخلوق: بی حقیقة وجود خ احلقیق ن
يّ ّ
الواقعي والفارق فاملالك
ً ً
.1ه���ل میك���ن أن یكون ه���و الصغر والكبـر فیكون أ كبـر األش���یاء خالقا ومس���تغنیا عن
ّ
العلة؟!
ّ
النورانی���ة فیكون النار أو .2أم ه���ل میك���ن أن یك���ون ذلك املالك هو ّ
ش���دة احلرارة أو
368 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ً ً
الشمس أو ...خالقا وواجبا؟!
.3أم هل یكون ذاك هو احلدوث والقدم ،وحینئذ مفا هو املراد مهنما؟!
ّ
املتصور مهنما؟! .4أم هل یكون ذلك هو اإلمكان والوجوب ،و إذا مفا هو
ماهیته هو م�ل�اك اإلمكان ّ
املحدودی���ة الالزمة للشء م���ن حیث ّ .5أم ه���ل یك���ون
ي
ً
ش���یئا ف ّ
أش���د مراتب الوجود مب���ا ال هنایة له ،بل فوق ما ي واالحتی���اج حبیث لو أن فرضنا
ّ ً ً
ال یتناهی! مبا ال یتناهی!؟ یكون واجبا لذاته ،مس���تغنیا عن العلة كما تزعمه الفلس���فة
ّ
املسماة باحلمكة املتعالیة؟! ومدرسة مال صدرا
احلق هو خیالیة ،والواقع ّ
ّ واملاهیات واألشیاء املدركة لنا أمور ّ
ومهیة ّ .6أم هل احلدود
ّ
صـرف الوجود الالمتناهي املوجود بنفسه املستغن عن العلة وهو ن
عی األشیاء كما علیه ي
أصحاب العرفان؟! فنقول:
ّ
والنورانیة _ والث���ان من امل�ل�ا كات املذكورة _ وهي الصغ���ر والكبـر واحل���رارة ّأم���ا ّ
األول
ي
ً
امتدادیة قابلة للز ی���ادة والنقصان فال تصلح ألن تكون مال كاّ ف�ل�ا ش�ب�هة يف أنهّ ا حقایق
ّ
والالحمدودیة _ فقد ّبی ّنا
ّ ّ
املحدودیة الامس مهنا _ وه���يالعلة ،كما ّأن خ لالس���تغناء ع���ن
ً
مرارا ّ
بأن التقسمی إىل املتناهي والالمتناهي وهم. بطالنه
عی السفس���طة فقد كشفنا عن وأما الس���ادس مهنا فبعد ّ
غض النظر عن أنهّ ا تكون ن ّ
بطالن االعتقاد به يف أ كثر من موضع.
ّ
وأما الرابع _ وهو الوجوب واإلمكان _ فنقول:
لاّ
)1ال ممكن إ وهو حادث
لاّ ممكنا ال یثبت وجود خً ّ
الال���ق تعاىل بوجه من الوجوه إ من الشء
إن صـ���رف ك���ون ي
ً
حادثا ،واملس���تلزم لوج���ود خ لاّ
الالق هو حدوث األش���یاء حی���ث ّأن املمك���ن ال یك���ون إ
املخلوقة بعد أن مل تكن.
؟هقلخ ىلاعت هللا نیابی مب 369
متعددین ّ
فبأي مناط حیكم بالوجوب عىل واحد وباإلمكان إذا جاز أن یكون القدماء ّ
لاّ ن وأعجب من هذا ّكله أنهّ م كیف غفلوا من ّأن التعاصـر ن
شیئی ال میكن إ بكون بی
ّ واقعا ف الزمان واالمتداد والعدد؟! واهلل خ ً ّ
الالق البارئ األجل األعىل ال تصحبه ي كل مهنما
اللیال واألیام...
ي األوقات ،وال تخ تلف علیه
الوهر ّیة ّ
األزلیة، بناء عىل احلركة ج وال یذهب علیك ّأن احلدوث الذي ّتدعیه الفلسفة ً
ً
هو أیضا نفس القول بقدم العامل ،وهو باطل من أساسه الستلزامه:
ً
العددیة ّأوال،
ّ ـ جتو یز ما ال یتناهی ،بل إنهتاء ما ال یتناهی من ّ
التغیرات
ً
ـ وقدم الزمان ثانیا،
ًّ ً ـ وكون وجود خ
زمانیا ثالثا، الالق
ً
ونف القدرة واالختیار عن اهلل تعاىل رابعا، ـ ي
ً ـ وكون وحدة خ
عددیة إعتبار ّیة خامسا، ّ الالق
ً
ـ وقدم إالرادة ،بل نفهیا وتأو یلها إىل معىن العلم سادسا و...
ّ
وكل ذلك واضح البطالن.
ّ لاّ
الدهری ��ة والمالحدة «كان ف���ي قدی���م الزم���ان ال ینس���ب الق ��ول بالق ��دم إ إل ��ى
والفالسفة المنكرین لجمیع األدیان...
وف���ي قریب م���ن عصـرنا ّلما ول���ع الناس بمطالع ��ة كتب المتفلس ��فین ،ورغبوا عن
والسنة وأخبار ّ
أئمة الدین ،وصار بعد العهد عن أعصارهم؟مهع؟ الخوض في الكتاب ّ
ً
س���ببا لهجر آثارهم ،وطمس أنوارهم ،واختلطت الحقائق الش� � ّ
ـرعیة بالمصطلحات
ّ
الفلسفیة ،صارت هذه المسألة معترك اآلراء ومصطدم األهواء.
ّ
المضلینّ ، ّ
وروجوها المتسمین بالعلم المنتحلین للدین إلى شبهات فمال كثیر من
ّ
وقلواّ ، ّ ّ ّ ّ
حتى ّأن حتى ملوا بین المسلمین ،فضلوا وأضلوا ،وطعنوا على أتباع الشـریعة
بعض المعاصـرین منهم یمضغون بألس ��نتهم ویسودون األوراق بأقالمهم أن لیس
ف���ي الح���دوث إلاّ خبـر واحد وهو ‘‘كان اهلل ولم یكن معه ش ��يء’’ ث � ّ�م ّ
یؤولونه بما
یوافق آرائهم الفاسدة.
فل���ذا أوردت ف���ي ه���ذا الباب أ كث ��ر اآلی ��ات واألخبار المزیح ��ة للش � ّ
�ك واالرتیاب،
ّ
وقفیته���ا بمقاصد أنیقة ،ومباحث دقیقة ،تأتي بنیان ش ��بههم من قواعدها ،وتهزم
وتجن ًبا من مس ��اخط ّ
رب �ییدا لقواعد الدینّ ، ً
جنود ش���كوكهم من مراصدها ،تش �
العالمین ،كما روي عن ّ
سید المرسلین؟ص؟:
لاّ
إذا ظه���رت البدع ف���ي أمتي ،فلیظهر العال ��م علمه ،و إ فعلیه لعن ��ة اهلل والمالئكة
والناس أجمعین».
(((
«إن ال���ذي ثبت بإجم���اع أهل الملل والنص ��وص المتواترة هو ّأن جمیع ما س ��وى ّ
ّ
(((
الحقتعالىأزمنةوج���ودهف���يجان���باألزلمتناهی ��ةوف ��يوج ��ودهابت ��داء».
ّ «وق���ال صاح���ب المل���ل والنحل في كت ��اب ‘‘نهایة األق ��دام’’ ّ
وصحح ��ه المحقق
ّ ّ
الطوس���ي ره :مذه���ب أهل الحق من المل ��ل كلها ّأن العالم مح ��دث مخلوق ،له
ّ
ّأول ،أحدث���ه الباري تعالى وأبدع ��ه بعد أن لم یكن ،وكان اهلل ولم یكن ،وكان اهلل
ولم یكن معه شيء ...و ّإنما القول بقدم العالم ّ
وأزلیة الحركات بعد إثبات الصانع
ً ّ ّ ّ
والقول بالعلة األولى إنما ظهر بعد أرسطاطالیس ألنه خالف القدماء صـریحا وأبدع
ً هذه المقالة على قیاسات ّ
ظنها ّ
حجة وبـرهانا.
وقال ّ
السید في القبسات :القول بقدم العالم نوع شـرك ،وقال في موضع آخر منه:
ّ
إنه إلحاد...
طیب اهلل روحه ّ
القد ّ الطوسي ّ
ّ ّ
وسي ...في كتاب الفصول :أصل؛ قد وقال المحقق
ً
ثبت ّأن وجود الممكن من غیره ،فحال إیجاده ال یكون موجودا ،الستحالة إیجاد
ً
الموجود فیكون معدوما ،فوجود الممكن مس ��بوق بعدمه ،وهذا الوجود یس � ّ�مى
ً ً
حدوثا والموجود محدثا.
ّ
فكل ما س���وى الواجب من الموجودات محدث ،واستحالة الحوادث ال إلى ّأول
ّ
الفلسفي ال یحتاج إلى بیان طائل بعد ثبوت إمكانها المقتضي لحدوثها... كما یقول
ّ لاّ السید ّ
وسأل ّ
مهنا بن سنان الع مة الحل ّي _ ره _ في جملة مسائله:
س���یدنا فیمن یعتقد التوحید والع ��دل ّ
ولكنه یقول بقدم العالم؟ ما یكون ما یقول ّ
ّ
الكراجكي؟حر؟: و یقول
ّ ً
«إعلم ّأیدك اهلل ّأن من المالحدة فریقا یثبتون الحوادث ومحدثها ویقولون :إنه ال
ّأول لوجوده وال ابتداء لها ،ویزعمون ّأن اهلل سبحانه لم یزل یفعل وال یزال كذلك،
وأن أفعاله ال ّأول لها وال آخر ،فقد خالفونا في قولهم ّإن األفعال ال ّأول لها ،إذ ّكنا
ّ
ّ
نعتقد ّأن اهلل تعالى ابتدئها ،وأنه موجود قبلها...
ـرمدیة ال ّأول له وال آخرّ ،
وأن الدهریة القائلون ّ
بأن الدهر س� � ّ ّ وهؤالء ّأیدك اهلل هم
تح���رك بها الفل���ك فقد ّ
تحرك قبله ��ا بحركة قبلها حركة ،م ��ن غیر نهایة، ّكل حرك���ة ّ
لاّ ّ ّ
وس���یتحرك بعده���ا بحركة بعدها حركة ،ال إلى غایة ،وأن ��ه ال یوم إ وقد كان قبله
لاّ لاّ
لیل���ة ،وال لیل���ة إ وق���د كان قبلها ی ��وم ،وال إنس ��ان إ یكون من نطف ��ة ،وال نطفة
لاّ لاّ لاّ لاّ ّ
تكونت إ من إنس���ان ،وال طائر إ من بیضة ،وال بیضة إ من طائر ،وال ش ��جرة إ
ّ لاّ من ّ
حبة إ من شجرة. حبة ،وال
ّ
وأن هذه الحوادث لم تزل تتعاقب وال تزال كذلك ،لیس للماضي فیها بدایة ،وال
یتقدمها ،وحكمة من حكیم للمستقبل منها نهایة ،وهي مع ذلك صنعة لصانع لم ّ
لم یوجد قبلهاّ ،
وأن الصنعة والصانع قدیمان لم یزاال.
ّ
تعالى اهلل الذي ال قدیم س���واه ،وله الحمد على ما أس ��داه من معرفة الحق وأواله
ّ ً
وأنا بعون اهلل أورد لك طرفا من األدلة على بطالن ما ّادعاه الملحدون وفس ��اد ما
ّ
الدهریون».
((( ّ
تخیله
لاّ
إشارة إلى بعض ما ورد دا على حدوث مطلق ما سوى اهلل تعالى:
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
«مل خیل���ق األش���یاء من أص���ول ّ
أزلیة وال م���ن أوائ���ل ّ
أبدیة ،بل خل���ق ما خلق
وصور ما ّحده ّ فأقام ّ
(((
صور فأحسن صورته».
ً مّ
«إنا كالمه س���بحانه فعل منه أنش���أه ومثله مل یكن من قب���ل ذلك كائنا ،ولو
ً ً ً
(((
كان قدمیا لكان إهلا ثانیا».
(((
شء ّكون ما قد كان».شء كان وال من ي «احلمد هلل الذي ال من ي
((( «الذي صدرت األمور عن ّ
مشیته».
اإلمام املجتىب؟ع؟ :
ً ً
«خل���ق الخ لق فكان بدیئا بدیعا ،ابتدأ ما ابتدع وابتدع ما ابتدأ ،وفعل ما أراد
ن
العاملی».
((( وأراد ما استزاد ،ذلكم اهلل ّ
رب
اإلمام الباقر؟ع؟ :
ً ّ
الشء مل یكن ل���ه انقطاع أبدا، الشء من ي «ل���و كان أول ما خلق من خلق���ه ،ي
یتقدمهّ ، إذا ومعه شء لیس هو ّ ً
(((
شء غیره». ي ال كان ه ولكن ي ومل یزل اهلل
ّ ّ
عز وجل شء ومن زع���م ّأن اهلل «إن اهلل تب���ارك وتعاىل ...خلق األش���یاء ال من ي
ّ
ّ
الشء ال���ذي خلق منه ي ذلك كان ل���و ه كفر،ألن شء فق���د خل���ق األش���یاء من ي
<إیاك نعبد> أي وهي دامئةّ .مث قال ...:فقال رسول اهلل؟ص؟ ألصحابه :قولواّ :
ً
(((
نعبد واحدا ال نقول كما قالت الدهر ّیةّ :إن األش���یاء ال بدو هلا وهي دامئة».
(((
«أنت ابتدعت واخترعت واستحدثت ،ما أحسن صنعك».
اإلمام الكاظم؟ع؟ :
ن
الثقلي.5 _ 4 ، . 1احلو ّ
يزي ،نور
. 2حبار األنوار ،222 / 3 ،عن التوحید.
. 3عن التوحيد.86 / 4 ،
. 4األنعام (.2 ،)6
. 5االحتجاج.25 / 1 ،
. 6حبار األنوار.263 / 98 ،
378 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
حی شاء ّ
مبشیته وقدرته».
((( «أنشأ ما شاء ن
«إن املر ی���د غیر اإلرادة ،و ّإن املر ید قب���ل اإلرادة ،و ّإن الفاعل قبل املفعول وهذا ّ
شء واحد». ّ
یبطل قولكم :إن اإلرادة واملر ید ي
(((
ّ ً
ج���دا إهیام أصحاب الفلس���فة غیرهم أنهّ م یعتقدون حبدوث األش���یاء وم���ن الغر یب
وكوهنا موجودة بعد العدم حیث یقولون:
توحده بإبقاء الخلق بعد إحداثه ّ
فإن م ��ن ّ
البین الذي ال یرتاب فیه «احت���ج على ّ
ّ
ّأن حدوث الش���يء وأصل ّ
تلبس ��ه بالوجود بعد العدم غیر بقائه ّ
وتلبس ��ه بالوجود
بعد الوجود على نحو االس���تمرار ،فبقاء الش ��يء بعد حدوثه یحتاج إلى إیجاد بعد
ّ
(((
إیجاد على نحو االتصال واالستمرار».
«األشیاء كما تستفیض منه تعالى الوجود في ّأول كونها وحدوثها ،كذلك تستفیض
ً
منه ذلك في حال بقائها وامتداد كونها وحیاتها ،فال یزال الشيء موجودا ما یفیض
علیه الوجود ،و إذا انقطع عنه الفیض انمحى رسمه عن لوح الوجود».
(((
ّ «ال ت���زال الخلقة تق���ع مرحلة بعد مرحل ��ة ،وتنال غایة بعد غای ��ة ّ
حتى تتوقف في
َ ََ
<و أ ّن ِإلى َر ِّب َك غای���ة ال غایة بعدها ،وذلك رجوعها إلى اهلل س ��بحانه ،قال تعال ��ى:
ْ
(((
ال ُم ْن َتهى>».
ن
حسي ،تفسير امليزان.11 / 10 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .1
ي
ن ّ ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،تفسير امليزان.42 / 11 ، .2
ي
اإلرادة هي صفة الفعل
384 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّإن اإلرادة ه���ي م���ن صفات األ فعال ،وصفة الفعل هي نف���س فعل الفاعل وال یكون
البدهیي ّأن الفعل میتنع أن
ّ وكیفیاته كما هو شأن الصفة ،ومن كیفیة من أحواله ّ حالة أو ّ
ً ّ ً لاّ
شء.
ي ي ف الفعل معىن من یكون فال یكون قدمیا أزلیا و إ
إیاده لألش���یاء ،وهي نفس ینیة ه���ي نفس فعله وتكو ینه و ج ف���إرادة اهلل تعاىل التكو ّ
ّ
مصدري واإلیاد واإلحداث هي معىن ج إعمال قدرته و إحداثه ملا س���واه ،فبما ّأن اإلرادة
ً ّ
لشء مطلقا.وحمدث بالذات ،فیمتنع أن تكون قدمیة وصفة أزلیة ي
واتصافه بنقیضه یصح سلبه عنه تعاىل ّ الفعلیة ،هي ما ّ ّ ومن هنا ترى ّأن صفات اهلل
ً ً
«إن اهلل تعاىل خلق ش���یئا ومل یخ لق ش���یئا آخ���ر» و«أراد ه���ذا ،ومل یرد ذاك» كم���ا یق���الّ :
ن ّ ن ن ً ً
املعاقبی وأش���د للمؤمنی، الرامحی و«رزق ش���خصا ومل یرزق ش���خصا آخر» و«هو أرحم
فإنه میتنع س���لهبا عنه تعاىل بوجه والی» وذلك بخ الف صفة الذات ّ للملحدین املش�ّب�هّ ن
ً ً ً
مطلقا ،فال ّ
یصح أن یقال« :علم اهلل تعاىل شیئا ومل یعلم شیئا آخر» ،أو یوصف بنقیضها
ًّ ً
«قدر ومل یقدر» تعاىل اهلل عن ذلك علوا كبیرا.
ً ّ
إنقلت:إن كانتاإلرادةحادثةفتحتاجإىلحمدثفیلزمالتسلسلوعدمحتققاملرادمطلقا.
ً
فنجی���ب ّأوال بالنق���ض مبا حیدث من احل���وادث الواقع���ة بأعیننا ،و إن���كار ذلك إنكار
ّ
الضـروري.
386 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
فاملشيئة واإلرادة واإلیاد تغایر املراد واملوجود الذي وجد باإلیاد ،و ّ
یتقدم علیه تغایر ج ج
الفعل واملفعول ّ
وتقدمه علیه.
ولكنه ل���ه حنو وجود ّ ً
أیضا خل���ق وأمر حادث ّ ّ
خاص وأم���ا نف���س الفعل واملصدر فهو
ّ ّ ً
ّ
العرضية املحققة الوهر ّية أو
املتأصلة ج ّ
االمتدادیة به ،ولیس موجودا كس���ائر املوجودات
بأجزاهئا القامئة بأعیاهنا:
اإلمام الرضا؟ع؟ :
الت تصنع األش���یاء وتعملها لخ
«ومهن���ا [أي من أنواع ا لق] العم���ل واحلركات ي
فأما األعمال واحلركات فإنهّ ا وتغیره���ا من حال إىل حال ،وتز یدها وتنقصه���اّ ، ّ
ّ
الشء
ي من ف���رغ فإذا إلی���ه، حیتاج ما ق���در من كثر أ هل���ا وقت ال ���ه ألن تنطل���ق
ّ
(((
ویري جمرى الكالم الذي یذهب ویبىق أثره». وبق األ ثر ،جانطلق باحلركة ي
وال تغفل عن ّأن اهلل تعاىل فاعل بال آلة وال حركة وال نصب وال معاناة.
اإلهلیات» الذي هو كتاب فلسفة يف احلقیقة هذا ،وقد جاء ف كتاب «حماضـرات ف ّ
ي ي
و ّ
یتسمى بالكالم:
الكاف.110 / 1 ، ّ
الكلين، .1
ي ي
. 2حبار األنوار ،312 / 10 ،عن التوحید.
لعفلا ةفص يه ةدارإلا 387
ً
ّ
املصدري _ أي غیر البدهیي ّأن املراد من املشیئة واإلرادة لو كان شیئا غیر املعىن
ّ ومن
تقول الفلسفة:
ّ ّ
«إن في ش���أن العلة والمعلول ،یكون اآلخذ واألخذ وما یؤخذ (المجعول والجعل
ً
واحدا ،هذا مع العلم ّ ً َ
الموجد
ِ بأن الموجد واإلیجاد والوجود) .ش ��یئا وم���ا یجعل،
َ ّ
واقعیة مس ��تقلة عن ّ(الجاع���ل والمعطي) .له ّ
الموج ��د واإلیجاد والوجود، واقعیة
ّ
ف���إن المعطي والموجد هو ما تنش ��أ عن ��ه ّ
واقعیة أخرى ،وال یمكن أن یكون ش ��يء ِ
(((
منشأ لنفسه».
وهذا الكالم مردود من جهات هي:
ّ
مصدري فیباین املوجودات والعل معین واحد وهو مع�ن�ى واإلیاد ج
ج ّ .1أن لإلعط���اء
تحّ ً ال ّ العینی���ةالقامئ���ةبأجزاهئ���ا خ
ّ
ارجی���ةذات���اوالمیك���نا ادمه���ابوج���ه.
ّ
ّ .2أن أصحاب الفلسفة _ ومهنم القائل نفسه _ ال یعترفون باستقالل وجود العلة عن
ّ ال ّ یع���دون املوجودات واملعلوالت خ املعلول ،بل ّ
ارجیة بأمجعها نفس حقیقة العلة جبمیع
مراتهبا ،فقول القائل:
ّ
«العلة هي معطي الوجود للمعلول».
(((
وقوله:
ّ ّ واقعیتانّ :
ّ لاّ
وواقعیة المعلول».
(((
واقعیة العلة «لیس في الخارج إ
ألصول «أصول الفلس���فة» ،كما ّأنه یقول
ِ املبان ،ومناقض
ي فهذه الكلمات غفلة عن
. 1التوحيد.439 ،
ّ
املطهري ،مرتىض ،أصول الفلسفة ،احلاشية.122 _ 121 / 5 ، .2
. 3أصول الفلسفة.125 _ 120 / 5 ،
. 4أصول الفلسفة122 / 5 ،
لعفلا ةفص يه ةدارإلا 391
القائل نفسه:
ّ ّ ّ
«إنحقیق���ةالمخلوق���اته���يعی���نظه ��ورالح ��قوتجلی ��هالذات � ّ�ي».
(((
ّ ّ
((( ّ
«المعلولیة تساوي الظهور والتشأن والتجلي».
ّ
العل ّیة واإلفاضة إلى ّ
تطور المبدأ ّ
(((
األول بأطواره». «رجعت
لاّ ّ
تعل ّ ّ ّ
قي بل وجوداتها لیس إ استقاللي وال «لیس لما س���وى الواحد الحق وجود ال
ّ ّ ّ
(((
الذاتیة». تطورات الحق بأطواره وتشؤناته بشؤونه
اللق والرزق عىل اهلل تعاىل وكوهنما قال ف كتاب هناية الكحمة وبدایهتا ف وجوب خ
ي ي ي
بإياده ّإياها:
يعن بظهور ذات اهلل بصور األش���ياء ال ج
باإلش���ـراق ي
«فكون���ه تعال���ى بحي���ث يخلق وكون ��ه بحيث ي ��رزق إلى غي ��ر ذلك صف ��ات واجبة
((( ّ
اإلشـراقية». ومرجعها إلى اإلضافة
من املعلوم ّأن العامل ومجيع ما س���وى اهلل تع���اىل خملوق وحادث حبقيقة معىن الكلمة
ّ ّ ّ ً ً ً ًّ ً
عز وجل، وأزليا ومتعاصـرا ومتالزما لوجود احلق والزمان أيضا حادث حبدوثه ،وليس قدميا
الكتاب�ي�� الق���ول بقدم الع���امل وتخ طئة الق���ول حبدوثه ،بل ّ
ع���د العقيدة ن ّ
ولكن���ك ت���رى يف
حب���دوث الع���امل _ الذي هو من ضـرور ّیات األدیان وعقائد أمئتنا؟مهع؟ _ أس���خف األ قوال!
ن
القائلی هبا! حيث ّأن فهيما: وناشئة من عدم شعور
ّ ّ
مبدئيته لإليجاد وعل ّيته لما سواه وهي عين الذات المتعالية
ّ «إن قدرته تعالى هي
(((
والزم ذلك دوام الفيض».
ً ّ
«وأما الحدوث بمعنى كون وجود الزمان مسبوقا بعدم خارج من وجوده ...ففيه...
ّ
األولّ :أن من قال بح ��دوث الزمان فقد قال
المعلم ّ و إلى ذلك يش���ير م���ا نقل عن
(((
بقدمه من حيث ال يشعر».
ذاتا مس ��بوق الوجود بوجود الواجب لذاتهّ ... ً
وأما «العالم بجميع أجزائه حادث
ً ّ ما ّ
صوره المتكلمون في حدوث العالم يعني ما س ��وى الباري س���بحانه زمانا بالبناء
(((
الزماني في الممكن ...ففيه ّأن»...
ّ على استحالة القدم
ّ ّ ّ ّ
خارجي... زماني فإنه مس���بوق بقوة الوج ��ود ...وهذا اإلمكان أم ��ر «كل ح���ادث
زماني ّ ّ
(((
مادة س ��ابقة عليه تحمل ّقوة وجوده». لكل حادث ّ فإذن
ّ ّ ّ
العلة ّ «بع���ض من لم يجد ّ
بأن علة العالم هي التامة لمعلولها قال ب���دا من إيجاب
إرادة الواجب دون ذاته تعالى وهو أسخف ما قيل في هذا المقام».
(((
تامة ّ
عامة وليس���ت مبح���دودة بوجوب صدور واحد البدهيي ّأن قدرة اهلل تعاىل ّ
ّ م���ن
ّ ن عنه ّ
الكتابي خالف ذلك كله حيث ّأن فهيما: فقط ،ولكن يف
ً ً لاّ
«الواجب تعالى ...ال يفيض إ وجودا واحدا».
(((
ّإن عىل أساس ضـرورة حكم العقل وتعالمي مدرسة الوحي ّأن إرادة اهلل تعاىل حادثه،
ّ ن وهي غير علمه ،وهي فعله تعاىل وليست ن
الكتابي خالف ذلك كله عي ذاته ،ولكن يف
حيث ّأن فهيما:
حسي ،هناية احلمكة.326 ، ن حممد الطباطبائّ ، ّ .1
ي
ن ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،هناية احلمكة.232 ، ّ .2
ي
حسي ،هناية احلمكة.325 _ 324 ،ن الطباطبائّ ،
حممد ّ .3
ي
ن
الطباطبائ ،حممد حسي ،بداية احلمكة.119 _ 118 ،ّ ّ .4
ي
حسي ،هناية احلمكة.163 ، ن حممدالطباطبائّ ، ّ .5
ي
ن ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،هناية احلمكة.316 _ 315 ، ّ .6
ي
لعفلا ةفص يه ةدارإلا 393
ّ
«وعلمه الذي هو عين ذاته علة لما سواه».
(((
حسي ،هناية احلمكة.309 ، ن حممد الطباطبائّ ، ّ .1
ي
حسي ،هناية احلمكة.307 ، ن حممد الطباطبائّ ، ّ .2
ي
ن ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،هناية احلمكة.326 ، ّ .3
ي
حسي ،هناية احلمكة.286 ، ن حممد الطباطبائّ ، ّ .4
ي
ن ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،هناية احلمكة.286. _ 285 ، ّ .5
ي
394 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ ّ
عل ّیة خ لاّ
الال���ق لفعله تكون عىل حنو إعمال ّ
امله���م هو أن یعلم أن شء ،إ ّأن
م���ن ذل���ك ي
الق���درة واإلحداث ع���ن االختیار ّ
التام ،ال ّ
بتطو ر ذاته ،وال میك���ن أن یكون الفاعل نفس
شك:فإنه ال ّ
الفعل واإلیاد واإلرادة بالبداهةّ ،
ج
اإلمام الصادق؟ع؟:
ّ ّ ّ
(((
شء». ي كل «إنه جل ثناؤه علة
ّ
عل ّیة خ
الالق تبارك وتعاىل لوجود العامل الذي ولكن الفلسفة أخطأت يف تفسیر معىن
یقتض بنفسها وجود العامل تعاىل الق واإلیاد ،وتوهمّ ت ّأن ذات خ
ال اللقةیكون مبعىن خ
ي ج
ّ وتتصور بصور املخلوقاتّ ،
والتحول تارة عل ّیة،
ّ ومست ه���ذا ّ
التغیر ّ وتصدر عهنا األش���یاء
ً ّ ً ً
وأخرى صدورا ،وثالثة جتلیا وظهورا.
ّ مضاف���ا إىل ّأن املغای���رة ن ً
ال�ت�� ال یعتر هیا ر یب ،فال
ي ات البدهیی من وفعله الفاعل ب�ی��
الالق و إرادته ال���ذي یكون نفس فعله بی ذات خ جم���ال للنق���ض ف ذلك بل���زوم املغایرة ن
ي
تحّ
إیاده ،بل ّادعاء ا ادمها منقوض بالوجدان والبـرهان. و ج
خاص به ،وهو منتزع عن نفس مصدري وله حنو وجود ّ ّ اإلی���اد والفع���ل معىن ّ .2إن ج
ومقارنا لصدور الفعل عنه ،فالنقض بلزوم ّ ً ً
تقدم وجود املعلول مقام كون الفاعل فاعال،
ّ ّ
عىل العلة يف غیر حمله.
عما قد یقال: الواب ّ ّ
ومبا قدمناه قد یظهر ج
ّ
التام ��ة ،وبعض من لم یجد ّبدا من
العلة ّ «إن المعل���ول یجب وجوده عند وجود ّ
ّ ّ ّ
العلة ّ
بأن عل ��ة العالم ه ��ي إرادة الواجب دون ذاته التام���ة لمعلولها قال إیج���اب
تعالى ،وهو أسخف ما قیل في هذا المقام».
ّ
الذاتیة كان ��ت عین الذات وكان القول ّ
«ف���إن المراد بإرادت���ه إن كانت هي اإلرادة
ّ
فإنا نقول:
أحق ما میكن أن یقال عد هاهنا أسخف ما قیل ف املقام ،هلو ّ .1سبحان اهلل! ّإن ما ّ
ي
ّ به من املرام ،بل هو بال ر یب ّ
نص مذهب األ ّمئة الكرام ،ومعلمي العقول واأل فهام ،فنعوذ
لاّ
الذاتیة هلو من خمترعات
ّ ب���اهلل من التجاس���ـر عىل أولیاء امللك الع م ،بل القول ب���اإلرادة
ّ
املتوغ ن
لی يف األوهام. الفالسفة
بی معىناللط الواض���ح ف الكالم املذكور ن وم���ن الواضح���ات عند ذوي األ فهام هو خ
ي
الت
الفعل والذات اللذین یتباینان بتمام الذات ،والغلط الواضح فیه يف تفسیر اإلرادة _ ي
ال یعقل له معىن غیر معىن فعل الذات _ مبعىن نفس الذات!!
ً ً ّ
هذا كله مضافا إىل ّأن القائل املذكور قد خلط يف املقام خلطا آخر وهو ّأنه خرج عن ما
ّ ّ ّ
ش���ك يف ّأنه إذا تعلقت إرادته تعایل بوجود اإلهلیة ّ
ألنه ال الالف ف اإلرادة ّ
ي
حمل خ یكون
أي اختیار للع���امل من ناحیة قبول الوجود باإلیاب ودون ّ الع���امل فالب���د وأن یوجد العامل ج
ً وعدمه وهذا واضح ،و مّإنا البحث خ
إیاده أیضا والالف هو يف ّأن نفس إرادة اهلل تعاىل و ج
أي اختیار له تعاىل يف ذلك ،أم له املش���يئة باإلیاب ودون ّ
ه���ل یص���در عن ذاته تعاىل ج
إیاده العامل؟ املطلقة واالختیار ّ
التام يف إرادته و ج
ّ ً ّ
ونف االختیار عن اهلل جلت عظمته وتعالت ي اب باإلی
ج أیضا فإن الفلسفة تقول هاهنا
ً ً ّ
كبـر ی���اؤه ،وال یخ ض���ع لدى االعتقاد بأن یكون اهلل جل جالله فاع�ل�ا خمتارا يف أن یوجد
ی���ؤول معىن املش���يئة واالختیار ع�ل�ى اإلطالق مب���ا ال یخ رج عن
الع���امل أو ال یخ لق���ه ،ب���ل ّ
الضـرورة يف مجیع املوارد.
ن
حسي ،هناية احلمكة.164 _ 163 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .1
ي
396 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
إیاب إرادة اهلل مراده فال كالم ألحدإیاب اإلرادة إن كان هو ج وبالملة ّ
فإن املراد من ج ج
ّ
إیاده
يف ذلك ،و إن كان املراد كون ذات اهلل جلت عظمته بال اختیار يف نفس إرادته و ج
العامل _ كما هو نفس قول الفالسفة _ فهو أسخف ما میكن أن یقوله قائل يف املقام.
كما ّأنه إن كان املراد من اإلرادة يف الروایة الشـر یفة هي نفس فعل اهلل القادر املختار
ً
الذي یكون من املمكن له أن یفعل ما یشاء و حیكم ما یر ید فال حمذور فیه أصال ،و إن كان
ال ّ
ارجیة _ كما علیه الفالسفة الوهر ّیة القامئة بأعیاهنا وأجزاهئا خاملراد مهنا أحد املمكنات ج
ّ ّ
والش���یخیة واملفككة _ فاإلش���كال یكون يف سوء فهم الفلسفة وأختهیا وغلطها يف تفسیر
حقیقة اإلرادة واملشيئة ال غیر.
یقول «املحاضـرات يف أصول الفقه»:
ً ّ
«إن من الواضح ّأن مفهوم اإلرادة لیس هو االبتهاج والرضا ،ال لغة وال عرفا ،و إنما ّ
خاص من الفالسفة ،حیث ّإنهم فس ّـروا اإلرادة ّ
األزلیة بهذا التفسیر، ذلك اصطالح ّ
ً
ولك���ن ه���ذا التفس���یر خاطئ ج � ّ�دا وذل ��ك ّأن اإلرادة ال تخلو من أن تك ��ون بمعنى
إعمال القدرة ،أو بمعنى الش���وق األ كید ،وال ثالث لهما ،وحیث ّإن اإلرادة بالمعنى
تتعین اإلرادة بالمعنى ّ
األول له س ��بحانه وهو المش ��يئة الثان���ي ال تعقل لذاته تعالى ّ
و إعمال القدرة.
ّ
الفعلیة كس ��خطه تعال ��ى ،ولیس من وأض���ف إل���ى ذل���ك ّأن الرضا م ��ن الصف ��ات
لصحة سلبه عن ذاته تعالى فلوالذاتیة كالعلم والقدرة ونحوهما ،وذلك ّ ّ الصفات
ً كان من الصفات العلیا لم ّ
یصح السلب أبدا.
نص به قوله س ��بحانه:ق���د ّدلت الروایات الكثی���ره على ّأن إرادته تعالى فعله كما ّ
َ َ َ ًَ ُ َ َ ُ َ ُ
راد ش ْ���يئا أ ْن َيقول ل ُه ك ْن ف َيكون> ولیس في ش ��يء من هذه الروایات إیماء ِ<إذا أ
ّ ً ً
فض�ل�ا ع���ن الداللة على ّأن ل���ه تعالى إرادة ّ
ذاتی ��ة أیضا ،بل فیها ما ی ��دل على نفي
ذاتیة كصحیحة عاصم بن حمید عن أبي عبداهلل؟ع؟ ،قال: كون إرادته س���بحانه ّ
لعفلا ةفص يه ةدارإلا 397
لاّ ً
‘‘قل���ت :ل���م یزل اهلل مری���دا؟ قالّ :إن المری ��د ال یكون إ المراد مع ��ه ،لم یزل اهلل
ً ً
(((
عالما قادرا ّثم أراد».
الجعفري قال :قال الرضا؟ع؟ ‘‘ :المشيئة من صفات األفعال فمن زعم ّأن
ّ «وروایة
ً
ش���ائیا فلیس ّ
بموحد ’’.فهاتان الروایتان ّ ً
تنصان على نفي اإلرادة اهلل لم یزل مریدا
ّ
الذاتیة عنه سبحانه».
(((
ومشیته هما مختلفان أم ّمتفقان؟ فقال :العلمّ «قلت ألبي عبد اهلل؟ع؟ :علم اهلل
ّ
لیس هو المش���يئة ،أال ترى أنك تقول :س ��أفعل كذا إن شاء اهلل ،وال تقول :سأفعل
ّ
كذا إن علم اهلل ،فقولك‘‘ :إن شاء اهلل’’ دلیل على أنه لم یشأ ،فإذا شاء كان الذي
((( ّ
للمشیة». شاء كما شاء ،وعلم اهلل سابق
اإلمام الباقر؟ع؟ :
ً ً
ضعیفا قبل أن ّ ً
یكون ش���یئا ...وال كان «وال ق���وي بع���د ما ّكون ش���یئا ،وال كان
ً ً
خل���وا من القدرة ع�ل�ى امللك قبل إنش���ائه ،وال یكون منه خل���وا بعد ذهابه ،مل
ً ّ ً ً ً ً
(((
جبارا بعد إنشائه للكون». ینش شیئا ،وملكا قادرا قبل أن ئ یزل ...ملكا
الشء ّ
«قال س���لیمان :ألن إرادته علمه ،قال الرضا؟ع؟ :یا جاهل ،فإذا علم ي
فقد أراده؟! قال سلیمان :أجل ،قال؟ع؟ :فإذا مل یرده مل یعلمه ،قال سلیمان:
أجل ،قال؟ع؟ :من أین قلت ذاك ،وما الدلیل عىل ّأن إرادته علمه وقد یعلم
ْ َ َ ْ َ َ َّ َ
<و َل ِئ ْن ِش���ئنا لنذه َب ّ
���ن ِبال ِذي أ ْو َح ْينا
ّ ّ
وجلَ : ً
م���ا ال یر یده أبدا؟ وذلك قوله عز
ً َ
ِإل ْي َك>((( فهو یعلم كیف یذهب به وهو ال یذهب به أبدا.
ً ّ
قال س���لیمان :ألن���ه قد فرغ من األمر فلیس یز ید فیه ش���یئا .قال الرضا؟ع؟ :
َ ُ َ ّ ّ
<اد ُعوني أ ْس َت ِج ْب لكم> قال سلیمان:
وجلْ : هذا قول الهیود ،فكیف قال عز
إنمّ���ا عىن بذلك ّأنه قادر علیه ،قال؟ع؟ :أفیع���د ما ال یف به؟ فكیف قال ّ
عز ي
ُ َ ُ ُْ ُ ّ ّ
وجلَ :
<ي ْم ُحوا اهلل ما يشاء ويث ِبت زيد في ْال َخ ْلق ما َيش ُ
���اء> وقال عز ّ َ ُ
ِ وجل<ُ :ي ِ
ً ْ
(((
وع ْن َد ُه أ ُّم ال ِكتاب> وقد فرغ من األمر؟! فلم حیر جوابا».
ِ
ومالف حلقیقة والفعلیة احلادثة خطأ واضح خ ّ الذاتیة ّ
األزلیة ّ فظهر ّأن تقسمی اإلرادة إىل
لاّ
الت ال میكن أن تكون إ حادثة. معىن اإلرادة ي
هذا ،وقد جاء يف «تفسیر املیزان»:
وجردنا النظر ّ ّ
«إنا إذا نظرنا إلى األشیاء ّ
ومحضناه في كونها صنع اهلل وفعله المحض
لاّ ّ حقة ّّ ّ
واقعیة _ ل ��م یتحقق فیها إ المنفك من���ه وال المنفصل عنه _ وهي نظ ��رة غی���ر
ّ ّ
(((
بوحدانیته». التسلیم هلل و إرادته والتذلل لكبـریائه ...واإلیمان
عز اس ��مه والش ��يء الذي یوجد ال ثالث بینهما«من المعلوم ّأنه لیس هناك إلاّ اهلل ّ
والس���ببیة إلى إرادت ��ه دون ��ه تعال ��ى _ واإلرادة صفة ّ
ّ ّ
فعلی ��ة منتزعة و إس���ناد العل ّی���ة
م���ن مق���ام الفعل كما ّ
تقدم _ یس ��تلزم انقطاع حاجة األش ��یاء إلی ��ه تعالى من رأس
وتقدس. الستیجابه استغناء األشیاء بصفة منتزعة منها عنه تعالى ّ
ً ً
یسمى إیجادا ووجوداّ ،ثم ّیتصل
ومن المعلوم أن لیس هناك أمر ینفصل عنه تعالى ّ
لاّ ً
بالشيء فیصیر به موجودا وهو ظاهر فلیس بعده تعالى إ وجود الشيء فحسب.
(((
ّ ...إن كلمة اإلیجاد وهي كلمة كن هي وجود الش ��يء الذي أوجده».
فنقول:
ّ
وأما إذا جعلناها نفس فعل الفاعل املختار و إعمال قدرته ،ففرض االستقالل يف الوجود
لاّ املصدري یكون ّمما ال میكن أن ّ
ّ
یتفوه به إ مع الغفلة الواضحة عن لذلك الفعل واملعىن
حقیقة معىن الفعل واملصدر.
ً
الشء موجودا _ كما
اإلیاد وما یكون به ياإلیاد وهي كلمة «كن» نفس ج ّ . 5إن كلمة ج
باإلیاد. الشء الذي یوجد ّّ
ج بیناه _ وال میكن أن یكون نفس وجود ي
شء بع���د وجود اهلل تب���ارك وتعاىل ال یتالمئ م���ع اعتقاد أصحاب
.6الق���ول بوج���ود ي
ّ
وتلیات الذات املتعالیة
الفلسفة والعرفان _ ومهنم القائل نفسه _ بكون األشیاء مراتب ج
ّ ّ ً
الواقعیة. عن االمتداد بل أوهاما وخیاالت بالنظرة احلقة
ّ
المعلولیة واالحتیاج مالك
402 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
والتبعض والكون يف الزمان واملكان ّ
والتجزي ّ
املعلولیة واالحتیاج هو االمتداد ّإن آی���ة
وقب���ول الز ی���ادة والنقصان املالزم جلواز الوجود والعدم املس���تلزم للح���دوث والوجود بعد
ّ الع���دم .وآی���ة كون الشء بخ�ل�اف ذلك هو خالف ذلكّ ،
فإن املعل���ول هو ما یتحقق يف ي
أجزائه وأبعاضه ،فهو موجود يف غیره وبغیره ال يف نفسه وبنفسه .وهذا هو املعىن الصحیح
الربطي» أي»عدم خروجّ من معین قیامه ف غیرهّ ،
وأما تفس���یر القیام يف الغیر بـ «الوجود ي
ّ خ ّ
املعلول جبمیع أجزائه وأبعاضه عن ذات علته» مفن مترعات األوهام البشـر یة وهو عىل
خ�ل�افم���ایقتضی���هالوح���يوالبـره���انواللغ���ةوالع���رفوالوج���دان.
اإلمام الرضا؟ع؟ :
ّ
(((
«كل قامئ يف سواه معلول».
ّإن املعلول هو الذي یقوم عىل ساقه ،وأجزائه وأبعاضه ّ
وحده وامتداده ،ووجود خ
الالق
ّ
تبارك وتعاىل یكون عىل خالف ذلك كله:
اإلمام الرضا؟ع؟ :
«ه���و ق���امئ لی���س عىل مع�ن�ى انتصاب وقی���ام عىل س���اق يف كبد كم���ا قامت
األشیاء».
(((
لالتصاف بالصفات أم ال ،فإن مل تكن فهي خارجة عن االمتداد فإن الذات ّإما قابلة ّ
ّ
ّ
والتوهم ،و إن كانت قابلة للصفات (ومهنا الصغر والكبـر وامتدادها الذي ال ّ
والتصور والعدد
واتصافها بصفات أخرى یصح خروجها عهنا ّینفك عهنا) ،فتكون الصفات غیر الذات ،ولذا ّّ
ّ ً
صادقاّ ، ً
امتدادیة فهي قابلة فإن الذات إن كانت دوهنا ،كما ّأن عكس ذلك أیضا یكون
تبدل األمساء والصفات علیه: للصفات ،و إن مل تكن فغیر قابلة للصفات ،وخارج عن إمكان ّ
ّ
والكیفیات ذات األش���یاء ،ولذا جی���وز علهیا التغییر ولیس���ت األجزاء واألبعاض واحلدود
ّ
والتبدل إىل أجزاء وصور وحدود وغیرها.
الشء وغیر قابل للسلب عنه كالدسومة للسمن وامللوحة وما یفرضه الفیلسوف ّ
ذات ي ي
ّ ّ
والزوجیة لألربعة فهو باطل ال أصل له ،حیث ّإن ذلك كله یكون من باب الضـرورة للملح
ً ً
فإن الذات الواحدة قد تكون نارا وقد تكون شجرا والذات ذات ،كما ّأن بشـرط املحمولّ ،
األولیة تسلب عهنا أ كثر صفاهتا والذات ذات. امللح واملاء والسمن بعد التجزئة إىل عناصـرها ّ
ً
فرداّ . ً
وأما اهلل وكما ّأن الفرد یصیر بالز یادة والنقصان والتجزئة والتقس�ی�م زوجا ،والزوج
فإنه ال بعض له وال الالق تعایل املوجود بنفسه ال بأداته یكون عىل خالف ذلك ّكلهّ ، خ
ّ
جزء وال صورة ،بل هو بخ الف االمتداد فیكون بخ الف األشیاء كلها .فال یشبه اهلل تعاىل
ّ
وال میثل باملوجود الذي یكون:
ّ ّ
عز وجل املوجود بنفس���ه «ذي األ قط���ار والنواحي املختلف���ة يف طبقاته ،وكان
(((
ال بأداته».
ّ لاّ ّ
شء إ بظله وامتداده واهلل تعاىل بخ الف ذلك: ال یتحقق ي
ّ ّ ًّ ً ًّ ً
(((
صمدیا ،ال ظل له میسكه وهو میسك األشیاء بأظلهتا». أزلیا «أحدا صمدا
نبیكم يف املس���یح من أین أثبت ل���ه الخ لق ونىف عم���ا قاله ّ ّ
«...فخبـ���ر ن اآلن ّ
ي
نی؟! اإلهلیة وأوجب فیه النقص وقد عرفت ما یعتقد فیه كثیر من ّ
املتدی ن عنه ّ
املؤمن�ی��؟ع؟ :أثبت ل���ه الخ ل���ق بالتقدیر ال���ذي لزم���ه والتصویر
ن فق���ال أمی���ر
ّ ّ
(((
الت مل ینفك عهنا والنقصان». والتغیر من حال إىل حال والز یادة ي
ّ ّ
الشء بذاته عن جواز تعلق املعرفة به: ومن آیات املعلولیة ،عدم إباء ي
ن
أميراملؤمني؟ع؟ ،حبار األنوار ،277 / 4 ،عن التوحید. . 1اإلمام
الكاف ،باب النسبة. ّ
الكلين، .2
ي ي
ّ
الطوس. أمال الشيخ
ي . 3حبار األنوار ،56 / 10 ،عن ي
406 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
مّ
«یق���ول مل���ا أراد كونه‘‘ :ك���ن’’ فیكون ،ال بص���وت یقرع ،وال نداء یس���مع ،و إنا
ً ّ
كالمه س���بحانه فعل منه أنش���أه ومثله ،مل یكن من قبل ذلك كائنا ،ولو كان
ً ً ً
(((
قدمیا لكان إهلا ثانیا.
اإلمام الصادق؟ع؟ :
شء وال كیف بال عالج وال معان���اة وال فكر وال لخ
«خل���ق ا لق واألش���یاء ال م���ن ي
ّ مّ ّ
(((
بكیفیة املخلوق». كیف كما أنه ال كیف له و إنا الكیف
اإلمام الكاظم؟ع؟ :
مّ ّ
ومشیته من غیر كالم والّ شء س���واه خملوق و إنا تكون األشیاء بإرادته ي «وكل
ّ
(((
تردد يف نفس وال نطق ببیان».
ً مّ مّ
«و إنا أمره كلمح البصـر أو هو أقرب إذا شاء شیئا فإنا یقول له‘‘ :كن’’ فیكون
(((
مبشیته و إرادته (((.و»كن’’ منه صنع وما یكون به املصنوع». ّ
ّ ّ
عز وجل ومن الخ لق ،فقال: ألب احلسن؟ع؟ :أخبـر ين عن اإلرادة من اهلل «قلت ي
ّ ّ اإلرادة من الخ لق الضمیر وما یبدو له بعد ذلك من الفعلّ ،
عز وجل وأما من اهلل
ّ یروي وال ّ ألنه ال ّّ
هی���م وال یتفكر ،وهذه الصفات فإرادت���ه إحداث���ه ال غیر ذلك،
منفی���ة عنه ،وهي من صفات الخ لق ف���إرادة اهلل هي الفعل ال غیر ذلك ،یقول ّ
ّ
ل���ه‘‘ :كن’’ فیكون بال لفظ وال نطق بلس���ان وال ّمه���ة وال تفكر ،وال كیف لذلك
ّ
(((
كما أنه بال كیف».
ّ ً ّ
يصح أن يكون القدم مالكا لالستغناء عن العلة؟ هل
ً
قابال للز یادة والنقصان هو آیة خم ّ
لوقیتهّ ، ًّ ّ ّ
وأن حدوثه امتدادیا الشء
ال شك أن كون ي
وأما القدم فهل ّ
یصح ّأن هو مناط احتیاجه إىل الغیر ،وهو املثبت لوجود حمدثه وخالقهّ .
ّ ً ً ّ
الشء إهلا غیر حمتاج إىل العلة؟!ي لكون مناطا یعد
ّ
ال�ش��ء يف كل عصـر وزمان ،فال ش�ب�هة يف
ي فنق���ول :إن أر ی���د من الق���دم ،دوام وجود
ً ً
بطالن ذلك موضوعا ،حیث ّإن احلكم بعدم التناهي لنفس الزمان ،فضال عن مقارناته،
ً ّ
امتدادي مطلقا ،وال یخ رج وجود الزمان عن
ّ شء ي
فإن���ه ال میكن فرض عدم التناهي ّ
ألي
ً
هذا اإلطالق أیضا.
للشء كونه بخ الف االمتداد والعدد والزمان ،فال إشكال ّ
و إن أر ید من القدم واألزلیة ي
ً ّ ً ّ
صالحیة هذا املعىن ألن یكون مال كا لالستغناء عن العلة ومناطا لعدم االحتیاج إىل يف
الغیر ،وقد ّقدمنا توضیح ذلك مبا ال مز ید علیه:
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ً ً ّ لاّ ّ
شء متعالیاي ل���كل مبائنا یكون أن إ ء ش
ي كل «ال یلی���ق بال���ذي هو خال���ق
ّ
(((
شء ،سبحانه وتعاىل». ي كل عن
«أنه واحد» _ من امتناع ّ
تعدد ما یخ الف االمتداد وباال لتفات إىل ما ّقدمناه ف مبحث ّ
ي
ّ
والعدد بالذات _ یظهر لك ّأن االعتقاد بإمكان تعدد القدماء ناش عن س���وء فهم املعىن
ّ
«إن ال���ذي ی���زول وحیول جی���وز أن یوجد ویبط���ل ،فیكون بوج���وده بعد عدمه
دخول يف احلدث».
(((
ن ً
وجهی: مفا جیوز علیه التغییر و یكون مقارنا للزمان یلزمه احلدوث من
ً ً
. 1استحالة ما ال یتناهی مطلقا ،فیتناهی الزمان أیضا.
. 2ج���واز نس���بته إىل الوج���ود والعدم املس���تلزم لكون وج���وده بالغی���ر واحتیاجه إىل
خ
الالق ،املستلزم حلدوثه ووجوده بعد عدمه:
ّ
القبلية والسبق األول أو عن بدء سبق ُ
اهلل ذاك البدءّ ،
فإن هذه . 1أي ال عن ّأول كان اهلل قبل ذاك ّ
ً ًّ لاّ
زمانيا أيضا .وهو تعاىل خالف الزمان بل خالقه ،فيكون مدلول الرواية هو أن سبق وجود ليس إ
ً ًّ ّ ّ خ
الالق تعاىل عىل الزمان ليس بسبقة زمانية عىل ابتداء الزمان ،فإن هذا السبق يكون سبقا زمانيا
ًّ ّ ً
ّ
باألولية زمانيا وكل والزم���ان يف ه���ذه الصورة قد فرض موجودا قبل ابتداء وج���وده ،فيكون ّاتصافه
زمان فهو حادث. ّ
ي
ً خ
واحلاصل أن سبق وجود الالق عىل الزمان ال يكون عىل حنو سبق شـيء شيئا آخر ومها ذو زمان،
ً
بل يكون سبقه بخ روجه عن اال ّتصاف بالزمان ،وتعاليه عن جواز العدم عليه مطلقا.
فإن احلكم باآلخر ّية . 2أي ال تك���ون آخر ّيت���ه تع���اىل من جهة بقائه تعاىل بعد هناية وجود األش���ياءّ ،
لاّ لاّ
فأوليت���ه وآخر ّيته تعاىل ليس إ مبعىن
واالمتداديّ ،
ّ ّ
الزمان
ي ع�ل�ى ه���ذا النحو ال يليق إ بالش���ـيء
تعال وجوده عن اال ّتصاف بالزمان. ي
. 3التوحيد.313 ،
ً
الكاف.120 / 1 ،
ي الواف ،484 / 1 ،نقال عن
. 4التوحيد ،186 ،ي
ایتحالاو ةّیلولعملا كالم 411
ُ َ ْ َّ ُ ْ ََ ُ ْ
باط ُن َو ُه َو ِبك ِ ّل ش ْي ٍء َع ِليم>.
(((
آخ ُر َوالظ ِاه ُر َوال ِ
<ه َو الأ ّو ل َوال ِ
املؤمنی؟ع؟ :ن اإلمام أمیر
«أو ّلیتك مثل آخر ّیتك وآخر ّیتك مثل ّأو ّلیتك».
((( ّ
ً ً ً
(((
«احلمد هلل الذي مل تسبق له حال حاال فیكون ّأوال قبل أن یكون آخرا».
ً لاّ
واملعیة لیس إ للمخل���وق الذي یكون موجودا يف ّ ّ
والبعدیة ّ
بالقبلی���ة ّإن اال ّتص���اف
الالق تعاىل بوصف كونه« :قبل أو بعد أو مع األش���یاء» ٌ
وهم، تصور وجود خ وأما ّالزمانّ ،
فإنه ال قبل وال بعد له تعایل: ّ
ً
یبتن عىل تقس�ی�م املوجود إىل
ي واجهبم ثبات إل بیانا ّإن ألصح���اب املعرف���ة البش���ـر ّیة
ً الواجب واملمكن ّأوالًّ ،مث استنتاج وجود الوجود ملا ّ
یسمونه بـ «واجب الوجود» ثانیا.
إنهّ م یقولون:
ً ّ
«م���ن البـراهی���ن علیه أن���ه ال ریب ّأن هناك موج ��ودا ما ،فإن كان هو أو ش ��يء منه
ً ً
واجبا بالذات فهو المطلوب ،و إن لم یكن واجبا بالذات وهو موجود فهو ممكن
ّ بال���ذات بالضـ���رورةّ ،
فرجح وجوده على عدم ��ه بأمر خارج من ذات���ه ...وعلته ّإما
ممكنة مثله أو واجبة بالذاتّ ...
فإما أن یدور أو یتسلسل وهما محاالن ،أو ینتهي
ّ
(((
إلى علة هي غیر معلولة هي الواجب بالذات ،وهو المطلوب».
و یقولون:
ّ «ال ّ
ّ
اإلمكانی ��ة ،بدلی ��ل أنها توجد ش���ك ّأن صفح���ة الوج���ود ملیئة بالموج ��ودات
ّ
والتغیر إلى غیر ذلك من الحاالت التي وتنعدم وتحدت وتفنى ،ویطرء علیها ّ
التبدل
هي آیات اإلمكان وسمات االفتقار ،وأمر وجودها ال یخلو عن الفروض التالیة:
ّ ّ ّ ًّ ّ
ألن كل ممكن .1ال علة لوجودها ،أو ّإن كال منها علة لوجود نفس ��ه ،وهذا باطل
ّ
یحتاج إلى علة.
ّ
.2البعض منها علة لبعض آخر وبالعكس ،وهو محال لبطالن الدور.
ن
حسي ،هناية احلمكة.270 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .1
ي
416 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
.3بعضها معلول لبعض آخر وذلك البعض معلول آلخر من غیر أن ینتهي إلى علة
لیست بمعلول ،وهو ممتنع الستحالة التسلسل.
ّ ّ
اإلمكانیة علة لیس ��ت بمعلولة بل یكون واجب الوجود .4وراء تل���ك الموجودات
لذاته وهو المطلوب».
(((
ّ
التصـرف. ّ
گلپايگان ،35 ،مع ان اإلهليات ،تلخيص ّ ّ
السبحان ،جعفرّ ،
ّ
ي عل رب ي
ي ي .1
ناكمإلاو بوجولا ناهرـب دقن 417
ّ
بأنه من أین یوجد في تلك السلس ��لة شيء ّ
حتى قبل ،فإذن بداهة العقل قاضیة
(((
یوجد شيء ما بعده».
ّ فإن للقائل بالتسلسل أن ّ ً
أیضا مصادرةّ ،
یرد عىل ذلك و یقول :ولكن كل وهذا البـرهان
ً
موجودا ّ
شء آخر ،كما ّأن ذلك نفس عقیدتكمي قبله وجد قد هألن فرد من اآلحاد یكون
وأصل مذهبكم!
وقد أجیب عن هذا ّ
الرد مبا قد قیل:
ّ
«یج���ب أن یعتق���د أو یالحظ في ه ��ذه الوجوه م ��ن األدلة ّأن سلس ��لة الممكنات
ً
الموج���ودة بالفع���ل معا قائمة بذاته ��ا ال ّبد أن تنتهي إلى واج ��ب قائم لذاته مقیم
القیوم ،ومع ّ
التوجه إل ��ى هذا األصل القوی ��م كان النظر فیه غیر لغی���ره أي الوج���ود ّ
ً ً
واملعلول ،فكیف یكون دورا باطال؟!
الفلسف)ّ :أن مطلوب املعرفة البشـر ّیة
يّ اإلشكال الثالث (عیل بـرهان الوجوب واإلمكان
البـراهی ،وذلك أنهّ م یقولونّ :
ن ً
«إن واجب الوجود هو املوجود یكون منقوضا بنفس هذه
الواقع يف املرتبة الال متناهیة من هذه السلسلة» ،وحنن نقول:
حتالبـراهی ،فأین یوجد هلا مرتبة ال متناهیة ىّ
ن إن كنمت اعترفمت بتناهي السلسلة هبذه
تسمى بالواجب أو غیره؟! ّ
لاّ
ألی���س ّأنه ال تصل السلس���لة إىل مرتبة غیر متناهیة إ بع���د وجود أفراد أو مراتب ال
ن
البـراهی؟ متناهیة؟! وهو حمال بنفس ّادعائكم يف هذه
فأصب���ح هب���ذا البی���ان ّأن مطلو هبم «الواجب الوج���ود لذاته» ،جی���ب أن یكون ممتنع
الوجود لذاته!
ّ وبعبارة أخرىّ :إن ما ّ
یرد علیه يف هذه األدلة _ وهو اس���تحالة وجود أفراد غیر متناهیة
متسلسلة _ هو نفس ما تعتقده املعرفة البشـر ّیة من عدم تناهي مراتب الوجود ،وال فرق
لاّ
وبی الدهر ّیة يف حقیقة ما یقولون بوجوده إ يف جم ّرد تس���میة تلك املجموعة أو بیهنم ن
ّ
فرد من أفرادها بـ «العلة» ،أو بـ «الواجب الوجود» ،أو بـ «املوجود بنفسه» ،أو !...وعىل
شء _ غیر نفسها _ تنقض؟! ّ ّ ّ
هذا مفا ندري عىل من ترد املعرفة البشـر یة وعىل أي ي
الفلس�ف��)ّ :إن املعرفة البشـر ّیة تعتقد
يّ اإلش���كال الرابع (عیل بـرهان الوجوب واإلمكان
یتق���دم يف الوجود عىل غی���ره» ومن ناحیة بأن« :املمكن األش���ـرف یب أن ّ م���ن ناحی���ة ّ
ج
ن
هاتی ّ
فبالتأمل يف أشد ّمما حتهتا مبراتب ال متناهیة»؛ «إن املرتبة الواجبة هي ّ
أخرى تقولّ :
ً ً ن
الناحیت یظهر ّأن بـرهان الوجوب واإلمكان یصبح عقیما وقاصـرا عن إفادة مطلو هبم يف
إثبات واجهبم.
ّ ً ّ ّ ّ
فإنه باقتضاء قاعدة «إمكان األشـرف» یكون حتقق كل مرتبة من املراتب متوقفا عىل
ً ّ ّ
حتقق مراتب ال متناهیة قبلها _ ،وذلك إلمكان وجود أش���ـرف من كل شـر یف ذاتا _ ومن
420 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
كل معق���ول ّإما أن یكون واجب الوجود يف الخ���ارج لذاته ،و ّإما ممكن الوجود لذاته،
و ّإما ممتنع الوجود لذاته.
ّ لاّ
الشء إىل نفس���ه وغیره ،ولیس قوهلم« :كل ما یفرض و ینسب إىل ي تقس�ی�م لیس إ
ّ لاّ
الوجود ّإما ممكن أو واجب أو ممتنع» إ كأن یقال« :كل ما میكن أن یسمع فهو ّإما أن میتنع
أن یسمع لذاته ،و ّإما أن میكن أن یسمع ،و ّإما أن جیب أن یسمع لذاته!!»
ّ
أو یقال« :كل ما میكن أن تراه فهو ّإما أن جیب أن تراه لذاته ،و ّإما أن میكن أن تراه ،و ّإما
أن میتنع أن تراه لذاته!!».
ّ لاّ ّ
الثالث املذك���ور إ كأن یقال للمخلوق :كل ما تراه _ ي وبالمل���ة لیس مرجع التقس�ی�م
ج
ً لاّ
وه���و منحصـ���ر بال���ذات يف االمتداد والع���دد ،وال جتده وال ت���راه وال تعقل���ه إ حمتاجا إىل
ً ّ
العل���ة ،وقاب�ل�ا للوجود والعدم لذاته _ فهو ّإما قاب���ل للوجود والعدم لذاته ،و ّإما غیر قابل
للعدم لذاته ،و ّإما غیر قابل للوجود لذاته!!»
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
ّ
«كل ما ّقدره عقل ...فهو حمدود ».
((( (((
الثان له؟! ّ
فإن املقایس���ة ّ و ...م���ع الوج���ود والعدم((( ىّ
حت حیك���م بوجوب األول وامتناع ي
طرفی ،فهو تعبیر آخر عن اإلمكان،ن مع الوجود والعدم ،فرع جواز النس���بة واملقایس���ة إیل
ً
وعلی���ه فینحصـر وجود أقس���امهم الثالثة باملمكن ،وحینئذ فكیف یكون اإلمكان قس���ما
ً من املقس���م الذي هو اإلمكان بعینه؟! وكیف ّ
یعد الوجوب واالمتناع قس���ما من املقس���م
الذي یكون هو نفس اإلمكان يف احلقیقة.
إن قلتّ :إن ّ
صحة النسبة فرع جواز النسبة باإلمكان ّ
العام فال إشكال،
القضية ،وهو یرجع من جهة ّ
املادة ال حمالة ّإما إیل ممكنة ّ قلت :اإلمكان ّ
العام هو جهة
خاصة كقولنا« :اإلنسان موجود باإلمكان ّ
العام» و ّإما إیل الوجوب كقولنا« :اهلل موجود ّ
الع���ام» ،وحی���ث إنهّ م فرض���وا الذات املفروضة ف املقس���م ّمما یعق���ل و ّ
یتصو ر ّ باإلم���كان
ي
و یعرف بنفسه ،فیعود املحذور.
قضیة تكون ّ
مادهتا یعبـر هبا عن ّ
العام قد ّ القضیة ّ
املوجهة باإلمكان ّ ّ توضیح ذلكّ :إن
هي الضـرورة كقولنا« :اإلنسان حیوان باإلمكان ّ
العام»،
اص كقولنا« :اإلنس���ان كاتب قضیة تكون ّ
مادهتا هي اإلمكان خ
ال ّ یعبـ���ر هبا عن ّ
وق���د ّ
باإلمكان ّ
العام».
ّ
قسما من املعقوالت واألشیاء الت میكن أن ّ ومع فرض أن یكون خ
یتوجه ي الالق تعاىل
قضیة «اهلل موجود» منإلهیا بنفس���ها وتنس���ب إىل الوجود والعدم ،فال میكن أن تكون ّ
القسم ّ
األول.
شء س���وى اهلل ّ ّ
ب���ل األح���ق هو أن یقال إن الضـرورة عىل حقیقةمعناها ال توجد يف ي
ّ
بكله من موارد الضـرورة بش���ـرط املحمول یّ
حت يف تعاىل ،بل یكون ما س���وی اهلل تعایل
ّ ً ّ ّ
مفصال الضـروري بنفس���ه ،وللبحث عن ذلك والضـروري بش���ـرط هو غیر صفة الوجود،
ن
املؤمني؟ع؟ إىل هذا املعىن حيث يق���ول ...:ووجوده إثباته( .حبار .1و ميك���ن أن يكون قد أش���ار أمي���ر
األنوار.)253 / 4 ،
ناكمإلاو بوجولا ناهرـب دقن 423
ً
جم���ال آخر ،خالف���ا ملا ّیدعیه أصح���اب املعرفة البش���ـر ّیة ،وذلك ّأن جتو ی���ز الوجود ّألیة
ً لاّ
ذات مفروضة الوجود بنفس���ها ال میكن مطلق���ا إ إذا كانت معقولة قابلة لاللتفات إلهیا
أیضا ،وهذا هو معىن اإلمكان خ
ال ّ ً
اص ال بنفسها ،وما كان كذلك فیجوز نسبته إىل العدم
شء _ یكون بوجود حاكمة ة العامة ف ّكل ّ
قضی اصة واملمكنة ّ العام .ففرق املمكنة خ
ال ّ ّ
ي ي
یتصور و میكن أن ّ داخال ف دائرة ما یعقل و ّ ً
یتوجه إلیه بنفسه _ ،هو يف جهة ي الشء
ذلك ي
فقط ال ف ّ
مادهتما. تی ّ القضی ن
ّ
ي
الالقوالتقولله جبواز العدم؟! فإنقلت:مفاتصنعأنتبنفساإلشكالحیثحتكمبوجود خ
مّ ّ
لشء میكن أن یلتفت إلیه بنفسه أقول :إن اإلشكال إنا نشأ من جهة فرض الوجود ي
فإن يف ه���ذه الصورة حیث ال میكن فرض و یع���رف و یعلم بذاتهّ ،مث نس���بته إىل الوجود؛ ّ
ًّ ًّ ّ لاّ
عددیا ،فیلزم أن یكون تقس�ی�م املفروض إىل الواجب امتدادیا بتصوره لشء إالوجود ي
الشء إىل نفس���ه وغیره ،وحنن يف فس���حة عن ورود اإلشكال، واملمكن واملمتنع تقس�ی�م ي
ّ
وتعقلها بنفس���ها ،ىّ یتقدمه ّ الالق ال ّ ألن حمكن���ا بوج���ود خ ّ
حت التوجه إىل الذات املتعالیة
ًّ
امتدادیا یدخل بذلك يف ما یدخل فیه غیره ّمما یتس���اوى له الوجود والعدم ،و یلزم كونه
ً ًّ
عددیا جائزا علیه الوجود والعدم ،بل نقول:
ّ ّ ّ
(ولعله هو ّ
س���ـر ما قاله موالنا الرضا؟ع؟ :كل معروف بنفس���ه ّإن كل ما یعرف بنفس���ه
مصن���وع((() و میك���ن أن یلتفت إلیه و ینس���ب إىل الوج���ود _ ،وهو الذي جیوز أن ینس���ب
ً
حمتاج���ا إىل خ ًّ ًّ ً
الالق يف وجوده ،وما یكون هبذه عددیا امتدادیا إىل الع���دم أیض���ا _ یكون
ّ
شء بخ الف األشیاء كلها ،متعال األوصاف فیكش���ف حبدوثه وس���نخ وجوده عن وجود ي
التص���ور بذاته وعن قبول الوج���ود والعدم ،حبیث یكون فرض العدم بالنس���بة إلیه ّ ع���ن
ّ ّ لاّ ً
مستحیال بالذاتّ ،
املتجز ية. االمتدادیة فإن جواز العدم ال جیري إ عىل سنخ الذات
ً
شء میكن النظر واال لتفات إلیه ّأوال وبالذات ن
وبالمله ففرق واضح بی أن ننظر إىل ي ج
نقسمه وحنكم عىل بعض أقسامه بالوجوب وعىل اآلخر ین باإلمكان _ ،بل باالمتداد ّمث ّ
ً ًّ ّ ً لاّ ً
عددیا ممكنا امتدادی���ا وبی أن ننظر إلی���ه فنعلم ّأنه ال یكون إ
أیضا _ ،ن وغی���ر االمت���داد
لاّ بأن ّكل ذل���ك خملوق ّ ً
جائ���زا علی���ه الوج���ود والع���دمّ ،مث ّ
نقر ّ
بإیاد
ج متجزئ ال یوج���د إ
همّ ومالف له ،میتنع ّ خالق مبائن معه خ
تصوره وتو ه ومعرفته بنفس���ه ،و یستحیل النظر إلیه
ّ ّ لاّ ً
ّ
امتدادي بأن كل ّأوال وبال���ذات ،ب���ل طر یق التصدیق به لیس إ من جهة حكم العقل
ّ
خملوق وكل خملوق حیتاج إىل خالق بخ الفه ومن هاهنا نقول:
باطال إیضا ّ ً ن
ألنه لیس النقیضی» یكون ّإن التمثیل لـ «املمتنع الوجود» بـ « :اجتماع
النقیضی موضوع يف عرض املمكن ،بل موضوع ذلك هو نفس املمكن الوجود ن الجتماع
ً ً
امتدادیا ممكن���اّ ،مث حنكم علیه ّ
ّ ً
بأن���ه يف حال وجوده میتن���ع أن یكون ب���أن نف���رض ش���یئا
ً ً
وف حال عدمه ال میكن أن یكون موجودا؛ ي ،معدوما
ّ ّ لاّ
املتصو ر الذي حیكم العقل االمت���دادي املمكن ف�ل�ا یكون موضوع ذلك إ املوجود
ّ
باس���تحالة اجتماع وجوده مع عدمه ،ال موضوع مس���تقل عن املمكن ،فهو حكم جدید
ّ
عیل املمكن ،ال موضوع جدید يف عرض ممكن الوجود ،فال یثلث به املقسم.
ّ ً
أیضاّ ، ّ
ألن شـر یك الباري لو تعقلناه یصح كما ّأن املثال لذلك بـ «ش���ـر یك الباري» ال
ً لاّ ذاتا ًّ ً
تصح نسبته إىل الوجود والعدم ،فال یكون إ ممكنا ،واحلكم بامتناعه شیئا وفرضناه
ّ ّ
لذات���ه حینئ���ذ ّأول ال���كالم بل هو حم���ل املنع ،ولذا ت���رى ضعف أدلهتم _ ب���ل بطالهنا _
لاّ ً
عىل امتناع وجود الش���ـر یك للمعبود تعایل مطلقا ،ولیس ذلك إ من حیث أنهّ م فرضوا
ً ً ً
الشـر یك ّأوال ذاتا قابلة للمقایسة مع الوجود والعدم _ وهو املمكن ال غیر _ ّمث ّمسوه ممتنعا،
فوقعوا يف حیص وبیص من حیث طلهبم الدلیل عىل إثبات امتناع املمكن بالذات!
ّ تصو رهم الباطل من حقیقة واجهبم ّ
وأما عیل مبین املعرفة احلقة ه���ذا ّكل���ه عیل مبین ّ
ّ ّ
بالتصو ر يف اهلل تع���ایل فاحلك���م بامتن���اع وجود ش���ـر یكه ال یكون عیل موضوع مس���تقل
ً ً ً ّ
والتوهم قابال للمعرفة واال لتفات إلیه ّأوال وبالذات ،بل هو أیضا حكم واحد من األحكام
ناكمإلاو بوجولا ناهرـب دقن 425
ّ ً
إهلي وهي معجزة یكف إل ثبات ّأن معارف أهل البیت؟مهع؟ علم ّ ا وه���ذا أمر جلیل جد
ْ َْ َ ي
ّ َ ُ حان َ َ <س ْب َ
اهلل ع ّما َي ِصفونِ .إلا ِعباد ِ
اهلل ال ُمخلصين>. ِ بنفسها ُ
الفلس�ف��)ّ :إن إبطال التسلسل يف يّ اإلش���كال الس���ابع (عیل بـرهان الوجوب واإلمكان
ّ علة ومعلوالً ف بـرهاهنم لیس مفاده إلاّ تخ صیص ّ ّ
كلیة قانون العل ّیة ي السلسلة املفروضة
شء من األشیاء ّ ّ دون ّ
واقعي میكن الوصول إلیه و یصح أن یكون بذلك املالك ي أي مالك
ّ ً
یبتن البـرهان؟! ي م فعىل التخصیص هذا جواز ومع ة، العل عن مستغنیا
ً ن ن
متعارضتی بدوا عند العقل ومها: قاعدتی توضیح ذلكّ :أن هاهنا
ّ ّ
ألف) ّإن كل معلول حیتاج إىل علة،
ً
متناهی���ا ّ ّ ّ
تصورته أو غیر متناه (و إن ب) كل موج���ود عن���دي فهو متحقق يف األجزاء _
ّ ً
متجزئ فهو خملوق معلول، وكل ّ الثان مهنما _ أي غیر املتناهي _ ومها)، كان ي
كلیة القاعدة األویل وتخ صیصها بغیره تعایل یكون ف���إن إخ���راج اهلل تبارك وتعایل عن ّ ّ
همّ صیصا بغیر خم ّصص عند من یكون ّكل ما ّ ً ً
واضحا وتخ ً
یتصو ره و یتو ه و حیتمل تناقض���ا
ّ ّ ً ً
املتجز ية االمتدادیة وج���وده و میكن أن یلتف���ت إلیه ّأوال وبال���ذات منحصـرا يف احلقیق���ة
ّ لاّ
الالق ،وال میكن أن یخ رج عن هذا ج
الهل املركب إ هبدایة من العددی���ة املحتاج���ة إىل خ ّ
ال تدركه األبصار وهو یدرك األبصار.
ن الهل فهو معذور ف رؤ یة التناق���ض ن ً
القاعدتی بی ي ج ه���ذا ف
ي باقیا وم���ادام املخل���وق
ً ن
املذكورتی و یكون تكلیفه باملعرفة يف هذه احلالة تكلیفا له مبا ال یطاق.
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
ّ
الدال بالدلیل علیهّ ،
(((
واملؤدي باملعرفة إلیه». «هو
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ألب عبد اهلل؟ع؟ ه���ل جعل يف الن���اس أداة ینالون هب���ا املعرفة؟ قال: «قل���ت ي
َُّ َ َْ ً َ ّ ُ َ َ ْ ً َّ
الّ ،إن عىل اهلل البیان <لا ُيك ِلف ا ّلل ُه نفسا ِإلا ُو ْس َعها>< ،لا ُيك ِلف ا ّلل ُه نفسا
َّ
(((
ِإلا ما آتاها>».
ً ّ
(((
«مل یكلف اهلل العباد املعرفة ،ومل جیعل هلم إلهیا سبیال».
ف���إن املمكن حمتاجوم���ا یق���ال م���ن ّأن���ه« :ال ّبد من اإل ق���رار بوج���ود موجود لذات���هّ ،
والتسلسل باطل»،
ً ً
فهو تعبیر آخر عن التخصیص املذكور ،و یكون اعترافا بورود اإلشكال ولیس جوابا عنه،
ً ّ ّ ّن ّ
شء من األشیاء غیر حمتاج إىل العلة وخارجا حیث إنه مل یبی فهیا مالك یصح أن یكون به ي
ً ّ
العل ّیة ،وما مل ّ ن عن ّ
یبی ذاك املالك فال میكن اإل قرار بوجود موجود بنفسه أبدا. كلیة قاعدة
ّ
أجنب ع���ن بیان مالك كون وحكم العقل باس���تحالة التسلس���ل أمر صحی���ح ّ
ولكنه
ي
ً
موجودا بنفس���ه ،فال یرتفع به التعارض املتراىئ بینه ن
وبی حكم العقل باستحالة الشء
ي
ّ
تخ صیص كلیة العلیة بال مصص.
خ ّ ّ
ّ
یقولونّ :إن ذاك واجب وهذا ممكن ،وذاك وجوده من نفسه وهذا من غیره ،وذاك علة
ً
ّ
بالتخصص ال وهذا معلول ،ذاك كان دامئا وهذا مل یكن ّمث كان ،فخروج الواجب یكون
بالتخصیص ،كما نقلوا عن مستشكل:
ً ّ ّ ً
والمعلولیة لوجب أن نثبت هلل أیضا «إن أثبتنا للعالم إله ��ا علی مقتضـی قانون العل ّیة
ّ
علة».
(((
ّ
املطهري،.926 / 6 . 1جمموعةآثار
ّ
املطهري،.926 / 6 . 2جمموعةآثار
ناكمإلاو بوجولا ناهرـب دقن 429
الالق تعایل تكون نقطة بدئه غیر ما یفیده هذا وعىل هذا فالبحث عن إثبات وجود خ
ًّ وأما هذا البـرهان _ ىّ ً
شیئا _ ّ
تاما يف نفسه _ فلیس حت مع فرض أن یكون البـرهان _ إن أفاد
ً فضال عن أن یكون _ ولو ّ ً
بأمت تقار یره _ بـرهانا ش���ـر یفا أو ن
البـراهی، فیه ّأیة فائدة تفیدها
430 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ن
البـراهی! أشـرف
ف�ل�ا من���اص ألصحاب املعرفة البش���ـر ّیة م���ن اإل ق���رار بعجزهم عن إثب���ات واجهبم،
القائلی حبدوث العامل ،وامتناع قدم املمكن ،وبطالن الالمتناهي، ن والتس���لمی ألهل ّ
احلق
ً
واستحالة التسلسل مطلقا.
ً ن
املخلوقی هو نفس ما جیوز علیه العدم أیضا و یكون الخ امسّ :إن ما جیوز وجوده عند
متجز ًیا فینحصـر ذلك باملمكن الوجود وال ّ
یصح تقس�ی�م معقوهلم إىل «املمكن» امتدادی ًا ّ
ّ
و»الواجب» و»املمتنع».
ّ ّ
اإلمكانیة» ،ال یستقمی «یب وجود واجب وراء املوجودات السادسّ :إن قوهلم بأنه :ج
م���ع اعتقادهم ّ
ب���أن« :الواجب هو املرتبة املش���تملة عىل مجیع مراتب الوج���ود الواقعة يف
ً ً حیطهتاّ ،
املتحد معها عینا وخارجا».
«تعدد وجود الواجب» و»وحدة السابع :لقائل أن یستنتج من نفس البـرهان املذكور ّ
ّ وج���ود املمك���ن» ،وذلك بأن یقولّ :
«إن وجود املرتبة الال متناهیة معلل بوجود مراتب ال
ّ
متناهیة حتهتا ،وهذه املراتب املحدودة الضعیفة هي علة لوجود املرتبة الال متناهیة ،وحیث
ّ
معلل بوج���ود املراتب الضعیفةّ ، ّإن وج���ود ّ
متقوم هب���ا ،فهو ممكن ،واملراتب أش���د املراتب
ّ
الضعیفة هي الواجبات املتكثرة الال متناهیة!!»
حقیقة األشیاء
432 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
َ ُ
▪ ترى املعرفة البش���ـر ّیة حقیقة الوجود واحدة بس���یطة مطلقة ،وهي عندهم
ّ
حقیقة ذات الخ الق املتعال ،متجلیة مبختلف الصور واألحوال،
ً
▪ وترى األشیاء أوهاما وخیاالت و...
▪ ولك���ن العق���ل والبـره���ان والضـ���رورة والكتاب والس���نة ّ
یش���دد النكیر عىل
ن ّ
ّ
الش���یئیة بال فرق ن
ش���یئی حبقیق���ة ع�ی�� أنه ی���رى الخ الق والخ لق وفذل���ك ي
ب�ی�� الخ الق واملخل���وق یقولّ :إن ما س���وى الخ الق تعایل هي أش���یاء
ف ذل���ك ن
ي
ّ ّ خ
مبش���یته و إرادت���ه جل وعال ال بنفس ذاته بإیاده تعاىل ،قامئ
ملوقة موجودة ج
وأما اهلل تبارك وتعاىل هو املوجود بنفسه ّ ّ
املقدسة املتعالیةّ ،
الغن عن غیره، ي
و إلیك تفصیل البحث عن ذلك:
ءایشألا ةقیقح 433
ّ
وتشمها وتلمسها؟! وبی یدیك أشیاء تراها وتسمعها وتذوقها ما ترى ن
ً ً ً ً ً ً ً ً
ألیس���ت أش���كاال وأزواجا ،أش���باها وأضدادا ،أجزاء وأبعاضا ،صغارا وكب���ارا ،امتدادا
ً ّ ً ّ ً ّ ً
مقدرا ومس���خرا؟! قابلة للز یادة والنقصان ،وجائزا علهیا الوجود والعدم؟! ومتغیرا؟!
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ّ ّ
(((
«إن املخلوق أجوف معتمل مركب لألشیاء فیه مدخل».
«واألجسام قامئة بأعیاهنا ،كاحلجر واحلدید».
(((
الكاف،.110 / 1
ي .1
معان األخبار.
ي . 2حبار األنوار ،184 / 10 ،عن
. 3النحل (.48 ،)16
434 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
شاء َق ٌ
دير>.
((( إذا َي ُ
ِ
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ً ً
«فطورا ختاهلم نصاری يف أش���یاء وطورا دهر ّیة ،یقولونّ :إن األش���یاء عىل غیر
(((
احلقیقة».
ّ ّ
عز وجل وم���ن الخ لق، ألب احلس���ن؟ع؟ :أخبـ���ر ين عن اإلرادة م���ن اهلل «قل���ت ي
وأما من فق���ال :اإلرادة م���ن الخ لق الضمیر وما یب���دو له بعد ذلك من الفع���لّ ،
ّ یروي وال ّ ألن���ه ال ّّ ّ ّ
هی���م وال یتفكر، ع���ز وج���ل فإرادت���ه إحداثه ال غی���ر ذلك، اهلل
منفیة عنه ،وهي من صفات الخ لق ف���إرادة اهلل هي الفعل ال وه���ذه الصفات ّ
ّ
غی���ر ذلك ،یقول له‘‘ :كن’’ فیكون بال لفظ وال نطق بلس���ان وال ّمهة وال تفكر،
ّ
(((
وال كیف لذلك كما أنه بال كیف».
ّ
«قال يل أبو جعفر؟ع؟ :إنه كان يف ما مىض قوم تركوا علم ما وكلوا به وطلبوا علم
وجل ّ ّ ّ ما ّكفوه ىّ
فتحیروا .فإن كان الرجل لیدعی حت انهتى كالمهم إىل اهلل عز
(((
بی یدیه».بی یدیه فیجیب من خلفه ،ویدعى من خلفه فیجیب من ن من ن
مفا أعظم إعجاز اختالف املراتب _ عند الفیلسوف _ واالختالف باالعتبار واألوهام _
ّ
املتجز ية الالمتناهیة ذات عند العارف _ حیث یصبح هبما حقیقة الوجود البس���یطة غیر
ّ
وتلیات وأجزاء وأبعاض ومقادیر!!
ألوان ج
و إن أنت ّ
مغتر بش���عر كالمهم ومعجب بسحر بیاهنم فاستمع ملا یلىق إلیك من الوحي
ّ ً ن املبی عىل لسان الشهداء عىل خ
ن
أمجعی ردعا عن ذلك كله: اللق
ّ
املتجز ية ،طو یلة ،عر یضة ،ثقیلة، كیف میكن أن تصبح حقیقة الوجود البس���یطة غیر
ً ً ً خفیف���ةّ ،
ح���ارة ،ب���اردةّ ،
متحركة ،س���اكنة ،أضدادا وأش���كاال وأزواجا؟! ألیس���ت املرتبة
الشدیدة واجدة للضعیفة عندهم وأ كثر؟! وهم ّ
مصـرحون بقوهلم:
ّ
«إن الواجب لذاته تمام كل شيءّ (((.إن تمام الشيء هو الشيء وما یفضل علیه!!»
((( ّ
ن
املؤمنی؟ع؟ : أمیر
ّ ّ
شء بلطف تدبی���ره موضعه، ي كل «فق���در م���ا خلق فأحكم تقدی���ره ،ووض���ع
شء حم���دود منزلته ومل یقصـ���ر دون االنهتاء إىل ّ
ووجه���ه جبه���ة فلم یبلغ منه ي
مسه ،وال باملض إىل إرادته ،بال معاناة للغوب ّ
ّ ّ
مش���یته ،ومل یس���تصعب إذ أمر
ي
فمت خلقه وأذعن لطاعته... مكائدة ملخالف له عىل أمرهّ .
ّ وهنى مع���امل حدودها ،وال مئ بقدرته ن فأقام من األش���یاء أودهاّ ،
متضاداهتا، بی
ً
وفرقها أجناسا خمتلفات يف األ قدار بی ألواهناّ ، ووصل أسباب قرائهنا وخالف ن
والغرائز واهلیئات ،بدایا خال ئق أحكم صنعها ،وفطرها عىل ما أراد وابتدعها...
اللیل بتبائن أعضاء خلقه ،وبتالحم أحقاق شبه ّربنا جأیهّ ا السائل؛ إعلم ّأن من ّ
ّ
مفاصله���م املحتجبة بتدبیر حمكته أنه مل یعقد غیب ضمیره عىل معرفته ،ومل
ّ ن ّ
ن
املتبوعی، ن
التابعی عن كأنه مل یسمع ّ
بتبـر ي الیقی بأنه ال ّند له، یشاهد قلبه
. 1التوحيد.439 ،
ن
حسي ،هناية احلمكة.277 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .2
ي
ن ّ ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،هناية احلمكة.269 ، .3
ي
ءایشألا ةقیقح 437
شء ممتنعة _ كما یقوله العارف والفیلسوف _ وال میكن إن كانت خلقة األشیاء ال من ي
ّ ّ لاّ
والتجل والظه���ور أو بتعبیر أصـرح عىل حنو ي د والتول الصدور حن���و عىل تفس���یر وجودها إ
ّ ّ
والتغیر ،مفن الذي یعذبه اهلل تعاىل بظلمه عىل نفسه وغیره، االستحالة والتبعیض والتجزئة
الاطئة ّ اإلهلیة إىل األوهام واأل فكار خ احلقة ّ ّ
الترابیة؟! وضاللته و إضالله الناس عن املعارف
ّ ُ ُُ ُ ُ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ُ َ َّ
ى َن ْح ُن أ ْب ُ
ناء اهلل َوأ ِح َّب ُاؤ ُه ق ْل ف ِل َم ُي َع ِذ ُبك ْم ِبذن ِوبك ْم النصار <وقال ِت اليهود و
َ ّ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َ ٌ َّ ْ َ َ َ َ ْ ُ َ ْ َ ُ َ ُ َ ّ ُ َ ْ َ ُ َ ُ ْ ُ
بل أنتم بشر ِممن خلق يغ ِفر ِلمن يشاء ويع ِذب من يشاء و ِلله ملك الس ِ
ماوات
َ ْ َْ
(((
َوالأ ْر ِض َوما َب ْي َن ُهما ِوإل ْيهِ ال َمصير>.
هذا ،وقد تعترف الفلسفة:
ّ
والس���نة ّأن اهلل تعاىل ال ّ
الضـ���روري الثابت بالضـرورة م���ن الكتاب ّ
«إن م���ن
يقض باحلدوث،
ي يوصف بصفة األجس���ام ،وال ينع���ت بنعوت املمكنات ّمم���ا
ويالزم الفقر واحلاجة».
(((
الالق ،وروابط بالنسبةعي وجود خوللسائل أن يسأل :إذا كانت املوجودات عندكم ن
ّ ّ
ضـ���روري ما يدل عليه إلي���ه غي���ر خارجة عنه ،فكيف ميكن اال لت���زام مبا تعتـرفون ّأن من
الكتاب والسنة هو ّأنه تعاىل ال يوصف بصفة األجسام ،وال ينعت بنعوت املمكنات ؟!
ّ ّ
والتغير باألطوار واألحوال جل وعال ال تكون قابلة ّ
للتطور البدهیي ّأن ذات اهلل
ّ ّإن من
بتطو ر ذات اهلل تعاىلوالش���ؤون املختلفة ،ولكن املعرفة البش���ـر ّية مبتنية عىل االعتق���اد ّ
ّ ً خ ّ
كتاب هناية
وعينية وجود الالق واملخلوق خالفا للعقل وضـرور يات األديان ،وترى يف ي
ّ ً بأن ّاحلمك���ة وبدایهتا الق���ول ّ
بالتط���ور ال بالتأثیر تقدم الوجود ع�ل�ى الوجود مطلقا یكون
واإلیاد! كما ّأن فهيما:ج
ّ ّ «تق���دم الوجود على الوجود فهو ّ
ّ
بالعلية إذ ليس بينهما تأثير وتأثر تقدم آخر غير ما
مفعولية بل حكمهما حكم ش ��يء واحد له ش ��ؤون وأطوار وله ّ
تطور ّ وال ّ
فاعلية وال
من طور إلى طور».
(((
لي���س لذات اهلل تعاىل وعلمه داخل وخارج و إمجال وتفصيل ،والقول بذلك موهون
ً ن ّ ً
الكتاب�ي��خالف���الضـ���رورةالعق���لوالوح���ي:ج���دابلتناقضواض���حولك���نت���رى يف
ًّ ً
إجماليا في عين بناء على ما س ��يجيء من ّأن ل ��ه تعالى علم ��ا
«وكالواج���ب تعال���ى ً
((( ّ
التفصيلي». الكشف
ًّ ً
تفصيليا في «فما سواه من شيء فهو معلوم له تعالى في مرتبة ذاته المتعالية علما
وأما ّ ًّ
الماد ّية المجردة منها فبأنفسها ّ
ّ إجماليا في عين التفصيلّ ...أما عين اإلجمال و
ّ ً
ّ
إجمالي في م���ر ّأن للواجب تعالى علما ...وأنه علم المجردةّ .
فتبين بما ّ ّ فبصوره���ا
ًّ ً التفصيلي ّ
ّ
تفصيليا بما سوى ذاته من الموجودات وأن له تعالى علما عين الكشف
ً
ف���ي مرتب���ة ذواته���ا خارج���ا م���ن ال ��ذات المتعالي ��ة وه ��و العلم بع ��د اإليج ��اد».
(((
((( ّ
اإلمكانية كائنة ما كان ��ت ...محاطة له بمعنى م ��ا ليس بخارج». «الوج���ودات
« ...يكش���ف بتفاصي���ل صفات���ه الت ��ي هي عي ��ن ذاته ّ
المقدس ��ة عن إجم ��ال ذاته
(((
كالواجب تعالى.»...
ّ ً ً
«ولم���ا كان الواج���ب تعال���ى واح ��دا بس ��يطا م ��ن كل وج ��ه ال يتس� � ّـرب إليه جهة
ًّ ً ّ ً ّ ّ كث���رة ال ّ
تفصيليا في عين وجودي وجدان ��ا خارجية واجدا لكل كم ��ال عقلي���ة وال
(((
اإلجمال».
ّ ًّ ً
التفصيلي».
(((
إجماليا في عين الكشف «فهو معلوم عنده علما
ّ
والس���نة ىّ ً ُ ّ
حت تظه���ر قیمة ما قالت���ه العرفاء يف هذا فهلم���وا نت���ل نصوصا من الكتاب
املضمار:
حسي ،بداية احلمكة.91 ، ن حممد الطباطبائّ ، ّ .1
ي
ن
الطباطبائ ،حممد حسي ،هناية احلمكة.289 ،ّ ّ .2
ي
ن
حسي ،هناية احلمكة.301 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .3
ي
ن
الطباطبائ ،حممد حسي ،هناية احلمكة.308 ، ّ ّ .4
ي
حسي ،هناية احلمكة.315 ، ن حممدالطباطبائّ ، ّ .5
ي
ن ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،بداية احلمكة.163 ، ّ .6
ي
444 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ْ َّ َ ْ َ َ ُ
���ة َو ُه ْ ْ َ ���ج ُد م���ا ف���ي َّ
<و ِلل���ه َي ْس ُ
���م ل���ا لائك ���ماوات َوم���ا فِ���ي ال���أ ْر ِ
ض ِم���ن داب���ةٍ والم ِ ِ الس ِ
َ
ْ
(((
َي ْس َتكبـرون>.
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
ً
(((
«وال ینقلب شأنا بعد شأن».
«مل حیلل فهیا فیقال :هو فهیا كائن».
(((
ّ ّ
«متملك عىل األشیاء ..قد خضعت له رواتب الصعاب يف حمل ختوم قرارها،
وأذعنت له رواصن األسباب يف منهتى شواهق أقطارها ..،فال هلا حمیص عن
إدرا ك���ه ّإیاه���ا ،وال خروج عن إحاطت���ه هبا ،وال احتجاب ع���ن إحصائه هلا ،وال
امتناع عن قدرته علهیا».
(((
ّ
وال یفوت���ه الس���ـر یع مهنا فیس���بقه ...خضعت األش���یاء له فذلت مس���تكینة
لعظمته ،ال تس���تطیع اهلرب من س���لطانه إىل غیره فتمتنع من نفعه ّ
وضـره...
حت یصیر موجوده���ا كمفقودها .ولیس فناء الدنیا هو املفن هل���ا بعد وجودها ىّ
ي
بع���د ابتداعه���ا بأعجب من إنش���اهئا واختراعها ...بال قدرة مهن���ا كان ابتداء
خلقه���ا ،وبغی���ر امتناع مهن���ا كان فناؤه���اّ ...مث هو یفنهیا بع���د تكویهناّ ...مث
یعیدها بعد الفناء من غیر حاجة منه إلهیا».
(((
إىل یومن���ا ه���ذا يف واح���د بعد آخر .ف���إذا كان الخ ال���ق يف ص���ورة املخلوق فبما
ّ
یستدل عىل ّأن أحدهم خالق صاحبه؟!
ّ
وقال���وا ّإن املال ئك���ة من ولد آدم ،كل من صار يف أع�ل�ى درجة دیهنم خرج من
ً ً
منزل���ة االمتح���ان والتصفیة فهو ملك ،فطورا ختاهلم نصاری يف أش���یاء وطورا
(((
دهر ّیة ،یقولونّ :إن األشیاء عىل غیر احلقیقة».
اإلمام الكاظم؟ع؟ :
ّ ّ
(((
«استوىل عىل ما دق وجل».
اإلمام الرضا؟ع؟ :
ّ
أجل ّأنه عال األشیاء بـركوب فوقها وقعود علهیا وتسنمّ ّ
«وأما الظاهر فلیس من
لذراها ،ولكن ذلك لقهره وغلبته األش���یاء وقدرته علهیا كقول الرجل :ظهرت
أعدائ ،وأظهر ين اهلل عىل خصمي خیبـر عن الفلج والغلبة فهكذا ظهور ي عىل
اهلل عىل األشیاء.
ّ ّ ّ ّ
املدبـر لكل ما یرى، شء ،وأن���ه
ي علیه یخىف ال أراده ملن الظاه���ر هأن ووج���ه آخر
ّ ً ّ
فأي ظاهر أظهر وأوضح أمرا من اهلل تبارك وتعاىل فإنك ال تعدم صنعته حیثما
توجهت وفیك من آثاره ما یغنیك ،والظاهر ّمنا البارز بنفسه واملعلوم ّ ّ
(((
حبده».
ّ ّ
«وأم���ا القاه���ر ...فإنه لیس عىل ع�ل�اج ونصب ...ولكن ذل���ك من اهلل تبارك
ّ ّ وتع���اىل ع�ل�ى ّأن مجیع ما خلق ّ
متلب���س به الذل لفاعله وقل���ة االمتناع ملا أراد
ّ به مل خیرج منه طرفة ن
(((
عی غیر أنه یقول له :كن ،فیكون».
فالوج���ود الذي هو فیضه وأثره المجعول واح ��د غیر كثیر ومطلق غیر محدود وهو
المطلوب.
فم���ا یترائى في الممكنات من جهات االختالف التي تقضي بالتحدید من النقص
والكمال والوجدان والفقدان عائدة إلى أنفسها دون جاعلها...
ّ ّ
فال���ذي تفیضه العلة المفیضة من األثر واحد مطلق ،لكن القوابل المختلفة تكثره
ً ً بإختالف ّ
قابلیتها ...كالشمس التي تفیض نورا واحدا متشابه األجزاء لكن األجسام
تتصـرف فیه على حسب ما عندها من ّ
القوة واالستعداد. ّ القابلة لنورها
واقعیة ،فإن كان ما ّ
عد منش ��أ لها ّ فإن قلت :ال ریب في ّأن هذه االختالفات أمور
وهمیة غیر ّ ً
أمورا ّ ّ
واقعیة لم یكن إلس ��ناد هذه األمور الماهیات واالس���تعدادات من
ّ ّ
الواقعیة إلیها معنى ورجع األمر إلى الوجود الذي هو أثر الجاعل الحق وهو خالف
ً
وهمیة كانت من سنخ واقعیة غیر ّ
أمورا ّ ما ّادعیتموه من إطالق الفیض ،و إن كانت
ً
الوجود الختصاص األصالة به ،فكان االس ��تناد أیضا إلى فعله تعالى وثبت خالف
ّ
المدعى.
قل���ت :ه���ذا النظ���ر یعی���د الجمی ��ع إل ��ى س ��نخ الوج ��ود الواح ��د وال یبق ��ى معه من
ظل ّي قائم بوجود واحد ّ ّ
أصلي وال یبقى االختالف أثر ،بل یكون هناك وجود واحد
ّّ
لهذا البحث معه من االختالف أثر ،بل یكون هناك وجود واحد ظلي قائم بوجود
ً ّ واحد ّ
أصلي وال یبقى لهذا البحث على هذا محل أصال.
وبعب���ارة أخرى :تقس���یم الموجود المطلق إلى ّ
ماهیة ووجود ،وكذا تقس ��یمه إلى ما
وقسم األشیاء إلى ّ
ماهیة ّ
بالقوة وما بالفعل هو الذي أظهر الس ��لوب في نفس األمر ّ
ّ
وفعلیة تقابلها. ّ
للفعلیة للماهیة ،وكذا إلى ّقوة فاقدة
ّ قابلة للوجود ووجود مقبول
ّ
وأم���ا إذا رجع الجمیع إل���ى الوجود الذي هو حقیقة واحدة مطلقة لم یبق للبحث
ً ً ّ
عن س���بب االختالف محل وعاد أثر الجاعل وهو الفیض واحدا مطلقا ال كثرة فیه
ا
ةّلاضلا ةّینافرعلا ةدحول 449
وال ّ
حد معه فافهم ذلك».
(((
طابیة والشعر ّیة املغر یة ال ّ والتحرز عن إغفال الناس بالوجوه خ ّ یقض به االنصاف عىل ما
ي
احلقة الت ال تتثنىّ ّ ً ّ صح أن ّ ـ ،فإن ّ
ي بالوحدة واحدا بة املرك املعان
ي تسمى أمثال ذلك من
لاّ وال ّ
تتكرر ،مفا هي إ مضاهئة لقول الذین خالفوا العقل والنقل من قبل:
ك ْم ما َأ ْن َز َل اهلل بها م ْن ُس ْلطان إنْ ْ َ َّ َ ْ ٌ َ َّ ْ ُ ُ َ ْ ُ ْ َ ُ ُ
ِ<إن ِهي ِإلا أس���ماء س���ميتموها أنتم وآباؤ
ٍ ِ ِ ِ
ْ َ َّ ُ َ َّ َّ
الظ َّن َوما َت ْه َوى ْال َأ ْن ُف ُس َو َل َق ْد َ
(((
جاء ُه ْم ِم ْن َر ِّب ِه ُم ال ُهدى>. يت ِبعون ِإلا
ً ّ
شء مقتضیا « . 6األ ثر املجعول» عند أصحاب الفلس���فة هو ما یفس���ـر بكون وجود ي
ً ً
شء وعن قدرة ي م���ن ال آخر ش���یئا ء ش ي اد بإی
ج موجودا شء آخ���ر ،ال م���ا یكون لوج���ود ي
تام ،فإنهّ م یقولون: واختیار ّ
«م���ن المبـرهن علیه ّأنه فاعل ّ
تام لمجموع ما س ��واه ...فهو مبدء لما س ��واه ،منبع
لكل خیر ورحمة بذاته ،واقتضاء المبدأ لما هو مبدء له ض ّ ّ
(((
ـروري».
ّ
وهذا التفس���یر خمالف ملا یدل علیه العقل والنقل من ّأن اهلل تعاىل هو خالق األش���یاء
شء ،وال يكون وجود األشیاء من مقتضیات ذاته وال مراتب وجوده أو وموجدها ال من ي
ً
صورا خمتلفة عن حقیقته.
ّ ً ً ّ لاّ ّ
شء ي كل عن متعالیا ء شي لكل مبائنا یكون أن إ ءشي كل . 7ال یلیق بالذي هو خالق
عددیة ّامتدادیة ّ
ّ ّ سبحانه وتعاىلّ ،
متجزئة وبذلك تكون قابلة للوجود فإن األشیاء كلها ذوات
بی خجل وعال یكون عىل خالف ذلك ّكله ،فالقول بضـرورة املسانخ ة ن ّ والعدم ،خ
الالق والالق
الطأ.بی اهلل تعاىل وخلقه من أوضح خ الفاعل املختار وفعله ،واالعتقاد بوجوب التسانخ ن
. 8الق���ول ّ
بتعدد املوجود املطلق غیر املحدود (الص���ادر واملصدر) .من الغرائب وهم
یعترف���ون بامتناع ذلك بأعىل أصواهتم ،بل هو نفس دلیلهم عىل وحدة الوجود واحنصار
الوجود عىل زعمهم بوجود واجهبم.
ّ
. 9الذات غیر املمتنعة عن التركب لذاهتا _ بل بش���ـرط عدم تناههیا ووحدة الصادر
ّ ّ
الذاتیة إلهیا ولو عهنا وعدم تألفها من وجود وعدم و _ ...وهي القابلة لسـر یان املناقضة
عىل بعض التقادیر املمكنة فهو الواجب املشـروط ال الواجب لذاته كما قلناه.
ًّ ًّ
الواقعیة بألفاظ شعر ّیة
ّ عقلیا فال یناسبه التعبیر عن احلقائق . 10إذا كان البحث بـرهانیا
ّ ّ ّ
الت تلزم مهنا املحاالت.ووجوه خطابیة _ كالوحدة احلقة الظلیة _ ي
. 11جهات اختالف املمكنات راجعة إىل إرادة منشهئا وخالقها الذي خلقها وأنشأها
ال من شء ،وال معىن إلرجاع ذلك إىل أنفس���ها واختالف قابلیاهتا واس���تعداداهتاّ ،
فإن ي
شء لیس له وجود سابق، ّ
استعداد الىشء متفرع عىل وجوده السابق ،واملخلوق ال من ي
واستعداده _ كأصل وجوده _ ینسب إىل موجده ال نفسه ،و إن كانت الفلسفة والعرفان
ّ ّ
البدهییة من بدو تولدمها إىل اآلن. مل تخ ضعا هلذه احلقیقة الواضحة
ً ً ّ
وم���ا مث���ل به لذلك من إفاضة الش���مس نورا واحدا متش���ابه األجزاء عىل األجس���ام
فإن وجود األشیاء القابلة للنور ال تنسب ّ
قابلیاهتا ال إىل ّ
القابلیة ال یناسب املقامّ ، املختلفة
شء. الشمس وال إىل أنفسها ،بل تنسب إىل خالقها وموجدها ال من ي
ّ ً ً
مبعدا عن معرفة . 12التمثیل بالشمس وكون نورها واحدا متشابه األجزاء إن مل یكن
ً ً
یقرب مهنا شیئا ،بل التمثیل بذلك یؤ ّید ما ّبی ّناه مرارا عدیدة من عدم إمكان فرار اهلل فال ّ
الال���ق تعایل وفیضه الصادر عهنا أصح���اب الفلس���فة والعرفان من اال لتزام بكون ذات خ
ً
تصـرحیا ّ وتطو راتّ .عددیة ذات أجزاء وأبعاض ّ ّ
بأن النور و إن فإن يف ذلك عندهم حقیقة
ّ ً ً ّ ّمسي حقیقة واحدة بسیطة ّ
ولكنه یكون مركبا ذا مراتب خمتلفة ،ومتشكال من أجزاء متشاهبة.
ّ
واملاهیة مب���ا ّقرروه باطل . 13الق���ول بإصال���ة الوجود بل وتصو یرهم مس���ألة الوجود
ً
موضوعا .بل األنسب مبا یر یدونه من مسألة أصالة الوجود هو أن یقال يف تصو یرها:
والواقعیات هل هي حقیقة حمضة ال متناهیة موجودة بذاهتا ّ ّإن م���ا ن���راه من احلقائق
ً ّ ّ ً
املتحصصة باحلصص املختلفة واملتجلیة بالصور املتبائنة أزال غیر قابلة للعدم مطلقا ،هي
452 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ن
الباحثي املاهية ،و إن مل ّ
يتنبه إىل ذلك كثير من ّ . 1وهذا هو حقیقة مذهب أصالة الوجود واعتبار ية
واملفن�ي�� عمرهم يف ذلك .فتنزل عىل أس���اس هذه النظر ّية
ن ن
الفان�ي�� يف دراس���ة الفلس���فة والعرفان،
ً
مسألة أن يخ لق اهلل تعاىل شيئا ال من شـيء أو يعدمها و ميحو رمسها عن صفحة الوجود _ وهو أساس
ما تخ ضع لديه العقول وترمسه لنا األديان _ منزلة األساطير املوهومة!
بإياد خالقها، .2واعلم ّأنه إذا قلنا بكون األشياء حقائق واقعية قابلة للوجود والعدم لذاهتا خ
وملوقة ج
ّ ّ ّ
التبطالن القول بأصالة الوج���ود ،يدل عىل بطالن القول بأصال���ة املاهية ي فمك���ا يدل ذلك ع�ل�ى
ً ّ
تصورها لنا الفلسفة أيضا.
الت قد ّ ّ ّ
وذلك أن املاهية ال تكون عىل هذا املسلك احلق هي احلدود املنتزعة عن حقيقة الوجود ي
ّ
املاهية عىل هذا الوجه يكون بنفس���ه من ال ّ
ارجية ،بل تعر يف ف���رض أصالته وه���ي غير اهلو ّيات خ
املحرف عن املاهية عىل هذا التعر يف َّ
ّ متفرعات القول بأصالة الوجود ،فكيف ميكن القول بأصالة ّ
حقيقة معناه؟
تخ ّ
والعجب ّممن يزعم ّأنه ميكنه القول بأصالة الوجود مع إمكان لصه عن االعتقاد بوحدة الوجود،
ّ واالحتراز عن اال لتزام بكون خ
املتجل بصور األعيان والكائنات،
ي الالق تعایل هو املوجود الال متناهي
يتنبه إىل ّأن القول بأصالة الوجود هو نفس القول بوحدة الوجود ال غير!!ومل ّ
ا
ةّلاضلا ةّینافرعلا ةدحول 453
موج���ودة ف���ي الخ���ارج وذات مص ��داق خارج � ّ�ي باعتب ��ار المعن ��ى الثان ��ي ،بمعنى
ً ّ
والماهي���ة مع���ا بكونهم ��ا موجودي ��ن في الخ ��ارج بإيج ��اد واحد، أصال���ة الوج���ود
ً ً ّ
الماهي���ة موج���ودة بالوج���ود ،والوج ��ود موج ��ودا بنفس ��ه دفعا للتسلس ��ل وك���ون
ً ًّ ّ ً
حدا له وس ��ببا والماهي ��ة م���ن غي���ر الحكم بك���ون الوجود أص�ل�ا من ه ��ذه الجهة
ً ً
أصال وجه ��ة ّ ّ ّ
التقوم بنفس ��ه ،والوجود أص�ل�ا من جهة الماهية لتعين���ه ،ب���ل تك���ون
ّ ًّ ً ّ ّ
(((
تركيبيا ،فهو حق ال يناف ��ي ما ذكرنا. التحصل بنفس���ه ،ويك���ون كل ممكن زوج ��ا
ّ
الماهية بالمعنى الثاني ،فال اعتبار به؛ لبداهة حكم العقل ّ
اعتبارية و إن كان مراده
ّ
والماهية بالمعنى الثاني ،كما ال يخفى. بوجود الذات
الماهي���ة بالمعنى ّ
األول ،وأصالة الوجود بالمعنى المذكور ّ ّ
اعتبارية و إن كان مراده
ّ لفظي؛ ف � ّ ّ
ولكن النزاع ّ ّ ّ
الماهية �إن القائل بأصالة س���يما بمعنى منش���أ األثر فهو حق.
ّ
وعرضية الوجود ال ع ��دم كونه ذا الماهية بالمعن���ى الثان ��ي ال ّ
األول ّ يق���ول بأصال���ة
ّ
حقيقي، ّ
خارجي ،والقائل بأصالة الوجود يقول بكونه ذا مصداق ّ
حقيقي مصداق
الماهية بالمعنى ّ
ّ ّ ً
األول ال الثاني. اعتبارية ال عدم كونه عرضا في الممكن مع
ّ فما يثبته أحد الفريقين ال ينفيه اآلخر ،وما ينفيه اآلخر ال يثبته ّ
األولون ،فمتعلق النفي
((( واإلثبات مختلف ،وليس النزاع إلاّ بحسب اللفظ ،وليس هذا ّ
مما يليق بالعلماء».
ّ
القائلی بخ لق العامل ال
ن املتكل ن
می وهذا كما قلت موافق لعقيدة أهل األدیان وعلمائنا
شء.من ي
يّ
الفلسف: ّمث هو ّقدس ّ
سـره یقول يف أصالة الوجود
ّ
المتنزل «والحم���ل على أصالة الوجود بمعنى كون جميع الوج ��ود وجود الواجب
التصوف _ موجب للكفر والخروج عن الدين».ّ في الممكنات _ كما يقوله أهل
القائلی خ
ن ّ
واملتكل ن
باللق ال من شـيء. می . 1أقول :وهذا موافق لعقيدة أهل األدیان
ن یّ االستراباديّ ،
ّ
حممد جعفر ،املتوف ،1263البـراهي القاطعة يف شـرح جتر يد العقائد الساطعة101 _ 100 ،. .2
454 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ . 14إن االختالف���ات املوج���ودة يف األش���یاء ه���ي أمور ال یعتر هیا ر ی���ب ،و إنكار ذلك
یكون من أظهر مصادیق السفسطة والعمى ،وقد قال اهلل تعاىل:
َ َ َْ ََُ ْ
ً ((( ُ َ ْ َ
َ ّ َ َ
آخرةِ أعمى وأضل سبيلا>. <و َم ْن كان في ِ
هذهِ أعمى فهو فِي ال ِ َ
المیع راجع إىل الوجود الذي هو حقیقة واحدة مطلقة ...وهو نفس وجود خ
الالق ّ
ف���إن ج
املتعال ،وهو قوهلم« :لیس ف الدار غیره ّدیار»!! یقول إبن ّ
عرب:
ي ي
الس���ـر الذي ف���وق هذا في مثل هذه المس ��ألة ّأن الممكن ��ات على أصلها من
ّ ّ
«ثم
ّ لاّ
الع���دم ولی���س وج���ود إ وجود الحق بص ��ور أحوال م ��ا هي علی ��ه الممكنات في
ّ ّ
(((
أنفسها وأعینها فقد علمت من یلتذ ومن یتألم».
«شـرح :أي األعیان الممكنة باقیة على أصلها من العدم ،غیر خارجة من الحضـرة
شمت رائحة الوجود بعد ،ولیس وجود تقدم :واألعیان ما ّالعلمیة كما قال في ما ّ
ّ
لاّ ّ ّ ّ ً ّ لاّ
متلبس ��ا بصور أحوال الممكنات ف�ل�ا یلتذ بتجلیاته إ ف���ي الخارج إ وجود الحق
ّ ّ
(((
الحق ،وال یتألم منه سواه».
ّ لاّ
فما ّثم موصـول ومـا ّثم بائن «فلم یبق إ الحق لم یــبق كائن
ُ لاّ
(((
بعیـني إ عیــنـه إذ اعــاین» بـذا جاء برهــان العیـان فمــا أری
ّ ّ ّ
بحد كل «إنه عین األشیاء واألشیاء محدودة و إن اختلفت حدودها فهو محدود
مسمیات المخلوقات للحق ،فهو الساري في ّ ّ یحد شيء إلاّ وهو ّ
حد محدود ،فما ّ
والمبدعات».
(((
ّ
اليعقوب.96 / 1 ، الفص . 1ابن عر ّب ،فصوص احلكمّ ،
ي ي
.2شـرح فصوص احلكم.674 ،
. 3ابن عر يّب ،فصوص احلكم.93 ،
اهلودي.111 ،ّ الفص . 4ابن عر ّب ،فصوص احلكمّ ،
ي
ّ ّ ّ
. 5ابن عر يب ،فصوص احلكم ،الفص النوحي.68 ،
456 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ً
فضال ع���ن تناقضه مع ما ّ
تقدم من القائل وم���ن عجیب الكالم املتناقص يف نفس���ه،
نفسه هو قوله:
ّ
«فهوعین كلشيءفيالظهور وماهوعیناألشیاءفيذواتها،بلهوهوواألشیاءأشیاء».
(((
«فالرب ّ
ّ ّ ّ
(((
رب ،والعبد عبد». (((
«فالحق حق ،واإلنسان إنسان».
واألعج���ب من ذلك ّكل���ه مزعمة من ّ
توهم ّأن هذه الكلمات املتناقضات يف أنفس���ها
ً ن
عرب» صـر حی���ا يف االعتقاد بـ «وحدة
تك���ون هي وج���ه التوفیق بی ما صدر ع���ن «إبن ي
یقض به العقل والبـره���ان والضـرورة والكتاب اللق ،ن
وبی م���ا الوج���ود» و إن���كار وجود خ
ي
شء «هو هو» و»هو ّ ّ ّ
والس���نة م���ن ضاللة من تفوه هبذه اهلف���وات ،فإن االعتقاد بك���ون ي
غیره» یكون من أظهر مصادیق التناقض عند العقول السلیمة الت تعرف الرجال ّ
باحلق ي
احلق بغیره .قال موالنا اإلمام الصادق؟ع؟ : وال تعرف ّ
«یا جاهل ،إذا قلت لیس���ت هو فقد جعلهتا غیره ،و إذا قلت لیست غیره فقد
جعلهتا هو».
(((
▪ ّإن األش���یاء صدرت عن نف���س ذات الخ الق تعایل فیج���ب أن یكون بیهنما
سنخیة ّ
تامة وشباهة كاملة ّ
ن
املنتمی إلهیا بـ ‘‘ :احلمكة املتعالیة»: الدیدة ّ
املسماة عند وتقول الفلسفة ج
ً
▪ ّإن األشیاء هي مراتب ذات الواحد األحد وال موجود سواه مطلقا
ّ
المتسمون بالعرفاء: ویقول
▪ ّإن األش���یاء هي ت ّلیات ال���ذات ّ
القدوس ،واألش���كال املختلفة من حقیقة ج
ّ
متش���تتة و ...لی���س يف الدار غیره ّدیار ،ال خالق وجود الخ القّ ،
املتغیرة بصور
ً ً ّ لاّ وال خملوق ،وال عابد وال معبود ،وال ّ
تعدد وال تكثر إ ومها وجهال
ّ
ویردّ هذا الفصل على ذلك كله ببیان:
()1
بخ لاّ ً خ لاّ ّ
شء أبعد من
إن االمتداد ال یكون إ ملوقا ،وخالقه ال یكون إ الفه ،وعلیه فال ي
حقیقة معىن التوحید وأقرب إىل القول بالدهر _ بل هو القول بالدهر بعینه _ من احلكم بصدور
ّ ذوات األشیاء عن صممی ذات خ
الالق ،أو جتلیه يف صورة ذوات األشیاء وأعیان املمكنات.
الالق واملخلوق ،وامتناع انفكاك وجوده عن بی خالسنخیة ن
ّ وال جمال للقول بوجوب
خلقه ،ووجوب كون األش���یاء بذواهتا ف ذات���ه املتعالیة _ ولو بنحو أعىل ّ
وأمت( ،وال تغفل ي
تغن القائل هبا
ي ع���ن ّأن أمثال هذا القیود هي صـرف ألف���اظ ال یعدو معناها ألفاظها ،وال
ً مشتمال بذاته عىل مجیع األجسام ًّ
واملادیات شیئا) عن وجوب اال لتزام بكون وجود إهله
_ املبتنیة عىل قاعدة امتناع إعطاء الفاقد وأمثال ذلك من املوهومات.
اإلمام الرضا؟ع؟ :
ّ ّ
(((
«كل ما یوجد يف الخ لق ال یوجد يف خالقه ،وكل ما میكن فیه میتنع يف صانعه».
ّ
االمت���دادي من األجزاء القابلة للز یادة والنقصان ،هو نفس ّ
ف���إن ما یوجد يف املوجود
الدلیل عىل فقره واحتیاجه وحدوثه ،فكیف یكون ذلك ف خالقه وال یلزم منه خم ّ
لوقیته!؟! ي
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ً ً ّ لاّ ّ ّ
شء ،متعالیا
شء إ أن یكون مبائنا لكل ي«إنه ال یلیق بالذي هو خالق كل ي
ّ
(((
شء ،سبحانه وتعاىل».
ي كل عن
ّ ً
ولتجزأ كهنه ،والمتنع م���ن األزل معناه ،وملا كان للباري «إذا لتفاوت���ت ذاته،
(((
معىن غیر املبـروء».
ً
(((
«إذا لقامت فیه آیة املصنوع».
وبی خلقه المتناع���ه ّمما میكن يف ذواهت���م وإلمكان ذواهتم «فاحلج���اب بین���ه ن
ّ
واحلاد ّ
وال���رب واملر ب���وب، ّمم���ا میتنع من���ه ذاته ،والفت���راق الصان���ع واملصنوع،
واملحدود». (((
((( ّ
«فردان ال خلقه فیه وال هو يف خلقه».
ي
ً ّ ّ
الالق جل وعال یتعاىل عن كل ما یوجد يف خلقه ال ّأنه یكون واجدا لمكاالت ّإن خ
اللق بأسـرها!! _ أي وجودات _ خ
(((
«واملتعال عن الخ لق بال تباعد».
ي
اإلمام الصادق؟ع؟ :
((( ّ
«وأما التوحید فأن ال جت ّوز عىل ّربك ما جاز علیك».
ّ لاّ فال ّخ
السنخیة ،مفا هلم كیف حیمكون؟! القیة ال متكن إ بالتباین ال
رسول اهلل؟ص؟:
ونف التشبيه.
. 1التوحيد ،36 ،باب التوحيد ي
ومعان األخبار.
ي . 2حبار األنوار ،175 / 4 ،عن التوحید
. 3حبار األنوار ،253 / 4 ،عن االحتجاج.
ونف التشبيه.
. 4التوحيد ،33 ،باب التوحيد ي
. 5حبار األنوار ،264 / 4 ،عن التوحيد.
462 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
املكو ن من َّ
املكو ن ،وال القادر من املقدور ،وال الخ الق ّ
كان ذلك كذلك مل یعرف ِ
ً ًّ
(((
علوا كبیرا». من املخلوق ،تعاىل اهلل عن هذا القول
اإلمام الرضا؟ع؟ :
«ل���و كان كم���ا یقول املش�ّب�هّ ة مل یع���رف الخ الق م���ن املخلوق ،وال ال���راز ق من
وصو رهجس���مه ّ بی من ّ املنش فرق ن ئ لكنه هواملنش من املنش���أّ ، ئ املرزوق ،وال
شء». ّ
وشیأه إذ كان ال یشهبه ي
(((
مطلقا ،بل ّكل ما ّ ً ّمث اعلم ّأنه ال یوجد مصداق للتناقض ف ما ّ
عد يف یتصور و یدرك ي
لاّ
املنط���ق م���ن أمثلة التناقض ومصادیقه لیس إ ملكة لالمتداد ،ومن هنا ال میكن ّ
تصو ر
ّ ّ ال ّ الالق واملخل���وق بعنوانه ختبای���ن خ
شء و یكون ملكة ي بكل ق یتعل اص الذي میكن أن
أیضا _ ال میكن إلاّ بعد ّ ً ال ّفإن احلكم بالتباین مبعناه خ لالمتدادّ ،
تصو ر اص _ بل بالتشابه
تصو رالالق واملخلوق حیث ّإن ّ بی خ طرفیه بخ صوصهما ،وذلك بخ الف احلكم بالتباین ن
تصو ر طرف واحد وبی غیره إلاّ بعد ّ الالق ممتنع بالذات فال یكون احلكم بالتباین بینه ن خ
لكل ما میكن أن یدرك و ّ ّ ّ
یتصو ر. شء مبائن _ وهو االمتداد _ مث احلكم بوجود ي
ّ ّ ّ
املعان املتبائنة أو املتشاهبة ي من مونتوه ر نتصو أو للتباین األمثلة من به نأت
ي ما فكل
وأما تباینمعیّ ، ّ
خاص وعدد ن تصور طرفیه بخ صوصهما ف امتداد ّ ال یخ���رج عن إم���كان ّ
ي
مقدمة للحكم بالتباین فقط لیكون ّ املتبائنی ّ
ن بتصور ذات أحد الالق واملخلوق فیكون ّ خ
ّ الالق واملخلوق ،فال ّ بی خ وع���دم التش���ابه بعنوانه ّ
العام ن
ب���د لنا بعد كل مثال لذلك من
أن نقول:
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ّ «بل فوق هذا املثال مبا ال هنایة لهّ ،
ألن األمثال كلها تقصـر عنه((( لكنهّ ا تقود
ومعان األخبار.
ي . 1حبار األنوار ،66 _ 65 / 4 ،عن التوحيد
. 2التوحيد.62 ،
. 3أل نهّ ا ال یخ رج عن إرائة احلقیقة االمتدادیة العددیة.
ّ ّ
466 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
تص���ور طرفیه ن
ش���یئی بعد إم���كان ّ
خ���اص _ وه���و احلك���م بتخالف فللتبای���ن مع�ن�ى
ً ن
ش���یئی ولو مع امتناع ّ بخ صوصهما _ ومعىن ّ
تصور طرفیه معا، عام _ وهو احلكم بتخالف
فقط _ فال وجه ملا یقال:بتصور طرف واحد مهنما ّ بل ّ
ً
ش���یئا غیر التباین ن ب�ی�� خ
إن كان مع�ن�ى التبای���ن ن
ب�ی�� املخلوقات فال الالق واملخلوق
فائدة يف احلكم به علیه.
ّ
ألنا نقول:
املتبائنی بخ صوصهما يف املقدار والعدد ال یكون
ن طرف ّ
إن احلكم بالتباین بعد تصور ي
ّ
بتصو ر أحد طرفیه بنفسه مع امتناع ّ
شیئی ّن وأما احلكم بالتباین نللمتجزئّ ،ّ لاّ
تصو ر بی إ
ً لاّ
طرفه اآلخر إ بعنوان ّأنه شء بخ الف األشیاء _ بال ّ
تصوره بنفسه _ ال مانع منه أصال، ي
ن ً
وال یقصـ���ر عن إف���ادة معىن التباین بیهنما ش���یئا ،وبذلك ظهر الفرق ب�ی�� ّ
تصور موضوع
ّ
والعام. اص ال ّ التباین خ
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
«ومن قرنه فقد ّثناه ،ومن ّثناه فقد ّ
جزأه».
(((
ّ
(((
«لشهادة كل صفة أنهّ ا غیر املوصوف».
(((
«مبائن جلمیع ما أحدث يف الصفات(((».
«ولیس جبنس فتعادله األجناس ،وال بش���بح فتضارعه األشباح ،وال كاألشیاء
(((
ً «ومن شبهّ ه خبلقه فقد ّ خ
اتذ مع اهلل شـر یكا».
اإلمام الكاظم؟ع؟ :
أيفحشأوخناءأعظممنأنیوصفخالقاألشیاء «إناهللتعاىلال یشهبهشء ّ ّ
ي
ًّ ً
(((
علوا كبیرا». جبسم أو صورة ،أو خبلقة ،أو بتحدید وأعضاء ،تعاىل اهلل من ذلك
اإلمام الرضا؟ع؟ :
(((
«ما عرف اهلل من شبهّ ه خبلقه».
َّ ْ َ َّ ْ َ
ش���به اهلل خبلقه فهو مش���ـركّ ...مث تال<ِ ...إنما َيفت ِري الك ِذ َب ال ِذ َين لا
«من ّ
َ ُ ْ ُ ُي ْؤم ُن َ
(((
كاذ ُبون>».
ولئك ه ُم ال ِ
آيات اهلل َوأ ِ
ون ِب ِ ِ
اإلمام اهلادي؟ع؟ :
«وتعاىل اهلل عن االشتباه».
(((
السنخیة إلاّ ن
بی ّ الالق واملخلوق مع ّأنه ال متكن
بی خبالس���نخیة ن
ّ كیف میكن احلكم
ش���یئی یوز علهیما االس���تحالة والتجز یة والتركیب والتغییر والتبدی���ل ّ
والتبدل و یكونان ن ج
ن
امتدادیی:
اإلمام الرضا؟ع؟ :
ً
«إن م���ن یصف ّرب���ه بالقیاس ال یزال الدهر يف اال لتب���اس ،مائال عن املهناج،
ّ
ً لاّ ً
(((
ظاعنا يف االعوجاج ،ضا عن السبیل ،قائال غیـر مجیل».
وحد م���ن ا كتهنه ،وال «فلی���س اهلل ع���رف من ع���رف بالتش���بیه ذاته ،وال ّإی���اه ّ
ّ
(((
حقیقة أصاب من مثله ...وال ّإیاه عین من شبهّ ه».
لاّ ّ
یتصور وال یرى وال یدرك إ االمتداد وما یلزم االمتداد من االس���تحالة م���ا ملخل���وق ال
ّ ّ ّ
والتغیر و ...یتكلم من تلقاء نفسه يف املبداء واملعاد؟! أهم والسنخیة والتجز یة والتركیب
اللق إذ یقول اهلل تعاىل: الشهداء عىل خ
ُ ْ ُ ُ َّ َ َ ْ َ ْ َْ َ َ ْ َ َْ ُ َ ّ َ َْ َُُْْ َْ
ماوات والأر ِض ولا خلق أنف ِس ِهم وما كنت مت ِخذ ق الس ِ <ما أش���هدتهم خل
ُْ ّ َ ُ
(((
ين َعضدا>. الم ِض ِل
ًّ ً ّ ّ
فیحسب كل جهل علما وكل باطل حقا!!
ون َس ِبيلا>. ثال َف َض ُّلوا َفلا َي ْس َتط ُيع َ ُ َ َ َْ َ
ك الأ ْم
ُْ َ َ
<انظ ْر ك ْيف ضـربوا ل
(((
ِ
عجل اهلل تعاىل فرجه وأظهر به كلمة التوحید: املهدي ّ
ّ یقول موالنا اإلمام
���ة َفما ُت ْغن ْال ُ
آيات
ْ َ ٌ َ ٌ
بالغ
ِ <حكمة ِ «ال ألم���ر اهلل تعقل���ون ،وال من أولیائه تقبلون ِ
َ َ ُّ ُ
(((
النذ ُر َع ْن ق ْو ٍم لا ُي ْؤ ِم ُنون>». و
لاّ
فط���وىب ّمث طوىب المرء ع���رف قدره ومل یرجع يف حتصیل معارف���ه إ إىل العلماء باهلل
معلمي العقول وه���داة النفوس إىل اهلل تبارك وتعاىل و إىل املعارف اللق ّ الش���هداء عىل خ
ّ
احلقیقیة: ّ
البـرهانیة ّ
اإلهلیة
«كن���ت عند أب جعفر الثان؟ع؟ فأجر یت اختالف الش���یعة ،فقال :یا ّ
حممد، ي ي
ّ ً ًّ ّ ً
ّ
بوحدانیته مث خلق حممدا وعلیا وفاطمة، ّ
متف���ردا ّإن اهلل تب���ارك وتعاىل مل یزل
مفكثوا ألف دهرّ ،مث خلق األشیاء ،فأشهدهم خلقها ،وأجرى طاعهتم علهیا،
. 1التوحيد.35 ،
. 2الكهف (.52 ،)18
. 3الفرقان (.9 ،)25
. 4حبار األنوار ،92 / 99 ،ز یارة آل یس.
470 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
الرب ّ
ان واحلمكة ینبغي ّ
التأمل ف هذه الروایة الش���ـر یفة الت صدرت عن معدن العلم ّ
ي ي ي
الكاف.441 / 1 ،
ي .1
. 2عيو ن أخبار الرضا؟ع؟.276 / 2 ،
أب طالب؟ع؟.
. 3حبار األنوار ،349 / 10 ،عن مناقب آل ي
هردصمو ءایشألا سفن مأ ؟ءایشألا قلاخ وهأ هلالج ّلج هللا 471
مبـرر للقول بصدور األشیاء حت تعلم هل یكون هناك ّ اإلهلیة ف وضوح معناها ودال لهتا ،ىّ ّ
ي
ّ ً
ع���ن الواح���د الصمد الذي مل یلد ومل یول���د ،ومل یكن له كفوا أح���د؟! أو االعتقاد بتجلیه
الالق بی خ
بالس���نخیة والش���باهة ن
ّ وظهوره يف صور األش���یاء وأعیاهنا؟!! أو إمكان القول
واملخلوق؟!
ُّ َ َ ْ َ ْ َْ ُ َ ْ َ ْ َ ُْ ُ ُ ّ َّ
(((
الص ُدور>. وب ال ِتي فِيلكن تعمى القل ِ<إنها لا تعمى الأبصار و ِ
ُ َ ُ ًَ َ َ َ
(((
<و َم ْن ل ْم َي ْج َع ِل اهلل ل ُه نورا فما ل ُه ِم ْن نور>.
اإلمام الصادق؟ع؟ :
َ َُ ً َُ ُ ً ََ ْ َ
هلل له نورا> :إماما من ولد فاطمة علهیا الس�ل�ام <فما له لا ���ن ل ْم َي ْج َع ِ «<وم
ُ
(((
ِم ْن نور> :إمام یوم القیامة».
ّ
ومع هذا كله فالعجب من الفلسفة وهي تقول:
((( مما ال یعتریه ریب ،وال ّ
یتطرق إلیه شائبة دغدغة». السنخیة بین الفاعل وفعله ّ
ّ «إنّ
ّ ً ً لاّ ّ
«إن الواحد ال يصدر عنه إ الواحد ولما كان الواجب تعالى واحدا بسيطا من كل
ّ ّ ً ً ً لاّ
وجودي لمكان المسانخة وجه ...ال يفيض إ وجودا واحدا بسيطا له كل كمال
ّ
(((
بين العلة والمعلول».
سنخیة ّ
ّ ّ
(((
ذاتیة». «من الواجب أن یكون بین المعلول وعلته
كتاب هناية احلمكة وبدایهتا وجود ما یساوي اهلل تعاىل من خلقه ،وعجزه ُ َ
و يثبت يف ي
تعاىل عن خلق غیر ذلك!:
الفلس���فیة ن
أبی ّ ّإن التناقض يف نفس قاعدة «الواحد» املبتنیة علهیا أصول املعارف
ً فإن نفس املقارنة ن من الشمس ف رائعة الهنارّ ،
بی الصادر واملصدر _ فضال عن االعتقاد ي
ّ
امتدادیة وكون بصدور األش���یاء من الذات املتعالیة _ مس���تلزم لكون ذاته تعاىل ّ
متجزئة
عددیة اعتبار ّیة:
ّ وحدته تعاىل وحدة
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
جزأه ،ومن ّ
جزأه فقد جهله».
((( «...ومن قرنه فقد ّثناه ،ومن ّثناه فقد ّ
واحدا ف حقیقته ومعناه فبما ّ ً
یتمی���ز الواحد عن الواحد ،والصادر ي إن كان املف���روض
ی متمایز ین؟! حقیقی ن
ّ ن
شیئی عن املصدر؟!! ومب یكونان
اإلمام الباقر؟ع؟ :
بشء ،ومن ّمث قالوا: ّ
شء ،وال یتحد ي «والواح���د ،املتبائن الذي ال ینبعث م���ن ي
ّإن بناء العدد من الواحد ولیس الواحد من العددّ ،إن العدد ال یقع عىل الواحد
بل یقع عىل اال ن
ثنی».
(((
ّ
الثبوتیة. الاطئة واملحاالت و«ت ّرد حقیقة العلم» ،وغیر ذلك من األوهام خ النفس» ج
ُ ََ
���ماوات َي َتف ّط ْر َن ِم ْن ُ ه الس الر ْح ُمن َو َل ًدا َل َق ْد ج ْئ ُت ْم َش ْ���ي ًئا إ ًّدا َت ُ
كاد َّ قال���وا َّات َخ َذ َّ َ ُ
<و
َ ْ َْ ِ َ ِ
ْ ً َ ُ ْ
���ق ال���أ ْر ُض َو َتخ ُّر الجبال َه ًّ َ ْ َو َت ْن َش ُّ
���دا أ ْن َد َع ْوا ِل َّلر ْح ِمن َولدا َوم���ا َين َب ِغي ِل ّلرح ِمن أن ِ ِ
الر ْح ِمن َع ْبدا>. السماوات َو ْال َأ ْرض إ َّلا آتي َّ ك ُّل َم ْن في َّ َ َّ َ َ َ ً ْ ُ
يت ِخذ ولدا ِإن
(((
ِ ِ ِ ِ ِ
َْ حان ُ ه ُه َو ْال َغن ُّي َل ُه ما في َّ ََ ً ُ ْ َ ُ َّ َ َ
���ماوات َوما فِي الأ ْر ِض ِإ ْن ِ الس ِ ِ ���بس د
ا لو هلل
ا ذ <قالوا اتخ
َ َ َ ُ َ
ع ْن َد ُك ْم م ْن ُسلطان بهذا أ َتقول َ
ُ ْ
(((
ون َعلى اهلل ما لا ت ْعل ُمون>؟ ٍ ِ ِ ِ
َ َّ ََ َ َ َ َ َ َ ّ ْ َ َ َ ُ
ضاه ُؤ َن ق ْول ال ِذ َين كف ُروا ِم ْن ق ْب ُل قاتل ُه ُم اهلل أنى واه ِه ْم ُي ِ <ذ ِل���ك ق ْول ُه ْم ِبأف ِ
َ ُ
(((
ُي ْؤفكون>.
ُ ْ ً َّ ْ ْ َ َ َ ُ َ ُ َُ
(((
سان لكف ٌور ُم ِبين>. بادهِ جزءا ِإن ال ِإن <و َج َعلوا له ِم ْن ِع ِ
كنْ َ ْ ً َ َّ َ ُ ُ َ ُ ُ َ َ ْ َ َّ َ ْ َ َ ُ ْ َ ُ َ
ن يت ِخذ ِمن ول ٍد س���بحانه ِإذا قضـى أم���را ف ِإنما يقول له كان ِلله أ <م���ا
َ ُ
(((
ف َيكون>.
َّ ُ ْ َ َ َ َّ ُ ْ ْ ْ ْ َ َ ُ ُ َ َ َ
(((
كاذ ُبون>. ِ ل م ه ن وإ
ِ
هلل ا د ل ون و <أ لا ِإنهم ِمن ِإف ِك ِهم ليقول
َ ْ َ َ َ ََ
(((
كاذبين>. <فن ْج َع ْل ل ْعنت اهلل َعلى ال ِ
هلل ال ُمخل ِصين>.
ْ َْ
باد ا ون إ َّلا ِع َ َ َّ َ ُ َ ُْ َ
<سبحان اهلل عما ي ِصف ِ
(((
من األش���یاء بعد الفناء ورجوع األمر إىل الوحدة املطلقة!!] فدعوى [بال دلیل،
ّ
مع غض النظر عن امتناع ذلك بذاته].
وینبغي عىل قیاس قوهلم أن ال یكون للنور [وحقیقة الوجود األصیلة عندهم]
ّ ّ
وأما الخ ارج عن
[وحمقق ف األعیان بأعیاهنا وحدودها وذواهتاّ ،
ي فعل ألنه أس���یر
ً ً ً ً لاّ ّ
واملتعر ي عن احلدود فال وجود له إ ذهنا وومه���ا ال واقعا وعینا] ولیس ذل���ك
له س���لطان فال فعل له وال تدبیر .و إن كان له مع الظلمة تدبیر ،مفا هو بأس���یر
ّ الش���یئیة خ
ّ
وبالف األشیاء كلها ،ولیس شء حبقیقة بل هو مطلق عز یز [وهو ي
ّ ً حبقیقة الوجود املوهومة األسیرة ّ
املتعینة يف احلدود لزوما ،واملتجلیة يف األعیان
ً ً ً ّ ّ
االمتدادی���ة ال حمال���ة] .ف���إن مل یكن كذل���ك [مطلقا عز ی���زا مبائنا املتجز ي���ة
ّ ً ً ً
متعالیا بل] وكان أس���یر الظلم���ة [وموجودا بوجود األعی���ان ومتحققا يف ذوات
وأنه یظهر ف هذا العامل إحس���ان وخیر مع فس���اد ّ ّ
وشـر ،فهذا ي األش���یاء وأعیاهنا]
یدل ّأن الظلمة حتسن الخ یر وتفعله كما حتسن ّ ّ
الشـر وتفعله!
فإن قالوا‘‘ :حمال ذلك» ،فال نور وال ظلمة [ولیس التقسمی إىل الوجود األصیل
ن
املتوهمّی و] بطلت دعواهم العدمية إلاّ من أس���اطیر ّ
األو ن
لی وأوه���ام ّ ّ
واملاهی���ة
ّ توهم ّ [مما ّ
ویرجع األمر إىل ّأن اهلل واحد وما سواه ّ
وألوهیته كالنور والظلمة أزلیته
وحقیقة الوجود و ]...باطل».
(((
ً ً ً ً
ال�ش��ء [املصدر] من أن یكون جوهرا واح���دا ولونا واحدا ،مفن
ي «وال خیل���و ذلك
والواهر الكثیرة املوج���ودة يف هذا العامل من
أی���ن جائت هذه األ ل���وان املختلفة ج
الشء الذي أنشأت منه األشیاء �ّت�ىّ
ضـروب ش ؟ ومن أین جاء املوت إن كان ي
ّ ً ًّ
(((
میتا؟» الشء
ي ذلك كان إن احلیوة جاء أین من أو ؟ا حی
((( طرفة ن
عی».
أیضا نقولّ : ً
شء أبعد من معرف���ة حقیقة التوحید وأقرب إىل اعتقاد ي ال ه إن وم���ن هن���ا
ّ الدهر ّیة ،من القول بتفسیر خ
التجل والظهور:
ي اللقة عىل وجه الصدور أو
« ...كتب���ت إىل يأب احلس���ن الرض���ا؟ع؟ :س���ألته ع���ن آدم :ه���ل كان فیه من
كتاب :لیس صاحب هذه املس���ألة ّ ّ
شء؟! فكتب يإل جواب ي جوهر ی���ة الرب ي
((( عىل شء من ّ
السنه ،زندیق». ي
« ...قال يل یونس :ا كتب إىل يأب احلس���ن؟ع؟ ،فاسأله عن آدم :هل فیه من
شء! قال :فكتبت إلیه ،فأجاب :هذه املسألة مسألة رجل عىل ّ
جوهر یة اهلل ي
الس���نة .فقلت لیونس ،فقال :ال یس���مع ذا أصحابنا فیبـرؤون منك .قال: ّ غیر
ّ
من أو منك؟!» ّ
قلت لیونس :یتبـر ؤون ي
(((
ن ّ
الراس���خی يف العلم، والتجل والظهور ،مع تأو یله الصادر عن أهله ،أهل الذكر
ي بالصدور
ن
القائلی بالظنون الباطلة واألهواء املردیة. غیر
مفهنا قوله تعاىل:
َََ ْ ُ
(((
ن ُر ِوحي>.
ت ِفيهِ ِم ْ
<ونفخ
ّ ّ َََ ْ ُ
ن ُر ِوحي>؟
<ونفخ���ت ِفيهِ ِم ْ « ...س���ألت أبا جعف���ر؟ع؟ عن قول اهلل عز وجل
ق���ال :روح إختاره اهلل واصطفاه وخلقه وأضافه إىل نفس���ه ،وفضله عىل مجیع
(((
األرواح فأمر فنفخ منه يف آدم؟ع؟ ».
اإلمام الباقر؟ع؟ :
ً ّ مّ
« ...و إنا أضافه إىل نفس���ه ألنه اصطفاه عىل سائر األرواح ،كما اصطىف بیتا
‘‘خلیل’’ وأشباه ذلك،
ي ‘‘بیت» ،وقال لرس���ول من الرس���ل:
من البیوت فقال :ي
وكل ذلك خملوق ،مصنوع ،حمدث ،مر بوبّ ، ّ
(((
مدبـر».
اإلمام الصادق؟ع؟ :
مّ ّ
(((
«إن اهلل تبارك وتعاىل أحد صمد لیس له جوف و إنا الروح خلق من خلقه».
ومهنا قوله؟ص؟:
ّ ّ ّ
عز وجل خلق آدم عىل صورته». «إن اهلل
ّ ّ
عز وجل خلق آدم عىل صورته؟ عما ی���روون ّأن اهلل
« ...س���ألت أبا جعفر؟ع؟ ّ
فق���ال :هي صورة حمدث���ه خملوق���ة اصطفاه���ا اهلل واختارها عىل س���ائر الصور
املختلفة فأضافها إىل نفس���ه كما أضاف الكعبة إىل نفس���ه والروح إىل نفسه
ََ ْ ُ
(((
ت ِفيهِ ِم ْن ُر ِوحي>».
‘‘بیت» ،وقال< :نفخ
فقال :ي
ومهنا قوله تعاىل:
َْ <اهلل ُن ُور َّ
(((
ماوات َوالأ ْرض>.
الس ِ
َْ ّ ّ
وجل< :اهلل ُن ُور َّ
ماوات َوالأ ْرض>.
الس ِ « ...سألت الرضا؟ع؟ عن قول اهلل عز
(((
فقال :هاد ألهل السماء وهاد ألهل األرض».
«‘‘ ...مثل نوره» :مثل هداه يف قلب املؤمن...
س���یدي ،إنهّ م یقول���ون :مثل نور ّ
الرب! ...قل���ت جلعفر؟ع؟ :جعلت فداك یا ّ
َْ َ َ ْ
(((
قال :سبحان اهلل! لیس هلل مبثل ،ما قال اهلل< :فلا تض ِـر ُبوا ِل ِله الأ ْمثال>»
ومهنا قوله تعاىل:
���ه> .وقوله تعاىل<ُ :ك ُّل َمن َع َل َیها َف���ان َو َی َبقى َو ُ
جه جه ُ���يء َها ِل ٌك إ َّلا َو َ ُ َ
«<ك ُّل ش ٍ
ٍ ِ
َر ِّب َك>:
ٌ ّ ّ ُ َ
ـيء َها ِلك
عز وجل< :ك ُّل ش ٍ «ّ ...كنا عند يأب عبد اهلل؟ع؟ فسأله رجل عن قول اهلل
شء إ وجهه ،فقال:
لاّ
كل
ّ
هیلك یقولون: قلت: فیه؟! یقولون ما قال: >؟ ه جه ُ إ َّلا َو َ
ي ِ
لاّ ّ
(((
شء إ وجهه الذي یؤ ىت منه ،وحنن وجه اهلل الذي یؤىت منه». هیلك كل ي
املؤمنی؟ع؟ :ن اإلمام أمیر
َُ َ َ
عی اهلل ولس���انه الص���ادق ویده وجنب اهلل الذي یق���ول< :أن تقول « ...وأنا ن
َ َ ٌ َ َ َ َ َ َ َ َّ ُ
اهلل> ،وأنا ید اهلل املبس���وطة عىل نب ِنف���س یا حس���ـرتِي على ما فرطت فِ���ي ج ِ
ّ
تتوهم الفلسفة وهي الباحثة عن معرفة ذات الخالق:
▪ ّإن���ا إن اقتصـرن���ا ف طر یق معرفة الخ الق عیل إثبات وجوده ّ
فقط ومل نفحص ي
ّ
عن معرفة كنه ذاته ،فقد جعلنا املعارف اإلهلیة عىل سعهتا حمدودة ومقصورة
عىل غیر ما یلیق هبا ،فال ّبد لنا عن دراسة الفلسفة الفاحصة عن معرفة كنه
وجود الخ الق
▪ إذا كان كمال معرفة اهلل تعاىل هو التصدیق بوجوده ،فكیف میكن اس���تزاده
معرفة الخ الق تعایل ّ
وحمبته؟!
عی! وهو ن
العی ذاهتا؟! وهل ال یرى إلاّ من له ن
ً لاّ
وهل ال یعلم إ من یكون عاملا بعلم!! وهو العلم ذاته الذي ال تخیف علیه خافیة؟!
لاّ
وهل القادر لیس إ أنت العاجز!! وهو القدرة ذاهتا ،یفعل ما یشاء و حیكم ما یر ید؟!
ن ن
املسكی!! وهو ّ لاّ وهل ّ
العاملی. غن عني الفقیر أنت الغن لیس إ
ي
ّ
املتجزئ ّ لاّ
بإیاد
املتبعض املحدود املوجود ج وهل املوجود ال یكون إ أنت ومثلك املحتاج
غیرك؟!! وهو املوجود بنفسه البأجزائه وأبعاضه؟!
اإلمام الباقر؟ع؟ :
ّ ّ
أحدي املع�ن�ى ،ولیس مبعان كثیرة «م���ن صفة الق���دمی أنه واحد ،أحد ،صمد،
(((
خمتلفة».
اإلمام الصادق؟ع؟ :
«ه���و نور ال ظلمة فیه ،وحیاة ال موت فیه ،وعلم ال جهل فیهّ ،
وحق ال باطل
فیه .قال هشام :فخرجت وأنا أعلم الناس بالتوحید».
(((
. 1التوحيد.144 ،
. 2التوحيد.146 ،
. 3التوحيد.140 ،
. 4التوحيد.139 ،
ىلاعت هللا ةفرعم ةدازتسا مكح وه امف هب قیدصتلا هللا ةفرعم لامك ناك اذإ 487
لاّ ّ
(((
«إن اهلل تبارك وتعاىل ذات ع مة مسیعة بصیرة قادرة».
. 1التوحيد.144 ،
. 2حبار األنوار ،288 / 4 ،عن التوحید.
. 3ق (.16 ،)50
. 4التوحيد.79 ،
488 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
. 1التوحيد.191 ،
. 2حبار األنوار ،122 / 10 ،عن االحتجاج.
ً
وف اإلرشاد أیضا.
. 3حبار األنوار ،210 / 10 ،عن االحتجاج ي
. 4حبار األنوار ،346 / 10 ،عن االحتجاج.
. 5حبار األنوار ،357 / 92 ،عن فقه الرضا.
490 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
وبی خلقه غیر خلقه».
((( «حجب بعضها عن بعض لیعلم أن ال حجاب بینه ن
ًّ لاّ
طرا ال ّادعائه ّ
املخلوقیة ال یرفع عن املخلوق إ بانعدامه البدهیي ّأن حجاب
ّ ومن
الوحدة مع خالقه!
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
مّ
«إنا یدرك بالصفات ذوو اهلیئات واألدوات ومن ینقض أمد ّ
(((
حده بالفناء». ي
اإلمام الرضا؟ع؟ :
مّ
«إنا ّ
(((
حتد األدوات أنفسها ،وتشیر اآل لة إىل نظائرها».
)3حجاب المعصية
ً
و ّإن هن���اك نوع���ا آخ���ر م���ن االحتجاب وه���و احلرمان عن نع���م اهلل الس���ابغة ،وآال ئه
ولذة مناجاته واألنس به ،وذلك ّ ّ
مسبب عن الغفلة واملعصیة السیمة ،ورمحته الواسعة، ج
ّ ّ ّ لاّ
بالعطیات ،مفا ذنبه وحنن يف حجاب املعصیة والغفلة عنه وعن تفضله؟ و إ فهو املنان
ن
املؤمنی والباقر والصادق صلوات اهلل علهیم: األ ّمئة أمیر
ّ
والق���وة علیه بك، «فس���بحانك تثیب ع�ل�ى ما بدؤه من���ك ،وانتس���ابه إلیك،
ّ
(((
واإلحسان فیه منك ،والتوكل يف التوفیق له علیك».
اإلمام السجاد؟ع؟ :
لاّ ّ
(((
«إنك ال حتتجب عن خلقك إ أن حتجهبم األعمال السیئة (اآلمال) .دونك».
« ...ق���ال الرج���ل :فلم احتج���ب؟! قال أب���و احلس���ن؟ع؟ ّ :إن االحتجاب عن
(((
الخ لق لكثرة ذنوهبم».
ن
الراغبی إلیك ش���ارعة ،وأعالم ن
املخبتی إلیك واهله ،وس���بل «اللهم ّإن قلوب
ّ
ن
الداعی ن
العارفی منك فازع���ة ،وأصوات القاصدی���ن إلیك واضح���ة ،وأفئدة
مفتح���ة ،ودعوة من ناجاك مس���تجابة،إلی���ك صاع���دة ،وأبواب اإلجاب���ة هلم ّ
وتوب���ة من أناب إلیك مقبولة ،وعبـرة من بك���ى من خوفك مرحومة ،واإلغاثة
ملن استغاث بك موجودة ،واإلعانة ملن استعان بك مبذولة ،وعداتك لعبادك
ن
العاملی لدیك حمفوظة ،وأرزاقك منجزة ،وزلل من استقالك مقالة ،وأعمال
إىل الخ ال ئق من لدنك نازلة ،وعوائد املز ید إلهیم واصلة ،وذنوب املستغفر ین
ّ ن ّ
الس���ائلی عن���دك موفرة، مقضی���ة ،وجوائز مغف���ورة ،وحوائ���ج خلق���ك عندك
املس���تطعمی ّ
ن
معدة ،ومناه���ل الظماء مترعة. وعوائد املز ی���د متواترة ،وموائد
حبق ّ
حممد وب�ی�� أولیائّ ،
اللهم فاس���تجب دع���ائ ،وأقبل ثنائ ،وامجع بین ن ّ
ي ي ي ي
(((
نعمائ». واحلسیّ ،إنك ّ
ول ن وعل وفاطمة واحلسن ّ
ي ي ي
)4رياض القرب
ّ
م���ا لك ال تدخل يف حدائق قرب اهلل جلت عظمته ،ومس���اكن الذین قال فهیم أمیر
ن
املؤمنی؟ع؟ :
(((
«هتكت بینك وبیهنم حجب الغفلة فسكنوا يف نورك».
ّ
فإن:
(((
«قربه كرامته ،وبعده إهانته».
. 1التوحيد.252 ،
ّ
. 2كامل الز يارات39 ،؛ مصباح املهتجد ،738 ،حبار األنوار.261 / 2 ،
ّ
الغروي. . 3حبار األنوار ،95 / 94 ،عن الكتاب العتيق
. 4حبار األنوار ،301 / 4 ،عن حتف العقول.
492 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
لىّ
فاذا جت لك بـرأفته فقل:
رب البیت العتیق ،یا«یا جاري اللصیق ،یا ركن الوثیق ،یا إهلي بالتحقیق ،یا ّ
ي
هم ّ ّ ّ
فكن من حلق املضیق ،واصـرف ع�ّن�ي كل ّ ّ
وغم وضیق، ي ش���فیق یا رفیق ،ي
ّ
وأعن عىل ما أطیق». ّ
كفن شـر ما ال أطیق ،ي وا ي
(((
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
«فأس���ألك بامس���ك ال���ذي ظهرت ب���ه لخ ّ
اص���ة أولیائ���ك فوج���دوك وعرفوك،
بوبیتك عىل حقیقة اإلمیان تعرفن نفس���ك ال ّقر ل���ك بـر ّ فعبدوك حبقیقتك ،أن ّ
ي
واحلظ�ن�� بلحظة من
ي عل�ن�� ی���ا إهلي ّممن یعب���د االس���م دون املعىن،ب���ك ،وال جت ي
ّ ّ حلظاتك تن ّ���ور هبا قلب مبعرفتك ّ
شءي كل عىل ك إن خاصة ومعرف���ة أولیائك، ي
(((
قدیر».
ً ّ ً ن ّ
املؤمنی صلوات اهلل علیه مولیا مبادرا فقلت: البكال :رأی���ت أمیري « ...نوف
ّ
م�ن�� يف املحبوب،آم���ال تقد يي دعن یا ن���وفّ ،إن
أی���ن تر ید ی���ا موالي! فق���ال :ي
فقلت :یا موالي ،وما آمالك؟
ً
ق���ال :قد علمها املأمول ،واس���تغنیت ع���ن تبییهنا لغیره ،وك�ف�ى بالعبد أدبا أن
ن ّ
املؤمن�ی�� ،يإن خائف عىل ال یش���ـرك يف نعم���ه وأربه غی���ر ّربه .فقلت :ی���ا أمیر
ّ
�س�� من الش���ـره((( ،والتطلع إىل طمع م���ن أطماع الدنیا ،فق���ال :وأین أنت نف ي
ّ ن عن عصمة الخ ن
العارفی؟ فقلت :دل ين علیه. ائفی وكهف
ّ
هبمك، تفضله ،وتقب���ل علیه ّ الع�ل�� العظمی یصل أملك حبس���ن ّ
ي ق���الّ :إن اهلل
ّ
وأع���رض ع���ن النازلة يف قلب���ك ،فإن أحل���ك هبا فأن���ا الضامن م���ن موردها.
ّ
الكفعمي ومهج الدعوات. النان ،عن كتب
. 1دعاء املشلول ،مفاتيح ج
. 2حبار األنوار ،95 / 94 ،عن عقاب األعمال.
ن
. 3شره :رجل شره :شرهان النفس ،حر يص( .كتاب العی).
ىلاعت هللا ةفرعم ةدازتسا مكح وه امف هب قیدصتلا هللا ةفرعم لامك ناك اذإ 493
ّ ّ
وج�ل�ال أل ّقطعن أم���ل كل من
ي
فإنه یق���ولّ :
وعز يت وانقط���ع إىل اهلل س���بحانه
(((
یؤمل غیري بالیأس و»... ّ
ونعود إىل حبثنا ف جواب من اس���تغرب إمكان اس���تزادة معرفة اهلل تعاىل ّ
وحبه عىل ي
ّ
فرض كون التوحید هو اإل ثبات واإل قرار فقط .فنقول:
ّ ّ
ألی���س من العج���ب أن یكون االعتقاد مبعب���ود یخ الف كل امتداد وع���دد و یباین كل
ّ ّ ّ
شء:ي كل عن یتعاىل و م،ومتوه متصور
َ َ َْ َ َُ ْ َ ْ ُ َ ْ َُْ َ َّ ���مس َو ْال َق َم َر َو ُّ َّ
وم ُم َس���خ ٍ
رات ِبأم ِرهِ ألا له الخل���ق والأمر تبارك اهلل الن ُج َ <الش َ
عال ََ ُّ ْ َ
(((
مين>. رب ال
ّ
یدع���و عبده الضعی���ف يف كل آن إىل االنغم���ار يف حبار عفوه ورمحت���ه ونعمته وجوده
وحنانه:
اإلمام السجاد؟ع؟ :
ً
« ...احلمد هلل الذي ...انتظر مراجعتنا بـرأفته حلما».
(((
رب هو هكذا غیر قابل للز یادة!! وتری االعتقاد مبوجود كبیر عظمی فكی���ف تری معرفة ّ
ّ ّ ّ
واملعلولیة، ال یعرف رأسه من ذنبه ،ال قدرة له وال اختیار ،بل یكون مسخر قانون العل ّیة
ً خ ّ
الشامون!! خوفا من لزوم بشء ال یرىض له بذلك عباده العرفاء
ي عهنا ف التخل إن أراد
الصدفة واال ّتفاق واملحال! أعىل مراتب العرفان والتوحید!!
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ّ ً
التفصـي عن «س���بحان اهلل وتعایل ما أعجز إهل���ا یوصف بالقدرة ال یس���تطیع
(((
الطینة».
رب قادر علمی ن
اللعی ألبناء البش���ـر حیث ال یرىض هلم مبعرفة ّ تتعجب من خدعة ّ أال
ّ
حكمی خمتار مر ید یفعل ما یشاء و حیكم ما یر ید ،و یتعاىل عن كل ما ّ
یتوهم ،فیذهب هبم
ّ ّ
والتخلف ّ
عما ألزموه به من« :قانون العل ّیة الروجإىل أن یخ تاروا ألنفسهم ّرب ًا ال جیوز له خ
(((
الطینة».
نعم:
«وهكذا حال العقالء يف ما یصفون اهلل تعاىل به».
(((
ه���ذا ،وقد جاء يف «تفس���یر املیزان» يف ّرد من اعتقد أن یكون هلل تعاىل إس���م یدعى
به فیستجاب:
وخواصها یدف ��ع ذلك ّكله ف � ّ
�إن التأثیر ّ ّ ّ
الحقیق���ي ع���ن العلة والمعل ��ول «والبح���ث
ّ ّ
الحقیقي یدور مدار وجود األشیاء في ّقوته وضعفه ،والمسانخة بین المؤثر والمتأثر...
ّ
ً ّ اإللهیة واسمه األعظم ّ واألسماء ّ
خاصة و إن كانت مؤثرة في الكون وسائط وأسبابا
ّ لنزول الفیض من الذات المتعالیة في هذا العالم المشهود ّ
(((
لكنها تؤثر بحقائقها».
«م���ن المبـرهن علیه ّأنه فاعل ّ
تام لمجموع ما س ��واه ...فهو مبدء لما س ��واه ،منبع
لكل خیر ورحمة بذاته ،واقتضاء المبدء لما هو مبدء له ض ّ ّ
(((
ـروري».
لتوهم انتساب إجابة الدعوات إىل ّ
واقعية األ لفاظ من أمساء اهلل فنقولّ :إنه ال وجه ّ
ّ تعاىل ،وأوهن من ذلك ّ
توهم كون األمساء والصفات ذات مصادیق مؤثرة يف أسـر قانون
الالق البارئ القادر ّ واملعلولیة البـر ّیة ،بل ّ
احلق هو ّأن املجیب هو اهلل خ ّ
الفعال ملا ّ ج العل ّیة
ّ
مس���بب األس���باب والقادر عىل اإلجابة من غیر س���بب وال أس���باب ،و إن كان من یش���اء
لاّ
حمكته وكمال قدرته أن ال جیري األمور إ باألسباب.
لاّ ً
(((
«ومل جتعل طر یقا إىل معرفتك إ بالعجز عن معرفتك».
یعن أبا احلس���ن موىس؟ع؟ _ ما ال���ذي ال جتزي معرفة ّ
«كتب���ت إىل الطیب _ ي
ً ً ً لخ
شء ومل یزل مسیعا وعلیم���ا وبصیرا وهو
ا ال���ق بدون���ه فكتب :لیس كمثل���ه ي
((( ّ
الفعال ملا یر ید».
اإلمام الرضا؟ع؟ :
« ...وباإل قرار یمكل اإلمیان به».
(((
ّ
«[ ...عن يأب احلس���ن]؟ع؟ :قال :س���ئلته عن أدىن املعرفة ،فقال :اإل قرار بأنه
ّ ّ
ال إل���ه غی���ره ،وال ش���به له وال نظی���ر ،وأنه قدمی مثب���ت موجود غیر فقی���د ،وأنه
(((
شء».
لیس كمثله ي
ّ
التفكر في ذات اهلل )7
ً لاّ ّ للتفك���ر إلاّ ف فعله تعاىلّ ،
ّ
فإن���ه ال یز ید التفك���ر يف ذاته إ تهی���ا وجهالة ي ف�ل�ا جم���ال
وضاللة:
اإلمام أبو جعفر؟ع؟ :
لاّ ّ ً تكلموا ف اهللّ ، ّ ّ
(((
حتیرا». فإن الكالم يف اهلل ال یز ید إ ي وال اهلل خلق في موا «تكل
ّ ّ ّ
(((
شء وال تكلموا يف اهلل». «تكلموا يف كل ي
ّ ّ ً
تهی���اّ ، لاّ ّ والتفك���ر ف اهللّ ،ّ ّ
عز وجل ألن اهلل ف���إن التفكر يف اهلل ال یز ید إ ي «إیا ك���م
(((
ال تدركه األبصار وال یوصف مبقدار».
ّ ّ
«إیا ك���م والتفك���ر يف اهلل ،ولكن إذا أردمت أن تنظ���رواإىل عظمة اهلل فانظروا إىل
(((
عظم خلقه».
ْ َ
ّ ّ َ َ
<وأ ّن ِإلى َر ِّب َك ال ُم ْن َتهى>: اإلمام الصادق؟ع؟ يف قول اهلل عز وجل:
ّ ّ
(((
عز وجل فأمسكوا». «إذا انهتى الكالم إىل اهلل
«خرج رسول اهلل؟ص؟ عىل أصحابه فقال :ما مجعكم؟ قالوا :اجتمعنا نذكر ّربنا
ّ ّ
(((
ونتفكر يف عظمته ،فقال :لن تدركوا التفكر يف عظمته».
شء من التوحید ،فرفع یدیه إىل السماء وقال: «...س���ألت أبا جعفر؟ع؟ من ي
(((
ال ّبارّ ،إن من تعاطى ما ّمث هلك». تعاىل ج
. 1التوحيد.454 ،
. 2التوحيد.455 ،
. 3التوحيد.457 ،
. 4التوحيد.458 ،
. 5التوحيد.456 ،
. 6التوحيد.455 ،
. 7التوحيد.456 ،
500 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ ّ
یتكلم���ون ف الر ّ
بوبیة ،فقال :اتقوا اهلل، ي « ...دخ���ل علیه قوم من هؤالء الذین
ّ ّ
وعظموا اهلل ،وال تقولوا ما ال نقول ،فإنكم إن قلمت وقلنا ،ومتمّ ومتناّ ،مث بعثكم
(((
وكنا».اهلل وبعثنا ،فكنمت حیث شاء اهلل ّ
ّ «ّ ...إن الناس ال یزال هبم املنطق ىّ
حت یتكلموا يف اهلل ،فاذا مسعمت ذلك فقولوا:
َ ْ َ َ لاّ
(((
ال إله إ اهلل الواحد الذي <ل ْي َس ك ِمث ِلهِ ش ْي ٌء>».
ّ ّ
أعراب إىل ّ
من من غرائب العلم ،قال: ي عل النب؟ص؟ فقال :یا رس���ول اهلل ي «جاء ي
حت تسأل من غرائبه؟! ما صنعت ف رأس العلم ىّ
ي
ق���ال الرجل :ما رأس العلم یا رس���ول اهلل؟ ق���ال :معرفة اهلل ّ
ح���ق معرفته ،قال
ّ
حق معرفته؟ قال :تعرفه بال مثل ،وال شبه ،وال ّند ،وأنه األعراب :وما معرفة اهلل ّ
ي
(((
حق معرفته».واحد ،أحد ،ظاهر ،باطنّ ،أول ،آخر ،ال كفو له ،وال نظیر ،فذلك ّ
ّ
املتعمقون والرام���ون وراء تعالمی الوحي ف�ل�ا جمال ّ
للتعم���ق ف معرفة ذاته تعایلّ ،
فإن ي
هم اهلالكون:
ن
احلسی؟ع؟ : عل بناإلمام ّ
ي
متعمق���ون فأنزل اهلل ّ ّ ّ
ع���ز وج���ل علم أنه یك���ون ف آخر الزمان أقوام ّ«إن اهلل ّ
ّ
عز ي
ّ ُ ْ ُ َ ُ َ َ ٌ ُ َّ
الص َم ُد> واآلیات من س���ورة احلدید إىل قولهَ :
<و وجل< :قل هو اهلل أحد .اهلل
الص ُدور> ،مفن رام وراء هنالك هلك». ليم بذ ِات ُّ
َُ َ ٌ
هو ع ِ
(((
. 1التوحيد.457 ،
. 2التوحيد.256 ،
. 3التوحيد.285 / 284 ،
. 4التوحيد.284 / 283 ،
ىلاعت هللا ةفرعم ةدازتسا مكح وه امف هب قیدصتلا هللا ةفرعم لامك ناك اذإ 501
ّ
«إن���ه كان يف م���ن كان قبلك���م قوم تركوا عل���م ما وكلوا بعلم���ه وطلبوا علم ما
عما فوق الس���ماء فتاهت قلوهبم، حت س���ألوا ّ مل یوكل���وا بعلم���ه ،فلم یبـرحوا ىّ
. 1التوحيد.458 ،
. 2التوحيد.457 / 451 ،
. 3التوحيد.459 ،
. 4التوحيد.258 ،
. 5التوحيد.460 ،
502 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
تهن���ى عن الكالم وتقول :ویل أله���ل الكالم یقولون :هذا ینقاد وهذا ال ینقاد،
وه���ذا ینس���اق وه���ذا ال ینس���اق ،وهذا نعقل���ه وه���ذا ال نعقله؛ فق���ال أبو عبد
(((
اهلل؟ع؟ :قلت ویل هلم إن تركوا ما أقول وذهبوا إىل ما یر یدون».
بالقلب ،أو بالبصـر ،أو بالعقل ،أو بالوهم؛ وأن تكون ف الدنیا ،أو ف اآلخرة ،أو ف ّ
الذر؛ ي ي ي
أو يف الیقظة ،أو يف النوم:
ّ ّ ّ ً
عز وجل يف منامه! حممد؟امهع؟ّ :إن رجال رأى ربه « ...قلت للصادق جعفر بن ّ
مف���ا یكون ذلك!؟ فقال :ذاك رجل ال دین ل���هّ ،إن اهلل تبارك وتعاىل ال یرى يف
(((
الیقظة وال يف املنام وال يف الدنیا وال يف اآلخرة».
حممد؟امهع؟ عن اهلل تب���ارك وتعاىل هل یرى « ...س���ألت أبا عب���د اهلل جعفر بن ّ
ً ًّ
عل���وا كبیرا! یابن الفضلّ ،إن يف املعاد؟! فقال :س���بحان اهلل وتعاىل عن ذلك
((( ّ
والكیفیة». األبصار ال تدرك إلاّ ما له لون ّ
وكیفیة ،واهلل خالق األ لوان
ً راس���ان ّقدس ّ
األمةّ ،ردا عیل س���ره ف كتابه هدایة ّ
ي
ّ
ي
حممد جواد خ
ال وقد قال الش���یخ ّ
ّ
الصوفیة والفالسفة والعرفاء: ی وأمثاهلم منالتفكیكی ن
ّ
ّ
«إن���ه ّ
تخی���ل (بع���ض المعاصـری���ن) أن ...ال مانع م ��ن أن ّ
یعرف اهلل تعال ��ی أولیائه
المقدس ��ة ...وزعم ّأن هذا من معرفة الذات المقدس���ة بالذات ّالخاصة ...ذاته ّ ّ
هلل من أمثال هذه ّ ّ
التوهمات _ . بالذات وأنه شيء استفاده من الروایات _ أعاذنا ا
المدعی من مذهب أهل البیت؟مهع؟ ّأن كش ��ف الذات و إدرا كه من حیث هو بل ّ
صوفی ًا أم لم ّ
یسم ،قیل معه بالفناء أم لم ّ ً ذاته تعالی ممتنع بالذاتّ ،
س���مي كش ��فا
بأنه هو الوجود أم لم یقل ،قیل ّ ّ
بأهلیة یق���ل ،قیل بوحدة الوجود أم لم یقل ،قیل
(((
الكاشف أم لم یقل».
ّ
تحنن الخالق ّ
وتجري المخلوق )8
ً ً
جوابا عن سؤالك من حكم استزادة معرفة اهلل ّ
وحبه أیضا وقد سألناك: ّمث نقول
ّ لاّ
ّ
الوجودی���ة؟! فال تعظم ّ
بالتجس���د والس���عة ّأن���ه هل العظمة والش���موخ ال یكون إ
لاّ
ال���ود والكرم واإلیث���ار إ لكبـر أعضاهئم
العلم���اء والصلحاء والرمحاء واألس���خیاء وأهل ج
ّ ّ
وعظم أجس���ادهم؟! ح�ّت�ىّ یلزم أن یكون خالقه���م العظمی كل كلهم ،وبصـرافته وس���عته
ّ
الوجودية حیو هیم بأمجعهم؟!!
وت ّللهم لكبـر ش���أهنم ّ
وعلو فضائلهم املعلومة مهنم بآثار علمهم
ّ أو ّ
تكبـرهم وتعظمهم ج
وقدرهتم وفضلهم وعفوهم وجودهم و...؟!
وحینئذ فارجع إىل نفسك وما فعل بك ّربك ،وما بارزته به ج
وت ّرأت به علیه:
قال اهلل تعاىل:
ً َ َََ ُ َ ً <ما َل ُك ْم لا َت ْر ُج َ
(((
ون ِل ِله َوقارا َوق ْد خلقك ْم أ ْطوارا>.
احلسی؟ع؟ : ن اإلمام
«ی���ا موالي أنت ال���ذي مننت ،أنت الذي أنعمت ،أنت الذي أحس���نت ،أنت
الذي أمجلت ،أنت الذي أفضلت ،أنت الذي أ كملت ،أنت الذي رزقت ،أنت
ّ
الذي وفقت ،أنت الذي أعطیت ،أنت الذي أغنیت ،أنت الذي أقنیت ،أنت
الذي آویت ،أنت الذي كفیت ،أنت الذي هدیت ،أنت الذي عصمت ،أنت
ّ
الذي س���ترت ،أنت الذي غفرت ،أن���ت الذي أقلت ،أنت الذي مكنت ،أنت
الذي أعززت ،أنت الذي أعنت ،أنت الذي عضدت ،أنت الذي ّأیدت ،أنت
ال���ذي نصـرت ،أنت الذي ش���فیت ،أنت الذي عافی���ت ،أنت الذي أ كرمت،
ً ً ً
تباركت وتعالیت .فلك احلمد دامئا ،ولك الشكر واصبا أبدا.
بذنوب فاغفرها يل؛ أنا الذي أس���أت ،أنا الذي أخطات،
ي ّمث أنا یا إهلي املعترف
أن���ا الذي مهمت ،أن���ا الذي جهلت ،أن���ا الذي غفلت ،أنا الذي س���هوت ،أنا
)9الدعاء
الال���ق تبارك وتعاىل تز ی���د وتز ید ولكن ال من حیث ما توهمّ���ه أولیاء املعرفة مفعرف���ة خ
ّ
والعرفانیة ،بل من حیث ازدیاد التوكل علیه ،والتسلمی ّ ّ
الفلسفیة البشـر ّیة وزعماء األ فكار
ّ والش���وع خ والیقی به ،خ ن
والضوع عنده ،واالس���تحیاء منه ،والتذلل له ،والتفو یض إلیه،
ّ
بعبودیتن���ال���هّ ، ّ ّ لدی���ه،وحتصی���لرض���اهّ ،
وربوبیت���هلن���ا: والتع���ززوالتنع���موالتل���ذذ
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
ً ً ً ًّ
عزا أن أ كون لك عبدا ،وكىف يب فخرا أن تكون يل ّربا ،أنت كما «إهل���ي كىف يب
((( أحب فاجعلن كما ّ
حتب». ّ
ي
والعجب من هذا املستز ید من معرفة اهلل تعاىل القائل هل من مز ید وهو یعتبر نفسه
الهبیة الت أش���ـرنا إلهیا مع ّأنه یعتقد ّ ً
الالق هو الذاتب���أن خ
ي
اللق الثمینة ّ صف���ا هب���ذه خ ّمت
ّ
املتجلیة بصور الكائنات ّ
املتغیرة الال متناهیة الصادر عهنا األشیاء باقتضاء ذاهتا ،أو هي
ّ ّ ّ
واملعلولیة؟! املتبدلة ،األسیرة يف قید قانون العل ّیة
ً فاعرف حكم استزادة معرفة اهلل تعاىل ّ
وحبه جمانبا عن ضاللة عقیدة وحدة الوجود
ّمما نتلوه علیك:
رسول اهلل؟ص؟:
ّ
«م���ن عرف اهلل وعظمه منع فاه عن الكالم ،وبطنه من الطعام ،وعىن نفس���ه
بالصیام والقیام».
(((
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
«من سكن قلبه العلم باهلل سبحانه سكنه الغىن عن الخ لق».
(((
ّ
یتعظمّ ،
فإن رفعة الذین یعلمون ما عظمته «ال ینبغي ملن عرف عظمة اهلل أن
(((
أن یتواضعوا له».
«ینبغي ملن عرف اهلل سبحانه أن ال خیلو قلبه من رجائه وخوفه طرفة ن
عی».
(((
ّ
(((
«ینبغي ملن عرف اهلل أن یتوكل علیه».
الكاف.237 / 2 ،
ي .1
. 2غرر احلكم.
. 3غرر احلكم.
خ
. 4هنج البالغة ،الطبة .147
. 5غرر احلكم.
. 6غرر احلكم.
508 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
یشتد خوفه».
(((
«عجبت ملن عرف اهلل كیف ال
(((
«غایة املعرفة الخ شیة».
«غایة العلم الخ وف من اهلل».
(((
(((
«أ كثر الناس معرفة بنفسه أخوفهم لر ّبه».
«من كان باهلل أعرف كان من اهلل أخوف».
(((
. 1غرر احلكم.
. 2غرر احلكم.
. 3غرر احلكم.
. 4غرر احلكم.
ن
الواعظی. . 5حبار األنوار ،393 / 70 ،عن روضة
أمي اهلل ،املحدث ّ
القم ّي ،مفاتيح ج
النان ،عن كامل الز يارات وغيره. . 6ز يارة ن
ىلاعت هللا ةفرعم ةدازتسا مكح وه امف هب قیدصتلا هللا ةفرعم لامك ناك اذإ 509
ّ ّ ّ ّ ّ ّ
عز وجل».
(((
عز وجل من عرف اهلل «أحق خلق اهلل أن یسلم ملا قضـى اهلل
اإلمام الصادق؟ع؟ :
(((
«من عرف اهلل خاف اهلل ،ومن خاف اهلل سخت نفسه عن الدنیا».
ّ
فإنه:
َ َ َ َ َّ ََْ ُ ُ
الن َاس ِبما ك َس ُبوا ما ت َر َك َعلى ظ ْه ِرها ِم ْن َد ّابةٍ >.
(((
ؤاخذ اهلل
<ولو ي ِ
اإلمام الرضا؟ع؟ :
وجل ما ّّ ّ
م���دوا أعیهنم إىل ما منح «ل���و یعلم الناس م���ا يف فضل معرفة اهلل عز
ّ
اهلل ب���ه األعداء من زهرة احلیوة الدنی���ا ونعیمها ،وكانت دنیاهم أقل عندهم ّمما
ّ ّ ّ ّ یطؤون���ه بأرجلهمّ ،
وعز ،وتلذذوا هبا تلذذ من مل یزل يف ولنعموا مبعرفة اهلل جل
ّ ّ ّ
عز وجل أنس من كل وحش���ة، النان مع أولی���اء اهللّ .إن معرفة اهلل
روض���ات ج
ّ وصاحب من ّكل وحدة ،ونور من ّكل ظلمةّ ،
وقوة من كل ضعف ،وشفاء من
ّ
(((
كل سقم».
ً
(((
«أعرف الناس باهلل ،أعذرهم للناس و إن مل جید هلم عذرا».
(((
متبسم ،وقلبه وجل حمزون». «العارف وجهه مستبشـر ّ
ّ ّ
(((
«كل عاقل مغموم ،كل عارف مهموم».
ً وم���ع ه���ذا _ فب���اهلل علی���ك _ هل لك أن ّ
تس���مي س���لوكا غایته أن یع���ري العارف عن
الكاف.62 / 2 ،
ي .1
الواطر.417 ، . 2تنبيه خ
. 3فاطر.45 ،
الكاف.248 / 8 ،
ي الكاف346 ،؛ فروع
ي . 4روضة
. 5غرر احلكم.
. 6غرر احلكم.
. 7غرر احلكم.
510 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
عی وجود خ
الالق ،معرفة اهلل!؟ بل ّ
العبودیة والش���ـر یعة ،و یرى الس���الك ش���خصه ن قید
أعىل مراتب التوحید والعرفان؟! واألعجب هو ّأن بعض من یعتقد بوحدة وجود خ
الالق
ّ
الدینیة و یأمر هبا غیره، واملخلوق یلتزم بآداب الش���ـر یعة و یتعب نفس���ه بإتیان التكالیف
ّ
العبودیة والش���ـر یعة ه���و ولید االعتقاد بوح���دة الوجود م���ع وض���وح ّأن ّ
التعري ع���ن قید
بالصـراحة.
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ّ
«وقال���واّ :إن كل م���ن صار يف أعىل درجة من دیهنم خ���رج من منزلة االمتحان
ً ً
والتصفیة فهو ملك ،فطورا ختاهلم نصاری يف أشیاء وطورا دهر ّیة ،یقولون ّإن
(((
األشیاء عىل غیر احلقیقة».
اإلمام ّ
سید الشهداء؟ع؟ :
« ...فإذا عرفوه عبدوه ،و إذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة ما سواه».
(((
ن
احلسی؟امهع؟: عل بناإلمام ّ
ي
(((
«سبحانك أخىش خلقك منك أعلمهم بك».
ّ لاّ
«وم���ا العلم باهلل والعمل إ إلفان مؤتلفان ،مفن عرف اهلل خافه ،وحثه الخ وف
ع�ل�ى العمل بطاع���ة اهلل ،و ّإن أرباب العلم وأتباعهم الذی���ن عرفوا اهلل فعملوا
َُ َ َ َّ
العل َم ُاء> ،فال ل���ه ،ورغبوا إلیه ،وق���د قال اهلل<ِ :إن َما َیخش���ى اهلل ِم���ن ِع َب ِ
���ادهِ
ً
تلتمس���وا ش���یئا ّمما يف هذه الدنیا مبعصیة اهلل ،واش���تغلوا يف هذه الدنیا بطاعة
ً
(((
اهلل ،واغتنموا ّإیامها ،واسعوا ملا فیه جناتكم غدا من عذاب اهلل».
. 1االحتجاج.89 / 2 ،
. 2حبار األنوار ،83 ،23 ،18 / 7 ،عن علل الشرایع.
ّ
السجادية ،دعاء .52 . 3الصحيفة
الكاف.25 ،1 ،
ي . 4الروضة من
ىلاعت هللا ةفرعم ةدازتسا مكح وه امف هب قیدصتلا هللا ةفرعم لامك ناك اذإ 511
)11الضيافة اإللهيّ ة
ّ ّ
ج���ل جالله ما أ كرم ّ ّإن خ
بشء
ي عنده ضیافة أجل ف
ي إلیه وأحبهّ���م عبیده أعز الال���ق
(((
غیر إرائة آیاته:
َ َ َّ
���ج ِدس���دهِ َل ْي ًلا ِم َن ْال َم ْ
ِ بي أ ْس���رى ب َع ْ ذ
ِ ال حان « ...وس���أله م���ن قول اهللُ :
<س ْ���ب
ِ ِ
ّ ْ
َ
أسـرى ال َحرام> .فقال أبو احلسن :قد أخبـر اهلل تعاىل أنه أسـرى بهّ ،مث أخبـر ِل َم
ُ
(((
<لن ِر َی ُه ِمن َآی ِات َنا> فآیات اهلل غیر اهلل». به فقالِ :
وقال اهلل تبارك وتعاىل:
ْ ُ َ
<ل َق ْد َ
(((
آيات َر ِّبهِ الك ْبرى>.
ِ
ن ْ م
ِ ى
أ ر
و یقول الرسول األعظم؟ص؟:
ً
«مل���ا أس���ـرى يب إىل الس���ماء بل���غ يب جبـرئی���ل مكان���ا مل یطأه جبـرئی���ل ّقط،
ّ
وجل من نور عظمته ما ّ ّ ّ
(((
أحب». فأران اهلل عز
فكشف يل ي
عل بن يأب طالب؟مهع؟ عن اهلل ن
احلسی بن ّ عل بن « ...سألت زین العابدین ّ
ي ي
جل جالله‘‘ :هل یوصف مبكان؟!’’ فقال :تعاىل عن ذلك .قلت :فلم أسـرى
ّ ً ّ
حممدا؟ص؟ إىل السماء؟! نبیه
ق���ال :لیر یه ملكوت الس���موات وم���ا فهیا من عجائب صنع���ه وبدائع خلقه،
ّ ّ ُ َّ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ َ
وسین أو أدنى>؟ قلت :فقول اهلل عز وجل< :ثم دنى فتدلى فكان قاب ق
ق���ال :ذاك رس���ول اهلل؟ص؟ دنا من حجب الن���ور فرأى ملكوت الس���مواتّ ،مث
ن ىّ ّ ّ لىّ
قوس�ی�� ظن أنه القرب كقاب ت���د فنظر من حتته إىل ملك���وت األرض حت
أو أدىن».
(((
ّ
الحقيقي )12المحبوب
لاّ
فلیس لك إ أن جتد ّربك يف ألطافه و إكرامه و إنعامه وكالمه وحنانه ورمحته الواسعة
ّ ّ لىّ ّ
فإنه جت لك فهیا ،وكل ذلك أفعاله ال ذاته: الشاملة لك بكلك،
« ...قال :مل احتجب عهنم؟ ...قال ...:ویلك ،وكیف احتجب عنك من أراك
وقوتك بعد ضعفك... قدرته ف نفس���ك ،نشؤك ومل تكن ،وكبـرك بعد صغركّ ،
ي
ّ ىّ ّ ّ
ال�ت�� ال أدفعه���ا ،حت ظنن���ت أنه
�س�� يال�ت�� يف نف ي
وم���ا زال یع���د ع�ل�ی قدرت���ه ي
(((
بین وبینه!»
سیظهر يف ما ي
القرآن الكرمی:
ْ َ َ َ َْ
(((
<ون ْح ُن أق َر ُب ِإل ْيهِ ِم ْن َح ْب ِل ال َو ِريد>.
اإلمام الصادق؟ع؟ :
«واهلل هو ّ
العل حیث ما یبتغى یوجد».
(((
ي
ّ خ ّ ّ ً
من،
شء من األوقات ي عن ولیس یلو يف ي « ...عن اهلل تعاىل :عجبا ملن ضل ي
ّ
(((
كیف خیلو وأنا أقرب إلیه من كل قر یب ،وأدىن إلیه من حبل الورید».
ن
الثقلي ،735 / 1 ،عن علل الشـرائع. . 1نور
. 2حبار األنوار ،301 / 4 ،عن حتف العقول.
. 3حبار األنوار ،43 / 3 ،عن التوحید.
. 4ق (.16 ،)50
. 5حبار األنوار ،298 / 3 ،عن التوحید.
. 6حبار األنوار ،454 / 95 ،عن صحيفة إدر يس ّ
النب؟ع؟.
ي
ىلاعت هللا ةفرعم ةدازتسا مكح وه امف هب قیدصتلا هللا ةفرعم لامك ناك اذإ 513
ً
وعودا عىل بدء جنیبك عن سؤالك عن حكم استزادة معرفة اهلل تعاىل ّ
وحمبته ونقول :هل
لاّ ّ
الفان؟!
سمي يال ّ والمال ج
بالهل؟!والقدرةاملشوبةبالعجز؟! جاحلبلیسإ للعلماملشوب ج
و إذا كان���ت تل���ك احلقائق املخلوقة تلیق بأن تك���ون حمبوبة ،مفا هو حكم ذات العلم
والقدرة والهباء والسناء والعظمة؟!
ً
والود واإلیثار من العبید جیعلك عبدا هلم ،وهم یر یدونك
و إذا كان اإلنع���ام واإل كرام ج
والود واحلنان لك ّممن یر یدك لنفسك ال لنفسه؟!
ألنفسهم ،مفا هو حكم اإلنعام واإل كرام ج
وعن اهلل تعاىل:
ّ ّ ّ
من. شء یر یدك ألجله ،وأنا أریدك ألجلك فال تفر ي
«یا بن آدم ،كل ي
ًّ حمبّ ،وحق لك ّ ّ
(((
حمبا». فبحق علیك كن يل
ي یا بن آدم ،أنا ي
حتب من ّ
حیبك لنفع عائد إىل نفسه وهو حمتاج إلیك و إىل أمثالك، و إذا ّ
ن
العاملی؟! غن عنك وعن مجیع ی وهو ّ املحب ن
حب ّ حیبك فوق ّ حق من ّ مفا هو ّ
ي
حمبة ّربك صعقةو إذا كان عفو خملوق عنك قد مییتك استحیاء ،مفا لك ال تصعق من ّ
تكون فهیا نفسك؟
وكیف ال متوت حیاء منه ،وأنت العاصـي املذنب املجترئ عىل ّربك ّ
جبار السموات
ن
واألرضی ،أقدر القادر ین وهو أعلم بك من نفسك:
القرآن الكرمی:
ُُ ُ ْ َ ُ ُ
(((
<ي ْد ُعوك ْم ِل َيغ ِف َر لك ْم ِم ْن ذن ِوبكم>.
َ
ونقرء يف احلكایات:
ً ّ ًّ ّ ً
حبا ش ��دیدا ،فمرض العبد فجاة مقربا عنده ،وكان یحبه « ...كان لس���لطان عبد،
. 7ابن فهد ّ ّ
احللّ ،
عدة الداعي. ي
. 8إبـراهمي (.11 ،)14
514 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
ّ ع���دت ف ّ «ی���ا ّ
ولی
وحدت ،ی���ا ي
ي �س�� يف
غرب�ت�� ،یا مون ي
ي ش���د يت ،ی���ا حافظي يف ي ي
ّ ّ
وتس���لمن األ ق���ارب خ ف نعم�ت�� ،ی���ا كهف ن
ذلن كلي وی ي تعیی�ن�� املذاهب
ي حی ي ي ي
صاحب .یا عماد من ال عماد له ،یا س���ند من ال س���ند له ،یا ذخر من ال ذخر
ل���ه ،ی���ا حرز من ال ح���رز له ،یا كهف من ال كهف له ،یا كن���ز من ال كنز له ،یا
ركن من ال ركن له ،یا غیاث من ال غیاث له ،یا جار من ال جار له.
رب البیت العتیق ،یا ی���ا جاري اللصیق ،یا ركن الوثیق ،یا إهلي بالتحقیق ،یا ّ
ي
هم ّ ّ ّ
فكن من حل���ق املضیق واصـرف ع�ّن�ي كل ّ ّ
وغم وضیق، ي ش���فیق یا رفیق ،ي
ّ
وأعن عىل ما أطیق». ّ
كفن شـر ما ال أطیق يوا ي
(((
شء خبالف
بشء هو خالق األشیاء وهو ي
ّ
▪ األول) مقام إثبات الوجود واإل قرار ي
األشیاء،
والثان) مقام معرفة ّأن اهلل تعاىل ما هي حقیقة ذاته ،وما هو كنه وجوده،
ي ▪
ّ ّ ّ
«إن تعلق املعرفة بالنسبة إىل الذات الثان وقلنا:
وحیث إنا قد فرغنا عن املقام ي
لاّ ً ً
املتعالی���ة حمال ذاتا وثبوتا ،ولیس للمخلوق إ اإل قرار والتصدیق بوجود ذات
خبالف األشیاء ،حمجوبة عن األوهام واألفكار والعقول والخ طرات»
ّ
العق�ل�� بوجود اهلل تعاىل هل ▪ ّأن املق���ام ّ
األول _ وهو مق���ام التصدیق واإل قرار
ي
لاّ
میكن أن حیصل بالعقل مس���تق عن اهلادي والبیان ،أم لیس للعقل بال بیان
ً
من الخ الق نفسه سبیل إىل ذلك أیضا؟!
الثان _ أي عىل فرض أن ال یكون للعقل باس���تقالله س���بیل ▪ وعىل الفرض ي
ّ
تعبدیة غیر إىل اإل ق���رار بوج���ود املعبود تعایل _ فهل یل���زم أن تكون املعرف���ة إذا
بـرهانیة غیر ّ
عقلیة ،أم ال؟! ّ
؟اذ الو كاذ ال مأ ّ،يدبعت مأ ّيلقع ىلاعت قلاخلا دوجوب رارقإلا 521
ّ
نقدم أمثلة:
مقتض له لتقسمی احلیاة من عند نفسه إىل احلیاة األول) الس���مك یعیش يف املاء وال ّ
ي
وأما إذا كان هناك موجود یدرك ما وراء ما یدركه الس���مك، ف امل���اء واحلیاة خارج املاءّ ،
ي
بخ ً ّ
شء الف احلیاة املدركة له فهو و یلفته إىل أن احلیاة خارج املاء تكون حیاة أیضا ،وهي ي
أول ما یفتح له السبیل إىل قبول ذلك أو إنكاره.
ّ
الث���ان) اإلنس���ان یعل���م اآلن بوجود أصوات وأن���وار حوله تكون أمواجه���ا أ كثر أو أقل
ي
ولكنه قبل أن حیصل له العل���م بوجود هذه األصوات ط���والً ّمم���ا یدركه هو بعینه وأذن���هّ ،
واأل لوان ما كان له بنفسه مقتض لتقسمی األصوات واأل لوان إىل األصوات واأل لوان ذات
طول موج وراء ما یسمعه و یراه وما دونه.
ً
الضـروري ّأنه ال
ّ الثالث) نفرض ّأن هناك إنس���انا أ كم���ه و یعیش كذلك ،وحینئذ مفن
مقتض هلذا اإلنسان بنفسه لاللتفات إىل وجود األ لوان واألنوار املحسوسة املدركة لغیره
ي
ن
بالعی وما یدرك من أفراد اإلنس���ان .فیمتنع له بنفس���ه تقسمی املحسوس���ات إىل ما یرى
ً
بغیرها فضال عن أن میكنه إثبات وجود األنوار واأل لوان أو إنكارها بخ صوصها.
الراب���ع) ّإن الصفح���ة املس���تو یة ال میكهنا أن ت���درك وجود املوج���ود ذي أبعاد ثالثة،
مقتض هلا بنفس���ها أن یقس���م املوجود إىل «ما یكون ذا أبع���اد ثالثة» و«ما یكون ذا
ي وال
بعدین» و«ما یكون ذا بعد واحد».
522 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ً
أحكاما ّ ّمث ّ
خاصة: الت ذكرناها
ي األمثلة ملوضوع إن
ّ
األول) ال میك���ن العل���م بوجود تل���ك املوضوع���ات واال لتفات إلهیا لتلك األش���خاص
بأنفس���هم .وذلك لعدم وجود املقتض ّ
للتوج���ه إىل ذلك ،و إن مل یكن هناك مانع مینعهم ي
عن ذلك.
الثان) ال میكن ألولئك األش���خاص معرفة ذوات موضوعات تلك األمثلة ،وال حیصل
ي
بخ نهّ
هلم العلم حبقیقهتا أ كثر من علمهم بأ ا «أشیاء الف ما یدركونه و یعرفونه».
لاّ
الثالث) ال میكن إثبات وجود تلك املوضوعات لألشخاص املذكور ین إ من حیث
ّ
دال لة األدلة ووجود آثارها علهیا.
الرابع) لیس هلؤالء األشخاص إنكار وجود تلك املوضوعات بعد دال لة الدلیل علهیا.
ّ
قطع���ي عىل وجود ذلك، فمك���ا ّأنه لیس لألح���ول إنكار الواح���د إذا ّدله دلیل ّ
عقل
ي
القاض الفصل
ي لألصم إن���كار وجود األصوات بدلیل ّأنه ال یس���معها ،بل یكون
ّ ولی���س
ّ
واحلاكم العدل يف ذلك كله هو العقل؛
یتوقف عىل رؤ یته ذلك ،و ّ ّ
یصح منه وكم���ا ّأن التصدیق بوجود اللون م���ن األ كمه ال
_ بل جیب علیه _ التصدیق بوجود اللون بعد قیام الدلیل عىل وجود ذلك عنده ،وبعد
لاّ ّ
حمدودیة ّ
حواس���ه و إدراكات���ه ،ولیس له حینئذ إ أن یق���ول« :عدم إدراكي التفات���ه إىل
تصدیق بذلك ب���ل ال ّبد يل من اإل ق���رار بوجود
ي مینع�ن�� عن ج���واز
ي الل���ون بخ صوص���ه ال
أحس به ،وخارج ّ
عما أدركه»، شء بخ الف ما ّ
ي
ً ّ
وكم���ا أنا أنفس���نا ال میكننا ّ
تصو ر عدم النور والظلمة مع���ا بل ال میكن حمكنا بعدمهما
ً ً ً ً لاّ
نتص���ور وجودمه���ا ّأوالّ ،مثحنك���مبعدمهم���امجیع���اعق�ل�ا.
ّ مع���اإ ب���أن
_ وكذل���ك يف س���ایر األمثلة _ فكذلك حنن بعد اال لتف���ات إىل ّأن عىل وجودنا وبصـرنا
لاّ ً
املتجز ية ،ال ّبد لنا من
ّ ّ
االمتدادیة وبصیرتنا و إدراكنا حجابا ال یر ینا إ األشیاء املخلوقة
؟اذ الو كاذ ال مأ ّ،يدبعت مأ ّيلقع ىلاعت قلاخلا دوجوب رارقإلا 523
ناش من عدم س���بیل فظه���ر ّأن انس���داد طر ی���ق العق���ل إىل إثب���ات وجود خ
الال���ق ،ئ
ّ ً القیة ىّ شیئا یلیق خ
بال ّ ً
العقل،
ي حت یكون موضوعا لتصدیقه و إقراره للمخلوق إىل أن جید
ّ ّ
باملرة ،فأصل العل ّیة يف
أجنب عن هذا املقام _ أي مقام إثبات املوضوع _ ّ ّ
ي ة العل ّ
ی وأصل
ً
أبدا ،إلاّ ّ ّ عی ّ
ن
یكف املخلوق لإلقرار بوجود ي ذاك لیس ه أن والتردید للش���ك قابل غیر ه أن
باالمتدادي ّ
فقط. ّ الالق مع حصـر املوجود عنده خ
یصح وجوده عند املخلوق يف مجیع حمتمالته یساوي االمتداد _ وبالملة إذا كان ما ّ ج
ً ً
ّإما متناهیا و ّإما غیر متناه ،مع ّأن الثان مستحیل الوجود ذاتاّ ،
واألول هو املعلول املحتاج ي
النف بعنوان
القاب���ل للز ی���ادة والنقصان والوجود والعدم _ فال یبىق له موضوع لإلثبات أو ي
ّ
والربوبیة .و جیوز أن یكون م���ا قاله موالنا اإلمام والرب الالئق ب���ه األ ّ
لوهیة الال���ق ّ ّأن���ه خ
ً
البدهیي ّأن معرفة حقیقة وجود الخ الق تعایل مستحیلة مطلقا ،بالعقل
ّ ▪ من
لاّ كانت أم بغیر ذلكّ ،
وأما إثبات وجوده تعاىل فهل میكن بالعقل مستق أم ال؟!
قد ّتدعي المعرفة البشـر یّ ة إمكان ذلك بل وقوعه ،ونحن نخالفهم في ذلك ونقول:
لاّ
▪ ّإن العلم بوجود الخ الق تعایل ال میكن أن حیصل بالعقل مس���تق عن البیان
ّ
االمتدادي، اإلهل���ى ،وذلك ّأن إدراك املخلوق منحصـر باحتم���ال وجود املوجود
ّ
مقتض ال لتفاته إلیه _ بال احتی���اج إىل مانع مینعه عن ّ
وأم���ا ما وراء ذلك ف�ل�ا
ي
ً ً ً ً
ذل���ك _ فیك���ون عنده جمهوال مطلقا ،واس���تحالة احلكم _ نفی���ا و إثباتا _ عىل
املجهول املطلق من البداهة مبكان.
دی ًا غیر ّ
عقلّ ، تعب ّ ً
أمرا ّ ▪ ّمث ّإنه ال یلزم مع ذلك أن یكون إثبات وجود الخ
ألن ي الق
ّ
توجه املخل���وق إىل املوضوع الال ئق لأللوهیة _التصدی���ق بوجود الخ الق ،بعد ّ
ّ
العقل ل واالستدال صـرف، الذي ال حیصل إلاّ بتعر یف الخ الق نفسه _ أمر ّ
عقل
ي ي
ًّ
عقلیا بكون اال لتفات إىل موضوعه من غیر ناحیة العقل. ال یخ���رج عن كونه
اعت هللا ةثاغإب اّلإ لاعتملا قلاخلا دوجو تابثإ نع لوقعلا زجعو دادسنالا 529
یقی بالنظر إىل نفسه ،ومها: لیس للمخلوق _ وحاله ما ّبی ّناه _ إلاّ سلوك أحد طر ن
غافال عن ّأن ما یراه و ّ
یصح
ً
یصح عنده وجوده_ ، ألف) أن یخ تار لنفسه ّرب ًا ّمما یراه و ّ
ً ً ً ً عنده وجوده ال یلیق خ
القیة _ فیختار خالقه ّإما نارا ،و ّإما نورا ،و ّإما مشسا ،و ّإما مقرا،بال ّ
كبیرا! وسيعا! بال ًّ ً ً ً
حد وال هنایة ،و... و ّإما بقرا ،و ّإما شجرا ،و ّإما وجودا
ً ً
ب) أن یكون تاركا للفحص ،آیس���ا عن احلصول عىل النتیجة ،ملا یرى من التعارض
الالق ،ن العل ّیة املوجبة لإلقرار بوجود خّ ن
وبی رؤ یة احنصار املوجود عنده مبا ال ب�ی�� أص���ل
عام ،فیقول: الالق بعنوان ّ القیة ،املستلزمة إلنكار وجود خ یلیق خ
بال ّ
ّ
«كان أبي یقول ليّ :إن هذا السؤال :من خلقني؟ ال جواب له ،ألنه ینبغي أن یسأل
ّ
بعده :فمن خلق اهلل؟ فظهر لي بهذا السؤال الساذج كذب بـرهان علة العلل ،وهو
ّ ّ ّ
كاذب عن���دي إلى اآلن ،ألنه إن یلزم أن تكون لكل ش ��يء عل ��ة ،فیجب أن تكون
ّ ً ً ّ
للخالق أیضا علة ،و إن جار أن یكون شيء موجودا بال علة ،فیجوز أن یكون ذلك
الشيء هو اهلل أو العالم نفسه».
(((
َ
وعقله وغایة ما یدركه و یفهمهّ ،
ولكنه بالنظر إىل هدایة نعم ،هذا هو حكم اإلنس���ان
ّرب���ه وخالق���ه ،فإن أدركه البیان والتوجیه إىل نقصان���ه يف مطلق إدراكه _ يف هذا العامل أو
ّ
مسيحیا؟.9 _ 8 ، . 1ملا ذا ال أ كون
530 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ ً
الذر مثال ،أو يف عامل الدنیا بتذكیر احلجج وهدایهتم بعد نسیان عامل يف عامل سابق كعامل
ً ً فأقر بوجود خ الذرّ ،ّ
الالق تعایل یكون مؤمنا ،و إن أنكره بعد ذلك یكون جاحدا.
(((
ميع َعليم>. <ل َي ْه ِل َك َم ْن َه َل َك َع ْن َب ّي َنةٍ َو َي ْحيى َم ْن َح َّي َع ْن َب ّي َنةٍ َو إ َّن اهلل َل َس ٌ
ِ
ِ ِ ِ
ً
ونز ید البحث توضیحا:
والاه���ل املطلق بالنس���بة إىل حقیقة الرؤ ی���ة البصـر ّیة ووجود ّ
ال ش���ك ّأن األ كم���ه ،ج
ً نقصانا ف إدراكه ،بل ّ ً
یتوهم ّأن املحس���وس مطلقا هو ي األ لوان _ ،وهو ال یرى وال حیتمل
ً ً ً حبواسه _ ال ّ ما یصل هو إلیه ّ
یتوجه حمكه إىل وجود اللون نفیا و إثباتا أبدا ،وهو مع هذا
دلیل ّ ٌ ّ
شء خارج عن إدراكه وه���و اللون فهو معذور يف رؤ یة ي وجود عىل عقلي ���هدل ف���إن
ّ حواس���ه ،وال ّ نقصانا ف ّ ً
املحدودیة يف إدراكاته ،فإن یتوجه إىل ي التناق���ض ما دام ال یرى
لاّ حمدودیة إدراكاته ونقصان ّ ّ كان هناك مدرك غیره ّ
حواسه فلیس له حینئذ إ فوجهه إىل
ً ّ
القطعي الدال عىل وجود اللون ّأوال ،والتفاته ّ اإل قرار بوجود ذلك ،وذلك ال قتضاء الدلیل
ّ ّ
شء خارج ع���ن كل ما یدركه و حیتمل إىل نقص���ان حواس���ه و إدراكات���ه واحتماله وجود ي
ً
وجوده ثانیا.
اللتی أش���ـرنا إلهیم���ا ،وال میكن أن ن ن
القاعدتی بیف�ل�ا یرتف���ع التناقض املت���راىئ عنده ن
ّ لاّ هیتدي إىل ّ
حمدودیة إدراكاته. احلق والواقع ،إ بتعر یف وهدایة من جانب من یرى
مثال آخر:
محراوتی وهو عىل حاله هذا غیر ّ
متوجه إىل ذلك، ن ن
عدستی هناك إنسان عىل عینیه
ً ّ
قطعي عىل وج���ود لون خمالف ملا ی���راه _ كاألبیض مثال _ یكون
ّ وحینئ���ذ ف���إن دله دلیل
ً
معذورا يف رؤ یة التناقض مادام غیر ملتفت إىل النقصان يف إبصاره _ ،كیف وهو ال یرى
هاد هیدیه ّ
فوجهه إىل نقص���ان إدراكاته فال عذر له يف غی���ر ما ی���رى _ ّ
وأما إن كان هناك ٍ
لاّ
الح���ود واإلنكار ،وال یس���عه حینئذ إ التس���لمی واإل قرار بوجود الل���ون األبیض اقتضاءج
. 1األنفال (.42 ،)8
اعت هللا ةثاغإب اّلإ لاعتملا قلاخلا دوجو تابثإ نع لوقعلا زجعو دادسنالا 531
ّ
لقطعیة الدلیل الدال عىل وجود ما ال یدركه.
وحینئذ فنقول:
ّ ّإن املخلوق ،بصـره وبصیرته ،معقوله ومتوهمّ هّ ،
حسه و إدراكه ،مفروضه وحمتمله ،كل
املتجزئ املعلول املحتاج القاب���ل للوجود والعدم ،فهو معذور يفّ ذل���ك منحصـر باملوجود
بی: رؤ یة التناقض ن
ّ
ألف) أصل العل ّیة
ّ ّ ب) عدم ّ
للخالقیة واالستغناء عن العلة قابلیة ما میكنه فرض وجوده
حت ّ ً
مطلقا ىّ ّ
شء خارج عن ي فرض له یصح حمدودیة إدراكه كیف وهو غیر ملتفت إىل
َ
یلتفت عما حیتمل وجوده ،ىّ
وحت میكنه احتمال وج���ود شء خارج ّ إدراك���ه ومفروضه ،و َ
ي
ّ
حت یثبته و یتخل���ص عن التناقض املتراىئ له يف إىل شء خ���ارج ع���ن ّكل شء عنده ىّ
ي ي
خ
طر یق إثبات وجود الالق.
لاّ ّ
فإنه ال یری غیر ما میكن أن یراه ،و إ ملا كان ّمما ال ميكن أن یراه،
یتصوره ،و إلاّ ملا كان ّمما ال میكن أن ّ
یتصو ره، یتصو ر غیر ما میكن أن ّوال ّ
لاّ
وال یفهم غیر ما میكن أن یفهمه ،و إ ملا كان ّمما ال میكن أن یدركه و یفهمه،
ً ً ً لاّ
فال یتوقع من فارض ال یفرض موجودا إ يف االمتداد والعدد أن یفرض شیئا خارجا
ً ً ّ ً
ها عنه ىّ
حت یثبته أو ینفیهّ .
فإن استحالة احلكم عىل املجهول املطلق نفیا و إثباتا منه ،منز
ّ
بدهیي لغایته.
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ّ ً ً ّ ّ
«إن اهلل خل���ق الن���اس كلهم ...ال یعرفون إمیانا بش���ـر یعة وال كفرا جبحود (((،مث
فظهر ّأنه لو مل ّ
یعرف اهلل تعاىل نفسه إىل خلقه مل یعرفه أحد:
اإلمام الصادق؟ع؟ :
(((
فعرفهم نفسه ولو ال ذلك لن یعرف أحد ّربه».
«ّ ...
ّ ً
وذاتا بال هنایة ،بل ّ
للمحدودیة: ألن الوصف فرع االمتداد املالزم
اإلمام السجاد؟ع؟ :
ّ َ ُ ُ
درك ُه ّ
«عظ���م ربنا ع���ن الصفة ،وكیف َیوص���ف مبحدودیة من ال حید و<ل���ا ت ِ
ّ
َ ّ ُ َ َ ُ َ َُ ُ ُ َ
(((
بص َار َو ُه َو الل ِطیف الخ ِب ُیر>».
الأ َ درك
الأبصار وهو ی ِ
هذا ،وقد جاء يف «تفسیر املیزان»:
ّ ّ
فإنه ّ مما یرجع فیه إلى بیان ّ ّ
«إن التوحید ونفي الشـركاء لیس ّ
مما یستقل به النبوة،
ّ ً العق���ل وتقضي به الفطرة فال معنى ّ
لعده فضال على الناس من جهة االتباع بل هم
ّ
واألنبیاء في أمر التوحید على مستوى واحد وشـرع سواء ،ولو كفروا بالتوحید فإنما
ّ
(((
كفروا لعدم إجابتهم لنداء الفطرة ال لعدم اتباع األنبیاء».
ونقول:
قد ظهر مبا ّبی ّناه _ بل وباملراجعة إىل ما ّتدعي الوصول إلیه الفلسفة والعرفان من معرفة
عی حقیقة وجودهم املعبود وتوصیفهم ّإیاه بصفات أنفسهم ،واعتقادهم بكون وجوده ن
لاّ وبی ّنا ّأن معرفة خ
الالق تعاىل ّ حد وال هنایة _ ّ بال ّ
حق معرفته ال میكن أن حیصل ألحد إ
ّ
احلقیقیة _ وهم األنوار األربعة عش���ـر صلوات اهلل علهیم باملراجع���ة إىل أبواب معرفة اهلل
أمجعی بتعر یفهم ّإیاهم معبودهم ،و إنقاذهم
ن الالئقاملن والفضل عىل خ ن
أمجع�ی�� _ فلهم ّ
الهالة وحیرة الضاللة. عن تیه ج
األنبیاء وس���ائر الناس يف أمر التوحید عىل مستوى واحد ،فهو أمر صحیح بأن ّ والقول ّ
ّ
يف نفس���ه ولكن ال من جهة كفایة العقل املس���تقل هلم للوصول إىل معرفة املعبود تعایل
الالق تعاىل ّ
یعرف حق املعرفة كما تزعمه املعرفة البشـر ّیة ،بل من حیث ّإنه لو مل یكن خ ّ
ً
مطلقا _ ىّ
حت األنبی���اء _ ،وقد فرغنا عن نفس���ه إىل العب���اد مل تكن حتصل املعرف���ة ألحد
ً
الكاف.100 / 1 ،
ي الواف ،410 / 1 ،نقال عن
.1ي
ن ّ ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،تفسير امليزان.173 / 11 ، .2
ي
536 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
وبالملة فالعجب ّممن ّیدعي اس���تغنائه عن مدرسة النبوة واإلمامة يف معرفة املعبود ج
تب���ارك وتعاىل م���ع ما یرى من وضوح بطالن ما وصل إلیه العق�ل�اء بآراهئم وأفكارهم يف
بالبـر والتشبیه ووحدة الوجود ّ
وأزلیة وجود العامل و ...وبذلك س���بیل ذلك من االعتقاد ج
ًّ
جلیا بطالن ما قد یقال: یظهر
ّ
«فالح���ق ال���ذي ال محی���ص عنه ف ��ي المرحلتی ��نّ :أن العق ��ل النظ � ّ
�ري مصیب في
ّ ّ ّ ّ ّ
الحقیقیة المتعلقة به تعال ��ى ،فإنا إنما نثبت ما یش���خصه ویقضي به من المع ��ارف
ل���ه تعالى م���ا نجده عندن���ا من صف ��ة الكم ��ال كالعلم والق ��درة والحیاة واس ��تناد
ّ
الفعلیة العلیا كالرحمة والمغفرة والرزق واإلنعام الموجودات إلیه ،وسائر الصفات
والهدایة وغیر ذلك على ما یهدي إلیه البـرهان.
ّ
محدودیة وهو تعالى أعظم ّ
الكمالیة ال یخلو عن غیر ّأن الذي نجده من الصفات
ّ ّ م���ن أن یحیط به ّ
ألن كل مفهوم مس ��لوب عن غیره ح���د ،والمفاهیم ال تخلو عنه
الذاتي ّ
فتوسل العقل إلى رفع هذه النقیصة ّ منعزل ّ
مما سواه ،وهذا ال یالئم اإلطالق
ً ّ
السلبیة تنزیها ،وهو تعالى أ كبـر من أن یوصف بوصف ،وأعظم بش���يء من النعوت
من أن یحیط به تقیید وتحدید ،فمجموع التشبیه والتنزیه ّ
یقربنا إلى حقیقة األمر».
(((
ً
وم���ن عظیم الج���رم أیضا أن نعزل العقل عن تش ��خیص أفعال ��ه تعالى في مرحلتي
((( ّ
والعملیة». ّ
النظریة التكوین والتشـریع أعني أحكام العقل
الالق تعایل بأوص���اف املخلوقات واحلكم علیه بعدم الرم هو توصیف خ ّ
ف���إن أعظم ج
ً ً ً ً ّ
ال���ذات الذي یكون وصفا موهوما يف نفس���ه وممتنعا بالنظر إىل موضوعه ،فضال
ي التناه���ي
ّ عن أن یوصف به خ
الالق جل وعال.
ّ البدهی���ي ّأن من حیكم عىل خ
الال���ق جل وعال بذلك هو ال���ذي قد عزل العقل ّ وم���ن
ّ ّ الالق واملخلوقّ ، عن حمكه الصـر یح بوجوب تباین ذات خ
عز وجل عن جمانسة وتنزهه
ّ
املتجز ي���ة القابلة للز ی���ادة والنقصان والوجود ّ
االمتدادیة خملوقاته ومش���اهبة مصنوعات���ه
والعدم بالذات.
ّ یقر بن���ا إىل حقیقة معرف���ة خ ً
معا ّ ّمث ّإن الق���ول ّ
الالق جل وعال ب���أن التش���بیه والتنز ی���ه
ّ لاّ
ففس���اده أوض���ح من أن یخ�ف�ى ،بل اهلل تعاىل ال یعرف إ بالتنز ی���ه عن كل ما تصل إلیه
ً عقول خ
الالئق من معرفة الذوات واألشیاء مطلقا.
ن
حسي ،تفسير امليزان.55 / 8 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .1
ي
538 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
اش. ّ ّ
. 1حبار األنوار ،258 / 5 ،عن تفسیر العی ي
اش.ّ ّ
. 2حبار األنوار ،258 / 5 ،عن تفسیر العی ي
. 3حبار األنوار.259 _ 258 / 5 ،
. 4حبار األنوار ،223 / 5 ،عن املحاسن.
. 5حبار األنوار ،237 / 5 ،عن تفسير ّ
القم ّي.
. 6خمتصر البصائر ،398 ،إثبات اهلداة.49 / 1 ،
540 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
يف صور كاهلباء قبل دحو األرض ورفع السماءّ ...مث اجتمع النور يف وسط تلك
حممد؟ص؟ فقال اهلل ّ
عز من قائل :أنت الص���ور الخ ّفیة فوافق ذلك صورة ّ
نبین���ا ّ
نوري وكنوز هدای�ت�ی ...انصب أهل بیتك املختار املنتجب وعندك مس���تودع ّ
ّ
ووحدانی يت. ن
واملنبهّی عىل قدر يت للهدایة ...واجعلهم ّ
حج يت عىل بـر ّی يت
ّ
وبالوحدانیة ،فبعد أخذ ما بوبیة واإلخ�ل�اصّمث أخذ اهلل الش���هادة علهیم بالر ّ
حممد وآله ،وأراهم ّأن اهلدایة معه أخذ من ذلك ش���ات ببصائر الخ لق انتخاب ّ
ّ ً ً
متقدماّ ،مث والن���ور له واإلمام���ة يف آله ،تقدمیا لس���نة العدل ولیكون اإلع���ذار
أخىف اهلل الخ لیقة يف غیبه...
ّ ً ّ
حمم���دا؟ص؟ يف ظاهر ومل ی���زل اهلل تع���اىل خیبأ النور حتت الزم���ان إىل أن فضل
ً ًّ ً ً
س���ـرا و إعالنا واس���تدعى؟ع؟ الفترات ،فدعى الناس ظاهرا وباطنا ،وندهبم
الذر قبل النس���ل ،مف���ن وافقه وقبس من التنبی���ه عىل العه���د الذي ّقدمه إىل ّ
مصب���اح الن���ور ّ
املقدم اهتدى إىل ّ
س���ـره واس���تبان واضح أمره ،ومن أبلس���ته
(((
((( ّ
استحق السخط». الغفلة
ُ
هذا ،وقد أ ّول عامل ّ
الذر عىل غیر حقیقته يف «تفسیر املیزان» حیث جاء فیه:
�انیة هي هي بعینها ّ
الدنیویة مسبوقة بنشأة أخرى إنس � ّ ّ
اإلنس���انیة ّ
«إن هذه النش���أة
ّ
وحدانیته غیر ّأن اآلحاد موجودون فیها غیر محجوبین عن ّربهم یش ��اهدون فیها
ّ ّ
الربوبی���ة بمش���اهدة أنفس ��هم ال من طری ��ق االس ��تدالل ،ب ��ل ألنهم ال تعال���ى ف���ي
ّ ّ
ینقطع���ون عن���ه وال یفقدونه ،ویعترفون ب ��ه وبكل حق من قبلهّ ،أما قذارة الش� �ـرك
ّ
الدنیویة دون تلك النشأة التي لیس وألواث المعاصـي فهو من أحكام هذه النشأة
لاّ
فیها إ فعله تعالى القائم به فافهم ذلك.
السَ :
احل ْيرة( .لسان العرب). .1اإل ْب ُ
ِ
ّ
املسعودي ،مروج الذهب.43 _ 42 / 1 ، .2
اعت هللا ةثاغإب اّلإ لاعتملا قلاخلا دوجو تابثإ نع لوقعلا زجعو دادسنالا 541
«ال حجاب بینهم وبین ّربهم في تلك النشأة فلو فرض هناك علم منهم كان ذلك
ً
إش���هادا وأخذ میثاقّ ،
وأما هذه النشأة فالعلم فیها من ورآء الحجاب وهو المعرفة
من طریق االستدالل».
(((
ّ ّ
« ...فلم یحتجبوا عنه ،وعاینوا أنه ّربهم كما ّأن كل شيء بفطرته یجد ّربه من نفسه
من غیر أن یحتجب عنه».
(((
لاّ
ّ
الواقعیة. والهات غیر ال یخ تلفان إ باالعتبارات ج
ًّ ًّ ّ ّ
امتدادیا عددیا الشء باملقارنة ،یس���تلزم كون���ه
البدهی���ي أن صـرف توصیف ي . 2م���ن
ً
املادة مطلقا ،فیناقض ذلك كونه ذا وجه ّرب ّ ً
زمانیا حمكوما بأحكام ّ ً متجز ًیا ّ ّ
ان غیر تدر جی ّي
ي
زمان و... وال ّ
ي
ّ ً . 3ال معىن ألن یكون الشء املقارن هلذا العامل املحسوس _ ّ
أي حنو فرض _ مقدما ي
ّ حت یبحث عن ّ
كیفیة تقدمه. علیه ىّ
تقدم املعىنتقدم اإلیاد عىل ما یوجد به ،وهو ّ تقدم «كن» عىل «یكون» هو ّ ّ . 4إن ّ
ج
ارجي ،فال معىن إلحاطة وجود أحدمها ال ّ الفعل عىل وجود املفعول واملخلوق خ ّ ّ
املصدري
ي
النشأتی بوجه من الوجوه.ن فسـر به وجود باآلخر ،وال ینطبق ذلك عىل ما ّ
ّ ّ . 5تأو ی���ل آیات ّ
الفلس���فیة املوهونة البعیدة عن املعارف احلقة املعان
ي الذر إىل هذه
مقدمة تفس���یره حیث _ بل املمتنعة ف نفس���ها _ خالف ما التزم به صاحب التفس���یر ف ّ
ي ي
یقول:
فرضیة ّ
علمیة ،أو إلى فلسفیة أو إلى ّ
ّ حجة ّ
نظریة «قد اجتنبنا فیها عن أن نركن إلى ّ
((( ّ
عرفانیة». مكاشفة
ّ
اللفظیة على ما یعطیها اللفظ «والبحث الصحیح یوجب أن تفس� � ّـر هذه البیان ��ات
في العرف واللغة».
(((
والتفسیر املذكور مشحون بأمثال هذا املورد املتجاوز به عن حرمی ما التزم به صاحبه
كما ال یخىف عىل املراجع.
ً لاّ ب�ی�� خ
. 6احلج���اب ن
املبان
ي ع�ل�ى الال���ق وخلق���ه هو نفس خلق���ه فال یرتف���ع أبدا إ
اللقة من رأسها ،والقول ّ
بأن حقیقة وجود والعرفانیة الذاهبة إىل إنكار معىن خ
ّ ّ
الفلس���فیة
ن
حسي ،تفسير امليزان.12 / 1 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .1
ي
ن ّ ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،تفسير امليزان.89 / 1 ، .2
ي
اعت هللا ةثاغإب اّلإ لاعتملا قلاخلا دوجو تابثإ نع لوقعلا زجعو دادسنالا 543
ّ
فكري املاهیاتوالالّ إرادی ًا بسبب ر یاضات ومتار ین من جهة حتصیل الغفلة ّ
التامة عن ّ
ّ
والتعینات. معراة عن احلدود ووجدان ّكل نفس نفسها ّ
لاّ
الت لیست يف الواقع إ تلقینات باطلة وقد كشفنا عن حقیقة حال هذه الر یاضات ي
ّ
العرفان ،و ّإنا بعد أني شیطانیة ،يف كتابنا((( الذي كتبناه لبیان بطالن السلوكّ وتصـرفات ّ
أوضحنا ّأن العلم واملعرفة باهلل تعاىل ال حیصل إلاّ من جهة العلم بأثره وفعله وصنعهّ ،
وبی ّنا
ً لاّ
ّأنه ال حیصل العلم بوجوده تعاىل إ بواسطة خلقه ،وال میكن أن جنده بذاته مطلقا ،فال
ً ّ ش���ك ف بطالن اآلراء املذكورةّ ، یب�ق�ى ّ
التي والذات ، إمكانا ال���ذات ال ینقلب
ي فإن املحال ي
تكون عىل خالف العدد والزمان واملكان ال تكون قابلة للمش���اهدة واإلدراك والوجدان
ً
مطلقا.
لاّ
یقولون :حیث ّإن إدراك الذات املتعالیة حمال فال یكون ذلك إ من صنعه تعاىل ،وال
لاّ لاّ
حیصل إ بفعله ،وال ینسب إ إلیه!
ً ّ ونقولّ :إناملحال ّ
الذاتال یتعلقبهالفعلمطلقا،واهللجلجاللهیتعاىلعنإرادةاملحال. ي
ن
املؤمنی؟ع؟: اإلمام أمیر
(((
«ممتنع عن اإلدراك مبا ابتدع من تصـر یف الذوات».
اإلمام الرضا صلوات اهلل علیه:
«لیس ف حمال القول ّ
حجة ،وال يف املسألة عنه جواب ،وال يف معناه له تعظمی، ي
لاّ
وال يف إبانته عن الخ لق ضمی إ بامتناع األز ي ّل((( أن یثن ».
((( (((
. 1التوحيد.36 _ 35 ،
. 2حبار األنوار ،327 / 3 ،عن التوحید.
. 3حبار األنوار ،285 / 4 ،عن التوحید.
اعت هللا ةثاغإب اّلإ لاعتملا قلاخلا دوجو تابثإ نع لوقعلا زجعو دادسنالا 547
ّ
صنع���ه ،ول���وال ذلك مل یعرف أحد ّرب���ه ،وقال :قال رس���ول اهلل؟ص؟ :كل مولود
ّ ّ یول���د ع�ل�ى الفطرة ،یعن ع�ل�ى املعرفة ّ
ع���ز وجل خالق���ه ،فذلك قوله: بأن اهلل ي
َ ُ َ َ َ
السماوات َوالأرض ل َیقول ّن ُ َ <و َلإن َس َئ َلت ُهم َمن َخ َل َق ّ
َ
(((
اهلل>». ِ ِ
فالتعبیر عن هذه احلالة يف أمثال املقام أمر شائع بلیغ وال دال لة فهیا عىل وقوع املعرفة
ً ً عىل الذات بال واسطة ّ
فإن املحال ال ینقلب إمكانا أبدا.
ّ ّ
عز وجل هل ی���راه املؤمنون یوم القیامة؟! قال « ...قل���ت له :أخبـر ين عن اهلل
[اإلم���ام الص���ادق؟ع؟] :نعم وق���د رأوه قبل ی���وم القیامة فقل���ت :مىت؟! قال:
ََ ُ
���ت ب َـر ّب ُكم َق ُالواَ :ب َلى>ّ ،مث س���كت س���اعةّ ،مث قال :و إنّ ن
حی قال هلم< :ألس ِ ِ
املؤمنی لیرونه يف الدنیا قبل یوم القیامة؛ ألست تراه يف وقتك هذا؟! ن
ّ قال أبو بصیر :قلت له :جعلت فداكّ ،
فأحدث هبذا عنك؟! فقال :ال ،إنك إذا
حدثت به فأنكره منكر جاهل مبعىن ما تقوله ّمث ّقدر ّأن ذلك تشبیه وكفر ،ولیست ّ
ّ
(((
واملحددون». عما یصفه املشبهّ ون
بالعی تعاىل اهلل ّ
ن الرؤیة بالقلب كالرویة
ّ والتعر یف باآلیات والعالمات هو طر یق تعر یف خ
الالق نفس���ه للعباد يف كل املواطن
واملواقف وال ینحصـر به التعر یف ف عامل ّ
الذر: ي
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
ّ
املتجل لخ لقه خبلقه ،والظاهر لقلوهبم ّ
(((
حبجته». ي «احلمد هلل
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ّ ّ مّ
«إنا ّ
(((
عز وجل نفسه إىل خلقه بالكالم والدال الت علیه واألعالم». عرف اهلل
. 1التوحيد.433 ،
. 2التوحيد92 ،؛ حبار األنوار.224 / 3 ،
. 3التوحيد39 ،؛ حبار األنوار.230 / 4 ،
. 4التوحيد35 ،؛ حبار األنوار.228 / 4 ،
. 5اإلحتجاج عىل أهل اللجاج،.201 / 1
حبار األنوار.253 / 4 ،
. 6حبار األنوار ،301 / 4 ،عن حتف العقول.
. 7التوحيد.40 ،
اعت هللا ةثاغإب اّلإ لاعتملا قلاخلا دوجو تابثإ نع لوقعلا زجعو دادسنالا 549
. 1التوحيد.40 ،
ن
حسي ،تفسير امليزان.172 / 6 ، الطباطبائّ ،
حممد ّ .2
ي
ن ّ ّ
الطباطبائ ،حممد حسي ،تفسير امليزان.175 / 6 ، .3
ي
550 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ونقول:
املعرفة املذكورة ووجدان األمر العجیب عندهم مبتنیة عىل ما ّیدعیه أصحاب العرفان
ً ً ً
الالق واملخلوق ّمتحدا عینا وخارجا _ بأن تكون املخلوقات
والفلسفه من كون وجود خ
ّ الالق تعایل أو نفس صوره ّمراتب وجود خ
املتعینة بصور املخلوقات واملتجلیة يف األ قدار
املتخالفة _
وعلیه فإذا وجد السالك نفسه بال واسطة وال حجاب فقد وجد ّربه وخالقه عندهم
الاطئة املخالفة للوجدان والبـرهان وضـرورة األدیان بال س���تر وال س���بب!! وهذه املعرفة خ
هیمت هبا أصحاب الفلسفة والعرفان وال یذهب علیك ّأن روایات معرفة النفس الت قد ّ
ي
ّ ً
ش���دیدا ،وه���ي القائلة ّ
بأن« :من عرف نفس���ه فقد عرف ربه» ،هلي م���ن أهون الروایات
ً
یفس���ـرها أصحاب الفلس���فة والعرفان مع�ن�ى .حیث إنهّ ا ّ م���دركا ،ومن أفس���د الروایات مبا
ّ
املحق ن لاّ
قی املش���تملة عىل الروایات ال توج���د الغال���ب مهنا إ يف الكتب غیر املعتبـرة عند
ّ
اللئال» و«غرر احلكم»
ي «غوال
ي الت ال توجد أمثاهلا يف كتبنا املعتبـرة املشهورة كـ :
ي ة الشاذ
و«مصباح الشـر یعة».
ّ
العرفان تفس���ـر به الروای���ات املذكورة عن���د أهل الس���لوك ّ
وأم���ا بط�ل�ان املعىن الذي ّ
ي
والفلسف فأظهر من الشمس للناظر يف مباحثنا واحلمد هلل. يّ
إن قلت :ما هو فائدة التعر یف ف عامل ّ
الذر؟ ي
ً
قلت :حتتمل وجوها:
ُ
مهن���اّ :أن���ه إن مل یكن ذل���ك التعر یف لك ّنا يف تلك املواطن قب���ل النزول إیل الدنیا غیر
موحدینعارفی ّ
ن ّ
الذري أصبحنا عارفی باهلل تعایلّ ،
وأما بعد ما أنعم اهلل علینا بالتعر یف ن
بـربنا وملحدین. جاهلی ّ
ن حت يف تلك املواطن قبل النزول إیل الدنیا ،ال یّ
اعت هللا ةثاغإب اّلإ لاعتملا قلاخلا دوجو تابثإ نع لوقعلا زجعو دادسنالا 551
الرسول األعظم؟ص؟:
ن ّ ً ّ «إن اهلل ّ
ّ
واحلس�ی�� من نور، علی���ا وفاطمة واحلس���ن خلق�ن�� وخلق
ي وج���ل ع���ز
فس���بحواّ ،
فس���بحنا ّ
فعصـ���ر ذل���ك النور عصـرة فخرج منه ش���یعتناّ ،
وقدس���نا
ّ ّ ّ
فوحدواّ ،مث خلق الس���مواتووحدنا ّمفجدواّ ، ومدنا ّفهللواّ ،
ج وقدس���وا ،وهللنا
ً ن
واألرض�ی�� وخل���ق املال ئكة مفكث���ت املال ئكة ماة ع���ام ال تعرف تس���بیحا وال
وقدس���نا ّ
فس���بحت املال ئكةّ ،
فس���بحت شیعتنا ّ فسبحنا ّ ً
تقدیس���اّ ،
فقدست
شیعتنا ّ
فقدست املال ئكة...
وجل كما ّ ّ ّ املوحدون حیث ال ّ فنح���ن ّ
اختصنا موحد غیرنا ،وحقیق عىل اهلل عز
ن
علیی. ّ
واختص شیعتنا أن ینزلنا وشیعتنا يف أعىل
ً
ّإن اهلل اصطفانا واصطىف ش���یعتنا من قبل أن نكون أجس���اما ،فدعانا فأجبنا
فغفر لنا وشیعتنا من قبل أن نستغفر اهلل تعاىل».
(((
ّ
الذري أن أصبحن���ا يف الدنیا أقرب إیل ومهن���اّ :أن���ه میكن أن یكون م���ن آثار التعر یف
ّ
ولعله إن مل ّ
یتقدم لنا ذلك التعر یف كان فهم التوحید قبول هدایة األنبیاء وتعر یفهم لنا،
ّ
وقبوله من األنبیاء؟مهع؟ أصعب علینا .هذا كله بعد ما ّبی ّناه من ّأنه إن مل ّ
یعرف اهلل نفسه
ً لنا لكان یّ
حت تصدیقنا بوجوده تعایل من عند أنفسنا حماال.
. 1كشف ّ
الغمة.458 / 1 ،
شأن العقل
في طریق معرفة اهلل تعالى
554 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ن
الواعظي4 / 1 ،؛ حبار األنوار.158 . 94 / 1 ، . 1كنز الفوائد31 / 2 ،؛ روضة
ّ
الطوس. أمال الشیخ
ً ً ي . 2حبار األنوار ،88 / 1 ،عن ي
ّ . 3وعىل هذا التفسير فيكون قوله تعاىل <أحسنه> مفعوال مطلقا لبيان ّ
كيفية اال تباع وليس مبفعول به،
ّ ّ همّ
فال تتو ّن أنه جيوز الرجوع إىل كل متكلم واالستماع منه.
556 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ُ َ
(((
اب>.ِ لبالأ َ أولئ َك ُهم أولو ُ
اهلل َو ِ
الب ُالص ُّم ُُّ ذم الذین ال یعقلون فقال< ...:إ َّن َش��� َّـر َّالد ّ َ «ّ ...مث ّ
كم واب ِعند ِ
اهلل ِ ِ
(((
عق ُلو َن> ».
الذین لا َی ِ
َ
العقل أو المعصوم؟!
ً
فأقول جوابا عن سؤالك عن شأن العقل يف معرفة اهلل تعاىل:
الالق بال رجوع إىل البیان ،و إنسداد طر یق ّإن امتناع حصول العلم واإل قرار بوجود خ
عقل ،فال دی ًا غیر ّ الالق إلاّ من بیان احلجج ال یستلزم أن یكون األمر ّ
تعب ّ إثبات وجود خ
ي
بی وجوب الرجوع إیل البیان واألخذ بالعقل. منافاة ن
ّ
شء فیجیب���ك فتقبل قوله ال توضی���ح ذل���ك :إنك تارة ترجع إیل البیان وتس���أله عن ي
مثال فهو ّ
تعبد ال غیرّ ، ً ّ
ومرة ع���ن فه���م علة احلكم ومال كه _ كوجوب اإلخفات يف الظهر _
ً ن ً
النقیضی مثال أخرى تفهم ش���یئا بنفسك بال رجوع إىل أحد كاحلكم باستحالة اجتماع
ّ ّ
ومرة ثالثة تفكر يف مش���كلة ف�ل�ا تقدر عىل حلهاّ ،مث ترجع إىل غیرك ّ
عق�ل�� صـرفّ ،
ي وذاك
ّ ّ
فیس���تدل لك علهی���ا ببـرهان تعقله وتفهمه بعقلك ،فتحل عقدتك من بیانه باس���تدال ل
ّ
البحران ،العوامل ،كتاب العلم.81 ، .1
ي
ّ
البحران ،العوامل ،كتاب العلم والعقل.83 ، .2
ي
ّ
البحران ،العوامل ،كتاب العلم والعقل. . 3حبار األنوار153 / 1 ،؛
ي
ىلاعت هللا ةفرعم قیرط يف لقعلا نأش 557
شء. ّ
عقل منه وقنوع من نفسك ،فلیس هذا من التعبد يف ي ي
ً
فللعقل يف هذه املس���ألة الثالثة ش���أن عظمی حبیث ّأنه لو ال ّأنك كنت عاقال ملا نفعك
ً ً
عظیما ّ ً ً
ألنه لو مل یكن لكان عقلك بنفسه قاصـرا البرهان ،كما ّأن للبیان أیضا هاهنا لشأنا
ّ
عن حل املشكلة.
ً
أیضا ال ینفع إلاّ من له ن لاّ وذلك كما ّأن صحیح ن
عی سليمة، العی ال یرى إ بالنور ،والنور
معا .وهذا هو احلال بعینه ف حصول العلم بوجود اهلل تعاىلّ ، ً لاّ
فإنه لو ي هبما وال حتصل الرؤ یة إ
مل یكن التعر یف والبیان من اهلل تعاىل ملا حصلت املعرفة ولو ألشـرف خملوق وأ كمل موجود:
اإلمام الصادق؟ع؟ :
(((
«لو ال اهلل ما عرفناه».
كم���ا ّأنه ل���و مل ّ
مین أصح���اب الوحى؟مهع؟ بتعر ی���ف خ
الالق تعاىل لغیره���م ملا حصلت
ً
املعرفة ألحد أبدا:
«ولو ال حنن ما عرف اهلل».
(((
ّ
املهدي؟ع؟ : اإلمام
«حنن صنائع ّربنا والخ لق بعد صنائعنا».
(((
َّ
«وس���د األب���واب إلاّ بابه فقال :أن���ا مدینة العل���م ّ
وعىل باهبا ،مف���ن أراد املدینة
واحلمكة فلیأهتا من باهبا».
(((
ن ّ فلما رفع الصادق؟ع؟ يده قال :احلمد هلل ّ ّ ... . 1
العاملي ،اللهم هذا منك ومن رسولك صلىّ اهلل رب
ً ّ
عليه وآلهوسلم ،فقال ابو حنيفة :يا أبا عبداهلل أجعلت مع اهلل شـر يكا؟!
َ ْ ُ
اهلل َو َر ُسول ُه ِم ْن فض ِله>، <وما َن َق ُموا إ َّلا َأ ْن َأ ْغ ُ
ناه ُم ُ فقال؟ع؟ :و يلك ّإن اهلل تبارك وتعاىل يقول ف كتابهَ :
ِ ي
َ ْ َ َ ُ ُ <و َل ْو َأ َّن ُه ْم َر ُضوا ما آتاه ُم ُ
اهلل َو َر ُس���ول ُه َوقالوا َح ْس ُ���بنا الل ُه َس ُيؤتينا اهللُ ُ وجل ف موضع آخرَ : ّ ّ
و يقول عز
ُ ي
ُ َ َ ْ
ِم ْن فض ِلهِ َورسوله>.
ُ
لاّ ّ
كأن ما قرأهتما ّقط من كتاب اهلل وال مسعهتما إ يف هذا الوقت. ي فقال أبو حنيفة :واهلل
َ ََ ُُ
وب وف أش���باهك< :أم على قل ٍ ومسعهتما ولك���ن اهلل أنزل فيك ي فق���ال أب���و عبد اهلل؟ع؟ :ب�ل�ى قد قرأهتما
َ ُ َ َ َ ُ َ َّ َ َ َ َ َ ُ ُ َ َ َ ُ
كس���بون> حبار األنوار 216 /10 ،عن كنز ِ ي وا ان ك ا م م ه
ِِوب ل ق ى ل ع ان ر لب ا ل<ك تعاىل: وقال ���ا> ه ال أقف
ّ
للكراجكي.196 ، الفوائد
. 2النور (.21 ،)24
. 3حبار األنوار ،194 / 9 ،عن تفسیر ّ
القم ّي.
.4األنبياء (.10 ،)21
560 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
َ َّ ُ َ ُ َ ْ َّ َّ َ ُ ْ
آيات ل َعلك ْم ت ْع ِقلون>.
(((
<قد َبينا لك ُم ال ِ
َ ُُْْ ََ َْ ُ ً ْ َ َ ْ َْ َ ْ َْ ُ
(((
كتابا ِفيهِ ِذكركم أ فلا تع ِقلون>. <لقد أنزلنا ِإليكم ِ
َ َّ ُ َ
ون ل َّلناس َعل ى اهلل ُح َّج ٌة َب ْع َد ُّ
(((
الر ُسل>. <لئلا َيك ِ ِ ِ
((( «إن اهلل أ كمل للناس احلجج بالعقول ،ونصـر ّ
النبی نی بالبیان». ّ
أبواب المعرفة:
ً ً ّ لاّ ّ
ال ینتج النظر والقیاس احلاصل من االستبداد بالتعقل والتفكر إ شـركا وضالال ،وال جتد
لاّ
يّ
احلقیق وحقیقة معرفة التوحید إ يف بیوت أذن اهلل أن ترفع و یذكر فهیا امسه: معرفة التوحید
اإلمام الباقر؟ع؟ :
وحممد حجاب اهلل تبارك وتعاىل».
((( وحد اهللّ ،«بنا عبد اهلل ،وبنا عرف اهلل ،وبنا ّ
حج ّیة حكم العق���ل ومطابقته م���ع الواقع ،ولكن ش���ك ف ّ ّ وال یذه���ب علی���ك ّأن���ه ال
ي
ً
كثیرا ما یخ لطون ن
بی أحكام العقل والوهم والظنون واألهواء ،مفا یصدر من العقالء العقالء
ً
الطأ ولیس حبكم العقل دامئاّ ، الائز علهیم خ
وأما أولیاء الوحي؟مهع؟ فهم هو أحكام العقالء ج
ً
املعصومون عن خلط أحكام العقل بالوهم مطلقا.
ّ
یس���تبدوا بآراهئم ورجعوا إىل أبواب املعرفة وعىل ذلك ّمفدعو العقل من البش���ـر إن مل
اإلهلی���ة الحنصـ���ر االخت�ل�اف خ
والطأ مب���وارد قلیل���ة كفهم متش���اهبات ما ورد م���ن اآلیات ّ
والروایات ،ولكانوا معذور ین عند العقل والش���ـرع ف ما یصدر عهنم من خ
الطأ واالشتباه ي
ً
إحیانا:
الكاف،28 /1؛ إثبات اهلداة.42 / 1 ، ي .1
الكاف،25 / 1؛ حبار األنوار.105 / 1 ،
ي .2
الكاف.
ي . 3إثبات اهلداة ،60 / 1 ،عن
الكاف، ،145 / 1باب النوادر.
ي .4
562 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
العقلی���ة واألحكام ف�ل�ا فرق ف م���ا جیب فیه الرج���وع إىل احلجج؟مهع؟ ن
ب�ی�� املعارف ي
وف القس���م ّ ن ّ ّ ّ لاّ ّ
التعبدیة إ أن يف القس���م األول یبی احلجة الدلیل والبـرهان عیل املطلب ،ي
الثان لیس كذلك. ي
عیل؟ع؟ لرسول اهلل؟ص؟: قال ّ
أمنا اهل���داة أم من غیرنا؟ قال :ال ،بل ّمن���ا إىل یوم القیامة .بنا
«یا رس���ول اهللّ ،
استنقذهم اهلل من ضاللة الشـرك ،وبنا استنقذهم اهلل من ضاللة الفتنة ،وبنا
ً
(((
یصبحون إخوانا بعد الضاللة».
الامعة الكبیرة:
وف ز یارة ج
ي
أعزك���م هب���داهّ ، ّ
حم���ال معرف���ة اهللّ ...
وخصك���م ببـرهان���ه... «الس�ل�ام ع�ل�ى
ً
ورضیكم ...أركانا لتوحیده ...فالراغ���ب عنكم مار ق ،والالزم لكم الحق...
ون���وره وبـرهان���ه عندكم ...من أتا كم جنى ،ومن مل یأتك���م هلك ...من أراد اهلل
(((
وحده قبل عنكم».بدء بكم ومن ّ
ً
فضال عن متش���اهباهتا إىل معان منطبقة عىل فلس���فة أهل الش���ـرك والضالل ،وأعجب
ّ
واألرضیة، بی املعارف الس���ماو ّیة تنبه إىل املبائنة والتناف ن
ي
م���ن ذلك إنكارهم ع�ل�ى من ّ
احلقیق ال إىل أهل الظنون واأله���واء ،فینكرون عىل يّ وأوج���ب الرج���وع إىل معادن العل���م
حقهم و ّ ّ ّ
والمود و...
یسموهنم أهل الظاهر ج أهل احلق
معروفا حیث ّ ً ً ً
یسمى مدافعو معارف األدیان فیا عجبا قد أصبح املعروف منكرا واملنكر
والمود!! و ّ
یس���مى الدیان أهل الظاهر ج والبـراه�ی�� الس���اطعة الصادرة عن أولیاء املل���ك ّ
ن
ّ أهل الظنون الواهیة واألهواء املردیة خ
وم ّر بو بنیان الشـر یعة بإدخال آراء املدارس الضالة
ن لاّ ّ ّ
تبیی عقائد أهل الش���ـرك الت لیس���ت يف الواقع إ البش���ـر یة _ وهي الفلس���فة الیونانیة ي
شـركهم عیل صورة ّفن ّیة _ أهل الفهم والعقل والبـرهان!!
وفروعا حیث ّ ً ً
یعدون أنفسهم وهذا هو بعینه ما یفعله املخالفون ألهل البیت؟مهع؟ أصوال
النىب؟ص؟ ّمث یأخذون معامل دیهنم م���ن غیرهم! فیا لیهتم وافق قوهلم ن
موال�ی�� أله���ل بیت ّ
حت ال ّ
یغتر الناس هبم ،و یعرفوهم حبقیقة أمرهم. فعلهم یّ
حمم���د علیه أفض���ل الصلوة« ...أىت أب���و حنیف���ة إىل أب عب���د اهلل جعف���ر ب���ن ّ
ي
ّ
والس�ل�ام ،فخرج إلیه یتوكأ ع�ل�ى عصا ،فقال أبو حنیفة :ما ه���ذه العصا یا أبا
الس���ن ما كنت حتتاج إلهیا ،قال :أجل ،ولكنهّ ا عصا ّ عبد اهلل؟ ما بلغك من
ّ
أتبـرك هبا .قالّ :أما يإن ل���و علمت ذلك وأنهّ ا عصارس���ول اهلل؟ص؟ ف���أردت أن ّ
رسول اهلل لقمت ّ
وقبلهتا.
فقال أبو عبداهلل؟ع؟ :سبحان اهلل! _ وحسـر عن ذراعه _ وقال:
واهلل یا نعمان ،لقد علمت ّأن هذا من شعر رسول اهلل؟ص؟ ومن بشـره مفا ّقبلته!
ّ فتطاول أبو حنیفه ّ
(((
لیقبل یده ،فاستل((( ّكمه وجذب یده ودخل منزله».
ْ ُ
انتزاع الشء و إ ُ َّ ُ
خراجه يف ِرفق( .لسان العرب). ي ِ السل: .1
. 2دعامئ اإلسالم،95 /1؛ حبار األنوار.222 / 10 ،
ىلاعت هللا ةفرعم قیرط يف لقعلا نأش 565
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
واملنتحلی ّ
مودتن���اّ ،إیا كم وأصحاب ال���رأي فإنهّ م أعداء ن «یا معش���ـر ش���یعتنا
ن ّ
الس�ن�� .تفلت���ت((( مهن���م األحادی���ث أن حیفظوه���ا وأعیهتم الس���نة أن یعوها
لخ ّ ً ً ّ
فاتخ���ذوا عب���اد اهلل خ���وال((( ومال���ه دوال ،فذلت هل���م الرق���اب ،وأطاعهم ا لق
ّ ن ّ
ومتثلوا ّ أش���باه الكالب ،ونازعوا ّ
الصادقی وهم من الكفار باألمئة احلق أهله،
عما ال یعلمون فأنفوا إن یعترفوا بأنهّ م ال یصلحون ،فعارضوا املالعی ،فسئلوا ّن
ّ ّ
(((
الدین بآراهئم فضلوا وأضلوا».
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
لاّ
«حنن األعراف الذي ال یعرف اهلل إ بسبیل معرفتنا ،إىل أن قالّ :إن اهلل لو شاء
لعرف العباد نفس���ه ،ولكن جعلنا أبوابه وصـراطه وسبیله والوجه الذي یؤىت ّ
من���ه ،إىل أن قال :وال س���واء حیث ذهب الناس إىل عی���ون كدرة ،یفرغ بعضها
يف بعض ،وذهب من ذهب إلینا إىل عیون صافیة ال نفاد هلا وال انقطاع».
(((
(((
«من دان اهلل بالرأي مل یزل دهره يف ارمتاس».
اإلمام الصادق؟ع؟ :
((( «كذب من زعم ّأنه من شیعتنا وهو ّ
متمسك بعروة غیرنا».
ً
«م���ن دان اهلل بغیر مس���اع من صادق ألزمه اهلل التیه الفن���اء ،ومن ّادعى مساعا
ن
األمی م���ن غی���ر الباب الذي فتح���ه اهلل لخ لقه فهو مش���ـرك ،وذلك الب���اب هو
َ َ ْ ُ َّ َ ُّ
مَ ُّ
الشء ف ْجأ ًة ،من غير َتكث( .لسان العرب). من ص ل خ الت : التفِ واالن ،التالت َف ُّل ُت ،واإل ْف َُّ
.1
ي ِ
.2ال َول :العبيد واإل ُ َ خ
ماء وغيرهم من احلاشية( .لسان العرب). ِ
. 3التفسير املنسوب إىل اإلمام احلسن العسكري؟ع؟47 ،؛ حبار األنوار.84 / 2 ،
الكاف.
ي . 4إثبات اهلداة ،59 / 1 ،عن
الكاف.
ي . 5إثبات اهلداة ،64 / 1 ،عن
. 6حبار األنوار ،98 / 2 ،عن صفات الشیعة للصدوق.
566 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ ّ
عز وج���ل ویعبده من عرف اهلل وعرف إمام���ه ّمنا أهل البیت، «إنمّ���ا یعرف اهلل
مّ ّ ّ
عز وجل وال یعرف اإلمام ّمنا أه���ل البیت فإنا یعرف ویعبد وم���ن ال یعرف اهلل
ً (((
غیر اهلل هكذا واهلل ضالال».
لاّ
احلق معنا وفینا ال یقول ذلك س���وانا إ ك���ذاب مفتر وال ّیدعیه «ولیعلم���وا ّأن ّ
ضال ّ ّ لاّ
(((
غوي». غیرنا إ
ّ ّ ّ
عز وجل بعبادة جیهد فهیا نفس���ه وال إمام له من اهلل فس���عیه «كل من دان اهلل
ش���أن ألعماله ...واهلل یا ّ
ئ ضال ّ ّ
حممد ،من أصبح متحیر واهلل غی���ر مقبول ،وهو
ً لاّ ّ ّ م���ن هذه ّ
األم���ة ال إمام له م���ن اهلل عز وجل ظاه���ر عادل أصبح ض���ا تاهئا،
و إن مات عىل هذه احلالة مات میتة كفر ونفاق.
ّ ّ
حممدّ ،أن أمئة ج
الور وأتباعهم ملعزولون عن دین اهلل قد ضلوا واضلوا، واعلم یا ّ
ّ
اش���تدت ب���ه الر یح يف یوم عاصف ،ال یقدرون الت یعملوهنا كرماد
فأعماهلم ي
شء ،ذلك هو الضالل البعید». ّ
مما كسبوا عىل ي
(((
« ...س���ألت أبا عبد اهلل؟ع؟ عن قول رسول اهلل؟ص؟ :من مات ولیس له إمام
ّ
جاهلیة؟! فقال :نعم ،إىل أن قال :فقلت :میتة كفر؟ فقال :میتة مات میت���ة
ضالل ...إىل أن قال :میتة كفر ونفاق وضالل»
(((
ً ًّ ً
عقلیا آخر وهو« :وجوب یصح لنا أن ننكر _ بداعي ّاتباع العقل! _ حمكا صـرحیا
كیف ّ
الاهل باملبدأ واملعاد و ...إىل العامل الشاهد عىل خ
اللق ال إىل األوهام والظنون»، رجوع ج
ً ّ
البدهییات عند العقل بل یكون طر یق الوصول إىل احلقائق منحصـرا الت هي من أبده
ي
ّ لاّ
بذلك وال نكلف إ به:
اإلمام الباقر؟ع؟ :
«إنمّ���ا ّكلف الناس ثالثة :معرفة ّ
األمئة ،والتس���لمی هل���م ف ما ورد علهیمّ ،
والرد ي
إلهیم يف ما اختلفوا فیه».
(((
ً
«یا أبا محزة ،خیرج أحدكم فراس���خ فیطلب لنفس���ه دلیال وأنت بطرق الس���ماء
ً
(((
أجهل منك بطرق األرض فاطلب لنفسك دلیال».
ّ
الت حنن منه بـ���رءاء مهنا ،فیقبله املستس���لمون من ش���یعتنا عىل أنه علین���ا ي
ّ ّ
من علومنا فضلوا وأضلوا.
ن
احلس�ی�� بن أضـر عىل ضعفاء ش���یعتنا من جیش یز ید علیه اللعنة عىل وهم ّ
ع�ل��؟امهع؟ وأصحابه ،فإنهّ م یس���لبوهنم األرواح واألموال وهؤالء علماء الس���وء
ّ
ي
الناصب���ون املتش�ّب�هّ ون بأنهّ���م لنا موال���ون وألعدائنا معادون یدخلون الش���ك
فیضلوهنم و مینعوهنم عن قصد ّ ّ
احلق املصیب. والش�ب�هة عىل ضعفاء شیعتنا
ّ
املضلون ّ
عنا ،القاطعون للطرق ّمث قال :قال رسول اهلل؟ص؟ شـرار علماء ّأمتنا
ّ ّ إلیناّ ،
املسمون أضدادنا بأمسائنا ،امللقبون أندادنا بألقابنا ،یصلون علهیم وهم
ّ ّ
للعن مستحقون...
املؤمنی؟ع؟ :م���ن خیر خلق اهلل بعد ّ
أمئة اهلدى ومصابیح ن ّمث ق���ال :قیل ألمیر
الدج���ى؟ ق���ال :العلم���اء إذا صلح���وا .قی���ل :ومن ّ
ش���ـر خلق اهلل بع���د إبلیس
ّ
املتلق ن
بی بألقابكم واآلخذین املتس���م نی بأمسائكم ،وبعد
ّ وفرعون ومنرود وبعد
واملتأمر ین يف ممالككم؟ قال :العلماء إذا فسدوا. ّ ألمكنتكم
ّ ّ
<أولئ َك
عز وجلِ : هم املظهرون لألباطیل الكامتون للحقائق وفهیم قال اهلل
َ َ ُ ُ ُ ُ َ َ َ ُ ُ ُ َّ ُ َ َّ َّ َ
(((
ون إلا ال ِذ َین ت ُابوا> اآلیة». یلعنهم اهلل ویلعنهم اللا ِعن
ّ
العسكري؟ع؟املنسوب إلیه. . 1حبار األنوار ،89 _ 87 / 2 ،عن تفسیر اإلمام
حرمة األخذ عن غير صاحب المعجزة
ً ً
عقال ونقال
574 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
البحران ،العوامل ،كتاب العلم.412 ، .1
ي
ّ
آبادي ،تأو يل اآليات الباهرة، .2بصائر الدرجات ف فضائل آل ّ
حممد صىل اهلل علهيم،41 / 1؛ االستر ي
.324 / 1
القنو ًالقع ةزجعملا بحاص ريغ نع ذخألا ةمرح 577
لاّ ّ ًّ
حیا ملا وسعه إ اتباعي».
(((
كان موىس
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
«أول احلمكة ترك اللذات ،وآخرها مقت الفانیات».
((( ّ
ّ ّ
(((
«حد احلمكة اإلعراض عن دار الفناء والتوله بدار البقاء».
ّ
«م���ن احلمكة أن ال تن���ازع من فوقك ،وال تس���تذل من دون���ك ،وال تتعاطی ما
ّ
لیس يف قدرتك ،وال خیالف لس���انك قلبك ،وال قول���ك فعلك ،وال تتكلم فیما
(((
ال تعلم».
ّ «قی���ل للقمان :ما جیمع من حمكتك؟ قال :ال أس���أل ّ
عما كفیته ،وال أتكلف
یعنین».
(((
ي ما ال
حتب للناس ما ّ
حتب لنفسك ،وتكره هلم ما «وأحسن كلمة حكم جامعة :أن ّ
تكره هلا».
(((
ً ً
فیتبعونه ّاتباعا حسنا. فیكون املعىن حینئذّ :
حت هیتدي إىل هداه، الضال عن معرفة اإلمام النور أن یفحص عن ّكل شء ىّ ّ
فعىل
ي
ّ
ولیس عىل املهتدي إلیه أن یخ رج من النور إیل الظلمة ،ومن حقه إىل باطل غیره.
اإلمام الرضا؟ع؟ :
ّ ً
حیی أمركم؟ قال :یتعلم علومنا ي كیف له: فقلت أمرن���ا، أحىی عبدا «رحم اهلل
ّ ّ
ویعلمها الناسّ ،
(((
فإن الناس لو علموا حماسن كالمنا ال تبعونا».
ّ
فإن:
ْ ُ َ ُ ْ َ َّ ْ ُ َّ ُ ْ َ ُ َ َ ْ َ َ
شاء ل َهداك ْم أجمعين>.
((( َ َ <قل ف ِلل ِه الحجة ال ِ
بالغة فلو
ََ
ّ
البحران ،العوامل ،كتاب العلم.394 ،
ي اب َز ْي ٍد ّالز ّراد124 ،؛ .1األصول الس���تة عش���رِ ،ك َت ُ
ََ
ّ
البحران ،العوامل ،كتاب العلم.399 ،
ي اب َز ْي ٍد ّالز ّراد، .2األصول الستة عشرِ ،4 ،ك َت ُ
معان األخبار. ي . 3حبار األنوار ،30 / 2 ،عن
. 4األنعام (.149 ،)6
580 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
هو الش���اهد عیل نفس���ه بنفس���ه كما ّأن اهلل تعایل كذل���ك مبا هلما من العل���م والقدرة
والمكاالت الظاهرة ،فلیس ألحد أن یقول :ما هو شاهد اإلمام؟
كما ّأنه لیس ألحد أن یس���أل :مب یری النور؟ ّ
ألن النور هو الذي یری به األش���یاء وال
بشء آخر:
یری هو ي
ْ ُ َ ً ُ َ َ
ألب جعفر؟ع؟< :ق ْل كفى ِباهلل ش ِهيدا َب ْي ِني َو َب ْي َنك ْم َو َم ْن ِع ْن َد ُه ِعل ُم
« ...قلت ي
النب؟ص؟. وأولنا وخيرنا بعد ّ وعل أفضلنا ّْال ِكتاب> قالّ :إيانا عىن ّ
ي ي ِ
. 1التوحيد.240 ،
ّ
الكاف193 / 1 ،؛ تفسير القم ّي.371 / 2 ، .2
ي
القنو ًالقع ةزجعملا بحاص ريغ نع ذخألا ةمرح 581
ّ
وحی���ث ّإن الفضل ما ش���هدت به األعداء ،فكیف حنتاج إل ثب���ات حق ّية مذهبنا إیل
ّ
العياشـي.220 / 2 ، . 1تفسير
ن أخبار الرضا؟ع؟.273 / 2 ، . 2عيو
. 3من ال حیضره الفقیه.613 / 2 ،
582 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
شء آخر؟!:
ي
أب احلدید:
قال ابن ي
ّ
ياش���ـي روى خبـره ونقلته أنا من كتاب عبد اهلل فإن الر ّ
«فأما ضـرار بن ضمرة ّ
ّ
احللب يف التذييل عىل هنج البالغة ،قال: بن إمساعيل بن أمحد
ي
عل؟ع؟ ،فقال له معاوية: دخل ضـرار عىل معاوية وكان ضـرار من صحابة ّ
ي
ًّ
وتعفين!
ي أ قال: !ا يا ضـرار ،صف يل علي
قال :ال أعفيك...
وذكر أبو عمر بن عبد البـر يف كتاب اإلستيعاب هذا الخ بـر فقال...
ًّ ّ
اعف�ن�� يا أمير
ي قال: !ا الضباب :ي���ا ضـرار ص���ف يل علي
ي ق���ال معاوية لضـ���رار
ن
املؤمني!
لتصفنه! قالّ :أم���ا إذ ال ّبد من وصفه ،فكان واهلل بعيد املدى ،ش���ديد
ّ ق���ال:
ً
عدالّ ، ً
يتفجر العلم م���ن جوانبه ،وتنطق احلمكة القوى ،يق���ول فصال ،وحيكم
م���ن نواحيه ،يس���توحش من الدنيا وزهرهت���ا ،ويأنس بالليل ووحش���ته ،وكان
غز ي���ر العبـ���رة ،طويل الفك���رة ،يعجبه من اللب���اس ما قصـر ،وم���ن الطعام ما
خش���ن ،كان فينا كأحدنا ،جييبنا إذا سألناه ،وينبئنا إذا استفتيناه ،وحنن واهلل
ّ
مع تقر يبه ّإيانا ،وقربه ّمنا ال نكاد نكلمه هيبة له.
ّ
ويقرب املس���ا ن
كي ،ال يطمع الق ّ ّ
���وي يف باطله ،وال ييأس يعظ���م أه���ل الدين،
الضعيف من عدله.
وأش���هد لقد رأيت���ه يف بعض مواقفه وقد أرخى الليل س���دوله ،وغارت جنومه،
ً
قابضا عىل حليته ،يتململ متلمل السلمي ،ويبكي بكاء احلز ين ويقول :يا دنيا
تعرضت؟ أم إل ّ
تش���وقت؟ ههي���ات! ههيات! قد باينتك غ���ر ي غيري! أ ب ّّ
ي ي
القنو ًالقع ةزجعملا بحاص ريغ نع ذخألا ةمرح 583
ً
ثالث���ا ال رجعة يل فهيا! فعم���رك قصير ،وخطرك حقير .آه م���ن قلة الزاد ،وبعد
السفر ،ووحشة الطر يق.
فبكى معاوية وقال :رحم اهلل أبا حسن ،كان واهلل كذلك.
فكيف حزنك عليه يا ضـرار؟ قال :حزن من ذبح ولدها يف حجرها».
(((
ّ
« ...كنت أنا وابن يأب العوجاء وعبد اهلل بن املقفع يف املسجد احلرام ،فقال ابن
ّ
املقف���ع :ترون هذا الخ لق؟ وأومأ بيده إىل موضع الطواف ،ما مهنم أحد أوجب
حممد؟امهع؟ ّ
الالس ،يعن جعفر ب���ن ّ لاّ
فأما ي ج الش���يخ ذلك له اس���م اإلنس���انية إ
الباقون فرعاع وهبامئ.
فق���ال له ابن يأب العوجاء :وكيف أوجبت هذا االس���م هلذا الش���يخ دون هؤالء؟
ّ
ألن رأيت عنده ما مل أر عندهم.فقال ابن يأب العوجاء :ما ّبد من اختبار
قال :ي
ّ ّ
فإن أخاف أن يفس���د عليك م���ا قلت فيه منه .فقال له ابن املقفع :ال تفعل ،ي
ولكنك ختاف أن يضع���ف رأيك عندي يف م���ا ف ي���دك! فقال :ليس ذا رأي���ك ّ
ي
همّ ّ ّ
إحالل���ك ّإياه املحل الذي وصفت! فقال ابن املقف���عّ :أما إذا تو ت ّ
عل هذا ي
ّ وحتفظ ما استطعت من الزلل ،وال نّ
تث عنانك إىل استرسال يسلمك فقم إليه
إىل عقال ،ومسه ما لك أو عليك.
ّ ّ
قال فقام ابن يأب العوجاء وبقيت أنا وابن املقفع فرجع إلينا فقال :يا ابن املقفع،
ً روحان ّ
ّ
يتجس���د إذا ش���اء ظاهرا ويتروح إذا ي ما هذا ببش���ـر! و إن كان يف الدنيا
ً
شاء باطنا فهو هذا!
ابتدأن فلما مل يب���ق عنده غيريفق���ال له :وكيف ذاك؟ فقال :جلس���ت إليهّ ،
ي
يعن أهل الطواف فق���ال :إن يكن األمر عىل ما يقول هؤالء وهو عىل ما يقولون ي
مت و»...
(((
فقد سلموا وعطب
تعد وال حتیص.وكم هلذا من نظائر ف ّكل حلظة وآن وقدم من حیاهتم املباركة ال ّ
ي
ن
املؤمنی؟ع؟ ) وارج���ع إیل حب���ار األن���وار ،117 / 40 ،باب :ما ج���رى من مناقبه (أمی���ر
ومناقب األ ّمئة من ولده؟مهع؟ عىل لس���ان أعداهئم ،وغیر ذلك.
أب احلدید:
وقال ابن ي
ً ّ ّ
«فأما فضائله؟ع؟ فإنها قد بلغت من العظم والجاللة واالنتش ��ار واالش ��تهار مبلغا
التع���رض لذكرها والتص � ّ�دي لتفصيلها .فصارت كما ق ��ال أبو العيناء
ّ يس���مج((( معه
ّ
لعبيد اهلل بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل والمعتمد:
«رأيتن���ي في م���ا أتعاطى من وصف فضل ��ك كالمخبـر عن ضوء النه ��ار الباهر والقمر
ّ
الزاه���ر ال���ذي ال يخف���ى على الناظ ��ر ،فأيقنت أني حي ��ث انتهى بي القول منس ��وب
مقصـر عن الغاي���ة ،فانصـرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك ،ووكلت إل���ى العجزّ ،
َ َ ٌ َ ُ َ َ ْ ُ ُ سمَ َ ً
َ الحة( .لسان العرب). اجة ِإذا مل يكن فيه م الش ُء ،بالضم :قبح ،يسمج
ي .1سمَ ُ َج
َّ ً
الطيبة أي
ِ الض ْو ُعَ :ت َض ُّ���و ُع الر ِيح ضوعا :نفح���ت( .كتاب ن
العی) .و . 2ض���وع ،ضي���ع :ضاعت الر يح
ْ
َنف َحتهُ ا( .لسان العرب).
القنو ًالقع ةزجعملا بحاص ريغ نع ذخألا ةمرح 585
ّ
من جملتها‘‘ :الكالم كله ثالثة أشياء :اسم وفعل وحرف».
ومن جملتها :تقس���يم الكلمة إلى معرفة ونكرة ،وتقس ��يم وجوه اإلعراب إلى الرفع
القوة البش� � ّـرية ال تفي والجر والجزم ،وهذا يكاد يلحق بالمعجزاتّ ،
ألن ّ ّ والنص���ب
بهذا الحصـر ،وال تنهض بهذا االستنباط.
ّ
والدينية وجدته ابن الخلقية والفضائ ��ل النفس � ّ
�انية ّ و إن رجع���ت إل���ى الخصائص
جالها وطالع((( ثناياها.
ّ ّ
وأما الشجاعة ،فإنه أنسى الناس فيها ذكر من كان قبله ،ومحا اسم من يأتي بعده،
ومقاماته في الحرب مش���هورة يضـ ��رب بها األمثال إلى يوم القيامة ،وهو الش ��جاع
ً لاّ
ق���ط وال ارتاع من كتيبة ،وال ب ��ارز أحدا إ قتله ،وال ضـ ��رب ضـربة ّقط
ال���ذي م���ا ّفر ّ
ْ
الشءِ :مل ُؤه( .لسان العرب). ِ .1ط ُ
الع ي
القنو ًالقع ةزجعملا بحاص ريغ نع ذخألا ةمرح 587
‘‘لقد ش���جعت بعدنا يا أبا بكر!’’ قال :وما الذي تنكره من ش ��جاعتي؟ وقد وقفت
ّ في الصف إزاء ّ
علي بن أبي طالب!’’ قال‘‘ :ال جرم أنه قتلك وأباك بيس� �ـرى يديه،
وبقيت اليمنى فارغة يطلب من يقتله بها’’.
ّ
وجملة األمر ّأن كل شجاع في الدنيا إليه ينتهي ،وباسمه ينادي في مشارق األرض
ومغاربها.
ّ
وأما ّ
القوة واأليد فبه يضـرب المثل فيهما.
لاّ ً
قال ابن قتيبة في المعارف‘‘ :ما صارع أحدا ّقط إ صـرعه’’.
وه���و الذي قلع باب خيبـر واجتمع عليه عصبة من الناس ليقلبوه فلم يقلبوه ،وهو
ً ًّ
جدا وألقاه إلى األرض ،وهو الذي ال���ذي اقتلع هبل من أعلى الكعبة وكان عظيما
ّ
اقتلع الصخرة العظيمة في أيام خالفته؟ع؟ بيده بعد عجز الجيش كله عنها وأنبط
الماء من تحتها.
ّ ّ
وأما السخاء والجود فحاله فيه ظاهرة ،وكان يصوم ويطوي ويؤثر بزاده وفيه أنزل:
ُ ُ ً َ ً َّ ُ ً ُ ْ ُ َ َّ
عام َعلى ُح ِّبهِ ِم ْس ِكينا َوي ِتيما وأ ِسيرا ِإنما ن ْط ِع ُمك ْم ِل َو ْجهِ اهلل لا ن ِر ُيد
الط َ <ويط ِعمون
ُ ُ ً ِم ْن ُك ْم َج ً
زاء ولا شكورا>.
ً ّ لاّ ّ ّ
فتصدق بدرهم ليال وبدرهم المفس���ـرون أنه لم يكن يملك إ أربع ��ة دراهم وروى
َ َ َ
هار
َّ ّ َ ُْ ُ َ ْ َُ ْ ّْ ًّ ً
نهارا وبدرهم سـرا وبدرهم عالنية ،فأنزل فيه< :ال ِذين ين ِفقون أموالهم ِباللي ِل والن ِ
َ ً
لان َية>.سـرا وع ِ
وروى عن���ه ّأنه كان يس���قي بيده لنخل قوم من يهود المدين ��ة ّ
حتى مجلت((( يده
ً ويتصدق باألجرة ّ ّ
ويشد على بطنه حجرا.
الشعبي وقد ذكره؟ع؟ ‘‘ :كان أسخى الناس ،كان على الخلق الذي ّ
يحبه اهلل ّ وقال
السخاء والجود ،ما قال ال لسائل ّقط’’.
وقال ّ
عدوه ومبغضه الذي يجتهد في وصمه وعيبه معاوية بن أبي سفيان لمحفن
الضبي لما قال له‘‘ :جئتك من عند أبخل الناس!’’ فقال‘‘ :ويحك! ّ بن أبي محفن
ً ً ّ
كي���ف تق���ول إنه أبخل الناس؟! لو مل ��ك بيتا من تبـر وبيتا من تب ��ن ألنفد تبـره قبل
تبنه’’.
ّ
ق���ال‘‘ :وه���و الذي كان يكنس بي ��وت األموال ويصلي فيها» ،وه ��و الذي قال‘‘ :يا
غري غيري’’. صفراء ويا بيضاء ّ
لاّ ّ ً
وهو الذي لم يخلف ميراثا ،وكانت الدنيا كلها بيده إ ما كان من الشام.
ّ
وأم���ا الحلم والصفح فكان أحل ��م الناس عن ذنب ،وأصفحهم عن مس� �يء ،وقد
ث ظفر بم ��روان بن الحكم وكان أعدى الناس ظه���ر ّ
صحة ما قلناه يوم الجمل حي
ً له ّ
وأشدهم بغضا فصفح عنه.
وكان عب���د اهلل ب���ن الزبي���ر يش ��تمه عل ��ى رءوس األش ��هاد وخط ��ب ي ��وم البصـ ��رة
فق���ال‘‘ :ق���د أتا ك���م الوغ���د اللئيم عل � ّ�ي بن أب ��ي طال ��ب!’’ وكان عل � ّ�ي؟ع؟ يقول:
ً
رج�ل�ا ّمنا أهل البيت ّ
حتى ش � ّ
�ب عب ��د اهلل!’’ فظفر به ي ��وم الجمل ‘‘م���ا زال الزبي���ر
ً
أس���يرا فصف���ح عن���ه وق ��ال‘‘ :اذه ��ب ف�ل�ا ّ
أرين ��ك’’ لم ي ��زده عل ��ى ذلك. فأخ���ذه
ًّ ّ
�دوا فأعرض عنه ولم وظفر بس���عيد ب���ن العاص بعد وقعة الجمل بمكة وكان له ع �
ً
يقل له شيئا.
وقد علمتم ما كان من عائشة في أمره ّ
فلما ظفر بها أ كرمها وبعث معها إلى المدينة
وقلدهن بالس ��يوفّ ، ّ عش���ـرين امرأة من نس���اء عبد القي ��س ّ
فلما عممهن بالعمائم
ّ
كانت ببعض الطريق ذكرته بما ال يجوز أن يذكر به ،وتأففت وقالت‘‘ :هتك ستري
بـرجال���ه وجن���ده الذين وكلهم بي!’’ ّ
فلم ��ا وصلت المدينة ألقى النس ��اء عمائمهن
القنو ًالقع ةزجعملا بحاص ريغ نع ذخألا ةمرح 589
ّ
وقلن لها‘‘ :إنما نحن نسوة’’.
وحاربه أهل البصـرة وضـربوا وجهه ووجوه أوالده بالسيوف ،وشتموه ولعنوهّ ،
فلما
ّ
ظفر بهم رفع الس���يف عنهم ونادى مناديه في أقطار العس ��كر‘‘ :أال ال يتبع مول ،وال
يجهز على جريح ،وال يقتل مستأس� �ـر ،ومن ألقى س�ل�احه فه ��و آمن ،ومن ّ
تحيز إلى
ً
عس���كر اإلمام فهو آمن» ،ولم يأخذ أثقالهم ،وال س ��بى ذراريهم ،وال غنم ش ��يئا من
أموالهم.
ولكنه أبى إلاّ الصفح والعفوّ ،
وتقبل س � ّ�نة رسول ولو ش���اء أن يفعل ّكل ذلك لفعل ّ
ّ ّ
اهلل؟ص؟ يوم فتح مكة ،فإنه عفا واألحقاد لم تبـرد واإلساءة لم تنس.
ولما ملك عسكر معاوية عليه الماء وأحاطوا بشـريعة الفرات وقالت رؤساء الشام له:
‘‘اقتلهم بالعطش كما قتلوا عثمان عطش � ً�ا» ،سألهم ّ
علي؟ع؟ وأصحابه أن يشـرعوا
ّ ً لهم ش���ـرب الماء فقالوا‘‘ :ال واهلل وال قطرة ّ
حتى تموت ظمأ كما مات ابن عفان!’’
ّ
فلم���ا رأى؟ع؟ أن���ه الم���وت ال محالة تق � ّ�دم بأصحابه وحمل على عس ��ا كر معاوية
ّ
حتى أزالهم ع���ن مرا كزهم بع ��د قتل ذريع س ��قطت منه الرءوسحم�ل�ات كثيف���ة ّ
واأليدي ،وملكوا عليهم الماء ،وصار أصحاب معاوية في الفالة ال ماء لهم ،فقال له
أصحابه وشيعته‘‘ :امنعهم الماء يا أمير المؤمنين كما منعوك ،وال تسقهم منه قطرة،
ً
واقتله���م بس���يوف العطش ،وخذهم قبضا باأليدي ،فال حاج ��ة لك إلى الحرب’’،
فقال‘‘ :ال واهلل! ال أ كافئهم بمثل فعلهم ،افسحوا لهم عن بعض الشـريعة ففي ّ
حد
السيف ما يغني عن ذلك’’.
ً ً
فهذه إن نس���بتها إلى الحلم والصفح فناهيك بها جماال وحس ��نا ،و إن نس ��بتها إلى
الدين والورع فأخلق بمثلها أن تصدر عن مثله؟ع؟ .
سيد المجاهدين ،وهل وعدوه ّأنه ّ
ّ ّ
وأما الجهاد في سبيل اهلل ،فمعلوم عند صديقه
لاّ
الجه���اد ألحد من الناس إ له؟! وقد عرفت ّأن أعظم غزاة غزاها رس ��ول اهلل؟ص؟
590 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
وأش���دها نكاية في المش���ـركين بدر الكبـرى ،قتل فيها سبعون من المشـركين ،قتل
ّ
علي نصفهم ،وقتل المسلمون والمالئكة النصف اآلخر!
و إذا رجع���ت إل���ى مغازي ّ
محمد ب ��ن عمر الواق � ّ
�دي ،وتاريخ األش� �ـراف ألحمد بن
الب�ل�اذري ،وغيرهما علم ��ت ّ
صحة ذلك .دع من قتل ��ه في غيرها ّ يحي���ى ب���ن جابـر
ّ
كأحد والخندق وغيرهما ،وهذا الفصل ال معنى لإلطناب فيه ألنه من المعلومات
ّ ّ
الضـرورية كالعلم بوجود مكة ومصـر ونحوهما.
ّ
وأم���ا الفصاح���ة ،فهو؟ع؟ إم���ام الفصحاء وس � ّ�يد البلغاء ،وفي كالم ��ه قيل‘‘ :دون
ّ
كالم الخال���ق وفوق كالم المخلوقين» ،ومنه تعل ��م الناس الخطابة والكتابة .قال
عب���د الحميد بن يحيى‘‘ :حفظت س ��بعين خطبة من خط ��ب األصلع ففاضت ّثم
لاّ ً
فاض���ت» .وقال اب���ن نباتة‘‘ :حفظت م ��ن الخطابة كنزا ال يزيده اإلنفاق إ س ��عة
وكثرة ،حفظت مائة فصل من مواعظ ّ
علي بن أبي طالب».
ولم���ا ق���ال محفن بن أبي محفن لمعاوية‘‘ :جئتك من عن ��د أعيا الناس!’’ قال له:
‘‘ويحك! كيف يكون أعيا الناس؟ فو اهلل ما س � ّ�ن الفصاحة لقريش غيره!’’
ّ
ويكف���ي ه���ذا الكت���اب ال���ذي نح ��ن ش ��ارحوه دال ل ��ة عل ��ى أن���ه ال يج ��ارى ف ��ي
�دون ألحد م ��ن فصحاء الفصاح���ة ،وال يب���ارى ف���ي البالغ ��ة ،وحس ��بك ّأن ��ه لم ي � ّ
مم ��ا ّ
دون له ،وكف ��اك في هذا الب ��اب ما يقوله الصحاب���ة العش���ـر وال نصف العش� �ـر ّ
أب���و عثمان الجاحظ ف���ي مدحه في كتاب البي ��ان والتبيين ،وفي غي ��ره من كتبه.
ّ
والتبسم ،فهو المضـروب به ّ
وأما س���جاحة((( األخالق وبش� �ـر الوجه وطالقة المحيا
ّ المثل فيه ّ
حتى عابه بذلك أعداؤه ،قال عمرو بن العاص ألهل الشام‘‘ :إنه ذو دعابة
ً
‘‘عجبا البن النابغة! يزعم ألهل الش ��ام ّأن ّ ش���ديدة!’’ وقال ّ
في علي؟ع؟ في ذاك:
ّ ّ
دعابة!((( وأني امرؤ تلعابة!((( أعافس وأمارس!(((’’ وعمرو بن العاص إنما أخذها عن
عمر بن الخطاب لقوله له ّلما عزم على استخالفه‘‘ :هلل أبوك! لو ال دعابة فيك!’’....
ق���ال صعصعة بن صوح���ان وغيره من ش ��يعته وأصحابه‘‘ :كان فين ��ا كأحدنا ،لين
وكنا نهابه مهابة األس ��ير المربوط للس ��ياف ّ
وش���دة تواضع ،وس���هولة قيادّ ، جانب،
الواقف على رأسه’’.
ًّ ًّ
وقال معاوية لقيس بن سعد‘‘ :رحم اهلل أبا حسن! فلقد كان هشا بشا ذا فكاهة’’
ً
قال قيس‘‘ :نعم كان رس���ول اهلل؟ص؟ يمزح ويبتسم إلى أصحابه وأراك تس ّـر حسوا
ف���ي ارتغ���اء((( وتعيبه بذل���كّ ،أما واهلل لق ��د كان مع تلك الفكاه ��ة والطالقة أهيب
من ذي لبدتين قد ّ
مس���ه الطوى ،تلك هيبة التق ��وى وليس كما يهابك طغام أهل
الشام!’’
ً
متنافال في ّ ً
محبيه وأوليائه إلى اآلن ،كما بقي الجفاء وق���د بقي هذا الخلق متوارث���ا
والخش���ونة والوع���ورة((( ف���ي الجانب اآلخر ،ومن ل ��ه أدنى معرف ��ة بأخالق الناس
وعوائدهم يعرف ذلك.
س���يد الزه ��اد ،وب ��دل األب ��دال ،و إليه تش � ّ�د الرحال،
وأم���ا الزه���د ف���ي الدنيا ،فهو ّ ّ
ً
وعن���ده تنف���ض األحالس ،ما ش���بع م ��ن طعام ق � ّ�ط ،وكان أخش ��ن الن ��اس مأ كال
ً ً
(((
وملبس���ا ،ق���ال عب���د اهلل ب���ن أبي راف ��ع‘‘ :دخل ��ت إليه ي ��وم عي ��د ،فق � ّ�دم جرابا
عابة ا ِمل ُ ُّ ٌ َّ ُ ُّ ُ
زاح( .لسان العرب). .1الدعابة :الل ِعب .الد
َّ
كثير الل ِع ِب( .لسان العرب). .2رجل ِت ْلعابة إذا كان يتلع ُب ،وكان َ
َ ّ َ َ َ
ِ
َ َ ُ َ
املعاف َسة :املداعبة واملمارسة(.لسان العرب).
َ ُ ُ .3
ً ّ
.4االرتغاء :حس���و الرغوة ،واحتساؤها ،و إنه لذو حس���و يف ارتغاء ،يضرب مثال ملن يظهر طلب القليل
يسر أخذ الكثير( .کتاب ن
العی). وهو ّ
ُ ُ َّ
ورةِ :القلة( .لسان العرب). ُ .5الوع َ
ٌ َ عاءَ ،م ْع ُروف ،و قيل هو ِامل ْز َو ُد ،و العامة تفتحه ،فتقول ج َ
المع أ ْج ِر بة و ُج ُر ٌب ال ُ
راب ،و ج راب :الو ُ
ِ
ال ُ ِ . 6ج
ٌ َ ُ َ ّ راب :و ٌ ُ
ال ُ ِ
عاء من إهاب الشاء ال يوعى فيه إال يابس( .لسان العرب). ْ ٌ
و جرب .جِ
592 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
وأن���ت إذا ّ
تأمل���ت دعواته ومناجات ��ه ووقفت على ما فيها من تعظيم اهلل س ��بحانه
لعزته واالستخذاء له ،عرفت مايتضمنه من الخضوع لهيبته والخشوع ّو إجالله ،وما ّ
أي قلب خرجت ،وعلى ّ
أي لسان جرت. ينطوي عليه من اإلخالص ،وفهمت من ّ
وقي ��ل لعل � ّ�ي ب ��ن الحس ��ين؟ع؟ وكان الغاية ف ��ي العب ��ادة‘‘ :أين عبادتك م ��ن عبادة
جدي عند عبادة رسول اهلل؟ص؟’’... جدي كعبادة ّ جدك؟’’ قال‘‘ :عبادتي عند عبادة ّ ّ
ً ً
ّ
وأصحهم تدبيرا ،وهو الذي أش ��ار وأما الرأي والتدبير ،فكان من أس�� ّ�د الناس رأيا،
ّ
على عمر بن الخطاب ّلما عزم على أن ّ
يتوجه بنفس ��ه إلى حرب الروم والفرس بما
أشار ،وهو الذي أشار على عثمان بأمور كان صالحه فيها ولو قبلها لم يحدث عليه
ّ ً ّ ّ
متقيدا بالشـريعة ال يرى خالفها، ما حدث ،و إنما قال أعداؤه :ال رأي له! ألنه كان
وال يعمل بما يقتضي الدين تحريمه.
وقد قال؟ع؟ ‘‘ :لو ال الدين والتقى لكنت أدهى العرب’’.
ً
وغيره من الخلفاء كان يعمل بمقتضـى ما يستصلحه ويستوفقه سواء أ كان مطابقا
للش���ـرع أم ل���م يكن ،وال ري���ب ّأن من يعمل بما ي � ّ
�ؤدي إليه اجته ��اده وال يقف مع
ّ
الدنيوية إلى ضواب���ط وقي���ود يمتن���ع ألجلها ّ
مم ��ا يرى الص�ل�اح فيه تك ��ون أحوال ��ه
ّ
الدنيوية إلى االنتثار أقرب. االنتظام أقرب ،ومن كان بخالف ذلك تكون أحواله
ً
خشنا في ذات اهلل ،لم يراقب ابن ّ ّ ّ
عمه وأما السياس���ة ،فإنه كان شديد السياسة،
ً لاّ
في عمل كان و ه ّإياه ،وال راقب أخاه عقيال في كالم جبهه((( به...
ّ ّ
ومن جملة سياس���ته في حروبه ّأيام خالفته بالجم ��ل وصفين والنهروان وفي أقل
ّ ّ
فإن كل س���ائس في الدنيا لم يبلغ فتكه وبطش ��ه وانتقامه مبلغ القليل منها مقنع،
العشـر ّ
مما فعل؟ع؟ في هذه الحروب بيده وأعوانه.
فه���ذه ه���ي خصائص البش���ـر ومزاياه ��م قد أوضحن ��ا ّأنه فيه ��ا اإلم���ام ّ
المتبع فعله
والرئيس المقتفى أثره.
ّ الذمة على تكذيبهم ّ تحبه أهل ّوما أقول في رجل ّ
بالنبوة ،وتعظمه الفالسفة على
الملةّ ،ّ
وتصور ملوك الفرنج والروم صورته في بيعها وبيوت عباداتها معاندتهم ألهل
ّ ّ ً ً
وتصور ملوك الترك والديلم صورته على أسيافها ،كان مش���مرا لحربه، حامال سيفه
على سيف عضد الدولة بن بويه وسيف أبيه ركن الدولة صورته ،وكان على سيف
.1جهبته :استقبلته بكالم فيه غلظ( .کتاب ن
العی).
594 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
ألب أرسالن وابنه ملكشاه صورته ،كأنهم يتفاءلون به النصـر والظفر.
ّ
ويتحسن وود ّكل أحد أن ّ
يتجمل
ّ
يتكثر بهّ ، ّ ّ
أحب كل واحد أن وما أقول في رجل
ّ لاّ باالنتساب إليه ّ
حتى ّ
حدها إ تستحسن من نفسك الفتوة التي أحسن ما قيل في
ً فإن أربابها نس ��بوا أنفس ��هم إليهّ ،
ما تس���تقبحه م���ن غيركّ ،
وصنفوا ف ��ي ذلك كتبا،
ً
إس���نادا أنهوه إليه ّ
(((
وقصـروه عليه ،وس � ّ�موه س � ّ�يد الفتيان ،وعضدوا وجعلوا لذلك
ّ ّ
المروي أنه سمع من السماء يوم أحد: مذهبهم إليه بالبيت المشهور
لاّ لاّ
ّ
علي وال فتـى إ ال سيف إ ذو الفقار
ّ وما أقول في رجل أبوه أبو طالب ّ
سيد البطحاء وشيخ قريش ورئيس مكة ،قالوا‘‘ :قل
تسميه الشيخ.أن يس���ود فقير’’ ،وس���اد أبو طالب وهو فقير ال مال له وكانت قريش ّ
ّ الكندي ّلما رأى ّ
ّ
النبي؟ص؟ يصلي في مبدء الدعوة ومعه غالم وفي حديث عفيف
ّ وامرأة قال :فقلت للعباسّ :
‘‘أي شيء هذا؟’’ قال‘‘ :هذا ابن أخي ،يزعم أنه رسول
ً لاّ
من اهلل إلى الناس ،ولم يتبعه على قوله إ هذا الغالم ،وهو ابن أخي أيضا ،وهذه
االم���رأة وهي زوجته’’ ،قال :فقلت‘‘ :ما الذي تقولونه أنتم؟’’ قال‘‘ :ننتظر ما يفعل
الشيخ’’ ،يعنى أبا طالب.
ً ً
وأبو طالب هو الذي كفل رس���ول اهلل؟ص؟ صغي ��را ،وحماه وحاطه كبيرا ،ومنعه من
ً ً ً
مش���ـركي قريش ،ولقي ألجله عنتا عظيما ،وقاس ��ى بالء ش ��ديدا ،وصبـر على نصـره
ّ ّ
والقي���ام بأم���ره .وجاء ف���ي الخبـر أنه لما توف ��ي أبو طالب أوحي إلي ��ه؟ع؟ وقيل له:
‘‘اخرج منها فقد مات ناصـرك’’.
سيد ّ
األولين واآلخرين ،وأخاه جعفر وله مع شـرف هذه األبوة ّأن ابن ّ
عمه ّ
محمد ّ
فمر يحجل ذو الجناحين الذي قال له رسول اهلل؟ص؟‘‘ :أشبهت خلقي وخلقي’’ّ ،
سيدا ش ��باب أهل ّ
س���يدة نس���اء العالمين ،وابنيه ّ ً
فرحاّ .
وزوجته ّ
الجنة ،فآباؤه آباء
. 1فالن يعضد فالنا :يعينه .و عضدن عليه ،أي :أعانن( .كتاب ن
العی). ي ي
لاب یلاعت هللا ةفرعم 595
وأمهاته ّأمهات رسول اهلل ،وهو مسوط((( بلحمه ودمه ،لم يفارقه منذ
رس���ول اهللّ ،
خلق اهلل آدم إلى أن مات عبد المطلب ،بين األخوين عبد اهلل وأبي طالب ّ
وأمهما
األول وهذا التالي ،وهذا المنذر وهذا الهادي. سيد الناس ،هذا ّ
واحدة فكان منهما ّ
ّ
وما أقول في رجل سبق الناس إلى الهدى ،وآمن باهلل وعبده وكل من في األرض
ّ لاّ
يعبد الحجر ويجحد الخالق ،لم يس ��بقه أحد إلى التوحيد إ الس ��ابق إلى كل خير
ّ ً ّ
محمد رسول اهلل ؟ص؟ .ذهب أ كثر أهل الحديث إلى أنه؟ع؟ ّأول الناس اتباعا لرسول ّ
ّ لاّ ً
اهلل؟ص؟ إيمانا به ،ولم يخالف في ذلك إ األقلون .وقد قال هو؟ع؟ ‘‘ :أنا الصديق
ّ األ كبـر ،وأنا الفاروق ّ
األول ،أس���لمت قبل إس�ل�ام الناس ،وصلي ��ت قبل صالتهم».
ً ّ
وم���ن وقف على كتب أصحاب الحديث تحقق ذلك وعلمه واضحا ،و إليه ذهب
رجحه ونصـ ��ره صاحب كتابالطبـري ،وه ��و القول ال ��ذي ّ
ّ ّ
الواق���دي واب���ن جري���ر
اإلس���تيعاب .وألن���ا ّإنما نذك���ر في ّ
مقدمة ه ��ذا الكتاب جملة م ��ن فضائله عنت
(((
بالع���رض ال بالقصد وجب أن نختصـر ونقتصـر ،فلو أردنا ش� �ـرح مناقبه وخصائصه
الحتجنا إلى كتاب مفرد يماثل حجم هذا بل يزيد عليه وباهلل التوفيق».
(((
(ممع البحر ین). .1و ف حديث فاطمة علهیا السالم :مسوط حلمها بدمي وحلمي أي ممزوج خ
وملوط .ج ي
ن
.2عنت أمور واعتنت ،أي :نزلت و وقعت( .کتاب العی).
أب احلديد،.30 _ 16/1
. 3شـرح هنج البالغة البن ي
معرفة اهلل تعالی باهلل
598 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
یصح تعر یفه باألمثال واألشباه، ▪ ّإن الشء إذا امتنع عن األشباه والنظائر فال ّ
ي
لاّ
فال یعرف إ بنفسه
املتعال عن االمتداد ّ
لاللوهیة _ وهو الوج���ود ▪ إذا كان وج���ود املوجود الال ئ���ق
ي
ً ً
_ جمه���وال مطلق���ا عند املخلوق ،حبی���ث ال میكنه اال لتفات إىل ذلك بنفس���ه،
لاّ لاّ
ف�ل�ا حیصل ذلك إ بتعر یف الخ الق له نفس���ه ،فال یعرف اهلل تبارك وتعاىل إ
بنفسه
َ َ ْ َ َّ َ ْ َ ْ َ
َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َّ
▪ <ما أصابك ِمن حسنةٍ ف ِمن الل ِه و ما أصابك ِمن س ِيئةٍ ف ِمن نف ِسك>
لاّ
▪ ال میك���ن الوص���ول إىل دفائن العقول ومواثیق الفطر م���ن معرفة اهلل تعاىل إ
ن
أمجع�ی�� وعلیه مفن من مات ولیس بتذكی���ر احلجج ّ
اإلهلیة صلوات اهلل علهیم
له إمام مات میتة كفر وضالل ونفاق
لاّ
▪ ال یعرف اهلل تعاىل إ بآثاره وأعالمه من خلقه
لاّ
ال يعرف اهلل تعالى إ باهلل 1
ال یخ�ف�ى ع�ل�ى من له أدىن أن���س بأنوار الروای���ات املأثورة عن مع���ادن العلم واحلمكة
بأن معرفة اهلل تعاىل به ال بغیره، صـرحوا ّ أمئة أهل البیت صلوات اهلل علهیم ّ اإلهلیةّ ،أن ّ
ّ
بی ما ّقدمن���اه من احنصار طر ی���ق معرفة اهلل تعاىل باآل ث���ار ن ّ
فلعل���ك أن ت���رى ن
وبی تلك
ً ً ً
فإن هاهنا معان أربعة یداّ ، بالتأمل جتد نفسك ملا ّبی ّناه مؤولكنك ّ وتنافیاّ ، الروایات تناقضا
ّ
صحیحة تدل الروایات املذكورة علهیا:
ّ ّ
األول :أنه بعد ما ثبت:
لاّ
الف) ّأن اإلدراك واملعرفة فرع االمتداد والعدد ،فال یعرف إ ما هو كذلك ،وال یوصف
لاّ
شء إ باألشباه والنظائر ي
وتصور ّ ّ ّ
وتوهم ّ شء بخ الف األش���یاء ،خمالف لكل امتداد وعدد ب) أنه تعاىل ي
حت ّ
یعرفه أي شء مرأة إلرائت���ه ىّ فواض���ح ّأن���ه تع���اىل ال یعرف إلاّ به ،أي ال یك���ون ّ
ي
ّ لاّ و یر یه ،بل ما من شء ّ
یتوهم إ وهو غیره. یتصو ر و ي
ً
مثال :بینما أنت تعرف شیئا وتر ید أن ّ
الاهل به ،فلك أن تصف له ذلك تعرفه لغیرك ج
ً ومتثله باألمثال واألشباه والنظائر ،ىّ ّ
حت یصبح عارفا به و إن مل یكن یراه.
شیئا وال ًّ ّ
تتوهم وأما إذا أردت أن تصف ذات اهلل تعاىل لنفسك أو لغیرك ،فال تصف
ً ص���ورة إلاّ وه���و تعاىل یك���ون غیرمها ،وال ّ
یقر بان���ك من تعر یفه ومعرفته تعاىل ش���یئا .فال
لاّ یعرف خ
الالق إ به ،وال یعرف بغیره من األشباه والنظائر.
600 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
((( وأما ما ال عدیل له فكیف ّ
یشبه بغیر مثاله». یشبه الشء بعدیلهّ ، «و مّإنا ّ
ي
فن نفسه ،قیل :وكیف ّ ّ ن
«س���ئل أمیر املؤمنی؟ع؟ :مب عرفت ربك؟ قال :مبا عر ي
ّ صورة وال ٌّ ّ
باحل���واس ،وال یقاس بالناس، حیس عرفك نفس���ه؟ قال :ال یش�ب�هه
ّ
شء فوق���ه ،أمام ي یق���ال وال ءشي كل قر ی���ب يف بع���ده ،بعی���د يف قرب���ه ،ف���وق
ّ
شء، ي يف داخ���ل ء ك�ش��
ي ال األش���یاء في داخ���ل أم���ام، ل���ه یق���ال وال ء ش
ي كل
شء ،س���بحان من ه���و هكذا وال
كشء خ���ارج م���ن ي
وخ���ارج م���ن األش���یاء ال ي
هكذا غیره».
(((
.1التوحيد.141 ،
.2حبار األنوار ،228 / 4 ،عن التوحید.
.3التوحيد ،286 ،عن التوحید.
املجلسـي ،عن مصباح ّ
السيد بن الطاووس. ّ النان ،دعاء الصباح ،عن ّ .4
القم ّي ،مفاتيح ج
.5حبار األنوار ،304 / 4 ،عن جامع األخبار.
602 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
لاّ لاّ
«ی���ا ه���و ،یا من هو هو ،یا من لیس هو إ هو .یا هو ،ی���ا م���ن ال ه���و إ ه���و».
(((
لاّ
«ی���ا ه���و ،یا م���ن ال یعلم م���ا ه���و ،وال كیف ه���و ،وال أین ه���و ،وال حی���ث هو إ
(((
هو».
لاّ لاّ
«یا اهلل یا هو ،یا هو ،یا من لیس كهو إ هو ،یا من ال هو ،إ هو».
(((
لاّ
ال يعرف اهلل تعالى إ باهلل 2
ً لاّ قد ّ
ّ
االمتدادي ،متناهیا فرضه أم غیر تقدم ّأن املخلوق ال حیتمل الوجود إ للموجود
ً
خارجا ّ ً
عما حیتمل وجوده وهو شء ي وجود حیتمل وال إدراكه، وراء شیئا متناه ،وال یدرك
الارج عن ذلك جاهل الالق خ ال یلتفت إىل هذا النقصان ف إدراكه ،فهو بالنس���بة إىل خ
ي
لاّ ّ
خاصا .فإنه ینظ���ر إىل املوجود من ن ً ً
مطل���ق ،ال میكن���ه إثباته وال نفیه نفیا ّ
عی ال یر یه إ
ً
عینا أخرى له ّ ً
أعم مهنا ،وذلك شء أو نفیه خارجا عن االمتداد یطلب املخلوق ،فإثبات ي
ن
بالع�ی��الواح���دةاألوىل.ال میك���نل���هم���عاحنص���ار املوج���ودعن���دهمب���ای���رى
الالق بأن یلفته إىل نفس���ه الال���ق إلاّ بعد إغاثة خ ف�ل�ا طر یق للمخل���وق إىل إثبات خ
ّ
باالمتدادي ،فاملعرفة من صنعه وب���ه ،ولیس من صنع ّ
الق���دوس ،و إىل احنص���ار إدراك���ه
تقدم روای���ات الباب يف مبحث االنس���داد) ،ولیس للعقل باس���تقاللهاملخل���وق( ،وق���د ّ
ن ّ ً خ
جزئی: الت یكون مركبا من
الوصول إىل إثبات وجود الالق حبقیقته ي
.1اإل ثبات
.2بال تشبیه
أو فقل:
.1حبار األنوار ،158 / 95 ،عن مكارم األخالق.
احلصي337 ،؛ ّ
القم ّي ،مفاتيح ج
النان ،دعاء املشلول. ن ن
األمي و الدرع .2البلد
بـراه َمي علیه و آله َ ُ ّ ّ
للكفعمي (جنة األمان الواقية)295 ،؛ حبار األنوار ،170 / 95 ،من دع ِاء ِإ ِ .3املصباح
لىَ َّ َ ّ مَ
السالم لا رمي ِب ِ ه ِإ النار.
لاب یلاعت هللا ةفرعم 603
.1ال تعطیل
.2ال تشبیه
ً
ب���ل یصبح العقل باس���تبداده بنفس���ه واس���تقالله يف النظر إىل خالقه ّإم���ا منكرا و ّإما
الالق تعاىل فهو لاللوهیة بواس���طة خ
ّ مش�ّب�هّ ًاّ ،
وأم���ا بعد اال لتف���ات إىل املوضوع الالئ���ق
ً ً ً
یصبح ّإما مؤمنا بالتس���لمی عند س���لطان عقله ،و ّإما جاحدا تبعا هلواه ،واإلمیان هو اإل قرار
ً لاّ
والتس���لمی ال صرف املعرف���ة و إ كان إبلیس مؤمنا! ،والكف���ر املوجب للعذاب هواإلنكار
ّ ً لاّ
والحود ال صرف عدم العلم واملعرفة ،و إ کان املستضعف القاصر معذبا! ج
بی منكر یترددون ن وقد ترى باملراجعة إىل ّكل مدارس املعرفة البشـر ّیه ّأن أهلها بأمجعهم ّ
لاّ ً
أوثانا ّ لاّ ّ
مصورة متناهیة أو المتناهیة موهومة إ من أخذ من احلجج؟مهع؟: ومشبه ،وال یعبدون إ
الرسول األعظم؟ص؟:
«ومن أراد احلمكة فلیأهتا من باهبا».
(((
لاّ
ال يعرف اهلل تعالى إ باهلل 3
ّ
معان ك���ون معرفة اهلل باهلل ه���وّ :أن كل ما لنا من احلس���نات _ و یكون ي الثال���ث م���ن
لاّ
أشـرفها وأعالها هو اإلمیان باهلل تعاىل _ لیس إ به تعاىل.
الوجود ،العقل ،العلم ،القدرة ،التوفیق واهلدایة للمخلوق لیس إلاّ من فضل خ
الالق
ّ تعاىل وكرمه وجوده ّ
ومنه ،فكل ما نكتسب من الخیرات واحلسنات فهو به أوىل:
َ َْ َ َ َ
(((
صاب َك ِم ْن َس ِ ّي َئةٍ ف ِم ْن نف ِسك>.
هلل َوما أ َ صاب َك ِم ْن َح َس َنةٍ ف ِم َ
نا <ما أ َ
ّ
املشهدي) ،576 ،دعاء الندبة. .1املزار الكبير (البن
ّ .2
القم ّي ،مفاتيح ج
النان ،دعاء الندبة.
.3النساء (.79 ،)4
604 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
.1يوسف.53 ،
.2النور (.21 ،)24
.3احلجرات (.18 ،)49
العفر ّيات.238 ، .4ج
ّ
.5حبار األنوار ،204 / 95 ،عن جنة األمان.
ّ
الیمان. . 6حبار األنوار ،257 / 95 ،من دعاء احلرز
ي
لاب یلاعت هللا ةفرعم 605
ن
املؤمنی والباقر والصادق؟مهع؟: األ ّمئة أمیر
ّ
والق���وة علیه بك، «فس���بحانك تثیب ع�ل�ی ما بدؤه من���ك ،وانتس���ابه إلیك،
ّ
(((
واإلحسان فیه منك ،والتوكل يف التوفیق له علیك».
َّ ْ زاء ْالإ ْ ّ ّ
وجلَ :
���ان ِإلا ال ِإ ْحس���ان>
ِ سح ِ
ُ ���ل َ
ج ْ <ه ن
املؤمنی؟ع؟ يف ق���ول اهلل عز ع���ن أمی���ر
قال؟ع؟:
ّ ّ
عز وجل ق���ال :ما جزاء من أنعمت علیه «مسعت رس���ول اهلل؟ص؟ یقولّ :إن اهلل
لاّ
(((
النة؟»
بالتوحید إ ج
اإلمام ّ
سید الشهداء؟ع؟ :
(((
«به توصف الصفات ال هبا یوصف ،وبه تعرف املعارف ال هبا یعرف».
اإلمام السجاد؟ع؟ :
(((
ودعوتن إلیك ،ولوال أنت مل أدر ما أنت».
ي دللتن علیك
ي «بك عرفتك ،وأنت
(((
«ولو ال أنت ر ّ يب ما اهتدینا إىل طاعتك ،وال عرفنا أمرك ،وال سلكنا سبیلك».
اإلمام الباقر؟ع؟ :
ّ بالوحدانی���ة ،وحبان مبعرفة الر ّ
ّ
صن مني وخل بوبی���ة، ي أحتف�ن�� باإل قرار
ي «یا من
ّ
(((
الشك والعمى».
اإلمام الصادق؟ع؟ :
لاّ
معالة يف أبداهنم املخلوقة إ بـر بهّ م».
(((
«مل یقدروا عىل عمل وال ج
لاّ ً لاّ
(((
«ال یدرك خملوق شیئا إ باهلل وال تدرك معرفة اهلل إ باهلل».
شیئا من نعتك إلاّ ما ّ ً ً
حددته «فلیس أحد أن یبلغ شیئا من وصفك ،وال یعرف
ّ ّ
(((
له ووفقته إلیه وبلغته ّإیاه».
م�ّن� ،عملت ّ
«یاب���ن آدم ،أن���ا أوىل حبس���ناتك من���ك ،وأن���ت أوىل بس���یئاتك ي
الت جعلهتا فیك». ّ
املعاصـي بقو يت ي
(((
ّ
الثمال. أب محزة ّ .1
القم ّي ،مفاتيح ج
َ لأْ َ ّ ي النان ،دعاء َ ي
ُ َ َ َ
ات ق َد َم ِاء ا ْص َحاب. . 2حبار األنوارِ ،425 / 95 ،م ْن أ ْص ٍل ق ِد ٍمي ِم ْن ُمؤلف ِ
. 3حبار األنوار ،338 / 95 ،عن مهج الدعوات.
.4حبار األنوار ،161 / 4 ،عن التوحید.
.5حبار األنوار ،161 / 4 ،عن التوحید.
َ ْ ُ َ َ لأْ َ ْ ُ َ َّ َ ْ َ ْ َ
ات قدم ِاء ا صحاب. . 6حبار األنوار ،421 / 95 ،عن اإل قبال ِمن أص ٍل ق ِد ٍمي ِمن مؤلف ِ
.7التوحيد.363 ،
.8حبار األنوار ،179 / 4 ،عن التوحید.
لاب یلاعت هللا ةفرعم 607
احت���ج ب���ه ع�ل�ی قوم���ه م���ا أهلم���ه اهلل وأت���اه ّ الس���موات واألرض ،وكان م���ا
َ ََ َ ���ك ُح َّج ُت َن���ا َآت َین َ
َ َ
(((
وم���هِ >».
ی���م عل���ی ق ِ اه���ا ِإب َـر ِاه كم���ا ق���ال اهلل تع���ایل< :و ِتل
لاّ
ال يعرف اهلل تعالى إ باهلل 4
بتفضله لینظر هل حننم���ن علینا مبعرفته وصنعها فین���ا ّّإن اهلل تب���ارك وتع���ایل بعد أن ّ
مقرون شاکرون أم جاحدون کافرون: مؤمنون ّ
َ ُ ً ً <إ َّنا َه َد ْي ُ
(((
شاكرا َو ِإ َّما كفورا>. الس َ َ
بيل ِإ ّما ِ
ناه َّ
ِ
ن
غافل�ی�� عن معرفته فق���د عرضنا نس���یان نعمته بع���د نزولن���ا إیل دار الدنیا ،وأصبحنا
بالال���ق إیل مرحلة أخری من التعر ی���ف بالتذكیر من فعلی���ة املعرفة واإل قرار خ فاحتاج���ت ّ
سفرائه الكرام البـررة.
بی من اشتغل بالدنیا و یشهد لذلك املراجعة إیل توار یخ األمم ّكلها حیث إنهّ م مل یزالوا ن
وبی من اسهتدف النظر إیل ما وراء احلیاة الدنیا، باملرة ،ن
الفانیة وغفل عن املبدأ واملعاد ّ
لاّ
ولكنهّ م مع األسف مفا وصلوا بدقیق نظرهم وقیاس أفكارهم إ إیل أوهام وظنون باطلة،
ً لاّ
اتذوا آهلهتم إ أوثانا يف احلقیقة بصورها املختلفة من النور والنار والش���مس والقمر وما ّ خ
والكواكب والبشـر وحقیقة الوجود الالمتناهیة املوهومة وأمثال ذلك ّمما ال یلیق باأل ّ
لوهیة.
ّ
العقلية ن
بتبیی اآلی���ات ولكن الرس���ل واحلج���ج ّ
اإلهلیة صلوات اهلل علهی���م أثاروا هلم
انیة الذر ّیة ال ّلية دفائن عقوهلم ،وجعل���وا للمعرفة الفطر ّیة واهلدایة ّ
الرب ّ وتذكی���ر ّ
البینات ج
. 1األنعام (..74 ،)6
ن
الثقلي ،736 _ 735 / 1 ،عن عيون األخبار. . 2نور
.3اإلنسان (.3 ،)76
608 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
اش.ّ ّ ّ
الصاف ،عن تفسير العي ي ي .1
. 2حبار األنوار ،171 / 10 ،عن االحتجاج.
الكاف.69 _ 417 / 2 ،
ي .3
610 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
كمُ َ ْ ْ َ َّ َ َ لاَ
النخ ِع ِّي: املؤمنی؟ع؟ ِل ي ِل ب ِن ِز ي ٍاد ن َ«و ِم ْن ك ٍم ألمیر
ً َ َ ً َ َ َ ً ْ َ ّ َ �َل�ىَ لاَ َ ْ ُ لأْ َ ُ
ختلو ا ْرض ِم ْن ق���ائمِ ٍ ِهلِل ِب ُح ّج ٍة ِإ ّما ظ ِاهرا َمش ُ���هورا و ِإ ّما خا ِئفا الله���م ب
َ َ ُ َ َ ُ َ َ اَ
ْ ً َ َ ّ
َمغ ُمورا ِلئل ت ْب ُطل ُح َج ُج اهلل َوب ِّي َنات ُه وك ْم ذا وأ ْي َن أول ِئك؟
ون ع ْن َد اهلل َق ْ���د ًرا َي ْح َف ُظ اهلل ْم ُح َج َجهُ َ ُ لأْ َ َ ُّ َ َ َ ً لأْ َ ْ َ ُ َ َ
بهِ ِ أول ِئ���ك واهلل ا قلون ع���ددا وا عظم ِ
ُ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ ُ ْ ُْ وي ْز َر ُع َ وها ُن َظ َر َاء ُه ْم َ َوب ّي َناته َح ّىَت ُيود ُع َ
وب أشب ِاه ِهم هجم بهِ ِ م ال ِعلم ِ ل ق فِي ا وه ِ ِ ِِ
ُ لمْ لاَ
واس َ���ت ُنوا َما ْاس َ���ت ْو َع َر ُه ا ُ ْت َرف َ ْ َ َ ْ َ َ �َل�ىَ َ
ون ي ْ ع ح ِقيق ِة ال َب ِص َير ِة وباش���ـروا ُر وح ال َي ِق نِ
َ ْ َ ْ َ َ ْ ُ ْ َ ُ َ َ ُ ُّ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ َ ُ َ َّ َ ٌ ُ
َ
ال ِاهلون وص ِحبوا الدنيا ِبأب���د ٍان أر واحها معلقة وأ ِنس���وا مِبا اس���توحش ِمنه ج
لىَ ّ َ ُ ُ َ لمْ َ َ ّ لأْ َ ْ لىَ ُ َ َ ُ َ َ
((( ْ
ِبا ح ِل ا ع أول ِئك خلفاء اهلل ِ يف أر ِض ِه والدعاة ِإ ِد ِين ِه». ُ
حجة هلل فهیا ظاهر مش���هور أو خائف «مل یخ���ل اهلل األرض منذ خل���ق آدم من ّ
مغمور ...وال ختلو إىل أن تقوم الس���اعة م���ن ّ
حجة هلل فهیا ،ولو ال ذلك مل یعبد
اهلل .قال سلیمان :فقلت للصادق؟ع؟ :فكیف ینتفع الناس ّ
باحلجة الغائب
(((
املستور؟ قال :كما ینتفعون بالشمس إذا سترها السحاب».
ّ «احلم���د هلل املحتج���ب بالنور دون خلق���ه ...وابتعث فهیم ّ
النبی نی مبش���ـر ین
َ َ َ
<ل َي ْه ِلك َم ْن َهلك َع ْن َب ِ ّي َن���ةٍ َو َي ْحيـى َم ْن َح َّي َع ْن َب ِ ّي َنةٍ > ((( ولیعقل
ومنذری���نِ ،
(((
العباد عن ر بهّ م ما جهلوا».
َ َ ُّ َ َ َ َ َ َّ ّ ّ ََ
الن َاس <ول ْو ش���اء رب���ك لجعل «س���ئل أبو عبد اهلل؟ع؟ عن قول اهلل عز وجل:
ُ َ ً َ َ ُ َ ُ ْ َ َ َّ َ ْ َ َ َ ُّ َ َ َ َ َ
َ ُ َّ ً
(((
واحدة ولا يزالون مخت ِلفين ِإلا من ر ِحم ربك و ِلذ ِلك خلقهم>. أمة ِ
(((
احلجة». النبی نی ّ
لیتخذ علهیم ّ فقال :كانوا ّأمة واحدة ،فبعث اهلل ّ
لاّ ن
بتبیی آیاته و إرس���ال رس���له لئ یكون للناس عىل «وقد قطع اهلل عذر عباده
(((
حجة بعد الرسل ،ومل خیل أرضه من عامل مبا حیتاج إلیه الخ لیقة».
اهلل ّ
«ع���ن زرارة ف الصحی���ح عن أب جعفر؟ع؟ ق���ال :إذا كان ی���وم القیامة ّ
احتج ي ي
ب�ی�� ّ
النبی ن وج���ل ع�ل�ى مخس���ة؛ عىل الطف���ل ،وال���ذي مات ن ّ ّ
�ی�� أي يف اهلل ع���ز
ّ
واحل���ق ،وال���ذي أدرك ّ
النب؟ص؟ وهو ال���ور وخفاء ّ
احلجة
ي زم���ان الفت���رة وغلبة ج
ّ ّ
واألصم واألبكم ،فكل واحد مهنم ال یعق���ل ،واألبله ،واملجنون الذي ال یعقل،
ً َ بع ُث ُ َ ّ ّ
(((
اهلل ِإل ِیهم َر ُسولا>». <ف َی َ عز وجل .قال: ّ
حیتج عىل اهلل
نب مرس���ل ،أو كتاب منزل ،أو ّ
حجة الزمة، «ومل خیل اهلل س���بحانه خلقه من ّ
ي
((( أو ّ
حمجة قامئة».
«ع���ن اإلمام يأب احلس���ن الرضا؟ع؟ ...:قلت له :أتب�ق�ى األرض بغیر إمام قال:
لاّ ّ
ال ،قلت :فإنا نروي عن يأب عبد اهلل؟ع؟ أنهّ ا ال تبىق بغیر إمام إ أن یس���خط
ً
(((
اهلل عىل أهل األرض أو عىل العباد .قال :ال ،ال تبىق ،إذا لساخت».
النتیجة:
فبما أوضحناه يف املباحث األربعة:
بی« :احنصار طر یق معرفة اهلل تعاىل ال یعرف اهلل إلاّ باهلل 1إیل ،4یظهر ّأنه ال تناف ن
ي
ّ بأفعال���هوآثاره» ن
وبی«كونمعرفتهتع���اىلب���ه،وامتن���اعمعرفت���هبغی���ره»بوج���ه،فإن���ه:
ً
قد یسأل ّأوال :هل هلل تعاىل شبیه ونظیر وعدیل فیعرف به؟
ّ
بأنه :ال ،بل ّإنه یعرف به ّ
فقط ال بغیره ،حیث ال غیر یكون مرآ ة ملعرفته تعاىل، فیجاب
لاّ
وهو ما ّبی ّناه حتت عنوان« :ال یعرف اهلل إ باهلل »1
الالق بعینه ىّ
ثانیا :هل للمخلوق بنفسه احتمال وجود خ ً
حت یثبت وجوده؟! وقد یسأل
بأنه :لیس ذاك مبمكن ،بل اهلل هو الذي ّ ّ
یعرف نفسه إىل خلقه فاملعرفة من فیجاب
لاّ
صنعه ال غیر .وهو ما ّبی ّناه حتت عنوان« :ال یعرف اهلل إ باهلل»2
ّ ً
وق���د یس���أل ثالثا :هل املخل���وق يف معرفته وفعله وقدرته و ...مس���تقل مس���تغن عن
خالقه؟!
لاّ ّ
فیجاب بأنهّ :إن املخلوق ال یفعل وال یدرك وال ...إ باهلل تعاىل .وهو ما ّبی ّناه حتت
لاّ
عنوان« :ال یعرف اهلل إ باهلل »3
ً ً ً
وقد یسأل رابعا :هل اإلنسان بعد اهلبوط إىل الدنیا یكون عارفا باهلل مؤمنا به بالفعل،
لاّ
ال ّلية؟! ّ
العقلية ج أم ال هیتدي إلیه تعاىل إ بتعلمی احلجج وتنبهیهم ّإیاهم بالدال ئل
ن
الش���یاطی فیق���الّ :إنه ال یخ لص اإلنس���ان من ورطة الش���هوات احلاضـرة وش�ب�هات
ن ّ لاّ ّ
أمجعی. املضل���ة ،وال هیتدي إىل املعارف احلقة إ بعد تبلیغ احلجج صلوات اهلل علهیم
لاّ
وهو ما ّبی ّناه حتت عنوان« :ال یعرف اهلل إ باهلل»4
ّ ً ّ
وقد یس���أل يف مقابل ذلك كله خامسا :هل املعرفة تتعلق بذات اهلل تعاىل بال واسطة
لاّ
خلقه ،أم ال حیصل العلم بوجوده تعاىل إ من آیاته وأعالمه وصنعه وخلقه؟
ّ لاّ
فیج���اب :ال یعرف اهلل تعاىل إ بآثاره وأعالم���ه وآیاته وكل ذلك خلقه .وهو ما ّبی ّناه
لاّ
حتت عنوان« :ال یعرف اهلل تعاىل إ بأثره وفعله».
ّ
مرائي المعرفة في العوالم كلها
616 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
▪ ّأن اهلل تع���اىل أق���ام األن���وار األربع���ة عش���ـر _ وه���م الرس���ول األعظ���م وآل���ه
فعرف الخ ال ئق هبم قدس���ه، املعصوم���ون؟مهع؟_ مقام نفس���ه ف مجی���ع العواملّ ،
ي
الهالة وحیرة الضاللة ،فهم أصول الكرم وأولیاء النعم وأنقذهم هبم عن تیه ج
وحم���ال املعرف���ة ومس���ا كن التوحید ،وهلم ّ ّ
امل���ن والوالیة املطلق���ة بذلك عىل ما
ً
سوى خالقهم مطلقا.
اهّلك ملاوعلا يف ةفرعملا يئارم 617
الالی���ق وبتعر یفهم وتس���بیحهم وتنز هیهم وهتلیلهم وتقدیس���هم للمعبود، مبعرف���ة أولئك خ
ّ
والعبودیة. بـربوبیة ر بهّ م و یذعنوا له بالطاعة
ّ فیؤمنوا
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ّ ّ
ب�ی�� یدیه ّمث قال هلم:
وجل أن خیلق الخ لق خلقهم ونش���ـرهم ن ّ
«مل���ا أراد اهلل عز
من ّربكم؟
املؤمن�ی�� ّ
واألمئة صل���وات اهلل علهیم ن ّ
ف���أول من نط���ق رس���ول اهلل؟ص؟ وأمی���ر
فحملهم العلم والدی���نّ ،مث قال للمال ئكة :هؤالءأمجع�ی�� ،فقال���وا :أنت ّربناّ ،
ن
خلق وهم املسؤولون. وأمنائ عىل يي دین وعلمي محلة ي
بوبیة وهلؤالء النف���ر بالطاعة والوالی���ة .فقالوا: ّمث ق���ال لب�ن�� آدمّ :
أق���ر وا هلل بالر ّ
ي
ّ
نع���م ّربنا ،أقررنا .فق���ال اهلل جل جالله للمال ئكة اش���هدوا ،فقالت املال ئكة:
ین َأو َت ُق ُولوا إ َّن َما َأش��� َـركَافل َ ً َّ ُ َّ َ َ َ َ
غ ش���هدنا عىل أن ال یقولوا غدا<ِ :إنا كنا عن هذا
ِ ِ
َ ُ ُ َ َ ََُ َ ُ َ ُ ُ َّ ُ َ ً ُ
مبطلون> ،یا داوود َ َ َ
عد ِهم أفتهلكنا ِبما فعل ال ِ بل َوكنا ذ ِر ّیة ِمن َب ِ َآبائ َن���ا ِمن ق
618 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
األنبیاء مؤكدة علهیم يف املیثاق».
(((
َُ ّ ّ َ َ َ ٌ َ ُّ ُ
الأولى>، الن���ذ ِر «س���ألت الص���ادق؟ع؟ عن قول اهلل عز وجل <ه���ذا ن ِذیـر ِمن
ً
األول أقامه���م صفوفا ّقدامه ق���الّ :إن اهلل تب���ارك وتعاىل مل���ا ذرأ الخ لق ف ّ
ال���ذر ّ
ي
ّ ّ ّ ً
حممدا؟ص؟ حیث دعاهم فآمن ب���ه قوم وأنكره قوم ،فقال وبع���ث اهلل عز وجل
ّ ً َُ ّ َ َ َ ٌ َ ُّ ُ اهلل ّ
حممدا؟ص؟ حیث دعاهم یع�ن�� بهي ى> ل الأو ر
ِ ذ عز وج���ل <هذا ن ِذیـر ِمن الن
الذر ّ
وجل ف ّ ّ ّ
(((
األول». ي إىل اهلل عز
الامعة الكبیرة: وف الز یارة ج
ي
أمئة اهلدى واملثل األع�ل�ى ...وحجج اهلل عىل أهل الدنیا واآلخرة «الس�ل�ام عىل ّ
ً ّ
واألوىل ...وحمال معرفة اهلل ،ونوره وبـرهانه وأركانا لتوحیده وشهداء عىل خلقه
ّ وأعالما لعباده ...أش���هد ّأنكم ّ ً
املهدی���ون املعصومون ...املصطفون... األمئة
ّ ّ
القوامون بأمره ...وكدمت میثاقه...
توجه بكم ...ال وح���ده قبل عنكم ،ومن قص���ده ّ م���ن أراد اهلل ب���دء بكم ،ومن ّ
أحصـي ثنائكم ،وال أبلغ من املدح كهنكم ،ومن الوصف قدركم ...بكم فتح
ّ
اهلل وبكم خیمت ...وبكم أخرجنا اهلل من الذل...
تمّ ّ
مبواال تك���م علمنا اهلل معامل دیننا ...ومبواال تك���م ت الكلمة ...ائتمنكم عىل
ن ّ ّ
املكرمی ،وأعىل س���ـره واس���ترعا كم أمر خلق���ه ...فبلغ اهلل بكم أش���ـرف حم���ل
ن
املرس���لی ،حیث ال یلحقه الح���ق ،وال یفوقه بی ،وأرف���ع درجات املقر ن
من���ازل ّ
حت ال یبىق ملك ّ
مقرب، فائق ،وال یسبقه سابق ،وال یطمع ف إدرا كه طامع ،ىّ
ي
نب مرس���ل ،وال ّ
صدیق ،وال شهید ،وال عامل ،وال جاهل ،وال ّ وال ّ
دن ،وال فاضل، ي ي
وال مؤم���ن صال���ح ،وال فاجر طالح ،وال ّ
جبار عنید ،وال ش���یطان مر ید ،وال خلق
عرفهم جاللة أمركم ،وعظم خطركم ،وكبـر شأنكم،بی ذلك ش���هید إلاّ ّ
ف ما ن
ي
ّ
ومت���ام نوركم ،وص���دق مقاعدكم ،وثبات مقامكم ،وش���ـرف حملكم ومنزلتكم
((( ّ
وخاصتكم لدیه ،وقرب منزلتكم منه»... عنده ،وكرامتكم علیه،
قال اهلل تعاىل:
وب
ْ َْ ُ َ َ َْ َ ُ َ ُُ
ل ق
ى ل ع ���عب ط ن كلِ ذ ك ���لب ق ن م
ِ ���هِب وا بك َّذ ُ
َ
���ا مب وا ن ِ ِ
ُ
كان���وا ل ُي ْؤم ُ ���ا م
َ
<ف
ِ ِ ِ
ْ
(((
ال ُم ْع َت ِدين>.
وقال أبو جعفر وأبو عبد اهلل؟امهع؟:
ّ ً
حمم���دا؟ص؟ مفهنم من آمن به «إن اهلل خل���ق الخ لق وهي أظلة فأرس���ل رس���وله
ّ
ّ
(((
ومهنم من كذبه».
الرسول األعظم؟ص؟:
وعل ما عبد اهلل ،ولوال أنا ّ
وعل ما كان وعل ما عرف اهلل ،ولوال أنا ّ«ل���وال أنا ّ
ي ي ي
ًّ
ثواب وال عقاب .وال یس���تر علیا عن اهلل س���تر ،وال حیجبه عن اهلل حجاب ،وهو
وبی خلقه».
((( بی اهلل ن الستر واحلجاب ف ما ن
ي
ن
املؤمنی؟ع؟ : وقال رسول اهلل؟ص؟ يف أمیر
«ه���ذا اإلمام األزهر ،ورمح اهلل األطول ،وب���اب اهلل األ كبـر ،مفن أراد اهلل فلیدخل
وحج���ة اهلل عىل خلق���ه ّإن اهلل تعاىل مل یزل ّ
حیتج ب���ه عىل خلقه يف الب���ابّ ...
ًّ ّ
نبیا. األمم كل ّأمة یبعث فیه
ن
املخلصی نفس���ه، فعرف عباده ّ
ووحدانیته ّ تفرد مبلك���هّإن اهلل تب���ارك وتعاىل ّ
مف���ن أراد أن هیدی���ه ع���رف والیته ،وم���ن أراد أن یطمس عىل قلبه أمس���ك عنه
حق معرفتنا؟معرفتهّ ...ملا عرج ب ...فقلت :مال ئكة ر ّب تعرفوننا ّ
ي ي
فقالوا :یا رس���ول اهلل مل ال نعرفكم وأنمت ّأول خلق خلقه اهلل ،خلقكم اهلل أشباح
نور يف نور من نور اهلل ،جعل لكم مقاعد يف ملكوته بتسبیح وتقدیس وتكبیر
ل���هّ ،مث خل���ق املال ئكة ّمم���ا أراد من أنوار ش�ّت�ىّ ّ
وكنا ّمنر بكم وأنمت تس���بحون اهلل
وهنلل ّّ فنسبح ّ وهتللون ّ ّ وتقدس���ون ّ ّ
ونكبـر ونقدس وحنمد وتكبـرون وحتمدون
بتس���بیحكم وتقدیس���كم وحتمیدك���م وهتلیلك���م وتكبیرك���م مف���ا ن���زل من اهلل
فإلیكم ،وما صعد إىل اهلل تعاىل مفن عندكم ،فلم ال نعرفكم؟»
(((
الرسول األعظم؟ص؟:
ن ّ ً ّ «إن اهلل ّ
ّ
واحلس�ی�� من نور، علی���ا وفاطمة واحلس���ن خلق�ن�� وخلق
ي وج���ل ع���ز
فس���بحواّ ،
فس���بحنا ّ
فعصـ���ر ذل���ك النور عصـرة فخرج منه ش���یعتناّ ،
وقدس���نا
ّ ّ ّ
فوحدواّ ،مث خلق الس���مواتووحدنا ّمفجدواّ ، ومدنا ّفهللواّ ،
ج وقدس���وا ،وهللنا
ً ن
واألرض�ی�� وخل���ق املال ئكة مفكث���ت املال ئكة ماة ع���ام ال تعرف تس���بیحا وال
وقدس���نا ّ
فس���بحت املال ئكةّ ،
فس���بحت شیعتنا ّ فسبحنا ّ ً
تقدیس���اّ ،
فقدست
شیعتنا ّ
فقدست املال ئكة...
وجل كما ّ ّ ّ املوحدون حیث ال ّ فنح���ن ّ
اختصنا موحد غیرنا ،وحقیق عىل اهلل عز
ّ ّ
واختص شیعتنا أن ینزلنا وشیعتنا يف أعىل عل ّی نی.
ً
ّإن اهلل اصطفانا واصطىف ش���یعتنا من قبل أن نكون أجس���اما ،فدعانا فأجبنا
فغفر لنا وشیعتنا من قبل أن نستغفر اهلل تعاىل».
(((
. 1حب���ار األن���وار 57 / 40 ،عن كنز جامع الفوائد وتأو يل اآلي���ات الظاهرة عن كنز جامع الفوائد وتأو يل
اآليات الظاهرة.
. 2كشف ّ
الغمة.458 / 1 ،
اهّلك ملاوعلا يف ةفرعملا يئارم 621
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
ّ
من».
«ما هلل آیة أ كبـر ي
(((
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام الصادق؟ع؟ يف ز یارة أمير
(((
«السالم عليك يا آية اهلل العظمى».
وتتلق مواجههتم معاینةاملكرمی معرفة اهلل ،ىّ ن وعیل ما ّبی ّناه فتكون معرفة هؤالء العباد
وماطبهتم خماطبة اهلل ،ولقاؤهم لقاء اهلل ،ورؤ یهتم رؤ یة اهلل تعاىل: اهلل خ
ً
قاعدا مع أب احلسن ّ
األول؟ع؟ والناس يف الطواف يف جوف اللیل ي « ...كنت
(((
فقال يل ...:إلینا إیاب هذا الخ لق وعلینا حساهبم».
رسول اهلل؟ص؟:
ّ «عل دیان هذه ّ ّ
(((
واملتول حلساهبا».
ي األمة والشاهد علهیا ي
ّ
(((
موت فقد زار اهلل جل جالله».حیات أو بعد ي
ي «من زار ين يف
اإلمام الصادق؟ع؟ :
ً
خلقا ّ ّ ّ «إن اهلل واح���د أحد ّ ّ
ففوض إلهیم متف���رد بأمره ،خلق بالوحدانیة متوحد
حجة اهلل يف عباده وش���هداؤه عىل أم���ر دینه فنح���ن هم .یابن أب یعف���ور ،حنن ّ
ي
ّ
خلق���ه ،وأمناؤه عىل وحیه وخزان���ه عىل علمه ،ووجهه الذي یؤىت منه وعینه
ّ
يف بـر ّیته ،ولسانه الناطق ،وقلبه الواعي ،وبابه الذي یدل علیه.
وحنن العاملون بأمره ،والداعون إىل س���بیله .بنا عرف اهلل ،وبنا عبد اهلل ،حنن
لاّ
(((
األد ء عىل اهلل ،ولو ال نا ما عبد اهلل».
قال اهلل تعاىل:
<و ُی َح ّذ ُر ُك ُم ُ
اهلل َن َ
فس ُه>. َ ِ
أب األ ّمئة صلوات اهلل وسالمه علیه:
وف ز یارة ي
ي
ن
بالسن ...ویده الباسطة بالنعم ...أشهد «الس�ل�ام عىل نفس اهلل القامئة فیه
((( ّأنك مازي الخ لق ،وش���افع الرز ق ،واحلا كم ّ
باحلق ...فالخ یر منك و إلیك». ج
الكاف. ن
الثقلي ،568 / 5 ،عن روضة . 1نور
ي
ّ
اهلالل. . 2حبار األنوار ،97 / 40 ،عن كتاب سلمی ابن قیس
ي
. 3حبار األنوار ،31 / 4 ،عن التوحید والعیون.
. 4التوحيد.152 ،
ّ
الغروي. . 5حبار األنوار ،331 / 100 ،من الكتاب العتیق
اهّلك ملاوعلا يف ةفرعملا يئارم 623
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
أقر بوالیت فقد ّ
شك ف إمیانه ،ومن ّّ ّ
أقر بوالیة ي ي والیت فقد
«یا أصبغ ،من شك يف ي
كهاتی _ ومجع ن
ن ّ ّ
وجل ،ووالیت ّ
بی أصابعه _ یا أصبغ، متصلة بوالیة اهلل ي اهلل عز
والیت فقد خاب وخسـر وهوي يف النار ،ومن من ّ
بوالیت فقد فاز ،ومن أنكر يي أقر
ً
(((
دخل النار لبث فهیا أحقابا».
خّ
مل ص ما یأتي في هذا الفصل من الكالم:
ً
▪ ّأن والیة األولیاء األربعة عش���ـر؟مهع؟ عىل ما سواهم من املخلوقات لیس أمرا
ّ ّ ً ًّ
اإلهلیة كلها جعلیا صـرفا بل یكون ذلك من فروع توس���یطهم يف إیصال النعم
إىل غیره���م ویكون توس���یطهم ف ذل���ك ّ
باملن واالختیار املطل���ق مهنم يف املنع ي
واإلعطاء
مفوضة إلهیم ال عىل وجه انعزال الخ الق تعایل عهنا بل عىل ▪ وتكون األم���ور ّ
لاّ
حنو أنهّ م ال یش���اؤون إ ما ش���اء اهلل تعایل ،و ال یفعل اهلل تعایل إال ما یرضون
ّ
واملعلول ،أو ضـرورة اإلی���اب ّ ّ
العل به و یش���اؤونه ،وال یكون ذلك عىل جهة ج
ي ي
ّ
والصع���ودي كما یزعم���ه أصحاب الفلس���فة ،بل عىل ّ
النزول ترتی���ب الس���یر
ي
الصادرتی عن االختی���ار املطلق من جانب الخ الق تعایل
ن تی ّ
املش���ی ن حنو توافق
ً ّ
وأولیاء أمره؟مهع؟ فتصبح األدلة املثبتة لوالیهتم املطلقة عىل ما سواهم إرشادا
إخب���ارا ع���ن حقیقة ما هلم م���ن ًّ
املن بذلك ع�ل�ى غیرهم وال تكون إىل الواق���ع و
ّ صرفا بال حلاظ ّ ً ً
عبودیهتم. شأنیهتم لذلك واستحقاقهم وکمال جعال
مهیلإ ضیوفتلاو ءایلوألا ةیالو ریسفت 627
ً
صـرفا ب�ل�ا اقتضاء ّ ً ّإن والی���ة األن���وار األربعة عش���ـر؟مهع؟ ال تكون ّ
أي أمر جعلیة جعال
ً
مطلقا ّ ً
مثال بل ه���م األولیاء عىل خ ّ تكو ّ
مبجرد اللق ی�ن�� يف ذل���ك كوالیة املوكل عىل وكیله ي
ّ
كوهنم وسائط يف التعر یف وبنفس كوهنم حمال التوحید:
ّ ّ
عز وجل: أب عبد اهلل؟ع؟ يف قول اهلل عن اإلمام ي
َ َّ َ َ َ َّ
الن َاس َعل ْيها>(((: <ف ْط َر َت اهلل التي فطر
ِ
قال:
((( ن
املؤمنی». وحممد رسول اهللّ ،
وعل أمیر «التوحیدّ ،
ي
ُ ُ
ؤم ٌن> فقال: كاف ٌر َو ِمنكم ُم ِ
<فمنكم ِ «سألت الصادق؟ع؟ عن قولهِ :
ّ ّ ّ
عز وجل إمیاهنم بوالیتنا ،وكفرهم بتركها یوم أخذ علهیم املیثاق وهم عرف اهلل
(((
ّذر يف صلب آدم؟ع؟».
قال اهلل تبارك وتعاىل:
ُ ْ َ َ َ َّ َ َْ َْ
يم َو ُموس���ـى َو ِع َ
يسـى ين ِميثاق ُه ْم َو ِمنك َو ِم ْن ن ٍوح ِوإب ِ
ـراه َ النب ّي َ
ِِ
ن مِ نا ذ <و ِإذ أخ
وال یذه���ب علیك ّأن القول بوالیهتم؟ع؟ من حیث وجوب كوهنم وس���ائط لوجود ما
الالق وصدور غیرهم األول عن ذات خ
الفلسف وكوهنم الصادر ّ
يّ س���واهم عىل حنو الصدور
عهن���م وأمثال ذلك من التعابیر فهي أوهام ال یخىف علیك بطالهنا لوضوح بطالن مبانهیا
ّ
ونتائها.
ج وأدلهتا
املقدس���ة األربعة عش���ـر عىل ما س���وى اهلل تعاىل ال تكون من واعلم ّأن والیة األنوار ّ
ّ حی���ث توس���یطهم ف التعر یف ّ
فق���ط ،بل هم أولیاء النعم كلها ولی���س إیصاهلم النعم إىل ي
الال���ق تعاىل إىل خ تكلیفا علهیم كتوس���یط املالئكة ف إیصال فیوضات خ ً
اللق، ي غیره���م
ً ً ّ
ب���ل ّإن اهلل تع���اىل أعطاهم ومل یكلفهم اإلعطاء إكراما هلم و إعظاما لش���أهنم ،فإلهیم املنع
املن بذلك عىل ما سوى اهلل تعاىل: واإلعطاء ،وهلم ّ
َ َ ََ َُ َ ُ َ َ
مس���ك « ...س���ألت أب���ا عب���د اهلل؟ع؟ يف قوله تعاىل< :ه���ذا عطاؤنا فامنن أو أ ِ
ً ً َ
���اب> ق���ال :أعطى س���لیمان ملكا عظیم���ا ّمث جرت ه���ذه اآلیة يف َ
ی���ر ِحس ٍِبغ ِ
رس���ول اهلل؟ص؟ فكان له أن یعطي ما ش���اء من ش���اء و مینع من شاء ،وأعطاه
َ ُ َ َ ُ ُ َّ ُ َ ُ ُ
الر ُسول فخذ ُوه َو َما ن َهاكم اهلل أفضل ّمما أعطى سلیمان لقوله< :ما آتاكم
((( نه َف َ
انت ُهوا>». َع َ
. 1تفسير ّ
القم ّي،.155 / 2
الكاف.268 / 1 ،
ي .2
630 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
الكاف.268 / 1 ،
ي .1
الكاف.266 / 1 ،
ي .2
ّ
. 3الصفار ،بصائر الدرجات.380 ،
ّ
. 4الصفار ،بصائر الدرجات.385 ،
. 5الصفحة ،80طبعة تبـر يز.
مهیلإ ضیوفتلاو ءایلوألا ةیالو ریسفت 631
ّ
التستري ،إحقاق احلق.253 / 7 ، .1
الكاف.
ي . 2حبار األنوار ،340 / 25 ،عن
. 3من ال حيضرهالفقيه.616 / 2 ،
632 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
الطوسـي.238 ، . 1كتاب الغيبة للشيخ
. 2مهج الدعوات.48 ،
ّ
العسكري؟ع؟ املنسوب إلیه. ّ
العامل ،إثبات اهلداة ،768 / 3 ،عن تفسير اإلمام ّ .3
احلر
ي
مهیلإ ضیوفتلاو ءایلوألا ةیالو ریسفت 633
ویرزق���وا ،فقال قوم :هذا حمال ،وقال آخ���رون :بل اهلل أقدرهم عىل ذلك ،فقال
ّ ّ قائ���ل :ما لكم ال ترجعون إىل أب جعفر ّ
العمري فإنه الطر یق حممد بن عثمان ي
إىل صاحب األمر؟ع؟ ،فكتبوا املس���ألة وأنفذوه���ا إلیه فخرج إلهیم من جهته
توقیع نسخته:
ّ ّ
ّإن اهلل تعاىل هو الذي خلق األجسام وقسم األرزاق ألنه لیس جبسم وال حال يف
األمئة؟مهع؟ فإنهّ م یسألون فأما ّ جسم ،لیس كمثله شء وهو السمیع البصیرّ .
ي
ّ ً ً
(((
إیابا ملس���ألهتم و إعظام���ا حلقهم». اهلل تعاىل فیخلق ،ویس���ألونه فیرز ق ،ج
حممد؟ع؟. املدن إىل أب ّ واملقصـرة كامل بن إبـراهمی ّ ّ وجه قوم من ّ
املفوضة «ّ ...
ي ي
ّ لاّ
معرفت وقالي عرف من النة إنفس :أس���أله ال یدخل ج قال كامل :فقلت يف ي
ّ س���یدي أب ّ فلما دخلت عىل ّ مبقال؟ قالّ :
حممد؟ع؟ ...فس���لمت وجلس���ت ي ي
ّ
إىل باب علیه ستر مرخى فجائت الر یح فكشف طرفه فإذا أنا بفىت كأنه فلقة
سنی أو مثلها ،فقال يل: مقر من أبناء أربع ن
رسول اهلل؟ص؟:
« ...فقلت مال ئكة ر ّب تعرفوننا ّ
حق معرفتنا؟ فقالوا: ي
یا رس���ول اهلل ،مل ال نعرفك���م وأنمت ّأول خلق خلقه اهلل ...مف���ا نزل من اهلل تعاىل
فإلیكم ،وما صعد إىل اهلل تعاىل مفن عندكم».
(((
اإلمام الباقر؟ع؟:
«حنن ّ
حجة اهلل ،وحنن باب اهلل ،وحنن لس���ان اهلل ،وحنن وجه اهلل ،وحنن ن
عی
اهلل يف خلقه ،وحنن وال ة أمر اهلل يف عباده».
(((
ولیعلم ّأن والیة اهلل تبارك وتعاىل عىل غیره و إحاطته مبا سواه ال تكون من جهة كون
ّ
وتلیاهتا كما یزعمه أصحاب الفلسفةاألشیاء حماطة بوجوده وكوهنا مراتب ذاته املتعالیة ج
لأْ َ َ
. 1املستنبط ،القطرة ،19 / 2 ،عن البحار عن َمش ِار ِق ا ْن َوار.
. 2املستنبط ،،القطرة ،15 / 2 ،عن البحار.385 / 25 ،
ومعان األخبار.
ي . 3املستنبط ،،القطرة ،عن التوحيد
. 4حبار األنوار ،256 / 26 ،عن تفسير الفرات.
.5املستنبط ،،القطرة ،24 / 2 ،عن االحتجاج.
مهیلإ ضیوفتلاو ءایلوألا ةیالو ریسفت 637
ن
املؤمنی؟ع؟ : اإلمام أمیر
َ َّ ُ َ ُ َّ ْ َ ْ ُ
<ي َت َوفاك ْم َمل
ك ين َم ْو ِتها> ،وقوله: فأم���ا قوله< :اهلل َي َت َوفى الأنف َ
س ِح َ «ّ ...
ْ
ال َم ْوت>...
وملل���ك املوت أعوان من مال ئكة الرمحة والنقم���ة ،یصدرون عن أمره ،وفعلهم
ّ
فعله ،وكل ما یأتون منس���وب إلی���ه ،و إذا كان فعلهم فعل ملك املوت ،وفعل
ّ ّ
یتوف األنفس عىل ید من یش���اء ،ویعطي و مینع، مل���ك املوت فع���ل اهلل ،ألنه ي
ویثی���ب ویعاقب ع�ل�ى ید من یش���اء وأن فعل أمنائ���ه فعله ،كما ق���الَ :
<وما
َ ُ َ َ َ
شاء اهلل>».ون إ ّلا أ ْن َي َ
تشاؤ ِ
(((
ّ
والوحدانیة ،هو «إن اهلل تب���ارك وتعاىل امسه عىل ما وصف به نفس���ه باالنف���راد ّ
یتغیر ،وحیكم ما یشاء خ
ویتار، النور األز ّل القدمی الذي لیس كمثله شء ،ال ّ
ي ي
ّ ّ ّ
وال معق���ب حلمك���ه وال راد لقضائ���ه ،وال ما خل���ق زاد يف ملكه وع���زه ،وال نقص
مّ
ن
بـراهی ن
وتبیی منه ما مل خیلقه ،و إنا أراد بالخ لق إظهار قدرته وأبداء سلطانه
حمكته ،فخلق ما ش���اء كما ش���اء ،وأجرى فعل بعض األشیاء عىل أیدي من
���ن ُي ِط ِع
<وم ْاصط�ف�ى م���ن أمنائه وكان فعله���م فعله ،وأمرهم أم���ره ،كما قالَ :
َ َ َ ََ ْ َ
طاع اهلل>.
ول فقد أ ّ
الر ُس
وع���رف الخ لیق���ة فض���ل منزلة أولیائ���ه ،وفرض علهیم م���ن طاعهتم مثل
ّ ...
ً ّ الذي فرضه منه لنفسه ،وألزمهم ّ
احلجة بأن خاطهبم خطابا یدل عىل انفراده
وبأن له أولی���اء جتري أفعاهل���م وأحكامهم جمرى فعل���ه ،فهم العباد وتوح���ده ّ ّ
ُ ْ ُ َ ُ َ َّ َ َّ َ ْ ُ َ ُ َْ ْ َ ُ ْ َْ َْ َ ُ
املكرمون <لا يس ِ���بقونه ِبالقو ِ ل وهم ِبأم ِرهِ يعملون> <هو ال ِذي أيدهم ِبر ٍ
وح
ِم ْنه>.
َ ْ
���ب فلا ُيظ ِه ُر َعلى وع���رف الخ ل���ق اقتدارهم عىل علم الغیب بقولهْ َ ْ ُ ِ : ّ
<عالم الغي ِ
َ َ
َغ ْيبهِ أ َح ًدا إ ّلا َمن ْار َتضى ِم ْن َر ُس���ول> وهم النعمی الذي یسأل العباد عنهّ ،
ألن ِ ِ ِ
ّ
اهلل تبارك وتعاىل أنعم هبم عىل من اتبعهم من أولیاهئم.
ّ ّ
قال السائل :من هؤالء احلجج؟ قال :هم رسول اهلل ومن حل حمله من أصفیاء
اهلل الذي قرهنم اهلل بنفسه ورسوله وفرض عىل العباد من طاعهتم مثل الذي
َ
فرض علهیم مهنا لنفس���ه ،وهم وال ة األم���ر الذین قال اهلل فهیم< :أ ِط ُيعوا اهلل
َ َ ُ َ
<و َل ْو َر ُّد ُوه إ َلى َّ
الر ُس ِ
���ول َو ِإلى ���ول وأولي ْال َأ ْمر ِم ْن ُكم> وقال فهیمَ : س وأ ِط ُيعوا ّ
الر ُ
ِ ِ َ ِ
َ َ ّ َ ُ َْ
أ ِولي الأ ْم ِر ِم ْن ُه ْم ل َع ِل َم ُه ال ِذ َين ي ْستن ِبطونه ِمن ُهم>.
ْ ُ ُ ْ َ
. 1االحتجاج376 _ 374 / 1 ،؛ حبار األنوار،119 / 90؛ البرهان يف تفس���ير القرآن،837 / 5؛ تفس���ير
ن
الثقلي،.626 / 4 نور
. 2بصائر الدرجات،343 / 1؛ حبار األنوار.185 / 76 ،
الفهرس
642 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
3............................................................... تقدمی
5.................................. نقر بوجود خ
الالق املتعال؟! ّ كیف ولمِ َ
إشارة 7..............................................................................
ّ ّ املرحلة األوىل :اهلتاف من السماء إىل تعر يف خ
احلق جل وعال7............... الالق
املرحلة الثانية :أصول البـرهان ّ
ومقدماته 16...........................................
تقر ير البـرهان18.....................................................................
ً
تبصرة :ما هو معین كون التوحيد فطر ّيا؟! 23........................................
برهان ثالث29...................................................................... :
برهان رابع29........................................................................:
ونتائه30...............................
ِج وأصوله
ِ املرحلة الثالثة :إيضاح البـرهان ّ
األول
تبيي األصل ّ
األول 30................................................................ ن
الثان 33...............................................................
بيان األصل ي
ّ
والسنة قبل إثبات اهلل تعاىل أم ال ؟! 35.......... هل هناك مانع من األخذ بالكتاب
ن
تبيي النكتة القادمة 37.............................................................
45....................................... الالمتناهي ،حقيقة أم خيال؟!
ّ
القرآنية يف استحالة الال متناهي53........................................... اآليات
«املوجود البسيط» موهوم آخر 61....................................................
ً
يّ
الفلسف موضوعا63....................................... انتفاء التسلسل والواجب
التركيب عن الوجود والعدم!! 71.....................................................
ّ
الفلسفية القائلة بتشكيك الوجود 76.................................... نقد العقيدة
ّ
حتر يف معىن العلة واملعلول عن حقيقته 77..........................................
السفسطة أم الفلسفة والعرفان87.................................................. :
سرهفلا 643
ّ
الفقري 91.................... بناء عىل اإلمكان بطالن وحدة وجود خ
الالق واملخلوق ً
نقد بـرهان أصحاب الفلسفة إل ثبات واجهبم 96.....................................
امللكة و العدم 103..........................................................
األول :حدوث الزمان واملكان ونسبة وجود خ
الالق تعاىل إلهيما107............... األمر ّ
الالق تعاىل عن الزمان؟! 107...................................... یتنزه وجود خ كیف ّ
ّ ّ
الالق ج���ل وعال عن اال ّتصاف بامل���كان ،وبطالن االعتقادتنزه خالدال���ة عىل ّ الرواي���ات
ّ
بكون ذاته تعاىل يف كل مكان110...................................................:
الالق بالزمان واملكان 115....................................املعرفة البشـر ّية تصف خ
جل وعال عن اال ّتصاف بالزمان ،وبطالن ّ ّ تنزه وجود خ ّ
الدال���ة عىل ّ
توهم الالق الرواي���ات
ّ ً
كونه تبارك وتعاىل موجودا يف كل زمان 120...........................................
يدل من نصوص علم الس���ماء عىل ّأن ّكل ما ّ
يتصور و يدرك يكون ملكة
ّ
الثان :ما
األمر ي
لالمتداد فيسلب بطرفيه النقص والمكال عن اهلل تعاىل130...........................
135.................. اهلل تعاىل واحد ،ما معناه؟ وما هو البـرهان علیه؟!
هو تعاىل واحد ،ما معناه؟ وما هو البـرهان عليه؟! 138...............................
التوحيد هو ّ
املدعى وهو الدليل147..................................................
األوهام حول التوحيد 151............................................................
ّ
والعرفان 154............................................ يّ
الفلسف نقد عقيدة التوحيد
ي
161.......................................... األوهام حول الالمتناهي!!
ّ ً ّ
شء؟!! 168...............
ي لكل وواجدة كمال لكل هل تكون ذات اهلل تعاىل منبعا
177................................................ أسطورة ّ
املجردات
ّ
املجردات هي شـركاء اهلل تعاىل!!181.................................................
األوهام حول عامل ّ
املجردات188.....................................................
644 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
الشيئية باملعىن ّ
الشيئية ،وله شء حبقيقة ّ ّ
القسم األول :الروايات املشيرة إىل أن اهلل تعاىل ي
اص خ
باللق290......................................................... : العام ال خ
ال ّ ّ
ّ
الدالة عىل ّأن اهلل تع���اىل موجود باملعىن ّ
العام ،وموجود باملعىن الثان :الروايات
القس���م ي
اص الالئق به تعاىل 294........................................................ ال ّخ
الالق تعاىل إىل معان يضاف القسم الثالث :الروايات املشيرة إىل وجوب إرجاع صفات خ
إلهيا قيود ّ
سلبية 299................................................................
315....................................... نسبة اهلل تعایل مع الصفات
ّ
توقیفیة أم ال ؟! 325........................ هل أمساء اهلل تعاىل وأوصافه
هل تعرف ذات خ
الالق تعاىل بالعقل؟!339.........................................
لاّ
345............................... ال يعرف اهلل تعایل إ بفعله ال بذاته
نؤمن وال نعرف؟!! 351..............................................................
ّ
أظهر من كل ظاهر 355.................................................
كيف ميكن احلكم عىل املجهول املطلق؟! 359.......................................
ّ
التحير ،ضاللة أم هدى؟! 361......................................................
365........................................ مب یباین اهلل تعاىل خلقه؟!
لاّ
)1ال ممكن إ وهو حادث 368.....................................................
ً
)2القدمي ال يكون مفعوال 369......................................................
الفلسفة تقول ّ
بأزلية العامل372..................................................... :
لاّ
إشارة إىل بعض ما ورد دا عىل حدوث مطلق ما سوى اهلل تعاىل376............ :
383............................................ اإلرادة هي صفة الفعل
قدم اإلرادة عند أصحاب الفلسفة391.............................................. :
401........................................... ّ
املعلولیة واالحتیاج مالك
646 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
ّ
التوكل والتسلمي خ
والشوع واحلياء و506....................................... ... )10
)11الضيافة ّ
اإلهلية 511...............................................................
يّ
احلقيق512............................................................. )12املحبوب
تعبدي ،أم ال ذاك وال ذا؟! 519........ ّ الالق تعاىل ّ
عقل أم اإل قرار بوجود خ
ي
لاّ اال نس���داد وعج���ز العق���ول ع���ن إثب���ات وج���ود خ
الال���ق املتع���ال إ بإغاث���ة
527.................................................... اهلل تع���ایل
املعرفة من صنع اهلل532.............................................................
اإلغاثة قبل االستغاثة537..........................................................
ما هو معىن معاينة اهلل خ
وماطبته؟! 544...............................................
إرائة اآليات أم إرائة الذات؟! 546...................................................
املعرفة الفطر ّية؟! 549...............................................................
553............................... شأن العقل يف طر یق معرفة اهلل تعاىل
عظم شأن العقل555................................................................
العقل أو املعصوم؟!556.............................................................
أبواب املعرفة561.................................................................. :
الدين بمكاله هو معرفة ّ
احلجة ال غير 563............................................
الدين عىل أصل واحد568..........................................................
ً ً
حرمة األخذ عن غير صاحب املعجزة عقال ونقال 573....................
597.............................................. معرفة اهلل تعایل باهلل
لاّ
ال يعرف اهلل تعاىل إ باهلل 599.................................................... 1
لاّ
ال يعرف اهلل تعاىل إ باهلل 602....................................................2
لاّ
ال يعرف اهلل تعاىل إ باهلل 603................................................... 3
648 معرفة اهلل تعالی باهلل ال باألوهام
لاّ
ال يعرف اهلل تعاىل إ باهلل 607....................................................4
احلجة إلاّ بوجود ّ
احلجة611..................................................: وال تمت ّ
ّ
مرائ املعرفة يف العوامل كلها 615........................................ ي
وماطبته 621......................................................تفسير معاينة اهلل خ