Professional Documents
Culture Documents
الصفحات272 :
سبب التأليف :جواب أسئلة جاءتــه من أهــل آمــل طربســتان،ـ وهي مدينــة يف مشال إيــران ،وهي الــيت
ولد فيها اإلمام الطربي.
األول
القول ّ
الجهل به ِم ْنه ،وما
ُ يسع ِ
حقائق المعلومات من أُمور الدِّين ،وما ُ
ُ "القول في المعاني التي تُدرك
يعذر بالخطأ فيه المجتهد الطّالب ،وما ال يعذر فيه" ص.112
ال يسع ذلك فيه ،وما ُ
1
توطئة:
يفر ق الطربي رمحه اهلل بني األصول والفروع ،فيلحق باألصول من األحكام ما ال يلحقه بــالفروع،
ّ
وأمهّهــا القطعيّــة؛ـ التفــاق األدلــة وعــدم افرتاقهــا ،وائتالفهــا دون اختالفهــا ،لــذا فال اجتهــاد فيهــا ،وال
إع ــذار فيه ــا؛ مس ــتنداً على مس ــألة "حكم اخلط ــأ يف التوحي ــد" مقاب ــل "حكم اخلط ــأ يف ش ــرائع ال ــدين
وفرائضه".ـ
" #اعلموا –رحمكم اهلل -أن كل معلوم للخلق من أمر الدين والدنيا أن تخرج من
أحد معنيين :من أن يكون إما معلوم اً لهم بإدراك حواسهم إياه .وإما معلوم اً لهم باالستدالل
علي ه بم ا أدركت ه حواس هم= ثم لن يع دو جمي ع أم ور ال دين –ال ذي امتحن اهلل ب ه عب اده-
معن يين :أح دهما :توحي د اهلل وعدل ه .واآلخ ر :ش رائعه ال تي ش رعها لخلق ه من حالل وح رام
وأقضية وأحكام.
فأما توحيده وعدله :فمدركةٌ حقيقةُ علمه استدالالً بما أدركته الحواس ،وأما شرائعه
حاسة السمع .ثم ِ
بالسمع ،وعلم بعضها استدالالً بما أدركته ّ
فمدركةٌ حقيقةُ علم بعضها حساً ّ
ُ
القول فيما أدركت حقيقة علمه منه استدالال على وجهين:
معذور فيه بالخطأ والمخطئ ،ومأجور فيه على االجته اد والفحص والطلب؛
ٌ أحدهما:
كما قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم" :من اجتهد فأصاب فله أجران ،ومن اجتهد فأخطأ
فله أجر" [خ وم] ،وذلك الخطأ فيما كانت األدلة على الصحيح من القول فيه مختلفة وغ ير
مؤتلف ة ،واألص ول في الدالل ة علي ه مفترق ة غ ير متفق ة =،وإن ك ان ال يخل و من دلي ل على
الصحيح من القول فيه ،فميِّز بينه وبين السقيم منه ،غير أنّه يغمض بعضه غموض اً يخفى على
ف قدغير معذور بالخطأ فيه ُمكلَّ ٌ
كثير من طاّل به ،ويلتبس على كثير من بغاته .واآلخر منهما ُ
ومكف ٌر بالجهل به الجاهل ،وذلك ما كانت األدلة على صحته متفقةبلغ حد األمر والنهيَّ ،
غير مفترقة ،ومؤتلفة غير مختلفة ،وهي مع ذلك ظاهرة للحواس" ص.114 ،112
التحليل:
2
طرق العلم هي:
إدراك حقيقة التوحيد والعدل :عن طريق االستدالل مبا أدركته احلواس. -1
إدراك الشــرائع وأحكامهــا وأقضــيتها:ـ بعضــها عن طريــق احلس بالســمع وبعضــهاـ عن طريــق -2
االستدالل بالسمع.
ما جيوز فيه االجتهـاد وجيوز فيـه اخلطـأ ،وهـو مـا كـانت األدلـة على مـدلول معنّي خمتلفـة غـري -1
مؤتلفة ،وأصول الداللة عليه مفرتقة غري متفقة.ـ
-2م ــا ال جيوز في ــه اخلط ــأ ،وه ــو م ــا ك ــانت أدلّت ــه الص ــحيحة متفق ــة غ ــري مفرتق ــة ،ومؤتلف ــة غ ــري
خمتلفة ،وظاهرة للحواس.
المد ِرك:
الحكم على ُ
إدراك امل ـ ـْد َرك الـ ــديين بـ ــاحلس بني شخصـ ــني :شـ ــخص علم بـ ــاحلس هبذا املدرك (أي وص ــله -1
ُ
بالســمع خــرب النــيب صــلى اهلل عليــه وســلم) فيلــزم فرضــه عليــه ،ويعـ ّذب يف اآلخــرة إن تركــه،
احلجة به .ص.116 ،115
حسه فال تلزمه ّ
وشخص مل يقع املدرك حتت ّ
إدراك امل ــدرك الــديين العقــدي :كــالعلم باهلل وبأمسائه احلســىن وصــفاته ،فيجب على كــل من -2
ُ
بلغ حد التكليف ويع ّذب من خالف.
النتيجة:
أ ّن امل ـ ــدرك بني ح ـ ــالني :إدراك ال يعـ ــذر جبهلـ ــه وال برتكـ ــه وهـ ــو اإلميان باهلل والشـ ــهادة بوحدانيّت ـ ـهـ
ُ
وعدلــه ،فــإن تركــه عـ ّذب ،كــذلك هــذه األمــور مما ال اجتهــاد فيهــا فال مصــيب وال خمطئ فيهــا ،بــل
3
تــوجب االتفــاق؛ـ وإدراك يعــذر جبهلــه إن مل يصــله خــربه بــاحلس وهــو العمــل بالشــرائع الــيت أنزهلا اهلل
للناس .ص.119 ،117
مــع ســن التميــيز يبــدأ متيــيز اإلنســانـ بني داعي اإلميان وداعي الكفــر ،حــىت إذا بلــغ حـ ّد التكليــف ومل
يعرف اهلل بأمسائه وصفاته املدركة باألدلة فهو كافر .ص.124 ،123
القول الثاني
أي الصفات اإلهلية اليت ال يعذر إنسان جبهلها ،وهي :معرفة اهلل معرفة إميانيــة ال تكــون إال بتوحيــده
ربّــا ،ومبعرفــة صــفاته بأنـهـ اخلالق واملدبّر والواحــد بال شــريك وال ظهــري ،والصــمد الــذي ليس كمثلــه
شيء ،والعامل احمليط ،والقادر بال عجز أبداً ،واملتكلم بال ســكوت ،وليس كمثلــه شــيء .ص،126
.127
القول الثالث
وهي الصفات اإلهليـة الــيت تعـرف بـاخلرب ال باالسـتدالل ،ويعـذر من مل تبلغـه ،وال يعــذر من بلغتــه إال
إن التبسـ طريـ ــق وصـ ــوهلا إليـ ــه ،ومن هـ ــذه الصـ ــفات :اليـ ــد ،اليمني ،الوجـ ــه ،والضـ ــحك ،وال ــنزول،
والرؤية ،واألصابع.
القول في هذه الصفات" :أن نثبتـ حقائقها على مـا نعـرف من جهـة اإلثبـات ونفي التشـبيه،ـ كمـا
نفى ذلــك عن نفســه –جــل ثنــاؤه -فقــال" :ليس كمثله شيء وه و الس ميع البصير" [الشــورى:
4
،]11فيقــال :اهلل مسيع بصــري ،لــه مسع وبصــر؛ إذ ال يعقــل مسـ ّـمى مسيعاً بصــرياًـ يف لغـ ٍـة وال عقـ ٍـل يف
وبصر" ص.141 ،140 ِ
مسع ٌ النشوء والعادة واملتعارف إال َمن له ٌ
القول الرابع
يلحــق اإلمــام هبذا القــول مجلــة من املســائل يك ّفــر أصــحاهبا ،وهي مســائل قــد شــاعت يف كتب أهــل
حترزاً من سوء االستعمال.
العلم ،ونرتك ذكرها ّ
القول الخامس
األول"
"القول في االختالف ّ
االختالف يف اإلم ــارة وتبعاهتا ،وه ــو ّأول اختالف وق ــع يف أم ــة اإلس ــالم بع ــد نبيه ــا ص ــلى اهلل علي ــه
وس ــلم ،وه ــو اختالف يف س ــقيفةـ ب ــين س ــاعدة قب ــل دفن الن ــيب ص ــلى اهلل علي ــه وس ــلم ،ح ــول خليف ــة
رجح اإلمـ ــام من مسـ ــألة
رسـ ــول اهلل صـ ــلى اهلل علي ـ ــه وسـ ــلم يف اإلمام ـ ــة ،واألقـ ــوال يف ذل ـ ــك ،ومـ ــا ّ
اخلالف ،ال خبص ــوص تل ــك الواقع ــة ،ب ــل بش ــأنـ الت ــأويالتـ ال ــيت ج ــاءت يف العص ــور املت ــأخرة عنه ــا
األول اخلالف السياس ـيـ ال ــذي ق ــاد خلروج
فتح ـ ّـزب الن ــاس بس ــببها .مث ذك ــر من آث ــار ه ــذا اخلالف ّ
الفــرق ومنهــا فرقــة اخلوارج الــيت قــالت بكفــر مــرتكبـ الكبــرية،ـ مث فرقــة األزارقــة من اخلوارج الــذين
أنكــروا بعض الفــرائض كإنكــار وجــوب صــالة الظهــر والعصــر ،وإنكــار رجم الــزاين احملصــن احلر من
أهل اإلسالم ،وأوجبواـ على احلائض الصالة أيام حيضها ،وغريهــا من املســائل ...وهـؤالء قـد مرقـوا
حرم اهلل.
من اإلسالم ،ال مبعيار اخلروج عن اإلمام ،بل بمعيار تحريم ما أحل اهلل وتحليل ما ّ
5
القول السادس
وهو االختالف يف قيام احلجة؛ أهي فقط ما جاء به النيب صلى اهلل عليه وسـلم ،أم ال بـ ّد من خليفــة
خيل ــف الن ــيب ص ــلى اهلل علي ــه وس ــلم يس ــمع عن اهلل أم ــره وهني ــه ،وه ــو م ــا ج ــاء من عب ــد اهلل بن س ــبأ
وأصــحابه ،مث بقي أثــرهم يف املســلمني حــىت تبعتهم فرقــة .ومن النــاس من قــال ال ب ـ ّد من رســول يف
كل زمان ال ختلو األرض منه .وحكم كل أولئك الــذين مل يق ّـروا خبامتيــة النــيب صـلى اهلل عليــه وسـلم
هو "اخلروج من امللة".
القول السابع
وهو القول يف خلق أفعال العباد ،أهي من خلق اهلل أم من خلق العباد وهم "القدرية".
القول الثامن
وهـ ــو حكم أهـ ــل الكبـ ــائر ،وهـ ــو من الزم قـ ــول اخلوارج الـ ــذين خرجـ ــوا بسـ ــببـ وقـ ــوع االختالف
األول ،وبعـ ــد س ــرده لألقـ ــوال املعروفـ ــة لكـ ــل دارس ،بنّي قول ــه وهـ ــو :هم مسـ ــلمون ب ــاإلطالقـ غ ــري
ّ
مؤم ــنني ب ــاإلطالق،ـ ألن اإلس ــالمـ إذع ــان وخض ــوع ،ولكنهم فس ــقة عص ــاةـ هلل ورس ــوله ،وهم حتت
مشيئة اهلل إن شاء عذهبم وإن شاء عفى عنهم ،وإن أدخلهم النار فال خيلدون فيها.
القول التاسع
6
"القول في االختالف الخامس"
القول العاشر
وهو القول خبلق القرآن؛ ويقول الطربي بأنّه :صفة من صفات اهلل سبحانه وتعاىل.
أيع ــذب امليت يف ق ــربه أم ي ــرجئ لآلخ ــرة؟ والط ــربي ي ــبنّي أ ّن م ــا ثبت يف الس ــنة ه ــو ع ــذاب يف الق ــرب
ونعيم يف القرب.
8