You are on page 1of 8

‫كتاب‬

‫"تبصير أولي النهى ومعالم الهدى" أو "التبصير في معالم الدين"‬


‫أليب جعفر حممد بن جرير الطربي ‪ 310-224‬رمحه اهلل‪.‬‬

‫تحقيق وتعليق‪ :‬علي عبد العزيز الشبل‪.‬‬

‫الرياض‪ :‬دار العاصمة‪ ،‬ط‪1416 ،1‬هـ ‪1996‬م‪.‬‬

‫الصفحات‪272 :‬‬

‫قراءة‪ :‬الفقيرة إلى ربها‪ :‬سوسن العتييب‬

‫سبب التأليف‪ :‬جواب أسئلة جاءتــه من أهــل آمــل طربســتان‪،‬ـ وهي مدينــة يف مشال إيــران‪ ،‬وهي الــيت‬
‫ولد فيها اإلمام الطربي‪.‬‬

‫منهج المؤلّف باختصار – استدراك ما غفل عنه المحقق‪:-‬‬

‫األول فقـد بـدأها مبق ّدمـة ميكن أن نس ّـميها مبنهجـه‬


‫يورد األقوال‪ ،‬مث يقرر قوله‪ ،‬إال يف القول ّ‬ ‫‪‬‬
‫األول‪.‬‬
‫فصلت القارئة يف القول ّ‬
‫االستداليل؛ لذلك ّ‬
‫يسرد األقوال اليت ذكرت‪ ،‬مث يردفها بـ "قال أبو جعفر –يعين نفسه‪."-‬‬ ‫‪‬‬

‫األول‬
‫القول ّ‬
‫الجهل به ِم ْنه‪ ،‬وما‬
‫ُ‬ ‫يسع‬ ‫ِ‬
‫حقائق المعلومات من أُمور الدِّين‪ ،‬وما ُ‬
‫ُ‬ ‫"القول في المعاني التي تُدرك‬
‫يعذر بالخطأ فيه المجتهد الطّالب‪ ،‬وما ال يعذر فيه" ص‪.112‬‬
‫ال يسع ذلك فيه‪ ،‬وما ُ‬

‫‪1‬‬
‫توطئة‪:‬‬

‫يفر ق الطربي رمحه اهلل بني األصول والفروع‪ ،‬فيلحق باألصول من األحكام ما ال يلحقه بــالفروع‪،‬‬
‫ّ‬
‫وأمهّهــا القطعيّــة؛ـ التفــاق األدلــة وعــدم افرتاقهــا‪ ،‬وائتالفهــا دون اختالفهــا‪ ،‬لــذا فال اجتهــاد فيهــا‪ ،‬وال‬
‫إع ــذار فيه ــا؛ مس ــتنداً على مس ــألة "حكم اخلط ــأ يف التوحي ــد" مقاب ــل "حكم اخلط ــأ يف ش ــرائع ال ــدين‬
‫وفرائضه"‪.‬ـ‬

‫‪" #‬اعلموا –رحمكم اهلل‪ -‬أن كل معلوم للخلق من أمر الدين والدنيا أن تخرج من‬
‫أحد معنيين‪ :‬من أن يكون إما معلوم اً لهم بإدراك حواسهم إياه‪ .‬وإما معلوم اً لهم باالستدالل‬
‫علي ه بم ا أدركت ه حواس هم= ثم لن يع دو جمي ع أم ور ال دين –ال ذي امتحن اهلل ب ه عب اده‪-‬‬
‫معن يين‪ :‬أح دهما‪ :‬توحي د اهلل وعدل ه‪ .‬واآلخ ر‪ :‬ش رائعه ال تي ش رعها لخلق ه من حالل وح رام‬
‫وأقضية وأحكام‪.‬‬

‫فأما توحيده وعدله‪ :‬فمدركةٌ حقيقةُ علمه استدالالً بما أدركته الحواس‪ ،‬وأما شرائعه‬
‫حاسة السمع‪ .‬ثم‬ ‫ِ‬
‫بالسمع‪ ،‬وعلم بعضها استدالالً بما أدركته ّ‬
‫فمدركةٌ حقيقةُ علم بعضها حساً ّ‬
‫ُ‬
‫القول فيما أدركت حقيقة علمه منه استدالال على وجهين‪:‬‬

‫معذور فيه بالخطأ والمخطئ‪ ،‬ومأجور فيه على االجته اد والفحص والطلب؛‬
‫ٌ‬ ‫أحدهما‪:‬‬
‫كما قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬من اجتهد فأصاب فله أجران‪ ،‬ومن اجتهد فأخطأ‬
‫فله أجر" [خ وم]‪ ،‬وذلك الخطأ فيما كانت األدلة على الصحيح من القول فيه مختلفة وغ ير‬
‫مؤتلف ة‪ ،‬واألص ول في الدالل ة علي ه مفترق ة غ ير متفق ة‪ =،‬وإن ك ان ال يخل و من دلي ل على‬
‫الصحيح من القول فيه‪ ،‬فميِّز بينه وبين السقيم منه‪ ،‬غير أنّه يغمض بعضه غموض اً يخفى على‬
‫ف قد‬‫غير معذور بالخطأ فيه ُمكلَّ ٌ‬
‫كثير من طاّل به‪ ،‬ويلتبس على كثير من بغاته‪ .‬واآلخر منهما ُ‬
‫ومكف ٌر بالجهل به الجاهل‪ ،‬وذلك ما كانت األدلة على صحته متفقة‬‫بلغ حد األمر والنهي‪َّ ،‬‬
‫غير مفترقة‪ ،‬ومؤتلفة غير مختلفة‪ ،‬وهي مع ذلك ظاهرة للحواس" ص‪.114 ،112‬‬

‫التحليل‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫طرق العلم هي‪:‬‬

‫إدراك احلواس‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫االستدالل مبا أدركته احلواس‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫طرق معرفة الدين بهذه الطرق‪:‬‬

‫إدراك حقيقة التوحيد والعدل‪ :‬عن طريق االستدالل مبا أدركته احلواس‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫إدراك الشــرائع وأحكامهــا وأقضــيتها‪:‬ـ بعضــها عن طريــق احلس بالســمع وبعضــهاـ عن طريــق‬ ‫‪-2‬‬
‫االستدالل بالسمع‪.‬‬

‫تفصيل في إدراك الشرائع وأحكامها وأقضيتها‪:‬‬

‫ما جيوز فيه االجتهـاد وجيوز فيـه اخلطـأ‪ ،‬وهـو مـا كـانت األدلـة على مـدلول معنّي خمتلفـة غـري‬ ‫‪-1‬‬
‫مؤتلفة‪ ،‬وأصول الداللة عليه مفرتقة غري متفقة‪.‬ـ‬
‫‪ -2‬م ــا ال جيوز في ــه اخلط ــأ‪ ،‬وه ــو م ــا ك ــانت أدلّت ــه الص ــحيحة متفق ــة غ ــري مفرتق ــة‪ ،‬ومؤتلف ــة غ ــري‬
‫خمتلفة‪ ،‬وظاهرة للحواس‪.‬‬

‫المد ِرك‪:‬‬
‫الحكم على ُ‬
‫إدراك امل ـ ـْد َرك الـ ــديين بـ ــاحلس بني شخصـ ــني‪ :‬شـ ــخص علم بـ ــاحلس هبذا املدرك (أي وص ــله‬ ‫‪-1‬‬
‫ُ‬
‫بالســمع خــرب النــيب صــلى اهلل عليــه وســلم) فيلــزم فرضــه عليــه‪ ،‬ويعـ ّذب يف اآلخــرة إن تركــه‪،‬‬
‫احلجة به‪ .‬ص‪.116 ،115‬‬
‫حسه فال تلزمه ّ‬
‫وشخص مل يقع املدرك حتت ّ‬
‫إدراك امل ــدرك الــديين العقــدي‪ :‬كــالعلم باهلل وبأمسائه احلســىن وصــفاته‪ ،‬فيجب على كــل من‬ ‫‪-2‬‬
‫ُ‬
‫بلغ حد التكليف ويع ّذب من خالف‪.‬‬

‫النتيجة‪:‬‬

‫أ ّن امل ـ ــدرك بني ح ـ ــالني‪ :‬إدراك ال يعـ ــذر جبهلـ ــه وال برتكـ ــه وهـ ــو اإلميان باهلل والشـ ــهادة بوحدانيّت ـ ـهـ‬
‫ُ‬
‫وعدلــه‪ ،‬فــإن تركــه عـ ّذب‪ ،‬كــذلك هــذه األمــور مما ال اجتهــاد فيهــا فال مصــيب وال خمطئ فيهــا‪ ،‬بــل‬

‫‪3‬‬
‫تــوجب االتفــاق؛ـ وإدراك يعــذر جبهلــه إن مل يصــله خــربه بــاحلس وهــو العمــل بالشــرائع الــيت أنزهلا اهلل‬
‫للناس‪ .‬ص‪.119 ،117‬‬

‫متى يقع الحكم بمعرفة اهلل أو الكفر‪:‬‬

‫مــع ســن التميــيز يبــدأ متيــيز اإلنســانـ بني داعي اإلميان وداعي الكفــر‪ ،‬حــىت إذا بلــغ حـ ّد التكليــف ومل‬
‫يعرف اهلل بأمسائه وصفاته املدركة باألدلة فهو كافر‪ .‬ص‪.124 ،123‬‬

‫القول الثاني‬

‫عارف المعرفة التي يزول بها عنه اسم الكفر"‬


‫ٌ‬ ‫"القول في صفة المستحق القتل أنه باهلل‬

‫أي الصفات اإلهلية اليت ال يعذر إنسان جبهلها‪ ،‬وهي‪ :‬معرفة اهلل معرفة إميانيــة ال تكــون إال بتوحيــده‬
‫ربّــا‪ ،‬ومبعرفــة صــفاته بأنـهـ اخلالق واملدبّر والواحــد بال شــريك وال ظهــري‪ ،‬والصــمد الــذي ليس كمثلــه‬
‫شيء‪ ،‬والعامل احمليط‪ ،‬والقادر بال عجز أبداً‪ ،‬واملتكلم بال ســكوت‪ ،‬وليس كمثلــه شــيء‪ .‬ص‪،126‬‬
‫‪.127‬‬

‫القول الثالث‬

‫"القول فيما أدرك علمه من صفات الصانع خبراً ال استدالالً"‬

‫وهي الصفات اإلهليـة الــيت تعـرف بـاخلرب ال باالسـتدالل‪ ،‬ويعـذر من مل تبلغـه‪ ،‬وال يعــذر من بلغتــه إال‬
‫إن التبسـ طريـ ــق وصـ ــوهلا إليـ ــه‪ ،‬ومن هـ ــذه الصـ ــفات‪ :‬اليـ ــد‪ ،‬اليمني‪ ،‬الوجـ ــه‪ ،‬والضـ ــحك‪ ،‬وال ــنزول‪،‬‬
‫والرؤية‪ ،‬واألصابع‪.‬‬

‫القول في هذه الصفات‪" :‬أن نثبتـ حقائقها على مـا نعـرف من جهـة اإلثبـات ونفي التشـبيه‪،‬ـ كمـا‬
‫نفى ذلــك عن نفســه –جــل ثنــاؤه‪ -‬فقــال‪" :‬ليس كمثله شيء وه و الس ميع البصير" [الشــورى‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ،]11‬فيقــال‪ :‬اهلل مسيع بصــري‪ ،‬لــه مسع وبصــر؛ إذ ال يعقــل مسـ ّـمى مسيعاً بصــرياًـ يف لغـ ٍـة وال عقـ ٍـل يف‬
‫وبصر" ص‪.141 ،140‬‬ ‫ِ‬
‫مسع ٌ‬ ‫النشوء والعادة واملتعارف إال َمن له ٌ‬

‫القول الرابع‬

‫ث عن األصول التي ذكرنا أنه ال يسع أحداً الجهل بها من‬


‫"القول في الفروع التي تح ُد ُ‬
‫معرفة توحيد اهلل وأسمائه وصفاته"‬

‫يلحــق اإلمــام هبذا القــول مجلــة من املســائل يك ّفــر أصــحاهبا‪ ،‬وهي مســائل قــد شــاعت يف كتب أهــل‬
‫حترزاً من سوء االستعمال‪.‬‬
‫العلم‪ ،‬ونرتك ذكرها ّ‬

‫القول الخامس‬

‫األول"‬
‫"القول في االختالف ّ‬
‫االختالف يف اإلم ــارة وتبعاهتا‪ ،‬وه ــو ّأول اختالف وق ــع يف أم ــة اإلس ــالم بع ــد نبيه ــا ص ــلى اهلل علي ــه‬
‫وس ــلم‪ ،‬وه ــو اختالف يف س ــقيفةـ ب ــين س ــاعدة قب ــل دفن الن ــيب ص ــلى اهلل علي ــه وس ــلم‪ ،‬ح ــول خليف ــة‬
‫رجح اإلمـ ــام من مسـ ــألة‬
‫رسـ ــول اهلل صـ ــلى اهلل علي ـ ــه وسـ ــلم يف اإلمام ـ ــة‪ ،‬واألقـ ــوال يف ذل ـ ــك‪ ،‬ومـ ــا ّ‬
‫اخلالف‪ ،‬ال خبص ــوص تل ــك الواقع ــة‪ ،‬ب ــل بش ــأنـ الت ــأويالتـ ال ــيت ج ــاءت يف العص ــور املت ــأخرة عنه ــا‬
‫األول اخلالف السياس ـيـ ال ــذي ق ــاد خلروج‬
‫فتح ـ ّـزب الن ــاس بس ــببها‪ .‬مث ذك ــر من آث ــار ه ــذا اخلالف ّ‬
‫الفــرق ومنهــا فرقــة اخلوارج الــيت قــالت بكفــر مــرتكبـ الكبــرية‪،‬ـ مث فرقــة األزارقــة من اخلوارج الــذين‬
‫أنكــروا بعض الفــرائض كإنكــار وجــوب صــالة الظهــر والعصــر‪ ،‬وإنكــار رجم الــزاين احملصــن احلر من‬
‫أهل اإلسالم‪ ،‬وأوجبواـ على احلائض الصالة أيام حيضها‪ ،‬وغريهــا من املســائل‪ ...‬وهـؤالء قـد مرقـوا‬
‫حرم اهلل‪.‬‬
‫من اإلسالم‪ ،‬ال مبعيار اخلروج عن اإلمام‪ ،‬بل بمعيار تحريم ما أحل اهلل وتحليل ما ّ‬

‫‪5‬‬
‫القول السادس‬

‫"القول في االختالف الثاني"‬

‫وهو االختالف يف قيام احلجة؛ أهي فقط ما جاء به النيب صلى اهلل عليه وسـلم‪ ،‬أم ال بـ ّد من خليفــة‬
‫خيل ــف الن ــيب ص ــلى اهلل علي ــه وس ــلم يس ــمع عن اهلل أم ــره وهني ــه‪ ،‬وه ــو م ــا ج ــاء من عب ــد اهلل بن س ــبأ‬
‫وأصــحابه‪ ،‬مث بقي أثــرهم يف املســلمني حــىت تبعتهم فرقــة‪ .‬ومن النــاس من قــال ال ب ـ ّد من رســول يف‬
‫كل زمان ال ختلو األرض منه‪ .‬وحكم كل أولئك الــذين مل يق ّـروا خبامتيــة النــيب صـلى اهلل عليــه وسـلم‬
‫هو "اخلروج من امللة"‪.‬‬

‫القول السابع‬

‫"القول في االختالف الثالث"‬

‫وهو القول يف خلق أفعال العباد‪ ،‬أهي من خلق اهلل أم من خلق العباد وهم "القدرية"‪.‬‬

‫القول الثامن‬

‫"القول في االختالف الرابع"‬

‫وهـ ــو حكم أهـ ــل الكبـ ــائر‪ ،‬وهـ ــو من الزم قـ ــول اخلوارج الـ ــذين خرجـ ــوا بسـ ــببـ وقـ ــوع االختالف‬
‫األول‪ ،‬وبعـ ــد س ــرده لألقـ ــوال املعروفـ ــة لكـ ــل دارس‪ ،‬بنّي قول ــه وهـ ــو‪ :‬هم مسـ ــلمون ب ــاإلطالقـ غ ــري‬
‫ّ‬
‫مؤم ــنني ب ــاإلطالق‪،‬ـ ألن اإلس ــالمـ إذع ــان وخض ــوع‪ ،‬ولكنهم فس ــقة عص ــاةـ هلل ورس ــوله‪ ،‬وهم حتت‬
‫مشيئة اهلل إن شاء عذهبم وإن شاء عفى عنهم‪ ،‬وإن أدخلهم النار فال خيلدون فيها‪.‬‬

‫القول التاسع‬

‫‪6‬‬
‫"القول في االختالف الخامس"‬

‫مسمى اإلميان‪ ،‬أجيوز لكل أحد بإطالق؟‬


‫وهو استحقاق ّ‬

‫القول العاشر‬

‫"القول في االختالف السادس"‬

‫وهو القول يف مسألة زيادة اإلميان ونقصانه‪.‬ـ‬

‫القول الحادي عشر‬

‫"القول في االختالف في أمر القرآن"‬

‫وهو القول خبلق القرآن؛ ويقول الطربي بأنّه‪ :‬صفة من صفات اهلل سبحانه وتعاىل‪.‬‬

‫القول الثاني عشر‬

‫"القول في االختالف في عذاب القبر"‬

‫أيع ــذب امليت يف ق ــربه أم ي ــرجئ لآلخ ــرة؟ والط ــربي ي ــبنّي أ ّن م ــا ثبت يف الس ــنة ه ــو ع ــذاب يف الق ــرب‬
‫ونعيم يف القرب‪.‬‬

‫القول الثالث عشر‬

‫"القول في االختالف في الرؤية"‬

‫وهو اخلالف حول رؤية العباد لرهّب م سبحانه‪.‬‬


‫‪7‬‬
‫مت حبمد اهلل‪ ،‬ونسأله النفع والقبول ورفيع الدرجات‪.‬‬

‫‪8‬‬

You might also like