Professional Documents
Culture Documents
وعلوه،
املتسمي بأحسن األمساء وأصدقها وأدهّل ا على كماله وعظمته ّ
احلمد هلل املتفرد بالكمالّ ،
ومودة هلم ،والصالة والسالم على أعرف اخللق باهلل وأتقاهم
لتعريف اخللق به رمحة هبم ّ
وأخشاهم.
وبعد ،فهذه قراءة موجزة لكتاب "المقصد األسنى في شرح أسماء اهلل الحسنى"
لإلمام الغزايل ت505هـ رمحه اهلل
1
معلومات الكتاب:
الفن الث**اني *:يــبنّي معــاين األمساء احلســىن ،مث يثيّن عنــد أغلب األمساء بــذكر حــظ العبــد من
مب**احث ّ
هذه األمساء للتخلّق بأمساء اهلل احلسىن ،حىت اسم "املتكرّب "؛ قد دعا للتخلّق به عند استحقار كل ما
سوى اهلل.
مالحظ**ة :يغلب على شــرحه ملعــاين األمساء احلســىن الصــنعة الكالميــة ،مبصــطلحاهتا املؤثرة حــىت على
النظــر يف املعــاين اللغويــة ،من قبيــل :اجلوهر ،العــرض ،الوجــود ،القــدم ،احلدوث؛ وهي ألفــاظ واردة
متــأثرةـ بالصــنعة اليونانيّ ـةـ ومل تكن يف أصــل املبــاحث اللغويّــة العربيّــة ،وقــد مت نقــدها مــؤخراً [انظــر:
كتب طه عبد الرمحن ،وعادل فاخوري "علم الداللة عند العرب"].
2
الفن الث**الث :بنّي فيــه حصــر أمساء اهلل احلســىن على تســعة وتســعني امساً ،وحقيقــة التخلّــق بأمساء اهلل
ّ
احلسىن ،وهل األمساء احلسىن توقيفيةـ أم ميكن للعقل أن جيتهد ببياهنا؟
الملّخصة واالقتباسات*:
رأي القارئة* إجماالً مع بعض النقاط* ُ
رب ت ــذكري ببعض فوائ ــد الش ــمس يقص ـيـ زه ــد
كت ــاب كالش ــمس ال حيت ــاج ملن ي ــدل علي ــه ،ولكن ّ
الناس يف نفعها.
أن معرفة اهلل باألدلّة الكالمية ليست معرفة باهلل ،بل املعرفــة باهلل هي معرفــة صــفات؛ ومثرهتا )1
االتصاف هبا.
)2تف ــاوت الن ــاس يف معرف ــة اهلل بن ــاءً على تف ــاوهتم يف االتص ــاف بص ــفات اهلل ،وحبس ــب ق ـ ّـوهتم
يتعرفون على اهلل أكثر.
العمليّة لتحقق االتصاف ّ
معرف ــة اهلل على احلقيق ــة غ ــري ممكن ــة ،وال يعلم اهلل إال اهلل س ــبحانه علم إحاط ــة ،وإمنا نص ــيب )3
جمرد معلــوم؛ بــل هي مثرة
النــاس من معرفــة اهلل حبســب قــرهبم من اهلل ،فاملعرفــة قربــة ليســت ّ
العمل واالتصاف املستمر[ .أي عمل ونظر يف آن ،ال نظر كما هي صنعة الكالم].
عليه ،معرفــة اهلل تكــون من معرفــة أفعــال مبمارســتها يتصــف العبــد هبا حــىت يتعـ ّـرف على صــفات
اهلل عملياً ،ومن مثّ يقرتب من معرفة اهلل مبجموع أمسائه وصفاته.
3
بعض مسائل الكتاب باختصار وإضافة وتأويل بحسب فهم القارئة
والمسمى (بنظرة فلسفية حيناً) [قد تأثر فيها اإلم**ام
ّ ّأوالً :العالقة اللغوية والمعنوية بين االسم
بتقسيمات اليونان ،راجع :كتاب عادل فاخوري].
مراتب الوجود:
اطالقات التسمية:
املسمى.
كانت التسمية تطلق على إطالق االسم وذكر ّ
إطالق االسم :مثل :مسّى ولده بفالن. أ.
املسمى :نادى زيداً (مسّاه). ب .ذكر ّ
االس ــم ل ــه داللة ،ول ــه م ــدلول ه ــو مفه ــوم االس ــم "املس ـ ّـمى" ،ول ــه واض ــع "املس ـ ّـمي" وفعل ــه
"التسمية".
والمسمى:
ّ الفرق بين االسم*
المسمى
ّ االسم*
مدلول لفظ دال
ال يكون جمازاً قد يكونـ جمازاً
ال يتبدَّل قد يبدَّل
4
" #وقــد حكي عن الشــافعي –رضــي اهلل عنــه -يف األصــول ،أنــه قــال" :االســم املشــرتكـ حيمــل على
مجيـع مســمياته إذا ورد مطلقـاً مـا مل تـدل قرينـة على التخصــيص" ،وهـذا إن صـح منـه فهـو بعيــد؛ بــل
مطلق لفظ العني مبهم يف اللغة ال يتعني به واحد من مسمياته إال أن تدل قرينة على التعيني.
فأمــا التعميم ،فرمبا خــالف وضــع الشــرع وضــع اللســانَ ،ن َعم ،فيمــا تصــرف الشــرع فيــه من
األلفاظ ال يبعد أن يكون من وضعه وتصرفه إطالقـ اللفــظ إلرادة مجيــع املعــاين؛ فيكــونـ اســم املؤمن
بالشــرع حممــوالً على املص ـ ّدق ومفيــداً األمن بوضــع شــرعي ال بوضــع لغــوي ،كمــا أن اســم الصــالة
والصيام قد اختص بتصرف الشرع ببعض أمور ال يقتضي وضع اللغة ذلك" ص.46
اقتباسات*:
" #مفهوم االسم قد يكون حقيقة الذات وماهيتها،ـ وقد يكونـ غري احلقيقة"صـ28
الوجود العي**ني (الوج**ود في األذه**ان)" *:هــذا الوجــود موصــوف بالقــدم فيمــا يتعلّــق بــذات )1
عز وجل ،وصفاته" ص.33
اهلل َّ
الوجود الذهني" :هذا الوجود حادث؛ إذ كانت األذهان حادثة" ص.34 )2
الوجود اللساني :حادث. )3
5
من يسمع اللفظ ،وآلته حاسة السمع ،ورتبته يشارك فيها البهيمة.ـ )1
من يفهم وضــع اللفــظ ،وآلته معرفــة العربيــة ،ورتبته يشــارك فيهــا األديب اللغــوي بــل الغــيب )2
اللغوي البدوي.
من يعتقد ثب ــوت معن ــاه هلل س ــبحانه وتع ــاىل ،وآلته فهم مع ــاين األلف ــاظ والتص ــديق هبا ،دون )3
الكشف ،ورتبته يشارك فيها العاميـ بل الصيب ،وهذه درجات أكثر العلماء.
[والدرجات السابقة ال خيفى أهّن ا درجات حبسب املستوىـ البياين ،أي النظري اللغوي]
مس* **ألة *:إذا ك* **انت معرف* **ة اهلل على الحقيق * *ة* مس* **تحيلة ،فبم* **اذا تتف* **اوت* درج* **ات* المالئك* **ة
واألنبياء واألولياء في معرفته؟
ج :تتفاوت باالتصاف بصفاتهـ سبحانه ،ومبشاهدة جتليات أمسائه وصفاته سبحانه.
" #معـ ــاين األمساء كـ ــانت ثابتـ ــة يف األزل ومل تكن األمساء؛ ألن األمساء عربيـ ــة وعجميـ ــة ،وكلهـ ــا
حادثــة .وهــذا يف كــل اســم يرجــع إىل معــىن الــذات أو صــفة الــذات ،مثــل القــدوس ،فإنــه كــان بصــفة
القدس يف األزل ،ومثل العامل كان عاملاً يف األزل" ص.33
6
" #يبع ــد ال ــرتادف احملض يف األمساء الداخل ــة يف التس ــعة والتس ــعني؛ ألن األس ــامي ال ت ــراد حلروفه ــا
وخمارج أصواهتا ،بل ملفهوماهتا ومعانيها ،فهذا أصل ال ب ّد من اعتقاده" ص.44
" #ينبغي أن يكون النــاظر يف صـفات اهلل تعــاىل خاليـاً بقلبــه عن إرادة مــا سـوى اهلل عـّـز وجـل ،فـإن
املعرفــة بــذر الشــوق ،ولكن مهمــا صــادق قلب ـاً خالي ـاً عن حســيكة الشــهوات ،فــإن مل يكن خالي ـاً مل
يكن البذر منجحاً".
" #هنايــة معرفــة العــارفني عجــزهم عن املعرفــة ،ومعــرفتهم باحلقيقــة أهنم ال يعرفونــه ،وأنــه ال ميكنهم
البت ـةـ معرفت ــه ،وأن ــه يس ــتحيل أن يَع ـ ِر َ
ف اهلل املعرف ــة احلقيق ـةـ احمليط ــة بكن ــه ص ــفاته الربوبي ــة إال اهلل ع ـ َّـز
وجــل ،فــإذا انكشــف هلم ذلــك انكشــافاً برهانيـاً ،كمــا ذكرنــاه ،فقــد عرفــوه ،أي بلغــوا املنتهىـ الــذي
ميكنه يف حق اخللق من معرفته" ص.64-63
" #ولــو كــذبت املتناقضــاتـ إذا اختلفت وجــوه االعتبــارات ،ملا صــدق قولــه تعــاىل" :ومــا رميت إذ
رميت ولكن اهلل رمى" "...ص.70-69
اهلل :اســم اهلل "دال على الــذات اجلامعــة لصــفات اإلهليـةـ كلهــا ...وأخص األمساء؛ إذ ال يطلقــه أحــد
على غريه ال حقيقة وال جمازاً "...ص.75-74
وجل" ص.75
عز ّواهلمة باهلل ّ
التألّه" ،أن يكون مستغرق القلب ّ
الرحمن الرحيم*:
حظ العبد منه اسم* الرحمن *:أن يرحم عباد اهلل الغافلني.
7
ح **ظ العب **د من اس**م* ال **رحيم :أن ال ي ــدع فاق ــة حملت ــاج إال سـ ـ ّدها بق ــدر طاقت ــه ،ف ــإن عج ــز فيعينـ ـهـ
بالدعاء ،وإظهار احلزن رقة عليه وعطفاً.
" #الرحيم عن رقة وتأمل كأن يقصد بفعله دفع أمل الرقة عن نفسه ،فيكــون قـد نظـر لنفســه وســعى
يف غـ ــرض نفسـ ــه ،وذلـ ــك ينقصـ عن كمـ ــال معـ ــىن الرمحة .بـ ــل كمـ ــال الرمحة أن يكـ ــونـ نظـ ــره إىل
املرحوم ألجل املرحوم ،ال ألجل االسرتاحة من أمل الرقة" ص.78-77
الملك:
حظ العبد منه :أن ميلك نفسه فال متلكه فضال عن غريها.
الق ّدوس:
ح **ظ العب **د من **ه :أن يس ــلم من الغش واحلق ــد واحلس ــد وإرادة الش ــر قلبُ ــهُ ،واإلمث ...أي أن حي ّ
صـ ـل
وصف القلب السليم.
المؤمن:
ح**ظ العب**د من**ه" :أن يــأمن اخللـ ُـق كلهم جانبــه ،بــل يرجــو كـ ُّـل خــائف االعتضــاد بــه" ص .90وأن
يرشد اخللق للهداية ليؤمنهم من عذاب اهلل.
المهيمن:
حظ العبد منه :مراقبة قلبــه وأغــواره وأســراره ،وأن يســتويل عليـه لتقـومي أحوالــه وأوصــافه ،وحفظهــا
بتقوميها ،ويزداد حظه برتبية قلوب العباد على ذلك حبسب وسعه وطاقته.
العزيز*:
8
حظ العبد من*ه :العزيــز من العبــاد من حيتــاج إليــه عبــاد اهلل يف أمــورهم األخرويــة" ،وعـ ّـزة كــل واحــد
منهم بقدر علو رتبته عن سهولة النيل واملشاركة ،وبقدر عنائه يف إرشاد اخللق" ص.94
الجبّار:
حظ العبد منه :من جيرب اخللق ظاهراً وباطناً ،باالقتداء به ومتابعته.
الغ ّفار:
القهار:
ّ
حظ العبد منه :قهر أعدائه وأشدهم نفسه.
الوهاب:
حظ العبد منه :من وهب نفسه هلل بال عوض وال غرض.
الرزاق:
" #وأيــدي العبــاد خــزائن اهلل تعــاىل ،فمن ُجعلت يــده خزانــة أرزاق لألبــدان ،ولســانه خزانــة أرزاق
القلوب ،فقد أُكرم بشوب من هذه الصفة" ص.112
الفتّاح:
9
حظ العبد منه" :ينبغيـ أن يتعطّش إىل أن يصــري حبيث ينفتح بلســانه مغــاليق املشــكالت اإلهليــة،ـ وأن
تعسر على اخللق من األمور الدينيةـ والدنيوية ،ليكــون لــه حــظ من اســم اهلل الفتــاح"
يتيسر مبعرفته ما ّ
ص.113
الخافض الرافع:
السميع:
حظ العبد منه :أن حيفظ لسانه ،ويستعمل مسعه فيما حيب اهلل.
البصير:
الشكور:
ح **ظ العب **د من **ه :أن يك ــون ش ــاكراً لعب ــاد اهلل بالثن ــاء واجملازاة ب ــأكثر مما أحس ــنوا ،وأن يس ــتعمل م ــا
أعطاه اهلل من قوى ومملوكات يف طاعة اهلل.
10