Professional Documents
Culture Documents
ظن و أخواتها7
ظن و أخواتها7
على أي شيئ ال تدخل أفعال هذا الباب؟ واعلم أن أفعال هذا الباب ال تدخل على متبدأ يلزم الحذف ،أو
الصدر ،أو غيره مما يمتنع في كان إال اسم االستفهام أو المضاف إليه ،فيجوز هنا مقدماً على أنه مفعول! أول
كليهم ظننت أفضل بخالف كان ،ألن اسمها ال يقدم عليها ،وأما الخبر فيكون استفهاماً في البابين كأين كنت؟
وأين ظننت زيد؟ وال يكون جملة إنشائية فيهما .وأما قول أبي الدرداء« :وجدت الناس أخبر تقله» ،فعلى
إضمار القول أي مقوالً في كل واحد منهم :اختبره تبغضه ،وال تدخل هذه األفعال على المبتدأ والخبر إال بعد
استيفاء فاعلها أي وجوده .وذكره وإ ن تأخر عنها
فإن قلت نحو :حسبت زيداً عمراً ،وصيرت الطين خزفاً ،ليس أصلهما المبتدأ والخبر .إذ ال يقال :زيد عمرو،
وال الطين خزف لعدم صحة اإلخبار .أجيب بأنه يصح في األول باعتبار التشبيه على حذف األداة ،وفي الثاني
.باعتبار األول
حاشية الخضري377
هل سمع من ظن و أخواتها؟ جعل منها الناظم تبعاً لألخفش ،وغيره سمع المتعلقة بذات مخبر عنها بفعل
دل على صوت .كسمعت زيداً يتكلم فزيداً مفعول! أول ،والثاني يتكلم بخالف المتعلقة بمسموع كسمعت كالم
زيد فتتعدى لواحد فقط ،وقال الجمهور :ال تتعدى مطلقاً إال لواحد كسائر أفعال الحواس فإن كان مما يسمع
فذاك ،وإ ال ففيه حذف مضاف ،والفعل بعده حال أي سمعت
خال ومضارعها إخال(أفصح من فتحها) ،والكثير فيه كسر الهمزة على غير قياس فإن كانت خال بمعنى
َّ
اعوج فالزمة حاشية الخضري تَ َكب ََّر377 ، أو ظلع في مشيه أي عرج ،أو
حسب بكسر السين بمعنى ظن .واألكثر في مضارعها الكسر أيضاً ،ويقل الفتح .وإ ن كان القياس في مضارع
فعل المكسور يفعل بالفتح ،ومصدرها الحسبان بالكسر ،والمحسبة فتح السين وكسرها فإن كانت بمعنى صار
عد َّ
تعدت لواحد ،وفتحت سينها في الماضي وضمت في أحسب أي ذا شقرة وبياض وحمرة فالزمة ،أو بمعنى َّ
.المضارع ،ومصدرها :حسباً كنصراً وحسباناً بالضم والكسر ،وحساباً وحسابة وحسبة بكسرهن ،قاموس
زعم ال بمعنى كفل أو رأس أي شرف وساد وإ ال تعدت لواحد تارة بنفسها ،وتارة بالحرف ومصدرها
الزعامة .وال بمعنى سمن أو هزل بصيغة المجهول من الهزال .وإ ال فالزمة .أما الهزل ضد الجد فيبنى
.للفاعل .قال الفاكهي! إنه يستعمل في الحق والباطل ،وأكثر استعماله فيما يشك فيه
حجى بمعنى ظن ال بمعنى ظن ال بمعنى قصد ،أو رد ،أو ساق ،أو حفظ ،أو كتم ،أو غلب في المحاجاة من
بخل .وإ ال فالزمة حاجيته فحجوته أي فاطنته فغلبته ،وإ ال تعدت لواحد في الكل ،وال بمعنى أقام ،أو
قول أنا ظان أي أنا رجل ظان فالضمير في ظان تقديره هو يعود على ذلك المحذوف ،وال يقدر أنا ألن اسم
الفاعل ال يعود ضميره إال على الغائب كما قاله بعض المحققين هـ سجاعي.
حاشية الخضري 386
أن َّ
وأن مميزات أفعال القلوب عن غيره واختصت القلبية المتصرفة بالتعليق واإللغاء .واختصت أيضاً بأن يسد مسد مفعوليه ْ
وصلتهما وإ ن كانتا في تقدير المفرد لتضمنهما المسند ،والمسند إليه صريحاً وهي حينئذ عاملة في لفظ المصدر المتصيد من
.الصلة ال في محل الجملة ألنها ليست معلقة عنها وإ ال لكسرت أن
استَ ْغَنى} (العلق)7:
َن َرآهُ ْ
وبجواز كون فاعلها ومفعولها ضميرين متصلين لمسمى واحد كظننتني قائماً ،وخلتني لي اسم :أ ْ
ص ُر َخ ْمراً} (يونس)36: َع ِ
وألحق بها في ذلك رأى الحلمية والبصرية بكثرة نحوِّ :إني أَرانِي أ ْ
وعدم وفقد ووجد بمعنى لقي بقلة دون باقي األفعال ،فال يقال :ضربتني اتفاقاً لئال يكون الفاعل مفعوالً بل ضربت
نفسي ،وظلمت نفسي ليتغاير اللفظان ،فإن ورد ما يوهمه قدر فيه النفس نحوَ :و ُه ِّزي ِإلَ ْي ِك} (مريم)25:
ك} (طه)22: ك إلى جَن ِ
اح َ مم َي َد َ
َ اض ُ
و ْ
ك} (األحزاب)37: ك َز ْو َج َأ َْم ِس ْك َعلَ ْي َ
أي إلى نفسك وعلى نفسك بخالف أفعال القلوب ،فإن مفعولها في الحقيقة مضمون الجملة ،ال المنصوب بها ،فال
عالمة،وجوزه ابن
ّ ضرر في اتحاده في الفاعل ،وال توضع النفس مكانه عند الجمهور ،فال يقال :ظننت نفسي
كيسان ،فإن كان أحد الضميرين منفصالً جاز في كل فعل نحو :ما ضربت إال إياي.
حاشية الخضري 387
وغير المتصرفة ال يكون فيها تعليق وال إلغاء كذلك أفعال التحويل نحو صير وأخواتها .لقوتها ،ألنها تؤثر في
الذوات وتحويلها ،والقلبية ال تقوى على التأثير فيها لضعفها إنما تؤثر في األحداث المأخوذة من مفاعيلها الثانية
،فعلقت وألغيت ،ومنع من ذلك في هب ،وتعلم لزوم لفظهما حالة واحدة فناسب كون عملهما كذلك
حاشية الخضري 388
شروط جواز اإللغاء يجوز إلغاء هذه األفعال المتصرفة إذا وقعت في غير االبتداء كما إذا وقعت وسطا أو آخرا
بشرط عدم انتفاء الفعل .وإ ال تعين اإلعمال كزيداً قائماً لم أظن ،ألن إلغاءه حينئذ يوهم أن ما قبله مثبت فيناقض نفي
الفعل بعده لتوجهه في المعنى إلى المفعولين .وأما قوله :وما إخال لدينا الخ ،فمؤول ال ملغى !،ولو سلم فال تناقض
.فيه البتنائه على النفي من أوله فتأمل
ويشترط أيضاً كون العامل غير مصدر وأن ال توجد الم االبتداء .وإ ال وجب اإللغاء كزيد قائم ظني ،غالب المتناع
عمل المصدر مؤخراً ،ونحو :لزيد قائم ظننت ،لمنع الالم من العمل فيما بعدها ،وقيل الفعل معلق بها ال ملغى!.
.ومثلها باقي المعلقات فال يشترط تقدم الفعل عن المعلق
إذا توسطت هذه األفعال فقيل اإلعمال واإللغاء سيان وقيل اإلعمال أحسن من اإللغاء وإ ن تأخرت فاإللغاء أحسن إذا
لم يؤكد العامل بمصدر منصوب كزيداً قائماً ظننت ظناً .وإ ال قبح اإللغاء إذ التوكيد دليل االعتناء بالعامل ،واإللغاء
ظاهر في عدمه فبينهما شبه التنافي فإن أكد بضمير المصدر ،أو بإشارة إليه كان اإللغاء سهالً لعدم صراحتهما في
المصدرية ،وكذا يقال في المتوسط .وإ ن تقدمت امتنع اإللغاء عند البصريين بل يجب اإلعمال
الفرق بين العلم والمعرفة :صريح في أن بين العلم والمعرفة فرقاً كما عليه ابن الحاجب .فالعلم يتعلق بصفة الشيء
وحكمه وبالكليات والمعرفة بالجزئيات ،وبالذات فمعنى :علمت زيداً قائماً ،علمت اتصافه بالقيام ومعنى عرفته
عرفت ذاته وقال الرضي :ال فرق بينهما في المعنى ،وأما الفرق بالعمل فباختيار العرب ،وال مانع من تخصيصهم أحد
.المتساويين في المعنى بحكم لفظي
معنى اإلقتصار واالختصار والحذف بال دليل اقتصار ،والذي لدليل اختصار .حاشية الخضري 392
ال يجوز في هذا الباب سقوط المفعولين و ال سقوط أحدهما إال إذا دل دليل أي النعدام الفائدة فيه بالحذف إذ يكون
إخباراً بمجرد ظن أو علم ،وذلك معلوم إذ ال يخلو أحد عن ذلك ،بخالف غير هذه األفعال كأعطيت ،وكسوت،
وضربت .فاإلخبار بمجرد الفعل مفيد وإ ن لم يعلم متعلقه ،وظاهر بناء ذلك على اشتراط تجدد الفائدة فافهم ،ثم محل
المنع إذا أريد مطلق علم أو ظن فإن أريد ظننت ظناً عجيباً ،أو أريد تجدد الظن مثالً وأبهم المظنون لنكتة فينبغي
الجواز كما في الروداني ،وكذا إذ قيد بظرف كظننت في الدار أو عندك لحصول الفائدة حينئذ كما في التسهيل.
حاشية الخضري 395
القول شأنه إذا وقعت بعده جملة أن تحكى أي بلفظها األصلي بال تغيير إعرابه ،سواء نطق بها قبل الحكاية فيحكي
عمرو منطلق ،أم ال كأقول ،أو قل عمرو منطلق ،وتجوز حكاية معناها إجماعاً ،فلك أن
ٌ لفظها كما سمع كقال زيد
تقول :قال زيد انطلق عمرو ،ولو حكيت قول زيد :أنا قائم ،أو قولك له :أنت بخيل فلك أن تقول قال زيد هو قائم،
وقلت له هو بخيل كما في الرضي .وأما الجملة الملحونة كقام زيد بالجر فصحح ابن عصفور منع حكاية لفظها بل
يجب الرفع اعتباراً بالمعنى ،وقيل يجوز ،والظاهر أن محل الخالف إذا لم يقصد حكاية اللحن ،وإ ال فال يسع أحداً
منعه .حاشية الخضري 396
الجملة بعد القول منصوب على المفعولية أي المفعول به عند الجمهور ال المطلق ،وكالجملة مفرد في معناها كقلت
شعراً ،أو قصد لفظه كيقال له إبراهيم ،أو مدلوله لفظ كقلت كلمة ،أي لفظ زيد مثالً فكل ذلك مفعول به للقول إال أن
هذه الثالثة تنصب لفظاً ال تحكي خالفاً لمن منع الثاني منها ،وجعل إبراهيم منادى ،أو خبراً لمحذوف .حاشية
الخضري 397
يجرى القول مجرى الظن بشروط ذكر أربعة منها .و زاد السهيلي أن ال يتعدى بالم الجر وإ ال وجب الرفع على
الحكاية نحو :أتقول لزيد :عمرو منطلق؟ ألنها تبعد من الظن لكونها للتبليغ ،وقواعدهم تشهد بذلك وإ ن لم يذكروه.
حاشية الخضري 397
أعلم و أرى
همزة النقل ال تدخل على غير الثالثي ،وكذا على غير رأى وعلم من أفعال الباب ،خالفاً لألخفش.
حاشية الخضري 401
جعل المتعدي الزما إن البناء للمفعول والمطاوعة ا يجعالن المتعدي لواحد الزماً ،والمتعدي الكثر ينقص
واحداً .حاشية الخضري 401
جاز التعليق في أريت و أعلمت ألتان مجردهما بمعنى أبصر و عرف وإ نما جاز التعليق هنا ألن أعلم
الم ْوتَى} (البقرة)260: ب أ َِرنِي َك ْي َ ِ
العرفانية قلبية ،وأرى البصرية ملحقة بها ،ومن تعليقها قوله تعالىَ :ر ِّ
ف تُ ْحيي َ
فجملة كيف الخ ،في محل المفعول الثاني علق عنها أرى ،وقد يقال :يصح كون كيف اسماً معرباً مجرداً عن
االستفهام هي المفعول الثاني بمعنى الكيفية ،مضافة إلى الفعل بعدها على حد :يوم ينفع أي :أرني كيفية إحيائك،
ُّك} (الفجر )6:حاشية الخضري 403 ف فَ َع َل َرب َ
كما قيل به في أَلَ ْم تََر َك ْي َ
شأن الهمزة التعدية أنها تصير ما كان فاعال مفعوال فإن كان الفعل قبل دخولها الزما صار بعد دخولها متعديا
إلى واحد نحو خرج زيد وأخرجت زيدا وإ ن كان متعديا إلى واحد صار بعد دخولها متعديا إلى اثنين نحو لبس
زيد جبة فتقول ألبست زيدا جبة وإ ن كان متعديا إلى اثنين صار متعديا إلى ثالثة كما تقدم في أعلم وأرى
مثلها في ذلك التضعيف.شرح ابن عقيل 401