Professional Documents
Culture Documents
إشتغال العامل عن المعمول10
إشتغال العامل عن المعمول10
يجب نصب االسم السابق إذا وقع بعد أداة ال يليها إال الفعل كإن وحيثما فتقول Kإن زيدا أكرمته أكرمك وحيثما زيدا
تلقه فأكرمه فيجب نصب زيدا في المثالين وفيما أشبههما وال يجوز الرفع على أنه مبتدأ إذ ال يقع االسم بعد هذه األدوات
وأجاز بعضهم وقوع االسم بعدها فال يمتنع عنده الرفع على االبتداء .و هذا القول ضعيف.
ما يجوز فيه األمران ويختار الرفع وذلك نحو زيد ضربته فيجوز رفع زيد ونصبه والمختار رفعه ألن عدم اإلضمار أرجح
من اإلضمار.وزعم بعضهم أنه ال يجوز النصب لما فيه من كلفة اإلضمار وليس بشيء فقد نقله سيبويه وغيره من أئمة
َّات َع ْد ٍن يَ ْد ُخلُو َن َها} بكسر تاء جنات.
{جن ُالعربية وهو كثير .ومنه قوله تعالىَ :
شرح ابن عقيل 456
خالصة :أن العامل Kالمشغول إذا لم يكن فعال اشترط فيه ثالثة شروط (االول) أن يكون وصفا ،وذلك يشمل اسم
الفاعل واسم المفعول Kوأمثلة المبالغة ،ويخرج به اسم الفعل والمصدر ،فإن واحدا منهما ال يسمى وصفا (الثاني) أن يكون
هذا الوصف عامال النصب على المفعولية Kباطراد ،فإن لم يكن بهذه المنزلة لم يصح ،وذلك كاسم الفاعل بمعنى الماضي
والصفة المشبهة واسم التفضيل (الثالث) أال يوجد مانع ،فإن وجد ما يمنع من عمل الوصف فيما قبله لم يصح في االسم
السابق نصبه على االشتغال ،ومن الموانع كون الوصف اسم فاعل مقترنا بأل ،الن " أل " الداخلة على اسم الفاعلK
موصولة K،وقد عرفت أن الموصوالت تقطع ما بعدها عما قبلها ،فيكون العامل Kغير الفعل Kفي هذا الباب منحصرا في ثالثة
أشياء :اسم الفاعل ،واسم المفعول ،وأمثلة المبالغة ،بشرط أن يكون كل واحد منها بمعنى الحال أو االستقبال ،وأال يقترن
بأل.
واعلم أن المشغول عنه ال يتعدد مع اتحاد العامل المقدر ألنه لم يسمع ،وأما :زيداً وعمراً ضربتهما ،فكاالسم الواحد
بسبب العطف ،وأجازه األخفش أن عمل المقدر في متعدد كزيداً درهماً أعطيته إياه .فإن تع ّدد العامل Kالمقدر جاز كما في
الرضي كزيداً أخاه غالمه Kضربته .أي البست زيداً أهنت أخاه ضربت غالمه Kو اشترط تقدُّم اإلسم وأما :ضربته زيداً فليس
اشتغاالً ،بل إن نصب زيد فبدل من الهاء ،أو رفع فمبتدأ مؤخر ،ويشترط فيه أيضاً قبوله اإلضمار ،فال يصح االشتغال عن
حال وتمييز ومصدر مؤكد ومجرور ما يختص بالظاهر كحتى ،كذا في الصبان .وكونه مفتقراً لما بعده فال اشتغال في:
جاءك زيد فأكرمه ،وكونه مختصاً ال نكرة محضة ليصح رفعه باالبتداء ،وإن تعين نصبه لعارض فال اشتغال فيَ :و ُر ْهبَانِيَّةً
وها}(الحديد )27:بل المنصوب عطف على مفعول جعلنا بتقدير مضاف أي وحب رهبانية وابتدعوها صفة كما في المغني. ْابتَ َدعُ َ
حاشية الخضري446
ال يقع بعد إذا الفجائية الفعل مطلقاً Kلفرقها من إذا الشرطية ،وقيل :إن اقترن بقد ألنها ال تقع بعد الشرطية فيحصل بها
الفرق ،وقيل :يقع مطلقاً ،واألول أصح ،ومثلها ليتما فال يجوز النصب في ليتما بشراً زرته على االشتغال ألن ما لم تزل
اختصاص ليت باالسم خالفاً البن أبي الربيع نعم يجوز النصب على إعمالها ،ومما يلزم االبتداء واو الحال مع المضارع
المثبت فال نصب في نحو :خرجت وزيد يضربه عمرو وكذا الم االبتداء فال نصب في :إني لزيد ضربته.
حاشية الخضري451
إذا وقع بعد االسم فعل دال على طلب كاألمر والنهى والدعاء نحو زيدا اضربه وزيدا ال تضربه وزيدا رحمه اهلل فيجوز
رفع زيد ونصبه والمختار النصب .ما بعدهما فيما قبلهما ،وإنما امتنع تقديم الفعل Kعليهما لضعفهما مع تأخرهما عن العمل،
كما في لم ولما ولن.
وكذلك يختار النصب إذا وقع االسم بعد أداة يغلب أن يليها الفعل كهمزة االستفهام .مثلها النفي بما أو ال ،أو إن وكذا
حيث المجردة من ما ألن دخول Kالجميع على الفعل أكثر ،فيترجح النصب بعدها كما زيداً رأيته ،وال عمراً كلمته ،وإن
بكراً رأيته ،واجلس حيث زيداً ضربته بخالف لم ولما فتختص بالفعل وال يقع االسم بعدها إال ضرورة فيجب نصبه.
حاشية الخضري453
وكذلك يختار النصب إذا وقع االسم المشتغل عنه بعد عاطف تقدمته جملة فعلية ولم يفصل بين العاطف واالسم نحو
قام زيد وعمرا أكرمته؟ وكذا إذا وقع االسم المشتغل عنه بعد شبه عاطف كضربت القوم حتى زيداً ضربته ،وما رأيت
زيداً لكن عمراً ضربته ،فيترجح النصب ألن حتى ولكن وإن كانا حرفي ابتداء لدخولهما على الجملة لكنهما أشبها
العاطفين في كون ما بعد حتى بعضاً مما قبلها ،وفي كون لكن بعد النفي كما هو شأنهما عند العطف فإن خليا من ذلك
ترجح الرفع لعدم شبههما بالعاطف ،وال وجه لتعينه كما
كأكرمت زيداً حتى عمرو أكرمته ،وقام بكر لكن عمر ضربته َّ
قيل إذ غايته أنهما مثل :زيد ضربته،أفاده سم.
حاشية الخضري454