You are on page 1of 2

‫إشتغال العامل عن المعمول‬

‫‪ ‬واخلتف النحويون في ناصبه‪:‬‬


‫فذهب الجمهور إلى أن ناصبه فعل مضمر وجوبا ألنه ال يجمع بين المفسر والمفسر ويكون الفعل المضمر موافقا في‬
‫المعنى لذلك المظهر والمذهب الثاني‪ :‬أنه منصوب بالفعل المذكور بعده وهذا مذهب كوفي واختلف هؤالء فقال قوم إنه‬
‫عمل في الضمير وفي االسم معا فإذا قلت زيدا ضربته كان ضربت ناصبا ل زيد وللهاء ورد هذا المذهب بأنه ال يعمل‬
‫عامل واحد في ضمير اسم ومظهره وقال قوم هو عامل في الظاهر والضمير ملغى ورد بأن األسماء ال تلغى بعد اتصالها‬
‫بالعوامل‪.‬‬

‫شرح ابن عقيل ‪447‬‬

‫‪ ‬يجب نصب االسم السابق إذا وقع بعد أداة ال يليها إال الفعل كإن وحيثما فتقول‪ K‬إن زيدا أكرمته أكرمك وحيثما زيدا‬
‫تلقه فأكرمه فيجب نصب زيدا في المثالين وفيما أشبههما وال يجوز الرفع على أنه مبتدأ إذ ال يقع االسم بعد هذه األدوات‬
‫وأجاز بعضهم وقوع االسم بعدها فال يمتنع عنده الرفع على االبتداء‪ .‬و هذا القول ضعيف‪.‬‬

‫شرح ابن عقيل ‪450‬‬

‫‪ ‬ما يجوز فيه األمران ويختار الرفع وذلك نحو زيد ضربته فيجوز رفع زيد ونصبه والمختار رفعه ألن عدم اإلضمار أرجح‬
‫من اإلضمار‪.‬وزعم بعضهم أنه ال يجوز النصب لما فيه من كلفة اإلضمار وليس بشيء فقد نقله سيبويه وغيره من أئمة‬
‫َّات َع ْد ٍن يَ ْد ُخلُو َن َها} بكسر تاء جنات‪.‬‬
‫{جن ُ‬‫العربية وهو كثير‪ .‬ومنه قوله تعالى‪َ :‬‬
‫شرح ابن عقيل ‪456‬‬

‫‪ ‬خالصة‪ :‬أن العامل‪ K‬المشغول إذا لم يكن فعال اشترط فيه ثالثة شروط (االول) أن يكون وصفا‪ ،‬وذلك يشمل اسم‬
‫الفاعل واسم المفعول‪ K‬وأمثلة المبالغة‪ ،‬ويخرج به اسم الفعل والمصدر‪ ،‬فإن واحدا منهما ال يسمى وصفا (الثاني) أن يكون‬
‫هذا الوصف عامال النصب على المفعولية‪ K‬باطراد‪ ،‬فإن لم يكن بهذه المنزلة لم يصح‪ ،‬وذلك كاسم الفاعل بمعنى الماضي‬
‫والصفة المشبهة واسم التفضيل (الثالث) أال يوجد مانع‪ ،‬فإن وجد ما يمنع من عمل الوصف فيما قبله لم يصح في االسم‬
‫السابق نصبه على االشتغال‪ ،‬ومن الموانع كون الوصف اسم فاعل مقترنا بأل‪ ،‬الن " أل " الداخلة على اسم الفاعل‪K‬‬
‫موصولة‪ K،‬وقد عرفت أن الموصوالت تقطع ما بعدها عما قبلها‪ ،‬فيكون العامل‪ K‬غير الفعل‪ K‬في هذا الباب منحصرا في ثالثة‬
‫أشياء‪ :‬اسم الفاعل‪ ،‬واسم المفعول‪ ،‬وأمثلة المبالغة‪ ،‬بشرط أن يكون كل واحد منها بمعنى الحال أو االستقبال‪ ،‬وأال يقترن‬
‫بأل‪.‬‬

‫شرح ابن عقيل ‪457‬‬


‫‪ ‬والحاصل أن األجنبي إذا أتبع بما فيه ضمير االسم السابق جرى مجرى‪ K‬السببي‪ .‬فينزل زيدا ضربت رجال يحبه منزلة‬
‫زيدا ضربت غالمه والتابع يكون صفة نحو زيدا ضربت رجال يحبه أو عطف بيان نحو زيدا ضربت عمرا أباه أو معطوفا‪K‬‬
‫بالواو خاصة نحو زيدا ضربت عمرا وأخاه‬

‫شرح ابن عقيل ‪459‬‬

‫‪ ‬واعلم أن المشغول عنه ال يتعدد مع اتحاد العامل المقدر ألنه لم يسمع‪ ،‬وأما‪ :‬زيداً وعمراً ضربتهما‪ ،‬فكاالسم الواحد‬
‫بسبب العطف‪ ،‬وأجازه األخفش أن عمل المقدر في متعدد كزيداً درهماً أعطيته إياه‪ .‬فإن تع ّدد العامل‪ K‬المقدر جاز كما في‬
‫الرضي كزيداً أخاه غالمه‪ K‬ضربته‪ .‬أي البست زيداً أهنت أخاه ضربت غالمه‪ K‬و اشترط تقدُّم اإلسم وأما‪ :‬ضربته زيداً فليس‬
‫اشتغاالً‪ ،‬بل إن نصب زيد فبدل من الهاء‪ ،‬أو رفع فمبتدأ مؤخر‪ ،‬ويشترط فيه أيضاً قبوله اإلضمار‪ ،‬فال يصح االشتغال عن‬
‫حال وتمييز ومصدر مؤكد ومجرور ما يختص بالظاهر كحتى‪ ،‬كذا في الصبان‪ .‬وكونه مفتقراً لما بعده فال اشتغال في‪:‬‬
‫جاءك زيد فأكرمه‪ ،‬وكونه مختصاً ال نكرة محضة ليصح رفعه باالبتداء‪ ،‬وإن تعين نصبه لعارض فال اشتغال في‪َ :‬و ُر ْهبَانِيَّةً‬
‫وها}(الحديد‪ )27:‬بل المنصوب عطف على مفعول جعلنا بتقدير مضاف أي وحب رهبانية وابتدعوها صفة كما في المغني‪.‬‬ ‫ْابتَ َدعُ َ‬
‫حاشية الخضري‪446‬‬

‫‪ ‬ال يقع بعد إذا الفجائية الفعل مطلقاً‪ K‬لفرقها من إذا الشرطية‪ ،‬وقيل‪ :‬إن اقترن بقد ألنها ال تقع بعد الشرطية فيحصل بها‬
‫الفرق‪ ،‬وقيل‪ :‬يقع مطلقاً‪ ،‬واألول أصح‪ ،‬ومثلها ليتما فال يجوز النصب في ليتما بشراً زرته على االشتغال ألن ما لم تزل‬
‫اختصاص ليت باالسم خالفاً البن أبي الربيع نعم يجوز النصب على إعمالها‪ ،‬ومما يلزم االبتداء واو الحال مع المضارع‬
‫المثبت فال نصب في نحو‪ :‬خرجت وزيد يضربه عمرو وكذا الم االبتداء فال نصب في‪ :‬إني لزيد ضربته‪.‬‬
‫حاشية الخضري‪451‬‬

‫‪ ‬إذا وقع بعد االسم فعل دال على طلب كاألمر والنهى والدعاء نحو زيدا اضربه وزيدا ال تضربه وزيدا رحمه اهلل فيجوز‬
‫رفع زيد ونصبه والمختار النصب‪ .‬ما بعدهما فيما قبلهما‪ ،‬وإنما امتنع تقديم الفعل‪ K‬عليهما لضعفهما مع تأخرهما عن العمل‪،‬‬
‫كما في لم ولما ولن‪.‬‬
‫وكذلك يختار النصب إذا وقع االسم بعد أداة يغلب أن يليها الفعل كهمزة االستفهام ‪ .‬مثلها النفي بما أو ال‪ ،‬أو إن وكذا‬
‫حيث المجردة من ما ألن دخول‪ K‬الجميع على الفعل أكثر‪ ،‬فيترجح النصب بعدها كما زيداً رأيته‪ ،‬وال عمراً كلمته‪ ،‬وإن‬
‫بكراً رأيته‪ ،‬واجلس حيث زيداً ضربته بخالف لم ولما فتختص بالفعل وال يقع االسم بعدها إال ضرورة فيجب نصبه‪.‬‬

‫حاشية الخضري‪453‬‬

‫‪ ‬وكذلك يختار النصب إذا وقع االسم المشتغل عنه بعد عاطف تقدمته جملة فعلية ولم يفصل بين العاطف واالسم نحو‬
‫قام زيد وعمرا أكرمته؟ وكذا إذا وقع االسم المشتغل عنه بعد شبه عاطف كضربت القوم حتى زيداً ضربته‪ ،‬وما رأيت‬
‫زيداً لكن عمراً ضربته‪ ،‬فيترجح النصب ألن حتى ولكن وإن كانا حرفي ابتداء لدخولهما على الجملة لكنهما أشبها‬
‫العاطفين في كون ما بعد حتى بعضاً مما قبلها‪ ،‬وفي كون لكن بعد النفي كما هو شأنهما عند العطف فإن خليا من ذلك‬
‫ترجح الرفع لعدم شبههما بالعاطف‪ ،‬وال وجه لتعينه كما‬
‫كأكرمت زيداً حتى عمرو أكرمته‪ ،‬وقام بكر لكن عمر ضربته َّ‬
‫قيل إذ غايته أنهما مثل‪ :‬زيد ضربته‪،‬أفاده سم‪.‬‬
‫حاشية الخضري‪454‬‬

You might also like