Professional Documents
Culture Documents
إذا أضيف المصدر إلى الفاعل ففاعله يكون مجرورا لفظا مرفوعا محال
فيجوز في تابعه من الصفة والعطف وغيرهما مراعاة اللفظ فيجر
يف
الظريف والظر ُ
ِ ومراعاة المحل فيرفع فتقول عجبت من شرب زيد
ومن إتباعه على المحل قوله
ب حقَّهُ المظلو ُم
المعق ِ
ِ الرواح وهاجها ...طلب حتى ته َّجر في َّ
فرفع المظلوم لكونه نعتا للمعقب على المحل
وإذا أضيف إلى المفعول فهو مجرور لفظا منصوب محال فيجوز أيضا
في تابعه مراعاة اللفظ والمحل ومن مراعاة المحل قوله
سانا ...مخافة اإلفالس والليانا ُ
داينت بها ح َّ ُ
كنت قد
فالليانا معطوف على محل اإلفالس
يقول ابن مالك:
و ُج َّر ما يتبع ما ُج َّر ومن ...راعى في االتباعِ المح َّل فحسن
إعمال اسم الفاعل
تعريف اسم الفاعل:
الصفة الدالة على فاعل الحدث ،الجارية في مطلق
الحركات والسكنات على المضارع من أفعالها في حالتي
التذكير والتأنيث ،المفيدة لمعنى المضارع أو الماضي.
أنواع اسم الفاعل وعمله:
-1 المجرد من أل:
ويعمل عمل فعله من الرفع والنصب إن كان مستقبال أو
حاال نحو هذا ضارب زيدا اآلن أو غدا
وإنما عمل لجريانه على الفعل الذي هو بمعناه وهو
المضارع ومعنى جريانه عليه أنه موافق له في الحركات
والسكنات لموافقة ضارب ليضرب فهو مشبه للفعل الذي
إعمال اسم الفاعل الماضي المجرد من أل
إذا وقع اسم الفاعل صلة لأللف والالم فالنحاة على ثالثة مذاهب:
-1أنه يعمل ماضيا ومستقبال وحاال لوقوعه حينئذ موقع الفعل إذ حق
الصلة أن تكون جملة فتقول هذا الضارب زيدا اآلن أو غدا أو أمس .هذا
هو المشهور من قول النحويين.
-2ال يعمل إال ماضيا وال يعمل مستقبال وال حاال ،وهذا رأي الرماني.
-3ال يعمل مطلقا وأن المنصوب بعده منصوب بإضمار فعل.
قال ابن مالك:
وغيره إعمالُه قد ارت ُ ِضى
ِ وإن يكن صلةَ أل ففي المضى ...
صيغ من اسم الفاعل للداللة على الكثرة
هناك بعض الصيغ التي تعمل عمل اسم الفاعل وهي :
فعال ومفعال وفعول وفعيل وفعل.
وإعمال الثالثة األول أكثر من إعمال فعيل وفعل.
وإعمال فعيل أكثر من إعمال فعل.
فمثال إعمال فعال :أما العس َل فأنا شراب وقول الشاعر
أخا الحرب لبّاسا إليها جاللَها ...وليس بوالج الخوالف أعقال
فالعسل منصوب بشراب وجاللها منصوب بلباس.
ومثال إعمال مفعال :إنه لمنحار بوائكها فبوائكها منصوب بمنحار
ومثال إعمال فعول قول الشاعر
عشية سعدى لو تراءت لراهب ...بدومة تجر دونه وحجيج
صيغ من اسم الفاعل للداللة على الكثرة
قلى دينه واهتاج للشوق إنها ...على الشوق إخوان العزاء َهيُوج
فإخوان منصوب بهيوج.
ومثال إعمال فعيل:إن هللا سمي ٌع دعاء من دعاه
فدعاء منصوب بسميع.
ومثال إعمال فعل ما أنشده سيبويه
وآمن ...ما ليس منجيه من األقدارٌ حذر أمورا ال تضير
ٌ - 260
وقوله
أتاني أنهم مزقون عرضى ...جحاش الكرملين لها فدير
فأمورا منصوب بحذر وعرضى منصوب بمزق
يقول ابن مالك:
فعال أو مفعال أو فعول ...في كثرة عن فاعل بديل
فيستحق ماله من عمل ...وفي فعيل قل ذا وف ِعل
اسم الفاعل المثنى والمجموع
اسم الفاعل المثنى والمجموع مثل :الضاربين والضاربتين
والضاربين والضراب والضوارب والضاربات حكمه
حكم المفرد في العمل والشروط :فتقول هذان الضاربان
زيدا وهؤالء القاتلون بكرا ،ومنه قوله الشاعر:
أوالفًا مكة من ُورق الحمى ...
أصله الحمام وقوله:
غفُ ٌر ذنبهم غير فخرثم زادوا أنهم في قومهم ُ ...
يقول ابن مالك:
وما سوى المفرد مثله ُج ِعل ...في الحكم والشروط حيثما
عمل
إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله
جميع ما تقدم في اسم الفاعل من أنه إن كان مجردا عمل إن كان بمعنى
الحال أو االستقبال بشرط االعتماد وإن كان باأللف والالم عمل مطلقا يثبت
السم المفعول فتقول أمضروب الزيدان اآلن أو غدا أو جاء المضروب
أبوهما اآلن أو غدا أو أمس
وحكمه في المعنى والعمل حكم الفعل المبني للمفعول فيرفع المفعول كما
يرفعه فعله فكما تقول ضرب الزيدان تقول أمضروب الزيدان وإن كان له
مفعوالن رفع أحدهما ونصب اآلخر نحو المع َطى كفافا يكتفى
فالمفعول األول ضمير مستتر عائد على األلف والالم وهو مرفوع لقيامه
مقام الفاعل وكفافا المفعول الثاني
يقول ابن مالك:
وكل ما قرر السم فاعل ...يعطى اسم مفعول بال تفاضل
فهو كفعل صيغ للمفعول في ...معناه ك المعطى كفافا يكتفى
إضافة اسم المفعول إلى مرفوعه
إال إذا دل على امتناع كأبي إباء ونفر نفارا وشرد شرادا
كان على فعال .
أو دل على تقلب نحو طاف طوفانا وجال جوالنا ونزا
نزوانا كان على فعالن.
وإذا دل على داء أو صوت كان على فُعال مثل :سعل
سعاال ونهق نُهاق
وإذا دل على سير أو صوت أيضا كان على فعيل مثل:
رحل رحيال ،وصهلت الخيل صهيال
أبنية المصادر
-2 أفعل
فقياس مصدره على إفعال نحو أكرم إكراما وأجمل
إجماال وأعطى إعطاء
هذا إذا لم يكن معتل العين فإن كان معتل العين نقلت
حركة عينه إلى فاء الكلمة وحذفت وعوض عنها تاء
التأنيث غالبا نحو أقام إقامة واألصل إقواما فنقلت حركة
الواو إلى القاف وحذفت وعوض عنها تاء التأنيث فصار
إقامة
المصادر غير الثالثية
-3 تفعل
فقياس مصدره تفعل بضم العين نحو تجمل تجمال وتعلم
تعلما وتكرم تكرما
المصادر غير الثالثية
-4 وإن كان في أوله همزة وصل كسر ثالثه وزيد ألف
قبل آخره سواء كان على وزن انفعل أو افتعل أو استفعل
نحو انطلق انطالقا واصطفى اصطفاء واستخرج
استخراجا .
فإن كان استفعل معتل العين نقلت حركة عينه إلى فاء
الكلمة وحذفت وعوض عنها تاء التأنيث لزوما نحو
استعاذ استعاذة واألصل استعواذا فنقلت حركة الواو إلى
العين وهي فاء الكلمة وحذفت وعوض عنها التاء فصار
استعاذة وهذا معنى قوله واستعذ استعاذة
-5 تفعلل يكون مصدره على تفعلل بضم رابعه نحو
تلملم تلملما وتدحرج تدحرجا
المصادر غير الثالثية
-6 فعلل:
يكون مصدره على فعالل كدحرج دحراجا وسرهف سرهافا
وعلى فعللة نحو دحرج دحرجة وسرهف سرهفة
-7 فاعل:
كل فعل على وزن فاعل فمصدره الفعال والمفاعلة نحو ضارب
ضرابا ومضاربة وقاتل قتاال ومقاتلة وخاصم خصاما ومخاصمة
وما جاء على خالف ما مر يحفظ وال يقاس عليه ،كقولهم في
مصدر فعل المعتل تفعيال نحو باتت تنزى دلوها تنزيا
والقياس تنزية .
وقولهم في مصدر حوقل قل حيقاال وقياسه حوقلة نحو دحرج
دحرجة ومن ورود حيقال قوله
يا قوم قد حوقلت أو دنوت ...وشر حيقال الرجال الموت
وقولهم في مصدر تفعل تفعاال نحو تملق تمالقا والقياس تفعل
تفعال نحو تملق تملقا
اسم المرة والهيئة
من الثالثي:
إذا أريد بيان المرة من مصدر الفعل الثالثي قيل فعلة بفتح الفاء نحو ضربته
ضربة وقتلته قتلة.
هذا إذا لم يبن المصدر على تاء التأنيث فإن بنى عليها وصف بما يدل على
الوحدة نحو نعمة ورحمة فإذا أريد المرة وصف بواحدة
وإن أريد بيان الهيئة منه قيل فعلة بكسر الفاء نحو جلس جلسة حسنة وقعد
قعدة ومات ميتة
من غير الثالثي:
إذا أريد بيان المرة من مصدر المزيد على ثالثة أحرف زيد علي المصدر تاء
التأنيث نحو أكرمته إكرامة ودحرجته دحراجة
وشذ بناء فعلة للهيئة من غير الثالثي كقولهم هي حسنة الخمرة فبنوا فعلة
من اختمر وهو حسن العمة فبنوا فعلة من تعمم
اسم الفاعل
-من الثالثي
إذا أريد بناء اسم الفاعل من الفعل الثالثي جيء به على مثال
فاعل وذلك مقيس في كل فعل كان على وزن فعل بفتح العين
متعديا كان أو الزما نحو ضرب فهو ضارب وذهب فهو ذاهب.
وقد يأتى اسم الفاعل منه على غير فاعل قليال نحو طاب فهو
طيب وشاخ فهو شيخ وشاب فهو أشيب .
اسم الفاعل
فإن كان الفعل على وزن فعل بكسر العين فإما أن يكون متعديا أو
الزما فإن كان متعديا فقياسه أيضا أن يأتي اسم فاعله على فاعل
نحو ركب فهو راكب وعلم فهو عالم
وإن كان الزما أو كان الثالثي على فعل بضم العين فال يقال في
اسم الفاعل منهما فاعل إال سماعا.
أي إتيان اسم الفاعل على وزن فاعل قليل في فعل بضم العين
كقولهم حمض فهو حامض وفي فعل بكسر العين غير متعد نحو
أمن فهو آمن وسلم فهو سالم وعقرت المرأة فهي عاقر
اسم الفاعل
بل قياس اسم الفاعل من فعل المكسور العين إذا كان الزما أن
يكون على فعل بكسر العين نحو نضر فهو نضر وبطر فهو بطر
وأشر فهو أشر
أو على فعالن نحو عطش فهو عطشان
أو على أفعل نحو سود فهو أسود
و إذا كان الفعل على وزن فعل بضم العين كثر مجيء اسم الفاعل
منه على وزن فعل كضخم فهو ضخم وشهم فهو شهم وعلى فعيل
نحو جمل فهو جميل وشرف فهو شريف
ويقل مجيء اسم فاعله على أفعل نحو خطب فهو أخظب وعلى
فعل نحو بطل فهو بطل
اسم الفاعل
وتقدم أن قياس اسم الفاعل من فعل المفتوح العين أن يكون على
فاعل وقد يأتى اسم الفاعل منه على غير فاعل قليال نحو طاب
فهو طيب وشاخ فهو شيخ وشاب فهو أشيب .
من غير الثالثي:
يكون اسم الفاعل من الفعل الزائد على ثالثة أحرف على زنة
المضارع منه بعد زيادة الميم في أوله مضمومة ويكسر ما قبل
آخره مطلقا أي سواء كان مكسورا من المضارع أو مفتوحا
فتقول قاتل يقاتل فهو مقاتل ودحرج يدحرج فهو مدحرج وواصل
يواصل فهو مواصل وتدحرج يتدحرج فهو متدحرج وتعلم يتعلم
فهو متعلم .
من الثالثي:
اسم المفعول
إذا أريد بناء اسم المفعول من الفعل الثالثي جيء به على زنة مفعول قياسا مطردا نحو
قصدته فهو مقصود وضربته فهو مضروب ومررت به فهو ممرور به .
من غير الثالثي:
فإن أردت بناء اسم المفعول من الفعل الزائد على ثالثة أحرف أتيت به على وزن اسم
الفاعل ولكن تفتح منه ما كان مكسورا وهو ما قبل اآلخر نحو مضارب ومقاتل ومنتظر
نيابة فعيل عن مفعول:
ينوب فعيل عن مفعول في الداللة على معناه نحو مررت برجل جريح وامرأة جريح
وفتاة كحيل وفتى كحيل وامرأة قتيل ورجل قتيل فناب جريح وكحيل وقتيل عن مجروح
ومكحول ومقتول وهذه صفات يشترك فيها المؤنث والمذكر.
الصفة المشبهة باسم الفاعل
المراد بالصفة ما دل على معنى وذات وهذا يشمل اسم الفاعل واسم المفعول
وأفعل التفضيل والصفة المشبهة
وعالمة الصفة المشبهة استحسان جر فاعلها بها نحو حسن الوجه ومنطلق
اللسان وطاهر القلب واألصل حسن وجهه ومنطلق لسانه وطاهر قلبه فوجهه
مرفوع بحسن على الفاعلية ولسانه مرفوع بمنطلق وقلبه مرفوع بطاهر.
صياغتها:
ال تصاغ إال من فعل الزم نحو طاهر القلب وجميل الظاهر وال تكون إال للحال
كطاهر القلب جميل الظاهر ...
موازنة الصفة المشبهة المضارع:
إذا كانت من فعل ثالثي تكون على نوعين:
أحدهما :ما وازن المضارع نحو طاهر القلب وهذا قليل.
الثاني :ما لم يوازنه وهو الكثير نحو جميل الظاهر وحسن الوجه وكريم األب
وإن كانت من غير ثالثي وجب موازنتها المضارع نحو منطلق اللسان
عمل الصفة المشبهة
يثبت لهذه الصفة عمل اسم الفاعل المتعدى وهو الرفع والنصب نحو زيد
حسن الوجه ففي حسن ضمير مرفوع هو الفاعل والوجه منصوب
على التشبيه بالمفعول به ألن حسنا شبيه بضارب فعمل عمله
وشرط عملها أن تعتمد على ما يعتمد عليه اسم الفاعل من شروط .
لكنها تختلف عن اسم الفاعل في عدم جواز تقديم معمولها عليها كما
جاز في اسم الفاعل فال تقول زيد الوجه حسن كما تقول زيد عمرا
ضارب .
ولم تعمل إال في سببى نحو زيد حسن وجهه وال تعمل في أجنبي فال
تقول زيد حسن عمرا واسم الفاعل يعمل في السببى واألجنبي نحو
زيد ضارب غالمه وضارب عمرا .
أنواع الصفة المشبهة
الصفة المشبهة إما أن تكون باأللف والالم نحو الحسن
أو مجردة عنهما نحو حسن.
وعلى كل من التقديرين ال يخلو المعمول من أحوال ستة
األول :أن يكون المعمول بأل نحو الحسن الوجه وحسن الوجه
الثاني :أن يكون مضافا لما فيه أل نحو الحسن وجه األب وحسن وجه
األب
الثالث أن يكون مضافا إلى ضمير الموصوف نحو مررت بالرجل
الحسن وجهه وبرجل حسن وجهه
الرابع :أن يكون مضافا إلى مضاف إلى ضمير الموصوف نحو
مررت بالرجل الحسن وجه غالمه وبرجل حسن وجه غالمه
الخامس :أن يكون مجردا من أل دون اإلضافة نحو الحسن وجه أب
وحسن وجه أب
أنواع الصفة المشبهة
السادس أن يكون المعمول مجردا من أل واإلضافة نحو الحسن وجها
وحسن وجها
فهذه اثنتا عشرة مسألة والمعمول في كل واحدة من هذه المسائل
المذكورة إما أن يرفع أو ينصب أو يجر
فيتحصل حينئذ ست وثالثون صورة
و ليست كلها على الجواز بل يمتنع منها إذا كانت الصفة بأل أربع
مسائل
األولى :جر المعمول المضاف إلى ضمير الموصوف نحو الحسن
وجهه
الثانية :جر المعمول المضاف إلى ما أضيف إلى ضمير الموصوف
نحو الحسن وجه غالمه .
الثالثة جر المعمول المضاف إلى المجرد من أل دون اإلضافة نحو
الحسن وجه أب
الرابعة جر المعمول المجرد من أل واإلضافة نحو الحسن وجه
التعجب
ال يخلو أفعل التفضيل من أن يصلح لوقوع فعل بمعناه موقعه أوال
-1فإن لم يصلح لوقوع فعل بمعناه موقعه لم يرفع ظاهرا وإنما يرفع ضميرا مستترا نحو زيد
أفضل من عمرو ففي أفضل ضمير مستتر عائد على زيد .والعفة أكرم من االبتذال.
-2إذا صح أن يقع في موضعه فعل بمعناه ،رفع االسم الظاهر وهذا مطرد في كل موضع يقع
فيه اسم التفضيل بعد نفي أو شبهه كالنهي ،ويكون مرفوعه أجنبيا ً مفضالً على نفسه باعتبارين
.
َ
أحسن في عينه الكح ُل منه في عين زيد . مثال تقدم النفي :ما رأيت رجالً
ففي المثال يصح وقوع الفعل موقع اسم التفضيل ،فيقال :ما رأيت رجالً يحسن في عينه الكحل
كحسنه في عين زيد .وقد تقدم في المثال نفي بـ ما ،ومرفوع اسم التفضيل وهو الكحل
أجنبي لم يتصل بضمير يعود على الموصوف،
ومعنى مفضالً على نفسه باعتبارين .أي :أن هذا األجنبي مفضل على نفسه باعتبارين
مختلفين ،فالكحل في عين زيد أحسن من الكحل نفسه في عين غيره من الرجال .
رفع أفعل التفضيل للمضمر والظاهر
فـ أحسن اسم تفضيل نعت لـ رجل و الكحل فاعل السم التفضيل
مرفوع.
ومثله قوله صلى هللا عليه وسلم :ما من أيام أحب إلى هللا فيها الصوم
منه في عشر ذي الحجة
الخير منه إليك ،فـ أقرب
ُ غيرك أقرب إليه
ومثال النهي :ال يكن ُ
خبر يكن منصوب و الخير فاعل السم التفضيل .
وقول الشاعر أنشده سيبويه
مررت على وادي السباع وال أرى ...كوادي السباع حين يظلم
واديا
أقل به ركب أتوه تثية ...وأخوف إال ما وقى هللا ساريا
فركب مرفوع بأقل .
نعم وبئس وما جرى مجراهما
نعم وبئس بين االسمية والفعلية:
مذهب جمهور النحويين أن نعم وبئس فعالن بدليل دخول تاء التأنيث
الساكنة عليهما نحو نعمت المرأة هند وبئست المرأة دعد
وذهب جماعة من الكوفيين ومنهم الفراء إلى أنهما اسمان واستدلوا
بدخول حرف الجر عليهما في قول بعضهم نعم السير على بئس العير
وقول اآلخر وهللا ما هي بنعم الولد نصرها بكاء وبرها سرقة .
جمودهما:
وهذان الفعالن ال يتصرفان فال يستعمل منهما غير الماضي .
مرفوعهما:
نعم وبئس وما جرى مجراهما
وال بد لهما من مرفوع هو الفاعل وهو على ثالثة أقسام :
األول :أن يكون محلى باأللف والالم نحو نعم الرجل زيد ومنه قوله تعالى نعم المولى ونعم
النصير واختلف في هذه الالم فقال قوم هي للجنس حقيقة فمدحت الجنس كله من أجل زيد ثم
خصصت زيدا بالذكر فتكون قد مدحته مرتين وقيل هي للجنس مجازا وكأنك قد جعلت زيدا
الجنس كله مبالغة وقيل هي للعهد
الثاني :أن يكون مضافا إلى ما فيه أل كقوله نعم عقبى الدار ومنه قوله تعالى ولنعم دار
المتقين
الثالث :أن يكون مضمرا مفسرا بنكرة بعده منصوبة على التمييز نحو :نعم قوما معشره ففي
نعم ضمير مستتر يفسره قوما ومعشره مبتدأ وزعم بعضهم أن معشره مرفوع بنعم وهو الفاعل
وال ضمير فيها وقال بعض هؤالء إن قوما حال وبعضهم إنه تمييز ومثل نعم قوما معشره قوله
تعالى بئس للظالمين بدال وقول الشاعر
لنعم موئال المولى إذا حذرت ...بأساء ذي البغى واستيالء ذي اإلحن
وقول اآلخر
تقول عرسى وهي لي في عومره ...بئس امرأ وإنني بئس المره
الجمع بين التمييز والفاعل الظاهروالمضمر
اختلف النحويون في جواز الجمع بين التمييز والفاعل الظاهر في نعم
وأخواتها.
-1فقال قوم ال يجوز ذلك :فال تقل :نعم الرجل رجال زيد.
-2 وذهب قوم إلى الجواز واستدلوا بقوله:
و والتغلبيون بئس الفحل فحلهم ...فحال وأمهم زالء منطيق
تزود مثل زاد أبيك فينا ...فنعم الزاد زاد أبيك زادا
-3 وفصل بعضهم فقال :إن أفاد التمييز فائدة زائدة على الفاعل جاز
الجمع بينهما نحو نعم الرجل فارسا زيد وإال فال نحو نعم الرجل رجال
زيد
فإن كان الفاعل مضمرا جاز الجمع بينه وبين التمييز اتفاقا نحو نعم
رجال زيد
وقوع ” ما“ بعد نعم وبئس
تقع ما بعد نعم وبئس فتقول نعم ما أو نعما وبئس ما ومنه قوله
تعالى إن تبدو الصدقات فنعما هي وقوله تعالى بئسما
اشتروا به أنفسهم
واختلف في ما هذه فقال قوم هي نكرة منصوبة على التمييز
وفاعل نعم ضمير مستتر.
وقيل هي الفاعل وهي اسم معرفة.
إعراب المخصوص بالمدح أو الذم
يذكر بعد نعم وبئس وفاعلهما اسم مرفوع هو المخصوص
بالمدح أو الذم .
عالمته :أن يصلح لجعله مبتدأ وجعل الفعل والفاعل خبرا عنه
نحو نعم الرجل زيد وبئس الرجل عمرو ونعم غالم القوم زيد
وبئس غالم القوم عمرو ونعم رجال زيد وبئس رجال عمرو.
واالسم المخصوص له أعاريب:
أحدهما :أنه مبتدأ والجملة قبله خبر عنه .
والثاني :أنه خبر مبتدأ محذوف وجوبا والتقدير هو زيد
وهو عمرو أي الممدوح زيد والمذموم عمرو .
الثالث :هو مبتدأ خبره محذوف والتقدير زيد الممدوح
حذف المخصوص بالمدح أو الذم
ال تقع الجملة الطلبية صفة فال تقول مررت برجل اضربه وتقع
خبرا فتقول زيد اضربه.
وإن جاء ما ظاهره أنه نعت فيه بالجملة الطلبية فيخرج على
إضمار القول ويكون القول المضمر صفة والجملة الطلبية
معمول القول المضمر وذلك كقوله
حتى إذا جن الظالم واختلط ...جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط
والتقدير:بمذق مقول فيه هل رأيت الذئب قط
النعت بالمصدر \نعت المثنى والمجموع\نعت غير الواحد
المتحد العامل والمختلف
-1النعت بالمصدر :يكثر استعمال المصدر نعتا بشرط :اإلفراد والتذكير ،نحو :مررت برجل
عدل وبرجلين عدل وبرجال عدل وبامرأة عدل وبامرأتين عدل وبنساء عدل .
-2إذا نعت غير الواحد فإما أن يختلف النعت أو يتفق
فإن اختلف وجب التفريق بالعطف فتقول مررت بالزيدين الكريم والبخيل وبرجال فقيه وكاتب
وشاعر .
وإن اتفق جيء به مثنى أو مجموعا نحو مررت برجلين كريمين وبرجال كرماء .
ونعت معمولى وحيدى معنى ...وعمل أتبع بغير استثنا
-3إذا نعت معموالن لعاملين متحدى المعنى والعمل أتبع النعت المنعوت رفعا ونصبا وجرا نحو
ذهب زيد وانطلق عمرو العاقالن وحدثت زيدا وكلمت عمرا الكريمين ومررت بزيد وجزت على
عمرو الصالحين
فإن اختلف معنى العاملين أو عملهما وجب القطع وامتنع اإلتباع فتقول جاء زيد وذهب عمرو
العاقلين بالنصب على إضمار فعل أي أعنى العاقلين وبالرفع على إضمار مبتدأ أي هما العاقالن
وتقول انطلق زيد وكلمت عمرا الظريفين أي أعنى الظريفين أو الظريفان أي هما الظريفان
ومررت بزيد وجاوزت خالدا الكاتبين أو الكاتبان
تكرار النعوت وإبهام المنعوت ووضوحه
إذا أريد توكيد الحرف الذي ليس للجواب يجب أن يعاد مع الحرف
المؤكد ما يتصل بالمؤكد نحو إن زيدا إن زيدا قائم وفي الدار في الدار
زيد.
وال يجوز إن إن زيدا قائم وال في في الدار زيد وال يجوز إن إن زيدا
قائم وال في في الدار زايد
فإن كان الحرف جوابا كنعم وبلى وجي ِر وأجل وإي وال جاز إعادته
وحده فيقال لك أقام زيد فتقول نعم نعم أو ال ال وألم يقم زيد فتقول بلى
بلى .
توكيد الضمير المتصل بضمير الرفع المنفصل
إذا كان المنادى مفردا علما ووصف بابن مضاف إلى علم
ولم يفصل بين المنادى وبين ابن جاز لك في المنادى وجهان:
البناء على الضم نحو يا زي ُد بن عمرو والفتح إتباعا نحو يا
زيد بن عمرو .
و إذا لم يقع ابن بعد علم مثل :يا غالم ابن عمرو ،ويا زيد
الظريف ،أو لم يقع بعده علم مثل :يا زيد ابن أخينا ؛ وجب
ضم المنادى وامتنع فتحه .
نداء ما فيه أل
إذا أريد ندا ُء ما فيه "أل" ،يُؤتى قبلهُ بكلم ِة "أيها" للمذكر ،و "أيتُها"
التذكير
ُ عى فيهما
بقيان مع التثني ِة والجمع بلفظ واحدٍ ،مرا ً
للمؤنث .وت ِ
ُ
اإلنسان والتأنيث ،أو يؤتى باسم اإلشارة .فاألول كقوله تعالى {يا أيها
النفس ال ُمطمئِنةُ ،ارجعي إلى
ُ ما غ َّرك بربك الكريم؟} وقوله {يا أيتُها
الناس اتَّقوا ربَّكم} .والثاني نحو
ُ مرضيةً} وقوله {يا أيها
ِ ربك راضيةًِ
"يا هذا الرجل .يا هذ ِه المرأة ُ" وذلك ألنه ال يجوز الجمع بين حرف
النداء وأل في غير اسم هللا تعالى وما سمى به من الجمل إال في
ضرورة الشعر كقوله :
نداء ما فيه أل
الندبة :نداء المتفجع عليه لفقده ،أو المتوجع منه ،لكونه مح َّل
ألم ،فاألول كقول جرير في عمر بن عبد العزيز -رحمه هللا
:-
أمرا عظي ًما فاصطبرت له ……وقمت فيه بأمر هللا يا ُ ح ِملت ً
عمرا
فقوله (يا عمرا) أسلوب ندبة .وليس نداء؛ ألن المقام مقام
رثاء .والثاني نحو :وا ظهراه .
وال يستعمل في المندوب من حروف النداء إال حرفان ( :وا)
وهي الغالب عليه والمختصة به.
الندبة
و (يا) إذا وجد قرينة تدل على أن األسلوب للندبة كما في البيت السابق .
وحكم المندوب حكم المنادى من حيث اإلعراب .فيبنى على الضم إن كان مفردا ً
واعمر .فـ (وا) حرف نداء وندبة و (عمر) منادى مندوب مبني ُ معرفة نحو :
على الضم في محل نصب .وينصب لفظا ً إذا كان مضافا ً نحو :وا أمير المؤمنين،
فـ (أمير) منادى مندوب منصوب وعالمة نصبه الفتحة و (المؤمنين) مضاف إليه
.
ولك أن تزيد في آخره ألفا ً وهو أكثر حاالت المندوب فتقول :وا عمرا ،فـ (وا)
حرف نداء وندبة (عمرا) منادى مندوب مبني على الضم المقدر بسبب الفتح
المناسب أللف الندبة .واأللف للندبة .ولك إلحاق (هاء) السكت بعد األلف عند
الوقف .فتقول ( :واعمراه) وإعرابه كالذي قبله ،والهاء للسكت .
ويحذف ما قبلها إن كان ألفا كقولك واموساه فحذف ألف موسى وأتى باأللف
للداللة على الندبة أو كان تنوينا في آخر صلة أو غيرها نحو وامن حفر بئر
زمزماه ونحو يا غالم زيداه
الترخيم
الترخيم في اللغة ترقيق الصوت
وفي االصطالح حذف أواخر الكلم في النداء نحو يا سعا واألصل يا سعاد .
ما يرخم من األسماء:
ال يخلو المنادى من أن يكون مؤنثا بالهاء أو ال
-1المؤنث بالهاء يجوز ترخيمه مطلقا أي سواء كان علما كفاطمة أو غير علم
كجارية زائدا على ثالثة أحرف كما مثل أو غير زائد على ثالثة أحرف كشاة
فتقول يا فاطم ويا جاري وياشا
-2المؤنث بغير الهاء ال يرخم إال بثالثة بشروط :
األول :أن يكون رباعيا فأكثر فال يرخم ما كان على ثالثة أحرف كزيد وعمرو
الثاني :أن يكون علما فال يرخم ما كان على أربعة أحرف غير علم كقائم وقاعد
الثالث :أن ال يكون مركبا تركيب إضافة وال إسناد فال يرخم عبد شمس وال
شاب قرناها .وقد يرخم المركب اإلسنادي قليال فتقول في تأبط شرا يا تأبط ،
والصحيح المنع .وأما ما ركب تركيب مزج فيرخم بحذف عجزه فتقول فيمن
اسمه معدى كرب يا معدى
ومثال ما تحققت فيه الشروط :كعثمان وجعفر فتقول يا عثم ويا جعف .
الترخيم
الحروف التي تحف للترخيم:
يجب أن يحذف مع الحرف األخير ما قبله بشرط :
إن يكون زائدا لينا أي حرف لين ساكنا
وأن يكون رابعا فصاعدا
مثل :عثمان ومنصور ومسكين فتقول يا عثم ويا
منص ويا مسك
وال يحذف ما قبل الحرف األخير إذا كان:
غير زائد كمختار
أو غير لين كقمطر
الترخيم
أو غير ساكن كقنور وشمأل
أو غير رابع كمجيد
وال يحذف فيها إال الحرف األخير فقط
وأما فرعون ونحوه وهو ما كان قبل واوه فتحة أو قبل يائه فتحة
كغرنيق ففيه خالف
- أنهما يعامالن معاملة مسكين ومنصور فتقول عندهما يا فرع ويا
غرن
- ال يحذف منهما إال الحرف األخير فقط فتقول يا فرعو ويا غرني
حركة الحرف األخير في االسم المرخم:
يجوز في المرخم لغتان :
إحداهما :أن ينوى المحذوف منه ويعبر عنها بلغة من ينتظر الحرف
.وتترك لباقي بعد الحذف على ما كان عليه من حركة أو سكون
فتقول في جعفر يا جعف وفي حارث يا حار وفي قمطر يا قمط .
الترخيم
والثانية :أن ال ينوى المحذوف منه ويعبر عنها بلغة
من ال ينتظر الحرف وتعامل الحرف الخير بما يعامل
به لو كان هو آخر الكلمة وضعا فتبنيه على الضم
وتعامله معاملة االسم التام فتقول يا جعف ويا حار ويا
قمط بضم الفاء والراء والطاء
وتقول في ثمود على لغة من ينتظر الحرف يا ثمو
بواو ساكنة وعلى لغة من ال ينتظر تقول يا ثمى فتقلب
الواو ياء والضمة كسرة ألنك تعامله معاملة االسم التام
وال يوجد اسم معرب آخره واو قبلها ضمة إال ويجب
قلب الواو ياء والضمة كسرة
الترخيم
- ترخم ما فيه تاء التأنيث للفرق بين المذكر
والمؤنث :
إذا أردت أن ترخم ما فيه تاء تأنيث كمسلمة
وجب ترخيمه على لغة من ينتظر الحرف فتقول
يا مسلم بفتح الميم وال يجوز ترخيمه على لغة
من ال ينتظر الحرف فال تقول يا مسلم بضم الميم
لئال يلتبس بنداء المذكر
وأما ما كانت فيه التاء ال للفرق فيرخم على
اللغتين فتقول في مسلمة علما يا مسلم بفتح الميم
وضمها
الترخيم
-الترخيم في غير النداء:
الترخيم مقصور على حذف أواخر الكلم في النداء
وقد يحذف للضرورة آخر الكلمة في غير النداء بشرط كونها صالحة للنداء
كأحمد ومنه قوله
ص ْر
لنعم الفتى تعشو إلى ضوء ناره ...طريف بن مال ليلة الجوع والخ َ
أي طريف بن مالك