You are on page 1of 221

3

‫‪â‬‬

‫التجربة الشعرية ‪á‬‬

‫‪3‬‬
‫س‪ : 1‬ما مفهوم التجربة الشعرية ؟‬
‫التجربة الشعرية هي الخبرة النفسية للشاعر حين يقع تحت سيطرة مؤثر ما (موضوع انفعل به) يستهويه ‪ ،‬فيندمج' فيه‬ ‫‪‬‬
‫بوجدانه وفكره مستغرقاً متأمالً حتى يتفجر ينبوع اإلبداع لديه فيصوغه في اإلطار الشعري المالئم لهذه التجربة‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬يقول الشابي بعنوان نشيد الجبار ‪:‬‬


‫كالنسر فوق القمة الشماء‬
‫‪  ‬‬
‫‪ - 1‬سأعيش رغم الداء واألعداء‬ ‫‪ ‬‬

‫هازئا بالسحب واألمطار واألنواء‬‫‪  ‬‬


‫‪ - 2‬أرنو إلى الشمس المضيئة‬ ‫‪ ‬‬

‫ما في قرار الهوة السوداء‬


‫‪  ‬‬
‫‪ - 3‬ال ألمح الظل الكئيب وال أرى‬ ‫‪ ‬‬

‫انفعل الشاعر بظروف وطنه الواقع تحت سيطرة االستعمار البغيض ‪ ،‬وبظروفه الشخصية ؛ حيث يحيط به الحاقدون ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وتشتد عليه وطأة المرض(معايشة) ‪ ،‬فجاشت "تحركت " عاطفته و تأثر وجدانه حينما مر بهذه الخبرة النفسية (انفعال)‬
‫‪ ،‬فعبر عن تجربته الشعرية الصادقة بهذا النص (تعبير)‪.‬‬

‫س‪ : 2‬ما أنواع التجارب الشعرية ؟‬


‫‪ - 1‬ذاتية ‪ :‬و هي ما تعبر عن ذات الشاعر و تصور أحاسيسه و مشاعره مثل قصيدة " صخرة الملتقى " لناجي ‪ ،‬و قصيدة "‬
‫المساء " لمطران ‪.‬‬
‫‪ - 2‬عامة ‪ :‬و هي ما تتجاوز ذاتية الشاعر لتعبر عن آفاق عامة سياسية ‪ ،‬أو اجتماعية مثل قصيدة " كم تشتكي " إليليا ‪.‬‬
‫‪ - 3‬ذاتية تحولت إلى عامة ‪ :‬و تظهر عندما ينفعل الشاعر بموضوع معين فيؤدي شدة انفعاله إلى تحويلها إلى تجربة تتناول‬
‫مشكالت اآلخرين مثل قصيدة " غربة و حنين " لشوقي ‪.‬‬

‫س‪ : 3‬ما موضوعات التجربة الشعرية ؟‬


‫موضوعات التجربة ليست محددة ‪ ،‬فهي تتسع و تتنوع لتشمل كل ما في الحياة صغر أو كبر مما يؤثر في نفس الشاعر من‬ ‫‪‬‬
‫النواحي الكونية أو النفسية أو االجتماعية ‪ ،‬ونوع الموضوع (تافها ً أو خطيراً) ليس أساسا في قيمة التجربة ‪ ،‬وإنما أساسها‬
‫دائما صدق االنفعال به ‪ ،‬ولكن إذا اجتمع جالل(عظمة ) الموضوع وصدق العاطفة زاد ذلك من قيمة التجربة وسما به ‪.‬‬
‫عناصر التجربة الشعرية‬
‫( ‪ - ) 1‬الوجدان‬
‫س‪ : 5‬تحدث عن الوجدان في التجربة الشعرية ‪.‬‬
‫البد من تحقق شرط أساسي في التجربة الشعرية و هو ‪ " :‬الصدق الفني الشعوري " و هو ما يسمى بالوجدان ‪ ،‬و هو‬ ‫‪‬‬
‫انفعال الشاعر بتجربته (من حزن ‪ -‬ألم ‪ -‬سرور ‪ -‬سعادة ‪ -‬يأس ‪ -‬أمل ‪ -‬حب ‪ -‬كراهية ‪ -‬غضب ‪ -‬فخر ‪..‬إلخ)‬
‫و استغراقه فيها ‪ ،‬و التعبير عما يعانيه بصدق ‪ ،‬و بال زيف أو مبالغة وبدون الصدق الشعوري ال يعد الشعر شعراً ؛‬ ‫‪‬‬
‫فالوجدان الصادق أساس التجربة ‪ ،‬هو الذي يمنح الشعر الحيوية و القوة و التأثير ‪.‬‬
‫س‪ : 6‬ماذا نقصد بالصدق الشعوري (الوجداني) ؟‬
‫‪ - 2‬صدق التعبير عنها بال زيف أو مبالغة‬ ‫‪ - 1‬صدق االنفعال بالتجربة و االستغراق فيها ‪.‬‬

‫س‪ : 7‬اذكر بعض التجارب الشعرية التي التعد من التجارب الناجحة ‪.‬‬
‫‪ - 1‬الشعر الصادر عن الحس الظاهري دون اندماج شعوري فيه ‪.‬‬
‫‪ - 2‬شعر المناسبات الذي ينظم بغير إحساس صادق ‪.‬‬
‫‪ - 3‬شعر المحاكاة لآلخرين أو الطبيعة دون انفعال أو إحساس صادق ‪.‬‬
‫‪ - 4‬السرقات الشعرية التي يرى فيها الشاعر بعين غيره ويحس بحس غيره ‪ ،‬وال يضيف جديدا‪.‬‬
‫( ‪ - ) 2‬الفكر‬
‫س‪ : 8‬ماذا نقصد بالفكر ؟‬
‫نقصد بالفكر موضوع القصيدة أو فكرتها العامة و مجموعة األفكار الجزئية التي تندرج تحت إطار الموضوع العام ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫س‪ : 9‬هل يمكن أن تخلو التجربة من الفكر ؟ و لماذا ؟‬

‫‪3‬‬
‫جـ ‪ :‬ال ‪ ،‬فليس معنى أن الشعر تعبير عن تجربة وجدانية خلوه من الفكر ‪ ،‬فأساس الشعر الجيد أن يمتزج الفكر مع الوجدان ‪،‬‬
‫و أهمية الفكر ترجع إلى أنه ‪:‬‬
‫‪ - 2‬ويحول دون انسياب العاطفة‬ ‫‪ - 1‬يمنح التجربة عنصر الدقة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬ويساعد على تنسيق الخواطر والصور والربط بين أجزائها فالشاعر الحق هو الذي يفكر بوجدانه ‪ ،‬ويشعر بعقله ‪..‬‬
‫و لذلك يعاب قول الشاعر الذي فيه انسياب للعاطفة دون فكر ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يا ليت عيناها لنا وفاها‬ ‫‪  ‬‬
‫واها لسلمى ثم واها واها‬ ‫‪ ‬‬

‫فقد أكثر الشاعر من "واهاته" ولم يبلغ أعماق النفوس ‪ ،‬ولم يؤثر فيها‪.‬‬

‫( ‪ - ) 3‬الصورة التعبيرية‬
‫(أ) األلفاظ والعبارات‪f‬‬
‫س‪ : 12‬ما مقاييس جمال اللفظة ؟‬
‫البعد عن الغرابة و األلفاظ المهجورة ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫السهولة و الوضوح و الدقة في موضعها ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫البعد عن االبتذال (أي قربها إلى العامية) ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫مطابقتها لقوانين اللغة في النحو والصرف‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫عدم تنافر الحروف ‪ ،‬لذلك عاب النقاد قول الشاعر ‪:‬‬ ‫‪.5‬‬
‫و ليس قرب قبر حرب قبر‬ ‫‪  ‬‬
‫و قبر حرب بمكان قفر‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ .6‬مالءمتها للموضوع ‪ ،‬وكذلك مالءمتها الجو النفسي فإن كان الشاعر سعيدا ترقرق البشر من ألفاظه وإن كان حزينا شعرت‬
‫بالمرارة في تعبيره ‪.‬‬
‫(ب) الصور واألخيلة‬
‫الخيال من أقوى الوسائل في التعبير عن الفكر والشعور معا تعبيرا مؤثرا ‪ ،‬فهو أشبه بثوب العروس الذي تتجمل به القصيدة‬

‫الصورة الخيالية نوعان ‪:‬‬


‫‪ - 1‬خيال جزئي ‪ :‬التشبيه واالستعارة والكناية و المجاز ‪.‬‬
‫‪ - 2‬خيال كلي ‪ :‬و يسمى أيضاً بالصورة الشعرية أو اللوحة الفنية أو الصورة الكلية ‪ ،‬و طريقة التعامل مع األبيات‬
‫الستنتاج و رسم الصورة يتمثل في‬
‫وصف الصورة من خالل ألفاظ الشاعر و وجدانه ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تحديد أجزاء الصورة و هي األشياء المحسوسة التي يمكن أن ترى و تحس ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫استنتاج أطراف الصورة و هي ‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الحركة ‪ :‬في األلفاظ التي نحس من خاللها حركة‬ ‫‪‬‬ ‫الصوت ‪ :‬في األلفاظ التي نسمع من خاللها صوتاً‬ ‫‪‬‬
‫اللون ‪ :‬في األلفاظ التي نرى من خاللها لوناً ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مثال تطبيقي للخيال الكلي ‪ ( :‬خليل مطران )‬


‫ياح ِه الهَوْ جا ِء‬
‫بر ِ‬‫فَي ُِجيبُنِي ِ‬ ‫اب خَ وا ِط ِري‬‫البحر اضْ ِط َر َ‬
‫ِ‬ ‫ك إلي‬‫َشا ٍ‬
‫قَ ْلبًا كهَ ِذي الصَّخ َر ِة الص َّما ِء‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪  ‬‬

‫ْ‬
‫‪ ‬‬

‫ص َّم َولَيْتَ لي‬


‫صخ ٍر أ َ‬ ‫ثا ٍو علي َ‬
‫ويَفُتُّها كال ُّس ْق ِم في أعضائِي‬
‫‪  ‬‬

‫يَ ْنتابُها َموْ ٌج ك َموْ ِ‬


‫‪ ‬‬

‫‪  ‬‬
‫مكار ِهي‬
‫ِ‬ ‫ج‬ ‫‪ ‬‬

‫رسم مطران في األبيات صورة كلية أبدعها بفكره و لونها بعاطفته‬


‫أجزاؤها ‪( :‬الشاعر ‪ -‬البحر ‪ -‬الرياح ‪ -‬صخر ‪ -‬موج) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خطوطها ‪ :‬صوت نسمعه في (شاك ‪ -‬يجيب ‪ -‬صوت الرياح والموج) ‪ ،‬وحركة نحسها في (اضطراب ‪ -‬هوجاء ‪ -‬ينتابها‬ ‫‪‬‬
‫موج ‪ -‬يفتها) ‪،‬‬
‫ولون نراه في (زرقة البحر ‪ -‬لون الصخر) ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫(جـ) الموسيقا‬
‫س‪ : 13‬الموسيقا في الشعر نوعان ‪ .‬وضح ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫جـ ‪ :‬بالفعل الموسيقا في الشعر نوعان " ظاهرة وداخلية "‪:‬‬
‫‪ - 1‬الموسيقا الظاهرة (خارجية) ‪ :‬و تتمثل في ‪:‬‬
‫الوزن الواحد ‪ :‬و هو وحدات موسيقية تسمى تفعيالت ‪ ،‬ووظيفتها ضبط النغم وكل مجموعة منها تسمى بحرا‬ ‫‪‬‬
‫وحدة القافية ‪ :‬و هي اشتراك بيتين أو أكثر في الحرف األخير وحركته ‪ ،‬ووظيفتها ضبط اإليقاع ‪ ،‬وتحقيق المتعة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المحسنات البديعية ‪ :‬من جناس و حسن تقسيم و تصريع وكل ماله جرس صوتي تحسه اآلذان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 2‬الموسيقا الخفية (الداخلية)‪ :‬وتنبع من اختيار الشاعر أللفاظ موحية منسجمة ‪ ،‬و من جودة األفكار و عمقها وترابطها‬
‫وتسلسلها ‪ ،‬و من روعة التصوير‪.‬‬

‫س‪ : 14‬ما شروط جودة القافية ؟‬


‫غير متكلفة وال مجلوبة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫أن تكون نابعة من معنى البيت‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أن تتفق مع قوانين اللغة ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫مالئمة للجو النفسي‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أال توجد كلمة أخرى توضع مكانها و تكون أفضل منها ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫الوحدة العضوية‬

‫س‪ : 15‬ما المقصود بالوحدة الفنية (الوحدة العضوية) في القصيدة ؟‬


‫(أ‌) ‪ -‬وحدة الموضوع ‪ :‬و معناه أن القصيدة كلها تتحدث عن موضوع واحد ‪ ،‬و ليتحقق ذلك البد أن تكون القصيدة أفكارها‬
‫مرتبة مترابطة شاملة لكل أجزاء الموضوع ‪ ،‬ولذلك يعيب النقاد على الشعر القديم تعدد األغراض في القصيدة وعدم‬
‫ترتيب أفكارها ‪ ،‬وتفكك' أبياتها ‪ ،‬وتناقض معانيها أحيانا ‪ ،‬كما يعيبون بعض شعراء " المدرسة الكالسيكية الجديدة " من‬
‫المعاصرين لهذا السبب ‪.‬‬

‫‪ -‬وحدة الجو النفسي (وحدة المشاعر) ‪ :‬و هي وحدة المشاعر التي أثارها هذا الموضوع بحيث تسير عاطفة الشاعر في‬ ‫(ب‌)‬
‫اتجاه نفسي واحد ‪ ،‬فإذا انتقل الشاعر من جو نفسي إلى جو نفسي آخر ‪ ،‬و ليس بين الجوّين ارتباطاً فقد انعدمت وحدة‬
‫الجو النفسي و بالتالي ضاعت الوحدة العضوية‬

‫مثال ذلك قول شوقي يصف " قصر أنس الوجود " والمياه تحيط به‪.‬‬
‫ممسكا بعضها من الذعر بعضا‬ ‫‪  ‬‬
‫قف بتلك القصور في اليم غرقى‬ ‫‪ ‬‬

‫سابحات به و أبدين بضا‬ ‫‪  ‬‬


‫كعذارى أخفين في الماء بضا‬ ‫‪ ‬‬

‫فقد جعل هذه القصور أشخاصا يمسك بعضها ببعض خوف الغرق ‪ ،‬وتلك صورة توحي بالذعر والفزع ‪ .‬وفي البيت الثاني‬ ‫‪‬‬
‫شبه القصور وقد اختفي جزء منها في الماء ‪ ،‬وظهر جزء بفتيات سابحات وقد اختفي جزء من أجسامهن وظهر جزء ‪ ،‬وهى‬
‫صورة مشرقة فيها مرح وجمال ‪ ،‬وال تجرى في سياق الصورة األولى ‪ ،‬وال تأتلف معها‪.‬‬

‫‪â 1‬ـ مدرسة اإلحياء والبعث وجيل التطوير ‪á‬‬


‫تقدمــة ‪:‬‬
‫سار على نهج البارودي تالميذه بالمشافهة أمثال ‪ :‬حافظ إبراهيم وأحمد شوقي وعبد المحسن الكاظمي ‪ ،‬وتالميذه‬ ‫‪‬‬
‫بالمراسلة أمثال ‪ :‬شكيب أرسالن ‪ ،‬وتالميذه عن طريق ما نشر من شعره في كتاب " الوسيلة األدبية " الذى ألفه‬
‫أستاذه الشيخ حسن المرصفي ‪.‬‬
‫وتكون من هؤالء جميعا جيل أخذ يطور االتجاه الذي أرسى البارودي دعائمه ‪ ,‬السيما وقد تغيرت الحياة أمامهم‬ ‫‪‬‬

‫س‪ : 1‬ما العوامل التي أدت إلى تطوير الشعر على أيدى هؤالء التالميذ ؟‬

‫‪3‬‬
‫االنفتاح على الثقافة الغربية ‪ ،‬عن طريق معرفتهم اللغات األجنبية واختالطهم باألجانب‪ ،‬أو قراءتهم المترجمات إثر‬ ‫‪.1‬‬
‫االحتالل البريطاني سنة ‪1882‬م ‪.‬‬
‫عمق النضال الوطني من الوعي الناشئ لدى بعض المثقفين ؛ مما جعلهم يرسخون اإلحساس بتراث األجداد ‪ ،‬وماضينا‬ ‫‪.2‬‬
‫العريق ‪.‬‬
‫اإليمان بفكرة الجامعة اإلسالمية واعتبارها رمزا لوحدة المسلمين في مواجهة الوجود اإلنجليزي ‪ ,‬وتنديدا باالحتالل‬ ‫‪.3‬‬
‫ومظالمه ‪ ,‬وحثا للشعب على الثورة ومناضلة االستعمار مثلما وقفوا إثر حادثة دنشواي ‪ ,‬وفيها يقول حافظ متهكما‬
‫وناقدا ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫لم تغا ِدرْ أطواقنا األجْ يادا‬ ‫إنّما نحن وال َحما ُم َسوا ٌء‬
‫صادَت الشمسُ نَ ْف َسه حينَ صادا‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪  ‬‬
‫ال تُقِيدُوا من أ ّم ٍة بقَتي ٍل‬ ‫‪ ‬‬

‫موقفهم من القصر الحاكم ‪ ،‬وموقفهم من جوانب اإلصالح السياسي واالجتماعي واالقتصادي ‪ ,‬مما يتصل بالدستور ‪ ,‬أو‬ ‫‪.4‬‬
‫قانون المطبوعات ‪.‬‬
‫حرية الصحافة وتعدد األحزاب ووحدة األمة مسلمين وأقباط وإنشاء الجامعة المصرية ‪1907‬م ‪ ,‬و دعوة قاسم أمين‬ ‫‪.5‬‬
‫لتحرير المرأة ‪ ,‬و استقبالهم تغيير الحياة في الثقافة والتعليم وسائر جوانب المجتمع ‪ ,‬مما جعلهم يسجلون ذلك كله‬
‫في شعرهم ‪.‬‬

‫س‪ :2‬اذكر مظاهر التجديد عند شعراء الكالسيكية الجديدة ‪.‬‬


‫عالجوا مشكالت' مجتمعهم وما يتصل بالشئون الخارجية للعالم اإلسالمي ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫عبروا عن روح عصرهم في النواحي االجتماعية والثقافية والفكرية واألخالقية‪،‬وبهذا تمثلوا " الكالسيكية الجديدة "‬ ‫‪.2‬‬
‫التي استمدت الشكل من القديم وربطت المضمون بأحداث العصر ‪.‬‬

‫كما خطوا بالشعر خطوة فاقت ما صنعه البارودي في االتجاه المحافظ‪ ، f‬ومن ذلك أنهم‪:‬‬
‫اهتموا بالناحية البيانية ‪ ،‬ولم يقتصروا على المحاكاة فحسب‪ ،‬بل اهتموا بجالل الصياغة وروعة البيان وحالوة‬ ‫‪.1‬‬
‫الموسيقى ‪.‬‬
‫عبروا عن التجارب الذاتية في شعرهم ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫نوعوا بين األغراض وابتكار المعاني وفى سبيل ذلك ‪ :‬واءموا بين اتجاهين ‪ :‬األول ـ األخذ من التراث والثاني ـ‬ ‫‪.3‬‬
‫االلتفات إلى ثقافة العصر ‪.‬‬
‫ازدادوا اقترابا من الجماهير ‪ ،‬وغلب على شعرهم االهتمام بغيره أكثر من االهتمام بالذات ‪ ،‬وارتبط جيلهم بالصحافة‬ ‫‪.4‬‬
‫التي ظهرت وانتشرت فسلس أسلوبهم وسهل ‪.‬‬

‫س‪ :3‬لقد كان ألحمد شوقي دور بارز في تطوير مدرسة اإلحياء والبعث ‪.‬‬
‫أ ـ ما األسباب التي هيأت أحمد شوقي لذلك ؟‬
‫‪1‬ـ ثقافته األوربية‪.‬‬
‫‪2‬ـ دراسته للحقوق‪.‬‬
‫‪3‬ـ اطالعه على اآلداب الفرنسية‪.‬‬
‫‪4‬ـ مشاهدته للمسارح األوربية‪.‬‬
‫‪ -5‬تأثره بالجمهور والنقاد والحركة الوطنية ‪.‬‬
‫‪6‬ـ جالس شعراء الغرب ‪ ,‬وقرأ مظاهر التجديد في الشعر الفرنسي لدى أعالمه " فيكتور هوجو والمرتين ودي وسيه " ‪.‬‬
‫‪7‬ـ ثقافته التركية ‪.‬‬

‫ب ـ ما مظاهر التجديد التي استخدمها شوقي في الشعر ؟‬


‫‪ -1‬ابتعد عن المديح واتجه إلى التاريخ ‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -2‬اتجه في بعض شعره اتجاها إسالميا‪.‬‬
‫‪ - 3‬عبّر في شعره عن المنجزات العصرية‪ .‬وانصرف عن الحديث عن الناقة لدى القدماء ‪ ,‬حيث يقول شوقي في مطلع قصيدته‬
‫" كبار الحوادث في وادي النيل " ‪:‬‬

‫َو َحداها بِ َمن تُقِلُّ َ‬


‫الرجا ُء‬ ‫‪  ‬‬
‫ت الفُل ُ‬
‫ك َواِحتَواها الما ُء‬ ‫هَ َّم ِ‬
‫‪ ‬‬

‫و يقول عن الطائرة ‪:‬‬


‫أم سحاب ف َّر من هوج الرياحْ‬ ‫‪  ‬‬
‫أعقابٌ في عنان الج ِّو الحْ‬ ‫‪ ‬‬

‫بعد ما طوّف في الدهر َو َساحْ‬ ‫‪  ‬‬


‫أم بساط الريح ر ّدته النوى‬ ‫‪ ‬‬

‫فترامى في السماوات الفِساحْ‬ ‫‪  ‬‬


‫أو كأن البرج ألقى حوته‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ 4‬ـ ويذكر لشوقي ريادته للمسرح العربي منذ مسرحيته األولــــى ‪ " :‬على بك الكبير" التي ألفها في فرنسا سنة ‪1893‬‬
‫ثم عاد للمسرح بعد هجره سنوات طويال ‪ ،‬فألف منذ سنة ‪ 1927‬حتى سنة وفاته ‪ 1932‬مسرحيات ‪ " :‬مصرع‬
‫كليوبــــاترا‪ -‬قمبيز ـ مجنون ليلى ـ عنترة ـ الست هدى ـ أميرة األندلس " ومن أجل ذلك كله لقب بأمير الشعراء ‪.‬‬

‫س‪ :4‬ما دور أحمد محرم في التطوير ؟‬


‫حاول أن يطوع الشعر العربي للقصص التاريخي الحماسي في (ديوان مجد اإلسالم ) والتي سماها البعض (اإللياذة اإلسالمية )‬ ‫‪‬‬
‫سنة ‪. 1933‬‬

‫ملحظ ‪:‬‬
‫لم يتخل تالميذ البارودي عن القديم كلية في شعرهم ‪ ،‬فرأيناهم يبدءون قصيدتهم بالغزل التقليدي ‪ ،‬كما نرى في قول‬ ‫‪‬‬
‫حافظ مادحا البارودي ‪:‬‬
‫فما أثمت عيني وال لحظه اعتدى‬ ‫‪  ‬‬
‫تعمدت قتلى في الهوى وتعمدا‬ ‫‪ ‬‬

‫ثم يتخلصون من الغزل إلى غرضهم المعنىّ جريا على طريقة القدماء أو يصفون األطالل كما يقول شوقي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وأفديه بدمعى لو أثابا‬ ‫‪  ‬‬
‫أنادى الرسم لو ملك الجوابا‬ ‫‪ ‬‬

‫كما طغت المناسبات على أشعارهم تبعا النشغالهم بقضايا عصرهم المتعددة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ â‬غربة وحنين للوطن ‪ /‬ألحمد شوقي‪á f‬‬


‫التعريف بالشاعر ‪:‬‬
‫هو أمير الشعراء أحمد شوقي ولد بالقاهرة في ‪ 16‬من أكتوبر سنة ‪1870‬م ‪،‬وقد درس في مدرسة الحقوق ‪ ،‬وبُعث إلى‬ ‫‪‬‬
‫فرنسا لدراسة الحقوق واآلداب ‪ ،‬ولما عاد صار شاعر الخديو والقصر ‪ ,‬نفي إلى إسبانيا ثم عاد إلى مصر ‪ ،‬فاتصل‬
‫بالشعب وصار لسان العروبة واإلسالم ‪.‬‬
‫ومن آثاره الشوقيات ‪ -‬أسواق الذهب ‪ -‬ومسرحيات شعرية هي ‪ :‬علي بك الكبير ‪ -‬قمييز ‪ -‬عنترة ‪ -‬كليوباترا ‪ -‬مجنون ليلى ‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫الست هدى ‪ .‬وله مسرحية نثرية هي ‪ :‬أميري األندلس‪.‬‬
‫جو النص ‪:‬‬
‫النص وليد تجربة شعرية صادقة ‪ ،‬قاله في منفاه باألندلس معبرًا عن شعوره بالغربة والحنين إلى مصر متأثرًا بقصيدة‬ ‫‪‬‬
‫البحتري السينية ‪ .‬ومطلعها‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫وترفَّع ُ‬
‫ْت عن َجدَا كل ِجبْس‬ ‫‪  ‬‬
‫ت نَ ْف ِسى َع َّما يُ َدنِّسُ ن ْف ِسى‬
‫ص ْن ُ‬
‫ُ‬ ‫‪ ‬‬

‫فعارضه شوقي وحاكاه بهذه القصيدة على نفس الوزن والقافية ‪.‬‬
‫نوع التجربة‪:‬‬
‫تجربة شخصية ذاتية تحولت إلى عامة ؛ ألن فيها معاناة وجدانية صادقة مع سخطه على االستعمار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫" ذكريات و حنين "‬
‫اِ ْذ ُك َرا لي الصِّ بَا وأَيَّا َم أُ ْن ِسي‬ ‫هار واللَّي ِْل يُ ْن ِسي‬ ‫‪ - 1‬اختالفُ النَّ ِ‬
‫ص ِّو َر ْ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ت َو َمسِّ‬ ‫َص ُّورا ٍ‬ ‫ت ِم ْن ت َ‬ ‫ُ‬ ‫الوةً ِم ْن َشبا ٍ‬


‫ب‬ ‫صفا لِي ُم َ‬ ‫‪َ - 2‬و ِ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫‪  ‬‬

‫ب و َمر ْ‬ ‫ْ‬
‫‪ ‬‬

‫س‬‫ِ‬ ‫خل‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ً‬ ‫ة‬‫و‬‫َ‬ ‫ُل‬‫ح‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫ِس‬
‫‪  ‬‬
‫َّت‬ ‫ِ‬ ‫ُو‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫َّ‬
‫ص‬ ‫كال‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫ص‬‫َ‬ ‫‪َ - 3‬ع‬
‫‪ ‬‬

‫اللغويـات ‪:‬‬
‫اختالف‪ :‬تعاقب × ثبات ‪ -‬النهار ج أنهُر ‪ ،‬نُهُر ‪ -‬الصِّبا ‪ :‬الصغر × الشيخوخة ‪ -‬أنسى ‪ :‬سعادتي × وحشتي‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫ت‪ :‬تخيالت ‪ -‬مس ‪ :‬جنون ‪ -‬عصفت ‪ :‬مرت مسرعة ‪ -‬الصَّبا ‪ :‬ريح رقيقة‬ ‫ص ِّو َر ْ‬
‫ت‪ :‬صنعت ‪ -‬تَ َ‬
‫ص ُّورا ٍ‬ ‫مالوةً ‪ :‬فترة ‪ُ -‬‬
‫× الدبور ‪ -‬اللعوب ‪ :‬الرشيقة ج لعائب ‪ِ -‬سنة ‪ :‬نُعاس ـ غفوة ‪ -‬خلس‪ :‬مسروقة × عياناً‬
‫الشـرح ‪:‬‬
‫يبدأ أمير الشعراء النص بحكمة صادقة مخاطباً صاحبيه على عادة القدماء فيقول لهما ‪:‬إن تعاقب األيام يُنْسِى اإلنسان‬ ‫‪.1‬‬
‫األحداث الماضية و الذكريات الجميلة ‪ ،‬لذا أرجو منكما (صاحبيه ) أن تعيدا علي مسامعي ذكريات الصبا وأيام السعادة‬
‫التي عشتها في مصر‪.‬‬
‫و يطلب منهما أن يعيدا على مسامعه وصف هذه الفترة فترة الشباب الرائعة التي مازالت بخياالتها و صورها ماثلة أمام‬ ‫‪.2‬‬
‫عينيه ال تريد أن تفارق خياله ‪.‬‬
‫لقد مضت سريعة كأنها النسيم الرقيق العابر ‪ ،‬أو كأنها لحظة نوم قصيرة أو لذة خاطفة مختلسة من الزمن ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫س ‪ :‬األبيات السابقة يتضح تأثر شوقي بالتراث ‪ .‬وضح ‪.‬‬


‫خطابه لصاحبيه المتخيلين مجاراةً للسابقين في قوله "اذكرا ‪ ،‬صفا "‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫استعمال بعض األلفاظ التراثية مثل "الصبا ‪ -‬مالوة " وهذا يدل على تأثر شعراء المدرسة الكالسيكية الجديدة باألدب‬ ‫‪-2‬‬
‫القديم والبيئة القديمة‪.‬‬
‫التـذوق‬
‫اِ ْذ ُك َرا لي الصِّ بَا وأَيَّا َم أُ ْن ِسي‬ ‫‪  ‬‬
‫هار واللَّي ِْل يُ ْن ِسي‬
‫‪ - 1‬اختالفُ النَّ ِ‬ ‫‪ ‬‬

‫[اختالف ] ‪ :‬لفظة دقيقة تدل على التعاقب باستمرار ‪ ،‬و هي أجمل من [انقضاء] التي تدل على االنتهاء ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[النهار ـ الليل ‪ ،‬ينسى ـ اذكرا ] ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[ينسى ـ أنسى ] ‪ :‬تصريع يعطى جرساً موسيقياًً في مطلع القصيدة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[ينسى ـ أنسى ] ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬جناس ناقص يعطى جرساً موسيقياًً ويحرك الذهن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[ينسى ] ‪ :‬حذف مفعول به إيجاز يوحي بأن النسيان عام و شامل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[اذكرا] ‪ :‬أسلوب إنشائي ‪ /‬أمر غرضه االلتماس ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[الصبا وأيام أنسى] ‪ :‬إطناب عن طريق عطف الخاص على العام يثير الذهن ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[أيام ] ‪ :‬جاءت جمعاً ؛ للتعظيم و لتوحي بكثرة األوقات السعيدة التي قضاها في الوطن ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ت َو َمسِّ‬ ‫ص ِّو َر ْ‬
‫ت ِم ْن ت َ‬
‫َص ُّورا ٍ‬ ‫ُ‬ ‫الوةً ِم ْن َشبا ٍ‬
‫ب‬ ‫‪  ‬‬
‫صفا لِي ُم َ‬
‫‪َ - 2‬و ِ‬ ‫‪ ‬‬

‫[صفا] ‪ :‬أسلوب إنشائي ‪ /‬أمر غرضه االلتماس و التمني‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫[مالوة] ‪ :‬لفظة تراثية وهذا يؤكد سعة اطالع شوقي ‪ ،‬و تنكيرها' لتعظيم تلك الفترة (الشباب) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[مالوة صورت من تصورات ومس] ‪ :‬تشبيه لفترة الشباب في جمالها ونشاطها بالتخيالت والجنون‪ ،‬وسر جماله التوضيح‬ ‫‪‬‬
‫[صورت ـ تصورات] ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬جناس ناقص يعطى جرساً موسيقياًً ويحرك الذهن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‬ ‫ِسنَةً ح ُْل َوةً ولَ َّذةَ ْ‬
‫خل ِ‬ ‫َّت‬ ‫صبَا اللَّعُو ِ‬
‫ب و َمر ْ‬ ‫صفَ ْ‬
‫ت كال َّ‬ ‫‪َ - 3‬ع َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فيها تصوير لفترة الشباب بريح تعصف و توحي بالسرعة' ‪.‬‬ ‫[عصفت ] ‪ :‬س ‪ /‬م‬ ‫‪‬‬
‫[الصبا] ‪ :‬من ألفاظ التراث المستعملة في مدرسة اإلحياء‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫ب " [عصفت كالصبا] ‪ :‬تشبيه أليام الشباب التي مرت سريعة بالريح‬ ‫صبَا اللَّعُو ِ‬ ‫صف َ ْ‬
‫ت كال َّ‬ ‫ومن الخيال المركب ‪َ " :‬ع َ‬
‫الرقيقة العابرة‪ ،‬وسر جماله التوضيح ‪ .‬و [الصبا اللعوب ] ‪ :‬س ‪ /‬م تصور الصبا فتاةً رشيقة ‪ ،‬وسر جمالها التشخيص‪،‬‬
‫و توحي بلطف النسيم وخفته‪ ،‬وهذا من الخيال التركيبي‪ ،‬حيث اشترك أحد الطرفين وهو " الصبا " في صورتين فكان‬
‫مشبها به في األولى‪ ،‬ومشبها في الثانية‪ ،‬أي أنها في الصورة األولى تشبيه ‪ ،‬و في الثانية استعارة ‪.‬‬
‫نقد ‪:‬‬
‫يرى البعض أن كلمة [عصفت] توحي بالعنف و السرعة‪ ،‬و هذا ال يتناسب مع [الصبا اللعوب] التي توحي بالهدوء و‬ ‫‪‬‬
‫الرقة و األفضل منها [مرت ]‪ .‬و يرد على ذلك بأن هذه الكلمة تتالءم مع عنفوان الشباب وجنونه و تقلباته الفجائية ‪.‬‬

‫[مرت ِسنةً حلوةً ولذة خلس ] ‪ :‬تشبيهان لفترة الشباب في قصرها مرة بالنعاس الهادئ المريح‪ ،‬و مرة باللذة الخاطفة‬ ‫‪‬‬
‫[ ِسنةً حلوةً ] ‪ :‬س ‪ /‬م صور سِنة النوم بفاكهةً حلوةً أو شراباً حلواً‪ ،‬وطعاماً لذيذًا‪ ،‬وسر جمالها التجسيم‪ ،‬وهذا‬ ‫‪‬‬
‫خيال تركيبي أيضاً حيث اشترك أحد الطرفين وهو [ ِسنة ] في صورتين فكان مشبهاً به في األولى‪ ،‬مشبها في الثانية‪.‬‬
‫حيث صور اللذة بكنز يختلس وهذا من الخيال التركيبي أيضا‪.‬‬ ‫[لذة ِخلس ] ‪ :‬س ‪ /‬م‬ ‫‪‬‬

‫" حب خالد ال ينتهي "‬


‫أَوْ أَ َسا جُرْ َحهُ ال َّزمانُ ال ُمؤَ سِّي؟‬ ‫‪ - 4‬و َسال ِمصْ َر هَلْ َسال القَ ْلبُ َع ْنها‬
‫ق َوال َع ْه ُد في اللَّيالي تُقَسِّي‬ ‫ت اللَّيالي َعلَيْه‬
‫‪ُ - 5‬كلَّ َما م َّر ِ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫َر َّ‬
‫أ َّو َل اللَّ ْي ِل أَوْ ع ََو ْ‬
‫‪  ‬‬

‫‪ُ - 6‬م ْستَطا ٌر إذا البَ َوا ِخ ُر َرنَّ ْ‬


‫‪ ‬‬

‫ت بَ ْع َ‪f‬د َجرْ ِ‬
‫س‬ ‫ت‬
‫ُكلَّ َما ثُرْ نَ شا َعه َُّن بنَق ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫لوع لل ُّس ْف ِن فَط ٌن‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫س‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪-‬را ِهبٌ في الضُّ ِ‬ ‫‪َ 7‬‬‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬
‫سال ‪ :‬اسأال ـ سال‪ :‬نسى ‪ -‬أسا ‪ :‬عالج ‪ -‬جرحه ‪ :‬غربته ‪ -‬ال ُم َؤسِّي‪ :‬المعالج ‪ -‬رق ‪ :‬المراد زاد حنينه × قسا ‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫العهد ‪ :‬المعروف ‪ -‬تقسى ‪ :‬تذهب الرحمة ‪ -‬مستطار ‪ :‬مفزوع ‪ -‬البواخر ‪ :‬السفن م باخرة ‪ -‬رنت ‪ :‬صفرت ‪ -‬عوت‬
‫‪ :‬صاحت ‪ -‬راهب ‪ :‬مقيم ج رهبان ج ج رهابنة‪ -‬فطن ‪ :‬مدرك ج فُطُن وفُطْن × غافل‪ -‬ثرن‪ :‬تحركت السفن‬
‫للرحيل ‪ -‬شاعهن ‪ :‬ودعهن × استقبلهن ‪ -‬نقس ‪ :‬صوت الناقوس ‪.‬‬
‫الشـرح‬
‫يطلب شوقي من رفيقيه المتخيلين أن يسأال مصر سؤاالً غرضه النفي‪ :‬هل نسيها قلبه العاشق لها ؟! وهل يستطيع الزمان‬ ‫‪.4‬‬
‫المعالج أن يداوي جراح قلبه التي سببها نفيه بعيداً عن مصر (أسبانيا) ؟‬
‫و من المعروف أنه كلما مرت الليالي على اإلنسان في الغربة فإنها تجعل القلب قاسيًا و تنسيه أحبابه ‪ ،‬إال أن تتابع األيام‬ ‫‪.5‬‬
‫في الغربة يزيده شوقاً وحباً و حنيناً لمصر‬
‫و كلما سمع صوت البواخر عند دخولها الميناء أول الليل أو خروجها منه فإن قلبه يخفق و يضطرب يكاد أن يطير من بين‬ ‫‪.6‬‬
‫جنبيه يود أن يرحل معها إلى أرض الوطن ‪.‬‬
‫و لقد تحول قلب الشاعر إلى قلب راهب في محرابه ‪ ،‬ولكنه مدرك لحركات السفن التي تفرغ لمراقبتها ؛ فهي الوسيلة‬ ‫‪.7‬‬
‫التي ستصل به إلى الوطن الغالي‬
‫التـذوق ‪:‬‬
‫أَوْ أَ َسا جُرْ َحهُ ال َّزمانُ ال ُمؤَ سِّي؟‬ ‫‪ - 4‬و َسال ِمصْ َر هَلْ َسال القَ ْلبُ َع ْنها‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[سال مصر ] ‪ :‬س ‪ /‬م تصور مصر إنساناً يُسْأل ‪ ،‬وسر جمالها التشخيص‪ ،‬و توحي بقوة العالقة بينه و بين وطنه‬ ‫‪‬‬
‫مصر ‪.‬‬
‫[سال مصر] ‪ :‬أسلوب إنشائي ‪ /‬أمر غرضه االلتماس و التمني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[وهل سال القلب عنها؟] ‪ :‬أسلوب إنشائي ‪ /‬استفهام غرضه النفي و االستبعاد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[سال القلب عنها] ‪ :‬س ‪ /‬م تصور القلب إنساناً يسلو (ينسى) ‪ ،‬وسر جمالها التشخيص‬ ‫‪‬‬
‫[سال ‪ -‬وسال] ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬جناس تام يعطى جرساً موسيقياًً ويحرك الذهن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[أسا جر َحه الزمانُ المؤسي ] ‪ :‬س ‪ /‬م تصور الزمان طبيباً يداوي الجراح ‪ ،‬وسر جمالها التشخيص‬ ‫‪‬‬
‫جرحه ] ‪ :‬س ‪ /‬ص تصور آلالم األشواق بالجرح ؛ لتوحي بشدة معاناة الشاعر من الغربة المريرة ‪.‬‬
‫[ َ‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫[جرحه ‪ -‬المؤسي ] ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[أسا جر َحه الزمانُ المؤسي] ‪ :‬تقديم المفعول [جرحه] على الفاعل [الزمان] لالهتمام به‬ ‫‪‬‬
‫ق َوال َع ْه ُد في اللَّيالي تُقَسِّي‬
‫َر َّ‬ ‫‪  ‬‬
‫ت اللَّيالي َعلَيْه‬
‫‪ُ - 5‬كلَّ َما م َّر ِ‬ ‫‪ ‬‬

‫[مرت عليه الليالي ] ‪ :‬س ‪ /‬م ‪ ،‬تصور الليالي بإنسان يمر ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[الليالي تقسى ] ‪ :‬س ‪ /‬م ‪ ،‬تصور الليالي أشخاصًا يدعونه إلى القسوة‪ ،‬وترك الرحمة واللين وسر جمالها التشخيص ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[كلما ] ‪ :‬شرطية تفيد التكرار تكرار رقة قلبه بالحب للوطن و عدم انقطاعه مهما طال البعد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[رق ‪ -‬تقسى] ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[العهد في الليالي تقسِّي] ‪ :‬إطناب بالتذييل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‬ ‫أ َّو َل اللَّ ْي ِل أَوْ ع ََو ْ‬
‫ت بَ ْع َ‪f‬د َجرْ ِ‬ ‫‪  ‬‬
‫‪ُ - 6‬م ْستَطا ٌر إذا البَ َوا ِخ ُر َرنَّ ْ‬
‫ت‬ ‫‪ ‬‬

‫[مستطار ] ‪ :‬س ‪ /‬م ‪ ،‬تصور القلب طائرًا مذعورًا من صوت السفن ‪ ،‬وسر جمالها التوضيح‪ ،‬و توحي بشدة االضطراب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[مستطار] ‪ :‬خبر لمبتدأ محذوف تقديره " قلبي " فهو إيجاز بالحذف‬ ‫‪‬‬
‫[عوت ] ‪ :‬س ‪ /‬م تصور البواخر ذئابا تعوي‪ ،‬وسر جمالها توضيح الفكرة برسم صورة لها‬ ‫‪‬‬

‫إضافة بالغية ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫من جمال التعبير ودقته‪ :‬هذا الترتيب المالئم بين " رنت " و" عوت " فقد عبر بـ " رنت " عن صوت البواخر‬ ‫‪‬‬
‫القادمة وهى تدخل الميناء أول الليل‪ ،‬مما يبعث األمل في أن تأخذه معها‪ ،‬ثم بالفعل " عوت " عند رحيل البواخر من‬
‫و العواء مخيف مفزع ؛ ألنه يبعث الوحشة ويقطع األمل في العودة إلى الوطن‪ ،‬وهذا مالئم للحالة النفسية‬ ‫الميناء‬
‫للشاعر ‪.‬‬

‫ُكلَّ َما ثُرْ نَ شا َعه َُّن بنَ ْق ِ‬


‫س‬ ‫‪-‬را ِهبٌ في الضُّ لوع لل ُّس ْف ِن فَ ْ‬
‫ط ٌن‬ ‫‪َ 7‬‬
‫‪  ‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬‬

‫[راهب في الضلوع ] ‪ :‬تشبيه للقلب ‪ -‬في عزلته داخل الصدر ‪ -‬براهب في معبده‪ ،‬وسر جمالها التشخيص و توحي بانقطاع‬ ‫‪‬‬
‫الشاعر عما حوله‪.‬‬
‫[راهب] ‪ :‬إيجاز بحذف المبتدأ فالتقدير " قلبي راهب " ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[للسفن فطن ] ‪ :‬س ‪ /‬م تصور القلب إنسانا ذكياً يدرك ما حوله‪ ،‬وسر جمالها التشخيص ‪ ،‬و تقديم الجار والمجرور‬ ‫‪‬‬
‫لالهتمام بالسفن‪ ،‬ومتابعة حركتها في القدوم والذهاب‪.‬‬
‫[ثرن ] ‪ :‬س ‪ /‬م تصور السفن في حركتها غباراً يثور وسر جمالها التوضيح‪ ،‬و توحي بالجو النفسي الكئيب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تصور القلب إنسانًا يودع السفن وفيها تشخيص‪.‬‬ ‫[شاعهن بنقس] ‪ :‬س ‪ /‬م‬ ‫‪‬‬
‫[نقس] ‪ :‬س ‪ /‬ص ‪ ،‬حيث شبه دقات القلب بصوت الناقوس‬ ‫‪‬‬
‫تذكر ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫فهو‬ ‫[ الصورة الخيالية في األبيات من الرابع إلى السابع ] ‪ :‬صورة ممتدة‪ ،‬فالمشبه واحد وهو القلب ‪ ،‬و المشبه به متعدد‬ ‫‪‬‬
‫إنسان يسلو و يرق و طائر مذعور ثم إنسان راهب ثم إنسان مدرك ثم إنسان يودع ‪.‬‬
‫" حزن للبعد عن الوطن و مناجاة للسفينة "‬
‫ْس؟‬
‫وحب ِ‬ ‫َمالَهُ ُمولَعًا ب َم ْن ٍع َ‬ ‫ك بَ ِخي ٌل‬ ‫‪ - 8‬يا ْبنَةَ اليَ ِّم ما أبو ِ‬
‫حال ٌل للطَّي ِْر ِم ْن ُك ِّل ِج ْن ِ‬ ‫‪ - 9‬أَح َرا ٌم على بَالبِلِ ِه ال َّدوْ ُح‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫س؟‬
‫ق باألَ ْه ِل إِال‬ ‫َار أَ َح ُّ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ب ِرجْ ِ‬
‫س‬ ‫ث ِمنَ ال َمذا ِه ِ‬ ‫في خبي ٍ‬ ‫‪ُ -10‬كلُّ د ٍ‬
‫َ‬ ‫‪ - 11‬نَفَ ِسي ِمرْ َج ٌل وقَ ْلبِي ِش َرا ٌ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫رْ‬
‫يري وأ ِسي‬ ‫موع ِس ِ‬ ‫ُّ‬
‫ب ِهما في الد ِ‬ ‫ع‬
‫يَ َد الثَّ ْغ ِر بينَ ( َر ْ ٍ َ َ ِ‬
‫ْ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫س)‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫(‬ ‫و‬ ‫)‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫‪  ‬‬


‫ك الفَنَا َر و َمجْ َرا ِ‬
‫ك‬ ‫‪َ - 12‬واجْ َعلِي َوجْ هَ ِ‬
‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬
‫اليم ‪ :‬البحر ‪ -‬ما أبوك‪ :‬أي البحر‪ -‬بخيل ج بخالء ‪ -‬ماله ‪ :‬عجباً له ‪ -‬مولعا ً ‪ :‬مغرماً ‪ ،‬متعلقاً‪ -‬بمنع وحبس ‪ :‬حرمان‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬الدوح ‪ :‬الشجر م دوحة ‪ ،‬المراد الوطن ‪ -‬حالل ‪ :‬مباح ‪ -‬خبيث ‪ :‬فاسد × طيب ج خُبَثاء‪ ،‬وخِبَاثٌ‪ ،‬وخَبَثَة ‪-‬‬
‫المذاهب ‪ :‬أفكار المستعمرين ‪ -‬رجس ‪ :‬قبيح ج أرجاس ‪ -‬مرجل ‪ :‬قدر ج مراجل ‪ -‬شراع ‪ :‬قلع ج أشرعة‪ '،‬شُرُع‪'-‬‬
‫سيرى ‪ :‬انطلقي ‪ -‬أرسى ‪ :‬قفي ‪ -‬وجهك ‪ :‬اتجاهك ‪ -‬الفنار ‪ :‬المنار ‪ -‬يد الثغر ‪ :‬شاطئ اإلسكندرية‬

‫‪3‬‬
‫الشـرح‬
‫يخاطب شوقي السفينة مستدراً عطفها قائالً لها ‪ :‬إن أباك البحر مشهور عنه الكرم ‪ ،‬فَلِمَ يبخل علىّ و يبقيني حبيساً‬ ‫‪.8‬‬
‫في أسبانيا ويمنعني من العودة إلى الوطن‬
‫ثم يستنكر' قسوة االستعمار الذي يحِّرم األوطان على أبنائها المخلصين و تباح للغرباء من كل جنس ليستمتعوا‬ ‫‪.9‬‬
‫بخيراته ‪ ،‬تماماً كما يباح الدوح و الشجر لكل أنواع الطيور الغريبة ‪ ،‬ويحِّرم على بالبله التي تعيش فيه ‪.‬‬
‫ثم يصل بنا الشاعر إلى حكمة مفادها ‪ " :‬أن أهل الدار أحق بها " ‪ ،‬و كل وطن أحق بأبنائه ‪ ،‬و ال ينكر هذا الحق إال‬ ‫‪.10‬‬
‫أصحاب اآلراء الفاسدة المستعمرون الذين استحلوا ديار و خيرات أوطان المستضعفين و قاموا بنفي من يعارضهم من أهلها ‪.‬‬
‫‪ / ) 12( /‬يستعطف الشاعر السفينة (رمز العودة) أن تحمله إلى مصر‪ ،‬ويتعهد لها بأن يقدم لها كل متطلبات الرحلة؛‬ ‫‪.11‬‬
‫فأنفاسه الملتهبة شوقاً وقودها‪ ،‬وقلبه الخافق بحب الوطن شراعها‪ ،‬ودموعه الغزيرة الملتاعة بحر تسير فيه و حين‬
‫تبحرين فولّي وجهك شطر (تجاه) اإلسكندرية ‪ ،‬و أرسي بين الرمل والمكس؛ حيث كنت أعيش سعيدًا في وطني ‪...‬‬
‫التـذوق‬
‫ْس؟‬ ‫َمالَهُ ُمولَعًا ب َم ْن ٍع َ‬
‫وحب ِ‬ ‫‪  ‬‬
‫‪ - 8‬يا ْبنَةَ اليَ ِّم ما أبو ِ‬
‫ك بَ ِخي ٌل‬ ‫‪ ‬‬

‫[يا بنة اليم ] ‪ :‬أسلوب إنشائي ‪ /‬نداء غرضه ‪ :‬التمنى و االستعطاف ‪ ،‬في النداء س ‪ /‬م حيث شبه السفينة بإنسان يُنَادى‬ ‫‪‬‬
‫عليه ‪ ،‬وسر جمالها التشخيص ‪.‬‬
‫[ابنة اليم ] ‪ :‬كناية عن موصوف وهى السفينة‪ ،‬وسر جمالها اإلتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[ما أبوك بخيل ] ‪ :‬س ‪ /‬م حيث شبه البحر بإنسان كريم ؛ ليستدر عطفه و يسمح له بالسفر و العودة إلى الوطن ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[أبوك] ‪ :‬كناية عن موصوف و هو البحر ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[ماله مولعا ً بمنع وحبس؟] ‪ :‬أسلوب إنشائي ‪ /‬استفهام غرضه ‪ :‬التعجب‬ ‫‪‬‬
‫[منع ‪ -‬وحبس] ‪ :‬نكرتان للتهويل‬ ‫‪‬‬
‫[حبس] ‪ :‬يرى بعض النقاد أن " حبس " مجلوبة للقافية‪ ،‬وهم مخطئون في ذلك ألن عطف " حبس " على منع أفاد‬ ‫‪‬‬
‫التوكيد والتنويع‪ ،‬فالمنع هو الحرمان من الحق‪ ،‬فالشاعر ممنوع من حقه في اإلقامة بالوطن‪ ،‬ومحبوس في مكان بعيد‬
‫حبسا معنوياً‪ ،‬ال يستطيع الخروج منه إال بإذن المستعمر كما أن الحبس نتيجة للمنع‪.‬‬
‫حال ٌل للطَّي ِْر ِم ْن ُك ِّل ِج ْن ِ‬
‫س؟‬ ‫‪  ‬‬
‫‪ - 9‬أَح َرا ٌم على بَالبِلِ ِه ال َّدوْ ُح‬ ‫‪ ‬‬

‫[أحرام ؟] ‪ :‬أسلوب إنشائي ‪ /‬استفهام لالستنكار ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫[حرام ‪ -‬وحالل ] ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[بالبله ]‪ :‬س ‪ /‬ص ‪ ،‬حيث شبه المصريين بالبالبل ‪ ،‬و حذف المشبه و صرح بالمشبه به ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[الدوح ]‪ :‬س ‪ /‬ص ‪ ،‬حيث شبه الوطن بالدوح ‪ ،‬و حذف المشبه و صرح بالمشبه به ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[الطير ] ‪ :‬س ‪ /‬ص‪ ،‬حيث شبه المستعمرين و األجانب بالطير ‪ ،‬و حذف المشبه و صرح بالمشبه به ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ب ِرجْ ِ‬
‫س‬ ‫ث ِمنَ ال َمذا ِه ِ‬
‫في خبي ٍ‬ ‫‪  ‬‬
‫ق باألَ ْه ِل إِال‬
‫َار أَ َح ُّ‬
‫‪ُ -10‬كلُّ د ٍ‬ ‫‪ ‬‬

‫[خبيث من المذاهب رجس ] ‪ :‬س ‪ /‬م تصور مذاهب االستعمار مادةً قبيحةً نجسةً‪ ،‬وسر جمالها التجسيم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[دار] ‪ :‬نكرة للعموم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[خبيث ‪ -‬ورجس] ‪ :‬نكرتان للتحقير ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[األهل] ‪ :‬معرفة للعموم والشمول ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[رجس‪ -‬خبيث] ‪ :‬ذكر [رجس] بعد [خبيث] لتأكيد وحشية االستعمار ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يري وأَرْ ِسي‬ ‫ب ِهما في ال ُّد ِ‬
‫موع ِس ِ‬ ‫‪  ‬‬
‫ع‬‫‪ - 11‬نَفَ ِسي ِمرْ َج ٌل وقَ ْلبِي ِش َرا ٌ‬ ‫‪ ‬‬

‫[نفسي مرجل ] ‪ :‬تشبيه لنفسه الحار بالمرجل الذي يغلى ويمد السفينة بالطاقة الدافعة‪ ،‬وسر جماله التوضيح‬ ‫‪‬‬
‫[قلبي شراع ] ‪ :‬تشبيه لقلبه بشراع السفينة الذي تحركه الريح‪ ،‬فيدفع السفينة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[نفسي مرجل قلبي شراع ] ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬حسن تقسيم يعطي جرساً موسيقياً تطرب له األذن ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[بهما في الدموع سيرى] ‪ :‬س ‪ /‬م تصور دموعه الغزيرة بحرًا تسير' فيه السفن‪ ،‬وسر جمالها التوضيح‪ ،‬و توحي بشدة‬ ‫‪‬‬
‫حنينه إلى الوطن ‪ ،‬و تقديم الجار و المجرور قصر للتخصيص ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫س ‪ :‬يرى بعض النقاد أن الخيال في البيت الحادي عشر فيه تناقض ‪ .‬بين مع التوضيح ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬التناقض في أن الشاعر جعل السفينة بخارية مرةً وشراعيةً مرة أخرى ‪ ،‬ويمكن الرد على ذلك التناقض بأنه ال مانع‬ ‫‪‬‬
‫أن يكون للسفينة البخارية شراع أيضا يستخدم حين يتعطل محرك السفينة‪ ،‬كما أن هذا أسلوب أدبي للتعبير العاطفي ال‬
‫لعرض الحقائق العلمية ‪.‬‬

‫[سيرى ‪ -‬وأرسى ] ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد ويفيد العموم‬ ‫‪‬‬
‫[سيرى ‪ -‬أرسى] ‪ :‬أسلوب إنشائي ‪ /‬أمر للتمني ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يَ َد الثَّ ْغ ِر بينَ ( َر ْم ٍل) َو ( َم ْك ِ‬
‫س)‬ ‫‪  ‬‬
‫ك‬‫ك الفَنَا َر و َمجْ َرا ِ‬
‫‪َ - 12‬واجْ َعلِي َوجْ هَ ِ‬
‫‪ ‬‬

‫[اجعلي] ‪ :‬أسلوب إنشائي ‪ /‬أمر للتمني ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫[اجعلي وجهك ] ‪ :‬س ‪ /‬م ‪ ،‬تصور السفينة إنساناً يخاطب وله وجه وسر جمالها التشخيص‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[يد الثغر ] ‪ :‬س ‪ /‬م ‪ ،‬تصور الثغر إنساناً له يد‪ ،‬وسر جمالها التشخيص‪ ،‬و توحي بالترحيب‪ ،‬وحسن االستقبال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫" ال يمكن نسيان الوطن "‬
‫نازعتني إليه في الخلد نفسي‬ ‫‪  ‬‬
‫‪ - 13‬وطني لو شغلت بالخلد عنه‬ ‫‪ ‬‬

‫ظمأ للسواد من (عين شمس)‬ ‫‪  ‬‬


‫‪ - 14‬وهفا بالفؤاد في سلسبيل‬ ‫‪ ‬‬

‫شخصه ساعة ولم يخل حسي‬ ‫‪  ‬‬


‫‪ - 15‬شهد هللا لم يغب عن جفوني‬ ‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬
‫ُش ِغ ْل ُ‬
‫ت ‪ :‬تلهيت ‪ -‬الخلد ‪ :‬المقصود الجنة ‪ -‬نازعتني إليه ‪ :‬اشتاقت إليه ‪ -‬هفا بالفؤاد ‪ :‬حرك القلب ‪ -‬السلسبيل ‪ :‬الماء‬ ‫‪‬‬
‫العذب ج سالسب و سالسـيب ‪ -‬ظمأ ‪ :‬عطش والمراد شوق × ارتواء ‪ -‬السواد ‪ :‬االضواحي ج أسودة ج ج أساود ‪ -‬شهد‬
‫هللا‪ :‬علم ‪ -‬شخصه ‪ :‬ذاته ‪ -‬ساعةً ‪ :‬لحظةً ‪ -‬لم يخل ‪ :‬لم يفرغ ‪ -‬حسي ‪ :‬إدراكي ‪.‬‬
‫الشـرح‬
‫(‪ ) 13‬إن حبي لوطني الغالي كبير ال يشغلني عنه شاغل مهما كان عظيماً حتى و لو كان الخلود في الجنة ‪.‬‬
‫(‪ )14‬لذلك فإن قلبي مشتاق' ألن يروي ظمأه الشديد إلى مصر و ضواحيها الجميلة برؤية أهلها و لقاء األهل في منطقة‬
‫عين شمس التي عشت فيها فترة من الزمن ‪.‬‬
‫(‪ ) 15‬و يعلم اهلل أن صورة وطني لم تغب عن عيوني لحظة وأن حبه لم يفارق روحي رغم بعدي عنه فصورته أمام عينيّ‬
‫و في قلبي على الدوام ‪.‬‬
‫س ‪ :‬لبعض النقاد رأي في البيت الثالث عشر‪ .....‬وضحه واذكر رأيك‪ .‬أو يرى بعض النقاد أن شوقيا قد بالغ في حبه للوطن في البيت الثالث عشر ‪..‬‬
‫ناقش ذلك مبينًا وجهة نظرك ‪.‬‬
‫يرى بعض النقاد بأن معنى البيت األول فاسد ؛ ألنه حين يكون اإلنسان في جنة الخلد تكون الدنيا قد انتهت ‪ ،‬فال يكون‬ ‫‪‬‬
‫هناك وطن يشتاق إليه ‪ ،‬أو ألن ذلك مخالف للدين الذي يجعل جنة الخلد أفضل مكان‪.‬‬
‫و المبالغة نابعة من‬ ‫ويمكن الرد على ذلك النقد بأنها مبالغة مقبولة ألنها في حب الوطن الذي يشبه كثيرًا بالجنة‬ ‫‪‬‬
‫خيال شاعر ‪ ،‬وقد خففها الشاعر باستعمال (لو ) التي هي حرف امتناع الجواب المتناع الشرط ‪.‬‬
‫التـذوق ‪:‬‬
‫نازعتني إليه في الخلد نفسي‬ ‫‪  ‬‬
‫‪ - 13‬وطني لو شغلت بالخلد عنه‬ ‫‪ ‬‬

‫[لو ] ‪ :‬حرف شرط يفيد امتناع الجواب المتناع الشرط و يفيد استحالة انشغاله بغير الوطن ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[شغلت عنه ‪ -‬ونازعتني إليه نفسي] ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[الخلد ] ‪ :‬كناية عن الجنة ‪ ،‬و تكررت مرتين في البيت ؛ للتأكيد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ظمأ للسواد من (عين شمس)‬ ‫‪  ‬‬
‫‪ - 14‬وهفا بالفؤاد في سلسبيل‬ ‫‪ ‬‬

‫[هفا بالفؤاد ظمأ] ‪ :‬س ‪ /‬م تصور الفؤاد شخصاً يتحرك ويذهب‪ ،‬وفيها تجسيم‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫[ظمأ] ‪ :‬س ‪ /‬ص ‪ ،‬فقد شبه الشوق إلى الوطن بالظمأ وسر جمالها التوضيح‬ ‫‪‬‬
‫[السواد ] ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬تورية فالمعنى القريب للسواد حدقة العين ‪،‬والمعنى البعيد المراد [الضواحي] حول عين شمس‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وهى تورية متكلفة غامضة‪ ،‬وذلك يقلل من جمالها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫[عين شمس] ‪ :‬مجاز مرسل عن أهلها عالقته المحلية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[سلسبيل ‪ -‬ظمأ ] ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شخصه ساعة ولم يخل حسي‬ ‫‪ - 15‬شهد هللا لم يغب عن جفوني‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[جفوني ] ‪ :‬مجاز مرسل عن " عيوني " عالقته الجزئية‪ ،‬وسر جماله اإليجاز والدقة في اختيار العالقة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[شخصه ] ‪ :‬س ‪ /‬م تصور الوطن إنسانًا له ذات وشخص‪ ،‬وسر جمالها التشخيص‬ ‫‪‬‬
‫[ساعة] ‪ :‬نكرة للتقليل‪ ،‬فالمقصود بها أقل جزء من الوقت‬ ‫‪‬‬
‫‪ â‬التعليق ‪á‬‬
‫س‪ : 1‬تحت أي أغراض الشعر يندرج هذا النص ؟ وما خصائصه ؟‬
‫يندرج هذا النص تحت غرض (الشعر الوطني) الذي تمتزج فيه األفكار بعاطفة الحنين إلى الوطن ‪ ،‬والدفاع عنه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األفكار‪ :‬واضحة عميقة فيها تحليل وتفصيل وترابط إذ يربطها خيط واحد هو حنينه إلى وطنه وإلى ذكريات الصبا‬ ‫‪‬‬
‫والشباب‪ ،‬كما أن حديثه للسفينة مرتبط بذلك ألنها أمله في العودة إلى الوطن‬
‫الصور‪ :‬جزئية وهى تتنوع بين التشبيه واالستعارة والكناية والمجاز المرسل وتؤدى' دورها في خدمة المعانى ‪ ،‬وكثير‬ ‫‪‬‬
‫منها مستمد من التراث كالتشبيه بالصبا ‪ -‬وعواء الذئب ‪ -‬وبالبل الدوح‪ ..‬وفي بعضها مبالغة كترك الخلد من أجل‬
‫وطنه ‪ -‬ولكنها مقبولة ألنها جديدة‪.‬‬
‫األلفاظ‪ :‬سهلة مالئمة للجو النفسى ومعظم األساليب خبرية تقريرية وبعضها إنشائى يثير المشاعر‪ ،‬والمحسنات غير‬ ‫‪‬‬
‫متكلفة " إال التورية في البيت الرابع عشر "‪.‬‬
‫من مالمح المحافظة على القديم‪:‬‬
‫التأثر بالخيال القديم‪.‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫التزام الوزن ووحدة القافية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫معارضة الشعراء القدامى‪.‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫الحرص على اللفظ العربي األصيل‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫من مالمح التجديد‪:‬‬
‫الوحدة العضوية ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫الموضوع جديد فهو من الشعر الوطني ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫اختيار عنوان للنص ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫مالمح شخصية شوقي من خالل النص‪:‬‬
‫واسع الثقافة ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫وطني صادق الوطنية وعربي مسلم مخلص‬ ‫‪-1‬‬
‫شاعر موهوب عبقري ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫ألمته‬
‫الخصائص الفنية ألسلوبه‪:‬‬
‫االستعانة بالمحسنات البديعية‬ ‫‪-4‬‬ ‫فصاحة األلفاظ وبعدها عن الغرابة ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وضوح األفكار وترابطها ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫جزالة العبارات وإحكام صياغتها‬ ‫‪-2‬‬
‫روعة التصوير‬ ‫‪-3‬‬
‫س‪ : 2‬وازن بين قول البحتري ‪:‬‬
‫وترفَّع ُ‬
‫ْت عن َجدَا كل ِجبْس‬ ‫‪  ‬‬
‫ت نَ ْف ِسى َع َّما يُ َدنِّسُ ن ْف ِسى‬
‫ص ْن ُ‬
‫ُ‬ ‫‪ ‬‬

‫وقول شوقي ‪:‬‬


‫اِ ْذ ُك َرا لي الصِّ بَا وأَيَّا َم أُ ْن ِسي‬ ‫‪  ‬‬
‫هار واللَّي ِْل يُ ْن ِسي‬
‫اختالفُ النَّ ِ‬ ‫‪ ‬‬

‫لفظ شوقي أوضح ‪ ،‬أما البحتري فقد استعمل كلمةً فيها غرابة وهي "جبس" بمعنى "لئيم" ‪ ،‬وهذا يضعف التأثير‬ ‫‪‬‬
‫النفسي ‪.‬وفي كال البيتين محسنات كالطباق بين " صنت ‪ -‬ويدنس " ‪ ،‬وبين " النهار ‪ -‬والليل"‬
‫ومعنى شوقي أجمل ألنه يتحدث عن ذكريات الصبا والسعادة في وطنه ‪ ،‬بينما يتحدث البحتري عن أخذ العطاء ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فنخرج من ذلك بتفوق شوقي لفظًا ومعنًى ‪ ،‬وهذا يؤكد أن المعارضة ليست تقليدًا ‪ ،‬ولكنها مباراة ومنافسة إلثبات‬
‫الذات والمقدرة ‪ ،‬يضاف إلي ذلك أن بيت شوقي حكمة تجري مجرى األمثال ‪.‬‬
‫‪ ‬الواجب ‪‬‬
‫صبَا وأَيَّا َم أُ ْن ِسي‬
‫اِ ْذ ُك َرا لي ال ِّ‬ ‫هار واللَّي ِْل يُ ْن ِسي‬ ‫‪ -1‬اختالفُ النَّ ِ‬
‫صُ ِّو َر ْ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ت َو َمسِّ‬ ‫َص ُّورا ٍ‬ ‫ت ِم ْن ت َ‬ ‫ب‬ ‫ْ‬


‫الوة ِمن َشبا ٍ‬ ‫ً‬ ‫صفا لِي ُم َ‬ ‫‪َ -2‬و ِ‬
‫حُل َوةً ولَ َّذةَ خَ ْل ِ‬
‫ِسنَةً ْ‬ ‫َّ‬
‫‪  ‬‬

‫ب و َمر ْ‬ ‫ْ‬
‫‪ ‬‬

‫س‬ ‫‪  ‬‬
‫َّت‬ ‫ِ‬ ‫ُو‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫َّ‬
‫ص‬ ‫كال‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫َص‬
‫‪ -3‬ع َ‬ ‫‪ ‬‬

‫‪3‬‬
‫أَوْ أَ َسا جُرْ َحهُ ال َّزمانُ ال ُم َؤسِّي؟‬
‫‪  ‬‬
‫‪ - 4‬و َسال ِمصْ َر هَلْ َسال القَ ْلبُ َع ْنها‬
‫‪ ‬‬

‫اختر اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين ‪- :‬‬ ‫‪.1‬‬


‫( سجع ‪ -‬جناس ‪ -‬تورية ‪ -‬ازدواج )‬ ‫بين « الصبا و الصبا »‬ ‫‪‬‬
‫(الكبر ‪ -‬الكهولة ‪ -‬الشيخوخة ‪ -‬الطفولة )‬ ‫مضاد « الصبا »‬ ‫‪‬‬
‫(الحرور ‪ -‬الدبور ‪ -‬القرور ‪ -‬العاصفة )‬ ‫مضاد « الصـَبا »‬ ‫‪‬‬
‫( وسن ‪ -‬سنن ‪ -‬سنو ‪ -‬سني)‬ ‫مادة « سِنة »‬ ‫‪‬‬
‫( تعاقب – تقارب – تباعد – تنافر )‬ ‫مرادف « اختالف »‬ ‫‪‬‬
‫( باعث األسي – المعالج – األسوة – العطوف )‬ ‫« المؤسي » مرادفها‬ ‫‪‬‬
‫( المرض – الشقاء – الوحشة – التذكر ) ‪.‬‬ ‫مقابل « األنس »‬ ‫‪‬‬
‫( تحركت – هبت – أسرعت – اضطربت )‬ ‫المراد بـ « عصفت »‬ ‫‪‬‬
‫( حالوة – فترة – مشهد – منظر )‬ ‫مرادف « مالوة »‬ ‫‪‬‬
‫( نشاط – حيوية – جنون – األولي والثانية )‬ ‫المراد من « مس »‬ ‫‪‬‬
‫( اللعب – اللعائب – المالعب – األلعاب )‬ ‫جمع « اللعوب »‬ ‫‪‬‬
‫يجرى الشاعر في األبيات على تقليد القدماء في أسلوب الخطاب ‪ .‬لماذا ؟‬ ‫‪.2‬‬
‫اشرح األبيات مبينا أثر الغربة والبعد عن الوطن على نفس الشاعر ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫هات من األبيات ‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ -3‬أسلوبا خبريا وآخر إنشائيا وبين غرض كل‬ ‫‪ -1‬لونين بيانيين مختلفين‬
‫منهما ‪.‬‬ ‫‪ -2‬زينة صوتية وأخرى معنوية ‪.‬‬
‫بين رأيك فى استخدام الشاعر ‪ « :‬عصفت » مع « الصبا » ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫استخدم الشاعر بعض الحروف استخداما موسيقيا ‪ .‬وضح ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫أيهما أفضل ولماذا ‪ ..‬؟‬ ‫‪.7‬‬
‫« اختالف الليل والنهار »‬ ‫‪ « -1‬اختالف النهار والليل » أم‬
‫« انقضاء النهار والليل »‬ ‫أم‬ ‫‪ « -2‬اختالف النهار والليل »‬
‫« وصِفَـا لـى فترة »‬ ‫أم‬ ‫‪ « -3‬صِفَـا لـى مُـالوةً »‬
‫‪ -â 2‬االتجـــــاه الوجـــــداني ‪á‬‬
‫س‪:1‬عالم يقوم االتجاه الوجداني ؟‬
‫يقوم االتجاه الوجداني على ‪ :‬اكتشاف الفرد ذاته والعمل على النهوض بها ‪ ،‬كما يقوم على اعتزاز الفرد بثقافته الجديدة‬ ‫‪‬‬
‫ووعيه االجتماعي وتطلعه إلى المثل اإلنسانية العليا من حــرية وكرامة إنسانية وعدل ومساواة وحب وإخاء وتواصل‬
‫وعشق للجمال ومجافاة للقبح والتخلف‪.‬‬

‫س‪ :2‬تحدث عن نشأة االتجاه الوجداني وتطوره في الشعر العربي ‪.‬‬


‫بدأ االتجاه الوجــداني الذي يحاكي الرومانتيكية الغربية مع حركـــة اإلحياء التي ردت إلى الشعر العربي ما كان قد‬ ‫‪‬‬
‫فقده من لمسات وجـدانية ذاتية ‪ ،‬ثم نما مع حركــــات التجديد التي كان مطران رائدها حتى ازدهر منذ العقد الثالث‬
‫مـــن القــرن العشرين على يد رواد مدرسة الديــوان ومدرسة أبولو ومدرسة المهاجــر ‪ ,‬وقد بدأ االتجاه الوجداني‬
‫في التراجع بعد الحرب العالمية الثانية أمام تيار الواقعية الجديد ‪.‬‬

‫س‪ :3‬تحدث عن موقف شعراء االتجاه الوجداني من الشعر القديم‪.‬‬


‫حرص أصحاب االتجاه الوجداني بعد اإلحيائيين على الخروج من أسر األنمــاط الشعرية المكررة على مر العصور ‪ ،‬وابتكار‬ ‫‪‬‬
‫صيغة شعرية حديثة يمتزج فيها التراث بالعصرية ‪ ،‬وتكتسب فيه األلفاظ دالالت حديثة وقدرة حقيقية على اإليحاء ‪،‬‬
‫وتقوم الصورة الشعرية فيها على مفهوم فني حديث ينتفع بالنظــــريات الجديدة في األدب والفن والموسيقى واللغة ‪،‬‬
‫وتنطلق الصورة الفنية من الوجدان‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫س‪ :4‬وضح كيف كان مطران رائدا لالتجاه الوجداني ‪.‬‬
‫أعلن مطران في مقدمة الجزء األول من ديوانه ‪ 1908‬عن بعض الخصائص التي تمثل مذهبه الشعرى حيث قال ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫" هذا شعر عصري وفخره أنه عصري ‪ ,‬وله على سابق الشعر مزية زمانه على سالف الدهور ‪ ,‬هذا شعر ليس ناظمه‬ ‫‪‬‬
‫بعبده وال تحمله ضرورات الوزن أو القافية على غير قصده ‪ ،‬يقـــال فيه المعنى الصحيح باللفظ الصحيح ‪ ،‬وال ينظر‬
‫قائــــــله إلى جمال البيت المفرد بل ينظر لجمال البيت في ذاته وفي موضعه ‪ ،‬وإلى جمال القصيدة في تركيبها وفي‬
‫ترتيبها وفي تناسق معانيها وتوافقها مع ندور التصوير ‪ ،‬وغرابة الموضوع‪ ،‬ومطابقة كل ذلك للحقيقة ‪ ،‬وشفوفه عن‬
‫الشعر الحر ‪ ،‬وتحري' دقة الوصف ‪ ،‬واستيفائه فيه على قدر‪.‬‬

‫س‪ :5‬كان لمطران مآخذ على من سبقه من الشعراء ‪ .‬وضح ذلك‬


‫يتضح من كــالم مطران مآخذه على من سبقوه من حيث ‪ " :‬االنصراف عن النفس وما يشغلها من أحاسيس واالهتمام بالمناسبات‬ ‫‪‬‬
‫والمجامالت على حساب المعنى والفكر والوجدان وعدم االهتمام بالوحدة الفنية في الشعر حيث كانت القصيدة وحدات‬
‫مبعثرة ال نسق لها وال نظام " ‪.‬‬

‫‪ â‬المساء ‪ /‬خليل مطران‪á‬‬


‫التعريف بالشاعر‬
‫ولد شاعر القطرين (مصر ‪ -‬ولبنان) مطران في بعلبك بلبنان سنة ‪ 1872‬م ‪ ،‬وقد أجاد العربية والفرنسية والتركية ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫استقر في مصر سنة ‪ 1893‬؛ ولذلك لقب بشاعر القطرين ‪ ،‬وعمل في جريدة األهرام ‪ ،‬وفي ترجمة مسرحيات شكسبير'‬
‫(كعطيل ‪ -‬وهاملت ‪ -‬وماكبث )‬
‫كما ترجم مع شاعر النيل (حافظ إبراهيم ) كتاب ( الموجز في االقتصاد) ‪ ،‬وله ديوان مطبوع يسمى (ديوان الخليل) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التجربة الشعرية‬
‫عاش شاعرنا قصة حب مريرة فاشلة مرض بعدها ‪ ،‬فأشار عليه أصدقاؤه بالذهاب إلى اإلسكندرية لالستشفاء من‬ ‫‪‬‬
‫مرضه(النفسي والجسدي ) بهواء البحر وسحر الطبيعة ‪ ،‬ولكنه لم يجد ما يرجوه فلقد تضاعف األلم ألم الفراق (لحبيبته‪f‬‬
‫التي تركها في القاهرة ) وألم المرض ‪ ،‬وخرج يوما قبل الغروب ووقف بشاطئ البحر حتى حلول المساء ‪ ،‬ورأى كيف قضى‬
‫الليل على حياة النهار ‪،‬فانفعل بهذا الموقف و كتب هذه األبيات‬

‫نوع التجربة ‪:‬ذاتية ؛ فالشاعر يتحدث عن موقف خاص عاشه و تجربة عاناها بنفسه ‪.‬‬

‫في ُغرْ بَ ٍة ‪ -‬قالوا ‪ -‬تكونُ دوائِي‬


‫‪  ‬‬
‫‪ - 1‬إِنِّي أَقَ ْم ُ‬
‫ت علي التِّ ِعلَّ ِة بال ُمنَى‬ ‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬

‫‪3‬‬
‫أقمت ‪ :‬بقيت × رحلت ‪ -‬التعلة ‪ :‬التشاغل و التلهي ‪ -‬المنى ‪ :‬اآلمال م مُنية‬ ‫‪‬‬
‫الشرح‬
‫يقول الشاعر ‪ :‬لقد أخذت بمشورة ونصح األصدقاء ‪ ،‬وأقمت غريبًا في اإلسكندرية‪ ،‬على أمل الشفاء ‪ -‬كما زعموا ‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫من المرض الذي أجهدني والحب الذي أشقاني ‪.‬‬
‫التذوق‬
‫[إني أقمت] ‪ :‬أسلوب مؤكد بـ(إن) يوحي بالرغبة القوية في االستشفاء ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[في غربة تكون دوائي ] ‪ :‬تشبيه للغربة بالدواء الشافي ‪ ،‬وسر جماله التجسيم‪ ،‬ويوحي باأللم والنفور من الغربة ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫واستخدام حرف الجر في يدل على أن الغربة محيطة به من كل جانب‬
‫[غربة] ‪ :‬نكرة للتهويل والتنفير منها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[أقمت ‪ -‬غربة] ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬طباق يوضح المعنى بالتضاد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[قالوا ] ‪ :‬إطناب بالجملة المعترضة وتوحي بالشك وعدم االقتناع ‪ ،‬وفيها تهكم وسخرية من نصح الناصحين ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أَيُلَطِّفُ النِّيرانَ ِطيبُ هَوا ِء ؟‬ ‫‪  ‬‬


‫‪ - 2‬إِ ْن يَ ْش ِ‬
‫ف هذا ال ِج ْس َم ِطيبُ هَوائِها‬ ‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬
‫طيب ‪ :‬جمال ج أطياب ‪ ،‬طيوب ‪ -‬هواء ج أهوية ‪ -‬يلطف ‪ :‬يخفف ‪ -‬النيران ‪ :‬أي األشواق‬ ‫‪‬‬
‫الشرح‬
‫وإذا كان هواء اإلسكندرية الرقيق سوف يشفيني من مرضي الجسدي ‪ ،‬فأنا أشك أنه سوف يخفف أشواقي و يخمد نيران‬ ‫‪‬‬
‫الحب المتأججة (المشتعلة) في قلبي ‪.‬‬
‫التذوق‬
‫[إن] ‪ :‬الشرطية تدل على شكه في الشفاء ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[إن يشف هذا الجسم طيب هوائها ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬تصور الهواء دواء يشفي الجسم من المرض ‪ ،‬وسر جمالها التوضيح‬ ‫‪‬‬
‫[أيلطف النيران طيب هواء ؟] ‪ :‬النيران ‪ :‬استعارة تصريحية ‪ ،‬فقد شبه األشواق بالنيران ‪ ،‬وفيها تجسيم‬ ‫‪‬‬
‫[أيلطف النيران طيب هواء؟] ‪ :‬أسلوب إنشائي ‪ /‬استفهام ‪ ،‬غرضه النفي واالستبعاد‬ ‫‪‬‬
‫في البيت الثاني ‪ :‬إيجاز بالحذف يثير الذهن حيث حذف جواب الشرط الذي يدل عليه (أيلطف النيران‪ ..‬إلخ) فالتقدير إن‬ ‫‪‬‬
‫يشف هذا الجسم طيب هوائها فلن يشفي آالم األشواق النفسية‬
‫في ِعلَّ ٍة َم ْنفاي ال ْستِ ْشفَا ِء‬
‫‪  ‬‬
‫ث طَوافِي في البال ِد َو ِعلَّةٌ‬
‫‪َ - 3‬عبَ ٌ‬ ‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬
‫عبث ‪ :‬ال فائدة منه ‪ -‬طوافي ‪ :‬تنقلي ‪ ،‬ترحالي × استقراري‪ -‬علة ‪ :‬مرض ج علل ‪ -‬منفاي ‪ :‬أي غربتي ج‬ ‫‪‬‬
‫منافٍ ‪ -‬االستشفاء ‪ :‬طلب الشفاء ‪.‬‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫ونتيجة ذلك أشعر أن هذه الغربة من أجل الشفاء عبث ال فائدة منه ؛ فقد جمعت بين المرض والشوق‪ ،‬فأضافت إلى علة‬ ‫‪‬‬
‫الجسم علة الحب وعذاب القلب و علة الغربة‪.‬‬
‫التذوق‬
‫[عبث طوافي] ‪ :‬أسلوب قصر بتقديم الخبر النكرة (عبث ) على المبتدأ المعرفة ؛ للتأكيد على أنه اليتوقع الشفاء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[عبث طوافي ] ‪ :‬تشبيه للطواف بالعبث ‪ ،‬وهو يوحي باليأس التام من الشفاء ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[علة في علة منفاي] ‪ :‬تشبيه للمنفي (اإلسكندرية) بالعلة وفيه توضيح وإيحاء بآالم الغربة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[منفاي] ‪ :‬استعارة تصريحية ‪ ، ،‬حيث صور اإلسكندرية بالمنفي ‪ ,‬وهي توحي بالوحشة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[علة ـ استشفاء] ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬طباق يبرز المعنى و يوضحه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[عبث ـ علة] ‪ :‬نكرتان للتهويل وبيان شدة المعاناة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫بكآبَتِي ُمتَفَ ِّر ٌد ب َعنائِي‬
‫‪  ‬‬
‫صبابَتِي ُمتَفَ ِّر ٌد‬
‫‪ُ - 4‬متَفَرِّ ٌد ب َ‬
‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬
‫صبابتي ‪ :‬شوقي ‪ -‬كآبتي ‪ :‬حزني× فرحي ‪ -‬عنائي ‪ :‬تعبي × راحتي‬ ‫‪‬‬
‫الشرح‬
‫وأنافي غربتي هذه أعاني شوقًا وحزنًا وآالمًا فريدة ال نظير لها لم يشعر بها أحد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التذوق‬
‫[متفرد بصبابتي‪ ،‬متفرد بكآبتي‪ ،‬متفرد بعنائي ] ‪ :‬البيت كله فيه حسن تقسيم يعطي جرساً موسيقياً محبباً إلى األذن ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[متفرد بصبابتي‪ ،‬متفرد بكآبتي‪ ،‬متفرد بعنائي] ‪ :‬الفصل بين العبارات يوحي بتنوع أصناف الشقاء‬ ‫‪‬‬
‫[متفرد بصبابتي‪ ،‬متفرد بكآبتي‪ ،‬متفرد بعنائي ] ‪ :‬إضافة هذه الكلمات إلى ياء المتكلم توحي بخصوصية هذا األلم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[متفرد بصبابتي‪ ،‬متفرد بكآبتي‪ ،‬متفرد بعنائي ] ‪ :‬تكرار لفظ (متفرّد ) يؤكد الشعور باأللم وانفراده به‬ ‫‪‬‬
‫البيت الرابع ‪ :‬نتيجة لما قبله من (علة في علة ) أدت إلى وحدة ذات ثالث صفات متدرجة ‪ :‬سببها الصبابة ـ التي تؤدى‬ ‫‪‬‬
‫إلى الكآبة ـ فينتج' عنها العناء والمشقة ‪.‬‬

‫ياح ِه الهَوْ جا ِء‬


‫بر ِ‬‫فَي ُِجيبُنِي ِ‬ ‫‪  ‬‬
‫اب خَ وا ِط ِري‬
‫البحر اضْ ِط َر َ‬
‫ِ‬ ‫‪َ - 5‬شا ٍ‬
‫ك إلي‬ ‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬
‫خواطري ‪ :‬أفكاري م خاطرة ‪ -‬الهوجاء ‪ :‬الشديدة ج هوج مذكرها أهوج ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشرح‬
‫في هذا المساء وقفت على شاطئ البحر‪ ،‬وشكوت له حزني واضطراب نفسي وأفكاري‪ ،‬فيجيبني برياح شديدة هوجاء‬ ‫‪‬‬
‫تدل على اضطرابه هو أيضاً فتزداد حيرتي وألمي ‪.‬‬
‫س ‪ :‬ل َم اختار الشاعر البحر ليبثه شكواه ؟‬
‫جـ ‪ :‬اختار الشاعر البحر ليبثه شكواه ؛ ألن هذا من طبع الرومانسيين الذين يتجهون إلى الطبيعة ‪ ،‬وقد اختار البحر ألنه‬
‫مشابه له في اضطرابه ‪ ،‬كما أن البحر واسع قد يتحمل شدة معاناة الشاعر و آالمه ‪.‬‬
‫التذوق‬
‫[شاك] ‪ :‬في البيت إيجاز بحذف المبتدأ وتقديره (أنا شاك) ‪ ،‬والحذف للتركيز على معنى األلم والشكوى ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[شاك إلى البحر ] ‪ :‬س‪ /‬م ‪ ،‬تصور البحر صديقاً يبثه الشاعر شكواه‪ ،‬وسر جمالها التشخيص وتوحي بحب الشاعر‬ ‫‪‬‬
‫للطبيعة‬
‫[يجيبني برياحه الهوجاء ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬تصور البحر إنسانا ًمضطرباً يجيب‪ ،‬وفيها تشخيص ‪ ،‬وإيحاء بالتجاوب بينه‬ ‫‪‬‬
‫وبين الشاعر‪ ،‬والخيال في هذا البيت ممتد ‪ ،‬حيث صور البحر صديقاً يشكو إليه‪ ،‬وإنساناً يجيبه‪ ،‬وهذا يقوى الصورة‬
‫[شاك ـ ويجيبني ] ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[فيجيبني] ‪ :‬استخدام "الفاء" يدلّ على سرعة استجابة البحر‬ ‫‪‬‬

‫قَ ْلبًا كهَ ِذي الص َّْخ َر ِة الص َّما ِء‬


‫‪  ‬‬
‫ص ْخ ٍر أَ َ‬
‫ص َّم َولَيْتَ لي‬ ‫‪ - 6‬ثا ٍو علي َ‬ ‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬
‫ثاو ‪ :‬مقيم ‪ -‬صخر أصم ‪ :‬صلب مصمت وجمع أصم وصماء ‪ :‬صم‬ ‫‪‬‬
‫الشرح‬
‫وجلست على صخرة من صخور الشاطئ متمنياً أن يكون قلبي قاسياً قوياً مثلها وال يتأثر بعواطف الحب والشوق وال‬ ‫‪‬‬
‫يشعر باأللم وعذاب الفراق ‪.‬‬
‫التذوق‬

‫‪3‬‬
‫[ثاو على صخر أص ّم ] ‪ :‬تعبير يدل على طول مالزمته للبحر‪ ،‬وعمق تأمله ‪ ،‬وفيه إيجاز بالحذف‪( ،‬أنا ثاو)‪ ،‬وهو‬ ‫‪‬‬
‫أسلوب خبري إلظهار األلم‪.‬‬
‫س ‪ :‬كل من (شاك ‪ -‬وثاو) مالئم لموضعه‪ .‬وضح ذلك‪.‬‬
‫جـ ‪( :‬شاك ) تالئم الحديث إلى البحر ؛ ألنه واسع يمكن أن يتجاوب معه ويكتم سره‪ .‬و (ثاو) يالئم الصخرة ؛ ألن طول‬
‫المالزمة يحتاج إلى شيء ثابت قوى يقيم عليه‪.‬‬
‫[ليت لي قلبا ً كهذى الصخرة الصماء] ‪ :‬تشبيه للقلب بالصخرة في صالبتها ‪ ،‬يوضح أمنية الشاعر في عدم اإلحساس‬ ‫‪‬‬
‫[وليت لي قلبًا ‪ : ]...‬أسلوب إنشائي بصيغة التمني إلظهار الحسرة واأللم واالستبعاد ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ويَفُتُّها كال ُّس ْق ِم في أعضائِي‬


‫‪  ‬‬
‫مكار ِهي‬
‫ِ‬ ‫‪ - 7‬يَ ْنتابُها َموْ ٌج ك َموْ ِ‬
‫ج‬ ‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬
‫‪ :‬أحزاني و كل ما يكرهه اإلنسان م مكره ‪ -‬يفتها ‪ :‬يفتتها و يكسرها‬ ‫ينتابها ‪ :‬يصيبها ويتوالى عليها ‪ -‬مكارهى‬ ‫‪‬‬
‫‪ :‬المرض ج أسقام‬ ‫‪ -‬السقم‬
‫الشرح‬
‫فوجدت الصخرة تعاني مثل معاناتي فتتفتت' أمام الموج كما تتفتت أعضائي في مواجهة آالم المرض ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التذوق‬
‫[ينتابها موج كموج مكارهى] ‪ :‬تشبيه لموج البحر في تتابعه على الصخرة بموج المكاره(األحزان) التي تتابعت عليه من‬ ‫‪‬‬
‫الحب والمرض والغربة‪ ،‬وفيه توضيح وإيحاء بكثرة الهموم‪.‬‬
‫[موج مكارهى ] ‪ :‬تشبيه للمكاره في كثرتها بالموج‪ ،‬وهذا خيال مركب‪ ،‬حيث جعل الموج مشبها به في صورتين‬ ‫‪‬‬
‫[يفتّها كالسقم في أعضائي] ‪ :‬تشبيه لموج البحر حين يفتت الصخر بالمرض في إضعاف األعضاء‬ ‫‪‬‬
‫س ‪ :‬رسم الشاعر في األبيات (‪ )7- 5‬لوحة فنية ‪ .‬وضح ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬رسم الشاعر في األبيات لوحة كلية تجسم مشاعره الحزينة ‪ /‬أجزاؤها ‪ :‬الشاعر و مشاهد من البحر والصخر والموج‪.‬‬
‫‪ - /‬خطوطها الفنية " أطرافها " ‪:‬‬
‫(صوت) نسمعه في (شاك ‪ -‬يجيبني)‬ ‫‪‬‬
‫(لون) نراه في زرقة البحر وسواد الصخر‬ ‫‪‬‬
‫(حركة) نحسها في (اضطراب ‪ -‬الهوجاء ‪ -‬ينتابها ‪ -‬يفتها)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وقد وفق الشاعر في رسم هذه اللوحة ؛ ألنها اجتمعت لها األجزاء و تآلفت فيها األطراف ‪ ،‬واستطاعت أن توضح الفكرة و‬
‫تنقل اإلحساس ‪.‬‬

‫ص ْد ِري َسا َعةَ اإلمسا ِء‬


‫َك َمدًا ك َ‬
‫‪  ‬‬
‫ضائِ ٌ‬
‫ق‬ ‫ب َ‬ ‫‪ - 8‬والبح ُر خَ فَّا ُ‬
‫ق ال َجوانِ ِ‬ ‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬
‫‪ :‬حزناً شديداً مكتوماً × سرورًا‬ ‫‪ :‬مضطرب ‪ -‬كمداً‬ ‫خفّاق‬ ‫‪‬‬
‫الشرح‬
‫والبحر مضطرب األمواج ضائق كصدري في حزنه ساعة المساء‬ ‫‪‬‬
‫التذوق‬
‫[البحر خفّاق الجوانب ضائق كمدًا ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬تصور البحر إنساناً حزيناً ضيق الصدر‪ ،‬وفيها تشخيص‬ ‫‪‬‬
‫[خفاق] ‪ :‬صيغة مبالغة تدل على شدة االضطراب واستمراره ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[والبحر ضائق كمدًا كصدري ساعة اإلمساء ] ‪ :‬تشبيه للبحر في ضيقه بصدره وقت الغروب ‪ ،‬و يوحي بكثرة هموم الشاعر‬ ‫‪‬‬
‫وقت المساء‪ ،‬وخص الشاعر الليل ؛ ألنه وقت تجمع الهموم‪ ،‬وتراكمها على القلوب ‪.‬‬
‫[ صدري ] ‪ :‬مجاز مرسل عن القلب ‪ ،‬عالقته ‪ :‬المحلية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫ي ِم ْن أحشائِي‬ ‫ص ِعد ْ‬
‫َت إلي َع ْينَ َّ‬ ‫َ‬ ‫‪  ‬‬
‫‪ - 9‬تَ ْغ َشى البَ ِريَّةَ ُك ْد َرةٌ وكأنَّها‬
‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬
‫‪ :‬األحشاء كل ما بداخل الجوف‬ ‫‪ :‬المخلوقات ج برايا ‪ -‬كدرة ‪ :‬سواد وظالم ‪ -‬أحشائي‬ ‫تغشى ‪ :‬تغطى ‪ -‬البرية‬ ‫‪‬‬
‫والمراد القلب م حشا‬
‫الشرح‬
‫والكون كله قد غلفه السواد وكأن األحزان السوداء التي تمأل نفسي صعدت إلى عيني فأصبحت ال أرى إال الظالم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التذوق‬
‫[تغشى البرية كدرة ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬تصور الكدرة ثوبا أسود ‪ ،‬يغطى الكون ‪ ،‬وفيها توضيح وإيحاء بضيق النفس ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[كأنّها صعدت إلى عيني من أحشائي] ‪ :‬كناية عن شدة حزن و ألم الشاعر ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س ‪ :‬لماذا ال يرضى النقاد عن (أحشائي) في البيت التاسع؟ وما رأيك؟‬
‫جـ ‪ :‬يقولون أنها مجلوبة للقافية ؛ ألن الهموم ال تكون إال في النفس ‪ -‬و الرأي أن الشاعر يريد (القلب) وهو جزء من‬
‫األحشاء فتكون (األحشاء ) مجازًا مرسالً عن القلب عالقته ‪ /‬الكلية و بالتالي فال نقد على الشاعر‪.‬‬

‫ت واألقذا ِء‬ ‫يُ ْغ ِ‬


‫ضي على الغمرا ِ‬ ‫‪  ‬‬
‫‪ - 10‬واألُ ْف ُ‬
‫ق ُم ْعتَ ِك ٌر قَري ٌح َج ْفنُهُ‬ ‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬
‫‪ :‬جريح ‪ ،‬والمراد ملتهب من البكاء الشديد ج قرحى ‪-‬‬ ‫‪ :‬مظلم ‪ -‬قريح‬ ‫األفق ‪ :‬منتهى البصر ج آفاق ‪ -‬معتكر‬ ‫‪‬‬
‫‪ :‬م قذًى‬ ‫‪ :‬الشدائد م غمرة ‪ -‬األقذاء‬ ‫‪ :‬يغمض ‪ -‬الغمرات‬ ‫‪ :‬غطاء العين ج جفون وأجفان ‪ -‬يغضى‬ ‫الجفن‬
‫وهو ما يقع في العين من تراب ونحوه ‪.‬‬
‫الشرح‬
‫حتى األفق الممتد مظلم يختلط سواده بحمرة الشفق فكأنه شخص مهموم قد تقرحت أجفانه بعد أن توالت عليه الشدائد‬ ‫‪‬‬
‫فأصبح يعيش على اآلالم والهوان‪.‬‬
‫التذوق‬
‫[األفق معتكر ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬تصور األفق ماء عكرًا وسر جمالها التوضيح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[قريح جفنه ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬تصور األفق إنسانا معذباً تقرحت أجفانه ‪ ،‬وفيها تشخيص‬ ‫‪‬‬
‫[يغضى على الغمرات واألقذاء ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬تصور األفق إنساناً يغمض عينه على ما أصابها من أتربة تؤلمها ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وفيها تشخيص ‪ ،‬وهى امتداد للصورة السابقة وترشيح لها يقويها و الصورة توضح االمتزاج القوى بين الشاعر والطبيعة‬
‫[األقذاء و الغمرات ] ‪ :‬العطف للجمع بين اآلالم النفسية والمادية ‪ ،‬وجاءتا جمعاً للكثرة‬ ‫‪‬‬

‫َهام و ِعب َْر ٍة للرَّأئِي‬


‫لل ُمست ِ‬
‫‪  ‬‬
‫‪ - 11‬يا لَ ْلغرو ِ‬
‫ب وما بِ ِه ِم ْن َعب َْر ٍة‬ ‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬
‫يا للغروب ‪ :‬أسلوب تعجب × الشروق ‪َ -‬ع ْب َر ٍة ‪ :‬دمعة ج عَبَرات ‪ -‬المستهام ‪ :‬المحب المشتاق ‪ -‬عبرة ‪ :‬عظة ج‬ ‫‪‬‬
‫عِبَر ‪ -‬الرائي ‪ :‬الناظر المتأمل‬
‫الشرح‬
‫عجبًا للغروب وما يحمل من معانٍ مختلفة ؛ فهو يحرك بحار الحزن في نفس العاشق فيبكى ويوحي للمتأمل بمعاني‬ ‫‪‬‬
‫وعظات بالغة ‪.‬‬
‫التذوق‬
‫[يا للغروب ] ‪ :‬أسلوب إنشائي ‪ /‬نداء للتعجب يوحي بقوة االنفعال ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[عَبرة ـ ِعبرة] ‪ :‬جناس ناقص له تأثير موسيقى ‪ ،‬وفيه تحريك للذهن‬ ‫‪‬‬

‫لل َّش ْم ِ‬
‫س بينَ مآتِ ِم األضوا ِء؟‬ ‫‪  ‬‬
‫صرْ َعةً‬
‫هار و َ‬ ‫‪ - 12‬أَ َولَي َ‬
‫ْس ن َْزعًا للنَّ ِ‬ ‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬

‫‪3‬‬
‫نزعًا ‪ :‬النزع خروج الروح و اإلشراف على الموت‪ .‬والمراد أن الغروب نهاية للنهار ‪ -‬صرعة ‪ :‬موتا و المقصود‬ ‫‪‬‬
‫اختفاء ‪ -‬مآتم ‪ :‬م مأتم وهو كل مجتمع في حزن أو فرح وغلب استعماله في األحزان‬
‫الشرح‬
‫وهذا المساء فيه نهاية للنهار وموت للشمس ‪ ،‬واألضواء الخافتة تبكيها وهى تشيِّعها‬ ‫‪‬‬
‫التذوق‬
‫[أو ليس نزعا ً النهار؟] ‪ :‬أسلوب إنشائي ‪ /‬استفهام للتقرير ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[ليس نزعا للنهار ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬تصور النهار عند الغروب مريضاً يموت ‪ ،‬وسر جمالها التشخيص‬ ‫‪‬‬
‫[وصرعةً للشمس] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬فيها تصوير للشمس بإنسان يموت ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[ومآتم األضواء ] ‪ :‬تشبيه لألضواء بجماعة تودع الشمس‪ .‬وفيه تشخيص ‪ ،‬وإيحاء باستمرار كآبة الشاعر و معاناته ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نقد ‪:‬‬
‫يعيب النقاد على الشاعر استخدام كلمة (مآتم ) ؛ ألنها تستخدم للفرح و الحزن معاً ‪ ،‬ويرون أن كلمة (جنائز) أفضل‬ ‫‪‬‬
‫منها ؛ ألنها تفيد الحزن فقط ‪.‬‬

‫والقَ ْلبُ بينَ َمهابَ ٍة َ‬


‫ورجا ِء‬ ‫‪  ‬‬
‫ك والنَّها ُر ُم َو ِّد ٌ‬
‫ع‬ ‫‪ - 13‬ولقَ ْد َذكَرْ تُ ِ‬ ‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬
‫مودع ‪ :‬راحل ‪ ،‬مفارق ‪ -‬مهابة ‪ :‬خوف ‪ -‬رجاء ‪ :‬أمل‬ ‫‪‬‬

‫الشرح‬
‫وفي قلب هذا المشهد المؤلم ذكرتك' أيتها الحبيبة عند الغروب و قلبي مضطرب يتبادله الخوف من فقدك ‪ ،‬واألمل في‬ ‫‪‬‬
‫رؤيتك مع إشراقة النهار الجديد ‪.‬‬
‫التذوق‬
‫[ولقد ذكرتك] ‪ :‬من أساليب التوكيد مؤكد بالالم وقد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[النهار مو ّدع ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬فيها تصوير للنهار بإنسان راحل و يودع ‪ ،‬أو هي كناية عن الغروب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[مهابة ] ‪ :‬لفظة توحي بالخوف الممزوج باحترام ‪ ،‬وهذا يدل على نظرة الرومانسيين للمحبوبة على أنها ليست امرأة‬ ‫‪‬‬
‫ذات جسد حي ‪ ،‬ولكنها تحمل عندهم معنى التبجيل و االحترام ؛ ألنها باعثة الشعر عندهم ‪.‬‬
‫[مهابة ـ ورجاء] ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫َك ْل َمى َكدا ِميَ ِة السَّحا ِ‬


‫ب إِزَ ائِي‬ ‫‪  ‬‬
‫واط ِري تَ ْبدُو تجاهَ نَ َوا ِظ ِري‬
‫‪ - 14‬و َخ ِ‬ ‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬
‫تبدو ‪ :‬تظهر ‪ -‬تجاه ‪ :‬أمام ‪ -‬نواظرى ‪ :‬عيوني ‪ -‬كلمى ‪ :‬جريحة م كليم ‪ -‬دامية ‪ :‬ملطخة بالدم والمراد حمراء‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬إزائي ‪ :‬أمامي‬
‫الشرح‬
‫إن خواطري المُعذبة الحزينة الجريحة تظهر أمام عيني كالسحاب األحمر الذي أراه أمامي لحظة الغروب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التذوق‬
‫[خواطري كلمى ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬تصور الخواطر جسماً جريحاً وفيها تجسيم وإيحاء بالتمزق النفسي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[خواطري كدامية السحاب ] ‪ :‬تشبيه لخواطره الحزينة بالسحاب وهي صورة توحي بقوة امتزاجه بالطبيعة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[دامية السّحاب ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬تصور السحاب األحمر جسماً يسيل منه الدم ‪ ،‬وفيها توضيح للفكرة برسم صورة‬ ‫‪‬‬
‫لها ‪ .‬والخيال في البيت مركب‪.‬‬
‫[إزائي ] ‪ :‬كلمة متكلفة لتكملة القافية ؛ ألنها ال تضيف جديدًا بعد قوله (تجاه نواظري)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ب ال ُمتَرائِي‬
‫الغار ِ‬
‫ِ‬ ‫ب َسنا ال ُّش ِ‬
‫عاع‬ ‫‪  ‬‬
‫‪ - 15‬وال َّد ْم ُع ِم ْن َج ْفنِي يَ ِسي ُل ُم َش ْع َشعًا‬
‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬

‫‪3‬‬
‫مشعشعا ‪ :‬مختلطاً ‪ -‬سنا ‪ :‬ضوء × الظالم‪ -‬الغارب ‪ :‬المنحدر إلى الغرب ‪ -‬المترائي ‪ :‬الظاهر‬ ‫‪‬‬
‫الشرح‬
‫ودمعي يسيل متدفقاً من جفني ممزوجا بحمرة األشعة الغاربة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التذوق‬
‫[جفني ] ‪ :‬مجاز مرسل عن عيني عالقته‪ /‬الجزئية ‪ ،‬وسر جماله اإليجاز‪ .‬والدقة في اختيار العالقة‬ ‫‪‬‬
‫[المترائي ] ‪ :‬كلمة متكّلفة لتكملة القافية ؛ ألن الشعاع ظاهر بالفعل ‪ ،‬وال يحتاج ألن يوصف بالمترائي‬ ‫‪‬‬

‫العقيق علي ُذرًا َسوْ دَا ِء‬


‫ِ‬ ‫فَوْ َ‬
‫ق‬ ‫‪  ‬‬
‫ضا ُرهُ‬ ‫‪ - 16‬وال َّش ْمسُ في َشفَ ٍ‬
‫ق يَ ِسي ُل نُ َ‬ ‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬
‫الشفق ‪ :‬أشعة حمراء تلون األفق عند الغروب ‪ -‬النضار ‪ :‬الذهب ‪ -‬العقيق ‪ :‬الياقوت ج عقائق ‪ ،‬أعقة ‪ -‬ذراً ‪ :‬م‬ ‫‪‬‬
‫ذروة وهى أعلى الشيء‬
‫الشرح‬
‫والشمس تبدو' في ساعة الغروب بأشعتها الذهبية الغارقة في الشفق وهي تسيل' من على السحاب األحمر على قمم‬ ‫‪‬‬
‫الجبال السوداء و صخورها (يقصد األمواج) ؛ لتتوجها بالجمال ‪.‬‬
‫التذوق‬
‫[نضاره ] ‪ :‬تشبيه بليغ للشفق بالنضار ‪ ،‬وهو الذهب ‪ ،‬وسر جماله التوضيح ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[العقيق ] ‪ :‬استعارة تصريحية ‪ ،‬حيث شبه السحاب األحمر بالعقيق ‪ ،‬وسر جمالها التوضيح ‪ ،‬والجمع بين [نضار ـ عقيق]‬ ‫‪‬‬
‫يخالف الجو النفسي الحزين ؛ ألن " الذهب ‪ ،‬والعقيق" يوحيان بالسعادة ‪.‬‬
‫[الشمس ـ وسوداء ] ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[نضار ـ عقيق] ‪ :‬مراعاة نظير تثير الذهن ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وتَقَطَّ َر ْ‬
‫ت كال َّد ْم َع ِة ال َحمرا ِء‬ ‫‪  ‬‬
‫‪َ - 17‬مر ْ‬
‫َّت خال َل غ َما َمتَ ْي ِن ت ََح ُّدرا‬ ‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬
‫خالل ‪ :‬بين ‪ -‬غمامتين ‪ :‬سحابتين ‪ -‬تحدرا ‪ :‬سقوطاً و انحداراً ‪ -‬تقطرت ‪ :‬سقطت‬ ‫‪‬‬
‫الشرح‬
‫و لقد انحدرت الشمس نحو الغروب كأنها دمعة حمراء بين جفنين ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التذوق‬
‫البيت السابع عشر كلّه " تشبيه تمثيلي " فقد شبه صورة الشمس ‪ ،‬وهى تمر بين سحابتين بصورة دمعة تسقط' من بين‬ ‫‪‬‬
‫جفنين ‪ ،‬وقد انعكست عليها ألوان الشفق فكانت حمراء ‪ ،‬وهو يوضح الفكرة ويوحي بحزن الشاعر ‪.‬‬

‫ت بأ ِخ ِر أَ ْد ُم ِعي ِ‬
‫لرثائِي‬ ‫ُم ِز َج ْ‬ ‫‪  ‬‬
‫‪ - 18‬ف َكأ َ َّن آ ِخ َر َد ْم َع ٍة لل َكوْ ِن قَ ْد‬
‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬
‫مزجت ‪ :‬اختلطت ‪ -‬رثائي ‪ :‬البكاء على ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشرح‬
‫فتخيلت أن الكون يذرف آخر دمعة له و قد امتزجت بآخر دموعي ؛ ليشاركني حزني وآالمي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التذوق‬
‫[آخر دمعة للكون ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬تصور الكون إنسانا يسقط آخر دمعة وسر جمالها التشخيص‬ ‫‪‬‬
‫[لرثائي ] ‪ :‬مجاز مرسل عن الشاعر ‪ ،‬عالقته اعتبار ما سيكون ‪ ،‬حيث ال رثاء إلنسان على قيد الحياة ولكن بعد مماته ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س ‪ :‬لماذا ال يعجب النقاد بـ ( أدمعي ) في البيت وما رأيك ؟‬
‫جـ ‪ :‬عاب النقاد ( أدمعي ) ألنها جمع قلة وكان األحسن منها جمع الكثرة ( دموعي ) ‪ .‬ويمكن الرد على ذلك بأنها ( آخر‬
‫األدمع ) فهي قليلة ‪ ،‬وال عيب في ذلك‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ف َرأَي ُ‬
‫ْت في ال ِمرآ ِة كيفَ َمسائِي‬ ‫‪  ‬‬
‫‪ - 19‬وكأَنَّنِي آنَس ُ‬
‫ْت يومي زَ ائِالً‬ ‫‪ ‬‬

‫اللغويـات‬
‫آنست ‪ :‬أحسست ‪ -‬يومي ‪ :‬أي عمري ‪ -‬مسائي ‪ :‬أي نهايتي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشرح‬
‫وكأنني أحسست قرب نهايتي في تلك الصورة الحزينة التي عرضها هذا المساء الكئيب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التذوق‬
‫[يومي ] ‪ :‬مجاز مرسل عن " العمر " عالقته ‪ /‬الجزئية وسر جماله اإليجاز والدقة في اختيار العالقة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[المرآة] ‪ :‬استعارة تصريحية ‪ ،‬تصور مشهد الغروب مرآة تعكس نهايته ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[مسائي] ‪ :‬استعارة تصريحية ‪ ،‬تصور نهايته بالمساء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ â‬التعليق‪á‬‬
‫اللون األدبي ‪:‬القصيدة من األدب الوجداني حيث ينقل الشاعر أحاسيسه ومشاعره الذاتية الخاصة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفن الشعري ‪:‬فن الشعر الغنائي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫غرض النص ‪:‬الوصف الذي تطور في العصر الحديث فصار تعبيرا عما في النفس من مشاعر مع امتزاج بالطبيعة‬ ‫‪‬‬
‫وتشخيص لها‪.‬‬

‫من مالمح التجديد ‪:‬‬


‫‪ - 1‬اختيار عنوان للقصيدة تدور حوله األفكار‪.‬‬
‫‪ - 2‬رسم الصور الكلية‪.‬‬
‫‪ - 3‬الوحدة العضوية المتمثلة في وحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي‪.‬‬
‫‪ - 4‬التشخيص ومزج النفس بالطبيعة‪.‬‬

‫س‪ : 1‬هل تحققت في القصيدة الوحدة العضوية؟‬


‫جـ ‪ :‬لقد تحققت في القصيدة كل مقومات الوحدة العضوية من ‪:‬‬
‫‪ - 1‬وحدة الموضوع ‪ :‬وهو وصف الطبيعة في المساء من خالل وجدان حزين ‪.‬‬
‫‪ - 2‬وحدة الجو النفسي ‪ :‬حيث سيطر الحزن وخيم على جو القصيدة من بدايتها إلى نهايتها ‪.‬‬
‫‪ - 3‬ترتيب األفكار و ترابطها وانسجامها ‪ :‬فقد جاءت مرتبة و مترابطة بحيث ال نستطيع تقديم بيت على بيت أو‬
‫نؤخر بيتاً أو نحذف بيتاً‬
‫س‪ : 2‬وضح شروط جودة القافية ‪ ،‬ومدى تحققها في األبيات؟‬
‫‪ - 1‬أن تكون غير مجلوبة أو متكلفة‬
‫‪ - 2‬مالئمة في موسيقاها للجو النفسي‬
‫‪ - 3‬أن تكون نابعة من معنى البيت ‪.‬‬
‫ويرى بعض النقاد أن قافية البيت الخامس عشر ( المترائي ) مجلوبة ومتكلفة ؛ ألنها ال تضيف جديدًا ‪ ،‬وكذلك ( إزائي )‬
‫بعد قوله ( تجاه نواظري) في البيت الرابع عشر‪.‬‬
‫س‪ : 3‬يعد مطران رائد النزعة الرومانسية في الشعر الحديث ‪ ،‬وصاحب التيار الوجداني فيه ‪ ..‬إلي أي مدى تظهر في القصيدة هذه الريادة ؟‬
‫جـ ‪ :‬يعد مطران رائد النزعة الرومانسية في الشعر الحديث ‪ ،‬وصاحب التيار الوجداني فيه ؛ فهو أسبق المعاصرين إلى هذا‬
‫المذهب لنشأته في طبيعة لبنان الجميلة ‪ ،‬وتأثره بالثقافة الفرنسية التي يظهر فيها الطابع الرومانسي ‪ ،‬وقصيدته (المساء)‬
‫نموذج لهذا االتجاه ؛ فقد مزج نفسه بالطبيعة وبث فيها الحياة والحرية إيمانا بوحدة الوجود ‪ ،‬وانعكس ذلك على نظرته‬
‫للطبيعة ‪ ،‬فجعلها حزينة تشاركه حزنه وتصور له نهايته مع قدوم المساء ‪ ،‬فكأنه يرى في المرآة صورة لمساء عمره حيث‬
‫يقول ‪:‬‬
‫ي ِم ْن أحشائِي‬ ‫ص ِعد ْ‬
‫َت إلي َع ْينَ َّ‬ ‫َ‬ ‫‪ - 9‬تَ ْغ َشى البَ ِريَّةَ ُك ْد َرةٌ وكأنَّها‬
‫يُ ْغ ِ‬ ‫ق ُم ْعتَ ِك ٌر قَري ٌح َج ْفنهُُ‬‫‪ - 10‬واألُ ْف ُ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ت واألقذا ِء‬
‫ضي على الغمرا ِ‬
‫‪ - 11‬يا لَ ْلغرو ِ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫َهام و ِعب َْر ٍة للرَّأئِي‬


‫لل ُمست ِ‬ ‫ب وما بِ ِه ِم ْن َعب َْر ٍة‬

‫‪3‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫س‪ : 4‬بم يتميز الخيال عند الرومانسيين ؟‬


‫جـ ‪ :‬يتميز الخيال عند الرومانسيين بأنه كلي ‪ ،‬يشمل أجزاء الطبيعة وخطوط الصوت واللون والحركة ‪ ،‬وفيه امتداد وتركيب‬
‫يدل على العمق ‪ ،‬ويؤثر في النفس ‪ ،‬ويميل إلى الحزن ‪ ،‬ويوحي بالغربة وشدة األلم ‪ .‬وقصيدة (المساء) خير مثال واضح‬
‫لذلك ‪.‬‬

‫‪ ‬الواجب ‪‬‬
‫فَيُجِيبُنِي برِياحِهِ الهَوْجاءِ‬ ‫‪ - 5‬شَاكٍ إلي البحرِ اضْطِرَابَ خَواطِرِي‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫قَلْبًا كهَذِي الصَّخْرَةِ الصمَّاءِ‬ ‫‪ - 6‬ثاوٍ علي صَخْرٍ أَصَمَّ وَلَيْتَ لي‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ويَفُتُّها كالسُّقْمِ فِي أعْضَائِي‬ ‫‪ - 7‬يَنْتابُها مَوْجٌ كمَوْجِ مَكَارِهِي‬


‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫كَمَدًا كصَدْرِي سَاعَةَ اإلمساءِ‬ ‫‪ - 8‬والبحرُ خَفَّاقُ الجَوانِبِ ضَائِقٌ‬


‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫صَعِدَتْ إلي عَيْنَيَّ مِنْ أحشائِي‬ ‫‪ - 9‬تَغْشَى البَرِيَّةَ كُدْرَةٌ وكأنَّها‬


‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يُغْضِي على الغمراتِ واألقذاءِ‬ ‫‪ - 10‬واألُفْقُ مُعْتَكِرٌ' قَريحٌ جَفْنُهُ‬


‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫للمُستَهامِ وعِبْرَةٍ للرَّأئِي‬ ‫‪ - 11‬يا لَلْغروبِ وما بِهِ مِنْ عَبْرَةٍ‬


‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫للشَّمْسِ بينَ مآتِمِ األضواءِ؟‬ ‫‪ - 12‬أَوَلَيْسَ نَزْعًا للنَّهارِ وصَرْعَةً‬


‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫اختر الصواب لما يأتى مما بين األقواس ‪-:‬‬ ‫‪.1‬‬


‫( هوجاوات ‪ -‬هوج – هواج – األولي والثانية )‬ ‫جمع « هوجاء »‬ ‫‪‬‬
‫( مكروه – كاره – مكره – كره )‬ ‫مفرد « مكاره »‬ ‫‪‬‬
‫( يدركها – يصيبها – يتوالي عليها – الثانية والثالثة )‬ ‫مرادف « ينتابها »‬ ‫‪‬‬
‫( إيجاز بالحذف – إيجاز بالقصر – كالهما صواب )‬ ‫« شاك » فيها‬ ‫‪‬‬
‫( خطر – خاطرة – مخاطر – خطورة )‬ ‫مفرد « خواطر »‬ ‫‪‬‬
‫( صمم – صوامت – صـُم – صوائم )‬ ‫جمع « أصم »‬ ‫‪‬‬
‫( سكون‪ -‬أمن‪ -‬صفاء‪-‬استقرار)‬ ‫مضاد « اضطراب »‬ ‫‪‬‬
‫( خاطر – خاطرة – خطر – األولى والثانية صواب )‬ ‫«خواطر » مفردها‬ ‫‪‬‬
‫( القوية – السريعة – الشديدة – الكثيرة )‬ ‫« الهوجاء » مرادفها‬ ‫‪‬‬
‫(أفكاري الكثيرة ‪ -‬مشاكلي العاطفية ‪ -‬آالمي العديدة )‬ ‫« مكارهي » هي‬ ‫‪‬‬
‫( جالس – راحل – منعزل – منفصل )‬ ‫« ثاو » مضادها‬ ‫‪‬‬
‫( مرفرف – محلق – مرتفع – مضطرب )‬ ‫« خفاق » مرادفها‬ ‫‪‬‬
‫( حشو – حشا – محشو – حاشية )‬ ‫« أحشاء » مفردها‬ ‫‪‬‬
‫( كدرات – كوادر – أكادر – كدر )‬ ‫« كدره » جمعها‬ ‫‪‬‬
‫( قذية – قذى – قاذي – قذير )‬ ‫« األقذاء » مفردها‬ ‫‪‬‬
‫( أحزاني‪ -‬أالمي‪ -‬أفكاري‪ -‬همومي)‬ ‫« خواطري » معناها‬ ‫‪‬‬
‫( البرى‪ -‬البرايا‪ -‬البرائر‪ -‬بريات)‬ ‫« البرية » جمعها‬ ‫‪‬‬
‫( عبرات – عبائر‪ -‬عبر‪ -‬عبيرات)‬ ‫جمعها‬ ‫« عِبرة »‬ ‫‪‬‬
‫( األفراح‪ -‬األحزان‪ –-‬كل ما سبق ) ‪.‬‬ ‫مجتمع‬ ‫معنى « مأتم »‬ ‫‪‬‬
‫( عبر‪ -‬عبرات‪ -‬عبائر‪ -‬عبيرات)‬ ‫جمعها‬ ‫«عَبرة »‬ ‫‪‬‬
‫الشاعر وصف الطبيعة من خالل مشاعره الحزينة ‪ .‬وضح ذلك ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫فى األبيات لوحة كلية للبحر عند المساء وضحها ذاكراً أجزاءها وأطرافها ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪3‬‬
‫هــــات مــــن األبيات ‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -4‬بديعاً واذكر أثره‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -1‬أسلوباً إنشائياً واذكر غرضه‬
‫‪ -5‬صورة مركبة ووضحها واذكر قيمتها ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬لونا بيانيا ‪ ،‬واذكر أثره ‪.‬‬
‫‪ -3‬إيجازا واذكر نوعه ‪.‬‬
‫أى التعبيرين أدق داللة على المعنى فيما يأتى ؟ ولماذا ؟‬ ‫‪.5‬‬
‫« ثم يجيبنى برياحه الهوجاء »‬ ‫أم‬ ‫‪ « -1‬فيجيبنى برياحه الهوجاء »‬
‫« كصدرى ساعة اإلمساء »‬ ‫أم‬ ‫‪ « -2‬كصدرى ساعة المساء »‬
‫« صعدت إلى عينى من نفسى »‬ ‫‪ « -3‬كأنها صعدت على عينى من أحشائى » أم‬
‫البيت األول يكشف عن سمة أساسية' من سمات مطران الشعرية ‪ .‬وضح ذلك‬ ‫‪.6‬‬
‫الكاتب دقيق في استخدام ( شاك ) مع البحر و ( ثاو ) مع الصخر ‪ .‬علل ‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫رغم اتفاق مطران مع الكالسيكيين في قوة األلفاظ وفصاحتها إال إنه يختلف عنهم ‪ .‬وضح مظاهر هذا االختالف ‪ .‬مع بيان‬ ‫‪.8‬‬
‫أثره على القارئ ‪.‬‬

‫‪â‬أدب ـ المقال‪á‬‬

‫تذكر ‪:‬‬

‫س ‪ :1‬ما تعريف المجمع اللغوي للمقال ؟ و ما تعريف األدباء له ؟‬


‫المقال ‪ :‬بحث قصير مركز في العلم أو األدب أو السياسة أو االجتماع ينشر في صحيفة أو مجلة‬ ‫‪‬‬
‫المقال من حيث الشكل(الحجم) نوعان ‪ " :‬قصير ‪ -‬طويل "‬ ‫‪‬‬
‫يختلف المقال من حيث المضمون " المقال التصويري ـ المقال النزالي ـ المقال الفلسفي ‪" ..‬‬ ‫‪‬‬
‫يختلف المقال باختالف وسيلة نشره ‪ :‬فما ينشر للعامة (القاعدة العريضة للجماهير) في الصحف اليومية مختلف عما‬ ‫‪‬‬
‫ينشر للخاصة (المثقفين) في المجالت المتخصصة ‪ ،‬إذ يراعى مستوى القارئ في جميع الحاالت‪.‬‬

‫س‪ : 2‬ما أبرز الخصائص العامة للمقال ؟‬


‫‪ - 1‬التكوين الفني ‪ :‬عن طريق ترابط األفكار وانسجامها‪.‬‬
‫‪ - 2‬اإلقناع ‪ :‬عن طريق سالمة األفكار ودقتها ووضوحها‪.‬‬
‫‪ - 3‬اإلمتاع ‪ :‬بالعرض الشائق الذي يجذب القارئ ويؤثر فيه‪.‬‬
‫‪ - 4‬القصر ‪ :‬فال يتجاوز بضع صفحات فإذا طالت أكثر من ذلك صار بحثاً أو كتاباً‪.‬‬
‫‪ - 5‬النثرية ‪ :‬فالمقال فن نثري وليس شعراً ‪ ،‬إذ إن جانب الفكر فيه أكبر من جانب العاطفة ‪ ،‬وإن كانت هناك مقاالت أدبية‬
‫حافلة بالصور ‪ ،‬والموسيقا كمقاالت أمين الريحاني ‪.‬‬
‫‪ - 6‬الذاتية‪ :‬تظهر في المقال ذاتية األديب وعاطفته ‪ ،‬ورأيه الشخصي ‪ ،‬مهما كان موضوع المقال ‪ ،‬فالحافز (الدافع)‬
‫لألديب على كتابة مقاله هو رغبته في التعبير عن رأيه الخاص ‪ ،‬ولذلك تظهر مالمح شخصية الكاتب من خالل مقاله‬
‫‪ - 7‬تنوع أسلوب المقال ‪ :‬تبعا لشخصية كاتبه‬

‫س‪ : 3‬ما السمات األسلوبية المشتركة بين جميع المقاالت ؟‬


‫(أ) ‪ -‬وضوح األسلوب ‪ :‬وتجنب غريب األلفاظ والترفع عن األلفاظ العامية المبتذلة ؛ ألن الهدف من المقال اإلقناع‬
‫واإلمتاع ال الغموض واإللغاز‪.‬‬
‫(ب) ‪ -‬قوة األسلوب ‪ :‬وبعده عن الخطأ في القواعد أو تنافر الحروف وغرابة األلفاظ وقلق العبارات والحشو والتطويل في‬
‫الجمل‪.‬‬
‫(جـ) ‪ -‬جمال األسلوب ‪ :‬باختيار األلفاظ المالئمة للمعنى والصور والمحسنات غير المتكلفة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪â‬من صور التكافل االجتماعي ‪ /‬ألحمد حسن الزيات‪á‬‬
‫التعريف بالكاتب ‪:‬‬
‫أحمد حسن الزيات ‪ /‬من مواليد الدقهلية ‪1885‬م‪ ،‬حفظ القرآن الكريم ـ تعلم في األزهر الشريف ‪ ،‬التحق‬ ‫‪‬‬
‫بالجامعة األهلية كما التحق بمدرسة الحقوق الفرنسية وحصل فيها على ليسانس الحقوق ‪ .‬أنشأ مجلة الرسالة ‪ ،‬واختير‬
‫عضوا بالمجمع اللغوي وحصل على جائزة الدولة التقديرية في األدب ‪ ،‬توفي عام ‪1968‬م‪.‬‬

‫س ‪ :‬ما نوع هذا المقال وما سماته الفنية ؟‬


‫مقال اجتماعى ‪ ،‬ذو أسلوب أدبي ‪ ،‬وسماته الفنية ‪- :‬‬
‫العناية بالفكرة‬ ‫‪.1‬‬
‫ذكر األدلة المنطقية‬ ‫‪.2‬‬
‫سهولة العبارة‬ ‫‪.3‬‬
‫التحليل واالعتماد على الواقع ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫األهداف السامية لإلسالم‬ ‫‪.1‬‬
‫( عالج اإلسالم الفقر عالج من يعلم أنه أصل كل داء ومصدر كل شر ‪ ،‬وقد أوشك' هذا العالج أن يكون بعد توحيد اهلل أرفع‬
‫أركان اإلسالم شأنا‪ ،‬وأكثر أوامره ذكرا ‪ ،‬وأوفر مقاصده عناية ‪ ،‬ولو ذهبت تستقصي ما نزل من اآليات وورد من اآلحاديث في‬
‫الصدقات والبر ‪ ،‬لحسبت أن رسالة اإلسالم لم يبعث بها اهلل محمدا آخر الدهر إال لينقذ اإلنسانية من غوائل الفقر وجرائر‬
‫الجوع ‪ ،‬وحسبك أن تعلم أن آي الصيام في الكتاب أربع ‪ ،‬وآي الحج بضع عشرة ‪،‬وآي الصالة التبلغ الثالثين ‪ ،‬أما آي الزكاة‬
‫والصدقات فإنها تربو على الخمسين ‪) .‬‬

‫اللغويات‬
‫أصل‪ :‬أساس' ج أُصُول وآصُل‪ ،،‬داء‪ :‬مرض ج أدواء‪ ،‬مصدر‪ :‬منبع ج مصادر‪ ،،‬أوشك‪ :‬اقترب‪ ،،‬أرفع ‪ :‬أسمى ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أركان ‪ :‬جوانب م ركن ‪ ،،‬البر‪ :‬الخير ج برور ‪ ،‬حسبت ‪ :‬ظننت عكسها تيقنت ‪ ،‬الدهر‪ :‬الزمن ج دهور وأدهر‪،‬‬
‫غوائل‪ :‬الشر والفساد م غائلة ‪ ،‬جرائر‪ :‬ذنوب م جريرة ‪ ،،‬حسبك‪ :‬يكفيك‪ ،،‬بضع‪ :‬عدد من ثالثة إلى تسعة ‪ ،‬تربو ‪:‬‬
‫تزيد ‪ ،‬آي‪ :‬آيات‬
‫الشــــرح‬
‫لقد عالج اإلسالم الفقر من واقع علمه أنه أصل كل مرض ومنبع كل شر وهذا العالج من أرفع أركان اإلسالم بعد‬ ‫‪‬‬
‫التوحيد‪ ،‬ولو استقضى اإلنسان اآليات القرآنية واألحاديث النبوية لظن أن رسالة اإلسالم ومهمة النبي إنقاذ اإلنسانية‬

‫‪3‬‬
‫من الفقر والجوع والدليل على ذلك أن عدد آيات الزكاة والصدقات تزبد عن خمسين آية بينما اآليات التى تدعو إلى‬
‫أربع آيات والتى تدعو إلى الحج يضع عشرة آية والتى تدعو إلى الصالة ال تبلغ الثالثين آية ‪.‬‬
‫من مواطن الجمــال‬
‫عالج اإلسالم الفقر ‪ :‬استعارة مكنية صور اإلسالم طبيبا معالجا والفقر مريضا يُعالَج وسر الجمال التشخيص‬ ‫‪.1‬‬
‫عالج اإلسالم الفقر عالج من يعلم أنه أصل كل داء‪ :‬تشبيه بليغ حيث شبه عالج اإلسالم للفقر بعالج األمراض الحقيقية في‬ ‫‪.2‬‬
‫بدن اإلنسان وفيه تشخيص ويوحي بإدراك اإلسالم التام مشكالت المجتمع وخطورة الفقر عليه‬
‫أركان اإلسالم شأنا ‪ :‬استعارة مكنية صور اإلسالم ببناء عظيم له أركان وسر الجمال التجسيم ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الصدقات والبر‪ :‬إطناب بعطف العام على الخاص ‪0‬‬ ‫‪.4‬‬
‫رسالة اإلسالم ‪ :‬استعارة مكنية صور اإلسالم نبيا له رسالة ‪ --‬التشخيض‪0‬‬ ‫‪.5‬‬
‫لينقذ اإلنسانية من غوائل الفقر وجرائر الجوع‪ :‬استعارة مكنية صور اإلنسانية شخصا ينقذ والفقر والجوع وحوشا يتخلص‬ ‫‪.6‬‬
‫منها‬
‫غوائل الفقر‪ :‬تشبيه مبتكر شبه الفقر بالشر والفساد الكبير‬ ‫‪.7‬‬
‫وجرائر الجوع ‪ :‬تشبيه مبتكر شبه الجوع بالجناية العظيمة أو الذنب وسر الجمال التوضيح‬ ‫‪.8‬‬
‫أصل كل داء ومصدر كل شر‪ :‬ازدواج يعطي جرسا موسيقيا‬ ‫‪.9‬‬
‫أرفع أركان اإلسالم شأنا‪ ،‬وأكثر أوامره ذكرا ‪ :‬ازدواج وسجع‬ ‫‪.10‬‬
‫لم يبعث بها هللا محمدا آخر الدهر إال ‪ :‬أسلوب قصر للتخصيص والتوكيد‬ ‫‪.11‬‬

‫تعليق ‪:‬‬
‫حرص الكاتب من بداية مقاله على تأكيد فكرة النص المحورية ‪ .‬و هى عالج اإلسالم للفقر بإستخدام الوسائل اللغوية‬ ‫‪‬‬
‫المتنوعة كاإلكثار من صيغ التفضيل " أرفع – أكثر – أوفر ) و اإلكثار من الجمل المتردافة و أساليب التوكيد و‬
‫اإلستشهاد باآليات القرآنية و األحاديث النبوية و اللجوء لإلحصاء إمعانا فى تأكيد الفكرة‬
‫و نظرا القتناع الكاتب بأن اإلسالم لديه العالج الناجح للفقر ‪ ،‬فقد جعل من أسمى أهداف رسالة اإلسالم إنقاذ‬ ‫‪‬‬
‫اإلنسانية من غوائل الفقر و الجوع كما اختار اهلل الرسول محمدا صلى اهلل عليه وسلم فقيرا ليكون أظهر لقوته‬
‫قياسا علىاختياه أميا لكون أبلغ لحجته‬
‫أسباب اختيار جزيرة العرب‬ ‫‪.2‬‬
‫( كأنما اختار اهلل لكفاح الفقر أشح البالد طبيعة وأشد' األمم فقرا ليصرعه في أمنع حصونه وأوسع ميادينه فإن الفقر إذا‬
‫انهزم في قفار الحجاز كانت هزيمته في ريف مصر وسواد العراق أسرع وأسهل‪ ،‬ثم اختار اهلل رسوله فقيرا ليكون أظهر‬
‫لقوته ‪ ،‬كمااختاره أميا ليكون أبلغ لحجته)‪.‬‬

‫اللغويات‬
‫طبيعة‪ :‬عالم الكائنات الحية والجامدة ج طبائع ‪ ،‬كفاح‪ :‬مقاومة ‪ ،‬أشح‪ :‬أقل ‪ ،‬يصرعه‪ :‬يقتله ‪ ،‬أمنع ‪ :‬أقوى‪،‬الفقر‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الحاجة ج مفاقر ‪ ،‬قفار‪ :‬صحاري م قَفْر‪ ،‬ريف‪ :‬القرى والكفور ج أرياف وريوف‪ ،‬سواد‪ :‬عامة ج أسودة جج‬
‫أساود ‪،‬أظهر‪ :‬أبرز‪ ،‬الحجة‪ :‬الدليل ج حُجَج وحِجَاج‬
‫الشــــرح‬
‫يبين الكاتب سبب اختيار اهلل لكفاح الفقر أشح البالد طبيعة وأكثر األمم فقرا وذلك ليقتل الفقر في أقوى حصونه ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فهو إن هزم في صحاري الحجاز كانت هزيمته في غيرها أسهل‬
‫من مواطن الجمــال‬
‫لكفاح الفقر‪ :‬س ‪ .‬م صور الفقر بمرض يكافح ويوحي بخطورته وكراهيته‬ ‫‪.1‬‬
‫فقرا ليصرعه في أمنع حصونه ‪ : :‬س ‪ .‬م صور الفقر وحشا يصرع وهي صورة ممتدة وسر جمالها التجسيم‬ ‫‪.2‬‬

‫‪3‬‬
‫ليصرعه في أمنع‪ :‬إطناب بالتعليل‬ ‫‪.3‬‬
‫فإن الفقر إذا انهزم‪ :‬أسلوب مؤكد بــ إن ‪ ،‬واستعارة مكنية صور الفقر عدوا ينهزم وسرجمالها التشخيض‬ ‫‪.4‬‬
‫ليكون أظهر لقوته ‪ -‬ليكون أبلغ لحجته‪ :‬ازدواج وسجع يعطي جرسا موسيقيا‬ ‫‪.5‬‬
‫كانت هزيمته في ريف مصر وسواد العراق أسرع‪ :‬نتيجة لما قبلها‬ ‫‪.6‬‬

‫أثر الفقر على بني اإلنسان‬ ‫‪.3‬‬


‫(كانت جزيرة العرب إبان الدعوة العظمي مثال محزنا لما يجنيه الفقر على بني اإلنسان من تضرية الغرائز‪ ،‬وتمزيق العالئق ‪،‬‬
‫ومعاناة الغزو‪،‬ومكابدة الحرمان ‪ ،‬وقتل األوالد ‪ ،‬وفحش الربا ‪،‬وأكل السحت ‪ ،‬وتطفيف الكيل‪ ،‬وعنت الكبراء ‪ ،‬وأثرة‬
‫األغنياء ‪،‬وفقد األمن‪ ،‬وانحطاط المرء إلى الدرك األسفل من حياة البهيم‬

‫اللغويات‬
‫جزيرة‪ :‬أرض يابسة تحيط بها الماء ج جزر وجزائر ‪ ،‬إبان ‪ :‬أثناء ‪ ،،‬مثال‪ :‬نموذج ج أمثال ‪ ،‬يجنيه‪ :‬يرتكبه ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫تضرية ‪ :‬إثارة ‪ ،‬الغرائز‪ :‬الطبائع ‪ ،‬تمزيق‪ :‬تقطيع ‪ ،‬العالئق‪:‬الروابط م عالقة ‪ ،‬معاناة ‪ :‬مكابدة ‪ ،‬مكابدة‪:‬‬
‫مقاساة وتحمل مشقة‪ -‬السحت‪ (:‬المال الحرام) ج أسحات ‪ ،‬تطفيف‪ :‬إنقاص ‪ ،‬عنت ‪ :‬مكابرة وظلم ‪ ،‬أثرة‪ :‬األنانية‬
‫المرء‪:‬اإلنسان ج الرجال ‪ ،‬الدرك‪ :‬أقصى قعر الشيء ‪ ،‬البهيم‪ :‬الحيوان ج بُهْم وبُهُم ‪.‬‬ ‫مضادها إيثار‬

‫الشــــرح‬
‫لقد كانت جزيرةالعرب أثناء دعوة اإلسالم نموذجا لما يجره الفقر على اإلنسانية من آفات كإثارةالغرائز وتقطيع‬ ‫‪‬‬
‫العالقات والمعاناة من الحرمان وقتل األوالد والربا الفاحش وأكل الحرام وظلم الناس في الكيل والميزان و أنانية‬
‫األغنياء وكثرة الحروب وفقدان األمن ووصول حياة اإلنسان إلى ما يشبه حياة البهائم‪.‬‬
‫من مواطن الجمــال‬
‫يجنيه الفقر‪ :‬استعارة مكنية صور الفقر إنسانا يجنيى ( تشخيص ) ‪0‬‬ ‫‪.1‬‬
‫يجنيه الفقر‪ ...‬من تضرية الغرائز ‪ :‬استعارة مكنية صور إثارة الغرائز محصوال يجنى ( تجسيم )‬ ‫‪.2‬‬
‫تضرية الغرائز‪ :‬استعارة مكنية صور الغرائز إنسانا يثار‬ ‫‪.3‬‬
‫وتمزيق العالئق‪ :‬استعارة مكنية صور الروابط شيئا ماديا يقطع‬ ‫‪.4‬‬
‫تضرية الغرائز‪ ،‬وتمزيق العالئق‪ :‬ازدواج يعطي جرسا موسيقيا تطرب له األذن‪0‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ومعاناة الغزو‪ :‬استعارة مكتية' صور الغزو مرضا يعانى منه وسرجمالها التوضيح‬ ‫‪.6‬‬
‫وقتل األوالد ‪ :‬كناية عن وأد البنات‬ ‫‪.7‬‬
‫وأثرة األغنياء ‪ :‬كناية عن األنانية‬ ‫‪.8‬‬
‫وفقد األمن‪ :‬استعارة مكنية صور االمن شيئا ماديا يفقد وسرجماله التشخيص‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫وتطفيف الكيل ‪ :‬كناية عن الظلم وعدم العدل‬ ‫‪.10‬‬
‫وانحطاط المرء إلى الدرك األسفل من حياة البهيم‪ :‬تشبيه لحياة اإلنسان بحياة البهيم مما يوحي بالوضاعة‬ ‫‪.11‬‬
‫بوادر اإلصالح اإللهي‬ ‫‪.4‬‬
‫( فلما أرسل اهلل رسوله بالهدى ودين الحق كانت معجزته الكبرى هذا الكتاب المحكم الذي جعل هذه األشالء الدامية جسما شديد‬
‫األسر عارم القوة ‪،‬ونسخ' هذه النظم الفاسدة بدستور متين القواعد خالد الحكمة ‪،‬ثم كانت بوادر اإلصالح اإللهي أن قلم أظفار‬
‫الفقر ‪ ،‬وأسا كلوم الفقراء ‪ ،‬وقمع جرائر البؤس ‪ ،‬فألف بين القلوب ‪ ،‬وآخى بين الناس ‪،‬وساوى' بين األجناس ‪،‬وعصم النفوس‬
‫من القتل الحرام ‪ ،‬وطهر األموال من الربا الفاحش ‪ ،‬ثم عالج الداء األزلي نفسه بما لو أخذ به المصلحون لوقاهم شرور هذه‬
‫الحروب التي أمضت حياة الناس ‪ ،‬وكفاهم أخطاء هذه المذاهب التي قوضت بناء المجتمع ‪.)،‬‬

‫اللغويات‬

‫‪3‬‬
‫أرسل‪ :‬بعث ‪ ،‬الهدى ‪ :‬القرآن ‪ ،‬دين الحق‪ :‬المراد اإلسالم ‪ ،‬المعجزة ‪ :‬األمر الخارق للعادة والمراد القرآن ‪ ،‬األشالء‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫األعضاء م شِلْو ‪ ،‬عارم‪ :‬شديد ج عوارم ‪ ،‬نسخ ‪ :‬أزال ومحا ‪ ،‬متين‪ :‬قوي ج مُتُن ‪ ،،‬بوادر‪ :‬أوائل م بادر و بادرة ‪،‬‬
‫قلم‪ :‬قص ‪ ،‬أسا‪ :‬عالج ‪ ،،‬كلوم ‪ :‬جراح م كَلم ‪ ،،‬قمع‪ :‬قهر ‪ ،‬البؤس‪ :‬الشقاء ج أبؤس ‪ ،‬ألف ‪ :‬وحد وجمَّع ‪ ،‬عصم‪:‬‬
‫حمى ‪ ،‬الداء‪ :‬المرض ج أدواء ‪ ،‬أمضت‪ :‬أتعبت وأوجعت ‪،،‬قوضت‪ :‬هدمت‬
‫الشــــرح‬
‫لقد أرسل اهلل رسوله بالهدى ودين الحق وكانت أكبر معجزاته القرآن الكريم الذي جمع ووحد وقوى بعد ضعف كما‬ ‫‪‬‬
‫وضع دستورا قويا وبدأ في القضاء على الفقر وعالج جراح الفقراء وقضى على البؤس وألف بين القلوب وآخي بين‬
‫الناس وساوى بينهم وحمى النفوس من القتل وطهر األموال من الربا كما كفى الناس األخطاء التي تسببت في هدم‬
‫المجتمع قبل ذلك‬
‫من مواطن الجمــال‬
‫رسوله ‪ :‬اإلضافة للتشريف والتعظيم‬ ‫‪.1‬‬
‫جعل هذه األشالء الدامية جسما شديد األسر ‪ :‬كناية عن األثر الطيب للقرآن الكريم‬ ‫‪.2‬‬
‫النظم الفاسدة ‪ :‬استعارة مكنية صور النظم طعاما فاسداوسر' جمالها التجسيم‬ ‫‪.3‬‬
‫طهر األموال ‪ :‬استعارة مكنية صور األموال ثيابا تتظهر وسر جمالها التوضيح‬ ‫‪.4‬‬
‫طهر ‪ ..‬من الربا‪ :‬استعارة مكنية صور الربا شيئا ماديا نجسا يتظهر منه‬ ‫‪.5‬‬
‫التي أمضت حياة الناس ‪ :‬استعارة مكنية صور حياة اإلنسان بشخص يتعب وسر الجمال التشخيص‬ ‫‪.6‬‬
‫المذاهب التي قوضت بناء المجتمع‪ :‬استعارة مكنية صور المذاهب بمعاول تهدم وسر الجمال التجسيم‬ ‫‪.7‬‬
‫قوضت بناء المجتمع ‪ :‬تشبيه للمجتمع ببناء يهدم وسرجماله التجسيم‬ ‫‪.8‬‬
‫عالج الداء األزلي نفسه‪ :‬أسلوبمؤكد بالتوكيد المعنوي ( نفسه )‬ ‫‪.9‬‬
‫عصم النفوس ‪ :‬استعارة مكنية صور النفوس أشخاصا تحمى من القتل وسرالجمال التشخيص‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫قلم أظفار الفقر ‪ :‬استعارة مكنية صور الفقر إنسانا تقص أظفاره وسرالجمال التشخيص‬ ‫‪.11‬‬
‫الحروب – شرور‪ -‬االنظم – جرائر ‪ :‬جمع للكثرة‬ ‫‪.12‬‬
‫أخذ به المصلحون‪ :‬أسلوب قصر للتخصيص والتوكيد‬ ‫‪.13‬‬
‫من سبل عالج الفقر‬ ‫‪.5‬‬
‫(عالجه بالسفارة بين الغني والفقير على أساس االعتراف بحق التملك ‪ ،‬واالحتفاظ بحرية التصرف ‪ ،‬فال يدفع مالك عن ملكه ‪،‬‬
‫واليعارض حر في إرادته ‪ ،‬إنما جعل للفقير في مال الغني حقا معلوما ال يكمل دينه إال بأدائه‪ ،‬ذلك الحق هو الركن الثالث من‬
‫األركان الخمسة التي بني عليها اإلسالم ‪ ،‬فال هو فرع وال نافلة وال فضلة كذلك عالج اإلسالم الفقر من طريق آخرغير طريق‬
‫الزكاة والصدقات ‪ ،.....‬عالجه من طريق الكسر من حدة الشهوة ‪،‬والكف من سورة الطموح‪ ،‬والغض من إشراف الطمع ‪ ،‬فرغب‬
‫الغني في الزهد ‪ ،‬وأمر الواجد بالقناعة‪ ،‬ومدح الفقير بالتعفف‪.‬‬
‫فلو أن كل إنسان أدى حق اهلل في ماله ‪ ،‬ثم استقاد ألريحية طبعه وكرم نفسه ‪ ،‬فأعطى من فضل ‪ ،‬وواسى من كفاف ‪ ،‬وآثرمن‬
‫قلة‪،‬لكان ذلك عسيا أن يقر السالم في األرض ‪ ،‬ويشيع الوئام في الناس ‪ ،‬فتهدأ ضلوع الحاقد‪،‬وترقأ دموع البائس ‪ ،‬ويسكن‬
‫جوف الفقير ‪ ،‬ويذهب خوف الغني ‪ ،‬ويتذوق' الناس في ظالل الرخاء سعادة األرض ونعيم السماء!)‬

‫اللغويات‬
‫السفارة‪ :‬العالقة ‪ ،‬أداؤه‪ :‬إتمامه ‪ ،‬فرع‪ :‬قسم ‪ ،‬نافلة‪ :‬هبة وعطية ج نوافل ‪ ،‬فضلة‪ :‬زيادة ‪ ،‬حدة‪ :‬قوة‪ ،‬الشهوة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الرغبة‪ ،‬سورة‪ :‬سطوة وغلبة ج سَورات وسْورات ‪ ،‬الغض‪ :‬التقليل ‪ ،‬رغب في‪ :‬حبب مضادها رغب عن ‪ ،‬الواجد‪:‬‬
‫الموسر الغني ‪ ،‬األريحية‪ :‬الراحة‪ ،‬استقاد‪ :‬خضع ‪ ،‬واسى ‪ :‬عطف ‪ ،‬كفاف ‪:‬مقدار الحاجة ج أكفة ‪ ،‬يشيع‪ :‬ينتشرمضادها'‬
‫ينحسر ‪ ،‬الوئام‪ :‬التوافق ‪ ،‬ترقأ‪ :‬تجف‬
‫الشــــرح‬
‫ومن سبل عالج اإلسالم للفقر إقامة عالقات طيبة بين الغني والفقير على أساس اإلعتراف بحق التملك وحرية التصرف‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فال يبتعد مالك عما يملك وال تصادر إرادة حر ‪ ،‬وإنما للفقير حق في مال الغني اليكتمل دين الغني إال بأدائه لهذا‬

‫‪3‬‬
‫الحق الذي يعد الركن الثالث من أركان اإلسالم الخمسة وهو الزكاة ‪ ،‬كما عالجه من طريق آخر هو محاربة الشهوات‬
‫والمطامع فرغب في الزهد وأمر بالقناعة ومدح الفقير المتعفف ‪ .‬فلو أدى كل إنسان حق اهلل في ماله ألدى ذلك إلى‬
‫نشر السالم والوئام والسعادة‪.‬‬
‫من مواطن الجمــال‬
‫الغني والفقير‪ :‬طباق يبرز المعنى ويوضح‬ ‫‪.1‬‬
‫االعتراف بحق التملك ‪ ،‬واالحتفاظ بحرية التصرف ‪ :‬ازدواج يعطي جرسا موسيقيا‬ ‫‪.2‬‬
‫فال يدفع مالك عن ملكه ‪ ،‬واليعارض حر في إرادته‪ :‬ازدواج وسجع يعطيان جرسا موسيقيا تطرب له األذن‬ ‫‪.3‬‬
‫فال يدفع مالك عن ملكه ‪ ،‬واليعارض حر في إرادته ‪ :‬بناء الفعل للمجهول للعموم والشمول‬ ‫‪.4‬‬
‫إنما جعل ‪ :‬أسلوب قصر للتخصيص والتوكيد‬ ‫‪.5‬‬
‫ال يكمل دينه إال بأدائه ‪ :‬استعارة مكنية صور الدين شيئا ماديا يكتمل وسر الجمال التجسيم‬ ‫‪.6‬‬
‫عالج اإلسالم الفقر‪ :‬استعارة مكنية صور اإلسالم طبيبا معالجا والفقر مريضا يعالج ( التشخيص )‬ ‫‪.7‬‬
‫الزكاة والصدقات ‪ :‬العطف للتنويع‬ ‫‪.8‬‬
‫الكسر من حدة الشهوة ‪ :‬استعارة مكنية صور حدة الشهوة شيئا ماديا يكسر‬ ‫‪.9‬‬
‫حق هللا في ماله ‪:‬كناية عن الزكاة والتصدق‬ ‫‪.10‬‬
‫حق هللا ‪ :‬اإلضافة لبيان عظمة هذا الحق ووجوب القيام به‬ ‫‪.11‬‬
‫ويتذوق الناس سعادة األرض ونعيم السماء ‪ :‬استعارة مكنية صور السعادة والنعيم طعاما شهيا يتذوق وسر الجمال‬ ‫‪.12‬‬
‫(التجسيم)‬
‫ظالل الرخاء ‪ :‬استعارة مكنية صور الرخاء شجرة لها ظالل وسر الجمال التجسيم‬ ‫‪.13‬‬
‫ال يكمل دينه إال بأدائه ‪ :‬أسلوب قصر للتخصيص والتوكيد‬ ‫‪.14‬‬
‫األركان الخمسة التي بني عليها اإلسالم ‪ :‬استعارة مكنية صور األركان الخمسة بأساس واإلسالم ببناء يبنى عليه‬ ‫‪.15‬‬
‫بني عليها اإلسالم‪ :‬أسلوب قصر ‪ ,‬وبناء الفعل للمجهول للعلم بالفاعل وهو اهلل عزوجل‬ ‫‪.16‬‬
‫ذلك الحق ‪ :‬اسم إشارة للتعظيم‬ ‫‪.17‬‬
‫ويذهب خوف الغني ‪ :‬استعارةمكنية صور الخوف إنسانا يرحل وسر الجمال التشخيص وتوحي بالطمأنينة‬ ‫‪.18‬‬

‫التعليق على النص‬

‫هذا النص مقال إحتماعى كُتب بأسلوب أدبى و هو يمثل إلتجاه المحافظين فى النثر أولئك الذين حافظوا على سالمة‬ ‫‪‬‬
‫األداء وقوته وأحيوا التراث و تأثروا بأساليب القدماء و مجدوا الماضى و تغنوا به ‪ ،‬و يعد الزيات من‬
‫المحافظين الجدد كطه حسين و العقاد و المازنى‬

‫و الحاصل أن الزيات يمثل لمذهب أدبى جديد يقوم على دعامتين اثنتين ‪:‬‬
‫اإلفادة من أثار الفكر الغريى‬ ‫‪.1‬‬
‫العودة إلى بالغة القدماء فى التعبير و الذى اتسم باإليجاز و رصانة الفواصل و قصرها و جمال اللفظ و وقع‬ ‫‪.2‬‬
‫موسيقاه الساحر‬

‫س ‪ :‬ما الخصائص الفنية ألسلوب الزيات ؟‬


‫‪ -1‬فكرته واضحة‬
‫‪ -2‬يميل إلى اإلطناب‬
‫‪ -3‬يعتمد على التصوير إلبراز فكره وله تشبيهات مبتكرة‬
‫‪ -4‬يستخدم اللفظة فى مكانها المالئم‬

‫‪3‬‬
‫‪ -5‬يعكس أحاسيسه و يصور نفسه فى كتاباته‬
‫‪ -6‬له أسلوب خاص‬
‫‪ -7‬عباراته عربية سليمة واللفظ دقيقة اإلختيار‬
‫‪ - 8‬و فى النص موسيقى هادئة نابعة من تقطيع الجمل تقطيعا متوازيا و استخدام السجع غير المتكلف وكذلك‬
‫اإلزدواج ‪0‬‬

‫‪ ‬الواجب ‪‬‬
‫عالج اإلسالم الفقر عالج من يعلم أنه أصل كل داء و مصدر كل شر و قد أوشك هذا العالج أن يكون بعد توحيد اهلل أرفع أركان‬
‫اإلسالم شأنا و أكثر أوامره ذكرا و أوفر مقاصده عناية و لو ذهبت تستقصى – ما نزل من اآليات و ورد من األحاديث فى‬
‫الصدقات والبر ‪ ،‬لحسبت أن رسالة اإلسالم لم يبعث بها اهلل محمدا أخر الدهر إال لينقذ اإلنسانية من غوائل الفقر و جرائر‬
‫الجوع‬
‫هات معنى " غوائل و مفرد جرائر فى جملتين من تعبيرك‬ ‫‪.1‬‬
‫كيف عالج اإلسالم الفقر كما فهمت من الموضوع ؟ دلل على ذلك‬ ‫‪.2‬‬
‫يميل الكاتب إلى استخدام المحسنات البديعية من خالل الفقرة وضح‬ ‫‪.3‬‬
‫استخرج من الفقرة ‪ ( :‬صورة خيالية و بين نوعها و سر جمالها )‬ ‫‪.4‬‬
‫ما أهمية الصدقات و الزكاة كما فهمت من الفقرة ؟‬ ‫‪.5‬‬
‫ما خصائص المقال ؟‬ ‫‪.6‬‬

‫‪ -â 3‬مدرسة الديوان ‪á‬‬


‫مقدمة‬
‫روادها‪ :‬عباس محمود العقاد ‪ ،‬وإبراهيم عبد القادر المازني ‪ ،‬وعبد الرحمن شكري ‪ ،‬وقد جمعت ثقافتهم بين التراث العربي‬ ‫‪‬‬
‫واألدب اإلنجليزي متأثرين بخليل مطران ‪.‬‬

‫س‪: 1‬ما المناخ الذى ساعد على تآلف أصحاب مدرسة الديوان واتجاهاتهم إلى الرومانسية ؟‬
‫كان العقاد وشكري والمازني يمثلون الشباب العربي الذى تصادمت آمالهم وطموحاتهم مع الواقع االستعماري البغيض‪ ،‬فلم‬ ‫‪-1‬‬
‫يجدوا إال أن يهربوا من عالم الواقع المؤلم إلى األحالم واألوهام ‪ ،‬ويعيشوا في عالم من صنع خيالهم ‪ ،‬يلجئون إلى‬
‫الطبيعة يبثونها آمالهم الضائعة ‪ ،‬ويأسهم من الحياة ‪ ،‬ويتأملون في الكون ويتعمقون أسرار الوجود‪.‬‬

‫تآلف الشعراء الثالثة وجمع بينهم اعتزازهم بالثقافة العربية ‪ ،‬وتأثرهم بالرومانتيكية' اإلنجليزية ‪ ،‬فعبروا بمواقف‬ ‫‪-2‬‬
‫حارة وتجربة صادقة عن المأساة التي يعيشها جيلهم ‪ ،‬واتجهوا في شعرهم إلى الذات اإلنسانية ‪ ،‬وجنحوا إلى الخيال ‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫ومن ثمّ اتفقوا مع خليل مطران الذى أخذ عن الرومانسية الفرنسية فيما ذهب إليه من اتجاه وجداني ‪ ،‬وساروا في نفس‬
‫الطريق الذاتي العاطفي ‪.‬‬

‫بدأ الشعراء الثالثة منذ عام ‪1909‬م ينشرون آراءهم ويدعون لمذهبهم ‪ ,‬في مقاالت بالصحف ‪ ,‬وفي مقدمات‬ ‫‪-3‬‬
‫دواوينهم ‪ ,‬ومن ذلك ما يقول العقاد ـ ملخصا موقف مدرسة الديوان في مقدمة الديوان األول إلبراهيم المازني عام‬
‫‪1913‬م ‪ " :‬لقد تبوأ منابر األدب فتية ال عهد لهم بالجيل الماضي ‪ ,‬ونقلتهم التربية والمطالعة أجياال بعد جيلهم ‪ ,‬فهم يشعرون‬
‫بشعور الشرقي ‪ ,‬ويتمثلون العالم كما يتمثله الغربي ‪ ,‬وهذا مزاج اول ما يظهر من ثمراته أن نزعت األقالم إلى االستقالل ‪ ,‬وبفع‬
‫غشاوة الرياء ‪ ,‬والتحرر من القيود الصناعية " ‪.‬‬

‫س‪: 2‬كانت نظرة شعراء الديوان إلى الشعر تختلف عن نظرة اإلحيائيين ‪ .‬فيم كان هذا االختالف ؟ وماذا ترتب عليه؟‬
‫وجد أعضاء جماعة الديوان أن نظرتهم إلى الشعر تختلف عن نظرة اإلحيائيين ‪ ،‬فاإلحيائيون ينظرون إلى الخلف ويعيشون‬ ‫‪‬‬
‫في ظالل القديم ‪ ،‬بينما ينظر جماعة الديوان إلى األمام يستلهمون ذواتهم ‪ ،‬وخياالتهم ‪ ،‬وعواطفهم ‪ ،‬وأحداثهم ‪،‬‬
‫ويعبرون عن مأساة عصرهم ‪.‬‬
‫ونتيجة لالختالف الكبير بين النظرتين ‪ ،‬أخذ شعراء الديوان يهاجمون اإلحيائيين ‪ ،‬وفى مقدمتهم "أحمد شوقي ‪ ،‬وحافظ‬ ‫‪‬‬
‫إبراهيم ‪ ،‬ومصطفى صادق الرافعي" في كتابهم " الديوان في األدب والنقد " الذي أصدره العقاد والمازني عام ‪1921‬م ‪,‬‬
‫وبه سُمّي ثالثتهم " مدرسة الديوان " ‪.‬‬

‫س‪:3‬ما المآخذ التي أخذتها مدرسة الديوان على شعراء اإلحياء والبعث ؟‬
‫استلهام النماذج البيانية القديمة مثال أعلى لهم في شعرهم ‪ ,‬وطغيان الجانب البياني على المضمون والفكرة ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫االهتمام الزائد بشعر المناسبات ‪ ،‬والبعد عن تصوير خلجات النفس اإلنسانية ‪ ،‬وإن كتب العقاد في المدح ‪ ،‬معلال بأن‬ ‫‪-2‬‬
‫المدح الصادق ليس عيبا ‪.‬‬
‫االهتمام بقشور األشياء وظواهرها‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫عدم وضوح شخصياتهم الشعرية في شعرهم ‪ ،‬وبخاصة في معارضاتهم للشعر القديم‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫عدم مراعاة الوحدة الفنية في شعرهم ‪ ،‬وانتقالهم من غرض إلى غرض آخر فى القصيدة‬ ‫‪-5‬‬
‫مبالغتهم وعدم وضوح الصدق في شعرهم ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫س‪:4‬ما الخصائص الفنية لشعر جماعة الديوان ؟‬


‫جمعوا بين الثقافة العربية ‪ ،‬والثقافة اإلنجليزية ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫التطلع إلى المُثل العليا التي تتجاوز واقع عصرهم وتفوق طموحاتهم ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الشعر عندهم تعبير عن النفس اإلنسانية وما يتصل بها من التأمالت الفكرية والنظرات الفلسفية ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫التمسك بالوحدة العضوية فالقصيدة عندهم كائن حي لكل جزء فيه وظيفته ومكانه ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫وضوح الجانب الفكرى في شعرهم ‪ ،‬مما جعل الذهنية تكثر فى شعرهم والعقالنية تطغى على العاطفة ‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫يقول المازنى ‪:‬‬ ‫‪.6‬‬
‫وثنتين‪ f‬يا شوقي إلى خلع ذا البرد‬ ‫لبست رداء الدهر عشرين حجةً‬
‫مراداً آلمال تعلل بالزهد‬ ‫عزوفا ً عن الدنيا ‪ ،‬ومن لم يجد لها‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫التأمل في الكون ‪ ،‬والتعمق في أسرار الوجود ‪.‬‬ ‫‪.7‬‬


‫الصدق في التعبير ‪ ،‬والبعد عن المبالغات ‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫ظهور مسحة الحزن ‪ ،‬واأللم ‪ ،‬والتشاؤم ‪ ،‬واليأس في شعرهم ‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫تخلصوا من تأثير اآلداب القديمة ‪ ،‬فلم يستعيروا المادة األدبية القديمة ‪ ،‬واستخدموا لغة العصر ‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫البعد عن المناسبات والموضوعات السياسية واالجتماعية ‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫اهتموا بتعميق الظواهر على جوهرها ‪ ،‬مما جعل الفكر يسبق الشعور عندهم ‪.‬‬ ‫‪.12‬‬

‫‪3‬‬
‫االهتمام بوضع عنون للقصيدة ؛ تأكيدا لفكرة الوحدة العضوية ‪ ،‬بل وضعوا عنوانا للديوان كله ليدل على اإلطار‬ ‫‪.13‬‬
‫العام للديوان ‪ ،‬كما فى ‪ " :‬عابر سبيل " للعقاد ‪ ،‬وكما فى " أزهار الخريف " لشكرى ‪.‬‬

‫س‪:5‬كيف انتهى المطاف األدبى بالمازنى وشكرى والعقاد ؟‬


‫إن الشعراء الثالثة فشلوا في صداقتهم بعد فترة وانفضّت مدرستهم بعد أن هاجم شكري المازني الختالفهم في بعض‬ ‫‪‬‬
‫القضايا األدبية ‪ ،‬وانضمّ العقاد إلى جانب المازني ‪ ،‬فتوقف شكري عن قول الشعر وأخلد إلى العزلة ‪ ،‬وانصرف المازني‬
‫عن قول الشعر وآثر كتابة القصة والمقال ‪ ،‬وبقي العقاد وحده ممثال لهذا االتجاه‪.‬‬
‫تالميذ العقاد ‪ :‬محمود عماد ‪ ،‬عبد الرحمن صدقى ‪ ،‬على أحمد باكثير ‪ ،‬الحسانى عبد اهلل وأمثالهم بمصر ‪ ،‬ومحمد حسن عواد‬
‫بالسعودية ‪ ،‬وغيرهم كثيرون فى البالد العربية ‪.‬‬

‫‪ -â4‬أدب ـ الرواية‪á‬‬
‫س‪ : 1‬ما مفهوم الرواية ؟ وما أنواع النهاية فيها ؟‬
‫تعريفها‪ :‬الرواية نوع خاص من القصة ذاك أن القصة بمعناها العام تعني حكاية حدث أو أحداث يقوم بها شخصيات من‬ ‫‪‬‬
‫البشر أو غير البشر وسواء تعين فيها الزمان والمكان أو كانا غير معلومين كما أنها ليست مقيدة بنوع خاص من‬
‫اللغة ‪.‬‬

‫س‪ : 2‬ما التغيرات التى طرأت على عناصر القصة ؟ وما نتيجة ذلك ؟ وما االسم الذى أطلق عليها ؟‬

‫‪3‬‬
‫ومع تغيرات طرأت على العناصر السابقة التي تتكون منها القصة بأن أصبحت جميعها تحاكي الواقع المعيش خصها نقاد‬ ‫‪‬‬
‫األدب ومؤرخوه في إنجلترا باسم الرواية " ‪ " novel‬وشاع هذا االسم علما عليها منذ النصف األخير من القرن‬
‫الثامن عشر ‪.‬‬

‫س‪ :3‬ما المقصود بمحاكاة الواقع فى الرواية ؟‬


‫المقصود بمحاكاة الواقع أن األحداث أصبحت من قبيل ما يقع في الواقع المعيش حتى وإن كانت متخيلة وأن األشخاص‬ ‫‪‬‬
‫من طينة البشر الذين يعيشون بيننا وليسوا كائنات خرافية ال عالقة لها بدنيا الواقع وهؤالء األشخاص يتحركون في‬
‫بيئة محددة من بيئة اجتماعية معروفة' كمدينة القاهرة مثال أو حي من أحيائها أو قرية من قرى الريف واألحداث‬
‫تقع في زمن معلوم يدل عليه من خالل أحداث تاريخية معروفة أو بذكر أزمنة معينة كالعام أو الشهر أو حتى اليوم‬
‫في تضاعيف السرد وأخيرا فإن التغير الذي أصاب اللغة يتمثل في أنها أصبحت من قبيل ما يتخاطب به الناس في‬
‫الحياة اليومية ‪.‬‬

‫س‪ :4‬وضح التغير الذي أصاب لغة الرواية ؟‬


‫التغير الذي أصاب اللغة يتمثل في أنها أصبحت من قبيل ما يتخاطب به الناس في الحياة اليومية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫س‪ :5‬ما حجم الرواية ؟‬


‫أن تكون ذات حجم كبير نسبيا ال يقل في رأي بعض النقاد عن ثالثين ألف كلمة أما حدها األقصى فال نهاية له ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫س‪ :6‬متى ظهرت الرواية في أدبنا العربي ؟ وما االرواية الرائدة فيه ؟‬
‫لم تظهر الرواية بمعناها الفني في أدبنا العربي إال في أوائل القرن العشرين ومن الروايات الرائدة رواية زينب‬ ‫‪‬‬
‫لمحمد حسين هيكل باشا (‪ )1956 :1888‬التي صدرت سنة ‪1913‬‬

‫س‪ : 7‬وضح موقف الكتاب من فن "الرواية " ‪ .‬وما دور نجيب محفوظ فى هذا الفن ؟ وما أشهر رواياته ؟‬
‫حظي هذا الفن بإقبال عدد كبير من الكتاب عليه وبلغ به نجيب محفوظ (‪ )2006 :1911‬ذروة اإلبداع فيه حتى‬ ‫‪‬‬
‫حصل على جائزة نوبل العالمية في األدب عام ‪ 1988‬ومن أشهر أعماله الثالثية (بين القصرين ‪ -‬قصر الشوق –‬
‫السكرية) ‪.‬‬

‫‪ â‬في رثاء مي ‪ /‬عباس محمود‪ f‬العقاد ‪á‬‬


‫التعريف بالشاعر‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫عباس محمود العقاد ‪ ,‬ولد بأسوان ‪1889‬م ‪ ,‬لم يحصل إال على االبتدائية ‪ ,‬ومع ذلك أصبح شاعرا وأديبا له‬ ‫‪‬‬
‫مكانته ‪ ,‬صاحب العبقريات ‪ ,‬اتجه للصحافة وغلبت عليه المقالة ‪ ,‬له قصة واحدة ( سارة ) وديوان شعر ‪ ,‬توفى‬
‫‪1964‬م ‪.‬‬
‫مي زيادة ‪ :‬هى مارى إلياس زيادة ‪ ...‬ولدت فى فلسطين ‪,‬تعلمت فى مدارس الراهبات ‪ ,‬كانت تكتب فى الصحف‬ ‫‪‬‬
‫والمجالت ‪ ,‬ثم جاءت إلى مصر وكان لها ( صالون ) يجتمع فيه كبار األدباء والكتاب كل يوم ثالثاء‬
‫نوع التجربة‬
‫ذاتية ؛ ألنه يتناول في هذه القصيدة مشاعره الحزينة ويتناول مكانتها وأوصافها بعينه هو‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫منزلة مي بين األدباء‬ ‫‪.1‬‬


‫أين في المحفل "مي" يا صحابْ ؟‬ ‫‪  ‬‬

‫عودتنا ها هنا فصل الخطاب‬ ‫‪  ‬‬

‫عرشها المنبر مرفوع الجناب‬ ‫‪  ‬‬

‫مستجيب حين يُدعى مستجاب‬ ‫‪  ‬‬

‫أين في المحفل "مي" يا صحاب ؟‬ ‫‪  ‬‬

‫اللغويــات‬
‫المحفل ‪ :‬المجلس ج‪ :‬المحافل ‪ -‬ها هنا ‪ :‬يقصد صالون مي ‪ -‬فصل الخطاب‪ :‬القول الصواب ‪ -‬عرش ‪ :‬مكان جلوسها‬ ‫‪‬‬
‫(ج) ‪ :‬عروش و أعراش ‪ -‬المنبر ‪ :‬المنصة ‪ -‬الجناب ‪ :‬الناحية (ج) ‪ :‬أجنبة ‪ -‬مستجيب‪ :‬المراد ‪ /‬مي ‪ -‬مستجاب‪:‬‬
‫المراد األدباء‬
‫الشرح‬
‫يتسائل العقاد في حزن وألم عن األديبة الراحلة " مي زيادة" التي اعتاد األدباء سماع كلماتها البليغة ‪ ،‬ورأيها‬ ‫‪‬‬
‫السديد فهي أديبة ذات مكانة عالية يلبي دعوتها كبار الكتاب واألدباء‪.‬‬
‫التذوق‬
‫[فصل الخطاب ] ‪ :‬كناية عن مكانة مي األدبية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫[عرشها المنبر] ‪ :‬تشبيه بليغ شبه العرش بالمنبر ‪ ،‬وسر جمالها التوضيح ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫[مرفوع الجناب] ‪ :‬كناية عن سمو مكانة مي األدبية ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫أين في المحفل مي ‪ :‬أسلوب استفهام غرضه إظهار الحزن واأللم‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫(يا صحاب) ‪ :‬نداء غرضه إظهار الحز واألسى‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫(الطباق) ‪ :‬بين (مستجيب ) و (مستجاب) يوضح المعنى ويقويه‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫(عوّدتنا ) ‪ :‬تضعيف حرف الواو ‪ ،‬للداللة على استمرارية مجلسها ‪،‬وأثره القوي في نفوس الحاضرين ‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫[ها هنا ] ‪ :‬ها ؛ للتنبيه ‪،‬واستخدام اسم اإلشارة للقريب ؛ ليدل على ألفة مجلسهاوقربها من النفوس ‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫[المنبر ] ‪ :‬يوحي بسمو مكانة مي األدبية ‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫" صفات مي الحسية"‬ ‫‪.2‬‬
‫سائلوا النخبة من رهط الند ّ‬
‫ي‬ ‫‪  ‬‬

‫أين م َي ؟ هل علمتم أين الندى مي ؟‬


‫‪  ‬‬

‫الحديث الحلو واللحن الشجي‬ ‫‪  ‬‬

‫والجبين الحر والوجه السني‬ ‫‪  ‬‬

‫أين ولى كوكباه؟ أين غاب ؟‬ ‫‪  ‬‬

‫اللغويــات‬
‫سائلوا ‪ :‬اسألوا ‪ -‬النخبة ‪ :‬الصفوة (ج) ‪ :‬نخب ‪ -‬الرهط ‪ :‬القوم واألهل الجمع ‪ :‬وأرْهاط' أَرْهُطٌ' ‪ ،‬أراهط ‪ ،‬وأراهيط‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬الندي ‪ :‬مجلس القوم ‪ -‬اللحن ‪ :‬الصوت و(ج) ‪ :‬األلحان و اللحون ‪ -‬الشجي ‪ :‬الرقيق ‪ ،‬الحزين ‪ -‬الجبين ‪ :‬الجبهة‬
‫(ج) األجبن و األجبنة ‪ -‬السني ‪ :‬الرفيع × الوضيع ‪ -‬الحر ‪ :‬الصافي ‪ -‬ولى ‪ :‬ذهب‬
‫الشرح‬
‫يتسائل الشاعر في حزن وألم وحيرة متوسال بسؤاله إلى استعراض صفات "مي" فيسأل عن جمال مي وحديثها العذب‬ ‫‪‬‬
‫الجميل وجبينها البراق ووجهها المتأللئ (وهذه صفات حسية) ثم في نبرة حزن يتسائل أين ذهب كل هذا؟‬

‫‪3‬‬
‫التذوق‬
‫[كوكباه] ‪ :‬استعارة تصريحية ‪ ،‬حيث شبه (عينيها) بـ (كوكبين) وسر جمالها التوضيح‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫[الحديث الحلو واللحن الشجي ] ‪[ ،‬الجبين الحر والوجه السني] ‪ :‬كناية عن جمال "مي" الحسي‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫[رهط الندي ] ‪ :‬كناية عن كثرة من يرتادون مجلسها وتأثرهم بحديثها العذب‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫[سائلوا] ‪ :‬أسلوب أمر غرضه إظهار الحيرة والتردد‪( .‬سائلوا) أجمل من (اسألوا) ؛ ألنها تدل على المبالغة والتأكيد‬ ‫‪.4‬‬
‫على مكانة "مي" األدبية‪.‬‬
‫[أين مي ‪ /‬هل علمتم أين مي ‪ /‬أين ولى كوكباه ] ‪ :‬استفهام غرضه إظهار الحزن واألم والحيرة‪ ،‬وتكرار االستفهام ؛‬ ‫‪.5‬‬
‫للداللة على عمق إحساسه باأللم لفراقها‪.‬‬
‫[تكرار اسم مي ] ‪ :‬يدل على شدة إعجابه واعتزازه بها‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫" صفات مي "‬ ‫‪.3‬‬
‫‪  ‬‬

‫‪  ‬‬

‫شيم غ ّر رضيات ِعذاب‬ ‫‪  ‬‬

‫وحجي ينفذ بالرأي الصواب‬ ‫‪  ‬‬

‫وذكاء ألمعي كالشهاب‬ ‫‪  ‬‬

‫وجمال قدسي ال يعاب‬ ‫‪  ‬‬

‫كل هذا في التراب‪ .‬آه من هذا التراب‬


‫‪  ‬‬

‫اللغويــات‬
‫شيم ‪ :‬أخالق (م) شيمة ‪ُ -‬غ ّر ‪ :‬بيض (م) غراء ‪ -‬شيم غر ‪ :‬أخالق حميدة ‪ -‬رضيات ‪ :‬مرضية مقبولة ‪ -‬عذاب ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫طيبة (م) عذب ‪ِ -‬حجى ‪ :‬عَقْل وفِطْنة (ج) أحْجاء و أحجية – ينفذ ‪ :‬يقطع ‪ -‬ألمعي ‪ :‬صاحب الرؤية الصائبة‬
‫(حاد) – جمال قدسي ‪ :‬جمال طاهر ‪.‬‬
‫الشرح‬
‫يعود الشاعر إلى سرد صفات مي (المعنوية) فيقول ‪ :‬إن مي تتحلى بكثير من األخالق الحميدة التي يحبها الجميع‬ ‫‪‬‬
‫والرأي الصائب والعقل السديد ‪ ،‬والذكاء الحاد ‪ ،‬أما جمالها القدسي فصفة تجمع بين الحسية والمعنوية ‪،‬فللجمال‬
‫جانبه المحسوس – ربما بأكثر من حاسة – ومع ذلك فهو (جمال قدسي) والقدسي هو الطاهر ‪ ،‬نسبة إلى القدس وهو‬
‫الطهر ‪ ،‬وهو صفة لها طابعها المعنوي ثم يعود إلى الواقع واقع الموت والفناء الذي قضى على كل تلك الصفات‬
‫الحسي منها والمعنوي ‪ ،‬وقد وارها جميعها التراب على نحو ال يكاد يصدق‪.‬‬
‫التذوق‬
‫[حجى ينفذ بالرأي الصواب ] ‪ :‬استعارة مكنية شبه الحجى بسيف يقطع وسر جمالها التجسيم‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫[شيم غ ّر] ‪ :‬استعارة مكنية شبه (الشيم) بـ (جياد) وسر جمالها التجسيم ‪ ،‬وتوحي بهرة تلك الصفات‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫[رضيَّات ِعذاب] ‪ :‬استعارة مكنية شبه (الشيم) بـ (مياه) عذبة وسر جمالها التجسيم‪ .‬توحي بالصفاء‬ ‫‪.3‬‬
‫[ذكاء كالشهاب ] ‪ :‬تشبيه مجمل ؛ شبه الذكاء بالشهاب وسر جمالها التجسيم ‪،‬يوحي بشدة ذكائها‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫[جمال قدسي ال يعاب ] ‪ :‬كناية عن حسن مي وجمالهاوطهارتها ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫[كل هذا في التراب ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬حيث شبه خصال "مي" بأشياء مادية تدفن وسر جماها التجسيم‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫[شيم ‪ ،‬غر ‪ : ]....‬نكرات للتعظيم ‪ ،‬وجمع ؛ يفيد كثرة وتعدد صفات مي ‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫(جمال قدسي) ‪ :‬وصف الجمال بالقدسي يوحي بالطهارة والبراءة‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫(كل هذا في التراب ؟) ‪ :‬أسلوب استفهام غرضه التعجب واإلنكار‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫(ال يعاب) ‪ :‬إيجاز بحذف الفاعل ؛ للعموم والشمول‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫لن تتوارى مآثر "مي"‬ ‫‪.4‬‬
‫ويك ما أنت براد ما لديك‬‫‪  ‬‬

‫أضيع اآلمال ما ضاع عليك‬ ‫‪  ‬‬

‫مجد مي غير موكول إليك‬ ‫‪  ‬‬

‫مجد مي خالص من قبضتيك‬ ‫‪  ‬‬

‫ولها من فضلها ألف ثواب‬ ‫‪  ‬‬

‫‪3‬‬
‫اللغويــات‬
‫ويك ‪ :‬كلمة للتعجب الممزوج بالغضب ‪ -‬تحلق ‪ :‬ترتفع ‪ -‬تخفق ‪ :‬تتحرك وتطير‪ -‬خالص ‪ :‬متحرر ‪ -‬تتعقب ‪ :‬تتتبع‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬السحيق ‪ :‬البعيد × القريب‬
‫الشرح‬
‫ويدرك الشاعر أن التراب لن يرد ما غيبه في جوفه ‪ ،‬وأن من العبث أن يأمل أحد في ذلك ‪ ،‬ومع هذا ال تفارقه روح‬ ‫‪‬‬
‫التحدي وهو يخاطب التراب ‪ ،‬فهذا التراب وإن وارى من مي جسدها ‪ ..‬غير قادر على أن يحجب مآثرها وفضلها‬
‫وإبداعاتها التي ال سلطان له عليها ‪ ،‬وال قدرة له على إخفائها ألنها فوق سلطانه وأكبر من قدرته‪.‬‬
‫التذوق‬
‫[أضيع اآلمال ما ضاع عليك] ‪ :‬استعارة مكنية شبه اآلمال بـ أشياء تضيع وسر جمالها التجسيم وتوحي باليأس ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫[مجد مي غير موكول إليك ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬تصور التراب شخصا وسر جمالها التشخيص ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫[ويك ] ‪ :‬تفيد التعجب والزجر والتهديد لهذا التراب ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ولها من فضلها ألف ثواب ‪ :‬أسلوب قصر للتوكيد والتخصيص‬ ‫‪.4‬‬
‫التعليق‬
‫موضوع القصيدة ‪ :‬الرثاء (وهو الحديث عن الميت وذكر محاسنه)‬ ‫‪‬‬
‫اذكر الخصائص الفنية ألسلوب الشاعر ‪.‬‬
‫الوحدة العضوية المتمثلة في وحدة الموضوع‬ ‫‪.4‬‬ ‫سهولة األلفاظ وبعدها عن الغرابة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ووحدة الجو النفسي‪.‬‬ ‫روعة الصور وعدم التكلف فيها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫كثرة األساليب اإلنشائية‪.‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫التنوع في القافية‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ ‬الواجب ‪‬‬
‫سائلوا النخبة من رهط الند ّ‬
‫ي‬ ‫‪  ‬‬

‫أين م َي ؟ هل علمتم أين الندى مي ؟‬ ‫‪  ‬‬

‫الحديث الحلو واللحن الشجي‬ ‫‪  ‬‬

‫والجبين الحر والوجه السني‬ ‫‪  ‬‬

‫أين ولى كوكباه؟ أين غاب ؟‬ ‫‪  ‬‬

‫هات معنى " النخبة " ومضاد السنى " فى جملتين من إنشائك‬ ‫‪.1‬‬
‫ما الغرض من اإلستفهام فى األبيات ؟‬ ‫‪.2‬‬
‫الشاعر شديد التأثر لفقد مى ‪ ...‬دلل على ذلك من خالل فهمك لألبيات‬ ‫‪.3‬‬
‫استخرج من األبيات ‪ ( :‬أسلوب أمر و بين الغرض منه ـ صورة بيانية مبينا نوعها و قيمتها الفنية )‬ ‫‪.4‬‬
‫إلى أي غرض شعرى ينتمى هذا النص و ما الخصائص األسلوبية لللشاعر كما تجلت افى النص‬ ‫‪.5‬‬
‫‪ â 5‬ـ مدرسة أبولُّــــــو ‪á‬‬

‫س‪:1‬لماذا ُس ِّميت مدرسة أبولُّو بهذا االسم ؟ وما الظروف التي نشأت فيها ؟‬

‫أوال سبب التسمية‬


‫كلمة " أبولُّو " مأخوذة من ( أبو للون ) إله النور والفنون والجمال عند اليونان ‪ ،‬وتسمية هذه المدرسة بهذا االسم يدل‬ ‫‪‬‬
‫على التأثر بالثقافة األجنبية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الظروف التي نشأت فيها هذه المدرسة‬
‫وقعت معارك أدبية بين الشعراء المحافظين وشعراء مدرسة الديوان‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫انصرف المازنى عن قول الشعر ‪ ،‬وفضّل كتابة القصة والمقال فى الصحف ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫توقف شكرى' عن قول الشعر ومال إلى العزلة بعد صدور ديوانه السابع " أزهار الخريف " ‪.1918‬‬ ‫‪.3‬‬
‫انشغل العقاد عن الشعر ببعض األنواع األدبية األخرى غير الشعر ‪ ،‬ووجدناه يقترب من بعض ما سبق أن نقده من سمات‬ ‫‪.4‬‬
‫الشعراء المحافظين من مدح وتهــان ورثاء وارتباط بالمناسبات‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أصبح الطابع العام لشعر الديوانيين هو المبالغة فى الذهنية الجافة والتفلسف ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫س‪:2‬ما العوامل التى أثرت فى نشأة مدرسة أبو لو ؟‬


‫تأثر شعراء هذه المدرسة باتجاه " مطران " الرومانسى ‪ ،‬واتخذوه أبا روحيا لهم ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫استفادوا من الصراع األدبى الناشئ بين اإلحيائيين والديوانيين ‪ ،‬مما جعلها تتجه للتجديد واالهتمام بالعاطفة‬ ‫‪.2‬‬
‫الجياشة‪.‬‬
‫تأثروا بشعر الرومانتيكيين األوربيين وبخاصة اإلنجليز ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تأثروا بأدب المهاجر وبخاصة " جبران خليل جبران " مما جعلهم يتجهون بشعرهم وجهة عاطفية حادة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫أحس شعراؤها بالحرية واستقالل الشخصية ‪ ،‬وتشبعوا بروح الثورة والحرية منذ ثورة ‪.1919‬‬ ‫‪.5‬‬
‫اقترن شعر هذه المدرسة بظهور مجلتها ( أبولو ) التي ظهرت عام ‪1932‬م ‪ ,‬وتكونت جمعية أبولو في العام نفسه‬ ‫‪.6‬‬
‫حاملة اسم المجلة ‪ ,‬واتخذوا خليل مطران أبا روحيا لهم ‪ .‬وقد صدر ألعضاء هذه المدرسة إنتاج شعري قليل ‪ ,‬قبل‬
‫صدور المجلة ‪ ,‬منذ أخرج منشئ هذه المدرسة " أحمد زكي أبو شادي " ديوانه األول " أنداء الفجر " سنة‬
‫‪1911‬م ‪ ,‬وعلي محمود طه قصيدته في الدستور سنة ‪1918‬م ‪ ,‬وكما كتب الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي مقدمة‬
‫ديوان الينبوع ألحمد زكي أبي شادي ‪ ,‬لكن عام ‪1932‬م شهد انطالقة شعراء هذه المدرسة ‪ ,‬وصدور معظم دواوينهم‬
‫‪.‬‬

‫س‪:3‬ما السمات الفنية لمدرسة أبو لو ؟ مع التمثيل لما تذكره ‪.‬‬


‫اإليمان بذاتية التجربة الشعرية والحنين إلى مواطن الذكريات ‪ ،‬يقول إبراهيم ناجى متذكرا دار أحبابه ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫وأنا أهتف يا قلب اتئد‬‫‪  ‬‬
‫رفرف القلب بجنبي كالذبيح‬ ‫‪ ‬‬

‫لم عدنا ؟ ليت أنا لم نعد‬


‫‪  ‬‬
‫فيجيب القلب والماضي الجريح‬ ‫‪ ‬‬

‫وها هو ذا محمد عبد المعطي الهمشري في قصيدته " النارنجة الذابلة " يستحضر ذكريات صباه فيقول ‪:‬‬
‫ألف الغناء بظلها الزرزور‬ ‫‪  ‬‬
‫كانت لنا عند السياج شجيرة‬ ‫‪ ‬‬

‫ويفيض منها في الحديقة نور‬ ‫‪  ‬‬


‫طفق الربيع يزورها متخفيا‬ ‫‪ ‬‬

‫فيها الزهور وزقزق العصفور‬ ‫‪  ‬‬


‫حتى إذا حل الصباح تنفست‬ ‫‪ ‬‬

‫نبأ الربيع وركبه المسحور‬ ‫‪  ‬‬


‫وسرى إلى أرض الحديقة كلها‬ ‫‪ ‬‬

‫استعمال اللغة استعماال جديدا فى دالالت األلفاظ والمجازات والصور ‪ ،‬من أمثلة ذلك ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫( العطر القمرى ‪ ،‬وراء الغمام ‪ ،‬أغانى الكوخ ‪ ،‬األريج الناعم ‪ ،‬شاطئ األعراف ‪ ،‬المالح التائه ) ويكثرون من كلمات " الحقل ـ النور ـ‬
‫الظغيان ـ الموت ـ العطر ـ الشذا ـ الشراع ‪" ...‬‬
‫الميل فى التصوير إلى التجسيد ؛ أى تحويل المعنويات من التجريد إلى الحسية‪ ،‬يقول إبراهيم ناجى ‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫وفرغت من آالمها‬ ‫‪  ‬‬
‫ذوت الصبابة وانطوت‬ ‫‪ ‬‬

‫ت بحشدها وزحامها‬ ‫‪  ‬‬


‫عادت إلي الذكريا‬ ‫‪ ‬‬

‫الميل إلى التشخيص ؛ أى منح الصفة اإلنسانية لما ليس بإنسان ‪ ،‬مثل قول الهمشرى ‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫فنسيم المساء يسرق عطرا‬
‫من رياض سحيقة فى الخيال‬
‫استخدام الرمز والميل للكلمات الرشيقة ‪ ،‬مثل‪ (:‬جندول ـ عروس ـ عيد ـ عطر ) ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫استخدام الكلمات األجنبية واألساطير‪ ،‬مثل ‪ ( :‬الكرنفال ‪ ،‬أوزوريس ‪ ،‬فينوس ‪ ،‬إخناتون )‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫حب الطبيعة وتقديسها وعشق جمالها ومناجاتها ومخاطبتها ‪ ،‬مثل ‪( :‬الينبوع ـ المساء الحزين) ‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫التشاؤم واالستسالم لآلالم واألحزان والتأمل واليأس ‪ ،‬مثل ‪ :‬أين المفر؟ لمحمود حسن إسماعيل ‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫تعدد موضوعاتهم الشعرية بين ‪ ( :‬المرأة والطبيعة والحنين والذكريات واالبتعاد عن الشعر السياسى) ‪.‬‬ ‫‪.9‬‬

‫س‪:4‬ما التجديد الذى طرأ على شكل القصيدة عند شعراء أبولو ؟‬
‫تقسيم القصيدة إلى مقاطع ‪ ،‬تتعدد قوافيها وأوزانها ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪3‬‬
‫تحرير القصيدة من وحدة القافية‪ ،‬وذلك بتعدد القوافى فى القصيدة الواحدة ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الميل إلى الموسيقا الهادئة ال الصاخبة ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫استخدام الشعر المرسل الذى ال يلتزم قافية ويستعمل فيه أكثر من بحركما في قصيدة الفنان ألحمد زكي أبو شادي‬ ‫‪.4‬‬
‫وقصيدة أطياف لصالح الشرنوبي ‪.‬‬
‫التزموا بالوحدة الفنية للقصيدة فى معظم أشعارهم ‪ ،‬شأن الرومانسيين جميعا ‪ .‬كما في شاطئ األعراف للهمشري ‪,‬‬ ‫‪.5‬‬
‫واألطالل وملحمة السراب لناجي وطارق بن زياد وأرواح وأشباح لعلي محمود طه ‪.‬‬

‫‪ â‬أهواك يا وطنى ‪ /‬محمود حسن إسماعيل‪á‬‬


‫التعريف بالشاعر‬
‫محمود حسن إسماعيل ولد عام ‪ 1910‬م بمحافظة أسيوط ‪ ,‬تخرج في كلية دار العلوم ‪ ,‬نبغ في الشعر نبوغا مبكرًا‬ ‫‪‬‬
‫فقد أصدر ديوانه األول وهو طالب بعنوان "أغانى الكوخ " ونال جائزة الدولة في الشعر وله دواوين كثيرة منها‬
‫"البد" و"تائهون"‪ .‬توفي سنة ‪ . 1977‬وهذه القصيدة من ديوان نهر الحقيقة الذي أصدره عام ‪1972‬م‬
‫التجربة‬
‫عامة يتناول فيها قضية األوطان ومكانتها وأهمية الدفاع عنها‬ ‫‪‬‬
‫االعتراف بحب الوطن‬
‫ك يا وطني‬
‫أهوا َ‬
‫يا كل ما تروى به شفةُ الهوى فِتَنِي‬
‫‪  ‬‬

‫‪  ‬‬

‫يا كل لحن في لها ِة الطير أعزفه ويعزفني‬ ‫‪  ‬‬

‫يا كل صفق بين موج النهر اسمعه يناغمني ويطربني‬ ‫‪  ‬‬

‫يا كل شد ٍو من خطا الرعيان فوق العشب يسحرني‬ ‫‪  ‬‬

‫‪3‬‬
‫تهن‬
‫يا صخرة وهنت رياح الدهر وهى – الده َر – لم ِ‬ ‫‪  ‬‬

‫اللغويــات‬
‫الهوى ‪ :‬الحب ج األهواء ـ فتني ‪ :‬إعجابي م فتنة × اشمئزازي ـ لهاة ‪ :‬لسان المزمار ج لَهَا ولهوات ـ أعزفه ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أغنيه ـ صفق ‪ :‬صوت ـ يناغمني ‪ :‬يطربني × يحزنني ـ شدو ‪ :‬غناء ـ الرعيان ‪ :‬م راعي وهو ما يقوم برعاية‬
‫اإلبل وغيرها ـ العشب ‪ :‬النبات الطري ـ يسحرني ‪ :‬يدهشني جماله ـ وهنت ‪ :‬ضعفت ـ الدهر ‪ :‬الزمن الطويل ـ‬
‫وهي ‪ :‬ضعف ـ تهن ‪ :‬تضعف‬
‫الشرح‬
‫يعترف الشاعر بحبه الشديد لوطنه ‪ ,‬فكل ما في الوطن يحرك اللسان ليذكرك بخير ‪ ,‬ويثر إعجابنا بك وافتتاننا‬ ‫‪‬‬
‫بجمالك ‪ ,‬فأنت مصدر األلحان الشجية التي تتغنى بها الطيور ‪ ,‬ليندمج الشاعر فيها وكأنه عازف لها مع الطيور ‪ ,‬كل‬
‫شيء فيك يسحرني حتى صوت أمواج البحر حين تتحرك ‪ ,‬ويذكرني بك غناء الرعيان ‪ ,‬ثم يقر الشاعر أن الوطن‬
‫راسخ مثل الصخرة ‪ ,‬فال تضعف مهما تتابعت عليها األهوال‬
‫التذوق‬
‫أهواك يا وطني ‪ :‬استعارة مكنية حيث صور الوطن إنسانا يخاطبه ‪ ,‬وسر الجمال التشخيص ‪ ,‬واستخدام الكاف‬ ‫‪.1‬‬
‫الستحضار الصورة‬
‫يا وطني ‪ :‬أسلوب إنشائي نداء للتعظيم ‪ ,‬واستعارة مكنية ‪ ,‬فقد صور الوطن إنسانا يناديه وسر الجمال التشخيص ‪,‬‬ ‫‪.2‬‬
‫واإلضافة في وطني للتخصيص‬
‫يا كل ما تروى به شفةُ الهوى فِتَنِي ‪ :‬أسلوب إنشائي نداء للتعظيم ‪ ,‬وكل تفيد العموم والشمول وهي استعارة مكنية حيث‬ ‫‪.3‬‬
‫صور الفتن أشخاصا يرويها الحب ‪ ,‬وصور الهوى بإنسان له شفة " تشخيص " ‪ ,‬وشفة ‪ :‬مجاز مرسل عن الفم عالقته‬
‫الجزئية‬
‫يا كل لحن ‪ :‬أسلوب إنشائي نداء للتعظيم ‪ ,‬وهي استعارة مكنية حيث صور األلحان أشخاصا يناديها‬ ‫‪.4‬‬
‫لحن في لها ِة الطير ‪ :‬استعارة مكنية حيث صور الطيور أشخاصا تقوم بالتلحين " تشخيص " ‪ ,‬ولهاة الطير ‪ :‬مجاز‬ ‫‪.5‬‬
‫مرسل عن الفم عالقته الجزئية‬
‫يعزفني ‪ :‬استعارة مكنية حيث صور الشاعر نفسه لحنا تعذفه الطيور‬ ‫‪.6‬‬
‫يا كل صفق بين موج النهر ‪ :‬أسلوب إنشائي نداء للتعظيم واستعارة مكنية حيث صور كل صفق أشخاصا يناديها "‬ ‫‪.7‬‬
‫تشخيص "‬
‫صفق بين موج النهر اسمعه ‪ :‬استعارة مكنية حيث صور موج النهر أشخاصا تصفق " تشخيص " ‪ ,‬وصفق ـ أسمعه ‪:‬‬ ‫‪.8‬‬
‫مراعاة نظير إلثارة الذهن ولفت االنتباه‬
‫صفق بين موج النهر اسمعه يناغمني ويطربني ‪ :‬استعارة مكنية حيث صور موج النهر مغنيا يطرب الشاعر ويسعده "‬ ‫‪.9‬‬
‫تشخيص " ‪ ,‬صفق ـ أسمعه ‪ :‬مراعاة نظير إلثارة الذهن ولفت االنتباه ‪ ,‬وبين يناغمني ويطربني ‪ :‬إطناب بالترادف‬
‫يفيد التوكيد‬
‫يا كل شد ٍو ‪ :‬أسلوب إنشائي نداء للتعظيم ‪ ,‬واستعارة مكنية حيث صور كل شدو شخصا يناديه " تشخيص "‬ ‫‪.10‬‬
‫يا صخرة ‪ :‬أسلوب إنشائي نداء للتعظيم ‪ ,‬واستعارة مكنية حيث صور الصخرة شخصا يناديه " تشخيص "‬ ‫‪.11‬‬
‫صخرة ‪ :‬استعارة تصريحية حيث صور الوطن في صموده بالصخرة " تجسيم "‬ ‫‪.12‬‬
‫وهنت رياح الدهر ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها الرياه بإنسان يضعف " تشخيص" ‪ ,‬ورياح الدهر ‪ :‬تشبيه بليغ حيث شبه‬ ‫‪.13‬‬
‫الدهر برياح " تجسيم " ‪ ,‬ورياح ‪ :‬استعارة تصريحية حيث صور التحديات التي تواجه الوطن بالرياح " تجسيم "‬
‫وهنت ـ لم تهن ‪ :‬طباق بالسلب يبرز المعنى ويوضحه‬ ‫‪.14‬‬
‫وهنت ـ وهي ‪ :‬جناس يعطي جرسا موسيقيا تطرب له األذن‬ ‫‪.15‬‬
‫مأخذ ‪ :‬تكرار حرف الهاء في البيت األخير أحدث ثقال في النطق مما أضعف البيت‬ ‫‪.16‬‬
‫وطني وطن التسامح‬

‫‪3‬‬
‫أهواك يا وطني‬‫‪  ‬‬

‫أهواك أنت هواي أهواه وأعشقه‬ ‫‪  ‬‬

‫ونشيدي الغالي مدى الدنيا أردده‬ ‫‪  ‬‬

‫من للهالل يهلُّ مسجده ؟‬


‫‪  ‬‬

‫من للصليب يُطل معبده‪ f‬؟‬‫‪  ‬‬

‫من للجمال رُباك مورده ؟‬ ‫‪  ‬‬

‫السحر فيك ‪ ...‬السحر ين ُشدُه‬‫‪  ‬‬

‫والحب فيك بكل خافقة تجدده‬ ‫‪  ‬‬

‫اللغويــات‬
‫أعشقه ‪ :‬أحبه ـ مدى ‪ :‬طول ـ يهل ‪ :‬يظهر ـ يطل ‪ :‬يأتي ـ رباك ‪ :‬مرتفعاتك م ربوة ـ مورده ‪ :‬مصدره ـ السحر ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الجمال ج األسحار والسحور ـ ينشده ‪ :‬يطلبه ـ خافقة ‪ :‬المراد القلب‬
‫الشرح‬
‫يقول الشاعر ‪ :‬أنت يا وطني حبي الوحيد بل أغنيتي المفضلة التي أغنيها طوال حياتي فأنت وطن التسامح واألمن‬ ‫‪‬‬
‫مهما اختلفت األديان فالمسجد والكنيسة' يظلهما أمنك وحريتك ‪ ,‬ويقول أنت موطن الجمال المعشوق من الجميع كل ما‬
‫فيك يسحر العقول أنت مقصدنا جميعاوأنت مصدر الحب المتجدد في قلوبنا جميعا‬
‫التذوق‬
‫أهواك ‪..‬أنت هواي أهواه وأعشقه ‪ :‬استعارة مكنية صور الوطن شخصا يحبه ويهواه ويعشقه ‪ ,‬أنت هواي ‪ :‬أسلوب قصر‬ ‫‪.1‬‬
‫بتعريف المبتدأ والخبر وتشبيه بليغ فقد شبه الوطن بالحب للتوضيح وإضافة الياء لـ هواي تفيد التخصيص واالعتزاز‬
‫‪ ,‬وبين أنت ‪ ...‬أهواه وأعشقه ‪ :‬إلتفات إلثارة الذهن وإطناب بالترادف للتأكيد وتكرار حرف الهاء أحدث ثقال في النطق‬
‫مما أضعف المعنى‬
‫ونشيدي الغالي مدى الدنيا أردده ‪ :‬تشبيه بليغ شبه الوطن بالنشيد ‪ ,‬وجملة نشيدي الغالي استعارة مكنية صور النشيد‬ ‫‪.2‬‬
‫بسلعة غالية الثمن " تجسيم "‬
‫من للهالل يهلُّ مسجده ؟ ‪ :‬أسلوب إنشائي لالستفهام ويفيد التعظيم ‪ ,‬الهالل ‪ :‬كناية عن اإلسالم ‪ ,‬وبين الهالل ـ يهل ‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫جناس ناقص يعطي نغمة موسيقية ‪ ,‬الهالل ـ مسجده ‪ :‬مراعاة نظير لإلثارة والتنبيه‬
‫من للصليب يُطل معبده‪ f‬؟ ‪ :‬أسلوب إنشائي لالستفهام ويفيد التعظيم ‪ ,‬الصليب ‪ :‬كناية عن المسيحية ‪ ,‬وبين الصليب ـ‬ ‫‪.4‬‬
‫معبده ‪ :‬مراعاة نظير لإلثارة والتنبيه ‪ ,‬واستعارة مكنية تصور المعبد إنسانا يطل " تشخيص "‬
‫من للجمال رُباك مورده ؟ ‪ :‬أسلوب إنشائي لالستفهام ويفيد التعظيم ‪ ,‬ورباك مورده ‪ :‬تشبيه بليغ حيث شبه ربا الوطن‬ ‫‪.5‬‬
‫بالمورد " تجسيم "‪ ,‬ورباك ‪ :‬اإلضافة للتخصيص واالعتزاز وفيها استعارة مكنية حيث صور الجمال إنسانا يروي ظمأه‬
‫من ربا الوطن‬
‫السحر فيك ‪ ...‬السحر ين ُشدُه ‪ :‬استعارة مكنية تصور سحر الوطن شيئا ماديا " تجسيم " ‪ ,‬وجملة السحر ينشده ‪ :‬استعارة‬ ‫‪.6‬‬
‫مكنية حيث صور السحر إنسانا يطلب " تشخيص "‬
‫والحب فيك بكل خافقة تجدده ‪ :‬استعارة مكنية " تجسيم " للحب بشيء مادي ‪ ,‬وكلمة فيك ‪ :‬اإلضافة الستحضار الصورة ‪,‬‬ ‫‪.7‬‬
‫وجملة بكل خافقة تجدده ‪ :‬استعارة مكنية صور الحب مادة تتجدد " تجسيم " ‪ ,‬وخافقة ‪ :‬اسم فاعل يفيد االستمرار‬
‫والتجدد‬
‫عهد بالفداء والتضحية‬

‫مهما استبد الليل يا وطني‬ ‫‪  ‬‬

‫بك أنت ‪ -‬كالرؤيا ‪ -‬نبدده‬ ‫‪  ‬‬

‫بهواك ‪ ,‬بالشطآن ‪ ,‬باألزهار ‪ ,‬باألعمار‬ ‫‪  ‬‬

‫مثل النار نحصده‬ ‫‪  ‬‬

‫بنسيمك الهافي نمزقه‬ ‫‪  ‬‬

‫وبموجك الصافي نحرِّقه‬


‫ْ‬
‫‪  ‬‬

‫ُ‬
‫وبكل طير فوق رابية بالحب نغ َمته تعطرني‬ ‫‪  ‬‬

‫‪3‬‬
‫وبكل لفٍّ أوقدت مصباحها قبسا أمام خطاك‬ ‫‪  ‬‬

‫وبكل خط ٍو يغرس اآلمال صاعدة لشمس عالك‬ ‫‪  ‬‬

‫وبكل شيء فوق أرضك تحت ظل سماك‬ ‫‪  ‬‬

‫بالناس ‪ ,‬باآلجال ‪ ,‬يا وطني‬ ‫‪  ‬‬

‫بتردد‪ f‬األنفاس ‪ ,‬بالزمن‬


‫‪  ‬‬

‫بزغاريد األعراس ‪ ,‬بالكفن‬ ‫‪  ‬‬

‫مهما تمادى الليل نحصده‬ ‫‪  ‬‬

‫وبكل غضبتنا ‪ ..‬نبدده‬ ‫‪  ‬‬

‫ونرد فجرك من يد المح ِن‬ ‫‪  ‬‬

‫متألقا كالشمس فوق الكون ‪..‬يا وطني‬ ‫‪  ‬‬

‫اللغويــات‬
‫استبد ‪ :‬ظلم ـ الليل ‪ :‬المراد االستعمار ـ الرؤيا ‪ :‬الحلم ج الرؤى ـ نبدده‪ : f‬نزيله ونمحوه ـ نحصده ‪ :‬نجنيه ـ الهافي‬ ‫‪‬‬
‫‪ :‬المتحرك ـ الصافي ‪ :‬النقي ـ رابية ‪ :‬مرتفعات ج روابٍ ـ تعطرني ‪ :‬تزينني وتطيبني ـ لف ‪ :‬حديقة ج ألفاف‬
‫ولفوف ـ قبسا ‪ :‬نارا ـ خطو ‪ :‬مشي ـ يغرس ‪ :‬يثبت ـ صاعدة ‪ :‬مرتفعة ـ عالك ‪ :‬رفعتك ـ اآلجال ‪ :‬األعمار ـ‬
‫األعراس ‪ :‬الزفاف ـ تمادى ‪ :‬تطاول ـ المحن ‪ :‬الشدائد ـ متألقا ‪ :‬المعا‬

‫الشرح‬
‫مهما اشتد االستعمار بظلمه ومهما تعددت التحديات واشتدت' المحن ‪ ,‬فلك عهد علينا بأن ندافع عنك ‪ ,‬مع وعد بإزالة‬ ‫‪‬‬
‫هذا الظلم وإزاحته من طريق تقدمنا كأنه كابوس سرعان ما أزلناه ‪ ,‬وكل مكان فيك سيتحول لساحة للمقاومة كل‬
‫شيء سنبذله في سبيل حريتك سنشتعل كأننا مصابيح تهدي الوطن في طريق تقدمه ‪ ,‬سنبعث اآلمال في النفوس‬
‫الراغبة للوصول ألعلى منزلة ‪ ,‬سنضحي بأعمارنا بأنفاسنا بكل ما أظلته سماؤنا ‪ ,‬سنثور حتى نمهد لك طريق التقدم‬
‫‪ ,‬سيعود الوطن المعا متألقا بحضارته وبعلمه كالشمس ‪.‬‬

‫التذوق‬
‫مهما استبد الليل يا وطني ‪ :‬استبد الليل ‪ :‬استعارة مكنية صور الليل إنسانا مستبدا " تشخيص " ‪ ,‬والليل ‪ :‬استعارة‬ ‫‪.1‬‬
‫تصريحية حيث صور المحن ومنها االستعمار بالليل " تجسيم " ‪ ,‬يا وطني ‪ :‬نداء للتعظيم واستعارة مكنية صور الوطن‬
‫شخصا يناديه " تشخيص "‬
‫بك أنت ‪ -‬كالرؤيا – نبدده ‪ :‬بك أنت ‪ ..‬نبدده‪ : f‬قصر للتخصيص والتوكيد ‪ ,‬بك أنت ‪ :‬توكيد لفظي والكاف الستحضار‬ ‫‪.2‬‬
‫الصورة ‪ ,‬كالرؤيا نبدده‪ : f‬تشبيه للظلم والمحن بكابوس يتبدد ‪ ,‬نبدده‪ : f‬استعارة مكنية صور الظلم بشيء مادي يزال‬
‫ويمحى " تجسيم "‬
‫بهواك ‪ ,‬بالشطآن ‪ ,‬باألزهار ‪ ,‬باألعمار مثل النار نحصده ‪ :‬فيه حسن تقسيم يعطي نغمة موسيقية تطرب األذن ‪ ,‬مثل‬ ‫‪.3‬‬
‫النار ‪ :‬تشبيه حيث شبه ( الهوى ـ األزهار ـ ضفاف النهر ـ أعمار البشر ) بالنار ‪ ,‬بهواك ‪ ,‬بالشطآن ‪ ,‬باألزهار ‪,‬‬
‫باألعمار نحصده ‪ :‬استعارة مكنية صور ( الهوى ـ األزهار ـ ضفاف النهر ـ أعمار البشر ) بآالت أو أسلحة تحصد‬
‫الشر والظلم " تجسيم "‬
‫بنسيمك الهافي نمزقه ‪ :‬قصر للتخصيص والتوكيد ‪ ,‬والكاف الستحضار الصورة واالعتزاز بالوطن ‪ ,‬بنسيمك ‪ ..‬نمزقه ‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫استعارة مكنية صور نسيم الوطن سالحا يمزق الليل " تجسيم "‬
‫وبموجك الصافي نحرِّقه ‪ :‬قصر للتخصيص والتوكيد ‪ ,‬والكاف الستحضار الصورة واالعتزاز بالوطن ‪ ,‬وبموجك ‪...‬‬ ‫‪.5‬‬
‫نحرِّقه‪ :‬استعارة مكنية صور الموج نارا تحرق الليل المستبد " تجسيم "‬
‫بنسيمك الهافي نمزقه ‪ ..‬وبموجك الصافي نحرِّقه ‪ :‬حسن تقسيم يعطي نغمة موسيقية جميلة تطرب لها األذن‬ ‫‪.6‬‬
‫وبكل طير فوق رابية بالحب ن ْغ َمتُه تعطرني ‪ :‬كل ـ طير تفيد العموم والشمول ‪ ,‬بالحب ن ْغ َمتُه تعطرني ‪ :‬قصر للتخصيص‬ ‫‪.7‬‬
‫والتوكيد ‪ ,‬ن ْغ َمتُه تعطرني ‪ :‬استعارة مكنية صور نغم الطيور بالعطر " تجسيم "‬

‫‪3‬‬
‫وبكل لفٍّ أوقدت مصباحها قبسا أمام خطاك ‪ :‬وبكل لفٍّ أوقدت ‪ :‬قصر للتخصيص والتوكيد ‪ ,‬لفٍّ أوقدت مصباحها ‪:‬‬ ‫‪.8‬‬
‫استعارة مكنية صور الحديقة بإنسان يشعل المصباح ‪ ,‬أوقدت ـ مصباحها ـ قبسا ‪ :‬مراعاة نظير يثير الذهن ‪ ,‬أمام خطاك‬
‫‪ :‬استعارة مكنية حيث صور الوطن إنسانا له خطوات " تشخيص "‬
‫وبكل خط ٍو يغرس اآلمال صاعدة لشمس عالك ‪ :‬وبكل خط ٍو يغرس اآلمال ‪ :‬قصر للتخصيص والتوكيد ‪ ,‬يغرس اآلمال ‪:‬‬ ‫‪.9‬‬
‫استعارة مكنية صور اآلمال أشجارا تغرس " تجسيم " وصور كل خطو بفالح يغرس اآلمال " تشخيص " ‪ ,‬لشمس عالك‬
‫‪ :‬تشبيه بليغ شبه العال بشمس " تجسيم "‬
‫وبكل شيء فوق أرضك تحت ظل سماك ‪ :‬أرضك ـ سماك ‪ :‬الكاف الستحضار الصورة واالعتزاز بالوطن‬ ‫‪.10‬‬
‫بالناس ‪ ,‬باآلجال ‪ ,‬يا وطني ‪ :‬استعارة مكنية حيث صور الوطن إنسانا يخاطبه ‪ ,‬وسر الجمال التشخيص‬ ‫‪.11‬‬
‫بتردد‪ f‬األنفاس ‪ ,‬بالزمن ـ بزغاريد األعراس ‪ ,‬بالكفن ـ مهما تمادى الليل نحصده ‪ :‬استعارة مكنية صور األنفاس والزمن‬ ‫‪.12‬‬
‫وزغاريد األفراح والكفن أسلحة تحصد الظلم وتحرر الوطن " تجسيم " ‪ ,‬وزغاريد األفراح والكفن ‪ :‬طباق يوضح‬
‫المعنى ويقويه‬
‫مهما تمادى الليل نحصده وبكل غضبتنا ‪ ..‬نبدده ‪ :‬قصر للتخصيص والتوكيد ‪ ,‬مهما تمادى الليل نحصده ‪ :‬استعارة مكنية‬ ‫‪.13‬‬
‫صور الليل زرعا نحصده ‪ ,‬والليل استعارة تصريحية صور الظلم بالليل ‪ ,‬نبدده‪ : f‬استعارة مكنية صور الليل شيئا ماديا‬
‫يزال ويمحى‬
‫ونرد فجرك من يد المح ِن متألقا كالشمس فوق الكون ‪..‬يا وطني ‪ :‬ونرد فجرك ‪ :‬استعارة مكنية صور الفجر شيئا ماديا‬ ‫‪.14‬‬
‫ضائعا والمصريون يعيدونه " تجسيم " ‪ ,‬فجرك ‪ :‬استعارة تصريحية صور تحرر الوطن بالفجر ‪ ,‬يد المحن ‪ :‬استعارة‬
‫مكنية صور المحن إنسانا له يد " تشخيص " ‪ ,‬متألقا كالشمس ‪ :‬تشبيه للوطن بالشمس المضيئة ‪.‬‬

‫‪ ‬التعليق ‪‬‬

‫تجربة الشاعر ‪ :‬تدور حول محورين هما ‪ ( :‬حب الوطن والتضحية والفداء له )‬ ‫‪‬‬
‫غرض النص ‪ :‬الفخر واالعتزاز بالوطن‬ ‫‪‬‬
‫الفن الشعري ‪ :‬من الشعر الغنائي‬ ‫‪‬‬
‫اللون األدبي ‪ :‬الشعر الوطني‬ ‫‪‬‬
‫خصائص مدرسة أبوللو في النص ‪:‬‬
‫التحرر من الوزن والقافية‬ ‫‪.1‬‬
‫تقسيم القصيدة لمقاطع‬ ‫‪.2‬‬
‫الوحدة العضوية واالهتمام بالصورة الكلية‬ ‫‪.3‬‬
‫استعمال اللغة استعماال جديدا‬ ‫‪.4‬‬
‫استخدام الرمز‬ ‫‪.5‬‬
‫األساليب ‪ :‬غلب على النص استخدام األساليب الخبرية لتقرير وتأكيد فكرة إعالء الوطن والتضحية بالغالي في سبيل تحرره‬
‫مالمح شخصية الشاعر ‪ :‬وطني وموهوب ومحب للطبيعة وعاشق للحرية‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬الواجب ‪‬‬
‫ك يا وطني‬
‫أهوا َ‬
‫يا كل ما تروى به شفةُ الهوى فِتَنِي‬
‫‪  ‬‬

‫‪  ‬‬

‫يا كل لحن في لها ِة الطير أعزفه ويعزفني‬ ‫‪  ‬‬

‫يا كل صفق بين موج النهر اسمعه يناغمني ويطربني‬ ‫‪  ‬‬

‫يا كل شد ٍو من خطا الرعيان فوق العشب يسحرني‬ ‫‪  ‬‬

‫تهن‬
‫يا صخرة وهنت رياح الدهر وهى – الده َر – لم ِ‬ ‫‪  ‬‬

‫‪3‬‬
‫هات معنى " لهاة " و مضاد وهنت و مفرد الرعيان فى ثالث جمل من إنشائك‬ ‫‪.1‬‬
‫ما دالالت الكلمات التالية فى سياقها ‪ " :‬كل لحن – صفق – شدو "‬ ‫‪.2‬‬
‫عبر الشاعر فى األبيات عن سعادته بوطنه ‪ .‬وضح ذلك‬ ‫‪.3‬‬
‫تزخر األبيات بكثير من الصور الخيالية وضح ذلك‬ ‫‪.4‬‬
‫برزت فى النص بعض مالمح المدرسة الرومانتيكية' وضح ذلك‬ ‫‪.5‬‬
‫" أهواك يا وطني " تنوع األسلوب في هذا التعبير ‪ ..‬وضح ذلك ذاكرا غرض كل أسلوب‬ ‫‪.6‬‬
‫ما اإليحاء في كلمة كل ؟ وما قيمة تكرارها ؟‬ ‫‪.7‬‬
‫ما رأيك في تكرار الشاعر لحرف الهاء في البيت األخير ؟‬ ‫‪.8‬‬

‫‪ â6‬ـ القصة القصيرة‪á‬‬


‫س‪ :1‬ما مفهوم القصة القصيرة؟‬
‫القصة القصيرة ‪ :‬شكل فني من أشكال القصة يتميز بقصره‪ ،‬ويدل علي ذلك اسمها‪ .‬أو هي‪ :‬عمل فني يتميز بإحكام‬ ‫‪‬‬
‫البناء‪.‬‬

‫س‪ :3‬بين مميزات القصة القصيرة من حيث زمن القراءة‪ ،‬والحجم‪.‬‬


‫من حيث زمن القراءة ‪ :‬قد تقرأ في زمن يصل في حده األدنى إلى بضع دقائق وقد يتضاعف فيبلغ الساعتين‬ ‫‪‬‬
‫من حيث الحجم ‪ :‬قد تكون في أقل من ألف كلمة في حين يصل حدها األقصى إلى اثني عشر ألف كلمة فإن زادت على‬ ‫‪‬‬
‫ذلك حتى ثالثين ألف كلمة عدت رواية قصيرة ‪.‬‬

‫س‪ : 4‬تكلم عن تأثير طبيعة البناء الفني فى كل من القصة القصيرة والرواية‪.‬‬


‫الرواية‪:‬‬
‫الرواية تقدم حياة كاملة لشخصية واحدة أو عدة حيوات لشخوص متعددين‪ :‬وهي حياة أو حيوات تتشابك' وقد‬ ‫‪-1‬‬
‫تتوازى وتتقاطع مع شخصيات' أخرى تضمها الرواية ‪ .‬وتمتد بها الزمن جميعا فيصل إلى عدة أعوام ‪.‬‬
‫كما تتعدد األماكن التي تتحرك فيها ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تتصف لغة السرد فيها باإلسهاب فالكاتب ‪ -‬من أجل محاكاة الواقع واإليهام به ‪ -‬قد يتابع بعض الشخصيات أو بعض‬ ‫‪-3‬‬
‫األشياء أو المناظر ويصفها وصفا شامال دقيقا إلى حد يبلغ حد اإلمالل أحيانا ‪ ،‬ولهذا يمكن حذف بعض المشاهد أو‬
‫المقاطع الحوارية دون أن يختل بناء العمل الروائي أو يتأثر على نحو ملحوظ ‪.‬‬
‫القصة القصيرة ‪:‬‬
‫محدودة الشخصيات‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫قليلة األحداث‬ ‫‪-2‬‬
‫قصيرة المدى الزمني غالبا‬ ‫‪-3‬‬

‫‪3‬‬
‫والتعبير فيها غاية اإليجاز‬ ‫‪-4‬‬
‫فكل وصف مقصود وكل عبارة لها داللتها حتى إن واحدا من أبرز كتابها وهو الكاتب األمريكي " إدجار ألن بو "‬ ‫‪-5‬‬
‫ذهب إلى أنه ال يمكن حذف جملة أو عبارة بل كلمة من القصة القصيرة دون أن يتأثر بناؤها وقد يكون ذلك من قبيل‬
‫المبالغة والحرص على إحكام البناء ولكنها مبالغة ال تنفي األصل ‪.‬‬

‫س‪ :‬ما الغاية الفنية للقصة القصيرة؟ وفيم تتمثل؟ وكيف تؤدى ؟‬
‫توصيل رسالة إلى المتلقي تتمثل في ‪ :‬فكرة‪ ،‬أو مغزى‪ ،‬أو انطباع خاص ‪ ,‬لكنه بدال من أن يقدم أيا منها بصورة‬ ‫‪‬‬
‫تقريرية مباشرة يعزف عنها القارئ أو ال يوليها اهتمامه يجسده في حكاية قصصية تحاكي واقع الحياة فتجذبه إلى‬
‫متابعتها والتأمل فيها‪ ،‬والتفكير فيما توحي به ‪.‬‬

‫س‪ : 9‬متى عرف أدبنا العربى الشكل الفنى للقصة القصيرة ؟ وما أهم األعمال القصصية الرائدة فى أدبنا العربى الحديث ؟‬
‫عرف األدب العربي هذا الشكل الفني من أشكال القصة القصيرة خالل العقد الثاني من القرن العشرين ‪.‬ومن األعمال‬ ‫‪‬‬
‫الرائدة في هذا المجال قصة " سنتها الجديدة " للكاتب اللبناني ميخائيل نعيمة ‪.‬‬

‫س‪ :10‬تحدث عن مراحل تطور القصة القصيرة‬


‫من األعمال الرائدة في هذا المجال قصة " سنتها الجديدة " للكاتب اللبناني ميخائيل نعيمة‪ f‬وقد ظهرت سنة ‪ 1914‬في‬ ‫‪-1‬‬
‫مجموعته التي عنوانها " كان ما كان " وقصة " في القطار " لمحمد تيمور التي كتبها ‪ 1917‬وظهرت في العام نفسه‬
‫ضمن مجموعة " ما تراه العيون "‬
‫وفي أثر هذا الكاتب مضى نفر آخر من الكتاب في مصر من أمثال شحاتة عبيد‪ f‬وعيسى عبيد وطاهر الشين‬ ‫‪-2‬‬
‫ثم أخذت تتطور على أيدي عدد من الكتاب في األجيال الالحقة وعلى رأسهم نجيب محفوظ ويوسف إدريس ويوسف الشاروني‬ ‫‪-3‬‬
‫وصنع هللا إبراهيم وبهاء طاهر وغيرهم ‪.‬‬

‫‪ â‬الكنيسة نورت ‪á‬‬


‫التعريف بالكاتب ‪:‬‬
‫إبراهيم أصالن ولد بمحافظة الغربية ‪ ,‬ونشأ وتربى في القاهرة في حى إمبابة ‪ ،‬من أهم أعماله "بحيره المساء"‬ ‫‪‬‬
‫"ورددية ليل " أما رواياته فهى "مالك الحزين"‪ " ،‬حجرتان وصالة " "عصافير الجنة "‬
‫حصل إبراهيم على عدد من الجوائز منها ‪ :‬جائزة الدولة التقديرية في اآلداب عام ‪ 2003‬م ‪.‬جائزة كفافيس‬ ‫‪‬‬
‫الدولية عام ‪ 2005‬م‬
‫جو النص ‪:‬‬
‫النص يعرض صورة رائعة عن عراقة الوحة الوطنية بين أبناء مصر من مسلمين ومسيحيين‬ ‫‪‬‬
‫النص‬
‫زمان ‪ ,‬كان النهر مكشوفا للعيان ‪ .‬وزمان كان أهالى إمبابة يقضون سهراتهم طوال شهر رمضان على طول شاطئه الممتد ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫يغادرون الحوارى ‪ ,‬وهم يحملون الحصر واألوانى ‪ ،‬األوالد يلعبون ‪ ,‬وهم يتسامرون ويشربون الشاي ‪ ،‬ويجمعون حوائجهم‬
‫ساعة السحور ويعودون ‪.‬‬
‫كانت عائلة العم منصور المسيحى تجاورنا سواء في البيت أو في قعدة الشاطئ ‪ ،‬وكانوا يساهمون في القروش القليلة التي‬ ‫‪‬‬
‫يجمعها األوالد من أجل تزيين الحارة وال يفطرون إال مع اآلذان ‪ ،‬وكنا نتبادل ألواح الصاج التي نرص عليها الكعك‬
‫والبسكويت والغريبة ‪ ،‬ونتبادل حملها إلى الفرن القريب ونظل حتى الصباح حيث يعود كل منا بألواحه ‪ ،‬ونتبادل الزيارة‬
‫يوم العيد‪ .‬ومن أكثر صور تلك األيام التصاقا بذاكرتى ‪ ،‬وذاكرة أبناء جيلى من أهالى المنطقة انتظارنا مدفع اإلفطار‬
‫على شاطئ النهر‪ .‬كنا نتجمع عشرات األوالد على الحافة‬
‫وكان الشاطئ الممتد ينتهى بانحناءة تحت كوبرى إمبابة الكبير ‪ ,‬وداخل هذه االنحناءة كان مدفع رمضان الرابض ال يبين‬ ‫‪‬‬
‫منه شيء لذلك لم نكن ننظر هناك بل كانت عيوننا مصوبة في ترقب عبر النهر إلى مبنى شبه مختف وراء األشجار هناك‬
‫في حى الزمالك‬

‫‪3‬‬
‫ويكون النهر طافحا والماء مثقال بطميه الفوار ‪ ,‬وتكون الدنيا صيفا والبلح األحمر طلع ‪ ,‬وتظل عيوننا معلقة بذلك‬ ‫‪‬‬
‫المبنى شبه المختفى ‪ ,‬فجأة تضاء نوافذه النحيلة المتباعدة عبر الفروع واألغصان ؛ حينئذ نهلل جميعا في غناء موقع ‪:‬‬
‫"الكنيسة نورت ‪ ...‬الكنيسة نورت " ‪ ,‬ومع ذلك النور المحمر النوافذ والغناء يطلق المدفع الرابض عند انحناءة النهر‬
‫طلقة قوية لها صدى ‪ ,‬حينئذ نميل بأجسادنا إلى هناك ‪ ,‬ونرى دخانها الكثيف األبيض وهو يغادر مخبأه ‪ ,‬وبروح يسرح‬
‫كثيفا على سطح الماء‬
‫والصديق إدوار الخراط اتصل يقول ‪ :‬كل سنة وأنت طيب وأنا سألته عن اسم تلك الكنيسة التي كان يمكن رؤيتها من‬ ‫‪‬‬
‫إمبابة زمان وهو يقول إن الزمالك حيث يقيم ال يوجد بها إال كنيسة العذراء بالمرعشلى ‪ ,‬قلت لم أعد أراها قال إن‬
‫المباني حجبتها‬
‫اللغويــات‬
‫مكشوفا ‪ :‬ظاهرا ـ مصوبة ‪ :‬مسددة ـ أهالى ‪ :‬يقصد سكان م أهل ـ طافحا ‪ :‬ممتلئا ـ مثقال ‪ :‬محمال ـ الحصر‬ ‫‪‬‬
‫م حصيرة ما يجلس عليه ـ طميه ‪ :‬ما بحمله ماء النهرمن طين ـ الفوار ‪ :‬الثائر ـ يتسامرون ‪ :‬السمر الحديث‬
‫ليال ـ النحيلة ‪ :‬الرفيعة ـ حوائجهم م حاجة ـ نهلل ‪ :‬نصيح × نسكت ـ تجاورنا ‪ :‬تسكن بجوارنا ـ تزيين ‪ :‬تجميل ـ‬
‫التصاقا ‪ :‬التحاما × انفصاال ـ صدى ‪ :‬رجع الصوت ج أصداء ـ الرابض ‪ :‬المقيم ـ حجبتها ‪ :‬سترتها ×كشفتها ـ‬
‫يبين ‪ :‬يظهر × يختفى‬
‫الشرح‬
‫عبر إبراهيم أصالن عن عراقة الوحدة الوطنية بين أبناء مصر فى سيمفونية عذبة و بريشة مصور فنان استطاع‬ ‫‪‬‬
‫الكاتب رصد " الحالة الوطنية " التى تداخل فيها النسيج اإلسالمى المسيحى بصورة رائعة مع قدوم شهر رمضان‬
‫المبارك حيث يهنىء المسيحيون أشقاءهم المسلمين بقدوم الشهر الفضيل على طريقة إدوار الخراط مع الكاتب‬
‫إبراهيم أصالن‬
‫و من خالل قدرته على التصوير رسم صورة أهالى إمبابة و شواطىء النيل الممتدة و مغادرة الحوارى و حمل الحصر‬ ‫‪‬‬
‫واألوانى ولعب األوالد وساعات السمر و شرب الشاي و جمع الحوائج ساعة السحور ثم العودة إلى البيوت ثم يأتي‬
‫ذكر عائلة العم منصور المسيحى بحكم الجوار فى البيت وإسهام اإلخوة المسيحيين فى تزيين الحارة و المشاركة‬
‫بقروشهم فى شراء أدوات الزينة و إصرارهم على اإلفطار مع األذان و تبادل ألواح الصاج التى يرص عليها الكعك و‬
‫البسكويت و الغريبة و تبادل حملها إلى الفرن القريب ليظل الصبية مسلمين و مسيحيين معا ينتظرون حتى الصباح‬
‫ليعود كل منهم بألواحه ثم يبدأ تبادل الزيارة يوم العيد‬
‫هذه المشاهد ال تفارق ذاكرة الكاتب و ذاكرة أبناء جيله ‪ ,‬خاصة لحظة انتظار مدفع اإلفطار على شاطىء النهر‬ ‫‪‬‬
‫الخالد بإنحناءاته تحت كوبرى إمبابة ‪ ،‬و داخل اإلنحناءة كان مدفع رمضان ال يظهر منه شيء و لذا كانت أنظار‬
‫الصبية تتجه إلى النهر و المبنى شبه المختفى وراء األشجار فى حى الزمالك حيث تضاء نوافذه عبر الفروع‬
‫وليتهلل الجميع فى غناء جماعى موقع " الكنيسة' نورة ‪ ...‬الكنيسة نورت " و مع نور الكنيسة ينطلق مدفع اإلفطار‬
‫و ينطلق دخانه الكثيف األبيض‬
‫و هنا يسأل صديقه إدوار الخراط عن تلك الكنيسة فيجيبه بأنها كنيسة العذراء بالمرعشلى بالزمالك‬ ‫‪‬‬
‫التذوق‬
‫يغادرون ‪ ..‬ويعودون ‪ :‬طباق يوضح المعنى ويقويه‬ ‫‪.1‬‬
‫( يغادرون الحوارى ‪ ,‬وهم يحملون الحصر واألوانى ) ـ (األوالد يلعبون ‪ ,‬وهم يتسامرون ) ‪ :‬سجع يعطي نغمة موسيقية‬ ‫‪.2‬‬
‫جميلة تطرب لها األذن‬
‫كانت عائلة العم منصور المسيحى تجاورنا سواء في البيت أو في قعدة الشاطئ ‪ :‬كناية عن التسامح الديني ‪ ,‬وسر جمال‬ ‫‪.3‬‬
‫الكناية اإلتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم‬
‫تزيين الحارة ‪ :‬استعارة مكنية ‪ :‬صور الحارة فتاة تتزرن " تشخيص "‬ ‫‪.4‬‬
‫وال يفطرون إال مع اآلذان ‪ :‬قصر للتوكيد والتخصيص ‪ ,‬وهي كناية عن مراعاة مشاعر المسلمين‬ ‫‪.5‬‬

‫‪3‬‬
‫ومن أكثر صور تلك األيام التصاقا بذاكرتى ‪ :‬استعارة مكنية صور الصور والذاكرة بأشياء مادية تلتصق " تجسيم "‬ ‫‪.6‬‬
‫وكان الشاطئ الممتد ينتهى بانحناءة ‪ :‬استعارة مكنية صور الشاطئ بإنسان ينحني " تشخيص "‬ ‫‪.7‬‬
‫مدفع رمضان الرابض ‪ :‬استعارة مكنية صور مدفع رمضان بوحش ينتظر وقت تحركه " توضيح "‬ ‫‪.8‬‬
‫كانت عيوننا مصوبة في ترقب ‪ :‬استعارة مكنية صور العيون بأسلحة تصوب " توضيح "‬ ‫‪.9‬‬
‫مبنى شبه مختف وراء األشجار ‪ :‬استعارة مكنية صور المبنى بشخص يختفي بين األشجار " تشخيص "‬ ‫‪.10‬‬
‫تضاء نوافذه النحيلة ‪ :‬استعارة مكنية صور النوافذ بشخص رفيع نحيل الجسد " تشخيص "‬ ‫‪.11‬‬
‫الفروع واألغصان ‪ :‬إطناب بالترادف للتوكيد‬ ‫‪.12‬‬
‫ونرى دخانها الكثيف األبيض وهو يغادر مخبأه ‪ :‬استعارة مكنية صور دخان طلقة المدفع إنسانا مختبئا قرر الظهور"‬ ‫‪.13‬‬
‫تشخيص "‬
‫ال يوجد بها إال كنيسة ‪ :‬قصر للتوكيد والتخصيص‬ ‫‪.14‬‬
‫لم أعد أراها ‪ ..‬حجبتها ‪ :‬إطناب بالترادف للتوكيد‬ ‫‪.15‬‬

‫‪ ‬التعليق ‪‬‬
‫القصة القصيرة شكل فني يميز بإجكام البناء محدودة الشخصيات‪ .‬قليلة األحداث ‪ ،‬التعبير فيها غاية اإليجاز ‪ ،‬فكل‬ ‫‪‬‬
‫عبارة لها داللتها ‪ ،‬فهذ القصة مكونة من كلمتين ( الكنيسة نورت ) تحمل رسالة القاص فى إيجاز وتوكيد وإيماء بالغ‬
‫تاركة انطباعاً لدى المتلقى عن المشاركة الوجدانية فى االحتفال برمضان ثم تتوالى الدالالت المعبرة عن طلبعة‬
‫الشخصية المصرية والعادات والتقاليد التى تجمع بين المصريين جمبعا دون النظر إلى أية اعتبارات‬
‫وتميزت القصة بمحدودية الشخصيات و األحداث فالمحرك األساسى لألحداث وهو الراوى وتظهر فى نهاية القصة شخصية‬ ‫‪‬‬
‫صديقه‬
‫‪ ‬الواجب ‪‬‬
‫" كانت عائلة العم منصور المسيحى تجاورنا سواء فى البيت أو فى قعدة الشاطىء و كانوا يساهمون فى القروس القليلة‬
‫التى يجمعها األوالد من أجل تزببن الحارة و ال يفطرون إال مع األذان "‬
‫هات معنى تجاورنا ‪ ،‬مضاد يجمعها فى جملتين من إنشائك‬ ‫‪.1‬‬
‫تتجلى مظاهر الوحدة الوطنية فى الفقرة أروع تجل ‪ ..‬وضح ذلك‬ ‫‪.2‬‬
‫يتسم فن القصة القصيرة بالحركة ‪ ..‬وضح ذلك‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫(ال يفطرون إال مع األذان ) ‪ ..‬ما نوع هذا األسلوب ؟ وما داللته ؟‬ ‫‪.4‬‬
‫( كانت عائلة العم منصور المسيحى تجاورنا سواء فى البيت أو فى قعدة الشاطىء ) ‪ ..‬وضح الجمال في هذه الجملة ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪ â 7‬ـ مدرسة ال ُمهَ َ‬
‫اجـــــــر‪á f‬‬

‫س‪: 1‬اضطر بعض أبناء الشام من العرب المسيحيين إلى الهجرة عن أوطانهم ‪ .‬فما األسباب التى دفعتهم إلى الهجرة ؟‬
‫االضطهاد السياسى والقهر االجتماعى ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الصراع المذهبى الدينى ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الصراع الطبقى والفقر ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫التطلع إلى الحرية والكسب ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫س‪:2‬ماذا كان أثر البيئة الجديدة فى حياتهم وفى أحاسيسهم‪ f‬؟ ولماذا لم يذوبوا فى هذه البيئة الجديدة ؟‬
‫بعد أن استقروا في مهجرهم الجديد بدأت البيئة الجديدة تؤثر فى حياة الشباب المهاجرين وفى أحاسيسهم ‪ ،‬ثم فى‬ ‫‪‬‬
‫أدبهم ‪ ،‬وذلك الختالف اإلطاراالجتماعى والثقافى والحضارى عن وطنهم األصلى لبنان‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ولكنهم لم يستطيعوا أن يذوبوا في وطنهم الجديد فأصبحوا كالمعلقين في الهواء ‪ ،‬ولم تحقق لهم الحياة فى مهجرهم المثل‬ ‫‪‬‬
‫العليا والطموحات التي كانوا يرنون إليها ‪ ،‬وعاشوا وماتوا وهم فقراء ‪ ،‬بعد أن كانوا يتطلعون إلى وضع اجتماعي كريم‬
‫يساوي بين اإلنسان أمام فرص الحياة ‪ .‬ولكن أجمل ما شعروا به واكتسبوه فى الوطن الجديد هو الشعور بالحرية ‪.‬‬

‫س‪: 3‬تكونت فى أمريكا جماعتان أدبيتان للرومانتيكية فما هما ؟ وما الفرق بينهما من حيث التجديد والمحافظة‪ f‬؟‬
‫‪1‬ـ الرابطة القلمية ‪:‬‬
‫وتكونت في أمريكا الشمالية سنة ‪1920‬م ‪ ،‬وكان رائدها " جبران خليل جبران " ومن أعضائها أمير شعرائها " إيليا أبو‬ ‫‪‬‬
‫ماضى " ومن أهم سماتها ‪ :‬الميل إلى التجديد والثورة على الشعر التقليدي‪ ،‬وبذلك كان شعراؤها حملة مشعل التجديد فى‬
‫شعر المهاجر ‪.‬‬
‫‪2‬ـ العصبة األندلسية ‪:‬‬
‫وتكونت في أمريكا الجنوبية سنة ‪1933‬م ‪ ،‬ومن شعرائها ‪ :‬رشيد خوري ‪ ،‬وفوزي المعلوف‪ ،‬ومن سماتها ‪ :‬الميل إلى‬ ‫‪‬‬
‫المحافظة ‪ ،‬وعقد الصلة بين القديم والجديد في الشعر ‪.‬‬
‫الحظ ‪ :‬بدأ الشعراء المهاجرون يتجهون بشعرهم للتعبير عن حياتهم الجديدة ‪ ،‬وكانت فرحتهم بإحساسهم بالحرية ‪ ،‬إلى جانب‬
‫عدم اهتمامهم بالتراث العربى القديم دافعا إلى التحرر من القيود الشعرية التقليدية ‪ ،‬على درجات متفاوتة فيما بينهم ‪.‬‬

‫س‪:4‬ما خصائص أدب المهجر من حيث المضمون ؟‬


‫تحقق في شعرهم كثير من سمات الرومانتيكية‬ ‫‪.1‬‬
‫اتفقوا مع مدرسة الديوان في دعوتهم إلى التجديد ‪ ،‬ولكنهم اختلفوا عنهم في أنهم لم يجعلوا شعرهم غارقا فى‬ ‫‪.2‬‬
‫الذهنية ‪ ،‬بل جعلوه محلقا مع العاطفة ‪،‬كما كانوا أكثر تحررا وانطالقا في معانيه وأخيلته وأوزانه ‪.‬‬
‫اإليمان بأن الشعر يعبر عن موقف اإلنسان في الحياة ‪ ،‬وأنه يقوم بدور إنساني ‪ :‬هو تهذيب النفس ‪ ،‬وإعالء الحق ونشر‬ ‫‪.3‬‬
‫الخير والتمسك بالقيم وجعل الحب وسيلة إلى سالم دائم يشمل النفس والوجود ‪.‬‬
‫نزعوا في شعرهم إلى استبطان النفس اإلنسانية ‪ ،‬وذلك بتأمل الشاعر نفسه ‪ ،‬ومشاركته الوجدانية لمن حوله ‪ ،‬يقول "‬ ‫‪.4‬‬
‫إيليا أبو ماضى " في ديوانه " الجداول " ‪:‬‬
‫الماضيَ ْة‬
‫ِ‬ ‫أنا ال أذك ُر شــــــيئا ً عن حياتي‬
‫أنا ال أ ِعرفُ شــــــيئا ً عن حياتي اآلتيَةْ‬
‫ْت أدرى ما ِهيَ ْه‬ ‫لي ٌ‬
‫ذات غـــــــــي َر أني لس ُ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫فمتى تعــــــــــــرفُ ذاتِي كنه ذاتِي ؟‬
‫أدرى !!‬ ‫ُ‬
‫لست ِ‬
‫حفل شعرهم بالتأمل في حقائق الكون والحياة ‪ ،‬فى الخير والشر ‪ ،‬فى الحياة والموت ‪ ،‬مما أتاح لخيالهم أن يجسد لهم‬ ‫‪.5‬‬
‫األمور الوهمية ويجعلها حية تشاركهم حياتهم ‪ ،‬بما في ذلك تأمل الموت ‪.‬يقول " ميخائيل نعيمة " في ديوانه " همس‬
‫الجفون " ‪:‬‬
‫واللحد يغر فاه‬ ‫‪  ‬‬
‫وعندما الموت يدنو‬ ‫‪ ‬‬

‫فى اللحد مهد الحياة‬ ‫‪  ‬‬


‫أغمض جفونك تبصر‬ ‫‪ ‬‬

‫النزعة الروحية في شعرهم وذلك حين وازنوا بين موقف اإلنسان من القيم الروحية العاطفية في الشرق والقيم المادية‬ ‫‪.6‬‬
‫في الغرب ‪ ،‬مما جعلهم يلجأون إلى اهلل بالشكوى' ويدعون إلى المحبة والتساند الجماعى ‪ .‬وها هو " نسيب عريضة "‬
‫ينادى أخاه في اإلنسانية ‪:‬‬
‫اعتر ْتك منِّي َمالل ْه‬
‫َ‬ ‫وإذا ما‬ ‫وإذا شئتَ أن تسي َر وحيدًا‬
‫صار ًخا «يا أ ِخي» يؤدِّي الرسالةْ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪  ‬‬
‫ض ْ‬
‫لكن ستَسْم ُع صوتي‬ ‫فا ْم ِ‬ ‫‪ ‬‬

‫فتدري جمله وجالله‬ ‫‪  ‬‬


‫وسيأتيك ‪ ,‬أين كنت ‪ ,‬صدى حبي‬ ‫‪ ‬‬

‫االتجاه إلى الطبيعة واالمتزاج بها ‪،‬وجسدوها وجعلوها حية متحركة في صورهم‪ .‬يقول " شكر هللا الجر "‬ ‫‪.7‬‬
‫ك في هذي السفوحْ‬ ‫رتِّلى يا طي ُر ألحان ِ‬‫‪  ‬‬

‫هُ َو ذا اللي ُل وق ْد أ ْه َر َم يم ِشي كال َك ِسيحْ‬


‫‪  ‬‬

‫‪3‬‬
‫هو ذا الفجر وها رياه في الوادي تفوح‬
‫‪  ‬‬

‫يا له طفال على أرجوحة األفق يلوح‬ ‫‪  ‬‬

‫شعروا بحنين جارف إلى وطنهم العربى فأذابوه شعرا رقيقا يفيض بالشوق والحب والحنين ‪ ،‬وكلما قست الحياة عليهم ـ‬ ‫‪.8‬‬
‫وكثيرا ما قست ـ زادوا من نغمات الحنين إلى بالدهم ‪ ،‬يقول «نعمة قازان»‪:‬‬
‫ضفَّتي‬
‫كآني غيري على ِ‬ ‫غريبٌ أراني على ضفَّة‬
‫كأن السَّواقي بال نَ ْغم ِة‬
‫‪  ‬‬

‫فحتَّى السَّواقي إذا نَ َّغ ْ‬


‫‪ ‬‬

‫‪  ‬‬
‫مت‬ ‫‪ ‬‬

‫وال ال أريد سوى أمتي‬ ‫‪  ‬‬


‫فال ال أحب سوى قريتي‬ ‫‪ ‬‬

‫س‪:6‬ما خصائص أدب المهجر من حيث التجديد في الفن الشعري ( الشكل ) ؟‬


‫المغاالة في التجديد ‪ ،‬فقد غالى أدباء الشمال" الرابطة القلمية " في تجديدهم ‪ ،‬فبعدوا في بعض شعرهم عن أصول اللغة‬ ‫‪.1‬‬
‫العربية ‪ ،‬ويرجع ذلك إلى ‪:‬‬
‫[ أ ] ‪ -‬بعدهم عن الثقافة العربية األصيلة ‪.‬‬
‫[ ب ]‪ -‬اندفاعهم نحو التجديد مما جعلهم يتساهلون في اللغة ‪.‬‬
‫االهتمام بالنثر حيث أوشك الشماليون أن يقتصروا على النثر‪ ،‬وأوشك الجنوبيون أن يقتصروا على الشعر ‪ ,‬ومن كتب جبران‬ ‫‪.2‬‬
‫خليل جبران ذات الطابع الرومانتيكي ‪ " :‬عرائس المروج ـ األجنحة المتكسرة ـ دمعة وابتسامة ـ األرواح المتمردة ـ العواصف "‬
‫‪ ,‬كما كتب ميخائيل نعيمة‪ f‬كتابه النقدي الغربال نثرا ‪.‬‬
‫الميل إلى الرمز قاصدين بذلك إلى دالالت تستنبط' من القصيدة نفسها‪،‬مثل قصيدة " التينة الحمقاء " لـ" إيليا أبو ماضى "‬ ‫‪.3‬‬
‫فازينت واكتست بالسندس الشجر‬ ‫عاد الربيع إلى الدنيا بموكبه‬
‫ت التينةُ الحمقا ُء عاريةً‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫األرض أو َحج ُر‬ ‫ِ‬ ‫في‬ ‫ٌ‬


‫د‬ ‫ِ‬ ‫ت‬‫و‬ ‫كأنها‬ ‫وظل ِ‬
‫فاجتثَّها َ‬
‫فهو ْ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ت في الناِر تستع ُر‬ ‫‪  ‬‬


‫البستان رُؤيتَها‬
‫ِ‬ ‫ولم يُ ِط ْق صاحبُ‬ ‫‪ ‬‬

‫فإنه أحمق بالحرص ينتحر‬ ‫‪  ‬‬


‫من ليس يسخو بما تسخو الحياة به‬ ‫‪ ‬‬

‫التمسك بالوحدة الفنية بل تجاوزوها في القصيدة إلى الوحدة الشعورية في الديوان الواحد الذى يضم قصائد ذات طابع‬ ‫‪.4‬‬
‫موحد ‪ ،‬كما يحمل اسما ذا صلة بمضمونه ‪ ،‬ويبدو ذلك في أسماء دواوينهم ‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫(همس الجفون ) لميخائيل نعيمة ‪ ،‬و( الخمائل ـ الجداول ) أليليا أبى ماضى ‪ ،‬وبذلك حرصوا على وجود الترابط الفنى بين‬
‫فكرها وموسيقاها وعاطفتها ‪.‬‬
‫االهتمام بالصور الشعرية حيث تتعاون الصور الجزئية ( تشبيه – استعارة – كناية – مجاز ) في تكوين صورة كلية ‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫وبذلك نالت الطبيعة حظا كبيرا من وصفهم ‪.‬‬
‫التصرف في األوزان والقوافى ‪ ،‬وتنوع شعرهم بين النثر الشعرى والشعر ذى الوزن والقافية الموحدين ‪ ،‬واألناشيد‬ ‫‪.6‬‬
‫واألغانى الشعبية ‪ ،‬والقافية المزدوجة ‪ ،‬والمقطوعات المتنوعة ‪.‬‬
‫اتخاذهم القصة وسيلة للتعبير والتحليل النفسى للعواطف والمشاعر وتجسيد' المواقف والمعانى وتقابل اآلراء واألفكار‬ ‫‪.7‬‬
‫وتصارعها ‪.‬‬
‫الميل إلى اللغة الحية والكلمة المعبرة وسالسة األسلوب ‪ ,‬ومثال ذلك مطلع قصيدة البالد المحجوبة لجبران خليل جبران ‪:‬‬ ‫‪.8‬‬
‫عن ديار ما لنا فيها حبيب‬ ‫‪  ‬‬
‫هو ذا الفجر فقومي ننصرف‬ ‫‪ ‬‬

‫زهره عن كل ورد وشقيق ؟‬ ‫‪  ‬‬


‫ما عسى يرجو نبات يختلف‬ ‫‪ ‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ â‬من أنت يا نفسي ‪ /‬ميخائيل نعيمة ‪á‬‬
‫التعريف بالشاعر‬
‫ميخائيل نعيمة‪ )1988 - 1889( f‬مفكر لبناني حصل على الجنسية األمريكية‪ .‬انضم إلى الرابطة القلمية التي أسّسها‬ ‫‪‬‬
‫أدباءٌ عرب في المهجر وكان نائباً لجبران خليل جبران فيها ‪ ,‬قاد النهضة الفكرية والثقافية ‪ .‬شاعر وقاصّ‬
‫ومسرحيّ وناقد وكاتب مقال ومتأمّل في الحياة والنفس اإلنسانية‪ ،‬وقد ترك خلفه آثاراً بالعربية واإلنجليزية‬
‫والروسية ‪ ,‬لقّب بـ"ناسك الشخروب ( مكان )"‬
‫من أعماله مجموعته القصصية "سنتها الجديدة"‪ ،‬و"مسرحية اآلباء والبنون" ومجموعته الشعرية الوحيدة هي "همس‬ ‫‪‬‬
‫الجفون" وضعها باإلنكليزية‪ ،‬وعرّبها محمد الصابغ ‪.‬‬
‫التجربة الشعرية‬
‫يعبر فيها الشاعر عن حيرة اإلنسان أمام ظواهر الطبيعة ‪ ,‬مع التأمل في النفس البشرية ومحاولة استخراج مكنوناتها‬ ‫‪‬‬

‫البحر وأسئلة متتابعة‬ ‫‪.1‬‬


‫طغَى ْال َموْ ُج فِي ِه و يَثُورْ‬ ‫ت ْالبَحْ َر يَ ْ‬ ‫إِ ْن َرأَ ْي ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت البَحْ َر يَ ْب ِكي ِع ْن َد أقد َِام الصُّ ُخورْ‬ ‫ْ‬ ‫أَو َسم ْع ِ‬
‫‪  ‬‬

‫س ْال َموْ ُج هَدي َر ْه‬ ‫ترْ قُبِي ْال َموْ َج إلَى أَ ْن يَحْ بِ َ‬
‫‪  ‬‬

‫و تُنَاجي ْالبَحْ َر َحتَّى يَ ْس َم َع ْالبَحْ ُر زَ فِي َر ْه‬


‫‪  ‬‬

‫اجعًا ِم ْنك إِلَيْه‬


‫‪  ‬‬

‫َر ِ‬
‫َ‬ ‫أْل‬
‫هَل ِمنَ ا ْم َواج ِج ْئ ِ‬
‫‪  ‬‬

‫ت؟‬ ‫‪  ‬‬

‫‪3‬‬
‫اللغويــات‬
‫يطغى ‪ :‬يضطرب ويفيض ـ يثور ‪ :‬يهيج ـ ترقبي ‪ :‬الحظي ـ يحبس ‪ :‬يوقف ـ هديره ‪ :‬صوته المرتفع ـ زفيره ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫المراد اضطرابه‬
‫الشرح‬
‫يبدأ الشاعر بالحديث عن البحر في قوته وثورته ثم في هدوئه واستكانته والتي تبدو' في ضعفها تبكي حين تصطدم‬ ‫‪‬‬
‫بالصخور وتنكسر عنده فيطلب من نفسه أن تناجيه وتمتزج معه وتبادله حركة بحركة ونفَسَا بنَفَس فالنفس دائما‬
‫تشتاق' إلى ما يشابهها ثورة واستكانة'‬
‫التذوق‬
‫ت ْالبَحْ َر ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يرى " تشخيص " ‪ ,‬يَ ْ‬
‫طغَى‬ ‫ت ْالبَحْ َر يَ ْ‬
‫طغَى ْال َموْ ُج فِي ِه و يَثُورْ ‪َ :‬رأَ ْي ِ‬ ‫َرأَ ْي ِ‬ ‫‪.1‬‬
‫ْال َموْ ُج فِي ِه و يَثُورْ ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها الموج بإنسان يطغى " تشخيص " ‪ ,‬فِي ِه ‪ :‬قصر للتوكيد والتخصيص ‪,‬‬
‫طغَى ـ يَثُورْ ‪ :‬إطناب بالترادف للتأكيد‬ ‫يَ ْ‬
‫ت ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يسمع " تشخيص " ‪ْ ,‬البَحْ َر‬ ‫ت ْالبَحْ َر يَ ْب ِكي ِع ْن َد أَ ْقد َِام الصُّ ُخورْ ‪َ :‬سم ْع ِ‬
‫أَو َسم ْع ِ‬ ‫‪.2‬‬
‫يَ ْب ِكي ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها البحر بإنسان يبكي " تشخيص " ‪ ,‬أَ ْقد َِام الصُّ ُخورْ ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها الصخور‬
‫بإنسان له أقدام " تشخيص "‬
‫س ْال َموْ ُج هَدي َر ْه ‪ :‬ترْ قُبِي ْال َموْ َج ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يترقب " تشخيص "‬
‫ترْ قُبِي ْال َموْ َج إلَى أَ ْن يَحْ بِ َ‬ ‫‪.3‬‬
‫س ْال َموْ ُج هَدي َر ْه ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها الموج سجانا والهدير مسجونا " تشخيص "‬ ‫‪ ,‬يَحْ بِ َ‬
‫تُنَاجي ْالبَحْ َر َحتَّى يَ ْس َم َع ْالبَحْ ُر َزفِي َر ْه ‪َ :‬حتَّى ‪ :‬حرف يفيد الغاية والهدف ‪ ,‬يَ ْس َم َع ْالبَحْ ُر َزفِي َر ْه ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها‬ ‫‪.4‬‬
‫البحر بإنسان له زفير " تشخيص "‬
‫ت؟ ‪ :‬كناية عن االمتزاج بين البحر والنفس ‪ِ ,‬م ْنك إِلَيْه ‪ :‬طباق يوضح المعنى‬ ‫َرا ِجعًا ِم ْنك إِلَيْه ‪..‬هَل ِمنَ اأْل َ ْم َواج ِج ْئ ِ‬ ‫‪.5‬‬
‫ت؟ ‪ :‬أسلوب إنشائي نوعه استفهام غرضه الحيرة والتشويق ‪ِ ,‬منَ اأْل َ ْم َواج ‪ :‬قصر للتوكيد‬ ‫ويقويه ‪ ,‬هَل ِمنَ اأْل َ ْم َواج ِج ْئ ِ‬
‫والتخصيص‬
‫االمتزاج بالطبيعة‬ ‫‪.2‬‬
‫َ‬
‫ت ال َّر ْع َد يَ ْد ِوي بَ ْينَ طيَّات ال َغ َما ْم‬ ‫إن َس ِم ْع ِ‬ ‫ْ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪  ‬‬

‫اَل‬
‫ْش الظ ْم‬ ‫ْ‬
‫ق يَف ِري َسيفهُ َجي َ‬ ‫رْ‬
‫ت البَ َ‬ ‫ْ‬
‫أو َرأي ِ‬
‫ق إلَى أَ ْن ت َْخطَفِي ِم ْنهُ لَظَا ْه‬
‫‪  ‬‬

‫ص ِدي البَرْ َ‬ ‫تَرْ ُ‬


‫ً‬
‫‪  ‬‬

‫صدَا ْه‬
‫ك َ‬ ‫َاركا فِي ِ‬ ‫ف ال َّر ْع ُد لَ ِك ْن ت ِ‬ ‫و يَ ُك َّ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫‪  ‬‬

‫ت؟‬‫صل ِ‬ ‫َ‬
‫هَلْ ِمنَ البَرْ ق انف َ‬
‫أَ ْم َم َع ال َّر ْع ِد ا ْن َح َدرْ ِ‬
‫‪  ‬‬

‫ت؟‬ ‫‪  ‬‬

‫اللغويــات‬
‫الرعد ‪ :‬صوت تصادم السحب ـ يدوي ‪ :‬يرتفع صوته ـ طيات ‪ :‬داخل ـ الغمام ‪ :‬السحاب ـ يفري ‪ :‬يشق ـ ترصدي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ت‪:‬‬
‫الحظي ـ تخطفي ‪ :‬تأخذي مسرعة' ـ لظاه ‪ :‬لهب النار ـ يكف ‪ :‬يتوقف ـ انفصلت ‪ :‬افترقتِ وخرجتِ ـ انحدر ِ‬
‫نزلتِ‬
‫الشرح‬
‫يتحدث الشاعر إلى نفسه ممتزجا بالطبيعة فيقول لنفسه ‪ :‬هل سمعتِ الرعد بصوته الشديد بين السحاب المتراكم ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫وهل شاهدتِ البرق يشق الظالم بضوئه السريع فيفرق الظالم ‪ ,‬الطبيعة الثائرة تشبه نفسه الحائرة فكأن نفسه خرجت‬
‫من البرق والرعد وكأنها جزء منهما‬
‫التذوق‬
‫ت ال َّر ْع َد‪ :‬استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يسمع " تشخيص "‪,‬‬ ‫ت ال َّر ْع َد يَ ْد ِوي بَ ْينَ طَيَّات ال َغ َما ْم ‪َ :‬س ِم ْع ِ‬‫إن َس ِم ْع ِ‬ ‫ْ‬ ‫‪.1‬‬
‫طَيَّات ال َغ َما ْم ‪ :‬استعارة مكنية تصور الغمام ثوبا يُطوى " تجسيم " ‪َ ,‬س ِم ْع ِ‬
‫ت ـ ال َّر ْع َد ‪ :‬مراعاة نظير تثير الذهن‬
‫ق ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يرى " تشخيص " ‪,‬‬ ‫ت البَرْ َ‬‫ْش الظَّاَل ْم ‪َ :‬رأَ ْي ِ‬
‫ق يَ ْف ِري َس ْيفُهُ َجي َ‬ ‫ت البَرْ َ‬ ‫أو َرأَ ْي ِ‬ ‫‪.2‬‬
‫ْش الظَّاَل ْم ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها البرق بمحارب "‬ ‫ق يَ ْف ِري َس ْيفُهُ َجي َ‬
‫ق ‪ :‬مراعاة نظير تثير الذهن ‪ ,‬البَرْ َ‬ ‫ت ـ البَرْ َ‬ ‫َرأَ ْي ِ‬

‫‪3‬‬
‫ْش الظَّاَل ْم ‪ :‬استعارة مكنية صور‬
‫تشخيص " ‪َ ,‬س ْيفُهُ ‪ :‬استعارة تصريحية صور ضوء البرق بسيف المع " توضيح " ‪َ ,‬جي َ‬
‫ق ـ الظَّاَل ْم ‪ :‬طباق يبرز المعنى ويوضحه ‪َ ,‬س ْيفُهُ ـ َجي َ‬
‫ْش ‪ :‬مراعاة‬ ‫فيها الظالم قائدا له جيش مخيف " تشخيص " ‪ ,‬البَرْ َ‬
‫نظير تثير الذهن‬
‫ظا ْه ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يالحظ ويراقب " تشخيص " ‪,‬‬ ‫ق إلَى أَ ْن ت َْخ َ‬
‫طفِي ِم ْنهُ لَ َ‬ ‫ص ِدي البَرْ َ‬
‫تَرْ ُ‬ ‫‪.3‬‬
‫ت َْخطَفِي ِم ْنهُ لَظَا ْه ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يخطف " تشخيص " ‪ ,‬منه ‪ :‬قصر للتوكيد والتخصيص‬
‫ك ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يتأثر بصدى الرعد " تشخيص " ‪,‬‬
‫صدَا ْه ‪ :‬فِي ِ‬ ‫َاركا ً فِي ِ‬
‫ك َ‬ ‫يَ ُك َّ‬
‫ف ال َّر ْع ُد لَ ِك ْن ت ِ‬ ‫‪.4‬‬
‫والكاف الستحضار الصورة ‪ ,‬ال َّر ْع ُد ـ َ‬
‫صدَا ْه ‪ :‬مراعاة نظير تثير الذهن‬
‫ت ‪ :‬استعارة‬ ‫ص ْل ِ‬
‫ت ـ ا ْن َح َدرْ ِ‬ ‫ت؟ أَ ْم َم َع ال َّر ْع ِد ا ْن َح َدرْ ِ‬
‫ت؟ ‪ :‬أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق ‪ ,‬ا ْنفَ َ‬ ‫ص ْل ِ‬
‫هَلْ ِمنَ البَرْ ق ا ْنفَ َ‬ ‫‪.5‬‬
‫مكنية فيها تجسيم للنفس بشيء مادي ينفصل وينحدر " تجسيم "‬

‫عالقة النفس بالريح‬ ‫‪.3‬‬


‫ُوس الجبَالْ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫َن‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ِّيح ت َْذري الثََّ‬ ‫إن َرأَ ْي ِ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ت الر َ ِ‬
‫ِّ‬
‫‪  ‬‬

‫ت الرِّي َح تَع ِْوي فِي ال ُّد َجى بَ ْينَ التّاَل لْ‬ ‫أو َسم ْع ِ‬
‫ْ‬
‫‪  ‬‬

‫صا ِغي ْه‬ ‫ق َ‬ ‫تَ ْس ُكنُ الرّي ُح و تَ ْبق ْي باشتِيَا ٍ‬


‫َ‬
‫ك و لَ ِك ْن أ ْن ِ‬ ‫و أُنَا ِدي ِ‬
‫‪  ‬‬

‫اصي ْه‬‫ت َعنِّي قَ ِ‬


‫َ‬
‫‪  ‬‬

‫فِي ُم ِحيط اَل أ َرا ْه‬ ‫‪  ‬‬

‫ت؟‬‫ِّيح ُولِ ْد ِ‬ ‫هَلْ ِمنَ الر ِ‬ ‫‪  ‬‬

‫اللغويــات‬
‫الريح ‪ :‬الهواء المتحرك ـ تذري ‪ :‬تُطير ـ تعوي ‪ :‬صوت الذئب ـ الدجى ‪ :‬الظالم ـ التالل ‪ :‬المرتفعات ـ تسكن ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تهدأ ـ اشتياق ‪ :‬تعلق ـ صاغية ‪ :‬مستمعة بإنصات ـ قاصية ‪ :‬بعيدة‬
‫الشرح‬
‫تتفاعل' نفس الشاعر مع الريح العنيفة التي تبعثر الثلج من قمم الجبال بقوتها واندفاعها أو مع الريح التي تعوي‬ ‫‪‬‬
‫حيث تحاصرها الجبال من كل جانب وقد تهدأ الريح فال يكاد يسمع لها صوت مثل نفسه ثائرة وساكنة فال تجيبه مهما‬
‫حاول فهمها واالتصال بها لتوضيح مكنوناتها‬
‫التذوق‬
‫ُوس الجبَالْ ‪َ :‬رأَ ْي ِ‬ ‫َ‬
‫ت الرِّي َح ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يرى " تشخيص‬ ‫ت الرِّي َح ت َْذ ِري الثَّ ْل َج ع َْن ر ِ‬ ‫إن َرأَ ْي ِ‬
‫ْ‬ ‫‪.1‬‬
‫ُوس الجبَالْ ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها الجبال بإنسان له رأس " تشخيص "‬ ‫"‪,‬ر ِ‬
‫ت الرِّي َح تَع ِْوي فِي ال ُّد َجى بَ ْينَ التِّّاَل لْ ‪َ :‬سم ْع ِ‬
‫ت الرِّي َح ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يسمع " تشخيص "‬ ‫أو َسم ْع ِ‬ ‫‪.2‬‬
‫ِّيح تَع ِْوي ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها الريح بذئب يعوي " تجسيم "‬ ‫‪ ,‬الر َ‬
‫صا ِغي ْه ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها الريح بإنسان يصغي " تشخيص‬ ‫صا ِغي ْه ‪ :‬تَ ْبقَ ْي با ْشتِيَا ٍ‬
‫ق َ‬ ‫ق َ‬ ‫تَ ْس ُكنُ الرّي ُح و تَ ْبقَ ْي با ْشتِيَا ٍ‬ ‫‪.3‬‬
‫ق ‪ :‬قصر للتوكيد والتخصيص‬ ‫" ‪ ,‬با ْشتِيَا ٍ‬
‫يك ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها النفس بفتاة يناديها الشاعر " تشخيص " ‪ ,‬والكاف‬ ‫صي ْه ‪ :‬أُنَا ِد ِ‬
‫ت َعنِّي قَا ِ‬ ‫يك و لَ ِك ْن أ ْن ِ‬ ‫أُنَا ِد ِ‬ ‫‪.4‬‬
‫الستحضار الصورة ‪ ,‬لكن ‪ :‬حرف لالستدراك ومنع الفهم الخاطئ ‪ ,‬ويوحي بالمفاجأة ‪ ,‬أ ْن ِ‬
‫ت َعنِّي قَ ِ‬
‫اصي ْه ‪ :‬استعارة‬
‫مكنية صور فيها النفس بفتاة تبتعد عن الشاعر وال تتجاوب' معه " تشخيص " ‪َ ,‬عنِّي ‪ :‬قصر للتوكيد والتخصيص‬
‫ت ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها‬ ‫ت ؟ ‪ :‬أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق ‪ُ ,‬ولِ ْد ِ‬ ‫فِي ُم ِحيط اَل أَ َرا ْه ‪..‬هَلْ ِمنَ الر ِ‬
‫ِّيح ُولِ ْد ِ‬ ‫‪.5‬‬
‫الريح باألم والنفس بالمولود " تشخيص "‬
‫عالقة النفس بالفجر‬ ‫‪.4‬‬
‫ت الفَجْ َر يَ ْم ِشي ِخ ْل َسةً بَ ْينَ النُّجُو ْم‬ ‫إن َرأَ ْي ِ‬
‫ْ‬
‫َّ‬
‫و يُو ِّشي جُ بّةَ الل ْي ِل ال ُم َولِّي بالرُّ سُو ْم‬
‫‪  ‬‬

‫صاعداً ِم ْنك إلَ ْي ْه‬


‫‪  ‬‬

‫َ‬ ‫يَ ْس َم ُع الفَجْ ُر ابْتهَااًل‬


‫و تَ ِخرِّي َكنَبِ ٍّي هَبَطَ ْال َوحْ ُي َعلَ ْي ْه‬
‫‪  ‬‬

‫‪  ‬‬

‫ب ُخض ٍ‬
‫ُوع َجاثِيَ ْه‬ ‫‪  ‬‬

‫‪3‬‬
‫هَلْ ِمنَ ْالفَجْ ر ا ْنبَثَ ْق ِ‬
‫ت؟‬ ‫‪  ‬‬

‫اللغويــات‬
‫خلسة ‪ :‬متسلال ـ يوشي ‪ :‬يزين ـ جبة ‪ :‬ثوب ج جُبب وجِباب ـ المولي ‪ :‬الهارب ـ بالرسوم ‪ :‬الزخارف ـ ابتهاال ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫دعاء ـ تخري ‪ :‬تسقطي ـ خشوع ‪ :‬خضوع ـ جاثية ‪ :‬جالسة راكعة في تذلل ـ انبثقت ‪ :‬خرجت‬
‫الشرح‬
‫نفس الشاعر تذهب لمراقبة الفجر لتعرف حقيقة نفسها ‪ ,‬تذهب لتراقب الفجر بضيائه الذي يبدد ظالم الليل في ساعة‬ ‫‪‬‬
‫الخشوع والتذلل والدعاء هلل حيث تبدو النفس في هذا الوقت كالنبي العابد الذي يحاول الخالص من جحيم الدنيا‬
‫وماديتها الزائلة إلى الروحانية‬
‫التذوق‬
‫ت الفَجْ َر ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يرى " تشخيص " ‪,‬‬‫ت الفَجْ َر يَ ْم ِشي ِخ ْل َسةً بَ ْينَ النُّجُو ْم ‪َ :‬رأَ ْي ِ‬‫إن َرأَ ْي ِ‬
‫ْ‬ ‫‪.1‬‬
‫الفَجْ َر يَ ْم ِشي ِخ ْل َسةً ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها الفجر بإنسان يمشي خلسة " تشخيص " ‪ ,‬خلسة ‪ :‬توحي بالخداع‬
‫يُو ِّشي ُجبّةَ اللَّي ِْل ال ُم َولِّي بالرُّ سُو ْم ‪ :‬يُو ِّشي ُجبّةَ اللَّ ْي ِل ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها الفجر بإنسان يوشي ويزين " تشخيص‬ ‫‪.2‬‬
‫" ‪ُ ,‬جبّةَ اللَّ ْي ِل ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها الليل بإنسان يرتدي جبة " تشخيص "‬
‫صاعداً ِم ْنك إلَ ْي ْه ‪:‬‬
‫صاعداً ِم ْنك إلَ ْي ْه ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها الفجر بإنسان يسمع " تشخيص " ‪َ ,‬‬
‫َ‬ ‫يَ ْس َم ُع الفَجْ ُر ابْتهَااًل‬ ‫‪.3‬‬
‫استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يبتهل ويدعو " تشخيص " ‪ ,‬منك ‪ ..‬إليه ‪ :‬طباق يبرز المعنى ويوضحه‬
‫ت َِخرِّي َكنَبِ ٍّي هَبَطَ ْال َوحْ ُي َعلَ ْي ْه ‪ :‬تشبيه للنفس بالنبي " تشخيص " ‪ ,‬نبي ‪ :‬نكرة للتعظيم ‪ ,‬نبي ‪ ..‬الوحي ‪ :‬مراعاة نظير‬ ‫‪.4‬‬
‫إلثارة الذهن‬
‫ُوع َجاثِيَ ْه ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يخضع " تشخيص " ‪,‬‬ ‫ُوع َجاثِيَ ْه ‪ ..‬هَلْ ِمنَ ْالفَجْ ر ا ْنبَثَ ْق ِ‬
‫ت؟ ‪ :‬ب ُخض ٍ‬ ‫ب ُخض ٍ‬ ‫‪.5‬‬
‫ت؟ ‪ :‬أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق ‪ِ ,‬منَ ْالفَجْ ر ا ْنبَثَ ْق ِ‬
‫ت ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها النفس‬ ‫هَلْ ِمنَ ْالفَجْ ر ا ْنبَثَ ْق ِ‬
‫بشيء مادي يخرج " تشخيص "‬
‫عالقة النفس بالشمس‬ ‫‪.5‬‬
‫س فِي حُضْ ِن ال ِميَا ِه ال َّزا ِخ َر ْه‬ ‫ت ال َّش ْم َ‬ ‫إن َرأَ ْي ِ‬‫ْ‬
‫َ‬
‫‪  ‬‬

‫اح َر ْه‬
‫ض و َما فِيهَا بِ َعي ٍْن َس ِ‬ ‫ق األرْ َ‬ ‫تَرْ ُم ُ‬
‫تَ ْه َج ُع ال َّش ْمسُ و قَ ْلبي يَ ْشتَ ِهي لو تَ ْه َج ِعينْ‬
‫‪  ‬‬

‫ت يَ ْقظَى تَرْ قُبِ ْ‬ ‫و تَنَا ُم األَرْ ضُ لَ ِك ْن أَ ْن ِ‬


‫‪  ‬‬

‫ين‬
‫َمضْ ِج َع ال َّش ْم ِ‬
‫‪  ‬‬

‫س البَعي ْد‬
‫ْ‬ ‫هَلْ ِمنَ ال َّش ْم ِ‬
‫‪  ‬‬

‫ت؟‬‫س هَبَط ِ‬ ‫‪  ‬‬

‫اللغويــات‬
‫حضن ‪ :‬المراد منعكسة ـ الزاخرة ‪ :‬الكثيرة ـ ترمق ‪ :‬تنظر ـ ساحرة ‪ :‬جذابة ـ تهجع ‪ :‬تنام ـ يشتهي ‪ :‬يتمنى‬ ‫‪‬‬
‫الشرح‬
‫حين تالحظ النفس الشمس وهي منعكسة على المياة تسحر الكون بجمال اللوحة التي تصنعها ثم تغيب رويدا رويدا إلى‬ ‫‪‬‬
‫أن تختفي كمن يذهب للنوم هانئا فتتخيل النفس نفسها كالشمس لكن هيهات فالنفس قلقة ال تهدأ وال تنام مع أنها‬
‫كانت تتمنى أن تكون مثل الشمس‬
‫التذوق‬
‫س ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها النفس بفتاة ترى " تشخيص " ‪,‬‬ ‫س فِي حُضْ ِن ال ِميَا ِه ال َّزا ِخ َر ْه ‪َ :‬رأَ ْي ِ‬
‫ت ال َّش ْم َ‬ ‫إن َرأَ ْي ِ‬
‫ت ال َّش ْم َ‬ ‫ْ‬ ‫‪.1‬‬
‫س فِي حُضْ ِن ال ِميَا ِه ال َّزا ِخ َر ْه ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها الشمس والمياه بشخصين يحتضنان " تشخيص "‬ ‫ال َّش ْم َ‬
‫ض و َما فِيهَا بِ َع ْي ٍن َسا ِح َر ْه ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها الشمس بإنسان ينظر للكون بعينين ساحرتين " تشخيص‬ ‫ق األَرْ َ‬ ‫تَرْ ُم ُ‬ ‫‪.2‬‬
‫"‬
‫تَ ْه َج ُع ال َّش ْمسُ و قَ ْلبي يَ ْشتَ ِهي لو تَ ْه َج ِع ْ‬
‫ين ‪ :‬تَ ْه َج ُع ال َّش ْمسُ ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها الشمس بإنسان ينام " تشخيص " ‪,‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ين ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها القلب بإنسان يتمنى والنفس بإنسان يرفض النوم والراحة " تشخيص‬ ‫قَ ْلبي يَ ْشتَ ِهي لو تَ ْه َج ِع ْ‬
‫ين ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها األرض بإنسان ينام والنفس بإنسان يرفض النوم‬ ‫تَنَا ُم األَرْ ضُ لَ ِك ْن أَ ْن ِ‬
‫ت يَ ْقظَى تَرْ قُبِ ْ‬ ‫‪.4‬‬
‫والراحة " تشخيص " ‪ ,‬لكن ‪ :‬حرف استدراك لمنع الفهم الخاطئ ‪ ,‬تنام ‪ ..‬يقظى ‪ :‬طباق يبرز المعنى ويوضحه‬

‫‪3‬‬
‫ت؟ ‪ :‬مَضْجِعَ الشَّمْسِ ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها الشمس بإنسان ينام "‬ ‫س هَبَ ْ‬
‫ط ِ‬ ‫س البَعي ْد ‪ ..‬هَلْ ِمنَ ال َّش ْم ِ‬‫َمضْ ِج َع ال َّش ْم ِ‬ ‫‪.5‬‬
‫ت ‪ :‬استعارة مكنية‬ ‫س هَبَ ْ‬
‫ط ِ‬ ‫ت؟ ‪ :‬أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق ‪ِ ,‬منَ ال َّش ْم ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫س هَبَ ْ‬
‫تشخيص " ‪ ,‬هَلْ ِمنَ ال َّش ْم ِ‬
‫صور فيها النفس بإنسان يهبط " تشخيص "‬
‫عالقة النفس بالبلبل الصداح‬ ‫‪.6‬‬
‫صدَا َح بَ ْينَ اليَا َس ْ‬
‫مين‬ ‫ت الب ُْلبُ َل ال َّ‬ ‫إن َسم ْع ِ‬‫ْ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫يَ ْس ُكبُ األل َحانَ نَارًا فِي قُلو ِ‬
‫‪  ‬‬

‫ب ال َعا ِش ْ‬
‫قين‬
‫ت َْلتَ ِظي ح ُْزنًا و َشوْ قًا و الهَ َوى َعن ِ‬
‫ْ‬
‫‪  ‬‬

‫ك بَعي ْد‬
‫اخبِرينِي هَلْ ِغنَا الب ُْلبُ ِل فِي اللَّ ْي ِل يُعي ْد‬ ‫فَ ْ‬
‫‪  ‬‬

‫ِذ ْك َر َماضيك إلَيْك‬


‫‪  ‬‬

‫هَلْ ِمنَ األَ ْل َحا ِن أ ْنت؟‬


‫‪  ‬‬

‫‪  ‬‬

‫اللغويــات‬
‫الصداح ‪ :‬المغنى ـ يسكب ‪ :‬يصب ـ العاشقين ‪ :‬المحبين ـ تلتظي ‪ :‬تحرق ـ غنا ‪ :‬غناء ـ ذكر ‪ :‬تذكر‬ ‫‪‬‬
‫الشرح‬
‫يطلب الشاعر من نفسه أن تستمع إلى صوت البلبل الصداح الذي يبدع األلحان التي تطرب قلوب العشاق وتحرك‬ ‫‪‬‬
‫المشاعر فتتمنى النفس أن يعيد البلبل غناءه العذب وألحانه الشجية يذكرها بالماضي الذي عاشته‬
‫التذوق‬
‫ت الب ُْلبُ َل ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها النفس بفتاة تسمع " تشخيص " ‪,‬‬
‫مين ‪َ :‬سم ْع ِ‬ ‫ت الب ُْلبُ َل ال َّ‬
‫صدَا َح بَ ْينَ اليَا َس ْ‬ ‫إن َسم ْع ِ‬ ‫ْ‬ ‫‪.1‬‬
‫َاح ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها البلبل بإنسان يغني " تشخيص " ‪ ,‬الصداح ‪ :‬توحي بالدوام وكثرة الغناء‬ ‫صد َ‬ ‫الب ُْلبُ َل ال َّ‬
‫وعدم انقطاعه‬
‫قين ‪ :‬يَسْكُبُ األَلْحَانَ ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها األلحان بماء يصب " تجسيم " ‪,‬‬ ‫يَ ْس ُكبُ األَ ْل َحانَ نَارًا فِي قُلُو ِ‬
‫ب ال َعا ِش ْ‬ ‫‪.2‬‬
‫يَ ْس ُكبُ األَ ْل َحانَ نَارًا ‪ :‬تشبيه لأللحان بالنار " تجسيم " ‪ ,‬فِي قُلُو ِ‬
‫ب ال َعا ِش ْ‬
‫قين ‪ :‬استعارة مكنية صور قلوب العاشقين‬
‫مكانا تسكب' فيه األلحان " تجسيم "‬
‫ك بَعي ْد ‪ :‬ت َْلتَ ِظي ح ُْزنًا و َشوْ قًا ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها الحزن والشوق بنار " تجسيم‬
‫ت َْلت َِظي ح ُْزنًا و َشوْ قًا و الهَ َوى َع ْن ِ‬ ‫‪.3‬‬
‫ك بَعي ْ‪f‬د ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها الهوى بشيء مادي يبتعد عن نفس الشاعر " تجسيم " ‪ ,‬عنك ‪ :‬قصر‬ ‫" ‪ ,‬الهَ َوى َع ْن ِ‬
‫للتوكيد والتخصيص ‪ ,‬والكاف الستحضار الصورة ‪,‬‬
‫اخبِرينِي هَلْ ِغنَا الب ُْلبُ ِل فِي اللَّ ْي ِل يُعي ْد ‪ :‬فَ ْ‬
‫اخبِرينِي ‪ :‬أسلوب إنشائي أمر للتمني ‪ ,‬والفاء للترتيب والتعقيب والسرعة' ‪ ,‬هَلْ‬ ‫فَ ْ‬ ‫‪.4‬‬
‫ِغنَا الب ُْلبُ ِل فِي اللَّ ْي ِل يُعي ْ‪f‬د ‪ :‬أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق ‪ ,‬البلبل ‪ ..‬الليل ‪ :‬جناس ناقص يعطي نغمة موسيقية‬
‫تطرب لها األذن‬
‫يُعي ْ‪f‬د ِذ ْك َر َماضيك إلَيْك‪..‬هَلْ ِمنَ األَ ْل َحا ِن أ ْنت؟ ‪ :‬يُعي ْد ِذ ْك َر َماضيك ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها ذكر الماضي شيئا مختفيا‬ ‫‪.5‬‬
‫يمكن استعادته " تجسيم " ‪َ ,‬ماضيك ‪ :‬استعارة مكنية صور فيها النفس بفتاة لها ماضي " تشخيص " ‪ ,‬هَلْ ِمنَ‬
‫ان ‪ :‬قصر للتوكيد والتخصيص ‪ ,‬أ ْنت ‪ :‬استعارة مكنية‬‫األَ ْل َحا ِن أ ْنت ‪ :‬أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق ‪ِ ,‬منَ األَ ْل َح ِ‬
‫صور فيها النفس بفتاة يخاطبه " تشخيص "‬
‫الحقيقة‬ ‫‪.7‬‬
‫ي قَ ْد َر َّن َ‬
‫صدَا ْه‬ ‫ت لَحْ ٌن فِ َّ‬ ‫إي ِه نَ ْف ِسي! أَ ْن ِ‬
‫بديع اَل أَ َرا ْه !‬ ‫ك يَ ُد خاَّل ٍ‬ ‫وقَّ َع ْت ِ‬
‫‪  ‬‬

‫ٍ‬ ‫ق‬
‫ت َموْ جٌ‪ ،‬أَ ْن ِ‬ ‫أَ ْنت ري ٌح ‪ ،‬و نَسي ٌم ‪ ،‬أَ ْن ِ‬
‫‪  ‬‬

‫ت بَحْ ٌر‬
‫ق ‪ ،‬أَ ْنت َر ْع ٌد‪ ،‬أَ ْنت لَ ْي ٌل ‪ ،‬أ ْنت فَجْ رٌ‪،‬‬
‫َ‬ ‫أَ ْنت بَرْ ٌ‬
‫‪  ‬‬

‫أَ ْنت فَيْضٌ ْ‬


‫‪  ‬‬

‫من إلَ ْه !‬ ‫‪  ‬‬

‫اللغويــات‬
‫إيه ‪ :‬زيديني ـ رن ‪ :‬أحدث صوتا ـ وقعتك ‪ :‬اوجدتك ـ خالق ‪ :‬خالق ـ فيض ‪ :‬معناها كثير غزير والمراد نعمة‬ ‫‪‬‬
‫الشرح‬
‫تظهر أمام الشاعر حقيقة نفسه فهي تبوح بسرها في النهاية ‪ ,‬هي نتاج إبداع الخالق سبحانه هي كالريح والنسيم‬ ‫‪‬‬
‫والموج والبحر والبرق والرعد والليل والفجر هي مزيج من كل هذا اإلبداع‬
‫التذوق‬

‫‪3‬‬
‫صدَا ْه ‪ :‬إي ِه نَ ْف ِسي! ‪ :‬أسلوب إنشائي نوعه أمر غرضه التمني ‪ ,‬نفسي ‪ :‬أسلوب إنشائي‬ ‫إي ِه نَ ْف ِسي! أَ ْن ِ‬
‫ت لَحْ ٌن فِ َّ‬
‫ي قَ ْد َر َّن َ‬ ‫‪.1‬‬
‫نوعه نداء وحذفت األداة للقرب والحب ‪ ,‬أَ ْن ِ‬
‫ت لَحْ ٌن ‪ :‬تشبيه للنفس باللحن ‪ ,‬قَ ْد َر َّن َ‬
‫صدَا ْه ‪ :‬أسلوب مؤكد بقد ‪َ ,‬ر َّن‬
‫صدَا ْه ‪ :‬مراعاة نظير تثير الذهن‬ ‫‪َ ..‬‬
‫بديع اَل أَ َرا ْه ! ‪ :‬اَل أَ َرا ْه ! ‪ :‬توحي باالضطراب العقائدي عند شعراء المهجر‬ ‫ٍ‬ ‫ق‬ ‫وقَّ َع ْت ِ‬
‫ك يَ ُد خاَّل ٍ‬ ‫‪.2‬‬
‫ق ‪ ،‬أَ ْنت َر ْع ٌد‪ ،‬أَ ْنت لَ ْي ٌل ‪ ،‬أَ ْنت فَجْ رٌ‪ ،‬أَ ْنت فَيْضٌ ْ‬
‫من إلَ ْه ! ‪ :‬تشبيهات بليغة‬ ‫ت بَحْ ٌر ‪ ,‬أَ ْنت بَرْ ٌ‬
‫ت َموْ جٌ‪ ،‬أَ ْن ِ‬
‫أَ ْنت ري ٌح ‪ ،‬و نَسي ٌم ‪ ،‬أَ ْن ِ‬ ‫‪.3‬‬
‫من إلَ ْه ! ‪ :‬إجمال بعد تفصيل‬‫للنفس بالريح والنسيم والموج والبحر والبرق والرعد والليل والفجر ‪ ,‬أَ ْنت فَيْضٌ ْ‬
‫‪ ‬التعليق ‪‬‬
‫نوع التجربة ‪ :‬ذاتية تحولت لعامة‬
‫العاطفة ‪ :‬الحيرة والقلق‬
‫اللون األدبي ‪ :‬األدب اإلنساني الوجداني‬
‫غرض النص ‪:‬الدعوة للتأمل في النفس البشرية‬
‫السمات أسلوب الشاعر‪:‬‬
‫السهولة واالعتماد على اللغة الواضحة‬ ‫‪.1‬‬
‫االهتمام بالفكرة مع وضوح العبارة‬ ‫‪.2‬‬
‫االعتماد على الحوار‬ ‫‪.3‬‬
‫استعمال الرمز‬ ‫‪.4‬‬
‫اإلغراق في العاطفة وشيوع النزعة اإلنسانية‬ ‫‪.5‬‬
‫مالمح شخصية الشاعر‪:‬‬
‫يميل للتأمل لكي يصل لحقيقة النفس‬ ‫‪.1‬‬
‫عاشق للطبيعة‬ ‫‪.2‬‬
‫ذو مشاعر صادقة‬ ‫‪.3‬‬
‫البعد عن التعصب المذهبي‬ ‫‪.4‬‬

‫‪ ‬الواجب ‪‬‬
‫طغَى ْال َموْ ُج فِي ِه و يَثُورْ‬ ‫ت ْالبَحْ َر يَ ْ‬ ‫إِ ْن َرأَ ْي ِ‬
‫َ‬
‫ت البَحْ َر يَ ْب ِكي ِع ْن َد أ ْقد َِام الصُّ ُخورْ‬ ‫ْ‬ ‫أَو َسم ْع ِ‬
‫‪  ‬‬

‫س ْال َموْ ُج هَدي َر ْه‬ ‫ترْ قُبِي ْال َموْ َج إلَى أَ ْن يَحْ بِ َ‬
‫‪  ‬‬

‫و تُنَاجي ْالبَحْ َر َحتَّى يَ ْس َم َع ْالبَحْ ُر زَ فِي َر ْه‬


‫‪  ‬‬

‫اجعًا ِم ْنك إِلَيْه‬


‫‪  ‬‬

‫َر ِ‬
‫َ‬
‫هَل ِمنَ اأْل ْم َواج ِج ْئ ِ‬
‫‪  ‬‬

‫ت؟‬ ‫‪  ‬‬

‫هات مرادف يطغى ومضاد هديره ومفرد أقدام وجمع زفيره‬ ‫‪.1‬‬
‫حدد الفرق فى المعنى بين داللة الفعل " يثور " فى العبارتين التاليتين ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫(يثور موج البحر ـ يثور لكرامته الحر )‬
‫الغرض من النص ( الفخر باألمجاد – الحكمة – عتاب األحباب‪ -‬الدعوة إلى التأمل فى النفس و الكون ) – اختر‬ ‫‪.3‬‬
‫الصحيح معلال‬
‫يمثل المقطع السابق االتجاه للطبيعة ‪ ..‬وضح ذلك‬ ‫‪.4‬‬
‫استخدم الشاعر أسلوب الشرط في البناء الهندسي للقصيدة ‪ ,‬حدد عناصره ‪ ,‬معلال سبب استخدامه‬ ‫‪.5‬‬
‫هات من المقطع السابق صورة خيالية ‪ ,‬واذكر نوعها وأثرها‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫الموسيقى صوت العاطفة ‪ ..‬وضح ذلك‬ ‫‪.7‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -â 8‬المدرسة الواقعية والشعر الجديد ‪á‬‬
‫س‪ :1‬ما السمات‪ f‬الفنية للقصيدة الواقعية من حيث [ المضمون والموضوع ] ؟‬
‫اتجهوا إلى الحياة العامة حولهم يصورون هموم الناس ومشاكلهم وآمالهم وتطلعاتهم ‪ ،‬كقول محمد إبراهيم أبو سنة في‬ ‫‪.1‬‬
‫( أسئلة األشجار ) ‪:‬‬ ‫قصيدة‬
‫سأَلَ ْتني في اللي ِل األشجارْ‬
‫أن نُ ْلقِ َي أنفُ َسنا في التيَّارْ‬
‫أن نتجه إلى النهر القادم‬
‫من أعماق اليأس إلى أقصى المجهول‬
‫نحمله في ذاكرة محكمة اإلغالق‬
‫ثم نفر إلى الغول‬
‫أصبح الشعر عندهم تعبيرا عن الواقع بوجوهه المختلفة من صدق وزيف وتقدم وتخلف وفرح ويأس ‪ ،‬ومن صراع بين‬ ‫‪.2‬‬
‫الحرية والعبودية والعدل والظلم وغير ذلك من متناقضات الحياة ‪ ،‬كقول صالح عبد الصبور ‪:‬‬
‫جا َء الزمنُ الوغد ‪.‬‬
‫ئ الغمد ‪.‬‬ ‫ص ِد َ‬
‫َ‬
‫المقبض ث َّم تخَ َّدد‪( ...‬تمزق)‬
‫ِ‬ ‫وت َشقَّ َ‬
‫ق جل ُد‬
‫سقطت جوهرتي بين حذاء الجندي األبيض‬
‫شاع في شعرهم الحديث عن النهاية والموت ‪ ،‬يقول " بدر شاكر السياب " في قصيدة (ليلة وداع ـ إلى زوجتى الوفية) ‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫أوصدى الباب فدنيا لست فيها‬
‫ليس تستأهل من عينى نظرة‬
‫سوف تمضين وأبقى ‪ ...‬أى حسرة ؟‬
‫لم تقتصر التجربة الشعرية على العاطفة والشعور والخيال فحسب ‪ ،‬فجمعت إلى ذلك أمورا متعددة ‪ ،‬ومنها ‪ :‬موقف‬ ‫‪.4‬‬
‫اإلنسان من الكون ‪ ،‬ومن التاريخ ‪ ،‬ومن األساطير ‪ ،‬ومن إحياء التراث ‪ ،‬يقول صالح عبد الصبور ‪:‬‬
‫قد آن للشعاع أن يغيب‬
‫قد آن للغريب أن يؤوب‬
‫مستوحيا قول عبيد‪ f‬بن األبرص ‪:‬‬
‫و غائب الموت ال يؤوب‬ ‫‪  ‬‬
‫و كل ذى غيبة يؤوب‬ ‫‪ ‬‬

‫س‪ : 2‬ما السمات الفنية للقصيدة الواقعية من حيث الشكل والبناء ؟‬


‫استخدام اللغة الحية التي نسمعها في كالم الناس ‪ .‬وقد ظهر ذلك في اختيار عناوين دواوينهم ‪ ،‬مثل ديوان " الناس في‬ ‫‪.1‬‬
‫بالدي " لصالح عبد الصبور ‪ ،‬واستخدام بعض الكلمات العامية ‪ ،‬مثل " كان يا ما كان " و" أنام على حجر أمى " و"شربت شايا‬
‫فى الطريق " وذلك ألنهم يحاولون أن يخففوا من سيطرة اللغة الكالسيكية' والمعجمية والجماليات الشكلية ‪ ،‬حيث إن‬
‫األسلوب عندهم وسيلة ال غاية ‪.‬‬
‫االهتمام بالصور وتوظيف الرمز واألسطورة حتى وإن أسلمهم إلى شيء من الغموض‬ ‫‪.2‬‬
‫جعلوا من القصيدة وحدة موضوعية تتضافر فيها األفكار والمعاني والعواطف والصور والموسيقى فى بناء نام متطور ‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫يستدعى' من القارئ يقظة وتنبها لمتابعته واستيعابه ؛ نظرا للبناء الهندسى الشعرى الذى أقامه الشعر ‪ ،‬وقد قسموا هذا‬
‫البناء إلى فقرات ‪ ،‬كل فقرة منها تمثل دفقة شعورية ‪.‬‬
‫وأهم أساس' من أسس هذه المدرسة هو ما يتصل بموسيقى الشعر ؛ فالبيت التقليدى يقوم على أساس موسيقى هو نظام‬ ‫‪.4‬‬
‫تساوى' شطرى البيت ‪ ،‬وتبعا لذلك تتساوى' أشطر القصيدة كلها ‪ ،‬أما الشعر الجديد فالتكوين الموسيقى للقصيدة فيه معتمد‬
‫على وحدة موسيقية تتكرر هى التفعيلة ‪ ،‬دون ارتباط بكم محدد لعددها في كل بيت ‪ ،‬ودون أن يكون هناك شطران‬
‫للبيت ‪ ،‬بل قد يتكون البيت الشعرى من تفعيلة واحدة أو أكثر ‪ ،‬ولهذا سمى السطر الشعرى وليس البيت الشعرى ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ â‬النسور ‪ /‬لمحمد إبراهيم أبو سنة‪á‬‬
‫التعريف بالشاعر ‪:‬‬
‫محمد إبراهيم أبو سنة شاعر من شعراء الجيل الثاني لمدرسة الواقعية في الشعر الجديد ولد سنة ‪ 1937‬م في إحدى قرى‬ ‫‪‬‬
‫الجيزة ‪ ،‬وحفظ القرآن الكريم ‪ ،‬تخرج في كلية اللغة العربية ‪ ،‬وله عدة دواوين منها ‪ :‬البحر موعدنا ‪ -‬وأجراس المساء ‪-‬‬
‫ومرايا النهار ‪ -‬وشجر الكالم ‪.‬‬
‫التجربة الشعرية ‪:‬‬
‫الناس في مسلكهم في الحياة ‪ -‬كما يراهم الشاعر‪ -‬نوعان ‪:‬‬
‫‪ - 1‬متمسكون بمبادئهم و يسعون إلى تحقيق أهدافهم ويتحملون الصعاب من أجل الوصول إلى طموحاتهم ‪ ،‬وقد رمز‬
‫الشاعر إلى هؤالء بـ (النسور)التي هي رمز للكبرياء و القوة والطموح ‪.‬‬
‫‪ - 2‬كسالى خاملون مستسلمون لليأس والجبن و لحياة الماديات الزائلة ‪ ،‬وقد رمز الشاعر إلى هؤالء بـ‬
‫(األرانب)التي من طبيعتها الخوف والفزع والقفز والهرب وحب األكل وإشباع المعدة‪.‬‬
‫نوع التجربة ‪:‬‬
‫عامة ؛ ألنها دعوة صادقة لكل إنسان أن يترك حياة الخاملين و يسعي إلى الطموح حتى ينهض بحياته و حياة‬ ‫‪‬‬
‫أمته‬
‫س ‪ :‬لماذا جعل الشاعر النص أربعة مقاطع ؟‬
‫جـ ‪ :‬جعل الشاعر النص أربعة مقاطع ؛ ليعقد أكثر من مقارنة توضح الفرق الهائل بين جانب العظمة والقوة والسمو والكفاح‬
‫متمثال في "النسور" وجانب الضعف والجبن والبهيمية متمثال في "األرانب" ‪.‬‬
‫" طموح و كبرياء "‬
‫‪ - 1‬النسو ُر الطليقَةُ هائِ َمة‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ - 2‬في الفضا ِء الرَّما ِدي‬ ‫‪  ‬‬

‫ص ُد َموْ قِ َعها‬ ‫‪ - 3‬تَرْ ُ‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ - 4‬في أعالي الجبال‬


‫‪ - 5‬إنها تتَ َذ َّك ُر شك َل السهول‬
‫‪  ‬‬

‫‪  ‬‬

‫‪ - 6‬ب ُخضْ َرتِها‬


‫‪ - 7‬بتَ َدفُّ ِ‬
‫‪  ‬‬

‫ق ُغدرانِها‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ - 8‬واألرانبُ تقفز‬
‫‪ - 9‬في ال ُع ْش ِ‬
‫‪  ‬‬

‫ب مث َل الآلل‬
‫‪ - 10‬تتذ َّك ُر والجو ُ‬
‫‪  ‬‬

‫ق أحشا َءها‬‫ع يحر ُ‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ - 11‬فتُ َس ِّد ُد نظ َرتَها لل ُم ِ‬


‫حال‬
‫‪ - 12‬تتَعالَى تُ َحلِّ ُ‬
‫‪  ‬‬

‫الشموس التي‬
‫ِ‬ ‫ق مث َل‬
‫‪ - 13‬أفلَت ْ‬
‫‪  ‬‬

‫َت من َمداراتِها‬
‫ق ِم ْل ًكا لها‬
‫‪  ‬‬

‫‪ - 14‬يصب ُح األف ُ‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ - 15‬والنجو ُم مناراتِها‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ - 16‬والخلو ُد احتِمالْ‬
‫‪ - 17‬عندَها تأ ُخ ُذ الكبريا ُء‬
‫‪  ‬‬

‫‪ - 18‬التي قتَلَ ْ‬
‫‪  ‬‬

‫ت جوعَها‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ - 19‬تتَ َم َّد ُد … تن َسى‬ ‫‪  ‬‬

‫السهول‬
‫ِ‬ ‫تراب‬
‫َ‬ ‫‪- 20‬‬
‫ْ‬
‫‪  ‬‬

‫رار الحقول‬ ‫ض َ‬ ‫‪ - 21‬اخ ِ‬


‫‪ - 22‬ا ْنبِساطَ ال ِّرمالْ‬
‫‪  ‬‬

‫‪  ‬‬

‫اللغويــات ‪:‬‬
‫الطليقة‪ :‬الحرة × الحبيسة ‪ ،‬المقيدة ‪ -‬هائمة ‪ :‬حائرة والمراد ذاهبة ‪ -‬الفضاء ‪ :‬ج أفضية‪ -‬ترصد ‪ :‬تراقب ‪ -‬السهول ‪ :‬م‬ ‫‪‬‬
‫سهل وهي األرض الممتدة المستوية ‪ُ -‬غ ْدرانها ‪ :‬م غدير ‪ ،‬وهو النهر الصغير ‪ -‬العشب ‪ :‬النبات الرطب ج أعشاب' ‪-‬‬
‫الآلل ‪ :‬الدر م اللؤلؤ ‪ -‬يحرق أحشاءها ‪ :‬أي يؤلمها ‪ -‬األحشاء ‪ :‬م حَشاً ‪ ،‬ويشمل كل ما في البطن ‪ -‬تسدد ‪ :‬توجه ‪-‬‬
‫المحال ‪ :‬المستحيل والمراد ‪:‬األمل البعيد × الممكن ‪ -‬تتعالى ‪ :‬ترتفع ‪ -‬األفق ‪ :‬أي الفضاء ج آفاق ‪ -‬منارات ‪ :‬م منارة‬

‫‪3‬‬
‫وهي ما تهتدي به السفن ‪ -‬الخلود ‪ :‬الدوام ‪ -‬احتمال ‪ :‬ممكن ‪ -‬الكبرياء ‪ :‬عزة النفس ‪ -‬تتمدد ‪ :‬تزداد طوالً ‪ -‬انبساط ‪:‬‬
‫انتشار‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫السطور من (‪: )9 - 1‬‬
‫يعبر الشاعر في هذا المقطع عن حياة األحرار الطموحين المتطلعين للمثل العليا ولتحقيق آمالهم في الحياة فهم كالنسور‬ ‫‪‬‬
‫الطليقة التي تعشق الحرية ‪ ،‬وتعلو في الفضاء ‪ ،‬وتراقب مواقعها التي انطلقت منها في أعالي الجبال ‪ ،‬وتتذكر ما حول‬
‫الجبال من سهول خضراء ومياه جارية ؛ حيث يعيش الضعفاء الخاملون قانعين بكسرة الخبز وشربة الماء في حياة‬
‫الدعة(الراحة) والخمول كأنهم األرانب تقفز بين األعشاب الطرية ‪.‬‬
‫السطور من(‪: )22 - 10‬‬
‫هذه النسور(أهل الطموح) تتذكر حياة الخاملين البائسة ‪ ،‬فال تعبأ (تهتم) بالجوع الذي يؤلمها ويمزق أحشاءها ‪ ،‬فتصر‬ ‫‪‬‬
‫على التطلع إلي األمل البعيد الصعب المنال ‪ ،‬كأنه المستحيل ‪ ،‬وتظل في طموحها وارتفاعها كأنها الشمس التي تحررت من‬
‫حدود مداراتها ‪ ،‬فأصبح الفضاء ملكا لها ‪ ،‬فهذه النسور تستنير' بالنجوم ‪ ،‬باحثة عن األبدية والخلود في كبرياء ينسيها‬
‫جوعها المؤلم ‪ ،‬وينسيها كل ما قد يربطها بحياة الضعفاء حياة الدعة (الراحة) التي يعيشونها كاألرانب التي تعيش في‬
‫تراب السهول وخضرة الحقول و الرمال الممتدة تاركة الطموح ‪.‬‬
‫التذوق ‪:‬‬
‫[النسور ] ‪ :‬استعارة تصريحية ‪ ،‬فقد شبه أصحاب الطموح بالنسور في االنطالق نحو الهدف وتوحي بالقوة والكبرياء‬ ‫‪‬‬
‫و (النسور ) جاء جمعاً ؛ للداللة على كثرة األحرار أصحاب المثل العليا و المبادئ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[النسور هائمة ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬حيث صور النسور بإنسان يهيم ‪ ،‬وسر جمالها التشخيص ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نقد ‪[ :‬هائمة ] ‪ :‬غير مالئمة للجو النفسي؛ لداللتها على السير بدون هدف ‪ ،‬والنسور بالتأكيد لها هدف واضح ومحدد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[هائمة في الفضاء الرمادي] ‪ :‬كناية عن الحيرة والقلق وعدم الرؤية الدقيقة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[النسور ترصد موقعها ‪ -‬أنها تتذكر ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬حيث صور النسور بأشخاص ترصد وسر جمالها التشخيص وتوحي‬ ‫‪‬‬
‫بالترقب والحذر ‪ .‬والخيال هنا ممتد ‪ ،‬جاء بصفات النسور وذلك يسمى ترشيحًا للصورة يقوى ما سبق ‪.‬‬
‫[غدرانها ]‪ :‬مجاز مرسل عن الماء عالقته ‪ :‬المحلية ‪ ،‬فالماء هو الذي يتدفق وليس الغدران‬ ‫‪‬‬
‫[األرانب ] ‪ :‬استعارة تصريحية ‪ ،‬فقد شبه الماديين الخاملين باألرانب في الضعف والجبن والهروب والرغبة في إشباع‬ ‫‪‬‬
‫الغريزة ‪ ،‬وسر جمالها توضيح الفكرة برسم صورة لها‬
‫[ األرانب مثل الآلل ] ‪ :‬تشبيه لألرانب المتناثرة بين العشب بالآللئ البيضاء المتناثرة ويؤخذ عليه أن هذا التشابه شكلي‬ ‫‪‬‬
‫وليس له أثر فني ‪ ،‬بل يناقض الموقف إذ أن الآللئ لها قيمة ال توجد في األرانب كما تناقض الجو النفسي فاألرانب هنا‬
‫تمثل نوعا من الناس مكروها لدى الجميع بينما الآللئ محبوبة ‪.‬‬
‫[النسور تسدد نظرتها للمحال ] ‪ :‬استعارتان مكنيتان‪ :‬األولى تصور النظرة سهاما توجه وتصوب' وفيها تجسيم ‪ ،‬وتوحي‬ ‫‪‬‬
‫بصحة الرأي والثانية تصور المحال شيئا مجسما يوجه إليه النظر ‪ ،‬وسر جمالها التجسيم‬
‫[النسور تحلق مثل الشموس التي أفلتت من مداراتها ] ‪ :‬تشبيه للنسور في تحليقها بالشموس المضيئة التي تحررت من قيود‬ ‫‪‬‬
‫مداراتها فلم تعد تدور في حدود ضيقة مرسومة لها ‪ ،‬وسر جمالها التوضيح وتوحي بالسمو‪.‬‬
‫[الشموس التي أفلتت ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬حيث صور الشمس بإنسان يتحرر وتوحي بالحرية واالنطالق وسر جمالها‬ ‫‪‬‬
‫التشخيص‬
‫[يصبح األفق ملكا لها ‪ -‬والنجوم مناراتها ]‪ :‬تجريد؛ ألنه أتبع الصورة ببعض صفات المشبه(النسور)‬ ‫‪‬‬
‫[النجوم مناراتها] ‪ :‬تشبيه للنجوم بالمنارات في االهتداء بها وسر جماله التوضيح ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[الكبرياء التي قتلت جوعها ] ‪ :‬استعارتان مكنيتان‪ :‬في األولى شبه الكبرياء بإنسان أو آلة تقتل ‪ ،‬وفي الثانية‪ :‬شبه‬ ‫‪‬‬
‫الجوع بإنسان يُقتل ‪.‬‬
‫[الكبرياء تتمدد ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬فيها تشخيص حيث تخيل الكبرياء إنسانا يتمدد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[تنسى ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬فيها تشخيص حيث تخيل الكبرياء إنسانا ينسى‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫من المحسنات البديعية ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫(المقابلة) ‪ :‬بين االتجاهين في حياتنا المعاصرة (حياة الطموح والحرية واإلباء) في جانب النسور و (الضعف والخمول‬ ‫‪‬‬
‫والجبن) في جانب األرانب ‪.‬‬
‫[أعالي الجبال ‪ -‬السهول] ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬طباق ‪ ،‬يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[مداراتها‪ -‬مناراتها] ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬جناس ناقص ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[الشموس ‪ -‬مداراتها‪ -‬النجوم] ‪ :‬مراعاة نظير تثير الذهن ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫* في هذا المقطع رسم الشاعر في المقطع السابق صورة كلية ولوحة فنية أبدعها بفكرة ولونها بعاطفته حيث صور الطامحين‬
‫إلى المجد في صور نسور تعلو وتحلق حتى تصل إلى أهدافها وأمانيها وصورة الخاملين الجبناء المستسلمين في صورة أرانب‬
‫تعيش في السهول ‪.‬‬
‫‪ -‬عناصر الصورة(أجزاؤها) ‪:‬‬
‫(النسور ‪ -‬األرانب ‪ -‬الجبال ‪ -‬النجوم ‪ -‬الشمس ‪ -‬العشب ‪ -‬الماء ‪ -‬الحقول ‪ -‬الرمال) ‪.‬‬
‫خطوط الصورة ‪:‬‬
‫صوت ‪ :‬ويسمع في خرير الماء ‪ -‬وقع أقدام األرانب وهي تقفز ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لون ‪ :‬ويرى في الفضاء الرمادي ‪ -‬خضرة العشب ‪ -‬بياض األرانب ‪ -‬ضوء الشموس والنجوم ‪ -‬صفرة الرمال ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حركة ‪ :‬وتحس في انطالق النسور‪ -‬تدفق الغدران ‪ -‬قفز األرانب) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫* األساليب ‪ :‬كلها خبرية تقريرية إلظهار اإلعجاب بالنسور ‪ ،‬وتحقير األرانب ‪.‬‬
‫" خوف و استسالم"‬
‫العميق األرانبُ‬
‫ِ‬ ‫المضيق‬
‫ِ‬ ‫‪ - 23‬في‬
‫ٌ‬
‫‪  ‬‬

‫ت‬
‫َّج بالمو ِ‬
‫المصير الم َدج ِ‬
‫ِ‬ ‫انتظار‬
‫ِ‬ ‫‪ - 24‬قابعة في‬ ‫‪  ‬‬

‫رار‬
‫ِ ِ‬ ‫ف‬‫بال‬ ‫ها‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫أعشا‬ ‫‪ - 25‬تأك ُل‬
‫‪  ‬‬

‫‪ - 26‬إلى الجُحْ ِر‬ ‫‪  ‬‬

‫ف بينَ الظاللْ‬ ‫‪ - 27‬تر ُجفُ بالخَ وْ ِ‬ ‫‪  ‬‬

‫اللغويــات ‪:‬‬
‫المضيق ‪ :‬المكان الضيق ج مضايق ‪ -‬العميق ‪ :‬المنخفض ‪ -‬قابعة ‪ :‬أي مقيمة في ذل ج قوابع ‪ -‬المصير ‪ :‬النهاية ج‬ ‫‪‬‬
‫المصائر ‪ -‬المدجج ‪ :‬المغطَّى والمراد في انتظار الموت ‪ -‬ترجف بالخوف ‪ :‬ترتعد × تطمئن ‪ ،‬تأمن‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫ينظر الشاعر بعين المتأمل الفاحصة فيلتقط مشهدا آخر غير مشهد الطموح و الكفاح (النسور المحلقة في الفضاء ) ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أال وهو مشهد الجبناء الضعفاء األذالء القابعين في مكان ضيق منخفض ‪ ،‬ينتظرون نهايتهم المكتوبة عليهم ‪ ،‬يعيشون‬
‫كاألرانب التي تأكل األعشاب المحيطة بجحرها ‪ ،‬وتبادر بالفرار إلى الجحر لتختفي في ظالله وهي ترتعد من الخوف‬
‫التذوق ‪:‬‬
‫[في المضيق العميق األرانب قابعة] ‪ :‬أسلوب قصر يفيد التخصيص والتوكيد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[األرانب ] ‪ :‬استعارة تصريحية ‪ ،‬فيها توضيح للفكرة برسم صورة لها حيث شبه الجبناء باألرانب‬ ‫‪‬‬
‫[في انتظار المصير ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬تصور المصير إنساناً يُنتظر ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[المصير المدجج بالموت ] ‪ :‬استعارتان مكنيتان حيث صور المصير بإنسان مغطى بالسالح وسر جمالها التشخيص ‪ .‬وفي‬ ‫‪‬‬
‫الثانية تخيل الموت سالحاً يغطى هذا المصير ‪.‬‬
‫[تأكل أعشابها بالفرار ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬حيث صور الفرار الذي يطيل أجلها بأداة تأكل به أعشابها وسر جمالها التجسيم‬ ‫‪‬‬
‫" تمسّك بالطموح و إصرار عليه "‬
‫األفق‬
‫ِ‬ ‫‪ - 28‬النسو ُر الطليقةُ في‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ - 29‬تعرفُ مص َرعَها‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ - 30‬والعيونَ التي تتَ َر َّ‬


‫صدُها‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ - 31‬والنِّصا َل التي تتعاقَبُ‬ ‫‪  ‬‬

‫‪ - 32‬خلفَ النِّصالْ‬ ‫‪  ‬‬

‫اللغويــات ‪:‬‬
‫مصرعها ‪ :‬نهايتها ج مصارع ‪ -‬تترصدها ‪ :‬تترقبها ‪ -‬النصال ‪ :‬م نَصْل وهو سن السكين أو الرمح ‪ ،‬أوالسيف ‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫تتعاقب ‪ :‬تتوالى وتتابع × تتوقف ‪ ،‬تنقطع ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫يعود الشاعر إلى تمجيد األحرار واإلعجاب بشجاعتهم ؛ فهم يحلقون أحرارا في األفق الفسيح بأفكارهم وآرائهم الجريئة ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ولكنهم على علم بالنهاية الشريفة لألحرار ‪ ،‬وعلى وعي بما يدبر لهم ‪ ،‬وبالعيون التي تترقبهم والمكايد التي تتوالى‬
‫عليهم الواحدة تلو األخرى ‪ ،‬وهم صامدون ال يخافون من مهاجمة الحاقدين ‪.‬‬
‫التذوق ‪:‬‬
‫[النسور ] ‪ :‬استعارة تصريحية ‪ ،‬حيث صور األحرار الطامحين إلى المجد بالنسور ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[تعرف مصرعها ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬حيث صور النسور بأشخاص تعرف من يترصدها (يترقبها) بالموت ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[العيون ] ‪ :‬مجاز مرسل عن "الرقباء" عالقته الجزئية ‪ ،‬وسر جمال المجاز المرسل‪ :‬اإليجاز والمبالغة المقبولة والدقة‬ ‫‪‬‬
‫في اختيار العالقة ‪.‬‬
‫[النصال ] ‪ :‬استعارة تصريحية ‪ ،‬فقد شبه المكايد التي تدبر لهم بالنصال التي يطعن بها في القتال وسر جمالها‬ ‫‪‬‬
‫التجسيم‬
‫[النصال التي تتعاقب خلف النصال ] ‪ :‬كناية عن كثرة الحاقدين والمهاجمين ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫والشاعر متأثر في ذلك بقول المتنبي‪:‬‬
‫تكسرت النصال على النصال‬ ‫‪  ‬‬
‫وكنت إذا أصابتني سهام‬ ‫‪ ‬‬

‫ولكن بيت المتنبي أجمل ؛ ألنه جعل النصال تنهال بكثرة على جسمه فلم يعد فيه مكان خال بدون نصل ‪ ،‬أما هنا فالنصال‬ ‫‪‬‬
‫تتعاقب خلف بعضها فالصورة هنا أضعف‬

‫" إصرار على الوصول إلى الكمال "‬


‫األفق‬
‫ِ‬ ‫‪ - 33‬النُّسو ُر الطليقةُ في‬
‫‪ - 34‬تَرْ فَ ُع هاماتِها َ وتحلِّ ُ‬
‫‪  ‬‬

‫ق‬
‫‪ - 35‬تَ ْعلُو ْ‬
‫‪  ‬‬

‫ق بال َّزهو‬ ‫وتخف ُ‬


‫‪ - 36‬ال تتذ َّك ُر ُخضْ َر السُّهو ِل‬
‫‪  ‬‬

‫بخيراتِها‪ ..‬تتعقَّبُ‬ ‫‪ْ - 37‬‬


‫‪  ‬‬

‫‪َ - 38‬ورْ َد ال ُّذرا‬


‫‪  ‬‬

‫‪  ‬‬

‫السحيق‬
‫ِ‬ ‫‪ - 39‬في الفضا ِء‬
‫‪ - 40‬وح ُْل َم الك َمالْ‬
‫‪  ‬‬

‫‪  ‬‬

‫اللغويــات ‪:‬‬
‫هاماتها ‪ :‬رءوسها م هامة ‪ -‬تحلق ‪ :‬ترتفع ‪ -‬تخفق ‪ :‬تتحرك‪ -‬الزهو ‪ :‬الفخر ‪ -‬تتعقب ‪ :‬تتتبع ‪ -‬ال ُّذرا ‪ :‬م ذروة‬ ‫‪‬‬
‫وهي أعلى الشيء ‪ -‬السحيق ‪ :‬البعيد × القريب ‪ -‬ح ُْل َم الك َمالْ ‪ :‬األمل العظيم ‪.‬‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫النسور التي يرمز بها الشاعر إلى الطامحين ‪ -‬تنطلق في األفق الممتد أمامها معتزة بنفسها ‪ -‬بين ارتفاع وانخفاض ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫يملؤها الزهو والفخر ‪ ،‬ال تعبأ(ال تهتم) باخضرار السهول وخيراتها ‪ -‬التي ترمز إلى حياة الدعة والسكون‬
‫والخمول ‪ -‬وهذه النسور تمضى إلى القمة في الفضاء البعيد سعيا إلى تحقيق حلم الكمال الذي يرمز إلى كل األمنيات‬
‫الصعاب‪.‬‬
‫التذوق ‪:‬‬
‫[ترفع هاماتها ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬تصور النسور أشخاصا يرفعون رءوسهم اعتزازا وتوحي بالعظمة و الكبرياء ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[تخفق بالزهو ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬تصور الزهو بالقوة الدافعة التي تحرك وتوجه إلى العال ‪ ،‬وسر جمالها التجسيم‬ ‫‪‬‬
‫[ال تتذكر] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬صور النسور بأشخاص ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[تتعقب ] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬صور النسور بأشخاص ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[ورد ] ‪ :‬استعارة تصريحية ‪ ،‬حيث شبه اآلمال السامية بورد القمم العالية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[تتعقب حلم الكمال] ‪ :‬استعارة مكنية ‪ ،‬حيث صور حلم الكمال شيئاً مادياً ثميناً ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ â‬التعليق‪á‬‬

‫‪3‬‬
‫اللون األدبي ‪ :‬يعتبر هذا النص من األدب االجتماعي ؛ ألنه يدعو إلى الطموح واإلصرار على الوصول إلى اآلمال العظيمة وينفر‬
‫من حياة الذل والضعف واالستسالم ‪.‬‬

‫الوحدة العضوية ‪ :‬لقد تحققت في القصيدة الوحدة العضوية بعناصرها وهي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬وحدة الموضوع ‪ :‬ألن الشاعر يتحدث في القصيدة عن موضوع واحد هو الدعوة إلى الطموح واإلصرار والتنفير‬
‫من الخمول والضعف والجبن ‪.‬‬
‫‪ - 2‬وحدة الجو النفسي ‪ :‬تسيطر على الشاعر عاطفة اإلعجاب واالعتزاز والحث مع قليل من السخرية والتنفير ‪.‬‬
‫‪ - 3‬ترتيب األفكار ‪ :‬رتب الشاعر أفكاره وبنى قصيدته بناء فكرياً تصاعدياً ولذلك فكل مقطع يعتبر نتيجة لما‬
‫قبله‬

‫األلفاظ ‪ :‬سهلة واضحة قريبة من لغة الحياة لكنها تميل إلى الرمز ‪ ،‬والعبارات متدفقة وتقل فيها المحسنات‪.‬‬
‫الصور ‪ :‬تجمع بين التصوير الكلى وخطوطه الصوت واللون والحركة ‪ -‬والجزئي من تشبيه واستعارة وكناية ومجاز‪.‬‬
‫الموسيقا ‪ :‬ظاهرة في التفعيلة لكنها تتكرر بغير نظام مع التحرر من القافية ؛ ألن النص من مدرسة الشعر الجديد‪.‬‬

‫مالمح التجديد في النص ‪:‬‬


‫‪ - 4‬عدم االلتزام بقافية موحدة ‪ ،‬وإن كان هناك بعضها‬ ‫‪ - 1‬وضع عنوان للنص ‪.‬‬
‫قد تكرر في عدد من السطور بدون نظام مثل‪" :‬هاماتها‪-‬‬ ‫‪ - 2‬الموضوع الجديد المختار من حياة اإلنسان المعاصر ‪.‬‬
‫خيراتها"‪.‬‬ ‫‪ - 3‬االعتماد على التفعيلة والسطر الشعري دون التزام‬
‫‪ - 5‬استخدام الرمز الواضح‪.‬‬ ‫بعدد معين من التفعيالت في السطر الواحد‪.‬‬
‫‪ - 6‬تقسيم النص إلى مقاطع‪.‬‬
‫‪ - 7‬رسم الصور الكلية ‪ -‬واالعتماد على الوحدة العضوية‪.‬‬
‫س ‪ :‬تمثل القصيدة منهج شعر التفعيلة أو الشعر الجديد في البناء الشعري‪ .‬ماذا يقصد بشعر التفعيلة؟ وما الفرق بينه وبين الشعر التقليدي؟‬
‫جـ ‪ :‬شعر التفعيلة يعتمد على اتخاذ (التفعيلة ) وحدة القصيدة بدون التزام بعدد معين منها‪ -‬أما الشعر التقليدي فيكرر التفعيلة‬
‫بعدد متساو في كل شطر وفي كل بيت فيتكون البحر‪ -‬كما أن القافية في الشعر التقليدي تضبط اإليقاع وتزيد التأثير‬
‫الموسيقى‪ -‬وشعراء المدرسة الجديدة يكثرون من الرمز‪ -‬والتعبير عن الحياة الواقعية‪ -‬وتقسيم النص إلى مقاطع‪ -‬ورسم‬
‫الصور الكلية والوحدة العضوية‪.‬‬
‫‪ ‬الواجب ‪‬‬
‫‪ - 1‬النسورُ الطليقَةُ هائِمَة‬
‫‪  ‬‬

‫‪ - 2‬في الفضاءِ الرَّمادِي‬


‫‪  ‬‬

‫‪ - 3‬تَرْصُدُ' مَوْقِعَها‬
‫‪  ‬‬

‫‪ - 4‬في أعالي الجبال‬


‫‪  ‬‬

‫‪ - 5‬إنها تتَذَكَّرُ شكلَ السهول‬


‫‪  ‬‬

‫‪ - 6‬بخُضْرَتِها‬
‫‪  ‬‬

‫‪ - 7‬بتَدَفُّقِ غُدرانِها‬
‫‪  ‬‬

‫‪ - 8‬واألرانبُ تقفز‬
‫‪  ‬‬

‫‪ - 9‬في العُشْبِ مثلَ الآلل‬


‫‪  ‬‬

‫‪ - 10‬تتذكَّرُ والجوعُ يحرقُ أحشاءَها‬


‫‪  ‬‬

‫‪ - 11‬فتُسَدِّدُ نظرَتَها للمُحالِ‬


‫‪  ‬‬

‫من خالل فهمك‪ f‬معاني الكلمات في سياقها تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪3‬‬
‫مرادف " ترصد " هو‪( :‬تعرف ‪ -‬تقبل ‪ -‬تطلب ‪ -‬ترقب) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مضاد " السهول " هو‪( :‬الرمال ‪ -‬الصحراوات ‪ -‬الجبال ‪ -‬المنخفضات) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫" تسدد نظرتها للمحال " هذا التعبير يوحي بـ ‪( :‬الطموح ‪ -‬الخمول ‪ -‬الضعف ‪ -‬الذهول)‬ ‫‪‬‬
‫ما العاطفة المسيطرة على الشاعر ؟ وما أثرها في اختيار األلفاظ من خالل األبيات السابقة ؟‬ ‫‪.2‬‬
‫" األرانبُ تقفز في ال ُع ْش ِ‬
‫ب مث َل الآلل " وضح الجمال في العبارة السابقة ‪ ،‬وبين قيمته الفنية ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ماذا أفاد استخدام " الفاء " في " فتسدد " ؟ وما عالقة هذا القول بما قبله ؟‬ ‫‪.4‬‬

‫‪ - 23‬في المضيقِ العميقِ األرانبُ‬


‫‪  ‬‬

‫‪ - 24‬قابعةٌ في انتظارِ المصيرِ المدَجَّجِ بالموتِ‬


‫‪  ‬‬

‫‪ - 25‬تأكلُ أعشابَها بالفِرارِ‬


‫‪  ‬‬

‫‪ - 26‬إلى الجُحْرِ‬
‫‪  ‬‬

‫‪ - 27‬ترجُفُ بالخَوْفِ بينَ الظاللْ‬


‫‪  ‬‬

‫‪ - 28‬النسورُ الطليقةُ في األفقِ‬


‫‪  ‬‬

‫‪ - 29‬تعرفُ مصرَعَها‬
‫‪  ‬‬

‫‪ - 30‬والعيونَ التي تتَرَصَّدُها‬


‫‪  ‬‬

‫‪ - 31‬والنِّصالَ التي تتعاقَبُ‬


‫‪  ‬‬

‫‪ - 32‬خلفَ النِّصالْ‬
‫‪  ‬‬

‫تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫المراد من " قابعة " ‪ :‬أنها تترقب بـ ‪ ( :‬استسالم ‪ -‬حماسة ‪ -‬خشوع ‪ -‬استعداد)‬ ‫‪‬‬
‫" ترجف " مضادها ‪( :‬تزهو ‪ -‬تثبت ‪ -‬تقيم ‪ -‬تظهر)‬ ‫‪‬‬
‫" تترصدها " تعبير يدل على ‪( :‬اليقظة والحذر ‪ -‬المراقبة والمهاجمة ‪ -‬الخوف والفزع ‪ -‬الجبن والهلع)‬ ‫‪‬‬
‫وازن الشاعر بين طائفتين من البشر ‪ .‬من هما ؟ وما صفات كل منهما ؟‬ ‫‪.2‬‬
‫ما نوع الخيال في كلمة ( النصال ) ‪ :‬وبم يوحي ؟‬ ‫‪.3‬‬
‫تمثل القصيدة منهج شعر التفعيلة أو الشعر الجديد في البناء الشعري‪ .‬ماذا يقصد بشعر التفعيلة؟ وما الفرق بينه وبين‬ ‫‪.4‬‬
‫الشعر التقليدي؟‬

‫‪â‬أدب ـ المسرحية‪á‬‬
‫س ‪ : 1‬ما مفهوم المسرحية ؟ وما العالقة بين األدب المسرحي وفن التمثيل والحركة ؟‬
‫هي قصة تمثلية تعرض فكرة أو موضوعا من خالل حوار يدور بين شخصيات مختلفة ‪ .‬وقد ارتبط األدب المسرحي‬ ‫‪‬‬
‫منذ نشأته بالتمثيل والحركة والتمثيل هو الذي يعطي النص المسرحي قيمته ‪،‬والقارئ ال يستطيع أن ينفعل أو يتأثر‬
‫بالمسرحية إال إذا تخيلها ممثلة أمامه‪.‬‬
‫س‪ : 2‬ما أنواع المسرحية من حيث الحجم ( عدد الفصول ) مع التمثيل ؟‬
‫هناك مسرحية من فصل واحد كمسرحية (ملك القطن) ليوسف إدريس وهناك مسرحية من ثالثة فصول أو خمسة‬ ‫‪‬‬
‫كمسرحية (الصفقة) لتوفيق الحكيم ‪.‬‬
‫س ‪ :3‬وضح كيف اختلف مفهوم الوحدة المسرحية قديما وحديثا ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫كانت الوحدة قديما مشروطة بوحدة الزمان بحيث ال يستغرق الحدث المسرحي أكثر من أربع وعشرين ساعة ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫ووحدة المكان بحيث ال يقع الحدث المسرحي في أكثر من مكان ‪ ,‬ووحدة الحدث بحيث تدور المسرحية كلها في فلك‬
‫حدث رئيس واحد أما الوحدة المسرحية حديثا فناشئة عن الدقة في توزيع االهتمام ومراعاة التوازن بين الفصول‬
‫واألجزاء ولم يعد الكتاب يهتمون بوحدة الزمان أو المكان ‪.‬‬
‫س‪ : 4‬المسرحية كالكائن الحي لها هيكل ‪ .‬م َم يتكون هيكل المسرحية مع التوضيح ؟ ‪ -‬يتكون هيكل المسرحية من‬
‫‪ - 1‬العرض ‪ :‬ويأتي في الفصل األول ويتم فيه التعريف بموضوع المسرحية والشخصيات المهمة فيها‪.‬‬
‫‪ -2‬التعقيـــد ‪:‬وهو الطريقة التي يتم بها تتابع األحداث من البداية إلى الوسط إلي النهاية‪.‬‬
‫‪ -3‬الحـــــل ‪ :‬ويأتي في ختام المسرحية ويكشف عن العقدة‪.‬‬
‫س‪ :5‬ما المقصود بالفكرة المسرحية ؟ وما أنوعها مع التمثيل ؟‬
‫هي موضوع المسرحية الذى يحاول الكاتب أن يبرهن عليه من خالل األحداث واألشخاص‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وقد تكون الفكرة اجتماعية مثل مسرحية ( الست هدي ) لشوقي أو سياسية مثل مسرحية ( وطني عكا ) لعبد الرحمن‬ ‫‪‬‬
‫الشرقاوي‪ .‬وفى جميع الحاالت ينبغى أن يكون مضمون الفكرة ناضجا ‪ ،‬بحيث يحقق المتعة والفائدة معا‪ ،‬كما ينبغى أال‬
‫تساق' الفكرة مجردة مباشرة ‪،‬بل يجب أن تقدم فى إيطار الحكاية المسرحية ‪.‬‬
‫س‪ : 6‬ما المقصود بالحكاية في المسرحية ؟‬
‫هي جسد الفكرة المسرحية وعن طريقها يتم توزيع األحداث علي الشخصيات في دقة وترتيب بحيث يؤدي السابق إلي‬ ‫‪‬‬
‫الالحق ويترتب الالحق علي السابق مما يجعل بين األحداث نوعا من الحتمية المنطقية ‪.‬‬
‫س‪ : 7‬عرف بالشخصيات في المسرحية ‪ .‬وما أنواعها مع التمثيل ؟ ثم اذكر أثلة للشخصيات التى لقيت ذيوعا فى مسرحنا المعاصر ‪.‬‬
‫هي النماذج البشرية التي تقوم بتنفيذ األحداث وعلى ألسنتها يدور الحوار وقد تكون الشخصية المسرحية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -1‬محورية‪ :‬وذلك بحجم الدور الذي تنهض به مثل شخصية (الفتاة مبروكة) في مسرحية ( الصفقة ) لتوفيق الحكيم‪.‬‬
‫‪ -2‬ثانوية ‪ :‬وهى التي تعاون الشخصية المحورية وتدفع األحداث إلى األمام مثل شخصية (الصراف وحالق القرية) في مسرحية‬
‫( الصفقة ) لتوفيق الحكيم‪.‬‬
‫‪ -3‬ثابتة ‪ :‬وهى التي ال تتغير عبر فصول المسرحية وتكثر في مسرحيات السلوك والعادات لشخصية البخيل والمرابي‪.‬‬
‫‪ – 4‬نامية متطورة‪ :‬وتكثر في المسرحيات الوطنية واالجتماعية والنفسية مثل شخصية ( سعد ) في مسرحية (اللحظة‬
‫الحرجة) ليوسف إدريس‪.‬‬
‫س‪ :8‬ما الجوانب التي تتشكل فيها الشخصية المسرحية مع التوضيح ؟‬
‫(جوانب شكلية) مثل الطول والقصر‪(,‬جوانب اجتماعية) كالغنى والفقر ‪(,‬جوانب نفسية) مثل الحب والكره ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومن الشخصيات التي لقيت ذيوعا فى المسرح المعاصر ‪( :‬كليوبترا) فى مسرحية (مصرع كليوبترا) وشخصية (العباسة)‬ ‫‪‬‬
‫فى مسرحية (العباسة) لعزيز أباظة ‪ ،‬وشخصية (مهران) فى مسرحية (الفتى مهران) لعبد الرحمن الشرقاوى ‪.‬‬
‫س‪ :9‬يقول النقاد ال مسرح بال صراع وضح ذلك مبينا ُ أنواع الصراع ‪.‬‬
‫الصراع هو الذي يعطى النص المسرحي قيمته ولو اكتفى الكاتب المسرحي بتقديم شخصياته دون أن يضعها في موفق‬ ‫‪‬‬
‫يجلى ما بينها من صراع فإنه ال يكون قد كتب مسرحية حقيقية وقد يكون الصراع اجتماعياً كما في مسرحية " الست‬
‫هدى " أو ذهنيا كما فى مسرحية " أهل الكهف " لتوفيق الحكيم حيث يدور الصراع بين اإلنسان والزمن ‪ ،‬مما يؤدى‬
‫إلى عودة أهل الكهف من حيث أتوا مؤمنين بأن منطق الزمن أقوى من طاقة اإلنسان‪.‬‬
‫س‪ :10‬وضح المقصود بالصراع المسرحي ‪ ،‬واذكر أنواعه ‪.‬‬
‫المقصود بالصراع المسرحي ‪ :‬اجتماع شخصيات' المسرحية إزاء موقف أو فكرة ‪ ،‬تتصارع فيما بينها حول هذا الموقف‬ ‫‪‬‬
‫أو تلك الفكرة ‪ ،‬وتتخذ' منها مواقف أو مختلفة تمضي في النهاية إلي غلبة وجهة نظر هذه الشخصية أو تلك وقد‬
‫يكون الصراع اجتماعياً أو خلقياً أو ذهنياً مثل مسرحية " أهل الكهف " لتوفيق الحكيم ‪.‬‬
‫س‪ : 11‬ما المقصود بالحوار المسرحي ؟ وما المقصود بالجملة المسرحية ؟ وما شروطها ؟‬
‫الحوار هو اللغة التي تدور على ألسنة الشخصيات في الموافق المختلفة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫والجملة المسرحية هي العبارة التي تنطق بها الشخصية في الموقف الواحد وشروطها ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -1‬تختلف طوالُ وقصراً باختالف والواقف ‪.‬‬
‫‪ -2‬تتفاوت' في نصاحتها طبقاً لمستوى الشخصية وطبيعة الفكرة التي تعير عنها ‪.‬‬
‫س‪ : 12‬من أين تنبع فصاحة الحوار المسرحي؟ ولماذا قيل ال مسرح بال حوار أو صراع ؟‬
‫تنبع فصاحته من دقة تمثيله للصراع وطبائع األفراد واألفكار ال من مجرد فصاحته اللغوية ‪ .‬والحوار هو المظهر‬ ‫‪‬‬
‫الحسي للمسرحية كما أن الصراع هو قوامها المعنوي وهما العنصران اللذان يميزان فن المسرحية‪ .‬ولذلك قيل ال‬
‫مسرح بال حوار أو صراع ‪.‬‬
‫س‪ :13‬لماذا لم يعرف أدبنا العربي القديم في المسرحية ؟‬
‫‪ -1‬في العصر الجاهلي حالت حياة الترحال دون معرفة العرب لفن المسرحية ألن المسرح يحتاج إلي استقرار ‪ ,‬كما أن الشعر‬
‫الغنائى قد أشبع حاجتهم الفنية فاستغنوا به عن غيرة من الفنون‪.‬‬
‫‪ -2‬في العصر اإلسالمى وبعد حياة االستقرار وجد المسلمون أن الطابع الوثني الذي يميز المسرح اإلغريقي ال يتواءم مع عقيدة‬
‫التوحيد لديهم ألن هذا المسرح كان يصور الصراع بين اآللهة نفسها أو بين اآللهة والبشر‪.‬‬
‫س‪ : 14‬وضح دور كل من مارون النقاش ويعقوب صنوع في المسرح العربي ‪ .‬وب َم تميز مسرح كل منهما ؟‬
‫يعتبر (مارون النقاش) رائد المسرح العربي في لبنان حيث قدم أول مسرحية قام هو بإعدادها وتمثيلها وإخراجها وهي‬
‫مسرحية (البخيل ) ثم أتبعها بعدد من المسرحيات التي استمد موضوعها من التراث العربي القديم مثل مسرحية (أبو الحسن‬
‫المغفل وهارون الرشيد) ‪.‬‬
‫ويتميز مسرحه بـ ‪:‬‬
‫البساطة والفكاهة' والغناء‬ ‫‪-1‬‬
‫لغة مسرحة مزيج من الفصحى والعامية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أما (يعقوب صنوع) فقام بنفس الدور الذى قام به مارون النقاش ولكن في مصر حيث قدم علي مسرحه أول مسرحية غنائية‬
‫من فصل واحد ثم أتبعها بعدد من المسرحيات متنوعة األحجام والموضوعات بلغ عددها اثنتين وثالثين مسرحية‬
‫ويتميز مسرحة بـ‪:‬‬
‫يتجه إلي النقد السياسي واالجتماعي‬ ‫‪-1‬‬
‫لغنة حوارية عامية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫س‪ : 15‬ماذا تعرف عن الفرق المسرحية السورية واللبنانية التي هاجرت إلي مصر ؟‬
‫اتخذت هذه الفرق من مصر موطنا لعرض أعملها المسرحية مثل فرق (أبي خليل القباني ‪ ,‬إسكندر فرح ‪ ,‬سليم نقاش)‬ ‫‪‬‬
‫وقد استغرق نشاط هذه الفرق الفترة من أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ‪ ,‬ولكن هذه الفرق لم‬
‫تترك نصوصاُ أدبية ذات قيمة بسبب سيطرة الطابع الغنائي االستعراضي عليها أو بسبب ركاكة اللغة وهبوط الموضوع‬
‫وبسبب إتباع الطريق السهل لتقديم عروضها فلجأت إلي االقتباس والنقل أو الترجمة عن األعمال األجنبية ‪.‬‬
‫س ‪ .‬ما مظاهر تطور المسرحية المصرية بعد ثورة ‪ 1919‬؟‬
‫تخلصت المسرحية مما كان يرافقها من الغناء واالستعراض‬ ‫‪-1‬‬
‫اتجهت إلى النقد االجتماعي الجاد‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫س‪ :17‬وضح دور جورج أبيض في المسرح ‪.‬‬
‫على مسرحه ولدت المسرحية االجتماعية الخالصة حيث قدم علي مسرحه مسرحية (مصر الجديدة) للكاتب فرح أنطون‬ ‫‪‬‬
‫وهى أول مسرحية ذات صبغة اجتماعية جادة حيث تناولت بالنقد الالذع كثيراً من السلبيات التي تسللت إلى المجتمع‬
‫المصري من خالل االستعمار األوربي مثل المقامرة ‪ ,‬وتبد' يد المال في الخمر والمجون ‪.‬‬
‫س‪ :18‬وضح دور كالً من محمد تيمور ‪ ,‬محمود تيمور في المسرح ‪.‬‬
‫محمد تيمور ‪ :‬ترسخت على يديه المسرحية االجتماعية من خالل عدد من األعمال تناولت بالنقد االجتماعي مشكالت'‬ ‫‪‬‬
‫بعضها مزمن مثل (تربية األبناء تربية قاسية) كما في مسرحية (العصفور في القفص) ومشكلة زواج البنات ووجوب‬

‫‪3‬‬
‫اختيار الزوج الصالح لهن كما في مسرحية (عبد الستار أفندي ) أو ومشكالت طرأت على حياة المجتمع المصري مثل‬
‫مشكلة اإلدمان الذي يؤدى إلى انحالل األسر وخراب البيوت في مسرحية (الهاوية)‪.‬‬
‫محمود تيمور ‪ :‬فسار على نهج أخيه في الكتابة ولكنه أضاف إلى المسرحية االجتماعية عناية خاصة بالمسرحية‬ ‫‪‬‬
‫التاريخية مثل مسرحية (اليوم خمر) عن الشاعر الجاهلي امرئ القيس‪.‬‬
‫س‪ : 19‬وضح دور أحمد شوقي في المسرح ‪ .‬وما الذي تال حظه في مسرحياته ؟‬
‫يعتبر شوقي رائد المسرح الشعري حيث كتب عددا من المسرحيات { مصرع كليوباترا‪ -‬مجنون ليلى ‪ ,‬قمبيز‪ -‬عنترة –‬ ‫‪‬‬
‫على بك الكبير ‪ -‬أميرة األندلس‪ -‬الست هدى } ويالحظ أن جميع مسرحياته شعرية ماعدا ( أميرة األندلس ) كما يالحظ أن‬
‫كل مسرحياته تاريخية ماعدا ملهاته االجتماعية (الست هدى)‪.‬‬
‫س‪ : 20‬علل كان شوقي يفضل طرق موضوعات التاريخ عند مواطن التحول في حياة مصر مع التوضيح‪.‬‬
‫يرجع ذلك إلى رغبة شوقي في الدفاع عن الذين ظلمهم التاريخ حين صورهم في صورة ينقصها الحب و الوالء‬ ‫‪‬‬
‫للوطن ومثال ذلك دفاعه عن كليوباترا التي صورها مؤرخو الغرب في صورة غانية الهية ال تعنيها مصلحة مصر في‬
‫قليل أو كثير فى حين صورها شوقي في صورة ملكة وطنية تصدر في جميع تصرفاتها عن حب جارف لمصر وإخالص‬
‫كامل لها‪.‬‬
‫س‪: 21‬وضح دور توفيق الحكيم في المسرح‪.‬‬
‫يعتبر توفيق الحكيم رائد المسرح النثري وقد بدأ نشاطه المسرحي بمسرحية {الضيف الثقيل } التي يرمز به إلي‬ ‫‪‬‬
‫االحتالل اإلنجليزي ثم مسرحية {المرأة الجديدة} وسرعان' ما اتسعت أفاق تجربته المسرحية فكتب المسرحية الرمزية‬
‫الذهنية مثل{ أهل الكهف } كما كتب المسرحية االجتماعية { األيدي الناعمة } والمسرحية التحليلية النفسية { أريد‬
‫أن أقتل – نهر الجنون} والوطنية { ميالد بطل}‪.‬‬
‫س ‪ :22‬وضح األطوار الجديدة للمسرحية بعد ثورة ‪1952‬م‪.‬‬
‫اتجه عدد من المسرحيات إلي نقد سلبيات المجتمع المصري قبل الثورة مثل {األيدي الناعمة} لتوفيق الحكيم و{الناس‬ ‫‪-1‬‬
‫اللي فوق والناس اللي تحت} لنعمان عاشور‬
‫انجاز بعض الكتاب إلي طبقة الفالحين فصور كفاح الفالح من أجل األرض مثل مسرحية {الصفقة} لتوفيق الحكيم ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫بعد العدوان الثالثى علي مصر ظهر نوع من المسرحيات يدعو إلي التصدي للعدوان ومقاومة االحتالل مثل مسرحية‬ ‫‪-3‬‬
‫{اللحظة الحرجة} ليوسف إدريس‪.‬‬
‫من كتاب المسرح من لجأ إلي التاريخ تارة وإلي التراث الشعبي تارة أخري يأخذون منه رموزا وإسقاطات علي‬ ‫‪-4‬‬
‫مشكالت العصر مثل مسرحية { مأساة جميلة} لعبد الرحمن الشرقاوي { والحسين ثائرا ‪ -‬والحسين شهيداً } لعبد‬
‫الرحمن الشرقاوي أيضا و { مجنون ليلي معالجة عصرية } لصالح عبد الصبور و {الوزير العاشق } و{ دماء علي‬
‫أستار الكعبة} لفاروق جويدة ‪.‬‬
‫‪ â‬لمحات من حياة العقاد ‪ /‬د‪ .‬نعمات أحمد فؤاد‪á f‬‬
‫تعريف بالكاتبة‬
‫نعمات أحمد فؤاد كاتبة و أديبة مصرية عرفت دعوتها الحماسية لحماية اآلثار تخرجت في كلية اآلداب عام ‪1948‬م‬ ‫‪‬‬
‫ونالت الدكتوراه و كانت رسالتها عن النيل في األدب المصري ‪،‬من مؤلفاتها ‪0‬أدب المازني‪ -‬أم كلثوم و عصر الفن –‬
‫الشخصية اإلنسانية في أدب العقاد – في بالدي الجميلة – شخصية مصر)‬
‫مولد العقاد ونشأته‬ ‫‪.1‬‬
‫ولد العقاد في ‪ 28‬من يونيو عام ‪ 1889‬بمدينة أسوان ألبوين عرفا بحب العزلة وطول الصمت والتقى ‪ ،‬فقد كانت أمه‬
‫بالغة الذكاء ‪ ،‬وهى دءوب ولوع بالنظافة حريصة عليها ‪ ،‬أما والده فقد كان على رزانة فيه يؤدى عمله في جد وذكاء ‪ ،‬وكان‬
‫أمين المحفوظات بأسوان ‪ ،‬وفي أسوان ‪ -‬حيث نشأ العقاد ‪ -‬يلتقي الماضي السحيق بالحاضر ‪ .‬ففى أسوان خاصة فى الشتاء ‪،‬‬
‫تلتقى أحدث صور الحضارة الحديثة بآثار الماضى العريق ال فى المتاحف وحدها بل فى البيوت ‪ ،‬فالحياة هى الحياة ‪،‬‬
‫والوسائل هى الوسائل‪ ،‬كان كل شىء ثابت فى مكانه ولم يتحرك إال الزمن ‪ ،‬وفى ملتقى الحياتين نشأ العقاد ‪ ،‬فتح عينه على‬
‫الفتاة الباريسية والليدى اإلنجليزية ثم المرأة األسوانية المحجبة ؛ حتى ليعجز على المرء أن يعرف أمه فى الطريق ‪ ،‬وهو‬

‫‪3‬‬
‫وإن لم يعط هذا النقيض أهمية فى طفولته إال أنه قد لمسه اآلن ومأل عليه إحساسه ‪ ،‬فقد منحه بسطة فى األفق كما أعطاه‬
‫قابلية اإلحساس بسعة الحياة ‪ ،‬وطبعه على االستعداد للتقابل وعدم اإلحساس بالتنافر‬

‫المفردات‬
‫العزلة ‪ :‬االبتعاد عن الناس ـ التُّقى ‪ :‬اإليمان ـ بالغة ‪ :‬شديدةج بوالغ ـ دءوب ‪ :‬جادة تحب العمل ـ ولوع ‪ :‬شديدة‬ ‫‪‬‬
‫التعلق ـ رزانة ‪ :‬وقار ـ السحيق ‪ :‬البعيد ـ العريق ‪ :‬األصيل ج عرقاء ـ الحياتين ‪ :‬حياة الماضي والحاضر ـ امرأة ‪:‬‬
‫ج نساء ـ المرْ ء ‪ :‬اإلنسان ج رجال ـ النقيض ‪ :‬العكس ـ بسطة ‪ :‬سعة ـ األفق ‪ :‬الفضاء والمراد سعة الفكر ـ قابلية ‪:‬‬
‫قبول × رفض ـ التنافر ‪ :‬التباعد × التشابه‬
‫الشرح‬
‫الكاتب العمالق عباس محمود العقاد من مواليد مدينة أسوان عام ‪ 1889‬عرف أبواه بحب العزلة و كثرة الصمت ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كانت أمه تحب النظافة و تحرص عليها أما أبوه فقد كان وقورًا و مع ذلك يؤدي عمله بجد و إتقان حيث كان يعمل‬
‫امينًا للمحفوظات بمدينة أسوان‪ ،‬و مدينة اسوان ملتقى الماضي بالحاضر حيث إنها مدينة سياحية أثرية عريقة تعج‬
‫باآلثار لم يتغير شيء فيها إال الزمن و في هذه المدينة فتح عينيه على الحياة المتباينة فرأى الفتاة القادمة من‬
‫باريس و السيدة القادمة من انجلترا بما تتميز به كل منهما من تحرر و كذلك رأى المرأة األسوانية المحجبة الملتزمة‬
‫بتقاليد المجتمع االسواني‪ ،‬و بذلك نشأ العقاد في بيئة متناقضة تجمع بين األصالة و التحرر و هذا التناقض أفاده في‬
‫مستقبله فقد أعطاه سعة الفكر و كذلك سعة الحياة‪ ،‬و قبول التناقض و عدم اإلحساس بالتنافر‪.‬‬
‫الجماليات‬
‫ولد العقاد‪ :‬أيجاز بحذف الفاعل للعلم به إلثارة الذهن للتفكير في المحذوف‬ ‫‪.1‬‬
‫حب العزلة ‪ :‬استعارة مكنية صورت الكاتب العزلة إنسانًا محبوبًا سر جمالها التشخيص‬ ‫‪.2‬‬
‫بحب العزلة وطول الصمت‪ :‬ازدواج يعطي جرسًا موسيقيًا يثير الذهن و يلفت االنتباه‬ ‫‪.3‬‬
‫فقد كانت أمه‪ ..‬أسلوب مؤكد بقد للتوكيد‬ ‫‪.4‬‬
‫وهى دءوب ولوع بالنظافة حريصة عليها‪ :‬استخدام صيغ المبالغة للداللة على الكثرة و المبالغة‬ ‫‪.5‬‬
‫كان على رزانة فيه‪ :‬إطناب باالعتراض للتنبيه‬ ‫‪.6‬‬
‫يلتقي الماضي السحيق بالحاضر ‪ :‬استعارة مكنيةفيها تصوير للماضي و الحاضر بشخصين يلتقيان سر جمالها التشخيص‬ ‫‪.7‬‬
‫ووصف الماضي بالسحيق يوحي برسوخ األصالة و العراقة في نفس المصريين‪ ،‬الماضي و الحاضر فيهما طباق يبرز‬
‫المعني و يؤكده‬
‫ففى أسوان خاصة فى الشتاء ‪ ،‬تلتقى أحدث صور الحضارة الحديثة بآثار الماضى العريق‪ :‬استعارة مكنية فيها تصوير لصور‬ ‫‪.8‬‬
‫الحضارة و آثار الماضي بأشخاص تتالقى مما يوحي بمكانة أسوان في الماضي و الحاضر‪ ،‬أحدث ‪ -‬العريق فيهما طباق‬
‫يبرز المعنى و يقويه‬
‫فالحياة هى الحياة ‪ ،‬والوسائل هى الوسائل‪ ،‬كان كل شىء ثابت فى مكانه ولم يتحرك إال الزمن‪ :‬كناية عن األصالة و العراقة‬ ‫‪.9‬‬
‫الراسخة في أسوان‪ (،‬الجملة الثانية كان كل شىء ثابت فى مكانه ولم يتحرك إال الزمن ) تأكيد للجملة االولى‪.‬‬
‫كل شىء ثابت فى مكانه ولم يتحرك إال الزمن‪ :‬استعارة مكنية فيها تصوير للزمن بآلة تتحرك سر جمالها التجسيم‪،‬‬ ‫‪.10‬‬
‫أسلوب قصر عن طريق النفي بلم و االستثناء بإال يفيد التوكيد و التخصيص‬
‫وهو وإن لم يعط هذا النقيض أهمية فى طفولته إال أنه قد لمسه اآلن‪ :‬استعارة مكنية فيها تصوير للنقيض بشيء ماديّ يلمس‬ ‫‪.11‬‬
‫سر جمالها التجسيم و توحي بقوة تأثير البيئة فيه و فيها توكيد بأن و قد‬
‫مأل عليه إحساسه‪ :‬استعارة مكنية فيها تصوير لإلحساس بوعاء يمأل سر جمالها التجسم‬ ‫‪.12‬‬
‫فقد منحه بسطة فى األفق ‪ :‬استعارة مكنية فيها تصوير لألفق بأرض منبسطة مما يدل على سعة الفكر‪ ،‬يمكن اعتبار األفق‬ ‫‪.13‬‬
‫استعارة تصريحية فيها تصوير للفكر باألفق الممتد سر جمالها التجسيم‪ ،‬أسلوب مؤكد بقد و هو تعليل لما قبله‬
‫وطبعه على االستعداد للتقابل وعدم اإلحساس بالتنافر‪ :‬ازدواج يعطي جرسًا موسيقيًا يثير الذهن و يلفت االنتباه‬ ‫‪.14‬‬

‫فضل مدينة أسوان على العقاد‬ ‫‪.2‬‬

‫‪3‬‬
‫ومرة أخرى يتبدى فضل مدينة أسوان عليه ‪ ,‬فلما كانت مدينة سياحية بل مشتى عالميا فقد غصت بالمكتبات' لمنفعة السائحين ‪,‬‬
‫وهي بالطبع عامرة بكتب اآلثار والتاريخ والقصص والمجالت ‪ ,‬فكان العقاد يتردد عليها ويعب منها ما وسعته الطاقة‬
‫والرغبة ‪ ،‬كما كان يندس بين السائحين ويتحدث إليهم لِيَمْرُن على الكالم باإلنجليزية ‪ ،‬وقد مكن به من طلبته أيضا المجالس‬
‫المختصة التى كان يُدعَى إليها ‪ ،‬فقد كان بعض األجانب ممن يزورون معالم المدينة يدعون ناظر المدرسة والطلبة‬
‫والمتقدمين ‪ ،‬فتسنى' للعقاد فى حداثته أن يجالس صفوة األجانب رجاال ونساءً وال شك أن األمر هاله بادئ ذى بدء ولكنه واجه‬
‫الموقف واستفاد منه‬

‫المفردات‬
‫مشتى ج مشاتي ـ فضل ‪ :‬مزية ج فضول و أفضال ـ يتبدى ‪ :‬يظهر ـ يعبّ ‪ :‬يشرب ـ عامرة ‪ :‬مليئة ج عوامر ×‬ ‫‪‬‬
‫خالية ـ َغصِّ ت ‪ :‬امتألت ـ يندس ‪ :‬يدخل ـ الرغبة ‪ :‬الميل × النفور ـ الطاقة ‪ :‬القدرة ـ تسنى ‪ :‬تهيأ ـ ِطلبته ‪:‬‬
‫مطلبه ج طِلب ـ يمرُن ‪ :‬يتعود ـ هاله ‪ :‬أفزعه × طمأنه ـ الصفوة ‪ :‬المميزون ـ حداثته ‪ :‬صغره‬
‫الشرح‬
‫ألسوان فضل ثانٍ على العقاد‪ ،‬فلما كانت أسوان مدينة سياحية بل مشتى عالميا فقد امتألت بالمكتبات لمنفعة‬ ‫‪‬‬
‫السائحين ‪ ,‬وهي بالطبع عامرة بكتب اآلثار والتاريخ والقصص والمجالت ‪ ,‬فكان العقاد يتردد عليها ويعب منها ما‬
‫وسعته الطاقة والرغبة ‪ ،‬كما كان يندس بين السائحين ويتحدث إليهم لِيَمْرُن على الكالم باإلنجليزية ‪ ،‬وقد تمكن‬
‫من تحقيق مطلبه أيضا المجالس المختصة التى كان يُدعَى إليها ‪ ،‬فقد كان بعض األجانب ممن يزورون معالم المدينة‬
‫يدعون ناظر المدرسة والطلبة والمتقدمين ‪ ،‬فتيسر' للعقاد فى حداثته أن يجالس صفوة األجانب رجاال ونساءً وال شك‬
‫أن األمر هاله في بداية األمرولكنه واجه الموقف واستفاد منه‬
‫الجماليات‬
‫يتبدى فضل مدينة أسوان ‪ :‬استعارتان مكنيتان صور الفضل بشيء مادي يظهر سر جمالها التجسيم و توحي بكثرة الفضل‬ ‫‪.1‬‬
‫و األخرى فيها تصوير لمدينة أسوان بإنسان له فضل على العقاد سر جمالها التشخيص‪.‬‬
‫فلما كانت مدينة سياحية بل مشتى عالميا‪ :‬بل تفيد اإلضراب و فيها أسلوب قصر عن طريق استخدام بل العاطفة يفيد‬ ‫‪.2‬‬
‫التخصيص والتوكيد‪.‬‬
‫فقد غصت بالمكتبات ‪ :‬أسلوب مؤكد بقد و التعبير بغصت يوحي بكثرة المكتبات و انتشارها في أسوان‬ ‫‪.3‬‬
‫وهي بالطبع عامرة بكتب اآلثار والتاريخ والقصص والمجالت‪ :‬العطف يدل على تعدد و تنوع الكتب و مصادر الثقافة‬ ‫‪.4‬‬
‫في أسوان مما يوحي بتعدد الروافد الثقافية للعقاد‬
‫فكان العقاد يتردد عليها ويعب منها ما وسعته الطاقة والرغبة ‪ :‬استعارة مكنية صور العلم و المعرفة بالماء الذي ينهله‬ ‫‪.5‬‬
‫العقاد سر جمالها التجسيم و التعبير ب (يعب) يوحي بنهم العقاد و إقباله الشديد على العلم و المعرفة‪ ،‬كلمة يتردد‬
‫توحي بكثرة اإلقبال على المكتبات‪ ،‬عطف الرغبة على الطاقة يؤكد أن الطاقة وحدها ال تكفي ‪ ،‬لكنها البد أن‬
‫تمتزج بالرغبة ‪ ،‬فالرغبة أساس لطلب العلم‬
‫ليمرن على الكالم باإلنجليزية ‪ :‬تعليل لما قبلها‬ ‫‪.6‬‬
‫رجاال ونسا ًء ‪ :‬طباق يبرز المعنى ويقويه و يؤكده و يفيد العموم و الشمول‬ ‫‪.7‬‬
‫وال شك أن األمر هاله ‪ :‬استعارة مكنية صور األمر وحشًا مفزعًاسر جماله التجسيم و التعبير يوحي بمدى شعور الكاتب‬ ‫‪.8‬‬
‫برهبة وجوده في هذه المجالس ‪ ،‬وهو أسلوب مؤكد بأن‬
‫ولكنه واجه الموقف واستفاد منه ‪ :‬استعارة مكنية فيها تصوير للموقف بعدو يواجهه سر جمالها التشخيص و التعبير‬ ‫‪.9‬‬
‫يوحي بشجاعة العقاد و رباطة جأشه رغم صغر سنه في ذلك الوقت‬
‫األسلوب ‪ :‬خبري للتقرير و هو يناسب طبيعة السرد الذي تقوم به الكاتبة لوصف حياة العقاد‬ ‫‪.10‬‬

‫ما قاله العقاد عن أسوان فى مذكراته‬ ‫‪.3‬‬


‫إن فضل أسوان عليه ‪ -‬مدينة أثرية ومدينة عربية ومشتى عالمياً ‪ -‬فضل ال يجحد ‪ ،‬وما هو بغافل عنه ؛ يقول العقاد عن‬
‫أسوان فى مذكراته ‪ " :‬كانت البلدة التي نشأت فيها بلدتي أسوان بأقصى الصعيد ‪ ،‬يكاد الناشئ في مثل سني أن يأوى بها إلى‬

‫‪3‬‬
‫صومعة من صوامع الفكر يقلب فيها وجوه النظر في كل يسمع أو يبصر من الشئون العامة ‪ ،‬بغير تضليل أو تهويل فال تصل إلينا‬
‫حتى تنكشف على جالء"‬

‫المفردات‬
‫أقصى ‪ :‬أبعد والمؤنث (قصوى) ج أقاصٍ ـ غافل ‪ :‬غير منتبه ـ يجحد ‪ :‬ينكر × يعترف ـ صومعة ‪ :‬معبد والمراد ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مكان منعزل ج صوامع ـ يأوي ‪ :‬يلجأ ـ الناشيء ‪( :‬الشاب) ج النشء ـ تضليل ‪ :‬خداع× اهتداء ـ الشئون ‪ :‬األمور م‬
‫شأن ـ يقلب وجوه النظر ‪ :‬يفكر من جميع وجوهها ـ جالء ‪ :‬وضوح ـ تهويل ‪ :‬مبالغة × تهوين‬
‫الشرح‬
‫ال يستطيع العقاد أن ينكر فضل أسوان عليه حيث يقول ‪ :‬إن بلدته الت نشا فيها كانت بمثابة صومعة من صوامع الفكر‬ ‫‪‬‬
‫يلجأ إليها ليفكر في كل أمر من أموره أو أمور مجتمعه حتى يصل إلى حقيقته في جالء تام دون خداع و ال زيف و‬
‫دون مبالغة‬
‫الجماليات‬
‫إن فضل أسوان عليه ‪ -‬مدينة‪ f‬أثرية ومدينة عربية ومشتى عالميا ً – فضل ال يجحد‪ :‬أسلوب مؤكد بإن و فيه استعارة مكنية‬ ‫‪.1‬‬
‫تصور أسوان بإنسان له فضل على العقاد سر جمالها التشخيص ‪ ،‬واالعتراض لتوضيح مدى تنوع تلك األفضال على‬
‫العقاد‬
‫و ما هو بغافل عنه‪ :‬أسلوب مؤكد بحرف الجر الزائد ( الباء)‬ ‫‪.2‬‬
‫أن يأوى بها إلى صومعة من صوامع الفكر يقلب فيها وجوه النظر في كل يسمع أو يبصر من الشئون العامة‪ :‬صومعة ‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫استعارة تصريحية فيها تصوير ألسوان بالصومعة التي يأوي إليها الراهب سر جمالها االلتوضيح و فيها إيحاء بانقطاع‬
‫العقاد للفكر و الثقافة في أسوان ‪ ،‬صوامع الفكر ‪ ،‬تشبيه بليغ من إضافة الشبه به إلى المشبه فيه تصوير للفكر‬
‫بالصومعة سر جمالها التجسيم‪ ،‬يقلب فيها وجوه النظر ‪ :‬كناية عن التفكر و التدبر وحسن النظر إلى األمور ‪ ،‬كل‪:‬‬
‫تفيد العموم و الشمول ‪ ،‬يسمع و يقرأ‪ :‬محسن بديعي نوعه مراعاة نظير لتوكيد المعنى‬
‫تضليل أو تهويل ‪ :‬جناس ناقص يعطي جرسًا موسيقيًا يثير الذهن و يلفت االنتباه و تطرب له النفس‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫العقاد ينظم الشعر ويخصه بالوصف والعاطفة‬ ‫‪.4‬‬


‫وفى ذلك الحين أيضا كان العقاد ينظم الشعر ويخصه بالوصف والعاطفة ‪ ،‬ومن ثم لم يؤثر عنه فى باب المقالة غير القليل‬
‫من موضوعات النقد االجتماعى أو موضوعات المقالة الوصفية أو العاطفية‬

‫المفردات‬
‫ث َّم ‪ :‬هنا ـ يخصه ‪ :‬يختصه ـ ينظم ‪ :‬يؤلف ـ النقد ‪ :‬تمييز الجيد من الرديء ـ باب ‪ :‬مجال ج ابواب ـ يؤثر ‪ :‬يعرف‬ ‫‪‬‬
‫الشرح‬
‫بدأ العقاد حياته األدبية يكتب الشعر و خاصة شعر الوصف والشعر الوجداني و كان مقلًا في مجال المقال وكانت‬ ‫‪‬‬
‫معظم مقاالته نقدية أو وصفية أو عاطفية‪.‬‬
‫الجماليات‬
‫كان العقاد ينظم الشعر‪ :‬استعارة مكنية فيها تصوير للشعر و كأنه حبات اللؤلؤ التي تنظم في خيط وفيها إيحاء بجمال‬ ‫‪.1‬‬
‫الشعر و دقته سر جمالها التجسيم‬
‫لم يؤثر عنه فى باب المقالة غير القليل من موضوعات النقد االجتماعى أو موضوعات المقالة الوصفية أو العاطفية‪ :‬استعارة‬ ‫‪.2‬‬
‫مكنية فيها تصوير للمقالة بمدينة لها باب سر جمالها التجسيم و فيها إيحاء باتساع' مجاالت المقالة ‪ ،‬وفيها أسلوب‬
‫قصر عن طريق النفي بلم و االستثناء بإال يفيد التوكيد و التخصيص و العطف بـ (أو) أفاد التعدد و التنوع‬
‫ضيق العقاد بالوظائف الحكومية‬ ‫‪.5‬‬
‫وقد عاش العقاد بسن قلمه ‪ ،‬ومن سن قلمه ‪ ،‬إذ إن الوظائف الحكومية التي توالها كان سرعان ما يضيق بها ‪ ،‬وفى الفترة ما‬
‫بين ‪ 1912‬و ‪ 1914‬التى عمل فيها بديوان األوقاف لم يكن راضيا كل الرضا ‪ ،‬مع أن قلم السكرتارية من ذلك الديوان‬
‫كان مزيجا من الصحافة والوظيفة ‪ .‬وكان "ديوان األوقاف" في تلك الحقبة يجمع األدباء ‪ ،‬والشعراء من شيوخ وشبان ‪ :‬كان‬

‫‪3‬‬
‫فيه "المويلحي أحمد األزهرى" صاحب مجلة األزهر و"أحمد الكاشف" و"عبد الحليم المصري" و"عبد العزيز البشري" ‪،‬‬
‫و"حسين الجمل" وإخوان هذا الطراز‪ .‬ومع هذا ‪ ،‬مع ما إن فاتح "حافظ عوض" العقاد فى اإلشراف على صفحة األدب بصحيفة‬
‫(المؤيد) حتى سارع إلى القبول على أنه لم يلبث أن استقال لسمة من سمات الكرامة فى نظره وتقديره ‪ .‬وكانت استقالة‬
‫رابحة ‪ ،‬فقد خال بعدها إلى القراءة والتأليف‬
‫المفردات‬
‫ديوان ‪ :‬مكان العمل ج دواوين ـ قام بها ‪ :‬توالها ـ ّ‬
‫سن ‪ :‬حد ج أسنان و أسُنّ جج أسنّة ـ الطراز ‪ :‬النوع ج طُرُز‬ ‫‪‬‬
‫وأطرزة ـ الحقبة‪ :‬المدة ج حِقَب وحقُوب ـ مزيجًا ‪ :‬خليطًا ـ خال ‪ :‬تفرغ ـ لم يلبث ‪ :‬لم يبقى ـ فاتح ‪ :‬حدث‬
‫الشرح‬
‫لقد شق العقاد طريقه في الحياه بقلمه؛ فقد كان سالحه في الحياة و مصدر رزقه‪ ،‬ألنه كان يضيق بالعمل الحكومي‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ففي الفترة بين عامي ‪ 1914 ،1912‬عمل بديوان األوقاف و قد كانت مغريات البقاء في ديوان األوقاف كثيرة ‪،‬‬
‫فقلم السكرتارية الذي عمل به كان مزيجًا بين الصحافة و الوظيفة‪ ،‬كما كان يجمع العديد من الشعراء واألدباء‬
‫شيوخًا و شبانًا مثل المويلحي أحمد األزهري " صاحب مجلة األزهر و"أحمد الكاشف" و"عبد الحليم المصري" و"عبد‬
‫العزيز البشري" ‪ ،‬و"حسين الجمل" و من على شاكلتهم‪ ،‬والدليل على ضيقه بالعمل الحكومي أيضًا أنه بمجرد أن تحدث'‬
‫معه حافظ عوض في رغبته أن يقوم باإلشراف على صفحة األدب بجريدة المؤيد حتى أسرع العقاد بالموافقة لكنه‬
‫سريعًا ما استقال ألمر يتعلق بكرامته ‪-‬من وجهة‪ -‬نظره‪ ،‬و قد كانت استقالته خيرًا لألدب حيث تفرغ للقراءة و‬
‫التأليف‪.‬‬
‫الجماليات‬
‫وقد عاش العقاد بسن قلمه ‪ ،‬ومن سن قلمه ‪ :‬كناية عن كفاح العقاد و اعتماده على نفسه ‪ ،‬سر جمالها اإلتيان بالمنى‬ ‫‪.1‬‬
‫مصحوبًا بالدليل عليه‪ ،‬و األسلوب مؤكد بقد و الباء هنا سببية‬
‫إذ إن الوظائف الحكومية التي توالها ‪ :‬تعليل لما قبله و جمع الوظائف للداللة على الكثرة‬ ‫‪.2‬‬
‫مع أن قلم السكرتارية من ذلك الديوان كان مزيجا من الصحافة والوظيفة‪ :‬استعارة مكنية فيها تصوير للصحافة و‬ ‫‪.3‬‬
‫الوظيفة بشئين ماديين يمتزجان سر جمالها التجسيم‬
‫كان فيه "المويلحي أحمد األزهرى" صاحب مجلة األزهر و"أحمد الكاشف‪ : ...‬تفصيل بعد اإلجمال للتوضيح و اإلقناع‬ ‫‪.4‬‬
‫لم يلبث أن استقال لسمة من سمات الكرامة‪ :‬كناية عن اعتداد العقاد بنفسه و ترفعه و كبريائه‪ ،‬سر جمالها اإلتيان‬ ‫‪.5‬‬
‫بالمنى مصحوبًا بالدليل عليه في إيجاز و تجسيم‬
‫كانت استقالة رابحة ‪ :‬استعارة مكنية فيها تصوير لالستقالة بصفقة تجارية رابحة سر جمالها التجسيم‬ ‫‪.6‬‬
‫فقد خال للقراءة و التأليف‪ :‬تعليل لما قبلها و األسلوب مؤكد بقد و فيها استعارة مكنية تصور القراءة و الكتابة‬ ‫‪.7‬‬
‫أنيسًا يخلو إليه العقاد سر جمالها التشخيص‪.‬‬
‫حياة العقاد سلسلة طويلة من الكفاح بكل ألوان‬ ‫‪.6‬‬
‫وحياة العقاد سلسلة طويلة من الكفاح ‪ ..‬الكفاح بكل ألوانه ‪ . .‬الكفاح األدبي والسياسي والمادي أيضا ‪ .‬فقد صارع الرجل‬
‫الزمن واألحداث والسلطات في عهود شتى حتى استطاع أن يزحزح كل القوى المعرقلة ‪ ،‬وينفذ إلى مكانه الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫كان يقضي الليل يقرأ على ذبالة مصباح ‪ ،‬ويقضي النهار على وجبة واحدة من الخبز والجبن ‪ ،‬أو من الخبز والفول‬
‫وتعقبه فى أعقاب الحرب العالمية األولى االستعمار والسلطات الممالئة له ‪ ،‬ولكنهم لم ينالوا منه شيئا غير أنهم أخرجوه من‬
‫بلده أسوان ‪ ،‬واضطهدته الملكية حتى أودعته السجن وعرف مرارة الجبن والجحود فعاش منفردا معتدا بنفسه ‪ ،‬كثيرا بشخصه‬
‫الفرد ‪ ...‬غير آبهٍ بمن يعيبون عليه التفرد أوالعزلة أو االعتداد ‪ ،‬خال لألدب والعلم مخلصا له ‪ ،‬وعاش بين كتبه ال يمل‬
‫صحبتها وال تمله ‪ ،‬كالهما غِنًى لصاحبه وكِفَاء‪ ...‬وقد انتظمت حياته على القراءة والكتابة وهو إما أن يستزيد وإما أن‬
‫يزيد ‪ ...‬رفيقه كتاب هو قارئه أو هو كاتبه ‪ ،‬فليس غيره على الحالين صاحب وخدين‪.‬‬

‫المفردات‬
‫عهود ‪ :‬م عهد عصور ـ ألوانه ‪ :‬أنواعه ـ الكفاح ‪ :‬الجهاد ـ المعرقلة ‪ :‬المعوِّقة ـ يزحزح ‪ :‬يزيل ـ شتى ‪ :‬مختلفة‬ ‫‪‬‬
‫م شتيت ـ تعقبته ‪ :‬تتبعته ـ ذبالة ‪ :‬فتيلة ج ذبال و ذباالت ـ ينفذ ‪ :‬يخترق المراد يصل ـ اضطهدته‪ : f‬بالغت في‬

‫‪3‬‬
‫ظلمه وإذالله ـ الممالئة ‪ :‬المعاونة ـ أعقاب ‪ :‬بعد م عقب ـ معت ّداً ‪ :‬معتزاً ـ الجحود ‪ :‬نكران الجميل ـ أودعته ‪:‬‬
‫وضعته في ـ يستزيد ‪ :‬يقرأ ـ كفاء ‪ :‬مماثل ـ آبه ‪ :‬مهتم ـ خدين ‪ :‬صديق ج خُدَناء ـ رفيقه ‪ :‬صاحبه ج رفاق و‬
‫رفقاء ـ يزيد ‪ :‬يؤلف‬
‫الشرح‬
‫كانت حياة العقاد سلسلة من النضال و الكفاح السياسي و األدبي و الماديحيث صارع الرجل الزمن و األحداث و‬ ‫‪‬‬
‫السلطات في عصور مختلفة حتى استطاع أن يصنع نفسه و يصل إلى المكانة التي يستحقها‪ ،‬ففي الجانب كان العقاد‬
‫يقضي ليله على فتيلة مصباح و كان يقضي نهاره على وجبة واحدة من الخبز و الجبن أو الخبز و الفول‪ ،‬و على‬
‫الجانب السياسي تعقبته سلطات االستعمارحتى أخرجوه من اسوان ‪ ،‬كما تعقبه الملك حتى سجن تسعة أشهر و في السجن‬
‫عرف مرارة الجبن و نكران الجميل ‪ ،‬فعاش معتزًا بنفسه كثيرًا بشخصه غير مهتم بمن يعيبون عليه حبه للعزلة و‬
‫االعتداد بالنفس‪ ،‬أما على صعيد الكفاح األدبيّ فقد خال العقاد للعلم و األدب مخلصًا لهما فعاش يصطحب الكتب ال يملها‬
‫و تمله وكل منهما عاش مكتفيًا بصاحبه فهو إما يستزيد من العلم و المعرفة بالقراءة أو يزيد الكتب عددًا بالتاليف‪.‬‬
‫الجماليات‬
‫وحياة العقاد سلسلة طويلة من الكفاح ‪ :‬تشبيه لحياة العقاد بالسلسلة سر جمالها التجسيم و فيها إيحاء بتواصل الكفاح‬ ‫‪.1‬‬
‫الكفاح األدبي و السياسي تفصيل للتوضيح و اإلقناع‬ ‫‪.2‬‬
‫فقد صارع الرجل الزمن واألحداث والسلطات في عهود شتى ‪ :‬استعارة مكنية فيها تصوير للزمن و األحداث و السلطات‬ ‫‪.3‬‬
‫بأعداء يصارعها الكاتب سر جمالها التشخيص و فيها إيحاء بصبر العقاد و قوة عزيمته و عدم االستسالم‬
‫حتى استطاع أن يزحزح كل القوى المعرقلة‪ :‬استعارتان مكنيتان األولى فيها تصوير للقوى بأشياء مادية تتزحزح من‬ ‫‪.4‬‬
‫أماكنها وفيها إيحاء بالصبر و التصميم و الثانية فيها تصوير للقوى بأشخاص تحاول عرقلة العقاد سر جمالها‬
‫التشخيص ‪ ،‬و استخدام حتى يفيد الغاية‪.‬‬
‫كان يقضي الليل يقرأ على ذبالة مصباح ‪ ،‬ويقضي النهار على وجبة واحدة من الخبز والجبن ‪ ،‬أو من الخبز والفول‪ :‬كناية عن‬ ‫‪.5‬‬
‫شدة الصبر على الفقر و التصميم على طلب العلم و الثقافة‪ ،‬الليل و النهار طباق يبرز المعنى و يقويه‬
‫وتعقبه فى أعقاب‪ :‬تعقبه و أعقاب جناس ناقص اشتقاقي يعطي جرسًا له أثر موسيقي يطرب النفس‬ ‫‪.6‬‬
‫لكنهم لم ينالوا منه شيئا غير أنهم أخرجوه من بلده أسوان‪ :‬أسلوب قصر عن طريق النفي و االستثناء للتوكيد و التخصيص‬ ‫‪.7‬‬
‫اضطهدته‪ f‬الملكية حتى أودعته السجن‪ :‬كناية عن المبالغة في الظلم و فيها إيحاء بالقسوة و العنف‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫عرف مرارة الجبن والجحود ‪ :‬استعارة مكنية فيها تجسيم للجبن و الجحود بطعام مر يؤكل و فيها إيحاء باأللم النفسي‬ ‫‪.9‬‬
‫فعاش منفردا معتدا بنفسه ‪ ،‬كثيرا بشخصه الفرد ‪ :‬كناية عن العزلة مع التحلي بالكبرياء سر جمالها اإلتيان بالمعنى‬ ‫‪.10‬‬
‫مصحوبًا بالدليل عليه في إيجاز و تجسيم‪ ،‬الكثير و الفرد‪ :‬طباق يبرز المعنى و يقويه‬
‫ال يمل صحبتها وال تمله ‪ :‬استعارة مكنية صور الكتب بأصدقاء للعقاد ال يملهم و ال يملونه‬ ‫‪.11‬‬
‫رفيقه كتاب هو قارئه أو هو كاتبه‪ :‬استعارة مكنية فيها تصوير للكتاب برفيق للعقاد‬ ‫‪.12‬‬
‫فليس غيره على الحالين ‪ :‬أسلوب قصر بالنفي و االستثناء للتوكيد و التخصيص‪ ،‬صاحب و خدين‪ :‬إطناب بالترادف‬ ‫‪.13‬‬
‫للتوكيد‪.‬‬
‫األسلوب في الفقرة‪ :‬خبري للتوكيد‬ ‫‪.14‬‬
‫حب العقاد للمعرفة‬ ‫‪.7‬‬
‫وللعقاد نفس طُلعة ولوع بالمعرفة اإلنسانية على اختالف ألوانها ‪ .‬يُهطع إليها من مظانها ‪ ،‬وهو من أولئك العصاميين الذين‬
‫ربوا أنفسهم ‪ ،‬وشقوا طرقهم في الحياة بسالح الفطرة والموهبة األصلية التي يزيدها الصقل والتجربة والطموح تألقاً ومضاء‬
‫‪ ،‬وقد قرأ العقاد أمهات الكتب جميعا فى العربية وهو يؤثر من كتابها (ابن المقفع) ‪ ،‬وصاحب األغاني) ‪ ،‬ومن الشعراء بالطبع‬
‫(ابن الرومي)‪.‬وآثر فنون المعرفة عند العقاد بالترتيب هى ‪ :‬الشعر عربيًًا أو أجنبيًًا وما يتعلق به من نقد ودراسة ‪ ,‬البحث‬
‫فيما وراء الطبيعة والعلوم ‪،‬وهو يجيد من اللغات ‪ -‬غير العربية‪ -‬اإلنجليزية إجادة تامة ‪ ،‬وذلك من طول قراءته اإلنجليزية‬

‫‪3‬‬
‫وتشربه لها وإنه ليستعين بها على فهم اإليطالية واإلسبانية اللتين يفهمهما بقدر ما هو مشترك بينهما وبين اإلنجليزية ‪ ،‬أما‬
‫الفرنسية فهو يعرفها لمامًا‬
‫المفردات‬
‫يُهْطع ‪ :‬يسرع × يبطئ ـ ولوع ‪ :‬شديدة التعلق ـ طُلعة ‪ :‬طموح ـ شقوا ‪ :‬قطعوا ـ العصاميين ‪ :‬من اعتمدوا على‬ ‫‪‬‬
‫أنفسهم ـ مظانها ‪ :‬مراجعها م المظنَّة ـ مضاء ‪ :‬قوة وحدَّة ـ الصقل ‪ :‬الخبرة وكثرة التجربة ـ الفطرة ‪ :‬الطبيعة‬
‫ج فِطَر ـ تشربه ‪:‬تمكنه ـ آث ُر ‪ :‬أفضل ـ يؤثر ‪ :‬يفضِّل ـ لما ًما ‪ :‬قليلًا‬
‫الشرح‬
‫يتميز العقاد بتعلقه الشديد بالعلوم و المعارف اإلنسانية و يبحث عنها في كل مراجعها و هو رجل عصامي ربى نفسه‬ ‫‪‬‬
‫بنفسه و شق طريقه في الحياة ‪ ،‬سالحه الفطرة و الموهبة التي زادها قوة بالخبرة و التجربة والتنمية ‪ ،‬فقد قرا‬
‫العقاد أمهات الكتب في العربية و هو يفضل من الكتاب ابن المقفع و األصفهاني مؤلف كتاب األغاني و يفضل من‬
‫الشعراء ابن الرومي أما أحب المعارف إلى نفسه‪ :‬الشعر عربيًا و أجنبيًا و ما يتعق به من نقد ودراسة ‪ ،‬البحث فيما‬
‫وراء الطبيعة و العلوم أما عن اللغات فقد أجاد اإلنجليزية تمامًا من كثرة قراءته بها و تمكنه منها وقد استعان بها‬
‫على فهم اإليطالية و األسبانية على قدر ما هو مشترك بينهما وبين اإلنجليزية و كان يعرف القليل من الفرنسية‪.‬‬

‫الجماليات‬
‫وللعقاد نفس طُلعة ولوع بالمعرفة اإلنسانية ‪ :‬استعارة مكنية فيها تصوير للنفس بإنسان طموح متطلع للعلم‪ ،‬ونفس نكرة‬ ‫‪.1‬‬
‫للتعظيم و تعدد الصفات يؤكد على عظمة العقاد‬
‫يُهطع إليها من مظانها ‪ :‬استعارة مكنية فيها تصوير للمعارف بأشياء مادية يسرع في الوصول إليها سر جمالها التجسيم‬ ‫‪.2‬‬
‫و فيها إيحاء برغبة العقاد و نهمه بالمعارف اإلنسانية و تعريف المعرفة للعموم و التعظيم‪.‬‬
‫وهو من أولئك العصاميين الذين ربوا أنفسهم‪ :‬كناية عن اعتماد العقاد على نفسه في تكوين ثقافته و فكره سر جمالها‬ ‫‪.3‬‬
‫اإلتيان بالمعنى مصحوبًا بالدليل عليه في إيجاز و تجسيم‬
‫وشقوا طرقهم في الحياة بسالح الفطرة والموهبة األصلية‪ :‬تشبيه فيه تصوير للفطرة و الموهبة بأسلحة يشق بها الكاتب‬ ‫‪.4‬‬
‫طريق الحياة‪ ،‬سر جماله التجسيم و فيها إيحاء بصعوبة ذلك الطريق و إصرار العقاد على اجتيازه‪.‬‬
‫التي يزيدها الصقل والتجربة والطموح تألقا ً ومضاء ‪ :‬امتداد للتصوير ففيها تصوير للموهبة بسالح يزداد حدة و قوة عن‬ ‫‪.5‬‬
‫طريق التجربة و الخبرة‬
‫وذلك من طول قراءته اإلنجليزية وتشربه‪ :‬كناية عن تمكنه و إجادته للغة اإلنجليزية و هىي تعليل لما قبلها‬ ‫‪.6‬‬
‫إنه ليستعين بها على فهم اإليطالية‪ :‬أسلوب مؤكد بإن و الالم لتوكيد المعنى‬ ‫‪.7‬‬

‫خصائص أسلوب العقاد‬ ‫‪.8‬‬


‫وأسلوب العقاد أسلوب منطقي يعتمد على المقدمات والنتائج ‪ ،‬حتى لتحس إزاء مقالته أن أفكارها مرتبة ترتيبًا يتميز فيها‬
‫البدء والختام قبل أن يخط فيهما حرفًا ‪،‬وهو أسلوب علمى مالم تغلب عليه طبيعة الموضوع إن كان أدبًا خالصًا ‪ .‬ومع ما‬
‫ألسلوبه من الطابع العلمى إلى أنه يميل إلى اإليقاع ونهاية الفواصل في غير حشو أو فضول ‪.‬وهو يؤثر المعنى على اللفظ وإن‬
‫كان يستهويه السجع أحيانا فى موضوعات التهكم كما يختاره – على حد تعبيره ‪ -‬فى الموضوعات الوجدانية وما إليها مما يلحق‬
‫باألغراض الشعرية ‪ " :‬فإن السجع ينبه الذهن إلى المعانى فى هذه األغراض ويزيدها جالءً وتوكيدً اكأنه اللحن الذى يضيف‬
‫إلى الكلمات ومعانيها قوة ليست للكالم الذى يسمع بغير تلحين" ‪ ،‬ولم تجنِ الصحافة على العقاد جنايتها على األدباء ‪ .‬فقد ظل‬
‫أسلوب العقاد له طابعه الذي ال يتغير ‪ :‬طابع الدراسة واالستقصاء والتمحيص وهذا صدى لفرديته يرجع إلى اعتزازه بذاته‬
‫حتى لتغلب شخصيته فال تطغى عليها شخصية أخرى فردية أو معنوية‪.‬‬

‫المفردات‬

‫‪3‬‬
‫تغلب ‪ :‬تسيطر ـ يخط ‪ :‬يكتب و يسطر× يمحو ـ إزاء ‪ :‬تجاه ـ فواصل ‪ :‬حاجز يفصل بين شيئين و المراد عالمات‬ ‫‪‬‬
‫كتابية تفصل بين الجمل م فاصلة وفاصل ـ اإليقاع ‪ :‬اتفاق األصوات وتوقيعها في الغناء ـ خالصًا ‪ :‬صافيًا ـ‬
‫يستهويه ‪ :‬يستميله ـ فضول ‪ :‬زيادة ـ حشو ‪ :‬زيادةج محاشٍ ـ جالء ‪ :‬وضوح ـ الذهن ‪ :‬العقل ج أذهان ـ السجع ‪:‬‬
‫الكالم المنثور الذي يتفق في الفواصل ج أسجاع ـ التمحيص ‪ :‬الفحص والتدقيق ‪ ،‬التنقية ـ االستقصاء ‪ :‬التعمق في‬
‫بلوغ أقصى الشيء ـ تجني ‪ :‬ترتكب جناية ـ صدى ‪:‬أثر و المقصود نتيجةج أصداء‬
‫الشرح‬
‫و للعقاد أسلوب يتميز به فهو‬
‫أسلوب منطقي يعتمد على المقدمات و النتائج فهو يرتب أفكاره ترتيبًا' منطقيًا يظهر فيه البدء و الختام حتى قبل أن‬ ‫‪.1‬‬
‫يكتب حرفًا واحدًا‬
‫يميل إلى األسلوب العلمي ما لم يكن الموضوع أدبيًا و مع ذلك فهو يميل في كتاباته إلى اإليقاع الموسيقي من غير‬ ‫‪.2‬‬
‫حشو وال زيادة‬
‫يفضل المعنى على اللفظ ويستهويه السجع أحيانًا في موضوعات التهكم والسخرية وكذلك في الموضوعات الوجدانية و‬ ‫‪.3‬‬
‫غيرها من األغراض الشعرية‬
‫ويرى العقاد أن السجع ينبه الذهن إلى المعاني في هذه األغراض ويزيدها وضوحًا وتوكيدًا مثله مثل اللحن الذي‬ ‫‪.4‬‬
‫يضيف إلى الكلمات و معانيها قوة ليست للكالم الذي يُسمَع بغير تلحين‬
‫وفي النهاية فإن الصحافة لم تؤثر في أسلوب العقاد كما جنت على غيره من الكتاب بل ظل أسلوبه قويًا رصينًا‬ ‫‪.5‬‬
‫يعتمد على الدراسة و االستقصاء و التنقية ويبدو أن ذلك نتيجة لفردية العقاد و اعتداده بنفسه فال تطغى شخصية‬
‫على شخصيته‬
‫الجماليات‬
‫وأسلوب العقاد أسلوب منطقي يعتمد على المقدمات والنتائج‪ :‬استعارة مكنية فيها تصوير للمقدمات و النتائج بأساس يقوم‬ ‫‪.1‬‬
‫عليه أسلوب العقاد سر جمالها التجسيم‪ ،‬المقدمات و النتائج‪ :‬طباق يبرز المعنى و يقويه‬
‫البدء والختام ‪ :‬طباق يبرز المعنى و يقويه‬ ‫‪.2‬‬
‫مالم تغلب عليه طبيعة الموضوع‪ :‬استعارة مكنية تصوير لطبيعة الموضوع بعدو يغلب على األسلوب سر جمالها التشخيص‬ ‫‪.3‬‬
‫و فيه أسلوب قصر بتقديم الجار و المجرور للتوكيد و التخصيص‬
‫حشو أو فضول‪ :‬إطناب بالترادف للتوكيد‬ ‫‪.4‬‬
‫وإن كان يستهويه السجع أحيانًا‪ :‬استعارة مكنية فيها تصوير للسجع بشيء مادي يستميل العقاد سر جمالها التجسيم و‬ ‫‪.5‬‬
‫كلمتا( إن و أحيانًا)‪ :‬تفيدان للتقليل ‪.‬‬
‫فإن السجع ينبه الذهن إلى المعانى‪ :‬أسلوب مؤكد بإن و فيه استعارة مكنية تصور السجع بإنسان ينبه و الذهن بشخص‬ ‫‪.6‬‬
‫آخر ينبه سر جمالها التشخيص و توحي باألثر الجميل للسجع‬
‫ويزيدها جال ًء وتوكي ًد اكأنه اللحن الذى يضيف إلى الكلمات ومعانيها قوة‪ :‬تشبه للسجع باللحن الذي يضفي على الكلمات‬ ‫‪.7‬‬
‫جمالًا و عذوبة سر جمله التوضيح‬
‫تجن الصحافة على العقاد جنايتها على األدباء‪ :‬استعارة مكنية فيها تصوير للصحافة بإنسان ال يستطيع أن يجني على‬
‫ولم ِ‬ ‫‪.8‬‬
‫أسلوب العقاد و سر جمالها التشخيص و فيها إيحاء بقوة أسلوب العقاد و صالبته و رسوخه ‪ ،‬و األسلوب مؤكد بالمفعول‬
‫المطلق‪.‬‬
‫فقد ظل أسلوب العقاد له طابعه الذي ال يتغير ‪ :‬أسلوب مؤكد بقد و فيه كناية عن ثبات و رسوخ اسلوب العقاد‬ ‫‪.9‬‬

‫التعليق على النص‬


‫النص مقال أدبي‪ :‬يوضح جوانب شخصية من شخصيات الفكر و األدب في العصر الحديث‬
‫سمات‪ f‬المقال األدبي‬
‫انتقاء األلفاظ و هندسة' العبارة‬ ‫‪.1‬‬

‫‪3‬‬
‫ظهور العاطفة القوية‬ ‫‪.2‬‬
‫االستعانة بالصور البيانية و المحسنات البديعية‬ ‫‪.3‬‬

‫النص ينتمي إلى مدرسة المجددين والتي تتميز بـ ‪:‬‬


‫رشاقة اللفظ والبعد عن التكلف و الحشو و اإلسهاب قاصدًا الكشف عن أبعاد الشخصية وجوانب تميزها و األسباب‬ ‫‪‬‬
‫المنطقية‪ ،‬وتحليل جوانبها‬

‫تحقق التكوين الفني حيث بدأت بعرض نشأة العقاد ثم أثر أسوان عليه ثم انتقلت إلى شخصية العقاد و ختمت مقالها‬ ‫‪‬‬
‫بطبيعة اسلوب العقاد الذي عرف به فالمقال له مقدمة و موضوع و خاتمة‪ ،‬كذلك الذاتية حيث تظهر ذاتية الكاتبة و‬
‫عاطفتها و النثرية فالمقال يكتب نثرًا و ليس شعرًا و القصر فهو مقطوعة ادبية ال تتجاوز بضع صفحات و اإلقناع‬
‫عن طريق سالمة األفكار و دقتها ووضوحها و اإلمتاع بالعرض الشائق الذي يجذب القارئ و كذلك قوة األسلوب و‬
‫جمال األسلوب ووضوح األسلوب‬

‫سمات‪ f‬أسلوب المقال‬


‫تتميز لغة المقال بالوضوح و السالسة والدقة في اختيار األلفاظ المعبرة عن طبيعة الشخصية المتحدث عنها ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫االعتماد على التحليل و العرض و التعليل و عدم الوقوف عند مجرد رصد الجوانب الشخصية‪.‬‬

‫سمات‪ f‬أسلوب الكاتبة‬


‫سهولة األلفاظ ووضوح األفكار‬ ‫‪.1‬‬
‫التسلسل المنطقي‬ ‫‪.2‬‬
‫قلة المحسنات البديعية‬ ‫‪.3‬‬
‫االعتماد على األسلوب الخبري وحده للتاكيد األفكار‬ ‫‪.4‬‬
‫ربط الفكرة باألدلة المنطقية‬ ‫‪.5‬‬
‫األسلوب المرسل‬ ‫‪.6‬‬

‫‪ ‬الواجب ‪‬‬
‫" كانت البلدة التى نشأت فيها بلدتى أسوان بأقصى الصعيد يكاد الناشيء فى مثل سنى أن يأوى بها إلى صومعة من صوامع‬
‫الفكر ‪ ،‬يقلب وجوه النظر فى كل ما يسمع أو يبصر من الشئون "‬
‫تخير اإلجابة الصحيحة لما يأتى مما بين القوسين‬ ‫‪.1‬‬
‫جمع"الناشيء" ‪ :‬النشء – النواشيء‪ -‬الناشئات‬ ‫‪‬‬
‫مفرد " البصائر ‪ :‬الباصرة –البصر‪ -‬البصيرة‬ ‫‪‬‬
‫ماضى " تضليل ‪ :‬ضل – صلل‪-‬أضل‬ ‫‪‬‬
‫تلقى الفقرة الضوء على منهج العقاد فى دراسة قضايا الفكر والسياسة' و اإلجتماع ‪ .‬بين ذلك‬ ‫‪.2‬‬
‫أكمل العبارات اآلتية ‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫جاءت كلمة " يكاد " لتدل على ‪.................‬‬ ‫‪‬‬
‫المقصود من " يقلب وجوه النظر " ‪.................‬‬ ‫‪‬‬
‫و استعمل الفعل المضارع للداللة ‪.................‬‬ ‫‪‬‬
‫كان ألسوان فضل على العقاد ‪ ،‬ولم يضن العقاد عليها برد الجميل وضح ذلك‬ ‫‪.4‬‬
‫كان إلتقان اللغة العربية واللغات األجنبية و حب القراءة أثر بالغ فى ثقافة العقاد وأدبه ناقش العبارة‬ ‫‪.5‬‬
‫أين والد العقاد ؟ و متى ولد ؟ بم كان يتصف أبواه‬ ‫‪.6‬‬

‫‪3‬‬
‫فى أسوان يلتقى الماضى السحيق بالحاضر ‪ .‬وضح أثر ذلك فى تناول العقاد لما كان يتناوله من القضايا‬ ‫‪.7‬‬
‫ما أثر البيئة فى التكوين العلمى للعقاد ؟‬ ‫‪.8‬‬
‫حياة العقاد متصلة الحلقات من الكفاح المتعدد الجبهات ‪ .‬و ضح ذلك ‪ .‬و اذكر من خصائص العقاد ما أعانه على اإلستمرار‬ ‫‪.9‬‬
‫فى كفاحه‬
‫ألسلوب العقاد خصائص هى نتاج خصائصه الشخصية وضح ذلك‬ ‫‪.10‬‬

‫‪ â‬إرادة التغيير‪ / f‬د‪ .‬زكي نجيب محمود ‪á‬‬


‫مفهوم اإلرادة ‪ ،‬وشرطها ‪:‬‬
‫اإلرادة هي نفسها العمل الذي يحقق الهدف ‪ ,‬ويزيل ما قد يحول دون تحقيقه ‪ ,‬شريطة أن يكون الهدف هو هدفك أنت‬ ‫‪‬‬
‫‪ ,‬وإال كنت آلة مسخرة في يد صاحب الهدف ‪.‬‬
‫العالقة بين اإلرادة والفعل ‪:‬‬
‫وإذا كانت اإلرادة هي نفسها الفعل ‪ ,‬فقد أصبح واضحا أن قولك إرادة الفعل ال يزيد شيئا عن قولك اإلرادة ‪ ,‬ألن هذه‬ ‫‪‬‬
‫ال تكون بغير فعل ‪ ,‬كما ال يكون الوالد والدا بغير ولد ‪ ,‬وال يكون اليمين بغير اليسار ‪ ,‬وال يكون البعيد بغير‬
‫القريب ‪ ,‬وال األعلى بدون األدنى ‪ ,‬كل هذه متضايفات ال يتم المعنى ألحدها بغير أن تضاف إلى شقها اآلخر ‪.‬‬
‫الفعل يؤدى إلى التغيير‪:‬‬
‫ونخطو خطوة أخرى فنقول إنه إذا كان ال إرادة بغير فعل فكذلك ال فعل بدون تغيير وسواء كان التغيير ضئيال أو‬ ‫‪‬‬
‫جسيما فهو تغيير‪ ,‬إنك ال تفعل الفعل في خالء بل تفعل الفعل – أي فعل كان – تحرك به شيئا فيتغير مكانه ليتغير‬
‫أداؤه ‪ ,‬وتتغير صالته باألشياء األخرى ‪ :‬كان الحجر هنا على الجبل فأصبح جزءا من الجدار ‪ ,‬وكان الماء هنا في‬
‫النهر فأصبح هناك في أنابيب المنازل‪ ,‬كان المداد هنا في الزجاجة فأصبح في جوف القلم ثم انتثر على الورق كتابة‬
‫يقرؤها قارئ إذا وقع عليها بصره ‪ ,‬وكانت األرض يبابا فزرعت ‪ ,‬وكان الحديد مادة من خامات األرض فصنع قضبانا‬
‫‪,‬كل إرادة فعل ‪ ,‬وكل فعل حركة وتغيير ‪.‬‬
‫المقصود بإرادة التغيير‪:‬‬
‫فقولنا إرادة التغيير ال يضيف شيئا إلى شيء ‪ ،‬بل هو قول يوضح معنى اإلرادة بإبراز عنصر من عناصرها ‪ ,‬وكان‬ ‫‪‬‬
‫يكفي أن نقول عن اإلنسان إنه إنسان حي لنفهم من ذلك أنه ذو وحدة عضوية هادفة ‪ ,‬وأنه في سيره نحو أهدافه‬
‫كائن عاقل مريد ‪ ,‬وأنه في إرادته فاعل ‪ ,‬وأنه في فعله متحرك ومحرك ومتغير ومغير ‪.‬‬
‫العالقة بين الفرد والمجموع ‪:‬‬
‫إن أهم ما نريد أن نقرره هنا ‪ -‬تمهيدا للنتائج التي سنستخرجها في الفقرة التالية من المقال هو العالقة بين الفرد‬ ‫‪‬‬
‫والمجموع تلك العالقة التي تضمن للفرد حريته ‪ ,‬وفي الوقت نفسه تضمن مشاركته للمجموع في رسم األهداف ‪ ,‬فما‬
‫أكثر ما قاله القائلون بوجود التعارض بين أن يكون الفرد منخرطا في جهد جماعي يساير فيه مواطنيه ‪ ,‬وأن يكون –‬
‫مع ذلك حرا – في التماس الطريق الذي يراه مالئما له ‪.‬‬
‫ال يوجد تعارض بين حرية الفرد ومشاركته للمجموع ‪:‬‬
‫واألمثلة كثيرة جدا على أال تعارض بين الجانبين ‪ ,‬إذا نحن فرقنا بين شيئين ‪ :‬اإلطار الذي يحدد قواعد السير ثم‬ ‫‪‬‬
‫خطوات السير في حدود ذلك اإلطار ‪ ,‬فهنالك قواعد مشتركة بين العبي الكرة أو العبي الشطرنج ‪ ,‬ال يسمح ألحد‬
‫الالعبين بالخروج عليها ‪ ,‬ومع ذلك فلكل العب كامل الحرية في أن يحرك الكرة أو قطعة الشطرنج حيث أراد في‬
‫حدود قواعد اللعب ‪.‬‬
‫أمثلة أخرى على أال تعارض بين الجانبين ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫خذ مثال آخر ‪ :‬قواعد اللغة يلتزم بها كل كاتب بها أو قارئ ‪ ,‬لها فليس من حق الكاتب العربي أن ينصب فاعال أو أن‬ ‫‪‬‬
‫يرفع مفعوال به ‪ ,‬لكن هل يعني هذا حرمان الكاتب من حريته فيما يكتبه وفق تلك القواعد ؟‬
‫إن لكل كاتب موضوعاته التي يعرضها وأسلوبه الذي يعبر به عن نفسه ‪ ,‬على أن يتم ذلك كله في حدود المبادئ‬ ‫‪‬‬
‫المشتركة' ‪ ,‬ال بل إن كل عبارة يخطها الكاتب إنما يلتزم فيها بمبادئ كثيرة دون أن يقيد ذلك حريته في اختيار‬
‫مادتها وطريقة صياغتها ‪.‬‬
‫ففضال على قواعد اللغة نحوا وصرفا هنالك مبادئ المنطق يلتزمها بحكم طبيعته نفسها ‪ ,‬فهو ال يجيز لنفسه – مثال‬ ‫‪‬‬
‫– أن يقول إنه إذا أراد مسافر قطع المسافة التي طولها مائتا كيلو متر في ساعتين فيكفيه قطار يسير بسرعة‬
‫عشرين كيلو مترا في الساعة ‪ ,‬أو أن يقول إنه إذا أرادت البالد تنفيذ خطة صناعية تكلفتها مائتا مليون من الجنيهات‬
‫فيكفيها أن تجمع من المواطنين خمسين مليونا – الكاتب حر فيما يقول ما دام قوله ملتزما لطائفة من مبادئ اللغة‬
‫والفكر ‪ ,‬وهكذا قل في المواطن الفرد بالنسبة للمبادئ واألهداف التي وضعها المجموع ‪ ,‬وكان هو أحد أفراد ذلك‬
‫المجموع فهو حر في طريقة سيره وأسلوب حياته ‪ ,‬على أن تجيء مناشطه ملتزمة للمبادئ المقررة ‪.‬‬
‫استنتاج الكاتب النتائج من المقدمات‪ f‬السابقة ‪:‬‬
‫وبقي أن نستنتج' النتائج من هذه المقدمات ‪ :‬إنه إذا كانت كل إرادة تغيير إذن فليس السؤال هو ‪ :‬هل اإلرادة التي‬ ‫‪‬‬
‫أطلقت الشعب يوم انتصاره هي بالضرورة إرادة عمل وتغيير (ألن العمل هو معنى اإلرادة كما قدمنا) فما الذي‬
‫نغيره ؟ وما الهدف الذي من أجل تحقيقه نغير ما نغيره ؟‬
‫التفصيالت الجزئية التي يراد تغييرها ‪:‬‬
‫إن القائمة لتطول بنا ألف فرسخ إذا نحن أخذنا نَعُد التفصيالت الجزئية التي يراد تغييرها ‪ ,‬كأن تحصر األفراد‬ ‫‪‬‬
‫الذين يراد لهم أن يصحوا بعد مرض ‪ ,‬وأن يعلموا بعد جهل ‪ ,‬وأن يطعموا بعد جوع ‪ ,‬وأن يكتسوا بعد عري ‪ ,‬وكأن‬
‫نحصر الطرق التي يراد لها أن ترصف ‪ ,‬والحشرات التي البد لها أن تباد ‪ ,‬واألرض التي البد لها أن تزرع ‪-‬‬
‫والمصانع التي البد لها أن تقام ‪ ...‬تلك تفصيالت جزئية تعد بألوف األلوف ‪ ,‬لكنها تندرج كلها تحت مبادئ محدودة‬
‫العدد ‪ ,‬ثم تندرج هذه المبادئ بدورها تحت ما يسمى بالقيم أو المعايير التي عليها يقاس ما نريده وما ال نريده‬
‫لحياتنا الجديدة ‪ ,‬فإذا أنت غيرت ما لدى القوم من معايير وقيم تغير لهم بالتالي وجه الحياة بأسرها ‪.‬‬
‫العالقة بين إرادة التغيير وتوحيد مفهوم العام والخاص ‪:‬‬
‫وال تكون إرادة التغيير قد نالت من حياتنا قيد أنملة إذا نحن لم نوحد في أذهاننا توحيدا تاما بين العام والخاص ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫فتلك من أولى القيم التي ال بد من بثها في النفوس وترسيخها في األذهان ‪ ,‬فنحن بما ورثناه من تقليد اجتماعي‬
‫أحرص ما نكون على الملك الخاص ‪ ,‬وأشد ما نكون إهماال للملك العام ‪ ,‬فالفرق في أنظارنا بعيد بين العناية الواجبة‬
‫باالبن والعناية الواجبة بالمواطن البعيد ‪ ,‬بين العناية بتنظيف الدار من الداخل والعناية بتنظيف الطرق ‪ ,‬الفرق‬
‫في أنظارنا بعيد بين المال نملكه ‪ ,‬والمال تملكه الدولة وللجميع ‪ ,‬بين العيادة الخاصة يديرها الطبيب الذي‬
‫يستغلها ‪ ,‬والمستشفى' العام يديره الطبيب نفسه ولكنه يديره باسم الدولة ‪.‬‬
‫الفرق بين األنا والهو ‪:‬‬
‫الفرق في أنظارنا بعيد بين معنى "أنا" ‪ ،‬و"نحن" ‪ ،‬وبين "هو " ‪ ،‬و"هم" فمازال الذي يشغلنا هو هذه " األنا"‬ ‫‪‬‬
‫و"النحن" اللتان ال تعنيان أكثر من األسرة وحدودها ‪ ،‬وأما "هو" و"هم" اللتان تمتدان لتشمال أبناء الوطن جميعا‬
‫فما‬
‫تزاالن في أوهامنا ‪ ,‬تدالن على ما يشبه األشباح التي ال يؤذيها التجويع والتعذيب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أثر إرادة التغير فى حياتنا ‪:‬‬
‫وال تكون إرادة التغير قد نالت من حياتنا قيد أنملة إذا لم ننقل مواضع الزهو ‪ ،‬فبدل أن يـُزهى المرء بنفسه ألنه‬ ‫‪‬‬
‫ليس مضطرا للخضوع للقانون كما يخضع له عامة السواد ‪ ,‬يـُزهى المرء بنفسه بقدر ما هو خاضع لقانون الدولة ‪,‬‬
‫سواء جاء خضوعه هذا عالنية أمام المأل أو سرا في الخفاء ‪ ,‬فنحن بحكم التقليد االجتماعي الذي ورثناه ما نزال نعلي‬
‫من مكانة الذين ال تسري عليهم القوانين سريانها على الجماهير ‪ ,‬فإذا قيل مثال – يكون اللحم بمقدار ‪ ,‬ويكون السكر‬

‫‪3‬‬
‫والزيت بمقدار ‪ ,‬رأيت صاحب المكانة االجتماعية قد مأل داره ودار أقربائه وأصدقائه لحما وسكرا وزيتا ‪ ,‬ألنه ال‬
‫يكون صاحب جاه – بحكم التقليد – إال إذا كان في وسعه اإلفالت من حكم القانون ‪.‬‬
‫اإلرادة هي نفسها إرادة التغيير لمجرد تبديل وضع بوضع بغير قيود وال شروط' ‪ ,‬بل يكون تبديل وضع أعلى بوضع‬ ‫‪‬‬
‫أدنى ‪ ,‬ومقياس التفاوت في العلو إنما يقاس بعدد المواطنين الذين يلتفون بالوضع الجديد ‪.‬‬
‫المهم في إرادة التغيير ‪:‬‬
‫المهم في إرادة التغيير أن نعرف ماذا نغير من حياتنا ؟ كيف نغيره ؟ والذي نريد له أن يتغيرهو القيم التي نقيس بها‬ ‫‪‬‬
‫أوجه الحياة ‪ ,‬وكيفية تغييرها هي أن نختار لكل موقف معيارا من شأنه أن يحقق أكبر نفع وقوة وكرامة واستنارة‬
‫وأمن ألكبر عدد من أبناء الشعب ‪.‬‬
‫المفردات‬
‫اإلرادة ‪ :‬العَزِيمَةٌ × التثبيط ‪ /‬الهَ َدفُ ‪ :‬الغرض ‪ /‬يزيل ‪ :‬يمحو × يثبت ‪ /‬يحول ‪ :‬يمنع × يبيح ‪ /‬شريطة ‪ :‬شَرْط ج‬
‫شريطات وشرائطُ × إباحة ‪ /‬آلة ‪ :‬أداة ‪ /‬مسخرة ‪ :‬مُذَلَّلَةٌ ‪ /‬األدنى ‪ :‬األقل × األكثر ‪ /‬متضايفات ‪ :‬مجتمعات × متفرقات‬
‫‪ /‬شقها ‪ :‬نصفها ج شقوق ‪ /‬ضئيل ‪ :‬قَلِيلٌ ج ضِئال وضُؤالء × ضخم ‪ /‬جسيم ‪ :‬خَطِيرٌ ج جِسام × هين ‪ /‬خالء ‪ :‬خَالٍ ×‬
‫ممتلئ ‪ /‬أداؤه ‪ :‬إِكْمَالِه × إهماله ‪ /‬صالته ‪ :‬ارتباطه × انفصاله ‪ /‬ال ِمدَا ُ‪f‬د ‪ :‬حِبْر ج أمِدّة ‪َ /‬جوْ فُ ‪ :‬باطن ج ‪:‬‬
‫أَجْوَافٌ ‪ /‬انتثر ‪ :‬تفرّق × تجمع ‪ /‬اليَبَابُ ‪ :‬الخَراب × العمار ‪ /‬يوضح ‪ :‬يبين × يخفى ‪ /‬إ ْب َرازَ ‪ :‬إِظْهَار × إخفاء ‪/‬‬
‫ذو ‪ :‬صَاحِبُ ج ‪ :‬ذوو ‪ ،‬المؤنث ‪ :‬ذات ‪ ،‬ج ‪ :‬ذوات ‪ /‬ال َوحْ دَة العُضْ ويَّة ‪ :‬الترابطٌ المنطقيّ ‪ /‬نحو ‪ :‬جهة ج أنحاءٌ ‪ ،‬نُحُوٌّ ‪/‬‬
‫أهدافه ‪ :‬أغراضُه م هَدَفُ ‪ /‬نقرره ‪ :‬نبيحه × نمنعه ‪ /‬تَ ْم ِهيداً‪ : f‬إعْدَاداً لَهُ ‪ /‬تضمن ‪ :‬تكفل ‪ /‬رسم ‪ :‬جهز ‪ /‬التعارض ‪:‬‬
‫اِخْتِالَفٌ × التوافق ‪ /‬منخرطا ‪ :‬داخال فيه × منصرفا ‪ /‬يساير ‪ :‬يجارى × يعارض ‪ /‬اِ ْلتِ َماسُ ‪ :‬طَلَب × رفض ‪ /‬مالئما ‪:‬‬
‫مناسبا × مخالفا ‪ /‬جدا ‪ :‬جادّا × هزال ‪ /‬قواعد ‪ :‬أَسس م قَاعِدَةُ ‪ /‬حرمان ‪ :‬منع × إباحة ‪ /‬المبادئ ‪ :‬القيم ×‬
‫االنحالل ‪ /‬يخطها ‪ :‬يكتبها × يمحو ‪ /‬صياغتها ‪ :‬إِنْشَاؤُهَا ‪ /‬ففضال ‪ :‬زيادة × نقص‪ /‬ال يجيز ‪ :‬ال يبيح ‪ /‬ملتزما ‪:‬‬
‫َّرورةُ ‪ :‬الحاجَةُ ج ضَرُورات ‪ ،‬ضَرَائِرُ ‪ /‬نعد ‪ :‬نحسب ‪/‬‬
‫مُتَعَهِّدٌا ‪ /‬طائفة ‪ :‬جماعة × الفرد ‪ /‬مناشطه ‪ :‬نشاطه ‪ /‬الض َ‬
‫تحصر ‪ :‬تعد × تطلق ‪ /‬تباد ‪ :‬تهلك × تبقى ‪ /‬تندرج ‪ :‬تدخل ‪ /‬المعايير ‪:‬المقاييس م معيار ‪ /‬بأسرها ‪ :‬بأجمعها ‪ /‬قيد ‪:‬‬
‫مقدار ‪ /‬أنملة ‪ :‬عقلة اإلصبع ج أنامل ‪ ،‬قيد أنملة ‪ :‬بقي حيثُ هو ‪ /‬أذهاننا ‪ :‬عقولنا م ذهن ‪ /‬ال بد ‪ :‬ال مفر‪ /‬بثها ‪ :‬نشرها ×‬
‫كتمانها ‪ /‬ترسيخها ‪ :‬تثبيت ‪ /‬العناية ‪ :‬االهتمام × اإلهمال‪ /‬الواجبة ‪ :‬الالزمة ‪ /‬يديرها ‪ :‬يدبرها × يهملها ‪ /‬يستغلها ‪:‬‬
‫يستعملها ‪ /‬األنا ‪ :‬إدراك الشَّخص لذاته × الغير‪ /‬ال تعنيان ‪ :‬ال تهتمان ‪ /‬أوهامنا ‪ :‬أذهاننا ‪ /‬األشباح ‪ :‬األوهام م شَبَح ×‬
‫الحقائق ‪ /‬يؤذيها ‪ :‬يضرها × ينفعها ‪ /‬الزهو ‪ :‬الفخر × التواضع ‪ /‬يـُزهى ‪ :‬يفتخر‪ / /‬مضطرا ‪ :‬مجبرا × مختارا ‪/‬‬
‫للخضوع ‪ :‬االستسالم × التمرد ‪ /‬السواد ‪ :‬أَغْلَب ج أسْوِدة ‪ ،‬أساوِدُ ‪ /‬المأل ‪ :‬الجماعة ج أمالءٌ × الفرد ‪ /‬ال تسري ‪ :‬ال‬
‫تَسير ‪ /‬جاه ‪ :‬منصب ‪ /‬وسعه ‪ :‬طاقته ‪ /‬اإلفالت ‪ :‬الهروب × اإلمساك ‪ /‬قيود ‪ :‬شروط م قيد × تحرر ‪ /‬أدنى ‪ :‬أقل ×‬
‫أكثر ‪ /‬يلتفون ‪ :‬يجتمعون‪ /‬معيارا ‪ :‬مقياس ‪ /‬استنارة ‪ :‬استضاءة × ظلمة ‪.‬‬

‫المناقشة‪f‬‬
‫ما مفهوم اإلرادة ؟ وما شرطها ؟‬ ‫‪.1‬‬
‫اإلرادة هي نفسها العمل الذي يحقق الهدف ‪ ,‬ويزيل ما قد يحول دون تحقيقه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشرط ‪ :‬أن يكون الهدف هو هدفك' أنت ‪ ,‬وإال كنت آلة مسخرة في يد صاحب الهدف ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ما الدليل على أن إرادة الفعل تساوى اإلرادة ؟‬ ‫‪.2‬‬
‫إذا كانت اإلرادة هي نفسها الفعل ‪ ,‬فقد أصبح واضحا أن قولك إرادة الفعل ال يزيد شيئا عن قولك اإلرادة ‪ ,‬ألن هذه‬ ‫‪‬‬
‫ال تكون بغير فعل ‪ ,‬كما ال يكون الوالد والدا بغير ولد ‪ ,‬وال يكون اليمين بغير اليسار ‪ ,‬وال يكون البعيد بغير‬
‫القريب ‪ ,‬وال األعلى بدون األدنى ‪ ,‬كل هذه متضايفات ال يتم المعنى ألحدها بغير أن تضاف إلى شقها اآلخر ‪.‬‬
‫كيف يؤدى الفعل إلى التغيير؟ وما الدليل ؟‬ ‫‪.3‬‬

‫‪3‬‬
‫ونخطو خطوة أخرى فنقول إنه إذا كان ال إرادة بغير فعل فكذلك ال فعل بدون تغيير وسواء كان التغيير ضئيال أو‬ ‫‪‬‬
‫جسيما فهو تغيير‪ ,‬إنك ال تفعل الفعل في خالء بل تفعل الفعل – أي فعل كان – تحرك به شيئا فيتغير مكانه ليتغير‬
‫أداؤه ‪ ,‬وتتغير صالته باألشياء األخرى ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬كان الحجر هنا على الجبل فأصبح جزءا من الجدار ‪ ,‬وكان الماء هنا في النهر فأصبح هناك في أنابيب‬ ‫‪‬‬
‫المنازل ‪ ,‬كان المداد هنا في الزجاجة فأصبح في جوف القلم ثم انتثر على الورق كتابة يقرؤها قارئ إذا وقع عليها‬
‫بصره ‪ ,‬وكانت األرض يبابا فزرعت ‪ ,‬وكان الحديد مادة من خامات األرض فصنع قضبانا ‪,‬كل إرادة فعل ‪ ,‬وكل فعل‬
‫حركة وتغيير‪.‬‬
‫ما المقصود بإرادة التغيير ؟‬ ‫‪.4‬‬
‫المقصود بإرادة التغيير‪ :‬هو قول يوضح معنى اإلرادة بإبراز عنصر من عناصرها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال إرادة بغير فعل‪ ،‬وال فعل بدون تغيير‪ .‬وضح ذلك مع التمثيل‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫كان يكفي أن نقول عن اإلنسان إنه إنسان حي لنفهم من ذلك أنه ذو وحدة عضوية هادفة ‪ ,‬وأنه في سيره نحو أهدافه‬ ‫‪‬‬
‫كائن عاقل مريد ‪ ,‬وأنه في إرادته فاعل ‪ ,‬وأنه في فعله متحرك ومحرك ومتغير ومغير ‪.‬‬
‫ما العالقة التي يريد أن يقررها الكاتب بين الفرد والمجموع ؟‬ ‫‪.6‬‬
‫أهم ما يريد أن يقرره الكاتب هو العالقة بين الفرد والمجموع تلك العالقة التي تضمن للفرد حريته ‪ ,‬وفي الوقت‬ ‫‪‬‬
‫نفسه تضمن مشاركته للمجموع في رسم األهداف‪ ,‬فما أكثر ما قاله القائلون بوجود التعارض بين أن يكون الفرد‬
‫منخرطا في جهد جماعي يساير فيه مواطنيه ‪ ,‬وأن يكون ‪ -‬مع ذلك حرا‪ -‬في التماس الطريق الذي يراه مالئما له‪.‬‬
‫هل يوجد تعارض بين حرية الفرد ومشاركته للمجموع ؟ وضح باألمثلة‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫ال يوجد تعارض بين الجانبين ‪ ,‬إذا نحن فرقنا بين شيئين ‪ :‬اإلطار الذي يحدد قواعد السير ثم خطوات السير في‬ ‫‪‬‬
‫حدود ذلك اإلطار ‪ ,‬فهنالك قواعد مشتركة بين العبي الكرة أو العبي الشطرنج ‪ ,‬ال يسمح ألحد الالعبين بالخروج‬
‫عليها ‪ ,‬ومع ذلك فلكل العب كامل الحرية في أن يحرك الكرة أو قطعة الشطرنج حيث أراد في حدود قواعد اللعب ‪.‬‬
‫اذكر مثال آخر على أنه ال تعارض بين حرية الفرد ومشاركته للمجموع ‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫المثل اآلخر ‪ :‬قواعد اللغة يلتزم بها كل كاتب بها أو قارئ لها ‪ ,‬فليس من حق الكاتب العربي أن ينصب فاعال أو أن‬ ‫‪‬‬
‫يرفع مفعوال به ‪ ,‬لكن هل يعني هذا حرمان الكاتب من حريته فيما يكتبه وفق تلك القواعد ؟‬
‫إن لكل كاتب موضوعاته التي يعرضها وأسلوبه الذي يعبر به عن نفسه ‪ ,‬على أن يتم ذلك كله في حدود المبادئ‬ ‫‪‬‬
‫المشتركة' ‪ .‬وإن كل عبارة يخطها الكاتب إنما يلتزم فيها بمبادئ كثيرة دون أن يقيد ذلك حريته في اختيار مادتها‬
‫وطريقة صياغتها ‪ ,‬ففضال على قواعد اللغة نحوا وصرفا هنالك مبادئ المنطق يلتزمها بحكم طبيعته نفسها ‪ ,‬فهو ال‬
‫يجيز لنفسه – مثال – أن يقول إنه إذا أراد مسافر قطع المسافة التي طولها مائتا كيلو متر في ساعتين فيكفيه قطار‬
‫يسير بسرعة عشرين كيلو مترا في الساعة ‪ ,‬أو أن يقول إنه إذا أرادت البالد تنفيذ خطة صناعية تكلفتها مائتا مليون‬
‫من الجنيهات فيكفيها أن تجمع من المواطنين خمسين مليونا ‪.‬‬
‫متى يكون الكاتب حرا فيما يقول ‪ ,‬وكذلك المواطن الفرد ؟‬ ‫‪.9‬‬
‫يكون الكاتب حرا فيما يقول ما دام قوله ملتزما لطائفة من مبادئ اللغة والفكر‪ ,‬والمواطن الفرد بالنسبة للمبادئ‬ ‫‪‬‬
‫واألهداف التي وضعها المجموع‪ ,‬وكان هو أحد أفراد ذلك المجموع فهو حر في طريقة سيره وأسلوب حياته ‪ ,‬على أن‬
‫تجيء مناشطه ملتزمة للمبادئ المقررة‪.‬‬
‫ما الذى استنتجه الكاتب من المقدمات‪ f‬السابقة ؟‬ ‫‪.10‬‬
‫استنتج الكاتب ‪ :‬إنه إذا كانت كل إرادة تغيير إذن فليس السؤال هو ‪ :‬هل اإلرادة التي أطلقت الشعب يوم انتصاره هي‬ ‫‪‬‬
‫بالضرورة إرادة عمل وتغيير (ألن العمل هو معنى اإلرادة كما تقدم) فما الذي نغيره ؟ وما الهدف الذي من أجل‬
‫تحقيقه نغير ما نغيره ؟‬
‫ماذا يحدث إذا عددنا التفصيالت الجزئية التي يراد تغييرها ؟‬ ‫‪.11‬‬
‫إن القائمة لتطول بنا ألف فرسخ إذا نحن أخذنا نعد التفصيالت الجزئية التي يراد تغييرها ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫ما الجزئيات التي يراد تغييرها ؟‬ ‫‪.12‬‬
‫أن تحصر األفراد الذين يراد لهم أن يصحوا بعد مرض ‪ ,‬وأن يعلموا بعد جهل ‪ ,‬وأن يطعموا بعد جوع ‪ ,‬وأن يكتسوا‬ ‫‪‬‬
‫بعد عري ‪ ,‬وأن نحصر الطرق التي يراد لها أن ترصف‪ ,‬والحشرات التي البد لها أن تباد‪ ,‬واألرض التي البد لها أن‬
‫تزرع ‪ ،‬والمصانع التي البد لها أن تقام ‪.‬‬
‫تلك تفصيالت جزئية تعد بألوف األلوف ‪ ,‬لكنها تندرج كلها تحت مبادئ محدودة العدد ‪ ,‬ثم تندرج هذه المبادئ‬ ‫‪‬‬
‫بدورها تحت ما يسمى بالقيم أو المعايير التي عليها يقاس ما نريده وما ال نريده لحياتنا الجديدة ‪.‬‬
‫ما أثر تغيير ما لدى القوم من معايير وقيم ؟‬ ‫‪.13‬‬
‫إذا أنت غيرت ما لدى القوم من معايير وقيم تغير لهم بالتالي وجه الحياة بأسرها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫متي ال تحقق إرادة التغيير أثرها في حياتنا ؟ ولماذا ؟‬ ‫‪.14‬‬
‫ال تكون إرادة التغيير قد نالت من حياتنا قيد أنملة إذا نحن لم نوحد في أذهاننا توحيدا تاما بين العام والخاص ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫فتلك من أولى القيم التي ال بد من بثها في النفوس وترسيخها في األذهان ‪.‬‬
‫فنحن بما ورثناه من تقليد اجتماعي أحرص ما نكون على الملك الخاص ‪ ,‬وأشد ما نكون إهماال للملك العام ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تكلم عن الفرق في نظرتنا إلي األشياء المختلفة ؟‬ ‫‪.15‬‬


‫الفرق في أنظارنا بعيد بين العناية الواجبة باالبن والعناية الواجبة بالمواطن البعيد ‪ ,‬بين العناية بتنظيف الدار من‬ ‫‪‬‬
‫الداخل والعناية بتنظيف الطرق ‪ ,‬الفرق في أنظارنا بعيد بين المال نملكه ‪ ,‬والمال تملكه الدولة وللجميع‪ ,‬بين‬
‫العيادة الخاصة يديرها الطبيب الذي يستغلها ‪ ,‬والمستشفى' العام يديره الطبيب نفسه ولكنه يديره باسم الدولة ‪.‬‬
‫بين الفرق بين معنى "أنا" و"نحن" وبين "هو" و"هم" ‪ .‬و ما الذي يشغلنا ؟‬ ‫‪.16‬‬
‫الفرق في أنظارنا بعيد بين معنى "أنا" و"نحن" وبين "هو" و"هم" ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫والذي يشغلنا هو هذه "األنا" و"النحن" اللتان ال تعنيان أكثر من األسرة وحدودها ‪ ،‬وأما " هو " و" هم " اللتان‬ ‫‪‬‬
‫تمتدان لتشمال أبناء الوطن جميعا فما تزاالن في أوهامنا ‪ ,‬تدالن على ما يشبه األشباح التي ال يؤذيها التجويع‬
‫والتعذيب ‪.‬‬
‫متى تنال إرادة التغير من حياتنا ؟‬ ‫‪.17‬‬
‫لن تنال إرادة التغير من حياتنا إذا لم ننقل مواضع الزهو ‪ ،‬فبدل أن يُزهى المرء بنفسه ألنه ليس مضطرا للخضوع‬ ‫‪‬‬
‫للقانون كما يخضع له عامة السواد ‪ ,‬يـُزهى المرء بنفسه بقدر ما هو خاضع لقانون الدولة ‪ ,‬سواء جاء خضوعه هذا‬
‫عالنية أمام المأل أو سرا في الخفاء ‪.‬‬
‫ما أثر ما ورثناه من تقاليد اجتماعية علينا ؟‬ ‫‪.18‬‬
‫نحن بحكم التقليد االجتماعي الذي ورثناه ما نزال نعلي من مكانة الذين ال تسري' عليهم القوانين سريانها على‬ ‫‪‬‬
‫الجماهير ‪ ,‬فإذا قيل مثال – يكون اللحم بمقدار‪ ,‬ويكون السكر والزيت بمقدار‪ ,‬رأيت صاحب المكانة االجتماعية قد مأل‬
‫داره ودار أقربائه وأصدقائه لحما وسكرا وزيتا ‪ ,‬ألنه ال يكون صاحب جاه ‪ -‬بحكم التقليد ‪ -‬إال إذا كان في وسعه‬
‫اإلفالت من حكم القانون ‪.‬‬
‫متى تكون اإلرادة هي نفسها إرادة التغيير ؟‬ ‫‪.19‬‬
‫تكون اإلرادة هي نفسها إرادة التغيير لمجرد تبديل وضع بوضع بغير قيود وال شروط ‪ ,‬بل يكون تبديل وضع أعلى‬ ‫‪‬‬
‫بوضع أدنى ‪.‬‬
‫بم يقاس علو المكانة الحقيقة ؟‬ ‫‪.20‬‬
‫مقياس التفاوت في العلو إنما يقاس بعدد المواطنين الذين يلتفون بالوضع الجديد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ما األمر المهم في إرادة التغيير ؟‬ ‫‪.21‬‬
‫المهم في إرادة التغيير أن نعرف ماذا نغير من حياتنا ؟ كيف نغيره ؟ والذي نريد له أن يتغير هو القيم التي نقيس‬ ‫‪‬‬
‫بها أوجه الحياة ‪ ,‬وكيفية تغييرها هي أن نختار لكل موقف معيارا من شأنه أن يحقق أكبر نفع وقوة وكرامة‬
‫واستنارة وأمن ألكبر عدد من أبناء الشعب ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬الواجب ‪‬‬
‫اإلرادة هي نفسها العمل الذي يحقق الهدف ‪ ,‬ويزيل ما قد يحول دون تحقيقه ‪ ,‬شريطة أن يكون الهدف هو هدفك أنت ‪ ,‬وإال‬
‫كنت آلة مسخرة في يد صاحب الهدف ‪ .‬وإذا كانت اإلرادة هي نفسها الفعل ‪ ,‬فقد أصبح واضحا أن قولك إرادة الفعل ال يزيد‬
‫شيئا عن قولك اإلرادة ‪ ,‬ألن هذه ال تكون بغير فعل ‪ ,‬كما ال يكون الوالد والدا بغير ولد ‪ ,‬وال يكون اليمين بغير اليسار ‪,‬‬
‫وال يكون البعيد بغير القريب ‪ ,‬وال األعلى بدون األدنى ‪ ,‬كل هذه متضايفات ال يتم المعنى ألحدها بغير أن تضاف إلى شقها‬
‫اآلخر ‪.‬‬

‫أ) تخير الصواب مما بين القوسين‪:‬‬


‫(مُسْتَغَلة ‪ -‬مُذَلَّلَةٌ ‪ -‬مُسْتَثْمرة ‪ -‬الكل)‬ ‫‪ -1‬معنى كلمة (مسخرة)‪:‬‬
‫(أشرطة ‪ -‬شُرُط' ‪ -‬شرائط ‪ -‬شُرطان)‬ ‫‪ -2‬جمع كلمة (شريطة)‪:‬‬
‫(هداديف‪ -‬أهداف‪ -‬هواديف‪ -‬هُدف)‬ ‫‪ -3‬جمع كلمة (هدف)‪:‬‬
‫(يمحو ‪ -‬يثبت ‪ -‬يكمل ‪ -‬يحمل)‬ ‫‪ -4‬مضاد كلمة (يزيل)‪:‬‬
‫(يحقق‪ -‬يبيح‪ -‬ييسر‪ -‬يناصر)‬ ‫‪ -5‬مضاد كلمة (يحول)‪:‬‬
‫ب) ما الفِكَر الرئيسة التي يدور حولها الموضوع؟ وما العالقة بين اإلرادة والعمل؟‬
‫ج) حدد الكاتب شرطا ال تكون اإلرادة إال به وضحه‪.‬‬
‫د) ما المترتب على هذه العبارة‪( :‬وإذا كانت اإلرادة هي نفسها الفعل‪).....‬؟‬
‫هـ) ذكر الكاتب العديد من األمثلة للتدليل على فكرته السابقة ‪ ..‬اذكر بعضها‪.‬‬

‫‪ â‬نصيب العرب من حضارة العالم ‪ /‬عباس محمود‪ f‬العقاد ‪á‬‬


‫وجد العرب قبل أن يعرف اسم العرب ‪:‬‬
‫نشأت الحضارة العربية في األقاليم المتوسطة بين القارات الثالث منذ نيف وأربعين قرنا في زمن ال تعرف اآلن بداءته‬ ‫‪‬‬
‫على وجه التحقيق ‪.‬‬
‫كانت األمة العربية تقيم أو تترحل بين شبه الجزيرة العربية ووادي النهرين وبادية الشام ومغاني النبط في شمال‬ ‫‪‬‬
‫الحجاز وال تسمى باسمها الذي اشتهر على الخصوص بعد ظهور الدعوة اإلسالمية ولكنها هي األمة العربية في أصولها‬
‫وسماتها وإن لم يكن لها اسمها الحديث ألن األسماء تولد عادة بعد مولد صاحبها بزمن يقصر أو يطول ‪.‬‬
‫أصح اعتبار نالحظه في النظر إلى نصيب العرب من حضارة العالم هو هذا االعتبار الذي يعود بنا إلى األصول العريقة منذ‬ ‫‪‬‬
‫أقدم العهود التاريخية ألنه يميز لنا العرب بأصولهم ولغتهم وأمزجتهم وأطوارهم قبل أن يميزهم االسم المصطلح عليه‬
‫فيما بينهم وبين األمم التي تجاورهم ألن تاريخهم في الوجود أسبق من تاريخ المتكلمين عنهم بمختلف األسماء ‪ .‬وعلى‬
‫هذا االعتبار يتسع أمامنا أثر العرب في حضارة العالم غاية اتساعه المشروع' ويكاد يشمل الكرة األرضية من جملة‬
‫أطرافها المعمورة بغير استثناء‬

‫أيام األسبوع من وحي الحضارة العربية ‪:‬‬


‫وال حاجة هنا إلى اإلحصاء الطويل لبيان المراجع واألسانيد فإن حركة من حركاتنا اليومية كلما بدأنا أعمالنا في يوم من‬ ‫‪‬‬
‫األيام تعود بنا إلى أثر الحضارة العربية قبل ألوف السنين ونعني بها حركة اليد التي ترفع ورقة التقويم كل مطلع شمس‬
‫عن نهار جديد فإنها تتحرك باتجاه الحضارات العربية التي قسمت األيام إلى أسابيع وقسمت األسبوع الواحد على مطالع‬
‫الكواكب من الشمس إلى الزهرة إلى الكوكب السابع – زحل – أرفع الكواكب في المدار وقد فعلت ذلك منذ أربعين قرنا أو‬
‫تزيد ‪ ,‬ومن الظواهر العجيبة في بقاء الحضارات أن األمم الغربية هي التي تحتفظ اليوم بهذا األثر في تسميته أيام‬
‫األسبوع دون األمم الشرقية وقلما يفهم األوربيون في عصرنا أنهم يروون أقوال العرب األقدمين حين يسمون " األربعاء‬

‫‪3‬‬
‫" بيوم " عطارد " ويوم " الخميس " بيوم " المشترى " ويسمون يوم " الجمعة " بيوم " الزهرة " ويسمون يوم "‬
‫السبت " بيوم " زحل " ويجعلونه نهاية المطاف ‪.‬‬

‫العربية تدخل اللغات األوربية ‪:‬‬


‫على أن الحضارة العربية قد ساهمت بنصيب أوفى جدا من هذا النصيب في التاريخ اإلنساني بعد ظهور الدعوة اإلسالمية وال‬ ‫‪‬‬
‫حاجة هنا أيضا إلى اإلسهاب في بيان المراجع واألسانيد ألننا قد نستغني عنها ببضع كلمات عربية ال تزال في لغات العرب‬
‫متكررة مترددة حتى اليوم وقد تغني داللتها عن داللة الشروح المطولة ألنها تدل على تغلغل الحضارة العربية في شئون‬
‫المعيشة اليومية التي تالزم المرء في داره وفي موطن عمله كما تالزمه في جده ولهوه ‪.‬‬
‫فكم بلغ من شيوع الحضارة العربية في معيشة القوم قبل أن يأخذوا من العرب كلمة " القميص " بحروفها وكم بلغ من‬ ‫‪‬‬
‫شيوع تلك الحضارة قبل أن يعرفوا الحرير الدمشقي والحرير الموصلي والحرير الغزي بأسماء دمشق والموصل وغزة ؟‬
‫وكم بلغ من شيوعها قبل أن يسموا العود والنقارة والربابة والمفتاح أو اإلقليد بأسمائها وحروفها العربية المصحفة ؟ وكم‬
‫بلغ من شيوعها قبل أن يسموا القهوة باسمها في لغة الضاد ‪.‬‬
‫ال ريب أن شيوع هذه الكلمات " المعيشة " يدل على أثر واسع من ذلك األثر بكثير ألنه يمتد إلى العالم والجاهل وإلى‬ ‫‪‬‬
‫المدرسة والبيت وإلى ضرورات الكساء والغذاء وأفانين اللهو واللعب وليس وراء ذلك من أمد تنتهي أشواط الحضارة إليه ‪.‬‬

‫واألرقام من عندنا ‪:‬‬


‫إال أن الحروف واألرقام القليلة تغني هنا أيضا فوق غناء األسفار والشروح ألن األبجدية برسومها منقولة إلى األمم التي‬ ‫‪‬‬
‫اشتهرت بين القوم باسم األرقام العربية والسيما رقم ( الصفر ) الذي تذللت به صعوبات الرياضة القديمة جميعا ‪.‬‬
‫وال خالف بين الباحثين على الرجوع بأوائل األبجدية إلى حجر ( سيناء ) المشهور أو على سريان األبجدية إلى بالد النبط‬ ‫‪‬‬
‫في الشمال وبالد اليمن في الجنوب ثم سريانها إلى أمم الشرق والغرب من هذين الطريقين ‪.‬‬
‫ومهما يكن من رأي في األصول والنقول فاألمر الذي ال شبهة فيه أن الـ ( ‪ ) ABC‬هي أبجد بعينها وأن الجيم في‬ ‫‪‬‬
‫األبجدية مخطوطة على شكل رقبة الجمل وهو على هذه الرقعة من األرض حيوان أصيل في البادية العربية وال يوجد حرف‬
‫من األبجدية وحده ما لم يكن مصحوبا بغيره من الحروف ‪.‬‬
‫والطب والكيمياء عربيان ‪:‬‬
‫وفي الطب يكفي أن يقال أن جامعة ( لوفان ) لم تعرف إلى القرن السابع عشرا مرجعا للطب والعقاقير أوفى من كتب‬ ‫‪‬‬
‫الرازي وابن سينا وابن الهيثم وأن أطباء العرب صححوا آراء أبقراط وجالينوس في التشريح ووظائف األعضاء ‪.‬‬
‫وفي الكيمياء يكفي أن نعلم أن القلويات كلها معروفة باسمها العربي إلى اليوم وأن أهم الحوامض ‪ -‬هو ماء الفضة ‪ -‬لم‬ ‫‪‬‬
‫يوصف في كتاب غربي قبل كتاب جابر بن حيان وأن ملح البارود من تحضيرات تلميذ العرب روجرز باكون ‪.‬‬
‫حتى في األدب ‪:‬‬
‫وقد يسبق إلى الخاطر أن األدب األوربي ميدان ال يتسع لالقتباس من الحضارة العربية كما اتسعت ميادين العلوم والمباحث‬ ‫‪‬‬
‫الفكرية الختالف اللغة واختالف قواعدها من أساسها بين الشعبة اآلرية والشعبة السامية من اللغات ‪.‬‬
‫إال أننا ال نقرأ بوكاشيو اإليطلي في (صبحاته العشرة) وال سرفانتيز األسباني في (دون كيشوت) وال شكسبير' اإلنجليزي‬ ‫‪‬‬
‫في رواية (العبرة بالخواتيم) وال دانتي اإليطلي في (القصة اإللهية) إال تبين لنا على التحقيق أنهم مدينون لقصص ألف‬
‫ليلة وحكاية ابن طفيل وغيرهما ‪.‬‬

‫حضارة العرب توسطت الحضارات زمانا ومكانا ‪:‬‬


‫هذه العجالة السريعة عن نصيب العرب من حضارة العالم ال تعدو أن تكون عنوانا مجمال لهذا الموضوع المستفيض الذي ال‬ ‫‪‬‬
‫يحاط به في غير المجلدات الضخام وكل ما نبغيه من هذا العرض الموجز أن نلم فيه إلمامة إنصاف بالمكان الرفيع الذي‬
‫تتبوأه حضارة العرب بين أرقى الحضارات اإلنسانية في تاريخها القديم والحديث ‪.‬‬
‫ولكننا ال نبلغ بهذه اإللمامة حقها من اإلنصاف ما لم ندخل في حسابتنا تلك المنزلة الوسطى التي امتازت بها حضارة‬ ‫‪‬‬
‫العرب في حيز المكان وحيز الزمان على السواء ‪ ,‬ونعني بالمنزلة الوسطى أن هذه الحضارة قامت متوسطة في مكانها بين‬

‫‪3‬‬
‫الشرق والغرب ‪ ,‬متوسطة في زمانها بين حضارات القرون األولى وحضارة القرون الحديثة من أواسط القرن التاسع عشر‬
‫إلى اآلن فاستطاعت بتوسطها في المكان أن تنقل من الشرق إلى الغرب وأن تعرف العالم بما كان محجما وراء السدود‬
‫والمسافات من حضارات الفرس والهند والصين ‪.‬‬
‫المفردات‬
‫نشأت ‪ :‬تولّدت ‪ /‬الحضارة ‪ :‬التمدُّن × البداوة ‪ /‬األقاليم ‪ :‬المناطق م إقليم ‪ /‬نيف ‪ :‬عدَد مِنَ الوَاحِدِ إِلَى‬ ‫‪‬‬
‫الثَّالَثَةِ ‪ /‬بداءته ‪ :‬نشْأتُه ‪ /‬التحقيق ‪ :‬التأكيدٍ ‪ /‬تترحل ‪ :‬تتنقل × تقيم ‪ /‬وادي ‪ :‬منفرج بين مرتفعات ج أَوْديةٌ ‪،‬‬
‫أَوادِيَةٌ ‪ ،‬وُدْيانٌ ‪ /‬بادية ‪ :‬الصحراء ج بوادي‪ /‬مغاني ‪ :‬م المَغْنَى وهو المنزلُ الذي غَنِيَ به أَهلُه ‪ /‬النبط ‪ :‬منطقة‬
‫بَيْنَ الْعِرَاقِ وَاألُرْدُنِ ‪ ،‬ج أنباط ونبوط‪ /‬اشتهر ‪ :‬عرف ‪ /‬الخصوص ‪َ :‬بِالتَّحْدِيدِ ‪ /‬أصولها ‪ :‬مَنْشَأ م أصل ‪/‬‬
‫سماتها ‪ :‬صفاتها ‪ /‬عادة ‪ :‬حالةُ ج ‪ :‬عادٌ ‪ ،‬عادات ‪ ،‬عوائد ‪ /‬اعتبار ‪ :‬التقدير واالحترام ‪ /‬النظر ‪ :‬التأمل ‪ /‬نصيب ‪:‬‬
‫الحظُّ ج أنصباءُ و أنصبة و نُصُب ‪ /‬العريقة ‪ :‬األصيلة ‪ /‬يميزه ‪ :‬يفضّله ‪ /‬أمزجة ‪ :‬ج مِزاج ‪ /‬أطوار ‪ :‬م الطور‬
‫األحوال ‪ /‬المصطلح ‪ :‬المتفق عليه ‪ /‬تجاورهم ‪ :‬تالصقهم ‪ /‬يتسع ‪ :‬يمتد × يضيق ‪ /‬غاية ‪ :‬نهاية ج غاي وغايات ‪/‬‬
‫المشروع ‪ :‬المباح ‪ /‬يشمل ‪ :‬يضم ‪ /‬المعمورة ‪ :‬اآلهلة بالسكان × المهجورة ‪ /‬استثناء ‪ :‬استبعاد ‪ /‬اإلحصاء ‪ :‬العد‬
‫والحصر ‪ /‬بيان ‪ :‬إيضاح × إبهام ‪ /‬األسانيد ‪ :‬أدلة وبراهين م إسناد ‪ /‬مطلع شمس ‪ :‬مشرقها ‪ /‬العجيبة ‪ :‬الغريبة ج‬
‫عجيبات وعجائبُ ‪ /‬يروون ‪ :‬يذكرون ‪ /‬نهاية المطاف‪ :‬في آخر األمر ‪ /‬ساهمت ‪ :‬شاركت‪ /‬أوفى ‪ :‬أكثر ‪ /‬اإلسهاب ‪:‬‬
‫التَّوَسُّعُ × اإليجاز ‪ /‬بضع ‪ :‬العدد من ‪ / 9: 3‬مترددة ‪ :‬متكررة ‪ /‬تغني ‪ :‬تكفي ‪ /‬داللتها ‪ :‬برهان ج دالئلُ ‪،‬‬
‫ودالالت ‪ /‬الشروح ‪ :‬التَفْسِيًر م الشرح ‪ /‬تغلغل ‪ :‬تعمق ‪ /‬جده ‪ :‬اجتهاده × هزله ‪ /‬بلغ ‪ :‬وصل ‪ /‬شيوع ‪ :‬انتشار ×‬
‫انحصار ‪ /‬النقارة ‪ :‬ما يتساقط من نَقْر الحجارة والخشب ‪ /‬اإلقليد ‪ :‬المفتاح ج أقاليد وأقالد ‪ /‬المصحفة ‪ :‬المغيرة ‪ /‬ال‬
‫ريب ‪ :‬ال شك ‪ /‬يمتد‪ : f‬يصل إلى ‪ /‬ضرورات ‪ :‬الحاجات األساسية × الثانويات ‪/‬الكساء‪ :‬اللباس ج أكسية' ‪/‬أفانين ‪:‬‬
‫أنْوَاعُ م أُفْنُونٌ' ‪ /‬أمد‪ :‬الوَقْتُ ج آماد ‪ /‬أشواط ‪ :‬مراحل م شوط ‪/‬غناء ‪ :‬كفاية × حاجة ‪ /‬برسومها ‪ :‬خطوطها م‬
‫رسم ‪ /‬السيما ‪ :‬خاصة ‪ /‬تذللت ‪ :‬خضعت ‪ /‬سريان ‪ :‬جريان ‪ /‬النقول ‪ :‬الروايات المنقولة م نقل ‪ /‬ال ُّش ْبهَةُ ‪ :‬غموض ‪ ،‬شكّ‬
‫ج شُبُهات وشُبْهات وشُبَه ‪ /‬الرقعة ‪ :‬القطعة ج رُقُعات ورُقْعات ورِقاع ورُقَع ‪ /‬مصحوبا ‪ :‬مُرْفَقاً ‪ /‬العقاقير ‪ :‬م‬
‫عَقّار عِقِّيرُ وهو أَصلُ الدَّواء ‪/‬ميدان ‪ :‬مجال ‪ /‬االقتباس ‪ :‬األخذ ‪ /‬الشعبة ‪ :‬الفِرْقةُ ج شِعاب وشُعَب ‪ /‬اآلرية ‪:‬‬
‫جنس بعضه في الهند وإيران وبعضه في أوربة ‪ /‬السامية ‪ :‬مجموعة لغات شاعت في أفريقيا وأسيا ‪ /‬تبين ‪ :‬اتضح ×‬
‫أخفي ‪ /‬تعدو ‪ :‬تتجاوز وتزيد ‪ /‬مجمال ‪ :‬مختصرا ‪ /‬المستفيض ‪ :‬المتوسع ‪ /‬يحاط ‪ :‬يحصر‪ /‬نبغيه‪ : f‬نرجوه ‪ /‬العرض ‪:‬‬
‫التبسيط ج عُروضٌ ‪ ،‬عِراضٌ ‪ ،‬أَعْراضٌ ‪ /‬الموجز ‪ :‬المختصر ‪ /‬نلم ‪ :‬ندرك ‪ /‬إنصاف ‪ :‬عدل ‪ /‬تتبوأه ‪ :‬تحتله ‪ /‬أرقى ‪:‬‬
‫أسمى ‪ /‬حساباتنا ‪ :‬تقديرات ‪ /‬حيز ‪ :‬حد ‪ /‬السدود ‪ :‬الموانع م سد ‪.‬‬
‫المناقشة‪f‬‬
‫متى وجد العرب ؟‬ ‫‪.1‬‬
‫وجد العرب قبل أن يعرف اسم العرب ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أين ومتى نشأت الحضارة العربية ؟‬ ‫‪.2‬‬


‫نشأت الحضارة العربية في األقاليم المتوسطة بين القارات الثالث منذ نيف وأربعين قرنا في زمن ال تعرف اآلن بداءته‬ ‫‪‬‬
‫على وجه التحقيق ‪.‬‬

‫كيف وجد العرب قبل أن يعرف اسم العرب ؟‬ ‫‪.3‬‬


‫كانت األمة العربية تقيم أو تترحل بين شبه الجزيرة العربية ووادي النهرين وبادية الشام ومغاني النبط في شمال‬ ‫‪‬‬
‫الحجاز وال تسمى باسمها الذي اشتهر على الخصوص بعد ظهور الدعوة اإلسالمية ولكنها هي األمة العربية في أصولها‬
‫وسماتها وإن لم يكن لها اسمها الحديث ألن األسماء تولد عادة بعد مولد صاحبها بزمن يقصر أو يطول ‪.‬‬

‫ما أصح اعتبار نالحظه في النظر إلى حضارة العرب ؟‬ ‫‪.4‬‬

‫‪3‬‬
‫أصح اعتبار نالحظه في النظر إلى نصيب العرب من حضارة العالم هو هذا االعتبار الذي يعود بنا إلى األصول العريقة منذ‬ ‫‪‬‬
‫أقدم العهود التاريخية ؛ ألنه يميز لنا العرب بأصولهم ولغتهم وأمزجتهم وأطوارهم قبل أن يميزهم االسم المصطلح عليه‬
‫فيما بينهم وبين األمم التي تجاورهم ألن تاريخهم في الوجود أسبق من تاريخ المتكلمين عنهم بمختلف األسماء ‪.‬‬

‫وضح مدى أثر العرب في حضارة العالم ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬


‫يتسع أمامنا أثر العرب في حضارة العالم غاية اتساعه المشروع' ‪ ،‬ويكاد يشمل الكرة األرضية من جملة أطرافها المعمورة‬ ‫‪‬‬
‫بغير استثناء ‪.‬‬

‫ما الدليل على أن أيام األسبوع من وحي الحضارة العربية ؟‬ ‫‪.6‬‬


‫إن حركة من حركاتنا اليومية كلما بدأنا أعمالنا في يوم من األيام تعود بنا إلى أثر الحضارة العربية قبل ألوف السنين ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ونعني بها حركة اليد التي ترفع ورقة التقويم كل مطلع شمس عن نهار جديد فإنها تتحرك باتجاه الحضارات العربية‬
‫التي قسمت األيام إلى أسابيع وقسمت األسبوع الواحد على مطالع الكواكب من الشمس إلى الزهرة إلى الكوكب السابع ‪ -‬زحل‬
‫‪ -‬أرفع الكواكب في المدار وقد فعلت ذلك منذ أربعين قرنا أو تزيد ‪.‬‬

‫ما الظواهر العجيبة في بقاء الحضارات ؟‬ ‫‪.7‬‬


‫الظواهر العجيبة في بقاء الحضارات أن األمم الغربية هي التي تحتفظ اليوم بهذا األثر في تسميته أيام األسبوع دون األمم‬ ‫‪‬‬
‫الشرقية وقلما يفهم األوربيون في عصرنا أنهم يروون أقوال العرب األقدمين حين يسمون " األربعاء " بيوم " عطارد "‬
‫ويوم " الخميس " بيوم " المشترى " ويسمون يوم " الجمعة " بيوم " الزهرة " ويسمون يوم " السبت " بيوم " زحل‬
‫" ويجعلونه نهاية المطاف ‪.‬‬

‫على أى شىء تدل بعض الكلمات العربية فى اللغات األوربية ؟‬ ‫‪.8‬‬


‫تدل على أن الحضارة العربية قد ساهمت بنصيب أوفى جدا من هذا النصيب في التاريخ اإلنساني بعد ظهور الدعوة‬ ‫‪‬‬
‫اإلسالمية وال حاجة هنا أيضا إلى اإلسهاب في بيان المراجع واألسانيد ألننا قد نستغني عنها ببضع كلمات عربية ال تزال‬
‫في لغات العرب متكررة مترددة حتى اليوم وقد تغني داللتها عن داللة الشروح المطولة ألنها تدل على تغلغل الحضارة‬
‫العربية في شئون المعيشة اليومية التي تالزم المرء في داره وفي موطن عمله كما تالزمه في جده ولهوه ‪.‬‬

‫دلل على شيوع الحضارة العربية في معيشة الغرب ‪.‬‬ ‫‪.9‬‬


‫لقد بلغ من شيوع الحضارة العربية في معيشة القوم قبل أن يأخذوا من العرب كلمة "القميص" بحروفها وكم بلغ من شيوع‬ ‫‪‬‬
‫تلك الحضارة قبل أن يعرفوا الحرير الدمشقي والحرير الموصلي والحرير الغزي بأسماء دمشق والموصل وغزة ؟ وكم بلغ‬
‫من شيوعها قبل أن يسموا العود والنقارة والربابة والمفتاح أو اإلقليد بأسمائها وحروفها العربية المصحفة؟ وكم بلغ من‬
‫شيوعها قبل أن يسموا القهوة باسمها في لغة لضاد‪.‬‬
‫عالم يدل شيوع بعض الكلمات العربية فى معيشة‪ f‬الغرب ؟‬ ‫‪.10‬‬
‫ال ريب أن شيوع هذه الكلمات "المعيشة" يدل على أثر واسع ؛ ألنه يمتد إلى العالم والجاهل وإلى المدرسة والبيت وإلى‬ ‫‪‬‬
‫ضرورات الكساء والغذاء وأفانين اللهو واللعب وليس وراء ذلك من أمد تنتهي أشواط الحضارة إليه ‪.‬‬

‫دلل على أن األرقام أصلها من عند العرب ‪.‬‬ ‫‪.11‬‬


‫إن الحروف واألرقام القليلة تغني هنا أيضا فوق غناء األسفار والشروح ألن األبجدية برسومها منقولة إلى األمم التي‬ ‫‪‬‬
‫اشتهرت بين القوم باسم األرقام العربية والسيما رقم ( الصفر ) الذي تذللت به صعوبات الرياضة القديمة جميعا ‪.‬‬

‫اذكر رأى الباحثين فى أوائل األبجدية ‪.‬‬ ‫‪.12‬‬


‫ال خالف بين الباحثين على الرجوع بأوائل األبجدية إلى حجر (سيناء) المشهور أو على سريان األبجدية إلى بالد النبط في‬ ‫‪‬‬
‫الشمال وبالد اليمن في الجنوب ثم سريانها إلى أمم الشرق والغرب من هذين الطريقين ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ومهما يكن من رأي في األصول والنقول فاألمر الذي ال شبهة فيه أن الـ (‪ )ABC‬هي أبجد بعينها وأن الجيم في األبجدية‬ ‫‪‬‬
‫مخطوطة على شكل رقبة الجمل وهو على هذه الرقعة من األرض حيوان أصيل في البادية العربية وال يوجد حرف من‬
‫األبجدية وحده ما لم يكن مصحوبا بغيره من الحروف ‪.‬‬

‫ما الدليل على أن الطب والكيمياء عربيان ؟‬ ‫‪.13‬‬


‫في الطب يكفي أن يقال أن جامعة (لوفان) لم تعرف إلى القرن السابع عشر مرجعا للطب والعقاقير أوفى من كتب الرازي‬ ‫‪‬‬
‫وابن سينا وابن الهيثم وأن أطباء العرب صححوا آراء أبقراط وجالينوس في التشريح ووظائف األعضاء ‪.‬‬
‫وفي الكيمياء يكفي أن نعلم أن القلويات كلها معروفة باسمها العربي إلى اليوم وأن أهم الحوامض – هو ماء الفضة – لم‬ ‫‪‬‬
‫يوصف في كتاب غربي قبل كتاب جابر بن حيان وأن ملح البارود من تحضيرات تلميذ العرب روجرز باكون ‪.‬‬

‫ما أثر األدب العربى فى أن األدب األوربي ؟‬ ‫‪.14‬‬


‫وقد يسبق إلى الخاطر أن األدب األوربي ميدان ال يتسع لالقتباس من الحضارة العربية كما اتسعت ميادين العلوم والمباحث‬ ‫‪‬‬
‫الفكرية الختالف اللغة واختالف قواعدها من أساسها بين الشعبة اآلرية والشعبة السامية من اللغات ‪.‬‬

‫ما الدليل على تأثر كتاب الغرب باألدب العربى ؟‬ ‫‪.15‬‬


‫الدليل أننا ال نقرأ بوكاشيو اإليطلي في (صبحاته العشرة) وال سرفانتيز األسباني في (دون كيشوت) وال شكسبير'‬ ‫‪‬‬
‫اإلنجليزي في رواية (العبرة بالخواتيم) وال دانتي اإليطلي في (القصة اإللهية) إال تبين لنا على التحقيق أنهم مدينون‬
‫لقصص ألف ليلة وحكاية ابن طفيل وغيرهما ‪.‬‬

‫ما الذى تعكسه هذه العجالة السريعة عن نصيب العرب من حضارة العالم ؟‬ ‫‪.16‬‬
‫هذه العجالة السريعة عن نصيب العرب من حضارة العالم ال تعدو أن تكون عنوانا مجمال لهذا الموضوع المستفيض الذي ال‬ ‫‪‬‬
‫يحاط به في غير المجلدات الضخام وكل ما نبغيه من هذا العرض الموجز أن نلم فيه إلمامة إنصاف بالمكان الرفيع الذي‬
‫تتبوأه حضارة العرب بين أرقى الحضارات اإلنسانية في تاريخها القديم والحديث ‪.‬‬

‫بم امتازت حضارة العرب في حيز المكان وحيز الزمان ؟‬ ‫‪.17‬‬


‫امتازت حضارة العرب بالمنزلة الوسطى في حيز المكان وحيز الزمان على السواء ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ماذا نعنى بالمنزلة الوسطى ؟‬ ‫‪.18‬‬


‫نعني بالمنزلة الوسطى أن هذه الحضارة قامت متوسطة في مكانها بين الشرق والغرب ‪ ,‬متوسطة في زمانها بين حضارات‬ ‫‪‬‬
‫القرون األولى وحضارة القرون الحديثة من أواسط القرن التاسع عشر إلى اآلن فاستطاعت بتوسطها في المكان أن تنقل من‬
‫الشرق إلى الغرب وأن تعرف العالم بما كان محجما وراء السدود والمسافات من حضارات الفرس والهند والصين ‪.‬‬

‫‪ ‬الواجب ‪‬‬

‫س‪- 1‬‬
‫نشأت الحضارة العربية في األقاليم المتوسطة بين القارات الثالث منذ نيف وأربعين قرنا في زمن ال تعرف اآلن بداءته على‬
‫وجه التحقيق ‪ .‬كانت األمة العربية تقيم أو تترحل بين شبه الجزيرة العربية ووادي النهرين وبادية الشام ومغاني النبط في‬
‫شمال الحجاز وال تسمى باسمها الذي اشتهر على الخصوص بعد ظهور الدعوة اإلسالمية ولكنها هي األمة العربية في أصولها‬
‫وسماتها وإن لم يكن لها اسمها الحديث ألن األسماء تولد عادة بعد مولد صاحبها بزمن يقصر أو يطول ‪.‬‬
‫تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين لما يلي ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫( ظهوره – نشأته ‪ -‬تخلفه )‬ ‫مرادف " بداءته " ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫( القديم ‪ -‬الحادث ‪ -‬الحدوث)‬ ‫مقابل " الحديث " ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫( المرغنى – المغنى ‪ -‬المغنى)‬ ‫مفرد "مغانى " ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫( قرون ‪ -‬قرائن ‪ -‬قرناء)‬ ‫جمع "قرن "‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أين ومتى نشأت الحضارة العربية ؟‬ ‫‪.2‬‬
‫كيف وجد العرب قبل أن يعرف اسم العرب ؟‬ ‫‪.3‬‬

‫س‪- 2‬‬
‫وال حاجة هنا إلى اإلحصاء الطويل لبيان المراجع واألسانيد فإن حركة من حركاتنا اليومية كلما بدأنا أعمالنا في يوم من‬
‫األيام تعود بنا إلى أثر الحضارة العربية قبل ألوف السنين ونعني بها حركة اليد التي ترفع ورقة التقويم كل مطلع شمس عن‬
‫نهار جديد فإنها تتحرك باتجاه الحضارات العربية التي قسمت األيام إلى أسابيع وقسمت األسبوع الواحد على مطالع الكواكب‬
‫من الشمس إلى الزهرة إلى الكوكب السابع – زحل – أرفع الكواكب في المدار وقد فعلت ذلك منذ أربعين قرنا أو تزيد ‪ ,‬ومن‬
‫الظواهر العجيبة في بقاء الحضارات أن األمم الغربية هي التي تحتفظ اليوم بهذا‪.‬‬
‫تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين لما يلي ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫( العديد – العد والحصر – الجمع والطرح )‬ ‫مرادف " اإلحصاء " ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫( التخلف – البداوة ‪ -‬الحياة )‬ ‫مقابل " الحضارة " ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫( الكوكب – الكيكب ‪ -‬الكيب)‬ ‫مفرد " الكواكب" ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫( حاج ‪ -‬حاجات ‪ -‬كالهما)‬ ‫جمع " حاجة "‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫دلل على أثر الحضارة العربية فى حضارة العالم ؟‬ ‫‪.2‬‬
‫ما الظواهر العجيبة في بقاء الحضارات ؟‬ ‫‪.3‬‬

‫س‪- 3‬‬
‫على أن الحضارة العربية قد ساهمت بنصيب أوفى جدا من هذا النصيب في التاريخ اإلنساني بعد ظهور الدعوة اإلسالمية وال‬
‫حاجة هنا أيضا إلى اإلسهاب في بيان المراجع واألسانيد ألننا قد نستغني عنها ببضع كلمات عربية ال تزال في لغات العرب‬
‫متكررة مترددة حتى اليوم وقد تغني داللتها عن داللة الشروح المطولة ألنها تدل على تغلغل الحضارة العربية في شئون‬
‫المعيشة اليومية التي تالزم المرء في داره وفي موطن عمله كما تالزمه في جده ولهوه ‪.‬‬
‫(أ) تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين لما يلي ‪:‬‬
‫( شاركت ‪ -‬سافرت ‪ -‬سابقت )‬ ‫مرادف " ساهمت " ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫( نرغب ‪ -‬نريد – نحتاج )‬ ‫مقابل " نستغنى " ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫( الشارح ‪ -‬الشريح ‪ -‬الشرح)‬ ‫مفرد " الشروح" ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫( المعايش‪ -‬المعاشات ‪ -‬المياعش)‬ ‫جمع " المعيشة"‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫(ب) بم ساهمت الحضارة العربية في التاريخ اإلنساني بعد ظهور الدعوة اإلسالمية ؟‬
‫(ج) دلل على تغلغل الحضارة العربية في شئون المعيشة اليومية ‪.‬‬

‫‪ â‬أبو الريحان البيروني‪ / f‬عبد الحليم منتصر‪á f‬‬


‫اعتراف المستشرقين بفضل البيرونى ‪.‬‬
‫البيرونى هو أحد العلماء الكبار الذين يتميز بهم العصر الذهبى للحضارة العلمية العربية ‪ ،‬يقول عنه أحد المستشرقين‬ ‫‪‬‬
‫"إنه أكبر عقلية علمية فى التاريخ وإنه من أضخم العقول التى ظهرت فى العالم وإنه أعظم علماء عصره ومن أعظم العلماء‬
‫فى كل العصور ‪ ،‬ويقول "مايرهوف" ‪ :‬اسم البيرونى أبرز اسم فى موكب العلماء الكبار واسعي األفق الذين تزدان بهم‬
‫الحضارة العلمية اإلسالمية ‪.‬‬

‫رأى المستشرق األمريكى "إيريوبوب" فى البيرونى ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫ويقول المستشرق األمريكى "إيريوبوب‪ -:‬فى أية قائمة تحوى أسماء أكابر العلماء يجب أن يكون السم البيرونى مكانة‬ ‫‪‬‬
‫رفيعة ومن المستحيل أن يكتمل أى بحث فى الرياضيات أو الفلك أو الجغرافيا أو التاريخ أو علم اإلنسان أو علم المعادن‬
‫دون اإلقرار بمساهمة البيرونى العظيمة فى كل علم من تلك العلوم ‪.‬‬
‫والحق أن قلة من المؤرخين األجانب هى التى أنصفت العلماء العرب أما األغلبية الساحقة فقد أعماها الحقد والتعصب فلم‬ ‫‪‬‬
‫تعترف لهم بأى فضل ‪ ،‬وكما تقول الدكتورة "سيجريد هونكة "‪" - :‬إنه من كل مائة كتاب تبحث فى تاريخ العلم يوجد‬
‫اثنان فقط يعترفان ببعض"‪.‬‬

‫األمة اإلسالمية منارة العلم ‪:‬‬


‫وفى الحق أن األمة العربية قد واتتها ظروف طيبة جعلت لها مركزًا قياديًا فى العلم ‪ ،‬نهلت من العلم اإلغريقى وترجمت‬ ‫‪‬‬
‫الكتب اإلغريقية والفارسية والهندية والسريانية ومن المستحيل أن نتصور أن أمة تنقل علوم أمة أخرى دون أن تكون قد‬
‫بلغت من التقدم العلمى والحضارى ما يؤهلها الستيعاب هذا العلم الذى تنقله وال تعرف أمة فى التاريخ عنيت بالعلم ‪ ،‬كما‬
‫عنيت األمة العربية بالعلم فى العصر اإلسالمى الزاهى ؛ حتى كان العلم والحركة العلمية جزءًا من حياتها وكيانها ‪.‬‬

‫حياة البيرونى ومكانته العلمية ‪:‬‬


‫ويعتبر البيرونى ثالث الثالثة الذين يزدهى بهم العلم فى كل عصر وآن ‪ ،‬سطعوا فى سماء الحضارة العلمية وكان كل منهم‬ ‫‪‬‬
‫هو األعلى كعبًا واألرسخ قدمًا فى علمه وفنه أما الثالثة فهم " اين سينا ‪ ،‬وابن الهيثم ‪ ،‬والبيرونى ‪ .‬وأما العصر الذى‬
‫نشأوا فيه هو الحقبة الممتدة من منتصف القرن الرابع الهجرى حتى منتصف القرن الخامس ‪.‬‬
‫وهو أبو الريحان محمد بن أحمد الفلكى ولد بضاحية من ضواحى خوارزم سنة ‪ 362‬هـ ‪ ،‬زار العواصم العربية ‪ ،‬وعاش‬ ‫‪‬‬
‫فى الهند زمنًا طويالً وتوفى فى سنة ‪ 440‬هـ ‪ ،‬بعد أن عمر نحو ثمانين عامًا حافلة بالبحث والتأليف والدراسة ولم‬
‫يقتصر على دراسة العلوم الطبيعية والرياضية والتأليف فيها ولكنه ألف فى التاريخ والجغرافيا كما ألف فى الفلك‬
‫والرياضيات والمثلثات‪.‬‬

‫رحالت البيرونى واسهاماته‪ f‬العليمة ‪:‬‬


‫وقد زار الهند فى حداثته وأمضى بها أربعين عامًا استقصى فيها حوادث الهند وأخبارها وأساطيرها' ووصف عاداتها‬ ‫‪‬‬
‫وأخالقها وأزياءها فى إفاضةٍ عجيبة وخرج على الناس بكتابه المشهور "تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة فى العقل أو‬
‫مرذولة" ‪ .‬ولقد أجمع النقاد على أن تأليفه فى التاريخ من خير المراجع الستطالع أخبار الشعوب الشرقية وحوادثها‬
‫وأساليب معيشتها ‪.‬‬

‫البيرونى يستقر فى البالط الغزنوى ‪:‬‬


‫ولما عاد البيرونى من الهند استقر فى البالط الغزنوى وأهدى' إلى السلطان المسعودى رسالة فى علم الفلك عنوانها‬ ‫‪‬‬
‫"القانون المسعودى فى الهيئة والنجوم " وهى عبارة عن كتاب ضخم يقع فى ثالثة أجزاء ويروى أن السلطان أراد أن‬
‫يكافئه على هذا العمل العظيم فأرسل إليه ثالثة جمال تنوء بأحمالها من نقود وفضة فردها البيرونى قائال ‪ :‬إنه إنما‬
‫يخدم العلم للعلم ‪ ،‬وفى السنة نفسها التى أخرج فيها البيرونى هذه الرسالة الفلكية كتب رسالة أخرى فى الهندسة‬
‫والحساب والتنجيم عنوانها "التفهيم ألوائل صناعة التنجيم" وله كتاب فى المادة الطبية "كتاب الصيدلة " كما ألف‬
‫كتابًا فى الجواهر عنوانه "الجماهر فى معرفة الجواهر" ورسالة فى المعادن ‪.‬‬

‫فضل الهند على البيرونى ‪:‬‬


‫لقد أفاد البيرونى أعظم فائدة من رحلة الهند ‪ ،‬فقد درس هناك العلوم اليونانية كما حذق (مهر فيها) العلوم الهندية‬ ‫‪‬‬
‫وقد نشر المستشرق' "سخاو" كتابه عن الهند كما نشر كتابه العظيم "اآلثار الباقية عن القرون الخالية"‪.‬‬
‫عبقرية البيرونى الفذة ‪:‬‬
‫والواقع أن البيرونى قد تميز فى فنون كثيرة متباينة غاية التباين مما يدل على أنه عبقرية نادرة المثال ‪ :‬فهو فى‬ ‫‪‬‬
‫التاريخ مؤرخ محقق مدقق ‪ ،‬واسع االطالع ‪ ،‬وفى الجيولوجيا جيولوجى ممتاز بشهادة الجيولوجيين المعاصرين وفى الفلك‬
‫فلكى ممتاز بشهادة الفلكيين المعاصرين وفى الرياضيات رياضى ممتاز بشهادة أساتذة الرياضيات المعاصرين ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫كتب البيرونى فى علم الفلك ‪:‬‬
‫لقد حصرت مؤلفات البيرونى ما بين مطبوع ومخطوط وموجود ومفقود فإذا بها تبلغ مائة وثمانين كتابًا ورسالة ‪ .‬وقد‬ ‫‪‬‬
‫كتب البيرونى معظم مؤلفاته باللغة العربية ‪ ،‬ولقد كان بارعًا فى الكتابة باللغة الفارسية كذلك ‪ ،‬وفى دور الكتب‬
‫األوربية جملة طيبة من مؤلفاته القيمة يرجع إليها المستشرقون' فى بحوثهم ودراساتهم ‪.‬‬
‫وللبيرونى رسالة فى األبعاد واألجرام يتكلم فيها عن مساحة األرض وبعد القمر من األرض ‪ ،‬ومقدار جرم القمر من جرم‬ ‫‪‬‬
‫األرض وقطر الشمس ومقدار ظل القمر ثم أبعاد وأحجام عطارد والزهرة والمريخ والمشترى' وزحل ‪ ....‬وإلخ‪.‬‬

‫خصال البيرونى الحميدة ‪:‬‬


‫وقد تميز البيرونى بالصفات األساسية التى تخلق العالم وتميزه من عبقرية فذة إلى ذكاء نادر متوقد مع صبر ومصابرة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ومثابرة وجلد على العمل قل أن عرف له نظير ‪ ،‬إلى دقة فى المالحظة وبراعة فى االستقرار مع زهد فى المال والسلطان‬
‫وعلو عن الصغائر حتى قيل عنه بحق "إن البيرونى مظهر من مظاهر الشمول وعدم التقيد بزمن ‪ ،‬شأن العقول العظيمة "‪.‬‬

‫تكريم بعض الدول للبيرونى ‪:‬‬


‫وأنه لفى اإلمكان تجميع عدد كبير من االقتباسات من مؤلفات البيرونى ‪ ،‬كتبها منذ أكثر من ألف سنة وإنها لتسبق كثيرًا‬ ‫‪‬‬
‫من المناهج العقلية التى يفترض اليوم أنها حديثة ‪.‬‬
‫لقد أصدرت أكاديمية العلوم السوفيتية' سنة ‪ 1951‬مجلدًا تذكاريًا بعنوان "البيرونى " نشر تحت إشراف المستشرق‬ ‫‪‬‬
‫تولستوف بمناسبة مرور ألف سنة هجرية على مولده ‪.‬‬
‫كما أصدر فى الهند المجلد التذكارى للبيرونى سنة ‪ 1951‬يحوى عشرات البحوث والمقاالت عن البيرونى وذلك احتفاالً‬ ‫‪‬‬
‫بذكراه واعترافًا بفضله على العلمِ واإلنسانية ِ‪.‬‬

‫المفردات‬
‫يتميز ‪ :‬يتفرد ‪ /‬الحضارة ‪ :‬التمدُن × البداوة ‪ /‬المستشرقين ‪ :‬المُخْتَصٌّ بِاللُّغَاتِ وَاآلدَابِ وَالعُلُومِ‬ ‫‪‬‬
‫الشَّرْقِيَّةِ ‪ /‬أضخم ‪ :‬أكبر‪ /‬أبرز ‪ :‬أظهر ‪ /‬موكب ‪ :‬جماعة ج مواكب ‪ /‬األفق ‪ :‬النَّاحية ج آفاقٌ األُفُق ‪ /‬تزدان ‪:‬‬
‫تَتزَيَّنَ ‪ ،‬تتَجَمَّلَ ‪ /‬تحوى ‪ :‬تحتويه ‪ /‬أكابر ‪ :‬م أكبر أشرف ‪ /‬مكانة‪ :‬منزلة ‪ /‬رفيعة ‪ :‬عالية × وضيعة ‪/‬‬
‫المستحيل ‪ :‬ما ال يمكن وقوعه × الجائز ‪ /‬اإلقرار ‪ :‬االعتراف ‪ /‬مساهمة ‪ :‬مشاركة ‪ /‬المؤرخين ‪ :‬كتاب التَّاريخ ‪/‬‬
‫أنصفت ‪ :‬عدلت ‪ /‬األغلبية ‪ :‬األكْثَرِيَّةٍ ‪ /‬الحقد ‪ :‬الكره ‪ /‬التعصب‪ :‬التشدد × التسامح ‪ /‬واتتها ‪ :‬طاوعتها ‪ /‬قياديًا ‪:‬‬
‫متقدما ‪ /‬نهلت ‪ :‬شربت حتى ارتوت × ظمأت ‪ /‬بلغت ‪ :‬حققت ‪ /‬يؤهلها ‪ :‬يعدَّها ‪ /‬استيعاب ‪ :‬فهْم ‪ /‬عنيت ‪ :‬اهتمت ‪/‬‬
‫الزاهى ‪ :‬المُشْرِقٌ' ‪ /‬كيانها ‪ :‬وجود ج كِيانات ‪ /‬يعتبر ‪ :‬يعد ‪ /‬يزدهي ‪ :‬يفتخر ‪ /‬آن ‪ :‬زمن ج آوِنَةٌ ‪ /‬سطعوا ‪:‬‬
‫ظَهَرَوا ‪ /‬األعلى كعبًا ‪:‬األرفع شأنا × األحقر ‪ /‬األرسخ ‪ :‬األثبت ‪ /‬نشأوا‪ :‬شبوا ونموا ‪ /‬الحقبة‪ :‬مدة من الزمن ج‬
‫حقب ‪ /‬ضاحية ‪ :‬ناحية ج ضواحٍ ‪ /‬حافلة ‪ :‬مليئة ‪ /‬يقتصر ‪ :‬يكْتَفَى بِهِ ‪ /‬أمضى ‪ :‬قضى‪ /‬أساطير ‪ :‬األباطيلُ‬
‫واألحاديثُ العَجيبةُ م أُسْطُورَةُ ‪ /‬عادات ‪ :‬م عَادَةُ ‪ /‬أزياء ‪ :‬الهيئةُ والمنظر م زي ‪ /‬إفاض ٍة ‪ :‬توسع ‪ /‬المشهور ‪:‬‬
‫× المغمور ‪ /‬مرذولة ‪ :‬رديئة ‪ /‬استقر ‪ :‬ثبت ‪ /‬البالط ‪ :‬قَصْر الحاكم ‪ /‬الهيئة ‪ :‬الحالة ‪ /‬ضخم ‪ :‬كبير ‪ /‬يروى ‪:‬‬
‫يحكي ‪ /‬يكافئه ‪ :‬يجازيه ‪ /‬تنوء ‪ :‬تثقل × تخف ‪ /‬أحمالها ‪ :‬أثقالها م حِمل ‪ /‬التنجيم ‪ :‬التنبؤ بالمستقبل ‪ /‬الجواهر ‪:‬‬
‫حقيقة الشيء م جَوهَر ‪ /‬الجماهر ‪ :‬الحَشْدٌ' ‪ ،‬والجَمْعٌ م جَمهَرة ‪ /‬حذق ‪ :‬مهر ‪ /‬الخالية ‪ :‬الماضية ‪ /‬تميز ‪ :‬انفرد ‪/‬‬
‫متباينة ‪ :‬مختلفة ‪ /‬غاية ‪ :‬النهاية ج غاي غايات ‪ /‬عبقرية ‪ :‬ذكاء شديد ‪ /‬نادرة ‪ :‬قليلة الحدوث ‪ /‬مدقق ‪ :‬متفحص ‪/‬‬
‫واسع االطالع ‪ :‬عالما بها ‪ /‬حصرت ‪ :‬جمعت ‪ /‬مفقود ‪ :‬ضائع ‪ /‬تبلغ ‪ :‬تصل إلى ‪ /‬بارعًا ‪ :‬متمكنا ‪ /‬جملة ‪ :‬مجموعة ‪/‬‬
‫طيبة ‪ :‬المقصود كثيرة ‪ /‬القيمة ‪ :‬المُسْتَقِيمَةٌ تُبَيِّنُ الحَقَّ مِنَ البَاطِلِ ‪ /‬األجرام ‪ :‬األجسام م جِرم ‪ /‬فذة ‪ :‬منفردة‬
‫‪ /‬ذكاء متوقد ‪ :‬ذكاء شديد ‪ /‬مصابرة ‪ :‬الصَّبر والتحمُّل ‪ /‬مثابرة ‪ :‬مواظبة ‪ /‬جلد ‪ :‬تحمل ‪ /‬نظير ‪ :‬مثيل وشبيه ج‬
‫نظراء ونظائر ‪ /‬زهد ‪ :‬تَرْكَ مَلَذَّاتِ الدُّنْيا ‪ /‬علو ‪ :‬سمو ‪ /‬الصغائر ‪ :‬الِتَوَافِهِ م الصغيرة ‪ /‬مظهر ‪ :‬مثال ‪/‬‬
‫اإلمكان ‪ :‬القدرة واالستطاعة ‪ /‬االقتباسات ‪ :‬ما ينقل ويؤخذ من الكتب وغيرها ‪ /‬أصدرت ‪ :‬نشرت ‪ /‬نشر ‪ :‬وزع ‪/‬‬
‫اعترافًا ‪ :‬تقريرا ِ‪.‬‬
‫المناقشة‪f‬‬

‫‪3‬‬
‫ماذا تعرف عن البيرونى ؟‬ ‫‪.1‬‬
‫البيرونى هو أحد العلماء الكبار الذين يتميز بهم العصر الذهبى للحضارة العلمية العربية ‪ ،‬يقول عنه أحد المستشرقين ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫"إنه أكبر عقلية علمية فى التاريخ ‪ ،‬وإنه من أضخم العقول التى ظهرت فى العالم وإنه أعظم علماء عصره ومن أعظم‬
‫العلماء فى كل العصور‪.‬‬

‫ماذا قال المستشرق " مايرهوف " عن البيرونى ؟‬ ‫‪.2‬‬


‫يقول "مايرهوف" ‪ :‬اسم البيرونى أبرز اسم فى موكب العلماء الكبار واسعى األفق الذين تزدان بهم الحضارة العلمية‬ ‫‪‬‬
‫اإلسالمية ‪.‬‬

‫اذكر رأى المستشرق األمريكى "إيريوبوب " فى البيرونى ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬


‫يقول المستشرق' األمريكى "إيريوبوب ‪ :‬فى أية قائمة تحوى أسماء أكابر العلماء يجب أن يكون السم البيرونى مكانة‬ ‫‪‬‬
‫رفيعة ومن المستحيل أن يكتمل أى بحث فى الرياضيات أو الفلك أو الجغرافيا أو التاريخ أو علم اإلنسان أو علم المعادن‬
‫دون اإلقرار بمساهمة البيرونى العظيمة فى كل علم من تلك العلوم ‪.‬‬

‫تحدث عن موقف المؤرخين األجانب من العلماء العرب ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬


‫الحق أن قلة من المؤرخين األجانب هى التى أنصفت العلماء العرب أما األغلبية الساحقة فقد أعماها الحقد والتعصب فلم‬ ‫‪‬‬
‫تعترف لهم بأى فضل ‪ ،‬وكما تقول الدكتورة "سيجريد هونكة " ‪ :‬إنه من كل مائة كتاب تبحث فى تاريخ العلم يوجد‬
‫اثنان فقط يعترفان ببعض‪.‬‬

‫كيف أصبحت األمة العربية منارة ومركزا قياديا للعلم فى العالم ؟‬ ‫‪.5‬‬
‫إن األمة العربية قد واتتها ظروف طيبة جعلت لها مركزًا قياديًا فى العلم ‪ ،‬نهلت من العلم اإلغريقى وترجمت الكتب‬ ‫‪‬‬
‫اإلغريقية والفارسية والهندية والسريانية ‪.‬‬

‫كيف ساهمت الحضارات األخرى فى التقدم العلمى للعرب ؟‬ ‫‪.6‬‬


‫لقد ساهمت الحضارات األخرى فى التقدم العلمى للعرب ألنه من المستحيل أن نتصور أن أمة تنقل علوم أمة أخرى دون أن‬ ‫‪‬‬
‫تكون قد بلغت من التقدم العلمى والحضارى ما يؤهلها الستيعاب هذا العلم الذى تنقله ‪.‬‬

‫ما مدى عناية األمة اإلسالمية بالعلم ؟‬ ‫‪.7‬‬


‫ال تعرف أمة فى التاريخ عنيت بالعلم ‪ ،‬كما عنيت األمة العربية به فى العصر اإلسالمى الزاهى ؛ حتى كان العلم والحركة‬ ‫‪‬‬
‫العلمية جزءًا من حياتها وكيانها ‪.‬‬

‫وضح مكانة البيرونى بين العلماء الذين سطعوا فى سماء العلم ‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫يعتبر البيرونى ثالث الثالثة الذين يزدهى بهم العلم فى كل عصر وآن ‪ ،‬سطعوا فى سماء الحضارة العلمية وكان كل منهم‬ ‫‪‬‬
‫هو األعلى كعبًا واألرسخ قدمًا فى علمه وفنه وهم ‪ :‬ابن سينا ‪ ،‬وابن الهيثم ‪ ،‬والبيرونى ‪.‬‬

‫فى أى حقبة زمنية ظهروا ؟‬ ‫‪.9‬‬


‫أما العصر الذى نشأوا فيه هو الحقبة الممتدة من منتصف القرن الرابع الهجرى حتى منتصف القرن الخامس ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫متى وأين ولد أبو الريحان البيرونى ؟‬ ‫‪.10‬‬


‫ولد أبو الريحان محمد بن أحمد الفلكى بضاحية من ضواحى خوارزم سنة ‪ 362‬هـ ‪ ،‬زار العواصم العربية ‪ ،‬وعاش' فى‬ ‫‪‬‬
‫الهند زمنًا طويالً وتوفى فى سنة ‪ 440‬هـ ‪ ،‬بعد أن عمر نحو ثمانين عامًا ‪.‬‬

‫حياة البيرونى حافلة بالبحث والتأليف والدراسة ‪ ..‬وضح ذلك ‪.‬‬ ‫‪.11‬‬

‫‪3‬‬
‫كانت حياة البيرونى حافلة بالبحث والتأليف والدراسة ولم يقتصر على دراسة العلوم الطبيعية والرياضية والتأليف فيها‬ ‫‪‬‬
‫ولكنه ألف فى التاريخ والجغرافيا كما ألف فى الفلك والرياضيات والمثلثات ‪.‬‬

‫تحدث عن رحالت البيرونى واسهاماته العلمية ‪.‬‬ ‫‪.12‬‬


‫لقد زار البيرونى الهند فى حداثته وأمضى بها أربعين عامًا استقصى فيها حوادث الهند وأخبارها وأساطيرها ووصف‬ ‫‪‬‬
‫عاداتها وأخالقها وأزياءها فى إفاضةٍ عجيبة وخرج على الناس بكتابه المشهور "تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة فى‬
‫العقل أو مرذولة" ‪.‬‬

‫اذكر رأى النقاد فى كتاب البيرونى (تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة فى العقل أو مرذولة) ؟‬ ‫‪.13‬‬
‫لقد أجمع النقاد على أن تأليفه فى التاريخ من خير المراجع الستطالع أخبار الشعوب الشرقية وحوادثها وأساليب معيشتها ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عاش البيرونى للعلم ولم يرد التكسب‪ f‬منه ‪ ..‬دلل على صحة هذه العبارة ‪.‬‬ ‫‪.14‬‬
‫ولما عاد البيرونى من الهند استقر فى البالط الغزنوى وأهدى' إلى السلطان المسعودى رسالة فى علم الفلك عنوانها‬ ‫‪‬‬
‫"القانون المسعودى فى الهيئة والنجوم " وهى عبارة عن كتاب ضخم يقع فى ثالثة أجزاء ويروى أن السلطان أراد أن‬
‫يكافئه على هذا العمل العظيم فأرسل إليه ثالثة جمال تنوء بأحمالها من نقود وفضة فردها البيرونى قائال ‪ :‬إنه إنما‬
‫يخدم العلم للعلم ‪.‬‬

‫اذكر بعض الرسائل التى كتبها البيرونى بعد عودته من الهند ؟‬ ‫‪.15‬‬
‫كتب البيرونى رسالة أخرى فى الهندسة والحساب والتنجيم عنوانها "التفهيم ألوائل صناعة التنجيم" ‪ ،‬وله كتاب فى‬ ‫‪‬‬
‫المادة الطبية "كتاب الصيدلة" ‪ ،‬كما ألف كتابًا فى الجواهر عنوانه "الجماهر فى معرفة الجواهر" ورسالة فى المعادن ‪.‬‬

‫ما فضل الهند على البيرونى ؟‬ ‫‪.16‬‬


‫لقد أفاد البيرونى أعظم فائدة من رحلة الهند ‪ ،‬فقد درس هناك العلوم اليونانية كما حذق العلوم الهندية وقد نشر‬ ‫‪‬‬
‫المستشرق "سخاو" كتابه عن الهند كما نشر كتابه العظيم "اآلثار الباقية عن القرون الخالية"‪.‬‬

‫دلل على عبقرية البيرونى الفذة ‪.‬‬ ‫‪.17‬‬


‫تميز البيرونى فى فنون كثيرة متباينة غاية التباين مما يدل على أنه عبقرية نادرة المثال ‪ :‬فهو فى التاريخ مؤرخ‬ ‫‪‬‬
‫محقق مدقق ‪ ،‬واسع االطالع ‪ ،‬وفى الجيولوجيا جيولوجى ممتاز بشهادة الجيولوجيين المعاصرين وفى الفلك فلكى ممتاز‬
‫بشهادة الفلكيين المعاصرين وفى الرياضيات رياضى ممتاز بشهادة أساتذة' الرياضيات المعاصرين ‪.‬‬

‫تحدث عن اسهامات البيرونى فى علم الفلك ‪.‬‬ ‫‪.18‬‬


‫لقد حصرت مؤلفات البيرونى ما بين مطبوع ومخطوط وموجود ومفقود فإذا بها تبلغ مائة وثمانين كتابًا ورسالة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ما اللغة التى كتب البيرونى كتبه ورساالته ؟‬ ‫‪.19‬‬


‫كتب البيرونى معظم مؤلفاته باللغة العربية ‪ ،‬ولقد كان بارعًا فى الكتابة باللغة الفارسية كذلك ‪ ،‬وفى دور الكتب‬ ‫‪‬‬
‫األوربية جملة طيبة من مؤلفاته القيمة يرجع إليها المستشرقون' فى بحوثهم ودراساتهم ‪.‬‬

‫للبيرونى رسالة فى األبعاد واألجرام ‪ .‬وضح ‪.‬‬ ‫‪.20‬‬


‫وللبيرونى رسالة فى األبعاد واألجرام يتكلم فيها عن مساحة األرض وبعد القمر من األرض ‪ ،‬ومقدار جرم القمر من جرم‬ ‫‪‬‬
‫األرض وقطر الشمس ومقدار ظل القمر ثم أبعاد وأحجام عطارد والزهرة والمريخ والمشترى' وزحل ‪ ....‬وإلخ‪.‬‬

‫ما الصفات األساسية التى جعلت من البيرونى عالما بالغ الذكاء ؟‬ ‫‪.21‬‬
‫وقد تميز البيرونى بالصفات األساسية التى تخلق العالم وتميزه من عبقرية فذة إلى ذكاء نادر متوقد مع صبر ومصابرة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ومثابرة وجلد على العمل قل أن عرف له نظير ‪ ،‬إلى دقة فى المالحظة وبراعة فى االستقرار مع زهد فى المال والسلطان‬
‫وعلو عن الصغائر حتى قيل عنه بحق "إن البيرونى مظهر من مظاهر الشمول وعدم التقيد بزمن ‪ ،‬شأن العقول العظيمة "‪.‬‬

‫( سبق البيرونى عصره بمئات السنين ) دلل على صدق هذه العبارة ‪.‬‬ ‫‪.22‬‬

‫‪3‬‬
‫وأنه لفى اإلمكان تجميع عدد كبير من االقتباسات من مؤلفات البيرونى ‪ ،‬كتبها منذ أكثر من ألف سنة وإنها لتسبق كثيرًا‬ ‫‪‬‬
‫من المناهج العقلية التى يفترض اليوم أنها حديثة ‪.‬‬
‫كيف كرمت بعض الدول اسهامات‪ f‬البيرونى ؟‬ ‫‪.23‬‬
‫لقد أصدرت أكاديمية العلوم السوفيتية' سنة ‪1951‬م مجلدًا تذكاريًا بعنوان " البيرونى " نشر تحت إشراف المستشرق'‬ ‫‪‬‬
‫تولستوف بمناسبة مرور ألف سنة هجرية على مولده ‪.‬كما أصدر فى الهند المجلد التذكارى للبيرونى سنة ‪1951‬م يحوى‬
‫عشرات البحوث والمقاالت عن البيرونى وذلك احتفاالً بذكراه واعترافًا بفضله على العلمِ واإلنسانية ِ‪.‬‬
‫‪ ‬الواجب ‪‬‬
‫س‪-1‬‬
‫البيرونى هو أحد العلماء الكبار الذين يتميز بهم العصر الذهبى للحضارة العلمية العربية ‪ ،‬يقول عنه أحد المستشرقين "إنه‬
‫أكبر عقلية علمية فى التاريخ وأنه من أضخم العقول التى ظهرت فى العالم وإنه أعظم علماء عصره ومن أعظم العلماء فى كل‬
‫العصور ‪ ،‬ويقول "مايرهوف" ‪ :‬اسم البيرونى أبرز اسم فى موكب العلماء الكبار واسعى األفق الذين تزدان بهم الحضارة‬
‫العلمية اإلسالمية ‪.‬‬
‫(أ) تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين لما يلي ‪:‬‬
‫( أكبر ‪ -‬أقل ‪ -‬أكثر)‬ ‫مرادف " أضخم " ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫( أحقر ‪ -‬أقل – أخفى)‬ ‫مقابل " أبرز " ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫( العصير ‪ -‬العصار – العصر)‬ ‫مفرد " العصور " ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫( االفاق ‪ -‬اآلفاق ‪ -‬األفاق)‬ ‫جمع " األفق "‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫(ب) دللت الفقرة على أن البيرونى من أعظم علماء التاريخ ‪ .‬وضح ذلك ‪.‬‬
‫‪ -2‬ما رأيك فى موقف بعض علماء الغر ب من علمائنا ؟‬ ‫(ج)‪ -1‬اذكر رأى المستشرق "مايرهوف" فى البيرونى ‪.‬‬
‫س‪-2‬‬
‫ويقول المستشرق األمريكى "إيريوبوب‪ -:‬فى أية قائمة تحوى أسماء أكابر العلماء يجب أن يكون السم البيرونى مكانةرفيعة‬
‫ومن المستحيل أن يكتمل أى بحث فى الرياضيات أو الفلك أو الجغرافيا أو التاريخ أو علماإلنسان أو علم المعادن دون‬
‫اإلقراربمساهمة البيرونى العظيمة فى كل علم من تلك العلوم ‪ .‬والحق أن قلة من المؤرخين األجانب هى التى أنصفت العلماء‬
‫العرب أما األغلبيةالساحقة فقد أعماها الحقدوالتعصب فلم تعترف لهم بأى فضل ‪.‬‬
‫(أ) تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين لما يلي ‪:‬‬
‫( تضم ‪ -‬تشمل ‪ -‬كالهما)‬ ‫مرادف " تحوى " ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫( األقلية ‪ -‬األكثرية ‪ -‬الوسطية)‬ ‫مقابل " األغلبية " ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫( العالم ‪ -‬العليم ‪ -‬العلم)‬ ‫مفرد " العلوم" ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫(فضول ‪ -‬أَفْضَالٌ ‪ -‬كالهما)‬ ‫جمع " فضل"‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫(ب) ماذا قال المستشرق األمريكى "إيريوبوب " عن البيرونى ؟‬
‫‪ -2‬ماذا كان يحدث لو ‪ :‬لم ندرس تاريخ البيرونى ؟‬ ‫(ج)‪ -1‬اذكر موقف المؤرخين األجانب من إنصاف العلماء العرب ؟‬
‫س‪- 3‬‬
‫• والواقع أن البيرونى قد تميز فى فنون كثيرة متباينة غاية التباين مما يدل على أنه عبقرية نادرة المثال ‪ :‬فهو فى‬
‫التاريخ مؤرخ محقق مدقق ‪ ،‬واسع االطالع ‪ ،‬وفى الجيولوجيا جيولوجى ممتاز بشهادة الجيولوجيين المعاصرين وفى الفلك‬
‫فلكى ممتاز بشهادة الفلكيين المعاصرين وفى الرياضيات رياضى ممتاز بشهادة أساتذة الرياضيات المعاصرين ‪.‬‬
‫(أ) تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين لما يلي ‪:‬‬
‫( مختلفة ‪ -‬متفقة ‪ -‬متفاوتة)‪.‬‬ ‫مرادف " متباينة " ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫( المحدثين ‪ -‬األقدمين ‪ -‬الوسطيين)‪.‬‬ ‫مقابل " المعاصرين " ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫( المعصر ‪ -‬المعاصر ‪ -‬المعصرة)‪.‬‬ ‫مفرد " المعاصرين " ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫(رياضيان ‪ -‬رياضيات ‪ -‬رياضيون)‪.‬‬ ‫جمع " رياضى "‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫(ب) ما الفنون التى تميز فيها البيرونى ؟‬

‫‪3‬‬
‫‪ -2‬ما الذى تستفيده من دراستك لحياة البيرونى ؟ ولماذا ؟‬ ‫(ج) ‪ -1‬اذكر بعض مؤلفات البيرونى التى أعجبتك' ‪.‬‬
‫‪ â‬القدس مدينة عربية إسالمية ‪ /‬حسنين محمد ربيع ‪á‬‬
‫مكانة القدس ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫القدس أو أورشليم أو دار السالم أو مدينة العدل أو يبوس أو إيلياء هي مجتلي عين موسي ‪ ,‬ومهوى قلب عيسي ومسري‬ ‫‪‬‬
‫ومعراج نبينا محمد – عليه الصالة والسالم – وهي قدس األديان الثالثة وقبلة اإلسالم األولي ‪ ,‬ومعبد الشرق والغرب ‪,‬‬
‫وأروع مدن العرب الكنعانيين ‪ ,‬ورمز وحدة دين اهلل الواحد القهار ‪ .‬بوركت وبورك ما حولها ‪ ,‬كانت درة متألقة في‬
‫تاريخ العرب والمسلمين عبر العصور ‪ ,‬وكانت زهرة المدائن وما تزال ‪.‬‬

‫ادعاءات وأكاذيب يهودية ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫وإذا كان اليهود قد نشروا األكاذيب ‪ ,‬وزيفوا الحقائق فيما يتعلق بالقدس ‪ ,‬وحاولوا إقناع العالم زورا وبهتانا بأنهم هم‬ ‫‪‬‬
‫الذين أنشأوا وشيدوا مدينة القدس ‪ ,‬وأقاموا مؤتمرات واحتفاالت ضخمة في اآلونة األخيرة بمناسبة مرور ثالثة آالف‬
‫عام علي إنشائهم إياها ‪ ,‬فإن المصادر التاريخية واألثرية القديمة ‪ ,‬تكشف أكاذيب اليهود وادعاءاتهم الباطلة بأنهم‬
‫شيدوا مدينة القدس منذ ثالثة آالف عام ‪ ,‬واألدلة علي ذلك تحيكها فصول من التاريخ ‪.‬‬

‫القدس مدينة عربية ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫والذي تؤكده المصادر التاريخية القديمة أن مدينة القدس مدينة عربية خالصة ‪ ,‬أنشأها العرب الكنعانيون منذ آالف‬ ‫‪‬‬
‫السنين ‪ ,‬وكانوا يسمونها " أورسالم " أي مدينة السالم ‪ ,‬وقد وفد الكنعانيون من شبه الجزيرة العربية في األلف الرابع‬
‫قبل الميالد ‪ ,‬وكلمة كنعان في العربية القديمة تعني خشونة األرض ‪ ,‬ومن ثم صالبة أهلها وبأسهم ‪ ,‬وتفرع عن الكنعانية‬
‫بطون عدة من عموريين ويبوسيين وآراميين وفينيقيين وغيرهم ‪.‬‬

‫السماحة في اإلسالم ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫وفي العصر اإلسالمي وصل الخليفة عمر بن الخطاب إلي بيت المقدس قادما من المدينة المنورة ‪ ,‬وقابل البطريق "‬ ‫‪‬‬
‫صفرونيوس " فوق جبل الزيتون ‪ ,‬وأملي عهده المشهور بالعهدة العمرية إذ أعطي الخليفة أهل إيلياء أي القدس أمانا‬
‫ألنفسهم وأموالهم ‪ ,‬ولكنائسهم وصلبانهم ‪ ,‬فال تسكن كنائسهم وال تهدم ‪ ,‬وال يكرهون علي دينهم ‪ ,‬وال يضار أحد منهم‬
‫وورد في هذا العهد نص في غاية األهمية هو ‪ " :‬وال يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود " ‪.‬‬
‫وقد زار الخليفة عمر – رضي اهلل عنه – كنيسة القيامة ‪ ,‬وحان وقت صالة الظهر ‪ ,‬فأشار عليه البطريق " صفرونيوس‬ ‫‪‬‬
‫" بأن يصلي مكانه ‪ ,‬ولكن الخليفة أبي أن يصلي داخل الكنيسة حتى ال يتخذها المسلمون من بعده مسجدا ‪ ,‬وصلي خارج‬
‫الكنيسة ‪ ,‬ثم زار الخليفة عمر بن الخطاب بعد ذلك الصخرة المقدسة ‪ ,‬وأمر أن يقام فوقها مسجدا ‪ ,‬فشرع المسلمون في‬
‫إقامة مسجد من الخشب ‪.‬‬

‫القدس مدينة عريبة إسالمية ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫منذ ذلك التاريخ أصبحت مدينة القدس إسالمية تابعة في إدارتها طبقا للتقسيم اإلداري لجند فلسطين ووفدت القبائل‬ ‫‪‬‬
‫العربية إلي الشام ‪ ,‬ودخلت هذه القبائل في التكوين االجتماعي للمدن القديمة مثل دمشق وحلب والقدس ‪ ,‬وأصبح العنصر‬
‫العربي اإلسالمي بمرور الوقت هو العنصر الغالب في القدس بكل ما يحمله من المقومات الحضارية والدينية ‪.‬‬

‫األمويون يبنون المسجد األقصى وقبة الصخرة ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫وبعد قيام الدولة األموية بدأ الخليفة عبد الملك بن مروان في بناء المسجد األقصى ومسجد قبة الصخرة ‪ ,‬وجمع لذلك‬ ‫‪‬‬
‫أمهر المهندسين والبنائين من أنحاء الدولة اإلسالمية ‪ ,‬وخصص لبناء مسجد القبة والمسجد األقصى خراج مصر سبع سنوات‬
‫متتالية ‪ ,‬وعندما توفي الخليفة عبد الملك سنة ‪86‬هـ ‪705 /‬م خلفه ابنه الوليد بن عبد الملك فاستكمل' بعض اإلضافات‬
‫للمسجد األقصى الذي جاء بناؤه غاية في الفخامة واإلبداع وبلغ طوله ‪80‬مترا وعرضه ‪55‬مترا ‪ ,‬ويقوم علي ‪53‬‬
‫عمودا من الرخام و‪ 49‬سارية مربعة مبنية من الحجر القدسي الجميل ‪ ,‬وكان له ‪ 50‬بابا وسبعة محاريب ‪.‬‬

‫رحالت الحج المسيحية دليل تسامح اإلسالم ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫ومن دالئل تسامح' اإلسالم وعظمته واحترامه للديانات أمد الوجود اإلسالمي في القدس لم يؤد إلي توقف رحالت هؤالء إلي‬ ‫‪‬‬
‫األراضي المقدسة ‪ ,‬بل وجد الحجاج المسيحيون األمان والسالم في ظل الحكم اإلسالمي لقرون طويلة حتى نهاية القرن‬
‫الحادي عشر الميالدي وعاشوا في سالم مع المسلمين ‪.‬‬

‫الحمالت الصليبية تبعث فكرة الجهاد اإلسالمي ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫وقد استفاد المسلمون فائدة كبيرة مما حدث في القدس علي أيدي الصليبيين فقد استشرت فكرة الجهاد اإلسالمي وتم‬ ‫‪‬‬
‫إحياؤها للقضاء علي الوجود الصليبي في بالد الشام ‪.‬‬
‫نور الدين يوحد مصر والشام ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ورأي نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي – الذي كان والده حاكما للموصل – أن الجهاد ضد الصليبيين لن يتم إال‬ ‫‪‬‬
‫بتوحيد الجبهة اإلسالمية والقضاء علي الخالفة الفاطمية الشيعية وإعادة مصر إلي حظيرة الخالفة العباسية السنية ‪,‬‬
‫وبالتالي وضع الصليبيين بين شقي الرحى وتحقق أمل نور الدين فقد استولي علي دمشق سنة ‪ 1154‬م وقربت النهاية‬
‫المحتومة للصليبيين عندما استولي اثنان من قادة نور الدين ‪ ,‬هما ‪ :‬أسد الدين شيركوه وابن أخيه صالح الدين األيوبي‬
‫علي مصر سنة ‪ 1168‬م بعد ثالث محاوالت متتالية وتم القضاء علي الخالفة الفاطمية الشيعية سنة ‪ 1171‬م ‪.‬‬
‫معركة حطين وعبقرية صالح الدين وتحرير بيت المقدس ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وأصبح صالح الدين هو المتحكم في حلقة القوي اإلسالمية ‪ ,‬واستطاع في الرابع من يوليو سنة ‪ 1187‬م أن يتوج أعماله‬ ‫‪‬‬
‫اإلسالمية ضد الصليبيين بانتصاره الرائع في معركة حطين فغدت قالع ومدن الصليبيين في بالد الشام تحت رحمته ومضي‬
‫يفتح البالد والمدن الصليبية واحدة بعد أخري فتحا متواصال ‪ ,‬وبدال من أن يتجه إلي القدس ليستولي عليها استيالء آمنا‬
‫سهال إذا به يتجه صوب عكا أوال ‪ ,‬وكان ذلك مظهرا من مظاهر عبقرية صالح الدين الحربية وبعد نظره إذ اختار أن يبدأ‬
‫أوال باالستيالء علي المدن الصليبية الساحلية ليحرم الصليبيين من قواعدهم البحرية التي تربطهم بالغرب األوروبي قبل‬
‫أن يتوجه إلي القدس ‪.‬‬
‫خطبة أول يوم جمعة في المسجد األقصى بعد تحريره‬ ‫‪‬‬
‫وفي يوم الجمعة رابع شعبان سنة ‪ 583‬هـ ‪ 9 /‬أكتوبر ‪1187‬م ‪ ,‬دخل صالح الدين المسجد األقصى وصلي في قبة‬ ‫‪‬‬
‫الصخرة ‪ ,‬وشكر اهلل علي توفيقه ونصره ‪ ,‬وتقدم القاضي محي الدين بن زكي الدين ليخطب أول خطبة للجمعة بعد الفتح ‪,‬‬
‫فصعد المنبر وخطب خطبة بليغة جاء فيها عن القدس أنه ‪ " :‬أولي القبلتين ‪ ,‬وثاني المسجدين وثالث الحرمين ‪ ,‬ال تشد‬
‫الرحال بعد المسجدين إال إليه ‪ ,‬وال تعقد الخناصر بعد المواطنين إال عليه ‪ ,‬ووجه الخطيب كالمه إلي الجند قائال ‪:‬‬
‫فطوبي لكم من جيش ظهرت علي أيديكم المعجزات النبوية ‪ ,‬والوقعات البدرية والعزمات الصديقية ‪ ,‬والفتوح العمرية ‪,‬‬
‫والجيوش العثمانية والفتكات العلوية جددتم لإلسالم أيام القدسية ‪ ,‬والوقعات اليرموكية والمناوالت الخيبرية فجزاكم اهلل‬
‫عن محمد نبيه أفضل الجزاء وتقبل منا ومنكم ما تقربتم به إليه من مهراق الدماء ‪ ,‬وأثابكم الجنة فهي دار السعداء "‪.‬‬
‫عودة السيادة اإلسالمية الممتدة ازدهارا للقدس ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وهكذا طهر صالح الدين القدس ‪ ,‬وجعل كلمة اهلل هي العليا باستثناء فترة الخمسة عشر عاما التي خضعت فيها القدس بعد‬ ‫‪‬‬
‫ذلك للحكم الصليبي ( ‪ ) 1244 – 1229‬فإن المدينة عادت للسيادة اإلسالمية في سنة ‪1244‬م لتنعم بالسالم‬
‫واألمان ‪ ,‬وينعم أهلها وزوارها باألمن وحرية العبادة ‪ ,‬وانتعشت التجارة واألحوال االقتصادية فكثرت األسواق والخانات‬
‫والقياسر فضال عن كثرة المؤسسات الخيرية والعلمية والدينية واألسبلة والحمامات ولم يعكر صفو هدوئها شيء طوال‬
‫الفترة الباقية من العصور الوسطي وحتى الحرب العالمية األولي ‪.‬‬
‫اللغويات‬
‫القدس‪ :‬معناها الطهر و البركة ‪ -‬مجتلى ‪ :‬أي نور ‪ -‬مسرى ‪ :‬أي السير ليالً ‪ -‬معراج ‪ :‬صعود ‪ -‬زيفوا ‪ :‬زوروا ‪ ،‬غشوا ‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫زوراً ‪ :‬كذباً ‪ ،‬باطالً × حقاً ‪ -‬بهتانا ً ‪ :‬كذباً و افتراءً مادتها [ بهت ] × صدقاً ‪ -‬ا ّدعاء ‪ :‬زعم باطل ‪ -‬بطون ‪:‬‬
‫فروع م بطن ‪ -‬البِ ْ‬
‫ط ِريق ‪ :‬كل عظيم أو قائد من قواد الروم ج بطارقة ‪ -‬خَ َراج مصر ‪ :‬ضريبة كانت تدفع على البالد‬
‫المفتوحة ج أَخْراج ‪ ،‬أَخرِجَة جج أَخَارِيجُ ‪ -‬السارية ‪ :‬العمود ج السواري ‪ -‬محاريب ‪ :‬م مِحْراب و هو مكان وقوف‬
‫اإلمام في المسجد للصالة ‪ -‬استشرت ‪ :‬عظُمت وانتشرت' × انحسرت ‪ ،‬اختفت ‪ -‬الجهاد ‪ :‬النضال ‪ ،‬الكفاح ‪ ،‬القتال في‬
‫سبيل اهلل ‪ -‬حظيرة الخالفة ‪ :‬أي حمايتها ج حَظَائِر‪ ،‬حِظار ‪ِ -‬شقَّي ‪ :‬جانبي ‪ ،‬نصفي‪ -‬الرحى ‪ :‬األداة التي يُطْحَن بها ج‬

‫‪3‬‬
‫أرحاء ‪ ،‬أرحية‪ -‬شقي الرحى ‪ :‬كناية عن الوضع شديد الصعوبة ‪ -‬محتومة ‪ :‬مقدَّرة ‪ ،‬والبد منها ‪ -‬صوب ‪ :‬تجاه ‪ -‬شد‬
‫الرحال ‪ :‬أي االستعداد للسفر ‪ -‬خناصر ‪ :‬م خِنْصَر‪ ،‬خِنْصِر ‪ ،‬وهو اإلصبع الصغيرة‪ -‬تعقد الخناصر عليه ‪ :‬أي أمر يُهتَم‬
‫به ويصان ويحفَظ ‪ -‬طُوبَى لكم ‪ :‬السعادة و الخير لكم ‪ -‬الوقعة ‪ :‬الحرب ‪ -‬البدرية ‪ :‬نسبة لغزوة بدر ‪ -‬الصديقية ‪ :‬نسبة‬
‫لسيدنا أبي بكر ‪ -‬العمرية ‪ :‬نسبة لسيدنا عمر بن الخطاب ‪ -‬العثمانية ‪ :‬نسبة لسيدنا عثمان بن عفان ‪ -‬الفتكات ‪ :‬الهجمات‬
‫الشجاعة الجريئة ‪ -‬العلوية ‪ :‬نسبة لسيدنا علي بن أبي طالب ‪ -‬مهراق الدماء ‪ :‬الدم المصبوب المسكوب ‪ -‬أثابكم ‪ :‬جازاكم‬
‫و كافأكم ‪ -‬الخانات ‪ :‬م خان ‪ ،‬وهو المتجر ‪ ،‬الفندق ‪ -‬القيان ‪ :‬المغنيات م قينة ‪ -‬األسبلة ‪ :‬أماكن للشرب م سبيل ‪ -‬صفو‬
‫‪ :‬جمال ‪ ،‬هدوء × كدر ‪.‬‬
‫س & جـ‬
‫س‪ : 1‬ما األسماء التي أطلقت على مدينة القدس ؟‬
‫أطلق عليها أورشليم ‪ -‬دار السالم ‪ -‬مدينة العدل ‪ -‬يبوس ‪ -‬إيلياء ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫س ‪ :2‬للقدس مكانة عظيمة عند األنبياء وعند كل البشر‪ .‬وضح ‪.‬‬


‫بالفعل فالقدس مجتلى (نور) عين موسى ‪ ،‬ومهوى قلب عيسى ‪ ،‬ومسرى' ومعراج نبينا محمد ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪، -‬‬ ‫‪‬‬
‫وهي قدس األديان الثالثة وقبلة اإلسالم األولى ‪ ،‬ومعبد الشرق و الغرب ‪ ،‬ورمز وحدة دين اهلل الواحد القهار ‪.‬‬

‫س‪ : 3‬ما أكاذيب اليهود المستمرة حول القدس و التي حاولوا إقناع العالم بها ؟ وما الذي يكشف كذبهم ؟‬
‫ادعوا أنهم هم الذين أنشئوا مدينة القدس منذ ثالثة آالف عام ‪ ،‬وأقاموا مؤتمرات واحتفاالت ضخمة إلقناع العالم بهذا‬ ‫‪‬‬
‫الزيف و البهتان و الذي يكشف كذبهم المصادر التاريخية و األثرية القديمة ‪.‬‬

‫س‪ : 4‬دلل على عروبة القدس ‪ .‬أو تؤكد المصادر التاريخية عروبة القدس ‪ .‬وضح ‪.‬‬
‫الدليل على عروبة القدس ‪ :‬أن الذي أنشأها العرب الكنعانيون منذ آالف السنين ‪ ،‬وكانوا يسمونها (أورسالم) أي مدينة‬ ‫‪‬‬
‫السالم ‪ .‬والكنعانيون قد قدموا من شبه الجزيرة العربية واستوطنوها في األلف الرابع قبل الميالد ‪.‬‬

‫س‪ : 5‬ماذا تعني كلمة (كنعان) في اللغة العربية القديمة ؟ وما البطون (الفروع) التي تفرع لها الكنعانيون ؟‬
‫تعني خشونة األرض ‪ ،‬وهذا دليل على صالبة وشدة أهلها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وقد تفرع الكنعانيون إلى ‪ :‬عموريين و يبوسيين وآراميين و فينيقيين وغيرهم ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫س‪ : 6‬ما المقصود بالعهدة العمرية ؟ وعال َم تدل ؟‬


‫المقصود بالعهدة العمرية ‪ :‬إعطاء أهل إيلياء (القدس) أماناً ألنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم ‪ :‬فال تُسكن كنائسهم و‬ ‫‪‬‬
‫ال تهدم وال يكرهون على دينهم و ال يضار منهم أحد ‪ .‬وهي تدل على التسامح اإلسالمي الرائع وسمو مبادئه ‪.‬‬

‫س‪ : 7‬للخليفة عمر بن الخطاب ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬مواقف تدل على بُعد نظر الحاكم واستشرافه للمستقبل ‪ .‬وضح ‪.‬‬
‫بالفعل فعندما أملى العهدة العمرية وضع نص غاية في األهمية فيه وهو ‪( :‬ال يسكن بإيلياء أحد من اليهود) ؛ حتى ال‬ ‫‪‬‬
‫يدّعوا أنهم أصحاب األرض كما نرى اآلن – كما أنه رفض أن يصلي في كنيسة القيامة ؛ حتى ال يتخذها المسلمون ‪ -‬من‬
‫بعده ‪ -‬مسجداً وصلى خارجها ‪ ،‬وعندما زار الصخرة المقدسة' أمر أن يقام فوقها مسجد ‪.‬‬

‫س‪ : 8‬متى أصبح العنصر العربي هو الغالب في مدينة القدس ؟‬


‫بعد الفتح اإلسالمي توافدت القبائل العربية إلى الشام ‪ ،‬ودخلت هذه القبائل في التكوين االجتماعي للمدن القديمة وبمرور‬ ‫‪‬‬
‫الوقت أصبح العنصر العربي اإلسالمي هو العنصر الغالب على القدس ‪.‬‬

‫س‪ : 9‬ما الذي فعله الخليفة عبد الملك بن مروان لبناء المسجد األقصى و مسجد قبة الصخرة ؟‬
‫‪ - 1‬جمع أمهر المهندسين والبنائين من أنحاء الدولة اإلسالمية لبنائهما ‪.‬‬
‫‪ - 2‬خصص لبنائهما خراج مصر سبع سنين متتالية ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫س‪ : 10‬صف المسجد األقصى في عصر الوليد بن عبد الملك ‪.‬‬
‫استكمل الوليد بعض اإلضافات للمسجد األقصى حيث بلغ طوله ‪ 80‬متراً ‪ ،‬وعرضه ‪ 55‬متراً ‪ ،‬و يقوم على ‪ 53‬عموداً‬ ‫‪‬‬
‫من الرخام ‪ ،‬و ‪ 49‬سارية مربعة من الحجر القدسي الجميل ‪ ،‬و كان له ‪ 50‬باباً و‪ 7‬محاريب ‪.‬‬

‫س‪ : 11‬اإلسالم دين تسامح و سالم ‪ .‬دلل من خالل موقف اإلسالم و المسلمين من المسيحية والمسيحيين ‪.‬‬
‫دليل ذلك ‪ :‬احترام اإلسالم للديانات ومعيشة أبنائه بينهم في سالم ‪ -‬وجود اإلسالم لم يمنع رحالت الحجاج المسيحيين إلى‬ ‫‪‬‬
‫األراضي المقدسة بل وجد الحجاج المسيحيون األمان و السالم في ظل الحكم اإلسالمي حتى نهاية القرن الحادي عشر ‪.‬‬
‫س‪ : 12‬ما االستفادة التي عادت على المسلمين من احتالل الصليبيين للقدس ؟‬
‫االستفادة التي عادت هي عظمت فكرة الجهاد اإلسالمي ‪ ،‬وتم إحياؤها للقضاء على الوجود الصليبي في الشام ‪ -‬كما تم‬ ‫‪‬‬
‫توحيد الجبهة اإلسالمية ‪ -‬القضاء على الخالفة الفاطمية الشيعية وعودة مصر إلى حظيرة الخالفة العباسية ‪ ،‬وبالتالي تم‬
‫وضع الصليبيين بين شقي الرحى ‪.‬‬

‫س‪ : 13‬كيف تحقق أمل نور الدين في القضاء على الصليبيين ؟‬


‫عندما استولى على دمشق سنة ‪ 1154‬م ‪ -‬استيالء على مصر سنة ‪ 1168‬م – وعندما تم القضاء على الخالفة الفاطمية‬ ‫‪‬‬
‫الشيعية في مصر ‪ 1171‬م ‪.‬‬

‫س‪ : 14‬متى اقتربت النهاية المحتومة للصليبيين ؟‬


‫اقتربت النهاية المحتومة للصليبيين عندما استولى اثنان من قادة نور الدين هما ‪( :‬أسد الدين شيركوه) ‪ ،‬وابن أخيه‬ ‫‪‬‬
‫(صالح الدين) ‪.‬‬

‫س‪ : 15‬متى تم لصالح الدين القضاء على الخالفة الفاطمية الشيعية ؟ وما فائدة القضاء عليها ؟‬
‫تم القضاء على الخالفة الفاطمية الشيعية في مصر ‪ 1171‬م ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فائدة القضاء عليها ‪ :‬عودة مصر إلى حظيرة الخالفة العباسية ‪ ،‬وبالتالي تم وضع الصليبيين بين شقي الرحى ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫س‪ : 16‬متى ت ّوج صالح الدين انتصاراته ؟ وفي أي معركة ؟ وما نتيجة ذلك ؟‬
‫توّج صالح الدين انتصاراته في يوليو ‪ 1187‬م ‪ -‬في معركة حطين ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نتيجة ذلك ‪ :‬أصبحت قالع و مدن الصليبيين في بالد الشام تحت رحمته وبدأ في فتحها واحدة بعد أخرى فتحاً متواصالً ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫س‪ : 17‬دلل على عبقرية صالح الدين ؟‬


‫أنه لم يتجه إلى فتح القدس أوالً بل ذهب إلى عكا واستولى عليها أوالً ومن بعدها كافة المدن الساحلية الصليبية ؛ ليحرم‬ ‫‪‬‬
‫الصليبيين من قواعدهم البحرية التي تربطهم بالغرب األوروبي قبل أن يتجه إلى القدس ‪.‬‬

‫س‪ : 18‬متى دخل صالح الدين المسجد األقصى ؟ و أين صلّى ؟‬


‫في يوم الجمعة الرابع من شعبان سنة ‪ 583‬هـ ‪ ،‬الموافق ‪ 9‬من أكتوبر سنة ‪1187‬‬ ‫‪‬‬
‫وقد صلى في قبة الصخرة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫س‪ : 19‬القدس إنها ‪ :‬أولى القبلتين ‪ ،‬و ثاني المسجدين ‪ ،‬و ثالث الحرمين ‪ ..‬ال تشد الرحال بعد المسجدين إال إليه‬
‫من القائل ؟ وما المقصود بكل ما سبق ؟‬
‫القائل ‪ :‬القاضي محي الدين بن زكي الدين ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫و المقصود بأولى القبلتين ‪ ،‬و ثاني المسجدين ‪ ،‬و ثالث الحرمين ‪ :‬المسجد األقصى‬ ‫‪‬‬
‫المسجدان اآلخران فهما ‪ :‬الكعبة والمسجد النبوي ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫س‪ : 20‬متى استولى الصليبيون على القدس ثانية ؟ ومتى عاد إليها وجهها اإلسالمي مرة أخرى ؟‬

‫‪3‬‬
‫استولى الصليبيون على القدس ثانية سنة ‪ 1229‬م ثم عاد إليها وجهها اإلسالمي مرة أخرى سنة ‪ 1244‬م ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬الواجب ‪‬‬
‫س‪-1‬‬
‫"و منذ ذلك التاريخ أصبحت مدينة القدس إسالمية تابعة في إدارتها طبقا للتقسيم اإلداري لجند فلسطين ‪ .‬ووفدت' القبائل‬
‫العربية إلى الشام ‪ ,‬ودخلت هذه القبائل في التكوين االجتماعي للمدن القديمة مثل دمشق وحلب والقدس ‪ .‬وأصبح العنصر‬
‫العربي اإلسالمي ‪ -‬بمرور الوقت ‪ -‬العنصر الغالب في القدس بكل ما يحمله من المقومات الحضارية والدينية " ‪.‬‬
‫في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها ضع ‪ :‬مرادف " وفدت " ‪ ,‬ومضاد " الغالب " في جملتين مفيدتين ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫لماذا تعد مدينة القدس عربية خالصة ؟‬ ‫‪.2‬‬
‫بمَ دلل الكاتب على تسامح اإلسالم وعظمته ‪ ,‬واحترامه للديانات ؟‬ ‫‪.3‬‬
‫لما اتجه صالح الدين االيوبي صوب عكا أوال ‪ ،‬ولم يتجه إلى القدس ليستولى عليها ؟‬ ‫‪.4‬‬

‫س‪-2‬‬
‫" ومنذ ذلك التاريخ أصبحت مدينة القدس إسالمية ‪ ،‬تابعة في إدارتها طبقاً للتقسيم اإلداري لجند فلسطين ‪ ،‬ووفدت القبائل‬
‫العربية إلى الشام ‪ ،‬ودخلت هذه القبائل في التكوين االجتماعي للمدن القديمة ‪. " ..‬‬
‫في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ - 1‬مرادف " تابعة " هو ‪( :‬موالية ‪ -‬مؤيدة ‪ -‬خاضعة ‪ -‬ثائرة) ‪.‬‬
‫‪ - 2‬مضاد " وفدت " هو ‪( :‬تقهقرت ‪ -‬هربت ‪ -‬تراجعت ‪ -‬رجعت) ‪.‬‬
‫‪ - 3‬دخول القبائل في التكوين االجتماعي للمدن القديمة يدل على ‪( :‬إجبارهم ‪ -‬حبهم ‪ -‬خوفهم ‪ -‬مكرهم) ‪.‬‬
‫أصبحت مدينة القدس إسالمية في تلك الفترة ‪ .‬ما الذي ترتب على ذلك ؟ وكيف تعامل عمر مع أهلها ؟‬ ‫‪.2‬‬
‫ماذا تضمنت العهدة العمريهَ ألهل القدس ؟ وضح رأيك فيها معلالً لما تقول ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫س‪-3‬‬
‫‪ ، -‬وهي قدس األديان الثالثة ‪ ،‬وقبلة اإلسالم‬ ‫" هي مجتلى عين موسى ‪ ،‬ومهوى قلب عيسى ومسرى ومعراج نبينا محمد ‪-‬‬
‫األولى ‪ ،‬ومعبد الشرق والغرب ‪ ،‬أروع مدن الكنعانيين ورمز وحدة دين اهلل الواحد القهار ‪. " ..‬‬
‫في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ " - 1‬مجتلى " االجتالء هو ‪( :‬االرتحال واالبتعاد ‪ -‬الوقوف واالنتظار ‪ -‬النظر واالشتياق ‪ -‬الترقب‬
‫واالحتمال)‬
‫‪ " - 2‬وحدة " مضادها ‪( :‬اختالف ‪ -‬انتشار ‪ -‬فرقة ‪ -‬نقصان)‬
‫‪ " - 3‬األولى " جمعها ‪( :‬األول ‪ -‬األوائل ‪ -‬األوالت ‪ -‬األولون)‬
‫اذكر اسمين آخرين للقدس ‪ ،‬وبين دور مصر التاريخي في إعمارها ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫علل لما يأتي ‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ - 1‬رفض عمر بن الخطاب أن يصلي داخل كنيسة القيامة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬كان القضاء على الخالفة الفاطمية في مصر خطوة إلى تخليص القدس من الصليبيين ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫س‪-4‬‬
‫" وإذا كان اليهود قد نشروا األكاذيب ‪ ،‬وزيفوا الحقائق فيما يتعلق بالقدس ‪ ،‬وحاولوا إقناع العالم زوراً وبهتاناً بأنهم هم‬
‫الذين أنشئوا وشيدوا مدينة القدس ‪ ..‬فإن المصادر التاريخية واألثرية القديمة تكشف أكاذيب اليهود ‪. " ...‬‬
‫في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ " - 1‬األكاذيب " مفردها ‪( :‬الكذب ‪ -‬األكذب ‪ -‬الكذوب ‪ -‬األكذوبة)‬
‫‪ " - 2‬زيفوا " مضادها ‪( :‬حسنوا ‪ -‬أعلنوا ‪ -‬وضحوا ‪ -‬ثبتوا)‬
‫‪ " - 3‬نشروا " معناها ‪( :‬فرقوا ‪ -‬بسطوا ‪ -‬أخرجوا ‪ -‬أذاعوا)‬
‫لليهود أساليبهم الخادعة لنشر األكاذيب حول القدس ‪ .‬وضح ذلك مبيناً األدلة التي تكشف كذبهم ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ما الدليل على تسامح اإلسالم مع أهل الديانات األخرى ؟‬ ‫‪.3‬‬
‫علل ‪ :‬للقدس مكانة عظيمة عند أهل الديانات السماوية ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ â‬العلم في اإلسالم للدكتور أبى الوفا التفتازاني‪á‬‬
‫مفهوم العلم في اإلسالم‬ ‫‪‬‬
‫الفهم الخاطئ أن يعتقد اإلنسان أن العلم في اإلسالم معناه ‪ :‬علم الدين وأحكامه وآدابه فقط ؛ ألن اإلسالم جاء شامال للعلم‬
‫الكوني والعلم المادي والعلم الديني ‪ ،‬والدليل علي ذلك أن ‪:‬‬
‫اإلسالم أمر اإلنسان بتعمير الكون المسخر له لتأمين حياته ‪ ,‬وتعمير الكون يعتمد علي العلم الدنيوي ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫اإلسالم وجه اإلنسان إلي المنهج العلمي الصحيح ‪ ,‬مما يدل علي اتساع نطلق العلم في اإلسالم ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫اإلسالم دفع اإلنسان إلي اكتشاف ما هو مجهول في هذا الكون علي أساس من الثقة بالنفس وبقدرة العلم في مواجهة الطبيعة‬ ‫‪.3‬‬
‫وبذلك نجد أن ظواهر الكون ليست غامضة مبهمة ‪ ,‬ولإلنسان أن يستفيد من الكون ‪ ,‬واستغالل خيراته علي أوسع نطاق لتأمين‬
‫حياته ورفاهيتها وقول اهلل سبحانه وتعالي ‪ " :‬وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك‬
‫آليات لقوم يعقلون " تأكيد لروح المهج الصحيح للعلم في اإلسالم ‪.‬‬
‫العلم في اإلسالم ليس له حد معين ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ومما يؤكد اتساع نطاق العلم في اإلسالم ول الرسول – صلي اهلل عليه وسلم ‪ " : -‬أنتم أعلم بشئون دنياكم " تجد هذا الحديث‬
‫يفتح الباب أمام العقل ليستنبط' من أنواع العلم ما ال حصر له ليصرف الناس شئون حياتهم وفقا لمتطلبات العصر ‪ ,‬سواء كانت‬
‫سياسية' أو اقتصادية أو غيرها من أمور حياتهم والسيما أمور الدنيا ‪.‬‬
‫الشورى في اإلسالم ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تأمل تفسير اإلمام " فخر الدين الرازي " لقوله تعالي ‪ " :‬وشاورهم في األمر " تخرج منه أن مشورة النبي – صلي اهلل‬
‫عليه وسلم – أصحابه أصبحت قاعدة شرعية وهذا العمل من النبي ـ ص ـ نموذج يقتدي به غيره في المشاورة حتى تصير‬
‫المشاورة سنة في أمته ومع أن الرسول كان أكمل الناس عقال إال أنه كان يتشاور مع أصحابه ألن المشورة تهدي الناس‬
‫وترشدهم ‪ ,‬ومن أقواله ـ ص ـ ‪ " :‬ما تشاور قوم قط إال هدوا ألرشد أمرهم " كما أن مصالح الناس كثيرة ومتشعبة وال‬
‫يمكن لفرد تحديدها ؛ ألنها مختلفة من عصر إلي عصر ومن مكان إلي مكان ‪.‬‬
‫صور لمشاورة الرسول ألصحابه فيما يتعلق ببعض األمور ومنها ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مشورته لهم في الخروج لمالقاة المشركين بأحد وأخذه برأي الشباب ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫مشورته لهم في أسري بدر وتأييد القرآن لرأي عمر بن الخطاب‬ ‫‪.2‬‬
‫مشورته لهم في األذان وأخذه برأي " عبد اهلل بن عبد ربه "‬ ‫‪.3‬‬
‫العلم البشري فرض كفاية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ال شك أن أنواع العلوم التي تتعلق بمصالح الناس كثيرة ومتشعبة ‪ ,‬وان مصالح الناس متغيرة من زمان إلي زمان ومن مكان إلي‬
‫مكان ومن هنا ال يوجد حد لما يستنبطه العقل البشري من أنواع العلوم المختلفة ‪ ,‬وهذه النظرة الشمولية للعلم في اإلسالم‬
‫دفعت فقهاء اإلسالم إلي اعتبار الصناعات التي تقوم علي أساس العلم المادي ( فروض ) لذا فإن االهتمام بالعلم المادي يعتبر‬
‫عبادة ويتعين علي ولي األمر أن يدبر الصناعات الالزمة للمسلمين و إال كان آثما إلهماله لها ؛ ألنه يوقع المسلمين في حرج‬
‫أمام المتربصين بهم ‪ ,‬وكون اإلسالم يجعل العلوم الدنيوية الزمة ودراستها عبادة هلل يدل علي عمق النظرة في اإلسالم ‪.‬‬
‫رأي اإلمام الغزالي في العلم ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫اعتبر اإلمام الغزالي في كتابه ( إحياء علوم الدين ) العلوم التي ال يستغني عنها اإلنسان في قوام أمور الدنيا ( فرض‬
‫كفاية ) وأطلق عليها (العلوم المحمودة ) ومعني فرض الكفاية أنه يكتفي بقيام البعض بها وليس الكل وإن لم يؤدها البعض‬
‫وقع اإلثم علي الجميع ( كصالة الجنازة مثال – الدفاع عن الوطن ) ومن هذه العلوم – علي سبيل المثال ‪ :‬الطب فهو ضروري‬
‫في حاجة بقاء األبدان – الحساب فهو ضروري في المعامالت وقسمة الوصايا والمواريث – أصول الصناعات كالفالحة والحياكة‬
‫وأمثالها لو خال البلد مما يقوم بها وقع في حرج فهي بالتالي فروض كفاية ‪.‬‬
‫نصل مما سبق أن العلم في اإلسالم ليس العلم الديني فقط ‪ ,‬بل كل علم يدفع عن اإلنسان الجهل من أمور الدين والدنيا ‪.‬‬
‫مجاال البحث العلمي المعاصر ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫العالم األكبر ‪ :‬وهو البحث في الكون للوصول إلي معرفة الخالق‬ ‫‪.1‬‬
‫العالم األصغر ‪ :‬وهو البحث في النفس البشرية وتكوينها للوصول إلي معرفة الخلق للوصول إلي معرفة الخالق‬ ‫‪.2‬‬
‫ومن ثم ال تعارض بين الدين والعلم في اإلسالم فالبحث في اآلفاق والبحث في النفس ينتهيان إلي اكتشاف قوانين الخلق ومعرفة‬
‫الخالق ويؤكد ذلك قوله سبحانه وتعالي ‪ " :‬سنريهم آياتنا في اآلفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك‬
‫أنه علي كل شيء شهيد " ‪.‬‬
‫اللغويــات‬
‫العلم الكوني ‪ :‬هو العلم الذي يبحث في الكون وأسراره ‪ -‬العلم المادي ‪ :‬الذي يبحث عن المادة وتكويناتها ونتائجها وما‬ ‫‪‬‬
‫يحدث لها من تغيير ‪ -‬ضروب ‪ :‬أنواع م ضرب – المشاهد ‪ :‬المرئي ‪ -‬غَا ِمض‪ :‬مُبْهَم ‪ -‬بمقدوره ‪ :‬باستطاعته ‪ -‬نطاق ‪:‬‬
‫مجال ‪ ،‬ميدان ج نُطُق‪ -‬الصدد ‪ :‬االتجاه ‪ ،‬الناحية ‪ ،‬الخصوص ‪ -‬حد ‪ :‬نهاية ‪ -‬يستنبط ‪ :‬يستنتج ‪ ،‬يبتكر ‪ -‬ال حصر له ‪:‬‬
‫ال نهاية له ‪ -‬السيما ‪ :‬خاصة ‪ -‬هُدُوا ‪ :‬وفقهم اهلل ‪ -‬ألرشد أمرهم ‪ :‬لخير أمورهم وأفضلها وأكملها ‪ -‬فرض الكفاية ‪ :‬فرض‬
‫على المجتمع‪ ،‬إذا قام به فرد أو أكثر سد عن اآلخرين‪ ،‬وناب عنهم مثل ‪ :‬الزراعة والصناعة × فرض العين‪ ،‬وهو‬
‫رج ‪ :‬حيرة وضيق ومشقة ‪-‬‬
‫المفروض على كل إنسان مثل ‪ :‬الصالة والصوم ‪ -‬ح ْسبُنا ‪ :‬يكفينا ‪ -‬قوام ‪ :‬عماد و أساس ‪َ -‬ح َ‬
‫الحياكة ‪ :‬الخياطة ‪ -‬من ثَ َّم ‪ :‬من هنا ‪.‬‬
‫س & جـ‬
‫س ‪ :1‬ما المفهوم الخاطئ عن العلم في اإلسالم ؟‬
‫المفهوم الخاطئ ‪ :‬هو أن العلم في اإلسالم ال شأن له بالعلوم الكونية أو العلوم المادية الحديثة ‪ ،‬وأنه ينحصر فقط في‬ ‫‪‬‬
‫العلم بأحكام اإلسالم وآدابه ‪.‬‬

‫س‪ : 2‬ما مجال العلم في اإلسالم ؟ أو ما المفهوم الصحيح للعلم ؟‬


‫هو كل علم ال يستغني عنه في أمور الدنيا أو اآلخرة فهو يشمل العلوم الدنيوية واألخروية معاً ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫س ‪ :3‬توجيه القرآن تأكيد للمنهج العلمي ‪ .‬وضح ذلك ‪.‬‬


‫توجيه القرآن تأكيد للمنهج العلمي ؛ آلن القرآن يدفع اإلنسان إلى محاولة استكشاف المجهول في هذا الكون ‪ ،‬ويدعو كثيرًا‬ ‫‪‬‬
‫إلى التأمل في أسرار الكون على أساس من الثقة في قدرة اإلنسان بالعلم على مواجهة الطبيعة ‪ .‬واستنباط (استنتاج) أنواع‬
‫كثيرة من العلوم المتصلة بكل شئون الحياة ‪.‬‬

‫س‪ : 4‬ما فرق بين العلم الكوني ‪ ،‬والعلم المادي ‪ ،‬والعلم بأحكام الدين ؟‬
‫الفرق بين العلم الكوني ‪ ،‬والعلم المادي ‪ ،‬والعلم بأحكام الدين ‪:‬‬
‫العلم الكوني ‪ :‬هو العلم الذي يبحث في الكون وأسراره ونظرياته كاألرض والسماء والنجوم والفضاء ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العلم المادي ‪ :‬هو العلم الذي يبحث عن المادة وتكويناتها ونتائجها ‪ ،‬كعلم الفيزياء وعلم الكيمياء واألحياء وغيرها‬ ‫‪‬‬
‫والعلم بأحكام الدين ‪ :‬هو علم الفقه الذي يتناول أحكام العبادات والمعامالت وما يتصل بها من علوم الحساب والطب‬ ‫‪‬‬
‫والزراعة ؛ ألنها ضرورية في المعامالت وقسمة الوصايا والمواريث وغيرهما ‪.‬‬

‫س ‪ : 5‬أنتم أعلم بشئون دنياكم ‪ /‬ما أهمية هذا الحديث في الحياة المعاصرة ؟ أو هل العلم في اإلسالم محدود بحد معين ؟‬

‫‪3‬‬
‫لهذا الحديث الشريف أهمية في حياتنا المعاصرة ؛ ألنه دعوة للبحث المستمر في شئون الكون واستنباط ما هو نافع‬ ‫‪‬‬
‫للبشرية ‪ ،‬وهذا يدل على أن العلم في اإلسالم غير محدود بحد معين أو وقت محدد ‪ ،‬فهو يفتح أمامنا مجال البحث والرأي‬
‫والمشورة في كل أمور الدنيا وهذا يدعو إلى التقدم العلمي واالنتفاع بالعلم ‪.‬‬

‫َاورْ هُ ْم فِي اأْل َ ْمر) (آل عمران‪ :‬من اآلية‪.)159‬‬


‫(وش ِ‬
‫س ‪ : 6‬عين األفكار التي أوردها اإلمام فخر الدين الرازي في تفسيره لقوله تعالى‪َ :‬‬
‫‪ - 1‬مداومة الرسول لمشاورة الصحابة رضي اهلل عنهم ‪.‬‬
‫‪ - 2‬المشاورة قاعدة شرعية في اإلسالم ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أمر اهلل الرسول بالشورى دعوة القتداء كل الناس به في ذلك مع أنه أكمل الناس عقالً ‪.‬‬
‫‪ - 4‬المشورة خير كلها ‪ ،‬وتهدي دائما إلى الرأي األفضل ‪.‬‬

‫س ‪ : 7‬لماذا اعتبر فقهاء اإلسالم الصناعات فروض كفاية ؟ وعالم يدل ذلك ؟‬
‫ألن عليها يقوم نظام الحياة ‪ ،‬فعلوم مثل الطبيعة والكيمياء والحياة والطب ‪ ،‬والهندسة' والزراعة وغيرها الزمة للمجتمع ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫و على اإلنسان أن يدرس منها ما استطاع فدراستها عبادة هلل تعالى (فرض كفاية)‪.‬‬
‫وهذا يدل على فهم جيد للعلم في اإلسالم؛ إذ هو يشمل جوانب الحياة ‪ ،‬سواء أكانت هذه الجوانب في األمور الدينية أم في‬ ‫‪‬‬
‫األمور الدنيوية ‪.‬‬
‫س ‪ : 8‬وضح الفرق بين ما هو فرض كفاية ‪ -‬وما هو فرض عين ‪ .‬مع التمثيل ‪.‬‬
‫الفرق بين ما هو فرض كفاية ‪ ،‬وما هو فرض عين ‪:‬‬
‫فرض الكفاية ‪ :‬هو الذي إذا قام به البعض سد عن اآلخرين وكفي عنهم ‪ ،‬مثل العلوم كالطب والحساب والفالحة والحياكة ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وصالة الجنازة ‪.‬‬
‫أما فرض العين ‪ :‬فهو المفروض على كل إنسان قادر كالصالة والزكاة والصوم ونحو ذلك ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫س‪ : 9‬بم استدل الكاتب على عمق نظرة الفقهاء المسلمين ؟‬


‫ألنهم جعلوا العلم شامال لكل مجاالت الحياة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫س‪ : 10‬كتب اإلمام أبو حامد الغزالي فضالً في كتابه (إحياء علوم الدين) بعنوان بيان العلم الذي هو فرض كفاية ‪.‬‬
‫(ب) لماذا كان هذا العلم فرض كفاية ؟‬ ‫(أ) فما هذا العلم ؟ سق أمثلة‪.‬‬
‫(أ) هذا العلم هو كل علم ال يُسْتَغنى عنه في قوام (استقامة) أمور الدنيا ‪..‬‬
‫األمثلة ‪ :‬الطب والهندسة والزراعة والفلك …الخ ‪.‬‬
‫(ب) كان العلم فرض كفاية ؛ ألنه ليس في مقدرة أي فرد أن يقوم بكل هذه العلوم وإنما يكفي أن يقوم به البعض فيسقط عن‬
‫اآلخرين ‪..‬‬

‫س ‪( : 11‬ال تعارض بين العلم والدين) اشرح ذلك في ضوء فهمك‪ f‬للموضوع ؟ أو ما المقصود بالعلم في اإلسالم ؟‬
‫بالفعل ال تعارض بين العلم والدين ؛ ألن المراد بالعلم ‪ :‬هو كل علم يدفع الجهل ماديًا ومعنويًا ومن ثم ال تعارض بين‬ ‫‪‬‬
‫الدين والعلم في اإلسالم بحال من األحوال‪.‬‬

‫س ‪ : 12‬ما المراد بالعالم األكبر ‪ -‬والعالم األصغر ؟‬


‫العالم األكبر ‪ :‬الكون ‪ ،‬و العالم األصغر ‪ :‬النفس ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫س ‪ : 13‬إلى أي شيء يدعو المنهج العلمي ؟ وما صلة ذلك بنظرية العلم في اإلسالم ؟‬
‫يدعو المنهج العلمي إلى محاولة استكشاف ما هو مجهول من هذا الكون وظواهره على أساس من الثقة بقدرة اإلنسان في‬ ‫‪‬‬
‫مواجهة الطبيعة ‪ -‬وذلك متصل بنظرية العلم في اإلسالم وهى أنه ينحصر في مجالين ‪ :‬العالم األكبر عالم البحث في اآلفاق‬
‫والعالم األصغر عالم البحث في النفس وهما ينتهيان إلى اكتشاف قوانين الخلق ومعرفة الخالق وهو اهلل ‪.‬‬

‫س ‪ :14‬اكتب آيةً من القرآن الكريم تؤكد توجيه اإلسالم إلى علوم الكون وأسراره ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اآلية هي قوله تعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ‬ ‫‪‬‬
‫يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت‪ )53:‬فالبحث في اآلفاق والبحث في األنفس ينتهيان إلى اكتشاف‬
‫قوانين الخلق ومعرفة الخالق ‪.‬‬

‫ك أَنَّهُ َعلَى ُك ِّل ش ْ‬


‫َي ٍء َش ِهي ٌد) ماذا يدل في اآلية على البحث في العالم‬ ‫ق أَ َولَ ْم يَ ْك ِ‬
‫ف بِ َربِّ َ‬ ‫اق َوفِي أَ ْنفُ ِس ِه ْم َحتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ ْم أَنَّهُ ْال َح ُّ‬
‫س‪َ ( :15‬سنُ ِري ِه ْم آيَاتِنَا فِي اآْل فَ ِ‬
‫األكبر ؟ وفي العالم األصغر ؟‬
‫البحث في اآلفاق هو البحث في العالم األكبر ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫والبحث في األنفس هو البحث في العالم األصغر ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وهما ينتهيان إلى اكتشاف قوانين الخلق ومعرفة الخالق ‪.‬‬

‫‪ ‬الواجب ‪‬‬
‫س‪-1‬‬
‫" ال يجوز أن نفهم العلم في اإلسالم على أنه يعنى فقط العلم بأحكامه وآدابه وأنه ال شأن لإلسالم بالعلم الكوني أو المادي فإن‬
‫مثل هذا الفهم خطأ ذلك ألن اإلسالم جاء شاملًا لضروب النشاط اإلنساني كافة ومنها البحث الكوني وقد أمر اإلنسان بتعمير هذا‬
‫الكون المسخر له "‪.‬‬
‫" ضروب ‪ -‬المسخر " هات مفرد األولى ‪ ،‬ومضاد الثانية في جملتين من إنشائك ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫في الفقرة قضية ودليلها ‪ .‬وضح كلًا منهما بأسلوبك ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫كيف يكون األمر بتعمير الكون أمرًا بالعلم ؟‬ ‫‪.3‬‬
‫ما المفهوم الخاطئ للعلم في اإلسالم وما المفهوم الحقيقي ؟‬ ‫‪.4‬‬
‫بين فيما يلي فرض الكفاية من فرض عين (الصوم ‪ -‬حفظ القرآن ‪ -‬دراسة الطب ) ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫س‪-2‬‬
‫" اإلسالم جاء شامال لضروب النشاط كافة ‪ ,‬ومنها البحث الكوني وقد أمر اإلنسان بتعمير هذا الكون المسخر له ‪ ,‬وذلك يعني‬
‫في الوقت نفسه أن الكون المشاهد خاضع إلدراكه وبحثه " ‪.‬‬
‫معنى ضروب ‪ , ....‬مضاد مسخر‪ ,........‬جمع الكون‪...........‬‬ ‫‪.1‬‬
‫في العبارة تصحيح لفهم خاطئ للعلم في اإلسالم ‪ .‬وضح ذلك ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫علل لما يأتي ‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫يأثم الحاكم المسلم إذا لم يوفر الصناعات الضرورية لبلده ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كثرة مشاورة الرسول ألصحابه رغم أنه أكمل الناس عقال ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪-3‬‬
‫" ال حد إذن في اإلسالم لما يمكن أن يستنبطه العقل البشري من أنواع العلوم ‪ ،‬التي تتعلق بمصالح الناس المتغيرة من زمان إلي‬
‫زمان ‪ ،‬ومن مكان إلي مكان ‪ ،‬وهذا هو الذي دفع فقهاء اإلسالم إلي اعتبار الصناعات مثالً فروض كفاية "‪.‬‬
‫ضع مرادف "يستنبطه " ‪ ،‬ومضاد " المتغيرة " في جملتين من تعبيرك ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫وضح مفهوم العلم في اإلسالم ‪ ،‬وبين توجيه القرآن الكريم في هذا الصدد ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ما العلوم التي تتعلق بمصالح الناس ؟ وما صلتها بالمجتمع والدين ؟‬ ‫‪.3‬‬
‫س‪-4‬‬
‫" ال يجوز أن يفهم العلم في اإلسالم على أنه يعني فقط العلم بأحكامه وآدابه ‪ ،‬وأنه ال شأن لإلسالم بالعلم الكوني أو العلم‬
‫المادي ‪ ،‬فإن مثل هذا الفهم خاطئ ‪ ،‬ذلك أن اإلسالم جاء شامالً لضروب النشاط اإلنساني كافة ومنها البحث الكوني " ‪.‬‬
‫تخير الصواب مما بين األقواس لما يلي ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪3‬‬
‫" أحكام " مفردها ‪( :‬حكْمة ‪ -‬حاكم ‪ -‬حُكْم) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫" الشأن " معناها ‪( :‬الحَال ‪ -‬الحاجة ‪ -‬المصيبة) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫" العلم المادي " هو الذي يبحث في ‪( :‬السياسة وأساليبها ‪ -‬المادة وتكوينها ‪ -‬الفن وأنواعه) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تشير العبارة إلي المفهوم الخاطئ للعلم في اإلسالم ‪ -‬اشرح ذلك ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫" أنتم أعلم بشئون دنياكم " بين عالقة هذا القول النبوي بمنهج البحث العلمي المعاصر ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫س‪-5‬‬
‫" ال يجوز أن نفهم العلم في اإلسالم على أنه يعنى ‪ -‬فقط ‪ -‬العلم بأحكامه وآدابه ‪ ،‬وأنه ال شأن لإلسالم بالعلم الكوني ‪ ،‬أو‬
‫العلم المادي ‪ .‬فإن مثل هذا الفهم خطأ ؛ ذلك أن اإلسالم جاء شامال لضروب النشاط اإلنساني كافة ومنها البحث الكوني ‪ .‬وقد‬
‫أمر اإلنسان بتعمير هذا الكون المسخَّر له ‪ ،‬وذلك يعنى ‪ -‬في الوقت نفسه ‪ -‬أن الكون المشاهَد خاضع إلدراكه وبحثه ‪ ،‬و أن‬
‫ظواهره ليست بالشيء المبهم الغامض الذي ال يفسر " ‪.‬‬
‫في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها ضع ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫مرادف " ضروب " ‪ ،‬ومضاد " المادي " في جملتين مفيدتين ‪.‬‬
‫لماذا ال ينبغي أال نحدد العلم في اإلسالم بأنه النظر في أمور العقيدة والشريعة وحدهما ؟‬ ‫‪.2‬‬
‫ما العلوم التي يراها اإلمام الغزالي أنها فرض كفاية ؟ وما أهميتها في نظره ؟‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ â‬قيم إنسانية ‪ /‬لشوقي ضيف ‪á‬‬
‫مظاهر عناية اإلسالم باإلنسان ال شك أن اإلسالم رفع من شأن الفرد اجتماعيا وعقليا وروحيا حتى تستمر حياته وفق نظام‬ ‫‪‬‬
‫يحقق له السعادة ‪,‬‬
‫ومن مظاهر ذلك ‪:‬‬
‫العناية الروحية‬ ‫‪‬‬
‫حرر اإلسالم اإلنسان من الشرك وعبادة القوي الطبيعية‬ ‫‪.1‬‬
‫أسقط اإلسالم عن كاهل اإلنسان نير الخرافات التي سادت في الجاهلية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫العناية العقلية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫دعا اإلسالم اإلنسان ألن يستخدم عقله في معرفة قوانين الطبيعة ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫دعا اإلسالم اإلنسان إلي أن يعمل فكره في كل شئون حياته ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫نبه اإلسالم اإلنسان أن ما في الطبيعة مسخر له ولمنفعته ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫العناية االجتماعية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫هيأ اإلسالم لإلنسان الحياة االجتماعية التي تقوم علي الخير والبر ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫هيأ اإلسالم اإلنسان إلي للتعاون ‪ ,‬تعاون الرجل مع المرأة في األسرة الصالحة ‪ ,‬كذلك تعاون الرجل مع أخيه‬ ‫‪.2‬‬
‫في المجتمع الرشيد ‪.‬‬

‫تكريم هللا لإلنسان عن سائر المخلوقات‬


‫لقد كرم هللا اإلنسان وفضله عن سائر المخلوقات ودالئل ذلك ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أن اهلل خلق اإلنسان وسواه وعدله وركبه في أحسن صورة ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أن اهلل وهب لإلنسان من الخواص الذهنية ما يحول به كل عنصر في الطبيعة إلي خدمته ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أن اهلل جعل اإلنسان خليفته في األرض ووكيله فيها ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ومن اآليات القرآنية في تكريم اإلنسان ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫قوله سبحانه وتعالي ‪ ( :‬ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي‬ ‫‪.1‬‬
‫كثير مما خلقنا تفضيال ) ‪.‬‬
‫وقوله سبحانه وتعالي ‪ ( :‬وهو الذي جعلكم خالئف األرض ) ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫موقف اإلسالم من الرق‬


‫لإلسالم موقف مشرف وعظيم من الرق فقد جاء اإلسالم واالسترقاق راسخ متأصل في جميع األمم ‪ ,‬فلم يحرمه بل دعا إلي‬

‫‪3‬‬
‫تحرير العبيد وتخليصهم من ذل الرق بطرق ووسائل ال تضر بمصلحة الناس ومنها ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أنه رغب في تحرير العبيد وجعله تكفيرا للذنوب مهما كبرت ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أنه أعطي للعبد الحق الكامل في أن يسترد حريته نظير قدر من المال يكسبه بعرق جبينه ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫أنه حرم بيع األمة إذا استولدها موالها ‪ ,‬فإذا مات ردت إليها حريتها ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫استجابة الصحابة لتحرير الرقيق ‪:‬‬
‫اندفع كثير من الصحابة – بعد معرفتهم لموقف اإلسالم من الرق – يفكون رقاب الرقيق بشرائهم ثم عتقهم وتحريرهم ‪ ,‬وعلي‬
‫رأسهم ( أبو بكر الصديق ) الذي اشتري ( بالل بن رباح ) ثم حرره وكذلك تحريره لكثير من العبيد ‪.‬‬

‫حرية العقيدة الدينية لإلنسان ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫وسع اإلسالم من نطاق حقوق اإلنسان ودعا إلي احترامها في الدين فالناس مثال ال يكرهون علي الدخول في اإلسالم بل يتركون‬
‫أحرارا وما اختاروا ألنفسهم من دين وطرق عبادة ‪ ,‬واإلسالم في كثير من مواقفه يضرب أروع مثل في التسامح الديني ‪,‬‬
‫وتأمل اآليات القرآنية التي نصت علي ذلك‬
‫قوله تعالي ‪ ( :‬ال إكراه في الدين )‬ ‫‪.1‬‬
‫وقوله تعالي ‪ ( :‬ولو شاء ربك آلمن من في األرض كلهم جميعا ‪ ,‬أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )‬ ‫‪.2‬‬
‫مشروعية القتال في اإلسالم ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫قد يحتاج اإلنسان للقتال ولكن للدفاع عن دين اهلل والعرض والمال ال للعدوان ‪ ,‬فالقرآن حثنا علي ذلك ‪ ,‬فاهلل سبحانه‬
‫وتعالي يقول ‪ ( :‬وقاتلوا في سبيل اهلل الذين يقاتلونكم وال تعتدوا إن اهلل ال يحب المعتدين ) وهذا ما دفع الرسول إلي‬
‫حمل الحسام في وجه أعداء اهلل ودينه اضطرارا له ال عدوانا عليهم ‪.‬‬
‫اإلسالم دين سالم للبشرية‬
‫السالم فيه األمان واالطمئنان للبشرية لذا ال تعجب أن ‪:‬‬
‫تحية اإلسالم ( السالم عليكم )‬ ‫‪.1‬‬
‫دعوة اإلسالم إلي السلم مع أعداء المسلمين ولو كان أعداؤهم البادئين بالقتال ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫اإلسالم سن القوانين التي وضعت في معاملة الدول المغلوبة سلما وحربا فأوجب الرسول علي المسلمين في‬ ‫‪.3‬‬
‫حروبهم أال يقتلوا شيخا وال طفال وال امرأة ‪.‬‬
‫ومن اآليات القرآنية التي تؤيد ذلك أمر اهلل سبحانه وتعالي للمسلمين في‬
‫قوله تعالي ‪ ( :‬وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل علي اهلل )‬ ‫‪‬‬
‫وفي قوله تعالي ‪ ( :‬يأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة وال تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين )‬ ‫‪‬‬
‫موقف الرسول وأصحابه في معاملة غير المسلمين ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وعد الرسول لنصارى نجران فيه حسن معاملة أهل الذمة فقد أمر بأال تمس كنائسهم ومعابدهم ‪ ,‬وأن يترك‬ ‫‪.1‬‬
‫لهم حرية العبادة وكان هذا العهد إماما لكل العهود التي عقدت مع نصارى الشام ‪.‬‬
‫إن معاملة الصحابة ألهل الذمة تقوم علي البر والتقوى والعطف عليهم ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫عهد عمر بن الخطاب ألهل بيت المقدس حيث أعطاهم أمانا ألنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم فال تسكن'‬ ‫‪.3‬‬
‫كنائسهم وال تهدم وال ينقص منها شيء وال يكرهون علي دين وال يضار أحد منهم ‪.‬‬
‫كان هذا العهد إماما لكل العهود التي عقدت مع نصارى الشام مما يدل علي أن معاملة الصحابة ألهل الذمة تقوم علي البر‬
‫والتقوى والعطف عليهم ‪.‬‬
‫انتشار اإلسالم بسماحة‪ f‬ال بالسيف ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تعاليم اإلسالم السمحة – ال السيف – هي التي فتحت الشام ومصر إلي األندلس والعراق إلي خراسان والهند ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫اإلسالم كفل للناس – مسلمين وغير مسلمين – الذين عاشوا في ظالله حريتهم ال ألتباعه وحدهم ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫اللغويـات‬
‫الكاهل‪ :‬ما بين كتفي اإلنسان ج كواهل – ال ِّشرْ ك ‪ :‬اعتقاد تعدد اآللهة × التوحيد ‪ -‬نير ‪ :‬خشبة توضع على عنق الثور‪ ،‬ج‬ ‫‪‬‬
‫أَنيار ‪ ،‬نِيران ‪ -‬مسخر ‪ :‬مُذَلَّل ‪ ،‬خاضع × محرر‪ -‬تَهْوى ‪ :‬تحب ‪ -‬هيأه ‪ :‬أعده ‪ -‬الرشيد ‪ :‬الناضج حسن التقدير ‪-‬‬

‫‪3‬‬
‫ُس ِّوى ‪ :‬قوّم و عدل ‪ -‬و ُعدِّل ‪ :‬جُعِلَ معتدل القامة متناسب الخلقة ‪ -‬الخواص ‪ :‬م خاصة الصفة المميزة ‪ -‬غير موضع ‪:‬‬
‫أكثر من موضع – خالئف م خليفة ‪ -‬يعت ّ‪f‬د ‪ :‬يهتم × يغفل – أ ْق َ‬
‫صى ‪ :‬أبْعد ومؤنَّثه (قُصوَى) × أدنى ‪ -‬االسترقاق ‪:‬‬
‫العبودية ‪ -‬ر َّغب في‪ :‬حبب × رغَّب عَنْ ‪ -‬انبرى ‪ :‬تصدّى – يفكون ‪ :‬يعتقون × يستعبدون ‪ -‬الرقيق ‪ :‬العبيد ‪-‬‬
‫ع ْتقهم ‪ :‬تحريرهم ‪ -‬يكاتب مواله ‪ :‬المكاتبة عقد يتفق فيه المالك مع عبده أن يدفع له قدرا من المال في مقابل تحريره‬
‫‪ -‬األ َمة ‪ :‬العبدة ج إماء ‪ -‬استولدها ‪ :‬أنجب منها ولدًا ‪ -‬موالها ‪ :‬سيدها ‪ -‬امتشاق الحسام ‪ :‬تقلّد السيف استعدادًا للحرب‬
‫‪ -‬جنحوا ‪ :‬مالوا ‪ -‬ألوية ‪ :‬م لواء وهو العَلَم ‪ -‬أهل الذمة ‪ :‬هم اليهود والنصارى ‪ -‬ممارسة ‪ :‬مزاولة ‪ -‬عهد ‪ :‬ميثاق ‪-‬‬
‫الحيز ‪ :‬ما انضم إلى الدار من حديقة ومرافق ‪ -‬إماما ‪ :‬أي هاديا ج أئمة ‪.‬‬
‫س & جـ‬
‫س‪ : 1‬يرفع اإلسالم من شأن الفرد ‪ :‬اجتماعيا ً وعقليا ً ‪ ،‬وروحيا ً ‪ .‬اذكر مظاهر ذلك ‪.‬‬
‫يرفع اإلسالم من شأن الفرد ‪:‬‬
‫(أ) ‪ -‬اجتماعياً ‪ :‬بتهيئته لحياة اجتماعية عادلة قوامها ‪:‬‬
‫‪ - 1‬الخير و البر ‪.‬‬
‫‪ - 2‬التعاون بين الرجل والمرأة داخل األسرة ‪ ،‬ثم أرشده للتعاون مع أخيه في المجتمع‪.‬‬
‫بتسخير عوامل الطبيعة‪ ،‬وقواها له‪ ،‬ولمنفعته‪ ،‬واستخدام عقله في معرفة قوانين الطبيعة‪ ،‬واستغاللها‬ ‫(ب) ‪ -‬عقلياً ‪:‬‬
‫لصالحه‪.‬‬
‫حيث يسمو بإنسانيته عن طريق تحريره من الشرك ‪ ،‬وعبادة قوى الطبيعة وتخليصه من الخرافات‪.‬‬ ‫(ج) ‪ -‬روحياً ‪:‬‬
‫س‪ : 2‬بم سما اإلنسان ‪ ،‬وفُضِّ ل على سائر المخلوقات‪ ، f‬كما ذكر القرآن الكريم ؟‬
‫سما اإلنسان بـ ‪:‬‬
‫‪ - 1‬العقل ‪.‬‬
‫‪ - 2‬وبأن اهلل خلقه في أحسن تقويم ‪ ،‬وأروع صورة ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين‪. )4:‬‬
‫‪ - 3‬وبالخواص الذهنية التي تهيئ لإلنسان تسخير الطبيعة لمنفعته ‪ ،‬وبأن اهلل جعله خليفته في األرض يعمرها لخدمة البشرية‬
‫‪.‬‬
‫س‪ : 3‬تناول المخدرات والمسكرات يناقض تكريم هللا لإلنسان ‪ ..‬وضح ذلك ‪.‬‬
‫هذه المخدرات والمسكرات تقضي على أعظم شيء في اإلنسان وهو العقل فهي تشل تفكيره ‪ ،‬وتغيب وعيه ‪ ،‬وهذا يتنافى‬ ‫‪‬‬
‫تمامًا مع تكريم اهلل لإلنسان على سائر المخلوقات بالعقل ‪..‬‬
‫س‪ : 4‬ما المقصود باالسترقاق ؟‬
‫االسترقاق ‪ :‬يقصد به استعباد اإلنسان لغيره من البشر والتحكم في حياتهم وحريتهم وبيعهم وشرائهم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 5‬كيف ر َّغب اإلسالم في تحرير العبيد ؟ وما أثر ذلك في بناء الدولة اإلسالمية ؟‬
‫رغَّب في تحريرهم بالعتق كفارةً للذنوب والتقرب إلى اهلل والمكاتبة‪ .‬و قد ساعد ذلك على وحدة األمة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 6‬ماذا صنع كثير من الصحابة امتثاالً لما دعا إليه اإلسالم من تحرير العبيد ؟‬
‫قام بعضهم كأبي بكر بشراء العبيد ثم عتقهم وتحريرهم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ :7‬ما منهج اإلسالم في تحرير العبيد ؟‬
‫‪ - 1‬جعل اإلسالم تحرير العبيد تكفيرا للذنوب مهما كبرت‪.‬‬
‫‪ - 2‬أعطى للعبد الحق الكامل أن يسترد حريته نظير قدر من المال يكسبه بعرق جبينه‪.‬‬
‫‪ - 3‬حرم اإلسالم بيع األَمَة إذا استولدها موالها حتى إذا مات ردت إليها حريتها‪.‬‬
‫‪ - 4‬جعل أبناءهم من اإلماء أحرارا كآبائهم‪.‬‬
‫س‪َ : 8‬ح َّرم اإلسالم الرق ‪ ،‬وشرع العتق ‪ ،‬ناقش هذه القضية ‪.‬‬
‫جاء اإلسالم والرق منتشر بين جميع األمم ‪ ،‬فدعا إلى تحرير العبيد وتخليصهم من ذل الرق ورغب في ذلك ترغيبًا‬ ‫‪‬‬
‫واسعًا ‪ ،‬فتصدى كثير من الصحابة وفي مقدمتهم أبو بكر الصديق فصاروا يفكون رقاب العبيد بشرائهم ثم عتقهم‬

‫‪3‬‬
‫وتحريرهم ‪ ،‬وقد جعل اإلسالم تحرير العبيد تكفيراً للذنوب ‪ ،‬وأعطى للعبد الحق الكامل في مكاتبة مواله واسترداد‬
‫حريته نظير قدر من ‪ ،‬وقد حرم اإلسالم بيع الجارية إذا ولدت من سيدها حتى إذا مات ردت إليها حريتها ‪ ،‬وقد ذلك‬
‫ساعد على وحدة األمة ‪.‬‬
‫س‪ : 9‬لماذا أبقى اإلسالم على الرق ظاهريا ً رغم حرصه على حرية اإلنسان ؟‬
‫السبب في ذلك أن الرق كان نظاماً اجتماعياً و اقتصادياً راسخاً في جميع األمم ‪ ،‬و كان من الصعب إلغاؤه مرة واحدة و‬ ‫‪‬‬
‫أبقاه ؛ ليختبر به إيمان المؤمنين و مدى استجابتهم في محاولة القضاء عليه و عتق أكبر عد من العبيد في سبيل اهلل ‪.‬‬
‫س‪ : 10‬ما مظاهر تقدير اإلسالم لحرية اإلنسان وكرامته ؟‬
‫تحريره من الشرك والذل والرق ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 11‬كيف حافظ اإلسالم على الحقوق اإلنسانية للفرد ؟‬
‫حافظ عليها بالمبادئ السامية في الحرية واإلخاء والمساواة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 12‬ما موقف اإلسالم من حرية الدين ؟‬
‫وسّع من حقوق اإلنسان و احترامها ‪ ،‬فالناس ‪ -‬في ظالله ‪ -‬ال يُكرهون على الدخول في اإلسالم ‪ ،‬بل يتركون أحرارًا وما‬ ‫‪‬‬
‫اختاروا ألنفسهم ‪ ،‬وبذلك يضرب اإلسالم ‪ ،‬أروع مثال للتسامح الديني ‪.‬‬
‫س‪ : 13‬ما السبب في جعل القتال فريضة في اإلسالم ؟‬
‫و ذلك للدفاع عن دين اهلل ال للعدوان ‪ ،‬يقول اهلل عز و جل‪ { :‬وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَال‬ ‫‪‬‬
‫تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ ال يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (البقرة‪.)190:‬‬
‫س‪ : 14‬اإلسالم دين سالم للبشرية ‪ ،‬فما القوانين التي وضعها لتحقيق ذلك ؟‬
‫من هذه القوانين ‪:‬‬
‫‪ - 1‬أنه جعل الحرب للدفاع عن العقيدة ودفع الظلم ال للعدوان ‪.‬‬
‫‪ - 2‬وأنه قرر مسالمة من يسالمنا ‪ ،‬ومحاربة من يحاربنا ‪.‬‬
‫‪ - 3‬وأنه حرم قتل الشيوخ واألطفال والنساء في الحروب ‪.‬‬
‫‪ - 4‬وحرم المساس بأماكن العبادة لألعداء ‪.‬‬
‫‪ - 5‬وترك الحرية الدينية لهم في ممارسة عبادتهم ‪.‬‬
‫س‪ : 15‬ما الذي فتح البالد لإلسالم ؟ أو كيف انتشر اإلسالم ؟‬
‫الذي فتح البالد لإلسالم مبادئه السامية وعدالته ومساواته بين الناس ‪ ،‬فدخلوا في اإلسالم عن حب وعقيدة ال عن قهر‬ ‫‪‬‬
‫وإكراه قال تعالى ‪( :‬ال إكراه في الدين) ‪ .‬أما الفتوحات اإلسالمية فكانت دفاعا عن الدين قال تعالى ‪( :‬وقاتلوا في‬
‫سبيل اهلل الذين يقاتلونكم وال تعتدوا إن اهلل ال يحب المعتدين) وقال ‪( :‬وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على اهلل) ‪.‬‬
‫س‪ : 16‬ضرب اإلسالم أروع األمثلة في التسامح الديني ‪ ..‬اذكر أمثلةً من عصر الرسول ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬وعصر عمر ‪ -‬رضي هللا عنه ‪-‬‬
‫والعصر الحاضر ‪.‬‬
‫‪ - 1‬كان الرسول ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬يحسن معاملة أهل الكتاب و من ذلك عهده لنصارى نجران بأال تمس‬
‫كنائسهم ومعابدهم ‪ ،‬وأن تترك لهم الحرية في ممارسة عباداتهم ‪.‬‬
‫‪ - 2‬عهد عمر بن الخطاب ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬ألهل بيت المقدس فقد جاء فيه أنه "أعطاهم أمانا ألنفسهم وأموالهم‬
‫وكنائسهم وصلبانهم‪ ..‬ال تسكن كنائسهم وال تهدم وال ينقص منها وال من حيزها (مساحتها) وال من صليبهم وال من‬
‫شيء من أموالهم وال يكرهون على دينهم وال يضار أحد منهم"‪.‬‬
‫‪ - 3‬المجتمع اإلسالمي في العصر الحاضر يضم المسلمين وغيرهم و يعيشون في سالم ‪.‬‬
‫‪ ‬الواجب ‪‬‬
‫س‪-1‬‬

‫‪3‬‬
‫" اإلسالم دين سالم للبشرية ‪ ،‬يريد أن ترفرف عليها ألوية األمن والطمأنينة ‪ ،‬ومن تتمة ذلك ما وضعه من قوانين لألمم‬
‫المغلوبة سلماً وحرباً ‪ ،‬فقد أوجب الرسول صلى اهلل عليه وسلم على المسلمين في حروبهم أال يقتلوا شيخاً وال طفالً وال امرأة‬
‫وعهده لنصارى نجران من أروع األمثلة " ‪.‬‬
‫هات مرادف ‪ " :‬ألوية " ‪ ،‬ومضاد ‪ " :‬ترفرف " ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ماذا تعرف عن عهد الرسول وسلم لنصارى نجران ؟‬ ‫‪.2‬‬
‫لماذا اضطر الرسول المتشاق الحسام ؟ وما األدلة على أن اإلسالم دين سالم للبشرية ؟‬ ‫‪.3‬‬
‫س‪-2‬‬
‫" وقد مضى اإلسالم يعتد بحرية اإلنسان ‪ ،‬وكرامته ‪ ،‬وحقوقه اإلنسانية إلي أقصى الحدود ‪ .‬وقد جاء واالسترقاق راسخ‬
‫متأصل في جميع األمم ‪ ،‬فدعا إلي تحرير العبيد ‪ ،‬وتخليصهم من ذل الرق ‪ ،‬ورغب في ذلك ترغيباً واسعاً " ‪.‬‬
‫ضع مرادف " يعتد " ‪ ،‬ومضاد " رغب " في جملتين من تعبيرك ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ما منهج اإلسالم في تحرير العبيد ؟‬ ‫‪.2‬‬
‫وضح معاملة اإلسالم لغير المسلمين ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫س‪-3‬‬
‫" ودائماً يلفت الذكر الحكيم إلي سمو اإلنسان ‪ ،‬وأنه يَفْضُل سائر المخلوقات ‪ ،‬فقد خُلق في " أحسن تقويم " ‪ ،‬وسوى ‪،‬‬
‫وعدل ‪ ،‬وركب في أروع صورة ‪ ،‬ووهب من الخواص الذهنية ما يحيل به كل عنصر في الطبيعة إلي خدمته " ‪.‬‬
‫تخير الصواب مما بين األقواس فيما يلي ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫مفرد " الخواص " ‪ ( :‬خاص ‪ -‬خصيصة ‪ -‬خاصية ‪ -‬اختصاص) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مرادف " سمو " ‪( :‬عُلُو – قوة – فوق – شدة) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫"أروع صورة " عالقتها بما قبلها ‪( :‬توكيد ‪ -‬تعليل ‪ -‬نتيجة ‪ -‬تفسير) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فضل اهلل اإلنسان على سائر المخلوقات ‪ .‬فما مظاهر هذا التفضيل ؟‬ ‫‪.2‬‬
‫اإلسالم ين سالم للبشرية ‪ ،‬فما األسس التي وضعها لتحقيق ذلك ؟‬ ‫‪.3‬‬

‫اسم مشتق من حروف الفعل ؛ ليدل على من قام بعمل الفعل أو اتصف به ‪ .‬مثل ‪ :‬قتل ‪ :‬قاتِل – تفوّق ‪ :‬مُـتفوِّق ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اسم الفاعل نوعان‬ ‫‪‬‬

‫من غير الثالثي‬ ‫من الثالثي‬

‫مُــ ــ ــ ــِ ــ‬ ‫ــ ا ــِ ــ‬


‫يأتي من المضارع‬ ‫يأتي من الماضي‬

‫أوال ً ‪ :‬اسم الفاعل من الفعل الثالثي‬


‫نأتي به من الفعل الماضي الثالثي بزيادة ألف بعد أول حرف من حروف الفعل مع كسر الحرف قبل األخير ‪ ،‬والوزن ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫فَـاعِـل ‪.‬‬
‫أمثلة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫كتب ‪ :‬كاتب ‪ -‬ضرب ‪ :‬ضارِب – أمن ‪ :‬آمِن ‪ -‬ولد ‪ :‬والـِد ‪ -‬يئس ‪ :‬يائـِس ‪ -‬سأل ‪ :‬سائِـل – قرأ ‪ :‬قارِئ – شدا ‪ :‬شادي‬
‫‪ -‬دعا ‪ :‬داعي – وفد ‪ :‬وافـِد ‪.‬‬

‫إذا كان الفعل الثالثي وسطه ألف ( معتل أجوف ) مثل ‪ :‬قال – عاد ‪ ،‬فإننا نقلب ألف الفعل إلى همزة على نبرة( ئـِ ) ؛‬ ‫‪‬‬
‫منعاً اللتقاء الساكنين ( اْ اْ ) ‪ ،‬ويبقى الوزن كما هو ‪ :‬فاعِل‬

‫‪3‬‬
‫مثل ‪ :‬قال ‪ :‬قائِل ‪ ،‬نام ‪ :‬نائِم ‪ ،‬فاز ‪ :‬فائِز ‪ ،‬ثار ‪ :‬ثائِر ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬اسم الفاعل من الفعل غير الثالثي‬

‫اندفع يـندفع‬ ‫نأتي بالفعل المضارع‬


‫يــندفع‬ ‫نحذف حرف المضارعة‬
‫مُـنْدفـع‬ ‫نضع بدالً منه ميماً مضمومة‬
‫مُـنْد فِـع‬ ‫نكسر ما قبل اآلخر‬

‫هام ‪ :‬اسمَ الفاعلِ الناقص مثل ‪ ( :‬قاضي – ساعي– مهتدي – منتهي ) تُحذف ياؤه عندما يكونُ مفرداً منوناً ( نكرة )‬ ‫‪‬‬
‫غير مقترن بـأل و المضافٍ في حالتي الرفع و الجر‬
‫فنقول ‪ :‬جاء قاضٍ ال قاضي ‪ -‬سلمت على قاضٍ ال قاضي ‪.‬‬
‫‪%‬تذكر ‪:‬‬
‫اسم الفاعل يأتي مفرداً مذكراً ‪ ،‬أو مفرداً مؤنثاً ‪ ،‬أو مثنى مذكراً ‪ ،‬أومثني مؤنثاً ‪ ،‬أوجمعاً مذكراً ‪ ،‬أو جمعاً مؤنثاً ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أو جمع تكسير' ‪ ،‬وقد تلحقه (ال) أو الضمائر ‪ . ..‬إلخ ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬عامل – عاملة – عامالن – عاملون – عامالت – عمال – العامل – عمالهم ‪.‬‬
‫ونعرفه بأن نرده إلى حالة المفرد المذكر النكرة مثل ‪ :‬فعمالهم = عامل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪%‬تذكر ‪:‬‬
‫أن هناك أسماء فاعل شاذة القاعدة لم نستطع أن نكسر الحرف قبل األخير فيها ‪ ،‬ونعرفها بالمعنى‬ ‫‪‬‬
‫مثل ‪ :‬شـبَّ ‪ :‬شابّ ‪ -‬سرّ ‪ :‬سارّ ‪ -‬ضلّ ‪ :‬ضالّ ‪ -‬ارتدّ ‪ :‬مُرتَـدّ ‪ -‬اهتمّ ‪ :‬مُـهتَـمّ ‪ -‬احتاج ‪ :‬مُـحتاج ‪ -‬امتاز ‪ :‬ممتاز ‪.‬‬
‫عمل اسم الفاعل‬
‫‪ - 1‬يعمل اسم الفاعل عمل فعله‪ ،‬فيرفع الفاعل وحده إن كان الفعل الزماً‪ ،‬ويرفع الفاعل وينصب المفعول به إن كان فعله‬
‫متعدّياً‪.‬‬
‫صور استعمال اسم الفاعل العامل في الكالم العربي‬
‫يأتي اسم الفاعل مقترناً بــ[أل] ‪ ،‬أو يأتي نكرة منونة ‪.‬‬
‫الصورة األولى‬
‫إذا كان اسم الفاعل مقترناً بـ ( أل ) عمل فعله بال شروط ‪ ،‬وهنا [أل] تكون بمعنى الذي‬
‫المكْرِمُ ضيفَه مشكور ‪ = .‬الذي يكرم ضيفَه مشكور ‪.‬‬ ‫مثل ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ضيفَه ‪ :‬مفعول به منصوب بالفتحة السم الفاعل [المكْرِمُ]‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مالحظة ‪ :‬االسم الذي نصبه اسم الفاعل هنا [ضيفه] يسمى " معمول اسم الفاعل "‬
‫الصورة الثانية‬
‫إذا لم تتصل' ( أل ) باسم الفاعل‪ ،‬فإنه يأتي نكرة ومنوناً وال يعمل عمل فعله إال بشرطين‪:‬‬
‫أن يكون بمعنى الحال [أي اآلن] أو االستقبال أي ليس على الزمن الماضي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن يسبقه مبتدأ أو نفي أو استفهام أو موصوف أو نداء ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -1‬يسبقه مبتدأ‬
‫أخوك يقرأ درسَه‬ ‫مثل ‪ :‬أخوك قارئٌ درسَه =‬
‫أخوك ‪ :‬مبتدأ مرفوع بالواو ‪ ،‬وهو مضاف ‪ ،‬والكاف مضاف إليه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قارئ ‪ :‬خبر مرفوع أو تقول اسم فاعل سد مسد الخبر (اسم فاعل يعمل عمل فعله)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫درسه ‪ :‬مفعول به السم الفاعل منصوب بالفتحة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ – 2‬يسبقه نفي‬

‫‪3‬‬
‫مثل ‪ :‬ما قاتِلٌ الفلسطينيين إال اليهود = ما يقتل الفلسطينيين إال اليهود‬
‫الفلسطينيين ‪ :‬مفعول به منصوب السم الفاعل قاتل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اليهود ‪ :‬فاعل مرفوع السم الفاعل قاتل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 3‬يسبقه استفهام‬
‫مثل ‪ :‬أمسافر أخوك ؟ = أيسافر أخوك‬
‫مسافر ‪ :‬مبتدأ مرفوع بالضمة‬ ‫‪‬‬
‫أخو ‪ :‬فاعل السم الفاعل (مسافر) ‪ ،‬سدَّ مسد الخبر‬ ‫‪‬‬
‫في المثال السابق اكتفى اسم الفاعل (مسافر) برفع الفاعل ؛ ألن فعله (يسافر) فعل الزم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومثال المتعدي ‪ :‬أزائرٌ أخوك جاره = أيزور أخوك جاره‬
‫زائر ‪ :‬مبتدأ مرفوع بالضمة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أخو ‪ :‬فاعل مرفوع السم الفاعل ‪ ،‬وعالمة رفعه الواو ‪ ،‬وقد سد مسد الخبر ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جارَه ‪ :‬مفعول به منصوب بالفتحة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ – 4‬يسبقه موصوف‬
‫مثل ‪ :‬مررت برجلٍ حازمٍ أمتعته = مررت برجل يحزم أمتعته ‪.‬‬
‫حازم ‪ :‬صفة مجرورة بالكسرة ‪ ,‬وحازم اسم فاعل ‪ ،‬والفاعل ضمير مستتر تقديره ‪ :‬هو ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أمتعته ‪ :‬مفعول به منصوب السم الفاعل ‪ ,‬و الهاء مضاف إليه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ – 5‬يسبقه نداء‬
‫مثل ‪ :‬يا صانعاً المعروفَ ‪ ،‬ال تتوان عن فعله ‪.‬‬
‫صانعاً ‪ :‬منادى منصوب بالفتحة ‪ ،‬وصانعاً اسم فاعل عامل فاعله ضمير مستتر تقديره ‪ :‬هو‬ ‫‪‬‬
‫المعروفَ ‪ :‬مفعول به منصوب السم الفاعل ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أسماء مشتقة من األفعال الثالثية المتصرفة غالباً ؛ للداللة على المُبالغة في الصفة ‪ ،‬وبيان الزيادة فيها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫صيغ المبالغة القياسية‬

‫فَعِل‬ ‫فَعِيل‬ ‫فَعُول‬ ‫فَعَّال‬ ‫مِفْعَال‬

‫جَشِع‬ ‫خَبير‬ ‫حَسود‬ ‫نمّّام‬ ‫مِقدام‬


‫يَقِظ‬ ‫نَذير‬ ‫شَكور‬ ‫توَّاب‬ ‫مِعطاء‬
‫فَرِح‬ ‫عَليم‬ ‫رَءوف‬ ‫غفّّار‬ ‫مِهذار‬

‫صور استعمال صيغ المبالغة العاملة‬


‫الصورة األولى‬
‫صيغة المبالغة المقترنة بـ ( أل ) ‪ ،‬وتعمل بال شروط ‪ :‬مثل ‪ :‬القتَّال × األبرياء شارون ‪.‬‬
‫األبرياءَ ‪ :‬مفعول به منصوب لصيغة المبالغة [القتَّالُ]‬ ‫‪‬‬
‫الصورة الثانية‬
‫المسبوقة بمبتدأ‬
‫مثل ‪ :‬إن اهلل سميع × الدعاء ‪.‬‬
‫الدعاء ‪ :‬مفعول به منصوب لصيغة المبالغة [سميع]‬ ‫‪‬‬
‫المسبوقة بنفي‬

‫‪3‬‬
‫مثل ‪ :‬ما معطاء ماله الفقراء إال الكريم ‪.‬‬
‫معطاء ‪ :‬مبتدأ مرفوع‬ ‫‪‬‬
‫[معطاء]‬ ‫ماله ‪ :‬مفعول به أول منصوب لصيغة المبالغة‬ ‫‪‬‬
‫الفقراء ‪ :‬مفعول به ثانٍ منصوب لصيغة المبالغة [معطاء]‬ ‫‪‬‬
‫الكريمُ ‪ :‬فاعل مرفوع لصيغة المبالغة [معطاٌء]سد مسد الخبر‬ ‫‪‬‬
‫المسبوقة باستفهام‬
‫مثل ‪ :‬أرحيم أبوك أطفاله‬
‫[رحيمٌ]سد مسد الخبر‬ ‫أبوك ‪ :‬فاعل مرفوع بالواو لصيغة المبالغة‬ ‫‪‬‬
‫أطفالَهُ ‪ :‬مفعول به منصوب لصيغة المبالغة [رحيمٌ]‬ ‫‪‬‬
‫المسبوقة بموصوف‬
‫مثل ‪ :‬أتي طفل يقظٌ عقله ‪.‬‬
‫لصيغة المبالغة [يقظٌ]‬ ‫عقله ‪ :‬فاعل مرفوع‬ ‫‪‬‬
‫المسبوقة بنداء‬
‫مثل ‪ :‬شارون يا سفَّاك × الدماء انتظر الجزاء ‪.‬‬
‫الدماء ‪ :‬مفعول به منصوب لصيغة المبالغة [سفَّاك ]‬ ‫‪‬‬

‫اسم مشتق من حروف الفعل المتصرف المبني للمجهول ؛ ليدل على من وقع عليه فعل الفاعل ‪.‬‬
‫استعمل ‪ :‬مُستعمَل ‪.‬‬ ‫مثل ‪ :‬سرق ‪ :‬مَسروق –‬
‫اسم المفعول نوعان‬

‫من غير الثالثي‬ ‫من الثالثي‬

‫مـُ ‪- َ - - -‬‬ ‫مـَ ‪ - -‬و ‪-‬‬

‫نأتي باسم المفعول من الفعل الثالثي الماضي الصحيح ( الذي ال يوجد به حرف علة ) ‪،‬ومن المعتل المثال ( الذي أوله‬ ‫‪‬‬
‫حرف علة مثل ‪( :‬وعد – يئس ) على وزن مفعول ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬كُتِبَ ‪ :‬مكتوب‪ ،‬ضُرِب‪ :‬مضروب ‪ ،‬جُنّ ‪ :‬مجنون ‪ ،‬وعد ‪ :‬موعود ‪ ،‬ولد ‪ :‬مولود ‪ ،‬يئس ‪ :‬ميئوس ‪.‬‬

‫إذا كان الفعل الثالثي وسطه ألف( ‪ -‬ا ‪ ) -‬أي أجوفاً (مثل قال ‪ ،‬باع ) ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أو آخره حرف علة أي ناقصاً (مثل دعا ‪ ،‬قضى ) ‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫فاسم المفعول يأتي بالطريقة اآلتية ‪:‬‬


‫‪ – 1‬نأتي بالفعل المضارع ‪.‬‬
‫‪ – 2‬نحذف حرف المضارعة ‪ ،‬ونضع بدالً منه ميماً مفتوحة ‪.‬‬
‫‪ – 3‬نضع شدة على حرف العلة في الناقص ( آخره حرف علة ) ‪.‬‬
‫أمثلة ‪ :‬باع ‪ :‬يبيع ‪ :‬مَبيع – قال ‪ :‬يقول ‪ :‬مَقُول – دعا ‪ :‬يدعو ‪ :‬مَدْعُوّ – قضى ‪ :‬يقضي ‪ :‬مَقضيّ ‪.‬‬

‫ويأتي اسم المفعول من الفعل غير الثالثي من الفعل المضارع مع إبدال حرف المضارعة إلى ميم مضمومة ‪ ،‬وفتح ما قبل اآلخر ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مثل ‪ :‬أنتج ‪ ..‬يـنتج ‪ ..‬مـُـنتَـج ‪ ،‬انطلق ‪ ..‬ينطلق ‪ ..‬مُـنْطلَق ‪ ،‬أعاد ‪ ..‬يعاد ‪ ..‬مُـعاد ‪ ،‬استشار ‪ ..‬يستشار ‪..‬‬
‫مُـستشار' ‪.‬‬

‫إعمال اسم المفعول‬


‫يعمل اسم المفعول عمل فعله المبنى للمجهول فيرفع نائب فاعل فقط إنْ كان فعله مُتعدِّيًا لواحد‪ ،‬ويرفع نائب الفاعل وينصب‬
‫المفعول إن كان فعله مُتعدِّيًا لمفعولين‬

‫صور استعمال اسم المفعول العامل‬


‫اسم المفعول المقترن بـ ( أل )‬
‫مثل ‪ :‬المرتضَى حكمُهُ هو اهلل ‪.‬‬
‫حكمُهُ ‪ :‬نائب فاعل مرفوع السم المفعول [المرتضَى]‬ ‫‪‬‬
‫المسبوق بمبتدأ‬
‫مثل ‪ :‬المؤمنُ محمودٌ سيرتَه ‪.‬‬
‫سيرتَه‪ :‬نائب فاعل مرفوع السم المفعول [محمودٌ]‬ ‫‪‬‬
‫المسبوق بنفي‬
‫مثل ‪ :‬ما مسلوبةٌ حقوقٌ وراءها مطالبٌ ‪.‬‬
‫مسلوبةٌ ‪ :‬مبتدأ مرفوع‬ ‫‪‬‬
‫حقوق ‪ :‬نائب فاعل مرفوع السم المفعول [مسلوبةٌ] سد مسد الخبر‬ ‫‪‬‬
‫المسبوق باستفهام‬
‫مثل ‪ :‬أمقبولٌ رأيُ المجنون في المحكمة ؟‬
‫مقبول ٌ‪ :‬مبتدأ مرفوع‬ ‫‪‬‬
‫رأيُ ‪ :‬نائب فاعل مرفوع السم المفعول [مقبول] سد مسد الخبر ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المسبوق بموصوف‬
‫مثل ‪:‬أقبل طالب ممنوح جائزة ‪.‬‬
‫ممنوح‪ :‬نعت مرفوع ‪ ،‬ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره ‪ :‬هو ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[ممنوح]‬ ‫جائزة ‪ :‬مفعول به ثانٍ السم المفعول‬ ‫‪‬‬
‫المسبوق بنداء‬
‫مثل ‪ :‬يا مسلوباً حقُّهُ اصبرْ ‪.‬‬
‫حقُّهُ ‪ :‬نائب فاعل مرفوع السم المفعول [مسلوباً]‬ ‫‪‬‬
‫‪ %‬تذكر أن ‪:‬‬
‫يجوز أن يضاف اسم المفعول إلى معموله إذا تاله مباشرة‬ ‫‪–1‬‬
‫فيجوز أن نقول ‪ :‬الجبان مخلوعٌ قلبُه ‪ -‬الجبان مخلوعُ القلبِ‬
‫فالقلب في المثال األول نائب فاعل ‪ ،‬وفي المثال الثاني مضاف إليه ‪.‬‬
‫‪ – 2‬إذا كان اسم المفعول من فعل متعدٍ لمفعولين رفع المفعول به األول أو ضميره على انه نائب فاعل ‪ ،‬ونصب الثاني على‬
‫أنه " مفعول ثانٍ " ‪ .‬مثل ‪ :‬أممنوحٌ المتفوقُ جائزةً ؟‬

‫‪3‬‬
‫اسمُ التفضيل ‪:‬‬
‫اسم مشتق من حروف الفعل الماضي الثالثي على وزن ( أَفْعلَ ) ؛ ليدل على أن شيئين اشتركا في صفة ‪ ،‬وزاد أحدهما على‬
‫اآلخر فيها ‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫القمر‬ ‫أكبر من‬ ‫الشمس‬
‫مُفَضَّالً عليه‬ ‫‪+‬‬ ‫اسم التفضيل‬ ‫‪+‬‬ ‫مُفَضَّل‬
‫فضل ‪ :‬أَفْضَل – صغُر ‪ :‬أصغر – كبر ‪ :‬أكْبَر– غال ‪ :‬أغلى – طال ‪ :‬أطول ‪ -‬ساء ‪ :‬أسوأ ‪ -‬وضح ‪ :‬أوضح – شد ‪ :‬أشد –‬
‫كرم ‪ :‬أكرم – علم ‪ :‬أعلم ‪.‬‬
‫شروط' الفعل الذي نأتي منه باسم التفضيل‬
‫أن يكون ‪:‬‬
‫فعالً ثالثيا ‪ ,‬متصرفاً ‪ ,‬تاماً ‪ ,‬مثبتاً‪ ,‬مبنياً للمعلوم ‪ ,‬قابال للتفاوت‪ ،‬ليس الوصف منه على وزن ( أفعل ) الذي‬
‫مؤنثه( فعالء) في الداللة على لون أو زينة أو عيب حسي ظاهر [نفس شروط فعل التعجب ]‪.‬‬
‫س ‪ :‬كيف نأتي باسم التفضيل من فعل زاد على ثالثة أحرف مثل ‪ ( :‬ارتفع ) ‪ ،‬أو فعل دل على لون مثل ‪ ( :‬زرق ) ؟‬
‫جـ ‪ :‬نأتي باسم التفضيل بالطريقة اآلتية ‪:‬‬
‫‪ - 1‬نأتي باسم تفضيل مساعد مطابق للشروط مثل ‪ ( :‬أشـدّ ‪ -‬أكثر ‪ -‬أعظم ) ‪.‬‬
‫‪ – 2‬ثم نأتي بالمصدر منصوباً من الفعل غير المطابق للشروط بعد اسم التفضيل المساعد مباشرة ‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫تمييز منصوب‬ ‫أكثر ارتفاعاً‬ ‫ارتفع‬
‫تمييز منصوب‬ ‫أشـد زرقة‬ ‫زرق‬
‫محمدٌ أكثرُ اجتهاداً من أحمد ‪.‬‬
‫إذا كان الفعل المراد التفضيل فيه منفيًّا أو مبنيًّا للمجهول أتينا باسم تفضيل مناسب مستوفٍ للشروط وجئنا بمصدر‬ ‫‪‬‬
‫الفعل بعده مؤوَّالً ‪.‬‬
‫‪ /‬العلم أحسن أال يهمل ‪.‬‬ ‫مثل ‪ :‬المحسن أحق أن يكافأ ‪.‬‬
‫ال يأتي اسم التفضيل من الفعل الناقص (كان وأخواتها )والجامد (بئس ونعم و عسى ‪ ) ..‬وغير القابل للتفاوت (مات‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،‬فني ‪ ،‬هلك ‪.)...‬‬
‫هام جداً‬
‫‪ - 1‬يجوز – لنا – أن نأتي باسم التفضيل المساعد للفعل المطابق للشروط مثلما أتينا به للفعل غير المطابق للشروط‬
‫فنقول ‪ :‬محمد أكرم من طارق ‪ .‬أو نقول ‪ :‬محمد أشد كرماً من طارق ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ – 2‬هناك ثالث كلمات وردت في اللغة العربية ‪ ،‬ودلت على التفضيل بدون الهمزة‬
‫وهي ‪( :‬خَيْر ‪ -‬شَرّ ‪ -‬حَبّ ) مثل ‪ ( :‬كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)(آل عمران‪ :‬من اآلية‪ )110‬ـ الظالم‬
‫شَر ُّ الناس ‪.‬‬
‫‪ – 3‬مؤنث (أَفْعَل ) هو (فُعْلى ) مثل ‪ :‬أَفْضَل ‪ :‬فُضْلى ‪ -‬أكْبَر ‪ :‬كبْرى – أصغر ‪ :‬صغرى‬
‫‪ – 4‬جمع (أَفْعَل ) هو (أَفَاعِل ) مثل ‪ :‬أكْبَر ‪ :‬أكابر ‪ -‬أعظم ‪ :‬أعاظم ‪.‬‬
‫بينما جمع (فُعْلى ) هو(فُعْليات ) مثل ‪ :‬فُضْلى ‪ :‬فُضْليات' – كبرى ‪ :‬كبريات ‪.‬‬
‫تذكر ‪:‬‬
‫‪ - 1‬غالباً االسم النكرة الواقع بعد أفعل التفضيل يعرب تمييزاً منصوباً ‪.‬‬
‫‪ - 2‬إذا أردنا صياغة اسم التفضيل من فعل غير مستوفٍ للشروط أتينا بفعل مناسب مستوفٍ للشروط و أتبعناه بمصدر الفعل‬
‫صريحاً أو مؤَوَّالً منصوباً على التمييز ‪.‬‬
‫الحاالت التي يأتي عليها اسم التفضيل‬
‫‪ - 1‬مجرد من (أل) واإلضافة وفى هذه الحالة يلزم اإلفراد والتذكير والتنكير ويذكر المفضل عليه بعده مجرورًا بـ(من)‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫* الصدق أجدى من الكذب ‪.‬‬
‫* األذنان أصدقُ من العينين ‪ .‬واألذن أصدقُ من العين‬
‫* الزرافات أطولُ من األفيال ‪.‬‬
‫هام جداً ‪:‬‬
‫قد تحذف (من) والمفضل عليه ‪ ,‬إن وجد دليل يدل عليهما ‪,‬‬
‫مثل قوله تعالى ‪:‬‬
‫" واآلخرة خيرٌ وأبقى" أي واآلخرة خير من الحياة الدنيا ‪ ,‬وأبقى منها ‪.‬‬

‫‪ -2‬مقترن بـ(أل) وفى هذه الحالة يطابق المفضل في ‪ :‬اإلفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث والتعريف وال يذكر‬
‫المفضل عليه فى الكالم‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫* الصادقون هم األفضلون ‪.‬‬ ‫* الصادق هو األفضل ‪.‬‬
‫* الصادقات هن الفضليات ‪.‬‬ ‫* الصادقان هما األفضالن ‪.‬‬
‫* الصادقتان هما الفضليان ‪.‬‬
‫‪ - 3‬مضاف إلى نكرة وفى هذه الحالة يلزم اإلفراد والتذكير والتنكير وأن يكون المفضل عليه ( المضاف إليه) مطابقا للمفضل‬
‫فى النوع والعدد ‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫* المحسنون أفضلُ رجال ‪.‬‬ ‫* فاروق جويدة أعظم شاعر في مصر اآلن ‪.‬‬
‫* وجوههم أحسنُ وجوه‬ ‫* هذان الكتابان أثمنُ كتابين ‪.‬‬
‫* هؤالء النساء أكرمُ نساء‬ ‫* هاتان البنتان أفضلُ' بنتين ‪.‬‬

‫‪ - 4‬مضاف إلى معرفة وفى هذه الحالة يجوز أن يلزم اإلفراد والتذكير والتنكير وأن يكون مطابقا للمفضل كالمقترن ‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫وعمرُ أعدلُ األمراء‬ ‫* هو أفضلُ القوم *‬
‫و ‪ -‬أفضال القوم‬ ‫* وهما أفضلُ القوم‬
‫* وهؤالء أفضلُ القوم و – أفضلو (أفاضل ) القوم‬

‫‪3‬‬
‫و ‪ -‬فضليات النساء‬ ‫* هن أفضلُ النساء‬

‫اسم الزمان ‪ :‬اسم مأخوذ من حروف الفعل ؛ ليدل على زمان حدوث الفعل ‪.‬‬
‫اسم المكان ‪ :‬اسم مأخوذ من حروف الفعل ؛ ليدل على مكان حدوث الفعل ‪.‬‬

‫من غير الثالثي‬ ‫من الثالثي‬

‫مُـ ‪- َ - ْ-‬‬ ‫مَـ ‪- َ- ْ-‬‬


‫مَـ ‪- ِ - ْ-‬‬

‫أوالً ‪ :‬اسما الزمان والمكان من الفعل الثالثي‬


‫نأتي بهما من الفعل الماضي بزيادة ميم مفتوحة على حروف الفعل ‪ ،‬والوزن ‪ ) :‬مَفْعَل ( بفتح العين ‪ ،‬أو ) مَفْعِل ( بكسر‬
‫العين ‪.‬‬
‫أ – وزن مَفْعَل ‪:‬‬
‫‪ – 1‬نأتي به من الفعل الصحيح مَضمُوم العَين أو مَفْتوحها في المضارع ‪.‬‬
‫أمثلة ‪:‬‬
‫مَـخْـرَج‬ ‫‪:‬‬ ‫يخـرُج‬ ‫‪:‬‬ ‫خرج‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ :‬مدْخَـل‬ ‫يدخُـل‬ ‫‪:‬‬ ‫دخل‬ ‫‪‬‬
‫مَـصْنَع‬ ‫‪:‬‬ ‫يصنَع‬ ‫‪:‬‬ ‫صنع‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ :‬مَلْعَب‬ ‫‪ :‬يلعَب ُ‬ ‫لعب‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 2‬نأتي به من الفعل المعتل الناقص( ما كان آخره حرف علة) مباشرة ‪.‬‬
‫أمثلة‪ :‬سعى ‪ :‬مَسْـعَـى ‪ -‬جرى ‪ :‬مَـجْـرَى ‪ -‬أوى ‪ :‬مَـأْوَى ‪ -‬هوى ‪ :‬مَـهْـوَى ‪.‬‬
‫هام جداً ‪:‬‬
‫‪ – 1‬معظم أسماء الزمان و المكان من الفعل األجوف ( وسطه ألف ) تأتي على وزن ) مَفْعَل( أي بزيادة ميم على حروف‬
‫الفعل الماضي فقط ‪.‬‬
‫سار ‪ :‬مسار – دار ‪ :‬مدار – قام ‪ :‬مقام – قال ‪ :‬مقال – فاز ‪ :‬مفاز ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الفعل الثالثي المضعف يأتي غالباً دون فك التضعيف‬
‫‪ -‬مـرَّ ‪ :‬مَـمـرّ ‪ -‬قـرَّ ‪ :‬مَـقـرّ ‪.‬‬ ‫أمثلة ‪ :‬فـرَّ ‪ :‬مَـفـرّ‬
‫‪ – 3‬قد تدخل تاء التأنيث المربوطة على اسم المكان من الثالثي ‪ :‬لتدل على الكثرة‬
‫أمثلة ‪ :‬مزرعة ‪ -‬مدرسة ‪ -‬مدبغة – مكتبة ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬وزن مَفْعِل ‪:‬‬
‫‪ – 1‬نأتي به من الفعل الصحيح مكسور العَين في المضارع ‪.‬‬
‫أمثلة ‪ :‬جَلَسَ ‪ :‬يجلِسُ ‪ :‬مَجْلِس ‪ -‬هبط ‪ :‬يهـبـِط ‪ :‬مهـبِـط ‪.‬‬
‫‪ – 2‬نأتي به من الفعل المعتل المثال ( أوله واو ‪ ،‬أو ياء ) مباشـــرة ‪.‬‬
‫‪ -‬وضع ‪:‬‬ ‫ولد ‪ :‬موْلِـد ‪ -‬ورد ‪ :‬مورِد ‪ -‬وقع ‪ :‬موقِع ‪ -‬وقف ‪ :‬موقِف ‪ -‬وعد ‪ :‬موعِد ‪ -‬وسم ‪ :‬موسِم‬
‫موضِع ‪.‬‬

‫* هناك كلمات جاءت على وزن ) مَفْعِل( وقياسها ) مَفْعَل) ‪ .‬أمثلة ‪ :‬مسجِد ‪ -‬مغرِب ‪ -‬مشرِق ‪ -‬منبـِت ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬اسما الزمان والمكان من الفعل غير الثالثي ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫ونفرق بينهم بالمعنى فقط ‪.‬‬ ‫‪- َ- -‬‬ ‫مُــ ‪-‬‬ ‫نأتي بهما بنفس طريقة اسم المفعول‬
‫أمثلة ‪:‬‬
‫‪ – 1‬اليوم مُـلتـقَـى األصدقاء ‪................................. .‬‬
‫‪ – 2‬النادي مُـلتـقَـى الشباب ‪..................................‬‬
‫‪ – 3‬العلم مُـلتـقَـى المتفوقين ‪..................................‬‬
‫هام جداً ‪:‬‬
‫‪ – 1‬كلمات شهيرة في االمتحانات ‪ ،‬وتأتي غالباً كأسماء زمان ( مستقبل ‪ -‬موعد – موسم ‪ -‬مطلع ‪ -‬مولد ) ‪.‬‬
‫‪ -‬موقف – مجال ‪ -‬موطن ‪ -‬منبع ) ‪.‬‬ ‫( مجتمع‬ ‫‪ – 2‬كلمات شهيرة في االمتحانات ‪ ،‬وتأتي غالباً كأسماء مكان‬

‫أصل المشتقات ‪ ،‬و المصدر اسم يدل على حدث مجرد من الزمن ‪.‬‬ ‫المصدر‬
‫المصادر نوعان‬
‫سماعية ‪ :‬وهي مصادر األفعال الثالثية ‪ ،‬وسميت سماعية ؛ ألنها سمعت عن العرب وليس لها قاعدة تقاس عليها‬
‫قياسية ‪ :‬وهي المصادر التي لها أوزان تقاس عليها ‪ ،‬هي مصادر الرباعي و الخماسي و السداسي‬

‫‪ %‬ال تنسَ أن المصادر الثالثية سماعية ال ضابط لها ‪ ،‬وقد حملت بعض األوزان دالالت خاصة ‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫فِعَالَة ‪ :‬فيما دلّ على حرفة ‪ :‬زِراعة – صِناعة – تِجارة ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫فَعَالن ‪ :‬فيما دلّ على اضطراب ‪ :‬خَفَقان‪ -‬طيران – جريان ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫فُعَال ‪ :‬فيما دل على مرض ‪ :‬صُداع – زُكام – سُعال ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫فَعِيل ‪ :‬فيما دل على سيْر أو صوت ‪ :‬رَحيل‪ ،‬عَويل – زَئير ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫فُعْلة ‪ :‬فيما دلّ على لون ‪ :‬سُمرة – خُضرة ‪ -‬حُمْرَة ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫فَعَل ‪ :‬فيما دلّ على عيب ‪ :‬عَمى– عَرَج – حَوَل ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫فُعول‪ :‬فيما دلّ على حركة ‪ :‬قُدوم– صُعود – نُزول ‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫مصادر الرباعي‬
‫‪ – 1‬إذا كان الفعل على وزن (أَفْعَل) فمصدره يأتي على وزن (إِفْعَال)‬
‫مثل ‪ :‬أَضْرَبَ ‪ :‬إِضْرَاب – أبدع ‪ :‬إبداع – آمن ‪ :‬إيمان – أمدَّ ‪ :‬إمداد – أورد ‪ :‬إيراد – أعطى ‪ :‬إعطاء – أوحى ‪ :‬إيحاء ‪.‬‬
‫إذا كان الفعل على وزن (أفعل ) ‪ ،‬ومعتل العين مثل ( أعاد) ‪ ،‬فمصدره يأتي على وزن (إفعلة) أي بزيادة تاء مربوطة في‬
‫اآلخر بدالً من األلف ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬أدار ‪ :‬إدارة – أفاد ‪ :‬إفادة – أثار ‪ :‬إثارة ‪.‬‬
‫‪ – 2‬إذا كان الفعل على وزن (فَعَّلَ) فمصدره يأتي على وزن (تَفْعِيل)‬
‫مثل ‪ :‬شَرَّدَ ‪ :‬تَشْرِيد' – لوّث ‪ :‬تلويث – درّب ‪ :‬تدريب علّم ‪ :‬تعليم ‪.‬‬
‫فّإذا كان الفعل معتل اآلخر (الالم) مثل ‪( :‬قوَّى) ‪ ،‬فمصدره يأتي على وزن (تفعلة) أي بزيادة تاء مربوطة في اآلخر‬
‫بدالً من الياء ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬قوّى ‪ :‬تقوية – ربّى ‪ :‬تربية – سوّى ‪ :‬تسوية – ضحّى ‪ :‬تضحية ‪.‬‬
‫‪ – 3‬إذا كان الفعل على وزن (فَاعَل ) فمصدره يأتي على وزن (مُفَاعَلَةً ‪ /‬فِعَال)‬
‫مثل ‪ :‬قَاْتَلَ ‪ :‬مُقَاْتَلَة ‪ ،‬قِتَال – شَارَكَ ‪ :‬مُشَارَكَةً – نازع ‪ :‬مُنازعة ‪ ،‬نِزاع – حاسب ‪ :‬مُحاسبة ‪ ،‬حِسَاب –‬
‫جَادل ‪ :‬مُجادلة ‪ ،‬جِدال ‪.‬‬
‫‪ – 4‬إذا كان الفعل على وزن (فَعْلَلَ) فمصدره يأتي على وزن (فَعْلَلَة)‬

‫‪3‬‬
‫مثل ‪ :‬ترجم ‪ :‬ترجمة – دَحْرَج ‪ :‬دَحْرَجَة – حشرج ‪ :‬حشرجة ‪.‬‬
‫فإذا كان الفعل رباعياً مضعفاً مثل ‪( :‬زلزل) ‪ ،‬فمصدره يأتي على وزن (فَعْلَلَة ‪ /‬فِعْالل)‬
‫مثل ‪ :‬زلزل ‪ :‬زَلزلة ‪ ،‬زِلزال – وسوس ‪ :‬وَسوسة' ‪ ،‬وِسواس ‪.‬‬
‫مصادر الخماسي‬
‫‪ – 1‬إذا كان الفعل الخماسي مبدوءاً بهمزة وصل ‪ ،‬فمصدره يأتي بكسر ثالثه وزيادة ألف قبل آخره ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬احترم ‪ :‬احترام – انطلق ‪ :‬انطالق – احمرّ ‪ :‬احمرار‬

‫‪ – 1‬إذا كان الفعل الخماسي مبدوءاً بتاء زائدة ‪ ،‬فمصدره هو نفس حروف الفعل الماضي مع ضم ما قبل آخره ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬تَعَلَّمَ ‪ :‬تَعَلُّم – تَعَارَف ‪ :‬تَعَارُف – تَدحرَج ‪ :‬تَدحرُج ‪.‬‬
‫* إذا كان الفعل الخماسي المبدوء بتاء آخره حرف علة مثل ‪ :‬تحدَّى ‪ -‬تعالَى ‪ ،‬فمصدره هو نفس حروف الفعل الماضي مع‬
‫كسر ما قبل آخره ‪ ،‬وقلب حرف العلة إلى ياء‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬تحدَّى ‪ :‬تحدِّي – تعدَّى ‪ :‬تعدِّي – تعالَى ‪ :‬تعالِي ‪ -‬تفانَى ‪ :‬تفانِي‪.‬‬
‫مصادر األفعال السداسية‬
‫‪ – 1‬إذا كان الفعل على وزن (اسْتَفْعَل) فمصدره يأتي على وزن ( اسْتِفْعَال)‬
‫مثل ‪ :‬استعمل ‪ :‬استعمال – استردّ ‪ :‬استرداد – استورد ‪ :‬استيراد – استولى ‪ :‬استيالء – استجدى ‪ :‬استجداء ‪.‬‬
‫إذا كان الفعل على وزن (استفعل) ‪ ،‬ومعتل العين ( الحرف قبل اآلخير ألف) مثل ‪ ( :‬استفاد) ‪ ،‬فمصدره يأتي على وزن‬
‫(استفعلة) ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬استشار ‪ :‬استشارة – استقام ‪ :‬استقامة – استعاد ‪ :‬استعادة ‪.‬‬

‫تعريفه ‪ :‬اسم يبدأ بميم زائدة ويؤدى معنى المصدر األصلي ‪.‬‬
‫شربت الماء مشرباً ‪ ،‬وخرجت من المدرسة مخرجاً ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وعدت' الصديق موعداً ‪ ،‬وثب الالعب موثباً‬ ‫‪‬‬
‫صوغه ‪:‬‬
‫‪ – 1‬يصاغ على نفس أوزان اسم الزمان والمكان وال يفرق بينهما إال داللة الجملة ‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫سعى الطالب مسعى حميداً ‪ ،‬خرج مع زمالئه مخرجاً ‪ ،‬وقف المدرس موقف األب ‪ ،‬وصل الالعب إلى القمة موصالً سريعاً ‪.‬‬
‫‪ – 2‬يصاغ من الفعل غير الثالثي على وزن اسم المفعول ‪.‬‬
‫أحسن المهندس مستخرج البترول‬

‫ملحوظة ‪ :‬قد تلحق آخر المصدر الميمي تاء في آخر المصدر مثل ‪ .‬محبة ‪ ،‬مضرة ‪ ،‬مفسدة ‪ ،‬منفعة ‪ ،‬مهلكة ‪.‬‬

‫تعريفه ‪:‬‬
‫اسم تلحقه ياء مشددة تليها تاء تأنيث مربوطة لتدل على الصفة الصناعية على معنى المصدر ‪.‬‬

‫مثل ‪ :‬الديمقراطية ‪ ،‬الوطنية ‪ ،‬الرأسمالية ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ويفرق بين المصدر الصناعي واالسم المنسوب بـ ‪:‬‬
‫‪ – 1‬من سياق الكالم ‪.‬‬
‫‪ – 2‬المصدر الصناعي ال يوصف به أما المنسوب فيوصف به وال بعرب إال صفة فإذا لم يكن صفة لما قبله فهو مصدر صناعي‬
‫‪ :‬الدول الرأسمالية نظامها فاشل ‪ /‬الدول الديمقراطية عظيمة‬ ‫اسم منسوب‬ ‫‪‬‬
‫‪ :‬الرأسمالية نظام فاشل ‪ /‬الديمقراطية أحسن األنظمة ‪.‬‬ ‫مصدر صناعي‬ ‫‪‬‬

‫المصدر المؤول‬
‫س ‪ :‬ما هو المصدر المؤول ؟‬
‫جـ ‪ :‬المصدر المؤول هو ما ركب من ‪:‬‬
‫مثل ‪ :‬يـسـعدني أن أكـتـب لك رسالة ‪.‬‬ ‫( أنْ المصدرية والفعل المضارع )‬ ‫‪.1‬‬
‫مـثل ‪ :‬يسرني أنّـك سعيد ‪.‬‬ ‫أو ( أنّ ) واسمها وخبرها‬ ‫‪.2‬‬
‫مثل ‪ :‬ليس للرجل إال ما سعى ‪.‬‬ ‫أو ( ما ) المصدرية والفعل‬ ‫‪.3‬‬
‫إعراب المصدر المؤول‬
‫تعرب المصادر المؤولة إعرابا مفصال ‪ ،‬ثم يقال ‪:‬‬
‫والمصدر المؤول من( أن والفعل ) ‪ ،‬أو ( ما والفعل ) ‪ ،‬أو ( أن واسمها وخبرها ) في محل رفع أو نصب أو جر حسب موقعه‬
‫في الجملة‪.‬‬
‫س ‪ :‬كيف نحوِّل المصدر المؤول إلى مصدر صريح ؟‬
‫جـ ‪ :‬طريقة تحويل المصدر المؤول إلى مصدر صريح ‪:‬‬
‫فإننا نأتي بالمصدر الصريح من الفعل مباشرة بعد‬ ‫‪ - 1‬إذا تكوّن المصدر المؤول (أنْ ) والفعل المضارع أو( ما ) والفعل‬
‫مثل ‪( :‬أَنْ تصوموا خير لكم ) ‪ .. .‬تحويله إلى مصدر صريح ‪ :‬صيامُكم خير لكم ‪.‬‬ ‫حذف الحرف المصدري (أنْ ‪ -‬ما)‪.‬‬
‫إعراب ‪ /‬أَنْ تصوموا ‪ :‬مصدر مؤول في محل رفع مبتدأ‬ ‫‪‬‬
‫أسعدني ما عملت ‪ ..‬تحويله إلى مصدر صريح ‪ :‬أسعدني عملُك‬ ‫إعراب ‪ /‬صيامُكم ‪ :‬مبتدأ مرفوع ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إعراب ما عملت‪ :‬مصدر مؤول في محل رفع فاعل ‪ .‬إعراب عملك‪ :‬فاعل مرفوع ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ %‬تذكر أن ‪:‬‬
‫( ما ) تدل على الزمان مع ( دام ) كقوله تعالى ( وَأَوْصَانِي بِالصَّالةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً ) و التقدير ‪ :‬مدة‬
‫دوامي حياً‬

‫‪ - 2‬إذا تكوّن المصدر المؤول من ( أنّ ) واسمها وخبرها ‪ ،‬وكان خبرها جملة فعلية أو اسماً مشتقاً فإننا نأتي بالمصدر‬
‫الصريح من خبر إن مضافاً إلى اسمها‬
‫مثل ‪ :‬أحب أن تتفوق ‪ ..‬تحويله إلى مصدر صريح ‪ :‬أحب تفوقَك ‪.‬‬
‫إعراب أَنْ تتفوق‪ :‬مصدر مؤول في محل نصب مفعول به ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إعراب تفوقَك‪ :‬مفعول به منصوب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يعجبني أنك متفوق‪ ..‬تحويله إلى مصدر صريح ‪ :‬يعجبني تفوقُك‪.‬‬
‫إعراب أنك متفوق ‪ :‬المصدر المؤول من أنّ واسمها وخبرها في محل رفع فاعل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إعراب تفوقُك ‪ :‬فاعل مرفوع ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 3‬إذا كان خبر إن جامداً أتـينا بـكـلـمة ( كون ) مـضافـة إلى اسم(أن )‪ ،‬وينصب خبر إن على أنه خبر لكلمة كون ؛ ألنها‬
‫مصدر للفعل الناسخ كان ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬علمت أن الجندي أسدٌ ‪ . .‬تحويله إلى مصدر صريح ‪ :‬علمت كونَ الجندي أسداً ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫إعراب أن الجندي أسدٌ ‪ :‬المصدر المؤول من أنّ واسمها وخبرها سد مسد المفعولين للفعل علم‬ ‫‪‬‬
‫إعراب كونَ الجندي أسداً ‪ :‬كون ‪ :‬مفعول به ‪ ،‬الجندي ‪ :‬مضاف إليه ‪،‬أسداً ‪ :‬خبر منصوب للمصدر (كون) العامل عمل كان‬ ‫‪‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ - 4‬إذا كان خبر إن شبه جملة فإننا نحذف (إن)‪ ،‬ونأتي بكلمة (وجود) قبل المصدر الصريح ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬آمنت بأن الحق فوق القوة ‪ . . .‬تحويله إلى مصدر صريح ‪ :‬آمنت بوجود الحق فوق القوة ‪.‬‬
‫‪ - 5‬إذا كان الخبر منفياً فإننا نحذف (إن)‪ ،‬ونأتي بكلمة (عدم) ثم نأتي بالمصدر الصريح من الخبر ( الفعل )‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬وثقت بأنك ال تهمل ‪ . . .‬تحويله إلى مصدر صريح ‪ :‬وثقت بعدم إهمالك ‪.‬‬

‫مصدر يدل على حصول الفعل مرة واحدة‬


‫يصاغ اسم المرة من الفعل الثالثي يأتي على وزن (فَعْلَة) بفتح الفاء ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬ضرب ‪ :‬ضربة – نظر ‪ :‬نظرة – جلس ‪ :‬جلسة – قام ‪ :‬قومة ‪.‬‬
‫أمثلة ‪:‬‬
‫‪-3‬زرت المريض زورة ‪.‬‬ ‫‪ -1‬لكل جواد كبوة ولكل إنسان زلة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تجاوزت عن هفوة الصديق ‪.‬‬
‫اسم المرة من الفعل غير الثالثي يأتي بزيادة تاء في آخره على مصدره األصلي ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬اندفع ‪ :‬اندفاع ‪ :‬اندفاعة – انطلق ‪ :‬انطالق ‪ :‬انطالقة ‪.‬‬
‫وإذا كان المصدر مختوما (منتهيا) بالتاء في األصل ‪ ،‬كانت الداللة على المرة بوصفه بكلمة واحدة ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬قاوم ‪ :‬مقاومة ‪ :‬مقاومة واحدة – استفاد ‪ :‬استفادة ‪ :‬استفادة واحدة ‪.‬‬
‫‪%‬تذكر ‪ :‬ال يصاغ اسم المرة من الفعل ناقص التصرف أو الفعل الجامد ‪.‬‬

‫اسم المرة منه‬ ‫مصـدره‬ ‫الفعل‬


‫أكلة‬ ‫أكل‬ ‫أكل‬
‫رحمة واحدة‬ ‫رحمة‬ ‫رحم‬
‫إخراجة‬ ‫إخراج‬ ‫أخرج‬
‫استشارة واحدة‬ ‫استشارة‬ ‫استشار‬

‫اسم الهيئة ‪ :‬مصدر يدل على هيئة الفعل حين وقوعه‬


‫يصاغ من الثالثي على وزن فِعْلَة‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬جلس ‪ :‬جلسة – أكل ‪ :‬إكلة ‪.‬‬
‫أمثلة ‪:‬‬
‫‪-1‬جلست جِلسَة المتواضع ‪.‬‬
‫‪ – 2‬عمت عومة الفراشة ‪.‬‬
‫‪%‬تذكر ‪ :‬اسم الهيئة من الفعل الثالثي على وزن (فعلة ) بكسر الفاء ‪ ،‬وال يوجد اسم هيئة من فعل زائد على ثالثة أحرف إال‬
‫نادرا‬
‫مثل ‪ :‬أن يأتي اسم الهيئة على وزن المصدر العادي للفعل مع وصف هذا المصدر مثل ‪ ( :‬استقبله استقبال االصدقاء ) ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫هو االسم المعرب الذي آخره ألف الزمة مفتوح ما قبلها { ‪ َ- -‬ا ‪ َ- - - /‬ى }‬
‫مثل ‪ :‬الفتَى‪ -‬عال – مرتضى ‪.‬‬
‫س ‪ :‬كيف نثني االسم المقصور ؟‬
‫جـ ‪ :‬نثني االسم المقصور بالطريقة اآلتية ‪:‬‬
‫مثل ‪ :‬عصا ‪ :‬عصوان – هـدَى ‪ :‬هـدَيان‬ ‫إن كانت ألف المقصور ثالثة ترد إلى أصلها‬
‫هام‬
‫مثل ‪ :‬عصا – رضا – مها فأصلها واو‬ ‫ا)‬ ‫غالباً ألف المقصور إذا كانت ثالثة ومكتوبة' ألف صحيحة ( ‪َ- -‬‬
‫فأصلها ياء‬ ‫مثل ‪ :‬هدَى – منَى‬ ‫ى)‬ ‫أما إذا كانت ثالثة ومكتوبة ألف ليّنة ( ‪َ- -‬‬
‫مثل ‪ :‬مرتضى ‪ ،‬مرتضيان‪.‬‬ ‫إن كانت ألف المقصور رابعة فأكثر ( ‪ َ - - -‬ى ) قُلـِبـَت ياء‬
‫س ‪ :‬كيف نجمع االسم المقصور جمعاً مذكراً ؟‬
‫جـ ‪ :‬نجمع االسم المقصور جمعاً مذكراً بالطريقة اآلتية ‪:‬‬
‫‪ – 1‬نحذف األلف ‪ ،‬ونبقي ما قبلها مفتـوحاً‬
‫{ مرتضى ‪-‬‬ ‫‪ -‬رضـَـون ‪ -‬رضـَـين } ‪ { ،‬مصطفى ‪ -‬مصطفــَون ‪ -‬مصطـفـَــيْن } ‪،‬‬ ‫{ رضـا‬ ‫مثل ‪:‬‬
‫مرتضـَـون ‪ -‬مرتضـَـيْن } ‪ { ،‬األعلى ‪ -‬األعلَوْن – األعلَيْن}‪.‬‬
‫س ‪ :‬كيف نجمع االسم المقصور جمعاً مؤنثاً ؟‬
‫جـ ‪ :‬نجمع االسم المقصور جمعاً مؤنثاً بالطريقة اآلتية ‪:‬‬
‫‪ - 1‬إن كانت ألف المقصور ثالثة ترد إلى أصلها‪ :‬عصا ‪ :‬عصوات– هـدَى ‪ :‬هـدَيات ‪.‬‬
‫‪ - 2‬إن كانت ألف المقصور رابعة فأكثر قلبت ياء ‪ :‬ليلى ‪ :‬ليليات – رضوى ‪ :‬رضويات ‪.‬‬

‫هو االسم المعرب الذي ينتهي بياء الزمة مكسور ما قبلها مثل ‪ :‬القاضِـي ‪ ،‬الداعِي ‪ ،‬المنادِي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المنقوص إذا كان نكرة و نوّن حذفت ياؤه في حالتي الرفع والجر‪ ،‬وبقيت في النصب مثل‪ :‬هو قاضٍ‪ ،‬عثرتُ على بانٍ ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫رأيتُ ساعياً‪.‬‬
‫و المنقوص إذا كان معرفاً تثبت ( تبقى) ياؤه مثل ‪ :‬الهادِي – المعتدِي – قاضِي القضاة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إذا ثُـني االسم المنقوص ‪ ،‬أو جمع جمعاً مؤنثاً تبقى ياؤه مثل ‪ (:‬القاضي – القاضيـان ‪ ،‬القاضيـَيـْنِ )‪(،‬العالية –‬ ‫‪‬‬
‫العاليات ) ‪.‬‬
‫وترد إليه ياؤه إذا كانت محذوفة للتنوين مثل ‪( :‬ساعٍ – ساعيان) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وإذا جُمِع المنقوص جمعاً مذكراً تُحذف' ياؤه ويُزاد عليها واو ونون مضموم ما قبلها في حالة الرفع‪ ،‬وياء ونون‬ ‫‪‬‬
‫مكسور ما قبلها في حالة النصب والجر مثل ‪ ( :‬القاضِي ‪ -‬القاضُون‪ -‬القاضِين)‪ (،‬المهتدِي ‪ -‬المهتدُون ‪-‬‬
‫المهتدِين)‪.‬‬

‫اسم معرب آخره همزة قبلها ألف زائدة مسبوقة بحرفين أو أكثر ‪.‬‬
‫أنواع همزة الممدود‬

‫‪3‬‬
‫‪ – 1‬أصلية ‪ :‬مثل { قُرّاء – ضياء – إنشاء – وضـَّـاء } ‪.‬‬
‫وتبقى كما هي عند التثنية ‪ ،‬أو عند الجمع‬
‫مثل ‪ { :‬الوضـَّـاء – الوضـَّـاءان ‪ -‬الوضـَّـاءين ‪ /‬الوضـَّـاءون ‪ -‬الوضـَّـاءين } ‪ { ،‬إنشاء – إنشاءان – إنشاءين ‪/‬‬
‫إنشاءات } ‪.‬‬
‫‪ – 2‬منقلبة عن أصل ( واو – ياء ) ‪:‬‬
‫مثل { بناء – سماء – دعاء – قضاء } ‪.‬‬
‫ويجوز فيها أن تبقى همزة أو تُقْلب واواً عند التثنية ‪ ،‬أو عند الجمع ‪.‬‬
‫مثل ‪ { :‬سماء – سماءان‪ -‬سماوان ‪ /‬سماءات – سماوات } ‪ { .‬بنّـاء – بنّـاءان – بنّـاوان ‪ /‬بنّـاءون ‪ -‬بنّـاوون }‪.‬‬
‫‪ – 3‬مزيدة للتأنيث ‪ :‬و تُقْلب واواً عند التثنية ‪ ،‬أو عند الجمع ‪.‬‬
‫مثل ‪ { :‬صحراء – صحراوان ‪ /‬صحراوات } ‪.‬‬

‫المبتدأ‬
‫للمبتدأ أشكال هي ‪:‬‬
‫المثال‬ ‫النوع‬
‫مثل ‪ :‬محمد كريم ‪ ،‬الطالب مجتهد‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -1‬اسم صريح‬
‫مثل ‪ :‬أنا مسافر غدا‪ ،‬هو كريم‪ ،‬هم مجتهدون‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -2‬ضمير منفصل‬
‫مثل ‪ :‬هذا أديب‪ ،‬هؤالء شعراء‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -3‬اسم إشارة‬
‫مثل ‪ :‬الذي فاز بالجائزة طالب‪ .‬ما قلتَه صحيح‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -4‬اسم موصول‬
‫مثل ‪ :‬من فاز في السباق؟‪ ،‬ما العمل؟‪( ،‬مَا غَرّكَ بربك الكريم)‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -5‬اسم استفهام‬
‫مثل ‪ :‬من جدّ وجد‪( .‬من يَشفَع شَفَاعَة حَسَنَة يَكن له نَصيب‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -6‬اسم شرط‬
‫منها)‪.‬‬ ‫‪ -7‬مصدر مؤول‬
‫مثل ‪( :‬وَأَن تَصوموا خَير لَّكم)‪( ،‬أي‪ :‬صيامكم خير لكم) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المبتدأ مرفوع دائما وقد يجر بحرف جر زائد مثل ‪:‬‬
‫اإلعراب‬ ‫المثال‬ ‫الحرف‬
‫أحد ‪ :‬اسم مجرور لفظا مرفوع محال على انه مبتدأ‬ ‫‪‬‬ ‫ما عندي من أحد = ما عندي أحد ‪.‬‬ ‫(من) ‪:‬‬
‫حسب ‪ :‬اسم مجرور لفظا مرفوع محال على انه مبتدأ‬ ‫‪‬‬ ‫بحسبِكَ دراهمُ = حسبُكَ دراهم ‪( .‬حسبُكَ ‪:‬‬ ‫الباء‪:‬‬
‫رب ‪ :‬حرف جر زائد‬ ‫‪‬‬ ‫يكفيك)‬ ‫(رب) ‪:‬‬
‫متهم ‪ :‬اسم مجرور لفظا مرفوع محال ‪ ،‬مبتدأ‬ ‫‪‬‬ ‫رُبَّ متَهم بريء = المتهم بريء ‪.‬‬
‫هل يجوز االبتداء بالنكرة ؟‬
‫يجوز االبتداء بالنكرة إذا أدت مع الخبر معنىً مفيداً أي أن تكون النكرة مفيدة وعندئذ' يجوز أن تكون مبتدأً‬
‫المثال‬ ‫شروط' االبتداء بالنكرة‬
‫مثل ‪( :‬كلّ لَّه قَانتونَ)‪ ،‬مؤمن خير من كافر‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -1‬إذا كانت النكرة عامة‬

‫‪3‬‬
‫مثل ‪( :‬أإله مع اهلل ؟)‪ .‬أمَال يضيع في محرَّم؟‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -2‬إذا سبقت النكرة باستفهام‬
‫مثل ‪ :‬ربَّ أخ لم تلده أمك‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -3‬إذا سبقت النكرة بربَّ‬
‫مثل ‪ :‬ما نجاح يحققه التمني‪ ،‬ما نصر يأتي عقب فرقة‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -4‬إذا سبقت النكرة بنفي‬
‫مثل ‪ :‬ما أجمل السماءَ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -5‬إذا كانت النكرة مما لها الصدارة‪ :‬مثل ما التعجبية‬
‫مثل ‪ :‬ضيف كريم في دارنا‪ ،‬رجل مؤمن خير من مشرك‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -6‬إذا وصفت‬
‫مثل ‪ :‬كتاب علم خير من قنطار ذهب ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -7‬إذا أضيفت إلى نكرة‬
‫مثل ‪ :‬في الدار ضيف‪ ،‬أمام المنزل كلب‪ ،‬في المدينة‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -8‬إذا تقدمها خبرها وكان شبه جملة‬
‫جامعة‪.‬‬
‫" الخبر "‬
‫الخبر‪ :‬هو الجزء المتمم للفائدة مع المبتدأ في الجملة االسمية و حكمه اإلعرابي‪ :‬الرفع‪.‬‬
‫أنواع الخبر ثالثة‪:‬‬
‫‪ -1‬خبر مفرد ‪ :‬و هو اسم ‪ ،‬وكلمة واحدة سواء أدلت على المفرد أو المثنى أو الجمع‬
‫مثل ‪ :‬محمد أديب‪ ،‬الطالبان مجتهدان‪ ،‬العلماء مصابيح ‪.‬‬
‫‪ -2‬خبر جملة ‪ :‬وهي اسمية أو فعلية وتكون في محل رفع ‪ ،‬والبد لجملة الخبر أن تشتمل' على ضمير يعود على المبتدأ‬
‫ويطابقه ‪ ،‬ويسمى الرابط ‪.‬‬
‫مثال الجملة االسمية‪ :‬محمد خلقه كريم ‪ -‬المزرعة أرضها خصبة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مثال الجملة الفعلية‪ :‬الطالب يحبّ العلم‪ ،‬المسافرون' عادوا إلى بلدهم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -3‬خبر شبه الجملة(الجار والمجرور‪ -‬الظرف )‪ :‬وتكون في محل رفع ‪.‬‬
‫الجار والمجرور‪ :‬األب في المنزل ‪ ،‬الطعام على المائدة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الظرف‪ :‬الفالح تحت الشجرة‪ ،‬القائد أمامَ الجيش‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األصل في المبتدأ أن يكون له خبر واحد ‪ ،‬ولكن يجوز أن يتعدد الخبر لمبتدأ واحد‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬اهلل غفور رحيم لطيف ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مثل ‪ :‬مصر عظيمة ‪ ،‬حضارتها خالدة ‪ ،‬فوق الجميع ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقديم المبتدأ على الخبر‪:‬‬
‫األصل أن يتقدم المبتدأ على الخبر ألنه المتحدَّث عنه‪ ،‬ولكن يجوز تأخره لغرض بالغي‪ ،‬في نحو‪ :‬في الدار زيد‪( ،‬آية لهم‬
‫الليل)‪.‬‬

‫ويجب تقديمه في الحاالت التالية‪:‬‬


‫المثال‬ ‫حاالت تقديم الخبر‬
‫من حضر ‪ /‬من يفعل خيرا يجده ‪ /‬ما أقبحَ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -1‬إذا كان مما له الصدارة كأسماء االستفهام ‪ /‬وأسماء الشرط ‪ /‬وما‬
‫الكذبَ‬ ‫التعجبية ‪ /‬كم الخبرية‬
‫كمْ كتاب مفيد موجود في المكتبة‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -2‬إذا كان مقصورا على الخبر‬
‫ما شوقي إال شاعر‪ ،‬إنما الغنى امتحان‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -3‬إذا كان خبره جملة فعلية‬
‫المجتهد ينجح‪ ،‬الصادق ينجو‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -4‬إذا كان هو وخبره معرفتين متساويتين في التعريف وال قرينة‬
‫أخي صديقي ‪ ،‬علمي علمك ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫توضح المعنى‬

‫تقديم الخبر على المبتدأ‬


‫األصل أن يتقدم المبتدأ على الخبر ‪ ،‬ولكن قد يحدث العكس فيتقدم الخبر على المبتدأ جوازاً أو وجوباً ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أ – جوازاً ‪ :‬إذا كان المبتدأ معرفة و الخبر شبه جملة ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬في التأني السالمة ‪ – .‬السالمة في التأني ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬وجوباً ‪ :‬وذلك في أربعة مواضع هي ‪:‬‬


‫األمثلة‬ ‫وجوب تقديم الخبر على المبتدأ‬
‫مثل ‪ :‬في الدار ضيف ‪ .‬فوق الجبل مقاتلون‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -1‬إذا كان الخبر شبه جملة والمبتدأ نكرة محضة‬
‫(غير موصوفة وغير مضافة)‬
‫مثل ‪ :‬أين أبوك‪ ،‬متى السفر ‪ ,‬كيف الحال؟ ‪ ،‬كم عمرك ؟‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -2‬إذا كان الخبر مما له الصدارة‪ ،‬كاسم االستفهام‪:‬‬
‫مثل ‪ :‬ما فائز إالّ المجتهد‪ ،‬إنما في القناعة الغنَى ‪.‬‬ ‫‪ -3‬إذا كان الخبر محصورا في المبتدأ ( أي بين ما وإال أو بعد ‪‬‬
‫مثل ‪ :‬في الدار أهلها ‪ ،‬للنجاح طرقه ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫إنما )‪:‬‬
‫‪ -4‬إذا اتصل بالمبتدأ ضمير يعود على جزء من الخبر‪:‬‬

‫مواضع حذف المبتدأ أو الخبر‬


‫قد يحذف المبتدأ أو الخبر جوازاً ؛ وذلك للعلم به أو إذا دل عليه دليل‪ ،‬ويكثر ذلك مع أساليب االستفهام‬ ‫‪‬‬
‫مثل سؤالك‪ :‬من في الدار؟ فتقول ‪( :‬أَخوك في الدار) أو تحذف الخبر فتقول‪( :‬أَخوك ‪،)....... .......‬‬
‫وعلى العكس إِذا سئلت‪( :‬أَين أَخوك؟) فتجيب‪( :‬أخي في الدار) أَو تحذف المبتدأ فتقول‪ ..............( :‬في‬ ‫‪‬‬
‫الدار)‪.‬‬

‫مواضع حذف المبتدأ وجوباً‬


‫المثال‬ ‫مواضع حذف المبتدأ وجوبا‬
‫مثل ‪ :‬في ذمتي ألكافحنّ من أجل وطني ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ - 1‬إذا كان خبر المبتدأ نشعر فيه بالقسم ‪.‬‬
‫(والتقدير‪ :‬عهد أو قسم في ذمتي)‪.‬‬
‫مثل‪ :‬صبرٌ جميل‬ ‫‪‬‬ ‫‪ - 2‬إذا كان خبر المبتدأ مصدرا نائبا عن فعله‪.‬‬
‫( والتقدير ‪ :‬صبري صبر جميل) ‪.‬‬
‫وقول المأَمور ألَميره (سمعٌ وطاعة)‬
‫مثل‪ :‬نعم القائد خالد ( والتقدير ‪ :‬هو " أَي الممدوح "‬ ‫‪‬‬ ‫‪ - 3‬إذا كان خبر المبتدأ مخصوصاً لنعم أو بئس ولم يتقدم‬
‫خالد)‪.‬‬ ‫عليهما ‪.‬‬
‫مثل‪ :‬بئس الرجل المنافق ( والتقدير ‪ :‬هو (أَي المذموم)‬ ‫‪‬‬
‫المنافق)‪.‬‬
‫مثل‪ :‬أحب الفاكهة ال سيّما العنب‬ ‫‪‬‬ ‫‪ - 4‬إذا كان مبتدأ لالسم المرفوع بعد السيّما‪.‬‬
‫ال‪ :‬نافية للجنس‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫سيَّ‪ :‬اسمها منصوب بالفتحة ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ما ‪ :‬زائدة ‪ ،‬وخبرها الجملة االسمية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫هو العنب‪ ،‬هو‪ :‬مبتدؤها‪ ،‬والعنب‪ :‬خبرها )‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مواضع حذف الخبر وجوباً‬


‫‪ -1‬إذا كان خبرا لمبتدأ وقع بعد لوال ‪ ،‬وخبره كون عام (أي موجود)‪:‬‬
‫مثل ‪ :‬لوال اختالف العرب ما قويَ اليهود‪ ،‬لوال النفط ما تقدمت الصناعة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫( فالتقدير ‪ :‬لوال اختالف العرب موجود‪ ،‬لوال النفط موجود)‪.‬‬
‫‪ - 2‬إذا كان خبرا السم صريح في القسم(أي ال يصلح إال للقسم)‬
‫مثل ‪ :‬يمين اهلل لَينجحنّ المجتهد ( و التقدير ‪ :‬لعمرك [قسمي])‪.‬‬
‫‪ - 3‬إذا كان المبتدأ معطوفا على اسم بواو تدل على المصاحبة(أي بمعنى مع) ‪.‬‬
‫مثل‪ :‬كل إنسان وعمله (و التقدير ‪ :‬كلّ إنسان وعمله [مقترنان]) ‪.‬‬

‫(كان ‪ -‬أصبح ‪ -‬أضحى ‪ -‬ظل ‪ -‬أمسى ‪ -‬بات ‪ -‬صار ‪ -‬ليسَ ‪ -‬ما بَرِحَ ‪ -‬ما انْفَكَّ ‪ -‬مافتيء ‪ -‬ما زَالَ ‪ -‬ما دامَ )‪.‬‬
‫فهذه األفعال كلها تدخل على المبتدأ والخبر فترفع المبتدأ و يسمى اسمها وتنصب الخبر و يسمى خبرها ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬كان انتصارُ أكتوبر عظيماً ‪.‬‬
‫تنقسم كان وأخواتها من حيث التصرف والجمود إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫(أ) قسم يتصرف تصرفاً كامال فيأتي منه الماضي والمضارع واألمر‪ ،‬وهو‪ :‬كان ‪ ،‬وأصبح‪ ،‬وأمسى ‪ ،‬و أضحى‪ ،‬وظل‪ ،‬و بات‪،‬‬
‫وصار‪.‬‬
‫أمثلة ‪:‬‬
‫ب – كُنْ جميالً ترَ الوجود جميالً ‪.‬‬ ‫أ – يصبح الجو معتدالً في الربيع ‪.‬‬

‫(ب) قسم يتصرف تصرفاً ناقصاً‪ ،‬و هي أفعال االستمرار ‪:‬‬


‫( ما زال ‪ -‬ما برح – ما فتئ ‪ -‬ما انفك ) ال يأتي منها إال المضارع و يعمل عمل الماضي ‪ ،‬ويشترط' لكي تعمل أن تسبق‬
‫بنفي أو نهي‬
‫أمثلة ‪:‬‬
‫ب ‪ -‬وما فتئ الكسول جاهال ‪.‬‬ ‫أ – الرصاصة ال تزال في جيبي ‪.‬‬
‫(ج) قسم جامد ال يتصرف مطلقاً‪ ،‬وال يأتي إال في صورة الماضي دائماً‪ ،‬وهو‪ :‬ما دام‪ ،‬وليس فال مضارع و ال أمر لهما‪.‬‬
‫مادام الحق واضحاً فليس من العدل أن نخفيه ‪.‬‬ ‫أمثلة ‪:‬‬
‫اسم كان و أخواتها يأتي ‪:‬‬
‫ضميراً مستتراً‬ ‫ضميراً متصالً‬ ‫اسماً ظاهراً‬
‫العالَم صار* مجنوناً‬ ‫كنتُ من المتفوقين‬ ‫أصبحت الفتاة متفوقة‬

‫خبر كان و أخواتها يأتي ‪:‬‬


‫شبه جملة‬ ‫جملة‬ ‫مفرداً‬
‫ما زالت فلسطين تحت االحتالل‬ ‫‪‬‬ ‫أمستِ البنت تذاكر‬ ‫ليس التواضع ضعفاً ليس التواضع ضعفاً ‪‬‬ ‫‪‬‬
‫كنت في المدرسة‬ ‫‪‬‬ ‫أصبح العرب ضعفهم واضح‬ ‫‪‬‬ ‫مازالت إسرائيل متغطرسة‬ ‫‪‬‬
‫‪%‬تذكر‬
‫أن خبر هذه األفعال يجوز أن يتقدم على اسمها إذا كان ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الخبر شبه جملة و اسمها معرفة مثل‪ " :‬كان تحت األرض الكنز ‪ -‬ليس في مصر الخائن أو الكسول "‬
‫و يجب تقديم الخبر على اسمها إذا كان‬ ‫‪‬‬
‫مثل ‪ " :‬كان لنا ذكريات جميلة "‬ ‫‪ - 1‬الخبر شبه جملة و اسمها نكرة‬
‫مثل ‪ " :‬كان في المحكمة قضاتها "‬ ‫‪ - 2‬في اسمها ضمير يعود على بعض خبرها‬
‫تذَّكر‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫ما ينطبق على المبتدأ والخبر من حيث التقديم والتأخير‪ ،‬ينطبق على جملة كان وأخواتها؛ ألنها في األصل جملة اسمية‬ ‫‪‬‬
‫مكونة من مبتدأ وخبر‪.‬‬
‫تزاد (الباء) في أخبار بعض األفعال الناقصة‪ ،‬إذا كانت هذه األخبار منفية‪ .‬والغرض من الزيادة هي توكيد المعنى‬ ‫‪‬‬
‫وتقويته ومن هذه المواقع‪:‬‬
‫زيادتها في خبر ليس‬
‫مثل‪ :‬ليسَ الحقُّ بضائِعٍ = ليس الحقُّ ضائعاً‬
‫ليس‪ :‬فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح‬ ‫‪‬‬
‫الحق‪ :‬اسم ليس مرفوع‬ ‫‪‬‬
‫بضائع ‪ :‬الباء حرف جر زائد‪ ،‬ضائع اسم مجرور لفظاً منصوب محالً على انه خبر ليس‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحذف "كان" مع اسمها ويبقى الخبر وال يُعَوَّض عنها بشيء ‪:‬‬
‫وذلك بعد "إِنْ" و"لَوْ" الشرطيتين ‪.‬‬
‫الناس مجزيون بأعمالهم ‪ ،‬إن خيرا فخير ‪ ،‬و إن شرا فشر ‪ .‬أي ‪ :‬إن كان عملهم خيرا فجزاؤهم خير ‪ ،‬و‬ ‫مثال بعد "إن" ‪:‬‬
‫إن كان عملهم شرا فجزاؤهم شر ‪.‬‬
‫( تقبل النصح ولو مرا ) ‪.‬أي و لو كان مرا ‪.‬‬ ‫مثال بعد "لو" ‪:‬‬

‫( كادَ ‪ -‬كَرَب ‪ -‬أَوْشَك' ‪ -‬عَسَى‪ -‬حَرَى ‪ -‬اخْلَوْلَق ‪ -‬أَنْشَأ ‪ -‬طَفِق ‪ -‬جَعَل‪ -‬هَبَّ ‪ -‬عَلَقَ ‪ -‬هَلْهَلَ ‪ -‬أَخَذَ ‪ -‬بَدَأ )‪.‬‬
‫كاد وأخواتها‪:‬‬
‫أفعال ناقصة ناسخة تعمل عمل كان فتدخل على الجملة االسمية فترفع المبتدأ ويسمى اسمها ‪ ،‬وتكون الجملة الفعلية‬ ‫‪‬‬
‫بعدها في محل نصب خبرها ‪.‬‬
‫كاد وأخواتها اسمها خبرها (جملة فعلية فقط )‬ ‫‪‬‬
‫س ‪ :‬فيمَ تختلف هذه األفعال عن كان و أخواتها ؟‬
‫جـ ‪ :‬تختلف في أن خبرها ال يأتي إال جملة فعلية ‪ ،‬وفعلها فعل مضارع ‪.‬‬
‫‪ -‬كاد القطارُ يخرج عن الطريقِ‬
‫كاد‪ :‬فعل ماض ناقص‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫القطار‪ :‬اسمها مرفوع‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫والجملة الفعلية في محل نصب خبر كاد‬ ‫‪‬‬
‫أنواع أخوات كاد‬
‫أ – (كادَ‪ ،‬كَرَب‪ ،‬أَوْشَك') وتسمى أفعال المقاربة؛ ألنها تفيد قرب وقوع الخبر‪.‬‬
‫كرب صبر عليِّ ينفذ‬ ‫‪‬‬ ‫أوشك' القطار يصل‬ ‫‪‬‬
‫ب – (عَسَى ‪ ،‬حَرَى ‪ ،‬اخْلَوْلَق ) وتسمى أفعال الرجاء‪ :‬ألنها تفيد معنى الرجاء والتمنّي في حصول الخبر‪.‬‬
‫اخلولق المطر أن ينزل‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫عسى محمد ينجح‬ ‫‪‬‬
‫حرى خالد أن يصل‬ ‫‪‬‬
‫جـ ‪[ -‬أَنْشَأ‪ ،‬طَفِق (بمعني أخذ يفعل كَذَا) ‪ ،‬جَعَل‪ ،‬هَبَّ‪ ،‬عَلَقَ‪ ،‬هَلْهَلَ‪ ،‬أَخَذَ‪ ،‬بَدَأ] وتسمى أفعال الشروع‪ ':‬ألنها تفيد‬
‫معنى الشروع و البدء في الخبر‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫قام عمرو يغني ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫طفِق القوم يغادرون ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪%‬حكم اقتران خبر كاد وأخواتها بأن‬
‫‪ -1‬األفعال( أَوْشَك‪ -‬عَسَى ‪ -‬حَرَى ) يكثر اقتران خبرها " بأن "‪ .‬مثل ‪ :‬أوشك' العدل أن يختفي ‪.‬‬
‫‪ – 2‬األفعال (كادَ – كَرَب ) يقل اقتران خبرها " بأن "‪ .‬مثل ‪ :‬كادَ النهار ينتصف أو أن ينتصف ‪.‬‬
‫‪ – 3‬أفعال الشروع كلها يمتنع اقتران خبرها بأن ‪ .‬مثل ‪ :‬أخذ أحمد يذاكر بجد ‪ -‬بدأ الطفل يحبو ‪.‬‬

‫حروف ناسخة تدخل على الجملة االسمية فتنصب المبتدأ و يسمي اسمها وترفع الخبر ويسمى خبرها ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫(إنَّ‪ ،‬أنَّ ‪ ،‬وكَأَنَّ ‪ ،‬ولَيْتَ ‪ ،‬ولكِنَّ ‪ ،‬ولَعَلّ) ‪.‬‬
‫أنواع اسم إنَّ وأخواتها ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬يأتي اسم إن وأخواتها اسماً ظاهراً مثل‪:‬‬
‫إنَّ الحياة جميلة ‪ / .‬إنَّ الذي ربح أخوك‬ ‫‪‬‬
‫ب ‪ -‬يأتي اسم إن وأخواتها ضميراً متصالً ‪ ،‬ويكون مبنياً في محل نصب اسمها مثل‪:‬‬
‫إنكم أصدقائي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ليتها تجتهد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أنواع خبر إن وأخواتها‬
‫أ ‪ -‬يأتي مفرداً ‪ .‬مثل ‪ :‬إن اهلل فعّال لما يريد ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬ليت الشبابَ أيامُه دائمة ‪ .‬إنَّ العلمَ يتقدمُ ‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬يأتي جملة (اسمية ‪ -‬فعلية) ‪ ،‬وتكون في محل رفع ‪.‬‬
‫جـ‪ -‬يأتي شبه جملة (ظرف ‪ -‬جار ومجرور) ‪ ،‬ويكون في محل رفع ‪ .‬مثل ‪ :‬إن العلمَ في الصدور ‪ .‬لعل أخي عند صديقه ‪.‬‬

‫‪%‬تذكر ‪ :‬ما ينطبق على المبتدأ والخبر من حيث التقديم والتأخير‪ ،‬ينطبق على جملة إنّ وأخواتها؛ ألنها في األصل جملة‬
‫اسمية مكونة من مبتدأ وخبر‪.‬‬

‫تخير مما يلي ‪:‬‬


‫[يجوز تقديم الخبر ‪ -‬يجب تقديم الخبر] ‪.‬‬ ‫إنَّ في األمثالِ حِكْمَة ‪ .‬اختر ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫لعل عند الغائب عُذراً مقبوال‪ .‬اختر ‪[ :‬يجوز تقديم الخبر ‪ -‬يجب تقديم الخبر] ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[يجوز تقديم الخبر ‪ -‬يجب تقديم الخبر] ‪.‬‬ ‫إنّ في البقالة صاحَبها ‪ .‬اختر ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫[يجوز تقديم الخبر ‪ -‬يجب تقديم الخبر] ‪.‬‬ ‫إن في التأني السالمة ‪ .‬اختر ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إذا ال تنسَ ‪:‬‬
‫أنه إذاجاء بعد كان أو أخواتها ظرف أو جار ومجرور ‪ ،‬فإن اسمها يكون مؤخراً‬
‫مثل ‪ :‬ليْتَ باإلمكان مساعدةَ المُحتاجِ إن مع العسر يسراً‬

‫س ‪ :‬متى ال تعمل إن و أخواتها ؟‬


‫جـ ‪ :‬إذا دخلت (ما ) الزائدة على إن أو إحدى أخواتها فإنها تبطل عملها وبذلك يكون االسم الواقع بعدها يعرب مبتدأ مع‬
‫مالحظة أن (ما) عندما تلتحق بـ (ليت) يجوز فيها اإلعمال واإلهمال‬
‫مثل ‪ :‬إنما المؤمنون أخوة – ليتما الشبابَ [الشبابُ] يعود يوماً ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫فتح همزة (إن) وكسرها‬
‫تأتي همزة (إنّ) مفتوحة أو مكسورة ‪ ،‬والقاعدة العامة التي تقرر فتح همزتها أو كسرها هي ‪ :‬إذا صح أن يُصاغ من إنّ‬
‫واسمها وخبرها مصدر يكون مرفوعا أو منصوبا أو مجروراً ‪ ،‬فإن همزة إن مفتوحة ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬سرني أنك كريم = سرني كرمك ‪ .‬استغربت من أنك مهمل = استغربت من إهمالك‬
‫أما إذا لم يصح تحويلها هي واسمها وخبرها إلى مصدر ‪ ،‬فإن همزتها مكسورة ‪.‬‬

‫مواضع كسر همزة (إنّ)‬


‫المثال‬ ‫مواضع كسر همزة إن‬
‫مثل‪ " :‬إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً " ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -1‬إذا وقعت في أول الكالم‬
‫مثل ‪ :‬قال ‪ :‬إنه موافق ‪ -‬قيل ‪ :‬إنكَ غائب‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -2‬إذا وقعت بعد القول‬
‫مثل (وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -3‬إذا وقعت أول جملة الصلة‬
‫بالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ)‪.‬‬ ‫‪ -4‬إذا وقعت أول جملة القسم‬
‫مثل (واهلل إن القدس عربية) ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ - 5‬إذا وقعت أول جملة الحال‬
‫مثل (صافحته وإني غير راض)‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -6‬إذا وقعت بعد ( أال ) االستفتاحية'‬
‫مثل (أال إنَّ المعتدين نادمون)‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ - 7‬إذا وقعت بعدَ (حتى)‬
‫مثل ‪ :‬صام الرجل عن الكالم ‪ ،‬حتى إنَّه لم يكلم أحداً‬ ‫‪‬‬ ‫‪ - 8‬أن يكون في خبرها الم االبتداء‬
‫مثل ‪( :‬وَاهللُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ) ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ - 9‬أن تقع بعد كال‬
‫مثل ‪{ :‬كال إن اإلنسان ليطغى}‬ ‫‪‬‬

‫‪%‬جواز كسر همزة إنّ وفتحها‪ :‬إذا‬


‫المثال‬ ‫جواز كسر همزة إن وفتحها‬
‫مثل ‪ :‬خرجت فإذا أنّ (إنّ) النارَ تشتعل‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -1‬وقعت بعد إذا الفجائية‬
‫مثل ‪ :‬وقفت إذ إنَّ (أنّ) اإلشارة حمراء ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ - 2‬إذا وقعت بعدَ (إذ)‬
‫مثل‪ :‬اذهب حيث إنَّ (أنّ) الرزقَ وفير‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -3‬إذا وقعت بعد (حيث)‬
‫مثل‪ :‬من يذاكر فإنّه (فأنّه) ناجح ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -4‬إذا وقعت بعد الفاء الرابطة لجواب الشرط‬

‫س ‪ :‬لماذا سميت ال النافية للجنس بهذا االسم ؟‬


‫جـ ‪ :‬ألنها تفيد نفى خبرها عن جنس اسمها ‪ ،‬بمعنى أنه إذا قلنا ‪ :‬ال طالبَ علم ٍ مقصرٌ ‪ ،‬فإننا نفيد نفى التقصير عن كل‬
‫طالب علم ‪.‬‬

‫و عندما نقول ‪ :‬ال رجلَ في الحفل ‪ ،‬فإننا ننفي وجود جنس الرجال كلياً في الحفل ‪.‬‬

‫س ‪ :‬ما عمل ال النافية للجنس ؟‬


‫جـ ‪ :‬تدخل ال النافية للجنس على الجملة االسمية وتعمل عمل إن وأخواتها فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها وترفع الخبر ويسمى‬
‫خبرها ولكن بشروط ‪..‬‬

‫‪3‬‬
‫شروط' عمل ال النافية للجنس ثالثة ‪:‬‬
‫‪ :‬ال شبابَ باقٍ ‪ -‬ال منافق محبوب ‪.‬‬ ‫‪ – 1‬أن يكون اسمها وخبرها المفرد نكرتين ‪ .‬مثل‬
‫أما إذا جاء اسمها معرفة فال تعمل ووجب تكرارها ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬ال الشبابُ باقٍ وال الجمال ‪ -‬ال الغني مرتاح وال الفقير مرتاح ‪.‬‬

‫‪ – 2‬أالَّ يفصل بينها وبين اسمها أي فاصل مثل ‪ :‬ال ماءَ في البيت وال زادَ ‪.‬‬
‫أما إذا فصل بينهما فاصل ‪ ،‬ألغي عملها ووجب تكرارها‬ ‫‪‬‬
‫مثل ‪ :‬ال في البيت ماءٌ وال زادٌ ‪.‬‬

‫أال تسبق بحرف جر [الباء]‪ ،‬فإذا سُبِقَتْ بحرف جر فإن عملها يُلغى ‪ ،‬ويعرب االسم بعدها اسم مجرور بالباء‬ ‫‪–3‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬عاقبت المهمل بال رحمةٍ‪.‬‬ ‫مثل‪ :‬المنافق بال ضميرٍ‬
‫الخالصة ‪:‬‬
‫تعمل إذا كان اسمها وخبرها نكرتين ‪ -‬ال يفصل بينها وبين اسمها فاصل ‪ -‬ال يسبقها حرف جر ‪.‬‬
‫وال تعمل إذا كان اسمها معرفة ‪ -‬أو فصل بينها وبين اسمها فاصل وهنا يجب تكرارها ‪ ،‬و إذا سُبِقَتْ بحرف جر فاالسم‬
‫بعدها مجرور بذلك الحرف ‪ ،‬و[ال] زائدة لمجرد النفي ‪.‬‬

‫اسم ال النافية للجنس يأتي على ثالثة أشكال ‪:‬‬


‫( ا ) أن يكون اسمها مضافاً ( يأتي بعده مضاف إليه نكرة فقط ) ‪ ،‬فإذا كان كذلك فإنه يجب أن يكون معربا منصوبا‬
‫‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫رجل ‪ :‬اسم ال النافية للجنس منصوب وعالمة نصبه الفتحة‬ ‫ال رجلَ سوءٍ محبوبٌ ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫بالياء ؛ ألنه مثنى والنون حذفت لإلضافة ‪.‬‬ ‫رجلي ‪ :‬اسمها منصوب‬ ‫ال رَجُلَيْ سوءٍ محبوبان ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مهملي ‪ :‬اسمها منصوب بالياء؛ ألنه جمع مذكر سالم والنون حذفت لإلضافة‬ ‫ال مُهْمِلَيْ واجب ناجحون ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مهمالت ‪ :‬اسم ال النافية للجنس منصوب بالكسرة ؛ ألنه جمع مؤنث سالم‪.‬‬ ‫ال مهمالتِ واجب ناجحات ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫(ب) أن يكون اسمها شَبيهاً بالمضاف وهو ما اتصل به شيء يتمم معناه ‪ ،‬وهو معرب ‪ ،‬وهو غالباً اسم مشتق منون [‬
‫اً ] (اسم فاعل – اسم مفعول – صيغة مبالغة ‪)...‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫ال كريماً خلقُه مهان ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نافية للجنس حرف مبني على السكون‬ ‫ال ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫كريماً‪ :‬اسم ال النافية للجنس منصوب بالفتحة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومثل ‪:‬‬
‫ال مذمومًا خلقه بيننا ‪.‬‬
‫‪ -‬مذموما ‪ :‬اسم ال النافية للجنس منصوب بالفتحة‬

‫(جـ) مفرد ‪ :‬ليس مضافاً وال شبيهاً بالمضاف فيبنى على ما يُنصب به ‪.‬‬
‫‪ – 1‬يبنى على الفتح إذا كان اسم ال مفرداً أو جمع تكسير ‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫ال رجلَ في الدار ‪ :‬رجل ‪ :‬اسم ال النافية للجنس مبني على الفتحة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال رجالَ في الدار ‪ :‬رجال ‪ :‬اسم ال النافية للجنس مبني على الفتحة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إذا كان اسم ال (مثنى – جمع مذكر سالم) فإنه يبنى على الياء‬ ‫‪–2‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫رجلين ‪ :‬اسم ال النافية للجنس مبني على الياء ؛ ألنه مثنى‬ ‫ال رجلين في الدار ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مهملين ‪ :‬اسم ال النافية للجنس مبني على الياء ؛ ألنه جمع مذكر سالم ‪.‬‬ ‫ال مهملين في األسرة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إذا كان اسم ال (جمع مؤنث سالم) فإنه يبنى على الكسر‬ ‫‪–3‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫ال مهمالتِ في األسرة ‪ :‬مهمالتِ ‪ :‬اسم ال النافية للجنس مبني على الكسرة‬

‫ملحوظات هامة ‪:‬‬


‫االمتحان سهل ال شك ‪.‬‬ ‫‪ – 1‬يجوز حذف خبر ال النافية للجنس إذا فهم من سياق الكالم مثل ‪:‬‬
‫اسم ال مبنى على الفتح في محل نصب ‪ ،‬وخبرها محذوف تقديره [ في ذلك ] ‪.‬‬ ‫شك ‪:‬‬

‫‪ – 2‬يمكن دخول همزة االستفهام على ال النافية للجنس مثل ‪ :‬أال ضيف جالس معك ؟‬
‫‪ – 3‬ال العاملة يجوز تكرارها‬
‫مثل ‪ :‬ال عمل وال جهد ضائعٌ عند الخالق ‪.‬‬
‫في المثال السابق خبر ال األولى محذوف يدل عليه خبر ال الثانية [ضائعٌ ] ‪.‬‬
‫‪ – 4‬خبر ال النافية للجنس مثل خبر (إن) يأتي مفرداً أو جملة أو شبه جملة ‪.‬‬
‫– ال طائر فوق الشجرة ‪.‬‬ ‫– ال مدرسين يقصرون ‪.‬‬ ‫أمثلـة ‪ – :‬ال مدرس مقصر ‪.‬‬
‫‪ – 5‬قد يحذف اسم ال إذا فُهِمَ من الكالم (ال …… عليك)‬
‫والتقدير ‪( :‬ال بأس عليك) أو (ال حرج عليك)‬
‫تذكر ‪ :‬حاالت اسم ال ‪:‬‬
‫مفرد‬ ‫شَبيه بالمضاف‬ ‫مضاف‬
‫مبني على ما ينصب به‬ ‫منصوب [معرب ]‬ ‫منصوب [معرب ]‬

‫الكلمات{ ال جدال – ال شك – ال ريب – ال نقاش ‪ -‬ال مفر – ال بد ‪ -‬ال بأس} ‪.‬‬


‫تعرب دائماً اسم ال مبنى على الفتح فى محل نصب (نوع اسم ال فيما سبق ‪ :‬مفرد)‪.‬‬
‫إعراب ال سيما‬
‫‪ -1‬يستعمل تركيب ‪ " :‬السيما " لتفضيل ما بعدها على ما قبلها في الحكم‪.‬‬
‫‪ -2‬إعرابها ‪ " :‬ال " في هذا التركيب هو ‪:‬‬
‫" ال " النافية للجنس و" سيَّ " اسمها منصوب بالفتحة‪ ،‬والخبر محذوف دائماً تقديره‪ ( :‬موجود)‪.‬‬
‫‪ " -3‬ما " المتصلة بكلمة‪ ":‬سيما " يجوز أن تكون اسم موصول ‪ ،‬أو نكرة مبهمة‪ ،‬أو زائدة ‪ ،‬وهي في الحالتين األوليين‬
‫مضاف إليه‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا كان ما بعد " السيما " نكرة ‪ ،‬جاز أن يرفع (على أنه خبر لمبتدأ محذوف) أو ينصب على أنه (تمييز للنكرة المبهمة‬
‫ما) أو يجر على أنه (مضاف إليه)‪ .‬مثل ‪:‬‬
‫أقدر المصريين وال سيما وطني – وطنياً ‪.‬‬
‫ال ‪ :‬نافية للجنس حرف مبني على السكون‬ ‫‪‬‬
‫سُيَ'َُ ‪ :‬اسم ال النافية للجنس منصوب بالفتحة ؛ ألنه مضاف‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫ما ‪ :‬زائدة‬ ‫‪‬‬
‫وطني‪ :‬خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أقدر المصريين وال سيما وطني‬
‫وطني‪ :‬مضاف إليه مجرور‬ ‫‪‬‬
‫والسيما وطنياً‬
‫وطنياً ‪ :‬تمييز منصوب‬ ‫‪‬‬
‫‪ -5‬إذا كان ما بعد " السيما " معرفة ‪ ،‬جاز أن يرفع (على أنه خبر لمبتدأ محذوف) أو يجر (على أنه مضاف إليه) وال يجوز‬
‫نصبه‪.‬‬
‫مثل ‪( :‬أحب األصدقاء والسيما خالدٌ " خالدٍ ")‪.‬‬
‫‪ -6‬يجب دخول الواو االعتراضية و " ال " على " سيّما " واستعمالها بدونهما ال يصح في اللغة‪.‬‬

‫اسم مرفوع وقع بعد فعل غير معروف ‪ -‬مجهول ‪ -‬فاعله ‪ ،‬أو وقع بعد اسم المفعول ‪ ،‬أو االسم المنسوب ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬ما يقع بعد فعل غير معروف فاعله ‪ :‬عوقبَ المُسيء= عاقبَ القاضي المسيءَ ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫مثال ‪ :‬ما يقع بعد اسم المفعول ‪ :‬الشعب مستنزفةٌ مواردُه= الشعب استُنزِفت الدولة موارده ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫مثال ‪ :‬ما يقع بعد اسم منسوب ‪ -‬أعراقي جارك = أَيُنسب جارك إلى العراق ؟‬ ‫‪.3‬‬
‫وقد سُمي نائب الفاعل كذلك ؛ ألنه سد مسد الفاعل بعد حذفه ‪ ،‬وناب عنه في العمل ‪،‬‬
‫س ‪ :‬لماذا نبني الفعل للمجهول (أي نحذف الفاعل) ؟‬
‫جـ ‪ :‬نبني الفعل للمجهول ألسباب منها ‪:‬‬
‫‪ – 1‬العلم بالفاعل ‪ ،‬مثل ‪ :‬خلقت طليقاً ‪.‬‬
‫‪ – 2‬للجهل بالفاعل ‪ ،‬مثل ‪ :‬سُرِقَت السيارةُ ‪.‬‬
‫‪ – 3‬للخوف من الفاعل ‪ ،‬مثل ‪ :‬ضُرِبَ أحمد‬
‫أشكال نائب الفاعل ‪ :‬وهو مثل الفاعل ‪ ،‬إما أن يكون ‪:‬‬
‫‪ - 1‬اسماً ظاهراً ‪ ،‬مثل ‪ :‬يُقَدر المخلص ‪.‬‬
‫‪ - 2‬ضميراً متصالً ‪ :‬أُكرِمْت ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ - 3‬أو منفصالً ‪ :‬ما يُستثنى إال أنا ‪.‬‬
‫‪ - 4‬أو مستتراً ‪ :‬خالد يُشكر' ×‪.‬‬
‫‪ - 5‬مصدراً مؤوالً ‪ :‬يُفَضَّل أن تنتبهوا ‪ :‬يُفَضَّل انتباهكم ‪.‬‬

‫أحكام نائب الفاعل‬


‫هي نفس أحكام الفاعل من حيث مطابقته لفعله في التذكير والتأنيث و العدد ‪.‬‬
‫كيفية تحويل الفعل معلوم الفاعل إلى فعل مجهول الفاعل ‪:‬‬

‫المثال‬ ‫الطريقة‬
‫فالفعل عَلِمَ يصير عُلِمَ مثل ‪ :‬عُلِمَ السر ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -1‬الفعل الماضي صحيح العين ‪ ،‬الخالي من التضعيف ‪ ،‬يُضم‬
‫أوله ويكسر ما قبل آخره‬

‫يَعْلَّم ‪ :‬يصير يُعْلَّم‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الفعل المضارع يُضمُ أول حرف فيه ويُفتح ما قبل اآلخر ‪‬‬
‫يقول = يُقال‪ ،‬يُعين = يُعان‪ / .‬يُصامُ نهارُ رمضان و‬ ‫‪‬‬ ‫أما المضارع األجوف‪ :‬فتُقلَب عينه ألفاً‪:‬‬
‫يُقامُ ليلُه‬
‫‪ -3‬إذا كان الماضي مبدوءاً بتاء زائدة ‪ ،‬فإن الحرف الواقع‬
‫مثل ‪ :‬تَفَضَّلَ وتَقَبَّلَ و تقاتل‪ .‬تصير ‪ :‬تُفُضِّلَ ‪-‬‬ ‫‪‬‬ ‫بعدها يضم كما تضم التاء ‪،‬‬
‫تُقُبِلَ ‪ -‬تُقُوْتِل ‪.‬‬
‫‪ -4‬الفعل الماضي األجوف‬
‫مثل‪ :‬صام وباع واقتاد تُقلب عينه ياء ليصبح‪ :‬صِيم‬ ‫‪‬‬
‫وبِيع واقْتِيدَ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬الماضي الثالثي المضعف‬
‫مثل ‪ :‬شدّ وهزّ ومدّ ‪ ،‬فيضم أوله‬ ‫‪‬‬
‫مثل ‪ :‬شُدّ الحبل ‪ ،‬دُقّت الطبول ‪ ،‬ومُدّتِ الجسور ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -6‬إن كان ثانيه أو ثالثه ألفاً زائدةً قلبت واواً‪،‬‬
‫نحو‪ :‬جاهد = جُوهِد‪ ،‬تعاهد = تُعُوهد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -7‬فعل األمر والفعل الجامد ال يبنيان للمجهول ‪.‬‬

‫ما ينوب عن الفاعل بعد حذفه و يحل محله ‪:‬‬


‫‪ - 1‬المفعول به للفعل المتعدى لمفعول واحد ‪،‬‬
‫نقول شاهدتُ' الكسوف ‪ ،‬وعند حذف الفاعل تصير الجملة ‪ :‬شوهد الكسوفُ ‪.‬‬
‫‪ - 2‬المفعول به األول إذا كان الفعل متعدياً لمفعولين‬
‫ففي الجملة ‪ :‬ظَنَنْتُ الصديقَ أخاً ‪ ،‬تصير عند حذف الفاعل ‪ :‬ظُنَّ الصديقُ أخاً ‪ ،‬تصير ‪ :‬ظُن الصديق أخاً ‪،‬‬
‫وأعطيتُ الجارَ الفاتورةَ ‪ ،‬تصير ‪ :‬أعطيَ الجارُ الفاتورة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الظرف التصرف المفيد معنى محدداً ‪:‬‬
‫ففي قولنا وَقَفَ السائقُ أمامَ اإلشارةِ ‪ ،‬تصير ‪ :‬وُقِفَ أمامُ اإلشارة ‪.‬و يسهر الناس في ليل الصيف ‪ ،‬تصير ‪:‬‬
‫يُسْهَر ليل الصيف ‪.‬‬
‫‪ - 4‬الجار والمجرور‬

‫‪3‬‬
‫مثل ‪ :‬نظر القاضي في الشكوى ‪ ،‬تصير ‪ :‬نُظِرَ في الشكوى ‪.‬في الشكوى ‪ :‬شبه جملة جار ومجرور في محل رفع نائب‬
‫فاعل ‪.‬‬
‫‪ -5‬المصدر المتصرف مثل ‪ :‬صُمِد صمود األبطالِ‪.‬‬

‫هام جداً ‪:‬‬


‫‪ ‬بعض األفعال الماضية وردت على صورة المبني للمجهول ‪ ،‬وال فعل معلوم لها ويعرب ما بعدها فاعال ال نائب فاعل ‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫مثل ‪ ( :‬حُمّ الطفل‪ -‬غُمّ الهالل‪ -‬زكم الرجل – جُنّ الشاب ‪ -‬أغْمِي عليه الخَبَر ‪ -‬امتُقِعَ (انتُقِعَ ) لونه)‪..‬‬

‫كما أن بعض الناس يخطئون فينطقون أفعاال مبنية للمعلوم مثل (تَوَفَّى ـ اسْتَشْهَدَ في سبيل اهلل ـ احتَضَرَ) والصواب‬ ‫‪.2‬‬
‫أنها مبنية للمجهول‪( :‬تُوُفِّي ـ اسْتُشْهِدَ' ـ احتُضِرَ) ‪.‬‬

‫المفعول به ‪:‬‬
‫اسم منصوب يذكر للداللة على من وقع عليه فعل الفاعل ‪ ،‬ويسبقه فعل من األفعال المتعدية (أي التي تحتاج مفعوالً أو أكثر ؛‬
‫مثل ‪ :‬أكرمت الدولة المتفوقين ‪ -‬منح اهلل مصر نهراً خالداً ‪.‬‬ ‫ليتم معنى الجملة)‪.‬‬

‫أشكال المفعول به‬


‫مثل ‪ :‬نظّف عمرو سيارة أبيه ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬اسم ظاهر ‪،‬‬
‫مثل ‪ :‬ضربنــي أبي‬ ‫‪ - 2‬ضمير متصل ‪،‬‬
‫مثل ‪" :‬إياك نعبد وإياك نستعين"‬ ‫‪ - 3‬ضمير منفصل ‪،‬‬
‫مثل ‪ :‬عرفت أنك قادم= عرفت قدومك ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬مصدر مؤول ‪،‬‬

‫تذكر أشكال نحوية تأتي مفعوالً به دائماً ‪:‬‬


‫‪ - 1‬ما يعرب مفعوالً به منصوباً لفعل محذوف ‪:‬‬
‫المختص (في أسلوب االختصاص) ‪،‬مثل ‪ :‬نحن ‪ -‬العرب ‪ -‬نعشق التفرق ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المغري به (في أسلوب اإلغراء) ‪ ،‬مثل ‪ :‬الصدقَ الصدقَ يا إنسان ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المحذر منه (في أسلوب التحذير) ‪ ،‬مثل ‪ :‬إياك والكسل ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الياء " إذا اتصلت بآخر الفعل فإعرابها ‪ :‬مفعول به في محل نصب‬ ‫‪ - 2‬الضمائر اآلتية " الكاف – الهاء –‬
‫مثل ‪ :‬أسعدنــي محمدٌ بتفوقه ‪ /‬القاهرة بناها الفاطميون ‪ /‬حدثــها محمد علي ‪.‬‬
‫فاعل مرفوع‬ ‫وغالباً ما بعد الضمير ‪:‬‬

‫‪ /‬مثل ‪ :‬رفعْنا راية الحق‪.‬‬ ‫‪ – 3‬الضمير (نا)إذا أتى في آخر الفعل فهو إما فاعل‬
‫‪ /‬مثل ‪ :‬سرقََـنا اللصُ باإلكراه‪.‬‬ ‫و إما مفعول به‬

‫‪ { - 4‬ما عدا – ما خال } ‪ :‬يعربان فعلين ماضيين ‪ ،‬وما بعدهما مفعول به منصوب ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬قرأت جميع قواعد النحو ماعدا قاعدةً ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪( - 5‬ما ينصب على أنه مفعول به لفعل محذوف) الكلمات ‪ :‬أهالً‪ ،‬وسهالً‪ ،‬ومرحباً‪،‬‬
‫تعرب مفعوالً به لفعل محذوف والتقدير ‪ :‬جئت أهالً‪ ،‬ووطئت سهالً‪ ،‬وصادفت مرحباً‪،‬‬

‫‪( – 6‬قال ‪ ،‬يقول) ‪ :‬الجملة التي تأتي بعدهما تعرب ‪:‬‬


‫جملة مقول القول في محل نصب مفعول به ‪ ،‬مثل ‪ :‬قال أبوك ‪ :‬إنك مجتهد ‪.‬‬
‫‪ ( – 7‬صيغة ما أَفْعَلَ التعجبية ) يأتي بعدها مباشرة المتعجب منه ‪.‬‬
‫و إعرابه ‪ :‬مفعول به منصوب ‪ ،‬مثل ‪ :‬ما أجْمَلَ انتصار الحق (أن ينتصر الحق) ‪.‬‬
‫الفعل المتعدي لمفعولين‬
‫أنواع الفعل المتعدي الذي ينصب المفعول به ‪:‬‬
‫‪ - 1‬ما ينصب مفعول به واحد ‪ ،‬مثل ‪ :‬اشتريت الكتابَ ‪.‬‬
‫‪ - 2‬ما ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ‪( :‬ظن ‪ -‬حسب ‪ -‬زعم ‪ -‬خال ‪ -‬وجد ‪ -‬رأى ‪ -‬علم ‪ -‬جعل ‪ -‬صيّر )‪،‬‬
‫مثل ‪ :‬ظننت االمتحان سهالً ‪.‬‬
‫‪ - 3‬ما ينصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر ‪:‬‬
‫مثل ‪ :‬أعطى اهلل مصر نهراً خالداً ‪.‬‬ ‫(منح ‪ -‬منع ‪ -‬أعطى ‪ -‬كسا ‪ -‬ألبس ) ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬أعلم السائق‬ ‫‪ - 4‬ما ينصب ثالثة مفاعيل‪( :‬أَرى ‪ -‬أعْلَمَ ‪ -‬أَنْبَأ ‪ -‬نَبّأ ‪ -‬أخَبْرَ ‪ -‬خَبّرَ ‪ -‬حَدّث)‬
‫الركاب السيارة متعطلة ‪.‬‬

‫اسم منصوب من لفظ الفعل (مصدر) يذكر معه ؛ من أجل توكيد معناه ‪ ،‬أو بيان عدده ‪ ،‬أو بيان نوعه ‪.‬‬
‫مثل ‪( :‬وكلم اهلل موسى تكليمًا) ‪ -‬قفز النمر قفزاً ‪.‬‬

‫أنواع المفعول المطلق‬


‫‪ - 1‬مؤكد للفعل ‪:‬‬
‫إذا ذكر مصدر الفعل فقط(ليس بعده صفة له أو مضاف إليه‪،‬وال يدل على عدد)‬
‫مثل ‪ :‬عاتبته عتابا‪.‬‬
‫‪ - 2‬مبين للنوع ‪ :‬إذا ذكر بعد ه صفة له أو مضاف إليه‪،‬‬
‫مثل ‪ :‬تحدثت حديث الواثق من نفسه ‪ -‬انطلقت السيارة انطالق السهم ‪.‬‬
‫‪ - 3‬مبين للعدد ‪ :‬إذا كان يدل على عدد مرات وقوع الفعل ‪،‬‬
‫مثل ‪ :‬دار الالعب حول الملعب ثالث دورات ‪ -‬ركعت ركعة ‪ -‬وسجدت' سجدتين ‪.‬‬

‫ما ينوب عن المفعول المطلق‬


‫وردت بعض األلفاظ التي تذكر بعد الفعل لتؤكده ‪ ،‬أو لتبين نوعه ‪ ،‬أو عدده ‪ ،‬ولكنها غير مشتقة من لفظه ‪ ،‬لذلك عدها‬
‫علماء النحو مما ينوب عن المفعول المطلق و منها ‪:‬‬
‫المثال‬ ‫ما ينوب عن المفعول المطلق‬
‫مثل ‪ :‬نمت كثيراً – سهرت طويالً ‪ -‬سرت حثيثاً – انتشر‬ ‫‪ - 1‬صفته بعد حذفه‪،‬‬
‫السالم سريعاً ‪ -‬من عمل صالحا فلنفسه ‪ -‬هاجمته عنيفا ‪-‬‬

‫‪3‬‬
‫هاجمته عنيفا ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬عدده ‪،‬‬
‫مثل‪ :‬ركعت هلل أربع ركعات‪.‬‬ ‫‪ ( - 3‬كل وبعض) مضافتين إلى المصدر‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬ال تسرف' كل اإلسراف ‪ -‬سعيت بعض السعي ‪.‬‬
‫ملحوظة ‪ :‬كل اسم يضاف إلى مصدر فعله الموجود في بداية‬
‫مثل ‪ :‬اجتهدنا غاية االجتهاد ‪ -‬عشنا أجمل عيشة ‪.‬‬ ‫الجملة يصح أن يكون نائباً عن المفعول المطلق ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ اإلشارة إلى المصدر‬
‫مثل‪ :‬فهمت الدرس هذا الفهم‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ضمير المصدر‬
‫مثل ‪ :‬احترمتك احتراما لم أحترمه أحدا ‪.‬‬ ‫‪ - 6‬ما يدل على آلته‬
‫مثل ‪ :‬ضربته عصاً ‪ -‬رشقنا العدو رصاصاً ‪ -‬ضربت الكرة‬
‫رأسا ‪.‬‬ ‫‪ -7‬مرادف المصدر‬
‫مثل‪ :‬فرحت سرورا (فسرورا) نائب عن المفعول المطلق؛ ألنه‬ ‫‪ -8‬ما يدل على نوع المصدر ‪،‬‬
‫مرادف للفرح) مثلها ‪ :‬وقفت قياماً ‪ ،‬قعد الطفل جلوسا ‪.‬‬ ‫‪ - 9‬اسم المصدر ‪ :‬اسم المصدر ما دل على معنى المصدر‬
‫مثل ‪ :‬جلس الولد القرفصاء = جلس جلوس القرفصاء‪.‬‬ ‫األصلي ‪ ،‬وكان أقل منه أحرفا‬
‫مثل ‪ :‬أعنته عونا ‪.‬‬
‫فعوناً نائباً عن المفعول المطلق ‪ ،‬وليس مفعوالً مطلقاً ؛ ألنه‬
‫ليس مشتقاً من الفعل أعان المذكور في الجملة ‪ ،‬والذي مصدره‬
‫‪ :‬إعانة ‪ ،‬وإنما هي مصدر الفعل ‪ :‬عان ‪.‬‬
‫ومثله ‪ :‬اغتسلت غسال ‪ ،‬وأعنته عونا ‪ ،‬وأعطيته عطاء ‪،‬‬
‫وكلمته كالما ‪.‬‬
‫‪ %‬تذكر ‪:‬‬
‫كلمات تعرب مفعوال مطلقا لفعل محذوف ‪:‬‬
‫سَمْعَاً وَطَاعَةً ‪ -‬حَمْدَاً هلل وشُكراً ‪ -‬عَجَبَاً ألمرك ‪ -‬سًبْحَانَ اهلل ‪ -‬صَبْرَاً على الشدائد ‪ -‬تَنْزِيهَاً هلل وَبَرَاءَةً له‬
‫مما ال يليق به ‪ -‬ومعاذَ اهلل وعياذاً باهلل أي أعوذ به والتجئ إليه ‪ -‬حَجَّاً مبرورا ‪ -‬عَوداً حميداً ‪ -‬حقا ‪ -‬مثال – أيضا ‪-‬‬
‫خصوصاً ‪ -‬عموما ً‪.‬‬
‫كلمات تعرب نائباً عن المفعول المطلق ‪:‬‬
‫جيداً – سريعاً – حثيثاً – كثيراً – طويالً – جداً ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬سعى الطالب إلى االمتحان حثيثاً ‪ -‬احترم المخلصين كثيراً‬

‫اسم (مصدر) منصوب يبين سبب حدوث الفعل وال يكون من لفظ الفعل ‪ ،‬و يأتي جواباً لسؤال يبدأ بـ ( لم ‪ ،‬أو لماذا)‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬أصلي طمعاً في رضا اهلل ‪ / -‬قمت من مقعدي احتراماً ألبي ‪ / .‬أذاكر خشيةَ الرسوب ‪.‬‬

‫األصل في المفعول ألجله أن يكون منصوبا ‪ ،‬وقد يجر بالالم (التي تعطي معنى التعليل)‬
‫مثل ‪ :‬أجتهد للرغبة في التفوق ‪ -‬أقرأ للبحث عن الحقيقة ‪.‬‬
‫‪ %‬تذكر ‪ :‬إننا نسأل عن المفعول ألجله بـــ لماذا ‪ ،‬أو ليه فعلنا الفعل ؟ مثل ‪ :‬يغترب الناس طلباً للمال ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫هو اسم منصوب يقع بعد فعل ؛ ليدل على ما فعل الفعل بمصاحبته ويذكر بعد واو بمعنى (مع) تفيد المصاحبة أو المالزمة‬
‫وتسمى واو المعية ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬سار القطار والنيل ‪ -‬استيقظ النائم وآذان الفجر ‪ -‬دع الظالم واأليام ‪.‬‬
‫أنواع الواو المذكورة بعد الفعل ‪ ،‬وإعراب ما بعدها ‪:‬‬
‫‪ -1‬واو المعية ‪ :‬وهي التي يسبقها فعل يحدث من طرف واحد ( أي ما بعدها ال يصح أن يشارك ما قبلها )‪ ،‬واالسم بعدها‬
‫يعرب مفعوالً معه منصوب ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬سافر األب و طلوع الفجر ‪ -‬وصلت المدرسة ودقات الجرس ‪.‬‬

‫‪ - 2‬واو العطف ‪ :‬وهي التي يسبقها فعل يحدث من طرفين (أي ما بعدها يشارك ما قبلها في الحكم) ‪ ،‬واالسم بعدها يعرب‬
‫معطوفاً ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬اشتركت شيماء و هايدي في صنع الكعك ‪ -‬تعارك الولد و زميله‬

‫‪ - 3‬و او للمعية أو للعطف ‪ :‬وهي التي يجوز مشاركة ما بعدها لما قبلها ‪ ،‬واالسم بعدها يعرب معطوفاً أو يعرب مفعوالً معه‬
‫منصوب ‪.‬‬
‫مثل ‪( :‬جاء محمد ومحمود) فيجوز أن تكون ( واو العطف) ويكون (محمود) مرفوعا معطوفا على (محمد) ويجوز أن‬ ‫‪‬‬
‫تكون (واو المعية) وينصب (محمود) على أنه مفعول معه فنقول (جاء محمد ومحموداً) ‪ ،‬والعطف أحسن ألنّه أقوى‬
‫في الداللة على المشاركة ‪.‬‬

‫‪ -1‬ظرف الزمان ‪:‬‬


‫اسم يأتي ليبين زمان وقوع الفعل ‪ ،‬ويصلح أن يكون جواباً لسؤال أداته ‪( :‬متى) ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬سافرت' ليالً ‪ -‬قمت صباحاً ‪ -‬ورجعت من المدرسة عصراً ‪ -‬واستذكرت مساءً ‪..‬‬
‫إعراب ما تحته خط ‪ :‬ظرف زمان منصوب ‪.‬‬

‫‪ -2‬ظرف المكان ‪:‬‬


‫اسم يأتي ليبين مكان وقوع الفعل ‪ ،‬ويصلح أن يكون جواباً لسؤال أداته ‪( :‬أين)‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬سرت فوق الرمل ‪ -‬أجلس فوق الكرسي ‪ -‬يقف المعلم أمام السبورة ‪ -‬تجاه التالميذ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬ظرف الزمان‬


‫الظرف المحدود والظرف المبهم ‪:‬‬
‫المحدود من ظروف الزمان ‪ :‬ما دل على وقت أو فترة محددة ‪،‬‬
‫مثل ‪ :‬ساعة ويوم وليلة وأسبوع وشهر وسنة وعام ‪ ،‬ومنه أسماء الشهور والفصول وأيام األسبوع ‪.‬‬
‫الظرف المبهم‪:‬‬
‫مثل ‪ :‬أبد وأمد وحين ووقت وزمناً و حيناً و برهة ‪.‬‬ ‫ما دل على قدر من الزمان غير محدد أو معلوم ‪،‬‬
‫الظرف المتصرف والظرف غير المتصرف‬
‫ظرف الزمان المتصرف ‪ :‬هو ما يستعمل ظرفاً وغير ظرف (أي يكون ظرفاً أو مبتدأ وخبرا وفاعال ومفعوال)‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مثل ‪ :‬يومكم سعيد ‪ -‬إن يومكم سعيد ‪ -‬سيأتي يوم سعيد نفرح فيه ‪ -‬هذا يوم سعيد ‪.‬‬
‫ظرف الزمان غير المتصرف ‪ :‬هو كل اسم ال يأتي إال ظرفا للزمان ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬قطُّ(وتختص بالزمن الماضي ) ‪ ،‬عوض ‪ ،‬أيان ‪ ،‬قبل ‪ ،‬بعد ‪ ،‬متى ‪ ،‬اآلن ‪ ،‬أبداً ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬ظرف المكان‬
‫ينقسم ظرف المكان إلى قسمين ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ظرف مكان مختص " غير مبهم " ‪:‬‬
‫هو كل اسم دل على مكان معين ‪ ،‬ومحدود بحدود أربعة ‪ ،‬وهذا النوع ال يكون إال مجرورا ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬الدار ‪ ،‬المدرسة في ‪ :‬خرجت من الدار ‪ ،‬وذهبت إلى المدرسة‬
‫‪ 2‬ـ ظرف مكان مبهم ‪:‬‬
‫ما دل على مكان غير محدد ‪ -‬أي ليس له صورة تدرك بالحس الظاهر ‪،‬‬
‫كالجهات الست وهي ‪ :‬أمام ( قدام) ‪ -‬وراء (خلف) ‪ -‬يمين ‪ -‬يسار ‪ -‬شمال ‪ -‬فوق) تحت‬ ‫‪‬‬
‫و أسماء المقادير ‪ ،‬مثل ‪ :‬ميل ‪ ،‬كيلومتر ‪ ،‬وقصبة وغيرها' ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ثانياً ‪ :‬الظرف المتصرف والظرف غير المتصرف‬
‫‪ 1‬ـ الظرف المتصرف ‪:‬‬
‫هو الذي ال يالزم النصب على الظرفية ‪ ،‬وإنما يعرب حسب موقعه‬
‫مثل ‪ :‬يمينك أوسع من شمالك ‪-‬ال تنظر إلى الخلف ! بل انظر إلى األمام دائما ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الظرف غير المتصرف ‪:‬‬
‫وهو الذي ال يفارق الظرفية الزمانية والمكانية إلى غيرهما من الحاالت اإلعرابية األخرى ‪ ،‬بل يظل على حالته ‪ -‬الظرفية ‪-‬‬
‫أينما وقع في الكالم ‪.‬‬
‫الظرف غير المتصرف نوعان‬
‫النوع األول ‪ :‬ما يالزم النصب على الظرفية أبدا ‪ ،‬فال يستعمل إال ظرفا منصوبا ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬قط وعوض وبينا ‪ ،‬وبينما وإذ وأيان وأني وذا صباح وذات ليلة ‪ ،‬ومنه ما ركب من الظروف ‪( :‬صباح مساء ) ‪( ،‬وليل‬
‫ليل ) ‪( ،‬ليل نهار) ‪.‬‬
‫النوع الثاني ‪ :‬ما يالزم النصب على الظرفية ‪ ،‬أو الجر بمن أو إلى أو حتى أو مذ أو منذ‬
‫مثل ‪ :‬بعد وفوق وتحت ولدى ولدن وعند ومتى وأين وهنا وثم وحيث واآلن ‪.‬‬
‫منذُ ‪ -‬أمسِ ‪ -‬اآلنَ ‪ -‬حيثُ ‪ -‬هنا ‪ -‬هناك ‪ -‬ثمَّ ‪.‬‬ ‫المبني من الظروف ‪:‬‬
‫هناك بعض الظروف التي تصلح للمكان و الزمان معاً ‪ :‬ويتحدد استعمالها من معنى الجملة‬
‫مثل ‪ :‬قبل ‪ -‬بعد ‪ -‬بين ‪ -‬عند ‪ -‬وسط ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مثل ‪ :‬يقع منزلنا قبل منزلكم ‪ -‬خرجت قبل السابعة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قد تدخل (ما) على بعض الظروف (عند ‪ -‬حين ‪ -‬قبل ‪ -‬بعد ‪ -‬دون)‪ ،‬وتكون زائدة ‪ ،‬ويظل االسم بعد هذه الظروف مضافاً‬
‫إليه ‪ .‬مثل ‪ :‬طلبت من الطالب الحضور دونما تأخير ‪.‬‬

‫وصف منصوب يبين هيئة ما قبله من فاعل أو مفعول به أو هما معا ‪ ,‬عند حدوث الفعل ‪.‬‬
‫نقول ‪:‬‬
‫‪ -1‬ظهر القمرُ هالالً الحال بيّنت هيئة الفاعل (القمر) عندما ظهر ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أبصرت النجوم متأللئةً الحال بيّنت هيئة المفعول به (النجوم) عندما أبصرتها ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ - 3‬فحص الطبيب المريض جالسين الحال بيّنت هيئة الفاعل (الطبيب) والمفعول به (المريض) معاً عندما تم الفحص‬
‫‪.‬‬
‫االسم الذي يبين الحال هيئته يسمى صاحب الحال ‪ ،‬والبد أن يكون معرفة ‪.‬‬
‫أنواع الحال‬
‫شبه جملة‬ ‫جملة‬ ‫مفردة‬
‫جار ومجرور‬ ‫ظرف‬ ‫فعلية‬ ‫اسمية‬ ‫اسم (كلمة واحدة)‬
‫أوالً ‪ :‬الحال المفردة ‪ :‬وال تكون إال اسماً نكرة منصوباً ‪.‬‬
‫أمثلة ‪:‬‬
‫اشتريت الدجاجة مذبوحة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫عاد محمد مستبشرا ‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫جاء الطفل باكياً ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫شاهدنا المباراة جالسين أمام التلفاز ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ثانياً ‪ :‬الحال الجملـة‪:‬‬
‫قد تكون الحال جملة اسمية أو فعلية‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫(‪ )1‬جلست أستمع إلى تالوة القرآن الكريم من اإلذاعة‪.‬‬
‫(‪ )2‬التحقت بالجامعة وقد تخرج أخي‪.‬‬
‫(‪ )3‬حفظت القرآن وأنا صغير‪ .‬جاء الجريح دمه يتدفق‪.‬‬
‫البد أن تشتمل الحال الجملة على رابط يربطها بصاحبها‪ .‬والرابط ‪:‬‬
‫(أ) إما الضمير وحده‪ ،‬مثل ‪ { :‬شاهدت' المزارع يحصد × القمح}‪.‬‬
‫(ب) إما الواو وحدها‪ ،‬نحو‪ :‬وصلت إلى مكة والشمس تغرب‪.‬‬
‫(جـ) إما الواو والضمير معا‪ ،‬نحو‪{ :‬رأيت العامل وهو واقف تحت الشمس}‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬الحال شبه الجملة ‪:‬‬
‫ال تحتاج الحال شبه الجملة إلى رابط ‪.‬‬
‫‪ -‬وقف العصفور فوق الغصن‪.‬‬ ‫مثل ‪ :‬أحرزت الهدف في المرمى‬
‫‪%‬تذكر ‪:‬‬
‫هناك قاعدة تقول ‪ :‬الجملة وشبه الجملة بعد المعارف أحوال‪ ،‬وبعد النكرات صفات‬ ‫‪‬‬
‫قد تتعدد الحال في الجملة وصاحبها واحد مثل ‪ :‬مضيت مسرعاً فرحاً نشيطاً ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كلمات إعرابها دائماً حال ‪:‬‬
‫[ أوالً وثانياً وثالثاً إلخ ‪ ،‬مادياً وأدبياً وسياسياً‪ ،‬وما شابه هذه الكلمات‪ .‬و جميعاً ‪ ،‬وعوضاً‪ ،‬وبدالً‪ ،‬وخاصة‪ ،‬وعامة و‬
‫قاطبة‪ ،‬وعمداً وخطأً‪ ،‬وسهواً‪ ،‬وسوياً‪ ،‬و معاً ‪ ،‬وكلمة وحد المضافة إلى الضمير تعرب حاالً نحو‪ :‬ذاكر وحدك‪ .‬حضروا‬
‫جميعاً]‬

‫اسم نكرة منصوب (غالباً)يذكر ؛ ليزيل إبهاماً قبله يصلح ألن يراد به أشياء كثيرة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المبهم الذي يأتي قبل التمييز يسمى ‪ :‬مميزاً ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المميز نوعان ‪:‬‬
‫مميز ملفوظ(الذات)‪ :‬وهو الذي يظهر في الكالم (الوزن ‪ -‬المساحة ‪ -‬الكيل ‪ -‬عدد) ‪.‬‬
‫‪ -‬الوزن مثل ‪ :‬بعت قنطارا قطنا ‪.‬‬
‫‪ -‬المساحة مثل‪ :‬زرعت فدانا أرزا ‪.‬‬
‫‪ -‬الكيل مثل‪ :‬اشتريت إردبا قمحا‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬العدد مثل‪ :‬معي عشرون جنيها ‪.‬‬
‫تمييز الملفوظ (الوزن والمساحة والكيل ) يجوز نصبه أو جره بـ"من" أو باإلضافة إلى التمييز فنقول‪ :‬اشتريت إردبا قمحاً ‪-‬‬
‫أو إردبا من قمحٍ ‪ -‬أو إردب قمحٍ ‪.‬‬
‫إعراب تمييز العدد ‪:‬‬
‫‪ – 1‬تمييز األعداد من ( ‪ : ) 10 : 3‬جمع مجرور باإلضافة ‪.‬‬
‫‪ – 2‬تمييز األعداد من ( ‪ : ) 99 : 11‬مفرد منصوب بالفتحة‪ .‬اً ‪ -‬ــةً‬
‫‪ – 3‬تمييز األعداد من ( ‪ 1000 ، 100‬و مضاعفاتهما ) ‪ :‬مفرد مجرور بالكسرة ‪.‬‬
‫المميز الملحوظ (النسبة)‪ :‬وهو الذي يلحظ من الكالم وال ينطق به ‪ ،‬وتمييزه منصوب فقط‬

‫أنواع التمييز لملحوظ ‪:‬‬


‫‪ - 1‬المحول عن المبتدأ ‪ :‬مثل ‪ :‬مصر ألطف البالد هواء ‪ .‬وأصله (هواء مصر ألطف) – أنا أكثر منك علماً ‪.‬‬
‫‪ - 2‬المحول عن الفاعل ‪ :‬مثل ‪:‬طاب النيل ماءً‪ ..‬وأصله ( طاب ماء النيل)‬
‫‪ - 3‬المحول عن نائب الفاعل ‪ :‬مثل‪ :‬ال تضارع الزهرة جماال وأصله ( ال يضارع جمال الزهرة)‬
‫‪ - 4‬المحول عن المفعول به ‪ :‬مثل‪ :‬أكبرت محمدا خلقا‪ ..‬وأصله (أكبرت خلق محمد) ‪.‬‬
‫قد يأتي التمييز لملحوظ غير محول مثل ‪ :‬فاهلل خير حافظاً ‪ -‬أعظم به بطالً – هلل دره فارساً ‪.‬‬
‫‪%‬تذكر ‪:‬‬
‫االسم النكرة المنصوب الواقع بعد اسم التفضيل [أفعل] إعرابه ‪ :‬تمييز منصوب مثل ‪ :‬محمد أكثر الطالب تفوقاً ‪ ،‬و‬ ‫‪-‬‬
‫أكثرهم نشاطاً ‪.‬‬

‫(ما يطرد نصبه على التمييز) االسم المنصوب للنكرة الواقع بعد‬
‫كفى ‪( :‬كفى باهلل شهيداً)‬ ‫‪‬‬
‫وازداد وقرّ وطاب وامتأل وفاض( طب نفساً ‪ -‬قر عيناً‪ -‬ازداد اللص طمعاً ) ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وألفاظ العدد وكناياته (وهي‪ :‬كم‪ ،‬و كأين‪ ،‬وكذا)( كم جنيهاً معك)‬ ‫‪‬‬
‫وبعد أفعال المدح والذم(نِعْمَ × قاضياً المنصف)‬ ‫‪‬‬
‫والفعل على وزن فَعُل (حسن محمد خلقاً ‪ -‬كَبُرتْ كلمة) ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اسم ظاهر يذكر بعد أداة من أدوات النداء ؛ لطلب حضوره أو تنبيهه‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬يا شبابَ الوطن ‪ ،‬ال تتكاسلوا ‪.‬‬

‫أدوات النداء‪ :‬أََ ‪ -‬أيْ ‪ -‬يا ‪ -‬أيا ‪ -‬هيا ‪ -‬وا‬


‫( الهمزة ) و ( أيْ ) لنداء القريب ‪ ،‬و ( أيَا ) و ( هَيَا ) و( وا) لنداء البعيد ‪ ،‬و ( يا ) لكل منادىً قريبـاً كان أو‬
‫بعيداً‬
‫المنادى خمسة أنواع‬
‫‪ – 1‬المضاف ‪ ،‬ويكون منصوباً ‪،‬ويأتي بعده مضاف إليه مجرور ‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫يا طالبَ العلم اجتهدوا‬ ‫‪‬‬
‫ياذَا الفضْل شكرًا لك‬ ‫‪‬‬
‫يا إلهي أنت جاهي‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫( رَبَّنَا ال تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)(البقرة‪ :‬من اآلية‪)286‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 2‬الشبيه بالمضاف ‪ :‬وهو ما اتصل به شيء يتمم معناه (غالباً جار ومجرور ‪ ،‬أو كل ما يصح تحويله إلى مضاف إليه) ‪ ،‬و‬
‫يكون ( منوناً ) ‪ ،‬وحكمه النصب ‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫يا طالعاً جبالً‬ ‫‪‬‬
‫يا قارئاً للكف‬ ‫‪‬‬
‫يا متقناً عمله ‪ ,‬وفقك اهلل‬ ‫‪‬‬
‫يا طالباً العلَم اجتهد‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 3‬النكرة غير المقصودة ‪ :‬وهي التي ال يقصد بندائها شيء معين (محدد)‪ ،‬بل تصدق على كل فرد تدل عليه (غالباً ما‬
‫بعدها يدل على طلب)‪،‬و تكون ( منونة) ‪ ،‬وحكمها النصب ‪،‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫قول الكفيف ‪ :‬يا رجالً خذ بيدي‬ ‫‪‬‬
‫وقول المتسول ‪ :‬يا محسنين هلل‬ ‫‪‬‬
‫وقول الخطيب ‪ :‬يا غافالً ‪ ،‬تنبه ‪ ..‬و يا ظالماً ‪ ،‬عد إلى الحق ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -4‬العلم المفرد ‪ :‬وهو ما ليس مضافاً و ال شبيهاً بالمضاف ‪ ،‬وإن كان مثنى أو مجموعاً ‪ ،‬وحكمه البناء على ما يرفع به في‬
‫محل نصب منادى‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫يا محمد ُ ‪ ،‬كن يقظاً‬ ‫‪‬‬
‫يا دعاء ‪ ،‬ساعدي أمك في المنزل‬ ‫‪‬‬
‫يا مصر ‪ ،‬انهضي‬ ‫‪‬‬
‫يا محمدان ‪ ،‬قوما إلي الصالة‬ ‫‪‬‬
‫يا محمدون ‪ ،‬شكراً لتعاونكم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -5‬النكرة المقصودة ‪ :‬وهي التي يقصد بها شخص محدد ‪ ،‬وحكمها البناء على ما ترفع به في محل نصب منادى‪،‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫قول المدرس ‪ :‬يا طالبُ ‪ ،‬قف وأجب‬ ‫‪‬‬
‫ويا واقفُ اجلسْ‬ ‫‪‬‬
‫يا متكلمون اسكتوا ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬ـ المنادى المضاف‪ ،‬والشبيه بالمضاف ‪ ،‬والنكرة غير المقصودة‪ :‬إعرابه ‪ :‬منادي منصوب ‪ ،‬وعالمة نصبه ‪. ..............‬‬

‫‪ 2‬ـ والمنادى العلم المفرد‪ ،‬والنكرة المقصودة‪ :‬مبنيان على ما يرفعان به ( الضمة ‪ -‬األلف ‪ -‬الواو ) في محل نصب ‪ ،‬و‬
‫اإلعراب ‪ :‬منادي مبني على ‪ ...........‬في محل نصب ‪.‬‬
‫س ‪ :‬كيف يمكن نداء اسم يبدأ بــ (أل) ؟‬
‫جـ ‪ :‬ـ عند نداء ما فيه ( أَلْ ) ‪ ،‬نأتي قبله بــ( أيُّها ) للمذكر و ( أيَّتُهَا ) للمؤنث ‪ ،‬أو اسم إشارة مناسب لنوع‬
‫المنادي ‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫أيتها المسلمات‬ ‫‪‬‬ ‫أيها الناس‬ ‫‪‬‬
‫يا هذا الطالب‬ ‫‪‬‬ ‫أيها الطالبان ‪ -‬أيها المسلمون‬ ‫‪‬‬
‫يا هذان الطالبان‬ ‫‪‬‬ ‫أيتها الفتاة‬ ‫‪‬‬
‫يا هؤالء القادمون ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫أيتها المسلمتان‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫ويصبح اإلعراب كالتالي ‪:‬‬
‫أي ‪ :‬منادي مبني على الضم في محل نصب ؛ ألنها تعامل معاملة النكرة المقصودة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الهاء ‪ :‬حرف زائد للتنبيه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الناسُ ‪( :‬كل ما بعد أيها ‪ -‬أيتها ) يعرب صفة ألي مرفوعة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ويجوز أن يعرب االسم المعرف بـ(أل ) بدال مرفوعا إذا كان اسماً جامدا ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬يا أيها الرجل ‪ -‬يا أيتها المرأة ‪.‬‬
‫نداء لفظ الجاللة (اهلل)‪:‬‬
‫إذا كان المنادى لفظ الجاللة ( اهلل ) تقول يا اهلل ‪ ,‬وقد تحذف ياء النداء ‪ .‬ويعوض عنها بميم مشددة مفتوحة داللة على‬
‫التعظيم ‪ .‬مثل ‪ :‬اللهم يا فاطر السماوات ‪ ،‬أغثنا ‪.‬‬
‫إعراب اللهم ‪ :‬منادي مبني على الضم في محل نصب ‪،‬و الميم عوضاً عن حرف النداء المحذوف‬

‫زيادات ‪:‬‬
‫‪ - 1‬يجوز حذف حرف النداء بكثرة ‪ ,‬إذا كان (يا) دون غيرها ‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫قوله تعالى " يوسف أعرض عن هذا "‬ ‫‪‬‬
‫" رب أرني أنظر إليك "‬ ‫‪‬‬
‫أيها الرجل ‪ -‬أيتها الفتاة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫والتقدير ‪ :‬يا يوسف ويا رب ويا أيها ‪ .‬ويا أيتها ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ينقسم الفعل من حيث اإلعراب والبناء إلى قسمين ‪:‬‬
‫‪ - 1‬فعل مبنى ‪.‬‬
‫‪ -2‬فعل معرب ‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬إعراب الفعل الماضي‬

‫الفعل الماضي مبنيّ دائما‬


‫‪ - 1‬مبني على الفتح ‪:‬‬
‫المثال‬ ‫الفعل الماضي يبنى على الفتح إذا‬
‫غادرَ الوفد المدينة‪.‬‬ ‫مثل ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫إذا لم يتصل به شيء‬ ‫‪.1‬‬
‫خفقَتْ راية أمتنا‪.‬‬ ‫مثل ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫أو اتصلت به تاء التأنيث‬ ‫‪.2‬‬
‫الصديقان سافرَا أمسِ‪.‬‬ ‫مثل ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫أو اتصلت به ألف االثنين‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ - 2‬مبنيّ على السكون‪:‬‬
‫المثال‬ ‫الفعل الماضي يبنى على السكون إذا‬
‫فكّرْتُ' في األمر‪..‬فعرفْتَ خطئي‪.‬‬ ‫مثل ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫إذا اتصلت به تاء الفاعل‬ ‫‪.1‬‬
‫حفظْنا القصيدة كلها‪.‬‬ ‫مثل ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫أو اتصلت به نا الفاعلين‬ ‫‪.2‬‬
‫المؤمنات ساعَدْنَ' المحتاجين‪.‬‬ ‫مثل ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫أو اتصلت به نون النسوة‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ - 3‬مبنيّ على الضمّ‪:‬‬


‫المثال‬ ‫الفعل الماضي يبنى على الضم إذا‬
‫الطالب سارعُوا إلى الصالة‪.‬‬ ‫مثل ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫إذا اتصلت به واو الجماعة‬

‫ثانياً ‪ :‬إعراب فعل األمر‬


‫‪ - 1‬مبنيّ على السكون ‪:‬‬
‫حَدِّثْ أخاك صادقاً‪.‬‬ ‫مثل ‪:‬‬ ‫إذا كان صحيح اآلخر‬ ‫‪.1‬‬
‫يا أمهاتُ راقبْنَ األبناء‪.‬‬ ‫مثل ‪:‬‬ ‫إذا اتصلت به نون النسوة‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ - 2‬مبنيّ على حذف حرف العلّة ‪:‬‬
‫ادعُ ربُك‪ ،‬وارتجِ مغفرته ‪.‬‬ ‫مثل ‪:‬‬ ‫إذا كان معتل اآلخر‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 3‬مبنيّ على حذف النون‪:‬‬
‫يا شباب الوطن انهضوا‪.‬‬ ‫مثل ‪:‬‬ ‫إذا كان متصالً بواو الجماعة‬ ‫‪.1‬‬
‫أيها العامالن جوّدا إنتاجكما‪.‬‬ ‫مثل ‪:‬‬ ‫إذا كان متصالً بألف االثنين‬ ‫‪.2‬‬
‫يا أمّتي اتحدي‪.‬‬ ‫مثل ‪:‬‬ ‫إذا كان متصالً بياء المخاطبة‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ - 4‬مبنيّ على الفتح ‪:‬‬
‫تَصَدَّقَن َّيا أخي‪ ،‬واجْهَرَنَّ بالحق‬ ‫مثل ‪:‬‬ ‫إذا اتصلت به نون التوكيد‬ ‫‪‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬إعراب الفعل المضارع‬
‫الفعل المضارع فعل معرب أي(يرفع و ينصب و يجزم )‪.‬‬
‫‪ – 1‬رفع الفعل المضارع‬
‫يرفع الفعل المضارع إذا لم تسبقه أداة نصب أو أداة جزم ‪ ،‬ولم يكن معطوفاً على فعل منصوب أو مجزوم‬
‫عالمات رفع الفعل المضارع ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬يرفع بالضمة الظاهرة إذا كان الفعل صحيح اآلخر‬
‫مثل ‪:‬‬
‫يتفوقُ المخلص في مذاكرته ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬يرفع بالضمة المقدرة إذا كان الفعل معتل اآلخر‬
‫مثل ‪:‬‬
‫المؤمن يرجُو عفو اهلل دائماً‬ ‫‪‬‬ ‫المجتهد يسعَى إلى التفوق‬ ‫‪‬‬
‫( إِنَّكَ ال تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)(القصص‪ :‬من اآلية‪)56‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬يرفع بثبوت النون إذا كان من األفعال الخمسة‬
‫مثل ‪:‬‬
‫أنت تحافظين على الصالة‬ ‫‪‬‬ ‫المؤمنون يسعدون بالقرب من‬ ‫‪‬‬
‫دائماً ‪.‬‬ ‫اهلل‬
‫الطالبان يستعدان لالمتحان ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ – 2‬نصب الفعل المضارع‬
‫ينصب الفعل المضارع إذا سبقته إحدى أدوات النصب التالية ‪:‬‬
‫إذن ]‬ ‫[أنْ – لن – كي – الم التعليل – حتى –واو المعية – الم الجحود – فاء السببية –‬
‫&أنْ ‪ :‬وهي حرف مصدري مثل ‪ :‬عليك أن تجتهدَ ‪ .‬عليكم أن تجتهدوا‬
‫&لن ‪:‬تنفي الفعل في المستقبل مثل ‪ :‬لن يرحم اهلل المتخاذلين ‪.‬‬
‫&كي ‪ :‬ما قبلها سبب وتعليل لما بعدها مثل ‪ :‬اجتهدوا كي تلحقوا بركب التفوق ‪.‬‬
‫&الم التعليل ‪ :‬مثل ‪ :‬اعبد اهلل مخلصاً لتنال رضاه ‪.‬‬
‫&حتى ‪:‬تفيد' الغاية إذا كانت بمعنى " إلى أن " مثل ‪ :‬سأعبد اهلل حتى أموتَ ‪.‬‬
‫حتى ‪ :‬تفيد التعليل إذا كانت بمعنى " لكي " مثل ‪ :‬اجتهد حتى تحققَ أحالمك في الحياة ‪.‬‬
‫&واو المعية ‪ :‬وهى التي تفيد حصول ما قبلها مع ما بعدها فهي بمعنى (مع) وتفيد' المصاحبة ودائماً تسبق بـ (نهى – نفى)‬
‫مثل ‪:‬‬
‫عارٌ عَلَيْكَ إِذا فَعَلْتَ عَظيمُ‬ ‫ال تَنْهَ عَنْ خُلُق وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫&الم الجحود ‪ :‬وهى تفيد اإلنكار الشديد ‪ ،‬ويشترط فيها أن تسبق بكون منفى (ما كان‪ -‬لم يكن)حتى تكون من أدوات‬
‫النصب ‪.‬‬
‫‪ -‬لَمْ يَكُنِ اهللُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ‬ ‫مثل ‪ :‬وَما كانَ اهللُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهمْ‬
‫&فاء السببية ‪ :‬فاء السببية ‪ :‬تفيد أن ما قبلها سبب لما بعدها ‪ ،‬وهى من أدوات نصب الفعل المضارع‬
‫س ‪ :‬ما الشروط الواجب توافرها في (فاء السببية) لتكون من أدوات النصب ؟‬
‫جـ ‪ :‬لكي تكون (فاء السببية) من أدوات نصب الفعل المضارع البد أن تكون مسبوقة بما يدل على ‪:‬‬
‫النفي ‪ :‬مثل‪ :‬ما فعلت ذنبا فأنــدمَ ‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب ‪ -‬الطلب‪ :‬ويشمل (األمر‪ -‬النهى‪ -‬االستفهام – التمني –الرجاء)‬
‫مثل ‪:‬‬
‫‪1‬ـ اجتهدوا في دراستكم فتحققوا ما تريدون ‪.‬‬
‫‪2‬ـ ال تتكاسلوا عـن العبــادة فتندمــوا ‪.‬‬
‫‪3‬ـ هل تخرج ما عليك من زكاة فتنال الثواب ‪.‬‬
‫‪4‬ـ ليتنا نرضى ضميرنا فيرضى عنا اهلل ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪5‬ـ لعل االمتحان يأتى سهالً فنستريح ‪.‬‬
‫&إذن ‪ :‬حرف جواب وجزاء ونصب واستقبال‬
‫مثل ‪ :‬إذن تتفوق ‪ ،‬جواباً لمن قال ‪ :‬سأجتهد ‪.‬‬
‫‪%‬تذكر أن ‪:‬‬

‫عالمات نصب الفعل المضارع‬


‫‪ – 1‬الفتحة الظاهرة ‪ :‬إذا كان الفعل صحيح اآلخر ‪ ،‬أو معتالً بالواو أو الياء ‪.‬‬
‫‪ – 2‬الفتحة المقدرة ‪ :‬إذا كان الفعل معتل اآلخر باأللف ‪.‬‬
‫‪ – 3‬حذف النون ‪ :‬إذا كان من األفعال الخمسة ‪.‬‬
‫الفعل المضارع المعطوف على فعل مضارع منصوب قبله فهو منصوب مثله‬
‫‪ – 3‬جزم الفعل المضارع‬
‫يجزم الفعل المضارع في ثالث حاالت ‪:‬‬
‫أ – إذا وقع بعد أداة تجزم فعال واحدا‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -2 ، 1‬لم‪ ،‬لمّا‪ ،‬وهما أداتا جزم وقلب‪ :‬لم يسافرْ زيد‪ ،‬لما يعُدْ علي ‪.‬‬
‫‪ -3‬الم األمر‪ :‬لتحكمْ بين الناس بالعدل ‪.‬‬
‫‪ -4‬ال الناهية‪( :‬الَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَاألذَى)‬
‫ب ‪ -‬إذا وقع بعد أداة من األدوات التي تجزم فعلين [أدوات الشرط الجازمة ] ‪ ،‬ويسمى الفعل المجزوم األول فعل الشرط ‪،‬‬
‫والفعل المجزوم الثاني فعل جواب الشرط ‪.‬‬
‫&أدوات الشرط الجازمة هي ‪ :‬إنْ‪ ،‬إذما ‪ ،‬مَنْ‪ ،‬ومَا‪ ،‬ومَهْمَا ‪ ،‬ومَتَى‪ ،‬وأيَّانَ ‪ ،‬وأَيْنَ‪ ،‬وأيْنَما ‪ ،‬وأَنَّى‪ ،‬وحَيْثُما‪،‬‬
‫وكيْفَما ‪ ،‬وأَيُّ‬
‫& إنْ ‪ :‬وهي حرف لربط الجواب بالشرط ‪ .‬مثل ‪:‬أن تفعلْ الخير تنلْ' رضا اهلل ‪.‬‬
‫& إِذْ مَـا ‪ :‬حرف بمعنى "إِنْ" الشرطية ‪ .‬مثل ‪ :‬إِذْ ما تَقُمْ أَقُمْ ‪ ،‬فمعناه ‪ :‬إِنْ تَقُمْ أَقُمْ ‪.‬‬
‫& مَنْ ‪ :‬اسم شرط للعاقل مثل ‪( :‬مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)‬
‫& ما ‪ :‬اسم شرط لغير العاقل مثل ‪( :‬وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ )(البقرة‪ :‬من اآلية‪.)197‬‬
‫& مهما ‪ :‬اسم شرط لغير العاقل‬
‫وَأَنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ‬ ‫أَغَرَّكِ مِنِّي أَنَّ حُبَّكِ قاتِلي‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫& متى ‪ :‬اسم شرط للزمان‬


‫مثل ‪ :‬متي تهملْ دروسك ترسبْ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫& أيان ‪ :‬اسم شرط للزمان‬
‫مثل ‪ :‬أيان تخرجْ أخرجْ معك ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫& أَيْنَ‪ ،‬وأيْنَما ‪ ،‬وأَنَّى‪ ،‬وحَيْثُما ‪ :‬أسماء شرط للمكان‬
‫مثل ‪( :‬أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ المَوْتُ) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مثل ‪ :‬حَيْثُمَـا تَسْتَقِـمْ يُقَدِّرْ لَكَ اهللُ***نجَاحًا في غابِـرِ األَزْمـان‬ ‫‪‬‬
‫تتوكل على اهلل يــوفـقــك‬ ‫أنى‬ ‫مثل ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫& كيفما ‪ :‬اسم شرط للحال ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬كيفما تعامل الناس يعاملوك ‪.‬‬
‫& أي ‪ :‬اسم شرط معناها بحسب ما تضاف إليه ‪ ،‬فتكون للعاقل ‪ ،‬أو لغير العاقل ‪ ،‬أو ظرف زمان أو ظرف مكان‬
‫أي للعاقل مثل ‪ :‬أي طالب يجتهد يتفوق ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫أي لغير العاقل مثل ‪ :‬أي كتاب تقرأه تستفد' منه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أي للزمان مثل ‪ :‬أي يوم تخرج فيه أخرج معك ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أي للمكان مثل ‪ :‬أي متحف تزره يضف لك من المعلومات الكثير ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ %‬تذكر أن ‪:‬‬
‫أدوات الشرط [من ‪ ،‬ما ‪ ،‬مهما ] تعرب مبتدأ إذا كان فعل الشرط الزماً أو متعدياً استوفى مفعوله ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مثل ‪ :‬من يطع والديه ينل رضا هما ‪ -‬مهما تفعل من خير ‪ ،‬تنل خير الجزاء‬ ‫‪‬‬
‫أدوات الشرط [أين ‪ ،‬أينما ‪ ،‬أنى ‪ ،‬حيثما ] تعرب ظرف منصوب لفعل الشرط ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أداة الشرط [كيفما] تعرب حاالً غالبا ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وال يؤثِّر على أدوات الشَّرط في العمل دخول حروف الجر عليها‪ ،‬نحو‬ ‫‪‬‬
‫على أيِّهِم تنزلْ أنزل ْ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حيث ‪ ،‬وإذ ‪ :‬ال تصبحان للشرط إال إذا اتصلت بهما " ما "‬ ‫‪‬‬
‫فعل الشرط الجازم أو جوابه إذا كان ماضياً أو أمراً يكون مبنياً في محل جزم ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أدوات الشرط غير الجازمة هي ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫أدوات الشرط غير الجازمة ‪ ..‬هي ‪:‬إذا ‪ -‬لو ‪ -‬لوال ‪ -‬كلما – لّما الحينية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫و هي ال تجزم الفعل بعدها ‪ ،‬و إنما تربط فقط بين فعلي الشرط و الجواب ‪ ،‬أي بمعنى أن الفعل يكون بعدها‬ ‫‪‬‬
‫مرفوعا إذا كان مضارعا ويكون مبنيا إذا كان ماضياً ‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫كلما تقدم شبابنا ارتقتْ بالدنا‬ ‫‪‬‬ ‫إذا انتشر العلم عمّ الرخاء ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.‬‬ ‫لو انصف الناس استراح القاضي‬ ‫‪‬‬
‫لما التقى الجمعان ثبت الشجاع‬ ‫‪‬‬ ‫‪.‬‬
‫و فر الجبان ‪.‬‬ ‫لوال اختالف األذواق لبارت‬ ‫‪‬‬
‫السلع ‪.‬‬
‫اقتران جواب الشرط بالفاء‬
‫يجب اقتران جواب الشرط بالفاء في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫&إذا كان جواب الشرط جملة اسمية أ و جملة إن أو إحدى أخواتها‬
‫مثل ‪:‬‬
‫إن تعاشر اللئام فإنك‬ ‫‪‬‬ ‫إِنْ تَنْصُرُوا' اللَّهَ فاهللُ‬ ‫‪‬‬
‫منهـم ‪.‬‬ ‫ناصرُكُم ‪.‬‬
‫&إذا كان جواب الشرط جملة فعلية فعلها طلبي (األمر – النهى – االستفهام)‬
‫مثل ‪:‬‬
‫قل إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فاتَّبِعُوني يُحْبِبْكُمُ' اللَّهُ‬ ‫‪‬‬
‫مهما تواجه من مصاعب فال تتـرددْ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لو خرجت فهل ستعود سريعاً ؟‬ ‫‪‬‬
‫&إذا كان جواب الشرط جملة منفية (بلن)‪.‬‬
‫من يزرع شوكاً فلن يحصد قمحاً ‪.‬‬ ‫مثل ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫&إذا كان جواب الشرط جملة فعلية منفية (بما)‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫من يعصِ اهلل فما نال رضاه‪.‬‬ ‫مثل ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫&إذا كان جواب الشرط جملة فعلية مسبوقة (بقد)‪.‬‬
‫من أطاعَ هواه فقد ضــــلّ ‪.‬‬ ‫مثل ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫&إذا كان جواب الشرط جملة فعلية فعلها جامد كـ (عسى – ليسَ – نعْمَ – بئْسَ – حبَّذا – الحبَّذا)‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫من يتراجع عن الحقّ فبئس ما صنـع ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫متى تستقم فعسى أن يحالفك التوفيــق ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قال الرسول ‪ - -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪( :‬من غشنا فليس منا)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫&إذا كان جواب الشرط جملة فعلية مسبوقة (بالسين أو سوف)‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫من سلَّ سيف البغي فسيُقتل بـه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫(وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫&وقد جُمعت هذه األحوال السبع في قول الشاعرِ‪:‬‬
‫وبما ولَنْ وبِقَدْ وبالتَّسْويف ‪.‬‬ ‫اسْمِيَّةٌ طَلبِيَّةٌ وبِجَامِدٍ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ %‬تذكر أن ‪:‬‬
‫حيت تقترن الفاء بجواب الشرط الجازم فتذكر أن الجملة الفعلية أو االسمية المتصلة بها الفاء ستكون في محل جزم‬ ‫‪‬‬
‫جواب الشرط ‪.‬‬

‫الفعل المضارع الواقع في جواب الشرط المقترن بالفاء يعرب حسب موقعه في الجملة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫[فعل مضارع مرفوع بالضمة ] ‪.‬‬ ‫متى تجتهد فسوف تسمو‬ ‫مثل ‪:‬‬
‫الفاء ‪ :‬إما واقعة في جواب الشرط أو رابطة لجواب الشرط‬ ‫إعراب الفاء‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫عالمات جزم الفعل المضارع ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -.‬لينفقْ كل منكم في سبيل اهلل ‪.‬‬ ‫‪ – 1‬السكون ‪ :‬إذا كان الفعل صحيح اآلخر‬
‫‪ – 2‬حذف حرف العلة ‪ :‬إذا كان الفعل معتل اآلخر باأللف ‪ -.‬لم يدعُ المؤمن للشر‬
‫‪ – 3‬حذف النون ‪ :‬إذا كان من األفعال الخمسة ‪.‬‬
‫الرجال لم يتركوا القتال حتى النصر ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفعل المضارع المعطوف على فعل مضارع مجزوم قبله فهو مجزوم مثله ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مثل ‪:‬أن تذاكر بإخالص و تجتهدْ يناديك التفوق ‪.‬‬

‫جـ ‪ -‬جزم المضارع في جواب الطلب‬


‫كذلك يجزم المضارع جوازاً إذا وقع جواباً للطلب[األمر أو النهي ]‬
‫مثل‪:‬‬
‫(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)‪ ،‬أستجيبُ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال تقصروا في عملكم تنالوا [تنالون] النجاح ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫&ولجزم المضارع في جواب الطلب شروط هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يتقدم الطلب على الفعل المضارع‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ - 2‬أن يكون المضارع المجزوم مترتباً على الطلب بأن يكون مسبباً عنه فال يجوز الجزم في مثل‪( :‬اغتنمْ فرصة‬
‫تظهرُ لك)‪.‬‬
‫‪ - 3‬أن يكون الجواب بعد النهى أمراً محبوباً – فال يجوز الجزم في مثل‪( :‬ال تدنُ من األسدِ تتعرضُ لشروره)‪.‬‬
‫بناء الفعل المضارع‬
‫&الفعل المضارع مبنيّ في حالتين ‪:‬‬
‫مثل ‪ :‬الطالبات يرسمْنَ األعالم‪.‬‬ ‫‪ -‬مبني على السكون إذا اتصلت به نون النسوة‬
‫مثل ‪ :‬واهلل لَتنتصرَنَّ أمّتنا ‪.‬‬ ‫‪ -‬مبني على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد‬

‫حروف الجر الزائدة‬


‫هي حروف يمكن أن تستغني عنها الجملة وتأتي ؛ لتوكيد المعنى وتجر ما بعدها لفظاً فقط ‪.‬‬
‫&حروف الجر التي تزاد هي ‪( :‬الباء ‪ -‬من ‪ -‬الكاف) ‪.‬‬
‫&أ – مواضع زيادة الباء‬
‫‪ - 1‬في خبر (ليس)‬
‫مثل‪ :‬ليس التفوق بمستحيل ‪ -‬ليس الحر بشديد‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 2‬في خبر (ما)التي تعمل عمل ليس‬
‫مثل قوله تعالى‪( :‬وما ربك بظالم للعبيد)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 3‬في فاعل (كفى)‬
‫مثل‪ :‬كفى باهلل شهيدا ‪ -‬كفى بعقلك رادعاً ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫باهلل ‪ :‬اسم مجرور لفظاً بحرف الجر الزائد ‪ ،‬في محل رفع فاعل‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ - 4‬في المبتدأ إذا كان لفظ (حسب) ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬بحسبك درهم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حسب ‪ :‬اسم مجرور لفظا مرفوع محال على انه مبتدأ‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 5‬في المفعول به ‪.‬‬
‫مثل قوله تعالى " وهزي إليك بجذع النخلة " ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 6‬في فاعل (أفعل) في التعجب‬
‫مثل (أكرم بالمجتهد) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 7‬بعد اسم الفعل (عليك)الذي بمعنى الزم‬
‫مثل ‪( :‬عليك بالصدق) ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫&ب– مواضع زيادة من‬


‫‪ - 1‬إذا سبقها نفي ودخلت على اسم نكرة‬
‫مثل‪( :‬ما من طالب غائب)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫طالب‪ :‬اسم مجرور لفظا مرفوع محال على انه مبتدأ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 2‬إذا سبقها نهي ودخلت على اسم نكرة‬
‫مثل‪( :‬ال يتأَخر منكم من أَحد) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أَحد ‪ :‬اسم مجرور لفظا مرفوع محال على انه فاعل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 3‬إذا سبقها هل ودخلت على اسم نكرة‬
‫مثل‪ :‬قوله تعالى "فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا"؟ (من سورة األعراف اآلية ‪)53‬‬ ‫‪‬‬
‫(هل رأَيت من خلل)؟‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪%‬تذكر ‪ :‬تزاد (مِنْ) في الفاعل والمفعول به والمبتدأ ‪ ،‬بشرط أن تُسْبق بنفي أو نهي أو استفهام‬
‫&جـ ‪ -‬مواضع زيادة الكاف‬
‫‪ - 1‬تزاد الكاف في كلمة (مثل) فقط‬
‫" ليس كمثله شيء "‬ ‫كما في قوله تعالى‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫&استعماالت (ما)‬
‫‪ - 1‬شرطية جازمة؛‬
‫مثل‪( :‬ما يأتي به القدر فال هروب منه) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 2‬اسم موصول ‪( :‬وهي التي تكون بمعنى الذي)‬
‫مثل‪( :‬افعل ما يأمرك اهلل به)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 3‬اسم استفهام لغير العاقل‬
‫مثل‪( :‬ما أفضل كتاب قرأته ؟)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 4‬تعجبية ‪:‬‬
‫مثل‪( :‬ما أجمل الطبيعة!)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 5‬حرف نفي ‪:‬‬
‫مثل‪ :‬ما غاب أحد عن الدرس‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 6‬كافة‬
‫إنما محمد رسول ‪ -‬قلما ‪ ،‬طالما (كفت ما األفعال السابقة عن طلب الفاعل)‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫وتكف' حرف الجر (ربّ) عن العمل‬
‫مثل ‪ :‬ربما أزورك ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 7‬حرف مصدري فتؤول مع ما بعدها بمصدر‬
‫(سرني ما عملته)؛ أي‪ :‬سرني عملك‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 8‬نعت السم نكرة ‪،‬‬
‫مثل ‪ :‬جئت ألمر ما ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 9‬حرف زائد‬
‫إذا ما حضر األب انتهي شجار األبناء‬ ‫‪‬‬
‫عما قريب سيبدأ' االمتحان‬ ‫‪‬‬
‫ال يجب أن تضيع أوقات المؤمن دونما عمل‬ ‫‪‬‬
‫وما في السيما قد تأتي حرف جر زائد ‪.‬‬

‫&استعماالت (من)‬
‫‪ - 1‬شرطية ‪ ،‬فتجزم فعل الشرط وجواب الشرط‪ .‬وتعرب مبتدأ غالباً ‪.‬‬
‫مثل‪ :‬من يذاكر ينجح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 2‬استفهامية ‪ ،‬وتعرب مبتدأ‬
‫مثل‪ :‬من أخوك؟ ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ومفعوالً به‬
‫مثل‪ :‬من تصادق ؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 3‬اسم موصول ‪ ،‬وتعرب على حسب موقعها في الجملة‪.‬‬
‫مثل‪ :‬تكرم الدولة من يتعلم‬ ‫‪‬‬
‫&استعماالت (ال)‬
‫‪ - 1‬ناهية فتجزم المضارع ‪،‬‬
‫مثل ‪ :‬ال تؤجل عمل اليوم إلى الغد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 2‬نافية ‪،‬‬
‫مثل ‪ :‬ال يتكاسل' إال ضعيف الطموح ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 3‬عاطفة بين اسمين ‪،‬‬
‫مثل ‪ :‬المؤمن قوي ال ضعيف ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 4‬نافية للجنس فتعمل عمل (إن) ‪،‬‬
‫مثل ‪ :‬ال أمان لمن ال أمانة عنده ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 5‬حرف جواب الستفهام مثبت ‪ ،‬مثل ‪ :‬أحضر أبوك ؟ ‪ -‬ال ‪ ،‬لم يحضر ‪.‬‬
‫&استعماالت (الالم)‬
‫‪ - 1‬الم القسم إذا دخلت على قد أو إنْ أو المضارع المؤكد‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬لقد ذاكرت‬ ‫‪‬‬
‫ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنَن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 2‬الم االبتداء إذا دخلت على المبتدأ أو وقعت بعد إنْ ‪.‬‬
‫مثل‪ :‬ألنت صديقي‬ ‫‪‬‬
‫إن اهلل لذو فضل على الناس‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 3‬الم التعليل إذا دخلت على المضارع المنصوب ولم تسبق يكون منفي ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مثل ‪ :‬اجتهد لتنجح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 4‬الم الجحود إذا دخلت على المضارع وسبقت يكون منفي ‪،‬‬
‫مثل ‪ :‬ما كنت ألكسل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 5‬الم األمر إذا جزمت المضارع‪،‬‬
‫مثل‪ :‬ليلزمْ كل إنسان حده‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 6‬واقعة في جواب لو أو لوال إذا وقعت بعدهما ‪.‬‬
‫مثل‪ :‬لوال اهلل لهلكنا‬ ‫‪‬‬
‫ولو كنت أعلم الغيب الستكثرت' من الخير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 7‬الم الجر‪، :‬‬
‫مثل ‪ :‬الحمد هلل‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 1‬إذا وقعت خبراً (بكل أنواعه)‬


‫مثل‪ :‬الشر قليله كثير‬ ‫‪‬‬
‫إن النصر سيأتي قريباً‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 2‬إذا كانت صفة (وتقع بعد منعوت نكرة فقط)‬
‫مثل‪ :‬أقمت في بيت تحف به البساتين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 3‬إذا وقعت حاالً و محلها النصب‬
‫مثل‪ :‬ال تحكم وأنت غضبان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 4‬إذا كانت جواب شرط جازم مقرونة بالفاء أو بإذا الفجائية و محلها الجزم ‪،‬‬
‫مثل‪ :‬من يتق اهلل فإنه سعيد‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ومثل‪{ :‬وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون}‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 5‬إذا وقعت مفعوالً و محلها النصب ‪،‬‬
‫وأمثلتها ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬أن تقع جملة مقول القول‪،‬‬
‫مثل قوله تعالى‪( :‬قال‪ :‬إني عبد اهلل)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ب ‪ -‬أن تقع تالية للمفعول األول في باب (ظَنَّ وأخواتها)‪،‬‬
‫مثل ‪(:‬ظننت داليا تقرأ)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ج ‪ -‬أن تقع تالية للمفعول الثاني في باب (أعلم وأخواتها)‪.‬‬
‫مثل‪( :‬أعلمت محمداً عمراً أبوه منطلق)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 6‬إذا كانت مضافاً إليها ومحلها الجر‪،‬‬
‫وقد تأتي اسمية‪،‬‬
‫مثل قوله تعالى‪( :‬يوم هم بارزون)‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أو فعلية‪،‬‬
‫مثل‪( :‬هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم)‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫و كل جملة‬
‫وقعت بعد‪( :‬إذ) الدالة على الماضي‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫مثل قوله تعالى‪( :‬واذكروا إذ أنتم قليل)‪( ،‬إذ كنتم قليال)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أو (إذا) الدالة على المستقبل ‪ ،‬و تختص بالجملة الفعلية على األصح ‪،‬‬
‫مثل قوله تعالى‪( :‬إذا جاء نصر اهلل و الفتح)‪.‬‬
‫أو (حيث) الدالة على المكان‪،‬‬
‫مثل‪( :‬جلست حيث جلس زيد)‪ ،‬أو (حيث زيد جالس)‪ ،‬وإضافتها إلى الفعلية أكثر‪.‬‬
‫‪ - 7‬إذا كانت تابعة لجملة لها محل من اإلعراب مثل‪( :‬أحمد قام أبوه‪ ،‬وقعد أخوه)‪،‬‬

‫‪ -1‬الجملة االبتدائية‪ :‬أي الواقعة في أول الكالم‪ ،‬اسمية كانت‪ ،‬أو فعلية‬
‫مثل قوله تعالى‪( :‬إنا أعطيناك الكوثر)‬ ‫‪‬‬
‫أقبل محب مستبشراً ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -2‬الجملة الواقعة صلة السم موصول ‪:‬‬


‫مثل‪ :‬هذا الذي نصر الضعيف ‪ -‬نعم ما تتصف به الوفاء‬ ‫‪‬‬

‫‪ -3‬الجملة المعترضة‬
‫بين شيئين متالزمين‪:‬‬
‫مثل المعترضة بين المبتدأ و الخبر ‪ :‬مصر ‪ -‬حماها اهلل ‪ -‬جنة اهلل في األرض‬ ‫‪‬‬
‫‪.‬‬
‫أو الفعل وفاعله‪،‬‬
‫كقوله‪ :‬وقد أدركتْني ‪ -‬و الحوادث جمة ‪ -‬أسنةُ قوم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أو بين الشرط و جوابه‪،‬‬


‫مثل ‪( :‬فإن لم تفعلوا ‪ -‬و لن تفعلوا‪ -‬فاتقوا النار)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -4‬الجملة التفسيرية‪ ':‬جملة تزيد ما قبلها توضيحاً وكشفا‪ ،‬و غالباً تكون مسبوقة بأحد حرفي التفسير (أي ‪ -‬أنْ)‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫(فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ ) جملة تفسيرية ال محل لها من اإلعراب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ينظر إليَّ أي أنت مذنب ‪ ..‬جملة تفسيرية ال محل لها من اإلعراب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -5‬الجملة الواقعة جواباً للقسم‪:‬‬
‫واهلل ألنجزنَ وعدي'‬ ‫‪‬‬
‫واهلل ألَصدقنّ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 6‬الجملة الواقعة جواباً لشرط غير جازم أو جازم‪ ،‬ولم تقترن بالفاء وال بإذا الفجائية‪:‬‬
‫مثل‪:‬‬
‫إذا جاء أبي أكرمتك‬ ‫‪‬‬
‫لو تخلقت بخلق المؤمن تسعد براحة النفس ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إن تجتهد في مذاكرتك تجد التفوق يناديك‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -7‬الجملة التابعة لما ال موضع له من اإلعراب‪:‬‬
‫مثل ‪( :‬قام محمد‪ ،‬وقعد عمرو)‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فجملة (قعد عمرو ) ال محل لها من اإلعراب معطوفة على جملة (قام محمد ) االبتدائية‪ ،‬وهي ال محل لها من اإلعراب ‪.‬‬
‫‪ -8‬الجملة االستئنافية' ‪ :‬وهي التي يبتدأُ بها معنى جديد بعد كالم سابق قد يحمل معنى التعليل ‪،‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫اشتر هذا الكتاب إنه نافع لك‬ ‫‪‬‬
‫سافرْ' ففي السفر فائدة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫هو اسم معرب ال يقبل التنوين وتكون عالمة جره الفتحة نيابة عن الكسرة‪.‬‬
‫س ‪ :‬ما هو االسم المنصرف ؟ وما هو االسم الممنوع من الصرف ؟‬
‫جـ ‪ :‬االسم المنصرف هو ‪ :‬الذي تظهر على آخره جميع حركات اإلعراب ‪ ،‬و التنوين‬
‫مثل ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أصبح محمدٌ محبوباً ‪.‬‬
‫‪ – 2‬إن محمداً طالبٌ متميزٌ ‪.‬‬
‫‪ – 3‬سلمت على محمدٍ ‪.‬‬
‫االسم الممنوع من الصرف هو ‪ :‬ماال يجوز أن يلحقه تنوين وال كسرة إذا لم يكن مضافًا ‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫‪ – 1‬الساكت عن الحق شيطانٌ أخرسُ ‪.‬‬
‫‪ – 2‬مَنْ تكلم فيما ال يعنيه كان إنساناً أحمق َ ‪.‬‬
‫‪ – 3‬العاقل من ال يتحدث بكالم ٍ أحمقَ ‪.‬‬
‫س ‪ :‬فيمَ يتفق االسم المنصرف و االسم الممنوع من الصرف ؟ وفيمَ يختلفان ؟‬
‫جـ ‪ :‬يتفقان في ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن كالً منهما يرفع بالضمة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن كالً منهما ينصب بالفتحة ‪.‬‬
‫ويختلفان في ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن االسم المنصرف منون ‪ ،‬و االسم الممنوع من الصرف ال ينون ‪.‬‬
‫‪ – 2‬أن االسم المنصرف يجر بالكسرة ‪،‬و االسم الممنوع من الصرف يجر بالفتحة ‪.‬‬
‫س ‪ :‬متى يُمْنَع االسم من الصرف ؟‬
‫جـ ‪ :‬يُمْنَع االسم من الصرف إذا كان ‪[ :‬علماً أو صفة أو صيغة منتهى الجموع أو مختوماً بألف التأنيث المقصورة أو مختوماً‬
‫بألف التأنيث الممدودة ]‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬العلم الممنوع من الصرف‬

‫‪3‬‬
‫‪ – 1‬العلم األعجمي( اسم ليس عربياً ) الزائد على ثالثة أحرف‬
‫مثل ‪( :‬إبراهيم –إسماعيل – إسحاق – يعقوب – لندن ‪-‬مايكل )‪.‬‬
‫أما إذا كان العلم األعجمي ثالثيًا ساكن الوسط يجب صرفه‬
‫مثل ‪ (:‬نوْح – هوْد ‪ -‬لوْط )‬
‫‪%‬ملحوظة هامة ‪:‬‬
‫كل أسماء األنبياء ممنوعة من الصرف ؛ ألنها أعجمية ما عدا ستة أسماء هي ( محمد – صالح – شعيب – هود – نوح – لوط ) ‪.‬‬
‫‪ – 2‬العلم المنتهي بتاء التأنيث ‪ ،‬لمذكر كان العلم أو لمؤنث‬
‫مثل ‪ ( :‬معاوية – حمزة – طلحة – فاطمة –عائشة' – يسرية – جدة – مكة )‪.‬‬
‫‪ – 3‬العلم المؤنث الزائد على ثالثة أحرف غير المنتهي بتاء التأنيث‬
‫مثل ‪( :‬سعاد ‪ -‬زينب ‪ -‬كوثر ‪ -‬مريم ‪ -‬أسماء ) ‪.‬‬
‫مثل ‪ ( :‬سحـَر – أمـَل – ملـَك ‪ -‬قطَر)‬ ‫‪ – 4‬العلم المؤنث الثالثي متحرك الوسط‬
‫مثل ‪ ( :‬هنْد – مصـْر ‪ -‬شمـْس ‪ -‬حُسْن ) ‪.‬‬ ‫أما إذا كان العلم المؤنث ثالثيًا ساكن الوسط‬ ‫‪‬‬
‫فيجوز صرفه مثل ‪ ( :‬اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ)(البقرة‪ :‬من اآلية‪)61‬‬ ‫‪‬‬
‫ويجوز منعه من الصرف مثل ‪ ( :‬ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) (يوسف‪ :‬من اآلية‪)99‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ – 5‬العلم المركب تركيبًا مزجيًا‪ .‬مثل ‪ ( :‬بورسعيد – بعلبك – حضرموت‪ -‬نيو يورك ) ‪.‬‬
‫‪ - 6‬العلم المنتهي بألف ونون زائدتين ‪ .‬مثل ‪( :‬عثمان ‪ -‬عفان – مروان – عمران )‬
‫‪ - 7‬العلم على وزن الفعل ‪ .‬مثل ‪ ( :‬أحمد – أشرف – يزيد – تغلب )‬
‫مثل ‪ ( :‬عُمَر – زُحَل ‪ -‬هُبَل )‬ ‫‪ – 8‬العلم على وزن { فُعَل}‬
‫ثانياً ‪ :‬الصفة الممنوعة من الصرف‬
‫‪ - 1‬الصفة على وزن { فَعْالن} و مؤنثها على وزن ( فَعْلى ) ‪.‬‬
‫مثل ‪( :‬عَطشان ‪ /‬عَطْشَى ‪ -‬غَضْبان ‪ /‬غَضبى – ظَمْآن ‪ /‬ظَمأى – فرحان ‪ /‬فَرحى ) ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الصفة على وزن {أَفْعَل}‬
‫مثل ‪ ( :‬أسْوَد' ‪ -‬أبْيَض – ألْطَف – أحْمَر – أجْمَل – أجلّ ) ‪.‬‬
‫‪ – 3‬ما جاء على وزن {فُعَال أو مَفْعَل } من أسماء العدد من ( ‪. ) 10 – 1‬‬
‫مثل ‪ ( :‬أُحَاد ومَوْحدَ ‪ -‬ثُنَاء ومثثَْى ‪ -‬ثُلَاث ومَثْلَث )‬
‫مثال ‪ :‬وقف الطالب ثالث ورباع ‪.‬‬
‫‪ -4‬الصفة على وزن {فُعل} وليس منها إال كلمة ( أُخَر) جمع (أخرى) ‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬صيغة منتهى الجموع ‪ - - { :‬ا ‪ - - / - -‬ا ‪ -‬يْ ‪} -‬‬


‫( وهي كل جمع تكسير ثالثه ألف زائدة بعدها حرفان أو ثالثة أوسطها ياء ساكنة )‪.‬‬
‫مثل ‪ ( :‬مساجد – ستائر – مدارس – معالم – عصافيْر – تماثيْل – مفاتيْح' ) ‪.‬‬
‫فإن كان أوسطها متحركا فال تمنع من الصرف‬
‫مثل ‪( :‬تالمذة ‪ -‬جهابذة ‪ -‬صيارفة ‪ -‬عمالقة)‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬االسم المنتهي بألف التأنيث المقصورة الزائدة‪ َ- - - {:‬ى }‬


‫( االسم المقصور ‪ :‬اسم آخره ألف مفتوح ما قبلها )‬
‫مثل ‪ ( :‬سلوَى – ليلَى – لبنَى – ذكرَى – بَرَدَى – دعْوَى – قتْلَى – جرْحَى ) ‪.‬‬
‫خامساً ‪ :‬االسم المنتهي بألف التأنيث الممدودة ‪ - - - { :‬ا ء }‬
‫( وهو اسم آخره [ اء] زائدتان بعد ثالثة أحرف أو أكثر )‬

‫‪3‬‬
‫مثل ‪ ( :‬فقراء – صحراء – حمراء – كرماء – سعداء ) ‪.‬‬
‫‪ -‬إن كانت الهمزة أصلية أو منقلبة عن أصل صرفت الكلمة ‪ ،‬مثل ‪ :‬أعداءٌ ‪ -‬داءٌ – بناءٌ ‪.‬‬

‫إعراب الممنوع من الصرف‬


‫‪ - 1‬إذا كان معرفاً بأل أو باإلضافة ‪:‬‬
‫يرفع الممنوع من الصرف بالضمة ‪ ،‬وينصب بالفتحة ‪ ،‬ويجر بالكسرة‬
‫مثل ‪:‬‬
‫صليت بالمساجدِ األثرية‬ ‫‪‬‬
‫صليت بمساجدِ القاهرة األثرية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 2‬إذا لم يكن معرفاً بأل أو باإلضافة ‪:‬‬


‫يرفع الممنوع من الصرف بالضمة ‪ ،‬وينصب بالفتحة ‪ ،‬ويجر بالفتحة نيابة عن الكسرة ‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫صليت بمساجدَ أثرية‬ ‫‪‬‬
‫تمسُّكك' بمبادئَ دينية يساعدك في حياتك ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التعريف بطه حسين‬


‫طه حسين (‪ )1973-1889‬عميد األدب العربي واحد من أعظم وأهم ‪ -‬إن لم‬ ‫‪‬‬
‫يكن أهم ‪ -‬المفكرين العرب في القرن العشرين لدوره التنويري العظيم وإن كانت‬
‫آراؤه محل جدال كبير ‪.‬‬
‫ولد طه حسين في الرابع عشر من نوفمبر سنة ‪ 1889‬في عزبة (الكيلو) التي تقع‬ ‫‪‬‬
‫على مسافة كيلومتر من (مغاغة) بمحافظة المنيا بالصعيد األوسط‪ .‬وكان والده‬
‫موظفًا صغيرًا في شركة السكر ‪ ،‬أنجب ثالثة عشر ولدًا ‪ ،‬سابعهم طه حسين‪.‬‬
‫كُفَّ بصره وهو طفل صغير نتيجة الفقر والجهل المستشري (المنتشر) في المجتمع من حوله فلقد أصيب بالرمد فعالجه‬ ‫‪‬‬
‫الحالق عالجاً ذهب بعينيه ‪ ،‬ولكنه كافح كف البصر فأخذ العلم بأُذُنَيْه ال بأصابعه فقهر عاهته قهرا ‪ ،‬وحفظ القرآن‬
‫الكريم في التاسعة من عمره قبل أن يغادر قريته إلى األزهر طلبًا للعلم ‪ ،‬وتمرّد على طرق التدريس باألزهر وعلى‬
‫شيوخه ‪ ,‬فانتهى به األمر إلى الطرد منه ‪ 1908‬م ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫التحق بالجامعة المصرية الوليدة (‪ )1‬التي حصل منها على درجة الدكتوراه األولى له في اآلداب سنة ‪ 1914‬عن أديبه‬ ‫‪‬‬
‫المفضّل أبي العالء المعري برسالة موضوعها‪ " :‬تجديد ذكرى أبي العالء " ‪.‬‬
‫ثم سافر إلى فرنسا للحصول على درجة الدكتوراه وعاد منها سنة ‪ 1919‬بعد أن فرغ من رسالته عن ابن خلدون ‪ ,‬فعمل‬ ‫‪‬‬
‫أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني إلى سنة ‪ ، 1925‬حيث تم تعيينه أستاذًا في قسم اللغة العربية مع تحول الجامعة‬
‫األهلية إلى جامعة حكومية‪ .‬وما لبث أن أصدر كتابه (في الشعر الجاهلي) الذي أحدث عواصف من ردود الفعل المعارضة‬
‫آلرائه التي اعتبرها البعض آراء فاسدة مدفوعة بأغراض غربية ‪.‬‬
‫ترقى في مناصبه سريعاً حتى أصبح عميدًا لكلية اآلداب سنة ‪ 1930‬م ‪ ،‬ولكنه حين رفض الموافقة على منح الدكتوراه‬ ‫‪‬‬
‫الفخرية لكبار السياسيين سنة ‪ 1932‬م تعرّض إلى الطرد من الجامعة التي لم يعد إليها إال بعد سقوط حكومة صدقي‬
‫باشا‬
‫كان انحيازه دائماً للمعذَّبين في األرض (الفقراء)فعندما عُيّن وزيرًا للمعارف في الوزارة الوفدية سنة ‪ 1950‬م ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫وجد الفرصة سانحة لتطبيق شعاره األثير (التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن) ‪ ،‬و استصدر قرارا بمجانية التعليم‬
‫العام حتى مستوى' الثانوي وكان لهذا القرار نتائج سياسية واجتماعية وثقافية ال تقل عن ثورة اجتماعية‬
‫وفكرية' كاملة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ثم أصبح بعد ذلك عام ‪ 1963‬م رئيسًا للمجمع اللغوي (الرئيس الثالث) ‪ ،‬ونال تقدير الدولة فأهديت إليه في عهد‬ ‫‪‬‬
‫الثورة قالدة النيل وهي أرفع األوسمة المصرية و ال تمنح تلك القالدة إالّ لرؤساء الدول و الملوك ‪.‬‬
‫و مؤلفاته التي أثرى بها المكتبة العربية تصل إلى نحو مائة كتاب بين مؤلف ومترجم منها ‪( :‬حديث األربعاء ‪ -‬مرآة‬ ‫‪‬‬
‫اإلسالم ‪ -‬الوعد الحق ‪ -‬مع المتنبي ‪ -‬الشيخان ‪ -‬على هامش السيرة ‪ -‬دعاء الكروان ‪ -‬حافظ وشوقي) وغيرها‪.‬‬
‫توفي في ‪ 26‬أكتوبر سنة ‪.1973‬‬ ‫‪‬‬

‫التعريف بالكِتاب‬ ‫‪‬‬


‫األيام أول سيرة ذاتية جادة سبَّاقة في واقعيتها وصفاء لغتها ‪ ،‬وقد كتبها طه حسين عن نفسه عام ‪ 1926‬م ؛ ليعطينا‬ ‫‪‬‬
‫فيها صورة صادقة عن حياة الصبا القاسية التي قاوم صعوباتها ومشقاتها مثلما قاوم العمى والجهل ‪ ،‬وتعد األيام أول‬
‫كُتُب السيرة الذاتية في الوطن العربي ‪.‬‬

‫يتكون الكتاب من ثالثة أجزاء‬ ‫‪‬‬


‫الجزء األول يتحدث فيه طه حسين عن طفولته بما تحمل من معاناة ‪ ،‬ويحدثنا عن الجهل المطبق على الريف المصري وما‬ ‫‪‬‬
‫فيه من عادات حسنة وسيئة في ذلك الوقت ‪.‬الجزء الثاني يتحدث عن المرحلة التي امتدت بين دخوله األزهر وتمرده‬
‫المستمر على مناهج األزهر وشيوخه ونقده الدائم لهم وحتى التحاقه بالجامعة األهلية‪.‬‬

‫يوم مجهول‬
‫ال يذكر الطفل لهذا اليوم اسما وال يستطيع أن يعرف له وقتا محددا ‪ ,‬وإنما يقرب هذه الذكرى تقريبا ‪ ,‬ويرجح أن ذلك‬ ‫‪‬‬
‫الوقت يقع في الفجر أو العشاء ‪ ,‬ذلك ألن وجهه في ذلك اليوم المجهول تلقى شيء من الهواء الخفيف البارد الذي لم تمسه‬
‫حرارة الشمس ‪ ,‬كما أنه يذكر أنه تلقى نورا هادئا خفيفا تغطي الظلمة جوانبه ‪ ,‬وما يؤكد أن هذا الوقت كان في الفجر‬
‫أو العشاء أن الصبي لم يشعر بحركة قوية ‪ ,‬وإنما كان يشعر بحركة ضعيفة مقبلة على النوم أو مستيقظة منه ‪.‬‬
‫السياج واألرنب من ذكريات الطفولة‬

‫‪3‬‬
‫لم يبقى لهذا الصبي من ذكريات هذا اليوم المجهول سوى ذكرى السياج الطويل من القصب والذي كان يحيط بالبيت وليس‬ ‫‪‬‬
‫بينه وبين الباب إال خطوات قصار ‪ ,‬فهو ‪-‬السياج‪ -‬أطول من قامة الصبي قليال فال يستطيع أن يثب من فوقه‪ ,‬وكان قصبه‬
‫متقارب لدرجة التالصق لدرجة تمنعه من االنسالل من بين قصبه ‪ ,‬وكان ممتدا عن شماله إلى حيث ال يعلم له نهاية‪ ,‬وعن‬
‫يمينه إلى حيث قناة بعيدة ‪ ,‬كان لها في خياله تأثيرا عظيم ‪.‬‬
‫وكذلك يذكر من ذلك اليوم األرانب التي كان يحسدها على قدرتها على الوثب خارج السياج ‪ ,‬أو االنسياب من بين‬ ‫‪‬‬
‫قصبه ‪ ,‬والخروج من البيت متى شاءت لتأكل ما وراءه من نباتات ‪ .‬ويذكر الصبي من هذه النباتات الكرنب خاصة ‪.‬‬
‫أو قات التفكير وصوت الشاعر‬
‫وكذلك فإن الصبي كان يذكر من هذا اليوم أنه كان يحب الخروج من البيت بعد غروب الشمس ‪ ,‬وبخاصة بعد أن يتعشى‬ ‫‪‬‬
‫الناس ‪ ,‬فكان يعتمد على قصب السياج ‪ ,‬وتأخذه التأمالت واألفكار بعيدا عن أرض الواقع فال يرده إلى الواقع إال صوت‬
‫الشاعر الذي كان يجلس على شماله الصبي ‪ ,‬ويلتف حوله الناس يستمعون إلى إنشاده وحكاياته عن أبي زيد الهاللي‬
‫والزناتي خليفة ودياب‪ .‬فتجد أن كل الناس سكوت فال تسمع لهم صوتا إال حين يستخفهم الطرب ‪ ,‬أو تستفزهم الشهوة ‪,‬‬
‫فيتمارون ويتخاصمون ‪ ,‬فيسكت الشاعر حتى يصمتوا بعد وقت طويل أو قصير ثم يكمل إنشاده بنغمة عذبة ال تكاد تتغير‪.‬‬
‫ذكريات أليمة‬
‫ويذكر الصبي أنه ما خرج يوما إلى السياج إال وشعر بحسرة الذعة ‪ ,‬وذلك أنه كان يعرف أنه بمجرد الخروج فإن أخته‬ ‫‪‬‬
‫ستقطع عليه نشوة استماعه إلى إنشاد الشاعر ‪ ,‬وذلك أنها ستدعوه للدخول فيأبى وبالتالي ستخرج إليه وتحمله بالقوة‬
‫وتجري' به إلى أمه ‪ ,‬حيث تضع رأسه على فخذي أمه فتفتح' له عينيه المظلمتين وتقطر فيهما ذلك السائل الذي يؤذي عينيه‬
‫وال يجدي في شيء ‪,‬وهو وإن كان يشعر بألم شديد إال أنه لم يكن يبكي ولم يكن يشكو ‪ ,‬وذلك أنه لم يرد أن يكون‬
‫كأخته الصغيرة التي دائما ما تبكي بكاء وتشكو ‪.‬‬
‫ثم تنقله أخته إلى زاوية في حجرة صغيرة لكي ينام على حصير مبسوط في األرض فوقها لحافا وتلقى عليه لحافا آخر‬ ‫‪‬‬
‫وتتركه في حسراته ‪ ,‬حتى أنه من شدة الحسرة كان يمد سمعه كأنه يريد أن يخترق الحائط لعله يسمع بعضا من تلك‬
‫النغمات الحلوة التي يرددها الشاعر ‪.‬‬
‫وال يصرفه عن تلك الحسرة إال النوم ‪ ,‬فما يشعر إال وقد استيقظ والناس نيام وإخوته بجانبه يغطون في النوم غطا‬ ‫‪‬‬
‫شديدا ‪ ,‬فيكشف اللحاف عن وجهه بين التردد والخوف ألنه كان يخاف أن ينام مكشوف الوجه‪.‬‬
‫أوهام وتصورات ومخاوف أثناء النوم‬
‫فقد كان الصبي الصغير واثقا بأنه لو كشف وجهه أو أخرج أحد أطرافه من تحت اللحاف لعبث بها أحد العفاريت التي تمأل‬ ‫‪‬‬
‫كل أرجاء البيت ‪ ,‬والتي ال تهبط تحت األرض إال بعد بزوغ الشمس فإذا جاء الليل وأوى' الناس إلى مضاجعهم وهدأت'‬
‫األصوات خرج العفاريت من تحت األرض ومألت الفضاء حركة وأضطرابا وتهامسا وصياحا ‪.‬‬
‫االستيقاظ فجرا والضوضاء التي كان يصنعها‬
‫كان الصبي كثيرا ما يستيقظ فجرا فيسمع صياح الديكة والدجاج ويجتهد في أن يميز بين هذه األصوات ‪ ,‬فكان يرى أن‬ ‫‪‬‬
‫بعضها أصوات لديكة حقيقية والبعض اآلخر ما هو إال أصوات للعفاريت التي تقلد الديكة ‪ ,‬ولكنه لم يكن يخاف من أصوات‬
‫العفاريت ‪ ,‬وذلك أنها كانمت تأتيه من بعيد‬
‫ولكن خوفه األكبر إنما كان ينبع من تلك األصوات التي تصدر ضئيلة وضعيفة من زوايا الحجرة ‪ ,‬يمثل بعضها أزيز‬ ‫‪‬‬
‫المرجل ‪ ,‬يغلي على النار ‪ ,‬وأصوات حركة المتاع حينما ينقل من مكان آلخر ‪ ,‬وكذلك كان يخاف من صوت الحطب حينما‬
‫يقسم أو يتحطم ‪.‬‬
‫بل إن الخوف وصل به إلى درجة توهم بعض األشياء التي لم يكن لها أساس' من الواقع ‪ ,‬فهو يتوهم هناك من يقف على‬ ‫‪‬‬
‫باب الحجرة يسده عليه سدا منيعا ‪ ,‬وهذا الشخص يقوم بحركات مختلفة وغريبة تشبه لحد كبير حركة المتصوفة في‬
‫حلقات الذكر ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫هذه المخاوف واألشباح التي كان يشعر بها الصبي لم يجد له حصن منها سوى ذلك اللحاف الذي يلفه حول وجهه ‪ ,‬دون أن‬ ‫‪‬‬
‫يدع بينه وبين الهواء منفذ أو ثغرة ‪ ,‬فقد كان واثقا كل الثقة بأنه لو تر ثغرة ولو صغيرة فإن العفريت البد أن يدخل‬
‫منها العفريت يده إليه ‪.‬‬
‫ولذلك كان يقضي ليله في هذه المخاوف واألوهام واألهوال إال حينما يغلبه النوم ‪ ,‬فينام قليال وسرعان ما يستيقظ ليكمل‬ ‫‪‬‬
‫رحلة المخاوف واألوهام ‪,‬وال تستقر من الخوف إال حينما يسمع أصوات النساء وهن يتغنين (اهلل ياليل اهلل‪ )......‬فهنا‬
‫يعرف أن الفجر قد حضر وأن العفاريت قد هربت إلى تحت األرض وهنا يتحول هو إلى عفريت ‪,‬فيظل يتحدث غلى نفسه‬
‫بصوت عال ويتغنى بما يحفظ من أناشيد ويغمز إخوته حتى يوقظهم جميعا ‪ .‬ويظل يلعب معهم حتى تتعالى أصواتهم‬
‫وصيحاتهم ‪ ,‬وال يوقفهم عنها إال صوت الشيخ الذي استيقظ لصالة الفجر وقراءة ورده من القرآن وشرب القهوة ‪ ,‬فإذا ما‬
‫أغلق الباب وراء الشيخ بعد خروجه عادت الصيحات واللعب حتى يختلط بالطيور والماشية التي في البيت‬
‫اللغويــات‬
‫يرجِّح‪ :‬يؤيد ‪ -‬تغشى ‪ :‬تغطي ‪ -‬حواشيه ‪ :‬جوانبه ‪ ،‬أطرافه م حاشية ‪ -‬يأنس ‪ :‬المراد يحس ‪ -‬السياج ‪ :‬السور ‪ ،‬ما‬ ‫‪‬‬
‫يحاط بالحديقة من حائط أو شوك ج أسياج ‪ ،‬أَسْوِجَة ‪ ،‬سُوج مادتها [س ي ج] ‪ -‬ينْسَلَّ من المكان‪ :‬يخرج منه خُفْيَة‬
‫‪ -‬ثناياه ‪ :‬داخله ‪ ،‬منعطفاته م ثنية ‪ -‬يعتمد ‪ :‬يستند ‪ -‬يستخفهم ‪ :‬يهزهم ‪ ،‬يثيرهم ‪ -‬يتمارون ‪ :‬يتجادلون ‪ -‬لغطهم ‪:‬‬
‫ضجتهم ‪ ،‬جَلَبتهم ج أْلغاط ‪ -‬الثُمامة ‪ :‬عشب من الفصيلة النجيلية ج الثمام ‪ -‬تعـدو ‪ :‬تجري ‪ -‬تعمد ‪ :‬تقصد ‪ -‬يجدي ‪:‬‬
‫ينفع ويفيد ‪ -‬بكَّاء شكَّاء ‪ :‬صيغة مبالغة بمعنى ‪ :‬كثير البكاء والشكوى ‪ -‬تَذَره ‪ :‬تتركه ‪ ،‬تدعه ‪ -‬الغطيط ‪ :‬صوت‬
‫النائم (الشخير) ‪ -‬تعمر أقطار البيت ‪ :‬تمأل نواحيه ‪ -‬أرجاءه ‪ :‬جوانبه م رجا ‪ -‬أوت ‪ :‬ذهبت ‪ ،‬اختفت‪ -‬كهفها ‪ :‬أي مكان‬
‫غروبها ‪ -‬السُرُج‪ :‬المصابيح م سِراج ‪ -‬يحفل ‪ :‬يهتم ‪ -‬يهابها ‪ :‬يخافها ‪ -‬المرجل ‪ :‬القدر وأزيزه صوته ‪ -‬ينقصم ‪:‬‬
‫يتحطم وينكسر' ‪ -‬يدع ‪ :‬يترك ‪ -‬السَّحَر ‪ :‬آخرُ الليل قبيل الفجر ج أسحَار ‪.‬بينما (السِّحْر) ‪ :‬كل أمر يخفي سببه‬
‫ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع‪ .‬األوجال ‪ :‬المخاوف‪ -‬بـزغ ‪ :‬ظهـر ‪ ،‬الح‪ -‬استحال ‪ :‬تحوَّل ‪-‬‬
‫العجيج ‪ :‬الصياح ورفع الصوت ‪ -‬دعاؤه ‪ :‬نداؤه ج أدعية ‪ -‬تخفت ‪ :‬تسكن وتضعف وتهـدأ ‪ -‬الوِرْد ‪ :‬جزء من القرآن أو‬
‫الذكر يتلوه المسلم ج أوراد ‪ -‬انسابت ‪ :‬جرت وجالـت وتحركت ‪.‬‬

‫س&ج‬
‫س‪ : 1‬ما اليوم الذي ال يتذكره طه بدقة ؟‬
‫جـ ‪ :‬أول يوم له خارج البيت انطبع في ذاكرته من ذكريات الطفولة و الحياة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ :2‬متى كان يخرج الصبي (طه)من بيته ؟ وما األدلة التي ساقها ليرجح بها ظنه ؟‬
‫جـ ‪ :‬وقت خروج الصبي من بيته على أكبر ظنه فجراً أو عشاءً ‪.‬‬
‫‪ -‬األدلة التي ساقها على ذلك ‪ -:‬هواء ذلك اليوم كان بارداً ‪ -‬نوره كان هادئاً خفيفاً لطيفاً ‪ -‬لم يشعر الصبي من حوله‬ ‫‪‬‬
‫حركة يقظة قوية ‪.‬‬
‫س‪ : 3‬ما الذي كان يتذكَّره الصبي في طفولته ؟‬
‫‪ - 1‬أسوار القصب العالية التي لم يكن يستطيع أن يتخطاها ‪.‬‬
‫‪ - 2‬األرانب التي كانت تخرج من الدار وتتخطى السياج بسهولة يحسدها عليها ‪.‬‬
‫س‪ : 4‬متى كان الصبي يفضل الخروج من الدار ؟‬
‫جـ ‪ :‬عندما تغرب الشمس ويتعشى الناس ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 5‬ما الذي كان يشد انتباه الصبي عند خروجه من الدار ويجعله مستمتعاً ؟‬
‫جـ ‪ :‬الذي كان يشد انتباه الصبي ‪ :‬صوت الشاعر الذي ينشد الناس في نغمة عذبة أخبار أبى زيد الهاللي وخليفة ودياب‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 6‬ما الذي كان يخشاه الصبي عند خروجه ليالً لسماع الشاعر ؟‬
‫جـ ‪ :‬نداء أخته له للنوم ‪ ،‬ثم حمله ووضع القطرة في عينيه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 7‬لماذا كان الصبي ال يشكو وال يبكى مع أنه يتألم ؟‬

‫‪3‬‬
‫جـ ‪ :‬ألنه كان يكره أن يكون كأخته الصغيرة بكّاء شكّاء (كثير البكاء والشكوى) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 8‬لماذا كان الصبي يخاف أن ينام مكشوف الوجه ؟‬
‫جـ ‪ :‬خوفاً من أن يعبث به عفريت من العفاريت الكثيرة التي كانت تحيط بالبيت وتمأل أرجاءه ونواحيه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 9‬ما المخاوف التي كانت تحيط بالطفل ليالً ؟‬
‫جـ ‪ :‬كانت هذه المخاوف خياالت العفاريت التي يتخيلها أشخاصاً أمامه قد تؤذيه ‪ ،‬أو أصوات الديكة التي كانت في الغالب‬ ‫‪‬‬
‫حقيقة أو بعضها التي كان يتخيلها عفاريت مشكلة بأشكال الديكة ‪.‬‬
‫س‪ : 10‬ما السبيل الذي اتخذه الصبي للخالص من مخاوفه التي تحيط به ليالً؟‬
‫جـ ‪ :‬السبيل أن يلتف في لحافه من الرأس إلى القدم دون أن يدع بينه وبين الهواء منفذاً أو ثغرة ‪.‬‬
‫س‪ : 11‬كيف كان الصبي يدرك بزوغ (ظهور) الفجر ؟‬
‫جـ ‪ :‬عندما يسمع أصوات النساء يغنين (اهلل يا ليل اهلل‪ ، )....‬وهن عائدات إلى بيوتهن وقد مألن جرارهن بالمياه من‬ ‫‪‬‬
‫القناة (الترعة) ‪.‬‬
‫س‪ :12‬ما الذي يحدث عند استيقاظ الشيخ (والد الصبي) ؟‬
‫جـ ‪ :‬تنتهي الضوضاء و يختفي الضجيج والصياح والغناء وتهدأ الحركة ‪ ،‬حتى يتوضأ الشيخ ويصلي ويقرأ وِرْده ويشرب'‬ ‫‪‬‬
‫قهوته ويمضي إلى عمله ‪.‬‬

‫حقيقة القناة‬
‫كان الصبي مطمأنا إلى أن الدنيا تنتهي عن يمينه بهذه القناة ‪ ,‬التي لم يكن بينه وبينها إال خطوات قليله‪.....‬ولم ال‬ ‫‪‬‬
‫تنتهي الدنيا بالنسبة لصبي أعمي عندها وهو ال يعرف عنها شيء ‪ ,‬فلم يكن يعرف أن عرض هذه القناة‬
‫ضئيل( صغير‪/‬ج‪/‬ضِئال ضُؤالء) بحيث يستطيع الشاب النشيط أن يقفز من إحدى حافتيها إلى الحافة األخرى ‪ ,‬كما لم يكن‬
‫يعرف أن حياة الناس والنبات والحيوان مستمرة فيما بعد القناة كما هي قبلها ‪,‬ولم يكن يعرف أن الرجل يستطيع أن‬
‫يعبرها دون أن يصل الماء إلى إبطيه (هو ما تحت ذراع اإلنسان عند ملتقى الكتف) ‪ ,‬وكذلك لم يمن يعرف أن الماء‬
‫ينقطع عن هذه القناة من وقت آخر فتصبح مجرد حفرة مستطيلة يستطيع الصبيان أن ينزلوا إليها فيبحثوا عن األسماك التي‬
‫ماتت بسبب انقطاع الماء عنها ‪.‬‬

‫القناة في خيال الصبي‬


‫لم يٌقدر الصبي كل ما سبق بل كان يعلم علم اليقين أنها عالم آخر غير ذلك العالم الذي يعيش فيه ‪ ,‬فكان يظن أن عالم‬ ‫‪‬‬
‫القناة عالم تغمره (تملؤه) كائنات غريبة ‪ ,‬من هذه الكائنات التماسيح التي تزدري (تبتلع) الناس ازدرارا ‪,‬‬
‫والمسحورون الذين يعيشون تحت الماء ليال ونهارا ‪ ,‬فإذا أشرقت الشمس أو غربت خرجوا ليتنسمون الهواء(يتشممون النسيم‬
‫العليل) وهم بذلك خطر على األطفال وفتنة للنساء الرجال ‪.‬‬

‫الفتى وخاتم سليمان‬


‫ولعل من هذه الكائنات العجيبة أيضا األسماك الطوال العراض ‪ ,‬والتي ال تظفر (تحصل وتجد) بطفل إال وابتلعته على‬ ‫‪‬‬
‫الفور ‪ ,‬وقد يتاح لبعض هؤالء األطفال أن يجدوا في بطنها خاتم سليمان ‪ ,‬ذلك الخاتم الذي إذا لبسه إنسان فإنه يُخرج‬
‫له خادمين من الجن يقضيان له كل حوائجه ‪,‬هذا الخاتم كان ملك سيدنا سليمان وبه سخر الجن والرياح وما يشاء من قوى‬
‫الطبيعة المختلفة ‪.‬‬
‫لقد كان أحب شيء لهذا الطفل أن يهبط إلى هذه القناة فتبتلعه إحدى هذه األسماك ‪ ,‬فيجد في بطنها ذلك الخاتم ‪ ,‬ولكنه‬ ‫‪‬‬
‫كان يخشى من األهوال التي قد تحدث له في الطريق لهذا الخاتم‬
‫وبالفعل هو في حاجة شديدة لمثل ذلك الخاتم وخادميه ‪ ,‬على األقل لكي يعرف ما راء هذه القناة من عجائب وأشياء‬ ‫‪‬‬
‫غريبة ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مخاطر على شاطئ القناة من كل ناحية‬
‫وهل كان يستطيع أن يبلو (يختبر) حقيقة القناة ؟ بالطبع ال فقد كانت القناة محفوفة (محاطة ) بالمخاطر عن يمينه‬ ‫‪‬‬
‫وشماله ‪,‬‬
‫فأما عن يمينه فقد كان هناك (العدويون) وهم قوم من الصعيد يعيشون في دار كبيرة يحرسها كلبان عظيمان ‪ ,‬ال ينقطع‬ ‫‪‬‬
‫نباحهما ‪ ,‬وقد كثر حديث الناس عن هذين الكلبين ‪ ,‬فال ينجو منهما أحد من المارة إال بعد عناء ومشقة ‪.‬‬
‫وأما عن شماله فقد كان هناك قاتل يدعى (سعيد األعرابي) وامرأته (كوابس) ‪ ,‬وها مشهوران بشرهما ومكرهما‬ ‫‪‬‬
‫وحرصهما على سفك الدماء‪ .‬وقد كانت امرأته تضع في إحدى فتحتي أنفها حلق كبير ‪ ,‬كانت دائما ما تتردد على بيت‬
‫صاحبنا فتقبله وتؤذيه بهذا الحق الكبير‬
‫لذلك لم يكن يستطيع أن يقترب من القناة ليعرف حقيقتها ‪ .‬ورغم ذلك فقد كان يجد في دنياه الضيقة كثير من ألوان‬ ‫‪‬‬
‫العبث والتسلية التي تمأل كل نهاره ‪.‬‬
‫ذاكرة اإلنسان وأحداث الطفولة‬
‫ويتعجب الكاتب كل العجب من ذاكرة األطفال أو ذاكرة اإلنسان عموما ‪ ,‬وذلك أن اإلنسان كلما حاول أن يتذكر بعض أحداث‬ ‫‪‬‬
‫الطفولة فإنه يذكر بعضها واضحا جليا كأنه لم يمضي بينه وبين الحدث من الوقت شيء ‪ ,‬وبعض الذكريات األخرى تمحى‬
‫كأنها لم تكن ‪.‬‬
‫فالصبي يذكر كل تلك األحداث من سياج وقناة وسعيد وامرأته كوابس ‪ ,‬ويذكر كذلك العدويين وكلبيهما ‪ ,‬ولكنه ال يذكر‬ ‫‪‬‬
‫أي شيء عن مصير كل ذلك ‪ ,‬كأنه نام ليلة وأصبح ال يجد شيء من هذه الذكريات ‪ ,‬ولكنه يجد أماكنها وقد أعيد تنظيمها‬
‫من جديد ‪ ,‬بيوت قائمة وشوارع منظمة تنحدر كلها من جسر القناة ممتدة امتدادا قصيرا من الشمال للجنوب ‪ ,‬ويذكر كثيرا‬
‫من األشخاص الذين سكنوا هذه األماكن من رجال ونساء وأطفال كانوا يعبثون في هذه الشوارع ‪.‬‬
‫ومن ذكرياته أيضا أنه كان يستطيع أن يتقد يمينا وشمال إلى القناة دون أن يخشى سعيد وامرأته أو العدويين وكلبيهما ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫ويذكر كذلك أنه كان يقضي ساعات من نهاره على هذه القناة يستمتع بما يسمع من نغمات (حسن) الشاعر وهو يرفع الماء‬
‫بشادوفه ليروي األرض على الشاطئ األخر من القناة ‪.‬‬
‫الصبي يعبر القناة‬
‫وكذلك يذكر أنه عبر القناة أكثر من مرة على كتف أحد إخوته ‪ ,‬دون أن يحتاج إلى خاتم سليمان ‪ ,‬وكان يذهب كثيرا‬ ‫‪‬‬
‫إلى ما وراء القناة ليأكل من شجر التوت المزروع هناك ‪ ,‬وكذلك فإنه يذكر أنه تقدم عن يمينه أكثر من مرة إلى حيث‬
‫حديقة (المعلم) فأكل من تفاحها اللذيذ ‪ ,‬وقطف له منها ريحان ونعناع ‪ .‬ولكنه عاجز كل العجز أن يتذكر كيف تحول‬
‫كل ذلك وأصبح على ما هو عليه اآلن ‪.‬‬
‫اللغويـات‬
‫ضئيل ‪ :‬صغير ج ضِئال وضُؤَالء ‪ -‬الرخوة ‪ :‬اللينة × الصلبة ‪ -‬تعمره ‪ :‬تملؤه وتعيش فيه × تهجره ‪ -‬تُحْصَى ‪ :‬تُعَـد ‪-‬‬
‫تزدرد ‪ :‬تبتلع ‪ ،‬تمص × تلفظ ‪ -‬المسحورون ‪ :‬الذين سحرهم الجن في أوهام الفالحين ‪ -‬طفوا ‪ :‬علوا وارتفعوا ‪ -‬يتنسمون ‪:‬‬
‫يتشممون النسيم العليل ‪ -‬يسخِّر ‪ :‬يُذلل ‪ ،‬يُخضع ‪ -‬يتختَّم ‪ :‬يلبس الخاتم‪ -‬األهوال ‪ :‬المخاوف المفزعة م هَول ‪ -‬يبلو ‪:‬‬
‫يختبر ويجرب ‪ -‬محفوفاً ‪ :‬محاطاً ‪ ،‬مكتنف بـ‪ -‬تروعه ‪ :‬تخيفه ‪ ،‬تفزعه‪ -‬تختلف إلى الدار ‪ :‬تتردد عليها ‪ -‬استعراض ‪:‬‬
‫استعادة ‪ -‬تنبسط' ‪ :‬تمتد وتتسع ‪.‬‬
‫س&ج‬
‫س‪ : 1‬كيف تخيّل الصبي صورة القناة (الترعة) في طفولته ؟‬
‫جـ ‪ :‬هي ‪ -‬في خياله الطفولي‪ -‬عالم آخر تملؤه كائنات غريبة منها التماسيح التي تبتلع الناس ‪ ،‬والمسحورون الذين‬ ‫‪‬‬
‫سحرهم الجن ‪ ،‬واألسماك الضخمة التي تبتلع األطفال ‪.‬‬
‫س‪ : 2‬كيف أدرك الصبي حقيقة القناة فيما بعد ؟‬

‫‪3‬‬
‫جـ ‪ :‬وجد حقيقتها أنها صغيرة تستطيع أن تقفز من إحدى حافتيها إلى األخرى ‪ ،‬وأنها مجرد حفرة مستطيلة يلعب فيها‬ ‫‪‬‬
‫الصبيان ويبحثون في أرضها الرخوة عن صغار السمك الذي مات النقطاع الماء عنها ‪.‬‬
‫س‪ : 3‬لماذا كان الصبي يتمنى أن ينزل القناة ؟‬
‫جـ ‪ :‬لتزدرده (تبتلعه) سمكة ضخمة ‪ ،‬فيجد في بطنها خاتم سليمان الذي سيحقق له كل ما كان يتمناه ‪ -‬كما كان يتمنى‬ ‫‪‬‬
‫رؤية ما وراءها من األعاجيب ‪.‬‬
‫س‪ : 4‬ما المخاطر التي كان يخشاها الصبي من شاطئ القناة ؟‬
‫جـ ‪ :‬كانت المخاطر تحيط بالقناة فعن يمينها جماعة (العدويين) وكالبهم وشرورهم ‪ .‬وعن شمالها (سعيد األعرابي)‬ ‫‪‬‬
‫المعروف بشره ومكره ‪ ،‬وحرصه على سفك الدماء ‪ ،‬وامرأته (كوابس) ‪.‬‬

‫س‪ : 5‬وصف الصبي حياته بأنها كانت ضيقة قصيرة محدودة ‪ .‬علل ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬ألن ذاكرة األطفال غريبة تتمثل بعض األحداث واضحة ‪ ،‬كأن لم يمضِ بينها وبينه من الوقت شيء ‪ .‬ثم يُمَحى منها‬ ‫‪‬‬
‫بعضها اآلخر كأن لم يكن بينها وبينه عهد ‪.‬‬
‫‪ -‬وجه الغرابة ‪ :‬أنه حين يستعرضها اإلنسان تمثل له بعض األحداث التي مرت به واضحة كأن لم يمض بينها وبينه وقت‬ ‫‪‬‬
‫طويل ‪ ،‬ثم يمحى منها البعض اآلخر كأن لم يكن بينها وبينه عهد ‪.‬‬

‫مكانة الصبي بين أسرته‬


‫لقد كان الصبي سابع أبناء األب الثالثة عشر ‪ ,‬وخامس أشقته األحد عشر ‪ ,‬وكان يشعر بين هذا العدد الضخم من األخوة‬ ‫‪‬‬
‫بأن له مكانة خاصة ومعاملة مميزة يمتاز بها بين كل إخوته وأخواته ‪.‬‬
‫فهل كان كل ذلك يرضيه ؟ أم أنه كان يؤذيه ؟ الحق أنه ال يتبين ذلك إال في غموض إبهام ‪ ,‬والحق أنه ال يستطيع اآلن أن‬ ‫‪‬‬
‫يحكم على ذلك حكما صادقا ‪ ,‬كان يحس من أمه رحمة ورأفة وكان يجد من أبيه لينا ورفقا ‪ ،‬وكان يشعر من إخوته بشيء‬
‫من االحتياط في تحدثهم إليه ومعاملتهم له‪.‬‬
‫ولكنه كان يجد إلي جانب هذه الرحمة والرأفة من جانب أمه شيئا من اإلهمال أحيانا ومن الغلظة أحيانا أخري وكان يجد‬ ‫‪‬‬
‫إلي جانب هذا اللين والرفق من أبيه شيئا من اإلهمال أيضا ‪ ،‬واالزورار من وقت إلي وقت‪ .‬وكان احتياط إخوته وأخواته‬
‫يؤذيه ألنه كان يجد فيه شيئا من اإلشفاق مشوبا (مختلطا) بشيء من االزدراء (االحتقار)‬
‫الصبي يكتشف سبب هذه المعاملة‬
‫لم يمر وقت طويل حتى تبين (علم ) سبب هذه المعاملة ‪ ,‬فقد أحس أن لغيره من الناس فضل كبير عليه ‪ ,‬فإخوته وسائر‬ ‫‪‬‬
‫الناس غيره يستطيعون ما ال يستطيع هو ‪,‬ويقومون بما ال يستطيع أن يقوم به هو ‪,‬وأحس أن أمه تأذن إلخوته وأخواته‬
‫بما ال تأذن به له (تحظر عليه) ‪ ,‬وكان ذلك بطبيعة الحال يغضبه ‪ ,‬وسرعان ما تحول هذا الغضب إلى حزن صامت عميق‬
‫فقد سمع أخوته يصفون ما ال يعلم هو عنه شيء ‪ ,‬فعلم أنهم يرون ما ال ير‬
‫اللغويـات‬
‫احتياط ‪ :‬تحفظ ‪ ،‬حيطة وحذر ‪ -‬الغلظة ‪ :‬الشدة والقسوة × لين ورحمة ‪ -‬االزْوِرار ‪ :‬االبتعاد ‪ -‬مشوباً ‪ :‬مختلطاً ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ممزوجاً ‪ -‬االزدراء ‪ :‬االحتقار ‪ ،‬االستخفاف × االحترام ‪ ،‬التقدير ‪ -‬يلبـث ‪ :‬يستمـر ‪ -‬تحظرها عليه ‪ :‬تحرمها عليه‬
‫وتمنعه منها × تبيحها ‪ -‬يُحْفِظه ‪ :‬يُغضبه × يرضيه ‪ -‬الحفيظة ‪ :‬ما يبقى في نفس اإلنسان من الغيظ والغضب ج حفائظ‬
‫‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫س&ج‬
‫س‪ : 1‬ما ترتيب الصبي بين أبناء أبيه عامة وإخوته خاصة ؟ أو كم كان عدد أفراد أسرته ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان سابع ثالثة عشر من أبناء أبيه ‪ ،‬وخامس أحد عشر من أشقته (من األب و األم) ‪ ..‬ملحوظة ‪ :‬نستنتج' من ذلك أن‬ ‫‪‬‬
‫األخوة من األب فقط (من أم غير أمه) اثنان ‪.‬‬
‫س‪ : 2‬ما المكانة التي كان الصبي يحظى بها بين أفراد أسرته ؟كان الصبي يحظى بمكانة خاصة على الرغم من ضخامة عدد‬
‫أفراد األسرة ‪.‬‬
‫س‪ : 3‬ما الذي كان يجده الصبي من كل أمه وأبيه وإخوته وأخواته في تعاملهم معه ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان يجد من أمه رحمة ورأفة ‪ ،‬وأحياناً منها اإلهمال والغلظة ‪.‬‬
‫‪ -‬كان يجد من أبيه لينًا ورفقًا ‪ ،‬ثم يجد اإلهمال أيضًا ‪ ،‬واالزْوِرار (االبتعاد) من وقت إلى وقت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬كان يجد من إخوته وأخواته االحتياط في معاملته مما كان يسبب له ضيقاً ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 4‬لماذا كان احتياط إخوته وأخواته يؤذيه ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألنه كان يجد فيه شيئًا من اإلشفاق مشوبًا بشيء من االزدراء (السخرية)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ :5‬لماذا كانت األم تحظر (تمنع) على الطفل أشياء تأذن فيها إلخوته ؟‬
‫جـ ‪ :‬كانت تفعل ذلك خوفاً عليه ؛ ألنه كان ال يقدر أن يقوم بما كانوا يقومون به وذلك لكف بصره ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الصبي يفرح باللقب الجديد (الشيخ)‬


‫أتم الصبي حفظ القرآن وهو لم يبلغ التاسعة من عمرة ‪ ,‬وبذلك حصل على لقب ( الشيخ ) وهو لقب يحصل عليه كل من‬ ‫‪‬‬
‫أتم حفظ القرآن بغض النظر عن سنه وهيئته ‪ .‬وقد فرح الجميع بهذا اللقب العزيز ‪ ,‬فتجد أن كل الناس تدعوه بالشيخ ‪,‬‬
‫أبوه وأمه وسيدنا ( شيخ الكتاب ) ‪.‬‬
‫فأما سيدنا فتعود أن يدعوه بالشيخ عندما يرضى عنه أو حينما يريده أن يرضى عن شيء ما أو أمام أبويه ‪ ,‬وفيما عدا‬ ‫‪‬‬
‫ذلك كان يناديه باسمه دون لقب ‪ ,‬بل كان يدعوه ب (الواد) ‪.‬‬
‫وبالنسبة ألمه وأبيه فكانا يدعوانه بالشيخ تفاخرا وتكبرا بهذا اللقب العظيم ‪ ,‬ولم يكن الهدف من التحبب إلى الصبي أو‬ ‫‪‬‬
‫التودد إليه ‪.‬‬
‫أما الصبي نفسه فقد أعجب كثيرا بهذا اللقب في أول األمر ‪ ,‬ولكنه كان ينتظر شيء آخر من ألوان المكافأة والتمجيد‬ ‫‪‬‬
‫والتعظيم ‪ ,‬فقد كان ينتظر أن يكون شيخا حقا ‪ ,‬وال يكون ذلك إال بارتداء العمة والجبة والقفطان ‪.‬‬
‫وكان من العسير على أسرته إقناعه بأنه أصغر من أن يلبس العمة ويدخل في الجبة والقفطان ‪ ,‬ولكن كيف يمكن إقناعه‬ ‫‪‬‬
‫بذلك ؟ فقد كان أمرا عسرا للغاية ‪ .‬وكان الصبي الصغير قصيرا نحيفا شاحبا ( متغير اللون ) زري الهيئة (حقير الشكل‬
‫والهيئة) ‪ ,‬ليس له من وقار الشيوخ وحسن طالعهم حظ ال كثير وال قليل ‪ .‬ولم يكن خليقا (جديرا) أن يُدعى بالشيخ ‪,‬‬
‫وإنما كان جديرا بأن يذهب إلى الكتاب كما كان يذهب من قبل؛ مُهْمَل الهيئة ‪ ,‬على رأسه طاقية تنظف مرة واحدة كل‬
‫أسبوع ‪.‬‬
‫اليوم المشئوم يوم نسيانه القرآن‬
‫مضى على ذلك اللقب شهرا بعد شهر ‪ ,‬والصبي يذهب إلى الكتاب وال يفعل أي شيء ‪ ,‬فيذهب ويعود بال عمل ‪ ,‬وسيدنا‬ ‫‪‬‬
‫مطمئن إلى أنه حفظ القرآن ولن ينساه ‪ .‬وجاء يوم مشئوم (شر) على الصبي فقد ذاق ألول مرة في حياته طعم الخزي‬
‫(العار) والفشل والضعة (الهوان والمذلة) فقد كره حياته كلها بسبب ذلك اليوم ‪.‬‬
‫عاد الصبي من الكتاب عصرا راضيا مطمئنا ‪ ,‬ولم يكد يدخل الباب حتى دعاه أبوه بلقبه (الشيخ) فأقبل عليه األب ومعه‬ ‫‪‬‬
‫صديقان له‪ ,‬وهو (مبتهجا ) مسرور‪ ,‬وأجلسه في رفق ثم بدأ يسأله أسئلة عادية ‪ ,‬والطفل يجيب ‪ ,‬حتى طلب منه أن يقرأ‬

‫‪3‬‬
‫(سورة الشعراء) ‪ ,‬فوقع عليه ذلك الطلب وقع الصاعقة التي أحرقته ‪ ,‬ولكنه فكر وتحفز ( تهيأ واستعد ) ثم استعاذ‬
‫باهلل من الشيطان الرجيم ‪ ,‬وسمى اهلل الرحمن الرحيم ‪ ,‬وقرأ (طسم) ثم بدأ يكررها ويكررها وال يتذكر ما بعدها ‪,‬‬
‫كل ما يتذكره أنها إحدى ثالث سور في القرآن تبدأ ب(طسم) ففتح عليه أبوه بما بعدها ولكنه لم يستطع أن يكمل السورة‬
‫‪.‬‬
‫فقال له أبوه إذا فاقرأ (سورة النمل) فتذكر أن أول (سورة النمل) كأول (سورة الشعراء) (طس) ولكنه أيضا لم يستطع‬ ‫‪‬‬
‫أن يتقدم خطوة واحدة لألمام ‪ ,‬وأخذ يردد هذا اللفظ ‪ ,‬ففتح عليه أبوه بما بعده فلم يستطع أن يكمل ‪ ,‬فقال له أقرأ‬
‫سورة القصص ‪ ,‬فتذكر أنها السورة الثالثة التي تبدأ ب(طسم) وأخذ يردد دون أن يقدر على إتمام ما بعدها ‪.‬‬
‫ولم يفتح عليه أبوه هذه المرة بما بعدها ‪ ,‬فقد اكتفى بأن يقول له في هدوء " قم فقد كنت أحسب أنك حفظت القرآن "‬ ‫‪‬‬
‫فقام خجال يتصبب عرقا‪ ,‬وراح الرجالن يلتمسان له األعذار بأنه مازال صغير ويشعر بالخجل ‪ .‬ولكن الصبي مضى ال يدري‬
‫من يلوم ‪ ,‬هل يلوم نفسه على نسيانه القرآن ؟ أم يلوم سيدنا الذي أهمله فلم يراجع معه ما حفظ ؟ أم يلوم أباه ألنه‬
‫امتحنه ؟‬
‫اللغويــات‬
‫يترضَّاه ‪ :‬يطلب رضاءه ‪ -‬شاحباً ‪ :‬متغير اللون ‪ ،‬باهتاً ‪ -‬زَرِي الهيئة ‪ :‬أي حقيرها ‪ -‬وقار ‪ :‬رزانة وحِلْم ‪ -‬كبراً ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تكبراً وافتخاراً × تواضعاً ‪ -‬خليقاً ‪ :‬جديراً ‪ ،‬مستحقاً ‪ ،‬أهالً له ج خُلُق ‪ ،‬خُلَقَاء ‪ -‬المشئوم ‪ :‬أي الشر ‪ -‬الخِزي ‪:‬‬
‫العار ‪ ،‬الذل‪ -‬الضعة ‪ :‬الهوان ‪ ،‬الدَنَاءة ‪ ،‬االنحطاط × العزة ‪ -‬تحفَّز ‪ :‬تهيأ واستعد ‪ -‬يلوم ‪ :‬يُؤاخِذ ويحاسب ‪.‬‬

‫س&ج‬
‫س‪ : 1‬أصبح الصبي شيخاً رغم صغر سنه ‪ .‬كيف ذلك ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألنه حفظ القرآن الكريم ومَن حفظه فهو شيخ مهما يكن سنه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 2‬ما أثر رضا سيدنا [محفظ القرآن] على الصبي ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان إذا رضى عليه يناديه (يا شيخ طه) ‪ ،‬فيما عدا ذلك فقد كان يدعوه باسْمه ‪ ،‬وربما دعاه (بالواد)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 3‬ما الذي كان ينتظره الصبي من كلمة (شيخ) ؟‬
‫جـ ‪ :‬في أول األمر كان يعجب بلفظ (شيخ) إال أنه كان ينتظر شيئاً آخر من مظاهر المكافأة والتشجيع أن يكون شيخاً‬ ‫‪‬‬
‫حقًّاً فيتخذ العِمة والجُبَّة والقفطان زياً رسميّاً له ‪.‬‬
‫س‪ : 4‬لِمَ ذكر الصبي أنه لم يكن خليقاً (جديراً ‪ ،‬مستحقاً) بلقب الشيخ ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألنه كان يذهب مهمل الهيئة إلى الكُتَّاب ‪ ،‬على رأسه طاقيته التي تنظف يوماً في األسبوع ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 5‬ما اليوم المشئوم في حياة الصبي بعد حفظه للقرآن الكريم ؟‬
‫جـ ‪ :‬يوم نسيانه ما حفظ من القرآن وعندما سُئِل عن سورة الشعراء أو النمل أو القصص فلم يقرأ أمام أبيه والضيفين إال‬ ‫‪‬‬
‫االستعاذة والبسملة و"طسم" ‪( .‬أول سورتي الشعراء ‪ -‬القصص) أو "طس" (أول النمل) ‪.‬‬
‫س‪ : 6‬صف حال الصبي بعد فشله في امتحان أبيه له ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬قام خجالً يتصبب عرقاً ‪ ،‬ال يدرى أيلوم نفسه ألنه نسى القرآن ؟ أم يلوم سيدنا ألنه أهمله ؟ أم يلوم أباه ألنه‬ ‫‪‬‬
‫امتحنه ؟‬

‫فرحة سيدنا بالصبي ألنه استعاد حفظ القرآن‬


‫أقبل سيدنا إلى الكتاب من الغد مسرورا فرحا ‪,‬فدعا الصبي بالشيخ وقال ل''ه أنت الي''وم تس''تحق لقب الش''يخ‪ ,‬فق''د رفعت‬ ‫‪‬‬
‫رأسي وبيضت وجهي وشرفت لحيتي أمس‪ ,‬واضطر أبوك ألن يعطيني الجُبَّة‪ ,‬ولقد كنت تتلو القرآن كسالسل الذهب ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وكنتُ قلقا عليك مخافة أن تزل(تخطأ) أو تنحرف وكنتُ أحصنك بالحي القيوم الذي ال تأخذه سنة وال نوم ‪ ,‬ح''تى انتهي‬ ‫‪‬‬
‫االمتحان ‪ ,‬وأنا أعفيك' اليوم من القراءة ‪.‬‬
‫عهد بين سيدنا والصبي‬
‫ثم طلب سيدنا الصبي أن يأخذ عليه عهدا يحافظ عليه وأن يكون وفيا معه ‪ ,‬فال ينقض هذا العهد أبدا ‪ ,‬فق''ال الص''بي ل''ك‬ ‫‪‬‬
‫عليَّ أن أكون وفيا وال أنقض هذا العهد ‪ .‬فأخذ سيدنا بيد الصبي ‪ ,‬وهنا أحس الصبي بشيء غريب لم يحس مثله قط ‪ ,‬فقد‬
‫كان عريضا يترجرج (يهتز) مليء بالشعر وتغور (تدخل بسهوله ) فيه األصابع ‪ ,‬وما كان ذل''ك إال أن س''يدنا وض''ع ي''د‬
‫الصبي على لحيته وقال له هذه لحيتي أسلمك إياها وأريدك أال تهينها ‪ ,‬فقل معي "واهلل العظيم " ثالث''ا ‪ ,‬وح''ق الق''رآن‬
‫المجيد ال أهينها ‪ ,‬فأقسم الصبي كما أراد سيدنا ‪.‬‬
‫فما فرغ من القسم حتى سأله سيدنا كم جزأ في القرآن ؟ فقال الصبي ‪ :‬ثالثون جزأ ‪ ,‬فق''ال س''يدنا وكم يوم'ا نش'تغل في‬ ‫‪‬‬
‫الكتاب ؟ قال الصبي خمسة أيام ‪,‬فقال سيدنا فإذا أردت أن تختم القرآن كل أسبوع فكم جزأ تقرأ ك''ل ي''وم ؟ فك''ر الص''بي‬
‫قليال ثم قال الصبي ستة أجزاء‪.‬‬
‫قال سيدنا إذا فتقسم لتتلون على العريف ستة أجزاء من القرآن كل يوم من أيام األسبوع ‪ ,‬على أن تكون هذه التالوة أول‬ ‫‪‬‬
‫ما تأتي من إلى الكتاب و فإذا انتهيت منها فال جناح علي''ك (ال ذنب وال إثم) تلعب وتله''و كم''ا تش''اء ‪,‬على أال تص''رف‬
‫(تشغل ) بقية الصبيان عن أعمالهم ‪,‬فتعهد‬
‫عهد آخر على العريف‬
‫ثم دعا سيدنا العريف و وأخذ عليه العهد ليسمعن من الصبي كل يوم ستة أجزاء من القرآن ‪ ,‬وأودعه شرفه وكرامة لحيت''ه‬ ‫‪‬‬
‫ومكانة (منزلة) الكتاب ‪,‬فقبل العريف الوديعة ‪ .‬وانتهى هذا المنظر وصبيان الكتاب ينظرون ويتعجبون مما يحدث أمامهم‬
‫اللغويــات‬
‫بيَّضت وجهي ‪ :‬أي أسعدتني ‪ -‬شرَّفت لحيتي ‪ :‬أي أكرمتني ورددت لي احترامي ووقاري ‪ -‬تزل ‪ :‬تغلط ‪ ،‬تسقط ‪ -‬استحياء‬ ‫‪‬‬
‫‪ :‬خجل ‪ -‬يترجرج ‪ :‬يهتز ‪ -‬تغور فيه ‪ :‬تدخل في سهولة ‪ -‬العرِّيف ‪ :‬مساعد شيخ الكُتَّاب ج عُرَفاء ‪ -‬جُناح ‪ :‬إثم ‪،‬‬
‫ذنب ‪.‬‬

‫س&ج‬
‫س‪ : 1‬لماذا أقبل سيدنا محفِّظ القرآن من الغد إلى الكتاب مسروراً مبتهجاً ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألن الصبي قد رفع رأسه أمام أبيه وهو يمتحنه في الحفظ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 2‬ما الذي كان يقصده سيدنا بقوله للصبي ‪( :‬ولقد كنت تتلو القرآن باألمس كسالسل الذهب) ؟‬
‫جـ ‪ :‬يقصد بأنه أجاد الحفظ والتالوة (ورتل القرآن ترتيالً) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 3‬ما العهد الذي أخذه سيدنا على (الصبي) و (العريف) ؟‬
‫جـ ‪ :‬العهد الذي أخذه سيدنا على (الصبي) ‪ :‬هو أن يتلو كل يوم ستة أجزاء من القرآن الكريم على العريف ‪ ،‬في كل يوم‬ ‫‪‬‬
‫من أيام العمل الخمسة ‪ ،‬ولتكوننَّ هذه التالوة أول ما يأتي به حين يصل إلى الكتاب ‪.‬‬
‫‪ -‬العهد الذي أخذه سيدنا على (العريف) ‪ :‬أن يُسَمِّع للصبي في كل يوم ستة أجزاء من القرآن الكريم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 4‬ممَ كان صبيان الكتاب يعجبون ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان الصبيان يعجبون من منظر الشيخ وهو يأخذ العهد على الصبي والعريف حيث وضع لحيته بين يدي الصبي وطلب‬ ‫‪‬‬
‫منه أن يقسم على أن يتلو على العريف كل يوم ستة أجزاء من األيام الخمسة التي يعمل فيها الكُتَّاب ‪.‬‬

‫فقيه جديد يحفظ الصبي القرآن‬

‫‪3‬‬
‫انقطع الصبي عن الكتاب فلم يعد يذهب إليه كما انقطع سيدنا عن البيت فلم يعد يأتي كما كان يفعل ‪ ,‬فالتمس (طلب) أب''و‬ ‫‪‬‬
‫الصبي فقيها جديدا ليحفظه القرآن ‪ ,‬فكان الصبي يتلو القرآن مع الفقيه الجديد ساعة أو ساعتين ثم يظل الصبي حرا يلعب‬
‫ويلهو بقية اليوم كما يشاء ‪ .‬حتى إذا جاء العصر حضر أصدقاء الصبي ورفاقه بعدما انصرفوا من الكتاب‪ ,‬فيقصون عليه م''ا‬
‫كان يحدث من سيدنا ومن عريف الكتاب‪ ,‬وهو يلهو (يعلب) بذلك الحديث‪ ,‬ويظل يعبث بهم وبالكتاب وبسيدنا وبالعريف‬
‫الصبي يظهر ما كان يكتم من عيوب سيدنا والعريف‬
‫وظن الصبي أن األمر قد انبت (انتهي وانقطع) بينه وبين سيدنا وأنه لن يعود إلى الكتاب مرة أخ''رى‪ ,‬ف''أطلق لس''انه في‬ ‫‪‬‬
‫الرجلين بطريقة شنيعة (فظيعة) وأخذ يظهر العيوب التي كان يكتمها عن العريف وسيدنا ‪.‬‬
‫ولعل الذي دفعه إلى ذلك أنه ظن أن بينه ويبن السفر إلى القاهرة شهرا أو بعض شهر(أقل من شهر) ألن أخ''اه س''يعود من‬ ‫‪‬‬
‫القاهرة بعد أيام ليقضي أجازته وسيأخذه معه إلى األزهر الشريف‬
‫سعادة لم تتم‬
‫كانت السعادة تمأل قلبه ‪ ,‬فقد رأى في نفسه تفوقا على رفاقه وأترابه (أقرانه)‪ ,‬فهو ال يذهب إلى الكتاب كم''ا ي''ذهبون‬ ‫‪‬‬
‫هم ‪ ,‬كما أنه يسعى إليه الفقيه في البيت سعيا‪ ,‬وأكثر من ذلك أن''ه سيس''افر إلى الق''اهرة حيث يتعلم في األزه''ر ويك''ون‬
‫قريبا من أولياء اهلل الصالحين من أمثال (سيدنا الحسين والسيدة زينب وغيرهما الكثير) فقد كان ينظر إلى القاهرة على‬
‫أنها تمثل األزهر وأولياء اهلل الصالحين ‪.‬‬
‫ولكن لم تدم السعادة كما كان يتوقع الصبي‪ ,‬فسيدنا لم يطق صبرا على هذه المقاطعة ولم يحتمل انتصار الفقي''ه الجدي''د‬ ‫‪‬‬
‫عليه (السيد عبد الجواد) لذلك سعى إلى أبي الصبي بكل السبل ويتوسل بفالن وعالن حتى النت قناة الش''يخ (رض''ي وال''د‬
‫الصبي عن سيدنا)‬
‫الصبي يعود للكتاب للمرة الثالثة ليستعيد حفظ القرآن‬
‫وأمر الشيخ (والد الصبي) ابنه بأن يعود إلى الكتاب مرة أخرى‪ ,‬ولكنه عاد إليه كارها مجبرا ‪ ,‬ألنه يعلم ما س''يجده عن''د‬ ‫‪‬‬
‫سيدنا والعريف من تعنيف ‪ ,‬فقد كان الصبيان ينقلون للعريف وسيدنا' كل ما يقوله الصبي عنهما ‪ ,‬فقد كانت أوقات الغداء‬
‫طوال هذا األسبوع شديدة صعبة على الصبي‪ ,‬فقد كان العريف يعيد عليه ما كان يطلق به لسانه من ألف''اظ‪ ,‬وك''ان س''يدنا‬
‫يلومه بشدة على أقواله الشنيعة فيهما ‪.‬‬
‫دروس تعلمها الصبي من عودته للكتاب‬
‫تعلم الصبي كثيرا من الدروس في هذا األسبوع فقد تعلم االحتياط في األلفاظ‪ ,‬وتعلم أنه من الخطل (قلة العق''ل وفس''اده)‬ ‫‪‬‬
‫والحمق(التهور) أن يطمئن اإلنسان لوعود الرجال‪ ,‬فالشيخ قد أقسم بأغلظ األيمان أال يعود الصبي للكتاب أبدا‪ ,‬وه''ا ه''و‬
‫قد عاد‪ ,‬وكذلك سيدنا فقد كان يرسل الطالق واأليمان (القسم) وهو يعلم أنه كاذب‪ ,‬فلم يعد هناك فرق بينهم''ا – الش''يخ‬
‫وسيدنا –‬
‫وكذلك الصبيان الذين يشتمون العريف وسيدنا حتى يسب ويشتم معهم ثم ينقلون حديثه لسيدنا والعريف ليتقربوا منهما‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫وها هي أمه تضحك منه عندما اشتكى لها سيدنا ما قاله الصبي‪ ,‬وأخوته يشمتون به ويعيدون عليه مقالة س''يدنا ليغيظ''وه‬
‫ويثيرون (يحركون) سخطه (غضبه)‬
‫ولكنه كان يتحمل كل ذلك ‪ ,‬في صبر وجلد (تحمل) ‪ ,‬فقد كان يعلم أنه سرعان ما يغادر تلك القرية إلى القاهرة وينس''ى‬ ‫‪‬‬
‫كل ذلك‬
‫اللغويــات‬
‫يختلف إلى ‪ :‬يتردد على‪ -‬رفاقه ‪ :‬زمالؤه م رفيق ‪ -‬منصرفهم ‪ :‬وقت انصرافهم ‪ -‬انبتّ ‪ :‬انقطع وانتهى‪ -‬شنيعاً ‪ :‬شديد‬ ‫‪‬‬
‫القبح ‪ -‬مجاور ‪ :‬أي يعيش بجوار األزهر‪ -‬أترابه ‪ :‬أمثاله في السن وزمالؤه م تَرِب ‪ -‬القطيعة ‪ :‬الهجر × الوصل ‪-‬‬

‫‪3‬‬
‫يتوسّل ‪ :‬يتقرّب ‪ -‬النت قناة الشيخ ‪ :‬المراد أنه رضى والده عن سيدنا بعد غضبه عليه ‪ -‬االحتياط ‪ :‬االحتراز ‪،‬‬
‫التحفّظ‪ -‬الخطل ‪ :‬قلة العقل وفساده ‪ -‬الحمق ‪ :‬التهور وسوء التصرّف ‪ -‬يحنث ‪ :‬يكذب وال ينفّذ قسمه × يصدق ‪-‬‬
‫األيمان ‪ :‬م يمين وهو الحلف ‪ -‬يغرون ‪ :‬يحرّضون ‪ -‬ظفروا منه ‪ :‬حصلوا منه ‪ -‬ابتغوا ‪ :‬طلبوا ‪ -‬يثيرون ‪ :‬يحركون ‪.‬‬
‫س&ج‬
‫س‪ : 1‬ما سبب انقطاع الصبي عن الكُتَّاب ؟ وما نتيجة ذلك ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألن فقيهاً آخر يدعى الشيخ عبد الجواد كان يأتي إلى الصبي كل يوم في بيته ليقرأ عليه الصبي القرآن وليقرأ هو‬ ‫‪‬‬
‫نتيجة ذلك ‪ :‬أصبح الصبي حرًّا يعبث ويلعب في البيت متى انصرف عنه الفقيه الجديد‪.‬‬ ‫السورة يومياً ‪.‬‬
‫س‪ : 2‬ما الذي تخيَّله الصبي بعدما تغير الشيخ المحفِّظ له ؟‬
‫جـ ‪ :‬خُيِّل إليه أن األمر قد انقطع بينه وبين الكُتَّاب ومن فيه وأنه أصبح في حًِلّ'ًّ من عهده مع سيدنا والعريف ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 3‬صف سلوك الصبي مع رفاقه بعد انقطاعه عن الكتاب ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬كان يلهو ويعبث بالكُتَّاب وبسيدنا وبالعريف إذ إنه كان يظهر من عيوبهما وسيئاتهما ما كان يخفيه قبل ذلك وكان‬ ‫‪‬‬
‫يطلق لسانه فيهما‪.‬‬
‫س‪ : 4‬ما سبب التغيُّر عند الصبي في سلوكه ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألنه علم بأنه سوف يسافر إلى القاهرة بعد شهر واحد مع أخيه األزهري حيث يلتحق باألزهر ويذهب إلى زيارة‬ ‫‪‬‬
‫األولياء‬
‫س‪ : 5‬ما الذي تمثله القاهرة بالنسبة للصبي ؟‬
‫جـ ‪ :‬كانت القاهرة عنده مستقر األزهر ومشاهد' األولياء والصالحين ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪( : 6‬السعادة ال تدوم) ‪ . .‬وضح ذلك من خالل أحداث هذا الفصل ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬بعدما اطمأن الصبي بأنه لن يعود إلى الكُتَّاب وسيدنا والعرِّيف وأنه سيسافر' إلى القاهرة حيث االلتحاق باألزهر‬ ‫‪‬‬
‫فوجئ بأنه والده قد أعاده إلى الكتاب فالقى فيه ما لم يكن يتوقعه من سيدنا وذلك بأن الرفاق قد نقلوا إليه كل ما كان‬
‫يحدث منه ويقوله عن سيدنا والعريف ‪.‬‬
‫س‪ : 7‬ما الذي فعله سيدنا مع الصبي بعد عودته إلى الكتاب ؟‬
‫جـ ‪ :‬لقد عاد الصبي إلى الكتاب كارهاً مقدراً ما سيلقاه من سيدنا وهو يقرئه القرآن للمرة الثالثة ‪ ،‬فكان سيدنا يحرمه‬ ‫‪‬‬
‫من الراحة في أوقات الغداء طوال األسبوع‬
‫س‪ : 8‬ما الذي تعلمه خالل هذا األسبوع من عودته إلى الكتاب ؟‬
‫جـ ‪ :‬لقد تعلم الصبي االحتياط في اللفظ وتعلم أيضاً أن من الفساد والسفه االطمئنان إلى وعيد الرجال وما يأخذون‬ ‫‪‬‬
‫أنفسهم به من عهد‪.‬‬
‫س‪ : 9‬وضح المقصود من قول الكاتب ‪( .‬إن من الخطل والحمق االطمئنان إلى وعيد الرجال وما يأخذون به أنفسهم من‬
‫عهد) ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬المقصود من هذا الكالم ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 1‬أن الشيخ قد أقسم أال يعود الصبي إلى الكتاب وها هو قد عاد ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن سيدنا يرسل الطالق واإليمان إرساالً وهو يعلم أنه كاذب ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الصبيان يتحدثون فيشتمون له الفقيه والعريف ويغرونه بشتمهما ثم يتقربون بنقل الكالم لسيدنا والعريف ‪.‬‬
‫‪ - 4‬أمه تضحك منه وتحرض سيدنا عليه ‪.‬‬
‫س‪ : 10‬لم كان الصبي يحتمل هذا كله في صبر وجلد ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألنه يدرك ويعلم أنه ليس بينه وبين فراق هذه البيئة كلها إال شهر أو بعض شهر ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫سنة أخرى في القرية ‪:‬‬
‫وها هو الشهر قد مضى وعاد أخوه األزهري ‪ ,‬ولكنه لم يأخذه معه كما كان يمني الصبي نفسه ‪ ,‬فقد كان صغيرا ومن‬ ‫‪‬‬
‫الصعب إرساله إلى القاهرة ‪ ,‬فلم يرغب أخوه في أن يحتمله ‪ ,‬فأشار عليهم بأن يبقى سنة أخرى في القرية ‪ ,‬يستعد فيها‬
‫لألزهر وللدراسة فيه ‪ ,‬وبقي الصبي دون أن يحفل (يهتم) أحد برضاه أو غضبه ‪.‬‬
‫االستعداد لألزهر بحفظ األلفية ‪..‬‬
‫ورغم ذلك فقد تغير نمط حياته بعض الشيء فقد أشار عليه أخوه بأن يقضي السنة في االستعداد للدراسة باألزهر فأعطاه‬ ‫‪‬‬
‫كتابين ليحفظ األول ويقرأ ما يشاء من الثاني فكان األول هو األلفية (ألفية بن مالك في النحو) وهو ما ال بد عليه من‬
‫حفظه ‪ ,‬أما الثاني فكان (مجموع المتون) وطلب منه قراءته واستظهار (حفظ) ما استطاع منه ‪.‬‬
‫وقد حفظ الصبي األلفية ‪ ,‬كما حفظ أشياء غريبة من الكتاب األخر لم يفهم منها شيء ‪ ,‬ومما حفظه من ذلك الكتاب‬ ‫‪‬‬
‫(الجوهرة – والخريدة – السراجية – الرحبية – والمية األفعال) هذا ما حفظه الصبي من الكتاب الثاني(مجموع المتون)‬
‫دون أن يفهم من هذه األشياء شيء وال حتى أسمائها ‪.‬‬
‫فما الذي دفعه لحفظها ؟ ‪ ,‬لقد كان بقدر أن ذلك هو العلم ‪ ,‬الذي يجب أن يستعد به لألزهر ‪ ,‬كما أن أخاه حفظها‬ ‫‪‬‬
‫وفهمها ‪ ,‬فأصبح عالما له مكانة عالية بين جميع الناس ‪ ,‬الكل ينتظره ويتحدث بمقدمه إلى القرية ليقضي أجازته ‪.‬‬
‫ولما جاء إلى القرية أقبل عليه الناس فرحين مبتهجين (مسرورين) ‪ ,‬وها هو الشيخ يشرب كالمه شربا ويقبله دون‬ ‫‪‬‬
‫مناقشة ‪ ,‬بل يعيده على الناس مفتخرا ومتباهيا' ‪ ,‬حتى أهل القرية كانوا يتوسلون إليه ليقرأ لهم درسا في التوحيد أو‬
‫الفقه ‪ ,‬وكذلك الشيخ كان يتوسل غليه بكل ما استطاع وما لم يستطع لكي يلقي عليهم خطبة الجمعة ‪.‬‬
‫األخ األزهري واحتفال مولد النبي‬
‫كان ذلك اليوم يوم مشهود ‪ ,‬فقد لقي األزهري من الحفاوة والتكريم من أهل القرية ما لم ينله أي من شبان القرية ‪ ,‬فقد‬ ‫‪‬‬
‫كان الناس يتحدثون عن ذلك اليوم قبل مقدمه(مولد النبي) بأيام ‪ ,‬فقد اشترى أهل القرية للفتى األزهري قفطانا جديدا‬
‫ووجبة جديدة ‪ ,‬وطربوشا جديدا ومركوبا جديدا ‪ ,‬ولما أقبل ذلك اليوم وانتصف النهار اتجهت األسرة إلى طعامهم فلم‬
‫يأكلوا إال قليال ‪.‬‬
‫ولبس الفتى األزهري ثيابه الجديدة ‪ ,‬وعمامة خضراء وألقى على كتفه شاال من الكشمير ‪ ,‬وظلت أمه تدعوا له وتتلوا‬ ‫‪‬‬
‫التعاويذ التي تحفظه ‪ ,‬وظل األب يدخ ويخرج فرحا بابنه وما يلقاه من أهل القرية ‪.‬‬
‫وما أن خرج الفتى حتى حلمه جماعة من الناس ووضعوه على فرس كان ينتظره خارج البيت ‪ ,‬وطافوا به في القرية ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫وحوله الناس من كل مكان أمامه وخلفه وعن يمينه وشماله ‪ ,‬والبنادق طلق أعيرة النار في الهواء ‪ ,‬والناس تتغنى بمدح‬
‫النبي ‪.‬‬
‫كل ذلك ألن أهل القرية اتخذوا من هذا التي األزهري خليفة ‪ ,‬وطافوا به في المدينة والقرى المجاورة ‪ ,‬وإنما حصل على‬ ‫‪‬‬
‫هذه المكانة ألنه أزهري قرأ العلم وحفظ األلفية والخريدة والجوهرة ‪.‬‬
‫اللغويــات‬
‫اليسير ‪ :‬السهل × العسير ‪ -‬يحفل ‪ :‬يهتم ‪ -‬يستظهر ‪ :‬يحفظ ‪ ،‬يتلو ‪ -‬بد ‪ :‬مفر ‪ ،‬مهرب ج أبداد ‪ ،‬بِدَدَة ‪ -‬المتون ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أصول الكتب م المتن ‪ -‬تيه ‪ :‬زهو ‪ ،‬تباهٍ‪ -‬يتوسلون ‪ :‬يرجون ‪ ،‬يتقرَّبون‪ -‬يشرب كالمه شرباً ‪ :‬المراد اإلعجاب بكالمه‬
‫وسهولة ترديده ‪ -‬حفاوة ‪ :‬تكريم ‪ ،‬ترحيب ‪ -‬تَجِلَّة ‪ :‬تعظيم واحترام ‪ -‬إكبار ‪ :‬إجالل ‪ -‬التعاويذ ‪ :‬ما يتحصن به‬
‫اإلنسان م تعويذ ‪ ،‬تعويذة ‪ -‬السَرج ‪ :‬ما يوضع على ظهر الدابة للركوب (البردعة) ج سروج ‪ -‬يكتنفونه ‪ :‬يحيطون به‬
‫من كل جانب ‪ -‬يتأرَّج ‪ :‬يفوح ‪ ،‬يتعطر ‪.‬‬
‫س&ج‬
‫س‪ : 1‬هل تحقق حلم الصبي في أن يذهب مع أخيه للقاهرة ؟ ولماذا ؟‬
‫جـ ‪ :‬ال ‪ ،‬لم يتحقق حلمه وذلك ألنه كان صغيراً ولم يكن من اليسير إرساله إلى القاهرة ولم يكن أخوه يحب أن يحتمله ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 2‬بم أشار أخوه األزهري عليه أن يفعله خالل السنة التي تأجل فيها سفره لألزهر ؟‬

‫‪3‬‬
‫جـ ‪ :‬أن يبقى سنة يقضيها في االستعداد لألزهر وقد دفع (أعطى) إليه كتابين يحفظ أحدهما وهو ألفية ابن مالك ويتصفح‬ ‫‪‬‬
‫كتاب مجموع المتون ‪.‬‬
‫س‪ : 3‬طلب األخ األزهري من الصبي حفظ األلفية وحفظ بعض الفصول من كتاب (مجموع المتون) ؟ فما هذه الفصول ؟‬
‫جـ ‪ :‬الفصول هي (الجوهرة ‪ -‬الخريدة ‪ -‬الراجية ‪ -‬الرحبية ‪ -‬المية األفعال) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 4‬ما صدى مسميات هذه الفصول على نفس الصبي ؟‬
‫جـ ‪ :‬كانت هذه المسميات تقع من نفسه مواقع زهو وإعجاب وذلك ألنه يقرر أنها تدل على العلم ‪ ،‬وهو يعلم أن أخاه قد‬ ‫‪‬‬
‫حفظها وفهمها فأصبح عالماً وظفر بهذه المكانة الممتازة في نفس أبويه وإخوته وأهل القرية جميعاً ‪.‬‬
‫س‪ : 5‬ما مظاهر فرحة أهل القرية بعودة األخ األزهر إليهم ؟‬
‫جـ ‪ :‬كانوا يتحدثون عن عودته قبلها بشهر ‪ ،‬حتى إذا جاء أقبلوا إليه فرحين مبتهجين متوسلين إليه أن يقرأ لهم درساً في‬ ‫‪‬‬
‫التوحيد أو الفقه وقد اشتروا له جبه جديدة وقفطاناً وطربوشاً ومركوباً وطافوا به البلدة في موكب عظيم ‪.‬‬
‫س‪ : 6‬ما مظاهر تعظيم األب البنه األزهري ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان يتوسل إليه مُلِحاً مستعطفاً بإلقاء خطبة الجمعة على الناس باذالً ما استطاع وما لم يستطع من األماني ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 7‬لِمَ كان األزهري يلقى كل هذا اإلجالل والحفاوة من أسرته وأهل القرية جميعاً ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألنه أزهري قد قرأ العلم وحفظ األلفية وكتاب (مجموع المتون) ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اختالف منزلة العلماء في القرية والمدينة والعاصمة‬


‫للعلم في القرى ومدن األقاليم جالل(عظمة) ومكانة عالية ال مثيل لها في العاصمة ‪ ,‬وذلك أن العلم مثله كمثل بقية‬ ‫‪‬‬
‫السلع ‪ ,‬يخضع لقانون العرض والطلب ‪ ,‬وهذا القانون ينص على أنه كلما زادت السلعة وكثرت كلما قل ثمنها ‪ ,‬وكلما كانت‬
‫شحيحة وقليلة كلما غلى ثمنها وزاد ‪.‬‬
‫وهذا ينطبق على العلم فالعلماء في القاهرة كثيرون لدرجة أن الناس هناك لم يعودوا يحفلون بهم وال يكاد يسمع لهم أحد‬ ‫‪‬‬
‫‪ ,‬فهم يكثرون القول وفنونه فال يستمع لهم إال تالميذهم ‪.‬‬
‫أما في الريف واألقاليم فتجد أن العلماء هناك قليلون جدا ولذلك ‪,‬يتمتعون بقدر كبير من الجالل والعظمة والمهابة ‪ ,‬فإذا‬ ‫‪‬‬
‫قالوا استمع الجميع لقولهم ‪ ,‬ويتأثر الناس بأحاديثهم ‪ ,‬والصبي متأثر بنفسية الريف ولذلك كان يعظم العلماء ويعلي من‬
‫شأنهم كما يفعل أهله ‪ ,‬فقد كان يظن بأن هؤالء العلماء فـُطِروا(خُلِقوا) من طينة غير التي فطر منا بقية الناس ‪.‬‬
‫ولذلك هم أفضل من بقية الناس جميعا ‪.‬‬
‫إعجاب الناس أمام علماء األقاليم‬
‫وقد وجد الصبي في علماء القرية من اإلعجاب واإلجالل ما يدفعه إلى اإلعجاب والدهشة' من قولهم ‪ ,‬وقد حاول أن يجد‬ ‫‪‬‬
‫مثل ذلك اإلعجاب واإلجالل بين علماء القاهرة وعظماء مشايخها فلم يوفق في ذلك ‪.‬‬
‫علماء المدينة‬
‫لقد انقسم إعجاب الناس في مدينة الصبي على ثالث أو أربعة علماء ‪ ,‬فاز هؤالء العلماء بإعجاب ومودة الناس واحترامهم‬ ‫‪‬‬
‫وهم‪....‬‬
‫األول ‪ :‬كاتب المحكمة الشرعية‬
‫فكان قصيرا ضخما غليظ الصوت جهوري(عال ومرتفع الصوت) يمتأل شدقه (جانب الفم) باأللفاظ حينما يتكلم ‪ ,‬فتخرج‬ ‫‪‬‬
‫هذه األلفاظ والمعاني ضخمة غليظة كصاحبها ‪.‬‬
‫وكان هذا الشيخ من الذين لم يوفقوا في األزهر ‪ ,‬فقد قضى فيه ما قضى من سنين فلم يفلح في الحصول على العالمية‬ ‫‪‬‬
‫(المؤهل العالي)ولم يفلح في القضاء ‪ ,‬فقنع بمنصب كاتب المحكمة الشرعية ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وكان حنفي المذهب ‪,‬ولم يكن في المدينة من أتباع أبي حنيفة كثيرون مما كان يغيظه ويدفعه إلعالء مذهب أبي حنيفة في‬ ‫‪‬‬
‫كل مجلس ‪ ,‬والحط من مذهب الشافعي ومالك ‪ ,‬فما كان من الناس إال أن يعفوا عليه ويضحكوا منه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬إماما المسجد‬
‫كان شافعي المذهب وإمام السجد وصاحب الخطبة والصالة ‪ ,‬وكان معروفا بين الناس بالتقى والصالح والورع ‪ .‬ويعظمه‬ ‫‪‬‬
‫الناس إلى حد يشبه التقديس ‪ ,‬فيتبركون به ويلتمسون لديه شفاء مرضاهم ‪ ,‬وقضاء حوائجهم ‪ ,‬حتى أنه كاد يرى في‬
‫نفسه أنه ولى من أولياء اهلل الصالحين ‪.‬‬
‫وقد ظل أهل المدينة يذكرونه بالخير والصالح حتى بعد موته و وكان كثير منهم يتحدثون بأنه حينما نزل قبره قال‬ ‫‪‬‬
‫بصوت سمعه المشيعون ( اللهم اجعله منزال مباركا ) ‪ ,‬وكان كثيرا منهم يتحدث عما رآه له في المنام من نعيم وجزاء عظيم‬
‫‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬الشيخ المالكي‬
‫عالم مالكي المذهب ‪ ,‬لم ينقطع للعلم ‪ ,‬فقد كان تاجرا ومزارعا ‪ ,‬وكان متواضعا يكتفي ببعض الدروس عن الدين وبخاصة‬ ‫‪‬‬
‫علم الحديث كلما سمح له وقته بذلك ‪ ,‬ولم يكن يحفل (يهتم) به إال فئة (جماعة) قليلة من أهل المدينة ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬الفتى األزهري (أخو الصبي )‬
‫كان قاضيا ممتازا ‪ ,‬وقد أسندت' الدولة له قضاء أحد األقاليم ‪ ,‬وكانت هناك منافسة شديدة بين الفتى األزهري والشيخ‬ ‫‪‬‬
‫(كاتب المحكمة) ‪ ,‬فقد كان الناس على عادتهم أن ينتخبوا خليفة لهم كل سنة ‪ ,‬فغاظه أن ينتخب الناس ذلك الفتى خليفة‬
‫دونه ‪ ,‬ولما تحدث الناس أن الفتى األزهري سيخطب الجمعة في المسجد لم يقل شيئا بل انتظر حتى جاء يوم الجمعة‪.‬‬
‫ولما أقبل الفتى ليصعد المنبر أسرع كاتب المحكمة إلى إمام المسجد وقال بصوت مسموع ‪ ,‬إن ذلك الشاب حديث السن وال‬ ‫‪‬‬
‫ينبغي أن يخطب الجمعة في مسجد فيه الشيوخ وأصحاب األسنان ( كبار السن) وهدد اإلمام بأنه لو سمح لذلك الشاب‬
‫بالخطبة فسوف ينصرف ‪ ,‬وأسرع ينادي في الناس أن من أراد أن تصح صالته وال تبطل فليتبعه ‪.‬‬
‫اضطرب الناس بسبب تلك المقولة وأسرع إماما المسجد وصعد هو المنبر وألقى الخطبة وصلى بالناس حتى ال تحدث فتنة ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫وبذلك استطاع كاتب المحكمة أن يمنع الشاب األزهري من الخطبة تلك السنة ‪.‬‬
‫وبذلك ضيع ذلك الكاتب على الشاب األزهري ‪ ,‬فرصة كان والده ينتظرها على أحر من الجمر ‪ ,‬كما ضاع على الفتى جهد‬ ‫‪‬‬
‫كبير بذله قبل ذلك بأيام في إعداد وحفظ الخطبة ‪ ,‬وقد كان ألقاها على والده أكثر من مرة ليطمأن أنه لن يخطئ ‪.‬‬
‫وها هي أمه تخاف عليه من الحسد ‪ ,‬فما كاد يخرج لكي يلقى الخطبة ‪ ,‬إال وأسرعت ألقت جمرا في إناء ووضعت عليه من‬ ‫‪‬‬
‫أنواع البخور ثم ‪ ,‬قامت إلى كل غرفة تبخرها وتهمهم بكلمات ‪ ,‬لتحفظ ابنها من الحسد ‪ ,‬واستمرت كذلك حتى عاد و‬
‫فقامت تبخره تهمهم بهذه الكلمات‬
‫ودخل الشيخ وهو غاضب بشدة يلعن ذلك الرجل الذي أكل الحقد والحسد قلبه فمنع ابنه من إلقاء خطبة الجمعة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العلماء غير الرسميين‬
‫لقد كان هناك كثيرا من العلماء المنبثين ( المنتشرين ) في المدينة وقراها (ج قرية) وريفها ‪ ,‬وكان لهم تأثير كبير‬ ‫‪‬‬
‫في دهماء الناس (عامة الناس× خاصة ) ‪,‬ومنهم الحاج الخياط الذي كان دكانه يشبه الكُتاب ‪.‬‬
‫كان شحيحا (بخيال) ‪ ,‬ومتصال بشيخ من كبار أهل الطرق ‪ ,‬وكان يزدري (يحتقر) العلماء جميعا ‪ ,‬ألنهم يأخذون علمهم من‬ ‫‪‬‬
‫الكتب فقد كان يرى بأن العلم الصحيح هو ذلك الذي يأخذه اإلنسان عن الشيوخ ‪ ,‬ويُسمى بالعلم اللدني ‪.‬‬
‫العلم اللدني ‪ :‬هو ذلك العلم الذي يلقيه اهلل في قلب اإلنسان عن طريق اإللهام ‪ ,‬دون الحاجة للكتب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الصبي والعلماء‬
‫لقد استطاع الصبي أن يتردد على كل هؤالء العالء ويتعلم على أيديهم حتى جمع مقدارا ضخما من العلم ‪ ,‬يغلب عليه االختالف‬ ‫‪‬‬
‫االضطراب التناقض ‪ .‬وكان ذلك من أهم العوامل التي أثرت في تكوين الصبي العقلي ‪ ,‬حيث لم يخلُ عقله من التناقض‬
‫واالضطراب ‪.‬‬
‫اللغويــات‬

‫‪3‬‬
‫يروح ‪ :‬يعود ‪-‬يحفل ‪ :‬يهتم ‪ ،‬يبالي‪ -‬فُطِروا ‪ :‬خُلِقوا ‪ -‬الدهش ‪ :‬الحيرة ‪ -‬جُلّة ‪ :‬عظماء م جليل ‪ -‬شِدْقه ‪ :‬جانب‬ ‫‪‬‬
‫الفم ج أَشْداق ‪ ،‬شُدوق ‪ -‬يحنقه ‪ :‬يغيظه ‪ -‬مّجد ‪ :‬عظّم × حقّر‪ -‬غض ‪ :‬أنقص ‪ ،‬قلل ‪ ،‬عاب ‪ -‬المَوْجِدة ‪ :‬الغضب ‪-‬‬
‫تهمهم ‪ :‬تتكلم كالماً خفياً ‪ ،‬تدعو اهلل ‪ -‬تياه ‪ :‬متكبِّر × متواضع‪ -‬منبثين ‪ :‬منتشرين ‪ -‬دَهْماء ‪ :‬عامة الناس ج دُهْم‬
‫‪ -‬تسلّطاً ‪ :‬تحكّما‪ -‬الشح ‪ :‬البخل الشديد ‪ -‬يزدري ‪ :‬يحتقر × يحترم ‪ -‬العلم اللَّدُني ‪ :‬العلم الذي يصل صاحبه عن‬
‫طريق اإللهام اإللهي ‪.‬‬
‫س&ج‬
‫س‪ : 1‬وازن الكاتب بين نظرتي الريف والحضر للعلماء في عصره ‪ .‬وضح ذلك ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬تختلف نظرتا الريف والحضر للعلماء في عصر الكاتب فبينما يحظى العلماء بالتقدير واإلجالل والمهابة واإلكبار نجد‬ ‫‪‬‬
‫العلماء في العواصم والمدن ال يكاد يشعر أحد غير تالميذهم ‪.‬‬
‫س‪ : 2‬الكاتب متأثر بنفسه الريف فيما يخص العلم والعلماء ‪ .‬وضح ذلك ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬يبدو الصبي متأثراً بنفسية الريف حيث إنه يكبر العلماء كما يكبرهم الريفيون ‪ ،‬ويكاد يؤمن بأنهم خلقوا من طينة‬ ‫‪‬‬
‫نقية ممتازة غير الطينة التي خلق منها الناس جميعاً ‪.‬‬
‫س‪ : 3‬استطاع كاتب المحكمة (الحنفي المذهب) أن يحول بين الفتى األزهري وبين إلقاء خطبة الجمعة ‪ .‬وضح ذلك ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬عندما علم هذا الكاتب بأن خطبة الجمعة ستكون من نصيب هذا الفتى األزهري إذا به ينهض حتى انتهى إلى اإلمام‬ ‫‪‬‬
‫فقال في صوت سمعه الناس إن هذا الشاب حديث السن وما ينبغي أن يصعد المنبر وال أن يخطب وال أن يصلى بالناس وفيهم‬
‫الشيوخ وكبار السن ولئن خليت بينه وبين المنبر والصالة ألنصرفن حتى إذا التفت الناس إليه من كان منكم حريصاً على أال‬
‫تبطل صالته فليتبعني فما كان من اإلمام إال أن نهض وألقى الخطبة وصلى بهم ‪.‬‬
‫س‪ : 4‬علمت األم أن ابنها سوف يلقى خطبة الجمعة فما مظاهر اهتمامها بذلك ؟‬
‫‪ - 1‬كانت أمه مشفقة عليه من الحسد ‪.‬‬
‫‪ - 2‬نهضت إلى البخور وطافت به البيت حجرة حجرة وتهمهم بكلمات ال تُفْهَم‬
‫س‪ : 5‬ماذا تعرف عن العالم الشافعي خطيب المسجد ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان عالماً معروفاً بالتقى والورع يعظمه الناس ويتبركون به إلى حد يشبه التقديس إذ أنهم يلتمسون شفاء مرضاهم‬ ‫‪‬‬
‫وقضاء حاجاتهم عنده ويذكرونه بالخير ‪.‬‬
‫س‪ : 6‬كان في المدينة شيخ مالكي المذهب عرف بتواضعه وضح ذلك ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬لقد كان هذا الشيخ عالماً ولم يتخذ العلم حرفة وإنما كان يعمل في األرض ويتجر ويذهب إلى المسجد فيؤدى الصالة‬ ‫‪‬‬
‫ويفقه الناس في دينهم متواضعاً غير متكبر عليهم ‪.‬‬
‫س‪: 7‬صف موقف الحاج الخياط من العلماء مبينا ًموقف الناس منه‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬كان الناس مجمعين على أنه شحيح بخيل ‪ .‬وكان هذا الحاج يحتقر العلماء جميعاً ؛ ألنهم يأخذون علمهم من الكتب ال‬ ‫‪‬‬
‫عن الشيوخ كما أنه كان يرى أن العلم الصحيح إنما هو العلم اللدني ‪.‬‬

‫الحياة حلوة ومرة‬


‫عاش الصبي حياته في تلك السنة بين البيت والكتاب والمحكمة والمسجد وبيت المفتش ومجالس العلم وحلقات الذكر ‪ ,‬وهو‬ ‫‪‬‬
‫ال يشعر لأليام بطعم معين ‪ ,‬فهي حلوة مرة ومرة أخرى ‪ ,‬وبينهما أيام فاترة (ضعيفة بال بهجة) سخيفة ‪.‬‬
‫وفي أحد األيام ذاق طعم األلم الحقيقي‪ ,‬وعرف أن كل اآلالم التي كره من أجلها الحياة لم تكن شيئا أمام ذلك األلم الذي‬ ‫‪‬‬
‫شعر به الفتى ‪ ,‬وهنا عرف أن الدهر يمكن أن يؤلم الناس ويؤذيهم كما يستطيع أن يجعل لهم الحياة حلوة مبهجة في آن‬
‫(وقت) واحد ‪.‬‬
‫فرحة األسرة‪ ...‬أخت الصبي الصغرى‬

‫‪3‬‬
‫كان للصبي أخت صغيرة هي صغرى أبناء األسرة ‪ ,‬كانت في الرابعة من عمرها ‪ ,‬وكانت تتميز بخفة الروح ‪ ,‬فصاحة اللسان‬ ‫‪‬‬
‫‪, ,‬وطالقة الوجه (ظهر عليه عالمات الفرح) ‪ ,‬وكانت قوية الخيال ‪ ,‬فقد كانت تجلس أمام الحائط وتتحدث معه كما‬
‫تتحدث' أمها لمن يزورها بالبيت ‪ ,‬وكانت تسبغ على (تفيض وتضفي عليها) كل شيء صفة الحياة والشخصية ‪ ,‬فكانت تحول‬
‫كل لعبها إلى نساء ورجال تلعب معهم وتتحدث إليهم ‪.‬‬
‫وقد كانت كل األسرة تشعر بلذة وفرح شديد أثناء سماعها لهذه األحاديث بين الفتاة والعرائس ‪ ,‬دون أن تشعر الفتاة أن‬ ‫‪‬‬
‫هناك من يراقبها ويسمع حديثها ‪.‬‬
‫االستعداد للعيد‬
‫لم يكد تظهر بوادر (بشائر ومقدمات‪.‬م ‪ /‬بادرة) عيد األضحى حتى أخذت األم وأبنائها يستعدون فاألم ‪ :‬قامت‬ ‫‪‬‬
‫بتهيئة(تجهيز)الدار ‪ ,‬وإعداد الخبز والفطير ‪ .‬وأخوة الصبي أخذ (بدأ) كل منهم في االستعداد أيضا لهذا العيد ‪,‬‬
‫فيختلفون (يذهبون) إلى الخياط والحذاء(صانع األحذية) ويلهو الصغار بهذه التغيرات الطارئة على البيت بسبب قدوم‬
‫العيد ‪.‬‬
‫أما الصبي فلم يحتاج لالختالف (التردد) إلى خيّاط أو حذاء ‪ ,‬وال حتى اللهو بهذه التغيرات الطارئة على الدار ‪ ,‬بل كان‬ ‫‪‬‬
‫يكتفي بأن يخلو إلى نفسه ويعيش في الخياالت التي كان يستمدها من القصص والكتب التي كان يقرأها ‪ ,‬ولذلك كان‬
‫يسرف (يزيد) في قراءتها ‪.‬‬
‫إهمال األطفال في الريف‬
‫أقبلت بوادر العيد ‪ ,‬وأصبحت الفتاة ذات يوم تشعر بنوع من الفتور والهمود (الضعف والمرض ) ولم يلتفت إليها أحد ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫وهي عادة أهل الريف وبخاصة إذا كانت األسرة كثيرة العدد ‪ ,‬واألم تعمل بكثرة ‪.‬‬
‫فهناك فلسفة آثمة (نظرة خاطئة) لنساء الريف تقوم على إهمال الصغار إذا اشتكوا ‪ ,‬فتعتمد نظرتهم على أن جميع‬ ‫‪‬‬
‫األطفال يشكون وما هي إال يوم وليلة ويفيق ويُبَلُّ (يُشفىَ) ‪ ,‬وإذا اهتمت به أمه فإنها تزدري الطبيب (تحتقره) أو‬
‫أنها تجهله (ال تعرفه) ‪ .‬وبالتالي تعتمد على آراء النساء وأشباه النساء ‪ ,‬وهي اآلراء التي أفقدت الصبي بصره قبل ذلك‬
‫وأفقدت' الطفلة حياتها فيما بعد‪.‬‬
‫فالطفلة ظلت مريضة ومحمومة (مصابة بالحمى)عدة أيام على فراشها في ناحية من نواحي الدار دون عناية حقيقية ‪ ,‬فما‬ ‫‪‬‬
‫تجد إال أمها أو أختها تدفع إليها شيئا من الطعام من حين آلخر ‪ .‬والحركة مستمرة في الدار التنظيف وتجهيز الفطير‬
‫والخبز واالستعداد للعيد ‪ .‬فالصبيان في لهوهم والشباب في ثيابهم الجديدة واألب يذهب ويروح ويجلس إلى أصحابه في‬
‫آخر النهار وأول الليل‬
‫شبح الموت يحلق على دار الصبي‬
‫ولما كان اليوم الرابع من مرض الفتاة توقف كل شيء ‪,‬وعرفت األم أن شبح الموت قد اقترب من البيت الذي لم يعرفه من‬ ‫‪‬‬
‫قبل فلم يدخل هذا الشبح ذلك البيت سابقا كما لم تعرف األم لذع (إحراقه وشدته)األلم الصحيح ‪ .‬كانت األم في عملها‬
‫وفجأة تسمع صياح ابنتها ‪ ,‬فتترك كل شيئا وتسرع إليها ‪ ,‬ويشتد صياح الفتاة ساعة بعد ساعة ‪ ,‬ويترك الجميع ما كانوا‬
‫يعملونه ‪ ,‬الصبيان يتركون لهوهم والشباب يتركون حديثهم ويترك األب أصدقائه ويسرع الجميع إليها ‪ ,‬ولكن ال جدوى‬
‫فما زال الصياح مستمر في شدة وألم ‪ ,‬األم تحاول أن تعطيها ألوان الدواء واألب (الشيخ) يذهب في ضعف شديد يصلي‬
‫ويدعو اهلل أن يزيل عن ابنته ‪ ,‬وما زال الصياح مستمر في شدة وألم ‪.‬‬
‫الحزن يسيطر على األسرة‬
‫وجاء وقت العشاء ‪ ,‬فمدت األخت الكبرى المائدة وحضر الشيخ (األب) واألبناء ولكن لم تمد يد إلى الطعام فتفرق الجميع‬ ‫‪‬‬
‫ورُفعت المائدة كم وضعت ‪ ,‬فما زال الصياح مستمر ‪ ,‬واألم تحدق (تدقق النظر) في ابنتها حينا وترفع يدها إلى السماء‬
‫حينا آخر ‪ ,‬وقد كشفت رأسها ولم تكن من عادتها ‪ ,‬لكن أبواب السماء كانت قد أغلقت في ذلك اليوم ‪ ,‬فقد سبق القضاء‬
‫بما ال بد منه ‪ ,‬فاألم تتضرع' ‪ ,‬والشيخ يتلو القرآن ‪ ,‬والغريب أنه مع كل ذلك األلم والصياح لم يفكر أحد في األسرة‬
‫كلها في إحضار الطبيب ‪.‬‬
‫الطفلة وسكرات الموت‬

‫‪3‬‬
‫وتقدم الليل فإذا بالفتاة تهدأ وأخذ صوتها يخفت (يضعف ويسكن) ‪ ,‬وسكن اضطرابها ‪ ,‬وتخيلت األم أن اهلل قد سمع‬ ‫‪‬‬
‫دعاءها وزوجها وقد انحلت األزمة ‪ ,‬ولكن هذا الحل كان حال نهائيا ‪ ,‬فقد رحم اهلل هذه الفتاة من األلم وكانت آياته في‬
‫ذلك هدوء االضطراب وخفوت الصوت ‪ ,‬وتخيلت األم أن ابنتها ستنام ‪ ,‬فهي في هدوء متصل ‪ ,‬ال صوت وال حركة وإنما هو‬
‫نفس خفيف يخرج بين شفتيها ثم يتوقف فجأة ‪ ,‬فقد فارقت الحياة ‪.‬‬
‫مظاهر الحزن واأللم لوفاة الطفلة‬
‫والكاتب ال يعرف ما المرض الذي أصاب الفتاة ‪ ,‬وال يعرف كيف انتهت حياتها ‪ ,‬وقد ارتفع صوت آخر بالصياح والبكاء‬ ‫‪‬‬
‫إنها األم التي شعرت بجزع وهلع (حزن شديد) فقد أحست بالثكل (الموت والهالك وفقد الحبيب والولد) وانهمرت دموعها‬
‫حتى قطعت الدموع صوتها (حبسته ومنعته من االنطالق) وكانت تلطم خديها وتصك (تضرب) صدرها بيديها أما األب‬
‫فكان ال ينطق بكلمة واحدة ‪ ,‬وإنما تنهمر دموعه ‪ ,‬في حزن شديد وأسرع' ليتقبل العزاء من الجيران في صبر وجلد(تحمل)‬
‫أما األبناء اختلفوا فمنهم من قسا قلبه فنام ومنهم من رق قلبه فسهر الليل حزنا على أخته ثم كان يوم عيد األضحى ‪,‬‬
‫وقد أقبل األب ومعه بعض الرجال فأسرعوا وحملوا الفتاة إلى حيث مثواها األخير ‪ ,‬ويالها من ساعة حزن وبكاء حينما‬
‫عاد األب ظهرا بعدما وارى ابنته التراب!!!‬
‫المصائب تتوالى على األسرة‬
‫ومنذ ذلك اليوم اتصلت األواصر (الصالت) بين األحزان وبين هذه األسرة ‪ ,‬فبعد شهرا واحدا مات أبو الشيخ الهرم (الكبير‬ ‫‪‬‬
‫في السن) ‪ ,‬وما هي إال أشهر قليلة حتى فقدت األم أمها الفانية (التي بلغت أرذل العمر وعمرت طويال) ‪ ,‬فأصبح البيت ال‬
‫يعرف سوى الحداد الدائم المتصل ‪ ,‬وأصبح األلم والحزن يقفو (يتبع) بعضه بعضا منه الالذع (الشديد) ومنه الهادئ‬
‫اليوم الحزين‬
‫جاء يوم منكر حزين لم تعرف له األسرة مثيل والذي جعل حياتها كلها حزن متصل بال أفراح فقد قضى ذلك اليوم على األم‬ ‫‪‬‬
‫أن تلبس السواد طوال حياتها وأال تفرح إال بكت إثر(بعد) ضحكها ‪ ,‬وجعلها ال تعرف معنى الفرح ‪,‬وال تفارق الدموع‬
‫خديها ‪ ,‬وال تبتسم لعيد إال وهي كارهة راغمة (مكرهة‪,‬مجبرة) ‪.‬‬
‫وباء الكوليرا ومرض أخيه الشاب‬
‫كان هذا اليوم هو يوم ‪ 21‬أغسطس سنة‪1902‬م ‪ ,‬فقد كان الصيف حزين منكر (غير محبب للنفس بسبب أحزانه) ‪ ,‬فقد‬ ‫‪‬‬
‫انتشر وباء (المرض الذي انتشر وتفشى) الكوليرا الذي فتك بأهل مصر (قتل على غرة) ‪ ,‬وقضى على أسر بكاملها ‪,‬‬
‫ودمر مدنا وقرى كاملة ‪ ,‬حتى أغلقت المدارس والكتاتيب وانبث (انتشر) األطباء ورسل مصلحة الصحة (وزارة الصحة) في‬
‫القرى والمدن ومعهم أدواتهم وخيامهم يحجزون فيها المصابين والمرضى‬
‫وكان من نتيجة ذلك أن الهلع (الفزع والخوف الشديد) قد أصاب الناس وهانت في أعينهم الدنيا ‪ ,‬حتى أن سيدنا أكثر من‬ ‫‪‬‬
‫كتابة الحجب والمخلفات (أدعية تكتب في الحجاب لمنع الشر) وبدأت' كل أسرة تتحدث عما أصاب األسر األخرى و وتنتظر‬
‫حظها من المصيبة ‪,‬‬
‫أما أم الصبي ‪ ,‬فقد أصابها الهلع المستمر ‪ ,‬تسأل نفسها ألف مرة في كل يوم بمن تنزل النازلة (المصيبة) من أبنائها‬ ‫‪‬‬
‫وبناتها ‪ ,‬حتى أتاها الجواب في أحب وأكثر أبنائها بر بوالديه‬
‫صفات الفتى أخي الصبي (المصاب بالكوليرا )‬
‫كان لألسرة فتى في الثامنة عشر من عمره حصل على البكالوريا (الثانوية العامة) وانتسب لمدرسة الطب ‪ ,‬فقد كان أنجب‬ ‫‪‬‬
‫أفراد األسرة وأذكاها وأرقها قلبا وأكثرهم برا بوالديه وأعطفهم على إخوته ‪ ,‬وكان سعيدا مبتهجا دائما ‪.‬‬
‫وعندما انتشر الوباء اتصل بطبيب المدينة وكان يرافقه إلى حيث يذهب ‪ ,‬وكان يقول بأنه يتمرن على صنعته حتى جاء‬ ‫‪‬‬
‫يوم ‪20‬أغسطس ‪1902‬م‪.‬‬
‫ما الذي حدث في ذلك اليوم ؟‬
‫عاد الفتى على عادته مبتسما سعيدا والطف أمه وداعبها ‪ ,‬وقال بأن المدينة لم تصب اليوم إال بعشرين حالة فقط ‪ ,‬وأن‬ ‫‪‬‬
‫الوباء بدأ في االنحسار ‪ ,‬ولكنه شكا من بعض الغثيان (اضطراب في المعدة حتى تكاد تقيء) ثم خرج ألبيه فجلس معه‬

‫‪3‬‬
‫وحدثه كعادته ‪ ,‬وجاء أصدقائه فذهب معهم إلى حيث يذهبون كل ليلة عند شاطئ اإلبراهيمية ‪ ,‬ثم عاد إلى البيت وزعم‬
‫ألهله أن أكل الثوم يقي من هذا المرض فأكل الجميع إال أبيه وأمه فإنه فشل في إقناعهما بذلك ‪.‬‬
‫ثم دخل الجميع للنوم ‪ ,‬فإذا بصيحة غريبة مألت إرجاء (نواحي ) البيت و فهب (استيقظ مسرعا) لها كل من في البيت ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫وأسرع' الجميع إلى دهليز(مدخل البيت ج ‪ /‬دهاليز) البيت متجهون إلى مصدر الصوت ‪.‬‬
‫المرض واشتداده على الفتى‬
‫لقد أصيب الشاب بالمرض وقد كان يحاول جاهدا أن يكتم صوت القيء ‪ ,‬فقد قضى ساعة أو ساعين يخرج من الحجرة على‬ ‫‪‬‬
‫أطراف قدميه فيقيء ويعود دون أن يشعر به أحد فلما اشتد المرض لم يستطع أن يكتم صوته و فسمع الجميع هذه الحشرجة‬
‫(صوت يتردد في الحلق أثناء القيء) ففزعوا لها جميعا ‪.‬‬
‫وهنا عرفت األم بمن تنزل النازلة ومن أبنائها سيصاب بهذا المرض اللعين ‪ ,‬ولم يستطع أن يفعل شيئا سوى أن يتمالك‬ ‫‪‬‬
‫نفسه في صبر وجلد ويدخل ابنه إلى حجرته وأمر بالفصل بينه وبين إخوته أسرع فأحضر جارين من جيرانه ثم أسرع إلى‬
‫الطبيب ‪.‬‬
‫ماذا فعلت األم عندما علمت بمرض ابنها ؟‬
‫كانت أم الفتى مروعه (خائفة) مؤمنة جلدة ‪ ,‬تهتم بابنها ‪ ,‬حتى إذا توقف القيء أسرعت إلى الدهاليز فرفعت يديها‬ ‫‪‬‬
‫ووجهها إلى السماء وفنيت في الدعاء والصالة (اجتهدت واستغرقت في ذلك) ‪ ,‬فإذا سمعت حشرجة ابنها أسرعت إليه فوضعت‬
‫رأسه على صدرها وما زال لسانها يدعو اهلل أن يشفيه ويرحمه ‪.‬‬
‫ولم تستطع أن تحول وتفصل' بين الفتى وإخوته ‪ ,‬فقد أسرع' الجميع إليه وأحاطوا به واجمين (اشتداد الحزن حتى منعهم‬ ‫‪‬‬
‫من الكالم) وهو يداعب أمه كلما انتهى القيء ‪ ,‬ويلعب مع صغار إخوته ‪ ,‬حتى أتي الطبيب فوصف ما وصف من دواء ثم‬
‫انصرف على أن يعود في الصباح فجلست األم في حجرة ابنها ‪ ,‬أما الشيخ بعدما انصرف الطبيب فقد جلس قريبا من الحجرة‬
‫ال يدعو وال يقرأ القرآن وال يتكلم مع أحد من الذين يتحدثون إليه ‪.‬‬
‫احتضار االبن‬
‫أتى الصبح بعد ألى (جهد شديد) ‪ ,‬وأخذ الفتى يشكو ألما في ساقيه فيدلكها له أخواته ‪ ,‬وهو يشكو من شدة األلم ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫فمرة يتحمل ومرة يصيح من شدته وألمه ‪.‬‬
‫وقد طلب الفتى بأن يُبرق(يرسل إليه برقيه‪ ,‬تلغراف) إلى أخيه األزهري في القاهرة ليحضر وكذلك إلى عمه في أعلى‬ ‫‪‬‬
‫اإلقليم ‪ ,‬وكان يطلب الساعة من حين آلخر ‪ ,‬فقد كان يخشى أن يموت دون أن يراهما ‪.‬‬
‫وبالفعل فالموت لم يمهله حتى يراهما فقد جاء الطبيب في الصباح ‪ ,‬وخرج وقد يئس من شفاء الصبي ‪ ,‬وقد أسر (تحدث‬ ‫‪‬‬
‫سرا) إلى الرجلين بأن الفتى يحتضر ‪ ,‬فأسرع' الرجالن حتى دخال على الفتى الحجرة وأمه عنده وكانت تلك أول مرة في‬
‫حياتها تظهر أمام الرجال‬
‫وكان الفتى في تلك اللحظات يتلوى من شدة األلم ويواسي أمه ويقول لها بأنه ليس أفضل من النبي الذي مات وأن الجميع‬ ‫‪‬‬
‫إلى زوال ثم يتجه إلى أبيه يريد أن يواسيه فال يجيب عليه الشيخ ‪.‬‬
‫ثم ألقى نفسه على السرير وعجز عن الحركة ‪ ,‬وأخذ يئن (يحدث صوتا من شدة المرض)أنينا يخفت(يضعف) من وقت‬ ‫‪‬‬
‫آلخر ‪ ,‬حتى انتهى الصوت باضطراب قليل ورعشة قوية سارت في جسمه تبعها موت الفتى ‪.‬‬
‫ثم أسرع' الرجالن فهيآه (جهّزاه للدفن) وعصّباه وألقيا على وجهه لثاما (رباط يشد على وجه الميت) ثم خرجا للشيخ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وما هي إال ساعة حتى تم تجهيز الفتى للدفن ‪ ,‬وخرج به الرجال على أعناقهم لمثواه (مستقره) األخير ‪ ,‬وما كادوا‬
‫يخرجوا به حتى كان أول من لقي النعش ذلك العم الشيخ الذي كان الفتى يتمهل الموت حتى يراه ‪.‬‬
‫أين كان الصبي ؟‬
‫لقد كان الصبي منزوٍ في أحد أركان الغرفة واجما كئيبا دهش يمزق الحزن قلبه ‪ ,‬حتى أنه ال ينسى أبدا تلك األنة التي‬ ‫‪‬‬
‫أرسلها الفتى نحيلة ضئيلة طويلة ثم سكت بعدها لألبد ‪.‬‬
‫وظل في مكانه حتى أتى أحد الرجلين فجذبه بشدة ‪ ,‬وأخذه إلى مكان بين الناس فوضعه كما يوضع الشيء بال اهتمام ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أم الفتى‬

‫‪3‬‬
‫قامت أم الفتى ‪ ,‬وقد انتهى صبرها ووهى جلدها (ضعف تحملها وصبرها) ‪ ,‬فما كادت تقف حتى هوت (سقطت) فأسرع'‬ ‫‪‬‬
‫الرجالن وأسنداها ‪ ,‬وتمالكت نفسها حتى خرجت من الغرفة ‪ ,‬وبمجرد أن تجاوزتها حتى أطلقت شكاة (شكوى)وصيحة‬
‫عالية ال يذكرها الفتى إال انخلع قلبه من شدتها وشدة ألمها ‪.‬‬
‫وقد ازدحم الناس خارج الدار يواسون الشيخ ‪ ,‬وأسرعت النساء إلى أم الفتى يواسين أمه ‪ ,‬والشيخ وزوجته مشغولون عن‬ ‫‪‬‬
‫كل هؤالء بالفتى وما يعانيه من آالم المرض ‪.‬‬
‫استقرار الحزن في بيت الصبي ‪( ,‬تغير عادات األسرة)‬
‫فمن ذلك اليوم استقر الحزن العميق (الشديد) في بيت الصبي ‪ ,‬وأصبح الفرح واالبتهاج شيء يجب على الجميع من شبان‬ ‫‪‬‬
‫وصغار أن يتجنبه ‪.‬‬
‫حتى أن الشيخ منذ ذلك اليوم تعود إذا جلس إلى مائدة الغداء أو العشاء أن يذكر ابنه الفتى ويبكيه ساعة أو بعض ساعة ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫وأمامه زوجته تعينه ‪,‬‬
‫واألبناء يحاولون تعزية هذين األبوين فال يبلغون منهما شيئا (ال يستطيعون) فيجهشون بالبكاء جميعا (يتهيئون ويهمون‬ ‫‪‬‬
‫بالبكاء) ‪.‬‬
‫ومن ذلك اليوم تعودت تلك األسرة أيضا أن تعبر النيل إلى مقر الموتى من حين آلخر ‪ ,‬وكانت من قبل ذلك تعيب على من‬ ‫‪‬‬
‫يذهب لزيارة القبور ‪.‬‬
‫وفاء الصبي ألخيه الشاب‬
‫لقد تغير الفتى منذ ذلك الحين فعرف اهلل حق المعرفة وحرص على التقرب إلى اهلل تعالى بكل ألوان الطاعة ‪ ,‬فأحيانا‬ ‫‪‬‬
‫بالصالة وأحيانا بالصدقة وأحيانا بتالوة القرآن ‪.‬‬
‫وعرف الصبي من شيوخه أن اإلنسان يحاسب على أعماله من الخامسة عشر من عمره ‪ ,‬وهو يعلم أن أخيه من طالب المدارس‬ ‫‪‬‬
‫وكان مقصر بعض الشيء في وجباته الدينية ‪ ,‬وحسب الفترة بين موت أخيه وبداية محاسبته على أعماله فوجدها ثالثة‬
‫سنوات ألن الفتى مات في الثامنة عشر من عمره ‪ ,‬ولذلك فقد عاهد اهلل على أن يصلي الخمس كل يوم مرتين مرة له‬
‫ومرة ألخيه ‪ ,‬وأن يصوم شهر رمضان مرتين أيضا ‪ ,‬له وألخيه ‪ ,‬وعاهد اهلل على أن يكتم ذلك كله عن أسرته وأن يجعل‬
‫ذلك بينه وبين اهلل تعالى ‪.‬‬
‫وكان من بره بأخيه بعد موته أنه أخذ عهد على نفسه أال يأكل من طعام أو فاكهة إال وأطعم منه فقير أو يتيم قبل أن‬ ‫‪‬‬
‫يأكل هو منه ‪.‬‬
‫ويشهد اهلل أن الفتى ظل على عهده أشهرا ‪ ,‬و ما غير سيرته هذه إال عندما ذهب إلى األزهر‬ ‫‪‬‬
‫وقد عرف الصبي أيضا األرق (السهر) فكان دائما ما يذكر أخاه في سواد الليل فال يستطيع أن ينام ويظل يقرأ سورة‬ ‫‪‬‬
‫اإلخالص آالف المرات ويهبها ألخيه الشاب ‪ .‬وكذلك أخذ ينظم شعرا على نحو ما كان يقرأه في الكتب والقصص يعبر فيه‬
‫عن حزنه العميق على أخيه وال ينهي قصيدة إال وصلى فيها على النبي (‪ )‬ووهب هذه الصالة أيضا ألخيه ‪.‬‬
‫وكذلك عرف الصبي األحالم المروعة (المخيفة) فقد كانت علة أخيه تتمثل له كل ليلة في منامه ويقظته ‪ ,‬واستمر هذا‬ ‫‪‬‬
‫الحال أعواما عديدة حتى أصبح الصبي فتى ورجال ‪ ,‬وهو ما زال كما هو من وفاء ألخيه ‪ ,‬يراه في المنام مرة في‬
‫األسبوع مرة واحدة على أقل تقدير ‪.‬‬
‫وقد تعزي (تصبر) األخوة عن ذلك الفتى ‪ ,‬ونسيه من نسيه من أصحابه وأترابه (أقرانه وأصدقائه ) ‪ ,‬وكانت ذكراه ال‬ ‫‪‬‬
‫تزور الشيخ إال لماما (في بعض األحيان) ‪ ,‬ولكن لم يظل يذكره وسيظل يذكره إلى أن يموت إال اثنين هما أمه وهذا‬
‫الصبي (يقصد نفسه ‪ -‬طه حسين)‬
‫اللغويــات‬
‫فاترة ‪ :‬أي مملة‪ -‬تسبغ ‪ :‬أي تضفي ‪ -‬بوادر ‪ :‬بشائر ‪ ،‬عالمات م بادرة ‪ -‬يبلّ من المرض ‪ :‬يُشَفى منه ‪ -‬شبحاً مخيفاً‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫خيال الموت ج أَشباح و شُبوح ‪ -‬لذع ‪ :‬مرارة ‪ -‬واجمة ‪ :‬عابسة مُطرِقة ‪ ،‬ساكتة حُزْناً ‪ -‬مبهوتة ‪ :‬مندهشة' ‪-‬‬
‫تحدق ‪ :‬تدقق النظر ‪ -‬تتضرع ‪ :‬تدعو ‪ ،‬تبتهل ‪ -‬الُثّ'ُّكل ‪ :‬فقد الحبيب ‪ -‬جزع ‪ :‬انعدام الصبر × الصبر ‪ -‬تولول ‪:‬‬
‫تدعو بالويل ‪ -‬تخمش ‪ :‬تجرح ‪ -‬تصك صدرها ‪ :‬تضربه بقوة ‪ -‬نُكر ‪ :‬أي كره وصعوبة ‪ -‬وارى ابنته التراب ‪ :‬دفنها ‪-‬‬

‫‪3‬‬
‫األواصر ‪ :‬الصالت و الروابط م اآلصرة ‪ -‬الشيخ الهرم ‪ :‬أي الذي بلغ أقصى الكبر ‪ -‬يقفو ‪ :‬يتبع ‪ -‬الالذع ‪ :‬المؤلم ‪،‬‬
‫المحرق ‪ -‬موتاً ذريعاً ‪ :‬أي سريعاً شنيعاً ‪ -‬النازلة ‪ :‬المصيبة الشديدة ج نازِالت ‪ ،‬نوازِل ‪ -‬وطأة الوباء ‪ :‬شدة‬
‫المرض ‪ -‬الدِّهْليز ‪ :‬المدخل بين الباب و وسط الدار ج الدهاليز ‪ -‬الحشرجة ‪ :‬تردد النفس في الحلق عند الموت ‪ -‬خليقاً‬
‫‪ :‬جديراُ ‪ ،‬مستحقاً ‪ -‬بعد ألى ‪ :‬بعد مشقة ‪ -‬يتضوّر ‪ :‬يتلوي ‪ ،‬يتألم ‪ -‬األنة ‪ :‬اآلهة ‪ -‬وَهِي جَلَدُها ‪ :‬ضعف صبرها ‪-‬‬
‫لثاماً ‪ :‬أي غطاء ج لثم ‪ -‬أطوار ‪ :‬مراحل م طور ‪ -‬لماماً ‪ :‬قليالً ‪.‬‬
‫س&ج‬
‫س‪ : 1‬كيف كان الصبي (طه) يقضّي أيامه ؟‬
‫جـ ‪ :‬بين البيت والكتَّاب والمحكمة والمسجد وبيت المفتش ومجالس العلماء وحلقات الذكر ‪ ,‬ال هي بالحلوة وال هي‬ ‫‪‬‬
‫بالمرَّة ‪ ،‬ولكنها تحلو حينا وتمر حينا آخر ‪ ،‬وتمضي فيما بين ذلك فاترة سخيفة‪.‬‬
‫س‪ : 2‬لنساء القرى فلسفة آثمة في التعامل مع أطفالهم الذين يشكون من مرض ما ‪ .‬وضح ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬الفلسفة اآلثمة ‪ :‬إذا اشتكى طفل فنادراً ما تعنى به أمه وخاصة إذا كانت األسرة كبيرة العدد و األم كثيرة العمل ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫إنما تتركه كي يشفى بنفسه ‪ ،‬وال تذهب به إلى طبيب ‪ ،‬وإذا عالجته فتعالجه بعلم النساء في الريف (الوصفات البلدية)‬
‫س‪ : 3‬متى عرف الصبي األلم الحقيقي ؟ وما الذي اكتشفه عندئذ ؟‬
‫جـ ‪ :‬عرفه عندما فقد أخته الصغرى بالموت ‪ .‬واكتشف أن تلك اآلالم التي كان يشقي بها لم تكن شيئا ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 4‬بم وصف الصبي أخته ؟ وبم وصف طفولتها ؟‬
‫جـ ‪ :‬وصف الصبي أخته بأنها ‪ :‬خفيفة الروح ‪ -‬طلقة الوجه ‪ -‬فصيحة اللسان ‪ -‬عذبة الحديث ‪ -‬قوية الخيال ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬وصف طفولتها بأنها ‪ :‬طفولة لهو وعبث ‪ ,‬تجلس إلى الحائط فتتحدث' إليه كما تتحدث أمها إلى زائرتها ‪ ،‬وتبعث في كل‬ ‫‪‬‬
‫اللعب التي كانت بين يديها روحا قويا وتسبغ (تضفي)عليها شخصية‪ .‬فهذه اللعبة امرأة وهذه اللعبة رجل ‪ ،‬وهذه اللعبة‬
‫فتى ‪ ،‬وهذه اللعبة فتاة ‪ ،‬والطفلة بين هؤالء األشخاص جميعا تذهب وتجيء ‪ ،‬وتصل بينها األحاديث مرة في لهو وعبث ‪،‬‬
‫وأخرى في غيظ وغضب ‪ ،‬ومرة ثالثة في هدوء واطمئنان‪.‬‬
‫س‪ : 5‬لمَ عدّ طه حسين شقيقته ضحية اإلهمال ؟‬
‫جـ ‪ :‬عدّ طه حسين شقيقته ضحية اإلهمال ؛ ألن أحداً لم يهتم بها عندما ظهرت أعراض المرض عليها وظلت محمومة أياماً‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،‬ولم يستدعِ' أحد الطبيب لعالجها ‪.‬‬
‫س‪ : 6‬حتى إذا كان عصر اليوم الرابع وقف هذا كله فجأة ‪ .‬وقف وعرفت أم الصبي أن شبحاً مخيفاً يحلق على هذه‬
‫الدار ‪ .. ..‬ما الشبح المخيف المقصود ؟الشبح المخيف هو شبح الموت الذي اختطف شقيقته ‪.‬‬
‫س‪ : 7‬ما الذي كان يفعله الشيخ واألم كلما ازداد صراخ الطفلة ؟‬
‫جـ ‪ :‬الشيخ كان يأخذه الضعف الذي يأخذ الرجال في مثل هذه الحال ‪ ،‬فينصرف مهمهما بصلوات وآيات من القرآن يتوسل‬ ‫‪‬‬
‫(يستنجد) بها إلى اهلل‪.‬أما األم فكانت جالسة واجمة تحدق' في ابنتها وتسقيها ألوانا من الدواء ‪.‬‬
‫س‪ : 8‬عاد الشيخ إلى داره مع الظهر وقد وارى ابنته في التراب‪ ...‬منذ ذلك اليوم اتصلت األواصر بين الحزن وبين هذه‬
‫األسرة ‪ ...‬ماذا قصد الكاتب بهذه األواصر ؟‬
‫جـ ‪ :‬قصد الكاتب بهذه األواصر استمرار األحزان في البيت فقد خطف الموت بعد ذلك أباه الهرم (شديد الكبر) ‪ ،‬وما هي‬ ‫‪‬‬
‫إال أشهر أخرى حتى فقدت أمّ الصبي أمّها الفانية (الهالكة) ‪ ،‬ثم كانت الكارثة بفقد ابنها بداء الكوليرا ‪.‬‬
‫س‪ : 9‬ما اليوم الذي طبع األسرة بطابع الحزن الدائم ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان هذا اليوم يوم الخميس ‪ 21‬أغسطس من سنة ‪ 1902‬عندما اختطف الموت ابنهم الذي كان يدرس بمدرسة‬ ‫‪‬‬
‫الطب بعد إصابته بمرض الكوليرا ‪.‬‬
‫س‪ : 10‬ما الذي تعوّد عليه الشيخ و أسرته عند كل غذاء و عشاء ؟‬
‫جـ ‪ :‬تعوّد الشيخ أالَّ يجلس إلى غدائه وال إلى عشائه حتى يذكر ابنه ويبكيه ساعة أو بعض ساعة ‪ ،‬وأمامه امرأته تعينه‬ ‫‪‬‬
‫على البكاء ‪ ،‬ومن حوله أبناؤه وبناته يحاولون تعزية هذين األبوين فال يبلغون منهما شيئا فيجهشون جميعا بالبكاء‪.‬من‬

‫‪3‬‬
‫ذلك اليوم تعودت هذه األسرة أن تعبر النيل إلى مقر الموتى من حين إلى حين ‪ ،‬وكانت من قبل ذلك تعيب الذين يزورون‬
‫الموتى‪.‬‬
‫س‪ :11‬متى تغيّرت نفسية الصبي ؟ وما مظاهر ذلك التغيُّر ؟‬
‫جـ ‪ :‬تغيّرت نفسية الصبي منذ فقد شقيقه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬مظاهر ذلك التغيُّر ‪ :‬تغيرت نفسية صبينا تغيرا تاما‪ .‬عرف اهلل حقًّا وحرص على أن يتقرب إليه بكل ألوان التقريب‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫بالصدقة وبالصالة حينًا آخر وبتالوة القرآن مرة ثالثة‪.‬‬
‫س‪ : 12‬كيف فكّر الصبي في اإلحسان إلي أخيه الشاب بعد وفاته ؟‬
‫جـ ‪ :‬وذلك بأن يحط (يلق ويبعد)عن أخيه بعض السيئات ‪ ،‬فكان يصوم ويصلي و له و ألخيه ‪ ،‬وكان يقرأ سورة اإلخالص‬ ‫‪‬‬
‫آالف المرات ثم يهب ذلك كله ألخيه ‪.‬‬

‫أنباء سارة للصبي‬


‫لقد قال الشيخ البنه بأنه هذه المرة سوف يذهب حقا إلى القاهرة ‪ ,‬وسيكون' مجاورا(اسم يطلق على تالميذ األزهر) ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫وستجتهد' في طلب العلم ‪ ,‬وتمنى األب أن يهيش حتى يرى ابنه األزهري قاضيا كبيرا ‪ ,‬ويرى الصبي عالما من علماء‬
‫األزهر يجلس إلى عمود ويلتف حوله الطالب في حلقة واسعة بعيدة المدى (المسافة)‪.‬‬
‫أثر كالم الشيخ على الصبي‬
‫لم يصدق الصبي هذا الكالم ولم يكذبه ‪ ,‬فكثيرا ما قال له أبوه هذا الكالم وكثيرا ما كان يأتي أخيه األزهري ويسافر إلى‬ ‫‪‬‬
‫القاهرة دون أ يأخذه معه ‪ ,‬ويتركه ليتردد على المحكمة والكتاب ومجالس العلماء ‪ ,‬ولذلك فضل أن ينتظر األيام لتصدق‬
‫هذا الكالم أو تكذبه ‪.‬‬
‫هل حققت األيام كالم األب ؟‬
‫نعم فما هي إال أيام وجاء يوم الخميس ووجد الصبي نفسه يتجهز حقا لكي يسافر إلى القاهرة برفقة أخيه األزهري ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫فهاهو يرى نفسه فيس المحطة ولما تشرق الشمس (قبل شروق الشمس)‬
‫حزن الصبي أثناء وجوده في المحطة‬
‫وجد نفسه حزينا منكّس الرأس فنهره (عنفه ويزجره ويغضبه)أخوه األكبر بلطف ‪ ,‬وقال ال تكن بذلك الوجه الحزين‬ ‫‪‬‬
‫حتى ال يحزن أخوك األزهري ‪ ,‬وقال له الشيخ يشجعه على هذه المرحلة الجديدة ‪ ,‬مال الذي يحزنك ؟ ألست رجال؟ ألست‬
‫قادر على أن تفارق أمك ؟أم أنك تريد أن تلعب ؟ ألم يكفك هذا اللعب الطويل ؟‬
‫حقيقة الحزن‬
‫يشهد اهلل بأن الصبي لم يكن حزينا على فراق أمه أو على عدم لعبه ‪ ,‬ولكنه كان حزينا على ذلك الفتى الذي ينام(أخوه‬ ‫‪‬‬
‫الذي مات) من وراء النيل ‪ ,‬وذلك ألنه كان يذكره وكان يذكر بأنه سيكون معهما في القاهرة تلميذا في مدرسة الطب ‪,‬‬
‫ولكنه لم يقل شيئا ولم يظهر حزنا وإنما اكتفى باالبتسام ‪ ,‬ولو ترك نفسه بطبيعتها لبكى كثيرا وأبكى من حوله جميعا ‪.‬‬
‫الصبي في القاهرة‬
‫انطلق القطار ومضت ساعات ورأى صاحبنا (الصبي) نفسه في القاهرة بالفعل ‪ ,‬وقد أقبل جماعة من المجاورين إلى أخيه‬ ‫‪‬‬
‫يحيونه وأكلوا معه ما أتى لهم به من القرية ‪ ,‬ثم انقضي ذلك اليوم وهو الجمعة ‪.‬‬
‫ثم وجد نفسه في األزهر يصلي الجمعة ‪ ,‬وإذا بشيخ ضخم الصوت فخم الرائيات والقافات ‪ ,‬ال فرق بينه وبين خطيب‬ ‫‪‬‬
‫المدينة إال في ذلك ‪ ,‬أما الخطبة فكما هي بنفس النعوت ونفس الحديث الذي تعود على سماعه ‪ ,‬وإما الصالة فكما هي‬
‫ليست أطول وال أقصر من تلك التي في المدينة‬
‫الصبي والعلوم التي سيدرسها‬

‫‪3‬‬
‫عاد الصبي خائب الظن إلى حجرة أخيه ‪ ,‬فقد كان يظن أن هناك فرق بين المدينة واألزهر ‪ ,‬وسأله أخوه عن دراسة‬ ‫‪‬‬
‫التجويد والقراءات ‪ ,‬فقال بأنه يتقن التجويد ’وال يحتاج القراءات في شيء ‪ ,‬ولكنه طلب أتن يدرس العلوم مثل الفقه‬
‫والنحو والمنطق والتوحيد‬
‫الصبي مع أخيه في درس الفقه‬
‫رفض األخ وقال له حسبك (يكفيك) يكفيك أن تدرس النحو والفقه في هذه السنة ‪ ,‬ثم استيقظ الفتى وأخوه من النوم‬ ‫‪‬‬
‫قبل صالة الفجر في اليوم التالي(السبت) فقال له أخوه إننا سنذهب اآلن لنصلي الفجر في مسجد كذا وسنحضر درسا ليس‬
‫لك ولمنه لي ‪ ,‬ثم عندما ينتهي أذهب بك إلى األزهر فألتمس لك شيخا من أصحابنا تختلف إليه (تتردد عليه) وتأخذ عنه‬
‫مبادئ العلم ‪ ,‬فسأله الصبي عن هذا الدرس الذي سيحضره فقال أخوه بملء فمه هو درس في الفقه عن ( ابن عابدين على‬
‫الدّرّ) ‪.‬‬
‫شيخ أخيه عالم جليل تعرفه األسرة‬
‫سأل الصبي أخاه عن ذلك الشيخ ‪ ,‬فقال له أنه فالن ‪ ,‬فلم يعجبه ذلك الشيخ ‪ ,‬ألنه قد سمع اسمه آالف المرات من والده‬ ‫‪‬‬
‫الذي كان يفتخر بأنه عرف الشيخ فالن حينما كان قاضيا لإلقليم ‪,‬وكان دائما ما يسأل ابنه عنه كلما حضر من القاهرة ‪.‬‬
‫وكانت أمه دائما ما تذكر هذا االسم ‪ ,‬وتذكر أنها عرفت زوجته ووصفتها بأنها فتاة هوجاء (حمقاء ج ‪/‬هُوج وهوْجاوات‬ ‫‪‬‬
‫مذكرها أهوج ) ‪ ,‬وجلفة (جافة) فهي تتكلف زي أهل المدن وما هي من أهل المدن في شيء ‪.‬‬
‫عالقة الفتى األزهري بالشيخ‬
‫لقد عرف الشيخ الفتى األزهري وجعله من أخص تالميذه ‪ ,‬فقد كان يحضر الفتى دروسه في المسجد ‪ ,‬ثم يذهب ليحضر‬ ‫‪‬‬
‫دروسه الخاصة في البيت ‪ ,‬كما أنه يساعده في تأليف كتبه الكثيرة وكان يحاول تقليده ألبيه فيضحك األب من ذلك‬
‫مفتخرا متعجبا ‪.‬‬
‫وكان من أثر ذلك على األب انه كان يخرج ألصحابه فيحدثهم عن الشيخ وقرب ابنه منه ويقص عليهم ما يسمع في شيء من‬ ‫‪‬‬
‫االفتخار واإلعجاب الشديد‪.‬‬

‫اللغويــات‬
‫آثر ‪ :‬فضّل ‪ ،‬مصدرها إيثار ‪ -‬القُرْفُصَاء ‪ :‬أن يجلس الشخص ويلصق فخذيه ببطنه ويضم ساقيه بيديه‪ -‬قادراً ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مستطيعاً × عاجزاً ‪ -‬تكلَّف االبتسام ‪ :‬تصنَّعه و تظاهر به ‪ -‬أرسل نفسه ‪ :‬تركها ‪ -‬طبيعة ‪ :‬سجية ‪ ،‬فطرة ج طَبَائِع‬
‫‪ -‬تجويد القرآن ‪ :‬تحسين نطقه ‪ -‬حاجة ‪ :‬عوز ج حوائج ‪ -‬حسبك ‪ :‬اسم فعل بمعنى يكفيك ‪ -‬التمست ‪ :‬طلبت ‪ -‬تختلف‬
‫إليه ‪ :‬تتردد عليه وتتبعه ‪ -‬هوجاء ‪ :‬حمقاء طائشة ج هوج مذكرها أهوج ‪ -‬جلفة ‪ :‬فظة ‪ ،‬غليظة ‪ ،‬جافية ‪ -‬التيه ‪:‬‬
‫العجب ‪ ،‬الفخار ‪.‬‬
‫س&ج‬
‫س‪ : 1‬بِمَ وعد الشيخ (األب) ابنه ؟ ولماذا لم يكن االبن (طه) مصدقاً أو مكذّباً لهذا الكالم ؟‬
‫جـ ‪ :‬وعده بأن يرسله إلى القاهرة مع أخيه ‪ ،‬ويصبح مجاورًا(منتسباً لألزهر الشريف)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬و لم يكن مصدقاً أو مكذّباً لهذا الكالم ؛ فكثيراً ما قال له أبوه مثل هذا الكالم ‪ ،‬وكثيرًا ما وعده أخوه األزهري مثل‬ ‫‪‬‬
‫هذا الوعد ‪ ،‬ثم سافر أخوه إلى القاهرة ‪ ،‬وبقي الصبي في المدينة يتردَّد بين البيت والكتَّاب والمحكمة ومجالس‬
‫الشيوخ‪.‬‬
‫س‪ : 2‬بماذا كان يحلم الشيخ (األب) البنه طه و أخيه ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان يحلم أن يرى طه عالماً من علماء األزهر ‪ ،‬وقد جلس إلى أحد أعمدته ومن حوله حلقة واسعة من طلبة العلم ‪..‬‬ ‫‪‬‬
‫أما األخ فكان يتمنى أن يراه قاضياً ‪.‬‬
‫س‪ : 3‬ما الذي كان يحزن الصبي(طه) وهو يتأهب للسفر إلى األزهر ؟‬
‫جـ ‪ :‬الذي كان يحزن الصبي هو تذكُّره لشقيقه الفقيد الذي توفي بداء الكوليرا ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 4‬لماذا عاد الصبي (طه) إلى حجرة أخيه خائب الظن ؟‬

‫‪3‬‬
‫جـ ‪ :‬ألنه لم يجد فرقاً بين ما سمعه في األزهر وما تعلمه في القرية من تجويد القرآن ودروس القراءات ؛ فالتجويد‬ ‫‪‬‬
‫يتقنه ‪ ،‬وأما القراءات فليس في حاجة إليها‪.‬‬
‫س‪ : 5‬ماذا أراد الصبي (طه) أن يدرس في أول سنة له في األزهر ؟ و بمَ نصحه أخوه حينئذ ؟‬
‫جـ ‪ :‬أراد الصبي (طه) أن يدرس في أول سنة له في األزهر الفقه والنحو والمنطق والتوحيد‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬وقد نصحه أخوه أن يدرس الفقه والنحو في أول سنة فقط ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫حديث دار بين األب (طه حسين) وابنته (أمينة) عن طفولته وصباه ‪ ,‬وبخاصة عندما كان في الثالثة عشر من عمره ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اتهم األب ابنته بالسذاجة والطيبة ‪ ,‬ألنها في التاسعة من عمرها واألطفال في ذلك السن يعجبون بآبائه وأمهاتهم إعجابا‬ ‫‪‬‬
‫شديدا ‪ ,‬فيتخذون منهم مثال عليا في الحياة ‪ ,‬ويتأثرون(يقلدون ويقتدون) بهم في القول والفعل ‪ ,‬بل إن األطفال‬
‫يفخرون بهم أمام أقرانهم (مفرد قرن وهو المثيل والنظير) ‪,‬ويتخيلون أنهم في طفولتهم كانوا كما هم اآلن مثال عليا‬
‫وأسوة (قدوة) حسنة‬
‫نظرة الفتاة إلى أبيها‬
‫ترى أنه خير الرجال وأكرمهم ‪ ,‬كما كان خير األطفال وأكرمهم عندما كان صغيرا ‪ ,‬فهي تظن أتنه كان يعيش في صغره‬ ‫‪‬‬
‫كما تعيش هي اآلن في رفاهية ونعيم ‪ ,‬ولم تعلم أنه كان يبذل كثير من الجهد (المشقة) ما يطيق (يستطيع)‪ ,‬و ماال‬
‫يطيق ‪,‬حتى بجبنها الحياة في مثل ظروفه عندما كان في مثل سنها ‪.‬‬
‫األب يخفي الماضي المؤلم وكثيرا من فترات حياته عن ابنته‬
‫لقد حكا لها كثيرا من أطوار (مراحل مفرد طور ) حياته ولكنه أخفى عنها مراحل كثيرة أيضا ‪ ,‬و ما ذلك إال ألنه يخشى‬ ‫‪‬‬
‫أن يخيب ظنها وأمالها في أبيها ‪ ,‬كما كان يخشى أن يفتح عليها بابا من الحزن واأللم ‪ ,‬وهو يعتبره حراما أن يفتح عليها‬
‫مثل ذلك الباب الحزين في مثل سنها‬
‫ويخشى أن يملكها اإلشفاق وتأخذها' الرأفة بحال أبيها ‪ ,‬فتبكي بكاء شديدا أو أن تضحك من ذلك الحديث قاسية الهية دون‬
‫مراعاة له ‪ ,‬فهو يعرف طبيعة األطفال الذين يميلون للهو والعبث ‪ ,‬وهو ال يحب أن يضحك طفل من أبيه ‪.‬‬
‫ولذلك آثر (فضل) أن يترك تلك المراحل المؤلمة حتى تتقدم بها السن (تكبر) وهنا تستطيع أن تقرأ وتفهم ما كان من‬ ‫‪‬‬
‫معاناته وآالمه في تلك الفترات ‪ ,‬وتستطيع أن تعرف مدى ما بذله من جهد من أجل إسعادها وتعرف مدى حبه الشديد لها ‪.‬‬

‫بكاء الفتاة عند سماعها لقصة ( أوديب ملكا )‬


‫حكى األب البنته قصة أوديب ملكا ‪ ,‬ذلك الملك الذي فقأ عينيه وخرج من قصره وسار هائما على وجهه في األرض ال‬ ‫‪‬‬
‫يعرف كيف يسير أو كيف يهتدي ‪ ,‬حتى أقبلت عليه ابنته (أنتيجون) وأخذت بيده فقادته وأرشدته ‪ .‬وهنا تغيرت الفتاة‬
‫وأخذت جبهتها السمحة تربد (تتغير) شيئا فشيئا حتى أجهشت (همت)بالبكاء ‪ ,‬ثم انكبت (أقبلت)الفتاة على أبيها لثما‬
‫(تقبيال) وتقبيال ‪ ,‬فأسرعت' أمها إليها فأخذتها وهدأت من روعك (فزعك) ‪ ,‬وفهمت األم واألب سبب البكاء ‪ ,‬فقد تذكرت'‬
‫الفتاة أن (أوديب) أصبح أعمى مثل أبيها ال يستطيع أن يرى أو يتحرك إال بمساعدة اآلخرين ‪ .‬حكى لها عن فترة الثالثة‬
‫عشر عندما أرسله أبوه إلى األزهر ليختلف (يتردد) على العلماء والدروس في األزهر ‪.‬‬
‫وصف نفسه في تلك الفترة‬
‫كان نحيفا شاحب اللون ‪ ,‬مهمل الزي ‪ ,‬أقرب للفقر من الغني ‪ ,‬تقتحمه العيون(تحتقره) فقد كانت عباءته قذرة ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫وطاقيته البيضاء قد استحال(تحول) لونها إلى السواد القاتم ‪ ,‬وكان قميصه الذي يبين (يظهر) تحت عباءته قد اتخذ‬
‫ألوانا متعددة بسبب كثرة ما سقط عليه من طعام ‪ ,‬ونعليه (حذائه) باليين (قديمين مرقعين) ‪ ,‬من أجل ذلك كانت تحتقره‬
‫عيون كل من يراه ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ولكن تلك العيون كانت أيضا تبتسم له حين ترى تلك الحالة الرثة (البالية الحقيرة) ‪ ,‬وذلك البصر المكفوف ‪ ,‬فهو‬ ‫‪‬‬
‫مكفوف البصر واضح الجبين مبتسم الثغر(الفم ج ثغور) مسرع الخطى مع قائده إلى األزهر بال تردد ‪ ,‬كما ال تظهر على‬
‫وجهه تلك الظلمة التي تظهر على وجوه المكفوفين ‪ ,‬وكان في األزهر مصغيا (مستمع باهتمام) مبتسما ‪ ,‬ال يظهر عليه‬
‫األلم أو التبرم (الضيق والضجر) ‪ ,‬وال يظهر عليه اللهو رغم أن من حوله من صبيان كانوا يلهون ويلعبون من حوله أو‬
‫على األقل يشرئبون إليه (يتطلعون ويسعون ) ‪.‬‬

‫مظاهر حرمان الصبي في األزهر‬


‫لقد حكى لها أنه كان يقضى اليوم واألسبوع والشهر والسنة وهو ال يأكل إال لونا (نوعا)واحدا من الطعام ‪ ,‬دون‬ ‫‪‬‬
‫تبرم(ضيق أو ضجر) أو تجلد (متحمال) ‪ ,‬بل كان راضيا بحاله ‪ ,‬فكان يأكله في الصباح وفي المساء ‪ ,‬ولو حدث أن عاشت‬
‫تلك الفتاة ما عاشه هو ولو يوما واحدا ألشفقت عليها أمها وأسرعت إليها بكوب الماء المعدني واستدعت الطبيب على الفور‬
‫طعام الصبي أثناء دراسته باألزهر ‪:‬‬
‫لقد كان يعيش الصبي على خبز األزهر ‪ ,‬وما أدراك ما خبز األزهر ‪ ,‬لقد كان األزهريون يجدون فيه من ضروب (أنواع)‬ ‫‪‬‬
‫القش والحصى والحشرات ما ال يعد وال يحصى ‪.‬‬
‫فقد كان ال يأكل مع هذا الخبز إال العسل األسود ‪ ,‬وهي ال تعرف العسل األسود ودعا بأال تعرفه ‪ ,‬ورغم ذلك كان يعيش‬ ‫‪‬‬
‫مبتسما ‪ ,‬ورغم أنه يحيا محروما فلم يظهر عليه هذا الحرمان ‪,‬ولعل السبب في ذلك هو رغبته في الوصل إلى ما وصل إليه‬
‫أخوه الشاب األزهري وتحصيل' العلم ‪ ,‬وتحقيق أمنية والده بأن يكون عالما كبيرا له حلقه واسعة في األزهر ‪.‬‬
‫هل عرف أبواه بما كان يحدث له في القاهرة ؟‬
‫بالطبع ال ‪ ,‬فقد كان كل عام إذا سأله أبواه عن الطعام والشراب ‪ ,‬قص عليهما األكاذيب ‪ ,‬كما تعود كل عام ‪ ,‬فيتحدث عن‬ ‫‪‬‬
‫رغد العيش (نعيم الحياة) ‪ ,‬ولم يدفعه إلى ذلك حبه للكذب ‪ ,‬بل رفقه بوالديه وإشفاقا على أخيه األزهري الذي كان‬
‫يستأثر بقليل من اللبن من دونه ‪.‬‬
‫السر في تغير حياته‬
‫كيف أصبح طه حسين على ما هو عليه من شكل' مقبول وحياة كريمة ‪ ,‬وكيف استطاع أن يثير في نفوس كثير من الناس‬ ‫‪‬‬
‫حبه وإكرامه وتقديره وتشجيعه ؟ ‪ ,‬إنه (طه حسين) ال يستطيع أن يجيب ‪ ,‬بل إن هناك شخص آخر يمكنه ذلك ‪ ,‬ذلك‬
‫الشخص هو أمها المالك ‪.‬‬
‫بم وصف طه حسين زوجته ؟‬
‫بأنها مالك قائم ساهر على سرير ابنته يحنو عليها‪ ,‬لتستقبل الليل والنهار في سعادة ومرح وابتهاج ‪ ,‬وهذا المالك هو‬ ‫‪‬‬
‫ذاته الذي حنا على طه حسين من قبل ‪ ,‬فبدل بؤسه وحرمانه إلى أمال ونعيم ‪ ,‬وغير فقره إلى غنى وشقائه إلى سعادة ‪.‬‬
‫ولذلك فهو وابنته مدينان لهذه األم المالك بكل ما يعيشان فيه من نعيم ‪ ,‬ولذلك دعا ابنته للوفاء ألمها بهذا الدين‬ ‫‪‬‬
‫العظيم ‪.‬‬

‫اللغويــات‬
‫ساذجة ‪ :‬بريئة ‪ ،‬نقية × خبيثة ‪ -‬أقرانهم ‪ :‬زمالئهم ‪ ،‬أمثالهم م قِرن ‪ -‬الطَّوْر ‪ :‬المرحلة ج أطوار ‪ -‬يطيق ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يتحمل ‪ ،‬يقدر × يعجز ‪ -‬تجهشي بالبكاء ‪ :‬تهمي وتبدئي في البكاء ‪ -‬تربد ‪ :‬تحمر حمرة الغضب ‪ -‬لثماً ‪ :‬تقبيالً ‪-‬‬
‫روعك ‪ :‬فزعك ‪ -‬أغريكِ ‪ :‬أحضك و أحرضكِ ‪ ،‬مادتها (غرو) ‪ -‬عباءة ‪ :‬رداء طويل واسع ‪ -‬استحال ‪ :‬تحوّل ‪ -‬حال‬
‫رثة ‪ :‬مهينة قبيحة ‪ -‬يشرئبون ‪ :‬يتطلعون ‪ -‬خليقة ‪ :‬جديرة ‪ -‬رغد ‪ :‬رزق واسع ‪ -‬يستأثر ‪ :‬يخص نفسه ‪ -‬البؤس ‪ :‬فقر‬
‫وشدة ‪.‬‬

‫س&ج‬
‫س‪ : 1‬لماذا أشفق الكاتب (طه) من مصارحة ابنته بحقيقة ما كان من طفولته وصباه ؟‬

‫‪3‬‬
‫جـ ‪ :‬وذلك حتى ال تتغير الصورة الجميلة التي كثيراً ما يرسمها األطفال عن آبائهم في تلك السن الصغيرة ‪ ،‬و حتى ال‬ ‫‪‬‬
‫يخيب كثيراً من ظنها ‪ ،‬أو يفتح إلى قلبها باباً من أبواب الحزن فيعكر صفو حياتها ‪.‬‬
‫س‪ : 2‬بمَ تفسر بكاء االبنة بعد سماع قصة أوديب ملكاً ؟‬
‫جـ ‪ :‬بكيت االبنة ألنها رأت أوديب الملك كأبيها مكفوفًا ال يبصر وال يستطيع أن يهتدي وحده‪ .‬فبكيت ألبيها كما بكيت‬ ‫‪‬‬
‫لقصة أوديب ‪.‬‬
‫س‪ : 3‬بمَ وصف الكاتب (طه) هيأته وشكله حينما أرسل إلى القاهرة وهو في الثالثة عشرة من عمره ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان نحيفًا شاحب اللون ‪ -‬مهمل الزيّ أقرب إلى الفقر منه إلى الغنى‪ -‬يرتدي عباءة قذرة و طاقية تحوّل بياضها‬ ‫‪‬‬
‫إلى سواد قاتم ‪ -‬قميصه اتخذ ألوانًا مختلفة من كثرة ما سقط عليه من الطعام ‪ -‬حذاءه قديم مرقّع ‪ -‬واضح الجبين مبتسم‬
‫الثغر ال متألمًا وال متبرمًا وال مظهرًا ميالً إلى لهو ‪ -‬وال تظهر على وجهه هذه الظلمة التي تغشى عادة وجوه المكفوفين‬
‫‪.‬‬
‫س‪ : 4‬ويل لألزهريين من خبز األزهر ‪ ..‬ماذا قصد الكاتب بهذه العبارة ؟‬
‫جـ ‪ :‬يقصد المعيشة السيئة ‪ ،‬حيث كان ذلك الخبز يجدون فيه ضروبًا من القش وألوانًا من الحصى وفنونًا من الحشرات‬ ‫‪‬‬
‫التي تجعل أكله عذاباً ‪.‬‬
‫س‪ : 5‬لماذا كان طه حسين يخفي عن أبويه ما كان فيه من حرمان أثناء دراسته في األزهر ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألنه كان يرفق بهذين الشيخين ويكره أن يخبرهما بما هو فيه من حرمان ‪ ،‬فيحزنهما‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 6‬كان طه حسين يرى أن الناس ينظرون إليه بمنظارين ‪ .‬وضح ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬كثير من الناس ما يثير من حسد وحقد وضغينة ‪ ،‬وآخرون ينظرون إليه برضا و تشجيع ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫قضى الصبي في القاهرة أسبوعين أو أكثر وهو ال يعلم من أمره شيء سوى انه ترك الريف واتجه إلى القاهرة ‪ ,‬ليطيل‬ ‫‪‬‬
‫المقام فيها مختلفا(مترددا) إلى العلماء‪ ,‬فهو يقضي بذلك أحد أطوراه (أحوال وهيئات) الثالث التي يتخيلها وال يحققها ‪.‬‬
‫الطريق إلى بيت الصبي‬
‫كان الصبي يسكن بيتا غريبا‪ ,‬ويسلك إليه طريقا غريبا أيضا ‪ ,‬فهو يميل إلى اليمين إذا عاد من األزهر‪ ,‬فيدخل من باب‬ ‫‪‬‬
‫يفتح في النهار ويغلق في الليل‪ ,‬وتفتح في وسطه فجوة(فتحة) ضيقة بعد صالة العشاء‪.‬‬
‫وإذا تجاوز هذا الباب يشعر عن يمينه بحرٍّ خفيف يبلغ (يصل) إلى صفحة (ناحية) وجهه اليمنى مصحوبا بدخان يصل إلى‬ ‫‪‬‬
‫خياشيمه (أقصى أنفه‪/‬م خيشوم)‪ .‬وأحس من نفس المكان على يمينه بصوت غريب يثير العجب في نفسه كلما سمعه‪ ,‬ولكنه‬
‫ينكره(يجهله) ويستحي (يخجل) أن يسأل عنه‪ ,‬ولعل السبب في ذلك هو فقده لبصره وانشغال قائده باختيار المناطق‬
‫المستقرة في الطريق ليسهل عليه العبور فاستحى أن يسأله‪ ,‬ويبدو أنه شعر بأن مصدر هذا الصوت معلوم للجميع فاستحى أن‬
‫يظهر جهله به وعجزه عن معرفة ماهيته‪ ,‬ولكنه بعد أيام علم من أحاديث الناس بأن ذلك الصوت هو صوت قرقرة الشيشة‪,‬‬
‫التي يدخنها تجار الحي ويُعدها لهم صاحب المقهى‪ ,‬وعلم أيضا أنها سبب ذلك الحر والدخان الذي كان يشعر بهما إذا دخل‬
‫من باب الحي ‪ .‬ثم يمضي الفتى في حذر شديد فاألرض لم تكن مستقرة‪ ,‬ألن صاحب المقهى كان يكثر من صب الماء أمامه‪,‬‬
‫ثم يتجه إلى طريق آخر مكشوف ولكنها ضيقة وتنبعث منها روائح غريبة تكون خفيفة أول النهار وتكون شديدة عنيفة‬
‫حينما يتقدم النهار وتشتد' حرارة الشمس وقلما (قليل ونادرا) كان الطريق يستقيم أمامه فقائده كان ينحرف (يميل) به‬
‫ذات اليمين وذات الشمال لتفادي العقبات التي أمامه‪ ,‬كما كان يصف له األبنية المرصوصة على جانبي الطريق‪ ,‬والصبي‬
‫مازال يشم تلك الروائح الكريهة وكأنها تتجمع فوق رأسه كالسحاب المتراكم (المجتمع بعضه إلى بعض)‪.‬‬
‫أصوات في الطريق‬
‫وكان يسمع في الطريق إلى البيت كثيرا من األصوات المختلفة‪ ,‬فمرة يسمع أصوات النساء يتخاصمن‪ ,‬وأوات الرجال يتنادون‬ ‫‪‬‬
‫في عنف‪ ,‬ويتحدثون في رفق‪ ,‬وأصوات األثقال تحط وتُعتل (تُحمل)‪ ,‬وكذلك يسمع صوت السقا وهو يبيع الماء‪ ,‬وصوت‬
‫الحوذي (سائق العربة) وهو يزجر (يصيح بشدة) حماره أو فرسه‪ ,‬وكذلك صوت العربة تئز عجالتها أزا (صوت ناتج عن‬
‫شدة الحركة والغليان مصدرها أزا وأزيزا) ‪ ,‬وربما شق هذه األصوات صوت نهيق الحمار أو صهيل الفرس ‪.‬‬
‫حال الفتي في الطريق للبيت‬
‫كان الفتى كلما مضى إلى البيت فإنه يسير مشرد الذهن (مفرق‪ ,‬وغير منتبه)‪ ,‬وقد أغفل (نسي) كل شيء حوله‪ ,‬ولكنه‬ ‫‪‬‬
‫سرعان ما ينتبه ويعود لرشده إذا بلغ (وصل) إلى مكان بعينه حيث يسمع فيه أحاديث مختلطة‪ ,‬تأتيه من باب مفتوح عن‬
‫شماله‪ ,‬وهنا يعرف أنه سينحرف بعد خطوة أو خطوتين إلى الشمال ليصعد السلم الذي ينتهي به إلى مسكنه ‪.‬‬
‫كيف وصف الصبي السلم ؟ ما المتاعب التي يواجهها الفتي في الصعود والنزول؟‬

‫‪3‬‬
‫كان السلم متوسط السعة‪ ,‬فال هو ضيق وال شديد السعة‪ ,‬وكانت درجاته مبنية من الحجر‪ ,‬ولكن بسبب كثرة الصعود‬ ‫‪‬‬
‫والنزول عليه فقد أهمله السكان فلم يغسله أحد ولم ينظفه إنسان ‪ ,‬فتراكم عليه التراب الكثيف‪ ,‬حتى تراكم على بعضه‬
‫فاختفى الحجر وتخيل' كل من صعد عليه بأنه يصعد أو ينزل على سلم من الطين ‪.‬‬
‫عادة الصبي التي أهملها في مسكنه‬
‫لقد كان الصبي كلفا (مولعا ومغرما ومحبا) بإحصاء الدرج كلما صعد إلى سلم أو هبط منه‪ ,‬ولكنه في هذا البيت أقام ما‬ ‫‪‬‬
‫شاء اهلل له دون أن يفكر ولو مرة واحدة في إحصاء درجاته‪ ,‬ويبدو أن ذلك بسبب ما يعانيه من قذارة وروائح كريهة‬
‫تفوح على طول السلم‪ ,‬باإلضافة إلى معاناته الشديدة في الطريق‪ ,‬فال يجد متسعا في صدره ليحصى درجات السلم‪.‬‬
‫الطابق األول‬
‫علم الفتى بعدما صعد السلم مرتين أو مرات أنه إذا صعد درجات قليلة منه‪ ,‬فال بد أن ينحرف قليال ليكمل الصعود‪ ,‬ويترك‬ ‫‪‬‬
‫عن يمينه فجوة فال يلج (يدخل مصدرها ولوج) إليها مطلقا ألنه يعلم أنها تؤدي إلى الطابق األول من البيت وهو إنما‬
‫يسكن في الطابق الثاني‪ .‬لم يكن يسكن هذا الطابق طالب العلم‪ ,‬وإنما كان يسكنه أخالط (م‪ /‬خَلط وهو الشيء يخلط مع‬
‫أشياء أخرى‪ ,‬والمراد أنواع متعددة) من الباعة والعمال‪.‬‬
‫الطابق الثاني‬
‫ال يكاد الفتى يبلغ الطابق الثاني حتى تجد نفسه المكدودة (المتعبة والمرهقة) شيئا من الراحة‪ ,‬لما وجده من هواء طلق‬ ‫‪‬‬
‫يتيح له التنفس بعد أن كاد يختنق من الروائح مألت هذا السلم القذر ‪.‬كما كان يشعر بالراحة عندما يسمع صوت الببغاء‬
‫الذي ال ينقطع‪ ,‬كأنه يشكوا إلى الناس من صاحبه الفارسي الذي يقسو عليه ويحبسه في القفص ليبيعه في يوم من األيام‬
‫لمن يدفع ثمنه ليسجنها هو األخر في قفص بغيض أخر‪ ,‬فإذا ما قبض (استلم) ثمنها نقدا (× آجال) اشترى بدلها لتعاني‬
‫نفس معاناتها من سجن في قفص بغيض وانتظار لتنتقل من يد ألخرى‪ ,‬وينتقل معها دعاؤها الحزين الذي يبهج الناس‬
‫ويفرحهم في كل مكان تكون فيه‪.‬‬
‫هناك عالقة بين الببغاء والفتى‪ ,‬فما هي ؟ وأثر صوت الببغاء على الفتى‬
‫يرتبط الفتى بالببغاء في أن كالهما سجين‪ ,‬فالببغاء سجين في القفص لدى صاحبه الفارسي ‪ ,‬والفتى سجين في الظالم‪ ,‬وال‬ ‫‪‬‬
‫مفر لهما من هذا السجن الذي قُدر لهما‪ .‬لم يكن يسكن الببغاء مع الفتى ولكنه كان يسكن مع صاحبه في بيت مجاور لبيت‬
‫الفتى ‪.‬‬
‫وكان له أثر كبير في حياة الصبي‪ ,‬فقد كان يشعره بالراحة ألنه وجد من يشاركه الحزن بسبب سجنه‪ ,‬وكذلك كان الفتى‬ ‫‪‬‬
‫إذا صعد أعلى السلم وسمع صوت الببغاء عرف انه سينحرف إلى اليمين ليدخل طريقا ضيقا ويمر من أمام بيتين يسكنهما‬
‫رجالن من فارس‪ ,‬أحدهما شابا واآلخر تقدمت به السن‪ ,‬ويتصف أحدهما بالرقة واالنبساط‪ ,‬واآلخر باالنقباض (االعتزال‬
‫واالنطواء)عن الناس والغلظة (القسوة والجفاء)‪.‬‬
‫مكونات بيت الصبي‬
‫يدخل الصبي بيته‪ ,‬الذي يتكون من غرفتين؛ األولى تشبه الدهليز (المدخل من الباب والدار) تجمعت فيها المرافق المادية‬ ‫‪‬‬
‫مثل األطعمة والمالبس‪ ,‬وتمتد هذه الغرفة لتنتهي بأخرى غير مستقيمة تجمعت فيها المرافق العقلية فكانت غرفة الدرس‬
‫والحديث والسمر والقراءة والكتب ويكون فيها النوم والطعام‪ ,‬وبها بعض أدوات الشاي وبعض رقائق الطعام‪.‬‬
‫مجلس الصبي‬
‫لم يختلف مجلس الصبي في هذه الغرفة عن أي غرفة دخلها قبل ذلك فبمجرد دخوله الغرفة يميل شماال ومشي خطوة أو‬ ‫‪‬‬
‫خطوتين فيجد حصيرا مبسوطا على األرض وعليه فراش قديم ولكنه قيم (جيد)‪ ,‬ويسند ظهره إلى الحائط إثناء جلوسه‪,‬‬
‫وعليها يكون مجلسه بالنهار ومنامه بالليل حيث يُلقى إليه وسادة (ما يوضع تحت الرأس ‪/‬ج‪ /‬وسائد وسادات) يضع عليها‬
‫رأسه ولحافا (غطاء من القطن ج‪ /‬لُحف) يلتف به‪ ,‬وكان يحاذي (يوازي) مجلسه مجلس أخيه الشيخ‪.‬‬
‫مجلس أخيه الشيخ‬

‫‪3‬‬
‫كان يوازي مجلس الصبي مجلس أخيه الشاب‪ ,‬وكان أرقى من مجلسه قليال أو كثيرا‪ ,‬فكان يتكون من بساط على األرض وعليه‬ ‫‪‬‬
‫وألقي عليه بساط ال بأس به‪ ,‬ثم ألقي على البساط فراش آخر من اللُّبد (بساط من الصوف ‪/‬ج‪ /‬ألباد ولبود) ثم ألقي‬
‫على اللبد حشية (فراش محشو) طويلة عريضة من القطن ثم من فوق هذه الحشية مالءة‪.‬‬
‫وعلى هذا الفراش كان يجلس األخ الشيخ وأصفيائه ( األصدقاء المخلصون ‪/‬م‪ /‬صفي) وكانوا يسندون ظهورهم إلى وسائد‬ ‫‪‬‬
‫قد رص على الحشية رصا‪ ,‬فإذا جاء الليل استحال هذا المجلس إلى سرير ينام عليه الفتى الشيخ ‪.‬‬

‫اللغويات‬
‫مختلفاً ‪ :‬متردداً ‪ -‬األطوار ‪ :‬المراحل ‪ ،‬األشكال م طور ‪ -‬فجوة ‪ :‬متسع بين شيئين ‪ ،‬ثغرة ج فجوات ‪ -‬خياشيمه ‪ :‬أي‬ ‫‪‬‬
‫أنفه ‪ -‬يُنكر الصوت ‪ :‬يجهله ‪ -‬قرقرة الشيشة' ‪ :‬صوتها ‪ -‬مصطخبة ‪ :‬مختلطة ‪ ،‬متصايحة ‪ ،‬عالية‪ -‬األثقال تُعتل ‪ :‬تُحمل‬
‫‪ -‬الحُوذِيّ‪ :‬سائق العربة التي تجرها الخيول (العربجي) ‪ -‬أزاً ‪ :‬صوت االحتكاك ‪ -‬كَلِفاً ‪ :‬مغرماً ‪ ،‬محباً ‪ -‬يلج ‪:‬‬
‫يدخل ‪ ،‬مادتها (ولج) ‪ -‬شراسة ‪ :‬سوء خلق ‪ -‬انقباض ‪ :‬اعتزال ‪ ،‬ابتعاد ‪ ،‬انطواء × انشراح ‪ -‬دعة ‪ :‬سكينة ‪ ،‬استقرار ‪-‬‬
‫الدهليز ‪ :‬المدخل الممتد ما بين الباب ووسط' الدار ج الدهاليز ‪ -‬اللبد ‪ :‬الصوف ‪ -‬حشية ‪ :‬مرتبة ‪ ،‬وسادة ج حشايا ‪-‬‬
‫أصفياء ‪ :‬أصدقاء مقربون م صَفَيّ ‪.‬‬

‫س & جـ‬
‫س‪ : 1‬كيف كان شعور الصبي وحاله أول ما نزل إلى القاهرة ؟لماذا ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان الصبي يشعر بالغرابة في بداية حياته بالقاهرة فكل ما حوله غريب من أماكن وبشر وعادات ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 2‬ما مصدر الصوت الذي كان الصبي الذي كان يسمعه الفتى ؟ ولِمَ لم يسأل عنه ؟‬
‫جـ ‪ :‬مصدره ( قرقرة الشيشة ) التي يدخنها بعض تجار الحي ‪ .‬لم يسأل عنه استحياء أن يسخر أحد منه‪ ،‬و رغبة منه أن‬ ‫‪‬‬
‫يصل إليه وحده ‪.‬‬
‫س‪ : 3‬وصف الكاتب طريق الفتى من بيته و العقبات التي كان يجدها ‪ .‬وضِّح ذلك ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬عندما كان يتجاوز مكان القهوة ومكانها المسقوف المليئة أرضه بالماء من كثرة ما كان يصب فيه صاحب القهوة مـن‬ ‫‪‬‬
‫الماء‪ ،‬كان يخرج إلى طريق مكشوفة ولكنها ضيقة قذرة تنبعث منها روائح كريهة للغاية ‪ ،‬ثم بعد هذه العقبة يستقبل‬
‫الطريق ترافقه الروائح المنكرة ‪.‬‬
‫س‪ : 4‬كانت األصوات التي تصل إلى سمع طه مختلفة أشد االختالف ‪ .‬وضِّح ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬بالفعل كانت أصوات مختلطة مصطخبة من النساء والرجال وصوت السقاء يتغنى ببيع الماء وصوت الحوذي يزجر حماره‬ ‫‪‬‬
‫أو بغله ‪ ،‬وصوت العربة تئز عجالتها ‪.‬‬
‫س‪ : 5‬وكان صاحبنا يمضى بين هذا كله مشرد النفس قد غفل أو كاد يغفل عن كل أمره ‪ ...‬ليصعد في الـسلم الذي سينتهي به‬
‫إلى حيث يقيم وكان هذا السلم متوسطًا ليس بشديد السعة وال بشديد الضيق قد اتخذ درجه مـن الحجر ‪.....‬‬
‫‪ -‬وصف الكاتب السلم الذي كان يصعده الصبي في بيته وما فيه ‪ .‬وضح ذلك ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬وصف الكاتب السلم بأنه كان ال يغسل وال ينظف كأنه سلم من طين ولم يخطر له أبداً أن يحصى درج هذا السلم‬ ‫‪‬‬
‫وعنـد صعوده بعض درجاته كان يعلم أنه وصل إلى الطبقة األولى من ذلك البناء وكان يسكنها أخالط من العمال والباعة ‪.‬‬
‫ويمضى مصعدًا حتى يبلغ من خاللـه الطبقة الثانية حيث يسمع الببغاء التي كانت تئن كأنما تُشْهد الناس على ظلـم‬
‫صاحبها ( الفارسي) الذي سجنها ثم ينحرف نحو اليمين فيمر بطريق ضيقة أمام بيتين يـسكنهما رجـالن مـن فارس ‪،‬‬
‫أحدهما ال يزال شاباً فيه غلظة وشراسة واآلخر تقدمت به السن فيه رقة وتبسط' للناس ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أهم أطوار حياة الصبي في األزهر‬
‫عاش الصبي أثاء دراسته باألزهر في القاهرة ثالثة أطوار اختلف شعوره نحوها بين الراحة واألمان واالضطراب‪ ,‬وهذه‬ ‫‪‬‬
‫األطوار هي‪:‬‬
‫الطور األول‪ :‬حياته في غرفته‪( .‬حيث الوحدة والغربة والشعور بالوحشة‪).‬‬ ‫‪‬‬
‫الطور الثاني‪ :‬الطريق بين البيت واألزهر‪( .‬وفيه الشعور باالضطراب والتشتت والتعب)‬ ‫‪‬‬
‫الطور الثالث‪ :‬وهو أحب األطوار إليه وهو وجوده في األزهر للدراسة والعلم‪( .‬حيث المتعة واألمان والغرق في بحر العلم‬ ‫‪‬‬
‫الذي ليس له حد‪).‬‬
‫الطور األول‪ :‬حياة الصبي في الغرفة‬
‫هنا يعيش الصبي في غرفته ويشعر بالغربة القاسية على قلبه‪ ,‬وذلك ألنه ال يعرفها وال يعرف ما تشتمل عليه (تحتوي)‬ ‫‪‬‬
‫من أثاث ومتاع إال القليل القريب منه فقط‪ .‬مما جعله يشعر طوال فترة إقامته فيها بأنه غريب عن الغرفة غريب عن‬
‫الناس واألشياء‪ ,‬مما جعل صدره ضيقا بهذه الغرفة وبكل ما فيها حتى الهواء الذي يتنفسه شعر بأنه هواء ثقيل ال راحة‬
‫فيه وال حياة‪.‬‬
‫ولعل السبب في ذلك كله أن هذه الغرفة تختلف عن بيته الريفي الذي كان يعلم كل غرفاته وحجراته بما تحويه من أثاث‬ ‫‪‬‬
‫ومتاع وأشياء‪.‬‬
‫الطور الثاني‪ :‬الطريق من البيت لألزهر‬
‫عاش في هذا الطور من حياته مفرق النفس (موزع النفس أي مشتت) يسيطر عليه شعور باالضطراب والحيرة الباهظة‬ ‫‪‬‬
‫( الشاقة) التي تفسد عليه أمره وحياته‪ ,‬فتدفعه إلى التقدم لألمام في طريقه المادية وطريقه المعنوية بال هدى‪.‬‬
‫فقد كان مصروفا عن نفسه ( مشغوال) بتلك األصوات العالية والحركات المضطربة المختلفة من حوله‪ ,‬بل كان مستخذيا في‬ ‫‪‬‬
‫نفسه ( يشعر بالخذي والمعرة ‪ -‬خجال) من اضطراب خطاه (خطواته – م‪/‬خطوة) وعجزة عن مجاراة مشيته الهادئة‬
‫الحائرة بمشية صاحبه المهتدية العارمة (الشديدة السريعة) العنيفة‪.‬‬
‫ما المقصود بالطريقة المادية والطريق المعنوية؟‬
‫الطريق المادية هي الطريق الذي يمشي فيه الكاتب من البيت لألزهر والعكس‪ .‬أما الطريق المعنوية فهي أحواله النفسية‬ ‫‪‬‬
‫ومشاعره‪.‬‬
‫الطور الثالث‪ :‬وجوده في األزهر‬
‫دلل على حب الصبي لطور حياته في األزهر؟‬ ‫‪‬‬
‫هو أحب أطوار حياته في القاهرة إليه‪ ,‬فقد كان يجد فيه الراحة واألمان واالستقرار‪ ,‬بل كان النسيم الذي يترقرق‬ ‫‪‬‬
‫( ينساب ويتحرك برقة) في صحن األزهر ويحيي وجهه ( يوجه التحية) كل صباح بعد الفجر يشبه قبالت أمه التي كانت‬
‫تطبعها على جبينه في الريف من حين آلخر حينما يمتعها بقصة من تلك القصص التي يقرأها أثناء عبثه(لهوه) في الكتب‬
‫أو حينما يقرأ عليها آيات القرآن الكريم‪ ,‬أو حينما يخرج شاحبا (متغير اللون) من خلوته التي كان يقرأ فيها عدية يس‬
‫ويتوسل بها إلي اهلل ليقضى حاجته وأسرته‪( .‬عدية يس هي تالوة سورة يس عدة مرات)‪.‬‬
‫أثر القبالت والنسيم على الصبي‬
‫لقد كانت قبالت أمه على خديه تنعش قلبه وتشيع في نفسه األمر واألمن والحنان‪ ,‬وهو ما كان يتذكره ويشعر به كلما‬ ‫‪‬‬
‫أحس بذلك النسيم على خديه حيث يرده إلى الراحة بعد التعب وإلى الهدوء بعد االضطراب وإلى االبتسام بعد العبوس‬
‫(التجهم)‪.‬‬
‫ما الذي قنع به الصبي من األزهر؟‬
‫مع الراحة الكبيرة واألمان الذي كان يشعر به الصبي في األزهر فإنه لم يعلم عن األزهر شيئا وترتيبه وشكله بل كان‬ ‫‪‬‬
‫يكفيه أن تمس قدماه الحافيتين أرض األزهر وأن يلمس وجهه ذلك النسيم المنعش وأن يحس أن األزهر نائما هادئا يريد‬
‫أن يستيقظ وينشط وتعود إليه نفسه من جديد‪.‬‬
‫مشاعر الصبي في األزهر؟‬

‫‪3‬‬
‫أثناء وجود الصبي في األزهر كان يشعر أنه في وطنه بين أهله وأصحابه فال يشعر بالغربة أو األلم بل كان يشتق قلبه‬ ‫‪‬‬
‫ألن يتلقى شيئا لم يعرفه من قل ولكنه أحبه لكثرة ما سمع اسمه من أهله وأصحابه وأراد أن يعرف ما وراء هذا االسم أال‬
‫وهو العلم‪.‬‬
‫العلم بحر واسع ال ساحل له‬
‫لقد سيطر على الصبي شعور غريبا قويا بأن هذا العلم ال حد له‪ ,‬وأن الناس قد ينفقوا (يقضوا ويُفنوا) حياتهم كلها وال‬ ‫‪‬‬
‫يبلغون (يصلون ويحصلون)من هذا العلم إال أيسره (أقله)‬
‫وكان يريد أن يعيش حياته كلها يأخذ من هذا العلم ما استطاع حتى ولو كان ما يحصله طوال حياته هو أقل القليل‪ ,‬فقد‬ ‫‪‬‬
‫سمع أباه وأصحابه يتكلمون عن هذا العلم بأنه بحر واسع ال ساحل له‪ ,.‬وهو لم يأخذ هذه المقولة على أنها تشبيه أو‬
‫تجوز (تعبير غير حقيقي) بل أخذها على أنها حقيقة العلم التي ال جدال فيها‪ .‬وقد جاء إلى القاهر ليلقي بنفسه في هذا‬
‫البحر فيشرب منه ما شاء اهلل ثم يموت فيه غرقا‪ ,‬فالموت غرقا في بحر اعلم هو أحب موت إلى الرجل النبيل (الشريف‬
‫العظيم)‪.‬‬
‫أثر هذه المقولة على الصبي‬
‫كلما فكر الصبي في هذه المقولة ومعناها امتألت نفسه بها حتى تمتلك هذه الفكرة كيانه‪ ,‬وينسى بها غرفته الموحشة‬ ‫‪‬‬
‫والطريق المضطرب الملتوي‪ ,‬بل وصل األمر ألن ينسى الريف بما فيه من لذة ومتعة وجمال‪ ,‬وشعر بأنه لم يخطئ ولم‬
‫يغالي (يبالغ) عندما تعلق باألزهر واشتاق إليه‪ ,‬وأصبح يضيق ( سأم ومل) باإلقامة في الريف ‪.‬‬
‫األزهر بعد صالة الفجر‬
‫كان الصبي إذا دخل صحن األزهر فجرا وصعد درجاته األولى اليسيرة (القليلة) شعر بقلبه قد امتأل خشوعا وخضوعا‬ ‫‪‬‬
‫وامتألت نفسه إكبارا وإجالال لهذا المكان الطاهر‪ .‬وكان يخفف من سرعته وخطاه(خطواته م‪/‬خطوة) وهو يمشي على الحصر‬
‫المبسوطة (المفروشة × المطوية) البالية (الرثة) التي تنفرج في بعض األحيان عن أرض األزهر الطاهرة فتسمح‬
‫للمصلين والساعين أن يمسوا أرضه الطاهرة كأنها تريد لهم الحصول على شيء من بركة هذا المكان الطاهر‪.‬‬
‫أحب لحظات الصبي في األزهر‬
‫وكانت تلك اللحظات هي أحب لحظاته في األزهر حيث ينفتل المصلون (ينصرف) من صالة الفجر ومازال النعاس في عيونهم‬ ‫‪‬‬
‫ليتحلقوا (يجلسون في حلقة) حول أعمدة المسجد منتظرين الشيوخ واألساتذة الذين يسمعون منهم درس الفقه أو درس‬
‫الحديث أو درس األصول أو‪....‬‬
‫فقد كان األزهر في هذه اللحظة هادئا ال يعقد (ال يظهر) فيه هذا الدوي (الصوت العالي) الذي يمأله منذ طلوع الشمس‬ ‫‪‬‬
‫حتى العشاء‪.‬‬
‫ماذا كان يسمع الفتى في هذه اللحظات؟‬
‫لم يكن يسمع هذا الصوت العالي الغريب الذي يمأل األزهر منذ طلوع الشمس حتى صالة العشاء وإنما كان يسمع األحاديث‬ ‫‪‬‬
‫يتهامس بها أصحابها أو فتى يقرأ القرآن في صوت هادئ معتدل أو مصلٍ لم يدرك الجماعة أو أدركها ولكنه يتنفل (يصلي‬
‫النافلة وهي ما زاد عن الفرض واألصل أنه ال صالة لنافلة بعد الفجر حتى يأتي وقت الضحى بعد شروق الشمس بحوالي‬
‫ثلث ساعة إال من فاتته السنة القبلية فإنه يصليها بعد الفجر أو بعد الضحا) وقد يسمع شيخا أو أستاذا يبدأ درسه بصوت‬
‫فاتر ( فيه ضعف مستحسن) حلو منكسر لم يطعم شيئا يبعث في جسمه النشاط والقوة‬
‫وتكون البداية عادة في صوت منكسر بقوله " بسم اهلل الرحمن الرحيم والحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على‬ ‫‪‬‬
‫أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ,‬قال المؤلف رحمه اهلل تعالي ونفعنا بعلمه آمين‪".......‬‬
‫أثر صوت الشيخ أو األستاذ على الطالب‬
‫يستمع الطالب للشيخ في هدوء وفتور (سكون) يشبهان هدوء الشيخ وفتوره‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫موازنة الصبي بين حال الشيوخ والطالب في الفجر وبين حالهم في الظهر‬

‫‪3‬‬
‫كثيرا ما كان الفتى يوازن بين أصوات الشيوخ حين ينطقون بصيغة بداية الدرس في وقت الفجر وأصواتهم وهم ينطقون‬ ‫‪‬‬
‫بها في درس الظهر‪ ,‬فكانت في الفجر فاترة حلوة مازال أثر النوم يظهر فيها‪ ,‬أما في الظهر فقد أصواتهم قوية عنيفة‬
‫ممتلئة فيها بعض من كسل وتظهر امتالء البطون بطعام األزهريين من مُخلَالت وفول وأشباه ذلك من ألوان الطعام‬
‫وكان في صوت الفجر دعاء للمؤلفين بالرحمة يشبه االستعطاف‪ ,‬وفي أصوات الظهر هجوم عنيف يكاد يكون عدوانا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وكانت هذه الموازنة دائما ما تعجب الفتى وتثير في نفسه متاعا (سرورا) ولذة كبيرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أين يـجلس الصبي ليتلقى درسه؟‬
‫كان إذا دخل إلى األزهر فإنه يمشي مع صاحبه حتى يرقى درجتين يبتدئ' بهما اإليوان (الساحة الداخلية لألزهر) ثم‬ ‫‪‬‬
‫يجلسه بجوار عمود من أعمدة األزهر على كرسي مربوط بسلسلة غليظة‪ ,‬ويطلب منه الجلوس واالنتظار ليسمع درس‬
‫الحديث‪ ,‬ويطلب منه االنتظار حتى ينهي هو – صاحبه‪ -‬درسه ثم يعود ليأخذه‪.‬‬
‫درس أصول الفقه لصاحب الفتى وقائده‬
‫كان درس صاحبه في أصول الفقه‪ ,‬وكان أستاذه هو الشيخ راضي –رحمه اهلل‪ -‬ويدرس له وللطالب كتاب التحرير للكمال بن‬ ‫‪‬‬
‫همام‪.‬‬
‫أثر درس أصول الفقه لصاحب الصبي على الصبي‬
‫كان الصبي كلما سمع هذه األلفاظ أصول الفقه‪ ,‬الشيخ راضي‪ ,‬التحرير‪ ,‬الكمال بن همام يمتلئ قلبه ونفسه إجالال‬ ‫‪‬‬
‫ورهبا(خوفا) وشوقا لهذا العلم‪ ,‬ثم يتساءل في نفسه‪ ,‬من يكون هذا الشيخ راضي؟ وما هذا العلم المسمى أصول الفقه؟ وما‬
‫معنى هذه الكلمة التحرير؟ وما أعظم هذين االسمين الكمال بن همام!‬
‫ثم يتذكر بأن العلم بحر ال ساحل له‪ ,‬ويظن بأن الخير كله في أن يغرق الرجل في هذا العلم حتى يموت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مظاهر إجالل الصبي لعلم أصول الفقه وشوقه له‬
‫وكان يزداد يوما بعد يوم إجالال وشوقا لهذا العلم خصوصا أنه يسمع أخاه وأصحابه يطالعون (يقرءون) الدرس ويقولون‬ ‫‪‬‬
‫فيه كالما غريبا ولكنه حلو في نفسه‪.‬‬
‫بل كان من شدة شوقه لهذا العلم يتمنى أن تتقدم به السن ست أو سبع سنوات ليستطيع أن يفهم هذا العم ويحل ألغازه (ما‬ ‫‪‬‬
‫يعمى من الكالم) ويفك رموزه ويتصرف فيه مثل هؤالء الشبان البارعون ولكنه اآلن مضطر أن يسمع وال يفهم‪.‬‬
‫جملة تؤرق تفكير الصبي‬
‫لقد كان كثيرا ما يقلب الجمل التي يسمعها من أخيه وأصحابه في نفسه لعله يفهم ما ترمي إليه فال يصل لشيء‪ ,‬حتى جاء‬ ‫‪‬‬
‫يوم سمع منهم كلمة (عبارة) أرقته ونغصت (كدرت× صفّت) عليه حياته ولياليه‪ ,‬وأصبحت تدور في عقله كما يدور‬
‫هذيان الحمى( اضطراب عقلي مؤقت) في رأس المريض‪ ,‬وصرفته عن بعض دروسه‪ ,‬حتى أنه من شدة التفكير في هذه‬
‫الكلمة بعد أن كان يفهم دروسه األولى في غير مشقة‪ ,‬أصبح ينصرف عن حديث الشيخ إلى التفكير فيما سمع من هؤالء‬
‫الشبان‪ ,‬حتى أنها أيقظته معظم ليله‪.‬‬
‫وهذه الكلمة هي "والحق هدم الهدم" وبدأ يفكر ما معنى هذه الكالم؟ وكيف ينهدم الهدم (الباطل) وما شكل هذا الهدم؟‬ ‫‪‬‬
‫وكيف يكون الهدم حقا؟ وظل كذلك لم يصرفه عنها إال إشكال (مسألة علمية تحتاج فهم عميق) من إشكاالت الكفراوي‬
‫( عنوان كتاب في النحو مسمى باسم مؤلفه)‪ ,‬وعلم يقينا بأن هذا العلم حقا بحر ال ساحل له‪.‬‬
‫المعنى المقصود من عبارة " الحق هدم الهدم " هو أن إزالة الباطل حق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العنعنة ورواية الحديث‬
‫كان الصبي في درس الحديث يسمع للشيخ ويفهم منه في وضوح وجالء‪ ,‬وال ينكر من درسه إال تلك األسماء الطويلة التي‬ ‫‪‬‬
‫تسقط على الطالب يتبع بعضها بعضا تسبقها كلمة "حدثنا" ويفصل بينها كلمة "عن"‪.‬‬
‫ولم يكن يفهم معاني هذه األسماء وال أهمية تتابعها ولهذه العنعنة المملة‪ ,‬ولكما بدأ الشيخ في روايته شعر بالملل وتمنى‬ ‫‪‬‬
‫أن تنقطع هذه العنعنة الطويلة وأن يصل إلى الحديث مباشرة‪ ,‬فإذا حدث ذلك انتبه الصبي فسمعه وحفظه وفهمه‪ ,‬وأعرض‬
‫عن تفسير الشيخ الذي كان يذكره بما كان يسمع في الريف من أمام المسجد ومن الشيخ الذي كان يعلمه أوليات (مبادئ‬
‫وأساسيات ‪/‬م أولى) الفقه‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫استيقاظ األزهر وضوضاء من فيه‬
‫وأثناء درس الصبي كان األزهر يستيقظ شيئا فشيئا‪ ,‬وترتفع أصوات الشيوخ والطالب إلى حد العنف أحيانا‪ ,‬والشيوخ‬ ‫‪‬‬
‫يرفعون أصواتهم لتصل إلى آذان الطالب ثم يضطرون إلى نطق تلك الصيغة التي يؤذن (تعلم وتخبر ) بانتهاء الدرس وهي‬
‫"واهلل أعلم"‬
‫وبعد انتهاء درس الفجر ينتظر الطالب درس الصباح وهو درس الفقه من الشيخ نفسه أو من غيره‪ ,‬وهنا يأتي صاحب‬ ‫‪‬‬
‫الصبي ويأخذه بيده في غير كالم وينقله إلى مجلس آخر في غير رفق كأنه متاع ينقل ثم ينصرف عنه‪.‬‬
‫وقد فهم الصبي أنه قد انتقل إلى درس الفقه وانه سيسمع وسيفرغ منه (ينتهي) وسينصرف' الشيخ ويتفرق الطالب ويبقى‬ ‫‪‬‬
‫هو في مكانه ال يتحول عنه (ينصرف) حتى يأتي إليه صاحبه من سيدنا الحسين حيث يتلقى درسه في الفقه الذي كان‬
‫يلقيه عليه الشيخ بخيت رحمه اهلل ‪.‬‬
‫وقد كان الشيخ بخيت يحب اإلطالة كما أن طالبه يلحون عليه في الجدال فلم يكن ينقطع (ينتهي) الدرس إال مع الضحى‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عودة الصبي إلى بيته‬
‫فإذا عاد إلي صاحبه أخذه في غير كالم بيده ومضى به يخرجه من األزهر حتى يرده إلى طوره الثاني فيقطع به الطريق‬ ‫‪‬‬
‫إلى طوره األول حيث غرفته التي يتهيأ معها الستقبال حظه ( نصيبه) من عذاب الوحدة والغربة‬
‫اللغويات‬
‫آثرها ‪ :‬أفضلها × أسوأها ‪ -‬األطوار ‪ :‬المراحل‪ -‬مفرق النفس ‪ :‬مشتت ‪ -‬الباهظة ‪ :‬الشاقة ‪ -‬مستخذياً ‪ :‬خجالناً ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مستحيّاً ‪ -‬العارمة ‪ :‬الشديدة ‪ -‬يترقرق ‪ :‬ينساب ‪ -‬أيسره ‪ :‬أقله – ينفتل ‪ :‬ينصرف ‪ -‬التنفُّل ‪ :‬صالة النوافل ‪ -‬الصوت‬
‫الفاتر ‪ :‬الضعيف ‪ -‬الليوان ‪ :‬الساحة الداخلية للمسجد ج لواوين ‪ -‬إجالل ‪ :‬تعظيم ‪ -‬يجادل ‪ :‬يناقش ‪ -‬طائل ‪ :‬فائدة ‪-‬‬
‫النجباء ‪ :‬النابهون م نجيب ‪ -‬هذيان ‪ :‬اضطراب عقلي ‪ -‬إشكال ‪ :‬التباس في الفهم ‪ -‬حصير بال ‪ :‬قديم ممزق ‪.‬‬
‫س & جـ‬
‫س‪ : 1‬ما األطوار الثالثة التي ذكرها الكاتب لحياة الصبي في األزهر ؟‬
‫جـ ‪ :‬الطور األول‪ :‬حياته في غرفته عندما ترك قريته وذهب إلى األزهر وكان يشعر في تلك الغرفة بالغربة ‪ ،‬لجهله‬ ‫‪‬‬
‫بما تحتويه إال القليل فكانت حياة ال راحة فيها فليس فيها إال األلم ‪.‬‬
‫‪ -‬الطور الثاني ‪ :‬حيث اختالط األصوات والحركات ‪ ،‬فقد كان حائرا في مشيته مستخذياً يالئم بين مشيته ومشية صاحبه‬ ‫‪‬‬
‫العارمة العنيفة ‪ .‬في طريقه من بيته إلى األزهر ‪ ،‬فكان فيه مشردا مضطربا كله حيرة‪ ،‬وكان مشغوالً بمـا حولـه‬
‫‪ -‬الطور الثالث‪ :‬وهو في أروقة األزهر ‪ ،‬فكان يجد فيه الراحة واألمن والطمأنينة واالستقرار ‪ ،‬وكان النسيم الذي‬ ‫‪‬‬
‫يتنسمه مع صالة الفجر في األزهر يذكره بأمه ‪ ،‬ويشبه قبالتها في أثناء إقامته في الريف ‪ ،‬فكان ينعش قلبه ‪ ،‬ويعيد‬
‫إليـه الـسرور واالبتسام ‪ ،‬وكان يشعر أنه بين أهله سعيدا ؛ ألنه سيتلقى العلم في أروقة األزهر وكان يكفيه أن تمس‬
‫قدميه صحن األزهر ‪.‬‬
‫س‪ : 2‬ما أحب أطوار الحياة إلى الصبي ؟‬
‫طوره الثالث في أروقة األزهر الشريف ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 3‬بماذا كان الصبي يشعر و هو في غرفته ؟ و لماذا ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان يشعر فيها بالغربة شعورا قاسيا ألنه ال يعرفها وال يعرف مما اشتملته من األثاث والمتاع إال أقله وأدناه إليه بعكس‬
‫حاله في بيته الريفي‬
‫س‪ : 4‬لماذا كان الصبي مستخذياً (مستحياً) في نفسه ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان مستخذيا في نفسه من اضطراب خطاه وعجزه من أن يالئم بين مشيته الضالة الحائرة الهادئة ومشية صاحبه‬ ‫‪‬‬
‫المهتدية العارمة العنيفة ‪.‬‬
‫س‪ : 5‬ما الذي كان الصبي يجده في طوره الثالث ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان يجد راحة وأمناً وطمأنينة واستقراراً ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 6‬ما أثر نسيم الفجر في األزهر على الفتى ؟ وبماذا كان يشبّهه ؟‬

‫‪3‬‬
‫جـ ‪ :‬و كان نسيم الفجر في صحن األزهر يتلقى وجهه بالتحية فيمأل قلبه أمنا وأمال ويرده إلى الراحة بعد التعب وإلى‬ ‫‪‬‬
‫الهدوء بعد االضطراب وإلى االبتسام بعد العبوس ‪.‬و كان يشبّهه بتلك القبالت التي كانت أمه تضعها على جبهته بين حين‬
‫وحين في أثناء إقامته في الريف حين يقرئها آيات من القرآن أو يمتعها بقصة مما قرأ في الكتب أثناء عبثه في الكتاب‪.‬‬
‫س‪ :7‬لماذا شبه الصبي النسيم الذي يترقرق في صحن األزهر بقبالت األم على جبينه ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألن ذلك النسيم أشبه بتلك القبالت التي كانت تنعش قلبه وتشيع في نفسه أمناً وأمالً وحناناً‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 8‬ما الذي كان يتشوق إليه الصبي وهو في األزهر ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان يتشوق إلي العلم فقد كان يريد أن يبلغ من هذا العلم أكثر ما يستطيع أن يبلغ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 9‬للكاتب رأي في مقولة (أن العلم بحر ال ساحل له) وضِّح ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬بالفعل فلم يأخذ هذا الكالم على أنه تشبيه أو تجوُّز وإنما أخذه على أنه الحق كل الحق وأقبل إلى القاهرة وإلى‬ ‫‪‬‬
‫األزهر يريد أن يلقى نفسه في هذا البحر فيشرب منه ما شاء اهلل له أن يشرب ثم يموت فيه غرقاً‪.‬‬
‫س‪ : 10‬كان تقدير الصبي لألزهر عظيماً ‪ .‬وضِّح سبب ذلك التقدير ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬بالفعل فقد كان ينظر إليه نظرة إكبار وإجالل؛ ألنه موطن العلم و العلماء ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 11‬علل ‪ :‬كان الصبي يحب األزهر في اللحظة التي ينفتل (ينصرف) المصلون فيها بعد صالة الفجر ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬ألن األزهر في هذه اللحظة هادئاً ال ينعقد فيه ذلك الدوي الذي كان يملؤه منذ تطلع الشمس إلى أن تصلى العشاء‬ ‫‪‬‬
‫وإنما كنت تسمع فيه أحاديث يتهامس بها أصحابها وربما سمعت فتى يتلو القرآن في صوت هادئ معتدل ‪ ،‬وربما سمعت‬
‫أستاذاً هنا أو هناك يبدأ درسه بهذا الصوت الفاتر صوت الذي استيقظ من نومه فأدى صالته ولم يطعم بعد شيئا يبعث في‬
‫جسمه النشاط والقوة ‪.‬‬
‫س ‪ :12‬وازن الصبي بين أصوات الشيوخ في الفجر و في الظهر ‪ .‬وضِّح ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬أصوات الفجر كانت فاترة حلوة فيها بقية من نوم ‪ .‬وأما أصوات الظهر فكانت قوية عنيفة ممتلئة فيها شيء من كسل‬ ‫‪‬‬
‫و كان في أصوات الفجر دعاء للمؤلفين يشبه االستعطاف وكان في أصوات الظهر هجوم على المؤلفين يوشك أن يكون‬
‫عدواناً‬
‫س‪ : 13‬ما تأثير درس الفقه يدرسه الشيخ راضى على الصبي ؟ ومتى كان يزداد هذا التأثير ؟‬
‫جـ ‪ :‬كانت ألفاظ ذلك الكتاب الذي يدرسه الشيخ راضى كتاب التحرير للكمال بن الهمام تجعل قلبه يمتلئ رهباً ورغباً‬ ‫‪‬‬
‫ومهابة وإجالالً‪ .‬و كان يزداد هذا التأثير ويعظم من يوم إلى يوم حين كان يسمع أخاه ورفاقه يطالعون الدرس قبل‬
‫حضوره فيقرءون كالما غريبا ولكنه حلو الموقع في النفس ‪.‬‬
‫س‪ : 14‬ماذا تمنى الصبي في ذلك الوقت ؟‬
‫جـ ‪ :‬تمنى أن تتقدم به السن ستة أعوام أو سبعة ليستطيع أن يفهمه وأن يحل ألغازه ويفك رموزه ‪ ،‬ويتصرف فيه كما كان‬ ‫‪‬‬
‫يتصرف فيه أولئك الشبان البارعون ويجادل فيه أساتذته كما كان يجادل فيه أولئك الشباب البارعون ‪.‬‬
‫س‪ : 15‬وقد سمع جملة بعينها شهد اهلل أنها أرقته غير ليلة من لياليه ونغصت عليه حياته غير يوم من أيامه‪. ..‬‬
‫ما الجملة التي أرقت تفكير الصبي ؟ و لمَ ؟ وما الذي صرفه عنها ؟‬
‫جـ ‪ :‬هذه الجملة التي نغصت عليه حياته هي ( و الحق هدم الهدم ) جعلته متيقظًا الليل كله ‪ ،‬ما معنى هذا الكـالم ؟ كيـف‬ ‫‪‬‬
‫يكون الهدم ؟ وما عسى أن يكون هذا الهدم ؟ وكيف يكون الهدم حقًا ؟ وصرف عنها ذات يوم بكتاب (الكفـراوي) في‬
‫النحو فأقبل عليه وفهمه وحاول فيه وأحس أنه يشرب من ذلك البحر الذي ال ساحل له وهو بحر العلم ‪.‬‬
‫س‪ : 16‬لماذا أنكر الصبي أسلوب العنعنة الذي كان يتبعه الشيوخ في دروسهم ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألنه ممل و يجعل الشيخ يقطع الحديث وكان يتمنى أن تنقطع هذه العنعنة وأن يصل الشيخ إلى الحديث فإذا وصل إليه‬ ‫‪‬‬
‫سمعه الصبي ملقياً إليه نفسه كلها فحفظه وفهمه‪.‬‬
‫س‪ : 17‬ما الذي كان يحدث للصبي بعد انتهاء درس الفجر ؟‬

‫‪3‬‬
‫جـ ‪ :‬كان يقبل على الصبي صاحبه(أخوه) فيأخذه بيده في غير كالم ويجذبه في غير رفق ‪ ،‬ويمضى إلى مجلس آخر فيضعه‬ ‫‪‬‬
‫فيه كما يضع المتاع وينصرف عنه ‪ ،‬ثم يبقى هو في مكانه ال يتحول عنه حتى يعود إليه صاحبه من سيدنا الحسين حيث‬
‫كان يسمع درس الفقه فيأخذه بيده في غير كالم ويجذبه في غير رفق ويمضى به حتى يخرجه من األزهر‪.‬‬

‫الوحدة وعذاب الصبي‬


‫لقد كانت الوحدة هي السبب األول وراء عذاب الصبي في تلك الغرفة التي كرهها‪ ,‬فقد كان أخوه دائم التنقل وأصحابه بين‬ ‫‪‬‬
‫غرفات الرَبع وال يستقرون في مكان واحد وال يجد الصبي أحد يسليه حتى يأتي أخوه آخر األمر ليال‪.‬‬
‫مجلس أخي الصبي وأصحابه‬
‫لقد كان هذا المجلس دائم التنقل غير مستقر‪ ,‬فهم في الصباح في غرفة والمساء في غرفة أخرى وعد أول الليل في ثالثة‬ ‫‪‬‬
‫وهكذا‪ ,‬وكان أخو الصبي يتركه في الغرفة بعد درس الظهر ويذهب إلى أصحابه في إحدى الغرفات فينفقون (يقضون)‬
‫وقتهم في الدعابة والراحة والتندر ( السخرية × التوقير) بالشيوخ والطالب وتتعالى ضحكاتهم فتمأل الربع كله حتى‬
‫تصل إلى أذن الصبي الجاثم ( المستقر المالم لمكانه) فتبتسم لها شفتاه ويحزن لها قلبه‪ .‬وإنما كان حزنه وهمه بسبب أنه‬
‫ال يسمع منهم في ذلك الوقت ما كان يسمعه في الضحى من فكاهة ونوادر‪ ,‬على الرغم أن مشاركته لهم في الضحى كانت‬
‫مشاركة صامتة بابتسامة' نحيلة ال تقارن بهذا الضحك العريض‪.‬‬
‫لماذا مألت الحسرة قلب الصبي؟ (كيف كان يقضي أخو الصبي وأصحابه وقت العصر؟)‬
‫وقد امتأل قلبه حسرة وحزنا ألنه يعلم أن أخاه وأصحابه سيجتمعون حول شاي العصر يتندرون بالشيوخ والطالب ويضحكون‬ ‫‪‬‬
‫إذا ركنوا للراحة ثم سيستأنفون (يبدءون) حديثهم الهادئ المنتظم ثم يستعيدون بعض من درس الظهر مجادلين مناظرين‪,‬‬
‫ثم يعيدون درس المساء للشيخ (محمد عبده) في كتاب (دالئل اإلعجاز) والذي يلقيه في بعض أيام األسبوع‪ ,‬وفي البعض‬
‫اآلخر يلقي عليهم تفسير القرآن الكريم‪.‬‬
‫وكانوا يتحدثون حول األستاذ الشيخ ونوادره (م‪ /‬نادرة وهي الطرفة من القول) وما يحفظون من رأيه في الشيوخ وآراء‬ ‫‪‬‬
‫الشيوخ فيه‪ ,‬وما يحفظون من أجوبته التي يرد بها على السائلين له والمعترضين عليه‪ ,‬فيفحمهم ويضحك منهم زمالءهم‬
‫الطالب‪.‬‬
‫ما أثر حديث العصر على الصبي؟ ولماذا حرم من هذه المتعة؟‬
‫لقد أصبح الصبي محبا لهذا الحديث كلفا (محبا مولعا مغرما) متشوقا إلى هذا الحديث‪ ,‬وأصبح محبا للشاي يشعر بالحاجة‬ ‫‪‬‬
‫إلى كوب أو كوبين منه‪ ,‬فقد أصبح محبا له ويتمنى شربه صباحا ومساءا وال يمله حتى يستكمل منه النصاب ( القدْر)‪.‬‬
‫ولكنه محروم من هذا كله‪ ,‬ألن الطالب يتناظرون ويدرسون ويشربون الشاي في غرفة أخرى في الربع‪ ,‬وهو ال يستطيع‬ ‫‪‬‬
‫أن يشاركهم في شيء من هذا كله بسبب عماه وصغر سنه‪ ,‬كما أنه ال يستطيع أن يطلب من أخيه الشاب اإلذن بالحضور مجلسه‬
‫ليستمتع بلذة الجسم (الشاي) ولذة العقل (نوادر الشيوخ ودروس الطالب)‪.‬‬
‫الصبي يستحي أن يطلب من أخيه مرافقته‬
‫لم يستطع الصبي أن يطلب من أخيه مرافقته في مجلسه مع أصدقائه ألن أبغض شيء إليه أن يطلب إلى أحد شيئا ما‪ ,‬كما أنه‬ ‫‪‬‬
‫خشي أن يرده أخوه برفق أو عنف‪ ,‬ففضل أن ملك نفسه ويكتم حاجة عقله للعلم‪ ,‬وأذنه لالستماع وجسمه للشاي‪.‬‬
‫ما الذي يزيد من ألم الصبي ويضعف مقاومته؟‬
‫لقد كان يقاوم الصبي حاجاته المتعددة ( جسمية وعقلية وأذنه) ويكتم في نفسه رغبته الشديدة في هذا كله‪ ,‬ولكن الباب‬ ‫‪‬‬
‫الذي تركه أخوه مفتوحا كان يوصل إليه األصوات البعيدة مما يجعله يضعف ويشعر بالرغبة فيما يحب‪ ,‬واأللم لعدم قدرته‬
‫تحقيق ذلك‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أصوات من الباب المفتوح‪ ,‬وأثرها على الصبي‬
‫لقد كان يصل إلى الفتي من هذا الباب المفتوح أصوات أخيه وأصحابه وهم يضحكون‪ ,‬ويصل إليه أصوات مصمتة تنبئه بأن‬ ‫‪‬‬
‫صاحب الشاي يحطم الحطب ليشعل النار‪ .‬وكانت هذه األصوات التي تصل إليه تثير في نفسه الرغبة والرهبة‪ ,‬وتثير في‬
‫نفسه من األمل واليأس ما يعنيه (يشق عليه) وما يضنيه ( يعذبه) ويمأل قلبه بؤسا وحزنا‪.‬‬

‫ما الذي يزيد من حسرة الصبي؟‬


‫لقد كان يزيد من حسرته وحزنه أن ال يستطيع التحرك من مجلسه ولو خطوات قليلة تمكنه من الوصول للباب‪ ,‬وليس ذلك‬ ‫‪‬‬
‫ألنه ال يعرف الطريق‪ ,‬بل كان يعرفها ويحفظها‪ ,‬ويستطيع أن يقطعها متمهال‪ ,‬ولكنه كان يستحي أن يفاجئه أحد المارة‬
‫فيراه وهو يسعى متمهال مضطرب الخطا‪ ,‬وكان يشفق ( يخشى) أن يفاجئه أخوه الشاب الذي كان يحضر من وقت آلخر‬
‫ليأخذ كتابا أو أداة أو شيئا من الطعام التي كان يتبلغ بها أثناء الشاي (يسد جوعه بها) فيسأله ما خطبك؟ إلى أين تريد‬
‫؟‬
‫فآثر السالمة والعافية ورأى أنه من الخير أن يبقى في مكانه ويزداد حسرة على حسرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫شوق الصبي للبيت والريف‬


‫أصبحت الحسرات تزداد على الصبي وكان منها حسرات الحنين إلى منزله في الريف‪ ,‬فقد كان يتذكر كيف كان يعود من‬ ‫‪‬‬
‫الكتاب فيلعب ما يعلب ثم يتبلغ بكسرة خبز مجفف‪ ,‬ثم يمزح مع إخوته ويقص على أمه ما أحب من أنباء الكتاب في يومه‪,‬‬
‫ثم ينطلق خارج البيت إلى حانوت (دكان ج‪ /‬حوانيت) الشيح محمد عبد الواحد وأخيه الحاج محمود‪ ,‬فيجلس هناك متحدثا‬
‫متندرا مستمعا ألقوال المشترين من الرجال والنساء بما فيها من سذاجة وطرفة الريف‪.‬‬
‫وربما قل المشترون' فيخلو الصبي بأحد صاحبي الحانوت فيتحدث' إليه أو يقرأ له كتابا من الكتب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وكان في بعض األحيان يعدل عن ذلك ويتجه إلى المصطبة (بناء غير مرتفع يجلس عليه) المالصقة لبيته مطرقا ( منصتا)‬ ‫‪‬‬
‫ألحاديث أبيه الشيخ مع أصحابه والتي كانت تعقد من بعد صالة العصر حتى صالة المغرب‪.‬‬
‫وكان في بعض األحيان ال يخرج من بيته إذا أقبل عليه أحد رفقاء الكتاب ومعه كتابا من كتب الوعظ‪ ,‬أو قصة من قصص‬ ‫‪‬‬
‫المغازي‪ ,‬فيقرأه له حتى صالة المغرب‪ ,‬فلم يكن يشعر في الريف بالوحدة أو الغربة أو الجوع أو الحرمان‪ ,‬بل لم يكن‬
‫يتحرق لكوب من أكواب الشاي‪.‬‬
‫صوت مؤذن العصر يصف الحسرات عن نفس الصبي‬
‫لقد كان الصبي يغرق في حسراته حتى يأتيه صوت مؤذن العصر في مسجد بيبرس الذي يصرف عنه الكثير من هذه‬ ‫‪‬‬
‫الحسرات‪ ,‬ولكنه كان صوتا منكرا يذكره بصوت مؤذن المسجد في الريف‪.‬‬
‫ولكن في الريف يسمح له بما ال يسمح له به في القاهرة‪ ,‬فقد كان في القرية كثيرا ما يصعد إلى مئذنة المسجد ويشارك‬ ‫‪‬‬
‫المؤذن الدعاء بعد األذان بل كان في كثير من األحيان يؤذن بدال منه‪.‬‬
‫أما مسجد بيبرس فلم يذهب إليه مطلقا‪ ,‬وال يعرف طريق مئذنته ولم يبل درجها ( يختبر ويعرف درجاتها) أبدا‪ ,‬وال‬ ‫‪‬‬
‫يعرف هل تستقيم للمُصعد فيها أم هي كمئذنة الريف تضيق بمن يصعد فيها؟‬
‫ولذلك أصبح ال يشعر إال بالسكون المتصل‪ ,‬وأصبح يعتقد أن العلم يكلف طالبه أهواال ثقاال (أمور شديدة خطيرة ‪/‬م‬ ‫‪‬‬
‫هول)‪.‬‬
‫سكون الصبي ونوم العصر‬
‫لقد كان هذا السكون المتصل سببا لتعب الصبي وشعور باإلجهاد فيغفوا (ينام نوما خفيفا) وهو في مكانه‪ ,‬وربما وصل‬ ‫‪‬‬
‫األمر إلى أن يسلم نفسه للنوم لطويل فيستلقى في مجلسه‪ ,‬وما ينتبه إال مذعورا على صوت أخيه وهو يقول له ( موالنا‬
‫أنائم أنت؟) وقد جاء إليه يسأل عن شأنه يقدم له طعام العشاء‪.‬‬
‫مم يتألف طعام عشاء الصبي؟‬

‫‪3‬‬
‫لقد كان يحضر له أخوه رغيف وقطع من الجبن المسمى الجبن الرومي أو قطعة من الحالوة الطحينية‪ ,‬ثم ينصرف إلى‬ ‫‪‬‬
‫األزهر ليحضر درس األستاذ اإلمام‪ .‬وكان الصبي إذا أكل مع أخيه فإنه يقلل من الطعام في بعض األحيان ولم يكن يسأله‬
‫أخوه عن ذلك‪ .‬ولكنه إذا خال بالطعام فإنه يقبل عليه فيأكله كله إرضاءا ألخيه‪ ,‬فال يترك منه شيئا حتى وإن لم يرغب فيه‬
‫مخافة أن يرى أخوه شيئا من الطعام فيظن به المرض أو الحزن‪ ,‬وقد كان يبغض أن يثير في نفس أخيه القلق أوالهم ‪.‬‬
‫صوت مؤذن المغرب‬
‫لقد كان صوت مؤذن المغرب يثير في نفسه الوحشة واإلحساس بالوحدة واأللم ألنه يعلم أن الليل قد أقبل عليه‪,‬وأن‬ ‫‪‬‬
‫الظلمة قد أخذت تكتنفيه (تحيط به) وأن المصباح مُطفأ ‪ .‬وقد كان يتمنى لو أن بعض المبصرين معه في الغرفة فيضيئوا‬
‫المصباح‪.‬‬
‫ما حاجة المكفوف للمصباح ليال؟‬
‫المبصرون يظنون خطأ أن المكفوف ال يحتاج إلى المصباح أو النور‪ ,‬ولكنه كان يشعر بأن وقت الغروب كان يفرق تفرقة‬ ‫‪‬‬
‫غامضة بين الظلمة والنور‪ ,‬ويجد في المصباح إذا أضيئ جليسا ومؤنسا له في وحدته‪.‬‬
‫ما أثر الظلمة في نفسه؟ ومن أين خرج هاذ األثر؟‬
‫لقد كان يرى في الظلمة وحشة‪ ,‬يبدو أنها خرجت إلى نفسه من عقله الناشئ ومن حسه المضطرب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ولقد كان يجد للظلمة صوتا يبلغ أذنيه كأنه طنين البعوض إال انه صوت غليظ بعض الشيء‪ .‬كان هذا الصوت يصل أذنيه‬ ‫‪‬‬
‫فيؤذيهما وصل قلبه فيمأله روعا ( فزع وقلق) فيجلس القرفصاء ويعتمد بمرفقيه على ركبتيه ويخفي رأسه بين يديه‪,‬‬
‫ويسلم نفسه لهذا الصوت الذي كان يوقظه‪.‬‬
‫قارن بين سكون العصر وسكون' العشاء‬
‫سكون العصر يأخذ الصبي إلى الغفوة أو النوم العميق‪ ,‬أما سكون العشاء فقد كان يضطره إلى اليقظة والقلق والفزع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أصوات أخرى في الغرفة‬
‫لقد كان الصبي ]أنس صوت الظلمة فيألفه بعد قليل‪ ,‬ولكن هناك الكثير من األصوات األخرى التي تفزعه وتروعه‪ ,‬فقد‬ ‫‪‬‬
‫عرف أن هذه الغرفة من غرف األوقاف أي أنها طال عليها العهد وكثرت بها الشقوق وسكنت هذه الشقوق طوائف الحشرات‬
‫المختلفة‪ ,‬وصغار الحيوانات‪.‬‬
‫وكانت هذه الحشرات والحيوانات الصغيرة إذا ما أقبل الليل تخرج من الشقوق تبعث أصواتا ضئيلة وتأتي' من الحركات‬ ‫‪‬‬
‫الخفيفة السريعة والحركات البطيئة ما يمأل قلب الصبي فزعا‪ ,‬فإذا أقبل أخوه وأضاء المصباح انقطعت هذه األصوات كأنها‬
‫لم تكن‪.‬‬
‫وقد كان يخشى أن يذكر ذلك ألخيه ويطلب من أنه يضيء له المصباح فيسفه رأيه ( يحقر رأيه) ويظن بعقله وشجاعته‬ ‫‪‬‬
‫الظنون فكان يؤثر العافية ويكتم في نفسه‪.‬‬
‫صوت مؤذن العشاء‬
‫لقد كان لصوت مؤذن العشاء أثر طيب على نفس الصبي فهو يثير في نفسه أمال قصيرا يتبعه يأس طويل‪ ,‬فهذا الصوت‬ ‫‪‬‬
‫ينبئه بانتهاء درس األستاذ الشيخ محمد عبده‪ ,‬وأن أخاه سيأتي عما قريب ليضيء المصباح‪ ,‬ويأخذ ما يشاء من كتب أو‬
‫طعام فيشيع في الغرفة شيء من األنس يطرد به وحدة الصبي وخوفه‪ .‬ولكنه يعرف ان أخاه سيلقي له بوسادة ولحفا ليلتف‬
‫به وينام وينتظر األخ حتى يرى أخاه قد التف في اللحاف‪ ,‬ويظن انه تركه ينام نوما هادئا‪ ,‬ثم يطفئ المصباح مرة‬
‫أخرى ‪ ,‬ويغلق الباب ويدير المفتاح ويتركه ويذهب إلى أصدقائه ليشربوا الشاي ويدرسوا ويعدون درس الغد‪ .‬وما يعلم‬
‫الشاب أنه ترك أخاه للرعب والفزع مرة ثانية منتظرا عودته بعد كل ذلك بعد ساعتين أو ثالث وهو يظن أن أخاه قد‬
‫استغرق في النوم الهانئ‪.‬‬
‫متى يطمئن الصبي ويسلم نفسه للنوم؟‬
‫لقد كان يشعر الفتي بالخوف والفزع حتى يعود إليه أخوه في آخر األمر بعد أن يذاكر ويدرس مع أصحابه وهو يظن أن‬ ‫‪‬‬
‫الصبي نائم‪ ,‬ولم يكن يطمئن حتى يطفئ أخوه المصباح لينام هو اآلخر‪ ,‬وهنا يحس الصبي باألمن والدعة ويصبح تفكيره‬
‫هادئا مطمئنا فينام وينعم بلذة النوم دون أن يشعر بلحظة نومه‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اللغويات‬
‫الرَّبْع ‪ :‬المنزل ج رباع ‪ ،‬ربوع ‪ ،‬أربع ‪ -‬التندر ‪ :‬السخرية ‪ -‬جاثم ‪ :‬جالس ج جُثَّم ‪ ،‬جاثمون ‪ -‬يُفْحمهم برأيه‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يسكتهم بالحُجّة ‪ -‬النِصاب ‪ :‬القدر ‪ -‬مطرقاً ‪ :‬صامتاً ‪ -‬يضنيه ‪ :‬يتعبه ‪ ،‬يؤلمه ‪ -‬خليقاً ‪ :‬جديراً ‪ ،‬مستحقاً ‪ -‬يُلمّ ‪:‬‬
‫يأتي ويدخل ‪ -‬يتبلغ بها ‪ :‬يسد جوعه ‪ -‬يُؤثر العافية ‪ :‬يُفضل الراحة ‪ -‬الالذعة ‪ :‬المؤلمة الموجعة ‪ -‬حانوت ‪ :‬دكان ‪-‬‬
‫الطارئون ‪ :‬المشترون‪ -‬سذاجتها ‪ :‬بساطتها ‪ -‬المغازي ‪ :‬الغزوات ‪ -‬يبلو ‪ :‬يختبر ‪ -‬راغباً عنه ‪ :‬كارهاً له ‪ -‬راغباً‬
‫فيه ‪ :‬محباً له ‪ -‬يستنفده ‪ :‬يأكله ‪ -‬ينصرم ‪ :‬يذهب ‪ ،‬ينقضي ‪ -‬تنحدر الشمس ‪ :‬تميل ‪ ،‬تغيب ‪ -‬تكتنفه ‪ :‬تحيط به ‪-‬‬
‫يكظم ‪ :‬يكتم ‪ ،‬يحبس ‪.‬‬
‫س & جـ‬
‫س ‪:1‬ما سر عذاب الصبي ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألنه يبقى وحيداً النصراف أخيه عنه ‪ ،‬وذهابه إلى أحد غرف أصحابه في الربع يقضون الوقت في الراحة والتندر‬ ‫‪‬‬
‫بالشيوخ والطالب ‪ ،‬فتبتسم شفتاه ويحزن قلبه‪ ،‬ألنه ال يستطيع أن يشارك كما كان يستطيع في الضحى أن يشارك ‪.‬‬
‫س‪ : 2‬لماذا فضّل الصبي الوحدة في غرفته بالرغم من رغبته في مجالسة الجماعة ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألنه ال يستطيع أن يطلب من أخيه اإلذن له بذلك فهو يكتم حاجة عقله إلى العلم وحاجة أذنه إلى الحديث وحاجة‬ ‫‪‬‬
‫جسمه إلى الشاي وهو ال يستطيع أن يطلب ذلك ألن رد أخيه حتى لو كان رفيقًا أو عنيفًا فذلك سيؤذى نفسه ( وهذا يدل‬
‫على رهافة حسه)‪.‬‬

‫س‪ : 3‬فيمَ كانت الجماعة تقضي وقتها في المنزل ؟ ومتى كانوا يجتمعون حول شاي العصر ؟‬
‫جـ ‪ :‬كانوا يقضون وقتا طويال أو قصيرا في شيء من الراحة والدعابة والتندر بالشيوخ والطالب وكانت أصواتهم ترتفع‬ ‫‪‬‬
‫وضحكاتهم تدوي' في الربع‬
‫‪ -‬وكانوا يجتمعون حول شاي العصر وما فيه من حديث هادئ منتظم ثم يستعيدون دروس الظهر ودرس المساء الذي يلقيه ا‬ ‫‪‬‬
‫ألستاذ(محمد عبده) في كتابه ‪ ( :‬دالئل اإلعجاز ) ‪...‬‬
‫س‪ : 4‬علل ‪ :‬شدة حزن الصبي عندما كان يسمع أصوات مجلس الجماعة ترتفع وضِّحكاتهم تدوي' ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألن كل هذه األصوات التي تنتهي إليه تثير في نفسه من الرغبة والرهبة ‪ ،‬ومن األمل واليأس ‪ ،‬ما يعنيه أو‬ ‫‪‬‬
‫يضنيه ‪ ،‬ويمأل قلبه بؤسا وحزنا ويزيد في بؤسه وحزنه أنه ال يستطيع حتى أن يتحرك من مجلسه ‪.‬‬

‫س‪ ..(: 5‬فكان يؤثر العافية ويبقى في مكانه ‪ ..‬ويردد في نفسه تلك الحسرات الالذعة ‪ ،‬وحسرات أخرى لم تكن أقل منها‬
‫لذعاً وإيالماً ‪ ،‬حسرات الحنين إلى منزله في قريته ‪)...‬لم كان الصبي يزداد حسرة وهو يحن إلى منزله في قريته ؟ وما‬
‫ذكرياته هناك؟‬
‫جـ ‪ :‬كان يزداد حسرة لتذكره تلك الذكريات في قريته مع أهله وكذلك وهو عائد من الكتاب بعدما لعب وهو يمزح مع‬ ‫‪‬‬
‫أخواته ‪ ،‬وما كان يقصه على أمه من أحداث يومه ‪ ،‬وكذلك حانوت ( الشيخ محمد عبد الواحد) وأخوه الشاب ( الحاج‬
‫محمود ) فيجلس متحدثًا متندر‪.‬ا لما كان يسمعه من المشترين من الرجال والنساء من أحاديث ريفية ساذجة‪ ،‬وكذلك‬
‫المصطبة المالحقة للدار وهو يسمع حديث أبيه مع أصحابه ‪ ،‬وأحيانا كان يخلو إلى رفيق من رفاقه وهما يتدارسان كتاباً‬
‫من كتب الوعظ أو قصة من قصص المغازى ‪.‬‬
‫س‪ : 6‬ما أثر صوت المؤذن على الصبي وهو سارح في تلك الذكريات ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان صوت المؤذن يصرفه عن حسرته مع ذكرياته ‪ ،‬وكان ينكر صوت المؤذن أشد النكر ‪ ،‬فكان يذكره بصوت المؤذن‬ ‫‪‬‬
‫في بلدته ‪ ،‬وكان مؤذن قريته يسمح له باللعب واللهو فكم صعد المنارة مع المؤذن وكم أذن مكانه وشاركه في الدعاء بعد‬
‫اآلذان ‪ ،‬وكان يسكن الصبي بعد ذلك سكونًا متصالً لشدة ألمه وحسرته ‪.‬‬
‫س‪ : 7‬كان الصبي حريصاً أشد الحرص أال يثير في نفس أخيه هماً أو قلقاً ‪ .‬وضح ذلك ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫جـ ‪ :‬كان أخوه يضع له طعامه وينصرف ليحضر درس األستاذ اإلمام‪ ،‬فكان يقبل الصبي على طعامه راغباً عنه ‪ ،‬أو راغباً‬ ‫‪‬‬
‫فيه ‪ ،‬وكان يأتي عليه كله مخافة أن يعود أخوه ويراه لم يأكل فيظن به المرض أو يظن به الحزن ‪.‬‬
‫س‪ : 8‬كيف كان يعرف الصبي إقبال الليل ؟ وما شعوره فيه ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان يعرف إقبال الليل من أذان المغرب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬وكان يحس بظلمة متكاثفة فهو وحيد وكان يجد في الظلمة وحشة ‪ ،‬وكان يجد للظلمة صوتاً متصالً يشبه صوت البعوض‬ ‫‪‬‬
‫يبلغ أذنيه فيؤذيهما ‪.‬‬
‫س‪ : 9‬ما األصوات األخرى التي كانت تفزع الصبي ؟ ولم كان يخاف أن يتحدث عنها ؟‬
‫جـ ‪ :‬أصوات الحشرات التي في الشقوق وغيرها من صغار الحيوانات وكان ال يجرؤ أن يذكر ذلك ألحد مخافة أن يسفه‬ ‫‪‬‬
‫رأيه وأن يظن بعقله وشجاعته الظنون ‪.‬‬
‫س‪ : 10‬ما الذي كان يذهب عن الصبي الخوف ويجعله ينام آمناً ؟‬
‫جـ ‪ :‬عندما كان يعود أخوه من درس األستاذ اإلمام كان يشيع في الغرفة شيئًا من األنس وبعد ساعتين يعود ثانية بعدما‬ ‫‪‬‬
‫طعم وشرب الشاي وناظر أصحابه ‪ ،‬فيحس الصبي باألمان وينام نوماً لذيذًا ‪.‬‬

‫عاش الصبي في الغرفة وحيدا معظم وقته يشعر بالغربة والوحشة‪ ,‬والخوف‪ ,‬ولم يكن يأنس ويأمن من الخوف إال في‬ ‫‪‬‬
‫وجود أخيه الشاب األزهري‪ ,‬وخصوصا ليال‪ .‬ولكن هذا األمان الذي يشعر به الصبي بوجود أخيه معه في الغرفة يزول في‬
‫الثلث األخير من الليل بسبب هذين الصوتين الغريبين‪.‬‬
‫الصوتان الغريبان‬
‫بعد هذا النوم اآلمن الهادئ يستيقظ الصبي على صوتين غريبين يردانه ( يرجعانه) إلى الخوف والفزع مرة أخرى‪ ,‬ألنه‬ ‫‪‬‬
‫لم يكن يعلم عنهما شيء‪ ,‬فأتعب نفسه في التفكير فيهما‪ ,‬وهما‪ ...‬صوت عصا غليظة تضرب األرض ضربا عنيفا‪.‬‬
‫وصوت إنساني متهدج ( متقطع) مضطرب مرجعا ( مرددا صوته ومترنما)‪ ,‬ال هو غليظ وال هو نحيف‪ ,‬يذكر صاحبه اهلل‬ ‫‪‬‬
‫ويسبحه ويحمده ويمد ذكره مدا طويال غريبا‪ .‬وكان هذا الصوت الثاني ينشر االضطراب والقلق في الليل الساكن الهادئ‪,‬‬
‫وال يقطعه إال صوت تلك العصا الغليظة‪.‬‬
‫وقد كان يسمع الصبي الصوت يقترب منه قليال قليال‪ ,‬ثم ينحرف ( يميل والمقصود يبتعد) ويضعف شيئا فشيئا‪ ,‬حتى يكاد‬ ‫‪‬‬
‫ينقطع‪ ,‬ثم يزداد قوة ووضوحا بعد ان نزل صاحبه سلم الربع واستقام له الطريق‪ ,‬ثم يضعف حتى يختفي‪.‬‬
‫أثر الصوتين على الصبي‬
‫لقد ارتاع ( خاف وفزع) الصبي بسبب هذين الصوتين حين سمعهما أول مرة‪ ,‬وأتعب نفسه في التفكير فيهما والبحث عن‬ ‫‪‬‬
‫مصدرهما‪ ,‬ولكنه لم يصل إلى شيء‪ ,‬ولم يكن يجرؤ على سؤال أخيه وال أصحابه عنهما‪ ,‬ولذلك استمر في هذه الحيرة‬
‫طوال األسبوع األول‪ ,‬يفقد أمانه الذي شعر به بوجود أخيه معه‪.‬‬
‫أثر صوت مؤذن الفجر في نفس الصبي‬
‫ولم يكن يعود الصبي إلى الطمأنينة واألمن إال حينما يسمع صوت مؤذن الفجر قبيل الفجر وهو يقول "الصالة خير من‬ ‫‪‬‬
‫النوم"‪ ,‬وهنا يهب من نومه في رفق (قام من مكان نومه)‪ ,‬بينا يهب أخوه في عنف وسرعة' وقوة‪ ,‬وما هي إال لحظات‬
‫حتى يكونا على سلم الربع متوجهان إلى األزهر ليأخذ أحدهما درس الحديث واآلخر درس األصول‪.‬‬

‫ليلة الجمعة والصوتان الغريبان‬

‫‪3‬‬
‫جاءت ليلة الجمعة واستيقظ كالعادة في أول الثلث األخير من الليل وفي فزع وقلق من هذين الصوتين‪ ,‬وعادت إليه‬ ‫‪‬‬
‫الطمأنينة مع صوت مؤذن الفجر كالعادة‪ ,‬ولكنه في هذا اليوم لم يقم مترفقا ولم يقم أخوه من نومه عنيفا عجال‪ ,‬فلم يكن‬
‫لهما في يوم الجمعة دروس في األزهر‪.‬‬

‫أثر الصوتين على أخي الصبي الشاب األزهري‬


‫لم يؤثر فيه الصوتين ولم يسمعهما كما لم يسمعهما من قبل‪ ,‬ويبدو انه تعود عليهما حتى أنه لم يعد يتأثر بهما مطلقا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ماذا فعل الصبي في ليلة الجمعة؟‬
‫لبث الصبي في فراشه ضيق (كارها) لهذا السكون عاجز عن الحركة‪ ,‬وأشفق أن يوقظ أخاه لصالة الفجر حتى فات وقتها‬ ‫‪‬‬
‫وانتشر ضوء الشمس في الغرفة‪ .‬حتى إذا لفحت حرارتها رأسه تحرك في لطف بعيدا عنها ويخشى أن يتحرك حركة عنيفة‬
‫توقظ أخاه من نومه‪.‬‬
‫كيف كان الصوتان في الصباح؟‬
‫عندما نشرت الشمس أشعتها في الغرفة أصبح في الضحى تعجب الصبي من أمر الصوتين وذلك أنهما في هذا الوقت من‬ ‫‪‬‬
‫الصباح غير ما كانا عليه في الليل‪ ,‬ففي الصباح كان صوت اإلنسان فاترا ( ضعيفا حلو) رفيق هادئ‪ ,‬أما العصا فكانت‬
‫تداعب ( تالعب) األرض مداعبة يسيرة‪.‬‬
‫وبدأ يسأل نفسه في عجب كيف يكون الصوت في الليل الذي يجب فيه السكون عنيفا قويا‪ ,‬ويكونان في الصباح حيث‬ ‫‪‬‬
‫النشاط واليقظة هادئين رفيقين‪.‬‬
‫الحاج علي يوقظ الطالب‪( :‬كيف يستقبل الطالب والحاج علي يوم الجمة؟)‬
‫ارتفع الضحى ومازال الطالب غرقى في النوم‪ ,‬فقام الحاج علي الرزاز بطرق أبوابهم مبتدءا بأقربهم إليه في عنف حتى‬ ‫‪‬‬
‫ينتهي إلى غرفة أخي الصبي‪ ,‬وهو يصيح قائال " هلم يا هؤالء‪ ,‬أفيقوا! إلى متى تنامون! أعوذ باهلل من الكفر أعوذ باهلل‬
‫من الضالل! طالب علم ينامون حتى يرتفع الضحى‪ ,‬ال يؤدون الصالة لوقتها‪ ,‬هلم يا هؤالء أعوذ باهلل من الكفر أعوذ باهلل‬
‫من الضالل"‬
‫أثر صياح الحاج علي على الطالب وأخي الصبي‬
‫يوقظ الحاج على الرزاز الطالب وهو يصيح فيلتفون من حوله يضحكون ويتبعونه من غرفة ألخرى‪ ,‬أما أخو الصبي فقد هب‬ ‫‪‬‬
‫ألول أمره على صياح الحاج علي ولكنه لم يتحرك من مكانه فقد ظل ساكنا يغرق في ضحكات مكتومة مكظومة ( مكتوم‬
‫ممسوك)‪ ,‬كأنه يحب ما يسمع ويستزيد منه ويتمنى أن يتصل وال ينقطع‪.‬‬
‫ولما وصل الحاج علي إلى غرفة أخي الصبي قام الفتى من مكانه وهو يضحك وفتح له الباب‪ ,‬فاندفع الرجل يصيح أعوذ‬ ‫‪‬‬
‫باهلل من الكفر أعوذ باهلل من الضالل اللهم اصرف عنا األذى أعذنا من الشيطان الرجيم‪ ,‬أمسلمون أنتم أم كفار؟! أتتعلمون‬
‫على شيوخكم هدى أم ضالال؟!"‬
‫أما الصبي فإنه في ذلك اليوم عرف مصدر الصوتين الغريبين اللذين كانا يفزعانه‪ ,‬فقد عرف أن الحاج على هو صاحب‬ ‫‪‬‬
‫الصوت الذي يضطرب في سكون الليل‪ ,‬وأن تلك العصا التي يقرع ( يطرق) بها األبواب هي العصا التي كانت تقرع األرض‪.‬‬
‫من هو الحاج علي الرزاز؟‬
‫كان شيخا كبير وصل إلى السبعين من عمره‪ ,‬ولكنه يحتفظ بقوته الجسدية والعقلية ‪ :‬أما عن قوته العقلية‪ ,‬فقد كان ماكر‬ ‫‪‬‬
‫ماهر ظريف لبق‪.‬‬
‫وإما عن قوته الجسدية‪ ,‬فكان معتدل القامة شديد النشاط متين البنية عنيف في حركته وفي كالمه ال يعرف الهمس وال‬ ‫‪‬‬
‫يخفت صوته‪ ,‬فهو صائح دائما‪.‬‬
‫ما سبب تسميته بعلي الرزاز؟‬
‫لقد كان الحاج علي تاجر لألرز ولذلك أطلق عليه بعلي الرزاز‪ ,‬ولكن لما تقدمت به السن أعرض عن التجارة أو أعرضت‬ ‫‪‬‬
‫الجارة عنه‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وهو من أهل اإلسكندرية حيث ولد فيها واحتفظ بما يتميز به أهلها من قوة وعنف وصراحة وظرف‪ ,‬وكان له بيت في‬ ‫‪‬‬
‫القاهرة يغل عليه ( يدر عليه) بعض المال‪ ,‬فسكن مع المجاورين ( طالب األزهر) في هذا الربع الذي لم يكن يسكنه‬
‫غيرهم ورجالن من فارس وهو ( الحاج علي الرزاز)‪.‬‬
‫عالقة الحاج علي بالطالب‬
‫منذ أن استقر الحاج علي في غرفته في آخر الربع حتى استطاع أن يلفت أنظار الطالب بنوادره فأضحكهم وراقوه ( أعجبوه‬ ‫‪‬‬
‫) فاتصلت بينه وبينهم المودة المتينة النقية (الصافية × المكدرة) اتسمت بالظرف والرقة مع بعض التحفظ (االحتراز )‪.‬‬
‫ما سبب هذا التحفظ؟‬
‫لقد عرف الحاج علي عن الطالب حبهم للعلم وبعدهم عن العبث واللهو‪ ,‬مما جعله يحبهم‪ ,‬فإذا بدأ األسبوع كان يعتزلهم وال‬ ‫‪‬‬
‫يسعى إليهم كأنه ال يعرفهم إال إذا سعوا هم إليه وألحوا عليه في أن يشاركهم طعاما أو شراب الشاي‪.‬‬
‫الحاج علي ويوم الجمعة‬
‫فإذا جاء يوم الجمعة لم يمهلهم ( ينتظرهم) ولم يخل بينهم وبين راحتهم (لم يقلق راحتهم) حتى يرتفع الضحى‪ ,‬ويتأكد‬ ‫‪‬‬
‫أنهم أخذوا ما يحتاجون من النوم والراحة‪.‬‬
‫وعندئذ' يبدأ بأقربهم إليه فيوقظه في عنف وضجيج ثم ينتقل إلى سائر الغرف ومعه من نبهه ( أيقظه) حتى ينتهي بغرفة‬ ‫‪‬‬
‫أخي الصبي فيوقظه كما أيقظ بقية الطالب‪ ,‬والشباب من حوله يستقبلون يوم راحتهم (الجمعة) فرحين مبتهجين مبتسمين‬
‫للحياة كما ابتسمت هي لهم‬
‫طعام الجمعة‬
‫كان الشيخ علي هو المسئول عن تدبير طعامهم فيقترح عليهم طعام اإلفطار وقد يعده لهم في غرفته أو في غرفة أحدهم‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫كما كان يقترح عليهم طعام العشاء ويشير عليهم بما يجب أن يصنعوه إلعداد طعام العشاء‪ ,‬كما كان يشرف على إعداده‬
‫ويقوُّم (يصلح) منه ما يمكن أن يعوج‪.‬‬
‫إفطار الجمعة‬
‫يوم الجمعة هو يوم البطون‪ ,‬لهؤالء الشبان ولهذا الشيخ الصديق‪ ,‬فكانوا يجتمعون إلى إفطار غزير دسم صاحب‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫قوامه(عماده ونظامه وتكوينه)الفول والبيض مع بعض الفطائر الجافة التي ادخروها مما كانت أمهاتهم تزودنهم به‪.‬‬
‫الفطير والشباب واألسرة‬
‫لقد كان الفطير للشباب طعام لذيذ يأكل في اإلفطار‪ ,‬فيقضمونه قضما ويعبئون أفواههم بالشاي ليبله ويسهل عليهم بلعه‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫أو يغمسونه في الشاي كما كان يوصيهم الشيخ علي الرزاز‪ ,‬وهو يضحكون من دعابات الحاج علي دون تذكر آلبائهم أو‬
‫أمهاتهم وتحملهم الكد ( اإلرهاق) والتعب والدموع من أجل تحضيره لهم‪ .‬أما بالسبة لآلباء فقد كان األب يجتهد لكسب‬
‫النقود التي تعين األم على صنعه وتهيئته وهي تتكلف الفرح‪ ,‬رغم حزنها الصامت وهي تعبئه ودموعها المنهمرة وهي‬
‫تسلمه لمن يذهب به إلى االبن في القاهرة‪ .‬أما الصبي فكثيرا ما كان يذكر مشاعر اآلباء كلما رأى تهافت هؤالء الشباب‬
‫على أكل الفطير‪.‬‬
‫طعام العشاء‬
‫لقد كان تدبير طعام العشاء مثير حقا‪ ,‬فهم يتشاورون فيما بينهم في الدورة (اللقاء) الثانية أو الثالثة للشاي‪ ,‬ولكنه‬ ‫‪‬‬
‫تشاور سريع بسيط‪ ,‬فقد كان هذا العشاء لم يشذ (لم يخرج) عن لونين من ألوان الطعام وهما أما البطاطس في خليط من‬
‫الحم والطماطم والبصل‪ ,‬وإما القرع في خليط من اللحم والطماطم والبصل وشيء من الحمص‪.‬‬
‫إعداد طعام العشاء‬
‫كانوا يتفقون على أقدار ما يشترون من هذه األشياء ثم يقدرون ثمنها ثم يخرج كل منهم حصته إال الشيخ على الذي كانوا‬ ‫‪‬‬
‫يخرجونه من هذه الغرامة‪ ,‬ثم يدفعوا هذا النقد (المال) ألحدهم فيذهب لشراء الطعام‪ ,‬وإذا عاد نهض أحدهم إلى موقده‬
‫فأوقد ناره من الفحم البلدي حتى إذا صفت جذوته ( جمرته الملتهبة ‪/‬ج‪ /‬جِذاء جُذي) أقبل على الطعام يهيئه ويضعه‬
‫على النار ثم يتركه وينضم إلى البقية الذين ينتظرونه وهم جلوس إلى الحاج علي أو يدرسون وهذا الطاهي يخطف نفسه‬

‫‪3‬‬
‫بين الحين واآلخر ليطمئن على الطعام‪ ,‬والحاج علي يلقى عليه النصائح من وقت آلخر ليعده جيدا‪ ,‬فإذا تم لهم نضج الطعام‬
‫اجتمعوا عليه وبدأ الشيخ علي يقسم بينهم الطعام بالعدل دون ظلم ألحد‪.‬‬
‫معركة الطعام‬
‫لقد كانت نار الفحم البلدي بطيئة طويلة البال حتى أن الطعام ينضح قرب المغرب‪ ,‬فإذا تم ذلك اجتمعوا إلى المائدة وكل‬ ‫‪‬‬
‫منهم يسعى ألن يستوفي نصيبه من الطعام‪ ,‬وكلهم يراقب أصحابه خوفا أن يسبقوه إلى شيء أو يشنطوا عليه ( يجوروا عليه‬
‫ويظلموه) ومع ذلك فالكل يستحي أن يظهر منه هذا الحرص ولكن الحاج علي كان يفضحهم بصراحته التي تغني عن‬
‫صراحتهم‪ ,‬وتكشف عن حرصهم‪ ,‬فكان يراقبهم جميعا وهو يقسم الطعام بينهم بالعدل حتى ال يجور أحدهم على اآلخر‪,‬‬
‫فكان يعلن ذلك صاخبا كعادته منبها أحدهم أنه يخدع نفسه عن قطعة البطاطس بقطعة لحم‪ ,‬ومنبها آخر إلى أنه يسرف‬
‫على نفسه وعلى أصحابه فيما يغترف في هذه اللقمة الغليظة من سائل الطعام أو جامده‪ ,‬وهو يطلق كلماته في هزل يضحكهم‬
‫ويسليهم دون أن يجرحهم أو يؤذي حياءهم‪.‬‬
‫الصبي ومعركة الطعام‬
‫كان الصبي إذا سمع مشاورة الشباب حول طعام العشاء فإنه يحس انقباضا وخجال ولكنه عندما تقدمت به السن أحس بحنان‬ ‫‪‬‬
‫لذكراه وتعجبا من نفسه‪.‬‬
‫أما أثناء الطعام فقد كان يجلس بينهم خجال وجال (خائف) مضطرب النفس في حركة يده ال يحسن ( ال يجيد) أن يقطع‬ ‫‪‬‬
‫لقمة خبز أو أن يغمسها في طبق أو أن يضعها في فمه‪ ,‬وهو يظن أن عيونهم تلحظه ( تراقبه وتنظر إليه) وبخاصة عين‬
‫الشيخ علي‪ ,‬فيؤدي ذلك الرتعاشه واضطرابه فيسقط المرق على ثوبه‪.‬‬
‫ولكن الصبي يظن أن هؤالء الشباب كانوا في شغل عنه بأنفسهم وضحكاتهم‪ ,‬ويدلل على ذلك أنهم كانوا يفكرون فيه‬ ‫‪‬‬
‫ويحرضونه على الطعام بل غنه يقربون له ما ال تصل إليه يده مما يزيده اضطرابا وخجال‪.‬‬

‫ما أثر هذه المعركة على نفس الصبي أثناء وبعد العشاء؟‬
‫أثناء العشاء كانت هذه المعركة مصدر ألم واحزن لقلبه فكان يشعر باالضطراب والخجل مما يجعل يده ترتعش ويسقط‬ ‫‪‬‬
‫الطعام علي مالبسه‪ ,‬أما بعد العشاء فقد كانت مصدر تسلية وسرور حيث كان كثيرا ما يضحك على هذه المعركة إذا خال‬
‫بنفسه وتذكر ما يفعله هؤالء الشباب‪.‬‬
‫أثر هذا الطعام على فقراء الربع‬
‫يظن الصبي أنه كان في هذا الربع من الزمالء والعمال ما تقصر أيديهم ( يمنعهم فقرهم) عن صنع طعام مماثل لهم أو‬ ‫‪‬‬
‫ألوالدهم ونساءهم‪ ,‬ويظن كذلك أن هذا الحرمان كان ينقلب على هؤالء الرجال العمال من نسائهم هما ثقيال‪ ,‬بل يظن أن‬
‫هؤالء المحرومين كانوا يجدون لهذه الروائح لذة مؤلمة أو ألما لذيذا لفقرهم وحرمانهم‪.‬‬
‫صفات الحاج علي الرزاز‬
‫لقد كان شيخا كبيرا يتكلف ( يتصنع) التقوى والروع‪ ,‬وذلك انه كان يبدأ يومه بالتسبيح والتهليل في الثلث األخير من‬ ‫‪‬‬
‫الليل‪ ,‬ثم يصلي الفجر جماعة في مسجد سيدنا الحسين‪ ,‬ثم يرجع مغمغما مداعبا األرض بعصاه ويظل في غرفته فإذا وجبت‬
‫بقية الصلوات أداها في غرفته جاهرا بالتكبير والقراءة والتسبيح‪.‬‬
‫وكان إذا خال إلى أصحابه من الشباب على طعام أو شاي كان أسرع الناس خاطرا وأعظمهم نكتة وأطولهم لسانا وأخفهم‬ ‫‪‬‬
‫دعابة وأشدهم تتبعا لعيوب الناس‪ ,‬وأعظمهم إغراقا في الغيبة‪ ,‬ال يتحفظ في لفظه قط وال يتحرج أن يخرج كلمة نابية‬
‫أو حتى أشنع األلفاظ‪ ,‬فكان غارقا في البذاءة واأللفاظ والمعاني والصور القبيحة‪.‬‬
‫الشباب وأخالق الحاج علي‬
‫كان الشباب يحبون الحاج على لهذا اللهو‪ ,‬كأنه كان يخرجهم من أطوار الدر ويريحهم من جد العلم والدروس‪ ,‬ويفتح لهم‬ ‫‪‬‬
‫بابا من اللهو ليس لهم أن يلجوه ( يدخلوه) حينما كانوا يخلون إلى أنفسهم‪ ,‬بل لم يستطيعوا ذلك حينما كانوا يجلسون‬
‫إلى الحاج على فيصب عليهم هراءه (كالمه القبيح) بغير حساب‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫فكانوا يسمعون منه ويضحكون له حتى تكاد جنوبهم تنقد ( تنشق وتتقطع) من الضحك‪ ,‬ورغم ذلك لم يكونوا يعيدون‬ ‫‪‬‬
‫كلماته البذيئة (القبيحة الفاحشة) أو لفظا من ألفاظه النابية‪ ,‬فقد كانوا يستمتعون بذلك اللهو من بعيد‪ ,‬وال يبيحون‬
‫( يسحون) ألنفسهم وال تسمح لهم ظروفهم ان يقتربوا من ذلك اللهو القبيح‪.‬‬
‫اختلف الشباب عن كثير من زمالئهم فكيف كان ذلك؟‬
‫صحيح أن الشباب يسمعون للحاج علي ويضحكون من بذاءته وألفاظه الفاحشة إال أنهم امتازوا عن غيرهم من زمالئهم‬ ‫‪‬‬
‫وأقرانهم بكظم الشهوات ( إمساكها والتحكم فيها) ومعاملة النفس بشدة وقسوة تمكنهم من المضي في درسهم على وجهه‬
‫(كما ينبغي) وتردهم عن التورط( الوقوع) فيما سقط فيه الكثير من زمالئهم من العبث السهل الذي يفل العزم ( يضعفه‪,‬‬
‫ويكسره) ويفسد األخالق‪.‬‬
‫موقف الصبي من هذه الدعابات الفاحشة‬
‫لقد كان الصبي يسمع لذلك كله وستعجب ويسأل نفسه كيف يجتمع لهم طلب العلم والجد مع هذا التهالك ( اإلقبال الشديد)‬ ‫‪‬‬
‫على الهزل والتساقط على السخف (ألقاء النفس فيه) في غير تحفظ وال حيطة وعاهد' نفسه أنه إذا ما وصل إلى سن هؤالء‬
‫الشباب الذين يكبرهم (يعظمهم) ويقدر ذكاءهم أال يسير سيرتهم وأال يسقط تساقطهم‪.‬‬
‫نهاية وفراق ‪:‬‬
‫عاش الجميع في سعادة أعواما طويلة مع هذا الشيخ وشب ( وصل سن الشباب) الصبي في هذه الحياة الضاحكة بفضل الحاج‬ ‫‪‬‬
‫علي على الرغم مما كان يعترضه من أسباب األلم واألسى‪ .‬ثم تفرق الجميع وذهب كل منهم إلى وجهته‪ ,‬وتركوا الربع‬
‫واستقروا في أطراف المدينة وقلت زياراتهم للشيخ ثم انقطعت‪.‬‬
‫موت الشيخ على الرزاز‬
‫وفي أحد األيام حمل أحد أفراد هذه الجماعة نعي الشيخ‪ ,‬فحزنوا له جميعا ولكنه حزن لم يصعد إلى عيونهم وال حتى‬ ‫‪‬‬
‫وجوههم‪ ,‬وأخبر أن آخر ما نطق به الشيخ وهو يحتضر هو دعاء ألخي الصبي‬
‫فرحم اهلل هذا الرجل‪ ,‬فعلى الرغم من ظله الثقيل على نفس الصبي إال أن ذلك تحول بعد موته إلى حنانا عليه وطلب‬ ‫‪‬‬
‫للرحمة له‪.‬‬
‫اللغويات‬
‫صوت متهد ‪ :‬متقطع ‪ -‬الربع ‪ :‬المنزل ‪ ،‬الدار ‪ -‬كدأبه ‪ :‬كعادته ‪ -‬أناة ‪ :‬وقار وحلم ‪ -‬تقرع ‪ :‬تضرب ‪ ،‬تطرق ‪ -‬نبأة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫صوت ليس بشديد ‪ -‬يجأرون ‪ :‬يرفعون صوتهم ‪ -‬لبق ‪ :‬ظريف ‪ ،‬ذكي حسن التصرف ‪ -‬أعرض عن ‪ :‬انصرف ‪ ،‬ابتعد ‪-‬‬
‫يغلّ ‪ :‬يدرّ عليه ‪ -‬صدوفهم ‪ :‬إعراضهم ‪ ،‬انصرافهم × إقبالهم ‪ -‬يتكلف ‪ :‬يتصنّع ‪ -‬الوَرَع ‪ :‬التقوى × الفجور ‪-‬‬
‫الغيبة ‪ :‬ذكر عيوب اآلخرين ‪ -‬كلمة نابية ‪ :‬قبيحة ‪ ،‬خارجة عن الحد ‪ -‬البذاء ‪ :‬الذم واالحتقار ‪ -‬يلجوه ‪ :‬يدخلوه ‪-‬‬
‫هُراء ‪ :‬كالم فاسد ‪ ،‬هزل ‪ -‬تنقد ‪ :‬تنشق ‪ -‬كلمة بذيئة ‪ :‬فاحشة قبيحة ‪ -‬الخليقة ‪ :‬الجديرة المستحقة ‪ -‬الشهوات ‪:‬‬
‫الرغبات ‪ -‬التورُّط ‪ :‬الوقوع ‪ -‬يفل ‪ :‬يضعف ‪ -‬التهالك ‪ :‬التساقط و اإلقبال‪ -‬الزَّاد ‪ :‬طعام المسافر ج أزْواد‬
‫وأَزْوِدَة ‪ -‬يقضمونه ‪ :‬يكسرونه ‪ -‬تسيغه ‪ :‬تستطعمه ‪ ،‬تتقبله ‪ -‬الجذوة ‪ :‬الجمرة المشتعلة ج جُذىّ‪ ،‬جِذَاء ‪ -‬يشتطوا ‪:‬‬
‫يتجاوزوا الحد ‪ -‬يجور ‪ :‬يظلم ‪ -‬ترمق ‪ :‬تنظر بحدة ‪.‬‬
‫س & جـ‬
‫س‪ : 1‬ما الصوتان الغريبان اللذان كانا يفزعان الصبي ؟‬
‫جـ ‪ :‬أحدهما صوت عصا غليظة تضرب األرض ضرباً عنيفًا ‪ ،‬واآلخر صوت إنساني‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 2‬صف هذا الصوت اإلنساني ‪.‬‬
‫صوت متهدج مضطرب ال هو بالغليظ وال هو بالنحيف يذكر اهلل ويسبح بحمده ويمد ذكره وتسبيحه مدا طويال غريبا‪ .‬وهو‬ ‫‪‬‬
‫يبدو قويا فيذيع في الليل الهادئ شيئا يشبه االضطراب ‪..‬‬
‫س‪ : 3‬ما تأثير هذا الصوت على الصبي في البداية ؟‬
‫جـ ‪ :‬وقد ارتاع وفزع الصبي لهذا الصوت أو لهذين الصوتين حين سمعهما ألول مرة وأتعب نفسه في التفكير فيهما والبحث‬ ‫‪‬‬
‫عن مصدرهما ولكنه لم يظفر من بحثه بطائل ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫س‪ : 4‬متى كانت الطمأنينة تعود إليه ؟رد األمن والطمأنينة إلى قلبه صوت المؤذن وهو ينادى‪ :‬الصالة خير من النوم‬
‫س‪ : 5‬كيف عرف مصدر الصوتين ؟ ومن صاحبهما ؟‬
‫جـ ‪ :‬عرفهما الصبي عندما تقدم الفتى ( أخو الصبي ) من الباب ليفتح فإذا بهذا الرجل وهو (الحاج على) الذي كان‬ ‫‪‬‬
‫يحدث هذه الجلبة ليفيق الشباب المجاورون ‪.‬‬
‫س‪ : 6‬اذكر أهم سمات الحاج علي مبيناً أهم التناقضات فيها ‪.‬‬
‫جـ ‪:‬كان شيخًا تقدمت به السن حتى تجاوز السبعين ‪ ،‬ولكنه كان محتفظًا بقوته وبقوة عقله ‪ ،‬فهو ماكر ‪ ،‬ماهر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ظريف ‪ ،‬لبق‪ ،‬وهو معتدل القامة شديد النشاط عنيف إذا تحرك عنيف إذا تكلم ‪ ،‬طويل اللسان متتبعاً لعيوب الناس عالي‬
‫الصوت دائماً ‪ ،‬وكان تاجرًا في األرز ولذلك سمى بالحاج (علي الرزاز) وعندما تقدمت به السن أعرض عن التجارة ‪،‬‬
‫وكان قد اتخذ غرفة في الربع ولم يكن يسكن في هذا الربع إال الشيخ والفارسيان ‪.‬‬
‫س‪ : 7‬ما العالقة التي كانت تربط بين ( الحاج على ) وشباب' األزهر ( المجاورين ) ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان بينه وبين هؤالء الشباب مودة متينة فيها ظرف و رقة وتحفظ ‪ ،‬وما يزال كذلك حتى يبلغ غرفة أخي الصبي‬ ‫‪‬‬
‫فيوقظه والشباب من حوله فرحون يستقبلون يوم راحتهم مبتهجين ‪ .‬وكان يشاركهم في تدبير طعامهم ولهوهم البريء في‬
‫يوم الجمعة‬
‫س‪ : 8‬علل ‪ :‬حرص (الحاج علي) على عدم االلتقاء بالطالب إال يوم الجمعة ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬حتى يتركهم لعلمهم و درسهم فال يشغلهم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 9‬ما الذي جعل الصبي يصف الحاج علي بتكلف (تصنّع) التقوى و الورع ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان الصبي يرى أن " الحاج على " يتكلف التقوى والورع ويصطنع ذلك اصطناعاً و يبدأ ذلك بغزوته تلك في‬ ‫‪‬‬
‫الثلـث األخير من كل ليلة صائحاً يذكر اهلل ويسبحه ضارباً بعصاه حتى يبلغ مـسجد الحـسين ليـشهد صـالة الفجـر ‪،‬‬
‫وكـان يؤدى الصلوات كلها ويفتح باب غرفته جاهراً بالقراءة والتكبير ليسمعه أهل الربع جميعاً ‪ ،‬فإذا خال إلى أصحابه‬
‫فهو أسرعهم خاطراً وأطولهم لساناًً وأظرفهم نكتة ال يتحفظ في لفظ وال يتحرج من كلمة نابية ‪ ،‬وال يتردد في أن‬
‫يجرى على لسانه المنطلق دائما وبصوته المرتفع دائما أشنع األلفاظ ‪ ،‬وأشدها' إغراقا في البذاءة وأدلها على أبشع المعاني‬
‫وأقبح الصور‪..‬‬
‫س‪ : 10‬لماذا كان الشباب يحبون الحاج علي ويقبلون عليه ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألنه كان يريحهم مـن جـد العلم والدرس ‪ ،‬ومع ذلك كانوا ملتزمين ال يبيحون ألنفسهم أن يقولوا ذلك الذي يقوله‬ ‫‪‬‬
‫أو يعيدوه فهم يختلفون عن غيرهم بكظم الشهوات وأخذ النفس بألوان الشدة ‪.‬‬
‫س‪ : 11‬ما وجه العجب في طالب العلم كما يرى الصبي ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان الصبي ال يعجبه الطالب اآلخرون فكيف يجمعون بين طلب العلم وبين الهزل والتـساقط ونوى أال يكون مثل هؤالء‬ ‫‪‬‬
‫الطالب في المستقبل‪.‬‬
‫س‪ : 12‬وكانت نار الفحم البلدي بطيئة طويلة البال ‪ ،‬فكان ذلك يطيل لذة قوم ويمد ألم آخرين ‪ ..‬فسّر العبارة في ضوء‬
‫فهمك‬
‫جـ ‪:‬بالفعل فهي مصدر لذة لمن يقومون بإعداده و تجهيزه فهم يمنون أنفسهم بعشاء لذيذ ستستقبله بطونهم الجائعة‬
‫‪ -‬وهي مصدر ألم لهؤالء العمال الذين كانوا يسكنون الدور السفلي من الربع وكانت تقصر بهم ذات أيديهم عن أن يمتّعوا‬ ‫‪‬‬
‫أنفسهم وأبناءهم ونساءهم بمثل هذا الطعام ‪.‬‬
‫س‪ : 13‬كيف كانت معركة األكل الضاحكة مصدر ألم لنفس الصبي ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألن الصبي خجل وجل مضطرب النفس مضطرب حركة اليد ال يحسن أن يقتطع لقمته وال يحسن أن يغمسها في الطبق ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وال يحسن أن يبلغ بها فمه ‪ .‬يخيل إلى نفسه أن عيون القوم جميعاً تلحظه وأن عين الشيخ خاصة ترمقه في خفيه ‪ ،‬فيزيده‬
‫هذا اضطراباً وإذا يده ترتعش ‪ ،‬وإذا بالمرق يتقاطر على ثوبه وهو يعرف ذلك ويألم له وال يحسن أن يتقيه ‪.‬‬
‫س‪ : 14‬اختلفت أحاسيس الصبي نحو معركة الطعام الضاحكة بين حزن وفرح ‪ .‬اشرح ذلك ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫جـ ‪ :‬بالفعل فهي إذا كانت قد آذته في أثناء الطعام فقدك أنت تسره وتسليه وتضطره أحيانا إلى أن يضحك وحده إذا خال‬ ‫‪‬‬
‫إلى نفسه بعد أن يشرب الجماعة شايهم وينتقلوا إلى حيث يدرسون أو يسمرون ‪.‬‬

‫الشاب الفكاهي (ساكن الغرفة)‬


‫كان يسكن بجوار الشباب في غرفة على شملك وأنت صاعد السلم شاب مجاور كان مصدر فكاهة ودعابة لهؤالء الطالب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫صفات الشاب‬
‫كان الشباب أكبر منهم قليال وأقدم منهم في األزهر ولكنه من جيلهم وطبقاتهم‪ ,‬وكان نحيف الصوت بحيث يكفي أن تسمعه‬ ‫‪‬‬
‫لتضحك منه‪.‬‬
‫وكان قليل الذكاء ضيق العقل بحيث ال يستقر العلم في رأسه‪ ,‬ألن عقله كان محدود محصور‪ ,‬فلم يستطع أن ينفذ إلى ما‬ ‫‪‬‬
‫وراء ما كان يقرأه في الكتب على اختالفها (تنوعها)‪ .‬ورغم ذلك فقد كان واثقا من نفسه يطمع في مستقبل كبير في غير‬
‫تكلف (تصنع)‪,‬‬
‫دروس الشاب‬
‫كان الشاب يشارك أصحابه الذي يعيش معهم أكثر ما يختلفون إليه (ترددون) من الدروس‪ ,‬فكان يحضر درس الفقه‬ ‫‪‬‬
‫والبالغة ودروس األستاذ الشيخ محمد عبده‪ ,‬ولكنه لم يكن يحضر درس أصول الفقه‪ ,‬ألنه يقتضيه ( يلزمه) أن يخرج من‬
‫غرفته مع الفجر‪ ,‬ولكنه كان يؤثر الراحة ضنينا بها(بخيال ‪/‬ج) أضناء)‪.‬‬
‫الشباب وكتب ومناهج األزهر‬
‫كان هؤالء الشباب يضيقون بكتب األزهر‪ ,‬متأثرين في ذلك بآراء األستاذ محمد عبده في كتب ومناهج األزهر‪ ,‬الذي كان‬ ‫‪‬‬
‫يدلهم كلما حضروا درسه أو زاروه في بيته على أسماء كتب قيمة في النحو والبالغة والتوحيد واألدب ‪.‬‬
‫موقف الطالب من الكتب التي يدلهم عليها األستاذ محمد عبده‬
‫وكان الطالب يسرعون إلى شراء ما يذكر من كتب إذا استطاعوا ذلك‪ ,‬حتى أنهم كانوا يتحملون مشقة بالغة‪ ,‬وحرمانا‬ ‫‪‬‬
‫شديدا في تدبير ثمن هذه الكتب‪ ,‬فإذا تعثر عليهم األمر استعاروا هذه الكتب من مكتبة األزهر وأقبلوا عليها يدرسونها‬
‫ويتعاونون على فهمها‪.‬‬
‫الشيوخ وآراء األستاذ محمد عبده في الكتب‬
‫كانت هذه الكتب بغيضة (مكروهة) لكثير من شيوخ األزهر‪ ,‬ألنهم لم يألفوها‪,‬وربما اشتد بغض بعضهم لها لمجرد أن الذي‬ ‫‪‬‬
‫نوه بها ( رفع من ذكرها وعظمها) هو األستاذ محمد عبده‪ .‬ولكن كان هناك من الشيوخ األعالم (المشهورين) المنافسين‬
‫لألستاذ محمد عبده من كان يدل طالبه على كتب قيمة أخرى أيضا‪.‬‬
‫حب وغرور الشباب‬
‫لقد تحمل هؤالء الشباب مشاق شراء هذه الكتب يدفعهم في ذلك حبهم الصادق لألستاذ اإلمام ورغبتهم في العلم واالطالع‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫وربما دفعهم إلى ذلك غرور الشباب‪ ,‬فقد كانوا يفخرون بين زمالئهم أنهم من تالميذ األستاذ محمد عبده والشيخ بخيت‬
‫والشيخ أبي خطوة والشيخ راضي‪.‬‬
‫بل كانوا يمألون أفواههم فخرا بأنهم ليسوا مجرد تالميذ لدى هؤالء األعالم بل هم من التالميذ المقربين المصطفين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دلل على صدق حب هؤالء الطالب ألساتذتهم وللعلم‪.‬‬
‫لم يكتف هؤالء الطالب بحضور الدرس في األزهر لهؤالء الشيوخ األعالم‪ ,‬بل كانوا يزرون شيوخهم في بيوتهم‪ ,‬وربما‬ ‫‪‬‬
‫شاركوهم في بعض البحث‪ ,‬وربما يستمعون منهم دروسا خاصة في يوم الخميس بعد صالة الظهر أو بعد صالة العشاء‪.‬‬
‫أثر هذا الحب على الطالب‬

‫‪3‬‬
‫لقد كان لهذه المعاملة وهذا االجتهاد من هؤالء الطالب أكبر األثر في وصولهم لشيء من االمتياز بين زمالئهم‪ ,‬حتى عرف‬ ‫‪‬‬
‫األزهر كله أنهم أنجب طالبه وأخلفهم (أجدرهم) بالمستقبل السعيد‪ ,‬ومن أجل ذلك سعى إليهم األوساط (المتوسطون) من‬
‫الطالب الذين يلتمسون التفوق‪ ,‬واالمتياز حين يعرف عنهم أنهم أصدقاؤهم وأصفياؤهم‪ ,‬ويلتمسون بهم الوسيلة للتقرب من‬
‫كبار الشيوخ والعلماء واألساتذة‪.‬‬
‫وكان صاحبنا (ساكن الغرفة) من الطالب األوساط‪ ,‬اتصل بهؤالء الشباب ليقول زمالؤه انه واحد منهم‪ ,‬وليستطيع أن‬ ‫‪‬‬
‫يصحبهم في زياراتهم لألستاذ اإلمام أو الشيخ بخيت‬
‫أثر هذا الغرور واالمتياز على هؤالء الطالب‬
‫كان غرور الشباب يحبب إلى هذه الجماعة هذا النوع من االمتياز‪ ,‬كما كان يهون عليهم قبول هؤالء الطفيليين في العلم من‬ ‫‪‬‬
‫ضعاف الطالب وأوساطهم‪ ,‬كما كان يتيح لهم أن يحصوا (يقدروا) على هؤالء الطفيليين سخافاتهم وجهاالتهم وأغالطهم‬
‫الشنيعة ثم إذا خلوا إلى بعضهم ذكروا هذه السخافات وضحكوا منها‪.‬‬
‫كيف تعرف صاحبنا على هذه المجموعة‬
‫أكبر الظن أنه تعرف عليهم من خالل بعض الدروس ثم بدأ يدني ( يقرب) نفسه منهم حتى زارهم ثم أعجبه الربع‬ ‫‪‬‬
‫وجوارهم فاتخذ لنفسه غرفة بجوارهم‪ ,‬وأصبح واحدا منهم يشاركهم في الدرس والشاي والزيارات‪ ,‬ولكنه لم يفتح اهلل‬
‫عليه قط فيشاركهم في العلم والفهم واإليضاح واإلبانة (اإلفصاح)‪.‬‬
‫حال الشاب الطفيلي (صاحبنا)‬
‫لقد كان هذا الشاب أوسع منهم يدا‪ ,‬وأكثر منهم ماال‪ ,‬وكان يقتر( يبخل) على نفسه إذا خال غليهم‪ ,‬فإذا اتصل بأصحابه‬ ‫‪‬‬
‫وسع على نفسه وأنفق‪ ,‬وإذا رأى بهم حاجة إلى المال لشراء كتاب أو أداء دين عاجل أو قضاء حاجة ملحة كان يقدم لهم ما‬
‫يحتاجون من المال في رفق وتلطف‪.‬‬
‫كيف قابل هؤالء الشباب إحسان صاحبنا؟‬
‫كانوا يشكرون' له هذا ولكن لم يكونوا يطيقون جهله‪ ,‬وربما لم يملكوا أنفسهم فضحكوا من جهله في حضرته وردوا عليه‬ ‫‪‬‬
‫ردا عنيفا فيه كثير من االزدراء (االحتقار) القاسي‪ ,‬ولكنه كان يقبل ذلك راضيا مبتسما‪ ,‬ولم يغضب منهم يوما على كثرة‬
‫ازدرائهم له والغض منه (الحط من قدره)‬
‫ساكن الغرفة (صاحبنا) وعلم العروض‬
‫كان أجمل ما يتندرون عليه به علمه أو جهله بعلم العروض( وهو علم يدرس موسيقى الشعر)‪ ,‬وجهله وعلمه أو جهله بهذا‬ ‫‪‬‬
‫العم هما سواء‪ ,‬فقد كان يطالع معهم كتابا في النحو وكلما ظهر لهم شاهدا نحويا (دليل ‪/‬ج‪ /‬شواهد) حتى يكون أسرعهم‬
‫إلى رد هذا البيت الشاهد إلى أبحر الشعر (أوزان الشعر وتفعيالته التي تصنع موسيقى الشعر)‪ ,‬وكان دائما ما يرد جميع‬
‫الشواهد إلى بحر البسيط‪ ,‬حتى وإن كان البيت من بحر الطويل أو الوافر فهو عنده من بحر البسيط‪.‬‬
‫واألشد غرابة من ذلك أنه لم يكتف بإعالنه بأن هذا البيت الشاهد من بحر البسيط بل كان يسرع إلى تقطيعه ورده إلى‬ ‫‪‬‬
‫بحر البسيط مهما كان وزنه‪.‬‬
‫أثر جهل صاحبنا بالعروض على الطالب‬
‫كان كلما ورد بيتا شاهدا على قضية نحويا أسرع' برده إلى بحر البسيط وأسرع' إلى تقطيعه بغض النظر عن وزن البيت‬ ‫‪‬‬
‫طويال أم وافر أم غير ذلك‪ ,‬مما كان يقطع على الطالب درسهم ويدفعهم إلى ضحك متواصل ال يتوقف‪ .‬هذا األمر أطمع‬
‫الطالب في هذا الشاب حتى إذا ظهر لهم شاهدا أظهروا العجز في رده إلى بحره فأسرع ورده إلى البسيط‪ ,‬ثم يزيدون‬
‫األمر فيظهرون العجز على تقطيع البيت فأسرع' في تقطيعه على وزن البسيط‪ ,‬وهنا يستأنفون الضحك واالستهزاء به‪ ,‬وهو‬
‫يلقاهم بوجه باسم رضٍ ال يعرف الغضب أو الغيظ‬
‫يأس صاحبنا‬
‫عاش صاحبنا مع الطالب سنوات طوال على هذا الحال ال يغضب منهم وال يغضبون منه‪ ,‬حتى أحس أنه ليس من تلك الحلبة‬ ‫‪‬‬
‫(ميدان السباق في العلم) وال يستطيع مجاراتهم في ذلك الميدان‪ ,‬فأصبح يتخلف عن الدرس قليال قليال ويتكلف التعالت‬

‫‪3‬‬
‫(م‪ /‬تعلة وهي ما يتعلل به اإلنسان ويشتغل به) والمعاذير ( الحجج ‪/‬م‪/‬معذرة) وأصبح ال يشاركهم إال الشاي والطعام‬
‫أحيانا ويشاركهم الزيارات دائما‪.‬‬
‫عطف صاحبنا على الصبي‬
‫وبعد ان تقدم به السن والدرس بدأ يظهر العطف على هذا الصبي وعرض عليه أن يقرأ معه الكتب وبدأ يعرض عن مشاركة‬ ‫‪‬‬
‫أقارنه وأنداده (أمثاله ‪/‬م‪ /‬قِرن – ند) إلى مشاركة هذا الغالم الناشئ‪ ,‬وقرأ الغالم معه كتبا في الحديث والمنطق‬
‫والتوحيد‪ ,‬ولكنه لم يجد في هذا الصبي غناء (نفعا) ولم يكن الغالم فارغا للضحك والتندر‪ ,‬فهو ال يقدر على ذلك وال‬
‫يحبه‪ ,‬فاحتال (تلمس حيله) صاحبنا في النهاية حتى تخلص من هذا الصبي ومضى لشانه‪.‬‬
‫االرتقاء االجتماعي للشباب‬
‫ظل الشاب محسوبا على األزهر رغم أنه ترك العلم أو تركه العلم‪ ,‬ولكنه ظل مشاركا ألصحابه على الناحية االجتماعية من‬ ‫‪‬‬
‫حياتهم‪.‬‬
‫فقد ارتقت حياتهم االجتماعية بعض الشيء‪ ,‬نتيجة فضل اهلل عليهم ثم ذكاؤهم وجهدهم وتفوقهم ورضا األستاذ اإلمام عنهم‬ ‫‪‬‬
‫وتقريبه لهم‪.‬‬
‫أثر هذا االرتقاء على الطالب وصاحبنا‬
‫ونتيجة لذلك فقد اتصل الطالب بأبناء األثرياء الذين كانوا يدرسون في األزهر‪ ,‬فاتصلت الزيارات بينهم وبين الشباب‬ ‫‪‬‬
‫وصاحبهم معهم‪ ,‬ترتقي حياته االجتماعية كما ارتقت حياتهم‪ ,‬ولكنهم اختلفوا في الشعور بهذا االرتقاء‪ :‬فالطالب لم يحسوا‬
‫بهذا االرتقاء وبالتالي لم يتحدثوا به ولم يتمدحوا به‪ ,‬بل كانت نظرتهم له على أنه شيء طبيعي ومألوف نتيجة التعب‬
‫والجهد والتفوق‪ .‬أما صاحبهم‪ ,‬فقد رأى في هذا االرتقاء وهذه الزيارات المجد كل المجد وكان يستمد منه الغبطة (تمنى‬
‫النعمة من غير زوالها من عند صاحبها) والغرور‪ ,‬ويستغله لبعض منافعه المادية أحيانا ويتحدث' به دائما إلى من أراد أن‬
‫يسمع له ومن لم يرد االستماع‪.‬‬
‫فراق الطالب‬
‫ومضت األيام وافترق الطالب وأخذ كل منهم طريقه في الحياة‪ ,‬ولكن هذا الرجل (صاحبهم) لم ينساهم ولم يسمح لهم أن‬ ‫‪‬‬
‫ينسوه‪ ,‬فإن كان عجز عن تتبعهم في العم فليتبعهم في شيء آخر‪ ,‬فكان يزورهم وإن لم يزوروه ويلقاهم في زياراتهم‬
‫عند أصحاب المنزلة واألثرياء‪.‬‬
‫فضيحة ساكن الغرفة صاحب الطالب‬
‫خرج اإلمام محمد عبده من األزهر في محنة سياسة معروفة‪ ,‬فاتصل صاحبنا باألستاذ وشيعته ( أتباعه وأنصاره) وكذلك‬ ‫‪‬‬
‫اتصل بخصومه وشيعتهم‪ ,‬حتى أخذ األزهر يضطرب من هذه المحنة ودخلت السياسة في ذلك االضطراب واختصمت فيه‬
‫السلطتان‪ ,‬فاتصل صاحبنا بالمضربين وشاركهم في اإلضراب‪ ,‬واتصل بخصومهم مفشيا اسرارهم‪ ,‬وذات يوم انكشف صاحبنا‬
‫وعُرف أنه متصل بالمحافظة فتقطعت كل الصالت بينه وبين أصدقائه قطعا عنيفا‪.‬‬

‫ما أثر كشف حقيقة الرجل (ساكن الغرفة) عليه؟‬


‫فتقطعت كل الصالت بينه وبين أصدقائه قطعا عنيفا فأصبح يرد عن كل بيت وال يستقبله أحد‪ ,‬حتى قبع في غرفته بالربع‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫وقد خسر كل الناس ولم يخسره أحد‪ ,‬حتى أنه قصرت همته عن درجة األزهر فأنفق حياته خامال بائسا وحيدا يتحمل‬
‫حياته على مضض (ألم) يتكسب حياته بمشقة‪.‬‬
‫وفاة صاحب الغرفة‬
‫وذات يوم جاء أصحابه خبر موته‪ ,‬فلم يأخذهم وجوم(صمت وحزن) وال مس نفوسهم حزن‪ ,‬وغنما تلوا تلك اآلية التي‬ ‫‪‬‬
‫نتلوها دائما حين ينعى إلينا الناس }أنا هلل وإنا إليه راجعون{ كما لم يشغلوا بالهم كيف مات‪ ,‬أمات من علة أم من‬
‫الحرمان أم من الحسرة؟ ال يعرفون ولم يحاولوا أن يعرفوا‪.‬‬

‫اللغويات‬

‫‪3‬‬
‫محصوراً ‪ :‬أي عاجزاً ‪ -‬تكلُّف ‪ :‬تصنُّع ‪ -‬ضنيناً ‪ :‬بخيالً ج أضناء ‪ -‬مطالعات ‪ :‬قراءات ‪ -‬نوَّه ‪ :‬أشار ‪ -‬أعياهم ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أعجزهم ‪ -‬أخلقهم ‪ :‬أجدرهم ‪ ،‬أحقهم ‪ -‬الطفيليين ‪ :‬الذين يفرضون انفسهم على الناس بدون دعوة ‪ -‬أغالط ‪ :‬األخطاء م‬
‫غلط ‪ -‬شنيعة ‪ :‬قبيحة ‪ ،‬كريهة ‪ -‬جنوبهم ‪ :‬أي قلوبهم ‪ -‬حاجة ملحّة ‪ :‬ضرورية ‪ -‬سُخْفه ‪ :‬ضعفه ‪ ،‬تفاهته ‪ -‬االزدراء ‪:‬‬
‫التحقير ‪ -‬الغض منه ‪ :‬الحط من قدره ‪ -‬العروض ‪ :‬ميزان الشعر ج أعاريض ‪ -‬الحلبة ‪ :‬الميدان ‪ -‬المعاذير ‪ :‬األعذار و‬
‫الحجج م معذرة ‪ ،‬معذار ‪ -‬أقرانه ‪ :‬أصحابه م قرين ‪ -‬أنداد ‪ :‬أمثاله م ند ‪ -‬الغِبْطَة‪ :‬السعادة ‪ -‬مضض ‪ :‬ألم ‪ -‬وجوم ‪:‬‬
‫صمت وحزن‬

‫س & جـ‬
‫س‪ : 1‬ما صفات الشاب الذي كان يسكن بجوار طه حسين في الربع ؟‬
‫جـ ‪:‬كان من جيل ومن طبقة هؤالء الطالب ‪ ،‬وكان نحيف الصوت ‪ ،‬وكان ضيق العقل قليل الذكاء ومع ذلك كان واسع الثقة‬ ‫‪‬‬
‫طامع أشد الطمع في مستقبله ‪ ،‬وكان يشهد معهم كل الدروس عدا درس األصول ألنه يكون مع الفجر‪ ،‬وهو يفضل النوم‬
‫والراحة ‪.‬‬
‫س‪ : 2‬كيف كان ذلك الشاب يتقرب إليهم ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان يتقرب إليهم تارة بأن يشهد معهم درس الفقه ودرس البالغة ودرس األستاذ اإلمام ‪ ،‬وتارة يتردد عليهم ثم‬ ‫‪‬‬
‫اتخذ مسكناً بجوارهم ‪ ،‬وكان يكثر من زيارتهم ويمدهم بالمال إذا احتاجوا إلى شراء الكتب أو أداء دين عاجل أو قضاء‬
‫حاجة ملحة ‪.‬‬
‫س‪ : 3‬علل ‪ :‬تكاسُل' الشاب عن حضور درس األصول ‪.‬‬
‫جـ ‪:‬ألن هذا الدرس كان يقتضيه أن يخرج من غرفته مع الفجر وقد كان يفضل الراحة و النوم أكثر ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 4‬ما موقف اإلمام محمد عبده من كتب األزهر ؟ وكيف عبر عن ذلك ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان اإلمام محمد عبده يرى أن كتب األزهر ومناهجه شديدة على الطالب و فيها جمود مما يجعل الطالب يضيقون بها‬ ‫‪‬‬
‫ضيقاً شديداً و تحتاج للتغيير ‪.‬‬
‫‪ -‬وقد دلهم على كتب قيمة في النحو والبالغة والتوحيد واألدب أيضاً ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪: 5‬لشيوخ األزهر موقف من تلك الكتب التي ينادي بها اإلمام محمد عبده ‪ .‬وضِّح ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬كانوا يكرهونها ألنهم لم يألفوها ‪ ،‬وربما اشتد بغضهم ؛ ألن اإلمام هو الذي دل الطالب عليها ونوَّه بها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 6‬ما الوسائل التي اتبعها الشباب األزهريون الذين يتحدث عنهم الكاتب للتميز في العلم ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان هؤالء الشباب األزهريون يسارعون إلى شراء الكتب القيمة التي دلهم عليها الشيخ اإلمام ‪ ،‬ومن كان يعجز عن‬ ‫‪‬‬
‫شرائها يستعيرها من مكتبة األزهر ‪ ،‬كما اتفقوا على قراءة هذه الكتب مجتمعين ؛ ليتعاونوا على فهمها ألنهم كان لديهم‬
‫رغبة صادقة وعزيمة أكيدة على تحصيل العلم و االطالع و البحث ‪.‬‬
‫س ‪ :7‬منِ الشيوخ األئمة الذين كان طالبهم يفخرون بهم ؟‬
‫جـ ‪ :‬كانوا يفخرون بتلمذتهم لألستاذ اإلمام وللشيخ بخيت وللشيخ أبى خطوة وللشيخ راضى وكانوا يملئون أفواههم بأنهم‬ ‫‪‬‬
‫تالميذ هؤالء األئمة وبأنهم من تالميذهم المقربين المصطفين ‪.‬‬
‫س‪ : 8‬دلل على حب طالب العلم لإلمام محمد عبده ورفاقه من علماء األزهر ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬الدليل أنهم لم يكونوا يكتفون باالختالف (التردد)إلى هؤالء الشيوخ في دروسهم وإنما كانوا يزورون شيوخهم في‬ ‫‪‬‬
‫بيوتهم وربما شاركوهم في بعض البحث ‪.‬‬
‫س‪ : 9‬وما رأي الكاتب في هؤالء الطالب ؟ رأي الكاتب أنهم أنجب طالب األزهر وأجدرهم بالمستقبل السعيد ‪.‬‬
‫س‪ : 10‬علل ‪ :‬محاولة الطالب متوسطي المستوى االتصال بأنجب طالب األزهر ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬ألنهم يلتمسون التفـوق واالمتياز في االتصال بهم واالمتياز حين يعرف الناس أنهم من أصدقائهم وأصفيائهم ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ويلتمسون بذلك الوسيلة إلى أن يتصلوا بكبار الشيوخ وأئمة األساتذة ‪.‬‬
‫س‪ : 11‬لماذا اتصل هذا الشاب بهؤالء الطالب المتفوقين ؟‬

‫‪3‬‬
‫جـ ‪ :‬ليقول زمالؤه إنه واحد منهم وليستطيع بحكم هذه الصلة أن يصحبهم في زياراتهم لألستاذ اإلمام أو الشيخ بخيت‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 12‬لماذا كان الطالب المتفوقين يقبلون مصاحبة الطالب الضعاف و المتوسطين ؟‬
‫جـ ‪ :‬إرضاء لغرورهم الذي يوضح لهم مدى تفوقهم عليهم ‪ ،‬ثم يتيح لهم بعد ذلك ‪ ،‬حين يخلون إلى أنفسهم وقد أحصوا‬ ‫‪‬‬
‫على هؤالء الزمالء الضعاف و المتوسطين جهاالتهم وسخافاتهم وأغالطهم الشنيعة ‪ ،‬أن يعيدوا ذلك وأن يضحكوا منه ملء‬
‫أفواههم وملء جنوبهم أيضا‬
‫س‪ : 13‬ما الذي كان هذا الشاب يشارك فيه هؤالء الطالب المتفوقين ؟ وما الذي كان ال يشاركهم فيه ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان يشاركهم في الدرس ويشاركهم في الشاي‪ ،‬ويشاركهم في الزيارات ويشاركهم في بعض الشهرة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬و لكن اهلل لم يفتح عليه بأن يشاركهم في العلم والفهم ‪ ،‬وفى اإلبانة واإليضاح‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 14‬ما الذي كان ال يطيقه الطالب المتفوقون من هذا الشاب ؟‬
‫جـ ‪ :‬كانوا ال يطيقون جهله وربما لم يملكوا أنفسهم فضحكوا من هذا الجهل بمحضر منه ‪ ،‬وردوا عليه سخفه رداً عنيفاً فيه‬ ‫‪‬‬
‫كثير من االزدراء القاسي ‪.‬‬

‫س‪ : 15‬كيف كان هذا الشاب يقابل ضحك وسخرية هؤالء الطالب منه ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان يقبل ذلك راضياً ويتلقاه باسماً فلم يغضب يوماً منهم ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫س‪ : 16‬ما الذي كان يضحك الطالب من الشاب ساكن الغرفة ؟‬


‫جـ ‪ :‬كانوا يضحكون من جهله يعلم العروض ‪ ،‬فكل الشواهد في كتب النحو التي كان يتعرض لها كان يرجعه إلى بحر واحد‬ ‫‪‬‬
‫هو " البسيط " فكل األبيات والشواهد عنده من بحر " البسيط "‪.‬‬
‫س‪ : 17‬كيف تصرَّف هذا الشاب عندما أحس أنه ليس من تلك الحلبة و انه ال يستطيع أن يجري في ذلك الميدان ؟‬
‫جـ ‪ :‬أخذ يتخلف قليالً قليالً عن الدروس ‪ ،‬ويتكلف األعذار حتى ال يشاركهم في مطالعتهم ويكتفي بالمشاركة في الشاي‬ ‫‪‬‬
‫والطعام أحياناً والزيارات دائما‪.‬‬
‫س‪ : 18‬ما العالقة التي ربطت الصبي بالشاب ساكن الغرفة ؟وكيف انتهت ؟‬
‫جـ ‪ :‬عرض الشاب على الصبي ‪ -‬الذي أصبح غالماً ‪ -‬أن يقرأ معه الكتب في الحديث والمنطق والتوحيد ولما لم يجد عنده‬ ‫‪‬‬
‫فائدة ‪ ،‬وأن الغالم ليس فارغًا للضحك والتندر به فأعرض عنه وتخلص منه ‪.‬‬
‫س‪ : 19‬كيف اتصل الشاب ساكن الغرفة باألثرياء ؟‬
‫جـ ‪ :‬ظل محسوبا على األزهر ولكنه كان يشارك الطالب حياتهم االجتماعية وقد ارتفعت حياة الشباب بعض الشيء بفـضل‬ ‫‪‬‬
‫ذكائهم و جدهم وتفوتهم ورضا األستاذ اإلمام عنهم فاتصلوا بأبناء األسر الغنية الثرية الذين كانوا يطلبون العلم في‬
‫األزهر ‪ ،‬فتتبعهم ساكن الغرفة في اتصالهم باألثرياء من طالب األزهر ‪.‬‬
‫س‪ : 20‬لماذا قاطع الشباب صاحبهم ؟وما أثر ذلك على حياته ؟‬
‫جـ ‪ :‬عندما خرج األستاذ من األزهر في المحنة السياسية المعروفة اتصل ساكن الغرفة باألستاذ وشـيعته واتصل أيضاً‬ ‫‪‬‬
‫بخصومه مشاركًا لهم ‪ ،‬و اتصل بخصوم اإلضراب مفشَياً لهم أسرار المضربين ‪ ،‬فاكتشف أمره ‪ ،‬واتضح أيـضاً اتصاله‬
‫بالمحافظة فقبع في غرفته بعدما خسر الناس جميعاً ‪.‬‬
‫س‪ : 21‬ما مصير ساكن الغرفة ؟ وما رد فعل أصدقائه ؟‬
‫جـ ‪ :‬مات الشاب ‪ ،‬أمات من علة به ؟ أم مات من حسرة ؟ أم مات من الحرمان ؟ و أما أصدقاؤه أخذهم وجوم ولم يحزنوا‬ ‫‪‬‬
‫وإنما قالوا ‪ " :‬إنا هلل وإنا إليه راجعون "‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫تأثر الصبي بالربع (الدار وما حلوه ‪/‬ج‪ /‬أرباع – رباع) ومن فيه‬
‫لقد عاش الصبي في الربع وكبر فيه وتعلم فيه من شئون الحياة والناس وأخالقهم أشياء كثيرة ال تقل خطرا (أهمية‬ ‫‪‬‬
‫وقيمة) عما تعلمه في األزهر من فقه ونحو ومنطق وتوحيد‪.‬‬
‫متى بدأ الصبي دروس في األزهر؟‬
‫بدأ الصبي دروسه في األزهر بعد يومين أو ثالثة من وصوله إلى القاهرة‪ .‬وقد أسلمه أخوه إلى أستاذ أزهري جديد ظفر‬ ‫‪‬‬
‫(نال وحصل) بدرجة األزهر أثناء الصيف وهو في سن األربعين من عمره‪ ,‬وكان سيجلس مجلس األستاذ من صغار التالميذ‬
‫ألول مرة في حياته‪.‬‬
‫سمات األستاذ الجديد‬
‫كان األستاذ الجديد معروفا الذكاء والتفوق‪ ,‬غلب (قهر) الحظ ونال درجة األزهر الثانية على الرغم من استحقاقه‬ ‫‪‬‬
‫لألولى‪ ,‬ولكنه رضي وعد ذلك انتصارا كبيرا‪ ,‬وإن شعر بأنه ظلم لما فقد الدرجة األولى‪.‬‬
‫وكان ذكاء األستاذ محصورا على العلم‪ ,‬وإذا تجاوز للحياة العملية أصبح أكثر الناس سذاجة‪ ,‬وكان مشهورا بين الطالب‬ ‫‪‬‬
‫والعلماء بحبه للذات (المتع) المادية متهالك(حريص) عليها‪ ,‬ولكن لم يكن سبب هذا الحرص فساد خلقه أو دينه ولكنه‬
‫مزاجه فقط‪.‬‬
‫وكان كثير األكل محبا للحم ال يستطيع أن ينقطع عنه أو يسرف فيه (يفرط) ولو يوما وحدا‪ ,‬مما كلفه عناء وتعب كثير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وكان صوته متهدجا (متقطع) متكسرا يقطع الحروف وتنفرج شفتاه أكثر من الالزم أثناء كالمه فال يسمعه أحد إال وضحك‬ ‫‪‬‬
‫من صوته وانفراج شفتاه‪.‬‬
‫ما اسم الدرجة األزهرية التي حصل عليها األستاذ الجيد؟ وما أول شيء فعله؟‬
‫تسمى درجة األزهر بشهادة العالمية‪ .‬وبمجرد أن حصل عليها أسرع' إلى شارة العلماء فاتخذها ولبس الفراجية (ثوب واسع‬ ‫‪‬‬
‫طويل األكمام يتزين به علماء الدين) على الرغم من أن العلماء لم يكونوا يتخذون هذه الشارة إال بعد أن يبعد عهدهم‬
‫بالدرجة وتعرف لهم سابقة وقدمه (السابقة في األول األقدمية) في العلم تيسر' لهم حياتهم المادية بعض الشيء‪.‬‬
‫أثر تسرع' األستاذ إلى الفراجية‬
‫تسرع' األستاذ ولبس الفراجية فضحك منه الجميع أصحابه من الطالب وأساتذته من العلماء‪ ,‬وزادهم ضحكا أنه لبس الفراجية‬ ‫‪‬‬
‫ومشي حافيا في نعليه (يرتدي النعل بدون جوارب) زهدا منه فيها أو عجزا عنها‪,‬‬
‫األستاذ وهيبة العلماء‬
‫وكان يتصنع (يتظاهر بما ليس فيه) الوقار (الرزانة والحلم والعظمة) وهيبة العلماء إذا مشي في الشارع فيمشي متثاقال‬ ‫‪‬‬
‫متباطئا‪ ,‬فإذا خطا عتبة األزهر (دخله) نسي كل ذلك وذهب وقاره وفارق أناته ومشى مهروال (مسرعا)‪.‬‬
‫كيف عرف الصبي األستاذ الجديد؟‬
‫عرف الصبي رجله قبل أن يسمع صوته‪,‬وذلك أن األستاذ أقبل على مكان درسه ألول مرة مهروال فعثر بالصبي وكاد يسقط‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫فقد داست قدماه بجلدهما الخشن يد الصبي حتى كادت أن تنقطع‪ ,‬ثم مضى وأسند ظهره إلى العمود الذي طالما حلم أن‬
‫يسند ظهره إليه معلما‪.‬‬
‫منهج األستاذ الجديد‬
‫كان كغيره من أقرانه ( أمثاله ‪/‬م‪ /‬قِرن) بارع في العلوم األزهرية ساخطا على طريقة تعليمها‪ ,‬فقد كان متأثرا باألستاذ‬ ‫‪‬‬
‫محمد عبده‪ ,‬ولكنه تأثر لم يبلغ األعماق‪ ,‬فلم يكن مجددا خالصا وال محافظا خالصا‪ ,‬مما دفع الشيخ ينظرون إليه شزرا‬
‫(بمؤخرة العين) في ريبة وإشفاق‪.‬‬
‫كيف حاول األستاذ الجديد التجديد؟‬
‫في يومه األول وقبل أن يبدأ درسه األول أعلن لتالميذه أنه لن يقرأ عليهم كتاب (مراقي الفالح على نور اإليضاح) كما‬ ‫‪‬‬
‫يفعل الشيوخ للتالميذ المبتدئين‪ ,‬ولكنه سيعلمهم الفقه في أكثر من كتاب بمقدار ما في كتاب (مراقي الفالح)‪ ,‬وطلب منه‬
‫أن يسمعوا له وان يفهموا ويكتبوا ما يحتاجون إلى كتابته‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ما موقف الصبي من األستاذ الجديد؟‬
‫كان األستاذ يدرس للصبي الفقه والنحو‪ ,‬فأما الفقه فكان درسه قيما ممتعا للفتى‪ ,‬وكان كذلك في درس النحو فأصبح النحو‬ ‫‪‬‬
‫سهال يسيرا‪ ,‬فلم يقرأ عليهم كتاب ( شح الكفراوي) ولم يعلمهم األوجه التسعة لقراءة (بسم اهلل الرحمن الرحيم) وال‬
‫إعرابها‪ ,‬وإنما هيأهم ( أعدهم وجهزهم) للنحو تهيئة جيدة وعرفهم أقسام الكالم من اسم وفعل وحرف‪.‬‬
‫رأي أخي الصبي وجماعته عن األستاذ الجديد‬
‫سُئل الصبي أثناء شاي العصر عن األستاذ الجديد ومنهجه في النحو والفقه‪ ,‬فأعاد عليهم ما سمعه منه فشعروا بالرضا عنه‬ ‫‪‬‬
‫وعن طريقته في التعليم‪.‬‬
‫الصبي ودرس الفقه والنحو‬
‫لم ينتسب الصبي إلى األزهر من أول يوم له فيه‪ ,‬بل كان يحضر درسي النحو والفقه حضورا منتظما محتوما (واجبا)‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫ويستمع إلى درس الحديث فجرا أثناء انتظاره حتى يفرغ أخوه من درس أصول الفقه ويحين درس الفقه‪.‬‬
‫ما أُثر ذلك عليه؟‬
‫شعر الصبي بالضيق والحيرة حتى أنه سأل نفسه‪ :‬متى ينتسب إلى األزهر ويصبح طالبا مقيدا في سجالته؟‬ ‫‪‬‬
‫بعد مدة جاء اليوم المشهود وأُنبئ (أُخبر) الصبي أنه سيذهب إلى امتحان حفظ القرآن الذي يوطئه (يهيئه) لالنتساب إلى‬ ‫‪‬‬
‫األزهر‪ ,‬ولكنه عرف بأن االمتحان بعد ساعة واحدة‪ ,‬فلم يكن مستعدا كما يجب ألنه لم يفكر أن يتلو القرآن منذ أن جاء‬
‫إلى القاهرة‪ ,‬وشعر بخفقان (تحرك واضطراب) قلبه‪.‬‬
‫كيف دخل الصبي زاوية العميان؟‬
‫دخل الصيب زاوية العميان وهو خائف أشد الخوف مضطرب النفس‪ ,‬ألنه لم يقرأ القرآن ولم يراجع ما حفظه منذ أن وصل‬ ‫‪‬‬
‫القاهرة‪ ,‬ولكن بمجرد أن دنا واقترب من الممتحنين زال عنه هذا الخوف فجأة والسبب في ذلك‪ :‬أنه عندما كان ينتظر‬
‫فراغ الممتحن من الطالب الذي أمامه‪ ,‬سمع الممتحن يناديه باألعمى وقال له "اقترب يا أعمى" وهي جملة وقعت من أذنه‬
‫أسوا موقع ألنه لم يسمعها قبل ذلك من أحد فقد كان الجميع يتحرز من ذكر عاهته أمامه‪.‬‬
‫ما أثر هذه الكلمة على الصبي؟‬
‫لقد مألت هذه الكلمة قلبه حسرة وألما وتركت في نفسه خواطر الذعة وألما لم ينساهما قط‪ ,‬ووقعت هذه الجملة من أذنه‬ ‫‪‬‬
‫أسوأ وقع‪ ,‬ولوال أن أخاه أخذ بيده وقربه من هذا الممتحن لما صدق أنه المقصود بها‪.‬‬
‫لماذا شعر الصبي بهذه الحسرة؟‬
‫شعر الصبي بهذه الحسرة وهذا األلم‪ ,‬ألنه سمع هذه الكلمة ألول مرة وألن أهله اعتادوا معه الحذر والرفق وكانوا يتجنبون‬ ‫‪‬‬
‫ذكر هذه اآلفة‪ ,‬ومع ذلك فهو لم ينس آفته وكان يقدر من أهله تلك الرأفة‪.‬‬
‫كيف كان امتحان الصبي؟‬
‫طلب إليه أحد الممتحنين أن يقرأ سورة الكهف فما قرأ بعض اآليات‪ ,‬حتى طلب منه أ‪ ،‬يقرأ سورة العنكبوت‪ ,‬وما كاد يقرأ‬ ‫‪‬‬
‫بعض آياتها األولى حتى قال له "انصرف يا أعمى فتح اهلل عليك"‬
‫أثر االمتحان على الصبي‬
‫تعجب الصبي من االمتحان وطريقته التي ال تصور شيئا وال تدل على حفظ‪ ,‬وكان ينتظر أن تمتحنه اللجنة على أقل تقدير‬ ‫‪‬‬
‫كما كان يمتحنه أبوه أو شيخ الكتاب‪ ,‬ولكنه انصرف راضيا عن النجاح ساخطا (كارها غاضبا) لممتحنيه محتقرا المتحانهما‪.‬‬
‫سوار الكشف الطبي‬
‫لم يخرج الصبي من لجنة االمتحان حتى عطف (مال) به أخوه إلى أحد أركانها فتلقاه أحد الفراشين أو (المشدين) فربط‬ ‫‪‬‬
‫حول معصم ذراعه اليمنى سوار من خيط جمع طرفيه بقطعة مختومة من الرصاص‪ ,‬وقال انصرف فتح اهلل عليك‪.‬‬
‫ما داللة هذا السوار‬
‫لم يفهم الصبي معنى هذا السوار في بداية األمر ولكن أخاه أخبره أن هذا السوار سيظل حول معصمه أسبوعا كامال حتى يمر‬ ‫‪‬‬
‫أمام الطبيب الذي سيمتحن صحته ويقدر سنه ويطعمه التطعيم الواقي ضد الجدري‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اختلفت مشاعر الصبي بعد االمتحان‪ .‬وضح‪.‬‬
‫لقد كان الغالم جديرا بأن يفرح ويبتهج بهذا السوار ألنه يدل على أنه مرشح لالنتساب لألزهر ‪,‬ألنه بذلك قد اجتاز‬ ‫‪‬‬
‫المرحلة األولى من مراحل االنتساب‪ ,‬ولكن ظل أياما مصروفا عن هذا االبتهاج ومشغوال عنه بكلمة الممتحن التي ناداه بها‪.‬‬
‫كيف أمضى الصبي أسبوع السوار؟‬
‫أمضى الصبي هذا األسبوع كعادته يستيقظ على صوت الحاج علي فيذهب إلى األزهر مع الفجر ليأخذ درس الفقه ثم يعود‬ ‫‪‬‬
‫ويذهب مرة أخرى مع الظهر ليحضر درس النحو‪ ,‬ثم يعود‪ ,‬فيقضي وقته في مجلسه نائما أو قائما‪.‬‬
‫جاء يوم االمتحان الطبي والصبي يشفق (يخشى) أ‪ ،‬يدعوه الطبيب كما دعاه الممتحن‪ ,‬ولكن الطبيب لم يدعه ألنه لم يكن‬ ‫‪‬‬
‫يدعو أحدا وإنما دفعه أخوه للطبيب فخط خطوطا في ذراعه وقال خمسة عشرة‪ ,‬وبذلك أصبح الصبي منتسبا لألزهر ومقيدا‬
‫في سجالته‪.‬‬
‫أثر امتحان الطبيب على الصبي‬
‫انتهى امتحان الطبيب وبذلك أصبح الصبي منتسبا لألزهر مقيدا في سجالته‪ ,‬رغم أنه لم يكن قد بلغ السن التي ذكرها‬ ‫‪‬‬
‫الطبيب‪ ,‬وعاد إلى غرفته وفي نفسه شك مؤلم ولكنه لذيذ في أمانة هؤالء الممتحنين وفي صدق هذا الطبيب‪.‬‬
‫اللغويات‬
‫خطراً ‪ :‬قيمة ‪ -‬السذاجة ‪ :‬البساطة ‪ -‬أدنى ‪ :‬أقرب مؤنثها دنيا ‪ -‬متهالك ‪ :‬مقبل في حرص شديد × مترفِّع ‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلسراف ‪ :‬التبذير × التوفير ‪ ،‬االقتصاد ‪ -‬عناء ‪ :‬تعب و مشقة × راحة ‪ -‬الفراجية ‪ :‬ثوب واسع طويل الكمين يرتديه‬
‫علماء الدين ‪ -‬أناة ‪ :‬هدوء ووقار ‪ -‬مهروالً ‪ :‬مسرعاً × مبطئاً ‪ -‬شزراً ‪ :‬نظر بمؤخرة العين في استهانة ‪ -‬يختلف ‪:‬‬
‫يتردد ‪ -‬محتوماً ‪ :‬واجباً الزماً ‪ -‬توطئة ‪ :‬تمهيداً ‪ -‬وجالً ‪ :‬خوفاً × اطمئناناً ‪ -‬اآلفة ‪ :‬العلة والمرض ‪ -‬يعطف ‪:‬‬
‫يميل ويتجه ‪ -‬معصمه ‪ :‬رسغه ج معاصم ‪ -‬سوار ‪ :‬حلقة ج أسورة ‪ ،‬أساور ‪.‬‬

‫س & جـ‬
‫س‪ : 1‬للبيئة القاهرية و للبيئة األزهرية تأثير على طه حسين ‪ .‬وضِّح ذلك التأثير ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬أكسبته البيئة القاهرية علماً بالحياة وشؤونها و األحياء و أخالقهم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بينما البيئة األزهرية أكسبته العلم بالفقه والنحو والمنطق والتوحيد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 2‬تحدّث عن الشيخ الجديد الذي أتى به األخ لشقيقه الصبي ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬كان قد بلغ األربعين أو كاد يبلغها‪ .‬وكان معروفا بالتفوق مشهورا بالذكاء وكان ذكاؤه مقصورا على العلم ‪ ،‬فإذا‬ ‫‪‬‬
‫تجاوزه إلى الحياة العملية فقد كان إلى السذاجة أدنى منه إلى أي شيء آخر‪ .‬وكان يعرف بين أصدقائه الطالب والعلماء‬
‫بأنه محب لبعض لذاته المادية متهالك عليها وكان كثير األكل‬
‫عاشقاً للحم وال يستطيع أن ينقطع عن أكله واإلسراف فيه يوما واحدا ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 3‬متى كان يزداد ضحك وسخرية الطالب و الشيوخ من ذلك الشيخ ؟‬
‫جـ ‪ :‬عندما كان يتحدث ؛ ألن صوته كان غريباً متقطعاً متكسراً يقطع الحروف تقطيعاً غريباً كما أن شفتيه تنفرجان عن‬ ‫‪‬‬
‫كالمه أكثر مما ينبغي ‪ ،‬وأيضاً عندما ارتدي زي العلماء (الفراجية) بمجرد أن ظفر بدرجة العالمية ‪ .‬وزادهم ضحكا منه‬
‫وتندراً عليه أنه كان يلبس الفراجية ويمشى بال جورب في نعليه ‪.‬‬
‫س‪ : 4‬كيف كانت مشية ذلك الشيخ في الشارع ؟ وفي داخل أروقة األزهر ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان يمشي في تثاقل و بطء متصنعاً وقار العلماء وجالل العلم فإذا دخل األزهر ذهب عنه وقاره و لم يمش إال‬ ‫‪‬‬
‫مهروالً ‪.‬‬
‫س‪ : 5‬عرف الصبي رجلي الشيخ قبل أن يعرف صوته ‪ ..‬وضِّح ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬وذلك حينما اصطدم هذا الشيخ به وهو يسير مهروالً كما تعود أن يمشى فعثر بالصبي وكاد يسقط من عثرته ومست‬ ‫‪‬‬
‫رجاله العاريتان اللتان خشن جلدهما يد الصبي فكادت تقطعهما ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫س‪ : 6‬ما صفات الشيخ العلمية ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان بارعاً في العلوم األزهرية كل البراعة ساخطا على طريقة تعليمها سخطاً شديداً ‪ .‬وقد بلغت تعاليم األستاذ‬ ‫‪‬‬
‫اإلمام قلبه فأثرت فيه ‪ ،‬ولكنها لم تصل إلى أعماقه ‪ ،‬فلم يكن مجددا خالصا وال محافظا خالصاً ‪.‬‬
‫س‪ : 7‬كيف كانت نظرة الشيوخ لهذا الشيخ ؟‬
‫جـ ‪ :‬كانوا ينظر ون إليه شزراً (أي في استهانة) ويتابعونه في شيء من الريبة واإلشفاق‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 8‬خالف هذا الشيخ الشيوخ اآلخرين في طريقة تدريسه للفقه ‪ .‬وضِّح ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬ألنه أعلن إلى تالميذه أنه لن يقرأ لهم كتاب (مراقي الفالح على نور اإليضاح) كما تعود الشيوخ أن يقرءوا للتالميذ‬ ‫‪‬‬
‫المبتدئين ‪ ،‬ولكنه سيعلمهم الفقه في أكثر من كتاب ‪.‬‬
‫س‪ : 9‬ما موقف شقيق الصبي وأصدقائه من هذا الشيخ ومنهجه ؟‬
‫جـ ‪ :‬رضيت هذه الجماعة عن الشيخ وعن منهجه وأقرت طريقته في التعليم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 10‬ما اليوم المشهود الذي كان ينتظره الصبي ؟ وهل كان مستعداً له ؟‬
‫جـ ‪ :‬هو اليوم الذي أخبر فيه الصبي بعد درس الفقه أنه سيذهب إلى االمتحان في حفظ القران توطئة (تمهيداً)النتسابه‬ ‫‪‬‬
‫إلى األزهر ‪.‬‬
‫‪ -‬لم يكن الصبي قد استعد لهذا االمتحان ولو كان قد عرف من قبل لقرأ القرآن على نفسه مرة أو مرتين قبل ذلك‬ ‫‪‬‬
‫اليوم ‪ ،‬ولكنه لم يفكر في تالوة القرآن منذ وصل إلى القاهرة ‪.‬‬
‫س‪:11‬ماذا كان شعور الصبي حينما أخبر بأنه سيمتحن في القرآن توطئة النتسابه في األزهر ؟‬
‫جـ ‪ :‬خفق قلبه وجال وسعى إلى مكان االمتحان في زاوية العميان خائفا أشد الخوف مضطرب النفس أشد االضطراب ‪ ،‬ولكنه‬ ‫‪‬‬
‫لم يكد يدنو من الممتحنين حتى ذهب عنه الوجل فجأة ‪ ،‬وامتأل قلبه حسرة وألما و ثارت في نفسه خواطر الذعة لم‬
‫يحسها قط‬
‫س‪ : 12‬كيف كان وقع دعوة الممتحن للصبي بقوله ‪ :‬يا أعمى على نفسه ؟‬
‫جـ ‪ :‬وقعت من أذنه ومن قلبه أسوأ وقع ‪ ،‬ولوال أن أخاه أخذ بذراعه فأنهضه في غير رفق وقاده إلى الممتحنين في غير‬ ‫‪‬‬
‫كالم لما صدق أن هذه الدعوة قد سيقت إليه فقد تعود من أهله كثيراً من الرفق ال هذه الغلظة الشديدة ‪.‬‬
‫س‪ : 13‬ما نتيجة هذا االمتحان ؟ وما سر دهشة الصبي ؟‬
‫جـ ‪ :‬النجاح ‪ ،‬وقد دهش الصبي لهذا االمتحان ؛ ألنه ال يصور شيئاً وال يدل على حفظ وقد كان ينتظر علي أقل تقدير‬ ‫‪‬‬
‫أن تمتحنه اللجنة على‬
‫نحو ما كان يمتحنه أبوه الشيخ ‪ .‬ولكنه انصرف راضياً عن نجاحه ‪ ،‬ساخطاً على ممتحنيه ‪ ،‬محتقراً المتحانهما‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 14‬لماذا وُضِعَ حول معصمه سواراً ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان يدل على أنه مرشح لالنتساب إلى األزهر قد اجتاز المرحلة األولى من مراحله ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 15‬ما الذي عكر ابتهاج الصبي بهذا السوار الجديد حول معصمه ؟‬
‫جـ ‪ :‬هو انشغاله الشديد بقول الممتحن له ‪( :‬أقبل يا أعمى ثم انصرف يا أعمى )‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 16‬كان للجنة امتحان القرآن واالمتحان الطبي أثرها البالغ في نفس الصبي ‪ .‬وضِّح ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬وذلك ألن امتحان القرآن كان بسيطاً ال يظهر شيئاً كما أن الطبيب لم يكن صادقاً في كشفه عندما حدد سنه بخمسة‬ ‫‪‬‬
‫عشر سنة و هو كان في الثالثة عشر فقط ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أسباب مشقة الحياة‬
‫كانت هذه الحياة شاقة عليه وعلى أخيه معا‪ ,‬فقد كان الصبي يستقل ما يقدم إليه من علم ويتشوق إلى أن يشهد ويبدأ من‬ ‫‪‬‬
‫الدروس أكثر من ذلك الذي كان يبدأ به حياته العليمة‪.‬‬
‫هذا باإلضافة إلى وحدته المستمرة في غرفته بعد درس النحو التي لم يعد يحتملها‪ ,‬وكان يود (يتمنى ويرغب) أن‬ ‫‪‬‬
‫يتحرك أكثر مما يتحرك ويتكلم أكثر مما يتكلم ليتخلص من هذه الوحدة‪.‬‬
‫أما بالنسبة ألخيه فقد ثقل عليه اضطراره لقيادة الصبي مصبحا وممسيا ذاهبا وعائدا من األزهر كل يوم‪ ,‬وثقل عليه أيضا‬ ‫‪‬‬
‫تركه ألخيه الصبي في الغرفة وحيدا معظم الوقت‪ ,‬وأيضا ثقل عليه أن يهجر أصدقاءه ويتخلف عن درسه ليجلس مع الصبي‬
‫في غرفته‪.‬‬
‫كيف تعامل الصبي وأخوه مع المشكلة؟‬
‫لم يتحدث الصبي عن مشكلته هذه مع أحد حتى مع أخيه‪ ,‬وكذلك لم يتحدث أخوه معه عليها‪ ,‬ويبدو أنه تحدث مع أصدقائه‬ ‫‪‬‬
‫في هذه المشكلة أكثر من مرة‪.‬‬
‫متى وصلت المشكلة ألقصاها ؟‬
‫لقد وصلت المشكلة ألقصاها ذات ليلة‪ ,‬عندما دُعي األخ وجماعته ليسْمُر (السمر حديث الليل) عند صديق سوري ال يسكن‬ ‫‪‬‬
‫الربع وال يسكن الحي‪ ,‬وقبلت الجماعة دعوة الصديق‪ ,‬وعادت' الجماعة من درس األستاذ اإلمام بعد العشاء ليتخفف كل منهم‬
‫مما يحمله من كتب وأوراق‪.‬‬
‫وهيأ (جهز) الفتي أخاه الصبي للنوم مثلما يفعل كل ليلة وأغلق عليه الباب‪ ,‬ولكنه لم يكد يصل الباب حتى سيطر الحزن‬ ‫‪‬‬
‫على الصبي فغلبه البكاء فأجهش به (رفع صوته بالبكاء)‪ ,‬ولكنه حاول أن يكظم (يكتم) صوته ما استطاع‪ ,‬ويظن بأن أخاه‬
‫قد سمعه ولكنه لم يغير رأيه وأغلق الباب واستمر في طريقه‪.‬‬
‫كيف حاول الفتى أن يخفف عن أخيه الصبي؟‬
‫بكي الصبي ما أرضى نفسه وانقضت الليلة مثل كل ليلة ال يستطيع النوم إال بعد عودة أخيه‪ ,‬ولكن في الصباح بعد أن عاد‬ ‫‪‬‬
‫الصبي من درس الفقه وأفطر قدم له أخوه ألوانا من الحلوى كان قد اشتراها له في أثناء عودته من سمره‪ ,‬وهنا فهم‬
‫الصبي وفهم الفتى ولكن لم يتحدثا عن األمر‪.‬‬

‫كيف انتهت وحدة الصبي؟ ( كيف تم حل المشكلة)‬


‫بعد يوم ويوم آخر‪ ,‬وصل كتابا للشيخ سلمه له الحاج فيروز‪ ,‬ولما فضه (فتحه) وقرأ ما فيه‪ ,‬وضع يده على كتف الصبي‬ ‫‪‬‬
‫وقال له بصوت مأله بالحنان والرفق‪ " ,‬لن تكون وحيدا في الغرفة منذ الغد‪ ,‬فسيحضر ابن خالتك طالبا للعلم وستجد منه‬
‫مؤنسا ورفيقا"‬
‫اللغويات‬
‫مُؤنساً ‪ :‬مسليّاً × موحشاً ‪ -‬تسمر ‪ :‬تسهر ليالً ‪ -‬أَجْهَشَ بِالبكاء ‪ :‬تهيأ له وهم به ‪ -‬كظمه ‪ :‬كتمه وحبسه ‪ -‬فضّه ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫فتحه ‪,‬‬

‫س & جـ‬
‫س‪ : 1‬لماذا كانت تلك الحياة شاقة على الصبي وعلى أخيه ؟‬

‫‪3‬‬
‫جـ ‪ :‬ألن الصبي كان يستقل ما كان يقدم إليه من العلم ويتشوق إلى أن يشهد أكثر مما كان يشهد من الدروس ‪ ،‬كما أن‬ ‫‪‬‬
‫وحدته في الغرفة بعد درس النحو قد ثقلت عليه حتى لم يكن يستطيع لها احتماال وكان يود لو استطاع الحركة أكثر مما‬
‫كان يتحرك والكالم أكثر مما كان يتكلم ‪.‬‬
‫‪ -‬أما أخوه فقد ثقل عليه اضطراره إلى أن يقود الصبي إلى األزهر وإلى البيت مصبحاً وممسياً‪ .‬وثقل عليه أيضا أن يترك‬ ‫‪‬‬
‫الصبي وحده أكثر الوقت ‪ ،‬ولم يكن يستطيع أن يفعل غير هذا فلم يكن من الممكن وال من المالئم لحياته ودرسه أن يهجر‬
‫أصدقاء ويتخلف عن دروسه ويقيم في تلك الغرفة مالزماً للصبي مؤنساً له‬
‫س‪ : 2‬ولكن المشكلة بلغت أقصاها ذات ليلة وانتهت إلى الحل بعد ذلك ‪ ..‬ما المشكلة المقصودة ؟ وكيف عبر الصبي عن تأثره‬
‫بهذه المشكلة ؟ وما الحل الذي انتهت إليه ؟‬
‫جـ ‪ :‬المشكلة المقصودة ‪ :‬مشكلة الوحدة القاسية التي يعانيها الصبي وعدم قدرة شقيقه على رعايته النشغاله بدروسه و‬ ‫‪‬‬
‫أصدقائه ‪ ،‬وقد بلغت أقصاها عندما خرج شقيقه ذات يوم ليسهر عند صديق سوري يسكن بعيداً فلم يتمالك الصبي نفسه‬
‫لدرجة أن الحزن قد غلب نفسه فأجهش ببكاء وصل إلى أذن أخيه ‪.‬و الحل الذي انتهت إليه ‪ :‬وصلت رسالة تفيد بأن ابن‬
‫خالة الصبي و صديقه الحميم سيحضر إلى القاهرة طلباً للعلم وبذلك يجد الصبي مؤنسا ورفيقا له‪.‬‬
‫س‪ : 3‬لقد حاول الشيخ الفتي أن يدخل السرور على شقيقه ‪ .‬فماذا فعل ؟‬
‫جـ ‪ :‬بأن اعتذر بطريق غير مباشر بشرائه ألواناً من الحلوى للصبي‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 4‬ما مضمون الرسالة التي أسعدت الصبي و الفتى ؟‬
‫جـ ‪ :‬مضمونها أن ابن خالة الصبي و صديقه الحميم سيحضر إلى القاهرة طلباً للعلم وبذلك يجد الصبي مؤنسا ورفيقا له‬ ‫‪‬‬
‫ولن يبقى وحيداً بعد ذلك‪.‬‬

‫كيف كانت لعالقة بين الصبي وابن خالته؟‬


‫كان ابن خالته رفيق صباه وصديقا أثر(مفضال) وكان كثيرا ما يهبط من بلدته في أعلى اإلقليم لزيارة الصبي فيمكث معه‬ ‫‪‬‬
‫الشهر واألشهر‪ ,‬يختلفان (يترددان) معا إلى الكتاب فيلعبان وإلى المسجد فيصليان‪ ,‬ثم يعودا إلى البيت مع األصيل (قبيل‬
‫الغروب ‪/‬ج‪ /‬آصال)‬
‫وكانا في البيت يقرءان في كتب القصص والسمر ويلعبان وكثيرا ما كانا يحلمان ويتمنيان‪ ,‬وتعاهدا على ن يذهبا معا‬ ‫‪‬‬
‫للقاهرة ويطلبان العلم في األزهر‪.‬‬
‫اشترك الصبيان في انتظار األزهر‪ .‬وضح‪.‬‬
‫لقد كان ابن الخالة يهبط من أعلى اإلقليم في الصيف‪ ,‬وقد أعطته أمه النقود والزاد وودعته وهي تظن انه سيرافق الفتى‬ ‫‪‬‬
‫األزهري إلى األزهر‪ ,‬ولكن سرعان ما يضيع حلمه ويشارك الصبي في االنتظار ثم الغضب ثم الحزن والبكاء‪ ,‬وما كان ذلك‬
‫إال أن األسرة أو الفتى األزهري رأى أنه ما زال مبكرا لم يئِن (يحين موعد) أن يذهب الصبي وابن الخالة إلى األزهر‪,‬‬
‫فكان يفترقان ويعود الصديق ابن الخالة إلى أمه محزونا‪.‬‬
‫لم يكن غريبا على الصبي أن يقع هذا الخبر على نفسه موقعا حسنا لما بينه وبين ابن خالته من صداقة ومشاركة في‬ ‫‪‬‬
‫الحزن والفرح‪ .‬وقضى الصبي ليلته مبتهجا لم يسمع للغرفة وال لحشرات صوتا كما كان يحدث كل ليلة‪ ,‬فقد كان مشغوال‬
‫بفرحة وابتهاجه بخبر حضور ابن خالته عن صوت الحشرات‪ ,‬ولكنه شعر باألرق والقلق لما استبطأ الصبح (رآه بطيئا)‬
‫وتعجل الوقت‪.‬‬
‫كيف قضى الصبي صباحه في هذا اليوم؟‬

‫‪3‬‬
‫ذهب الصبي إلى األزهر فاستمع إلى درس الحديث والشيخ يتغنى به سندا (السند هو نسب الحديث لقائله ورفعه إليه) ومتنا‬ ‫‪‬‬
‫(المتن األصل الذي يشرح وتضاف إليه الحواشي) ولكنه لم يهتم بما يقول الشيخ ولم يلق له باال (اهتماما) قد كان‬
‫مشغوال بحضور صديقه‪.‬‬
‫ثم جاء درس الفقه فلم يجد مفرا من االستماع واالهتمام ألن أخاه أوصى به الشيخ الذي كان يحاوره ويناظره ويضطره‬ ‫‪‬‬
‫إلى االستماع والفهم‪.‬‬
‫كيف كان الصبي غرفته وقت الضحى؟‬
‫ثم عاد إلى الغرفة فأنفق (قضى) وقته في هدوء وقلق‪ ,‬فقد كان هادئا في ظاهر األمر حتى ال يظهر( يطلع) أخوه أو‬ ‫‪‬‬
‫أحد من أصحابه على أن هناك شيء تغير فيه‪ ,‬وكان قلقا في دخيلة نفسه (عمق ‪/‬ج‪ /‬دخائل) ألنه يتعجل الوقت ويستبطئ‬
‫العصر الذي سيصل فيه القطار إلى محطة القاهرة‪.‬‬
‫طريق ابن الخالة من المحطة إلى الربع‬
‫حينما دعا المؤذن لصالة العصر لم يبق على لقاء الصبي بابن الخالة إال وقت قصير تقطع فيه العربة النقل المسافة بين‬ ‫‪‬‬
‫المحطة والحي‪ ,‬وتمر في طريقها بباب البحر فباب الشعرية وتنتهي إلى الباب الذي ستنعطف نحوه فتمر بين دخان القهوة‬
‫وقرقرة الشيشة‪.‬‬
‫وصول ابن الخالة‬
‫سمع الصبي قدمان تضربان أرض الربع ولم يتردد في معرفة صاحبهما‪ ,‬فقد كان ابن خالته‪ ,‬الذي ألقى عليه سالما ضاحكا‬ ‫‪‬‬
‫وتعانق وهما يضحكان‪.‬‬
‫وبدأ سائق العربة في نقل ما أحضرته األسرة من الطرف (المستحدث' من كل شيء‪/‬م‪ /‬طرفة) والزاد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ما الذي تأكد منه الصبي؟‬
‫تأكد الصبي أن العشاء هذه الليلة سيكون دسما‪ ,‬وأن األصدقاء جميعهم سيشاركون فيه‪ ,‬وانه لن يخلو الصبيان إلى بعضهما‬ ‫‪‬‬
‫حتى يقوم القوم ليشهدوا درس األستاذ اإلمام‪.‬‬
‫ما أثر وصول ابن الخالة على حياة الصبي؟‬
‫لقد كان البن الخالة أثر كبير في حياة الصبي‪ ,‬فقد تغيرت حياته تغيرا شامال‪ ,‬فذهبت عنه الوحدة والعزلة حتى أنه رغب‬ ‫‪‬‬
‫فيها في بعض األحيان‪ ,‬وكثر عليه العلم حتى ضاق به أحيانا أخرى‪.‬‬
‫اللغويات‬
‫أثيراً ‪ :‬مفضّالً ‪ -‬يختلفان ‪ :‬يترددان ‪ -‬األصيل ‪ :‬الوقت قبيل الغروب ج آصال ‪ ،‬أَصَائِل ‪ ،‬أُصُل ‪ ،‬أُصْالن ‪ -‬يئن ‪ :‬يحين‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬السند ‪ :‬إسناد الحديث لقائله ‪ -‬المتن ‪ :‬األصل الذي يُشْرَح ج متون ‪ -‬يناظره ‪ :‬يناقشه ويحاوره ‪ -‬الطرف ‪ :‬م‬
‫الطُّرْقَة ‪ ،‬وهي كل جديد مستحدث' ‪ -‬الزَّاد ‪ :‬طعام المسافر ج أزْواد وأَزْوِدَة ‪.‬‬
‫س & جـ‬
‫س‪ : 1‬لماذا وقع خبر حضور ابن الخالة من نفس الصبي موقعاً حسناً ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألن ابن خالته هذا كان رفيق صباه وصديقه المفضّل الذي يلعب معه و يخرج معه ‪ ،‬وكانت أمانيهما وأحالمهما مشتركة‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،‬كما أنه جاء في وقت صعب للصبي الذي كان في حاجة إليه فقد كان يعيش في وحدة قاسية و عزلة أزالها ابن الخالة‬
‫عندما جاء إلى القاهرة ‪.‬‬
‫س‪ : 2‬لماذا كان ابن خالة الصبي يعود إلى أمه محزوناً كئيباً ؟عندما كانا يفترقان ‪.‬‬
‫س‪( : 3‬وقد أقبل الليل ومأل الغرفة بظلمته ‪ ،‬ولكن الصبي لم يسمع للظلمة في تلك الليلة صوتاً وال حديثاً ) ‪..‬ماذا يقصد‬
‫بصوت الظلمة هذا ؟‬
‫جـ ‪ :‬يقصد بصوت الظلمة صوت حشرات الغرفة والحيوانات الصغيرة التي كانت تجوب الغرفة ليالً ‪ ،‬وأصواتها مسموعة‬ ‫‪‬‬
‫وحركاتها محسوسة تثير الفزع ‪.‬‬
‫س‪ : 4‬ولقد أرق الصبي ليلته كلها ولكنه كان أرقاً ‪ ،‬فرحاً ‪ ،‬مبتهجاً ‪..‬‬
‫لماذا اختلف أرق هذه الليلة عن أرق الليالي السابقة ؟‬

‫‪3‬‬
‫جـ ‪ :‬ألن أرق الليالي السابقة كان مصدره الوحدة القاسية و الخوف و الفزع و العزلة اللعينة ‪ ،‬أما أرق هذه الليلة‬ ‫‪‬‬
‫فمحبوب ؛ ألن مصدره السرور و االبتهاج بمجيء صديق حبيب إلى قلبه ‪.‬‬
‫س‪ : 5‬كيف تغيرت حياة الصبي كلها منذ قدوم ابن خالته إلى القاهرة ؟‬
‫جـ ‪ :‬ذهبت عنه العزلة القاسية حتى رغب فيها أحيانا وكثر عليه العلم حتى ضاق به أحيانا أخرى‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أقل ما تغير في حياة الصبي‬


‫لقد تغيرت حياة الصبي منذ وطأ ابن خالته القاهرة‪ ,‬وأيسر (أقل ‪-‬أسهل) ذلك أنه هجر ذلك البساط البالي(التالف)‬ ‫‪‬‬
‫العتيق(القديم) الذي كان يجلس عليه قبل ذلك معظم وقته‪ ,‬بل أصبح ال يعرفه إال حين يجلس لإلفطار أو العشاء أو حين‬
‫يأوي (يلجأ ويذهب) إلي مضجعه (مكان نومه ‪/‬ج‪/‬مضاجع) حينما يتقدم الليل‪.‬‬
‫أين كان يقضي الصبي يومه؟‬
‫لقد كان يقضى يومه كله أو أكثره في األزهر وما حوله من المساجد التي يختلف فيها إلى بعض دروسه‪ .‬فإذا عاد إلى‬ ‫‪‬‬
‫الربع لم يدخل غرفته إال ليتخفف من عباءته ثم يخرج ويجلس مع صاحبه على بابها على فراش من الُّلبد ( بساط مصنوع‬
‫من الصوف ‪/‬ج‪ /‬ألباد ولبود) ولم يكن يترك للمارة في ذلك الطريق إال موضع قدم أو قدمين‪.‬‬
‫مجلس الصبيين على باب الغرفة‬
‫لقد كان هذا المجلس بالنسبة للصبيين مجلس لهو ودرس‪ ,‬فقد كانا يلهوان ويتحدثان قليال ويقرءان كثيرا‪ ,‬وقد يفزعان‬ ‫‪‬‬
‫لما يجري في الطبقة السفلي من أحداث أو أصوات فيرى أحدهما ويسمع اآلخر ثم يفسر له صاحبه ما ال يراه‪.‬‬
‫أثر ابن الخالة على الصبي‬
‫بالنسبة للربع‪ :‬عرف الصبي الربع وأهله أكثر مما كان يعرف قبل وصول ابن الخالة‪ ,‬فقد سمع من أحاديث الناس أكثر مما‬ ‫‪‬‬
‫كان يسمع وعاش جهرا بعد أن كان يحيا بينهم سرا‪.‬‬
‫بالنسبة لألزهر‪ :‬لم تكن متعة الصبي ولذته الحقيقية في الربع‪ ,‬وإنما كانت في األزهر‪ ,‬فقد استراح من درس الفجر‬ ‫‪‬‬
‫(الحديث) وتلبث (طال انتظاره) في الغرفة حتى يدنو درس الفقه‪.‬‬
‫بالنسبة للطريق‪ :‬لم يكن يخرج الصبي من غرفته إال مع اقتراب درس الفقه‪ ,‬فيسلك نفس الطريق الذي يسلكه مع أخيه‬ ‫‪‬‬
‫ولكنه يسلكه مع صاحبه متحدثين مرة بالجد وأخرى بالهزل‪ ,‬وكثيرا ما انحرفا عن حارة (الوطاوط) القذرة‪ ,‬وسلكا‬
‫طريق(جعفر خان) النظيف‪ ,‬وفي كلتا الحالتين ينتهيان إلى شارع سيدنا الحسين‪.‬‬
‫ما العادة التي تعودها الصبي منذ أن جاء ابن الخالة؟‬
‫علمه ابن الخالة أن يقرأ الفاتحة كلما مر بمسجد الحسين حتى تعود على ذلك‪ ,‬فلم يمر بهذا المسجد يوما حتى بعد أن‬ ‫‪‬‬
‫تقدمت به السن واختلفت أطوار حياته إال وقرأ الفاتحة‪.‬‬
‫الصبي وصديقة والطعام‬
‫لقد تغيرت حياة الصبي تغيرا تاما بوجود صديقه‪ ,‬حتى في الطعام‪ ,‬فقد اختلف ما كان يأكله منذ أن جاء ابن الخالة إلى‬ ‫‪‬‬
‫القاهرة عما كان يأكله قبل وجوده‪.‬‬
‫كم من المال الذي خصصه لهما الفتى أخو الصبي؟‬
‫فقد خصص لهما األخ الفتي مقدارا يسيرا من النقد(المال ‪/‬ج‪ /‬نقود) لم يتعد القرش الواحد كل يوم إلفطارهما على أن‬ ‫‪‬‬
‫يأخذا جراية (عدد من األرغفة تجرى على كل طالب من األزهر) الشيخ الفتى من رواق الحنفية (مكان مخصص لطالب‬
‫األزهر الوافدين الذين يدرسون المذهب الحنفي باألزهر) وهي عبارة عن أربعة أرغفة يأكالن منها رغيفين في اإلفطار‬
‫ورغيفين في العشاء‪.‬‬
‫كيف عرف الصبي وصديقه االحتيال على قلة المال؟ (كيف تعلما االقتصاد؟)‬

‫‪3‬‬
‫لقد تعلم لصبي وابن خالته كيف يقتصدان ليمتعا أنفسهما بعض ما تتوق به النفس من طرائف (المستحدث' والغريب والطيب‬ ‫‪‬‬
‫من الطعام ‪/‬م‪ /‬طريفة × التالد والتليد) الطعام والشراب‪ ,‬ومن ذلك ‪.....‬‬
‫(البليلة) وكانا إذا خرجا مع باكرا وخرجا من الفجوة الضيقة من الباب المقفل ‪ ,‬واستدارا ليأخذا طريقهما إلى األزهر‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫توقفا عند بائع البليلة التي كانا يحبانها حبا شديدا لكثرة ما أكال منها في الريف‪ ,‬ولكثرة ما يوضع عليها من السكر‬
‫الذي يختلط بحبات البليلة ويذوب في مائها الحار‪ ,‬ومن شدة حرارة الماء ال يكادان يسيغانه (يستعذبانه ويسهل مدخله في‬
‫الحلق)‪.‬‬
‫( أثر البليلة على الصبيين)‬
‫فتطرد عنهما بقية النوم وتبث في جسميهما النشاط وتثير في أفواههما وأجوافهما لذة ومتعة‪ ,‬وتُهيئهُما لدرس الفقه بعد‬ ‫‪‬‬
‫أن عمرت بطونهما ورءوسهما معا‪( .‬التين المرطب) ويُقدم عند الباعة في شارع سيدنا الحسين فيجلسان على مجلس ضيق‬
‫من الخشب مفروش بحصير ضيق أو غير مفروش في كثير من األحيان‪ ,‬ولكنه وثير (ناعم لين) وينتظران البائع الذي‬
‫يقدم لهما التين المرطب في إناء صغير فيلتهمانه التهاما ثم يعبان نم مائه عبا ثم يأكالن ما تحته من زبيب في أناة‬
‫وهدوء‪( .‬الهريسة والبسبوسة) وفي بعض األحيان أثناء عودتهما من األزهر عصرا كانا يجوران على ثمن العشاء فيقفان‬
‫عن بائع الهريسة أو بائع البسبوسة ويأكالن ما يرضي لذتهما البريئة من هذين اللونين من الحلوى‪ ,‬وكانا في ذلك‬
‫مطمئنين على طعام اإلفطار والعشاء‪.‬‬
‫مم تكون طعام اإلفطار؟ (كيف ينفق الصبيين القرش؟)‬
‫لقد كان تدبير طعام اإلفطار أمرا يسيرا‪ ,‬فكان يكفيهما أن يقفا عند أحد باعة الفول النابت ومعهما الرغيفين ويدفعان له‬ ‫‪‬‬
‫(مليمين ونصف المليم) واشتريا بنصف مليم حزمة كراث‪ ,‬فيقدم لهما البائع طبق ضخم عميق امتأل مرقا وسبحت فيه حبات‬
‫الفول‪ ,‬فيغمسان رغيفهما في المرق ويتصيدان ما يستطيعان من حبات الفول‪ ,‬ويلتهمان ما تحمله يدهما اليسرى من كراث‪.‬‬
‫وبانتهاء الرغيف والكراث يكونا قد امتآل أو كادا يكتظان (يمتآلن) فيقبل الصديق على ما تبقى من مرق فيعرض على‬
‫الصبي أن يشربه فيستحي الصبي أن يقبل فيضحك ابن الخالة ويشرب ما تبقى من المخرق حتى يعيده إلى البائع نظيفا‪.‬‬
‫متعة العقل بعد متعة البطن‬
‫وبعد أن أرضى الصبي وصديقه بطنيهما من طعام اإلفطار‪ ,‬أسرعا إلى األزهر ليرضيا عقليهما من العلم‪ ,‬فكان يحرص كل‬ ‫‪‬‬
‫الحرص على حضور درس الفقه والحديث على يد الشيخ المجدد المحافظ حرصا على رضا أخيه‪.‬‬
‫كيف كان يرضى الصبي أخاه ونفسه في ذات الوقت؟‬
‫كان إذا أفطر أسرع إلى األزهر وحافظ على درس الشيخ المجدد المحافظ (درس النحو الفقه) طاعة ألخيه وإرضاء لنفسه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ولكنه كان يطمع في أن يسمع لغير هذا الشيخ وأن يذوق غير هذين اللونين من العلم‪ ,‬وقد أتيح له ذلك بفضل هذه‬ ‫‪‬‬
‫الدروس التي تلقى على الطالب في الضحى بعد إفطارهما‪.‬‬

‫سمات درس شرح الكفراوي‬


‫كان يلقى في الضحى من كل يوم على يد شيخ جديد في الدرجة قديم في األزهر‪ ,‬تقدمت به السن طال عليه االنتظار‬ ‫‪‬‬
‫حتى حصل على درجة العالمية‪ ,‬وبدأ كما يبدأ أمثاله بقراءة (شرح الكفراوي)‬
‫ما الذي أغرى الصبي بالمواظبة على درس شرح الكفراوي؟‬
‫لقد سمع الصبي كالما كثيرا من أخيه الشاب والشيخ األول عن شرح الكفراوي‪ ,‬يظهر سخطهما عليه وعبثهما به‪ ,‬مما شجعه‬ ‫‪‬‬
‫على االستماع لهذا الدرس حتى افتتن به‪.‬‬
‫ما أثر استماع الصبي لدرس شرح الكفراوي عليه؟‬
‫بمجرد أن حضر الصبي وصديقه واستمع لألوجه التسعة لقراءة وإعراب (بسم اهلل الرحمن الرحيم) حتى افتن (أعجب) بهذا‬ ‫‪‬‬
‫اللون من العلم وكلف به (تعلق به)‪ ,‬وأصبح يواظب على حضوره لهذا الدرس في دقة كما كان يواظب على حضور درسه‬
‫األول على يد الشيخ األول‪.‬‬
‫درس النحو تعلم ولهو لدى الصبي‬

‫‪3‬‬
‫كان الصبي يرى في درسه األول تعلما لعلم النحو وذلك أن الشيخ الذي اختاره له أخوه كان يعلمهم مبادئ النحو‬ ‫‪‬‬
‫وأساسياته‪ ,‬وأما في درسه الجديد فقد كان يلهو بالدرس والشيخ معا‪ ,‬فكان يلهو في هذا الدرس باإلعراب المتصل الذي‬
‫ألح فيه الشارع على المنتن إلحاحا شديدا‪.‬‬
‫كما كان يلهو بهذا الشيخ الذي كان يقرأ المتن (األصل الذي يشرح منه) والشرح ويفسر ما يقرأ في صوت غريب يدفع‬ ‫‪‬‬
‫للضحك‪ ,‬وذلك أنه كان يغنى وال يقرأ‪ ,‬كما أن غناؤه لم يكن يصعد من صدره وإنما يهبط من رأسه‪ ,‬وكان صوته غريبا‬
‫يجمع بين صلتين متناقضتين‪ ,‬فهو أصم مكظوم (مملوء فمه) وفي ذات الوقت ممتدا عريضا‪.‬‬
‫صفات الشيخ الجديد‬
‫لقد كان الشيخ من أهل الصعيد بل هو من أقصى الصعيد لم يغير لهجته اإلقليمية في الكالم أو القراءة وال في الغناء‪ ,‬وكان‬ ‫‪‬‬
‫غليظ الطبع يقرأ في عنف ويسأل في عنف ويرد علي طالبه في عنف‪ ,‬وكان سريع الغضب ال يكاد يسأله أحد طالبه حتى‬
‫يشتم السائل فإن ألح عليه في السؤال لكمه بيده إذا كان قريبا وإن كان بعيدا رماه بحذائه الغريب‪.‬‬
‫حذاء الشيخ‬
‫كان حذاء الشيخ غليظا كصوته جافيا كثيابه وكان مليئا بالمسامير التي تحفظه من البلى (التلف)‪ ,‬حتى أن الصبي كان‬ ‫‪‬‬
‫يفكر في مصير ذلك الطالب الذي يرمى بالحذاء في وجهه أو ما كشف من جسده‪.‬‬
‫أثر طبع وحذاء الشيخ على طالبه‬
‫لقد أشفق الطالب (خافوا) من سؤال الشيخ فخلوا (تركوا) بينه وبين القراءة والتفسير والتقرير والغناء‪ ,‬ومن أجل ذلك‬ ‫‪‬‬
‫لم يضع وقت الشيخ وال وقت الطالب‪ ,‬فقد بدأ سنته بشرح الكفراوي وأنهاها وقد أنهى شرح الكفراوي والشيخ خالد إال‬
‫كتابا واحدا من شرح الشيخ خالد‪ ,‬وعلى النقيض نجد أن الشيخ المجدد المحافظ لم يكن قد تجاوز بطالبه األبواب األولى‬
‫من النحو‪.‬‬
‫أثر الشيوخ على حياة الصبي النحوية‬
‫قضى الصبي إجازة الصيف ثم عاد إلى األزهر فلم ير شيخه المجدد المحافظ‪ ,‬وإنما سلك طريق سائر األزهريين فدرس في‬ ‫‪‬‬
‫الفقه شرح (الطائي على الكنز) وحضر في النحو (حاشية العطار على شرح األزهرية)‪.‬‬
‫ويطالبنا الكاتب أال نستبق األحداث وأن نبقى معه في السنة األولى للصبي في األزهر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فإذا انتهى من درس الضحى انتقل إلى درس الظهر ثم يعود إلى غرفته فيطالع مع صديقه دروس الغد كما يفعل أصحاب‬ ‫‪‬‬
‫الجد من الطالب‪ ,‬وقد يمضي وقته في قراءة كتب مختلفة قد يقرأ ما فيها وقد ال يفهم‪.‬‬
‫عشاء الصديقين‬
‫إذا بدأت غروب الشمس أقبل الصديقان على العشاء بحسب ما بقي معهما من مال‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫فإن تبقى معهما نصف قرش قسماه نصفين فاشتريا بنصفه شيئا من الحلوى الطحينية وينصفه اآلخر شيئا من الجبن وقطع‬ ‫‪‬‬
‫الحالوة‪ ,‬وكانا يشعران بأن لهذا المزاج الغريب طعما لذيذا‪.‬‬
‫وإن ولم يتبق لهما إال ربع قرش بعد أن أسرفا' في شراء البليلة أو التين صباحا اشتريا به شيئا من الطحينة وصبا عليها‬ ‫‪‬‬
‫العسل األسود أو األبيض الذي كان يأتيهما من الريف‪.‬‬
‫فإن ولم يتبق شيئا بعد أن جارت البليلة أو التين أو كالهما على نقدهما‪ ,‬لم يشعرا بالهم‪ ,‬وذلك أنهما حفظا رغيفيهما‬ ‫‪‬‬
‫ويغمسانهما في صفيحة العسل األسود أو صفيحة العسل األبيض‪ ,‬وذلك يجزئ(يكفي ويغني) عن الحالوة الطحينية والجبن‬
‫والطحينة‪.‬‬
‫وقد يبيحان ألنفسهما في هذا البؤس شيئا من الترف فيقسما الرغيف فيغمسا نصفه في العسل األسود والنصف اآلخر في‬ ‫‪‬‬
‫العسل األبيض‪.‬‬
‫درس المنطق‬
‫إذا ما صعد المؤذن إلى المئذنة ليؤذن للمغرب‪ ,‬أسرع الصديقين إلى األزهر ليحضرا بعد الصالة درس المنطق كالكبار وهو‬ ‫‪‬‬
‫(متن السلم لألخضري)‪.‬‬
‫شيخ درس المنطق‬

‫‪3‬‬
‫لم يكن شيخا بل كانا يحضران على يد طالب يرى في نفسه أنه عالم‪ ,‬رغم أن األزهر لم يعترف له بالعالمية‪ ,‬رغم طول‬ ‫‪‬‬
‫دراسته في األزهر وإلحاحه في طلبها‪ ,‬ولكنه لم يظفر بها‪ ,‬فلم يرض بحكم الممتحنين ولم ييئس فكان يطاولهم‬
‫(يجادلهم) بحضور الدرس واالمتحان ويغيظهم من جهة أخرى بجلوسه إلى أحد األعمدة بعد المغرب ومن حوله بعض الطالب‬
‫يقرأ عليهم كتابا في المنطق كما يقرأ العلماء الممتازون‪ ,‬ولم يكن يقدر على تعليم المنطق إال هؤالء الممتازون من العلماء‪.‬‬
‫رأي الصبي في طالب الشيخ‬
‫يرى الصبي أن ذلك الطالب الشيخ لم يكن بارعا وال ماهرا في التعليم وأن جهله وعجزه يظهران لكل من يسمعه حتى لهؤالء‬ ‫‪‬‬
‫الطالب المبتدئين‪ ,‬وكان حاد الطبع سريع الغضب ولكنه لم يكن يشتم أو يضرب لعدم حصوله على درجة العالمية‪ ,‬والتي‬
‫تبيح له ضمنا ذلك‪.‬‬
‫ما رأي الصبي في درجة العالمية؟‬
‫رأى الصبي أن درجة العالمية كانت تمنح صاحباه ضمنا حق الشتم والضرب لطالبه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫من أين جاء هذا الطالب؟‬
‫جاء هذا الطالب من أقصى الصعيد فاحتفظ بلهجته ولم يغير منها شيء في حديثه أو قراءته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحذير أخو الصبي للصديقين من الطالب الشيخ‬
‫لقد سمع الصبي وصديقه كل هذه األمور عن ذلك الطالب الشيخ من أخيه ومن كبار الطالب ولكنهما لم يمتنعا عن الحضور‬ ‫‪‬‬
‫والمواظبة (المداومة) عليه‪.‬‬
‫فقد أرادا أن يقوال ألنفسهما أنهما يدرسان المنطق‪ ,‬وليقوال ألنفسهما أنهما يذهبان لألزهر بعد صالة المغرب ويعودان منه‬ ‫‪‬‬
‫بعد العشاء كما يفعل الطالب الكبار والمتقدمون‪.‬‬

‫نهاية العام الدراسي‬


‫انتهت السنة الدراسية في األزهر وقدم الصيف وختمت دروس الفقه والنحو‪ ,‬وأسرع الطالب يتفرقون إلى أهليهم في المدن‬ ‫‪‬‬
‫والقرى وكان الصبي يتشوق إلى هذه األجازة ويتحرق حنينا إلى الريف‪.‬‬

‫الصبي واإلجازة‬
‫جاء الصيف ومعه اإلجازة ولكن الصبي لم يشأ أن يعود إلى الريف‪ ,‬وامتنع عن العودة‪ ,‬وكان في ذلك صادقا متكلفا (مظهر‬ ‫‪‬‬
‫غير الحقيقة)‬
‫فكان صادقا ألنه أحب القاهرة وكلف بها (أولع بحبها) وشق عليه (صعب واشتد×سهل والن) فراقها والرحيل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وكان متكلفا‪ ,‬ألنه رأى ما يقوم به أهوه من إنفاق معظم اإلجازة في القاهرة‪ ,‬فكانت األسرة تكبر' منه ذلك (تعظمه)‬ ‫‪‬‬
‫وتراه آية ودليل على الجد واالجتهاد‪ ,‬فأراد أ‪ ،‬يصنع ما يصنعه أخوه فتظن فيه األسرة والناس ما يظنوه في أخيه‪.‬‬
‫هل نفعه حبه أو تكلفه للبقاء في شيء؟‬
‫بطبيعة الحال لم ينفعه ذلك الحب أو ذلك التكلف ‪ ,‬فقد قرر األخ أن يرسله وصديقه إلى القرية‪ ,‬فأخذتهما عربة من‬ ‫‪‬‬
‫عربات النقل ومعهما مالبسهما في حزمتين‪ ,‬ثم أخذ لها تذكرتين' ثم وضعهما في القطار في عربات الدرجة الثالثة‪ ,‬وانطلق‬
‫بهما القطار‪ ,‬وبعد محطة أو محطتين نسي الصبي وصديقه القاهرة واألزهر والعلم وبدا يتذكران الريف ومتعته ونعيمه‬

‫اللغويات‬
‫أيسر ‪ :‬أبسط وأقل ‪ -‬مضجعه ‪ :‬مكان نومه ج مضاجع ‪ -‬اللبد ‪ :‬الصوف ‪ -‬جهرة ‪ :‬علناً ‪ -‬الخصبة ‪ :‬أي الثرية ‪ -‬تلبّث ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫استقر‪ -‬دأب ‪ :‬استمر‪ -‬رواق ‪ :‬مكان الدراسة ج أروقة ‪ ،‬روق ‪ -‬يسيغانه ‪ :‬أي يشربانه ‪ -‬وثيراً ‪ :‬مريحاً ناعماً ج وثائر‬
‫‪ -‬يعب الماء‪ :‬يشربه ‪ -‬مرق ‪ :‬شُرْبة ‪ -‬يواظب ‪ :‬يداوم × ينقطع ‪ -‬جافياً ‪ :‬غليظاً ‪ -‬البلي ‪ :‬القدم ‪ -‬يطاولهم ‪:‬‬
‫ينافسهم ‪ -‬أية ‪ :‬عالمة ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫س & جـ‬
‫س‪ : 1‬اتسعت دائرة الحياة عند الصبي بعد قدوم ابن خالته ‪ .‬وضِّح ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬بالفعل فقد هجر الغرفة التي كان يبقى فيها وحيداً و أصبح ال يراها إال حين كان يجلس لإلفطار أو العشاء وحين‬ ‫‪‬‬
‫كان يأوي إلى مضجعه ‪ -‬أصبح يقضي يومه كله أو أكثره في األزهر وفيما حوله من المساجد التي كان يختلف (يتردد)‬
‫فيها إلى بعض الدروس ‪.‬‬
‫س‪ : 2‬لماذا عرف الصبي الربع أكثر مما كان يعرفه قبل أن يأتي ابن خالته ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألنه أصبح يرى بعيني ابن خالته ما لم يكن يراه ‪ ،‬وعرف من شئون أهل الربع أكثر مما كان يعرف وسمع من‬ ‫‪‬‬
‫أحاديثهم أكثر مما كان يسمع و عاش جهرة بينهم بعد أن كان يعيش سرا‪.‬‬
‫س‪ : 3‬ما العادة التي التزمها الصبي منذ أقبل ابن خالته ؟‬
‫جـ ‪ :‬العادة هي ‪ :‬قراءة الفاتحة كلما مر بمسجد سيدنا الحسين ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪:4‬ما مصروف الصبيين اليومي ؟ وما الجراية التي كان يأخذها الشيخ الفتى ويعطيها لهما ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان قرشاً واحداً ‪ ،‬و الجراية كانت أربعة أرغفة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫س‪ : 5‬كان الصبيان يحرصان على إرضاء أجسامهما أوالً ‪ .‬فماذا كانا يفعالن ؟‬
‫جـ ‪ :‬كانا في الصباح يقفان عند بائع البليلة فيأخذان منه قدراً من هذا الطعام الذي كانا يحبانه ثم يأكالن التين المرطب‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،‬قبيل العصر يقفان عند بائع الهريسة ليرضيا لذاتهما البريئة إلى هذا اللون من الحلوى ‪.‬‬
‫س‪ : 6‬لماذا كان الصبي يحرص على أن يقبل على درس شيخه المجدد في الفقه والنحو ؟‬
‫جـ ‪ :‬حرصاً على طاعة أخيه من جهة وإرضاء لنفسه من جهة أخرى ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 7‬بمَ وصف الكاتب شيخ النحو في األزهر ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان يقرأ في صوت غريب مضحك ‪ ،‬فهو لم يكن يقرأ وإنما كان يغنى وكان الشيخ على هذا كله غليظ الطبع يقرأ في‬ ‫‪‬‬
‫عنف ويسأل الطالب ويرد عليهم في عنف وكان سريع الغضب ‪ ،‬ال يكاد يسأل حتى يشتم فإن ألح عليه السائل لم يعفه من‬
‫لكمة إن كان قريباً منه ‪ ،‬ومن رمية بحذائه إن كان مجلسه منه بعيداً‪ .‬وكان حذاء الشيخ غليظاً كصوته جافياً كثيابه ‪.‬‬
‫س‪ : 8‬ومن أجل ذلك أشفق الطالب من سؤال الشيخ وخلّوا بينه وبين القراءة والتفسير' ‪..‬‬
‫لماذا أشفق الطالب من سؤال الشيخ ؟‬
‫جـ ‪ :‬وذلك ليتجنبوا إيذاءه وضربه و شتمه المتكرر ‪ ،‬فقد كان سريع الغضب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 9‬علل ‪ :‬حضور الصبيين درس المنطق رغم ضعف الشيخ علمياً ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬ليقوال ألنفسهما إنهما يدرسان المنطق ‪ ،‬وليقوال ألنفسهما إنهما يذهبان إلى األزهر بعد صالة المغرب ويعودان منه‬ ‫‪‬‬
‫بعد صالة العشاء كما يفعل الطالب الكبار‬
‫س‪ : 10‬علل ‪ :‬رغبة الصبي في قضاء اإلجازة في القاهرة ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬ألنه أحب القاهرة وأصبح ال يطيق البعد عنها ‪ ،‬كما أنه أراد أن يصنع ما يصنعه أخوه ‪ -‬الذي يقضى أكثر إجازاته في‬ ‫‪‬‬
‫القاهرة ‪ -‬فيحظى بما كان أخوه يحظى به من تقدير والديه ؛ ألن ذلك في نظرهما دليل جد و اجتهاد ‪.‬‬

‫ما الذي أنكره الصبيان عندما عادا إلى المدينة؟‬


‫وصل الصبيان بعد صالة العشاء إلى محطة القطار في المدينة فلم يجدا أحدا في انتظارهما‪ ,‬ولما وصال إلى الدر وجدا أن‬ ‫‪‬‬
‫كل شي كما هو لم يتغير شيء‪ .‬فقد فرغت األسرة من العشاء منذ وقت طويل‪ ,‬وأتم الشيخ صالته ثم خرج ألصحابه‪,‬‬

‫‪3‬‬
‫‪,‬أسرعت األخت الصغرى تحمل الصبيان واحدا تلو اآلخر إلى مضاجعهم بعد أن تناوموا (تظاهروا بالنوم) واألم قد اضطجعت‬
‫على فراش من لبد تستريح من عناء اليوم‪ ,‬ولكنها ال تستطيع بعد أن تجتمع بناتهما حولها يتحدثن كالعادة‪ ,‬فإذا عاد‬
‫الشيخ أوت األسرة كلها إلى مضاجعها‪ ,‬فال يسمع إال صوت الكالب وتصايح الديكة في الدار وفي أطراف القرية‪.‬‬
‫ما أثر وصول الصبيان على األسرة؟‬
‫لما دخل الصبيان على األٍسرة أصابها الوجوم (السكوت' على هم وحزن) ألنها لم تخبر بأنهما في الطريق فلم تعد لهما‬ ‫‪‬‬
‫طعاما خاصا وال حتى الطعام المألوف‪ ,‬كما أنها لم ترسل إليهما أحدا ليستقبلهما في محطة القطار‪.‬‬
‫استقبال األسرة وأثره على الصبي‬
‫استقبلت األسرة استقباال لم يكن يتوقعه‪ ,‬فقد كان ينتظر أن تستقبله األسرة كما تستقبل أخاه األزهري بحفاوة (مبالغ في‬ ‫‪‬‬
‫اإلكرام) وفرح واستعداد عظيم‪ .‬وفقد نهضت األم وقبلته ثم ضمه أخواته إلى صدورهن‪ ,‬وأعطاه أباه يده فقبلها ثم سأله‬
‫عن أخيه في القاهرة‪ ,‬ثم أوت األسرة كلها إلى الفراش‪.‬‬
‫فقد خاب أمله في االستقبال والحفاوة‪ ,‬ونام الصبي على مضجعه القديم وهو يكتم كثيرا من غيظه وكثيرا من خيبة األمل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استقبال الناس للصبي‬
‫مضت الحياة في القرية كما هي قبل أن يذهب إلى القاهرة‪ ,‬فأصبح كأنه لم يذهب إلى القاهرة ولم يتعلم في األزهر النحو‬ ‫‪‬‬
‫والفقه والحديث والمنطق‪.‬‬
‫فالناس لم يذهبوا إلى بيته ليسلموا عليه ويرحبوا به بل كانوا يقابلونه في الطريق بفتور وإعراض‪ ,‬ويلقون عليه سؤالهم‬ ‫‪‬‬
‫ها أنت ذا؟ أعدت' من القاهرة؟ كيف أنت؟‪ ,‬ثم يسألونه عن أخيه الفتى األزهري‪ .‬واضطر للعودة إلى الكتاب مرة أخرى‬
‫وعاد ليقبل يد سيدنا ويلقاه بالتحية واإلكرام‪ ,‬ويضطر لسماع كالمه الفارغ الذي اعتاد أن يسمعه قبل ذهابه للقاهرة‪.‬‬
‫حتى التالميذ يلقونه كما كانوا وال يشعرون بأنه غاب عنهم سنة كاملة في القاهرة‪ ,‬بل لم يسأله أحد منهم عما رآه أو‬ ‫‪‬‬
‫سمعه في القاهرة‪ ,‬ولو سألوه ألخبرهم بالكثير‪.‬‬
‫أثر هذا االستقبال على الصبي‬
‫استقر في نفس الصبي أنه ما يزال‪ ,‬كما كان قبل رحلته إلى القاهرة‪ ,‬قليل الخطر (األهمية) ضئيل الشأن‪ ,‬ال يستحق‬ ‫‪‬‬
‫عناية به وال سؤاال عنه‪ ,‬فآذى ذلك غروره‪ ,‬وقد كان غروره شديدا‪ ,‬وزاده ذلك إمعانا (تأكيد) في الصمت وعكوفا‬
‫(إقباال على نفسه والتزاما) على نفسه وانصرافا إليها‪.‬‬
‫(كيف لفت الصبي أنظار الناس إليه؟)‬ ‫تمرد الصبي‪:‬‬
‫لم تمر أيام حتى غير الصبي رأي الناس فيه ولفتهم إليه‪ ,‬ولكنه ليس لفت عطف أو شفقه أو مودة‪ ,‬ولكنه لفت إنكار‬ ‫‪‬‬
‫وإعراض وازورار (ميل وانحراف)وأصبح ينكر ما كان يألفه وينكر ما كان يعرف‪ ,‬ويتمرد (يعاند في إصرار وعصيان)‬
‫على من يظهر لهم اإلذعان (الخضوع واالنقياد)‪ ,‬وقد كان صادقا في ذلك أول األمر فلما أحس منهم اإلنكار واالزورار‬
‫والمقاومة لما يقول‪ ,‬تكلف العناد وغال (زاد) في الشذوذ (االنفراد ومخالفة الجماعة)‪.‬‬
‫كيف تمرد الصبي على والده؟‬
‫وازداد األمر عندما سمع أباه يقرأ (دالئل الخيرات) كما كان يفعل دائما بعد صالة الصبح أو العصر‪ ,‬فرفع كتفيه وهز رأسه‬ ‫‪‬‬
‫ثم ضحك‪ ,‬وقال إلخوته "إن قراءة دالئل الخيرات عبث ال غناء فيه"‬
‫لم يهتم به إخوته ولم يلتفتوا له‪ ,‬لكن أخته الكبرى زجرته (منعته ونهرته) زجرا عنيفا‪ ,‬وسمعها الشيخ فلم يقطع‬ ‫‪‬‬
‫قراءته وإنما أتمها ثم أقبل على الصبي هادئا باسما يسأله ماذا كان يقول؟ فأعاد عليه كالمه‪ ,‬فلما سمعه الشيخ هز كتفيه‬
‫وضحك ضحكة قصيرة وقال له في ازدراء "ما أنت وذاك! هذا ما تعلمته في األزهر؟ فغضب الصبي وقال ألبيه نعم وتعلمت‬
‫في األزهر أن كثيرا مما تقرؤه في هذا الكتاب حرام يضر وال ينفع‪ ,‬فما ينبغي التوسل باألنبياء وال باألولياء‪ ,‬وما ينبغي‬
‫أن يكون بين اهلل وبين الناس واسطة وإنما هذا لون من الوثنية‬
‫غضب الشيخ وتهديه للصبي‬
‫فلما سمع الشيخ ذلك غضب غضبا شديدا ولكنه كظم غيظه واحتفظ بابتسامته وقال قوال أضحك األسرة كلها حيث قال‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫اخرس قطع اهلل لسانك‪ ,‬وال تعد هذا الكالم وإني أقسم لئن فعلت ألمسكنك في القرية وألقطعنك عن األزهر وألجعلنك‬

‫‪3‬‬
‫فقيها تقرأ القرآن في المآتم والبيوت" ثم انصرف الشيخ تاركا األسرة تضحك من الصبي‪ ,‬ولكن هذه القصة القاسية لم‬
‫تزد الصبي إال عنادا وإصررا‪.‬‬
‫هل استمر الشيخ يؤنب الصبي على كلماته؟‬
‫لم يستمر الشيخ في تأنيب الصبي وزجره على ما قال‪ ,‬بل نسي ما قاله الصبي بعد ساعات وجلس الجميع للعشاء فسأله‬ ‫‪‬‬
‫الشيخ عن أيه الفتى األزهري‪ .‬كان يحب الشيخ أن يسأل عن الفتى األزهري‪ ,‬وكان يجد متعة ولذة في إعادة الحديث حوله‬
‫ابنه فكان يسأل عن حله ووقته كيف يقضي وأساتذته وكتبه وكل شيء‪ ,‬فكان الفتى يخبره بما يريد‪ ,‬ولكنه إذا ما أعاد‬
‫عليه نفس األسئلة مرة أخرى كان يبخل الصبي في اإلجابة فلم ينكر عليه ذلك صراحة أمام األبناء ولكنه كان يشكوه‬
‫لزوجته إذا ما خال بها‪.‬‬
‫ما شعور الشيخ وهو يسمع أحوال ابنه الفتى األزهري؟‬
‫لقد كان الشيخ يجد لذة في سماع إجابات الصبي عن أسألته المتكررة عن الفتى األزهري وشيوخه وكتبه وأحواله‪ ,‬بل كان‬ ‫‪‬‬
‫يقص بعض هذا الحديث على أصحابه ويفتخر بابنه الذي يزور الشيخ بخيت واإلمام محمد عبده‪ ,‬وكيف أنه يعترض على‬
‫شيوخه أثناء الدرس وإحراجه لهم فيتعدون عليه بالشتم والضرب أحيانا‪.‬‬
‫ما موقف الصبي من تكرار سؤال الشيخ عن الفتى األزهري؟‬
‫لقد كان الصبي سمحا طيعا ال يمتنع عن اإلجابة على أبيه وال يمل من تكرار األسئلة‪ ,‬وكان يشعر بلذة أبيه ومتعته ورضاه‬ ‫‪‬‬
‫عن هذه األحاديث ولذلك كان يخترع ما لم يحدث ويحفظه حتى إذا ما عاد إلى أخيه األزهري في القاهرة قصه عليه‪.‬‬
‫سخرية الصبي في رده في تلك الليلة‬
‫وفي هذه الليلة جدد الشيخ سؤاله عن الفتى وحاله وكتبه وشيوخه فرد الفتى في خبث وكيد‪ ,‬إنه يزور قبور األولياء‬ ‫‪‬‬
‫وينفق نهاره في قراءة كتاب (دالئل الخيرات)‬
‫وما أن أتم هذه الكلمات حتى أغرقت األسرة كلها في ضحك شديد شرق له الصغار (غُصُّوا به) بما كان في أفواههم من‬ ‫‪‬‬
‫طعام وشراب‪ ,‬حتى أن الشيخ نفسه كان أسرعه إلى الضحك وأشدهم إغراقا فيه‪.‬‬
‫ما مصير نقد الصبي ألبيه؟‬
‫لقد استحال (تحول) نقد الصبي ألبيه على قراءة دالئل الخيرات والتوسل باألنبياء واألولياء موضوع لهو وعبث وفكاهة'‬ ‫‪‬‬
‫لألسرة أعواما وأعوام‪ ,‬وعلى الرغم من أن األمر كان يحفظ الشيخ (يغضبه) ويؤذيه في نفسه وفيما ورثه من عادات‬
‫وتقاليد‪ ,‬إال أنه يجد فيه لذة ومتعه تجعله يغري ابنه الصبي دائما لنقده والحديث في ذلك‪.‬‬

‫خروج تمرد الصبي إلى القرية‪( :‬إلى من وصل تمرد الصبي؟)‬


‫لم يلبث أن تخطى (تجاوز) تمرد الصبي وشذوذه الدار غلى مجلس أبيه وإلى دكان الشيخ محمد عبد الواحد‪ ,‬وإلى المسجد‬ ‫‪‬‬
‫حيث الشيخ محمد أبو أحمد رئيس فقهاء المدينة يقرأ القرآن للصبية والشباب‪ ,‬ويصلي بالناس ويفقههم في دينهم أحيانا‪,‬‬
‫وكذلك وصل الشذوذ' إلى الشيخ عطية التاجر الذي تعلم في األزهر عواما ثم عاد لريف وانشغل بالتجارة ولم ينصف عن‬
‫الدين فكان يجلس بعد العصر من حين آلخر يعظ الناس ويفقههم وربما قرأ لهم شيئا من الحديث‪.‬‬
‫كيف تمادى الصبي في نقد العلماء والتمرد عليهم؟‬
‫وقد وصل كالمه كذلك إلى قاضي المحكمة الشرعية إلى ذلك الشيخ الذي كان يكتب للقاضي والذي يرى أنه أعلم من‬ ‫‪‬‬
‫القاضي بالشرع وأفقه منه بالدين وأحق منه بالقضاء لوال أنه لم يظفر بتلك الورقة التي تسمى العالمية والتي تشترط'‬
‫لتولي منصب القضاء والتي تنال بالجد واالجتهاد القليل والحظ والتملق الكثير في أكثر األحيان‬
‫أثر شذوذ وتمرد الصبي على علماء القرية‬
‫لما سمع هؤالء الناس بما قاله الصبي وتحريمه التوسل باألنبياء قالوا إنه صبي ضال مضل ذهب لقاهرة فاستمع لمقاالت‬ ‫‪‬‬
‫الشيخ محمد عبده الضارة وآراءه الفاسدة المفسدة ثم عاد للمدينة ليضل الناس‪.‬‬

‫كيف حاول الناس التعامل مع الصبي؟‬

‫‪3‬‬
‫وصفوه بأنه ضال مضل تعلم على يد الشيخ محمد عبده صاحب اآلراء الفاسدة المضلة‪ ,‬وحاول بعضهم أن يراه ويسمع منه‬ ‫‪‬‬
‫ويرد عليه‪ ,‬فكانوا يذهبون إلى أبيه وأصحابه ويطلبن رؤية ابنه فيذهب الشيخ ويأتي بابنه من ملعبه في الدر مع إخوته‪,‬‬
‫فإذا سلم عليهم بدأ بعض القادمين الحديث معه بود ورفق‪ ,‬فإذا اتصل الحديث واشتد' الموقف وصل الحديث إلى درجة‬
‫العنف‪ ,‬كثيرا ما قام القادمون وانصرفوا غاضبين يستغفرون اهلل ويتعوذون به من الشيطان الرجيم‪.‬‬
‫أثر هذا الجدال على الشيخ وأصحابه؟‬
‫لم يدرس الشيخ أبو الصبي في األزهر وال أصحابه ولم يتفقهوا في الدين ولكنهم كانوا يرضون بهذه الخصومات وهذا‬ ‫‪‬‬
‫الجدال‪,‬ويعجبون به ويبتهجون بهذا الصراع بين ذلك الصبي النشء وهؤالء الشيوخ الشيِّب‪.‬‬
‫ولكن أبا الصبي كان أشدهم غبطة وسرورا‪ ,‬ورغم انه لم يصدق كلمة واحدة مما قالها ابه في مسألة التوسل وعجز‬ ‫‪‬‬
‫األولياء عن إحداث الكرامات ( األشياء الخارجة عن المألوف يظهرها اهلل على يد أوليائه) ولكنه كان يحب أن يرى ابنه‬
‫محاورا مخاصما ظاهرا على محاوريه‪,‬ولذلك كان يتعصب به تعصبا شديدا‪ ,‬وكان يسمع ويحفظ كل ما يقول الناس‬
‫ويخترعونه من أمر ابنه الغريب‪ ,‬ثم يعود مساءا فيقص ما سمعه على زوجته راضيا حينا وساخطا حينا آخر‪.‬‬
‫كيف انتقم الصبي لنفسه من تلك القرية التي لم تستقبله كما كان يحب؟‬
‫لقد استطاع الصبي أن ينتقم لنفسه فخرج من عزلته وجعل الجميع يتحدث عنه ويفكر فيه داخل القرية والمدينة‪ ,‬وتغيرت‬ ‫‪‬‬
‫مكانته في األسرة‪ ,‬فلم يعد يهمله أبوه ولم تعرض عنه أمه وإخوته‪ ,‬ولم تعد الصلة بينهم قائمة على الرحمة واإلشفاق بل‬
‫على شيء أكثر من ذلك في نفس الصبي وهو العلم‪.‬‬
‫هل نفذ الشيخ تهديده بحرمان الصبي من الزهر؟‬
‫بالطبع ال‪ ,‬فقد انقطع النذير (اإلنذار بالشر) والتهديد الذي سمعه الفتى أول اإلجازة‪ ,‬بأنه سيبقى في القرية وييصبح‬ ‫‪‬‬
‫فقيها يقرأ القرآن في المآتم والبيوت‪ ,‬والدليل على ذلك أنه أصبح ذات يوم فنهض مع الفجر ونهضت األسرة كلها تودعه‬
‫وهو عائد إلى األزهر‪ ,‬فقبلته أمه وهي تذرف الدمع على فراقه‪ ,‬ثم أخذه أبوه وأجلسه وصاحبه في عربة القطار رفيقا‬
‫(لطيفا لين الجانب) وهو يسأل اهلل أن يفتح عليه‪.‬‬
‫كيف عاد الصبي للربع في القاهرة؟‬
‫أركبه أبوه القطار مع صاحبه وابن خالته‪ ,‬ولما نزل في محطة القاهرة وجد أخاه ينتظره مبتسما له ثم حمل ما معه على‬ ‫‪‬‬
‫عربة نقل وأركبه بجانبه عربة ركوب وأعطى السائق عنوان الربع‪.‬‬
‫اللغويات‬
‫وجمت ‪ :‬سكتت ‪ -‬المألوف ‪ :‬المعتاد ‪ -‬حفاوة‪ :‬ترحيب ‪ -‬إعراض ‪ :‬تجاهل ‪ -‬قليل الخطر ‪ :‬قليل القيمة ‪ -‬إمعان ‪ :‬مبالغة‬ ‫‪‬‬
‫وزيادة ‪ -‬عكوف ‪ :‬أي انطواء ‪ -‬ازورار ‪ :‬ابتعاد × اقتراب ‪ -‬ينبو ‪ :‬يشذ ‪ -‬اإلذعان ‪ :‬االنقياد والخضوع ‪ -‬غال ‪ :‬بالغ ‪-‬‬
‫زجرته ‪ :‬نهرته ‪ ،‬نهته ‪ -‬يتوسّل ‪ :‬يتقرب ‪ -‬دهاء ‪ :‬أي مكر ‪ -‬يُحْفِظ ‪ :‬يغضب ‪ -‬شذوذ الصبي ‪ :‬خروجه عن الرأي‬
‫المألوف ‪ -‬التملق ‪ :‬النفاق ‪ ،‬المداهنة ‪.‬‬
‫س & جـ‬
‫س‪ : 1‬كيف استُقْبِل الصبي الشيخ حينما وصل إلى قريته لقضاء اإلجازة ؟ وما أثر ذلك االستقبال في نفسه ؟‬
‫جـ ‪ :‬لقد استُقْبِل استقباالً فاتراً فلم يجد من يستقبله في المحطة ‪ ،‬وعندما وصل إلى الدار مع صاحبه وجمت األسرة‬ ‫‪‬‬
‫لدخولهما ولم يلقيا الترحيب و الحفاوة ‪.‬‬
‫أثره في نفسه ‪ :‬شعر بخيبة األمل الكبيرة و كتم في صدره كثيراً من الغيظ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 2‬كيف كان الصبي يلقى سيدنا ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان يلقى سيدنا بالتحية مضطراً ‪ ،‬ويقبل يده كما كان يفعل من قبل ويسمع منه كالمه الفارغ الكثير ‪ .‬فقد كان ال‬ ‫‪‬‬
‫يحمل له أي تقدير أو حب ‪.‬‬
‫س‪ : 3‬تحدث عن استقبال أهل القرية للصبي الشيخ ‪.‬‬
‫جـ ‪ :‬لم يقبل أحد من أهل القرية على الدار ليسلم على الصبي الشيخ بعد أن عاد إليها وقد غاب عنها سنة إنما كان يلقاه‬ ‫‪‬‬
‫منهم هذا الرجل أو ذاك ‪ ،‬في فتور وإعراض و إذا حدثوه فللسؤال عن أخيه الشيخ فقط فهو بال قيمة في نظرهم ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫س‪ : 4‬كيف لفت الصبي انتباه أسرته و أهل قريته إليه وغيَّر رأيهم فيه ؟‬
‫جـ ‪ :‬وذلك بأن بدأ يتمرد على آرائهم و معتقداتهم التي كانوا يؤمنون بها وقد توارثوها عن اآلباء و األجداد ؛ ألنها في‬ ‫‪‬‬
‫رأيه ال تتفق مع تعاليم الدين اإلسالمي ‪.‬‬
‫س‪ : 5‬لماذا أنكر الصبي على أبيه قراءة (دالئل الخيرات) ‪ ،‬وزيارة القبور و األولياء ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألنه ال فائدة منها وال تتفق مع تعاليم الدين اإلسالمي ‪ ،‬وال ينبغي أن يتوسل إنسان باألنبياء وال باألولياء ‪ ،‬وما‬ ‫‪‬‬
‫ينبغي أن يكون بين اهلل وبين الناس واسطة ‪ ،‬وإنما هذا لون من الوثنية ‪.‬‬
‫س‪ : 6‬ماذا كان رد فعل األب على هذا الكالم ؟‬
‫جـ ‪ :‬غضب الشيخ غضبا شديداً ولكنه كظم غضبه واحتفظ بابتسامته وقال فأضحك األسرة كلها‪( :‬اخرس قطع اهلل لسانك ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ال تعد إلى هذا الكالم ‪ .‬وإني أقسم لئن فعلت ألمسكنك' في القرية ‪ ،‬وألقطعنك عن األزهر وألجعلنك فقيها تقرأ القرآن في‬
‫المآتم والبيوت) ‪ .‬ثم انصرف وتضاحكت األسرة من حول الصبي ‪.‬‬
‫س‪ : 7‬كان األب قاسياً على الصبي ‪ .‬فماذا كان رد فعل الصبي على هذه القسوة ؟‬
‫جـ ‪ :‬لم تزد هذه القصة على قسوتها الساخرة صاحبنا إال عنادا وإصراراً على آرائه‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 8‬لماذا كان الشيخ يكثر من السؤال للصبي عن أحوال ابنه الشيخ الفتى ؟‬
‫جـ ‪ :‬ألن األب كان يجد لذة عظيمة في إلقاء هذه األسئلة وفى االستماع ألجوبتها ؛ ليعيد على أصحابه بعض ما كان ابنه‬ ‫‪‬‬
‫يقص عليه من زيارات الشيخ الفتى لألستاذ اإلمام والشيخ بخيت ومن اعتراض الشيخ الفتى على أساتذته في أثناء الدرس‬
‫وإحراجه لهم ‪ ،‬وردهم عليه بالعنف وبالشتم وبالضرب أحياناً‬
‫س‪ : 9‬ماذا كان موقف أهل القرية من آراء ومقاالت الشيخ محمد عبده ؟ ولماذا ؟‬
‫جـ ‪ :‬رأوا أن مقاالت الشيخ محمد عبده ضارة وآراءه فاسدة مفسدة ‪ ،‬وتعاليمه باطلة ؛ ألنها هدمت كل معتقداتهم الخاطئة‬ ‫‪‬‬
‫المتوارثة عن األجيال السابقة و أنه أفسد هذا الصبي و جعله ضال مضل عاد إلى المدينة ليضلل الناس ‪.‬‬
‫س‪ : 10‬ما تأثير آراء الصبي على األب الشيخ و أصحابه ؟‬
‫جـ ‪ :‬وكان الشيخ وأصحابه من الذين لم يدرسوا في األزهر ولم يتفقهوا في الدين يرضون عن هذه الخصومات ويعجبون‬ ‫‪‬‬
‫بها‪ ،‬ويبتهجون لهذا الصراع‬
‫الذي كانوا يشهدونه بين هذا الصبي الناشئ وهؤالء الشيوخ الشيب ‪ .‬وكان أبو الصبي أشدهم غبطة وسروراً‪ .‬ومع أنه لم‬ ‫‪‬‬
‫يصدق قط أن التوسل باألولياء واألنبياء حرام ولم يطمئن قط إلى عجز األولياء عن إحداث الكرامات ‪ ،‬ولم يساير قط‬
‫ابنه فيما كان يقول من تلك المقاالت فقد كان يحب أن يرى ابنه محاورا مخاصماً ظاهراً على محاوريه ومخاصميه وكان‬
‫يتعصب البنه تعصباً شديداً‪.‬‬
‫س‪ : 11‬كيف انتقم الصبي لنفسه من التجاهل الذي شعر به في بداية مجيئه للقرية ؟‬
‫جـ ‪ :‬انتقم لنفسه بأن شغل الناس في القرية والمدينة بالحديث عنه والتفكير فيه ‪ ،‬وتغير مكانه في األسرة ‪ ،‬مكانه‬ ‫‪‬‬
‫المعنوي إن ‪ -‬صح هذا التعبير ‪ -‬فلم يهمله أبوه ‪ ،‬ولم تعرض عنه أمه وأخوته ‪ ،‬ولم تقم الصلة بينهم وبينه على الرحمة‬
‫واإلشفاق بل على شيء أكثر وآثر (أفضل)عند الصبي من الرحمة واإلشفاق ‪.‬‬

‫متى عرف الصبي باألدب؟‬


‫لقد عرف الصبي عن األدب منذ أن وصل إلى القاهرة‪ ,‬فقد سمع أخوه وأصحابه يتحدثون عن األدب واألدباء والعلم‬ ‫‪‬‬
‫والعلماء‪.‬‬
‫الشيخ الشنقيطي‬

‫‪3‬‬
‫وسمع حديث األدب منهم عندما كانوا يتحدثون عن الشيخ (الشنقيطي) رحمه اهلل وحماية األستاذ اإلمام له وبره به (عطفه‬ ‫‪‬‬
‫عليه)‪,‬وكان لهذا االسم األجنبي على سمع الصبي أثر غريبا‪ ,‬وزاد من عجبه ما يسمعه من أعاجيب الشيخ وأطواره (أحواله)‬
‫الشاذة وآرائه التي تضحك قوم وتغضب آخرين‪.‬‬
‫صفات الشيخ الشنقيطي‬
‫تحدث الطالب الكبار عن هذا الشيخ وأنهم لم يروا قط ضريبا له (مثيال وشبيها ج‪/‬ضرباء وأضرب) في حفظ اللغة ورواية‬ ‫‪‬‬
‫الحديث سندا ومتنا عن ظهر قلب‪.‬‬
‫كذلك تحدثوا عن حدته وشدته وسرعة غضبه وانطالق لسانه بما ال يطاق من القول‪ ,‬حتى اتخذوه مثال لحدة المغاربة‬ ‫‪‬‬
‫(أهل المغرب)‪ ,‬وتحدثوا عن إقامته في المدينة ورحالته إلى قسطنطينية وزيارته األندلس‪.‬‬
‫وتحدثوا عن حياته العليمة وذكروا أن له مكتبة غنية بالمخطوطات والمطبوعات في مصر وفي أوربا‪ ,‬وأنه يقضى أغلب‬ ‫‪‬‬
‫وقته في درا الكتب إما ناسخا أو قارئا‪ ,‬فلم يكن يقنع بما ليده من مكتبة ضخمة‪.‬‬
‫أغرب عجائب الشيخ الشنقيطي‬
‫وكان للشيخ الشنقيطي قصة كبرى شغلت االس به وشغلته بالناس‪ ,‬وكانت سببا لتعرضه لكثير من الشر واأللم‪ ,‬وهذه القصة‬ ‫‪‬‬
‫تتعلق برأيه في أن (عمر) مصروف وليس ممنوعا من الصرف‪.‬‬
‫ما أثر الحديث عن كلمة (عمر) على الصبي؟‬
‫كان الصبي يسمع لهذا الكالم ولكنه لم يفهم منه شيئا في بداية األمر‪ ,‬ولكن بعدما تقدم في درس النحو فهم المقصود من‬ ‫‪‬‬
‫هذه القضية بوضوح‪ ,‬وذلك أنه درس الصرف والممنوع من الصرف‪.‬‬
‫مناظرة الشيخ الشنقيطي مع علماء األزهر‬
‫وذكر هؤالء الشباب أن جماعة من علماء األزهر تناظروا مع الشيخ الشنقيطي حول صرف كلمة (عمر) وضحكوا لما ذكروا تلك‬
‫المناظرة التي اجتمع فيها علماء األزهر وعلى رأسهم شيخ الجامع ليتحدثوا في قضية صرف (عمر) فرفض الشيخ الشنقيطي أن‬
‫يتحدث إليهم إال بعد أن يجلسوا منه مجلس التلميذ من األستاذ‪ ,‬فلما تردد العلماء أسرع أحدهم في مكر وخبث وجلس بين يديه‬
‫متربعا على األرض‪ ,‬ثم أخذ الشيخ يعرض رأيه فقال‪ :‬انشد الخليل‬
‫قد قلت فيه غير ما تعلم‬ ‫يا أيها الرازي على عمرٍ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فأسرع' الشيخ الجالس مجلس التلميذ وقال‪ ,‬لقد رأيت الخليل أمس وأنشدني' البيت هكذا‪ :‬يأيها الرازي على عمرَ‪ ...‬فقاطعه‬ ‫‪‬‬
‫الشيخ الشنقيطي مسرعا غاضبا وقال كذبت كذبت‪ ,‬لقد مات الخليل منذ قرون فكيف يكون لقاء األموات؟ وبدأ يُشهد العلماء‬
‫على تعمد صاحبهم الكذب وجهله بالعروض والنحو‪ ,‬فضحك القوم وقاموا دون ان يصلوا لحل في قضية صرف (عمر) أو‬
‫منعها‪.‬‬
‫أثر حديث الطالب الشباب عن هذه المناظرات على الصبي‪:‬‬
‫لقد كان الصبي يسمع لحديث الشباب حول الشيخ الشنقيطي فيحفظه ويجد لذة فيما فهم منه‪ ,‬ويتعجب لما لم يفهم منه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حفظ بعض المعلقات‪:‬‬
‫كان الشيخ الشنقيطي يقرأ على الطالب المعلقات‪ ,‬فكان أخو الصبي وأصدقاءه يسمعون هذا الدرس يوم الخميس أو الجمعة من‬ ‫‪‬‬
‫كل أسبوع‪ ,‬وألنهم يعدونه كما يعدون سائر دروسهم فقد سمع الفتى هذه المعلقات ألول مرة في حياته‪,‬‬
‫وعلى الرغم من انصرافهم عن هذا الدرس سريعا ألنهم لم يُسيغوه‪ ,‬إال أن أخو الصبي ظل يحاول حفظ المعلقات فحفظ‬ ‫‪‬‬
‫معلقة امرئ القيس قفا نبك من ذكر حبيب ومنزل‪ ...‬ومعلقة طرفة بن العبد‪.‬‬
‫كيف حفظ الصبي هذه المعلقات؟‬
‫كان هذا أول عهد الصبي بالمعلقات‪ ,‬وكان أخوه يحفظ بصوت عالٍ فيسمع الصبي األبيات ويحفظها‪ ,‬ثم أِشرك معه أخاه‬ ‫‪‬‬
‫الصبي في الحفظ حتى أتم حفظ معلقتي امرئ القيس وطرفة‪ ,‬ولم يزد على ذلك وانصرف إلى دروسه األزهرية األخرى‪.‬‬
‫ما أثر حفظ المعلقتين على الصبي؟‬
‫صحيح أن الصبي حفظ المعلقتين حفظا تاما‪ ,‬إال أنه لم يفهم منهما إال القليل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الكبار ودرس اإلنشاء‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫وكذلك كان هناك درس في صناعة اإلنشاء يلقيه شيخ سوري من خاصة األستاذ اإلمام‪ ,‬مما دفع الطالب إلى االختالف إليه‬ ‫‪‬‬
‫وشراء الدفاتر وكتابة موضوعات اإلنشاء‪ ,‬ولكنهم لم يلبثوا إال أن عدلوا عنه كما عدلوا عن درس الشنقيطي ‪.‬‬
‫لماذا اهتم أخو الصبي بدروس الشنقيطي ودرس صناعة اإلنشاء؟‬
‫كانت هذه الدروس للشنقيطي وصناعة اإلنشاء للشيخ السوري دروس غير أساسية في األزهر‪ ,‬بل كانت دروس إضافية‬ ‫‪‬‬
‫يؤيدها األستاذ اإلمام ويعلمها خاصته من الشيوخ‪ ,‬ولهذا فقد أسرع' الطالب إلى االستماع إليها واالهتمام بها‪ ,‬ولكنهم‬
‫تركوها ولم يهتموا بها بعد فترة قصيرة ألنها لم تكن دروس أساسية في األزهر‪.‬‬
‫كيف عرف الصبي فن المقامات؟‬
‫في أحد األيام دخل الشيخ الفتى إلى البيت ومعه كتاب مقامات الحريري‪ ,‬وحاول أن يحفظها وكان يقرأ ويحفظ بصوت‬ ‫‪‬‬
‫مرتفع فكان الصبي يسمع يحفظ معه‪ ,‬ثم أشرك الفتى أخاه الصبي في حفظ المقامات كما أشركه في حفظ المعلقات فحفظا معا‬
‫عشر مقامات‪ ,‬ثم انصرف الشيخ الفتى عن المقامات إلى دروس التوحيد والفقه واألصول‪.‬‬
‫وفعل نفس الشيء مع مقامات بديع الزمان الهمذاني‪ ,‬حفظ بعضها ثم أعرض عنها‬ ‫‪‬‬
‫كتاب نهج البالغة‪:‬‬
‫وأقبل الفتى الشيخ ومعه كتاب ضخم يسمى نهج البالغة‪ ,‬والذي جمع فيه المؤلف (الشريف الرضي) كل خطب اإلمام علي بن‬ ‫‪‬‬
‫أبي طالب ‪-‬رضي اهلل عنه وكرم وجهه‪ -‬وقد شرحها األستاذ بنفسه فأقبل عليها الفتى فحفظ بعضها ومعه الصبي‪ ,‬ثم أعرض‬
‫عنها كما أعرض عن غيرها‪.‬‬
‫قصيدة أبي فراس الحمداني‬
‫عرف الصبي قصيدة أبي فراس الحمداني التي يبدأها بقوله‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أما للهوى نهي عليك وال أمر؟!‬ ‫أراك عصي الدمع شيمتك الصبر‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫وقد جاء بها أخوه مشطرة أو مخمسة ‪,‬وقد شطرها أو خمسها بعض األزهريين‪ ,‬فجعل يقرأ القصيدة بصوت عالٍ‪ ,‬ثم‬ ‫‪‬‬
‫أعرض عن القصيدة المشطرة والمخمسة ثم بدأ مع الصبي يحفظ القصيدة نفسها‪.‬‬
‫ولم يكن اهتمامه بها وذكره لها إال أن أحد أبياتها وقع من أذنه موقعا غريب فأخذ تفكيره‪ ,‬وهو قول أبي فراس‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أرَىَ أنَّ دَارًا لَسْتُ مِنْ أهْلِهَا قَفْرُ‬ ‫بَدَوتُ وأهْلِي حَاضِرونَ ألنني‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫والذي أخذ تفكير الفتى في هذا البيت أنه قرأ (لَسْتُ) قراءة خاطئة فقد قرأها (السِّتِّ) فأصبح البيت بهذا الشكل‬ ‫‪‬‬
‫أرَىَ أنَّ دَارا (السِّتِّ) مِنْ أهْلِهَا قَفْرُ‬ ‫بَدَوتُ وأهْلِي حَاضِرونَ ألنني‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وألنه قرأ البيت خطأ فلم يفهمه‪ ,‬وكان يرى أنه من الغريب أن تأتي كلمة (الست) في الشعر العباسي‪ ,‬ثم لما كبر وقرأ‬ ‫‪‬‬
‫البيت صحيحا ففهم معناه‪ ,‬وكذلك علم أن هذه الكلمة (الست) قد استخدمها بعض الشعراء العباسيين المحدثين في أشعارهم‬
‫وفي النثر كذلك‪.‬‬

‫اتصال متقطع مع األدب‬


‫اتصل صاحبنا األدب على نحو مضطرب غير مستقر‪ ,‬حيث لم يكن يفرغ له نفسه وال يخصص له وقتا بل كان يلم به من حين‬ ‫‪‬‬
‫آلخر لكما أتيحت له فرصة‪ ,‬فجمع في نفسه خليطا من الشعر والنثر‪.‬‬

‫ديوان الحماسة والشيخ المرصفي‬


‫أقبل الشباب متحمسين في احد أيام بداية العام الدراسي على درس جديد في الرواق العباسي للشيخ (سيد المرصفي) في‬ ‫‪‬‬
‫األدب ويقرأ عليهم (ديوان الحماسة)‬

‫‪3‬‬
‫ولما سمعوا الشباب هذا الدرس الجديد لم يعودا إلى غرفاتهم إال بعد شراء ديوان الحماسة نفسه بعد أن فتنوا بهذا الدرس‬ ‫‪‬‬
‫(أعجبوا به) ولذلك فقد عزم الطالب على أن يحضروا الدرس وينتظموا فيه بل أسرع اخو الصبي كعادته دائما لشراء كتاب‬
‫(شرح التبريزي لديوان الحماسة) وجلده تجليدا ظريفا وزين به دوالبه‬
‫ثم بدأ يحفظ في الديوان ويشرك أخاه الصبي معه‪ ,‬وقد يقرا عليه بعض من شرح التبريزي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ما الذي أخذه الصبي على أخيه في قراءة شرح التبريزي لديوان الحامية؟‬
‫ولكن الفتى كان يقرأ الشرح على النحو الذي تقرأ عليه كتب األصول والفقه والتوحيد‪,‬ويتفهمه على نفس النحو‪ ,‬وهو ما‬ ‫‪‬‬
‫لم يعجب الصبي فأحس بأن هذا الكتاب له طريقة مخالفة لقراءته والتعامل معه تختلف عن طريقة قراءة وفهم كتب‬
‫األصول والتوحيد والفقه‪.‬‬
‫انصراف الشباب عن درس المرصفي‬
‫انصرف الشباب عن درس األدب والحماسة بعد فترة قصيرة كما انصرفوا عن غيره من الدروس ألنهم رأوا أنه ال يقدم‬ ‫‪‬‬
‫جديدا وألنه ليس من الدروس األساسية في األزهر‪ ,‬بل كان أحد تلك الدروس اإلضافية التي أنشأها' األستاذ اإلمام وسماها‬
‫بدروس العلوم الحديثة مثل الجغرافيا والحساب واألدب‪ ,‬وكذلك تركوا الدرس ألن الشيخ كان يسرف في السخرية والعبث‬
‫فيغلوا (يتجاوز الحد ويبالغ) في العبث‪.‬‬
‫أسباب عبث الشيخ بالطالب‬
‫لم يكن عبث الشيخ طالبه إال بعد أن ساء الظن فيهم فرأى أنهم غير مستعدين لهذا الدرس الذي يحتاج إلى الذوق‪ ,‬وال‬ ‫‪‬‬
‫يحتمل الفنقلة فلم يعترف بهم طالبا فعبث معهم ولم يهتم بهم‪.‬‬
‫كيف واجه الطالب هذا العبث‬
‫وكذلك ساء ظن الشباب به فرأوه غير متمكن من العلم الصحيح‪ ,‬وغير بارع فيه‪ ,‬ورأوا أنه صاحب شعر ينشد وكالم يقال‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫ونكت تُضحِك ثم ال يبقى من ذلك كله شيء وقد حاولوا أن يحرصوا على حضور الدرس الن األستاذ يحميه وألنه كان‬
‫مقربا من اإلمام ينتهز الفرصة واألخرى لينشد قصيدة في مدح األستاذ اإلمام ويرفعها له ويمليها على الطالب فيسرع'‬
‫بعضهم في حفظها‪ ,‬وكانت تعجبهم قصائده ألنها في مدح األستاذ اإلمام‪.‬‬
‫ولكنهم في نهاية األمر لم يقدروا على الصبر مع عبثه ولهوه بهم فانقطعوا عنه‪ ,‬وعادوا إلى شايهم يستمتعون به في‬ ‫‪‬‬
‫الضحى‪ .‬بعد أن انقطع الطالب عن الشيخ المرصفي انقطع عن الصبي ذكر األدب بعد أن حفظ من الحماسة جزءا صالحا‪.‬‬
‫الصبي والشيخ المرصفي‪( :‬كيف اتصل الصبي بالشيخ المرصفي؟)‬
‫ثم أشيع (انتشر) أن الشيخ المرصفي سوف يخصص يومين من كل أسبوع لقراءة (المفصل للزمخشري في النحو) فسعى الصبي‬ ‫‪‬‬
‫إلى هذا الدرس الجديد‪ ,‬وبعد أن سمع للشيخ المرصفي مرة ومرة أحبه وكلف به حتى أنه حضر درس األدب أيضا الذي‬
‫يقرأه الشيخ ‪,‬والذي انقطع عنه أخوه وأصحابه‪.‬‬
‫قوة ذاكرة الحفظ لدى الصبي‬
‫كان الصبي قوي الذاكرة ال يسمع كلمة من الشيخ إال حفظها وال رأيا إال وعاه (فهمه) وال تفسيرا إال قيده (دونه وحفظه)‬ ‫‪‬‬
‫في نفسه‪ ,‬حتى أنه في كثير من األحيان إذا ما تكررت كلمة فسرها' الشيخ من قبل أو قصة حكاها الشيخ سابقا كان يعيد‬
‫على الشيخ تفسيره للكلمة أو حكايته أو نقده لصاحب الحماسة أو لشرَّاحِها‪.‬‬
‫ما أثر قوة حفظ الصبي على الشيخ؟‬
‫لما رأى الشيخ من الصبي هذا الجد واالجتهاد اهتم به وأحبه حتى كلف به‪ ,‬بل كان يوجه إليه الحديث خاصة أثناء الدرس‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫ويدعوه فيصحبه بعد الدرس إلى باب األزهر ثم دعاه بعد ذلك إلى أن يصحبه في بعض (جزء) طريقه‪ ,‬ثم دعاه أخيرا‬
‫إلى قهوة من القهوات المنتشرة حول األزهر‪ ,‬حتى جلس معه ذات يوم منذ صليت الظهر حتى أذن للعصر فكان ذلك أول‬
‫عهد الصبي بالقهوات‪ ,‬فعاد إلى بيته سعيدا مغتبطا شديد النشاط‪ ,‬يتمتع باألمل‬
‫ما الذي دار من حديث على القهوة؟‬
‫انصب الحديث كله على األزهر وشيوخه وسوء المناهج التعليمية‪ ,‬وكان الشيخ قاسيا جدا في هذا الموضوع‪ ,‬وكان نقده‬ ‫‪‬‬
‫الذعا (موجعا) بل تعدى ذلك ألن شنَّع (فضح وشوه السمعه) بأساتذته وزمالئه من الشيوخ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ما أثر هذا النقد الشديد على الفتى ومن معه من طالب؟‬
‫لقد وجد الشيخ في نفوس الطالب الجالسون معه على القهوة هوى واستحسان لما يقول‪ ,‬أما الصبي فقد تأثرت نفسيته بهذا‬ ‫‪‬‬
‫النقد أبلغ تأثير‪.‬‬
‫حب الصبي لدرس األدب‬
‫لقد وصل األمر بالصبي إلى أنه فضل درس األدب على دروسه كلها‪ ,‬بل تعدى األمر إلى أن فضل اثنين من تالميذ الشيخ‬ ‫‪‬‬
‫المقربين وجعلهم أخص الناس إليه وأقربهم إلى نفسه‪ ,‬فكانوا يجتمعون كل ضحى فيسمعون للشيخ ثم يذهبون لدار الكتب‬
‫فيقرءون فيها األب القديم ثم يعودون بعد العصر لألزهر فيجلسون بين اإلدارة والرواق العباسي يتحدثون عن الشيخ وعما‬
‫قرءوه في دار الكتب‪ ,‬ويعبثون بالطالب والشيوخ الداخلين والخارجين لألزهر‪ ,‬فإذا ما صليت المغرب دخلوا الرواق العباسي‬
‫ليسمعوا للشيخ بخيت وهو يقرأ درس (تفسير القرآن) مكان األستاذ اإلمام بعدما توفي‪.‬‬
‫كيف يمكن تدريس األدب في رأي الكاتب؟‬
‫يرى الكاتب أن أفضل طريقة لتدريس األدب هي ما كان يقوم به الشيخ المرصفي في تفسير الحماسة أو تفسير الكامل‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫فقد كان يبدأ بنقد حر للشاعر ثم للراوي‪ ,‬ثمة للشارح‪ ,‬ينقد اللغويين على اختالفهم‪.‬‬
‫ثم يقوم بامتحان للذوق لدى الطالب للتعرف على باطن الجمال في الشعر والنثر‪ ,‬من خالل معرفة المعنى جملة وتفصيل‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫والوزن والقافية‪...‬‬
‫ثم يجري اختبار للذوق الحديث في البيئة األزهرية‪ ,‬ويقارن بين رقة الذوق القديم وغلظة الذوق األزهري الحديث‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫وبين كاللة (ضعف) العقل األزهري وقوة العقل القديم‪ .‬ثم ينتهي من ذلك كله إلى تحطيم كل القيود األزهرية والثورة‬
‫على الشيوخ في العلم والذوق وفي سيرتهم وأحاديثهم‪ ,‬وكان محقا في كثير من األحيان‪ ,‬ومسرف متجن في بعض األحيان‬
‫(مدعي بالباطل ما لم يعلوه)‬
‫ما أثر هذه الطريقة الجديدة على طالب األزهر؟‬
‫هذه الطريقة الجديدة الغريبة على طالب األزهر جعلتهم ينصرفون عن الشيخ بعد أن كانوا كثيرين في أول األمر‪ ,‬فلم‬ ‫‪‬‬
‫يثبت معه إال هؤالء الثالثة (الصبي وأصحابه االثنان) فكوَّنوا عُصبة صغيرة وصل صوتها إلى األزهر كله وسمع بها‬
‫الطالب والشيوخ وباألخص كالمهم في نقد األزهر وثورتهم على تقاليده‪ ,‬ونظمهم الشر هجاءا للشيوخ والطالب‪.‬‬
‫أثر ثورة الثالثة على األزهر؟‬
‫أصبحت هذه العصبة الصغيرة بغيضة (مكروهة)' إلى الشيوخ الطالب معا في وقت واحد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشيخ المرصفي أديب وعالم أزهري‬
‫لم يكن الشيخ المرصفي مجرد عالم أزهري‪ ,‬بل كان أديبا أيضا مما دفعه أن يصطنع وقار العلماء ما دام في الزهر أو مع‬ ‫‪‬‬
‫الناس‪ ,‬ولكنه إذا خال إلى أصدقائه وخاصته‪ ,‬تحول إلى أديب يتحدث في حرية مطلقة عن كل إنسان وكل موضوع‪ ,‬بل كان‬
‫يروي للمقربين منه سيرة الشعراء القدماء ما يثبت أنهم كانوا أحرار مثله‪ ,‬يقولون كل شيء دون تحفظ (تقيد) وال‬
‫تنطع(تكلف ومغاالة)‪.‬‬
‫لقد عظم هؤالء الثالثة شيخهم حتى اتخذوه مثال أعلى للصبر على المكروه وللرضا بالقليل والتعفف عما ال يليق بالعلماء‬ ‫‪‬‬
‫وأصحاب السلطان‪.‬‬
‫بيت الشيخ دليل صبره ورضاه‬
‫قلد لمس هؤالء الثالثة هذه الصفات في شيخهم ورأوها رأي العين عندما زاروه في بيته المتواضع في حارة (الركراكي)‬ ‫‪‬‬
‫فقد كان يعيش في أقصى الحارة‪ ,‬في بيت قذر متهدم‪ ,‬يبدأ بالباب ثم ممر ضيق قذر رطب تنبعث منه الروائح الكريهة‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫وكان الممر خال من كل شيء إال دكة يجلس عليها مع أصحابه وطالبه هؤالء‪ ,‬حتى انه يسند ظهره إلى الحائط الذي يتساقط‬
‫منه التراب‪.‬‬
‫وكان ينزل إليهم ليجلس معهم ويحدثهم باسما راضيا بعيدا عن التكلف‪ ,‬فإذا كان مشغوال دعاهم ليصعدوا إليه على سلم‬ ‫‪‬‬
‫متهدم‪,‬ويسلكون دهليزا خاليا من كل شيء انتشرت فيه أشعة الشمس‪ ,‬فإذا دخلوا غلى غرفته وجدوه جالس على األرض‬

‫‪3‬‬
‫منحني الظهر ومن حوله عشرات الكتب يبحث فيها عن مقطوعة شعر يريد أن يتمها أو بيت شعر يريد أن يفسره‪ ,‬وعن‬
‫يمينه أدوات القهوة‪.‬‬

‫كيف كان يستقبل تالميذه؟‬


‫إذا دخل عليه الطالب لم يكن يقوم لهم بل كان يلقاهم مستبشرا فرحا‪ ,‬ثم يدعوهم إلى الجلوس ‪ ,‬ويطلب من أحدهم أن‬ ‫‪‬‬
‫يصنع القهوة وإدارته عليه وعيهم‪ ,‬ثم يتحدثون لحظات ثم يدعوهم لمشاركته في بحثه أو تحقيقه‪.‬‬

‫الشيخ المرصفي وأمه‬


‫ويذكر الفتي أنه وأحد صديقيه زارا الشيخ المرصفي أحد األيام بعد العصر‪ ,‬فصعدا إلى أعلى الدار فوجدا امرأة محطمة‬ ‫‪‬‬
‫(كبيرة طاعنة في السن) قد انحنى ظهرها حتى تكاد تصل رأسها إلى األرض تجلس على فراش متواضع ويطعمها الشيخ‬
‫بيده‪ ,‬فما رآهما أمرهما باالنتظار في غرفته حتى يأتيهما‪ ,‬ثم أقبل عليهما ضاحكا وهو يقول في رضى (كنت أعشي أمي)‪.‬‬
‫أما إذا خرج من البيت فكانت تظهر عليه صورة الوقار والغنى واليسر‪ ,‬ال يحس أحد بما يعانيه من فقر وحاجة‪ ,‬بل ال‬ ‫‪‬‬
‫يشك المتحدث إليه أن اهلل قد يسر عليه وأحياه حياة سعيدة وعيشة' رغدة هنيئة‪.‬‬
‫التالميذ يعرفون فقر أستاذهم‬
‫لم يكن يعلم عن فقره إال أقرب الناس إليه من األصدقاء والتالميذ الثالثة‪ ,‬فقد كان من أشد الناس فقرا ينفق األسبوع‬ ‫‪‬‬
‫واألسابيع ال يأكل إال خبز الجراية يغمسه في الملح‪.‬‬
‫ورغم ذلك فقد علم ابنه تعليما ممتازا ورعى أبنائه الذين يتعلمون في األزهر أفضل رعاية ‪ ,‬بل كان يدلل ابنته تدليال‬ ‫‪‬‬
‫مؤثرا‪.‬‬
‫راتب الشيخ المرصفي‬
‫لقد كان يصنع كل هذا براتبه الضئيل الذي لم يتجاوز الثالث جنيهات ونصف‪ ,‬فقد كان يحصل من األزهر على جنيه ونصف‬ ‫‪‬‬
‫ألنه من أصحاب الدرجة األولى‪ ,‬كما أن الشيخ األستاذ كلفه درس األدب فكان يتقاضى عليه جنيهان‪.‬‬
‫وكان يستحي أن يهرول أول الشهر إلى المباشر (الذي يلي األمر بنفسه والمقصود الصراف) ليأخذ راتبه أو أن يتزاحم‬ ‫‪‬‬
‫عليه مثلما كان يفعل كثير من شيوخ األزهر‪ ,‬بل كان يدفع خاتمه إلى أحد كطالبه ليتولى هو مسألة قبض الراتب في‬
‫الضحى ثم يدفعه الطالب له بعد الظهر‪.‬‬
‫إعجاب التالميذ بالشيخ المرصفي‬
‫لقد أحب الطالب شيخهم المرصفي لما رأوه فيه من تواضع ورضى وصبر‪ ,‬حتى أنهم كانوا يسمعون عن أحوال بعض الشيوخ‬ ‫‪‬‬
‫اآلخرين من اليسر والغنى فكانوا يمتلئون عليهم حقدا وغيظا واحتقارا‪.‬‬
‫نقد التالميذ للشيخ المرصفي‬
‫تولى مشيخة األزهر بعد األستاذ اإلمام الشيخ الشربيني‪ ,‬فنظم فيه الشيخ المرصفي قصيدة يمدحه فيها وسماها (ثامنة‬ ‫‪‬‬
‫المعلقات) وعارض فيها معلقة طرفة بن العبد‪ ,‬ولما انتهى من إمالء القصيدة لتالميذه أثنى على الشيخ الشربيني وعرض‬
‫بعض الشيء بالستاذ اإلمام‪ ,‬فرده بعض الطالب في لطف ورفق فارتد عن ذلك آسفا خجال واستغفر اهلل من خطيئته‪.‬‬
‫لماذا نظم الشيخ المرصفي قصيدة في الشيخ الجديد؟‬
‫لم يكن ذلك نفاقا وال رياءا بل كان ذلك حبا ووفاءا منه للشيخ الشربيني وذلك أن الشيخ الشربيني كان أستاذ الشيخ‬ ‫‪‬‬
‫المرصفي وكان الشيخ المرصفي يحبه كثيرا‪ ,‬وكان الشيخ الشربيني أهل لذلك الحب واإلعجاب لعلمه ومكانته‪.‬‬
‫إقبال الطالب الثالثة على األدب‬
‫جهر الطالب الثالثة بقراءة الكتب القديمة وتفضيلها على الكتب األزهرية مثل قراءة كتاب سيبويه وكتاب المفصل في‬ ‫‪‬‬
‫النحو‪ ,‬قراءة كتاب عبد القاهر الجرجاني في البالغة‪ ,‬ويقرءون دواوين الشعراء وال يتحرجون من الجهر بذلك بل بإنشاد‬
‫ما فيها من شعر ماجان أحيانا في األزهر‪ ,‬بل يقلدون هؤالء الشعراء ويتناشدون ما أنشئوا إذا ما التقوا‪.‬‬
‫أثر ذلك على الطالب األزهرين‬

‫‪3‬‬
‫كان الطالب األزهريون ينظرون إليهم شزرا (بمؤخرة العين احتقارا وغضبا) ويتربصون بهم الدوائر (ينتظرون لهم‬ ‫‪‬‬
‫الهزيمة والسقطات)‪.‬‬
‫وقد يقبل بعض من الطالب الناشئين يسمعون منهم ويتحدثون إليهم ويريدون أن يتعلموا منهم الشعر واألدب فيغيظ (يضايق‬ ‫‪‬‬
‫ويغضب) ذلك نظرائهم (زمالئهم) من الطالب الكبار ويزيدهم موجدة(غضبا وحقدا) عليهم وائتمارا عليهم‪( .‬إعداد‬
‫المؤامرات)‬
‫كتاب الكامل وتكفير' الحجاج‬
‫أثناء إعداد الطالب الثالثة لدرس الكامل للمبرد توقفوا عند هذه الجملة (ومما كفرت الفقهاء به الحجاج قوله‪" :‬والناس‬ ‫‪‬‬
‫يطوفون بقبر النبي ومنبره‪ :‬إنما يطوفون برمة وأعواد) (رمة هي عظام بالية ‪/‬ج‪ /‬رمم رمام)‬
‫فأنكر صاحبنا (الفتى) أن يكون في كالم الحجاج ما يكفي لتكفيره‪ ,‬وقال لقد أساء الحجاج أدبه وتعبيره ولكنه لم يكفر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فلما سمع بعض الطالب ذلك أنكروه وتناقلوه عبر األزهر كله‪.‬‬
‫محاكة الطالب الثالثة‬
‫وأثناء مجلسهم حول الشيخ (عبد الحكيم عطا) دعاهم المشدين غلى حجرة شيخ األزهر ‪ ,‬فلما دخلوا غرفة الشيخ حسونة‬ ‫‪‬‬
‫وجدوا معه أعضاء مجلس إدارة األزهر الشريف وهم كبار العلماء ومنهم الشيخ بخيت والشيخ حسنين العدوي والشيخ راضي‬
‫وغيرهم‪.‬‬
‫ولقاهم الشيخ متهجما (عابس الوجه غضبان) وأمر رئيس المشدين رضوان أن يدعو من‬ ‫‪‬‬
‫عنده من الطالب‪ ,‬فأقبل جماعة من الطالب األزهريين ولما سألهم الشيخ عما عندهم أقبل أحدهم اتهم هؤالء الطالب بالكفر‬ ‫‪‬‬
‫لمقالتهم في الحجاج ثم قص على مجلس إدارة األزهر األعاجيب من أمر هؤالء الثالثة‪.‬‬
‫وقد كان الفتى ماهرا حتى أنه أحصى على العلماء الكثير والكثير مما كان الطالب الثالثة يعبون به على الشيوخ مثل الشيخ‬ ‫‪‬‬
‫بخيت والشيخ محمد حسنين والشيخ الرفاعي‪ .‬وشهد الطالب اآلخرون بصدق الفتى ضد هؤالء الثالثة‪.‬‬
‫فلما سألهم الشيخ عن ردهم عن هذه االتهامات‪ ,‬لم ينكروا منها شيء‪ ,‬فأسرع الشيخ ولم‬ ‫‪‬‬
‫يشأ أن يحاورهم ولكنه أمر رضوان رئيس المشدين ان يمحو أسماء هؤالء الثالثة من سجالت األزهر ألنه ال يريد مثل هذه‬ ‫‪‬‬
‫الكالم الفارغ‪ ,‬ثم صرفهم في عنف‪ ,‬فخرجوا وجلين (فزعين خائفين) ال يدرون ماذا يصنعون وال كيف يقصون هذه القصة‬
‫ألهلهم‪.‬‬
‫إلغاء درس الكامل‬
‫لم يتوقف األمر عند هذا الحد وال عند ضحك الطالب منهم وشماتة أكثرهم فيهم ‪ ,‬بل األمر إلى أن أمر شيخ األزهر بإلغاء‬ ‫‪‬‬
‫درس الكامل فلما أقبلوا بعد العشاء ليسمعوا درس الكامل للشيخ المرصفي وأقبل الشيخ بالفعل لقيه رضوان وأخبره في أدب‬
‫ولطف أن شيخ األزهر قد ألغى درس الكامل‪,‬وأنه ينتظره في مكتبه في الغد‪.‬‬
‫ما أثر هذا العقاب على الطالب والشيخ المرصفي؟‬
‫بالنسبة للشيخ المرصفي فخرج انصرف محزونا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أما الطالب الثالثة فقد خرجوا خجلين وجلين والشيخ يسري عنهم (يهون علهيم) ثم خطر لهم أن يتوسلوا للشيخ بخيت‬ ‫‪‬‬
‫ليتوسط لهم عند شيخ الجامع‪ ,‬فقال لهم الشيخ المرصفي (ال تفعلوا فلت تبلغوا من سعيكم شيئا) ولكنهم أصروا على ذلك‪.‬‬
‫فلما ذهبوا لبيت الشيخ بخيت عرفهم وتلقاهم ضاحكا فحاولوا الدفاع عن انفسهم فقال في فتور ولكنكم تدرسون الكامل‬ ‫‪‬‬
‫لمبرد وقد كان المبرد من المعتزلة فدرس كتابه إثم‪.‬‬
‫أثر كالم الشيخ على الطالب‬
‫لما سمعوا ذلك منه نسوا أنهم جاءوا مستعطفين فجادلوا الشيخ حتى أحفظوه (أغضبوه) وانصرفوا وقد مأله لغضب ومألهم‬ ‫‪‬‬
‫اليأس‪.‬‬
‫ورغم ذلك فقد تضاحكوا من الشيخ وأعادوا بعض كلماته وتفرقوا على عهد ان يخفوا األمر عن أهلهم حتى يقضي اهلل أمرا‬ ‫‪‬‬
‫كان مفعوال‪.‬‬
‫الشيخ المرصفي وتكليفه بدرس المغني البن هشام‪( :‬عقاب الشيخ المرصفي)‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫لما لقوا شيخهم المرصفي في الغد‪ ,‬أخبرهم بأن شيخ األزهر ألغى درس الكامل وكلفه بقراءة المغنى البن هشام‪ ,‬ونقله من‬ ‫‪‬‬
‫الرواق العباسي إلى عمود في داخل األزهر‪.‬‬
‫عبث المرصفي بشيخ األزهر‬
‫أسرع' الشيخ المرصفي وعبث بشيخ األزهر وادعى انه لم يخلق للعلم وال للمشيخة بل خلق ليبيع العسل األسود في سرياقوس‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫وألن الشيخ حسونة فقد أسنانه فكان ينطق السين ثاء كما كان يتكلم لغة أهل القاهرة التي يغيرون فيها القاف إلى همزة‪,‬‬
‫وكان يمد الواو بين القاف والسين في كلمة سيرياقوس‪ ,‬كما كان يتكلم هامسا‪ ,‬فظل الطالب يتذكرون هذه الجملة التي‬
‫طبعوا بها الشيخ حسونة وهي (بائع العثل في ثرياؤوث)‬
‫صفات الشيخ حسونة‬
‫لقد كان الشيخ حسونة حقا شديدا حازما مهيبا (مخشي الجانب) صارما (جلدا شجاع حازما في أمره) حتى أن جميع شيوخ‬ ‫‪‬‬
‫األزهر ومنهم الشيخ المرصفي كانوا يخافونه‪.‬‬
‫مما دفع الشيخ المرصفي أن يأخذ كتاب المغنى البن هشام ويذهب به لتالميذه الذين ال يهتمون ماذا يقرأ الشيخ‪ ,‬فالمهم أنه‬ ‫‪‬‬
‫يقرأ وهم يسمعون له ويقولوا له ما سمعوه منه‪.‬‬
‫ما الذي صدم الطالب الثالثة في الشيخ المرصفي؟‬
‫هم الفتى أن يقول ألستاذه المرصفي بعض الشيء عن سخطه وغضبه ما يحدث فرده الشيخ وأسكته' في رفق وهو يقو له (ال‬ ‫‪‬‬
‫أل عايزين ناكل عيش) فحزن الفتى حزنا عميقا لم يعرف له طعما منذ ضر إلى األزهر وانصرف هو وصاحباه يمألهم‬
‫الحزن العميق‪.‬‬
‫موقف الطالب الثالثة من العقوبة التي فرضها الشيخ حسونة‬
‫لم يقبل الطالب هذه العقوبة التي فرضه عليهم شيخ األزهر وفكروا كيف يرفعوا عن أنفسهم تلك العقوبة التي طنوا بأنها‬ ‫‪‬‬
‫ظالمة‪.‬‬
‫فآثر أحدهم العافية وفارق صاحبيه واتخذ لنفسه مجلسا في جامع المؤيد بمعزل من العدو والصديق حتى تهدأ األمور‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫واآلخر قص على أبيه األمر وسعى أبوه في إصالح ما أفسده االبن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ولم يفارق صاحبه ولم يعتزل وإنما كان يلقى صاحبه فيتخذان مجلسا بين الرواق العباسي واإلدارة ويمضيان وقتهما في‬ ‫‪‬‬
‫العبث بالشيوخ والطالب‪.‬‬
‫أما الفتى فلم يحتج أن يقص األمر على أخيه فقد وصله كل شيء ولكنه لم يعنفه وإنما قال له ( أنت وما تشاء فستجني‬ ‫‪‬‬
‫ثمرة هذا العبث وستجدها شديدة المرارة)‬
‫ولم يحاول الفتى أن يسعى إلى أحد ولم يتوسل إلى الشيخ بأحد‪ ,‬وإنما كتب مقاال عنيفا يهاجم فيه األزهر كله وشيخ'‬ ‫‪‬‬
‫األزهر خاصة ويطلب حرية الرأي‪ ,‬وقد دفعه لذلك أن الجريدة التي كتب فيها كان مديرها يدعو فيها كل يوم لحرية‬
‫الرأي‪.‬‬
‫مقابلة مدير الجريدة‬
‫ذهب صاحبنا إلى مدير الجريدة بمقالته فتلقاه لقاء حسنا فيه كثير من العطف واإلشفاق‪ ,‬وقرأ المقال وضحك وهو يدفعه‬ ‫‪‬‬
‫إلى صديق معه‪ ,‬فغضب ذلك الصديق مما قرأ وقال‪ :‬لو لم تكن عوقبت عل ى ما جنبت من ذنب لكانت هذه المقالة وحدها‬
‫كافية لعقابك‪.‬‬
‫من ذلك الصديق؟‬
‫وقبل أن يحاول أن يدافع عن نفسه أسكته مدير الجريدة وقال إن الذي يكلمك هو (حسن بك صبري) مفتش العلوم‬ ‫‪‬‬
‫الحديثة باألزهر‪ ,‬وسأله في رفق أتريد أن تشتم األزهر وشيخه أم أن ترفع عنك هذا العقاب؟ فرد وقال بل أريد رفع‬
‫العقاب وأن أستمتع بحقي من الحرية ‪ .‬فقال مدير الجريدة فدع لي إذن هذه القصة وانصرف راشدا‪.‬‬
‫بعد مدة قصيرة وبعد أ‪ ،‬انصرف من الجريدة تبين لصاحبنا وصاحبيه أن شيخ األزهر لم يمح أسمائهم من األزهر بل أراد‬ ‫‪‬‬
‫بذلك تخويفهم حتى ال يعودوا لمثلها ‪.‬‬
‫اتصال الفتى بالمدير الجريدة‬

‫‪3‬‬
‫ومنذ ذلك اللقاء اتصل الفتى بمدير الجريدة وعل يتردد عليه حتى جاء وقت كان يلقاه فيه كل يوم‪ .‬وبذلك ظفر الفتى‬ ‫‪‬‬
‫بشيء تمناه كثيرا وهو أن يتصل بطائفة الطرابيش بعد أن سئم طائفة العمائم‪ ,‬وذلك أن طائفة الطرابيش أرق منزلة‬
‫وثراء‪ ,‬وهو فقير متوسط الحال في أسرته سيء الحال في القاهرة‪.‬‬
‫اللغويات‬
‫أطواره الشاذة ‪ :‬أحواله الغريبة ‪ -‬ضريباً ‪ :‬مثيالً ‪ ،‬شبيهاً ‪ -‬حدته ‪ :‬سرعة غضبه ‪ -‬الزاري ‪ :‬العاتب ‪ -‬يسيغوه ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يتقبلوه ‪ -‬فنقلة ‪ :‬كلمة منحوتة من ‪ :‬فإن قيل ‪ - ..‬تشنيعه ‪ :‬تقبيحه ‪ -‬كالل ‪ :‬ضعف ‪ -‬نفر ‪ :‬جماعة ‪ ،‬كل فرقة ما بين‬
‫الثالثة والعشرة ج أنفار ‪ -‬متنطعين ‪ :‬متكلفين غالة ‪ -‬التعفف ‪ :‬النزاهة ‪ -‬هشّ ‪ :‬ابتسم ‪ -‬يتهافتون ‪ :‬يتتابعون ‪-‬‬
‫الثناء ‪ :‬المدح ‪ -‬المجون ‪ :‬الفساد والفُجر ‪ -‬شزراً ‪ :‬نظر بمؤخرة العين في استهانة ‪ -‬موجدة ‪ :‬غضباً ‪ -‬ائتمار ‪ :‬تشاور‬
‫في شأنهم ‪ -‬متجهم ‪ :‬عابس × مبتسم ‪ -‬سقط في أيديهم ‪ :‬أي اندهشوا وتحيروا ‪ -‬شماتة ‪ :‬الفرح بما يحدث لمن نكرههم‬
‫‪ -‬جلية األمر ‪ :‬حقيقته ‪ -‬صارماً ‪ :‬قاطعاً ‪ -‬حسبهم ‪ :‬يكفيهم ‪ -‬رشداً ‪ :‬مهتدياً مستقيماً ‪ -‬الحائلة ‪ :‬الحاجزة المانعة ‪.‬‬

‫س & جـ‬
‫س‪ : 1‬كان لمشايخ األزهر دور واضح في إقبال الصبي على تعلم األدب ‪ .‬وضِّح ذلك‬
‫جـ ‪ :‬بالفعل فالشيخ الشنقيطي كان ال مثيل له في حفظ اللغة ورواية الحديث سنداً ومتناً عن ظهر قلب ؛ مما جعل الصبي‬ ‫‪‬‬
‫يُعجب به و يتتلمذ على يديه ‪ ،‬وحين سمع شرحه للمعلقات زاد إعجابه مما جعله يحفظ بعضها ‪ ،‬و كذلك الحال بالنسبة‬
‫لشرحه ديوان الحماسة الذي كان يلقيه الشيخ سيد المرصفي ‪ ،‬فقد حفظ الصبي قدراً البأس منه ‪.‬‬
‫س‪ : 2‬ما القصة التي شغلت الناس بالشيخ الشنقيطي وشغلته بهم ؟‬
‫القصة ‪ :‬رأيه في أن كلمة "عمر" مصروفة ال ممنوعة من الصرف ‪.‬‬
‫س‪ : 3‬كيف حفظ الصبي معلقتين و عشر مقامات من مقامات الحريري ؟ ومتى توقف الحفظ ؟‬
‫جـ ‪ :‬عن طريق ترديد أخيه بصوت مرتفع لهذه الدروس التي يدرسها فكان الصبي يسمع فيحفظ صامتاً ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬عندما انصرف الشيخ الفتى إلى األصول والفقه والتوحيد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س ‪ : 4‬ما البيت الذي كان يقع في أذن الصبي موقعاً غريباً عندما كان يسمعه من أخيه ؟ ولماذا ؟‬
‫جـ ‪ :‬بيت ألبي أبي فراس يقول‪ :‬بدوت وأهلي حاضرون ألنني أرى أن داراً لست من أهلها قفرُ‬ ‫‪‬‬
‫فقد قراه الشيخ الفتى واحفظه أخاه‪ :‬ألنني أرى دار (السِّت)من أهلها قفر‪ .‬فقد كان يرى غريباً أن تأتي كلمة الست في‬ ‫‪‬‬
‫بيت من الشعر ‪ .‬فلما تقدمت به السن وتقدمت به المعرفة أيضاً قرأ البيت على وجهه الصحيح ففهمه‪.‬‬
‫س‪ : 5‬كيف كان اتصال الصبي باألدب في تلك الفترة ؟‬
‫جـ ‪ :‬كان اتصاله مضطرباً مختلطاً ‪ ،‬فقد جمع في نفسه أطرافاً من هذا الخليط من الشعر والنثر ‪ .‬ولكنه لم يقف عند‬ ‫‪‬‬
‫شيء من ذلك ولم يفرغ له ‪ ،‬وإنما كان يحفظ منه ما يمر به حين تتاح له الفرصة ‪ ،‬ثم يمضي لشأنه ‪.‬‬
‫س‪ : 6‬ما األسباب الحقيقية التي جعلت الفتى يفضّل درس الشيخ المرصفي ؟‬
‫جـ ‪ :‬األسباب ‪ :‬الطريقة التي يتبعها في تدريسه لفتت نظره و جذبت انتباهه ‪ -‬مساحة الحرية الواسعة التي كانت تمكنه‬ ‫‪‬‬
‫من القراءة و الشرح و التفسير لكل ما يدور حول النص بطريقة جعلته يعجب به ‪ ،‬ويؤثرها في التدريس على غيرها من‬
‫طرق شيوخ الزهر العقيمة في التدريس ‪ ،‬وعدم سماحهم بالمناقشة أو الحوار بل قد تصل األمور إلى التعدي بالضرب و‬
‫الشتم و السب مما يضطر الطالب إلى االكتفاء بالحفظ والتلقين ‪ ،‬حتى ولو كان بدون فهم أو إقناع ‪.‬‬
‫س‪ : 7‬لماذا أحب الطالب الشيخ المرصفي ؟‬
‫جـ ‪ :‬أحبوه ؛ ألنهم ورأوا فيه المثل األعلى للصبر على المكروه والرضا بالقليل ‪ ،‬والتعفف عما ال يليق بالعلماء من تقرب‬ ‫‪‬‬
‫إلى أصحاب السلطان ‪.‬‬
‫س‪ : 8‬متى انحرف الشيخ المرصفي عن الوفاء لألستاذ اإلمام ؟‬
‫جـ ‪ :‬حين تولى الشيخ الشربيني مشيخة األزهر ‪ ،‬فنظم الشيخ قصيدة يمدح فيها الشيخ الجديد ‪ ،‬وكان تلميذاً للشيخ محباً‬ ‫‪‬‬
‫له ‪ .‬وكان الشيخ الشربيني خليقاُ بالحب واإلعجاب ‪ .‬و أملى الشيخ المرصفي على تالميذه قصيدته التي سماها ثامنة‬

‫‪3‬‬
‫المعلقات ‪ :‬والتي عارض بها قصيدة طرفة ‪ .‬فلما فرغ من إمالئها ‪ ،‬والتف حوله تالميذه ‪ ،‬مضى في الثناء على أستاذه ‪،‬‬
‫وعرض باألستاذ اإلمام شيئاً ‪ ،‬فرده بعض تالميذه في رفق ‪ ،‬فارتد آسفاً خجالً واستغفر اهلل من خطيئته ‪.‬‬
‫س‪ : 9‬بمَ جهر الطالب تالميذ الشيخ المرصفي ؟‬
‫جـ ‪ :‬جهروا بقراءة الكتب القديمة وتفضيلها على الكتب األزهرية ‪ .‬فكانوا يقرءون كتاب سيبويه أو كتاب المفصل في‬ ‫‪‬‬
‫النحو ‪ ،‬ويقرءون كتاب عبد القاهر الجرجاني في البالغة ‪ ،‬ويقرءون دواوين الشعراء ال يتحرجون في اختيار هذه‬
‫الدواوين وال في الجهر بإنشاد ما كان فيها من شعر المجون يقولونه أحياناً في األزهر ‪ .‬ويقلدون هذا الشعر ويتناشدون‬
‫ما ينشئون من ذلك إذا التقوا ‪.‬‬
‫س‪( : 10‬وشهد طالب آخرون بصدق هذا الطالب في كل ما قاله ‪ .‬وسئل الفتية فلم ينكروا مما سمعوا شيئاً ‪ .‬ولكن الشيخ لم‬
‫يحاورهم ولم يداورهم) ‪.‬‬
‫‪ -1‬ما الذي سمعه الفتية ؟ و عالم يدل عدم إنكارهم لما سمعوا؟‬
‫‪ -2‬بم عاقب الشيخ الفتية ؟ وكيف حاول كل منهم رفع الظلم عن نفسه ؟‬
‫‪ - 1‬سمعوا أحد الطالب يحصي على هؤالء الفتية كثيراً جداً مما كانوا يعيبون به الشيوخ األزهريين أصحاب المدرسة‬ ‫‪‬‬
‫القديمة في التعليم ‪.‬‬
‫‪ -‬يدل عدم إنكارهم لما سمعوا اعترافهم بصدق هذا الكالم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 2‬عاقب الشيخ الفتية بمحو أسماء هؤالء الطالب الثالثة من الدراسة باألزهر ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬و قد حاولوا رفع الظلم عن أنفسهم بأن ذهبوا إلى الشيخ بخيت ليستعطفوه ويوسطوه عند شيخ الجامع الذي ردهم في‬ ‫‪‬‬
‫فتور ‪ .‬ثم آثر العافية أحدهم وفارق صاحبيه واتخذ لنفسه مجلساً في جامع المؤيد بمعزل من العدو والصديق حتى تهدأ‬
‫العاصفة ‪ ،‬أما الثاني فقص األمر على أبيه ‪ ،‬وجعل أبوه يسعى في إصالح شأن ابنه سعياً رقيقاً ‪ .‬ولكن الفتى لم يفارق‬
‫صاحبيه ولم يعتزل عدواً وال صديقاً ‪ ،‬وإنما كان يلقى صاحبه كل يوم فيتخذان مجلسهما بين الرواق العباسي واإلدارة ‪،‬‬
‫ويمضيان فيما تعودا أن يمضيا فيه من العبث بالطالب والشيوخ‪ .‬وأما صاحبنا فلم يسع إلى أحد ولم يتوسل إلى الشيخ بأحد‬
‫‪ ،‬وإنما كتب مقاالً عنيفاً يهاجم فيه األزهر كله وشيخ األزهر خاصة ويطالب بحرية الرأي‪.‬‬
‫س‪ : 11‬ماذا فعل شيخ الجامع األزهر مع الشيخ المرصفي أيضاً ؟‬
‫جـ ‪ :‬استدعاه لمكتبه و حظر عليه قراءة الكامل ‪ ،‬وكلفه قراءة المُغْنى البن هشام ‪ ،‬ونقله من الرواق العباسي إلى عمود‬ ‫‪‬‬
‫في داخل األزهر ‪. .‬‬
‫س‪ : 12‬وما رأي الشيخ المرصفي في شيخ الجامع األزهر ؟‬
‫جـ ‪ :‬رأي الشيخ المرصفي في شيخ الجامع األزهر ‪ :‬انه لم يخلق للعلم وال للمشيخة ‪ ،‬وإنما خلق لبيع العسل األسود في‬ ‫‪‬‬
‫سرياقوس ‪.‬‬
‫س‪ : 13‬تغيَّرت نظرة الرفاق الثالثة إلى شيخهم المرصفى في آخر األمر‪.‬وضح ذلك ‪ ،‬وما أثر ذلك على نفس الفتى ؟‬
‫جـ ‪ :‬بالفعل فعندما اخذ يقرأ كتاب المغنى ‪ ،‬وذهب إليه تالميذه مطمئنين‪ ،‬وما يعنيهم أن يقرأ الشيخ هذا الكتاب أو ذاك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حسبهم أن يقرأ الشيخ وان يسمعوا منه ويقولوا له وقد سمعوا منه ‪ .‬فلما هَمَّ الفتى أن يقول له بعض الشيء أسكته في‬
‫رفق وهو يقول‪( :‬أل ‪ ،‬أل ‪ ،‬عاوزين نأكل عيش ) ‪ .‬ولم يعرف الفتى‬
‫انه حزن منذ عرف األزهر كما حزن حين سمع هذه الجملة من أستاذه ‪ ،‬فانصرف عنه ومعه صديقاه ‪ ،‬و قلوبهم يملؤها حزن‬ ‫‪‬‬
‫عميق‪.‬‬
‫س‪ : 14‬كيف عرف شقيق الصبي ما حدث ؟ وماذا كان رد فعله ؟‬
‫جـ ‪ :‬انتهى األمر إليه عن طريق ال يعرفها ‪ .‬ولكنه لم يلمه ولم يعنف عليه ‪ ،‬وإنما قال له ‪" :‬أنت وما تشاء فستجني‬ ‫‪‬‬
‫ثمرة هذا العبث وستجدها شديدة المرارة "‪.‬‬
‫س‪ : 15‬ما رأي صديق مدير الجريدة في المقال الذي كتبه الصبي؟ وما صلته باألزهر ؟‬
‫جـ ‪ :‬رأيه ‪ :‬أن هذه المقالة الشديدة وحدها كافية لعقابه ‪ .‬و صلته باألزهر ‪ :‬كان مفتش العلوم الحديثة في األزهر‬ ‫‪‬‬
‫واسمه حسن بك صبري‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫س‪ : 16‬ما الذي اكتشفه الصبي و صاحباه في النهاية ؟‬
‫جـ ‪ :‬اكتشفوا أن شيخ الجامع لم يعاقبهم ولم يمح أسماءهم من سجالت األزهر ‪ ،‬وإنما أراد تخويفهم فقط‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ : 17‬ما الشيء الذي طالما تمناه الفتى و حصل عليه في مكتب مدير الجريدة ؟‬
‫جـ ‪ :‬تمنى أن يتصل ببيئة الطرابيش بعد أن سئم بيئة العمائم ‪ ،‬ولكنه اتصل من بيئة الطرابيش بأرقاها منزلة وأثراها‬ ‫‪‬‬
‫ثراء ‪ ،‬وكان وهو فقير متوسط الحال في أسرته ‪ ،‬سيئ الحال جداً في القاهرة ‪ .‬فأتاح له ذلك أن يفكر فيما يكون من‬
‫هذه الفروق الحائلة بين األغنياء المترفين والفقراء البائسين ‪.‬‬

‫‪3‬‬

You might also like