Professional Documents
Culture Documents
â
3
س : 1ما مفهوم التجربة الشعرية ؟
التجربة الشعرية هي الخبرة النفسية للشاعر حين يقع تحت سيطرة مؤثر ما (موضوع انفعل به) يستهويه ،فيندمج' فيه
بوجدانه وفكره مستغرقاً متأمالً حتى يتفجر ينبوع اإلبداع لديه فيصوغه في اإلطار الشعري المالئم لهذه التجربة.
انفعل الشاعر بظروف وطنه الواقع تحت سيطرة االستعمار البغيض ،وبظروفه الشخصية ؛ حيث يحيط به الحاقدون ،
وتشتد عليه وطأة المرض(معايشة) ،فجاشت "تحركت " عاطفته و تأثر وجدانه حينما مر بهذه الخبرة النفسية (انفعال)
،فعبر عن تجربته الشعرية الصادقة بهذا النص (تعبير).
س : 7اذكر بعض التجارب الشعرية التي التعد من التجارب الناجحة .
- 1الشعر الصادر عن الحس الظاهري دون اندماج شعوري فيه .
- 2شعر المناسبات الذي ينظم بغير إحساس صادق .
- 3شعر المحاكاة لآلخرين أو الطبيعة دون انفعال أو إحساس صادق .
- 4السرقات الشعرية التي يرى فيها الشاعر بعين غيره ويحس بحس غيره ،وال يضيف جديدا.
( - ) 2الفكر
س : 8ماذا نقصد بالفكر ؟
نقصد بالفكر موضوع القصيدة أو فكرتها العامة و مجموعة األفكار الجزئية التي تندرج تحت إطار الموضوع العام .
3
جـ :ال ،فليس معنى أن الشعر تعبير عن تجربة وجدانية خلوه من الفكر ،فأساس الشعر الجيد أن يمتزج الفكر مع الوجدان ،
و أهمية الفكر ترجع إلى أنه :
- 2ويحول دون انسياب العاطفة - 1يمنح التجربة عنصر الدقة .
- 3ويساعد على تنسيق الخواطر والصور والربط بين أجزائها فالشاعر الحق هو الذي يفكر بوجدانه ،ويشعر بعقله ..
و لذلك يعاب قول الشاعر الذي فيه انسياب للعاطفة دون فكر :
يا ليت عيناها لنا وفاها
واها لسلمى ثم واها واها
فقد أكثر الشاعر من "واهاته" ولم يبلغ أعماق النفوس ،ولم يؤثر فيها.
( - ) 3الصورة التعبيرية
(أ) األلفاظ والعباراتf
س : 12ما مقاييس جمال اللفظة ؟
البعد عن الغرابة و األلفاظ المهجورة . .3 السهولة و الوضوح و الدقة في موضعها . .1
البعد عن االبتذال (أي قربها إلى العامية) . .4 مطابقتها لقوانين اللغة في النحو والصرف. .2
عدم تنافر الحروف ،لذلك عاب النقاد قول الشاعر : .5
و ليس قرب قبر حرب قبر
و قبر حرب بمكان قفر
.6مالءمتها للموضوع ،وكذلك مالءمتها الجو النفسي فإن كان الشاعر سعيدا ترقرق البشر من ألفاظه وإن كان حزينا شعرت
بالمرارة في تعبيره .
(ب) الصور واألخيلة
الخيال من أقوى الوسائل في التعبير عن الفكر والشعور معا تعبيرا مؤثرا ،فهو أشبه بثوب العروس الذي تتجمل به القصيدة
ْ
مكار ِهي
ِ ج
(جـ) الموسيقا
س : 13الموسيقا في الشعر نوعان .وضح .
3
جـ :بالفعل الموسيقا في الشعر نوعان " ظاهرة وداخلية ":
- 1الموسيقا الظاهرة (خارجية) :و تتمثل في :
الوزن الواحد :و هو وحدات موسيقية تسمى تفعيالت ،ووظيفتها ضبط النغم وكل مجموعة منها تسمى بحرا
وحدة القافية :و هي اشتراك بيتين أو أكثر في الحرف األخير وحركته ،ووظيفتها ضبط اإليقاع ،وتحقيق المتعة .
المحسنات البديعية :من جناس و حسن تقسيم و تصريع وكل ماله جرس صوتي تحسه اآلذان.
- 2الموسيقا الخفية (الداخلية) :وتنبع من اختيار الشاعر أللفاظ موحية منسجمة ،و من جودة األفكار و عمقها وترابطها
وتسلسلها ،و من روعة التصوير.
الوحدة العضوية
-وحدة الجو النفسي (وحدة المشاعر) :و هي وحدة المشاعر التي أثارها هذا الموضوع بحيث تسير عاطفة الشاعر في (ب)
اتجاه نفسي واحد ،فإذا انتقل الشاعر من جو نفسي إلى جو نفسي آخر ،و ليس بين الجوّين ارتباطاً فقد انعدمت وحدة
الجو النفسي و بالتالي ضاعت الوحدة العضوية
مثال ذلك قول شوقي يصف " قصر أنس الوجود " والمياه تحيط به.
ممسكا بعضها من الذعر بعضا
قف بتلك القصور في اليم غرقى
فقد جعل هذه القصور أشخاصا يمسك بعضها ببعض خوف الغرق ،وتلك صورة توحي بالذعر والفزع .وفي البيت الثاني
شبه القصور وقد اختفي جزء منها في الماء ،وظهر جزء بفتيات سابحات وقد اختفي جزء من أجسامهن وظهر جزء ،وهى
صورة مشرقة فيها مرح وجمال ،وال تجرى في سياق الصورة األولى ،وال تأتلف معها.
س : 1ما العوامل التي أدت إلى تطوير الشعر على أيدى هؤالء التالميذ ؟
3
االنفتاح على الثقافة الغربية ،عن طريق معرفتهم اللغات األجنبية واختالطهم باألجانب ،أو قراءتهم المترجمات إثر .1
االحتالل البريطاني سنة 1882م .
عمق النضال الوطني من الوعي الناشئ لدى بعض المثقفين ؛ مما جعلهم يرسخون اإلحساس بتراث األجداد ،وماضينا .2
العريق .
اإليمان بفكرة الجامعة اإلسالمية واعتبارها رمزا لوحدة المسلمين في مواجهة الوجود اإلنجليزي ,وتنديدا باالحتالل .3
ومظالمه ,وحثا للشعب على الثورة ومناضلة االستعمار مثلما وقفوا إثر حادثة دنشواي ,وفيها يقول حافظ متهكما
وناقدا :
َ ُ ْ ُ
لم تغا ِدرْ أطواقنا األجْ يادا إنّما نحن وال َحما ُم َسوا ٌء
صادَت الشمسُ نَ ْف َسه حينَ صادا
ال تُقِيدُوا من أ ّم ٍة بقَتي ٍل
موقفهم من القصر الحاكم ،وموقفهم من جوانب اإلصالح السياسي واالجتماعي واالقتصادي ,مما يتصل بالدستور ,أو .4
قانون المطبوعات .
حرية الصحافة وتعدد األحزاب ووحدة األمة مسلمين وأقباط وإنشاء الجامعة المصرية 1907م ,و دعوة قاسم أمين .5
لتحرير المرأة ,و استقبالهم تغيير الحياة في الثقافة والتعليم وسائر جوانب المجتمع ,مما جعلهم يسجلون ذلك كله
في شعرهم .
كما خطوا بالشعر خطوة فاقت ما صنعه البارودي في االتجاه المحافظ ، fومن ذلك أنهم:
اهتموا بالناحية البيانية ،ولم يقتصروا على المحاكاة فحسب ،بل اهتموا بجالل الصياغة وروعة البيان وحالوة .1
الموسيقى .
عبروا عن التجارب الذاتية في شعرهم . .2
نوعوا بين األغراض وابتكار المعاني وفى سبيل ذلك :واءموا بين اتجاهين :األول ـ األخذ من التراث والثاني ـ .3
االلتفات إلى ثقافة العصر .
ازدادوا اقترابا من الجماهير ،وغلب على شعرهم االهتمام بغيره أكثر من االهتمام بالذات ،وارتبط جيلهم بالصحافة .4
التي ظهرت وانتشرت فسلس أسلوبهم وسهل .
س :3لقد كان ألحمد شوقي دور بارز في تطوير مدرسة اإلحياء والبعث .
أ ـ ما األسباب التي هيأت أحمد شوقي لذلك ؟
1ـ ثقافته األوربية.
2ـ دراسته للحقوق.
3ـ اطالعه على اآلداب الفرنسية.
4ـ مشاهدته للمسارح األوربية.
-5تأثره بالجمهور والنقاد والحركة الوطنية .
6ـ جالس شعراء الغرب ,وقرأ مظاهر التجديد في الشعر الفرنسي لدى أعالمه " فيكتور هوجو والمرتين ودي وسيه " .
7ـ ثقافته التركية .
3
-2اتجه في بعض شعره اتجاها إسالميا.
- 3عبّر في شعره عن المنجزات العصرية .وانصرف عن الحديث عن الناقة لدى القدماء ,حيث يقول شوقي في مطلع قصيدته
" كبار الحوادث في وادي النيل " :
4ـ ويذكر لشوقي ريادته للمسرح العربي منذ مسرحيته األولــــى " :على بك الكبير" التي ألفها في فرنسا سنة 1893
ثم عاد للمسرح بعد هجره سنوات طويال ،فألف منذ سنة 1927حتى سنة وفاته 1932مسرحيات " :مصرع
كليوبــــاترا -قمبيز ـ مجنون ليلى ـ عنترة ـ الست هدى ـ أميرة األندلس " ومن أجل ذلك كله لقب بأمير الشعراء .
ملحظ :
لم يتخل تالميذ البارودي عن القديم كلية في شعرهم ،فرأيناهم يبدءون قصيدتهم بالغزل التقليدي ،كما نرى في قول
حافظ مادحا البارودي :
فما أثمت عيني وال لحظه اعتدى
تعمدت قتلى في الهوى وتعمدا
ثم يتخلصون من الغزل إلى غرضهم المعنىّ جريا على طريقة القدماء أو يصفون األطالل كما يقول شوقي :
وأفديه بدمعى لو أثابا
أنادى الرسم لو ملك الجوابا
كما طغت المناسبات على أشعارهم تبعا النشغالهم بقضايا عصرهم المتعددة .
3
وترفَّع ُ
ْت عن َجدَا كل ِجبْس
ت نَ ْف ِسى َع َّما يُ َدنِّسُ ن ْف ِسى
ص ْن ُ
ُ
فعارضه شوقي وحاكاه بهذه القصيدة على نفس الوزن والقافية .
نوع التجربة:
تجربة شخصية ذاتية تحولت إلى عامة ؛ ألن فيها معاناة وجدانية صادقة مع سخطه على االستعمار.
" ذكريات و حنين "
اِ ْذ ُك َرا لي الصِّ بَا وأَيَّا َم أُ ْن ِسي هار واللَّي ِْل يُ ْن ِسي - 1اختالفُ النَّ ِ
ص ِّو َر ْ
ب و َمر ْ ْ
سِ خل َ ة ذ َ ل و ً ةوَ ُلح ةَ ن ِس
َّت ِ ُو ع ل ال ا َ ب َّ
ص كال ت َ فصَ َ - 3ع
اللغويـات :
اختالف :تعاقب × ثبات -النهار ج أنهُر ،نُهُر -الصِّبا :الصغر × الشيخوخة -أنسى :سعادتي × وحشتي-
ت :تخيالت -مس :جنون -عصفت :مرت مسرعة -الصَّبا :ريح رقيقة ص ِّو َر ْ
ت :صنعت -تَ َ
ص ُّورا ٍ مالوةً :فترة ُ -
× الدبور -اللعوب :الرشيقة ج لعائب ِ -سنة :نُعاس ـ غفوة -خلس :مسروقة × عياناً
الشـرح :
يبدأ أمير الشعراء النص بحكمة صادقة مخاطباً صاحبيه على عادة القدماء فيقول لهما :إن تعاقب األيام يُنْسِى اإلنسان .1
األحداث الماضية و الذكريات الجميلة ،لذا أرجو منكما (صاحبيه ) أن تعيدا علي مسامعي ذكريات الصبا وأيام السعادة
التي عشتها في مصر.
و يطلب منهما أن يعيدا على مسامعه وصف هذه الفترة فترة الشباب الرائعة التي مازالت بخياالتها و صورها ماثلة أمام .2
عينيه ال تريد أن تفارق خياله .
لقد مضت سريعة كأنها النسيم الرقيق العابر ،أو كأنها لحظة نوم قصيرة أو لذة خاطفة مختلسة من الزمن . .3
[اختالف ] :لفظة دقيقة تدل على التعاقب باستمرار ،و هي أجمل من [انقضاء] التي تدل على االنتهاء .
[النهار ـ الليل ،ينسى ـ اذكرا ] :محسن بديعي /طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
[ينسى ـ أنسى ] :تصريع يعطى جرساً موسيقياًً في مطلع القصيدة .
[ينسى ـ أنسى ] :محسن بديعي /جناس ناقص يعطى جرساً موسيقياًً ويحرك الذهن.
[ينسى ] :حذف مفعول به إيجاز يوحي بأن النسيان عام و شامل .
[اذكرا] :أسلوب إنشائي /أمر غرضه االلتماس .
[الصبا وأيام أنسى] :إطناب عن طريق عطف الخاص على العام يثير الذهن .
[أيام ] :جاءت جمعاً ؛ للتعظيم و لتوحي بكثرة األوقات السعيدة التي قضاها في الوطن .
ت َو َمسِّ ص ِّو َر ْ
ت ِم ْن ت َ
َص ُّورا ٍ ُ الوةً ِم ْن َشبا ٍ
ب
صفا لِي ُم َ
َ - 2و ِ
فيها تصوير لفترة الشباب بريح تعصف و توحي بالسرعة' . [عصفت ] :س /م
[الصبا] :من ألفاظ التراث المستعملة في مدرسة اإلحياء
3
ب " [عصفت كالصبا] :تشبيه أليام الشباب التي مرت سريعة بالريح صبَا اللَّعُو ِ صف َ ْ
ت كال َّ ومن الخيال المركب َ " :ع َ
الرقيقة العابرة ،وسر جماله التوضيح .و [الصبا اللعوب ] :س /م تصور الصبا فتاةً رشيقة ،وسر جمالها التشخيص،
و توحي بلطف النسيم وخفته ،وهذا من الخيال التركيبي ،حيث اشترك أحد الطرفين وهو " الصبا " في صورتين فكان
مشبها به في األولى ،ومشبها في الثانية ،أي أنها في الصورة األولى تشبيه ،و في الثانية استعارة .
نقد :
يرى البعض أن كلمة [عصفت] توحي بالعنف و السرعة ،و هذا ال يتناسب مع [الصبا اللعوب] التي توحي بالهدوء و
الرقة و األفضل منها [مرت ] .و يرد على ذلك بأن هذه الكلمة تتالءم مع عنفوان الشباب وجنونه و تقلباته الفجائية .
[مرت ِسنةً حلوةً ولذة خلس ] :تشبيهان لفترة الشباب في قصرها مرة بالنعاس الهادئ المريح ،و مرة باللذة الخاطفة
[ ِسنةً حلوةً ] :س /م صور سِنة النوم بفاكهةً حلوةً أو شراباً حلواً ،وطعاماً لذيذًا ،وسر جمالها التجسيم ،وهذا
خيال تركيبي أيضاً حيث اشترك أحد الطرفين وهو [ ِسنة ] في صورتين فكان مشبهاً به في األولى ،مشبها في الثانية.
حيث صور اللذة بكنز يختلس وهذا من الخيال التركيبي أيضا. [لذة ِخلس ] :س /م
َر َّ
أ َّو َل اللَّ ْي ِل أَوْ ع ََو ْ
ت بَ ْع َfد َجرْ ِ
س ت
ُكلَّ َما ثُرْ نَ شا َعه َُّن بنَق ِ
ْ ْ
لوع لل ُّس ْف ِن فَط ٌن
اللغويـات
سال :اسأال ـ سال :نسى -أسا :عالج -جرحه :غربته -ال ُم َؤسِّي :المعالج -رق :المراد زاد حنينه × قسا -
العهد :المعروف -تقسى :تذهب الرحمة -مستطار :مفزوع -البواخر :السفن م باخرة -رنت :صفرت -عوت
:صاحت -راهب :مقيم ج رهبان ج ج رهابنة -فطن :مدرك ج فُطُن وفُطْن × غافل -ثرن :تحركت السفن
للرحيل -شاعهن :ودعهن × استقبلهن -نقس :صوت الناقوس .
الشـرح
يطلب شوقي من رفيقيه المتخيلين أن يسأال مصر سؤاالً غرضه النفي :هل نسيها قلبه العاشق لها ؟! وهل يستطيع الزمان .4
المعالج أن يداوي جراح قلبه التي سببها نفيه بعيداً عن مصر (أسبانيا) ؟
و من المعروف أنه كلما مرت الليالي على اإلنسان في الغربة فإنها تجعل القلب قاسيًا و تنسيه أحبابه ،إال أن تتابع األيام .5
في الغربة يزيده شوقاً وحباً و حنيناً لمصر
و كلما سمع صوت البواخر عند دخولها الميناء أول الليل أو خروجها منه فإن قلبه يخفق و يضطرب يكاد أن يطير من بين .6
جنبيه يود أن يرحل معها إلى أرض الوطن .
و لقد تحول قلب الشاعر إلى قلب راهب في محرابه ،ولكنه مدرك لحركات السفن التي تفرغ لمراقبتها ؛ فهي الوسيلة .7
التي ستصل به إلى الوطن الغالي
التـذوق :
أَوْ أَ َسا جُرْ َحهُ ال َّزمانُ ال ُمؤَ سِّي؟ - 4و َسال ِمصْ َر هَلْ َسال القَ ْلبُ َع ْنها
[سال مصر ] :س /م تصور مصر إنساناً يُسْأل ،وسر جمالها التشخيص ،و توحي بقوة العالقة بينه و بين وطنه
مصر .
[سال مصر] :أسلوب إنشائي /أمر غرضه االلتماس و التمني.
[وهل سال القلب عنها؟] :أسلوب إنشائي /استفهام غرضه النفي و االستبعاد.
[سال القلب عنها] :س /م تصور القلب إنساناً يسلو (ينسى) ،وسر جمالها التشخيص
[سال -وسال] :محسن بديعي /جناس تام يعطى جرساً موسيقياًً ويحرك الذهن.
[أسا جر َحه الزمانُ المؤسي ] :س /م تصور الزمان طبيباً يداوي الجراح ،وسر جمالها التشخيص
جرحه ] :س /ص تصور آلالم األشواق بالجرح ؛ لتوحي بشدة معاناة الشاعر من الغربة المريرة .
[ َ
3
[جرحه -المؤسي ] :محسن بديعي /طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
[أسا جر َحه الزمانُ المؤسي] :تقديم المفعول [جرحه] على الفاعل [الزمان] لالهتمام به
ق َوال َع ْه ُد في اللَّيالي تُقَسِّي
َر َّ
ت اللَّيالي َعلَيْه
ُ - 5كلَّ َما م َّر ِ
[مرت عليه الليالي ] :س /م ،تصور الليالي بإنسان يمر .
[الليالي تقسى ] :س /م ،تصور الليالي أشخاصًا يدعونه إلى القسوة ،وترك الرحمة واللين وسر جمالها التشخيص .
[كلما ] :شرطية تفيد التكرار تكرار رقة قلبه بالحب للوطن و عدم انقطاعه مهما طال البعد .
[رق -تقسى] :محسن بديعي /طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
[العهد في الليالي تقسِّي] :إطناب بالتذييل .
س أ َّو َل اللَّ ْي ِل أَوْ ع ََو ْ
ت بَ ْع َfد َجرْ ِ
ُ - 6م ْستَطا ٌر إذا البَ َوا ِخ ُر َرنَّ ْ
ت
[مستطار ] :س /م ،تصور القلب طائرًا مذعورًا من صوت السفن ،وسر جمالها التوضيح ،و توحي بشدة االضطراب .
[مستطار] :خبر لمبتدأ محذوف تقديره " قلبي " فهو إيجاز بالحذف
[عوت ] :س /م تصور البواخر ذئابا تعوي ،وسر جمالها توضيح الفكرة برسم صورة لها
[راهب في الضلوع ] :تشبيه للقلب -في عزلته داخل الصدر -براهب في معبده ،وسر جمالها التشخيص و توحي بانقطاع
الشاعر عما حوله.
[راهب] :إيجاز بحذف المبتدأ فالتقدير " قلبي راهب " .
[للسفن فطن ] :س /م تصور القلب إنسانا ذكياً يدرك ما حوله ،وسر جمالها التشخيص ،و تقديم الجار والمجرور
لالهتمام بالسفن ،ومتابعة حركتها في القدوم والذهاب.
[ثرن ] :س /م تصور السفن في حركتها غباراً يثور وسر جمالها التوضيح ،و توحي بالجو النفسي الكئيب .
تصور القلب إنسانًا يودع السفن وفيها تشخيص. [شاعهن بنقس] :س /م
[نقس] :س /ص ،حيث شبه دقات القلب بصوت الناقوس
تذكر :
فهو [ الصورة الخيالية في األبيات من الرابع إلى السابع ] :صورة ممتدة ،فالمشبه واحد وهو القلب ،و المشبه به متعدد
إنسان يسلو و يرق و طائر مذعور ثم إنسان راهب ثم إنسان مدرك ثم إنسان يودع .
" حزن للبعد عن الوطن و مناجاة للسفينة "
ْس؟
وحب ِ َمالَهُ ُمولَعًا ب َم ْن ٍع َ ك بَ ِخي ٌل - 8يا ْبنَةَ اليَ ِّم ما أبو ِ
حال ٌل للطَّي ِْر ِم ْن ُك ِّل ِج ْن ِ - 9أَح َرا ٌم على بَالبِلِ ِه ال َّدوْ ُح
س؟
ق باألَ ْه ِل إِال َار أَ َح ُّ
ب ِرجْ ِ
س ث ِمنَ ال َمذا ِه ِ في خبي ٍ ُ -10كلُّ د ٍ
َ - 11نَفَ ِسي ِمرْ َج ٌل وقَ ْلبِي ِش َرا ٌ
رْ
يري وأ ِسي موع ِس ِ ُّ
ب ِهما في الد ِ ع
يَ َد الثَّ ْغ ِر بينَ ( َر ْ ٍ َ َ ِ
ْ
اللغويـات
اليم :البحر -ما أبوك :أي البحر -بخيل ج بخالء -ماله :عجباً له -مولعا ً :مغرماً ،متعلقاً -بمنع وحبس :حرمان
-الدوح :الشجر م دوحة ،المراد الوطن -حالل :مباح -خبيث :فاسد × طيب ج خُبَثاء ،وخِبَاثٌ ،وخَبَثَة -
المذاهب :أفكار المستعمرين -رجس :قبيح ج أرجاس -مرجل :قدر ج مراجل -شراع :قلع ج أشرعة '،شُرُع'-
سيرى :انطلقي -أرسى :قفي -وجهك :اتجاهك -الفنار :المنار -يد الثغر :شاطئ اإلسكندرية
3
الشـرح
يخاطب شوقي السفينة مستدراً عطفها قائالً لها :إن أباك البحر مشهور عنه الكرم ،فَلِمَ يبخل علىّ و يبقيني حبيساً .8
في أسبانيا ويمنعني من العودة إلى الوطن
ثم يستنكر' قسوة االستعمار الذي يحِّرم األوطان على أبنائها المخلصين و تباح للغرباء من كل جنس ليستمتعوا .9
بخيراته ،تماماً كما يباح الدوح و الشجر لكل أنواع الطيور الغريبة ،ويحِّرم على بالبله التي تعيش فيه .
ثم يصل بنا الشاعر إلى حكمة مفادها " :أن أهل الدار أحق بها " ،و كل وطن أحق بأبنائه ،و ال ينكر هذا الحق إال .10
أصحاب اآلراء الفاسدة المستعمرون الذين استحلوا ديار و خيرات أوطان المستضعفين و قاموا بنفي من يعارضهم من أهلها .
/ ) 12( /يستعطف الشاعر السفينة (رمز العودة) أن تحمله إلى مصر ،ويتعهد لها بأن يقدم لها كل متطلبات الرحلة؛ .11
فأنفاسه الملتهبة شوقاً وقودها ،وقلبه الخافق بحب الوطن شراعها ،ودموعه الغزيرة الملتاعة بحر تسير فيه و حين
تبحرين فولّي وجهك شطر (تجاه) اإلسكندرية ،و أرسي بين الرمل والمكس؛ حيث كنت أعيش سعيدًا في وطني ...
التـذوق
ْس؟ َمالَهُ ُمولَعًا ب َم ْن ٍع َ
وحب ِ
- 8يا ْبنَةَ اليَ ِّم ما أبو ِ
ك بَ ِخي ٌل
[يا بنة اليم ] :أسلوب إنشائي /نداء غرضه :التمنى و االستعطاف ،في النداء س /م حيث شبه السفينة بإنسان يُنَادى
عليه ،وسر جمالها التشخيص .
[ابنة اليم ] :كناية عن موصوف وهى السفينة ،وسر جمالها اإلتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل.
[ما أبوك بخيل ] :س /م حيث شبه البحر بإنسان كريم ؛ ليستدر عطفه و يسمح له بالسفر و العودة إلى الوطن .
[أبوك] :كناية عن موصوف و هو البحر .
[ماله مولعا ً بمنع وحبس؟] :أسلوب إنشائي /استفهام غرضه :التعجب
[منع -وحبس] :نكرتان للتهويل
[حبس] :يرى بعض النقاد أن " حبس " مجلوبة للقافية ،وهم مخطئون في ذلك ألن عطف " حبس " على منع أفاد
التوكيد والتنويع ،فالمنع هو الحرمان من الحق ،فالشاعر ممنوع من حقه في اإلقامة بالوطن ،ومحبوس في مكان بعيد
حبسا معنوياً ،ال يستطيع الخروج منه إال بإذن المستعمر كما أن الحبس نتيجة للمنع.
حال ٌل للطَّي ِْر ِم ْن ُك ِّل ِج ْن ِ
س؟
- 9أَح َرا ٌم على بَالبِلِ ِه ال َّدوْ ُح
[خبيث من المذاهب رجس ] :س /م تصور مذاهب االستعمار مادةً قبيحةً نجسةً ،وسر جمالها التجسيم .
[دار] :نكرة للعموم .
[خبيث -ورجس] :نكرتان للتحقير .
[األهل] :معرفة للعموم والشمول .
[رجس -خبيث] :ذكر [رجس] بعد [خبيث] لتأكيد وحشية االستعمار .
يري وأَرْ ِسي ب ِهما في ال ُّد ِ
موع ِس ِ
ع - 11نَفَ ِسي ِمرْ َج ٌل وقَ ْلبِي ِش َرا ٌ
[نفسي مرجل ] :تشبيه لنفسه الحار بالمرجل الذي يغلى ويمد السفينة بالطاقة الدافعة ،وسر جماله التوضيح
[قلبي شراع ] :تشبيه لقلبه بشراع السفينة الذي تحركه الريح ،فيدفع السفينة.
[نفسي مرجل قلبي شراع ] :محسن بديعي /حسن تقسيم يعطي جرساً موسيقياً تطرب له األذن .
[بهما في الدموع سيرى] :س /م تصور دموعه الغزيرة بحرًا تسير' فيه السفن ،وسر جمالها التوضيح ،و توحي بشدة
حنينه إلى الوطن ،و تقديم الجار و المجرور قصر للتخصيص .
3
س :يرى بعض النقاد أن الخيال في البيت الحادي عشر فيه تناقض .بين مع التوضيح .
جـ :التناقض في أن الشاعر جعل السفينة بخارية مرةً وشراعيةً مرة أخرى ،ويمكن الرد على ذلك التناقض بأنه ال مانع
أن يكون للسفينة البخارية شراع أيضا يستخدم حين يتعطل محرك السفينة ،كما أن هذا أسلوب أدبي للتعبير العاطفي ال
لعرض الحقائق العلمية .
[سيرى -وأرسى ] :محسن بديعي /طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد ويفيد العموم
[سيرى -أرسى] :أسلوب إنشائي /أمر للتمني .
يَ َد الثَّ ْغ ِر بينَ ( َر ْم ٍل) َو ( َم ْك ِ
س)
كك الفَنَا َر و َمجْ َرا ِ
َ - 12واجْ َعلِي َوجْ هَ ِ
اللغويـات
ُش ِغ ْل ُ
ت :تلهيت -الخلد :المقصود الجنة -نازعتني إليه :اشتاقت إليه -هفا بالفؤاد :حرك القلب -السلسبيل :الماء
العذب ج سالسب و سالسـيب -ظمأ :عطش والمراد شوق × ارتواء -السواد :االضواحي ج أسودة ج ج أساود -شهد
هللا :علم -شخصه :ذاته -ساعةً :لحظةً -لم يخل :لم يفرغ -حسي :إدراكي .
الشـرح
( ) 13إن حبي لوطني الغالي كبير ال يشغلني عنه شاغل مهما كان عظيماً حتى و لو كان الخلود في الجنة .
( )14لذلك فإن قلبي مشتاق' ألن يروي ظمأه الشديد إلى مصر و ضواحيها الجميلة برؤية أهلها و لقاء األهل في منطقة
عين شمس التي عشت فيها فترة من الزمن .
( ) 15و يعلم اهلل أن صورة وطني لم تغب عن عيوني لحظة وأن حبه لم يفارق روحي رغم بعدي عنه فصورته أمام عينيّ
و في قلبي على الدوام .
س :لبعض النقاد رأي في البيت الثالث عشر .....وضحه واذكر رأيك .أو يرى بعض النقاد أن شوقيا قد بالغ في حبه للوطن في البيت الثالث عشر ..
ناقش ذلك مبينًا وجهة نظرك .
يرى بعض النقاد بأن معنى البيت األول فاسد ؛ ألنه حين يكون اإلنسان في جنة الخلد تكون الدنيا قد انتهت ،فال يكون
هناك وطن يشتاق إليه ،أو ألن ذلك مخالف للدين الذي يجعل جنة الخلد أفضل مكان.
و المبالغة نابعة من ويمكن الرد على ذلك النقد بأنها مبالغة مقبولة ألنها في حب الوطن الذي يشبه كثيرًا بالجنة
خيال شاعر ،وقد خففها الشاعر باستعمال (لو ) التي هي حرف امتناع الجواب المتناع الشرط .
التـذوق :
نازعتني إليه في الخلد نفسي
- 13وطني لو شغلت بالخلد عنه
[لو ] :حرف شرط يفيد امتناع الجواب المتناع الشرط و يفيد استحالة انشغاله بغير الوطن .
[شغلت عنه -ونازعتني إليه نفسي] :محسن بديعي /طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
[الخلد ] :كناية عن الجنة ،و تكررت مرتين في البيت ؛ للتأكيد .
ظمأ للسواد من (عين شمس)
- 14وهفا بالفؤاد في سلسبيل
[هفا بالفؤاد ظمأ] :س /م تصور الفؤاد شخصاً يتحرك ويذهب ،وفيها تجسيم،
[ظمأ] :س /ص ،فقد شبه الشوق إلى الوطن بالظمأ وسر جمالها التوضيح
[السواد ] :محسن بديعي /تورية فالمعنى القريب للسواد حدقة العين ،والمعنى البعيد المراد [الضواحي] حول عين شمس،
وهى تورية متكلفة غامضة ،وذلك يقلل من جمالها.
3
[عين شمس] :مجاز مرسل عن أهلها عالقته المحلية .
[سلسبيل -ظمأ ] :محسن بديعي /طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
شخصه ساعة ولم يخل حسي - 15شهد هللا لم يغب عن جفوني
[جفوني ] :مجاز مرسل عن " عيوني " عالقته الجزئية ،وسر جماله اإليجاز والدقة في اختيار العالقة .
[شخصه ] :س /م تصور الوطن إنسانًا له ذات وشخص ،وسر جمالها التشخيص
[ساعة] :نكرة للتقليل ،فالمقصود بها أقل جزء من الوقت
âالتعليق á
س : 1تحت أي أغراض الشعر يندرج هذا النص ؟ وما خصائصه ؟
يندرج هذا النص تحت غرض (الشعر الوطني) الذي تمتزج فيه األفكار بعاطفة الحنين إلى الوطن ،والدفاع عنه .
األفكار :واضحة عميقة فيها تحليل وتفصيل وترابط إذ يربطها خيط واحد هو حنينه إلى وطنه وإلى ذكريات الصبا
والشباب ،كما أن حديثه للسفينة مرتبط بذلك ألنها أمله في العودة إلى الوطن
الصور :جزئية وهى تتنوع بين التشبيه واالستعارة والكناية والمجاز المرسل وتؤدى' دورها في خدمة المعانى ،وكثير
منها مستمد من التراث كالتشبيه بالصبا -وعواء الذئب -وبالبل الدوح ..وفي بعضها مبالغة كترك الخلد من أجل
وطنه -ولكنها مقبولة ألنها جديدة.
األلفاظ :سهلة مالئمة للجو النفسى ومعظم األساليب خبرية تقريرية وبعضها إنشائى يثير المشاعر ،والمحسنات غير
متكلفة " إال التورية في البيت الرابع عشر ".
من مالمح المحافظة على القديم:
التأثر بالخيال القديم. -3 التزام الوزن ووحدة القافية. -1
معارضة الشعراء القدامى. -4 الحرص على اللفظ العربي األصيل. -2
من مالمح التجديد:
الوحدة العضوية . -3 الموضوع جديد فهو من الشعر الوطني . -1
اختيار عنوان للنص . -2
مالمح شخصية شوقي من خالل النص:
واسع الثقافة . -2 وطني صادق الوطنية وعربي مسلم مخلص -1
شاعر موهوب عبقري . -3 ألمته
الخصائص الفنية ألسلوبه:
االستعانة بالمحسنات البديعية -4 فصاحة األلفاظ وبعدها عن الغرابة . -1
وضوح األفكار وترابطها . -5 جزالة العبارات وإحكام صياغتها -2
روعة التصوير -3
س : 2وازن بين قول البحتري :
وترفَّع ُ
ْت عن َجدَا كل ِجبْس
ت نَ ْف ِسى َع َّما يُ َدنِّسُ ن ْف ِسى
ص ْن ُ
ُ
لفظ شوقي أوضح ،أما البحتري فقد استعمل كلمةً فيها غرابة وهي "جبس" بمعنى "لئيم" ،وهذا يضعف التأثير
النفسي .وفي كال البيتين محسنات كالطباق بين " صنت -ويدنس " ،وبين " النهار -والليل"
ومعنى شوقي أجمل ألنه يتحدث عن ذكريات الصبا والسعادة في وطنه ،بينما يتحدث البحتري عن أخذ العطاء ،
فنخرج من ذلك بتفوق شوقي لفظًا ومعنًى ،وهذا يؤكد أن المعارضة ليست تقليدًا ،ولكنها مباراة ومنافسة إلثبات
الذات والمقدرة ،يضاف إلي ذلك أن بيت شوقي حكمة تجري مجرى األمثال .
الواجب
صبَا وأَيَّا َم أُ ْن ِسي
اِ ْذ ُك َرا لي ال ِّ هار واللَّي ِْل يُ ْن ِسي -1اختالفُ النَّ ِ
صُ ِّو َر ْ
ب و َمر ْ ْ
س
َّت ِ ُو ع ل ال ا َ ب َّ
ص كال ت َ فَص
-3ع َ
3
أَوْ أَ َسا جُرْ َحهُ ال َّزمانُ ال ُم َؤسِّي؟
- 4و َسال ِمصْ َر هَلْ َسال القَ ْلبُ َع ْنها
3
س :4وضح كيف كان مطران رائدا لالتجاه الوجداني .
أعلن مطران في مقدمة الجزء األول من ديوانه 1908عن بعض الخصائص التي تمثل مذهبه الشعرى حيث قال :
" هذا شعر عصري وفخره أنه عصري ,وله على سابق الشعر مزية زمانه على سالف الدهور ,هذا شعر ليس ناظمه
بعبده وال تحمله ضرورات الوزن أو القافية على غير قصده ،يقـــال فيه المعنى الصحيح باللفظ الصحيح ،وال ينظر
قائــــــله إلى جمال البيت المفرد بل ينظر لجمال البيت في ذاته وفي موضعه ،وإلى جمال القصيدة في تركيبها وفي
ترتيبها وفي تناسق معانيها وتوافقها مع ندور التصوير ،وغرابة الموضوع ،ومطابقة كل ذلك للحقيقة ،وشفوفه عن
الشعر الحر ،وتحري' دقة الوصف ،واستيفائه فيه على قدر.
نوع التجربة :ذاتية ؛ فالشاعر يتحدث عن موقف خاص عاشه و تجربة عاناها بنفسه .
اللغويـات
3
أقمت :بقيت × رحلت -التعلة :التشاغل و التلهي -المنى :اآلمال م مُنية
الشرح
يقول الشاعر :لقد أخذت بمشورة ونصح األصدقاء ،وأقمت غريبًا في اإلسكندرية ،على أمل الشفاء -كما زعموا -
من المرض الذي أجهدني والحب الذي أشقاني .
التذوق
[إني أقمت] :أسلوب مؤكد بـ(إن) يوحي بالرغبة القوية في االستشفاء .
[في غربة تكون دوائي ] :تشبيه للغربة بالدواء الشافي ،وسر جماله التجسيم ،ويوحي باأللم والنفور من الغربة ،
واستخدام حرف الجر في يدل على أن الغربة محيطة به من كل جانب
[غربة] :نكرة للتهويل والتنفير منها .
[أقمت -غربة] :محسن بديعي /طباق يوضح المعنى بالتضاد .
[قالوا ] :إطناب بالجملة المعترضة وتوحي بالشك وعدم االقتناع ،وفيها تهكم وسخرية من نصح الناصحين .
اللغويـات
طيب :جمال ج أطياب ،طيوب -هواء ج أهوية -يلطف :يخفف -النيران :أي األشواق
الشرح
وإذا كان هواء اإلسكندرية الرقيق سوف يشفيني من مرضي الجسدي ،فأنا أشك أنه سوف يخفف أشواقي و يخمد نيران
الحب المتأججة (المشتعلة) في قلبي .
التذوق
[إن] :الشرطية تدل على شكه في الشفاء .
[إن يشف هذا الجسم طيب هوائها ] :استعارة مكنية ،تصور الهواء دواء يشفي الجسم من المرض ،وسر جمالها التوضيح
[أيلطف النيران طيب هواء ؟] :النيران :استعارة تصريحية ،فقد شبه األشواق بالنيران ،وفيها تجسيم
[أيلطف النيران طيب هواء؟] :أسلوب إنشائي /استفهام ،غرضه النفي واالستبعاد
في البيت الثاني :إيجاز بالحذف يثير الذهن حيث حذف جواب الشرط الذي يدل عليه (أيلطف النيران ..إلخ) فالتقدير إن
يشف هذا الجسم طيب هوائها فلن يشفي آالم األشواق النفسية
في ِعلَّ ٍة َم ْنفاي ال ْستِ ْشفَا ِء
ث طَوافِي في البال ِد َو ِعلَّةٌ
َ - 3عبَ ٌ
اللغويـات
عبث :ال فائدة منه -طوافي :تنقلي ،ترحالي × استقراري -علة :مرض ج علل -منفاي :أي غربتي ج
منافٍ -االستشفاء :طلب الشفاء .
الشرح :
ونتيجة ذلك أشعر أن هذه الغربة من أجل الشفاء عبث ال فائدة منه ؛ فقد جمعت بين المرض والشوق ،فأضافت إلى علة
الجسم علة الحب وعذاب القلب و علة الغربة.
التذوق
[عبث طوافي] :أسلوب قصر بتقديم الخبر النكرة (عبث ) على المبتدأ المعرفة ؛ للتأكيد على أنه اليتوقع الشفاء.
[عبث طوافي ] :تشبيه للطواف بالعبث ،وهو يوحي باليأس التام من الشفاء .
[علة في علة منفاي] :تشبيه للمنفي (اإلسكندرية) بالعلة وفيه توضيح وإيحاء بآالم الغربة .
[منفاي] :استعارة تصريحية ، ،حيث صور اإلسكندرية بالمنفي ,وهي توحي بالوحشة.
[علة ـ استشفاء] :محسن بديعي /طباق يبرز المعنى و يوضحه.
[عبث ـ علة] :نكرتان للتهويل وبيان شدة المعاناة.
3
بكآبَتِي ُمتَفَ ِّر ٌد ب َعنائِي
صبابَتِي ُمتَفَ ِّر ٌد
ُ - 4متَفَرِّ ٌد ب َ
اللغويـات
صبابتي :شوقي -كآبتي :حزني× فرحي -عنائي :تعبي × راحتي
الشرح
وأنافي غربتي هذه أعاني شوقًا وحزنًا وآالمًا فريدة ال نظير لها لم يشعر بها أحد.
التذوق
[متفرد بصبابتي ،متفرد بكآبتي ،متفرد بعنائي ] :البيت كله فيه حسن تقسيم يعطي جرساً موسيقياً محبباً إلى األذن .
[متفرد بصبابتي ،متفرد بكآبتي ،متفرد بعنائي] :الفصل بين العبارات يوحي بتنوع أصناف الشقاء
[متفرد بصبابتي ،متفرد بكآبتي ،متفرد بعنائي ] :إضافة هذه الكلمات إلى ياء المتكلم توحي بخصوصية هذا األلم .
[متفرد بصبابتي ،متفرد بكآبتي ،متفرد بعنائي ] :تكرار لفظ (متفرّد ) يؤكد الشعور باأللم وانفراده به
البيت الرابع :نتيجة لما قبله من (علة في علة ) أدت إلى وحدة ذات ثالث صفات متدرجة :سببها الصبابة ـ التي تؤدى
إلى الكآبة ـ فينتج' عنها العناء والمشقة .
اللغويـات
خواطري :أفكاري م خاطرة -الهوجاء :الشديدة ج هوج مذكرها أهوج .
الشرح
في هذا المساء وقفت على شاطئ البحر ،وشكوت له حزني واضطراب نفسي وأفكاري ،فيجيبني برياح شديدة هوجاء
تدل على اضطرابه هو أيضاً فتزداد حيرتي وألمي .
س :ل َم اختار الشاعر البحر ليبثه شكواه ؟
جـ :اختار الشاعر البحر ليبثه شكواه ؛ ألن هذا من طبع الرومانسيين الذين يتجهون إلى الطبيعة ،وقد اختار البحر ألنه
مشابه له في اضطرابه ،كما أن البحر واسع قد يتحمل شدة معاناة الشاعر و آالمه .
التذوق
[شاك] :في البيت إيجاز بحذف المبتدأ وتقديره (أنا شاك) ،والحذف للتركيز على معنى األلم والشكوى .
[شاك إلى البحر ] :س /م ،تصور البحر صديقاً يبثه الشاعر شكواه ،وسر جمالها التشخيص وتوحي بحب الشاعر
للطبيعة
[يجيبني برياحه الهوجاء ] :استعارة مكنية ،تصور البحر إنسانا ًمضطرباً يجيب ،وفيها تشخيص ،وإيحاء بالتجاوب بينه
وبين الشاعر ،والخيال في هذا البيت ممتد ،حيث صور البحر صديقاً يشكو إليه ،وإنساناً يجيبه ،وهذا يقوى الصورة
[شاك ـ ويجيبني ] :محسن بديعي /طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
[فيجيبني] :استخدام "الفاء" يدلّ على سرعة استجابة البحر
اللغويـات
ثاو :مقيم -صخر أصم :صلب مصمت وجمع أصم وصماء :صم
الشرح
وجلست على صخرة من صخور الشاطئ متمنياً أن يكون قلبي قاسياً قوياً مثلها وال يتأثر بعواطف الحب والشوق وال
يشعر باأللم وعذاب الفراق .
التذوق
3
[ثاو على صخر أص ّم ] :تعبير يدل على طول مالزمته للبحر ،وعمق تأمله ،وفيه إيجاز بالحذف( ،أنا ثاو) ،وهو
أسلوب خبري إلظهار األلم.
س :كل من (شاك -وثاو) مالئم لموضعه .وضح ذلك.
جـ ( :شاك ) تالئم الحديث إلى البحر ؛ ألنه واسع يمكن أن يتجاوب معه ويكتم سره .و (ثاو) يالئم الصخرة ؛ ألن طول
المالزمة يحتاج إلى شيء ثابت قوى يقيم عليه.
[ليت لي قلبا ً كهذى الصخرة الصماء] :تشبيه للقلب بالصخرة في صالبتها ،يوضح أمنية الشاعر في عدم اإلحساس
[وليت لي قلبًا : ]...أسلوب إنشائي بصيغة التمني إلظهار الحسرة واأللم واالستبعاد .
اللغويـات
:أحزاني و كل ما يكرهه اإلنسان م مكره -يفتها :يفتتها و يكسرها ينتابها :يصيبها ويتوالى عليها -مكارهى
:المرض ج أسقام -السقم
الشرح
فوجدت الصخرة تعاني مثل معاناتي فتتفتت' أمام الموج كما تتفتت أعضائي في مواجهة آالم المرض .
التذوق
[ينتابها موج كموج مكارهى] :تشبيه لموج البحر في تتابعه على الصخرة بموج المكاره(األحزان) التي تتابعت عليه من
الحب والمرض والغربة ،وفيه توضيح وإيحاء بكثرة الهموم.
[موج مكارهى ] :تشبيه للمكاره في كثرتها بالموج ،وهذا خيال مركب ،حيث جعل الموج مشبها به في صورتين
[يفتّها كالسقم في أعضائي] :تشبيه لموج البحر حين يفتت الصخر بالمرض في إضعاف األعضاء
س :رسم الشاعر في األبيات ( )7- 5لوحة فنية .وضح .
جـ :رسم الشاعر في األبيات لوحة كلية تجسم مشاعره الحزينة /أجزاؤها :الشاعر و مشاهد من البحر والصخر والموج.
- /خطوطها الفنية " أطرافها " :
(صوت) نسمعه في (شاك -يجيبني)
(لون) نراه في زرقة البحر وسواد الصخر
(حركة) نحسها في (اضطراب -الهوجاء -ينتابها -يفتها).
وقد وفق الشاعر في رسم هذه اللوحة ؛ ألنها اجتمعت لها األجزاء و تآلفت فيها األطراف ،واستطاعت أن توضح الفكرة و
تنقل اإلحساس .
اللغويـات
:حزناً شديداً مكتوماً × سرورًا :مضطرب -كمداً خفّاق
الشرح
والبحر مضطرب األمواج ضائق كصدري في حزنه ساعة المساء
التذوق
[البحر خفّاق الجوانب ضائق كمدًا ] :استعارة مكنية ،تصور البحر إنساناً حزيناً ضيق الصدر ،وفيها تشخيص
[خفاق] :صيغة مبالغة تدل على شدة االضطراب واستمراره .
[والبحر ضائق كمدًا كصدري ساعة اإلمساء ] :تشبيه للبحر في ضيقه بصدره وقت الغروب ،و يوحي بكثرة هموم الشاعر
وقت المساء ،وخص الشاعر الليل ؛ ألنه وقت تجمع الهموم ،وتراكمها على القلوب .
[ صدري ] :مجاز مرسل عن القلب ،عالقته :المحلية .
3
ي ِم ْن أحشائِي ص ِعد ْ
َت إلي َع ْينَ َّ َ
- 9تَ ْغ َشى البَ ِريَّةَ ُك ْد َرةٌ وكأنَّها
اللغويـات
:األحشاء كل ما بداخل الجوف :المخلوقات ج برايا -كدرة :سواد وظالم -أحشائي تغشى :تغطى -البرية
والمراد القلب م حشا
الشرح
والكون كله قد غلفه السواد وكأن األحزان السوداء التي تمأل نفسي صعدت إلى عيني فأصبحت ال أرى إال الظالم .
التذوق
[تغشى البرية كدرة ] :استعارة مكنية ،تصور الكدرة ثوبا أسود ،يغطى الكون ،وفيها توضيح وإيحاء بضيق النفس .
[كأنّها صعدت إلى عيني من أحشائي] :كناية عن شدة حزن و ألم الشاعر .
س :لماذا ال يرضى النقاد عن (أحشائي) في البيت التاسع؟ وما رأيك؟
جـ :يقولون أنها مجلوبة للقافية ؛ ألن الهموم ال تكون إال في النفس -و الرأي أن الشاعر يريد (القلب) وهو جزء من
األحشاء فتكون (األحشاء ) مجازًا مرسالً عن القلب عالقته /الكلية و بالتالي فال نقد على الشاعر.
اللغويـات
:جريح ،والمراد ملتهب من البكاء الشديد ج قرحى - :مظلم -قريح األفق :منتهى البصر ج آفاق -معتكر
:م قذًى :الشدائد م غمرة -األقذاء :يغمض -الغمرات :غطاء العين ج جفون وأجفان -يغضى الجفن
وهو ما يقع في العين من تراب ونحوه .
الشرح
حتى األفق الممتد مظلم يختلط سواده بحمرة الشفق فكأنه شخص مهموم قد تقرحت أجفانه بعد أن توالت عليه الشدائد
فأصبح يعيش على اآلالم والهوان.
التذوق
[األفق معتكر ] :استعارة مكنية ،تصور األفق ماء عكرًا وسر جمالها التوضيح.
[قريح جفنه ] :استعارة مكنية ،تصور األفق إنسانا معذباً تقرحت أجفانه ،وفيها تشخيص
[يغضى على الغمرات واألقذاء ] :استعارة مكنية ،تصور األفق إنساناً يغمض عينه على ما أصابها من أتربة تؤلمها ،
وفيها تشخيص ،وهى امتداد للصورة السابقة وترشيح لها يقويها و الصورة توضح االمتزاج القوى بين الشاعر والطبيعة
[األقذاء و الغمرات ] :العطف للجمع بين اآلالم النفسية والمادية ،وجاءتا جمعاً للكثرة
اللغويـات
يا للغروب :أسلوب تعجب × الشروق َ -ع ْب َر ٍة :دمعة ج عَبَرات -المستهام :المحب المشتاق -عبرة :عظة ج
عِبَر -الرائي :الناظر المتأمل
الشرح
عجبًا للغروب وما يحمل من معانٍ مختلفة ؛ فهو يحرك بحار الحزن في نفس العاشق فيبكى ويوحي للمتأمل بمعاني
وعظات بالغة .
التذوق
[يا للغروب ] :أسلوب إنشائي /نداء للتعجب يوحي بقوة االنفعال .
[عَبرة ـ ِعبرة] :جناس ناقص له تأثير موسيقى ،وفيه تحريك للذهن
لل َّش ْم ِ
س بينَ مآتِ ِم األضوا ِء؟
صرْ َعةً
هار و َ - 12أَ َولَي َ
ْس ن َْزعًا للنَّ ِ
اللغويـات
3
نزعًا :النزع خروج الروح و اإلشراف على الموت .والمراد أن الغروب نهاية للنهار -صرعة :موتا و المقصود
اختفاء -مآتم :م مأتم وهو كل مجتمع في حزن أو فرح وغلب استعماله في األحزان
الشرح
وهذا المساء فيه نهاية للنهار وموت للشمس ،واألضواء الخافتة تبكيها وهى تشيِّعها
التذوق
[أو ليس نزعا ً النهار؟] :أسلوب إنشائي /استفهام للتقرير .
[ليس نزعا للنهار ] :استعارة مكنية ،تصور النهار عند الغروب مريضاً يموت ،وسر جمالها التشخيص
[وصرعةً للشمس] :استعارة مكنية ،فيها تصوير للشمس بإنسان يموت .
[ومآتم األضواء ] :تشبيه لألضواء بجماعة تودع الشمس .وفيه تشخيص ،وإيحاء باستمرار كآبة الشاعر و معاناته .
نقد :
يعيب النقاد على الشاعر استخدام كلمة (مآتم ) ؛ ألنها تستخدم للفرح و الحزن معاً ،ويرون أن كلمة (جنائز) أفضل
منها ؛ ألنها تفيد الحزن فقط .
اللغويـات
مودع :راحل ،مفارق -مهابة :خوف -رجاء :أمل
الشرح
وفي قلب هذا المشهد المؤلم ذكرتك' أيتها الحبيبة عند الغروب و قلبي مضطرب يتبادله الخوف من فقدك ،واألمل في
رؤيتك مع إشراقة النهار الجديد .
التذوق
[ولقد ذكرتك] :من أساليب التوكيد مؤكد بالالم وقد .
[النهار مو ّدع ] :استعارة مكنية ،فيها تصوير للنهار بإنسان راحل و يودع ،أو هي كناية عن الغروب .
[مهابة ] :لفظة توحي بالخوف الممزوج باحترام ،وهذا يدل على نظرة الرومانسيين للمحبوبة على أنها ليست امرأة
ذات جسد حي ،ولكنها تحمل عندهم معنى التبجيل و االحترام ؛ ألنها باعثة الشعر عندهم .
[مهابة ـ ورجاء] :محسن بديعي /طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
اللغويـات
تبدو :تظهر -تجاه :أمام -نواظرى :عيوني -كلمى :جريحة م كليم -دامية :ملطخة بالدم والمراد حمراء
-إزائي :أمامي
الشرح
إن خواطري المُعذبة الحزينة الجريحة تظهر أمام عيني كالسحاب األحمر الذي أراه أمامي لحظة الغروب .
التذوق
[خواطري كلمى ] :استعارة مكنية ،تصور الخواطر جسماً جريحاً وفيها تجسيم وإيحاء بالتمزق النفسي.
[خواطري كدامية السحاب ] :تشبيه لخواطره الحزينة بالسحاب وهي صورة توحي بقوة امتزاجه بالطبيعة .
[دامية السّحاب ] :استعارة مكنية ،تصور السحاب األحمر جسماً يسيل منه الدم ،وفيها توضيح للفكرة برسم صورة
لها .والخيال في البيت مركب.
[إزائي ] :كلمة متكلفة لتكملة القافية ؛ ألنها ال تضيف جديدًا بعد قوله (تجاه نواظري).
ب ال ُمتَرائِي
الغار ِ
ِ ب َسنا ال ُّش ِ
عاع
- 15وال َّد ْم ُع ِم ْن َج ْفنِي يَ ِسي ُل ُم َش ْع َشعًا
اللغويـات
3
مشعشعا :مختلطاً -سنا :ضوء × الظالم -الغارب :المنحدر إلى الغرب -المترائي :الظاهر
الشرح
ودمعي يسيل متدفقاً من جفني ممزوجا بحمرة األشعة الغاربة .
التذوق
[جفني ] :مجاز مرسل عن عيني عالقته /الجزئية ،وسر جماله اإليجاز .والدقة في اختيار العالقة
[المترائي ] :كلمة متكّلفة لتكملة القافية ؛ ألن الشعاع ظاهر بالفعل ،وال يحتاج ألن يوصف بالمترائي
اللغويـات
الشفق :أشعة حمراء تلون األفق عند الغروب -النضار :الذهب -العقيق :الياقوت ج عقائق ،أعقة -ذراً :م
ذروة وهى أعلى الشيء
الشرح
والشمس تبدو' في ساعة الغروب بأشعتها الذهبية الغارقة في الشفق وهي تسيل' من على السحاب األحمر على قمم
الجبال السوداء و صخورها (يقصد األمواج) ؛ لتتوجها بالجمال .
التذوق
[نضاره ] :تشبيه بليغ للشفق بالنضار ،وهو الذهب ،وسر جماله التوضيح .
[العقيق ] :استعارة تصريحية ،حيث شبه السحاب األحمر بالعقيق ،وسر جمالها التوضيح ،والجمع بين [نضار ـ عقيق]
يخالف الجو النفسي الحزين ؛ ألن " الذهب ،والعقيق" يوحيان بالسعادة .
[الشمس ـ وسوداء ] :محسن بديعي /طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
[نضار ـ عقيق] :مراعاة نظير تثير الذهن .
وتَقَطَّ َر ْ
ت كال َّد ْم َع ِة ال َحمرا ِء
َ - 17مر ْ
َّت خال َل غ َما َمتَ ْي ِن ت ََح ُّدرا
اللغويـات
خالل :بين -غمامتين :سحابتين -تحدرا :سقوطاً و انحداراً -تقطرت :سقطت
الشرح
و لقد انحدرت الشمس نحو الغروب كأنها دمعة حمراء بين جفنين .
التذوق
البيت السابع عشر كلّه " تشبيه تمثيلي " فقد شبه صورة الشمس ،وهى تمر بين سحابتين بصورة دمعة تسقط' من بين
جفنين ،وقد انعكست عليها ألوان الشفق فكانت حمراء ،وهو يوضح الفكرة ويوحي بحزن الشاعر .
ت بأ ِخ ِر أَ ْد ُم ِعي ِ
لرثائِي ُم ِز َج ْ
- 18ف َكأ َ َّن آ ِخ َر َد ْم َع ٍة لل َكوْ ِن قَ ْد
اللغويـات
مزجت :اختلطت -رثائي :البكاء على .
الشرح
فتخيلت أن الكون يذرف آخر دمعة له و قد امتزجت بآخر دموعي ؛ ليشاركني حزني وآالمي .
التذوق
[آخر دمعة للكون ] :استعارة مكنية ،تصور الكون إنسانا يسقط آخر دمعة وسر جمالها التشخيص
[لرثائي ] :مجاز مرسل عن الشاعر ،عالقته اعتبار ما سيكون ،حيث ال رثاء إلنسان على قيد الحياة ولكن بعد مماته .
س :لماذا ال يعجب النقاد بـ ( أدمعي ) في البيت وما رأيك ؟
جـ :عاب النقاد ( أدمعي ) ألنها جمع قلة وكان األحسن منها جمع الكثرة ( دموعي ) .ويمكن الرد على ذلك بأنها ( آخر
األدمع ) فهي قليلة ،وال عيب في ذلك.
3
ف َرأَي ُ
ْت في ال ِمرآ ِة كيفَ َمسائِي
- 19وكأَنَّنِي آنَس ُ
ْت يومي زَ ائِالً
اللغويـات
آنست :أحسست -يومي :أي عمري -مسائي :أي نهايتي .
الشرح
وكأنني أحسست قرب نهايتي في تلك الصورة الحزينة التي عرضها هذا المساء الكئيب .
التذوق
[يومي ] :مجاز مرسل عن " العمر " عالقته /الجزئية وسر جماله اإليجاز والدقة في اختيار العالقة .
[المرآة] :استعارة تصريحية ،تصور مشهد الغروب مرآة تعكس نهايته .
[مسائي] :استعارة تصريحية ،تصور نهايته بالمساء.
âالتعليقá
اللون األدبي :القصيدة من األدب الوجداني حيث ينقل الشاعر أحاسيسه ومشاعره الذاتية الخاصة .
الفن الشعري :فن الشعر الغنائي .
غرض النص :الوصف الذي تطور في العصر الحديث فصار تعبيرا عما في النفس من مشاعر مع امتزاج بالطبيعة
وتشخيص لها.
ت واألقذا ِء
ضي على الغمرا ِ
- 11يا لَ ْلغرو ِ
3
الواجب
فَيُجِيبُنِي برِياحِهِ الهَوْجاءِ - 5شَاكٍ إلي البحرِ اضْطِرَابَ خَواطِرِي
قَلْبًا كهَذِي الصَّخْرَةِ الصمَّاءِ - 6ثاوٍ علي صَخْرٍ أَصَمَّ وَلَيْتَ لي
3
هــــات مــــن األبيات : .4
. -4بديعاً واذكر أثره . -1أسلوباً إنشائياً واذكر غرضه
-5صورة مركبة ووضحها واذكر قيمتها . - 2لونا بيانيا ،واذكر أثره .
-3إيجازا واذكر نوعه .
أى التعبيرين أدق داللة على المعنى فيما يأتى ؟ ولماذا ؟ .5
« ثم يجيبنى برياحه الهوجاء » أم « -1فيجيبنى برياحه الهوجاء »
« كصدرى ساعة اإلمساء » أم « -2كصدرى ساعة المساء »
« صعدت إلى عينى من نفسى » « -3كأنها صعدت على عينى من أحشائى » أم
البيت األول يكشف عن سمة أساسية' من سمات مطران الشعرية .وضح ذلك .6
الكاتب دقيق في استخدام ( شاك ) مع البحر و ( ثاو ) مع الصخر .علل . .7
رغم اتفاق مطران مع الكالسيكيين في قوة األلفاظ وفصاحتها إال إنه يختلف عنهم .وضح مظاهر هذا االختالف .مع بيان .8
أثره على القارئ .
âأدب ـ المقالá
تذكر :
3
âمن صور التكافل االجتماعي /ألحمد حسن الزياتá
التعريف بالكاتب :
أحمد حسن الزيات /من مواليد الدقهلية 1885م ،حفظ القرآن الكريم ـ تعلم في األزهر الشريف ،التحق
بالجامعة األهلية كما التحق بمدرسة الحقوق الفرنسية وحصل فيها على ليسانس الحقوق .أنشأ مجلة الرسالة ،واختير
عضوا بالمجمع اللغوي وحصل على جائزة الدولة التقديرية في األدب ،توفي عام 1968م.
اللغويات
أصل :أساس' ج أُصُول وآصُل ،،داء :مرض ج أدواء ،مصدر :منبع ج مصادر ،،أوشك :اقترب ،،أرفع :أسمى ،
أركان :جوانب م ركن ،،البر :الخير ج برور ،حسبت :ظننت عكسها تيقنت ،الدهر :الزمن ج دهور وأدهر،
غوائل :الشر والفساد م غائلة ،جرائر :ذنوب م جريرة ،،حسبك :يكفيك ،،بضع :عدد من ثالثة إلى تسعة ،تربو :
تزيد ،آي :آيات
الشــــرح
لقد عالج اإلسالم الفقر من واقع علمه أنه أصل كل مرض ومنبع كل شر وهذا العالج من أرفع أركان اإلسالم بعد
التوحيد ،ولو استقضى اإلنسان اآليات القرآنية واألحاديث النبوية لظن أن رسالة اإلسالم ومهمة النبي إنقاذ اإلنسانية
3
من الفقر والجوع والدليل على ذلك أن عدد آيات الزكاة والصدقات تزبد عن خمسين آية بينما اآليات التى تدعو إلى
أربع آيات والتى تدعو إلى الحج يضع عشرة آية والتى تدعو إلى الصالة ال تبلغ الثالثين آية .
من مواطن الجمــال
عالج اإلسالم الفقر :استعارة مكنية صور اإلسالم طبيبا معالجا والفقر مريضا يُعالَج وسر الجمال التشخيص .1
عالج اإلسالم الفقر عالج من يعلم أنه أصل كل داء :تشبيه بليغ حيث شبه عالج اإلسالم للفقر بعالج األمراض الحقيقية في .2
بدن اإلنسان وفيه تشخيص ويوحي بإدراك اإلسالم التام مشكالت المجتمع وخطورة الفقر عليه
أركان اإلسالم شأنا :استعارة مكنية صور اإلسالم ببناء عظيم له أركان وسر الجمال التجسيم . .3
الصدقات والبر :إطناب بعطف العام على الخاص 0 .4
رسالة اإلسالم :استعارة مكنية صور اإلسالم نبيا له رسالة --التشخيض0 .5
لينقذ اإلنسانية من غوائل الفقر وجرائر الجوع :استعارة مكنية صور اإلنسانية شخصا ينقذ والفقر والجوع وحوشا يتخلص .6
منها
غوائل الفقر :تشبيه مبتكر شبه الفقر بالشر والفساد الكبير .7
وجرائر الجوع :تشبيه مبتكر شبه الجوع بالجناية العظيمة أو الذنب وسر الجمال التوضيح .8
أصل كل داء ومصدر كل شر :ازدواج يعطي جرسا موسيقيا .9
أرفع أركان اإلسالم شأنا ،وأكثر أوامره ذكرا :ازدواج وسجع .10
لم يبعث بها هللا محمدا آخر الدهر إال :أسلوب قصر للتخصيص والتوكيد .11
تعليق :
حرص الكاتب من بداية مقاله على تأكيد فكرة النص المحورية .و هى عالج اإلسالم للفقر بإستخدام الوسائل اللغوية
المتنوعة كاإلكثار من صيغ التفضيل " أرفع – أكثر – أوفر ) و اإلكثار من الجمل المتردافة و أساليب التوكيد و
اإلستشهاد باآليات القرآنية و األحاديث النبوية و اللجوء لإلحصاء إمعانا فى تأكيد الفكرة
و نظرا القتناع الكاتب بأن اإلسالم لديه العالج الناجح للفقر ،فقد جعل من أسمى أهداف رسالة اإلسالم إنقاذ
اإلنسانية من غوائل الفقر و الجوع كما اختار اهلل الرسول محمدا صلى اهلل عليه وسلم فقيرا ليكون أظهر لقوته
قياسا علىاختياه أميا لكون أبلغ لحجته
أسباب اختيار جزيرة العرب .2
( كأنما اختار اهلل لكفاح الفقر أشح البالد طبيعة وأشد' األمم فقرا ليصرعه في أمنع حصونه وأوسع ميادينه فإن الفقر إذا
انهزم في قفار الحجاز كانت هزيمته في ريف مصر وسواد العراق أسرع وأسهل ،ثم اختار اهلل رسوله فقيرا ليكون أظهر
لقوته ،كمااختاره أميا ليكون أبلغ لحجته).
اللغويات
طبيعة :عالم الكائنات الحية والجامدة ج طبائع ،كفاح :مقاومة ،أشح :أقل ،يصرعه :يقتله ،أمنع :أقوى،الفقر:
الحاجة ج مفاقر ،قفار :صحاري م قَفْر ،ريف :القرى والكفور ج أرياف وريوف ،سواد :عامة ج أسودة جج
أساود ،أظهر :أبرز ،الحجة :الدليل ج حُجَج وحِجَاج
الشــــرح
يبين الكاتب سبب اختيار اهلل لكفاح الفقر أشح البالد طبيعة وأكثر األمم فقرا وذلك ليقتل الفقر في أقوى حصونه ،
فهو إن هزم في صحاري الحجاز كانت هزيمته في غيرها أسهل
من مواطن الجمــال
لكفاح الفقر :س .م صور الفقر بمرض يكافح ويوحي بخطورته وكراهيته .1
فقرا ليصرعه في أمنع حصونه : :س .م صور الفقر وحشا يصرع وهي صورة ممتدة وسر جمالها التجسيم .2
3
ليصرعه في أمنع :إطناب بالتعليل .3
فإن الفقر إذا انهزم :أسلوب مؤكد بــ إن ،واستعارة مكنية صور الفقر عدوا ينهزم وسرجمالها التشخيض .4
ليكون أظهر لقوته -ليكون أبلغ لحجته :ازدواج وسجع يعطي جرسا موسيقيا .5
كانت هزيمته في ريف مصر وسواد العراق أسرع :نتيجة لما قبلها .6
اللغويات
جزيرة :أرض يابسة تحيط بها الماء ج جزر وجزائر ،إبان :أثناء ،،مثال :نموذج ج أمثال ،يجنيه :يرتكبه ،
تضرية :إثارة ،الغرائز :الطبائع ،تمزيق :تقطيع ،العالئق:الروابط م عالقة ،معاناة :مكابدة ،مكابدة:
مقاساة وتحمل مشقة -السحت (:المال الحرام) ج أسحات ،تطفيف :إنقاص ،عنت :مكابرة وظلم ،أثرة :األنانية
المرء:اإلنسان ج الرجال ،الدرك :أقصى قعر الشيء ،البهيم :الحيوان ج بُهْم وبُهُم . مضادها إيثار
الشــــرح
لقد كانت جزيرةالعرب أثناء دعوة اإلسالم نموذجا لما يجره الفقر على اإلنسانية من آفات كإثارةالغرائز وتقطيع
العالقات والمعاناة من الحرمان وقتل األوالد والربا الفاحش وأكل الحرام وظلم الناس في الكيل والميزان و أنانية
األغنياء وكثرة الحروب وفقدان األمن ووصول حياة اإلنسان إلى ما يشبه حياة البهائم.
من مواطن الجمــال
يجنيه الفقر :استعارة مكنية صور الفقر إنسانا يجنيى ( تشخيص ) 0 .1
يجنيه الفقر ...من تضرية الغرائز :استعارة مكنية صور إثارة الغرائز محصوال يجنى ( تجسيم ) .2
تضرية الغرائز :استعارة مكنية صور الغرائز إنسانا يثار .3
وتمزيق العالئق :استعارة مكنية صور الروابط شيئا ماديا يقطع .4
تضرية الغرائز ،وتمزيق العالئق :ازدواج يعطي جرسا موسيقيا تطرب له األذن0 .5
ومعاناة الغزو :استعارة مكتية' صور الغزو مرضا يعانى منه وسرجمالها التوضيح .6
وقتل األوالد :كناية عن وأد البنات .7
وأثرة األغنياء :كناية عن األنانية .8
وفقد األمن :استعارة مكنية صور االمن شيئا ماديا يفقد وسرجماله التشخيص. .9
وتطفيف الكيل :كناية عن الظلم وعدم العدل .10
وانحطاط المرء إلى الدرك األسفل من حياة البهيم :تشبيه لحياة اإلنسان بحياة البهيم مما يوحي بالوضاعة .11
بوادر اإلصالح اإللهي .4
( فلما أرسل اهلل رسوله بالهدى ودين الحق كانت معجزته الكبرى هذا الكتاب المحكم الذي جعل هذه األشالء الدامية جسما شديد
األسر عارم القوة ،ونسخ' هذه النظم الفاسدة بدستور متين القواعد خالد الحكمة ،ثم كانت بوادر اإلصالح اإللهي أن قلم أظفار
الفقر ،وأسا كلوم الفقراء ،وقمع جرائر البؤس ،فألف بين القلوب ،وآخى بين الناس ،وساوى' بين األجناس ،وعصم النفوس
من القتل الحرام ،وطهر األموال من الربا الفاحش ،ثم عالج الداء األزلي نفسه بما لو أخذ به المصلحون لوقاهم شرور هذه
الحروب التي أمضت حياة الناس ،وكفاهم أخطاء هذه المذاهب التي قوضت بناء المجتمع .)،
اللغويات
3
أرسل :بعث ،الهدى :القرآن ،دين الحق :المراد اإلسالم ،المعجزة :األمر الخارق للعادة والمراد القرآن ،األشالء:
األعضاء م شِلْو ،عارم :شديد ج عوارم ،نسخ :أزال ومحا ،متين :قوي ج مُتُن ،،بوادر :أوائل م بادر و بادرة ،
قلم :قص ،أسا :عالج ،،كلوم :جراح م كَلم ،،قمع :قهر ،البؤس :الشقاء ج أبؤس ،ألف :وحد وجمَّع ،عصم:
حمى ،الداء :المرض ج أدواء ،أمضت :أتعبت وأوجعت ،،قوضت :هدمت
الشــــرح
لقد أرسل اهلل رسوله بالهدى ودين الحق وكانت أكبر معجزاته القرآن الكريم الذي جمع ووحد وقوى بعد ضعف كما
وضع دستورا قويا وبدأ في القضاء على الفقر وعالج جراح الفقراء وقضى على البؤس وألف بين القلوب وآخي بين
الناس وساوى بينهم وحمى النفوس من القتل وطهر األموال من الربا كما كفى الناس األخطاء التي تسببت في هدم
المجتمع قبل ذلك
من مواطن الجمــال
رسوله :اإلضافة للتشريف والتعظيم .1
جعل هذه األشالء الدامية جسما شديد األسر :كناية عن األثر الطيب للقرآن الكريم .2
النظم الفاسدة :استعارة مكنية صور النظم طعاما فاسداوسر' جمالها التجسيم .3
طهر األموال :استعارة مكنية صور األموال ثيابا تتظهر وسر جمالها التوضيح .4
طهر ..من الربا :استعارة مكنية صور الربا شيئا ماديا نجسا يتظهر منه .5
التي أمضت حياة الناس :استعارة مكنية صور حياة اإلنسان بشخص يتعب وسر الجمال التشخيص .6
المذاهب التي قوضت بناء المجتمع :استعارة مكنية صور المذاهب بمعاول تهدم وسر الجمال التجسيم .7
قوضت بناء المجتمع :تشبيه للمجتمع ببناء يهدم وسرجماله التجسيم .8
عالج الداء األزلي نفسه :أسلوبمؤكد بالتوكيد المعنوي ( نفسه ) .9
عصم النفوس :استعارة مكنية صور النفوس أشخاصا تحمى من القتل وسرالجمال التشخيص. .10
قلم أظفار الفقر :استعارة مكنية صور الفقر إنسانا تقص أظفاره وسرالجمال التشخيص .11
الحروب – شرور -االنظم – جرائر :جمع للكثرة .12
أخذ به المصلحون :أسلوب قصر للتخصيص والتوكيد .13
من سبل عالج الفقر .5
(عالجه بالسفارة بين الغني والفقير على أساس االعتراف بحق التملك ،واالحتفاظ بحرية التصرف ،فال يدفع مالك عن ملكه ،
واليعارض حر في إرادته ،إنما جعل للفقير في مال الغني حقا معلوما ال يكمل دينه إال بأدائه ،ذلك الحق هو الركن الثالث من
األركان الخمسة التي بني عليها اإلسالم ،فال هو فرع وال نافلة وال فضلة كذلك عالج اإلسالم الفقر من طريق آخرغير طريق
الزكاة والصدقات ،.....عالجه من طريق الكسر من حدة الشهوة ،والكف من سورة الطموح ،والغض من إشراف الطمع ،فرغب
الغني في الزهد ،وأمر الواجد بالقناعة ،ومدح الفقير بالتعفف.
فلو أن كل إنسان أدى حق اهلل في ماله ،ثم استقاد ألريحية طبعه وكرم نفسه ،فأعطى من فضل ،وواسى من كفاف ،وآثرمن
قلة،لكان ذلك عسيا أن يقر السالم في األرض ،ويشيع الوئام في الناس ،فتهدأ ضلوع الحاقد،وترقأ دموع البائس ،ويسكن
جوف الفقير ،ويذهب خوف الغني ،ويتذوق' الناس في ظالل الرخاء سعادة األرض ونعيم السماء!)
اللغويات
السفارة :العالقة ،أداؤه :إتمامه ،فرع :قسم ،نافلة :هبة وعطية ج نوافل ،فضلة :زيادة ،حدة :قوة ،الشهوة :
الرغبة ،سورة :سطوة وغلبة ج سَورات وسْورات ،الغض :التقليل ،رغب في :حبب مضادها رغب عن ،الواجد:
الموسر الغني ،األريحية :الراحة ،استقاد :خضع ،واسى :عطف ،كفاف :مقدار الحاجة ج أكفة ،يشيع :ينتشرمضادها'
ينحسر ،الوئام :التوافق ،ترقأ :تجف
الشــــرح
ومن سبل عالج اإلسالم للفقر إقامة عالقات طيبة بين الغني والفقير على أساس اإلعتراف بحق التملك وحرية التصرف،
فال يبتعد مالك عما يملك وال تصادر إرادة حر ،وإنما للفقير حق في مال الغني اليكتمل دين الغني إال بأدائه لهذا
3
الحق الذي يعد الركن الثالث من أركان اإلسالم الخمسة وهو الزكاة ،كما عالجه من طريق آخر هو محاربة الشهوات
والمطامع فرغب في الزهد وأمر بالقناعة ومدح الفقير المتعفف .فلو أدى كل إنسان حق اهلل في ماله ألدى ذلك إلى
نشر السالم والوئام والسعادة.
من مواطن الجمــال
الغني والفقير :طباق يبرز المعنى ويوضح .1
االعتراف بحق التملك ،واالحتفاظ بحرية التصرف :ازدواج يعطي جرسا موسيقيا .2
فال يدفع مالك عن ملكه ،واليعارض حر في إرادته :ازدواج وسجع يعطيان جرسا موسيقيا تطرب له األذن .3
فال يدفع مالك عن ملكه ،واليعارض حر في إرادته :بناء الفعل للمجهول للعموم والشمول .4
إنما جعل :أسلوب قصر للتخصيص والتوكيد .5
ال يكمل دينه إال بأدائه :استعارة مكنية صور الدين شيئا ماديا يكتمل وسر الجمال التجسيم .6
عالج اإلسالم الفقر :استعارة مكنية صور اإلسالم طبيبا معالجا والفقر مريضا يعالج ( التشخيص ) .7
الزكاة والصدقات :العطف للتنويع .8
الكسر من حدة الشهوة :استعارة مكنية صور حدة الشهوة شيئا ماديا يكسر .9
حق هللا في ماله :كناية عن الزكاة والتصدق .10
حق هللا :اإلضافة لبيان عظمة هذا الحق ووجوب القيام به .11
ويتذوق الناس سعادة األرض ونعيم السماء :استعارة مكنية صور السعادة والنعيم طعاما شهيا يتذوق وسر الجمال .12
(التجسيم)
ظالل الرخاء :استعارة مكنية صور الرخاء شجرة لها ظالل وسر الجمال التجسيم .13
ال يكمل دينه إال بأدائه :أسلوب قصر للتخصيص والتوكيد .14
األركان الخمسة التي بني عليها اإلسالم :استعارة مكنية صور األركان الخمسة بأساس واإلسالم ببناء يبنى عليه .15
بني عليها اإلسالم :أسلوب قصر ,وبناء الفعل للمجهول للعلم بالفاعل وهو اهلل عزوجل .16
ذلك الحق :اسم إشارة للتعظيم .17
ويذهب خوف الغني :استعارةمكنية صور الخوف إنسانا يرحل وسر الجمال التشخيص وتوحي بالطمأنينة .18
هذا النص مقال إحتماعى كُتب بأسلوب أدبى و هو يمثل إلتجاه المحافظين فى النثر أولئك الذين حافظوا على سالمة
األداء وقوته وأحيوا التراث و تأثروا بأساليب القدماء و مجدوا الماضى و تغنوا به ،و يعد الزيات من
المحافظين الجدد كطه حسين و العقاد و المازنى
و الحاصل أن الزيات يمثل لمذهب أدبى جديد يقوم على دعامتين اثنتين :
اإلفادة من أثار الفكر الغريى .1
العودة إلى بالغة القدماء فى التعبير و الذى اتسم باإليجاز و رصانة الفواصل و قصرها و جمال اللفظ و وقع .2
موسيقاه الساحر
3
-5يعكس أحاسيسه و يصور نفسه فى كتاباته
-6له أسلوب خاص
-7عباراته عربية سليمة واللفظ دقيقة اإلختيار
- 8و فى النص موسيقى هادئة نابعة من تقطيع الجمل تقطيعا متوازيا و استخدام السجع غير المتكلف وكذلك
اإلزدواج 0
الواجب
عالج اإلسالم الفقر عالج من يعلم أنه أصل كل داء و مصدر كل شر و قد أوشك هذا العالج أن يكون بعد توحيد اهلل أرفع أركان
اإلسالم شأنا و أكثر أوامره ذكرا و أوفر مقاصده عناية و لو ذهبت تستقصى – ما نزل من اآليات و ورد من األحاديث فى
الصدقات والبر ،لحسبت أن رسالة اإلسالم لم يبعث بها اهلل محمدا أخر الدهر إال لينقذ اإلنسانية من غوائل الفقر و جرائر
الجوع
هات معنى " غوائل و مفرد جرائر فى جملتين من تعبيرك .1
كيف عالج اإلسالم الفقر كما فهمت من الموضوع ؟ دلل على ذلك .2
يميل الكاتب إلى استخدام المحسنات البديعية من خالل الفقرة وضح .3
استخرج من الفقرة ( :صورة خيالية و بين نوعها و سر جمالها ) .4
ما أهمية الصدقات و الزكاة كما فهمت من الفقرة ؟ .5
ما خصائص المقال ؟ .6
س: 1ما المناخ الذى ساعد على تآلف أصحاب مدرسة الديوان واتجاهاتهم إلى الرومانسية ؟
كان العقاد وشكري والمازني يمثلون الشباب العربي الذى تصادمت آمالهم وطموحاتهم مع الواقع االستعماري البغيض ،فلم -1
يجدوا إال أن يهربوا من عالم الواقع المؤلم إلى األحالم واألوهام ،ويعيشوا في عالم من صنع خيالهم ،يلجئون إلى
الطبيعة يبثونها آمالهم الضائعة ،ويأسهم من الحياة ،ويتأملون في الكون ويتعمقون أسرار الوجود.
تآلف الشعراء الثالثة وجمع بينهم اعتزازهم بالثقافة العربية ،وتأثرهم بالرومانتيكية' اإلنجليزية ،فعبروا بمواقف -2
حارة وتجربة صادقة عن المأساة التي يعيشها جيلهم ،واتجهوا في شعرهم إلى الذات اإلنسانية ،وجنحوا إلى الخيال ،
3
ومن ثمّ اتفقوا مع خليل مطران الذى أخذ عن الرومانسية الفرنسية فيما ذهب إليه من اتجاه وجداني ،وساروا في نفس
الطريق الذاتي العاطفي .
بدأ الشعراء الثالثة منذ عام 1909م ينشرون آراءهم ويدعون لمذهبهم ,في مقاالت بالصحف ,وفي مقدمات -3
دواوينهم ,ومن ذلك ما يقول العقاد ـ ملخصا موقف مدرسة الديوان في مقدمة الديوان األول إلبراهيم المازني عام
1913م " :لقد تبوأ منابر األدب فتية ال عهد لهم بالجيل الماضي ,ونقلتهم التربية والمطالعة أجياال بعد جيلهم ,فهم يشعرون
بشعور الشرقي ,ويتمثلون العالم كما يتمثله الغربي ,وهذا مزاج اول ما يظهر من ثمراته أن نزعت األقالم إلى االستقالل ,وبفع
غشاوة الرياء ,والتحرر من القيود الصناعية " .
س: 2كانت نظرة شعراء الديوان إلى الشعر تختلف عن نظرة اإلحيائيين .فيم كان هذا االختالف ؟ وماذا ترتب عليه؟
وجد أعضاء جماعة الديوان أن نظرتهم إلى الشعر تختلف عن نظرة اإلحيائيين ،فاإلحيائيون ينظرون إلى الخلف ويعيشون
في ظالل القديم ،بينما ينظر جماعة الديوان إلى األمام يستلهمون ذواتهم ،وخياالتهم ،وعواطفهم ،وأحداثهم ،
ويعبرون عن مأساة عصرهم .
ونتيجة لالختالف الكبير بين النظرتين ،أخذ شعراء الديوان يهاجمون اإلحيائيين ،وفى مقدمتهم "أحمد شوقي ،وحافظ
إبراهيم ،ومصطفى صادق الرافعي" في كتابهم " الديوان في األدب والنقد " الذي أصدره العقاد والمازني عام 1921م ,
وبه سُمّي ثالثتهم " مدرسة الديوان " .
س:3ما المآخذ التي أخذتها مدرسة الديوان على شعراء اإلحياء والبعث ؟
استلهام النماذج البيانية القديمة مثال أعلى لهم في شعرهم ,وطغيان الجانب البياني على المضمون والفكرة . -1
االهتمام الزائد بشعر المناسبات ،والبعد عن تصوير خلجات النفس اإلنسانية ،وإن كتب العقاد في المدح ،معلال بأن -2
المدح الصادق ليس عيبا .
االهتمام بقشور األشياء وظواهرها. -3
عدم وضوح شخصياتهم الشعرية في شعرهم ،وبخاصة في معارضاتهم للشعر القديم. -4
عدم مراعاة الوحدة الفنية في شعرهم ،وانتقالهم من غرض إلى غرض آخر فى القصيدة -5
مبالغتهم وعدم وضوح الصدق في شعرهم . -6
3
االهتمام بوضع عنون للقصيدة ؛ تأكيدا لفكرة الوحدة العضوية ،بل وضعوا عنوانا للديوان كله ليدل على اإلطار .13
العام للديوان ،كما فى " :عابر سبيل " للعقاد ،وكما فى " أزهار الخريف " لشكرى .
-â4أدب ـ الروايةá
س : 1ما مفهوم الرواية ؟ وما أنواع النهاية فيها ؟
تعريفها :الرواية نوع خاص من القصة ذاك أن القصة بمعناها العام تعني حكاية حدث أو أحداث يقوم بها شخصيات من
البشر أو غير البشر وسواء تعين فيها الزمان والمكان أو كانا غير معلومين كما أنها ليست مقيدة بنوع خاص من
اللغة .
س : 2ما التغيرات التى طرأت على عناصر القصة ؟ وما نتيجة ذلك ؟ وما االسم الذى أطلق عليها ؟
3
ومع تغيرات طرأت على العناصر السابقة التي تتكون منها القصة بأن أصبحت جميعها تحاكي الواقع المعيش خصها نقاد
األدب ومؤرخوه في إنجلترا باسم الرواية " " novelوشاع هذا االسم علما عليها منذ النصف األخير من القرن
الثامن عشر .
س :6متى ظهرت الرواية في أدبنا العربي ؟ وما االرواية الرائدة فيه ؟
لم تظهر الرواية بمعناها الفني في أدبنا العربي إال في أوائل القرن العشرين ومن الروايات الرائدة رواية زينب
لمحمد حسين هيكل باشا ( )1956 :1888التي صدرت سنة 1913
س : 7وضح موقف الكتاب من فن "الرواية " .وما دور نجيب محفوظ فى هذا الفن ؟ وما أشهر رواياته ؟
حظي هذا الفن بإقبال عدد كبير من الكتاب عليه وبلغ به نجيب محفوظ ( )2006 :1911ذروة اإلبداع فيه حتى
حصل على جائزة نوبل العالمية في األدب عام 1988ومن أشهر أعماله الثالثية (بين القصرين -قصر الشوق –
السكرية) .
3
عباس محمود العقاد ,ولد بأسوان 1889م ,لم يحصل إال على االبتدائية ,ومع ذلك أصبح شاعرا وأديبا له
مكانته ,صاحب العبقريات ,اتجه للصحافة وغلبت عليه المقالة ,له قصة واحدة ( سارة ) وديوان شعر ,توفى
1964م .
مي زيادة :هى مارى إلياس زيادة ...ولدت فى فلسطين ,تعلمت فى مدارس الراهبات ,كانت تكتب فى الصحف
والمجالت ,ثم جاءت إلى مصر وكان لها ( صالون ) يجتمع فيه كبار األدباء والكتاب كل يوم ثالثاء
نوع التجربة
ذاتية ؛ ألنه يتناول في هذه القصيدة مشاعره الحزينة ويتناول مكانتها وأوصافها بعينه هو.
اللغويــات
المحفل :المجلس ج :المحافل -ها هنا :يقصد صالون مي -فصل الخطاب :القول الصواب -عرش :مكان جلوسها
(ج) :عروش و أعراش -المنبر :المنصة -الجناب :الناحية (ج) :أجنبة -مستجيب :المراد /مي -مستجاب:
المراد األدباء
الشرح
يتسائل العقاد في حزن وألم عن األديبة الراحلة " مي زيادة" التي اعتاد األدباء سماع كلماتها البليغة ،ورأيها
السديد فهي أديبة ذات مكانة عالية يلبي دعوتها كبار الكتاب واألدباء.
التذوق
[فصل الخطاب ] :كناية عن مكانة مي األدبية. .1
[عرشها المنبر] :تشبيه بليغ شبه العرش بالمنبر ،وسر جمالها التوضيح . .2
[مرفوع الجناب] :كناية عن سمو مكانة مي األدبية . .3
أين في المحفل مي :أسلوب استفهام غرضه إظهار الحزن واأللم. .4
(يا صحاب) :نداء غرضه إظهار الحز واألسى. .5
(الطباق) :بين (مستجيب ) و (مستجاب) يوضح المعنى ويقويه. .6
(عوّدتنا ) :تضعيف حرف الواو ،للداللة على استمرارية مجلسها ،وأثره القوي في نفوس الحاضرين . .7
[ها هنا ] :ها ؛ للتنبيه ،واستخدام اسم اإلشارة للقريب ؛ ليدل على ألفة مجلسهاوقربها من النفوس . .8
[المنبر ] :يوحي بسمو مكانة مي األدبية . .9
" صفات مي الحسية" .2
سائلوا النخبة من رهط الند ّ
ي
اللغويــات
سائلوا :اسألوا -النخبة :الصفوة (ج) :نخب -الرهط :القوم واألهل الجمع :وأرْهاط' أَرْهُطٌ' ،أراهط ،وأراهيط
-الندي :مجلس القوم -اللحن :الصوت و(ج) :األلحان و اللحون -الشجي :الرقيق ،الحزين -الجبين :الجبهة
(ج) األجبن و األجبنة -السني :الرفيع × الوضيع -الحر :الصافي -ولى :ذهب
الشرح
يتسائل الشاعر في حزن وألم وحيرة متوسال بسؤاله إلى استعراض صفات "مي" فيسأل عن جمال مي وحديثها العذب
الجميل وجبينها البراق ووجهها المتأللئ (وهذه صفات حسية) ثم في نبرة حزن يتسائل أين ذهب كل هذا؟
3
التذوق
[كوكباه] :استعارة تصريحية ،حيث شبه (عينيها) بـ (كوكبين) وسر جمالها التوضيح. .1
[الحديث الحلو واللحن الشجي ] [ ،الجبين الحر والوجه السني] :كناية عن جمال "مي" الحسي. .2
[رهط الندي ] :كناية عن كثرة من يرتادون مجلسها وتأثرهم بحديثها العذب. .3
[سائلوا] :أسلوب أمر غرضه إظهار الحيرة والتردد( .سائلوا) أجمل من (اسألوا) ؛ ألنها تدل على المبالغة والتأكيد .4
على مكانة "مي" األدبية.
[أين مي /هل علمتم أين مي /أين ولى كوكباه ] :استفهام غرضه إظهار الحزن واألم والحيرة ،وتكرار االستفهام ؛ .5
للداللة على عمق إحساسه باأللم لفراقها.
[تكرار اسم مي ] :يدل على شدة إعجابه واعتزازه بها. .6
" صفات مي " .3
اللغويــات
شيم :أخالق (م) شيمة ُ -غ ّر :بيض (م) غراء -شيم غر :أخالق حميدة -رضيات :مرضية مقبولة -عذاب :
طيبة (م) عذب ِ -حجى :عَقْل وفِطْنة (ج) أحْجاء و أحجية – ينفذ :يقطع -ألمعي :صاحب الرؤية الصائبة
(حاد) – جمال قدسي :جمال طاهر .
الشرح
يعود الشاعر إلى سرد صفات مي (المعنوية) فيقول :إن مي تتحلى بكثير من األخالق الحميدة التي يحبها الجميع
والرأي الصائب والعقل السديد ،والذكاء الحاد ،أما جمالها القدسي فصفة تجمع بين الحسية والمعنوية ،فللجمال
جانبه المحسوس – ربما بأكثر من حاسة – ومع ذلك فهو (جمال قدسي) والقدسي هو الطاهر ،نسبة إلى القدس وهو
الطهر ،وهو صفة لها طابعها المعنوي ثم يعود إلى الواقع واقع الموت والفناء الذي قضى على كل تلك الصفات
الحسي منها والمعنوي ،وقد وارها جميعها التراب على نحو ال يكاد يصدق.
التذوق
[حجى ينفذ بالرأي الصواب ] :استعارة مكنية شبه الحجى بسيف يقطع وسر جمالها التجسيم. .1
[شيم غ ّر] :استعارة مكنية شبه (الشيم) بـ (جياد) وسر جمالها التجسيم ،وتوحي بهرة تلك الصفات. .2
[رضيَّات ِعذاب] :استعارة مكنية شبه (الشيم) بـ (مياه) عذبة وسر جمالها التجسيم .توحي بالصفاء .3
[ذكاء كالشهاب ] :تشبيه مجمل ؛ شبه الذكاء بالشهاب وسر جمالها التجسيم ،يوحي بشدة ذكائها. .4
[جمال قدسي ال يعاب ] :كناية عن حسن مي وجمالهاوطهارتها . .5
[كل هذا في التراب ] :استعارة مكنية ،حيث شبه خصال "مي" بأشياء مادية تدفن وسر جماها التجسيم. .6
[شيم ،غر : ]....نكرات للتعظيم ،وجمع ؛ يفيد كثرة وتعدد صفات مي . .7
(جمال قدسي) :وصف الجمال بالقدسي يوحي بالطهارة والبراءة. .8
(كل هذا في التراب ؟) :أسلوب استفهام غرضه التعجب واإلنكار. .9
(ال يعاب) :إيجاز بحذف الفاعل ؛ للعموم والشمول. .10
لن تتوارى مآثر "مي" .4
ويك ما أنت براد ما لديك
3
اللغويــات
ويك :كلمة للتعجب الممزوج بالغضب -تحلق :ترتفع -تخفق :تتحرك وتطير -خالص :متحرر -تتعقب :تتتبع
-السحيق :البعيد × القريب
الشرح
ويدرك الشاعر أن التراب لن يرد ما غيبه في جوفه ،وأن من العبث أن يأمل أحد في ذلك ،ومع هذا ال تفارقه روح
التحدي وهو يخاطب التراب ،فهذا التراب وإن وارى من مي جسدها ..غير قادر على أن يحجب مآثرها وفضلها
وإبداعاتها التي ال سلطان له عليها ،وال قدرة له على إخفائها ألنها فوق سلطانه وأكبر من قدرته.
التذوق
[أضيع اآلمال ما ضاع عليك] :استعارة مكنية شبه اآلمال بـ أشياء تضيع وسر جمالها التجسيم وتوحي باليأس . .1
[مجد مي غير موكول إليك ] :استعارة مكنية ،تصور التراب شخصا وسر جمالها التشخيص . .2
[ويك ] :تفيد التعجب والزجر والتهديد لهذا التراب . .3
ولها من فضلها ألف ثواب :أسلوب قصر للتوكيد والتخصيص .4
التعليق
موضوع القصيدة :الرثاء (وهو الحديث عن الميت وذكر محاسنه)
اذكر الخصائص الفنية ألسلوب الشاعر .
الوحدة العضوية المتمثلة في وحدة الموضوع .4 سهولة األلفاظ وبعدها عن الغرابة. .1
ووحدة الجو النفسي. روعة الصور وعدم التكلف فيها. .2
كثرة األساليب اإلنشائية. .5 التنوع في القافية .3
الواجب
سائلوا النخبة من رهط الند ّ
ي
هات معنى " النخبة " ومضاد السنى " فى جملتين من إنشائك .1
ما الغرض من اإلستفهام فى األبيات ؟ .2
الشاعر شديد التأثر لفقد مى ...دلل على ذلك من خالل فهمك لألبيات .3
استخرج من األبيات ( :أسلوب أمر و بين الغرض منه ـ صورة بيانية مبينا نوعها و قيمتها الفنية ) .4
إلى أي غرض شعرى ينتمى هذا النص و ما الخصائص األسلوبية لللشاعر كما تجلت افى النص .5
â 5ـ مدرسة أبولُّــــــو á
س:1لماذا ُس ِّميت مدرسة أبولُّو بهذا االسم ؟ وما الظروف التي نشأت فيها ؟
3
أصبح الطابع العام لشعر الديوانيين هو المبالغة فى الذهنية الجافة والتفلسف . .5
وها هو ذا محمد عبد المعطي الهمشري في قصيدته " النارنجة الذابلة " يستحضر ذكريات صباه فيقول :
ألف الغناء بظلها الزرزور
كانت لنا عند السياج شجيرة
استعمال اللغة استعماال جديدا فى دالالت األلفاظ والمجازات والصور ،من أمثلة ذلك : .2
( العطر القمرى ،وراء الغمام ،أغانى الكوخ ،األريج الناعم ،شاطئ األعراف ،المالح التائه ) ويكثرون من كلمات " الحقل ـ النور ـ
الظغيان ـ الموت ـ العطر ـ الشذا ـ الشراع " ...
الميل فى التصوير إلى التجسيد ؛ أى تحويل المعنويات من التجريد إلى الحسية ،يقول إبراهيم ناجى : .3
وفرغت من آالمها
ذوت الصبابة وانطوت
الميل إلى التشخيص ؛ أى منح الصفة اإلنسانية لما ليس بإنسان ،مثل قول الهمشرى : .4
فنسيم المساء يسرق عطرا
من رياض سحيقة فى الخيال
استخدام الرمز والميل للكلمات الرشيقة ،مثل (:جندول ـ عروس ـ عيد ـ عطر ) . .5
استخدام الكلمات األجنبية واألساطير ،مثل ( :الكرنفال ،أوزوريس ،فينوس ،إخناتون ). .6
حب الطبيعة وتقديسها وعشق جمالها ومناجاتها ومخاطبتها ،مثل ( :الينبوع ـ المساء الحزين) . .7
التشاؤم واالستسالم لآلالم واألحزان والتأمل واليأس ،مثل :أين المفر؟ لمحمود حسن إسماعيل . .8
تعدد موضوعاتهم الشعرية بين ( :المرأة والطبيعة والحنين والذكريات واالبتعاد عن الشعر السياسى) . .9
س:4ما التجديد الذى طرأ على شكل القصيدة عند شعراء أبولو ؟
تقسيم القصيدة إلى مقاطع ،تتعدد قوافيها وأوزانها . .1
3
تحرير القصيدة من وحدة القافية ،وذلك بتعدد القوافى فى القصيدة الواحدة . .2
الميل إلى الموسيقا الهادئة ال الصاخبة . .3
استخدام الشعر المرسل الذى ال يلتزم قافية ويستعمل فيه أكثر من بحركما في قصيدة الفنان ألحمد زكي أبو شادي .4
وقصيدة أطياف لصالح الشرنوبي .
التزموا بالوحدة الفنية للقصيدة فى معظم أشعارهم ،شأن الرومانسيين جميعا .كما في شاطئ األعراف للهمشري , .5
واألطالل وملحمة السراب لناجي وطارق بن زياد وأرواح وأشباح لعلي محمود طه .
3
تهن
يا صخرة وهنت رياح الدهر وهى – الده َر – لم ِ
اللغويــات
الهوى :الحب ج األهواء ـ فتني :إعجابي م فتنة × اشمئزازي ـ لهاة :لسان المزمار ج لَهَا ولهوات ـ أعزفه :
أغنيه ـ صفق :صوت ـ يناغمني :يطربني × يحزنني ـ شدو :غناء ـ الرعيان :م راعي وهو ما يقوم برعاية
اإلبل وغيرها ـ العشب :النبات الطري ـ يسحرني :يدهشني جماله ـ وهنت :ضعفت ـ الدهر :الزمن الطويل ـ
وهي :ضعف ـ تهن :تضعف
الشرح
يعترف الشاعر بحبه الشديد لوطنه ,فكل ما في الوطن يحرك اللسان ليذكرك بخير ,ويثر إعجابنا بك وافتتاننا
بجمالك ,فأنت مصدر األلحان الشجية التي تتغنى بها الطيور ,ليندمج الشاعر فيها وكأنه عازف لها مع الطيور ,كل
شيء فيك يسحرني حتى صوت أمواج البحر حين تتحرك ,ويذكرني بك غناء الرعيان ,ثم يقر الشاعر أن الوطن
راسخ مثل الصخرة ,فال تضعف مهما تتابعت عليها األهوال
التذوق
أهواك يا وطني :استعارة مكنية حيث صور الوطن إنسانا يخاطبه ,وسر الجمال التشخيص ,واستخدام الكاف .1
الستحضار الصورة
يا وطني :أسلوب إنشائي نداء للتعظيم ,واستعارة مكنية ,فقد صور الوطن إنسانا يناديه وسر الجمال التشخيص , .2
واإلضافة في وطني للتخصيص
يا كل ما تروى به شفةُ الهوى فِتَنِي :أسلوب إنشائي نداء للتعظيم ,وكل تفيد العموم والشمول وهي استعارة مكنية حيث .3
صور الفتن أشخاصا يرويها الحب ,وصور الهوى بإنسان له شفة " تشخيص " ,وشفة :مجاز مرسل عن الفم عالقته
الجزئية
يا كل لحن :أسلوب إنشائي نداء للتعظيم ,وهي استعارة مكنية حيث صور األلحان أشخاصا يناديها .4
لحن في لها ِة الطير :استعارة مكنية حيث صور الطيور أشخاصا تقوم بالتلحين " تشخيص " ,ولهاة الطير :مجاز .5
مرسل عن الفم عالقته الجزئية
يعزفني :استعارة مكنية حيث صور الشاعر نفسه لحنا تعذفه الطيور .6
يا كل صفق بين موج النهر :أسلوب إنشائي نداء للتعظيم واستعارة مكنية حيث صور كل صفق أشخاصا يناديها " .7
تشخيص "
صفق بين موج النهر اسمعه :استعارة مكنية حيث صور موج النهر أشخاصا تصفق " تشخيص " ,وصفق ـ أسمعه : .8
مراعاة نظير إلثارة الذهن ولفت االنتباه
صفق بين موج النهر اسمعه يناغمني ويطربني :استعارة مكنية حيث صور موج النهر مغنيا يطرب الشاعر ويسعده " .9
تشخيص " ,صفق ـ أسمعه :مراعاة نظير إلثارة الذهن ولفت االنتباه ,وبين يناغمني ويطربني :إطناب بالترادف
يفيد التوكيد
يا كل شد ٍو :أسلوب إنشائي نداء للتعظيم ,واستعارة مكنية حيث صور كل شدو شخصا يناديه " تشخيص " .10
يا صخرة :أسلوب إنشائي نداء للتعظيم ,واستعارة مكنية حيث صور الصخرة شخصا يناديه " تشخيص " .11
صخرة :استعارة تصريحية حيث صور الوطن في صموده بالصخرة " تجسيم " .12
وهنت رياح الدهر :استعارة مكنية صور فيها الرياه بإنسان يضعف " تشخيص" ,ورياح الدهر :تشبيه بليغ حيث شبه .13
الدهر برياح " تجسيم " ,ورياح :استعارة تصريحية حيث صور التحديات التي تواجه الوطن بالرياح " تجسيم "
وهنت ـ لم تهن :طباق بالسلب يبرز المعنى ويوضحه .14
وهنت ـ وهي :جناس يعطي جرسا موسيقيا تطرب له األذن .15
مأخذ :تكرار حرف الهاء في البيت األخير أحدث ثقال في النطق مما أضعف البيت .16
وطني وطن التسامح
3
أهواك يا وطني
اللغويــات
أعشقه :أحبه ـ مدى :طول ـ يهل :يظهر ـ يطل :يأتي ـ رباك :مرتفعاتك م ربوة ـ مورده :مصدره ـ السحر :
الجمال ج األسحار والسحور ـ ينشده :يطلبه ـ خافقة :المراد القلب
الشرح
يقول الشاعر :أنت يا وطني حبي الوحيد بل أغنيتي المفضلة التي أغنيها طوال حياتي فأنت وطن التسامح واألمن
مهما اختلفت األديان فالمسجد والكنيسة' يظلهما أمنك وحريتك ,ويقول أنت موطن الجمال المعشوق من الجميع كل ما
فيك يسحر العقول أنت مقصدنا جميعاوأنت مصدر الحب المتجدد في قلوبنا جميعا
التذوق
أهواك ..أنت هواي أهواه وأعشقه :استعارة مكنية صور الوطن شخصا يحبه ويهواه ويعشقه ,أنت هواي :أسلوب قصر .1
بتعريف المبتدأ والخبر وتشبيه بليغ فقد شبه الوطن بالحب للتوضيح وإضافة الياء لـ هواي تفيد التخصيص واالعتزاز
,وبين أنت ...أهواه وأعشقه :إلتفات إلثارة الذهن وإطناب بالترادف للتأكيد وتكرار حرف الهاء أحدث ثقال في النطق
مما أضعف المعنى
ونشيدي الغالي مدى الدنيا أردده :تشبيه بليغ شبه الوطن بالنشيد ,وجملة نشيدي الغالي استعارة مكنية صور النشيد .2
بسلعة غالية الثمن " تجسيم "
من للهالل يهلُّ مسجده ؟ :أسلوب إنشائي لالستفهام ويفيد التعظيم ,الهالل :كناية عن اإلسالم ,وبين الهالل ـ يهل : .3
جناس ناقص يعطي نغمة موسيقية ,الهالل ـ مسجده :مراعاة نظير لإلثارة والتنبيه
من للصليب يُطل معبده f؟ :أسلوب إنشائي لالستفهام ويفيد التعظيم ,الصليب :كناية عن المسيحية ,وبين الصليب ـ .4
معبده :مراعاة نظير لإلثارة والتنبيه ,واستعارة مكنية تصور المعبد إنسانا يطل " تشخيص "
من للجمال رُباك مورده ؟ :أسلوب إنشائي لالستفهام ويفيد التعظيم ,ورباك مورده :تشبيه بليغ حيث شبه ربا الوطن .5
بالمورد " تجسيم " ,ورباك :اإلضافة للتخصيص واالعتزاز وفيها استعارة مكنية حيث صور الجمال إنسانا يروي ظمأه
من ربا الوطن
السحر فيك ...السحر ين ُشدُه :استعارة مكنية تصور سحر الوطن شيئا ماديا " تجسيم " ,وجملة السحر ينشده :استعارة .6
مكنية حيث صور السحر إنسانا يطلب " تشخيص "
والحب فيك بكل خافقة تجدده :استعارة مكنية " تجسيم " للحب بشيء مادي ,وكلمة فيك :اإلضافة الستحضار الصورة , .7
وجملة بكل خافقة تجدده :استعارة مكنية صور الحب مادة تتجدد " تجسيم " ,وخافقة :اسم فاعل يفيد االستمرار
والتجدد
عهد بالفداء والتضحية
ُ
وبكل طير فوق رابية بالحب نغ َمته تعطرني
3
وبكل لفٍّ أوقدت مصباحها قبسا أمام خطاك
اللغويــات
استبد :ظلم ـ الليل :المراد االستعمار ـ الرؤيا :الحلم ج الرؤى ـ نبدده : fنزيله ونمحوه ـ نحصده :نجنيه ـ الهافي
:المتحرك ـ الصافي :النقي ـ رابية :مرتفعات ج روابٍ ـ تعطرني :تزينني وتطيبني ـ لف :حديقة ج ألفاف
ولفوف ـ قبسا :نارا ـ خطو :مشي ـ يغرس :يثبت ـ صاعدة :مرتفعة ـ عالك :رفعتك ـ اآلجال :األعمار ـ
األعراس :الزفاف ـ تمادى :تطاول ـ المحن :الشدائد ـ متألقا :المعا
الشرح
مهما اشتد االستعمار بظلمه ومهما تعددت التحديات واشتدت' المحن ,فلك عهد علينا بأن ندافع عنك ,مع وعد بإزالة
هذا الظلم وإزاحته من طريق تقدمنا كأنه كابوس سرعان ما أزلناه ,وكل مكان فيك سيتحول لساحة للمقاومة كل
شيء سنبذله في سبيل حريتك سنشتعل كأننا مصابيح تهدي الوطن في طريق تقدمه ,سنبعث اآلمال في النفوس
الراغبة للوصول ألعلى منزلة ,سنضحي بأعمارنا بأنفاسنا بكل ما أظلته سماؤنا ,سنثور حتى نمهد لك طريق التقدم
,سيعود الوطن المعا متألقا بحضارته وبعلمه كالشمس .
التذوق
مهما استبد الليل يا وطني :استبد الليل :استعارة مكنية صور الليل إنسانا مستبدا " تشخيص " ,والليل :استعارة .1
تصريحية حيث صور المحن ومنها االستعمار بالليل " تجسيم " ,يا وطني :نداء للتعظيم واستعارة مكنية صور الوطن
شخصا يناديه " تشخيص "
بك أنت -كالرؤيا – نبدده :بك أنت ..نبدده : fقصر للتخصيص والتوكيد ,بك أنت :توكيد لفظي والكاف الستحضار .2
الصورة ,كالرؤيا نبدده : fتشبيه للظلم والمحن بكابوس يتبدد ,نبدده : fاستعارة مكنية صور الظلم بشيء مادي يزال
ويمحى " تجسيم "
بهواك ,بالشطآن ,باألزهار ,باألعمار مثل النار نحصده :فيه حسن تقسيم يعطي نغمة موسيقية تطرب األذن ,مثل .3
النار :تشبيه حيث شبه ( الهوى ـ األزهار ـ ضفاف النهر ـ أعمار البشر ) بالنار ,بهواك ,بالشطآن ,باألزهار ,
باألعمار نحصده :استعارة مكنية صور ( الهوى ـ األزهار ـ ضفاف النهر ـ أعمار البشر ) بآالت أو أسلحة تحصد
الشر والظلم " تجسيم "
بنسيمك الهافي نمزقه :قصر للتخصيص والتوكيد ,والكاف الستحضار الصورة واالعتزاز بالوطن ,بنسيمك ..نمزقه : .4
استعارة مكنية صور نسيم الوطن سالحا يمزق الليل " تجسيم "
وبموجك الصافي نحرِّقه :قصر للتخصيص والتوكيد ,والكاف الستحضار الصورة واالعتزاز بالوطن ,وبموجك ... .5
نحرِّقه :استعارة مكنية صور الموج نارا تحرق الليل المستبد " تجسيم "
بنسيمك الهافي نمزقه ..وبموجك الصافي نحرِّقه :حسن تقسيم يعطي نغمة موسيقية جميلة تطرب لها األذن .6
وبكل طير فوق رابية بالحب ن ْغ َمتُه تعطرني :كل ـ طير تفيد العموم والشمول ,بالحب ن ْغ َمتُه تعطرني :قصر للتخصيص .7
والتوكيد ,ن ْغ َمتُه تعطرني :استعارة مكنية صور نغم الطيور بالعطر " تجسيم "
3
وبكل لفٍّ أوقدت مصباحها قبسا أمام خطاك :وبكل لفٍّ أوقدت :قصر للتخصيص والتوكيد ,لفٍّ أوقدت مصباحها : .8
استعارة مكنية صور الحديقة بإنسان يشعل المصباح ,أوقدت ـ مصباحها ـ قبسا :مراعاة نظير يثير الذهن ,أمام خطاك
:استعارة مكنية حيث صور الوطن إنسانا له خطوات " تشخيص "
وبكل خط ٍو يغرس اآلمال صاعدة لشمس عالك :وبكل خط ٍو يغرس اآلمال :قصر للتخصيص والتوكيد ,يغرس اآلمال : .9
استعارة مكنية صور اآلمال أشجارا تغرس " تجسيم " وصور كل خطو بفالح يغرس اآلمال " تشخيص " ,لشمس عالك
:تشبيه بليغ شبه العال بشمس " تجسيم "
وبكل شيء فوق أرضك تحت ظل سماك :أرضك ـ سماك :الكاف الستحضار الصورة واالعتزاز بالوطن .10
بالناس ,باآلجال ,يا وطني :استعارة مكنية حيث صور الوطن إنسانا يخاطبه ,وسر الجمال التشخيص .11
بتردد fاألنفاس ,بالزمن ـ بزغاريد األعراس ,بالكفن ـ مهما تمادى الليل نحصده :استعارة مكنية صور األنفاس والزمن .12
وزغاريد األفراح والكفن أسلحة تحصد الظلم وتحرر الوطن " تجسيم " ,وزغاريد األفراح والكفن :طباق يوضح
المعنى ويقويه
مهما تمادى الليل نحصده وبكل غضبتنا ..نبدده :قصر للتخصيص والتوكيد ,مهما تمادى الليل نحصده :استعارة مكنية .13
صور الليل زرعا نحصده ,والليل استعارة تصريحية صور الظلم بالليل ,نبدده : fاستعارة مكنية صور الليل شيئا ماديا
يزال ويمحى
ونرد فجرك من يد المح ِن متألقا كالشمس فوق الكون ..يا وطني :ونرد فجرك :استعارة مكنية صور الفجر شيئا ماديا .14
ضائعا والمصريون يعيدونه " تجسيم " ,فجرك :استعارة تصريحية صور تحرر الوطن بالفجر ,يد المحن :استعارة
مكنية صور المحن إنسانا له يد " تشخيص " ,متألقا كالشمس :تشبيه للوطن بالشمس المضيئة .
التعليق
تجربة الشاعر :تدور حول محورين هما ( :حب الوطن والتضحية والفداء له )
غرض النص :الفخر واالعتزاز بالوطن
الفن الشعري :من الشعر الغنائي
اللون األدبي :الشعر الوطني
خصائص مدرسة أبوللو في النص :
التحرر من الوزن والقافية .1
تقسيم القصيدة لمقاطع .2
الوحدة العضوية واالهتمام بالصورة الكلية .3
استعمال اللغة استعماال جديدا .4
استخدام الرمز .5
األساليب :غلب على النص استخدام األساليب الخبرية لتقرير وتأكيد فكرة إعالء الوطن والتضحية بالغالي في سبيل تحرره
مالمح شخصية الشاعر :وطني وموهوب ومحب للطبيعة وعاشق للحرية
الواجب
ك يا وطني
أهوا َ
يا كل ما تروى به شفةُ الهوى فِتَنِي
تهن
يا صخرة وهنت رياح الدهر وهى – الده َر – لم ِ
3
هات معنى " لهاة " و مضاد وهنت و مفرد الرعيان فى ثالث جمل من إنشائك .1
ما دالالت الكلمات التالية فى سياقها " :كل لحن – صفق – شدو " .2
عبر الشاعر فى األبيات عن سعادته بوطنه .وضح ذلك .3
تزخر األبيات بكثير من الصور الخيالية وضح ذلك .4
برزت فى النص بعض مالمح المدرسة الرومانتيكية' وضح ذلك .5
" أهواك يا وطني " تنوع األسلوب في هذا التعبير ..وضح ذلك ذاكرا غرض كل أسلوب .6
ما اإليحاء في كلمة كل ؟ وما قيمة تكرارها ؟ .7
ما رأيك في تكرار الشاعر لحرف الهاء في البيت األخير ؟ .8
3
والتعبير فيها غاية اإليجاز -4
فكل وصف مقصود وكل عبارة لها داللتها حتى إن واحدا من أبرز كتابها وهو الكاتب األمريكي " إدجار ألن بو " -5
ذهب إلى أنه ال يمكن حذف جملة أو عبارة بل كلمة من القصة القصيرة دون أن يتأثر بناؤها وقد يكون ذلك من قبيل
المبالغة والحرص على إحكام البناء ولكنها مبالغة ال تنفي األصل .
س :ما الغاية الفنية للقصة القصيرة؟ وفيم تتمثل؟ وكيف تؤدى ؟
توصيل رسالة إلى المتلقي تتمثل في :فكرة ،أو مغزى ،أو انطباع خاص ,لكنه بدال من أن يقدم أيا منها بصورة
تقريرية مباشرة يعزف عنها القارئ أو ال يوليها اهتمامه يجسده في حكاية قصصية تحاكي واقع الحياة فتجذبه إلى
متابعتها والتأمل فيها ،والتفكير فيما توحي به .
س : 9متى عرف أدبنا العربى الشكل الفنى للقصة القصيرة ؟ وما أهم األعمال القصصية الرائدة فى أدبنا العربى الحديث ؟
عرف األدب العربي هذا الشكل الفني من أشكال القصة القصيرة خالل العقد الثاني من القرن العشرين .ومن األعمال
الرائدة في هذا المجال قصة " سنتها الجديدة " للكاتب اللبناني ميخائيل نعيمة .
3
ويكون النهر طافحا والماء مثقال بطميه الفوار ,وتكون الدنيا صيفا والبلح األحمر طلع ,وتظل عيوننا معلقة بذلك
المبنى شبه المختفى ,فجأة تضاء نوافذه النحيلة المتباعدة عبر الفروع واألغصان ؛ حينئذ نهلل جميعا في غناء موقع :
"الكنيسة نورت ...الكنيسة نورت " ,ومع ذلك النور المحمر النوافذ والغناء يطلق المدفع الرابض عند انحناءة النهر
طلقة قوية لها صدى ,حينئذ نميل بأجسادنا إلى هناك ,ونرى دخانها الكثيف األبيض وهو يغادر مخبأه ,وبروح يسرح
كثيفا على سطح الماء
والصديق إدوار الخراط اتصل يقول :كل سنة وأنت طيب وأنا سألته عن اسم تلك الكنيسة التي كان يمكن رؤيتها من
إمبابة زمان وهو يقول إن الزمالك حيث يقيم ال يوجد بها إال كنيسة العذراء بالمرعشلى ,قلت لم أعد أراها قال إن
المباني حجبتها
اللغويــات
مكشوفا :ظاهرا ـ مصوبة :مسددة ـ أهالى :يقصد سكان م أهل ـ طافحا :ممتلئا ـ مثقال :محمال ـ الحصر
م حصيرة ما يجلس عليه ـ طميه :ما بحمله ماء النهرمن طين ـ الفوار :الثائر ـ يتسامرون :السمر الحديث
ليال ـ النحيلة :الرفيعة ـ حوائجهم م حاجة ـ نهلل :نصيح × نسكت ـ تجاورنا :تسكن بجوارنا ـ تزيين :تجميل ـ
التصاقا :التحاما × انفصاال ـ صدى :رجع الصوت ج أصداء ـ الرابض :المقيم ـ حجبتها :سترتها ×كشفتها ـ
يبين :يظهر × يختفى
الشرح
عبر إبراهيم أصالن عن عراقة الوحدة الوطنية بين أبناء مصر فى سيمفونية عذبة و بريشة مصور فنان استطاع
الكاتب رصد " الحالة الوطنية " التى تداخل فيها النسيج اإلسالمى المسيحى بصورة رائعة مع قدوم شهر رمضان
المبارك حيث يهنىء المسيحيون أشقاءهم المسلمين بقدوم الشهر الفضيل على طريقة إدوار الخراط مع الكاتب
إبراهيم أصالن
و من خالل قدرته على التصوير رسم صورة أهالى إمبابة و شواطىء النيل الممتدة و مغادرة الحوارى و حمل الحصر
واألوانى ولعب األوالد وساعات السمر و شرب الشاي و جمع الحوائج ساعة السحور ثم العودة إلى البيوت ثم يأتي
ذكر عائلة العم منصور المسيحى بحكم الجوار فى البيت وإسهام اإلخوة المسيحيين فى تزيين الحارة و المشاركة
بقروشهم فى شراء أدوات الزينة و إصرارهم على اإلفطار مع األذان و تبادل ألواح الصاج التى يرص عليها الكعك و
البسكويت و الغريبة و تبادل حملها إلى الفرن القريب ليظل الصبية مسلمين و مسيحيين معا ينتظرون حتى الصباح
ليعود كل منهم بألواحه ثم يبدأ تبادل الزيارة يوم العيد
هذه المشاهد ال تفارق ذاكرة الكاتب و ذاكرة أبناء جيله ,خاصة لحظة انتظار مدفع اإلفطار على شاطىء النهر
الخالد بإنحناءاته تحت كوبرى إمبابة ،و داخل اإلنحناءة كان مدفع رمضان ال يظهر منه شيء و لذا كانت أنظار
الصبية تتجه إلى النهر و المبنى شبه المختفى وراء األشجار فى حى الزمالك حيث تضاء نوافذه عبر الفروع
وليتهلل الجميع فى غناء جماعى موقع " الكنيسة' نورة ...الكنيسة نورت " و مع نور الكنيسة ينطلق مدفع اإلفطار
و ينطلق دخانه الكثيف األبيض
و هنا يسأل صديقه إدوار الخراط عن تلك الكنيسة فيجيبه بأنها كنيسة العذراء بالمرعشلى بالزمالك
التذوق
يغادرون ..ويعودون :طباق يوضح المعنى ويقويه .1
( يغادرون الحوارى ,وهم يحملون الحصر واألوانى ) ـ (األوالد يلعبون ,وهم يتسامرون ) :سجع يعطي نغمة موسيقية .2
جميلة تطرب لها األذن
كانت عائلة العم منصور المسيحى تجاورنا سواء في البيت أو في قعدة الشاطئ :كناية عن التسامح الديني ,وسر جمال .3
الكناية اإلتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم
تزيين الحارة :استعارة مكنية :صور الحارة فتاة تتزرن " تشخيص " .4
وال يفطرون إال مع اآلذان :قصر للتوكيد والتخصيص ,وهي كناية عن مراعاة مشاعر المسلمين .5
3
ومن أكثر صور تلك األيام التصاقا بذاكرتى :استعارة مكنية صور الصور والذاكرة بأشياء مادية تلتصق " تجسيم " .6
وكان الشاطئ الممتد ينتهى بانحناءة :استعارة مكنية صور الشاطئ بإنسان ينحني " تشخيص " .7
مدفع رمضان الرابض :استعارة مكنية صور مدفع رمضان بوحش ينتظر وقت تحركه " توضيح " .8
كانت عيوننا مصوبة في ترقب :استعارة مكنية صور العيون بأسلحة تصوب " توضيح " .9
مبنى شبه مختف وراء األشجار :استعارة مكنية صور المبنى بشخص يختفي بين األشجار " تشخيص " .10
تضاء نوافذه النحيلة :استعارة مكنية صور النوافذ بشخص رفيع نحيل الجسد " تشخيص " .11
الفروع واألغصان :إطناب بالترادف للتوكيد .12
ونرى دخانها الكثيف األبيض وهو يغادر مخبأه :استعارة مكنية صور دخان طلقة المدفع إنسانا مختبئا قرر الظهور" .13
تشخيص "
ال يوجد بها إال كنيسة :قصر للتوكيد والتخصيص .14
لم أعد أراها ..حجبتها :إطناب بالترادف للتوكيد .15
التعليق
القصة القصيرة شكل فني يميز بإجكام البناء محدودة الشخصيات .قليلة األحداث ،التعبير فيها غاية اإليجاز ،فكل
عبارة لها داللتها ،فهذ القصة مكونة من كلمتين ( الكنيسة نورت ) تحمل رسالة القاص فى إيجاز وتوكيد وإيماء بالغ
تاركة انطباعاً لدى المتلقى عن المشاركة الوجدانية فى االحتفال برمضان ثم تتوالى الدالالت المعبرة عن طلبعة
الشخصية المصرية والعادات والتقاليد التى تجمع بين المصريين جمبعا دون النظر إلى أية اعتبارات
وتميزت القصة بمحدودية الشخصيات و األحداث فالمحرك األساسى لألحداث وهو الراوى وتظهر فى نهاية القصة شخصية
صديقه
الواجب
" كانت عائلة العم منصور المسيحى تجاورنا سواء فى البيت أو فى قعدة الشاطىء و كانوا يساهمون فى القروس القليلة
التى يجمعها األوالد من أجل تزببن الحارة و ال يفطرون إال مع األذان "
هات معنى تجاورنا ،مضاد يجمعها فى جملتين من إنشائك .1
تتجلى مظاهر الوحدة الوطنية فى الفقرة أروع تجل ..وضح ذلك .2
يتسم فن القصة القصيرة بالحركة ..وضح ذلك. .3
(ال يفطرون إال مع األذان ) ..ما نوع هذا األسلوب ؟ وما داللته ؟ .4
( كانت عائلة العم منصور المسيحى تجاورنا سواء فى البيت أو فى قعدة الشاطىء ) ..وضح الجمال في هذه الجملة . .5
â 7ـ مدرسة ال ُمهَ َ
اجـــــــرá f
س: 1اضطر بعض أبناء الشام من العرب المسيحيين إلى الهجرة عن أوطانهم .فما األسباب التى دفعتهم إلى الهجرة ؟
االضطهاد السياسى والقهر االجتماعى . .1
الصراع المذهبى الدينى . .2
الصراع الطبقى والفقر . .3
التطلع إلى الحرية والكسب . .4
س:2ماذا كان أثر البيئة الجديدة فى حياتهم وفى أحاسيسهم f؟ ولماذا لم يذوبوا فى هذه البيئة الجديدة ؟
بعد أن استقروا في مهجرهم الجديد بدأت البيئة الجديدة تؤثر فى حياة الشباب المهاجرين وفى أحاسيسهم ،ثم فى
أدبهم ،وذلك الختالف اإلطاراالجتماعى والثقافى والحضارى عن وطنهم األصلى لبنان.
3
ولكنهم لم يستطيعوا أن يذوبوا في وطنهم الجديد فأصبحوا كالمعلقين في الهواء ،ولم تحقق لهم الحياة فى مهجرهم المثل
العليا والطموحات التي كانوا يرنون إليها ،وعاشوا وماتوا وهم فقراء ،بعد أن كانوا يتطلعون إلى وضع اجتماعي كريم
يساوي بين اإلنسان أمام فرص الحياة .ولكن أجمل ما شعروا به واكتسبوه فى الوطن الجديد هو الشعور بالحرية .
س: 3تكونت فى أمريكا جماعتان أدبيتان للرومانتيكية فما هما ؟ وما الفرق بينهما من حيث التجديد والمحافظة f؟
1ـ الرابطة القلمية :
وتكونت في أمريكا الشمالية سنة 1920م ،وكان رائدها " جبران خليل جبران " ومن أعضائها أمير شعرائها " إيليا أبو
ماضى " ومن أهم سماتها :الميل إلى التجديد والثورة على الشعر التقليدي ،وبذلك كان شعراؤها حملة مشعل التجديد فى
شعر المهاجر .
2ـ العصبة األندلسية :
وتكونت في أمريكا الجنوبية سنة 1933م ،ومن شعرائها :رشيد خوري ،وفوزي المعلوف ،ومن سماتها :الميل إلى
المحافظة ،وعقد الصلة بين القديم والجديد في الشعر .
الحظ :بدأ الشعراء المهاجرون يتجهون بشعرهم للتعبير عن حياتهم الجديدة ،وكانت فرحتهم بإحساسهم بالحرية ،إلى جانب
عدم اهتمامهم بالتراث العربى القديم دافعا إلى التحرر من القيود الشعرية التقليدية ،على درجات متفاوتة فيما بينهم .
النزعة الروحية في شعرهم وذلك حين وازنوا بين موقف اإلنسان من القيم الروحية العاطفية في الشرق والقيم المادية .6
في الغرب ،مما جعلهم يلجأون إلى اهلل بالشكوى' ويدعون إلى المحبة والتساند الجماعى .وها هو " نسيب عريضة "
ينادى أخاه في اإلنسانية :
اعتر ْتك منِّي َمالل ْه
َ وإذا ما وإذا شئتَ أن تسي َر وحيدًا
صار ًخا «يا أ ِخي» يؤدِّي الرسالةْ
ض ْ
لكن ستَسْم ُع صوتي فا ْم ِ
االتجاه إلى الطبيعة واالمتزاج بها ،وجسدوها وجعلوها حية متحركة في صورهم .يقول " شكر هللا الجر " .7
ك في هذي السفوحْ رتِّلى يا طي ُر ألحان ِ
3
هو ذا الفجر وها رياه في الوادي تفوح
شعروا بحنين جارف إلى وطنهم العربى فأذابوه شعرا رقيقا يفيض بالشوق والحب والحنين ،وكلما قست الحياة عليهم ـ .8
وكثيرا ما قست ـ زادوا من نغمات الحنين إلى بالدهم ،يقول «نعمة قازان»:
ضفَّتي
كآني غيري على ِ غريبٌ أراني على ضفَّة
كأن السَّواقي بال نَ ْغم ِة
مت
التمسك بالوحدة الفنية بل تجاوزوها في القصيدة إلى الوحدة الشعورية في الديوان الواحد الذى يضم قصائد ذات طابع .4
موحد ،كما يحمل اسما ذا صلة بمضمونه ،ويبدو ذلك في أسماء دواوينهم ،مثل :
(همس الجفون ) لميخائيل نعيمة ،و( الخمائل ـ الجداول ) أليليا أبى ماضى ،وبذلك حرصوا على وجود الترابط الفنى بين
فكرها وموسيقاها وعاطفتها .
االهتمام بالصور الشعرية حيث تتعاون الصور الجزئية ( تشبيه – استعارة – كناية – مجاز ) في تكوين صورة كلية ، .5
وبذلك نالت الطبيعة حظا كبيرا من وصفهم .
التصرف في األوزان والقوافى ،وتنوع شعرهم بين النثر الشعرى والشعر ذى الوزن والقافية الموحدين ،واألناشيد .6
واألغانى الشعبية ،والقافية المزدوجة ،والمقطوعات المتنوعة .
اتخاذهم القصة وسيلة للتعبير والتحليل النفسى للعواطف والمشاعر وتجسيد' المواقف والمعانى وتقابل اآلراء واألفكار .7
وتصارعها .
الميل إلى اللغة الحية والكلمة المعبرة وسالسة األسلوب ,ومثال ذلك مطلع قصيدة البالد المحجوبة لجبران خليل جبران : .8
عن ديار ما لنا فيها حبيب
هو ذا الفجر فقومي ننصرف
3
âمن أنت يا نفسي /ميخائيل نعيمة á
التعريف بالشاعر
ميخائيل نعيمة )1988 - 1889( fمفكر لبناني حصل على الجنسية األمريكية .انضم إلى الرابطة القلمية التي أسّسها
أدباءٌ عرب في المهجر وكان نائباً لجبران خليل جبران فيها ,قاد النهضة الفكرية والثقافية .شاعر وقاصّ
ومسرحيّ وناقد وكاتب مقال ومتأمّل في الحياة والنفس اإلنسانية ،وقد ترك خلفه آثاراً بالعربية واإلنجليزية
والروسية ,لقّب بـ"ناسك الشخروب ( مكان )"
من أعماله مجموعته القصصية "سنتها الجديدة" ،و"مسرحية اآلباء والبنون" ومجموعته الشعرية الوحيدة هي "همس
الجفون" وضعها باإلنكليزية ،وعرّبها محمد الصابغ .
التجربة الشعرية
يعبر فيها الشاعر عن حيرة اإلنسان أمام ظواهر الطبيعة ,مع التأمل في النفس البشرية ومحاولة استخراج مكنوناتها
س ْال َموْ ُج هَدي َر ْه ترْ قُبِي ْال َموْ َج إلَى أَ ْن يَحْ بِ َ
َر ِ
َ أْل
هَل ِمنَ ا ْم َواج ِج ْئ ِ
ت؟
3
اللغويــات
يطغى :يضطرب ويفيض ـ يثور :يهيج ـ ترقبي :الحظي ـ يحبس :يوقف ـ هديره :صوته المرتفع ـ زفيره :
المراد اضطرابه
الشرح
يبدأ الشاعر بالحديث عن البحر في قوته وثورته ثم في هدوئه واستكانته والتي تبدو' في ضعفها تبكي حين تصطدم
بالصخور وتنكسر عنده فيطلب من نفسه أن تناجيه وتمتزج معه وتبادله حركة بحركة ونفَسَا بنَفَس فالنفس دائما
تشتاق' إلى ما يشابهها ثورة واستكانة'
التذوق
ت ْالبَحْ َر :استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يرى " تشخيص " ,يَ ْ
طغَى ت ْالبَحْ َر يَ ْ
طغَى ْال َموْ ُج فِي ِه و يَثُورْ َ :رأَ ْي ِ َرأَ ْي ِ .1
ْال َموْ ُج فِي ِه و يَثُورْ :استعارة مكنية صور فيها الموج بإنسان يطغى " تشخيص " ,فِي ِه :قصر للتوكيد والتخصيص ,
طغَى ـ يَثُورْ :إطناب بالترادف للتأكيد يَ ْ
ت :استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يسمع " تشخيص " ْ ,البَحْ َر ت ْالبَحْ َر يَ ْب ِكي ِع ْن َد أَ ْقد َِام الصُّ ُخورْ َ :سم ْع ِ
أَو َسم ْع ِ .2
يَ ْب ِكي :استعارة مكنية صور فيها البحر بإنسان يبكي " تشخيص " ,أَ ْقد َِام الصُّ ُخورْ :استعارة مكنية صور فيها الصخور
بإنسان له أقدام " تشخيص "
س ْال َموْ ُج هَدي َر ْه :ترْ قُبِي ْال َموْ َج :استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يترقب " تشخيص "
ترْ قُبِي ْال َموْ َج إلَى أَ ْن يَحْ بِ َ .3
س ْال َموْ ُج هَدي َر ْه :استعارة مكنية صور فيها الموج سجانا والهدير مسجونا " تشخيص " ,يَحْ بِ َ
تُنَاجي ْالبَحْ َر َحتَّى يَ ْس َم َع ْالبَحْ ُر َزفِي َر ْه َ :حتَّى :حرف يفيد الغاية والهدف ,يَ ْس َم َع ْالبَحْ ُر َزفِي َر ْه :استعارة مكنية صور فيها .4
البحر بإنسان له زفير " تشخيص "
ت؟ :كناية عن االمتزاج بين البحر والنفس ِ ,م ْنك إِلَيْه :طباق يوضح المعنى َرا ِجعًا ِم ْنك إِلَيْه ..هَل ِمنَ اأْل َ ْم َواج ِج ْئ ِ .5
ت؟ :أسلوب إنشائي نوعه استفهام غرضه الحيرة والتشويق ِ ,منَ اأْل َ ْم َواج :قصر للتوكيد ويقويه ,هَل ِمنَ اأْل َ ْم َواج ِج ْئ ِ
والتخصيص
االمتزاج بالطبيعة .2
َ
ت ال َّر ْع َد يَ ْد ِوي بَ ْينَ طيَّات ال َغ َما ْم إن َس ِم ْع ِ ْ
َّ ُ ْ َ
اَل
ْش الظ ْم ْ
ق يَف ِري َسيفهُ َجي َ رْ
ت البَ َ ْ
أو َرأي ِ
ق إلَى أَ ْن ت َْخطَفِي ِم ْنهُ لَظَا ْه
صدَا ْه
ك َ َاركا فِي ِ ف ال َّر ْع ُد لَ ِك ْن ت ِ و يَ ُك َّ
ْ ْ
ت؟صل ِ َ
هَلْ ِمنَ البَرْ ق انف َ
أَ ْم َم َع ال َّر ْع ِد ا ْن َح َدرْ ِ
ت؟
اللغويــات
الرعد :صوت تصادم السحب ـ يدوي :يرتفع صوته ـ طيات :داخل ـ الغمام :السحاب ـ يفري :يشق ـ ترصدي :
ت:
الحظي ـ تخطفي :تأخذي مسرعة' ـ لظاه :لهب النار ـ يكف :يتوقف ـ انفصلت :افترقتِ وخرجتِ ـ انحدر ِ
نزلتِ
الشرح
يتحدث الشاعر إلى نفسه ممتزجا بالطبيعة فيقول لنفسه :هل سمعتِ الرعد بصوته الشديد بين السحاب المتراكم ,
وهل شاهدتِ البرق يشق الظالم بضوئه السريع فيفرق الظالم ,الطبيعة الثائرة تشبه نفسه الحائرة فكأن نفسه خرجت
من البرق والرعد وكأنها جزء منهما
التذوق
ت ال َّر ْع َد :استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يسمع " تشخيص ", ت ال َّر ْع َد يَ ْد ِوي بَ ْينَ طَيَّات ال َغ َما ْم َ :س ِم ْع ِإن َس ِم ْع ِ ْ .1
طَيَّات ال َغ َما ْم :استعارة مكنية تصور الغمام ثوبا يُطوى " تجسيم " َ ,س ِم ْع ِ
ت ـ ال َّر ْع َد :مراعاة نظير تثير الذهن
ق :استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يرى " تشخيص " , ت البَرْ َْش الظَّاَل ْم َ :رأَ ْي ِ
ق يَ ْف ِري َس ْيفُهُ َجي َ ت البَرْ َ أو َرأَ ْي ِ .2
ْش الظَّاَل ْم :استعارة مكنية صور فيها البرق بمحارب " ق يَ ْف ِري َس ْيفُهُ َجي َ
ق :مراعاة نظير تثير الذهن ,البَرْ َ ت ـ البَرْ َ َرأَ ْي ِ
3
ْش الظَّاَل ْم :استعارة مكنية صور
تشخيص " َ ,س ْيفُهُ :استعارة تصريحية صور ضوء البرق بسيف المع " توضيح " َ ,جي َ
ق ـ الظَّاَل ْم :طباق يبرز المعنى ويوضحه َ ,س ْيفُهُ ـ َجي َ
ْش :مراعاة فيها الظالم قائدا له جيش مخيف " تشخيص " ,البَرْ َ
نظير تثير الذهن
ظا ْه :استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يالحظ ويراقب " تشخيص " , ق إلَى أَ ْن ت َْخ َ
طفِي ِم ْنهُ لَ َ ص ِدي البَرْ َ
تَرْ ُ .3
ت َْخطَفِي ِم ْنهُ لَظَا ْه :استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يخطف " تشخيص " ,منه :قصر للتوكيد والتخصيص
ك :استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يتأثر بصدى الرعد " تشخيص " ,
صدَا ْه :فِي ِ َاركا ً فِي ِ
ك َ يَ ُك َّ
ف ال َّر ْع ُد لَ ِك ْن ت ِ .4
والكاف الستحضار الصورة ,ال َّر ْع ُد ـ َ
صدَا ْه :مراعاة نظير تثير الذهن
ت :استعارة ص ْل ِ
ت ـ ا ْن َح َدرْ ِ ت؟ أَ ْم َم َع ال َّر ْع ِد ا ْن َح َدرْ ِ
ت؟ :أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق ,ا ْنفَ َ ص ْل ِ
هَلْ ِمنَ البَرْ ق ا ْنفَ َ .5
مكنية فيها تجسيم للنفس بشيء مادي ينفصل وينحدر " تجسيم "
ت الرِّي َح تَع ِْوي فِي ال ُّد َجى بَ ْينَ التّاَل لْ أو َسم ْع ِ
ْ
اللغويــات
الريح :الهواء المتحرك ـ تذري :تُطير ـ تعوي :صوت الذئب ـ الدجى :الظالم ـ التالل :المرتفعات ـ تسكن :
تهدأ ـ اشتياق :تعلق ـ صاغية :مستمعة بإنصات ـ قاصية :بعيدة
الشرح
تتفاعل' نفس الشاعر مع الريح العنيفة التي تبعثر الثلج من قمم الجبال بقوتها واندفاعها أو مع الريح التي تعوي
حيث تحاصرها الجبال من كل جانب وقد تهدأ الريح فال يكاد يسمع لها صوت مثل نفسه ثائرة وساكنة فال تجيبه مهما
حاول فهمها واالتصال بها لتوضيح مكنوناتها
التذوق
ُوس الجبَالْ َ :رأَ ْي ِ َ
ت الرِّي َح :استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يرى " تشخيص ت الرِّي َح ت َْذ ِري الثَّ ْل َج ع َْن ر ِ إن َرأَ ْي ِ
ْ .1
ُوس الجبَالْ :استعارة مكنية صور فيها الجبال بإنسان له رأس " تشخيص " ",ر ِ
ت الرِّي َح تَع ِْوي فِي ال ُّد َجى بَ ْينَ التِّّاَل لْ َ :سم ْع ِ
ت الرِّي َح :استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يسمع " تشخيص " أو َسم ْع ِ .2
ِّيح تَع ِْوي :استعارة مكنية صور فيها الريح بذئب يعوي " تجسيم " ,الر َ
صا ِغي ْه :استعارة مكنية صور فيها الريح بإنسان يصغي " تشخيص صا ِغي ْه :تَ ْبقَ ْي با ْشتِيَا ٍ
ق َ ق َ تَ ْس ُكنُ الرّي ُح و تَ ْبقَ ْي با ْشتِيَا ٍ .3
ق :قصر للتوكيد والتخصيص " ,با ْشتِيَا ٍ
يك :استعارة مكنية صور فيها النفس بفتاة يناديها الشاعر " تشخيص " ,والكاف صي ْه :أُنَا ِد ِ
ت َعنِّي قَا ِ يك و لَ ِك ْن أ ْن ِ أُنَا ِد ِ .4
الستحضار الصورة ,لكن :حرف لالستدراك ومنع الفهم الخاطئ ,ويوحي بالمفاجأة ,أ ْن ِ
ت َعنِّي قَ ِ
اصي ْه :استعارة
مكنية صور فيها النفس بفتاة تبتعد عن الشاعر وال تتجاوب' معه " تشخيص " َ ,عنِّي :قصر للتوكيد والتخصيص
ت :استعارة مكنية صور فيها ت ؟ :أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق ُ ,ولِ ْد ِ فِي ُم ِحيط اَل أَ َرا ْه ..هَلْ ِمنَ الر ِ
ِّيح ُولِ ْد ِ .5
الريح باألم والنفس بالمولود " تشخيص "
عالقة النفس بالفجر .4
ت الفَجْ َر يَ ْم ِشي ِخ ْل َسةً بَ ْينَ النُّجُو ْم إن َرأَ ْي ِ
ْ
َّ
و يُو ِّشي جُ بّةَ الل ْي ِل ال ُم َولِّي بالرُّ سُو ْم
ب ُخض ٍ
ُوع َجاثِيَ ْه
3
هَلْ ِمنَ ْالفَجْ ر ا ْنبَثَ ْق ِ
ت؟
اللغويــات
خلسة :متسلال ـ يوشي :يزين ـ جبة :ثوب ج جُبب وجِباب ـ المولي :الهارب ـ بالرسوم :الزخارف ـ ابتهاال :
دعاء ـ تخري :تسقطي ـ خشوع :خضوع ـ جاثية :جالسة راكعة في تذلل ـ انبثقت :خرجت
الشرح
نفس الشاعر تذهب لمراقبة الفجر لتعرف حقيقة نفسها ,تذهب لتراقب الفجر بضيائه الذي يبدد ظالم الليل في ساعة
الخشوع والتذلل والدعاء هلل حيث تبدو النفس في هذا الوقت كالنبي العابد الذي يحاول الخالص من جحيم الدنيا
وماديتها الزائلة إلى الروحانية
التذوق
ت الفَجْ َر :استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يرى " تشخيص " ,ت الفَجْ َر يَ ْم ِشي ِخ ْل َسةً بَ ْينَ النُّجُو ْم َ :رأَ ْي ِإن َرأَ ْي ِ
ْ .1
الفَجْ َر يَ ْم ِشي ِخ ْل َسةً :استعارة مكنية صور فيها الفجر بإنسان يمشي خلسة " تشخيص " ,خلسة :توحي بالخداع
يُو ِّشي ُجبّةَ اللَّي ِْل ال ُم َولِّي بالرُّ سُو ْم :يُو ِّشي ُجبّةَ اللَّ ْي ِل :استعارة مكنية صور فيها الفجر بإنسان يوشي ويزين " تشخيص .2
" ُ ,جبّةَ اللَّ ْي ِل :استعارة مكنية صور فيها الليل بإنسان يرتدي جبة " تشخيص "
صاعداً ِم ْنك إلَ ْي ْه :
صاعداً ِم ْنك إلَ ْي ْه :استعارة مكنية صور فيها الفجر بإنسان يسمع " تشخيص " َ ,
َ يَ ْس َم ُع الفَجْ ُر ابْتهَااًل .3
استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يبتهل ويدعو " تشخيص " ,منك ..إليه :طباق يبرز المعنى ويوضحه
ت َِخرِّي َكنَبِ ٍّي هَبَطَ ْال َوحْ ُي َعلَ ْي ْه :تشبيه للنفس بالنبي " تشخيص " ,نبي :نكرة للتعظيم ,نبي ..الوحي :مراعاة نظير .4
إلثارة الذهن
ُوع َجاثِيَ ْه :استعارة مكنية صور فيها النفس بإنسان يخضع " تشخيص " , ُوع َجاثِيَ ْه ..هَلْ ِمنَ ْالفَجْ ر ا ْنبَثَ ْق ِ
ت؟ :ب ُخض ٍ ب ُخض ٍ .5
ت؟ :أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق ِ ,منَ ْالفَجْ ر ا ْنبَثَ ْق ِ
ت :استعارة مكنية صور فيها النفس هَلْ ِمنَ ْالفَجْ ر ا ْنبَثَ ْق ِ
بشيء مادي يخرج " تشخيص "
عالقة النفس بالشمس .5
س فِي حُضْ ِن ال ِميَا ِه ال َّزا ِخ َر ْه ت ال َّش ْم َ إن َرأَ ْي ِْ
َ
اح َر ْه
ض و َما فِيهَا بِ َعي ٍْن َس ِ ق األرْ َ تَرْ ُم ُ
تَ ْه َج ُع ال َّش ْمسُ و قَ ْلبي يَ ْشتَ ِهي لو تَ ْه َج ِعينْ
ين
َمضْ ِج َع ال َّش ْم ِ
س البَعي ْد
ْ هَلْ ِمنَ ال َّش ْم ِ
اللغويــات
حضن :المراد منعكسة ـ الزاخرة :الكثيرة ـ ترمق :تنظر ـ ساحرة :جذابة ـ تهجع :تنام ـ يشتهي :يتمنى
الشرح
حين تالحظ النفس الشمس وهي منعكسة على المياة تسحر الكون بجمال اللوحة التي تصنعها ثم تغيب رويدا رويدا إلى
أن تختفي كمن يذهب للنوم هانئا فتتخيل النفس نفسها كالشمس لكن هيهات فالنفس قلقة ال تهدأ وال تنام مع أنها
كانت تتمنى أن تكون مثل الشمس
التذوق
س :استعارة مكنية صور فيها النفس بفتاة ترى " تشخيص " , س فِي حُضْ ِن ال ِميَا ِه ال َّزا ِخ َر ْه َ :رأَ ْي ِ
ت ال َّش ْم َ إن َرأَ ْي ِ
ت ال َّش ْم َ ْ .1
س فِي حُضْ ِن ال ِميَا ِه ال َّزا ِخ َر ْه :استعارة مكنية صور فيها الشمس والمياه بشخصين يحتضنان " تشخيص " ال َّش ْم َ
ض و َما فِيهَا بِ َع ْي ٍن َسا ِح َر ْه :استعارة مكنية صور فيها الشمس بإنسان ينظر للكون بعينين ساحرتين " تشخيص ق األَرْ َ تَرْ ُم ُ .2
"
تَ ْه َج ُع ال َّش ْمسُ و قَ ْلبي يَ ْشتَ ِهي لو تَ ْه َج ِع ْ
ين :تَ ْه َج ُع ال َّش ْمسُ :استعارة مكنية صور فيها الشمس بإنسان ينام " تشخيص " , .3
ين :استعارة مكنية صور فيها القلب بإنسان يتمنى والنفس بإنسان يرفض النوم والراحة " تشخيص قَ ْلبي يَ ْشتَ ِهي لو تَ ْه َج ِع ْ
ين :استعارة مكنية صور فيها األرض بإنسان ينام والنفس بإنسان يرفض النوم تَنَا ُم األَرْ ضُ لَ ِك ْن أَ ْن ِ
ت يَ ْقظَى تَرْ قُبِ ْ .4
والراحة " تشخيص " ,لكن :حرف استدراك لمنع الفهم الخاطئ ,تنام ..يقظى :طباق يبرز المعنى ويوضحه
3
ت؟ :مَضْجِعَ الشَّمْسِ :استعارة مكنية صور فيها الشمس بإنسان ينام " س هَبَ ْ
ط ِ س البَعي ْد ..هَلْ ِمنَ ال َّش ْم َِمضْ ِج َع ال َّش ْم ِ .5
ت :استعارة مكنية س هَبَ ْ
ط ِ ت؟ :أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق ِ ,منَ ال َّش ْم ِ ط ِ س هَبَ ْ
تشخيص " ,هَلْ ِمنَ ال َّش ْم ِ
صور فيها النفس بإنسان يهبط " تشخيص "
عالقة النفس بالبلبل الصداح .6
صدَا َح بَ ْينَ اليَا َس ْ
مين ت الب ُْلبُ َل ال َّ إن َسم ْع ِْ
ُ ْ َ
يَ ْس ُكبُ األل َحانَ نَارًا فِي قُلو ِ
ب ال َعا ِش ْ
قين
ت َْلتَ ِظي ح ُْزنًا و َشوْ قًا و الهَ َوى َعن ِ
ْ
ك بَعي ْد
اخبِرينِي هَلْ ِغنَا الب ُْلبُ ِل فِي اللَّ ْي ِل يُعي ْد فَ ْ
اللغويــات
الصداح :المغنى ـ يسكب :يصب ـ العاشقين :المحبين ـ تلتظي :تحرق ـ غنا :غناء ـ ذكر :تذكر
الشرح
يطلب الشاعر من نفسه أن تستمع إلى صوت البلبل الصداح الذي يبدع األلحان التي تطرب قلوب العشاق وتحرك
المشاعر فتتمنى النفس أن يعيد البلبل غناءه العذب وألحانه الشجية يذكرها بالماضي الذي عاشته
التذوق
ت الب ُْلبُ َل :استعارة مكنية صور فيها النفس بفتاة تسمع " تشخيص " ,
مين َ :سم ْع ِ ت الب ُْلبُ َل ال َّ
صدَا َح بَ ْينَ اليَا َس ْ إن َسم ْع ِ ْ .1
َاح :استعارة مكنية صور فيها البلبل بإنسان يغني " تشخيص " ,الصداح :توحي بالدوام وكثرة الغناء صد َ الب ُْلبُ َل ال َّ
وعدم انقطاعه
قين :يَسْكُبُ األَلْحَانَ :استعارة مكنية صور فيها األلحان بماء يصب " تجسيم " , يَ ْس ُكبُ األَ ْل َحانَ نَارًا فِي قُلُو ِ
ب ال َعا ِش ْ .2
يَ ْس ُكبُ األَ ْل َحانَ نَارًا :تشبيه لأللحان بالنار " تجسيم " ,فِي قُلُو ِ
ب ال َعا ِش ْ
قين :استعارة مكنية صور قلوب العاشقين
مكانا تسكب' فيه األلحان " تجسيم "
ك بَعي ْد :ت َْلتَ ِظي ح ُْزنًا و َشوْ قًا :استعارة مكنية صور فيها الحزن والشوق بنار " تجسيم
ت َْلت َِظي ح ُْزنًا و َشوْ قًا و الهَ َوى َع ْن ِ .3
ك بَعي ْfد :استعارة مكنية صور فيها الهوى بشيء مادي يبتعد عن نفس الشاعر " تجسيم " ,عنك :قصر " ,الهَ َوى َع ْن ِ
للتوكيد والتخصيص ,والكاف الستحضار الصورة ,
اخبِرينِي هَلْ ِغنَا الب ُْلبُ ِل فِي اللَّ ْي ِل يُعي ْد :فَ ْ
اخبِرينِي :أسلوب إنشائي أمر للتمني ,والفاء للترتيب والتعقيب والسرعة' ,هَلْ فَ ْ .4
ِغنَا الب ُْلبُ ِل فِي اللَّ ْي ِل يُعي ْfد :أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق ,البلبل ..الليل :جناس ناقص يعطي نغمة موسيقية
تطرب لها األذن
يُعي ْfد ِذ ْك َر َماضيك إلَيْك..هَلْ ِمنَ األَ ْل َحا ِن أ ْنت؟ :يُعي ْد ِذ ْك َر َماضيك :استعارة مكنية صور فيها ذكر الماضي شيئا مختفيا .5
يمكن استعادته " تجسيم " َ ,ماضيك :استعارة مكنية صور فيها النفس بفتاة لها ماضي " تشخيص " ,هَلْ ِمنَ
ان :قصر للتوكيد والتخصيص ,أ ْنت :استعارة مكنيةاألَ ْل َحا ِن أ ْنت :أسلوب إنشائي استفهام للحيرة والتشويق ِ ,منَ األَ ْل َح ِ
صور فيها النفس بفتاة يخاطبه " تشخيص "
الحقيقة .7
ي قَ ْد َر َّن َ
صدَا ْه ت لَحْ ٌن فِ َّ إي ِه نَ ْف ِسي! أَ ْن ِ
بديع اَل أَ َرا ْه ! ك يَ ُد خاَّل ٍ وقَّ َع ْت ِ
ٍ ق
ت َموْ جٌ ،أَ ْن ِ أَ ْنت ري ٌح ،و نَسي ٌم ،أَ ْن ِ
ت بَحْ ٌر
ق ،أَ ْنت َر ْع ٌد ،أَ ْنت لَ ْي ٌل ،أ ْنت فَجْ رٌ،
َ أَ ْنت بَرْ ٌ
اللغويــات
إيه :زيديني ـ رن :أحدث صوتا ـ وقعتك :اوجدتك ـ خالق :خالق ـ فيض :معناها كثير غزير والمراد نعمة
الشرح
تظهر أمام الشاعر حقيقة نفسه فهي تبوح بسرها في النهاية ,هي نتاج إبداع الخالق سبحانه هي كالريح والنسيم
والموج والبحر والبرق والرعد والليل والفجر هي مزيج من كل هذا اإلبداع
التذوق
3
صدَا ْه :إي ِه نَ ْف ِسي! :أسلوب إنشائي نوعه أمر غرضه التمني ,نفسي :أسلوب إنشائي إي ِه نَ ْف ِسي! أَ ْن ِ
ت لَحْ ٌن فِ َّ
ي قَ ْد َر َّن َ .1
نوعه نداء وحذفت األداة للقرب والحب ,أَ ْن ِ
ت لَحْ ٌن :تشبيه للنفس باللحن ,قَ ْد َر َّن َ
صدَا ْه :أسلوب مؤكد بقد َ ,ر َّن
صدَا ْه :مراعاة نظير تثير الذهن َ ..
بديع اَل أَ َرا ْه ! :اَل أَ َرا ْه ! :توحي باالضطراب العقائدي عند شعراء المهجر ٍ ق وقَّ َع ْت ِ
ك يَ ُد خاَّل ٍ .2
ق ،أَ ْنت َر ْع ٌد ،أَ ْنت لَ ْي ٌل ،أَ ْنت فَجْ رٌ ،أَ ْنت فَيْضٌ ْ
من إلَ ْه ! :تشبيهات بليغة ت بَحْ ٌر ,أَ ْنت بَرْ ٌ
ت َموْ جٌ ،أَ ْن ِ
أَ ْنت ري ٌح ،و نَسي ٌم ،أَ ْن ِ .3
من إلَ ْه ! :إجمال بعد تفصيلللنفس بالريح والنسيم والموج والبحر والبرق والرعد والليل والفجر ,أَ ْنت فَيْضٌ ْ
التعليق
نوع التجربة :ذاتية تحولت لعامة
العاطفة :الحيرة والقلق
اللون األدبي :األدب اإلنساني الوجداني
غرض النص :الدعوة للتأمل في النفس البشرية
السمات أسلوب الشاعر:
السهولة واالعتماد على اللغة الواضحة .1
االهتمام بالفكرة مع وضوح العبارة .2
االعتماد على الحوار .3
استعمال الرمز .4
اإلغراق في العاطفة وشيوع النزعة اإلنسانية .5
مالمح شخصية الشاعر:
يميل للتأمل لكي يصل لحقيقة النفس .1
عاشق للطبيعة .2
ذو مشاعر صادقة .3
البعد عن التعصب المذهبي .4
الواجب
طغَى ْال َموْ ُج فِي ِه و يَثُورْ ت ْالبَحْ َر يَ ْ إِ ْن َرأَ ْي ِ
َ
ت البَحْ َر يَ ْب ِكي ِع ْن َد أ ْقد َِام الصُّ ُخورْ ْ أَو َسم ْع ِ
س ْال َموْ ُج هَدي َر ْه ترْ قُبِي ْال َموْ َج إلَى أَ ْن يَحْ بِ َ
َر ِ
َ
هَل ِمنَ اأْل ْم َواج ِج ْئ ِ
ت؟
هات مرادف يطغى ومضاد هديره ومفرد أقدام وجمع زفيره .1
حدد الفرق فى المعنى بين داللة الفعل " يثور " فى العبارتين التاليتين : .2
(يثور موج البحر ـ يثور لكرامته الحر )
الغرض من النص ( الفخر باألمجاد – الحكمة – عتاب األحباب -الدعوة إلى التأمل فى النفس و الكون ) – اختر .3
الصحيح معلال
يمثل المقطع السابق االتجاه للطبيعة ..وضح ذلك .4
استخدم الشاعر أسلوب الشرط في البناء الهندسي للقصيدة ,حدد عناصره ,معلال سبب استخدامه .5
هات من المقطع السابق صورة خيالية ,واذكر نوعها وأثرها. .6
الموسيقى صوت العاطفة ..وضح ذلك .7
3
-â 8المدرسة الواقعية والشعر الجديد á
س :1ما السمات fالفنية للقصيدة الواقعية من حيث [ المضمون والموضوع ] ؟
اتجهوا إلى الحياة العامة حولهم يصورون هموم الناس ومشاكلهم وآمالهم وتطلعاتهم ،كقول محمد إبراهيم أبو سنة في .1
( أسئلة األشجار ) : قصيدة
سأَلَ ْتني في اللي ِل األشجارْ
أن نُ ْلقِ َي أنفُ َسنا في التيَّارْ
أن نتجه إلى النهر القادم
من أعماق اليأس إلى أقصى المجهول
نحمله في ذاكرة محكمة اإلغالق
ثم نفر إلى الغول
أصبح الشعر عندهم تعبيرا عن الواقع بوجوهه المختلفة من صدق وزيف وتقدم وتخلف وفرح ويأس ،ومن صراع بين .2
الحرية والعبودية والعدل والظلم وغير ذلك من متناقضات الحياة ،كقول صالح عبد الصبور :
جا َء الزمنُ الوغد .
ئ الغمد . ص ِد َ
َ
المقبض ث َّم تخَ َّدد( ...تمزق)
ِ وت َشقَّ َ
ق جل ُد
سقطت جوهرتي بين حذاء الجندي األبيض
شاع في شعرهم الحديث عن النهاية والموت ،يقول " بدر شاكر السياب " في قصيدة (ليلة وداع ـ إلى زوجتى الوفية) : .3
أوصدى الباب فدنيا لست فيها
ليس تستأهل من عينى نظرة
سوف تمضين وأبقى ...أى حسرة ؟
لم تقتصر التجربة الشعرية على العاطفة والشعور والخيال فحسب ،فجمعت إلى ذلك أمورا متعددة ،ومنها :موقف .4
اإلنسان من الكون ،ومن التاريخ ،ومن األساطير ،ومن إحياء التراث ،يقول صالح عبد الصبور :
قد آن للشعاع أن يغيب
قد آن للغريب أن يؤوب
مستوحيا قول عبيد fبن األبرص :
و غائب الموت ال يؤوب
و كل ذى غيبة يؤوب
3
âالنسور /لمحمد إبراهيم أبو سنةá
التعريف بالشاعر :
محمد إبراهيم أبو سنة شاعر من شعراء الجيل الثاني لمدرسة الواقعية في الشعر الجديد ولد سنة 1937م في إحدى قرى
الجيزة ،وحفظ القرآن الكريم ،تخرج في كلية اللغة العربية ،وله عدة دواوين منها :البحر موعدنا -وأجراس المساء -
ومرايا النهار -وشجر الكالم .
التجربة الشعرية :
الناس في مسلكهم في الحياة -كما يراهم الشاعر -نوعان :
- 1متمسكون بمبادئهم و يسعون إلى تحقيق أهدافهم ويتحملون الصعاب من أجل الوصول إلى طموحاتهم ،وقد رمز
الشاعر إلى هؤالء بـ (النسور)التي هي رمز للكبرياء و القوة والطموح .
- 2كسالى خاملون مستسلمون لليأس والجبن و لحياة الماديات الزائلة ،وقد رمز الشاعر إلى هؤالء بـ
(األرانب)التي من طبيعتها الخوف والفزع والقفز والهرب وحب األكل وإشباع المعدة.
نوع التجربة :
عامة ؛ ألنها دعوة صادقة لكل إنسان أن يترك حياة الخاملين و يسعي إلى الطموح حتى ينهض بحياته و حياة
أمته
س :لماذا جعل الشاعر النص أربعة مقاطع ؟
جـ :جعل الشاعر النص أربعة مقاطع ؛ ليعقد أكثر من مقارنة توضح الفرق الهائل بين جانب العظمة والقوة والسمو والكفاح
متمثال في "النسور" وجانب الضعف والجبن والبهيمية متمثال في "األرانب" .
" طموح و كبرياء "
- 1النسو ُر الطليقَةُ هائِ َمة
ق ُغدرانِها
- 8واألرانبُ تقفز
- 9في ال ُع ْش ِ
ب مث َل الآلل
- 10تتذ َّك ُر والجو ُ
الشموس التي
ِ ق مث َل
- 13أفلَت ْ
َت من َمداراتِها
ق ِم ْل ًكا لها
- 16والخلو ُد احتِمالْ
- 17عندَها تأ ُخ ُذ الكبريا ُء
- 18التي قتَلَ ْ
ت جوعَها
السهول
ِ تراب
َ - 20
ْ
اللغويــات :
الطليقة :الحرة × الحبيسة ،المقيدة -هائمة :حائرة والمراد ذاهبة -الفضاء :ج أفضية -ترصد :تراقب -السهول :م
سهل وهي األرض الممتدة المستوية ُ -غ ْدرانها :م غدير ،وهو النهر الصغير -العشب :النبات الرطب ج أعشاب' -
الآلل :الدر م اللؤلؤ -يحرق أحشاءها :أي يؤلمها -األحشاء :م حَشاً ،ويشمل كل ما في البطن -تسدد :توجه -
المحال :المستحيل والمراد :األمل البعيد × الممكن -تتعالى :ترتفع -األفق :أي الفضاء ج آفاق -منارات :م منارة
3
وهي ما تهتدي به السفن -الخلود :الدوام -احتمال :ممكن -الكبرياء :عزة النفس -تتمدد :تزداد طوالً -انبساط :
انتشار
الشرح :
السطور من (: )9 - 1
يعبر الشاعر في هذا المقطع عن حياة األحرار الطموحين المتطلعين للمثل العليا ولتحقيق آمالهم في الحياة فهم كالنسور
الطليقة التي تعشق الحرية ،وتعلو في الفضاء ،وتراقب مواقعها التي انطلقت منها في أعالي الجبال ،وتتذكر ما حول
الجبال من سهول خضراء ومياه جارية ؛ حيث يعيش الضعفاء الخاملون قانعين بكسرة الخبز وشربة الماء في حياة
الدعة(الراحة) والخمول كأنهم األرانب تقفز بين األعشاب الطرية .
السطور من(: )22 - 10
هذه النسور(أهل الطموح) تتذكر حياة الخاملين البائسة ،فال تعبأ (تهتم) بالجوع الذي يؤلمها ويمزق أحشاءها ،فتصر
على التطلع إلي األمل البعيد الصعب المنال ،كأنه المستحيل ،وتظل في طموحها وارتفاعها كأنها الشمس التي تحررت من
حدود مداراتها ،فأصبح الفضاء ملكا لها ،فهذه النسور تستنير' بالنجوم ،باحثة عن األبدية والخلود في كبرياء ينسيها
جوعها المؤلم ،وينسيها كل ما قد يربطها بحياة الضعفاء حياة الدعة (الراحة) التي يعيشونها كاألرانب التي تعيش في
تراب السهول وخضرة الحقول و الرمال الممتدة تاركة الطموح .
التذوق :
[النسور ] :استعارة تصريحية ،فقد شبه أصحاب الطموح بالنسور في االنطالق نحو الهدف وتوحي بالقوة والكبرياء
و (النسور ) جاء جمعاً ؛ للداللة على كثرة األحرار أصحاب المثل العليا و المبادئ .
[النسور هائمة ] :استعارة مكنية ،حيث صور النسور بإنسان يهيم ،وسر جمالها التشخيص .
نقد [ :هائمة ] :غير مالئمة للجو النفسي؛ لداللتها على السير بدون هدف ،والنسور بالتأكيد لها هدف واضح ومحدد .
[هائمة في الفضاء الرمادي] :كناية عن الحيرة والقلق وعدم الرؤية الدقيقة .
[النسور ترصد موقعها -أنها تتذكر ] :استعارة مكنية ،حيث صور النسور بأشخاص ترصد وسر جمالها التشخيص وتوحي
بالترقب والحذر .والخيال هنا ممتد ،جاء بصفات النسور وذلك يسمى ترشيحًا للصورة يقوى ما سبق .
[غدرانها ] :مجاز مرسل عن الماء عالقته :المحلية ،فالماء هو الذي يتدفق وليس الغدران
[األرانب ] :استعارة تصريحية ،فقد شبه الماديين الخاملين باألرانب في الضعف والجبن والهروب والرغبة في إشباع
الغريزة ،وسر جمالها توضيح الفكرة برسم صورة لها
[ األرانب مثل الآلل ] :تشبيه لألرانب المتناثرة بين العشب بالآللئ البيضاء المتناثرة ويؤخذ عليه أن هذا التشابه شكلي
وليس له أثر فني ،بل يناقض الموقف إذ أن الآللئ لها قيمة ال توجد في األرانب كما تناقض الجو النفسي فاألرانب هنا
تمثل نوعا من الناس مكروها لدى الجميع بينما الآللئ محبوبة .
[النسور تسدد نظرتها للمحال ] :استعارتان مكنيتان :األولى تصور النظرة سهاما توجه وتصوب' وفيها تجسيم ،وتوحي
بصحة الرأي والثانية تصور المحال شيئا مجسما يوجه إليه النظر ،وسر جمالها التجسيم
[النسور تحلق مثل الشموس التي أفلتت من مداراتها ] :تشبيه للنسور في تحليقها بالشموس المضيئة التي تحررت من قيود
مداراتها فلم تعد تدور في حدود ضيقة مرسومة لها ،وسر جمالها التوضيح وتوحي بالسمو.
[الشموس التي أفلتت ] :استعارة مكنية ،حيث صور الشمس بإنسان يتحرر وتوحي بالحرية واالنطالق وسر جمالها
التشخيص
[يصبح األفق ملكا لها -والنجوم مناراتها ] :تجريد؛ ألنه أتبع الصورة ببعض صفات المشبه(النسور)
[النجوم مناراتها] :تشبيه للنجوم بالمنارات في االهتداء بها وسر جماله التوضيح .
[الكبرياء التي قتلت جوعها ] :استعارتان مكنيتان :في األولى شبه الكبرياء بإنسان أو آلة تقتل ،وفي الثانية :شبه
الجوع بإنسان يُقتل .
[الكبرياء تتمدد ] :استعارة مكنية ،فيها تشخيص حيث تخيل الكبرياء إنسانا يتمدد .
[تنسى ] :استعارة مكنية ،فيها تشخيص حيث تخيل الكبرياء إنسانا ينسى.
من المحسنات البديعية :
3
(المقابلة) :بين االتجاهين في حياتنا المعاصرة (حياة الطموح والحرية واإلباء) في جانب النسور و (الضعف والخمول
والجبن) في جانب األرانب .
[أعالي الجبال -السهول] :محسن بديعي /طباق ،يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
[مداراتها -مناراتها] :محسن بديعي /جناس ناقص .
[الشموس -مداراتها -النجوم] :مراعاة نظير تثير الذهن .
* في هذا المقطع رسم الشاعر في المقطع السابق صورة كلية ولوحة فنية أبدعها بفكرة ولونها بعاطفته حيث صور الطامحين
إلى المجد في صور نسور تعلو وتحلق حتى تصل إلى أهدافها وأمانيها وصورة الخاملين الجبناء المستسلمين في صورة أرانب
تعيش في السهول .
-عناصر الصورة(أجزاؤها) :
(النسور -األرانب -الجبال -النجوم -الشمس -العشب -الماء -الحقول -الرمال) .
خطوط الصورة :
صوت :ويسمع في خرير الماء -وقع أقدام األرانب وهي تقفز .
لون :ويرى في الفضاء الرمادي -خضرة العشب -بياض األرانب -ضوء الشموس والنجوم -صفرة الرمال .
حركة :وتحس في انطالق النسور -تدفق الغدران -قفز األرانب) .
* األساليب :كلها خبرية تقريرية إلظهار اإلعجاب بالنسور ،وتحقير األرانب .
" خوف و استسالم"
العميق األرانبُ
ِ المضيق
ِ - 23في
ٌ
ت
َّج بالمو ِ
المصير الم َدج ِ
ِ انتظار
ِ - 24قابعة في
رار
ِ ِ فبال ها َ ب أعشا - 25تأك ُل
اللغويــات :
المضيق :المكان الضيق ج مضايق -العميق :المنخفض -قابعة :أي مقيمة في ذل ج قوابع -المصير :النهاية ج
المصائر -المدجج :المغطَّى والمراد في انتظار الموت -ترجف بالخوف :ترتعد × تطمئن ،تأمن
الشرح :
ينظر الشاعر بعين المتأمل الفاحصة فيلتقط مشهدا آخر غير مشهد الطموح و الكفاح (النسور المحلقة في الفضاء ) ،
أال وهو مشهد الجبناء الضعفاء األذالء القابعين في مكان ضيق منخفض ،ينتظرون نهايتهم المكتوبة عليهم ،يعيشون
كاألرانب التي تأكل األعشاب المحيطة بجحرها ،وتبادر بالفرار إلى الجحر لتختفي في ظالله وهي ترتعد من الخوف
التذوق :
[في المضيق العميق األرانب قابعة] :أسلوب قصر يفيد التخصيص والتوكيد .
[األرانب ] :استعارة تصريحية ،فيها توضيح للفكرة برسم صورة لها حيث شبه الجبناء باألرانب
[في انتظار المصير ] :استعارة مكنية ،تصور المصير إنساناً يُنتظر .
[المصير المدجج بالموت ] :استعارتان مكنيتان حيث صور المصير بإنسان مغطى بالسالح وسر جمالها التشخيص .وفي
الثانية تخيل الموت سالحاً يغطى هذا المصير .
[تأكل أعشابها بالفرار ] :استعارة مكنية ،حيث صور الفرار الذي يطيل أجلها بأداة تأكل به أعشابها وسر جمالها التجسيم
" تمسّك بالطموح و إصرار عليه "
األفق
ِ - 28النسو ُر الطليقةُ في
اللغويــات :
مصرعها :نهايتها ج مصارع -تترصدها :تترقبها -النصال :م نَصْل وهو سن السكين أو الرمح ،أوالسيف -
تتعاقب :تتوالى وتتابع × تتوقف ،تنقطع .
3
الشرح :
يعود الشاعر إلى تمجيد األحرار واإلعجاب بشجاعتهم ؛ فهم يحلقون أحرارا في األفق الفسيح بأفكارهم وآرائهم الجريئة ،
ولكنهم على علم بالنهاية الشريفة لألحرار ،وعلى وعي بما يدبر لهم ،وبالعيون التي تترقبهم والمكايد التي تتوالى
عليهم الواحدة تلو األخرى ،وهم صامدون ال يخافون من مهاجمة الحاقدين .
التذوق :
[النسور ] :استعارة تصريحية ،حيث صور األحرار الطامحين إلى المجد بالنسور .
[تعرف مصرعها ] :استعارة مكنية ،حيث صور النسور بأشخاص تعرف من يترصدها (يترقبها) بالموت .
[العيون ] :مجاز مرسل عن "الرقباء" عالقته الجزئية ،وسر جمال المجاز المرسل :اإليجاز والمبالغة المقبولة والدقة
في اختيار العالقة .
[النصال ] :استعارة تصريحية ،فقد شبه المكايد التي تدبر لهم بالنصال التي يطعن بها في القتال وسر جمالها
التجسيم
[النصال التي تتعاقب خلف النصال ] :كناية عن كثرة الحاقدين والمهاجمين ،
والشاعر متأثر في ذلك بقول المتنبي:
تكسرت النصال على النصال
وكنت إذا أصابتني سهام
ولكن بيت المتنبي أجمل ؛ ألنه جعل النصال تنهال بكثرة على جسمه فلم يعد فيه مكان خال بدون نصل ،أما هنا فالنصال
تتعاقب خلف بعضها فالصورة هنا أضعف
ق
- 35تَ ْعلُو ْ
السحيق
ِ - 39في الفضا ِء
- 40وح ُْل َم الك َمالْ
اللغويــات :
هاماتها :رءوسها م هامة -تحلق :ترتفع -تخفق :تتحرك -الزهو :الفخر -تتعقب :تتتبع -ال ُّذرا :م ذروة
وهي أعلى الشيء -السحيق :البعيد × القريب -ح ُْل َم الك َمالْ :األمل العظيم .
الشرح :
النسور التي يرمز بها الشاعر إلى الطامحين -تنطلق في األفق الممتد أمامها معتزة بنفسها -بين ارتفاع وانخفاض ،
يملؤها الزهو والفخر ،ال تعبأ(ال تهتم) باخضرار السهول وخيراتها -التي ترمز إلى حياة الدعة والسكون
والخمول -وهذه النسور تمضى إلى القمة في الفضاء البعيد سعيا إلى تحقيق حلم الكمال الذي يرمز إلى كل األمنيات
الصعاب.
التذوق :
[ترفع هاماتها ] :استعارة مكنية ،تصور النسور أشخاصا يرفعون رءوسهم اعتزازا وتوحي بالعظمة و الكبرياء .
[تخفق بالزهو ] :استعارة مكنية ،تصور الزهو بالقوة الدافعة التي تحرك وتوجه إلى العال ،وسر جمالها التجسيم
[ال تتذكر] :استعارة مكنية ،صور النسور بأشخاص .
[تتعقب ] :استعارة مكنية ،صور النسور بأشخاص .
[ورد ] :استعارة تصريحية ،حيث شبه اآلمال السامية بورد القمم العالية .
[تتعقب حلم الكمال] :استعارة مكنية ،حيث صور حلم الكمال شيئاً مادياً ثميناً .
âالتعليقá
3
اللون األدبي :يعتبر هذا النص من األدب االجتماعي ؛ ألنه يدعو إلى الطموح واإلصرار على الوصول إلى اآلمال العظيمة وينفر
من حياة الذل والضعف واالستسالم .
الوحدة العضوية :لقد تحققت في القصيدة الوحدة العضوية بعناصرها وهي :
- 1وحدة الموضوع :ألن الشاعر يتحدث في القصيدة عن موضوع واحد هو الدعوة إلى الطموح واإلصرار والتنفير
من الخمول والضعف والجبن .
- 2وحدة الجو النفسي :تسيطر على الشاعر عاطفة اإلعجاب واالعتزاز والحث مع قليل من السخرية والتنفير .
- 3ترتيب األفكار :رتب الشاعر أفكاره وبنى قصيدته بناء فكرياً تصاعدياً ولذلك فكل مقطع يعتبر نتيجة لما
قبله
األلفاظ :سهلة واضحة قريبة من لغة الحياة لكنها تميل إلى الرمز ،والعبارات متدفقة وتقل فيها المحسنات.
الصور :تجمع بين التصوير الكلى وخطوطه الصوت واللون والحركة -والجزئي من تشبيه واستعارة وكناية ومجاز.
الموسيقا :ظاهرة في التفعيلة لكنها تتكرر بغير نظام مع التحرر من القافية ؛ ألن النص من مدرسة الشعر الجديد.
- 3تَرْصُدُ' مَوْقِعَها
- 6بخُضْرَتِها
- 7بتَدَفُّقِ غُدرانِها
- 8واألرانبُ تقفز
من خالل فهمك fمعاني الكلمات في سياقها تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي : .1
3
مرادف " ترصد " هو( :تعرف -تقبل -تطلب -ترقب) .
مضاد " السهول " هو( :الرمال -الصحراوات -الجبال -المنخفضات) .
" تسدد نظرتها للمحال " هذا التعبير يوحي بـ ( :الطموح -الخمول -الضعف -الذهول)
ما العاطفة المسيطرة على الشاعر ؟ وما أثرها في اختيار األلفاظ من خالل األبيات السابقة ؟ .2
" األرانبُ تقفز في ال ُع ْش ِ
ب مث َل الآلل " وضح الجمال في العبارة السابقة ،وبين قيمته الفنية . .3
ماذا أفاد استخدام " الفاء " في " فتسدد " ؟ وما عالقة هذا القول بما قبله ؟ .4
- 26إلى الجُحْرِ
- 29تعرفُ مصرَعَها
- 32خلفَ النِّصالْ
تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي : .1
المراد من " قابعة " :أنها تترقب بـ ( :استسالم -حماسة -خشوع -استعداد)
" ترجف " مضادها ( :تزهو -تثبت -تقيم -تظهر)
" تترصدها " تعبير يدل على ( :اليقظة والحذر -المراقبة والمهاجمة -الخوف والفزع -الجبن والهلع)
وازن الشاعر بين طائفتين من البشر .من هما ؟ وما صفات كل منهما ؟ .2
ما نوع الخيال في كلمة ( النصال ) :وبم يوحي ؟ .3
تمثل القصيدة منهج شعر التفعيلة أو الشعر الجديد في البناء الشعري .ماذا يقصد بشعر التفعيلة؟ وما الفرق بينه وبين .4
الشعر التقليدي؟
âأدب ـ المسرحيةá
س : 1ما مفهوم المسرحية ؟ وما العالقة بين األدب المسرحي وفن التمثيل والحركة ؟
هي قصة تمثلية تعرض فكرة أو موضوعا من خالل حوار يدور بين شخصيات مختلفة .وقد ارتبط األدب المسرحي
منذ نشأته بالتمثيل والحركة والتمثيل هو الذي يعطي النص المسرحي قيمته ،والقارئ ال يستطيع أن ينفعل أو يتأثر
بالمسرحية إال إذا تخيلها ممثلة أمامه.
س : 2ما أنواع المسرحية من حيث الحجم ( عدد الفصول ) مع التمثيل ؟
هناك مسرحية من فصل واحد كمسرحية (ملك القطن) ليوسف إدريس وهناك مسرحية من ثالثة فصول أو خمسة
كمسرحية (الصفقة) لتوفيق الحكيم .
س :3وضح كيف اختلف مفهوم الوحدة المسرحية قديما وحديثا .
3
كانت الوحدة قديما مشروطة بوحدة الزمان بحيث ال يستغرق الحدث المسرحي أكثر من أربع وعشرين ساعة ,
ووحدة المكان بحيث ال يقع الحدث المسرحي في أكثر من مكان ,ووحدة الحدث بحيث تدور المسرحية كلها في فلك
حدث رئيس واحد أما الوحدة المسرحية حديثا فناشئة عن الدقة في توزيع االهتمام ومراعاة التوازن بين الفصول
واألجزاء ولم يعد الكتاب يهتمون بوحدة الزمان أو المكان .
س : 4المسرحية كالكائن الحي لها هيكل .م َم يتكون هيكل المسرحية مع التوضيح ؟ -يتكون هيكل المسرحية من
- 1العرض :ويأتي في الفصل األول ويتم فيه التعريف بموضوع المسرحية والشخصيات المهمة فيها.
-2التعقيـــد :وهو الطريقة التي يتم بها تتابع األحداث من البداية إلى الوسط إلي النهاية.
-3الحـــــل :ويأتي في ختام المسرحية ويكشف عن العقدة.
س :5ما المقصود بالفكرة المسرحية ؟ وما أنوعها مع التمثيل ؟
هي موضوع المسرحية الذى يحاول الكاتب أن يبرهن عليه من خالل األحداث واألشخاص.
وقد تكون الفكرة اجتماعية مثل مسرحية ( الست هدي ) لشوقي أو سياسية مثل مسرحية ( وطني عكا ) لعبد الرحمن
الشرقاوي .وفى جميع الحاالت ينبغى أن يكون مضمون الفكرة ناضجا ،بحيث يحقق المتعة والفائدة معا ،كما ينبغى أال
تساق' الفكرة مجردة مباشرة ،بل يجب أن تقدم فى إيطار الحكاية المسرحية .
س : 6ما المقصود بالحكاية في المسرحية ؟
هي جسد الفكرة المسرحية وعن طريقها يتم توزيع األحداث علي الشخصيات في دقة وترتيب بحيث يؤدي السابق إلي
الالحق ويترتب الالحق علي السابق مما يجعل بين األحداث نوعا من الحتمية المنطقية .
س : 7عرف بالشخصيات في المسرحية .وما أنواعها مع التمثيل ؟ ثم اذكر أثلة للشخصيات التى لقيت ذيوعا فى مسرحنا المعاصر .
هي النماذج البشرية التي تقوم بتنفيذ األحداث وعلى ألسنتها يدور الحوار وقد تكون الشخصية المسرحية :
-1محورية :وذلك بحجم الدور الذي تنهض به مثل شخصية (الفتاة مبروكة) في مسرحية ( الصفقة ) لتوفيق الحكيم.
-2ثانوية :وهى التي تعاون الشخصية المحورية وتدفع األحداث إلى األمام مثل شخصية (الصراف وحالق القرية) في مسرحية
( الصفقة ) لتوفيق الحكيم.
-3ثابتة :وهى التي ال تتغير عبر فصول المسرحية وتكثر في مسرحيات السلوك والعادات لشخصية البخيل والمرابي.
– 4نامية متطورة :وتكثر في المسرحيات الوطنية واالجتماعية والنفسية مثل شخصية ( سعد ) في مسرحية (اللحظة
الحرجة) ليوسف إدريس.
س :8ما الجوانب التي تتشكل فيها الشخصية المسرحية مع التوضيح ؟
(جوانب شكلية) مثل الطول والقصر(,جوانب اجتماعية) كالغنى والفقر (,جوانب نفسية) مثل الحب والكره .
ومن الشخصيات التي لقيت ذيوعا فى المسرح المعاصر ( :كليوبترا) فى مسرحية (مصرع كليوبترا) وشخصية (العباسة)
فى مسرحية (العباسة) لعزيز أباظة ،وشخصية (مهران) فى مسرحية (الفتى مهران) لعبد الرحمن الشرقاوى .
س :9يقول النقاد ال مسرح بال صراع وضح ذلك مبينا ُ أنواع الصراع .
الصراع هو الذي يعطى النص المسرحي قيمته ولو اكتفى الكاتب المسرحي بتقديم شخصياته دون أن يضعها في موفق
يجلى ما بينها من صراع فإنه ال يكون قد كتب مسرحية حقيقية وقد يكون الصراع اجتماعياً كما في مسرحية " الست
هدى " أو ذهنيا كما فى مسرحية " أهل الكهف " لتوفيق الحكيم حيث يدور الصراع بين اإلنسان والزمن ،مما يؤدى
إلى عودة أهل الكهف من حيث أتوا مؤمنين بأن منطق الزمن أقوى من طاقة اإلنسان.
س :10وضح المقصود بالصراع المسرحي ،واذكر أنواعه .
المقصود بالصراع المسرحي :اجتماع شخصيات' المسرحية إزاء موقف أو فكرة ،تتصارع فيما بينها حول هذا الموقف
أو تلك الفكرة ،وتتخذ' منها مواقف أو مختلفة تمضي في النهاية إلي غلبة وجهة نظر هذه الشخصية أو تلك وقد
يكون الصراع اجتماعياً أو خلقياً أو ذهنياً مثل مسرحية " أهل الكهف " لتوفيق الحكيم .
س : 11ما المقصود بالحوار المسرحي ؟ وما المقصود بالجملة المسرحية ؟ وما شروطها ؟
الحوار هو اللغة التي تدور على ألسنة الشخصيات في الموافق المختلفة .
3
والجملة المسرحية هي العبارة التي تنطق بها الشخصية في الموقف الواحد وشروطها :
-1تختلف طوالُ وقصراً باختالف والواقف .
-2تتفاوت' في نصاحتها طبقاً لمستوى الشخصية وطبيعة الفكرة التي تعير عنها .
س : 12من أين تنبع فصاحة الحوار المسرحي؟ ولماذا قيل ال مسرح بال حوار أو صراع ؟
تنبع فصاحته من دقة تمثيله للصراع وطبائع األفراد واألفكار ال من مجرد فصاحته اللغوية .والحوار هو المظهر
الحسي للمسرحية كما أن الصراع هو قوامها المعنوي وهما العنصران اللذان يميزان فن المسرحية .ولذلك قيل ال
مسرح بال حوار أو صراع .
س :13لماذا لم يعرف أدبنا العربي القديم في المسرحية ؟
-1في العصر الجاهلي حالت حياة الترحال دون معرفة العرب لفن المسرحية ألن المسرح يحتاج إلي استقرار ,كما أن الشعر
الغنائى قد أشبع حاجتهم الفنية فاستغنوا به عن غيرة من الفنون.
-2في العصر اإلسالمى وبعد حياة االستقرار وجد المسلمون أن الطابع الوثني الذي يميز المسرح اإلغريقي ال يتواءم مع عقيدة
التوحيد لديهم ألن هذا المسرح كان يصور الصراع بين اآللهة نفسها أو بين اآللهة والبشر.
س : 14وضح دور كل من مارون النقاش ويعقوب صنوع في المسرح العربي .وب َم تميز مسرح كل منهما ؟
يعتبر (مارون النقاش) رائد المسرح العربي في لبنان حيث قدم أول مسرحية قام هو بإعدادها وتمثيلها وإخراجها وهي
مسرحية (البخيل ) ثم أتبعها بعدد من المسرحيات التي استمد موضوعها من التراث العربي القديم مثل مسرحية (أبو الحسن
المغفل وهارون الرشيد) .
ويتميز مسرحه بـ :
البساطة والفكاهة' والغناء -1
لغة مسرحة مزيج من الفصحى والعامية. -2
أما (يعقوب صنوع) فقام بنفس الدور الذى قام به مارون النقاش ولكن في مصر حيث قدم علي مسرحه أول مسرحية غنائية
من فصل واحد ثم أتبعها بعدد من المسرحيات متنوعة األحجام والموضوعات بلغ عددها اثنتين وثالثين مسرحية
ويتميز مسرحة بـ:
يتجه إلي النقد السياسي واالجتماعي -1
لغنة حوارية عامية. -2
س : 15ماذا تعرف عن الفرق المسرحية السورية واللبنانية التي هاجرت إلي مصر ؟
اتخذت هذه الفرق من مصر موطنا لعرض أعملها المسرحية مثل فرق (أبي خليل القباني ,إسكندر فرح ,سليم نقاش)
وقد استغرق نشاط هذه الفرق الفترة من أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ,ولكن هذه الفرق لم
تترك نصوصاُ أدبية ذات قيمة بسبب سيطرة الطابع الغنائي االستعراضي عليها أو بسبب ركاكة اللغة وهبوط الموضوع
وبسبب إتباع الطريق السهل لتقديم عروضها فلجأت إلي االقتباس والنقل أو الترجمة عن األعمال األجنبية .
س .ما مظاهر تطور المسرحية المصرية بعد ثورة 1919؟
تخلصت المسرحية مما كان يرافقها من الغناء واالستعراض -1
اتجهت إلى النقد االجتماعي الجاد. -2
س :17وضح دور جورج أبيض في المسرح .
على مسرحه ولدت المسرحية االجتماعية الخالصة حيث قدم علي مسرحه مسرحية (مصر الجديدة) للكاتب فرح أنطون
وهى أول مسرحية ذات صبغة اجتماعية جادة حيث تناولت بالنقد الالذع كثيراً من السلبيات التي تسللت إلى المجتمع
المصري من خالل االستعمار األوربي مثل المقامرة ,وتبد' يد المال في الخمر والمجون .
س :18وضح دور كالً من محمد تيمور ,محمود تيمور في المسرح .
محمد تيمور :ترسخت على يديه المسرحية االجتماعية من خالل عدد من األعمال تناولت بالنقد االجتماعي مشكالت'
بعضها مزمن مثل (تربية األبناء تربية قاسية) كما في مسرحية (العصفور في القفص) ومشكلة زواج البنات ووجوب
3
اختيار الزوج الصالح لهن كما في مسرحية (عبد الستار أفندي ) أو ومشكالت طرأت على حياة المجتمع المصري مثل
مشكلة اإلدمان الذي يؤدى إلى انحالل األسر وخراب البيوت في مسرحية (الهاوية).
محمود تيمور :فسار على نهج أخيه في الكتابة ولكنه أضاف إلى المسرحية االجتماعية عناية خاصة بالمسرحية
التاريخية مثل مسرحية (اليوم خمر) عن الشاعر الجاهلي امرئ القيس.
س : 19وضح دور أحمد شوقي في المسرح .وما الذي تال حظه في مسرحياته ؟
يعتبر شوقي رائد المسرح الشعري حيث كتب عددا من المسرحيات { مصرع كليوباترا -مجنون ليلى ,قمبيز -عنترة –
على بك الكبير -أميرة األندلس -الست هدى } ويالحظ أن جميع مسرحياته شعرية ماعدا ( أميرة األندلس ) كما يالحظ أن
كل مسرحياته تاريخية ماعدا ملهاته االجتماعية (الست هدى).
س : 20علل كان شوقي يفضل طرق موضوعات التاريخ عند مواطن التحول في حياة مصر مع التوضيح.
يرجع ذلك إلى رغبة شوقي في الدفاع عن الذين ظلمهم التاريخ حين صورهم في صورة ينقصها الحب و الوالء
للوطن ومثال ذلك دفاعه عن كليوباترا التي صورها مؤرخو الغرب في صورة غانية الهية ال تعنيها مصلحة مصر في
قليل أو كثير فى حين صورها شوقي في صورة ملكة وطنية تصدر في جميع تصرفاتها عن حب جارف لمصر وإخالص
كامل لها.
س: 21وضح دور توفيق الحكيم في المسرح.
يعتبر توفيق الحكيم رائد المسرح النثري وقد بدأ نشاطه المسرحي بمسرحية {الضيف الثقيل } التي يرمز به إلي
االحتالل اإلنجليزي ثم مسرحية {المرأة الجديدة} وسرعان' ما اتسعت أفاق تجربته المسرحية فكتب المسرحية الرمزية
الذهنية مثل{ أهل الكهف } كما كتب المسرحية االجتماعية { األيدي الناعمة } والمسرحية التحليلية النفسية { أريد
أن أقتل – نهر الجنون} والوطنية { ميالد بطل}.
س :22وضح األطوار الجديدة للمسرحية بعد ثورة 1952م.
اتجه عدد من المسرحيات إلي نقد سلبيات المجتمع المصري قبل الثورة مثل {األيدي الناعمة} لتوفيق الحكيم و{الناس -1
اللي فوق والناس اللي تحت} لنعمان عاشور
انجاز بعض الكتاب إلي طبقة الفالحين فصور كفاح الفالح من أجل األرض مثل مسرحية {الصفقة} لتوفيق الحكيم . -2
بعد العدوان الثالثى علي مصر ظهر نوع من المسرحيات يدعو إلي التصدي للعدوان ومقاومة االحتالل مثل مسرحية -3
{اللحظة الحرجة} ليوسف إدريس.
من كتاب المسرح من لجأ إلي التاريخ تارة وإلي التراث الشعبي تارة أخري يأخذون منه رموزا وإسقاطات علي -4
مشكالت العصر مثل مسرحية { مأساة جميلة} لعبد الرحمن الشرقاوي { والحسين ثائرا -والحسين شهيداً } لعبد
الرحمن الشرقاوي أيضا و { مجنون ليلي معالجة عصرية } لصالح عبد الصبور و {الوزير العاشق } و{ دماء علي
أستار الكعبة} لفاروق جويدة .
âلمحات من حياة العقاد /د .نعمات أحمد فؤادá f
تعريف بالكاتبة
نعمات أحمد فؤاد كاتبة و أديبة مصرية عرفت دعوتها الحماسية لحماية اآلثار تخرجت في كلية اآلداب عام 1948م
ونالت الدكتوراه و كانت رسالتها عن النيل في األدب المصري ،من مؤلفاتها 0أدب المازني -أم كلثوم و عصر الفن –
الشخصية اإلنسانية في أدب العقاد – في بالدي الجميلة – شخصية مصر)
مولد العقاد ونشأته .1
ولد العقاد في 28من يونيو عام 1889بمدينة أسوان ألبوين عرفا بحب العزلة وطول الصمت والتقى ،فقد كانت أمه
بالغة الذكاء ،وهى دءوب ولوع بالنظافة حريصة عليها ،أما والده فقد كان على رزانة فيه يؤدى عمله في جد وذكاء ،وكان
أمين المحفوظات بأسوان ،وفي أسوان -حيث نشأ العقاد -يلتقي الماضي السحيق بالحاضر .ففى أسوان خاصة فى الشتاء ،
تلتقى أحدث صور الحضارة الحديثة بآثار الماضى العريق ال فى المتاحف وحدها بل فى البيوت ،فالحياة هى الحياة ،
والوسائل هى الوسائل ،كان كل شىء ثابت فى مكانه ولم يتحرك إال الزمن ،وفى ملتقى الحياتين نشأ العقاد ،فتح عينه على
الفتاة الباريسية والليدى اإلنجليزية ثم المرأة األسوانية المحجبة ؛ حتى ليعجز على المرء أن يعرف أمه فى الطريق ،وهو
3
وإن لم يعط هذا النقيض أهمية فى طفولته إال أنه قد لمسه اآلن ومأل عليه إحساسه ،فقد منحه بسطة فى األفق كما أعطاه
قابلية اإلحساس بسعة الحياة ،وطبعه على االستعداد للتقابل وعدم اإلحساس بالتنافر
المفردات
العزلة :االبتعاد عن الناس ـ التُّقى :اإليمان ـ بالغة :شديدةج بوالغ ـ دءوب :جادة تحب العمل ـ ولوع :شديدة
التعلق ـ رزانة :وقار ـ السحيق :البعيد ـ العريق :األصيل ج عرقاء ـ الحياتين :حياة الماضي والحاضر ـ امرأة :
ج نساء ـ المرْ ء :اإلنسان ج رجال ـ النقيض :العكس ـ بسطة :سعة ـ األفق :الفضاء والمراد سعة الفكر ـ قابلية :
قبول × رفض ـ التنافر :التباعد × التشابه
الشرح
الكاتب العمالق عباس محمود العقاد من مواليد مدينة أسوان عام 1889عرف أبواه بحب العزلة و كثرة الصمت ،
كانت أمه تحب النظافة و تحرص عليها أما أبوه فقد كان وقورًا و مع ذلك يؤدي عمله بجد و إتقان حيث كان يعمل
امينًا للمحفوظات بمدينة أسوان ،و مدينة اسوان ملتقى الماضي بالحاضر حيث إنها مدينة سياحية أثرية عريقة تعج
باآلثار لم يتغير شيء فيها إال الزمن و في هذه المدينة فتح عينيه على الحياة المتباينة فرأى الفتاة القادمة من
باريس و السيدة القادمة من انجلترا بما تتميز به كل منهما من تحرر و كذلك رأى المرأة األسوانية المحجبة الملتزمة
بتقاليد المجتمع االسواني ،و بذلك نشأ العقاد في بيئة متناقضة تجمع بين األصالة و التحرر و هذا التناقض أفاده في
مستقبله فقد أعطاه سعة الفكر و كذلك سعة الحياة ،و قبول التناقض و عدم اإلحساس بالتنافر.
الجماليات
ولد العقاد :أيجاز بحذف الفاعل للعلم به إلثارة الذهن للتفكير في المحذوف .1
حب العزلة :استعارة مكنية صورت الكاتب العزلة إنسانًا محبوبًا سر جمالها التشخيص .2
بحب العزلة وطول الصمت :ازدواج يعطي جرسًا موسيقيًا يثير الذهن و يلفت االنتباه .3
فقد كانت أمه ..أسلوب مؤكد بقد للتوكيد .4
وهى دءوب ولوع بالنظافة حريصة عليها :استخدام صيغ المبالغة للداللة على الكثرة و المبالغة .5
كان على رزانة فيه :إطناب باالعتراض للتنبيه .6
يلتقي الماضي السحيق بالحاضر :استعارة مكنيةفيها تصوير للماضي و الحاضر بشخصين يلتقيان سر جمالها التشخيص .7
ووصف الماضي بالسحيق يوحي برسوخ األصالة و العراقة في نفس المصريين ،الماضي و الحاضر فيهما طباق يبرز
المعني و يؤكده
ففى أسوان خاصة فى الشتاء ،تلتقى أحدث صور الحضارة الحديثة بآثار الماضى العريق :استعارة مكنية فيها تصوير لصور .8
الحضارة و آثار الماضي بأشخاص تتالقى مما يوحي بمكانة أسوان في الماضي و الحاضر ،أحدث -العريق فيهما طباق
يبرز المعنى و يقويه
فالحياة هى الحياة ،والوسائل هى الوسائل ،كان كل شىء ثابت فى مكانه ولم يتحرك إال الزمن :كناية عن األصالة و العراقة .9
الراسخة في أسوان (،الجملة الثانية كان كل شىء ثابت فى مكانه ولم يتحرك إال الزمن ) تأكيد للجملة االولى.
كل شىء ثابت فى مكانه ولم يتحرك إال الزمن :استعارة مكنية فيها تصوير للزمن بآلة تتحرك سر جمالها التجسيم، .10
أسلوب قصر عن طريق النفي بلم و االستثناء بإال يفيد التوكيد و التخصيص
وهو وإن لم يعط هذا النقيض أهمية فى طفولته إال أنه قد لمسه اآلن :استعارة مكنية فيها تصوير للنقيض بشيء ماديّ يلمس .11
سر جمالها التجسيم و توحي بقوة تأثير البيئة فيه و فيها توكيد بأن و قد
مأل عليه إحساسه :استعارة مكنية فيها تصوير لإلحساس بوعاء يمأل سر جمالها التجسم .12
فقد منحه بسطة فى األفق :استعارة مكنية فيها تصوير لألفق بأرض منبسطة مما يدل على سعة الفكر ،يمكن اعتبار األفق .13
استعارة تصريحية فيها تصوير للفكر باألفق الممتد سر جمالها التجسيم ،أسلوب مؤكد بقد و هو تعليل لما قبله
وطبعه على االستعداد للتقابل وعدم اإلحساس بالتنافر :ازدواج يعطي جرسًا موسيقيًا يثير الذهن و يلفت االنتباه .14
3
ومرة أخرى يتبدى فضل مدينة أسوان عليه ,فلما كانت مدينة سياحية بل مشتى عالميا فقد غصت بالمكتبات' لمنفعة السائحين ,
وهي بالطبع عامرة بكتب اآلثار والتاريخ والقصص والمجالت ,فكان العقاد يتردد عليها ويعب منها ما وسعته الطاقة
والرغبة ،كما كان يندس بين السائحين ويتحدث إليهم لِيَمْرُن على الكالم باإلنجليزية ،وقد مكن به من طلبته أيضا المجالس
المختصة التى كان يُدعَى إليها ،فقد كان بعض األجانب ممن يزورون معالم المدينة يدعون ناظر المدرسة والطلبة
والمتقدمين ،فتسنى' للعقاد فى حداثته أن يجالس صفوة األجانب رجاال ونساءً وال شك أن األمر هاله بادئ ذى بدء ولكنه واجه
الموقف واستفاد منه
المفردات
مشتى ج مشاتي ـ فضل :مزية ج فضول و أفضال ـ يتبدى :يظهر ـ يعبّ :يشرب ـ عامرة :مليئة ج عوامر ×
خالية ـ َغصِّ ت :امتألت ـ يندس :يدخل ـ الرغبة :الميل × النفور ـ الطاقة :القدرة ـ تسنى :تهيأ ـ ِطلبته :
مطلبه ج طِلب ـ يمرُن :يتعود ـ هاله :أفزعه × طمأنه ـ الصفوة :المميزون ـ حداثته :صغره
الشرح
ألسوان فضل ثانٍ على العقاد ،فلما كانت أسوان مدينة سياحية بل مشتى عالميا فقد امتألت بالمكتبات لمنفعة
السائحين ,وهي بالطبع عامرة بكتب اآلثار والتاريخ والقصص والمجالت ,فكان العقاد يتردد عليها ويعب منها ما
وسعته الطاقة والرغبة ،كما كان يندس بين السائحين ويتحدث إليهم لِيَمْرُن على الكالم باإلنجليزية ،وقد تمكن
من تحقيق مطلبه أيضا المجالس المختصة التى كان يُدعَى إليها ،فقد كان بعض األجانب ممن يزورون معالم المدينة
يدعون ناظر المدرسة والطلبة والمتقدمين ،فتيسر' للعقاد فى حداثته أن يجالس صفوة األجانب رجاال ونساءً وال شك
أن األمر هاله في بداية األمرولكنه واجه الموقف واستفاد منه
الجماليات
يتبدى فضل مدينة أسوان :استعارتان مكنيتان صور الفضل بشيء مادي يظهر سر جمالها التجسيم و توحي بكثرة الفضل .1
و األخرى فيها تصوير لمدينة أسوان بإنسان له فضل على العقاد سر جمالها التشخيص.
فلما كانت مدينة سياحية بل مشتى عالميا :بل تفيد اإلضراب و فيها أسلوب قصر عن طريق استخدام بل العاطفة يفيد .2
التخصيص والتوكيد.
فقد غصت بالمكتبات :أسلوب مؤكد بقد و التعبير بغصت يوحي بكثرة المكتبات و انتشارها في أسوان .3
وهي بالطبع عامرة بكتب اآلثار والتاريخ والقصص والمجالت :العطف يدل على تعدد و تنوع الكتب و مصادر الثقافة .4
في أسوان مما يوحي بتعدد الروافد الثقافية للعقاد
فكان العقاد يتردد عليها ويعب منها ما وسعته الطاقة والرغبة :استعارة مكنية صور العلم و المعرفة بالماء الذي ينهله .5
العقاد سر جمالها التجسيم و التعبير ب (يعب) يوحي بنهم العقاد و إقباله الشديد على العلم و المعرفة ،كلمة يتردد
توحي بكثرة اإلقبال على المكتبات ،عطف الرغبة على الطاقة يؤكد أن الطاقة وحدها ال تكفي ،لكنها البد أن
تمتزج بالرغبة ،فالرغبة أساس لطلب العلم
ليمرن على الكالم باإلنجليزية :تعليل لما قبلها .6
رجاال ونسا ًء :طباق يبرز المعنى ويقويه و يؤكده و يفيد العموم و الشمول .7
وال شك أن األمر هاله :استعارة مكنية صور األمر وحشًا مفزعًاسر جماله التجسيم و التعبير يوحي بمدى شعور الكاتب .8
برهبة وجوده في هذه المجالس ،وهو أسلوب مؤكد بأن
ولكنه واجه الموقف واستفاد منه :استعارة مكنية فيها تصوير للموقف بعدو يواجهه سر جمالها التشخيص و التعبير .9
يوحي بشجاعة العقاد و رباطة جأشه رغم صغر سنه في ذلك الوقت
األسلوب :خبري للتقرير و هو يناسب طبيعة السرد الذي تقوم به الكاتبة لوصف حياة العقاد .10
3
صومعة من صوامع الفكر يقلب فيها وجوه النظر في كل يسمع أو يبصر من الشئون العامة ،بغير تضليل أو تهويل فال تصل إلينا
حتى تنكشف على جالء"
المفردات
أقصى :أبعد والمؤنث (قصوى) ج أقاصٍ ـ غافل :غير منتبه ـ يجحد :ينكر × يعترف ـ صومعة :معبد والمراد :
مكان منعزل ج صوامع ـ يأوي :يلجأ ـ الناشيء ( :الشاب) ج النشء ـ تضليل :خداع× اهتداء ـ الشئون :األمور م
شأن ـ يقلب وجوه النظر :يفكر من جميع وجوهها ـ جالء :وضوح ـ تهويل :مبالغة × تهوين
الشرح
ال يستطيع العقاد أن ينكر فضل أسوان عليه حيث يقول :إن بلدته الت نشا فيها كانت بمثابة صومعة من صوامع الفكر
يلجأ إليها ليفكر في كل أمر من أموره أو أمور مجتمعه حتى يصل إلى حقيقته في جالء تام دون خداع و ال زيف و
دون مبالغة
الجماليات
إن فضل أسوان عليه -مدينة fأثرية ومدينة عربية ومشتى عالميا ً – فضل ال يجحد :أسلوب مؤكد بإن و فيه استعارة مكنية .1
تصور أسوان بإنسان له فضل على العقاد سر جمالها التشخيص ،واالعتراض لتوضيح مدى تنوع تلك األفضال على
العقاد
و ما هو بغافل عنه :أسلوب مؤكد بحرف الجر الزائد ( الباء) .2
أن يأوى بها إلى صومعة من صوامع الفكر يقلب فيها وجوه النظر في كل يسمع أو يبصر من الشئون العامة :صومعة : .3
استعارة تصريحية فيها تصوير ألسوان بالصومعة التي يأوي إليها الراهب سر جمالها االلتوضيح و فيها إيحاء بانقطاع
العقاد للفكر و الثقافة في أسوان ،صوامع الفكر ،تشبيه بليغ من إضافة الشبه به إلى المشبه فيه تصوير للفكر
بالصومعة سر جمالها التجسيم ،يقلب فيها وجوه النظر :كناية عن التفكر و التدبر وحسن النظر إلى األمور ،كل:
تفيد العموم و الشمول ،يسمع و يقرأ :محسن بديعي نوعه مراعاة نظير لتوكيد المعنى
تضليل أو تهويل :جناس ناقص يعطي جرسًا موسيقيًا يثير الذهن و يلفت االنتباه و تطرب له النفس. .4
المفردات
ث َّم :هنا ـ يخصه :يختصه ـ ينظم :يؤلف ـ النقد :تمييز الجيد من الرديء ـ باب :مجال ج ابواب ـ يؤثر :يعرف
الشرح
بدأ العقاد حياته األدبية يكتب الشعر و خاصة شعر الوصف والشعر الوجداني و كان مقلًا في مجال المقال وكانت
معظم مقاالته نقدية أو وصفية أو عاطفية.
الجماليات
كان العقاد ينظم الشعر :استعارة مكنية فيها تصوير للشعر و كأنه حبات اللؤلؤ التي تنظم في خيط وفيها إيحاء بجمال .1
الشعر و دقته سر جمالها التجسيم
لم يؤثر عنه فى باب المقالة غير القليل من موضوعات النقد االجتماعى أو موضوعات المقالة الوصفية أو العاطفية :استعارة .2
مكنية فيها تصوير للمقالة بمدينة لها باب سر جمالها التجسيم و فيها إيحاء باتساع' مجاالت المقالة ،وفيها أسلوب
قصر عن طريق النفي بلم و االستثناء بإال يفيد التوكيد و التخصيص و العطف بـ (أو) أفاد التعدد و التنوع
ضيق العقاد بالوظائف الحكومية .5
وقد عاش العقاد بسن قلمه ،ومن سن قلمه ،إذ إن الوظائف الحكومية التي توالها كان سرعان ما يضيق بها ،وفى الفترة ما
بين 1912و 1914التى عمل فيها بديوان األوقاف لم يكن راضيا كل الرضا ،مع أن قلم السكرتارية من ذلك الديوان
كان مزيجا من الصحافة والوظيفة .وكان "ديوان األوقاف" في تلك الحقبة يجمع األدباء ،والشعراء من شيوخ وشبان :كان
3
فيه "المويلحي أحمد األزهرى" صاحب مجلة األزهر و"أحمد الكاشف" و"عبد الحليم المصري" و"عبد العزيز البشري" ،
و"حسين الجمل" وإخوان هذا الطراز .ومع هذا ،مع ما إن فاتح "حافظ عوض" العقاد فى اإلشراف على صفحة األدب بصحيفة
(المؤيد) حتى سارع إلى القبول على أنه لم يلبث أن استقال لسمة من سمات الكرامة فى نظره وتقديره .وكانت استقالة
رابحة ،فقد خال بعدها إلى القراءة والتأليف
المفردات
ديوان :مكان العمل ج دواوين ـ قام بها :توالها ـ ّ
سن :حد ج أسنان و أسُنّ جج أسنّة ـ الطراز :النوع ج طُرُز
وأطرزة ـ الحقبة :المدة ج حِقَب وحقُوب ـ مزيجًا :خليطًا ـ خال :تفرغ ـ لم يلبث :لم يبقى ـ فاتح :حدث
الشرح
لقد شق العقاد طريقه في الحياه بقلمه؛ فقد كان سالحه في الحياة و مصدر رزقه ،ألنه كان يضيق بالعمل الحكومي،
ففي الفترة بين عامي 1914 ،1912عمل بديوان األوقاف و قد كانت مغريات البقاء في ديوان األوقاف كثيرة ،
فقلم السكرتارية الذي عمل به كان مزيجًا بين الصحافة و الوظيفة ،كما كان يجمع العديد من الشعراء واألدباء
شيوخًا و شبانًا مثل المويلحي أحمد األزهري " صاحب مجلة األزهر و"أحمد الكاشف" و"عبد الحليم المصري" و"عبد
العزيز البشري" ،و"حسين الجمل" و من على شاكلتهم ،والدليل على ضيقه بالعمل الحكومي أيضًا أنه بمجرد أن تحدث'
معه حافظ عوض في رغبته أن يقوم باإلشراف على صفحة األدب بجريدة المؤيد حتى أسرع العقاد بالموافقة لكنه
سريعًا ما استقال ألمر يتعلق بكرامته -من وجهة -نظره ،و قد كانت استقالته خيرًا لألدب حيث تفرغ للقراءة و
التأليف.
الجماليات
وقد عاش العقاد بسن قلمه ،ومن سن قلمه :كناية عن كفاح العقاد و اعتماده على نفسه ،سر جمالها اإلتيان بالمنى .1
مصحوبًا بالدليل عليه ،و األسلوب مؤكد بقد و الباء هنا سببية
إذ إن الوظائف الحكومية التي توالها :تعليل لما قبله و جمع الوظائف للداللة على الكثرة .2
مع أن قلم السكرتارية من ذلك الديوان كان مزيجا من الصحافة والوظيفة :استعارة مكنية فيها تصوير للصحافة و .3
الوظيفة بشئين ماديين يمتزجان سر جمالها التجسيم
كان فيه "المويلحي أحمد األزهرى" صاحب مجلة األزهر و"أحمد الكاشف : ...تفصيل بعد اإلجمال للتوضيح و اإلقناع .4
لم يلبث أن استقال لسمة من سمات الكرامة :كناية عن اعتداد العقاد بنفسه و ترفعه و كبريائه ،سر جمالها اإلتيان .5
بالمنى مصحوبًا بالدليل عليه في إيجاز و تجسيم
كانت استقالة رابحة :استعارة مكنية فيها تصوير لالستقالة بصفقة تجارية رابحة سر جمالها التجسيم .6
فقد خال للقراءة و التأليف :تعليل لما قبلها و األسلوب مؤكد بقد و فيها استعارة مكنية تصور القراءة و الكتابة .7
أنيسًا يخلو إليه العقاد سر جمالها التشخيص.
حياة العقاد سلسلة طويلة من الكفاح بكل ألوان .6
وحياة العقاد سلسلة طويلة من الكفاح ..الكفاح بكل ألوانه . .الكفاح األدبي والسياسي والمادي أيضا .فقد صارع الرجل
الزمن واألحداث والسلطات في عهود شتى حتى استطاع أن يزحزح كل القوى المعرقلة ،وينفذ إلى مكانه الطبيعي في الحياة .
كان يقضي الليل يقرأ على ذبالة مصباح ،ويقضي النهار على وجبة واحدة من الخبز والجبن ،أو من الخبز والفول
وتعقبه فى أعقاب الحرب العالمية األولى االستعمار والسلطات الممالئة له ،ولكنهم لم ينالوا منه شيئا غير أنهم أخرجوه من
بلده أسوان ،واضطهدته الملكية حتى أودعته السجن وعرف مرارة الجبن والجحود فعاش منفردا معتدا بنفسه ،كثيرا بشخصه
الفرد ...غير آبهٍ بمن يعيبون عليه التفرد أوالعزلة أو االعتداد ،خال لألدب والعلم مخلصا له ،وعاش بين كتبه ال يمل
صحبتها وال تمله ،كالهما غِنًى لصاحبه وكِفَاء ...وقد انتظمت حياته على القراءة والكتابة وهو إما أن يستزيد وإما أن
يزيد ...رفيقه كتاب هو قارئه أو هو كاتبه ،فليس غيره على الحالين صاحب وخدين.
المفردات
عهود :م عهد عصور ـ ألوانه :أنواعه ـ الكفاح :الجهاد ـ المعرقلة :المعوِّقة ـ يزحزح :يزيل ـ شتى :مختلفة
م شتيت ـ تعقبته :تتبعته ـ ذبالة :فتيلة ج ذبال و ذباالت ـ ينفذ :يخترق المراد يصل ـ اضطهدته : fبالغت في
3
ظلمه وإذالله ـ الممالئة :المعاونة ـ أعقاب :بعد م عقب ـ معت ّداً :معتزاً ـ الجحود :نكران الجميل ـ أودعته :
وضعته في ـ يستزيد :يقرأ ـ كفاء :مماثل ـ آبه :مهتم ـ خدين :صديق ج خُدَناء ـ رفيقه :صاحبه ج رفاق و
رفقاء ـ يزيد :يؤلف
الشرح
كانت حياة العقاد سلسلة من النضال و الكفاح السياسي و األدبي و الماديحيث صارع الرجل الزمن و األحداث و
السلطات في عصور مختلفة حتى استطاع أن يصنع نفسه و يصل إلى المكانة التي يستحقها ،ففي الجانب كان العقاد
يقضي ليله على فتيلة مصباح و كان يقضي نهاره على وجبة واحدة من الخبز و الجبن أو الخبز و الفول ،و على
الجانب السياسي تعقبته سلطات االستعمارحتى أخرجوه من اسوان ،كما تعقبه الملك حتى سجن تسعة أشهر و في السجن
عرف مرارة الجبن و نكران الجميل ،فعاش معتزًا بنفسه كثيرًا بشخصه غير مهتم بمن يعيبون عليه حبه للعزلة و
االعتداد بالنفس ،أما على صعيد الكفاح األدبيّ فقد خال العقاد للعلم و األدب مخلصًا لهما فعاش يصطحب الكتب ال يملها
و تمله وكل منهما عاش مكتفيًا بصاحبه فهو إما يستزيد من العلم و المعرفة بالقراءة أو يزيد الكتب عددًا بالتاليف.
الجماليات
وحياة العقاد سلسلة طويلة من الكفاح :تشبيه لحياة العقاد بالسلسلة سر جمالها التجسيم و فيها إيحاء بتواصل الكفاح .1
الكفاح األدبي و السياسي تفصيل للتوضيح و اإلقناع .2
فقد صارع الرجل الزمن واألحداث والسلطات في عهود شتى :استعارة مكنية فيها تصوير للزمن و األحداث و السلطات .3
بأعداء يصارعها الكاتب سر جمالها التشخيص و فيها إيحاء بصبر العقاد و قوة عزيمته و عدم االستسالم
حتى استطاع أن يزحزح كل القوى المعرقلة :استعارتان مكنيتان األولى فيها تصوير للقوى بأشياء مادية تتزحزح من .4
أماكنها وفيها إيحاء بالصبر و التصميم و الثانية فيها تصوير للقوى بأشخاص تحاول عرقلة العقاد سر جمالها
التشخيص ،و استخدام حتى يفيد الغاية.
كان يقضي الليل يقرأ على ذبالة مصباح ،ويقضي النهار على وجبة واحدة من الخبز والجبن ،أو من الخبز والفول :كناية عن .5
شدة الصبر على الفقر و التصميم على طلب العلم و الثقافة ،الليل و النهار طباق يبرز المعنى و يقويه
وتعقبه فى أعقاب :تعقبه و أعقاب جناس ناقص اشتقاقي يعطي جرسًا له أثر موسيقي يطرب النفس .6
لكنهم لم ينالوا منه شيئا غير أنهم أخرجوه من بلده أسوان :أسلوب قصر عن طريق النفي و االستثناء للتوكيد و التخصيص .7
اضطهدته fالملكية حتى أودعته السجن :كناية عن المبالغة في الظلم و فيها إيحاء بالقسوة و العنف. .8
عرف مرارة الجبن والجحود :استعارة مكنية فيها تجسيم للجبن و الجحود بطعام مر يؤكل و فيها إيحاء باأللم النفسي .9
فعاش منفردا معتدا بنفسه ،كثيرا بشخصه الفرد :كناية عن العزلة مع التحلي بالكبرياء سر جمالها اإلتيان بالمعنى .10
مصحوبًا بالدليل عليه في إيجاز و تجسيم ،الكثير و الفرد :طباق يبرز المعنى و يقويه
ال يمل صحبتها وال تمله :استعارة مكنية صور الكتب بأصدقاء للعقاد ال يملهم و ال يملونه .11
رفيقه كتاب هو قارئه أو هو كاتبه :استعارة مكنية فيها تصوير للكتاب برفيق للعقاد .12
فليس غيره على الحالين :أسلوب قصر بالنفي و االستثناء للتوكيد و التخصيص ،صاحب و خدين :إطناب بالترادف .13
للتوكيد.
األسلوب في الفقرة :خبري للتوكيد .14
حب العقاد للمعرفة .7
وللعقاد نفس طُلعة ولوع بالمعرفة اإلنسانية على اختالف ألوانها .يُهطع إليها من مظانها ،وهو من أولئك العصاميين الذين
ربوا أنفسهم ،وشقوا طرقهم في الحياة بسالح الفطرة والموهبة األصلية التي يزيدها الصقل والتجربة والطموح تألقاً ومضاء
،وقد قرأ العقاد أمهات الكتب جميعا فى العربية وهو يؤثر من كتابها (ابن المقفع) ،وصاحب األغاني) ،ومن الشعراء بالطبع
(ابن الرومي).وآثر فنون المعرفة عند العقاد بالترتيب هى :الشعر عربيًًا أو أجنبيًًا وما يتعلق به من نقد ودراسة ,البحث
فيما وراء الطبيعة والعلوم ،وهو يجيد من اللغات -غير العربية -اإلنجليزية إجادة تامة ،وذلك من طول قراءته اإلنجليزية
3
وتشربه لها وإنه ليستعين بها على فهم اإليطالية واإلسبانية اللتين يفهمهما بقدر ما هو مشترك بينهما وبين اإلنجليزية ،أما
الفرنسية فهو يعرفها لمامًا
المفردات
يُهْطع :يسرع × يبطئ ـ ولوع :شديدة التعلق ـ طُلعة :طموح ـ شقوا :قطعوا ـ العصاميين :من اعتمدوا على
أنفسهم ـ مظانها :مراجعها م المظنَّة ـ مضاء :قوة وحدَّة ـ الصقل :الخبرة وكثرة التجربة ـ الفطرة :الطبيعة
ج فِطَر ـ تشربه :تمكنه ـ آث ُر :أفضل ـ يؤثر :يفضِّل ـ لما ًما :قليلًا
الشرح
يتميز العقاد بتعلقه الشديد بالعلوم و المعارف اإلنسانية و يبحث عنها في كل مراجعها و هو رجل عصامي ربى نفسه
بنفسه و شق طريقه في الحياة ،سالحه الفطرة و الموهبة التي زادها قوة بالخبرة و التجربة والتنمية ،فقد قرا
العقاد أمهات الكتب في العربية و هو يفضل من الكتاب ابن المقفع و األصفهاني مؤلف كتاب األغاني و يفضل من
الشعراء ابن الرومي أما أحب المعارف إلى نفسه :الشعر عربيًا و أجنبيًا و ما يتعق به من نقد ودراسة ،البحث فيما
وراء الطبيعة و العلوم أما عن اللغات فقد أجاد اإلنجليزية تمامًا من كثرة قراءته بها و تمكنه منها وقد استعان بها
على فهم اإليطالية و األسبانية على قدر ما هو مشترك بينهما وبين اإلنجليزية و كان يعرف القليل من الفرنسية.
الجماليات
وللعقاد نفس طُلعة ولوع بالمعرفة اإلنسانية :استعارة مكنية فيها تصوير للنفس بإنسان طموح متطلع للعلم ،ونفس نكرة .1
للتعظيم و تعدد الصفات يؤكد على عظمة العقاد
يُهطع إليها من مظانها :استعارة مكنية فيها تصوير للمعارف بأشياء مادية يسرع في الوصول إليها سر جمالها التجسيم .2
و فيها إيحاء برغبة العقاد و نهمه بالمعارف اإلنسانية و تعريف المعرفة للعموم و التعظيم.
وهو من أولئك العصاميين الذين ربوا أنفسهم :كناية عن اعتماد العقاد على نفسه في تكوين ثقافته و فكره سر جمالها .3
اإلتيان بالمعنى مصحوبًا بالدليل عليه في إيجاز و تجسيم
وشقوا طرقهم في الحياة بسالح الفطرة والموهبة األصلية :تشبيه فيه تصوير للفطرة و الموهبة بأسلحة يشق بها الكاتب .4
طريق الحياة ،سر جماله التجسيم و فيها إيحاء بصعوبة ذلك الطريق و إصرار العقاد على اجتيازه.
التي يزيدها الصقل والتجربة والطموح تألقا ً ومضاء :امتداد للتصوير ففيها تصوير للموهبة بسالح يزداد حدة و قوة عن .5
طريق التجربة و الخبرة
وذلك من طول قراءته اإلنجليزية وتشربه :كناية عن تمكنه و إجادته للغة اإلنجليزية و هىي تعليل لما قبلها .6
إنه ليستعين بها على فهم اإليطالية :أسلوب مؤكد بإن و الالم لتوكيد المعنى .7
المفردات
3
تغلب :تسيطر ـ يخط :يكتب و يسطر× يمحو ـ إزاء :تجاه ـ فواصل :حاجز يفصل بين شيئين و المراد عالمات
كتابية تفصل بين الجمل م فاصلة وفاصل ـ اإليقاع :اتفاق األصوات وتوقيعها في الغناء ـ خالصًا :صافيًا ـ
يستهويه :يستميله ـ فضول :زيادة ـ حشو :زيادةج محاشٍ ـ جالء :وضوح ـ الذهن :العقل ج أذهان ـ السجع :
الكالم المنثور الذي يتفق في الفواصل ج أسجاع ـ التمحيص :الفحص والتدقيق ،التنقية ـ االستقصاء :التعمق في
بلوغ أقصى الشيء ـ تجني :ترتكب جناية ـ صدى :أثر و المقصود نتيجةج أصداء
الشرح
و للعقاد أسلوب يتميز به فهو
أسلوب منطقي يعتمد على المقدمات و النتائج فهو يرتب أفكاره ترتيبًا' منطقيًا يظهر فيه البدء و الختام حتى قبل أن .1
يكتب حرفًا واحدًا
يميل إلى األسلوب العلمي ما لم يكن الموضوع أدبيًا و مع ذلك فهو يميل في كتاباته إلى اإليقاع الموسيقي من غير .2
حشو وال زيادة
يفضل المعنى على اللفظ ويستهويه السجع أحيانًا في موضوعات التهكم والسخرية وكذلك في الموضوعات الوجدانية و .3
غيرها من األغراض الشعرية
ويرى العقاد أن السجع ينبه الذهن إلى المعاني في هذه األغراض ويزيدها وضوحًا وتوكيدًا مثله مثل اللحن الذي .4
يضيف إلى الكلمات و معانيها قوة ليست للكالم الذي يُسمَع بغير تلحين
وفي النهاية فإن الصحافة لم تؤثر في أسلوب العقاد كما جنت على غيره من الكتاب بل ظل أسلوبه قويًا رصينًا .5
يعتمد على الدراسة و االستقصاء و التنقية ويبدو أن ذلك نتيجة لفردية العقاد و اعتداده بنفسه فال تطغى شخصية
على شخصيته
الجماليات
وأسلوب العقاد أسلوب منطقي يعتمد على المقدمات والنتائج :استعارة مكنية فيها تصوير للمقدمات و النتائج بأساس يقوم .1
عليه أسلوب العقاد سر جمالها التجسيم ،المقدمات و النتائج :طباق يبرز المعنى و يقويه
البدء والختام :طباق يبرز المعنى و يقويه .2
مالم تغلب عليه طبيعة الموضوع :استعارة مكنية تصوير لطبيعة الموضوع بعدو يغلب على األسلوب سر جمالها التشخيص .3
و فيه أسلوب قصر بتقديم الجار و المجرور للتوكيد و التخصيص
حشو أو فضول :إطناب بالترادف للتوكيد .4
وإن كان يستهويه السجع أحيانًا :استعارة مكنية فيها تصوير للسجع بشيء مادي يستميل العقاد سر جمالها التجسيم و .5
كلمتا( إن و أحيانًا) :تفيدان للتقليل .
فإن السجع ينبه الذهن إلى المعانى :أسلوب مؤكد بإن و فيه استعارة مكنية تصور السجع بإنسان ينبه و الذهن بشخص .6
آخر ينبه سر جمالها التشخيص و توحي باألثر الجميل للسجع
ويزيدها جال ًء وتوكي ًد اكأنه اللحن الذى يضيف إلى الكلمات ومعانيها قوة :تشبه للسجع باللحن الذي يضفي على الكلمات .7
جمالًا و عذوبة سر جمله التوضيح
تجن الصحافة على العقاد جنايتها على األدباء :استعارة مكنية فيها تصوير للصحافة بإنسان ال يستطيع أن يجني على
ولم ِ .8
أسلوب العقاد و سر جمالها التشخيص و فيها إيحاء بقوة أسلوب العقاد و صالبته و رسوخه ،و األسلوب مؤكد بالمفعول
المطلق.
فقد ظل أسلوب العقاد له طابعه الذي ال يتغير :أسلوب مؤكد بقد و فيه كناية عن ثبات و رسوخ اسلوب العقاد .9
3
ظهور العاطفة القوية .2
االستعانة بالصور البيانية و المحسنات البديعية .3
تحقق التكوين الفني حيث بدأت بعرض نشأة العقاد ثم أثر أسوان عليه ثم انتقلت إلى شخصية العقاد و ختمت مقالها
بطبيعة اسلوب العقاد الذي عرف به فالمقال له مقدمة و موضوع و خاتمة ،كذلك الذاتية حيث تظهر ذاتية الكاتبة و
عاطفتها و النثرية فالمقال يكتب نثرًا و ليس شعرًا و القصر فهو مقطوعة ادبية ال تتجاوز بضع صفحات و اإلقناع
عن طريق سالمة األفكار و دقتها ووضوحها و اإلمتاع بالعرض الشائق الذي يجذب القارئ و كذلك قوة األسلوب و
جمال األسلوب ووضوح األسلوب
الواجب
" كانت البلدة التى نشأت فيها بلدتى أسوان بأقصى الصعيد يكاد الناشيء فى مثل سنى أن يأوى بها إلى صومعة من صوامع
الفكر ،يقلب وجوه النظر فى كل ما يسمع أو يبصر من الشئون "
تخير اإلجابة الصحيحة لما يأتى مما بين القوسين .1
جمع"الناشيء" :النشء – النواشيء -الناشئات
مفرد " البصائر :الباصرة –البصر -البصيرة
ماضى " تضليل :ضل – صلل-أضل
تلقى الفقرة الضوء على منهج العقاد فى دراسة قضايا الفكر والسياسة' و اإلجتماع .بين ذلك .2
أكمل العبارات اآلتية : .3
جاءت كلمة " يكاد " لتدل على .................
المقصود من " يقلب وجوه النظر " .................
و استعمل الفعل المضارع للداللة .................
كان ألسوان فضل على العقاد ،ولم يضن العقاد عليها برد الجميل وضح ذلك .4
كان إلتقان اللغة العربية واللغات األجنبية و حب القراءة أثر بالغ فى ثقافة العقاد وأدبه ناقش العبارة .5
أين والد العقاد ؟ و متى ولد ؟ بم كان يتصف أبواه .6
3
فى أسوان يلتقى الماضى السحيق بالحاضر .وضح أثر ذلك فى تناول العقاد لما كان يتناوله من القضايا .7
ما أثر البيئة فى التكوين العلمى للعقاد ؟ .8
حياة العقاد متصلة الحلقات من الكفاح المتعدد الجبهات .و ضح ذلك .و اذكر من خصائص العقاد ما أعانه على اإلستمرار .9
فى كفاحه
ألسلوب العقاد خصائص هى نتاج خصائصه الشخصية وضح ذلك .10
3
خذ مثال آخر :قواعد اللغة يلتزم بها كل كاتب بها أو قارئ ,لها فليس من حق الكاتب العربي أن ينصب فاعال أو أن
يرفع مفعوال به ,لكن هل يعني هذا حرمان الكاتب من حريته فيما يكتبه وفق تلك القواعد ؟
إن لكل كاتب موضوعاته التي يعرضها وأسلوبه الذي يعبر به عن نفسه ,على أن يتم ذلك كله في حدود المبادئ
المشتركة' ,ال بل إن كل عبارة يخطها الكاتب إنما يلتزم فيها بمبادئ كثيرة دون أن يقيد ذلك حريته في اختيار
مادتها وطريقة صياغتها .
ففضال على قواعد اللغة نحوا وصرفا هنالك مبادئ المنطق يلتزمها بحكم طبيعته نفسها ,فهو ال يجيز لنفسه – مثال
– أن يقول إنه إذا أراد مسافر قطع المسافة التي طولها مائتا كيلو متر في ساعتين فيكفيه قطار يسير بسرعة
عشرين كيلو مترا في الساعة ,أو أن يقول إنه إذا أرادت البالد تنفيذ خطة صناعية تكلفتها مائتا مليون من الجنيهات
فيكفيها أن تجمع من المواطنين خمسين مليونا – الكاتب حر فيما يقول ما دام قوله ملتزما لطائفة من مبادئ اللغة
والفكر ,وهكذا قل في المواطن الفرد بالنسبة للمبادئ واألهداف التي وضعها المجموع ,وكان هو أحد أفراد ذلك
المجموع فهو حر في طريقة سيره وأسلوب حياته ,على أن تجيء مناشطه ملتزمة للمبادئ المقررة .
استنتاج الكاتب النتائج من المقدمات fالسابقة :
وبقي أن نستنتج' النتائج من هذه المقدمات :إنه إذا كانت كل إرادة تغيير إذن فليس السؤال هو :هل اإلرادة التي
أطلقت الشعب يوم انتصاره هي بالضرورة إرادة عمل وتغيير (ألن العمل هو معنى اإلرادة كما قدمنا) فما الذي
نغيره ؟ وما الهدف الذي من أجل تحقيقه نغير ما نغيره ؟
التفصيالت الجزئية التي يراد تغييرها :
إن القائمة لتطول بنا ألف فرسخ إذا نحن أخذنا نَعُد التفصيالت الجزئية التي يراد تغييرها ,كأن تحصر األفراد
الذين يراد لهم أن يصحوا بعد مرض ,وأن يعلموا بعد جهل ,وأن يطعموا بعد جوع ,وأن يكتسوا بعد عري ,وكأن
نحصر الطرق التي يراد لها أن ترصف ,والحشرات التي البد لها أن تباد ,واألرض التي البد لها أن تزرع -
والمصانع التي البد لها أن تقام ...تلك تفصيالت جزئية تعد بألوف األلوف ,لكنها تندرج كلها تحت مبادئ محدودة
العدد ,ثم تندرج هذه المبادئ بدورها تحت ما يسمى بالقيم أو المعايير التي عليها يقاس ما نريده وما ال نريده
لحياتنا الجديدة ,فإذا أنت غيرت ما لدى القوم من معايير وقيم تغير لهم بالتالي وجه الحياة بأسرها .
العالقة بين إرادة التغيير وتوحيد مفهوم العام والخاص :
وال تكون إرادة التغيير قد نالت من حياتنا قيد أنملة إذا نحن لم نوحد في أذهاننا توحيدا تاما بين العام والخاص ,
فتلك من أولى القيم التي ال بد من بثها في النفوس وترسيخها في األذهان ,فنحن بما ورثناه من تقليد اجتماعي
أحرص ما نكون على الملك الخاص ,وأشد ما نكون إهماال للملك العام ,فالفرق في أنظارنا بعيد بين العناية الواجبة
باالبن والعناية الواجبة بالمواطن البعيد ,بين العناية بتنظيف الدار من الداخل والعناية بتنظيف الطرق ,الفرق
في أنظارنا بعيد بين المال نملكه ,والمال تملكه الدولة وللجميع ,بين العيادة الخاصة يديرها الطبيب الذي
يستغلها ,والمستشفى' العام يديره الطبيب نفسه ولكنه يديره باسم الدولة .
الفرق بين األنا والهو :
الفرق في أنظارنا بعيد بين معنى "أنا" ،و"نحن" ،وبين "هو " ،و"هم" فمازال الذي يشغلنا هو هذه " األنا"
و"النحن" اللتان ال تعنيان أكثر من األسرة وحدودها ،وأما "هو" و"هم" اللتان تمتدان لتشمال أبناء الوطن جميعا
فما
تزاالن في أوهامنا ,تدالن على ما يشبه األشباح التي ال يؤذيها التجويع والتعذيب .
أثر إرادة التغير فى حياتنا :
وال تكون إرادة التغير قد نالت من حياتنا قيد أنملة إذا لم ننقل مواضع الزهو ،فبدل أن يـُزهى المرء بنفسه ألنه
ليس مضطرا للخضوع للقانون كما يخضع له عامة السواد ,يـُزهى المرء بنفسه بقدر ما هو خاضع لقانون الدولة ,
سواء جاء خضوعه هذا عالنية أمام المأل أو سرا في الخفاء ,فنحن بحكم التقليد االجتماعي الذي ورثناه ما نزال نعلي
من مكانة الذين ال تسري عليهم القوانين سريانها على الجماهير ,فإذا قيل مثال – يكون اللحم بمقدار ,ويكون السكر
3
والزيت بمقدار ,رأيت صاحب المكانة االجتماعية قد مأل داره ودار أقربائه وأصدقائه لحما وسكرا وزيتا ,ألنه ال
يكون صاحب جاه – بحكم التقليد – إال إذا كان في وسعه اإلفالت من حكم القانون .
اإلرادة هي نفسها إرادة التغيير لمجرد تبديل وضع بوضع بغير قيود وال شروط' ,بل يكون تبديل وضع أعلى بوضع
أدنى ,ومقياس التفاوت في العلو إنما يقاس بعدد المواطنين الذين يلتفون بالوضع الجديد .
المهم في إرادة التغيير :
المهم في إرادة التغيير أن نعرف ماذا نغير من حياتنا ؟ كيف نغيره ؟ والذي نريد له أن يتغيرهو القيم التي نقيس بها
أوجه الحياة ,وكيفية تغييرها هي أن نختار لكل موقف معيارا من شأنه أن يحقق أكبر نفع وقوة وكرامة واستنارة
وأمن ألكبر عدد من أبناء الشعب .
المفردات
اإلرادة :العَزِيمَةٌ × التثبيط /الهَ َدفُ :الغرض /يزيل :يمحو × يثبت /يحول :يمنع × يبيح /شريطة :شَرْط ج
شريطات وشرائطُ × إباحة /آلة :أداة /مسخرة :مُذَلَّلَةٌ /األدنى :األقل × األكثر /متضايفات :مجتمعات × متفرقات
/شقها :نصفها ج شقوق /ضئيل :قَلِيلٌ ج ضِئال وضُؤالء × ضخم /جسيم :خَطِيرٌ ج جِسام × هين /خالء :خَالٍ ×
ممتلئ /أداؤه :إِكْمَالِه × إهماله /صالته :ارتباطه × انفصاله /ال ِمدَا ُfد :حِبْر ج أمِدّة َ /جوْ فُ :باطن ج :
أَجْوَافٌ /انتثر :تفرّق × تجمع /اليَبَابُ :الخَراب × العمار /يوضح :يبين × يخفى /إ ْب َرازَ :إِظْهَار × إخفاء /
ذو :صَاحِبُ ج :ذوو ،المؤنث :ذات ،ج :ذوات /ال َوحْ دَة العُضْ ويَّة :الترابطٌ المنطقيّ /نحو :جهة ج أنحاءٌ ،نُحُوٌّ /
أهدافه :أغراضُه م هَدَفُ /نقرره :نبيحه × نمنعه /تَ ْم ِهيداً : fإعْدَاداً لَهُ /تضمن :تكفل /رسم :جهز /التعارض :
اِخْتِالَفٌ × التوافق /منخرطا :داخال فيه × منصرفا /يساير :يجارى × يعارض /اِ ْلتِ َماسُ :طَلَب × رفض /مالئما :
مناسبا × مخالفا /جدا :جادّا × هزال /قواعد :أَسس م قَاعِدَةُ /حرمان :منع × إباحة /المبادئ :القيم ×
االنحالل /يخطها :يكتبها × يمحو /صياغتها :إِنْشَاؤُهَا /ففضال :زيادة × نقص /ال يجيز :ال يبيح /ملتزما :
َّرورةُ :الحاجَةُ ج ضَرُورات ،ضَرَائِرُ /نعد :نحسب /
مُتَعَهِّدٌا /طائفة :جماعة × الفرد /مناشطه :نشاطه /الض َ
تحصر :تعد × تطلق /تباد :تهلك × تبقى /تندرج :تدخل /المعايير :المقاييس م معيار /بأسرها :بأجمعها /قيد :
مقدار /أنملة :عقلة اإلصبع ج أنامل ،قيد أنملة :بقي حيثُ هو /أذهاننا :عقولنا م ذهن /ال بد :ال مفر /بثها :نشرها ×
كتمانها /ترسيخها :تثبيت /العناية :االهتمام × اإلهمال /الواجبة :الالزمة /يديرها :يدبرها × يهملها /يستغلها :
يستعملها /األنا :إدراك الشَّخص لذاته × الغير /ال تعنيان :ال تهتمان /أوهامنا :أذهاننا /األشباح :األوهام م شَبَح ×
الحقائق /يؤذيها :يضرها × ينفعها /الزهو :الفخر × التواضع /يـُزهى :يفتخر / /مضطرا :مجبرا × مختارا /
للخضوع :االستسالم × التمرد /السواد :أَغْلَب ج أسْوِدة ،أساوِدُ /المأل :الجماعة ج أمالءٌ × الفرد /ال تسري :ال
تَسير /جاه :منصب /وسعه :طاقته /اإلفالت :الهروب × اإلمساك /قيود :شروط م قيد × تحرر /أدنى :أقل ×
أكثر /يلتفون :يجتمعون /معيارا :مقياس /استنارة :استضاءة × ظلمة .
المناقشةf
ما مفهوم اإلرادة ؟ وما شرطها ؟ .1
اإلرادة هي نفسها العمل الذي يحقق الهدف ,ويزيل ما قد يحول دون تحقيقه .
الشرط :أن يكون الهدف هو هدفك' أنت ,وإال كنت آلة مسخرة في يد صاحب الهدف .
ما الدليل على أن إرادة الفعل تساوى اإلرادة ؟ .2
إذا كانت اإلرادة هي نفسها الفعل ,فقد أصبح واضحا أن قولك إرادة الفعل ال يزيد شيئا عن قولك اإلرادة ,ألن هذه
ال تكون بغير فعل ,كما ال يكون الوالد والدا بغير ولد ,وال يكون اليمين بغير اليسار ,وال يكون البعيد بغير
القريب ,وال األعلى بدون األدنى ,كل هذه متضايفات ال يتم المعنى ألحدها بغير أن تضاف إلى شقها اآلخر .
كيف يؤدى الفعل إلى التغيير؟ وما الدليل ؟ .3
3
ونخطو خطوة أخرى فنقول إنه إذا كان ال إرادة بغير فعل فكذلك ال فعل بدون تغيير وسواء كان التغيير ضئيال أو
جسيما فهو تغيير ,إنك ال تفعل الفعل في خالء بل تفعل الفعل – أي فعل كان – تحرك به شيئا فيتغير مكانه ليتغير
أداؤه ,وتتغير صالته باألشياء األخرى .
الدليل :كان الحجر هنا على الجبل فأصبح جزءا من الجدار ,وكان الماء هنا في النهر فأصبح هناك في أنابيب
المنازل ,كان المداد هنا في الزجاجة فأصبح في جوف القلم ثم انتثر على الورق كتابة يقرؤها قارئ إذا وقع عليها
بصره ,وكانت األرض يبابا فزرعت ,وكان الحديد مادة من خامات األرض فصنع قضبانا ,كل إرادة فعل ,وكل فعل
حركة وتغيير.
ما المقصود بإرادة التغيير ؟ .4
المقصود بإرادة التغيير :هو قول يوضح معنى اإلرادة بإبراز عنصر من عناصرها .
ال إرادة بغير فعل ،وال فعل بدون تغيير .وضح ذلك مع التمثيل. .5
كان يكفي أن نقول عن اإلنسان إنه إنسان حي لنفهم من ذلك أنه ذو وحدة عضوية هادفة ,وأنه في سيره نحو أهدافه
كائن عاقل مريد ,وأنه في إرادته فاعل ,وأنه في فعله متحرك ومحرك ومتغير ومغير .
ما العالقة التي يريد أن يقررها الكاتب بين الفرد والمجموع ؟ .6
أهم ما يريد أن يقرره الكاتب هو العالقة بين الفرد والمجموع تلك العالقة التي تضمن للفرد حريته ,وفي الوقت
نفسه تضمن مشاركته للمجموع في رسم األهداف ,فما أكثر ما قاله القائلون بوجود التعارض بين أن يكون الفرد
منخرطا في جهد جماعي يساير فيه مواطنيه ,وأن يكون -مع ذلك حرا -في التماس الطريق الذي يراه مالئما له.
هل يوجد تعارض بين حرية الفرد ومشاركته للمجموع ؟ وضح باألمثلة. .7
ال يوجد تعارض بين الجانبين ,إذا نحن فرقنا بين شيئين :اإلطار الذي يحدد قواعد السير ثم خطوات السير في
حدود ذلك اإلطار ,فهنالك قواعد مشتركة بين العبي الكرة أو العبي الشطرنج ,ال يسمح ألحد الالعبين بالخروج
عليها ,ومع ذلك فلكل العب كامل الحرية في أن يحرك الكرة أو قطعة الشطرنج حيث أراد في حدود قواعد اللعب .
اذكر مثال آخر على أنه ال تعارض بين حرية الفرد ومشاركته للمجموع . .8
المثل اآلخر :قواعد اللغة يلتزم بها كل كاتب بها أو قارئ لها ,فليس من حق الكاتب العربي أن ينصب فاعال أو أن
يرفع مفعوال به ,لكن هل يعني هذا حرمان الكاتب من حريته فيما يكتبه وفق تلك القواعد ؟
إن لكل كاتب موضوعاته التي يعرضها وأسلوبه الذي يعبر به عن نفسه ,على أن يتم ذلك كله في حدود المبادئ
المشتركة' .وإن كل عبارة يخطها الكاتب إنما يلتزم فيها بمبادئ كثيرة دون أن يقيد ذلك حريته في اختيار مادتها
وطريقة صياغتها ,ففضال على قواعد اللغة نحوا وصرفا هنالك مبادئ المنطق يلتزمها بحكم طبيعته نفسها ,فهو ال
يجيز لنفسه – مثال – أن يقول إنه إذا أراد مسافر قطع المسافة التي طولها مائتا كيلو متر في ساعتين فيكفيه قطار
يسير بسرعة عشرين كيلو مترا في الساعة ,أو أن يقول إنه إذا أرادت البالد تنفيذ خطة صناعية تكلفتها مائتا مليون
من الجنيهات فيكفيها أن تجمع من المواطنين خمسين مليونا .
متى يكون الكاتب حرا فيما يقول ,وكذلك المواطن الفرد ؟ .9
يكون الكاتب حرا فيما يقول ما دام قوله ملتزما لطائفة من مبادئ اللغة والفكر ,والمواطن الفرد بالنسبة للمبادئ
واألهداف التي وضعها المجموع ,وكان هو أحد أفراد ذلك المجموع فهو حر في طريقة سيره وأسلوب حياته ,على أن
تجيء مناشطه ملتزمة للمبادئ المقررة.
ما الذى استنتجه الكاتب من المقدمات fالسابقة ؟ .10
استنتج الكاتب :إنه إذا كانت كل إرادة تغيير إذن فليس السؤال هو :هل اإلرادة التي أطلقت الشعب يوم انتصاره هي
بالضرورة إرادة عمل وتغيير (ألن العمل هو معنى اإلرادة كما تقدم) فما الذي نغيره ؟ وما الهدف الذي من أجل
تحقيقه نغير ما نغيره ؟
ماذا يحدث إذا عددنا التفصيالت الجزئية التي يراد تغييرها ؟ .11
إن القائمة لتطول بنا ألف فرسخ إذا نحن أخذنا نعد التفصيالت الجزئية التي يراد تغييرها .
3
ما الجزئيات التي يراد تغييرها ؟ .12
أن تحصر األفراد الذين يراد لهم أن يصحوا بعد مرض ,وأن يعلموا بعد جهل ,وأن يطعموا بعد جوع ,وأن يكتسوا
بعد عري ,وأن نحصر الطرق التي يراد لها أن ترصف ,والحشرات التي البد لها أن تباد ,واألرض التي البد لها أن
تزرع ،والمصانع التي البد لها أن تقام .
تلك تفصيالت جزئية تعد بألوف األلوف ,لكنها تندرج كلها تحت مبادئ محدودة العدد ,ثم تندرج هذه المبادئ
بدورها تحت ما يسمى بالقيم أو المعايير التي عليها يقاس ما نريده وما ال نريده لحياتنا الجديدة .
ما أثر تغيير ما لدى القوم من معايير وقيم ؟ .13
إذا أنت غيرت ما لدى القوم من معايير وقيم تغير لهم بالتالي وجه الحياة بأسرها .
متي ال تحقق إرادة التغيير أثرها في حياتنا ؟ ولماذا ؟ .14
ال تكون إرادة التغيير قد نالت من حياتنا قيد أنملة إذا نحن لم نوحد في أذهاننا توحيدا تاما بين العام والخاص ,
فتلك من أولى القيم التي ال بد من بثها في النفوس وترسيخها في األذهان .
فنحن بما ورثناه من تقليد اجتماعي أحرص ما نكون على الملك الخاص ,وأشد ما نكون إهماال للملك العام .
3
الواجب
اإلرادة هي نفسها العمل الذي يحقق الهدف ,ويزيل ما قد يحول دون تحقيقه ,شريطة أن يكون الهدف هو هدفك أنت ,وإال
كنت آلة مسخرة في يد صاحب الهدف .وإذا كانت اإلرادة هي نفسها الفعل ,فقد أصبح واضحا أن قولك إرادة الفعل ال يزيد
شيئا عن قولك اإلرادة ,ألن هذه ال تكون بغير فعل ,كما ال يكون الوالد والدا بغير ولد ,وال يكون اليمين بغير اليسار ,
وال يكون البعيد بغير القريب ,وال األعلى بدون األدنى ,كل هذه متضايفات ال يتم المعنى ألحدها بغير أن تضاف إلى شقها
اآلخر .
3
" بيوم " عطارد " ويوم " الخميس " بيوم " المشترى " ويسمون يوم " الجمعة " بيوم " الزهرة " ويسمون يوم "
السبت " بيوم " زحل " ويجعلونه نهاية المطاف .
3
الشرق والغرب ,متوسطة في زمانها بين حضارات القرون األولى وحضارة القرون الحديثة من أواسط القرن التاسع عشر
إلى اآلن فاستطاعت بتوسطها في المكان أن تنقل من الشرق إلى الغرب وأن تعرف العالم بما كان محجما وراء السدود
والمسافات من حضارات الفرس والهند والصين .
المفردات
نشأت :تولّدت /الحضارة :التمدُّن × البداوة /األقاليم :المناطق م إقليم /نيف :عدَد مِنَ الوَاحِدِ إِلَى
الثَّالَثَةِ /بداءته :نشْأتُه /التحقيق :التأكيدٍ /تترحل :تتنقل × تقيم /وادي :منفرج بين مرتفعات ج أَوْديةٌ ،
أَوادِيَةٌ ،وُدْيانٌ /بادية :الصحراء ج بوادي /مغاني :م المَغْنَى وهو المنزلُ الذي غَنِيَ به أَهلُه /النبط :منطقة
بَيْنَ الْعِرَاقِ وَاألُرْدُنِ ،ج أنباط ونبوط /اشتهر :عرف /الخصوص َ :بِالتَّحْدِيدِ /أصولها :مَنْشَأ م أصل /
سماتها :صفاتها /عادة :حالةُ ج :عادٌ ،عادات ،عوائد /اعتبار :التقدير واالحترام /النظر :التأمل /نصيب :
الحظُّ ج أنصباءُ و أنصبة و نُصُب /العريقة :األصيلة /يميزه :يفضّله /أمزجة :ج مِزاج /أطوار :م الطور
األحوال /المصطلح :المتفق عليه /تجاورهم :تالصقهم /يتسع :يمتد × يضيق /غاية :نهاية ج غاي وغايات /
المشروع :المباح /يشمل :يضم /المعمورة :اآلهلة بالسكان × المهجورة /استثناء :استبعاد /اإلحصاء :العد
والحصر /بيان :إيضاح × إبهام /األسانيد :أدلة وبراهين م إسناد /مطلع شمس :مشرقها /العجيبة :الغريبة ج
عجيبات وعجائبُ /يروون :يذكرون /نهاية المطاف :في آخر األمر /ساهمت :شاركت /أوفى :أكثر /اإلسهاب :
التَّوَسُّعُ × اإليجاز /بضع :العدد من / 9: 3مترددة :متكررة /تغني :تكفي /داللتها :برهان ج دالئلُ ،
ودالالت /الشروح :التَفْسِيًر م الشرح /تغلغل :تعمق /جده :اجتهاده × هزله /بلغ :وصل /شيوع :انتشار ×
انحصار /النقارة :ما يتساقط من نَقْر الحجارة والخشب /اإلقليد :المفتاح ج أقاليد وأقالد /المصحفة :المغيرة /ال
ريب :ال شك /يمتد : fيصل إلى /ضرورات :الحاجات األساسية × الثانويات /الكساء :اللباس ج أكسية' /أفانين :
أنْوَاعُ م أُفْنُونٌ' /أمد :الوَقْتُ ج آماد /أشواط :مراحل م شوط /غناء :كفاية × حاجة /برسومها :خطوطها م
رسم /السيما :خاصة /تذللت :خضعت /سريان :جريان /النقول :الروايات المنقولة م نقل /ال ُّش ْبهَةُ :غموض ،شكّ
ج شُبُهات وشُبْهات وشُبَه /الرقعة :القطعة ج رُقُعات ورُقْعات ورِقاع ورُقَع /مصحوبا :مُرْفَقاً /العقاقير :م
عَقّار عِقِّيرُ وهو أَصلُ الدَّواء /ميدان :مجال /االقتباس :األخذ /الشعبة :الفِرْقةُ ج شِعاب وشُعَب /اآلرية :
جنس بعضه في الهند وإيران وبعضه في أوربة /السامية :مجموعة لغات شاعت في أفريقيا وأسيا /تبين :اتضح ×
أخفي /تعدو :تتجاوز وتزيد /مجمال :مختصرا /المستفيض :المتوسع /يحاط :يحصر /نبغيه : fنرجوه /العرض :
التبسيط ج عُروضٌ ،عِراضٌ ،أَعْراضٌ /الموجز :المختصر /نلم :ندرك /إنصاف :عدل /تتبوأه :تحتله /أرقى :
أسمى /حساباتنا :تقديرات /حيز :حد /السدود :الموانع م سد .
المناقشةf
متى وجد العرب ؟ .1
وجد العرب قبل أن يعرف اسم العرب .
3
أصح اعتبار نالحظه في النظر إلى نصيب العرب من حضارة العالم هو هذا االعتبار الذي يعود بنا إلى األصول العريقة منذ
أقدم العهود التاريخية ؛ ألنه يميز لنا العرب بأصولهم ولغتهم وأمزجتهم وأطوارهم قبل أن يميزهم االسم المصطلح عليه
فيما بينهم وبين األمم التي تجاورهم ألن تاريخهم في الوجود أسبق من تاريخ المتكلمين عنهم بمختلف األسماء .
3
ومهما يكن من رأي في األصول والنقول فاألمر الذي ال شبهة فيه أن الـ ( )ABCهي أبجد بعينها وأن الجيم في األبجدية
مخطوطة على شكل رقبة الجمل وهو على هذه الرقعة من األرض حيوان أصيل في البادية العربية وال يوجد حرف من
األبجدية وحده ما لم يكن مصحوبا بغيره من الحروف .
ما الذى تعكسه هذه العجالة السريعة عن نصيب العرب من حضارة العالم ؟ .16
هذه العجالة السريعة عن نصيب العرب من حضارة العالم ال تعدو أن تكون عنوانا مجمال لهذا الموضوع المستفيض الذي ال
يحاط به في غير المجلدات الضخام وكل ما نبغيه من هذا العرض الموجز أن نلم فيه إلمامة إنصاف بالمكان الرفيع الذي
تتبوأه حضارة العرب بين أرقى الحضارات اإلنسانية في تاريخها القديم والحديث .
الواجب
س- 1
نشأت الحضارة العربية في األقاليم المتوسطة بين القارات الثالث منذ نيف وأربعين قرنا في زمن ال تعرف اآلن بداءته على
وجه التحقيق .كانت األمة العربية تقيم أو تترحل بين شبه الجزيرة العربية ووادي النهرين وبادية الشام ومغاني النبط في
شمال الحجاز وال تسمى باسمها الذي اشتهر على الخصوص بعد ظهور الدعوة اإلسالمية ولكنها هي األمة العربية في أصولها
وسماتها وإن لم يكن لها اسمها الحديث ألن األسماء تولد عادة بعد مولد صاحبها بزمن يقصر أو يطول .
تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين لما يلي : .1
( ظهوره – نشأته -تخلفه ) مرادف " بداءته " :
3
( القديم -الحادث -الحدوث) مقابل " الحديث " :
( المرغنى – المغنى -المغنى) مفرد "مغانى " :
( قرون -قرائن -قرناء) جمع "قرن ":
أين ومتى نشأت الحضارة العربية ؟ .2
كيف وجد العرب قبل أن يعرف اسم العرب ؟ .3
س- 2
وال حاجة هنا إلى اإلحصاء الطويل لبيان المراجع واألسانيد فإن حركة من حركاتنا اليومية كلما بدأنا أعمالنا في يوم من
األيام تعود بنا إلى أثر الحضارة العربية قبل ألوف السنين ونعني بها حركة اليد التي ترفع ورقة التقويم كل مطلع شمس عن
نهار جديد فإنها تتحرك باتجاه الحضارات العربية التي قسمت األيام إلى أسابيع وقسمت األسبوع الواحد على مطالع الكواكب
من الشمس إلى الزهرة إلى الكوكب السابع – زحل – أرفع الكواكب في المدار وقد فعلت ذلك منذ أربعين قرنا أو تزيد ,ومن
الظواهر العجيبة في بقاء الحضارات أن األمم الغربية هي التي تحتفظ اليوم بهذا.
تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين لما يلي : .1
( العديد – العد والحصر – الجمع والطرح ) مرادف " اإلحصاء " :
( التخلف – البداوة -الحياة ) مقابل " الحضارة " :
( الكوكب – الكيكب -الكيب) مفرد " الكواكب" :
( حاج -حاجات -كالهما) جمع " حاجة ":
دلل على أثر الحضارة العربية فى حضارة العالم ؟ .2
ما الظواهر العجيبة في بقاء الحضارات ؟ .3
س- 3
على أن الحضارة العربية قد ساهمت بنصيب أوفى جدا من هذا النصيب في التاريخ اإلنساني بعد ظهور الدعوة اإلسالمية وال
حاجة هنا أيضا إلى اإلسهاب في بيان المراجع واألسانيد ألننا قد نستغني عنها ببضع كلمات عربية ال تزال في لغات العرب
متكررة مترددة حتى اليوم وقد تغني داللتها عن داللة الشروح المطولة ألنها تدل على تغلغل الحضارة العربية في شئون
المعيشة اليومية التي تالزم المرء في داره وفي موطن عمله كما تالزمه في جده ولهوه .
(أ) تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين لما يلي :
( شاركت -سافرت -سابقت ) مرادف " ساهمت " :
( نرغب -نريد – نحتاج ) مقابل " نستغنى " :
( الشارح -الشريح -الشرح) مفرد " الشروح" :
( المعايش -المعاشات -المياعش) جمع " المعيشة":
(ب) بم ساهمت الحضارة العربية في التاريخ اإلنساني بعد ظهور الدعوة اإلسالمية ؟
(ج) دلل على تغلغل الحضارة العربية في شئون المعيشة اليومية .
3
ويقول المستشرق األمريكى "إيريوبوب -:فى أية قائمة تحوى أسماء أكابر العلماء يجب أن يكون السم البيرونى مكانة
رفيعة ومن المستحيل أن يكتمل أى بحث فى الرياضيات أو الفلك أو الجغرافيا أو التاريخ أو علم اإلنسان أو علم المعادن
دون اإلقرار بمساهمة البيرونى العظيمة فى كل علم من تلك العلوم .
والحق أن قلة من المؤرخين األجانب هى التى أنصفت العلماء العرب أما األغلبية الساحقة فقد أعماها الحقد والتعصب فلم
تعترف لهم بأى فضل ،وكما تقول الدكتورة "سيجريد هونكة "" - :إنه من كل مائة كتاب تبحث فى تاريخ العلم يوجد
اثنان فقط يعترفان ببعض".
3
كتب البيرونى فى علم الفلك :
لقد حصرت مؤلفات البيرونى ما بين مطبوع ومخطوط وموجود ومفقود فإذا بها تبلغ مائة وثمانين كتابًا ورسالة .وقد
كتب البيرونى معظم مؤلفاته باللغة العربية ،ولقد كان بارعًا فى الكتابة باللغة الفارسية كذلك ،وفى دور الكتب
األوربية جملة طيبة من مؤلفاته القيمة يرجع إليها المستشرقون' فى بحوثهم ودراساتهم .
وللبيرونى رسالة فى األبعاد واألجرام يتكلم فيها عن مساحة األرض وبعد القمر من األرض ،ومقدار جرم القمر من جرم
األرض وقطر الشمس ومقدار ظل القمر ثم أبعاد وأحجام عطارد والزهرة والمريخ والمشترى' وزحل ....وإلخ.
المفردات
يتميز :يتفرد /الحضارة :التمدُن × البداوة /المستشرقين :المُخْتَصٌّ بِاللُّغَاتِ وَاآلدَابِ وَالعُلُومِ
الشَّرْقِيَّةِ /أضخم :أكبر /أبرز :أظهر /موكب :جماعة ج مواكب /األفق :النَّاحية ج آفاقٌ األُفُق /تزدان :
تَتزَيَّنَ ،تتَجَمَّلَ /تحوى :تحتويه /أكابر :م أكبر أشرف /مكانة :منزلة /رفيعة :عالية × وضيعة /
المستحيل :ما ال يمكن وقوعه × الجائز /اإلقرار :االعتراف /مساهمة :مشاركة /المؤرخين :كتاب التَّاريخ /
أنصفت :عدلت /األغلبية :األكْثَرِيَّةٍ /الحقد :الكره /التعصب :التشدد × التسامح /واتتها :طاوعتها /قياديًا :
متقدما /نهلت :شربت حتى ارتوت × ظمأت /بلغت :حققت /يؤهلها :يعدَّها /استيعاب :فهْم /عنيت :اهتمت /
الزاهى :المُشْرِقٌ' /كيانها :وجود ج كِيانات /يعتبر :يعد /يزدهي :يفتخر /آن :زمن ج آوِنَةٌ /سطعوا :
ظَهَرَوا /األعلى كعبًا :األرفع شأنا × األحقر /األرسخ :األثبت /نشأوا :شبوا ونموا /الحقبة :مدة من الزمن ج
حقب /ضاحية :ناحية ج ضواحٍ /حافلة :مليئة /يقتصر :يكْتَفَى بِهِ /أمضى :قضى /أساطير :األباطيلُ
واألحاديثُ العَجيبةُ م أُسْطُورَةُ /عادات :م عَادَةُ /أزياء :الهيئةُ والمنظر م زي /إفاض ٍة :توسع /المشهور :
× المغمور /مرذولة :رديئة /استقر :ثبت /البالط :قَصْر الحاكم /الهيئة :الحالة /ضخم :كبير /يروى :
يحكي /يكافئه :يجازيه /تنوء :تثقل × تخف /أحمالها :أثقالها م حِمل /التنجيم :التنبؤ بالمستقبل /الجواهر :
حقيقة الشيء م جَوهَر /الجماهر :الحَشْدٌ' ،والجَمْعٌ م جَمهَرة /حذق :مهر /الخالية :الماضية /تميز :انفرد /
متباينة :مختلفة /غاية :النهاية ج غاي غايات /عبقرية :ذكاء شديد /نادرة :قليلة الحدوث /مدقق :متفحص /
واسع االطالع :عالما بها /حصرت :جمعت /مفقود :ضائع /تبلغ :تصل إلى /بارعًا :متمكنا /جملة :مجموعة /
طيبة :المقصود كثيرة /القيمة :المُسْتَقِيمَةٌ تُبَيِّنُ الحَقَّ مِنَ البَاطِلِ /األجرام :األجسام م جِرم /فذة :منفردة
/ذكاء متوقد :ذكاء شديد /مصابرة :الصَّبر والتحمُّل /مثابرة :مواظبة /جلد :تحمل /نظير :مثيل وشبيه ج
نظراء ونظائر /زهد :تَرْكَ مَلَذَّاتِ الدُّنْيا /علو :سمو /الصغائر :الِتَوَافِهِ م الصغيرة /مظهر :مثال /
اإلمكان :القدرة واالستطاعة /االقتباسات :ما ينقل ويؤخذ من الكتب وغيرها /أصدرت :نشرت /نشر :وزع /
اعترافًا :تقريرا ِ.
المناقشةf
3
ماذا تعرف عن البيرونى ؟ .1
البيرونى هو أحد العلماء الكبار الذين يتميز بهم العصر الذهبى للحضارة العلمية العربية ،يقول عنه أحد المستشرقين :
"إنه أكبر عقلية علمية فى التاريخ ،وإنه من أضخم العقول التى ظهرت فى العالم وإنه أعظم علماء عصره ومن أعظم
العلماء فى كل العصور.
كيف أصبحت األمة العربية منارة ومركزا قياديا للعلم فى العالم ؟ .5
إن األمة العربية قد واتتها ظروف طيبة جعلت لها مركزًا قياديًا فى العلم ،نهلت من العلم اإلغريقى وترجمت الكتب
اإلغريقية والفارسية والهندية والسريانية .
وضح مكانة البيرونى بين العلماء الذين سطعوا فى سماء العلم . .8
يعتبر البيرونى ثالث الثالثة الذين يزدهى بهم العلم فى كل عصر وآن ،سطعوا فى سماء الحضارة العلمية وكان كل منهم
هو األعلى كعبًا واألرسخ قدمًا فى علمه وفنه وهم :ابن سينا ،وابن الهيثم ،والبيرونى .
حياة البيرونى حافلة بالبحث والتأليف والدراسة ..وضح ذلك . .11
3
كانت حياة البيرونى حافلة بالبحث والتأليف والدراسة ولم يقتصر على دراسة العلوم الطبيعية والرياضية والتأليف فيها
ولكنه ألف فى التاريخ والجغرافيا كما ألف فى الفلك والرياضيات والمثلثات .
اذكر رأى النقاد فى كتاب البيرونى (تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة فى العقل أو مرذولة) ؟ .13
لقد أجمع النقاد على أن تأليفه فى التاريخ من خير المراجع الستطالع أخبار الشعوب الشرقية وحوادثها وأساليب معيشتها .
عاش البيرونى للعلم ولم يرد التكسب fمنه ..دلل على صحة هذه العبارة . .14
ولما عاد البيرونى من الهند استقر فى البالط الغزنوى وأهدى' إلى السلطان المسعودى رسالة فى علم الفلك عنوانها
"القانون المسعودى فى الهيئة والنجوم " وهى عبارة عن كتاب ضخم يقع فى ثالثة أجزاء ويروى أن السلطان أراد أن
يكافئه على هذا العمل العظيم فأرسل إليه ثالثة جمال تنوء بأحمالها من نقود وفضة فردها البيرونى قائال :إنه إنما
يخدم العلم للعلم .
اذكر بعض الرسائل التى كتبها البيرونى بعد عودته من الهند ؟ .15
كتب البيرونى رسالة أخرى فى الهندسة والحساب والتنجيم عنوانها "التفهيم ألوائل صناعة التنجيم" ،وله كتاب فى
المادة الطبية "كتاب الصيدلة" ،كما ألف كتابًا فى الجواهر عنوانه "الجماهر فى معرفة الجواهر" ورسالة فى المعادن .
ما الصفات األساسية التى جعلت من البيرونى عالما بالغ الذكاء ؟ .21
وقد تميز البيرونى بالصفات األساسية التى تخلق العالم وتميزه من عبقرية فذة إلى ذكاء نادر متوقد مع صبر ومصابرة،
ومثابرة وجلد على العمل قل أن عرف له نظير ،إلى دقة فى المالحظة وبراعة فى االستقرار مع زهد فى المال والسلطان
وعلو عن الصغائر حتى قيل عنه بحق "إن البيرونى مظهر من مظاهر الشمول وعدم التقيد بزمن ،شأن العقول العظيمة ".
( سبق البيرونى عصره بمئات السنين ) دلل على صدق هذه العبارة . .22
3
وأنه لفى اإلمكان تجميع عدد كبير من االقتباسات من مؤلفات البيرونى ،كتبها منذ أكثر من ألف سنة وإنها لتسبق كثيرًا
من المناهج العقلية التى يفترض اليوم أنها حديثة .
كيف كرمت بعض الدول اسهامات fالبيرونى ؟ .23
لقد أصدرت أكاديمية العلوم السوفيتية' سنة 1951م مجلدًا تذكاريًا بعنوان " البيرونى " نشر تحت إشراف المستشرق'
تولستوف بمناسبة مرور ألف سنة هجرية على مولده .كما أصدر فى الهند المجلد التذكارى للبيرونى سنة 1951م يحوى
عشرات البحوث والمقاالت عن البيرونى وذلك احتفاالً بذكراه واعترافًا بفضله على العلمِ واإلنسانية ِ.
الواجب
س-1
البيرونى هو أحد العلماء الكبار الذين يتميز بهم العصر الذهبى للحضارة العلمية العربية ،يقول عنه أحد المستشرقين "إنه
أكبر عقلية علمية فى التاريخ وأنه من أضخم العقول التى ظهرت فى العالم وإنه أعظم علماء عصره ومن أعظم العلماء فى كل
العصور ،ويقول "مايرهوف" :اسم البيرونى أبرز اسم فى موكب العلماء الكبار واسعى األفق الذين تزدان بهم الحضارة
العلمية اإلسالمية .
(أ) تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين لما يلي :
( أكبر -أقل -أكثر) مرادف " أضخم " :
( أحقر -أقل – أخفى) مقابل " أبرز " :
( العصير -العصار – العصر) مفرد " العصور " :
( االفاق -اآلفاق -األفاق) جمع " األفق ":
(ب) دللت الفقرة على أن البيرونى من أعظم علماء التاريخ .وضح ذلك .
-2ما رأيك فى موقف بعض علماء الغر ب من علمائنا ؟ (ج) -1اذكر رأى المستشرق "مايرهوف" فى البيرونى .
س-2
ويقول المستشرق األمريكى "إيريوبوب -:فى أية قائمة تحوى أسماء أكابر العلماء يجب أن يكون السم البيرونى مكانةرفيعة
ومن المستحيل أن يكتمل أى بحث فى الرياضيات أو الفلك أو الجغرافيا أو التاريخ أو علماإلنسان أو علم المعادن دون
اإلقراربمساهمة البيرونى العظيمة فى كل علم من تلك العلوم .والحق أن قلة من المؤرخين األجانب هى التى أنصفت العلماء
العرب أما األغلبيةالساحقة فقد أعماها الحقدوالتعصب فلم تعترف لهم بأى فضل .
(أ) تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين لما يلي :
( تضم -تشمل -كالهما) مرادف " تحوى " :
( األقلية -األكثرية -الوسطية) مقابل " األغلبية " :
( العالم -العليم -العلم) مفرد " العلوم" :
(فضول -أَفْضَالٌ -كالهما) جمع " فضل":
(ب) ماذا قال المستشرق األمريكى "إيريوبوب " عن البيرونى ؟
-2ماذا كان يحدث لو :لم ندرس تاريخ البيرونى ؟ (ج) -1اذكر موقف المؤرخين األجانب من إنصاف العلماء العرب ؟
س- 3
• والواقع أن البيرونى قد تميز فى فنون كثيرة متباينة غاية التباين مما يدل على أنه عبقرية نادرة المثال :فهو فى
التاريخ مؤرخ محقق مدقق ،واسع االطالع ،وفى الجيولوجيا جيولوجى ممتاز بشهادة الجيولوجيين المعاصرين وفى الفلك
فلكى ممتاز بشهادة الفلكيين المعاصرين وفى الرياضيات رياضى ممتاز بشهادة أساتذة الرياضيات المعاصرين .
(أ) تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين لما يلي :
( مختلفة -متفقة -متفاوتة). مرادف " متباينة " :
( المحدثين -األقدمين -الوسطيين). مقابل " المعاصرين " :
( المعصر -المعاصر -المعصرة). مفرد " المعاصرين " :
(رياضيان -رياضيات -رياضيون). جمع " رياضى ":
(ب) ما الفنون التى تميز فيها البيرونى ؟
3
-2ما الذى تستفيده من دراستك لحياة البيرونى ؟ ولماذا ؟ (ج) -1اذكر بعض مؤلفات البيرونى التى أعجبتك' .
âالقدس مدينة عربية إسالمية /حسنين محمد ربيع á
مكانة القدس :
القدس أو أورشليم أو دار السالم أو مدينة العدل أو يبوس أو إيلياء هي مجتلي عين موسي ,ومهوى قلب عيسي ومسري
ومعراج نبينا محمد – عليه الصالة والسالم – وهي قدس األديان الثالثة وقبلة اإلسالم األولي ,ومعبد الشرق والغرب ,
وأروع مدن العرب الكنعانيين ,ورمز وحدة دين اهلل الواحد القهار .بوركت وبورك ما حولها ,كانت درة متألقة في
تاريخ العرب والمسلمين عبر العصور ,وكانت زهرة المدائن وما تزال .
3
ومن دالئل تسامح' اإلسالم وعظمته واحترامه للديانات أمد الوجود اإلسالمي في القدس لم يؤد إلي توقف رحالت هؤالء إلي
األراضي المقدسة ,بل وجد الحجاج المسيحيون األمان والسالم في ظل الحكم اإلسالمي لقرون طويلة حتى نهاية القرن
الحادي عشر الميالدي وعاشوا في سالم مع المسلمين .
3
أرحاء ،أرحية -شقي الرحى :كناية عن الوضع شديد الصعوبة -محتومة :مقدَّرة ،والبد منها -صوب :تجاه -شد
الرحال :أي االستعداد للسفر -خناصر :م خِنْصَر ،خِنْصِر ،وهو اإلصبع الصغيرة -تعقد الخناصر عليه :أي أمر يُهتَم
به ويصان ويحفَظ -طُوبَى لكم :السعادة و الخير لكم -الوقعة :الحرب -البدرية :نسبة لغزوة بدر -الصديقية :نسبة
لسيدنا أبي بكر -العمرية :نسبة لسيدنا عمر بن الخطاب -العثمانية :نسبة لسيدنا عثمان بن عفان -الفتكات :الهجمات
الشجاعة الجريئة -العلوية :نسبة لسيدنا علي بن أبي طالب -مهراق الدماء :الدم المصبوب المسكوب -أثابكم :جازاكم
و كافأكم -الخانات :م خان ،وهو المتجر ،الفندق -القيان :المغنيات م قينة -األسبلة :أماكن للشرب م سبيل -صفو
:جمال ،هدوء × كدر .
س & جـ
س : 1ما األسماء التي أطلقت على مدينة القدس ؟
أطلق عليها أورشليم -دار السالم -مدينة العدل -يبوس -إيلياء .
س : 3ما أكاذيب اليهود المستمرة حول القدس و التي حاولوا إقناع العالم بها ؟ وما الذي يكشف كذبهم ؟
ادعوا أنهم هم الذين أنشئوا مدينة القدس منذ ثالثة آالف عام ،وأقاموا مؤتمرات واحتفاالت ضخمة إلقناع العالم بهذا
الزيف و البهتان و الذي يكشف كذبهم المصادر التاريخية و األثرية القديمة .
س : 4دلل على عروبة القدس .أو تؤكد المصادر التاريخية عروبة القدس .وضح .
الدليل على عروبة القدس :أن الذي أنشأها العرب الكنعانيون منذ آالف السنين ،وكانوا يسمونها (أورسالم) أي مدينة
السالم .والكنعانيون قد قدموا من شبه الجزيرة العربية واستوطنوها في األلف الرابع قبل الميالد .
س : 5ماذا تعني كلمة (كنعان) في اللغة العربية القديمة ؟ وما البطون (الفروع) التي تفرع لها الكنعانيون ؟
تعني خشونة األرض ،وهذا دليل على صالبة وشدة أهلها .
وقد تفرع الكنعانيون إلى :عموريين و يبوسيين وآراميين و فينيقيين وغيرهم .
س : 7للخليفة عمر بن الخطاب -رضي هللا عنه -مواقف تدل على بُعد نظر الحاكم واستشرافه للمستقبل .وضح .
بالفعل فعندما أملى العهدة العمرية وضع نص غاية في األهمية فيه وهو ( :ال يسكن بإيلياء أحد من اليهود) ؛ حتى ال
يدّعوا أنهم أصحاب األرض كما نرى اآلن – كما أنه رفض أن يصلي في كنيسة القيامة ؛ حتى ال يتخذها المسلمون -من
بعده -مسجداً وصلى خارجها ،وعندما زار الصخرة المقدسة' أمر أن يقام فوقها مسجد .
س : 9ما الذي فعله الخليفة عبد الملك بن مروان لبناء المسجد األقصى و مسجد قبة الصخرة ؟
- 1جمع أمهر المهندسين والبنائين من أنحاء الدولة اإلسالمية لبنائهما .
- 2خصص لبنائهما خراج مصر سبع سنين متتالية .
3
س : 10صف المسجد األقصى في عصر الوليد بن عبد الملك .
استكمل الوليد بعض اإلضافات للمسجد األقصى حيث بلغ طوله 80متراً ،وعرضه 55متراً ،و يقوم على 53عموداً
من الرخام ،و 49سارية مربعة من الحجر القدسي الجميل ،و كان له 50باباً و 7محاريب .
س : 11اإلسالم دين تسامح و سالم .دلل من خالل موقف اإلسالم و المسلمين من المسيحية والمسيحيين .
دليل ذلك :احترام اإلسالم للديانات ومعيشة أبنائه بينهم في سالم -وجود اإلسالم لم يمنع رحالت الحجاج المسيحيين إلى
األراضي المقدسة بل وجد الحجاج المسيحيون األمان و السالم في ظل الحكم اإلسالمي حتى نهاية القرن الحادي عشر .
س : 12ما االستفادة التي عادت على المسلمين من احتالل الصليبيين للقدس ؟
االستفادة التي عادت هي عظمت فكرة الجهاد اإلسالمي ،وتم إحياؤها للقضاء على الوجود الصليبي في الشام -كما تم
توحيد الجبهة اإلسالمية -القضاء على الخالفة الفاطمية الشيعية وعودة مصر إلى حظيرة الخالفة العباسية ،وبالتالي تم
وضع الصليبيين بين شقي الرحى .
س : 15متى تم لصالح الدين القضاء على الخالفة الفاطمية الشيعية ؟ وما فائدة القضاء عليها ؟
تم القضاء على الخالفة الفاطمية الشيعية في مصر 1171م .
فائدة القضاء عليها :عودة مصر إلى حظيرة الخالفة العباسية ،وبالتالي تم وضع الصليبيين بين شقي الرحى .
س : 16متى ت ّوج صالح الدين انتصاراته ؟ وفي أي معركة ؟ وما نتيجة ذلك ؟
توّج صالح الدين انتصاراته في يوليو 1187م -في معركة حطين .
نتيجة ذلك :أصبحت قالع و مدن الصليبيين في بالد الشام تحت رحمته وبدأ في فتحها واحدة بعد أخرى فتحاً متواصالً .
س : 19القدس إنها :أولى القبلتين ،و ثاني المسجدين ،و ثالث الحرمين ..ال تشد الرحال بعد المسجدين إال إليه
من القائل ؟ وما المقصود بكل ما سبق ؟
القائل :القاضي محي الدين بن زكي الدين .
و المقصود بأولى القبلتين ،و ثاني المسجدين ،و ثالث الحرمين :المسجد األقصى
المسجدان اآلخران فهما :الكعبة والمسجد النبوي .
س : 20متى استولى الصليبيون على القدس ثانية ؟ ومتى عاد إليها وجهها اإلسالمي مرة أخرى ؟
3
استولى الصليبيون على القدس ثانية سنة 1229م ثم عاد إليها وجهها اإلسالمي مرة أخرى سنة 1244م .
الواجب
س-1
"و منذ ذلك التاريخ أصبحت مدينة القدس إسالمية تابعة في إدارتها طبقا للتقسيم اإلداري لجند فلسطين .ووفدت' القبائل
العربية إلى الشام ,ودخلت هذه القبائل في التكوين االجتماعي للمدن القديمة مثل دمشق وحلب والقدس .وأصبح العنصر
العربي اإلسالمي -بمرور الوقت -العنصر الغالب في القدس بكل ما يحمله من المقومات الحضارية والدينية " .
في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها ضع :مرادف " وفدت " ,ومضاد " الغالب " في جملتين مفيدتين . .1
لماذا تعد مدينة القدس عربية خالصة ؟ .2
بمَ دلل الكاتب على تسامح اإلسالم وعظمته ,واحترامه للديانات ؟ .3
لما اتجه صالح الدين االيوبي صوب عكا أوال ،ولم يتجه إلى القدس ليستولى عليها ؟ .4
س-2
" ومنذ ذلك التاريخ أصبحت مدينة القدس إسالمية ،تابعة في إدارتها طبقاً للتقسيم اإلداري لجند فلسطين ،ووفدت القبائل
العربية إلى الشام ،ودخلت هذه القبائل في التكوين االجتماعي للمدن القديمة . " ..
في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي : .1
- 1مرادف " تابعة " هو ( :موالية -مؤيدة -خاضعة -ثائرة) .
- 2مضاد " وفدت " هو ( :تقهقرت -هربت -تراجعت -رجعت) .
- 3دخول القبائل في التكوين االجتماعي للمدن القديمة يدل على ( :إجبارهم -حبهم -خوفهم -مكرهم) .
أصبحت مدينة القدس إسالمية في تلك الفترة .ما الذي ترتب على ذلك ؟ وكيف تعامل عمر مع أهلها ؟ .2
ماذا تضمنت العهدة العمريهَ ألهل القدس ؟ وضح رأيك فيها معلالً لما تقول . .3
س-3
، -وهي قدس األديان الثالثة ،وقبلة اإلسالم " هي مجتلى عين موسى ،ومهوى قلب عيسى ومسرى ومعراج نبينا محمد -
األولى ،ومعبد الشرق والغرب ،أروع مدن الكنعانيين ورمز وحدة دين اهلل الواحد القهار . " ..
في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي : .1
" - 1مجتلى " االجتالء هو ( :االرتحال واالبتعاد -الوقوف واالنتظار -النظر واالشتياق -الترقب
واالحتمال)
" - 2وحدة " مضادها ( :اختالف -انتشار -فرقة -نقصان)
" - 3األولى " جمعها ( :األول -األوائل -األوالت -األولون)
اذكر اسمين آخرين للقدس ،وبين دور مصر التاريخي في إعمارها . .2
علل لما يأتي : .3
- 1رفض عمر بن الخطاب أن يصلي داخل كنيسة القيامة .
- 2كان القضاء على الخالفة الفاطمية في مصر خطوة إلى تخليص القدس من الصليبيين .
3
س-4
" وإذا كان اليهود قد نشروا األكاذيب ،وزيفوا الحقائق فيما يتعلق بالقدس ،وحاولوا إقناع العالم زوراً وبهتاناً بأنهم هم
الذين أنشئوا وشيدوا مدينة القدس ..فإن المصادر التاريخية واألثرية القديمة تكشف أكاذيب اليهود . " ...
في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها تخير اإلجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي : .1
" - 1األكاذيب " مفردها ( :الكذب -األكذب -الكذوب -األكذوبة)
" - 2زيفوا " مضادها ( :حسنوا -أعلنوا -وضحوا -ثبتوا)
" - 3نشروا " معناها ( :فرقوا -بسطوا -أخرجوا -أذاعوا)
لليهود أساليبهم الخادعة لنشر األكاذيب حول القدس .وضح ذلك مبيناً األدلة التي تكشف كذبهم . .2
ما الدليل على تسامح اإلسالم مع أهل الديانات األخرى ؟ .3
علل :للقدس مكانة عظيمة عند أهل الديانات السماوية . .4
âالعلم في اإلسالم للدكتور أبى الوفا التفتازانيá
مفهوم العلم في اإلسالم
الفهم الخاطئ أن يعتقد اإلنسان أن العلم في اإلسالم معناه :علم الدين وأحكامه وآدابه فقط ؛ ألن اإلسالم جاء شامال للعلم
الكوني والعلم المادي والعلم الديني ،والدليل علي ذلك أن :
اإلسالم أمر اإلنسان بتعمير الكون المسخر له لتأمين حياته ,وتعمير الكون يعتمد علي العلم الدنيوي . .1
اإلسالم وجه اإلنسان إلي المنهج العلمي الصحيح ,مما يدل علي اتساع نطلق العلم في اإلسالم . .2
اإلسالم دفع اإلنسان إلي اكتشاف ما هو مجهول في هذا الكون علي أساس من الثقة بالنفس وبقدرة العلم في مواجهة الطبيعة .3
وبذلك نجد أن ظواهر الكون ليست غامضة مبهمة ,ولإلنسان أن يستفيد من الكون ,واستغالل خيراته علي أوسع نطاق لتأمين
حياته ورفاهيتها وقول اهلل سبحانه وتعالي " :وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك
آليات لقوم يعقلون " تأكيد لروح المهج الصحيح للعلم في اإلسالم .
العلم في اإلسالم ليس له حد معين :
ومما يؤكد اتساع نطاق العلم في اإلسالم ول الرسول – صلي اهلل عليه وسلم " : -أنتم أعلم بشئون دنياكم " تجد هذا الحديث
يفتح الباب أمام العقل ليستنبط' من أنواع العلم ما ال حصر له ليصرف الناس شئون حياتهم وفقا لمتطلبات العصر ,سواء كانت
سياسية' أو اقتصادية أو غيرها من أمور حياتهم والسيما أمور الدنيا .
الشورى في اإلسالم :
تأمل تفسير اإلمام " فخر الدين الرازي " لقوله تعالي " :وشاورهم في األمر " تخرج منه أن مشورة النبي – صلي اهلل
عليه وسلم – أصحابه أصبحت قاعدة شرعية وهذا العمل من النبي ـ ص ـ نموذج يقتدي به غيره في المشاورة حتى تصير
المشاورة سنة في أمته ومع أن الرسول كان أكمل الناس عقال إال أنه كان يتشاور مع أصحابه ألن المشورة تهدي الناس
وترشدهم ,ومن أقواله ـ ص ـ " :ما تشاور قوم قط إال هدوا ألرشد أمرهم " كما أن مصالح الناس كثيرة ومتشعبة وال
يمكن لفرد تحديدها ؛ ألنها مختلفة من عصر إلي عصر ومن مكان إلي مكان .
صور لمشاورة الرسول ألصحابه فيما يتعلق ببعض األمور ومنها :
مشورته لهم في الخروج لمالقاة المشركين بأحد وأخذه برأي الشباب . .1
مشورته لهم في أسري بدر وتأييد القرآن لرأي عمر بن الخطاب .2
مشورته لهم في األذان وأخذه برأي " عبد اهلل بن عبد ربه " .3
العلم البشري فرض كفاية :
ال شك أن أنواع العلوم التي تتعلق بمصالح الناس كثيرة ومتشعبة ,وان مصالح الناس متغيرة من زمان إلي زمان ومن مكان إلي
مكان ومن هنا ال يوجد حد لما يستنبطه العقل البشري من أنواع العلوم المختلفة ,وهذه النظرة الشمولية للعلم في اإلسالم
دفعت فقهاء اإلسالم إلي اعتبار الصناعات التي تقوم علي أساس العلم المادي ( فروض ) لذا فإن االهتمام بالعلم المادي يعتبر
عبادة ويتعين علي ولي األمر أن يدبر الصناعات الالزمة للمسلمين و إال كان آثما إلهماله لها ؛ ألنه يوقع المسلمين في حرج
أمام المتربصين بهم ,وكون اإلسالم يجعل العلوم الدنيوية الزمة ودراستها عبادة هلل يدل علي عمق النظرة في اإلسالم .
رأي اإلمام الغزالي في العلم :
3
اعتبر اإلمام الغزالي في كتابه ( إحياء علوم الدين ) العلوم التي ال يستغني عنها اإلنسان في قوام أمور الدنيا ( فرض
كفاية ) وأطلق عليها (العلوم المحمودة ) ومعني فرض الكفاية أنه يكتفي بقيام البعض بها وليس الكل وإن لم يؤدها البعض
وقع اإلثم علي الجميع ( كصالة الجنازة مثال – الدفاع عن الوطن ) ومن هذه العلوم – علي سبيل المثال :الطب فهو ضروري
في حاجة بقاء األبدان – الحساب فهو ضروري في المعامالت وقسمة الوصايا والمواريث – أصول الصناعات كالفالحة والحياكة
وأمثالها لو خال البلد مما يقوم بها وقع في حرج فهي بالتالي فروض كفاية .
نصل مما سبق أن العلم في اإلسالم ليس العلم الديني فقط ,بل كل علم يدفع عن اإلنسان الجهل من أمور الدين والدنيا .
مجاال البحث العلمي المعاصر :
العالم األكبر :وهو البحث في الكون للوصول إلي معرفة الخالق .1
العالم األصغر :وهو البحث في النفس البشرية وتكوينها للوصول إلي معرفة الخلق للوصول إلي معرفة الخالق .2
ومن ثم ال تعارض بين الدين والعلم في اإلسالم فالبحث في اآلفاق والبحث في النفس ينتهيان إلي اكتشاف قوانين الخلق ومعرفة
الخالق ويؤكد ذلك قوله سبحانه وتعالي " :سنريهم آياتنا في اآلفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك
أنه علي كل شيء شهيد " .
اللغويــات
العلم الكوني :هو العلم الذي يبحث في الكون وأسراره -العلم المادي :الذي يبحث عن المادة وتكويناتها ونتائجها وما
يحدث لها من تغيير -ضروب :أنواع م ضرب – المشاهد :المرئي -غَا ِمض :مُبْهَم -بمقدوره :باستطاعته -نطاق :
مجال ،ميدان ج نُطُق -الصدد :االتجاه ،الناحية ،الخصوص -حد :نهاية -يستنبط :يستنتج ،يبتكر -ال حصر له :
ال نهاية له -السيما :خاصة -هُدُوا :وفقهم اهلل -ألرشد أمرهم :لخير أمورهم وأفضلها وأكملها -فرض الكفاية :فرض
على المجتمع ،إذا قام به فرد أو أكثر سد عن اآلخرين ،وناب عنهم مثل :الزراعة والصناعة × فرض العين ،وهو
رج :حيرة وضيق ومشقة -
المفروض على كل إنسان مثل :الصالة والصوم -ح ْسبُنا :يكفينا -قوام :عماد و أساس َ -ح َ
الحياكة :الخياطة -من ثَ َّم :من هنا .
س & جـ
س :1ما المفهوم الخاطئ عن العلم في اإلسالم ؟
المفهوم الخاطئ :هو أن العلم في اإلسالم ال شأن له بالعلوم الكونية أو العلوم المادية الحديثة ،وأنه ينحصر فقط في
العلم بأحكام اإلسالم وآدابه .
س : 4ما فرق بين العلم الكوني ،والعلم المادي ،والعلم بأحكام الدين ؟
الفرق بين العلم الكوني ،والعلم المادي ،والعلم بأحكام الدين :
العلم الكوني :هو العلم الذي يبحث في الكون وأسراره ونظرياته كاألرض والسماء والنجوم والفضاء .
العلم المادي :هو العلم الذي يبحث عن المادة وتكويناتها ونتائجها ،كعلم الفيزياء وعلم الكيمياء واألحياء وغيرها
والعلم بأحكام الدين :هو علم الفقه الذي يتناول أحكام العبادات والمعامالت وما يتصل بها من علوم الحساب والطب
والزراعة ؛ ألنها ضرورية في المعامالت وقسمة الوصايا والمواريث وغيرهما .
س : 5أنتم أعلم بشئون دنياكم /ما أهمية هذا الحديث في الحياة المعاصرة ؟ أو هل العلم في اإلسالم محدود بحد معين ؟
3
لهذا الحديث الشريف أهمية في حياتنا المعاصرة ؛ ألنه دعوة للبحث المستمر في شئون الكون واستنباط ما هو نافع
للبشرية ،وهذا يدل على أن العلم في اإلسالم غير محدود بحد معين أو وقت محدد ،فهو يفتح أمامنا مجال البحث والرأي
والمشورة في كل أمور الدنيا وهذا يدعو إلى التقدم العلمي واالنتفاع بالعلم .
س : 7لماذا اعتبر فقهاء اإلسالم الصناعات فروض كفاية ؟ وعالم يدل ذلك ؟
ألن عليها يقوم نظام الحياة ،فعلوم مثل الطبيعة والكيمياء والحياة والطب ،والهندسة' والزراعة وغيرها الزمة للمجتمع ،
و على اإلنسان أن يدرس منها ما استطاع فدراستها عبادة هلل تعالى (فرض كفاية).
وهذا يدل على فهم جيد للعلم في اإلسالم؛ إذ هو يشمل جوانب الحياة ،سواء أكانت هذه الجوانب في األمور الدينية أم في
األمور الدنيوية .
س : 8وضح الفرق بين ما هو فرض كفاية -وما هو فرض عين .مع التمثيل .
الفرق بين ما هو فرض كفاية ،وما هو فرض عين :
فرض الكفاية :هو الذي إذا قام به البعض سد عن اآلخرين وكفي عنهم ،مثل العلوم كالطب والحساب والفالحة والحياكة ،
وصالة الجنازة .
أما فرض العين :فهو المفروض على كل إنسان قادر كالصالة والزكاة والصوم ونحو ذلك .
س : 10كتب اإلمام أبو حامد الغزالي فضالً في كتابه (إحياء علوم الدين) بعنوان بيان العلم الذي هو فرض كفاية .
(ب) لماذا كان هذا العلم فرض كفاية ؟ (أ) فما هذا العلم ؟ سق أمثلة.
(أ) هذا العلم هو كل علم ال يُسْتَغنى عنه في قوام (استقامة) أمور الدنيا ..
األمثلة :الطب والهندسة والزراعة والفلك …الخ .
(ب) كان العلم فرض كفاية ؛ ألنه ليس في مقدرة أي فرد أن يقوم بكل هذه العلوم وإنما يكفي أن يقوم به البعض فيسقط عن
اآلخرين ..
س ( : 11ال تعارض بين العلم والدين) اشرح ذلك في ضوء فهمك fللموضوع ؟ أو ما المقصود بالعلم في اإلسالم ؟
بالفعل ال تعارض بين العلم والدين ؛ ألن المراد بالعلم :هو كل علم يدفع الجهل ماديًا ومعنويًا ومن ثم ال تعارض بين
الدين والعلم في اإلسالم بحال من األحوال.
س : 13إلى أي شيء يدعو المنهج العلمي ؟ وما صلة ذلك بنظرية العلم في اإلسالم ؟
يدعو المنهج العلمي إلى محاولة استكشاف ما هو مجهول من هذا الكون وظواهره على أساس من الثقة بقدرة اإلنسان في
مواجهة الطبيعة -وذلك متصل بنظرية العلم في اإلسالم وهى أنه ينحصر في مجالين :العالم األكبر عالم البحث في اآلفاق
والعالم األصغر عالم البحث في النفس وهما ينتهيان إلى اكتشاف قوانين الخلق ومعرفة الخالق وهو اهلل .
س :14اكتب آيةً من القرآن الكريم تؤكد توجيه اإلسالم إلى علوم الكون وأسراره .
3
اآلية هي قوله تعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ
يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت )53:فالبحث في اآلفاق والبحث في األنفس ينتهيان إلى اكتشاف
قوانين الخلق ومعرفة الخالق .
الواجب
س-1
" ال يجوز أن نفهم العلم في اإلسالم على أنه يعنى فقط العلم بأحكامه وآدابه وأنه ال شأن لإلسالم بالعلم الكوني أو المادي فإن
مثل هذا الفهم خطأ ذلك ألن اإلسالم جاء شاملًا لضروب النشاط اإلنساني كافة ومنها البحث الكوني وقد أمر اإلنسان بتعمير هذا
الكون المسخر له ".
" ضروب -المسخر " هات مفرد األولى ،ومضاد الثانية في جملتين من إنشائك . .1
في الفقرة قضية ودليلها .وضح كلًا منهما بأسلوبك . .2
كيف يكون األمر بتعمير الكون أمرًا بالعلم ؟ .3
ما المفهوم الخاطئ للعلم في اإلسالم وما المفهوم الحقيقي ؟ .4
بين فيما يلي فرض الكفاية من فرض عين (الصوم -حفظ القرآن -دراسة الطب ) . .5
س-2
" اإلسالم جاء شامال لضروب النشاط كافة ,ومنها البحث الكوني وقد أمر اإلنسان بتعمير هذا الكون المسخر له ,وذلك يعني
في الوقت نفسه أن الكون المشاهد خاضع إلدراكه وبحثه " .
معنى ضروب , ....مضاد مسخر ,........جمع الكون........... .1
في العبارة تصحيح لفهم خاطئ للعلم في اإلسالم .وضح ذلك . .2
علل لما يأتي : .3
يأثم الحاكم المسلم إذا لم يوفر الصناعات الضرورية لبلده .
كثرة مشاورة الرسول ألصحابه رغم أنه أكمل الناس عقال .
س-3
" ال حد إذن في اإلسالم لما يمكن أن يستنبطه العقل البشري من أنواع العلوم ،التي تتعلق بمصالح الناس المتغيرة من زمان إلي
زمان ،ومن مكان إلي مكان ،وهذا هو الذي دفع فقهاء اإلسالم إلي اعتبار الصناعات مثالً فروض كفاية ".
ضع مرادف "يستنبطه " ،ومضاد " المتغيرة " في جملتين من تعبيرك . .1
وضح مفهوم العلم في اإلسالم ،وبين توجيه القرآن الكريم في هذا الصدد . .2
ما العلوم التي تتعلق بمصالح الناس ؟ وما صلتها بالمجتمع والدين ؟ .3
س-4
" ال يجوز أن يفهم العلم في اإلسالم على أنه يعني فقط العلم بأحكامه وآدابه ،وأنه ال شأن لإلسالم بالعلم الكوني أو العلم
المادي ،فإن مثل هذا الفهم خاطئ ،ذلك أن اإلسالم جاء شامالً لضروب النشاط اإلنساني كافة ومنها البحث الكوني " .
تخير الصواب مما بين األقواس لما يلي : .1
3
" أحكام " مفردها ( :حكْمة -حاكم -حُكْم) .
" الشأن " معناها ( :الحَال -الحاجة -المصيبة) .
" العلم المادي " هو الذي يبحث في ( :السياسة وأساليبها -المادة وتكوينها -الفن وأنواعه) .
تشير العبارة إلي المفهوم الخاطئ للعلم في اإلسالم -اشرح ذلك . .2
" أنتم أعلم بشئون دنياكم " بين عالقة هذا القول النبوي بمنهج البحث العلمي المعاصر . .3
س-5
" ال يجوز أن نفهم العلم في اإلسالم على أنه يعنى -فقط -العلم بأحكامه وآدابه ،وأنه ال شأن لإلسالم بالعلم الكوني ،أو
العلم المادي .فإن مثل هذا الفهم خطأ ؛ ذلك أن اإلسالم جاء شامال لضروب النشاط اإلنساني كافة ومنها البحث الكوني .وقد
أمر اإلنسان بتعمير هذا الكون المسخَّر له ،وذلك يعنى -في الوقت نفسه -أن الكون المشاهَد خاضع إلدراكه وبحثه ،و أن
ظواهره ليست بالشيء المبهم الغامض الذي ال يفسر " .
في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها ضع : .1
مرادف " ضروب " ،ومضاد " المادي " في جملتين مفيدتين .
لماذا ال ينبغي أال نحدد العلم في اإلسالم بأنه النظر في أمور العقيدة والشريعة وحدهما ؟ .2
ما العلوم التي يراها اإلمام الغزالي أنها فرض كفاية ؟ وما أهميتها في نظره ؟ .3
âقيم إنسانية /لشوقي ضيف á
مظاهر عناية اإلسالم باإلنسان ال شك أن اإلسالم رفع من شأن الفرد اجتماعيا وعقليا وروحيا حتى تستمر حياته وفق نظام
يحقق له السعادة ,
ومن مظاهر ذلك :
العناية الروحية
حرر اإلسالم اإلنسان من الشرك وعبادة القوي الطبيعية .1
أسقط اإلسالم عن كاهل اإلنسان نير الخرافات التي سادت في الجاهلية. .2
العناية العقلية :
دعا اإلسالم اإلنسان ألن يستخدم عقله في معرفة قوانين الطبيعة . .1
دعا اإلسالم اإلنسان إلي أن يعمل فكره في كل شئون حياته . .2
نبه اإلسالم اإلنسان أن ما في الطبيعة مسخر له ولمنفعته . .3
العناية االجتماعية :
هيأ اإلسالم لإلنسان الحياة االجتماعية التي تقوم علي الخير والبر . .1
هيأ اإلسالم اإلنسان إلي للتعاون ,تعاون الرجل مع المرأة في األسرة الصالحة ,كذلك تعاون الرجل مع أخيه .2
في المجتمع الرشيد .
3
تحرير العبيد وتخليصهم من ذل الرق بطرق ووسائل ال تضر بمصلحة الناس ومنها : .1
أنه رغب في تحرير العبيد وجعله تكفيرا للذنوب مهما كبرت . .2
أنه أعطي للعبد الحق الكامل في أن يسترد حريته نظير قدر من المال يكسبه بعرق جبينه . .3
أنه حرم بيع األمة إذا استولدها موالها ,فإذا مات ردت إليها حريتها . .4
استجابة الصحابة لتحرير الرقيق :
اندفع كثير من الصحابة – بعد معرفتهم لموقف اإلسالم من الرق – يفكون رقاب الرقيق بشرائهم ثم عتقهم وتحريرهم ,وعلي
رأسهم ( أبو بكر الصديق ) الذي اشتري ( بالل بن رباح ) ثم حرره وكذلك تحريره لكثير من العبيد .
اللغويـات
الكاهل :ما بين كتفي اإلنسان ج كواهل – ال ِّشرْ ك :اعتقاد تعدد اآللهة × التوحيد -نير :خشبة توضع على عنق الثور ،ج
أَنيار ،نِيران -مسخر :مُذَلَّل ،خاضع × محرر -تَهْوى :تحب -هيأه :أعده -الرشيد :الناضج حسن التقدير -
3
ُس ِّوى :قوّم و عدل -و ُعدِّل :جُعِلَ معتدل القامة متناسب الخلقة -الخواص :م خاصة الصفة المميزة -غير موضع :
أكثر من موضع – خالئف م خليفة -يعت ّfد :يهتم × يغفل – أ ْق َ
صى :أبْعد ومؤنَّثه (قُصوَى) × أدنى -االسترقاق :
العبودية -ر َّغب في :حبب × رغَّب عَنْ -انبرى :تصدّى – يفكون :يعتقون × يستعبدون -الرقيق :العبيد -
ع ْتقهم :تحريرهم -يكاتب مواله :المكاتبة عقد يتفق فيه المالك مع عبده أن يدفع له قدرا من المال في مقابل تحريره
-األ َمة :العبدة ج إماء -استولدها :أنجب منها ولدًا -موالها :سيدها -امتشاق الحسام :تقلّد السيف استعدادًا للحرب
-جنحوا :مالوا -ألوية :م لواء وهو العَلَم -أهل الذمة :هم اليهود والنصارى -ممارسة :مزاولة -عهد :ميثاق -
الحيز :ما انضم إلى الدار من حديقة ومرافق -إماما :أي هاديا ج أئمة .
س & جـ
س : 1يرفع اإلسالم من شأن الفرد :اجتماعيا ً وعقليا ً ،وروحيا ً .اذكر مظاهر ذلك .
يرفع اإلسالم من شأن الفرد :
(أ) -اجتماعياً :بتهيئته لحياة اجتماعية عادلة قوامها :
- 1الخير و البر .
- 2التعاون بين الرجل والمرأة داخل األسرة ،ثم أرشده للتعاون مع أخيه في المجتمع.
بتسخير عوامل الطبيعة ،وقواها له ،ولمنفعته ،واستخدام عقله في معرفة قوانين الطبيعة ،واستغاللها (ب) -عقلياً :
لصالحه.
حيث يسمو بإنسانيته عن طريق تحريره من الشرك ،وعبادة قوى الطبيعة وتخليصه من الخرافات. (ج) -روحياً :
س : 2بم سما اإلنسان ،وفُضِّ ل على سائر المخلوقات ، fكما ذكر القرآن الكريم ؟
سما اإلنسان بـ :
- 1العقل .
- 2وبأن اهلل خلقه في أحسن تقويم ،وأروع صورة ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين. )4:
- 3وبالخواص الذهنية التي تهيئ لإلنسان تسخير الطبيعة لمنفعته ،وبأن اهلل جعله خليفته في األرض يعمرها لخدمة البشرية
.
س : 3تناول المخدرات والمسكرات يناقض تكريم هللا لإلنسان ..وضح ذلك .
هذه المخدرات والمسكرات تقضي على أعظم شيء في اإلنسان وهو العقل فهي تشل تفكيره ،وتغيب وعيه ،وهذا يتنافى
تمامًا مع تكريم اهلل لإلنسان على سائر المخلوقات بالعقل ..
س : 4ما المقصود باالسترقاق ؟
االسترقاق :يقصد به استعباد اإلنسان لغيره من البشر والتحكم في حياتهم وحريتهم وبيعهم وشرائهم .
س : 5كيف ر َّغب اإلسالم في تحرير العبيد ؟ وما أثر ذلك في بناء الدولة اإلسالمية ؟
رغَّب في تحريرهم بالعتق كفارةً للذنوب والتقرب إلى اهلل والمكاتبة .و قد ساعد ذلك على وحدة األمة.
س : 6ماذا صنع كثير من الصحابة امتثاالً لما دعا إليه اإلسالم من تحرير العبيد ؟
قام بعضهم كأبي بكر بشراء العبيد ثم عتقهم وتحريرهم .
س :7ما منهج اإلسالم في تحرير العبيد ؟
- 1جعل اإلسالم تحرير العبيد تكفيرا للذنوب مهما كبرت.
- 2أعطى للعبد الحق الكامل أن يسترد حريته نظير قدر من المال يكسبه بعرق جبينه.
- 3حرم اإلسالم بيع األَمَة إذا استولدها موالها حتى إذا مات ردت إليها حريتها.
- 4جعل أبناءهم من اإلماء أحرارا كآبائهم.
سَ : 8ح َّرم اإلسالم الرق ،وشرع العتق ،ناقش هذه القضية .
جاء اإلسالم والرق منتشر بين جميع األمم ،فدعا إلى تحرير العبيد وتخليصهم من ذل الرق ورغب في ذلك ترغيبًا
واسعًا ،فتصدى كثير من الصحابة وفي مقدمتهم أبو بكر الصديق فصاروا يفكون رقاب العبيد بشرائهم ثم عتقهم
3
وتحريرهم ،وقد جعل اإلسالم تحرير العبيد تكفيراً للذنوب ،وأعطى للعبد الحق الكامل في مكاتبة مواله واسترداد
حريته نظير قدر من ،وقد حرم اإلسالم بيع الجارية إذا ولدت من سيدها حتى إذا مات ردت إليها حريتها ،وقد ذلك
ساعد على وحدة األمة .
س : 9لماذا أبقى اإلسالم على الرق ظاهريا ً رغم حرصه على حرية اإلنسان ؟
السبب في ذلك أن الرق كان نظاماً اجتماعياً و اقتصادياً راسخاً في جميع األمم ،و كان من الصعب إلغاؤه مرة واحدة و
أبقاه ؛ ليختبر به إيمان المؤمنين و مدى استجابتهم في محاولة القضاء عليه و عتق أكبر عد من العبيد في سبيل اهلل .
س : 10ما مظاهر تقدير اإلسالم لحرية اإلنسان وكرامته ؟
تحريره من الشرك والذل والرق .
س : 11كيف حافظ اإلسالم على الحقوق اإلنسانية للفرد ؟
حافظ عليها بالمبادئ السامية في الحرية واإلخاء والمساواة .
س : 12ما موقف اإلسالم من حرية الدين ؟
وسّع من حقوق اإلنسان و احترامها ،فالناس -في ظالله -ال يُكرهون على الدخول في اإلسالم ،بل يتركون أحرارًا وما
اختاروا ألنفسهم ،وبذلك يضرب اإلسالم ،أروع مثال للتسامح الديني .
س : 13ما السبب في جعل القتال فريضة في اإلسالم ؟
و ذلك للدفاع عن دين اهلل ال للعدوان ،يقول اهلل عز و جل { :وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَال
تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ ال يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (البقرة.)190:
س : 14اإلسالم دين سالم للبشرية ،فما القوانين التي وضعها لتحقيق ذلك ؟
من هذه القوانين :
- 1أنه جعل الحرب للدفاع عن العقيدة ودفع الظلم ال للعدوان .
- 2وأنه قرر مسالمة من يسالمنا ،ومحاربة من يحاربنا .
- 3وأنه حرم قتل الشيوخ واألطفال والنساء في الحروب .
- 4وحرم المساس بأماكن العبادة لألعداء .
- 5وترك الحرية الدينية لهم في ممارسة عبادتهم .
س : 15ما الذي فتح البالد لإلسالم ؟ أو كيف انتشر اإلسالم ؟
الذي فتح البالد لإلسالم مبادئه السامية وعدالته ومساواته بين الناس ،فدخلوا في اإلسالم عن حب وعقيدة ال عن قهر
وإكراه قال تعالى ( :ال إكراه في الدين) .أما الفتوحات اإلسالمية فكانت دفاعا عن الدين قال تعالى ( :وقاتلوا في
سبيل اهلل الذين يقاتلونكم وال تعتدوا إن اهلل ال يحب المعتدين) وقال ( :وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على اهلل) .
س : 16ضرب اإلسالم أروع األمثلة في التسامح الديني ..اذكر أمثلةً من عصر الرسول -صلى هللا عليه وسلم -وعصر عمر -رضي هللا عنه -
والعصر الحاضر .
- 1كان الرسول -صلى اهلل عليه وسلم -يحسن معاملة أهل الكتاب و من ذلك عهده لنصارى نجران بأال تمس
كنائسهم ومعابدهم ،وأن تترك لهم الحرية في ممارسة عباداتهم .
- 2عهد عمر بن الخطاب -رضي اهلل عنه -ألهل بيت المقدس فقد جاء فيه أنه "أعطاهم أمانا ألنفسهم وأموالهم
وكنائسهم وصلبانهم ..ال تسكن كنائسهم وال تهدم وال ينقص منها وال من حيزها (مساحتها) وال من صليبهم وال من
شيء من أموالهم وال يكرهون على دينهم وال يضار أحد منهم".
- 3المجتمع اإلسالمي في العصر الحاضر يضم المسلمين وغيرهم و يعيشون في سالم .
الواجب
س-1
3
" اإلسالم دين سالم للبشرية ،يريد أن ترفرف عليها ألوية األمن والطمأنينة ،ومن تتمة ذلك ما وضعه من قوانين لألمم
المغلوبة سلماً وحرباً ،فقد أوجب الرسول صلى اهلل عليه وسلم على المسلمين في حروبهم أال يقتلوا شيخاً وال طفالً وال امرأة
وعهده لنصارى نجران من أروع األمثلة " .
هات مرادف " :ألوية " ،ومضاد " :ترفرف " . .1
ماذا تعرف عن عهد الرسول وسلم لنصارى نجران ؟ .2
لماذا اضطر الرسول المتشاق الحسام ؟ وما األدلة على أن اإلسالم دين سالم للبشرية ؟ .3
س-2
" وقد مضى اإلسالم يعتد بحرية اإلنسان ،وكرامته ،وحقوقه اإلنسانية إلي أقصى الحدود .وقد جاء واالسترقاق راسخ
متأصل في جميع األمم ،فدعا إلي تحرير العبيد ،وتخليصهم من ذل الرق ،ورغب في ذلك ترغيباً واسعاً " .
ضع مرادف " يعتد " ،ومضاد " رغب " في جملتين من تعبيرك . .1
ما منهج اإلسالم في تحرير العبيد ؟ .2
وضح معاملة اإلسالم لغير المسلمين . .3
س-3
" ودائماً يلفت الذكر الحكيم إلي سمو اإلنسان ،وأنه يَفْضُل سائر المخلوقات ،فقد خُلق في " أحسن تقويم " ،وسوى ،
وعدل ،وركب في أروع صورة ،ووهب من الخواص الذهنية ما يحيل به كل عنصر في الطبيعة إلي خدمته " .
تخير الصواب مما بين األقواس فيما يلي : .1
مفرد " الخواص " ( :خاص -خصيصة -خاصية -اختصاص) .
مرادف " سمو " ( :عُلُو – قوة – فوق – شدة) .
"أروع صورة " عالقتها بما قبلها ( :توكيد -تعليل -نتيجة -تفسير) .
فضل اهلل اإلنسان على سائر المخلوقات .فما مظاهر هذا التفضيل ؟ .2
اإلسالم ين سالم للبشرية ،فما األسس التي وضعها لتحقيق ذلك ؟ .3
اسم مشتق من حروف الفعل ؛ ليدل على من قام بعمل الفعل أو اتصف به .مثل :قتل :قاتِل – تفوّق :مُـتفوِّق .
اسم الفاعل نوعان
إذا كان الفعل الثالثي وسطه ألف ( معتل أجوف ) مثل :قال – عاد ،فإننا نقلب ألف الفعل إلى همزة على نبرة( ئـِ ) ؛
منعاً اللتقاء الساكنين ( اْ اْ ) ،ويبقى الوزن كما هو :فاعِل
3
مثل :قال :قائِل ،نام :نائِم ،فاز :فائِز ،ثار :ثائِر .
ثانياً :اسم الفاعل من الفعل غير الثالثي
هام :اسمَ الفاعلِ الناقص مثل ( :قاضي – ساعي– مهتدي – منتهي ) تُحذف ياؤه عندما يكونُ مفرداً منوناً ( نكرة )
غير مقترن بـأل و المضافٍ في حالتي الرفع و الجر
فنقول :جاء قاضٍ ال قاضي -سلمت على قاضٍ ال قاضي .
%تذكر :
اسم الفاعل يأتي مفرداً مذكراً ،أو مفرداً مؤنثاً ،أو مثنى مذكراً ،أومثني مؤنثاً ،أوجمعاً مذكراً ،أو جمعاً مؤنثاً ،
أو جمع تكسير' ،وقد تلحقه (ال) أو الضمائر . ..إلخ .
مثل :عامل – عاملة – عامالن – عاملون – عامالت – عمال – العامل – عمالهم .
ونعرفه بأن نرده إلى حالة المفرد المذكر النكرة مثل :فعمالهم = عامل .
%تذكر :
أن هناك أسماء فاعل شاذة القاعدة لم نستطع أن نكسر الحرف قبل األخير فيها ،ونعرفها بالمعنى
مثل :شـبَّ :شابّ -سرّ :سارّ -ضلّ :ضالّ -ارتدّ :مُرتَـدّ -اهتمّ :مُـهتَـمّ -احتاج :مُـحتاج -امتاز :ممتاز .
عمل اسم الفاعل
- 1يعمل اسم الفاعل عمل فعله ،فيرفع الفاعل وحده إن كان الفعل الزماً ،ويرفع الفاعل وينصب المفعول به إن كان فعله
متعدّياً.
صور استعمال اسم الفاعل العامل في الكالم العربي
يأتي اسم الفاعل مقترناً بــ[أل] ،أو يأتي نكرة منونة .
الصورة األولى
إذا كان اسم الفاعل مقترناً بـ ( أل ) عمل فعله بال شروط ،وهنا [أل] تكون بمعنى الذي
المكْرِمُ ضيفَه مشكور = .الذي يكرم ضيفَه مشكور . مثل :
ضيفَه :مفعول به منصوب بالفتحة السم الفاعل [المكْرِمُ].
مالحظة :االسم الذي نصبه اسم الفاعل هنا [ضيفه] يسمى " معمول اسم الفاعل "
الصورة الثانية
إذا لم تتصل' ( أل ) باسم الفاعل ،فإنه يأتي نكرة ومنوناً وال يعمل عمل فعله إال بشرطين:
أن يكون بمعنى الحال [أي اآلن] أو االستقبال أي ليس على الزمن الماضي .
أن يسبقه مبتدأ أو نفي أو استفهام أو موصوف أو نداء .
-1يسبقه مبتدأ
أخوك يقرأ درسَه مثل :أخوك قارئٌ درسَه =
أخوك :مبتدأ مرفوع بالواو ،وهو مضاف ،والكاف مضاف إليه .
قارئ :خبر مرفوع أو تقول اسم فاعل سد مسد الخبر (اسم فاعل يعمل عمل فعله).
درسه :مفعول به السم الفاعل منصوب بالفتحة .
– 2يسبقه نفي
3
مثل :ما قاتِلٌ الفلسطينيين إال اليهود = ما يقتل الفلسطينيين إال اليهود
الفلسطينيين :مفعول به منصوب السم الفاعل قاتل .
اليهود :فاعل مرفوع السم الفاعل قاتل .
- 3يسبقه استفهام
مثل :أمسافر أخوك ؟ = أيسافر أخوك
مسافر :مبتدأ مرفوع بالضمة
أخو :فاعل السم الفاعل (مسافر) ،سدَّ مسد الخبر
في المثال السابق اكتفى اسم الفاعل (مسافر) برفع الفاعل ؛ ألن فعله (يسافر) فعل الزم.
ومثال المتعدي :أزائرٌ أخوك جاره = أيزور أخوك جاره
زائر :مبتدأ مرفوع بالضمة .
أخو :فاعل مرفوع السم الفاعل ،وعالمة رفعه الواو ،وقد سد مسد الخبر .
جارَه :مفعول به منصوب بالفتحة .
– 4يسبقه موصوف
مثل :مررت برجلٍ حازمٍ أمتعته = مررت برجل يحزم أمتعته .
حازم :صفة مجرورة بالكسرة ,وحازم اسم فاعل ،والفاعل ضمير مستتر تقديره :هو .
أمتعته :مفعول به منصوب السم الفاعل ,و الهاء مضاف إليه .
– 5يسبقه نداء
مثل :يا صانعاً المعروفَ ،ال تتوان عن فعله .
صانعاً :منادى منصوب بالفتحة ،وصانعاً اسم فاعل عامل فاعله ضمير مستتر تقديره :هو
المعروفَ :مفعول به منصوب السم الفاعل .
أسماء مشتقة من األفعال الثالثية المتصرفة غالباً ؛ للداللة على المُبالغة في الصفة ،وبيان الزيادة فيها .
صيغ المبالغة القياسية
3
مثل :ما معطاء ماله الفقراء إال الكريم .
معطاء :مبتدأ مرفوع
[معطاء] ماله :مفعول به أول منصوب لصيغة المبالغة
الفقراء :مفعول به ثانٍ منصوب لصيغة المبالغة [معطاء]
الكريمُ :فاعل مرفوع لصيغة المبالغة [معطاٌء]سد مسد الخبر
المسبوقة باستفهام
مثل :أرحيم أبوك أطفاله
[رحيمٌ]سد مسد الخبر أبوك :فاعل مرفوع بالواو لصيغة المبالغة
أطفالَهُ :مفعول به منصوب لصيغة المبالغة [رحيمٌ]
المسبوقة بموصوف
مثل :أتي طفل يقظٌ عقله .
لصيغة المبالغة [يقظٌ] عقله :فاعل مرفوع
المسبوقة بنداء
مثل :شارون يا سفَّاك × الدماء انتظر الجزاء .
الدماء :مفعول به منصوب لصيغة المبالغة [سفَّاك ]
اسم مشتق من حروف الفعل المتصرف المبني للمجهول ؛ ليدل على من وقع عليه فعل الفاعل .
استعمل :مُستعمَل . مثل :سرق :مَسروق –
اسم المفعول نوعان
نأتي باسم المفعول من الفعل الثالثي الماضي الصحيح ( الذي ال يوجد به حرف علة ) ،ومن المعتل المثال ( الذي أوله
حرف علة مثل ( :وعد – يئس ) على وزن مفعول .
مثل :كُتِبَ :مكتوب ،ضُرِب :مضروب ،جُنّ :مجنون ،وعد :موعود ،ولد :مولود ،يئس :ميئوس .
إذا كان الفعل الثالثي وسطه ألف( -ا ) -أي أجوفاً (مثل قال ،باع ) ،
أو آخره حرف علة أي ناقصاً (مثل دعا ،قضى ) ،
ويأتي اسم المفعول من الفعل غير الثالثي من الفعل المضارع مع إبدال حرف المضارعة إلى ميم مضمومة ،وفتح ما قبل اآلخر .
3
مثل :أنتج ..يـنتج ..مـُـنتَـج ،انطلق ..ينطلق ..مُـنْطلَق ،أعاد ..يعاد ..مُـعاد ،استشار ..يستشار ..
مُـستشار' .
3
اسمُ التفضيل :
اسم مشتق من حروف الفعل الماضي الثالثي على وزن ( أَفْعلَ ) ؛ ليدل على أن شيئين اشتركا في صفة ،وزاد أحدهما على
اآلخر فيها .
مثل :
القمر أكبر من الشمس
مُفَضَّالً عليه + اسم التفضيل + مُفَضَّل
فضل :أَفْضَل – صغُر :أصغر – كبر :أكْبَر– غال :أغلى – طال :أطول -ساء :أسوأ -وضح :أوضح – شد :أشد –
كرم :أكرم – علم :أعلم .
شروط' الفعل الذي نأتي منه باسم التفضيل
أن يكون :
فعالً ثالثيا ,متصرفاً ,تاماً ,مثبتاً ,مبنياً للمعلوم ,قابال للتفاوت ،ليس الوصف منه على وزن ( أفعل ) الذي
مؤنثه( فعالء) في الداللة على لون أو زينة أو عيب حسي ظاهر [نفس شروط فعل التعجب ].
س :كيف نأتي باسم التفضيل من فعل زاد على ثالثة أحرف مثل ( :ارتفع ) ،أو فعل دل على لون مثل ( :زرق ) ؟
جـ :نأتي باسم التفضيل بالطريقة اآلتية :
- 1نأتي باسم تفضيل مساعد مطابق للشروط مثل ( :أشـدّ -أكثر -أعظم ) .
– 2ثم نأتي بالمصدر منصوباً من الفعل غير المطابق للشروط بعد اسم التفضيل المساعد مباشرة .
مثل :
تمييز منصوب أكثر ارتفاعاً ارتفع
تمييز منصوب أشـد زرقة زرق
محمدٌ أكثرُ اجتهاداً من أحمد .
إذا كان الفعل المراد التفضيل فيه منفيًّا أو مبنيًّا للمجهول أتينا باسم تفضيل مناسب مستوفٍ للشروط وجئنا بمصدر
الفعل بعده مؤوَّالً .
/العلم أحسن أال يهمل . مثل :المحسن أحق أن يكافأ .
ال يأتي اسم التفضيل من الفعل الناقص (كان وأخواتها )والجامد (بئس ونعم و عسى ) ..وغير القابل للتفاوت (مات
،فني ،هلك .)...
هام جداً
- 1يجوز – لنا – أن نأتي باسم التفضيل المساعد للفعل المطابق للشروط مثلما أتينا به للفعل غير المطابق للشروط
فنقول :محمد أكرم من طارق .أو نقول :محمد أشد كرماً من طارق .
3
– 2هناك ثالث كلمات وردت في اللغة العربية ،ودلت على التفضيل بدون الهمزة
وهي ( :خَيْر -شَرّ -حَبّ ) مثل ( :كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)(آل عمران :من اآلية )110ـ الظالم
شَر ُّ الناس .
– 3مؤنث (أَفْعَل ) هو (فُعْلى ) مثل :أَفْضَل :فُضْلى -أكْبَر :كبْرى – أصغر :صغرى
– 4جمع (أَفْعَل ) هو (أَفَاعِل ) مثل :أكْبَر :أكابر -أعظم :أعاظم .
بينما جمع (فُعْلى ) هو(فُعْليات ) مثل :فُضْلى :فُضْليات' – كبرى :كبريات .
تذكر :
- 1غالباً االسم النكرة الواقع بعد أفعل التفضيل يعرب تمييزاً منصوباً .
- 2إذا أردنا صياغة اسم التفضيل من فعل غير مستوفٍ للشروط أتينا بفعل مناسب مستوفٍ للشروط و أتبعناه بمصدر الفعل
صريحاً أو مؤَوَّالً منصوباً على التمييز .
الحاالت التي يأتي عليها اسم التفضيل
- 1مجرد من (أل) واإلضافة وفى هذه الحالة يلزم اإلفراد والتذكير والتنكير ويذكر المفضل عليه بعده مجرورًا بـ(من).
مثل :
* الصدق أجدى من الكذب .
* األذنان أصدقُ من العينين .واألذن أصدقُ من العين
* الزرافات أطولُ من األفيال .
هام جداً :
قد تحذف (من) والمفضل عليه ,إن وجد دليل يدل عليهما ,
مثل قوله تعالى :
" واآلخرة خيرٌ وأبقى" أي واآلخرة خير من الحياة الدنيا ,وأبقى منها .
-2مقترن بـ(أل) وفى هذه الحالة يطابق المفضل في :اإلفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث والتعريف وال يذكر
المفضل عليه فى الكالم.
مثل :
* الصادقون هم األفضلون . * الصادق هو األفضل .
* الصادقات هن الفضليات . * الصادقان هما األفضالن .
* الصادقتان هما الفضليان .
- 3مضاف إلى نكرة وفى هذه الحالة يلزم اإلفراد والتذكير والتنكير وأن يكون المفضل عليه ( المضاف إليه) مطابقا للمفضل
فى النوع والعدد .
مثل :
* المحسنون أفضلُ رجال . * فاروق جويدة أعظم شاعر في مصر اآلن .
* وجوههم أحسنُ وجوه * هذان الكتابان أثمنُ كتابين .
* هؤالء النساء أكرمُ نساء * هاتان البنتان أفضلُ' بنتين .
- 4مضاف إلى معرفة وفى هذه الحالة يجوز أن يلزم اإلفراد والتذكير والتنكير وأن يكون مطابقا للمفضل كالمقترن .
مثل :
وعمرُ أعدلُ األمراء * هو أفضلُ القوم *
و -أفضال القوم * وهما أفضلُ القوم
* وهؤالء أفضلُ القوم و – أفضلو (أفاضل ) القوم
3
و -فضليات النساء * هن أفضلُ النساء
اسم الزمان :اسم مأخوذ من حروف الفعل ؛ ليدل على زمان حدوث الفعل .
اسم المكان :اسم مأخوذ من حروف الفعل ؛ ليدل على مكان حدوث الفعل .
– 2نأتي به من الفعل المعتل الناقص( ما كان آخره حرف علة) مباشرة .
أمثلة :سعى :مَسْـعَـى -جرى :مَـجْـرَى -أوى :مَـأْوَى -هوى :مَـهْـوَى .
هام جداً :
– 1معظم أسماء الزمان و المكان من الفعل األجوف ( وسطه ألف ) تأتي على وزن ) مَفْعَل( أي بزيادة ميم على حروف
الفعل الماضي فقط .
سار :مسار – دار :مدار – قام :مقام – قال :مقال – فاز :مفاز .
- 2الفعل الثالثي المضعف يأتي غالباً دون فك التضعيف
-مـرَّ :مَـمـرّ -قـرَّ :مَـقـرّ . أمثلة :فـرَّ :مَـفـرّ
– 3قد تدخل تاء التأنيث المربوطة على اسم المكان من الثالثي :لتدل على الكثرة
أمثلة :مزرعة -مدرسة -مدبغة – مكتبة .
ب -وزن مَفْعِل :
– 1نأتي به من الفعل الصحيح مكسور العَين في المضارع .
أمثلة :جَلَسَ :يجلِسُ :مَجْلِس -هبط :يهـبـِط :مهـبِـط .
– 2نأتي به من الفعل المعتل المثال ( أوله واو ،أو ياء ) مباشـــرة .
-وضع : ولد :موْلِـد -ورد :مورِد -وقع :موقِع -وقف :موقِف -وعد :موعِد -وسم :موسِم
موضِع .
* هناك كلمات جاءت على وزن ) مَفْعِل( وقياسها ) مَفْعَل) .أمثلة :مسجِد -مغرِب -مشرِق -منبـِت .
ثانياً :اسما الزمان والمكان من الفعل غير الثالثي :
3
ونفرق بينهم بالمعنى فقط . - َ- - مُــ - نأتي بهما بنفس طريقة اسم المفعول
أمثلة :
– 1اليوم مُـلتـقَـى األصدقاء ................................. .
– 2النادي مُـلتـقَـى الشباب ..................................
– 3العلم مُـلتـقَـى المتفوقين ..................................
هام جداً :
– 1كلمات شهيرة في االمتحانات ،وتأتي غالباً كأسماء زمان ( مستقبل -موعد – موسم -مطلع -مولد ) .
-موقف – مجال -موطن -منبع ) . ( مجتمع – 2كلمات شهيرة في االمتحانات ،وتأتي غالباً كأسماء مكان
أصل المشتقات ،و المصدر اسم يدل على حدث مجرد من الزمن . المصدر
المصادر نوعان
سماعية :وهي مصادر األفعال الثالثية ،وسميت سماعية ؛ ألنها سمعت عن العرب وليس لها قاعدة تقاس عليها
قياسية :وهي المصادر التي لها أوزان تقاس عليها ،هي مصادر الرباعي و الخماسي و السداسي
%ال تنسَ أن المصادر الثالثية سماعية ال ضابط لها ،وقد حملت بعض األوزان دالالت خاصة ،منها :
فِعَالَة :فيما دلّ على حرفة :زِراعة – صِناعة – تِجارة . .1
فَعَالن :فيما دلّ على اضطراب :خَفَقان -طيران – جريان . .2
فُعَال :فيما دل على مرض :صُداع – زُكام – سُعال . .3
فَعِيل :فيما دل على سيْر أو صوت :رَحيل ،عَويل – زَئير . .4
فُعْلة :فيما دلّ على لون :سُمرة – خُضرة -حُمْرَة . .5
فَعَل :فيما دلّ على عيب :عَمى– عَرَج – حَوَل . .6
فُعول :فيما دلّ على حركة :قُدوم– صُعود – نُزول . .7
مصادر الرباعي
– 1إذا كان الفعل على وزن (أَفْعَل) فمصدره يأتي على وزن (إِفْعَال)
مثل :أَضْرَبَ :إِضْرَاب – أبدع :إبداع – آمن :إيمان – أمدَّ :إمداد – أورد :إيراد – أعطى :إعطاء – أوحى :إيحاء .
إذا كان الفعل على وزن (أفعل ) ،ومعتل العين مثل ( أعاد) ،فمصدره يأتي على وزن (إفعلة) أي بزيادة تاء مربوطة في
اآلخر بدالً من األلف .
مثل :أدار :إدارة – أفاد :إفادة – أثار :إثارة .
– 2إذا كان الفعل على وزن (فَعَّلَ) فمصدره يأتي على وزن (تَفْعِيل)
مثل :شَرَّدَ :تَشْرِيد' – لوّث :تلويث – درّب :تدريب علّم :تعليم .
فّإذا كان الفعل معتل اآلخر (الالم) مثل ( :قوَّى) ،فمصدره يأتي على وزن (تفعلة) أي بزيادة تاء مربوطة في اآلخر
بدالً من الياء .
مثل :قوّى :تقوية – ربّى :تربية – سوّى :تسوية – ضحّى :تضحية .
– 3إذا كان الفعل على وزن (فَاعَل ) فمصدره يأتي على وزن (مُفَاعَلَةً /فِعَال)
مثل :قَاْتَلَ :مُقَاْتَلَة ،قِتَال – شَارَكَ :مُشَارَكَةً – نازع :مُنازعة ،نِزاع – حاسب :مُحاسبة ،حِسَاب –
جَادل :مُجادلة ،جِدال .
– 4إذا كان الفعل على وزن (فَعْلَلَ) فمصدره يأتي على وزن (فَعْلَلَة)
3
مثل :ترجم :ترجمة – دَحْرَج :دَحْرَجَة – حشرج :حشرجة .
فإذا كان الفعل رباعياً مضعفاً مثل ( :زلزل) ،فمصدره يأتي على وزن (فَعْلَلَة /فِعْالل)
مثل :زلزل :زَلزلة ،زِلزال – وسوس :وَسوسة' ،وِسواس .
مصادر الخماسي
– 1إذا كان الفعل الخماسي مبدوءاً بهمزة وصل ،فمصدره يأتي بكسر ثالثه وزيادة ألف قبل آخره .
مثل :احترم :احترام – انطلق :انطالق – احمرّ :احمرار
– 1إذا كان الفعل الخماسي مبدوءاً بتاء زائدة ،فمصدره هو نفس حروف الفعل الماضي مع ضم ما قبل آخره .
مثل :تَعَلَّمَ :تَعَلُّم – تَعَارَف :تَعَارُف – تَدحرَج :تَدحرُج .
* إذا كان الفعل الخماسي المبدوء بتاء آخره حرف علة مثل :تحدَّى -تعالَى ،فمصدره هو نفس حروف الفعل الماضي مع
كسر ما قبل آخره ،وقلب حرف العلة إلى ياء.
مثل :تحدَّى :تحدِّي – تعدَّى :تعدِّي – تعالَى :تعالِي -تفانَى :تفانِي.
مصادر األفعال السداسية
– 1إذا كان الفعل على وزن (اسْتَفْعَل) فمصدره يأتي على وزن ( اسْتِفْعَال)
مثل :استعمل :استعمال – استردّ :استرداد – استورد :استيراد – استولى :استيالء – استجدى :استجداء .
إذا كان الفعل على وزن (استفعل) ،ومعتل العين ( الحرف قبل اآلخير ألف) مثل ( :استفاد) ،فمصدره يأتي على وزن
(استفعلة) .
مثل :استشار :استشارة – استقام :استقامة – استعاد :استعادة .
تعريفه :اسم يبدأ بميم زائدة ويؤدى معنى المصدر األصلي .
شربت الماء مشرباً ،وخرجت من المدرسة مخرجاً ،
وعدت' الصديق موعداً ،وثب الالعب موثباً
صوغه :
– 1يصاغ على نفس أوزان اسم الزمان والمكان وال يفرق بينهما إال داللة الجملة .
مثل :
سعى الطالب مسعى حميداً ،خرج مع زمالئه مخرجاً ،وقف المدرس موقف األب ،وصل الالعب إلى القمة موصالً سريعاً .
– 2يصاغ من الفعل غير الثالثي على وزن اسم المفعول .
أحسن المهندس مستخرج البترول
ملحوظة :قد تلحق آخر المصدر الميمي تاء في آخر المصدر مثل .محبة ،مضرة ،مفسدة ،منفعة ،مهلكة .
تعريفه :
اسم تلحقه ياء مشددة تليها تاء تأنيث مربوطة لتدل على الصفة الصناعية على معنى المصدر .
3
ويفرق بين المصدر الصناعي واالسم المنسوب بـ :
– 1من سياق الكالم .
– 2المصدر الصناعي ال يوصف به أما المنسوب فيوصف به وال بعرب إال صفة فإذا لم يكن صفة لما قبله فهو مصدر صناعي
:الدول الرأسمالية نظامها فاشل /الدول الديمقراطية عظيمة اسم منسوب
:الرأسمالية نظام فاشل /الديمقراطية أحسن األنظمة . مصدر صناعي
المصدر المؤول
س :ما هو المصدر المؤول ؟
جـ :المصدر المؤول هو ما ركب من :
مثل :يـسـعدني أن أكـتـب لك رسالة . ( أنْ المصدرية والفعل المضارع ) .1
مـثل :يسرني أنّـك سعيد . أو ( أنّ ) واسمها وخبرها .2
مثل :ليس للرجل إال ما سعى . أو ( ما ) المصدرية والفعل .3
إعراب المصدر المؤول
تعرب المصادر المؤولة إعرابا مفصال ،ثم يقال :
والمصدر المؤول من( أن والفعل ) ،أو ( ما والفعل ) ،أو ( أن واسمها وخبرها ) في محل رفع أو نصب أو جر حسب موقعه
في الجملة.
س :كيف نحوِّل المصدر المؤول إلى مصدر صريح ؟
جـ :طريقة تحويل المصدر المؤول إلى مصدر صريح :
فإننا نأتي بالمصدر الصريح من الفعل مباشرة بعد - 1إذا تكوّن المصدر المؤول (أنْ ) والفعل المضارع أو( ما ) والفعل
مثل ( :أَنْ تصوموا خير لكم ) .. .تحويله إلى مصدر صريح :صيامُكم خير لكم . حذف الحرف المصدري (أنْ -ما).
إعراب /أَنْ تصوموا :مصدر مؤول في محل رفع مبتدأ
أسعدني ما عملت ..تحويله إلى مصدر صريح :أسعدني عملُك إعراب /صيامُكم :مبتدأ مرفوع .
إعراب ما عملت :مصدر مؤول في محل رفع فاعل .إعراب عملك :فاعل مرفوع .
%تذكر أن :
( ما ) تدل على الزمان مع ( دام ) كقوله تعالى ( وَأَوْصَانِي بِالصَّالةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً ) و التقدير :مدة
دوامي حياً
- 2إذا تكوّن المصدر المؤول من ( أنّ ) واسمها وخبرها ،وكان خبرها جملة فعلية أو اسماً مشتقاً فإننا نأتي بالمصدر
الصريح من خبر إن مضافاً إلى اسمها
مثل :أحب أن تتفوق ..تحويله إلى مصدر صريح :أحب تفوقَك .
إعراب أَنْ تتفوق :مصدر مؤول في محل نصب مفعول به .
إعراب تفوقَك :مفعول به منصوب .
يعجبني أنك متفوق ..تحويله إلى مصدر صريح :يعجبني تفوقُك.
إعراب أنك متفوق :المصدر المؤول من أنّ واسمها وخبرها في محل رفع فاعل .
إعراب تفوقُك :فاعل مرفوع .
- 3إذا كان خبر إن جامداً أتـينا بـكـلـمة ( كون ) مـضافـة إلى اسم(أن ) ،وينصب خبر إن على أنه خبر لكلمة كون ؛ ألنها
مصدر للفعل الناسخ كان .
مثل :علمت أن الجندي أسدٌ . .تحويله إلى مصدر صريح :علمت كونَ الجندي أسداً .
3
إعراب أن الجندي أسدٌ :المصدر المؤول من أنّ واسمها وخبرها سد مسد المفعولين للفعل علم
إعراب كونَ الجندي أسداً :كون :مفعول به ،الجندي :مضاف إليه ،أسداً :خبر منصوب للمصدر (كون) العامل عمل كان
.
- 4إذا كان خبر إن شبه جملة فإننا نحذف (إن) ،ونأتي بكلمة (وجود) قبل المصدر الصريح .
مثل :آمنت بأن الحق فوق القوة . . .تحويله إلى مصدر صريح :آمنت بوجود الحق فوق القوة .
- 5إذا كان الخبر منفياً فإننا نحذف (إن) ،ونأتي بكلمة (عدم) ثم نأتي بالمصدر الصريح من الخبر ( الفعل ).
مثل :وثقت بأنك ال تهمل . . .تحويله إلى مصدر صريح :وثقت بعدم إهمالك .
3
هو االسم المعرب الذي آخره ألف الزمة مفتوح ما قبلها { َ- -ا َ- - - /ى }
مثل :الفتَى -عال – مرتضى .
س :كيف نثني االسم المقصور ؟
جـ :نثني االسم المقصور بالطريقة اآلتية :
مثل :عصا :عصوان – هـدَى :هـدَيان إن كانت ألف المقصور ثالثة ترد إلى أصلها
هام
مثل :عصا – رضا – مها فأصلها واو ا) غالباً ألف المقصور إذا كانت ثالثة ومكتوبة' ألف صحيحة ( َ- -
فأصلها ياء مثل :هدَى – منَى ى) أما إذا كانت ثالثة ومكتوبة ألف ليّنة ( َ- -
مثل :مرتضى ،مرتضيان. إن كانت ألف المقصور رابعة فأكثر ( َ - - -ى ) قُلـِبـَت ياء
س :كيف نجمع االسم المقصور جمعاً مذكراً ؟
جـ :نجمع االسم المقصور جمعاً مذكراً بالطريقة اآلتية :
– 1نحذف األلف ،ونبقي ما قبلها مفتـوحاً
{ مرتضى - -رضـَـون -رضـَـين } { ،مصطفى -مصطفــَون -مصطـفـَــيْن } ، { رضـا مثل :
مرتضـَـون -مرتضـَـيْن } { ،األعلى -األعلَوْن – األعلَيْن}.
س :كيف نجمع االسم المقصور جمعاً مؤنثاً ؟
جـ :نجمع االسم المقصور جمعاً مؤنثاً بالطريقة اآلتية :
- 1إن كانت ألف المقصور ثالثة ترد إلى أصلها :عصا :عصوات– هـدَى :هـدَيات .
- 2إن كانت ألف المقصور رابعة فأكثر قلبت ياء :ليلى :ليليات – رضوى :رضويات .
هو االسم المعرب الذي ينتهي بياء الزمة مكسور ما قبلها مثل :القاضِـي ،الداعِي ،المنادِي .
المنقوص إذا كان نكرة و نوّن حذفت ياؤه في حالتي الرفع والجر ،وبقيت في النصب مثل :هو قاضٍ ،عثرتُ على بانٍ ،
رأيتُ ساعياً.
و المنقوص إذا كان معرفاً تثبت ( تبقى) ياؤه مثل :الهادِي – المعتدِي – قاضِي القضاة .
إذا ثُـني االسم المنقوص ،أو جمع جمعاً مؤنثاً تبقى ياؤه مثل (:القاضي – القاضيـان ،القاضيـَيـْنِ )(،العالية –
العاليات ) .
وترد إليه ياؤه إذا كانت محذوفة للتنوين مثل ( :ساعٍ – ساعيان) .
وإذا جُمِع المنقوص جمعاً مذكراً تُحذف' ياؤه ويُزاد عليها واو ونون مضموم ما قبلها في حالة الرفع ،وياء ونون
مكسور ما قبلها في حالة النصب والجر مثل ( :القاضِي -القاضُون -القاضِين) (،المهتدِي -المهتدُون -
المهتدِين).
اسم معرب آخره همزة قبلها ألف زائدة مسبوقة بحرفين أو أكثر .
أنواع همزة الممدود
3
– 1أصلية :مثل { قُرّاء – ضياء – إنشاء – وضـَّـاء } .
وتبقى كما هي عند التثنية ،أو عند الجمع
مثل { :الوضـَّـاء – الوضـَّـاءان -الوضـَّـاءين /الوضـَّـاءون -الوضـَّـاءين } { ،إنشاء – إنشاءان – إنشاءين /
إنشاءات } .
– 2منقلبة عن أصل ( واو – ياء ) :
مثل { بناء – سماء – دعاء – قضاء } .
ويجوز فيها أن تبقى همزة أو تُقْلب واواً عند التثنية ،أو عند الجمع .
مثل { :سماء – سماءان -سماوان /سماءات – سماوات } { .بنّـاء – بنّـاءان – بنّـاوان /بنّـاءون -بنّـاوون }.
– 3مزيدة للتأنيث :و تُقْلب واواً عند التثنية ،أو عند الجمع .
مثل { :صحراء – صحراوان /صحراوات } .
المبتدأ
للمبتدأ أشكال هي :
المثال النوع
مثل :محمد كريم ،الطالب مجتهد. -1اسم صريح
مثل :أنا مسافر غدا ،هو كريم ،هم مجتهدون. -2ضمير منفصل
مثل :هذا أديب ،هؤالء شعراء. -3اسم إشارة
مثل :الذي فاز بالجائزة طالب .ما قلتَه صحيح. -4اسم موصول
مثل :من فاز في السباق؟ ،ما العمل؟( ،مَا غَرّكَ بربك الكريم). -5اسم استفهام
مثل :من جدّ وجد( .من يَشفَع شَفَاعَة حَسَنَة يَكن له نَصيب -6اسم شرط
منها). -7مصدر مؤول
مثل ( :وَأَن تَصوموا خَير لَّكم)( ،أي :صيامكم خير لكم) .
المبتدأ مرفوع دائما وقد يجر بحرف جر زائد مثل :
اإلعراب المثال الحرف
أحد :اسم مجرور لفظا مرفوع محال على انه مبتدأ ما عندي من أحد = ما عندي أحد . (من) :
حسب :اسم مجرور لفظا مرفوع محال على انه مبتدأ بحسبِكَ دراهمُ = حسبُكَ دراهم ( .حسبُكَ : الباء:
رب :حرف جر زائد يكفيك) (رب) :
متهم :اسم مجرور لفظا مرفوع محال ،مبتدأ رُبَّ متَهم بريء = المتهم بريء .
هل يجوز االبتداء بالنكرة ؟
يجوز االبتداء بالنكرة إذا أدت مع الخبر معنىً مفيداً أي أن تكون النكرة مفيدة وعندئذ' يجوز أن تكون مبتدأً
المثال شروط' االبتداء بالنكرة
مثل ( :كلّ لَّه قَانتونَ) ،مؤمن خير من كافر. -1إذا كانت النكرة عامة
3
مثل ( :أإله مع اهلل ؟) .أمَال يضيع في محرَّم؟ -2إذا سبقت النكرة باستفهام
مثل :ربَّ أخ لم تلده أمك. -3إذا سبقت النكرة بربَّ
مثل :ما نجاح يحققه التمني ،ما نصر يأتي عقب فرقة. -4إذا سبقت النكرة بنفي
مثل :ما أجمل السماءَ. -5إذا كانت النكرة مما لها الصدارة :مثل ما التعجبية
مثل :ضيف كريم في دارنا ،رجل مؤمن خير من مشرك. -6إذا وصفت
مثل :كتاب علم خير من قنطار ذهب . -7إذا أضيفت إلى نكرة
مثل :في الدار ضيف ،أمام المنزل كلب ،في المدينة -8إذا تقدمها خبرها وكان شبه جملة
جامعة.
" الخبر "
الخبر :هو الجزء المتمم للفائدة مع المبتدأ في الجملة االسمية و حكمه اإلعرابي :الرفع.
أنواع الخبر ثالثة:
-1خبر مفرد :و هو اسم ،وكلمة واحدة سواء أدلت على المفرد أو المثنى أو الجمع
مثل :محمد أديب ،الطالبان مجتهدان ،العلماء مصابيح .
-2خبر جملة :وهي اسمية أو فعلية وتكون في محل رفع ،والبد لجملة الخبر أن تشتمل' على ضمير يعود على المبتدأ
ويطابقه ،ويسمى الرابط .
مثال الجملة االسمية :محمد خلقه كريم -المزرعة أرضها خصبة.
مثال الجملة الفعلية :الطالب يحبّ العلم ،المسافرون' عادوا إلى بلدهم.
-3خبر شبه الجملة(الجار والمجرور -الظرف ) :وتكون في محل رفع .
الجار والمجرور :األب في المنزل ،الطعام على المائدة .
الظرف :الفالح تحت الشجرة ،القائد أمامَ الجيش.
األصل في المبتدأ أن يكون له خبر واحد ،ولكن يجوز أن يتعدد الخبر لمبتدأ واحد.
مثل :اهلل غفور رحيم لطيف .
مثل :مصر عظيمة ،حضارتها خالدة ،فوق الجميع .
تقديم المبتدأ على الخبر:
األصل أن يتقدم المبتدأ على الخبر ألنه المتحدَّث عنه ،ولكن يجوز تأخره لغرض بالغي ،في نحو :في الدار زيد( ،آية لهم
الليل).
3
أ – جوازاً :إذا كان المبتدأ معرفة و الخبر شبه جملة .
مثل :في التأني السالمة – .السالمة في التأني .
3
( فالتقدير :لوال اختالف العرب موجود ،لوال النفط موجود).
- 2إذا كان خبرا السم صريح في القسم(أي ال يصلح إال للقسم)
مثل :يمين اهلل لَينجحنّ المجتهد ( و التقدير :لعمرك [قسمي]).
- 3إذا كان المبتدأ معطوفا على اسم بواو تدل على المصاحبة(أي بمعنى مع) .
مثل :كل إنسان وعمله (و التقدير :كلّ إنسان وعمله [مقترنان]) .
(كان -أصبح -أضحى -ظل -أمسى -بات -صار -ليسَ -ما بَرِحَ -ما انْفَكَّ -مافتيء -ما زَالَ -ما دامَ ).
فهذه األفعال كلها تدخل على المبتدأ والخبر فترفع المبتدأ و يسمى اسمها وتنصب الخبر و يسمى خبرها .
مثل :كان انتصارُ أكتوبر عظيماً .
تنقسم كان وأخواتها من حيث التصرف والجمود إلى ثالثة أقسام:
(أ) قسم يتصرف تصرفاً كامال فيأتي منه الماضي والمضارع واألمر ،وهو :كان ،وأصبح ،وأمسى ،و أضحى ،وظل ،و بات،
وصار.
أمثلة :
ب – كُنْ جميالً ترَ الوجود جميالً . أ – يصبح الجو معتدالً في الربيع .
3
ما ينطبق على المبتدأ والخبر من حيث التقديم والتأخير ،ينطبق على جملة كان وأخواتها؛ ألنها في األصل جملة اسمية
مكونة من مبتدأ وخبر.
تزاد (الباء) في أخبار بعض األفعال الناقصة ،إذا كانت هذه األخبار منفية .والغرض من الزيادة هي توكيد المعنى
وتقويته ومن هذه المواقع:
زيادتها في خبر ليس
مثل :ليسَ الحقُّ بضائِعٍ = ليس الحقُّ ضائعاً
ليس :فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح
الحق :اسم ليس مرفوع
بضائع :الباء حرف جر زائد ،ضائع اسم مجرور لفظاً منصوب محالً على انه خبر ليس.
تحذف "كان" مع اسمها ويبقى الخبر وال يُعَوَّض عنها بشيء :
وذلك بعد "إِنْ" و"لَوْ" الشرطيتين .
الناس مجزيون بأعمالهم ،إن خيرا فخير ،و إن شرا فشر .أي :إن كان عملهم خيرا فجزاؤهم خير ،و مثال بعد "إن" :
إن كان عملهم شرا فجزاؤهم شر .
( تقبل النصح ولو مرا ) .أي و لو كان مرا . مثال بعد "لو" :
( كادَ -كَرَب -أَوْشَك' -عَسَى -حَرَى -اخْلَوْلَق -أَنْشَأ -طَفِق -جَعَل -هَبَّ -عَلَقَ -هَلْهَلَ -أَخَذَ -بَدَأ ).
كاد وأخواتها:
أفعال ناقصة ناسخة تعمل عمل كان فتدخل على الجملة االسمية فترفع المبتدأ ويسمى اسمها ،وتكون الجملة الفعلية
بعدها في محل نصب خبرها .
كاد وأخواتها اسمها خبرها (جملة فعلية فقط )
س :فيمَ تختلف هذه األفعال عن كان و أخواتها ؟
جـ :تختلف في أن خبرها ال يأتي إال جملة فعلية ،وفعلها فعل مضارع .
-كاد القطارُ يخرج عن الطريقِ
كاد :فعل ماض ناقص،
القطار :اسمها مرفوع،
والجملة الفعلية في محل نصب خبر كاد
أنواع أخوات كاد
أ – (كادَ ،كَرَب ،أَوْشَك') وتسمى أفعال المقاربة؛ ألنها تفيد قرب وقوع الخبر.
كرب صبر عليِّ ينفذ أوشك' القطار يصل
ب – (عَسَى ،حَرَى ،اخْلَوْلَق ) وتسمى أفعال الرجاء :ألنها تفيد معنى الرجاء والتمنّي في حصول الخبر.
اخلولق المطر أن ينزل. عسى محمد ينجح
حرى خالد أن يصل
جـ [ -أَنْشَأ ،طَفِق (بمعني أخذ يفعل كَذَا) ،جَعَل ،هَبَّ ،عَلَقَ ،هَلْهَلَ ،أَخَذَ ،بَدَأ] وتسمى أفعال الشروع ':ألنها تفيد
معنى الشروع و البدء في الخبر.
3
قام عمرو يغني . طفِق القوم يغادرون .
%حكم اقتران خبر كاد وأخواتها بأن
-1األفعال( أَوْشَك -عَسَى -حَرَى ) يكثر اقتران خبرها " بأن " .مثل :أوشك' العدل أن يختفي .
– 2األفعال (كادَ – كَرَب ) يقل اقتران خبرها " بأن " .مثل :كادَ النهار ينتصف أو أن ينتصف .
– 3أفعال الشروع كلها يمتنع اقتران خبرها بأن .مثل :أخذ أحمد يذاكر بجد -بدأ الطفل يحبو .
حروف ناسخة تدخل على الجملة االسمية فتنصب المبتدأ و يسمي اسمها وترفع الخبر ويسمى خبرها ،وهي :
(إنَّ ،أنَّ ،وكَأَنَّ ،ولَيْتَ ،ولكِنَّ ،ولَعَلّ) .
أنواع اسم إنَّ وأخواتها :
أ -يأتي اسم إن وأخواتها اسماً ظاهراً مثل:
إنَّ الحياة جميلة / .إنَّ الذي ربح أخوك
ب -يأتي اسم إن وأخواتها ضميراً متصالً ،ويكون مبنياً في محل نصب اسمها مثل:
إنكم أصدقائي .
ليتها تجتهد .
أنواع خبر إن وأخواتها
أ -يأتي مفرداً .مثل :إن اهلل فعّال لما يريد .
مثل :ليت الشبابَ أيامُه دائمة .إنَّ العلمَ يتقدمُ . ب -يأتي جملة (اسمية -فعلية) ،وتكون في محل رفع .
جـ -يأتي شبه جملة (ظرف -جار ومجرور) ،ويكون في محل رفع .مثل :إن العلمَ في الصدور .لعل أخي عند صديقه .
%تذكر :ما ينطبق على المبتدأ والخبر من حيث التقديم والتأخير ،ينطبق على جملة إنّ وأخواتها؛ ألنها في األصل جملة
اسمية مكونة من مبتدأ وخبر.
3
فتح همزة (إن) وكسرها
تأتي همزة (إنّ) مفتوحة أو مكسورة ،والقاعدة العامة التي تقرر فتح همزتها أو كسرها هي :إذا صح أن يُصاغ من إنّ
واسمها وخبرها مصدر يكون مرفوعا أو منصوبا أو مجروراً ،فإن همزة إن مفتوحة .
مثل :سرني أنك كريم = سرني كرمك .استغربت من أنك مهمل = استغربت من إهمالك
أما إذا لم يصح تحويلها هي واسمها وخبرها إلى مصدر ،فإن همزتها مكسورة .
و عندما نقول :ال رجلَ في الحفل ،فإننا ننفي وجود جنس الرجال كلياً في الحفل .
3
شروط' عمل ال النافية للجنس ثالثة :
:ال شبابَ باقٍ -ال منافق محبوب . – 1أن يكون اسمها وخبرها المفرد نكرتين .مثل
أما إذا جاء اسمها معرفة فال تعمل ووجب تكرارها .
مثل :ال الشبابُ باقٍ وال الجمال -ال الغني مرتاح وال الفقير مرتاح .
– 2أالَّ يفصل بينها وبين اسمها أي فاصل مثل :ال ماءَ في البيت وال زادَ .
أما إذا فصل بينهما فاصل ،ألغي عملها ووجب تكرارها
مثل :ال في البيت ماءٌ وال زادٌ .
أال تسبق بحرف جر [الباء] ،فإذا سُبِقَتْ بحرف جر فإن عملها يُلغى ،ويعرب االسم بعدها اسم مجرور بالباء –3
.
-عاقبت المهمل بال رحمةٍ. مثل :المنافق بال ضميرٍ
الخالصة :
تعمل إذا كان اسمها وخبرها نكرتين -ال يفصل بينها وبين اسمها فاصل -ال يسبقها حرف جر .
وال تعمل إذا كان اسمها معرفة -أو فصل بينها وبين اسمها فاصل وهنا يجب تكرارها ،و إذا سُبِقَتْ بحرف جر فاالسم
بعدها مجرور بذلك الحرف ،و[ال] زائدة لمجرد النفي .
(ب) أن يكون اسمها شَبيهاً بالمضاف وهو ما اتصل به شيء يتمم معناه ،وهو معرب ،وهو غالباً اسم مشتق منون [
اً ] (اسم فاعل – اسم مفعول – صيغة مبالغة )...
مثل :
ال كريماً خلقُه مهان .
نافية للجنس حرف مبني على السكون ال :
كريماً :اسم ال النافية للجنس منصوب بالفتحة .
ومثل :
ال مذمومًا خلقه بيننا .
-مذموما :اسم ال النافية للجنس منصوب بالفتحة
(جـ) مفرد :ليس مضافاً وال شبيهاً بالمضاف فيبنى على ما يُنصب به .
– 1يبنى على الفتح إذا كان اسم ال مفرداً أو جمع تكسير .
مثل :
3
ال رجلَ في الدار :رجل :اسم ال النافية للجنس مبني على الفتحة .
ال رجالَ في الدار :رجال :اسم ال النافية للجنس مبني على الفتحة .
إذا كان اسم ال (مثنى – جمع مذكر سالم) فإنه يبنى على الياء –2
مثل :
رجلين :اسم ال النافية للجنس مبني على الياء ؛ ألنه مثنى ال رجلين في الدار :
مهملين :اسم ال النافية للجنس مبني على الياء ؛ ألنه جمع مذكر سالم . ال مهملين في األسرة :
إذا كان اسم ال (جمع مؤنث سالم) فإنه يبنى على الكسر –3
مثل :
ال مهمالتِ في األسرة :مهمالتِ :اسم ال النافية للجنس مبني على الكسرة
– 2يمكن دخول همزة االستفهام على ال النافية للجنس مثل :أال ضيف جالس معك ؟
– 3ال العاملة يجوز تكرارها
مثل :ال عمل وال جهد ضائعٌ عند الخالق .
في المثال السابق خبر ال األولى محذوف يدل عليه خبر ال الثانية [ضائعٌ ] .
– 4خبر ال النافية للجنس مثل خبر (إن) يأتي مفرداً أو جملة أو شبه جملة .
– ال طائر فوق الشجرة . – ال مدرسين يقصرون . أمثلـة – :ال مدرس مقصر .
– 5قد يحذف اسم ال إذا فُهِمَ من الكالم (ال …… عليك)
والتقدير ( :ال بأس عليك) أو (ال حرج عليك)
تذكر :حاالت اسم ال :
مفرد شَبيه بالمضاف مضاف
مبني على ما ينصب به منصوب [معرب ] منصوب [معرب ]
3
ما :زائدة
وطني :خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو .
أقدر المصريين وال سيما وطني
وطني :مضاف إليه مجرور
والسيما وطنياً
وطنياً :تمييز منصوب
-5إذا كان ما بعد " السيما " معرفة ،جاز أن يرفع (على أنه خبر لمبتدأ محذوف) أو يجر (على أنه مضاف إليه) وال يجوز
نصبه.
مثل ( :أحب األصدقاء والسيما خالدٌ " خالدٍ ").
-6يجب دخول الواو االعتراضية و " ال " على " سيّما " واستعمالها بدونهما ال يصح في اللغة.
اسم مرفوع وقع بعد فعل غير معروف -مجهول -فاعله ،أو وقع بعد اسم المفعول ،أو االسم المنسوب .
مثال :ما يقع بعد فعل غير معروف فاعله :عوقبَ المُسيء= عاقبَ القاضي المسيءَ . .1
مثال :ما يقع بعد اسم المفعول :الشعب مستنزفةٌ مواردُه= الشعب استُنزِفت الدولة موارده . .2
مثال :ما يقع بعد اسم منسوب -أعراقي جارك = أَيُنسب جارك إلى العراق ؟ .3
وقد سُمي نائب الفاعل كذلك ؛ ألنه سد مسد الفاعل بعد حذفه ،وناب عنه في العمل ،
س :لماذا نبني الفعل للمجهول (أي نحذف الفاعل) ؟
جـ :نبني الفعل للمجهول ألسباب منها :
– 1العلم بالفاعل ،مثل :خلقت طليقاً .
– 2للجهل بالفاعل ،مثل :سُرِقَت السيارةُ .
– 3للخوف من الفاعل ،مثل :ضُرِبَ أحمد
أشكال نائب الفاعل :وهو مثل الفاعل ،إما أن يكون :
- 1اسماً ظاهراً ،مثل :يُقَدر المخلص .
- 2ضميراً متصالً :أُكرِمْت .
3
- 3أو منفصالً :ما يُستثنى إال أنا .
- 4أو مستتراً :خالد يُشكر' ×.
- 5مصدراً مؤوالً :يُفَضَّل أن تنتبهوا :يُفَضَّل انتباهكم .
المثال الطريقة
فالفعل عَلِمَ يصير عُلِمَ مثل :عُلِمَ السر . -1الفعل الماضي صحيح العين ،الخالي من التضعيف ،يُضم
أوله ويكسر ما قبل آخره
يَعْلَّم :يصير يُعْلَّم. - 2الفعل المضارع يُضمُ أول حرف فيه ويُفتح ما قبل اآلخر
يقول = يُقال ،يُعين = يُعان / .يُصامُ نهارُ رمضان و أما المضارع األجوف :فتُقلَب عينه ألفاً:
يُقامُ ليلُه
-3إذا كان الماضي مبدوءاً بتاء زائدة ،فإن الحرف الواقع
مثل :تَفَضَّلَ وتَقَبَّلَ و تقاتل .تصير :تُفُضِّلَ - بعدها يضم كما تضم التاء ،
تُقُبِلَ -تُقُوْتِل .
-4الفعل الماضي األجوف
مثل :صام وباع واقتاد تُقلب عينه ياء ليصبح :صِيم
وبِيع واقْتِيدَ. - 5الماضي الثالثي المضعف
مثل :شدّ وهزّ ومدّ ،فيضم أوله
مثل :شُدّ الحبل ،دُقّت الطبول ،ومُدّتِ الجسور .
-6إن كان ثانيه أو ثالثه ألفاً زائدةً قلبت واواً،
نحو :جاهد = جُوهِد ،تعاهد = تُعُوهد.
-7فعل األمر والفعل الجامد ال يبنيان للمجهول .
3
مثل :نظر القاضي في الشكوى ،تصير :نُظِرَ في الشكوى .في الشكوى :شبه جملة جار ومجرور في محل رفع نائب
فاعل .
-5المصدر المتصرف مثل :صُمِد صمود األبطالِ.
كما أن بعض الناس يخطئون فينطقون أفعاال مبنية للمعلوم مثل (تَوَفَّى ـ اسْتَشْهَدَ في سبيل اهلل ـ احتَضَرَ) والصواب .2
أنها مبنية للمجهول( :تُوُفِّي ـ اسْتُشْهِدَ' ـ احتُضِرَ) .
المفعول به :
اسم منصوب يذكر للداللة على من وقع عليه فعل الفاعل ،ويسبقه فعل من األفعال المتعدية (أي التي تحتاج مفعوالً أو أكثر ؛
مثل :أكرمت الدولة المتفوقين -منح اهلل مصر نهراً خالداً . ليتم معنى الجملة).
الياء " إذا اتصلت بآخر الفعل فإعرابها :مفعول به في محل نصب - 2الضمائر اآلتية " الكاف – الهاء –
مثل :أسعدنــي محمدٌ بتفوقه /القاهرة بناها الفاطميون /حدثــها محمد علي .
فاعل مرفوع وغالباً ما بعد الضمير :
/مثل :رفعْنا راية الحق. – 3الضمير (نا)إذا أتى في آخر الفعل فهو إما فاعل
/مثل :سرقََـنا اللصُ باإلكراه. و إما مفعول به
{ - 4ما عدا – ما خال } :يعربان فعلين ماضيين ،وما بعدهما مفعول به منصوب .
مثل :قرأت جميع قواعد النحو ماعدا قاعدةً .
3
( - 5ما ينصب على أنه مفعول به لفعل محذوف) الكلمات :أهالً ،وسهالً ،ومرحباً،
تعرب مفعوالً به لفعل محذوف والتقدير :جئت أهالً ،ووطئت سهالً ،وصادفت مرحباً،
اسم منصوب من لفظ الفعل (مصدر) يذكر معه ؛ من أجل توكيد معناه ،أو بيان عدده ،أو بيان نوعه .
مثل ( :وكلم اهلل موسى تكليمًا) -قفز النمر قفزاً .
3
هاجمته عنيفا . - 2عدده ،
مثل :ركعت هلل أربع ركعات. ( - 3كل وبعض) مضافتين إلى المصدر.
مثل :ال تسرف' كل اإلسراف -سعيت بعض السعي .
ملحوظة :كل اسم يضاف إلى مصدر فعله الموجود في بداية
مثل :اجتهدنا غاية االجتهاد -عشنا أجمل عيشة . الجملة يصح أن يكون نائباً عن المفعول المطلق .
4ـ اإلشارة إلى المصدر
مثل :فهمت الدرس هذا الفهم. - 5ضمير المصدر
مثل :احترمتك احتراما لم أحترمه أحدا . - 6ما يدل على آلته
مثل :ضربته عصاً -رشقنا العدو رصاصاً -ضربت الكرة
رأسا . -7مرادف المصدر
مثل :فرحت سرورا (فسرورا) نائب عن المفعول المطلق؛ ألنه -8ما يدل على نوع المصدر ،
مرادف للفرح) مثلها :وقفت قياماً ،قعد الطفل جلوسا . - 9اسم المصدر :اسم المصدر ما دل على معنى المصدر
مثل :جلس الولد القرفصاء = جلس جلوس القرفصاء. األصلي ،وكان أقل منه أحرفا
مثل :أعنته عونا .
فعوناً نائباً عن المفعول المطلق ،وليس مفعوالً مطلقاً ؛ ألنه
ليس مشتقاً من الفعل أعان المذكور في الجملة ،والذي مصدره
:إعانة ،وإنما هي مصدر الفعل :عان .
ومثله :اغتسلت غسال ،وأعنته عونا ،وأعطيته عطاء ،
وكلمته كالما .
%تذكر :
كلمات تعرب مفعوال مطلقا لفعل محذوف :
سَمْعَاً وَطَاعَةً -حَمْدَاً هلل وشُكراً -عَجَبَاً ألمرك -سًبْحَانَ اهلل -صَبْرَاً على الشدائد -تَنْزِيهَاً هلل وَبَرَاءَةً له
مما ال يليق به -ومعاذَ اهلل وعياذاً باهلل أي أعوذ به والتجئ إليه -حَجَّاً مبرورا -عَوداً حميداً -حقا -مثال – أيضا -
خصوصاً -عموما ً.
كلمات تعرب نائباً عن المفعول المطلق :
جيداً – سريعاً – حثيثاً – كثيراً – طويالً – جداً .
مثل :سعى الطالب إلى االمتحان حثيثاً -احترم المخلصين كثيراً
اسم (مصدر) منصوب يبين سبب حدوث الفعل وال يكون من لفظ الفعل ،و يأتي جواباً لسؤال يبدأ بـ ( لم ،أو لماذا).
مثل :أصلي طمعاً في رضا اهلل / -قمت من مقعدي احتراماً ألبي / .أذاكر خشيةَ الرسوب .
األصل في المفعول ألجله أن يكون منصوبا ،وقد يجر بالالم (التي تعطي معنى التعليل)
مثل :أجتهد للرغبة في التفوق -أقرأ للبحث عن الحقيقة .
%تذكر :إننا نسأل عن المفعول ألجله بـــ لماذا ،أو ليه فعلنا الفعل ؟ مثل :يغترب الناس طلباً للمال .
3
هو اسم منصوب يقع بعد فعل ؛ ليدل على ما فعل الفعل بمصاحبته ويذكر بعد واو بمعنى (مع) تفيد المصاحبة أو المالزمة
وتسمى واو المعية .
مثل :سار القطار والنيل -استيقظ النائم وآذان الفجر -دع الظالم واأليام .
أنواع الواو المذكورة بعد الفعل ،وإعراب ما بعدها :
-1واو المعية :وهي التي يسبقها فعل يحدث من طرف واحد ( أي ما بعدها ال يصح أن يشارك ما قبلها ) ،واالسم بعدها
يعرب مفعوالً معه منصوب .
مثل :سافر األب و طلوع الفجر -وصلت المدرسة ودقات الجرس .
- 2واو العطف :وهي التي يسبقها فعل يحدث من طرفين (أي ما بعدها يشارك ما قبلها في الحكم) ،واالسم بعدها يعرب
معطوفاً .
مثل :اشتركت شيماء و هايدي في صنع الكعك -تعارك الولد و زميله
- 3و او للمعية أو للعطف :وهي التي يجوز مشاركة ما بعدها لما قبلها ،واالسم بعدها يعرب معطوفاً أو يعرب مفعوالً معه
منصوب .
مثل ( :جاء محمد ومحمود) فيجوز أن تكون ( واو العطف) ويكون (محمود) مرفوعا معطوفا على (محمد) ويجوز أن
تكون (واو المعية) وينصب (محمود) على أنه مفعول معه فنقول (جاء محمد ومحموداً) ،والعطف أحسن ألنّه أقوى
في الداللة على المشاركة .
3
مثل :يومكم سعيد -إن يومكم سعيد -سيأتي يوم سعيد نفرح فيه -هذا يوم سعيد .
ظرف الزمان غير المتصرف :هو كل اسم ال يأتي إال ظرفا للزمان .
مثل :قطُّ(وتختص بالزمن الماضي ) ،عوض ،أيان ،قبل ،بعد ،متى ،اآلن ،أبداً .
ثانياً :ظرف المكان
ينقسم ظرف المكان إلى قسمين :
1ـ ظرف مكان مختص " غير مبهم " :
هو كل اسم دل على مكان معين ،ومحدود بحدود أربعة ،وهذا النوع ال يكون إال مجرورا .
مثل :الدار ،المدرسة في :خرجت من الدار ،وذهبت إلى المدرسة
2ـ ظرف مكان مبهم :
ما دل على مكان غير محدد -أي ليس له صورة تدرك بالحس الظاهر ،
كالجهات الست وهي :أمام ( قدام) -وراء (خلف) -يمين -يسار -شمال -فوق) تحت
و أسماء المقادير ،مثل :ميل ،كيلومتر ،وقصبة وغيرها' .
ثانياً :الظرف المتصرف والظرف غير المتصرف
1ـ الظرف المتصرف :
هو الذي ال يالزم النصب على الظرفية ،وإنما يعرب حسب موقعه
مثل :يمينك أوسع من شمالك -ال تنظر إلى الخلف ! بل انظر إلى األمام دائما .
2ـ الظرف غير المتصرف :
وهو الذي ال يفارق الظرفية الزمانية والمكانية إلى غيرهما من الحاالت اإلعرابية األخرى ،بل يظل على حالته -الظرفية -
أينما وقع في الكالم .
الظرف غير المتصرف نوعان
النوع األول :ما يالزم النصب على الظرفية أبدا ،فال يستعمل إال ظرفا منصوبا .
مثل :قط وعوض وبينا ،وبينما وإذ وأيان وأني وذا صباح وذات ليلة ،ومنه ما ركب من الظروف ( :صباح مساء ) ( ،وليل
ليل ) ( ،ليل نهار) .
النوع الثاني :ما يالزم النصب على الظرفية ،أو الجر بمن أو إلى أو حتى أو مذ أو منذ
مثل :بعد وفوق وتحت ولدى ولدن وعند ومتى وأين وهنا وثم وحيث واآلن .
منذُ -أمسِ -اآلنَ -حيثُ -هنا -هناك -ثمَّ . المبني من الظروف :
هناك بعض الظروف التي تصلح للمكان و الزمان معاً :ويتحدد استعمالها من معنى الجملة
مثل :قبل -بعد -بين -عند -وسط .
مثل :يقع منزلنا قبل منزلكم -خرجت قبل السابعة .
قد تدخل (ما) على بعض الظروف (عند -حين -قبل -بعد -دون) ،وتكون زائدة ،ويظل االسم بعد هذه الظروف مضافاً
إليه .مثل :طلبت من الطالب الحضور دونما تأخير .
وصف منصوب يبين هيئة ما قبله من فاعل أو مفعول به أو هما معا ,عند حدوث الفعل .
نقول :
-1ظهر القمرُ هالالً الحال بيّنت هيئة الفاعل (القمر) عندما ظهر .
- 2أبصرت النجوم متأللئةً الحال بيّنت هيئة المفعول به (النجوم) عندما أبصرتها .
3
- 3فحص الطبيب المريض جالسين الحال بيّنت هيئة الفاعل (الطبيب) والمفعول به (المريض) معاً عندما تم الفحص
.
االسم الذي يبين الحال هيئته يسمى صاحب الحال ،والبد أن يكون معرفة .
أنواع الحال
شبه جملة جملة مفردة
جار ومجرور ظرف فعلية اسمية اسم (كلمة واحدة)
أوالً :الحال المفردة :وال تكون إال اسماً نكرة منصوباً .
أمثلة :
اشتريت الدجاجة مذبوحة. .3 عاد محمد مستبشرا ، .1
جاء الطفل باكياً . .4 شاهدنا المباراة جالسين أمام التلفاز . .2
ثانياً :الحال الجملـة:
قد تكون الحال جملة اسمية أو فعلية ،نحو:
( )1جلست أستمع إلى تالوة القرآن الكريم من اإلذاعة.
( )2التحقت بالجامعة وقد تخرج أخي.
( )3حفظت القرآن وأنا صغير .جاء الجريح دمه يتدفق.
البد أن تشتمل الحال الجملة على رابط يربطها بصاحبها .والرابط :
(أ) إما الضمير وحده ،مثل { :شاهدت' المزارع يحصد × القمح}.
(ب) إما الواو وحدها ،نحو :وصلت إلى مكة والشمس تغرب.
(جـ) إما الواو والضمير معا ،نحو{ :رأيت العامل وهو واقف تحت الشمس}.
ثالثاً :الحال شبه الجملة :
ال تحتاج الحال شبه الجملة إلى رابط .
-وقف العصفور فوق الغصن. مثل :أحرزت الهدف في المرمى
%تذكر :
هناك قاعدة تقول :الجملة وشبه الجملة بعد المعارف أحوال ،وبعد النكرات صفات
قد تتعدد الحال في الجملة وصاحبها واحد مثل :مضيت مسرعاً فرحاً نشيطاً .
كلمات إعرابها دائماً حال :
[ أوالً وثانياً وثالثاً إلخ ،مادياً وأدبياً وسياسياً ،وما شابه هذه الكلمات .و جميعاً ،وعوضاً ،وبدالً ،وخاصة ،وعامة و
قاطبة ،وعمداً وخطأً ،وسهواً ،وسوياً ،و معاً ،وكلمة وحد المضافة إلى الضمير تعرب حاالً نحو :ذاكر وحدك .حضروا
جميعاً]
اسم نكرة منصوب (غالباً)يذكر ؛ ليزيل إبهاماً قبله يصلح ألن يراد به أشياء كثيرة .
المبهم الذي يأتي قبل التمييز يسمى :مميزاً .
المميز نوعان :
مميز ملفوظ(الذات) :وهو الذي يظهر في الكالم (الوزن -المساحة -الكيل -عدد) .
-الوزن مثل :بعت قنطارا قطنا .
-المساحة مثل :زرعت فدانا أرزا .
-الكيل مثل :اشتريت إردبا قمحا.
3
-العدد مثل :معي عشرون جنيها .
تمييز الملفوظ (الوزن والمساحة والكيل ) يجوز نصبه أو جره بـ"من" أو باإلضافة إلى التمييز فنقول :اشتريت إردبا قمحاً -
أو إردبا من قمحٍ -أو إردب قمحٍ .
إعراب تمييز العدد :
– 1تمييز األعداد من ( : ) 10 : 3جمع مجرور باإلضافة .
– 2تمييز األعداد من ( : ) 99 : 11مفرد منصوب بالفتحة .اً -ــةً
– 3تمييز األعداد من ( 1000 ، 100و مضاعفاتهما ) :مفرد مجرور بالكسرة .
المميز الملحوظ (النسبة) :وهو الذي يلحظ من الكالم وال ينطق به ،وتمييزه منصوب فقط
(ما يطرد نصبه على التمييز) االسم المنصوب للنكرة الواقع بعد
كفى ( :كفى باهلل شهيداً)
وازداد وقرّ وطاب وامتأل وفاض( طب نفساً -قر عيناً -ازداد اللص طمعاً ) ،
وألفاظ العدد وكناياته (وهي :كم ،و كأين ،وكذا)( كم جنيهاً معك)
وبعد أفعال المدح والذم(نِعْمَ × قاضياً المنصف)
والفعل على وزن فَعُل (حسن محمد خلقاً -كَبُرتْ كلمة) .
اسم ظاهر يذكر بعد أداة من أدوات النداء ؛ لطلب حضوره أو تنبيهه.
مثل :يا شبابَ الوطن ،ال تتكاسلوا .
3
( رَبَّنَا ال تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)(البقرة :من اآلية)286
- 2الشبيه بالمضاف :وهو ما اتصل به شيء يتمم معناه (غالباً جار ومجرور ،أو كل ما يصح تحويله إلى مضاف إليه) ،و
يكون ( منوناً ) ،وحكمه النصب .
مثل :
يا طالعاً جبالً
يا قارئاً للكف
يا متقناً عمله ,وفقك اهلل
يا طالباً العلَم اجتهد
- 3النكرة غير المقصودة :وهي التي ال يقصد بندائها شيء معين (محدد) ،بل تصدق على كل فرد تدل عليه (غالباً ما
بعدها يدل على طلب)،و تكون ( منونة) ،وحكمها النصب ،
مثل :
قول الكفيف :يا رجالً خذ بيدي
وقول المتسول :يا محسنين هلل
وقول الخطيب :يا غافالً ،تنبه ..و يا ظالماً ،عد إلى الحق .
-4العلم المفرد :وهو ما ليس مضافاً و ال شبيهاً بالمضاف ،وإن كان مثنى أو مجموعاً ،وحكمه البناء على ما يرفع به في
محل نصب منادى ،مثل :
يا محمد ُ ،كن يقظاً
يا دعاء ،ساعدي أمك في المنزل
يا مصر ،انهضي
يا محمدان ،قوما إلي الصالة
يا محمدون ،شكراً لتعاونكم .
-5النكرة المقصودة :وهي التي يقصد بها شخص محدد ،وحكمها البناء على ما ترفع به في محل نصب منادى،
مثل :
قول المدرس :يا طالبُ ،قف وأجب
ويا واقفُ اجلسْ
يا متكلمون اسكتوا .
1ـ المنادى المضاف ،والشبيه بالمضاف ،والنكرة غير المقصودة :إعرابه :منادي منصوب ،وعالمة نصبه . ..............
2ـ والمنادى العلم المفرد ،والنكرة المقصودة :مبنيان على ما يرفعان به ( الضمة -األلف -الواو ) في محل نصب ،و
اإلعراب :منادي مبني على ...........في محل نصب .
س :كيف يمكن نداء اسم يبدأ بــ (أل) ؟
جـ :ـ عند نداء ما فيه ( أَلْ ) ،نأتي قبله بــ( أيُّها ) للمذكر و ( أيَّتُهَا ) للمؤنث ،أو اسم إشارة مناسب لنوع
المنادي .
مثل :
أيتها المسلمات أيها الناس
يا هذا الطالب أيها الطالبان -أيها المسلمون
يا هذان الطالبان أيتها الفتاة
يا هؤالء القادمون . أيتها المسلمتان
3
ويصبح اإلعراب كالتالي :
أي :منادي مبني على الضم في محل نصب ؛ ألنها تعامل معاملة النكرة المقصودة .
الهاء :حرف زائد للتنبيه .
الناسُ ( :كل ما بعد أيها -أيتها ) يعرب صفة ألي مرفوعة .
ويجوز أن يعرب االسم المعرف بـ(أل ) بدال مرفوعا إذا كان اسماً جامدا .
مثل :يا أيها الرجل -يا أيتها المرأة .
نداء لفظ الجاللة (اهلل):
إذا كان المنادى لفظ الجاللة ( اهلل ) تقول يا اهلل ,وقد تحذف ياء النداء .ويعوض عنها بميم مشددة مفتوحة داللة على
التعظيم .مثل :اللهم يا فاطر السماوات ،أغثنا .
إعراب اللهم :منادي مبني على الضم في محل نصب ،و الميم عوضاً عن حرف النداء المحذوف
زيادات :
- 1يجوز حذف حرف النداء بكثرة ,إذا كان (يا) دون غيرها .
مثل :
قوله تعالى " يوسف أعرض عن هذا "
" رب أرني أنظر إليك "
أيها الرجل -أيتها الفتاة .
والتقدير :يا يوسف ويا رب ويا أيها .ويا أيتها .
3
ينقسم الفعل من حيث اإلعراب والبناء إلى قسمين :
- 1فعل مبنى .
-2فعل معرب .
أوالً :إعراب الفعل الماضي
3
-يرفع بالضمة الظاهرة إذا كان الفعل صحيح اآلخر
مثل :
يتفوقُ المخلص في مذاكرته .
-يرفع بالضمة المقدرة إذا كان الفعل معتل اآلخر
مثل :
المؤمن يرجُو عفو اهلل دائماً المجتهد يسعَى إلى التفوق
( إِنَّكَ ال تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)(القصص :من اآلية)56
-يرفع بثبوت النون إذا كان من األفعال الخمسة
مثل :
أنت تحافظين على الصالة المؤمنون يسعدون بالقرب من
دائماً . اهلل
الطالبان يستعدان لالمتحان .
– 2نصب الفعل المضارع
ينصب الفعل المضارع إذا سبقته إحدى أدوات النصب التالية :
إذن ] [أنْ – لن – كي – الم التعليل – حتى –واو المعية – الم الجحود – فاء السببية –
&أنْ :وهي حرف مصدري مثل :عليك أن تجتهدَ .عليكم أن تجتهدوا
&لن :تنفي الفعل في المستقبل مثل :لن يرحم اهلل المتخاذلين .
&كي :ما قبلها سبب وتعليل لما بعدها مثل :اجتهدوا كي تلحقوا بركب التفوق .
&الم التعليل :مثل :اعبد اهلل مخلصاً لتنال رضاه .
&حتى :تفيد' الغاية إذا كانت بمعنى " إلى أن " مثل :سأعبد اهلل حتى أموتَ .
حتى :تفيد التعليل إذا كانت بمعنى " لكي " مثل :اجتهد حتى تحققَ أحالمك في الحياة .
&واو المعية :وهى التي تفيد حصول ما قبلها مع ما بعدها فهي بمعنى (مع) وتفيد' المصاحبة ودائماً تسبق بـ (نهى – نفى)
مثل :
عارٌ عَلَيْكَ إِذا فَعَلْتَ عَظيمُ ال تَنْهَ عَنْ خُلُق وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ
&الم الجحود :وهى تفيد اإلنكار الشديد ،ويشترط فيها أن تسبق بكون منفى (ما كان -لم يكن)حتى تكون من أدوات
النصب .
-لَمْ يَكُنِ اهللُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ مثل :وَما كانَ اهللُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهمْ
&فاء السببية :فاء السببية :تفيد أن ما قبلها سبب لما بعدها ،وهى من أدوات نصب الفعل المضارع
س :ما الشروط الواجب توافرها في (فاء السببية) لتكون من أدوات النصب ؟
جـ :لكي تكون (فاء السببية) من أدوات نصب الفعل المضارع البد أن تكون مسبوقة بما يدل على :
النفي :مثل :ما فعلت ذنبا فأنــدمَ . أ-
ب -الطلب :ويشمل (األمر -النهى -االستفهام – التمني –الرجاء)
مثل :
1ـ اجتهدوا في دراستكم فتحققوا ما تريدون .
2ـ ال تتكاسلوا عـن العبــادة فتندمــوا .
3ـ هل تخرج ما عليك من زكاة فتنال الثواب .
4ـ ليتنا نرضى ضميرنا فيرضى عنا اهلل .
3
5ـ لعل االمتحان يأتى سهالً فنستريح .
&إذن :حرف جواب وجزاء ونصب واستقبال
مثل :إذن تتفوق ،جواباً لمن قال :سأجتهد .
%تذكر أن :
3
أي لغير العاقل مثل :أي كتاب تقرأه تستفد' منه .
أي للزمان مثل :أي يوم تخرج فيه أخرج معك .
أي للمكان مثل :أي متحف تزره يضف لك من المعلومات الكثير .
%تذكر أن :
أدوات الشرط [من ،ما ،مهما ] تعرب مبتدأ إذا كان فعل الشرط الزماً أو متعدياً استوفى مفعوله .
مثل :من يطع والديه ينل رضا هما -مهما تفعل من خير ،تنل خير الجزاء
أدوات الشرط [أين ،أينما ،أنى ،حيثما ] تعرب ظرف منصوب لفعل الشرط .
أداة الشرط [كيفما] تعرب حاالً غالبا .
وال يؤثِّر على أدوات الشَّرط في العمل دخول حروف الجر عليها ،نحو
على أيِّهِم تنزلْ أنزل ْ .
حيث ،وإذ :ال تصبحان للشرط إال إذا اتصلت بهما " ما "
فعل الشرط الجازم أو جوابه إذا كان ماضياً أو أمراً يكون مبنياً في محل جزم .
3
من يعصِ اهلل فما نال رضاه. مثل :
&إذا كان جواب الشرط جملة فعلية مسبوقة (بقد).
من أطاعَ هواه فقد ضــــلّ . مثل :
&إذا كان جواب الشرط جملة فعلية فعلها جامد كـ (عسى – ليسَ – نعْمَ – بئْسَ – حبَّذا – الحبَّذا).
مثل :
من يتراجع عن الحقّ فبئس ما صنـع .
متى تستقم فعسى أن يحالفك التوفيــق .
قال الرسول - -صلى اهلل عليه وسلم ( :من غشنا فليس منا).
&إذا كان جواب الشرط جملة فعلية مسبوقة (بالسين أو سوف).
مثل :
من سلَّ سيف البغي فسيُقتل بـه .
(وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً).
&وقد جُمعت هذه األحوال السبع في قول الشاعرِ:
وبما ولَنْ وبِقَدْ وبالتَّسْويف . اسْمِيَّةٌ طَلبِيَّةٌ وبِجَامِدٍ
%تذكر أن :
حيت تقترن الفاء بجواب الشرط الجازم فتذكر أن الجملة الفعلية أو االسمية المتصلة بها الفاء ستكون في محل جزم
جواب الشرط .
الفعل المضارع الواقع في جواب الشرط المقترن بالفاء يعرب حسب موقعه في الجملة.
[فعل مضارع مرفوع بالضمة ] . متى تجتهد فسوف تسمو مثل :
الفاء :إما واقعة في جواب الشرط أو رابطة لجواب الشرط إعراب الفاء:
عالمات جزم الفعل المضارع :
-.لينفقْ كل منكم في سبيل اهلل . – 1السكون :إذا كان الفعل صحيح اآلخر
– 2حذف حرف العلة :إذا كان الفعل معتل اآلخر باأللف -.لم يدعُ المؤمن للشر
– 3حذف النون :إذا كان من األفعال الخمسة .
الرجال لم يتركوا القتال حتى النصر . -
الفعل المضارع المعطوف على فعل مضارع مجزوم قبله فهو مجزوم مثله .
مثل :أن تذاكر بإخالص و تجتهدْ يناديك التفوق .
3
- 2أن يكون المضارع المجزوم مترتباً على الطلب بأن يكون مسبباً عنه فال يجوز الجزم في مثل( :اغتنمْ فرصة
تظهرُ لك).
- 3أن يكون الجواب بعد النهى أمراً محبوباً – فال يجوز الجزم في مثل( :ال تدنُ من األسدِ تتعرضُ لشروره).
بناء الفعل المضارع
&الفعل المضارع مبنيّ في حالتين :
مثل :الطالبات يرسمْنَ األعالم. -مبني على السكون إذا اتصلت به نون النسوة
مثل :واهلل لَتنتصرَنَّ أمّتنا . -مبني على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد
3
- 4في المبتدأ إذا كان لفظ (حسب) .
مثل :بحسبك درهم.
حسب :اسم مجرور لفظا مرفوع محال على انه مبتدأ
- 5في المفعول به .
مثل قوله تعالى " وهزي إليك بجذع النخلة " .
- 6في فاعل (أفعل) في التعجب
مثل (أكرم بالمجتهد) .
- 7بعد اسم الفعل (عليك)الذي بمعنى الزم
مثل ( :عليك بالصدق) .
%تذكر :تزاد (مِنْ) في الفاعل والمفعول به والمبتدأ ،بشرط أن تُسْبق بنفي أو نهي أو استفهام
&جـ -مواضع زيادة الكاف
- 1تزاد الكاف في كلمة (مثل) فقط
" ليس كمثله شيء " كما في قوله تعالى:
&استعماالت (ما)
- 1شرطية جازمة؛
مثل( :ما يأتي به القدر فال هروب منه) .
- 2اسم موصول ( :وهي التي تكون بمعنى الذي)
مثل( :افعل ما يأمرك اهلل به).
- 3اسم استفهام لغير العاقل
مثل( :ما أفضل كتاب قرأته ؟).
- 4تعجبية :
مثل( :ما أجمل الطبيعة!).
- 5حرف نفي :
مثل :ما غاب أحد عن الدرس.
- 6كافة
إنما محمد رسول -قلما ،طالما (كفت ما األفعال السابقة عن طلب الفاعل)
3
وتكف' حرف الجر (ربّ) عن العمل
مثل :ربما أزورك .
- 7حرف مصدري فتؤول مع ما بعدها بمصدر
(سرني ما عملته)؛ أي :سرني عملك
- 8نعت السم نكرة ،
مثل :جئت ألمر ما .
- 9حرف زائد
إذا ما حضر األب انتهي شجار األبناء
عما قريب سيبدأ' االمتحان
ال يجب أن تضيع أوقات المؤمن دونما عمل
وما في السيما قد تأتي حرف جر زائد .
&استعماالت (من)
- 1شرطية ،فتجزم فعل الشرط وجواب الشرط .وتعرب مبتدأ غالباً .
مثل :من يذاكر ينجح.
- 2استفهامية ،وتعرب مبتدأ
مثل :من أخوك؟ ،
ومفعوالً به
مثل :من تصادق ؟
- 3اسم موصول ،وتعرب على حسب موقعها في الجملة.
مثل :تكرم الدولة من يتعلم
&استعماالت (ال)
- 1ناهية فتجزم المضارع ،
مثل :ال تؤجل عمل اليوم إلى الغد .
- 2نافية ،
مثل :ال يتكاسل' إال ضعيف الطموح .
- 3عاطفة بين اسمين ،
مثل :المؤمن قوي ال ضعيف .
- 4نافية للجنس فتعمل عمل (إن) ،
مثل :ال أمان لمن ال أمانة عنده .
- 5حرف جواب الستفهام مثبت ،مثل :أحضر أبوك ؟ -ال ،لم يحضر .
&استعماالت (الالم)
- 1الم القسم إذا دخلت على قد أو إنْ أو المضارع المؤكد.
مثل :لقد ذاكرت
ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنَن.
- 2الم االبتداء إذا دخلت على المبتدأ أو وقعت بعد إنْ .
مثل :ألنت صديقي
إن اهلل لذو فضل على الناس.
- 3الم التعليل إذا دخلت على المضارع المنصوب ولم تسبق يكون منفي .
3
مثل :اجتهد لتنجح.
- 4الم الجحود إذا دخلت على المضارع وسبقت يكون منفي ،
مثل :ما كنت ألكسل.
- 5الم األمر إذا جزمت المضارع،
مثل :ليلزمْ كل إنسان حده.
- 6واقعة في جواب لو أو لوال إذا وقعت بعدهما .
مثل :لوال اهلل لهلكنا
ولو كنت أعلم الغيب الستكثرت' من الخير.
- 7الم الجر، :
مثل :الحمد هلل
3
مثل قوله تعالى( :واذكروا إذ أنتم قليل)( ،إذ كنتم قليال).
أو (إذا) الدالة على المستقبل ،و تختص بالجملة الفعلية على األصح ،
مثل قوله تعالى( :إذا جاء نصر اهلل و الفتح).
أو (حيث) الدالة على المكان،
مثل( :جلست حيث جلس زيد) ،أو (حيث زيد جالس) ،وإضافتها إلى الفعلية أكثر.
- 7إذا كانت تابعة لجملة لها محل من اإلعراب مثل( :أحمد قام أبوه ،وقعد أخوه)،
-1الجملة االبتدائية :أي الواقعة في أول الكالم ،اسمية كانت ،أو فعلية
مثل قوله تعالى( :إنا أعطيناك الكوثر)
أقبل محب مستبشراً .
-3الجملة المعترضة
بين شيئين متالزمين:
مثل المعترضة بين المبتدأ و الخبر :مصر -حماها اهلل -جنة اهلل في األرض
.
أو الفعل وفاعله،
كقوله :وقد أدركتْني -و الحوادث جمة -أسنةُ قوم.
- 6الجملة الواقعة جواباً لشرط غير جازم أو جازم ،ولم تقترن بالفاء وال بإذا الفجائية:
مثل:
إذا جاء أبي أكرمتك
لو تخلقت بخلق المؤمن تسعد براحة النفس .
إن تجتهد في مذاكرتك تجد التفوق يناديك
3
-7الجملة التابعة لما ال موضع له من اإلعراب:
مثل ( :قام محمد ،وقعد عمرو)،
فجملة (قعد عمرو ) ال محل لها من اإلعراب معطوفة على جملة (قام محمد ) االبتدائية ،وهي ال محل لها من اإلعراب .
-8الجملة االستئنافية' :وهي التي يبتدأُ بها معنى جديد بعد كالم سابق قد يحمل معنى التعليل ،
مثل :
اشتر هذا الكتاب إنه نافع لك
سافرْ' ففي السفر فائدة .
هو اسم معرب ال يقبل التنوين وتكون عالمة جره الفتحة نيابة عن الكسرة.
س :ما هو االسم المنصرف ؟ وما هو االسم الممنوع من الصرف ؟
جـ :االسم المنصرف هو :الذي تظهر على آخره جميع حركات اإلعراب ،و التنوين
مثل :
– 1أصبح محمدٌ محبوباً .
– 2إن محمداً طالبٌ متميزٌ .
– 3سلمت على محمدٍ .
االسم الممنوع من الصرف هو :ماال يجوز أن يلحقه تنوين وال كسرة إذا لم يكن مضافًا .
مثل :
– 1الساكت عن الحق شيطانٌ أخرسُ .
– 2مَنْ تكلم فيما ال يعنيه كان إنساناً أحمق َ .
– 3العاقل من ال يتحدث بكالم ٍ أحمقَ .
س :فيمَ يتفق االسم المنصرف و االسم الممنوع من الصرف ؟ وفيمَ يختلفان ؟
جـ :يتفقان في :
– 1أن كالً منهما يرفع بالضمة .
- 2أن كالً منهما ينصب بالفتحة .
ويختلفان في :
– 1أن االسم المنصرف منون ،و االسم الممنوع من الصرف ال ينون .
– 2أن االسم المنصرف يجر بالكسرة ،و االسم الممنوع من الصرف يجر بالفتحة .
س :متى يُمْنَع االسم من الصرف ؟
جـ :يُمْنَع االسم من الصرف إذا كان [ :علماً أو صفة أو صيغة منتهى الجموع أو مختوماً بألف التأنيث المقصورة أو مختوماً
بألف التأنيث الممدودة ].
أوالً :العلم الممنوع من الصرف
3
– 1العلم األعجمي( اسم ليس عربياً ) الزائد على ثالثة أحرف
مثل ( :إبراهيم –إسماعيل – إسحاق – يعقوب – لندن -مايكل ).
أما إذا كان العلم األعجمي ثالثيًا ساكن الوسط يجب صرفه
مثل (:نوْح – هوْد -لوْط )
%ملحوظة هامة :
كل أسماء األنبياء ممنوعة من الصرف ؛ ألنها أعجمية ما عدا ستة أسماء هي ( محمد – صالح – شعيب – هود – نوح – لوط ) .
– 2العلم المنتهي بتاء التأنيث ،لمذكر كان العلم أو لمؤنث
مثل ( :معاوية – حمزة – طلحة – فاطمة –عائشة' – يسرية – جدة – مكة ).
– 3العلم المؤنث الزائد على ثالثة أحرف غير المنتهي بتاء التأنيث
مثل ( :سعاد -زينب -كوثر -مريم -أسماء ) .
مثل ( :سحـَر – أمـَل – ملـَك -قطَر) – 4العلم المؤنث الثالثي متحرك الوسط
مثل ( :هنْد – مصـْر -شمـْس -حُسْن ) . أما إذا كان العلم المؤنث ثالثيًا ساكن الوسط
فيجوز صرفه مثل ( :اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ)(البقرة :من اآلية)61
ويجوز منعه من الصرف مثل ( :ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) (يوسف :من اآلية)99
– 5العلم المركب تركيبًا مزجيًا .مثل ( :بورسعيد – بعلبك – حضرموت -نيو يورك ) .
- 6العلم المنتهي بألف ونون زائدتين .مثل ( :عثمان -عفان – مروان – عمران )
- 7العلم على وزن الفعل .مثل ( :أحمد – أشرف – يزيد – تغلب )
مثل ( :عُمَر – زُحَل -هُبَل ) – 8العلم على وزن { فُعَل}
ثانياً :الصفة الممنوعة من الصرف
- 1الصفة على وزن { فَعْالن} و مؤنثها على وزن ( فَعْلى ) .
مثل ( :عَطشان /عَطْشَى -غَضْبان /غَضبى – ظَمْآن /ظَمأى – فرحان /فَرحى ) .
- 2الصفة على وزن {أَفْعَل}
مثل ( :أسْوَد' -أبْيَض – ألْطَف – أحْمَر – أجْمَل – أجلّ ) .
– 3ما جاء على وزن {فُعَال أو مَفْعَل } من أسماء العدد من ( . ) 10 – 1
مثل ( :أُحَاد ومَوْحدَ -ثُنَاء ومثثَْى -ثُلَاث ومَثْلَث )
مثال :وقف الطالب ثالث ورباع .
-4الصفة على وزن {فُعل} وليس منها إال كلمة ( أُخَر) جمع (أخرى) .
3
مثل ( :فقراء – صحراء – حمراء – كرماء – سعداء ) .
-إن كانت الهمزة أصلية أو منقلبة عن أصل صرفت الكلمة ،مثل :أعداءٌ -داءٌ – بناءٌ .
3
التحق بالجامعة المصرية الوليدة ( )1التي حصل منها على درجة الدكتوراه األولى له في اآلداب سنة 1914عن أديبه
المفضّل أبي العالء المعري برسالة موضوعها " :تجديد ذكرى أبي العالء " .
ثم سافر إلى فرنسا للحصول على درجة الدكتوراه وعاد منها سنة 1919بعد أن فرغ من رسالته عن ابن خلدون ,فعمل
أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني إلى سنة ، 1925حيث تم تعيينه أستاذًا في قسم اللغة العربية مع تحول الجامعة
األهلية إلى جامعة حكومية .وما لبث أن أصدر كتابه (في الشعر الجاهلي) الذي أحدث عواصف من ردود الفعل المعارضة
آلرائه التي اعتبرها البعض آراء فاسدة مدفوعة بأغراض غربية .
ترقى في مناصبه سريعاً حتى أصبح عميدًا لكلية اآلداب سنة 1930م ،ولكنه حين رفض الموافقة على منح الدكتوراه
الفخرية لكبار السياسيين سنة 1932م تعرّض إلى الطرد من الجامعة التي لم يعد إليها إال بعد سقوط حكومة صدقي
باشا
كان انحيازه دائماً للمعذَّبين في األرض (الفقراء)فعندما عُيّن وزيرًا للمعارف في الوزارة الوفدية سنة 1950م ,
وجد الفرصة سانحة لتطبيق شعاره األثير (التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن) ،و استصدر قرارا بمجانية التعليم
العام حتى مستوى' الثانوي وكان لهذا القرار نتائج سياسية واجتماعية وثقافية ال تقل عن ثورة اجتماعية
وفكرية' كاملة.
ثم أصبح بعد ذلك عام 1963م رئيسًا للمجمع اللغوي (الرئيس الثالث) ،ونال تقدير الدولة فأهديت إليه في عهد
الثورة قالدة النيل وهي أرفع األوسمة المصرية و ال تمنح تلك القالدة إالّ لرؤساء الدول و الملوك .
و مؤلفاته التي أثرى بها المكتبة العربية تصل إلى نحو مائة كتاب بين مؤلف ومترجم منها ( :حديث األربعاء -مرآة
اإلسالم -الوعد الحق -مع المتنبي -الشيخان -على هامش السيرة -دعاء الكروان -حافظ وشوقي) وغيرها.
توفي في 26أكتوبر سنة .1973
يوم مجهول
ال يذكر الطفل لهذا اليوم اسما وال يستطيع أن يعرف له وقتا محددا ,وإنما يقرب هذه الذكرى تقريبا ,ويرجح أن ذلك
الوقت يقع في الفجر أو العشاء ,ذلك ألن وجهه في ذلك اليوم المجهول تلقى شيء من الهواء الخفيف البارد الذي لم تمسه
حرارة الشمس ,كما أنه يذكر أنه تلقى نورا هادئا خفيفا تغطي الظلمة جوانبه ,وما يؤكد أن هذا الوقت كان في الفجر
أو العشاء أن الصبي لم يشعر بحركة قوية ,وإنما كان يشعر بحركة ضعيفة مقبلة على النوم أو مستيقظة منه .
السياج واألرنب من ذكريات الطفولة
3
لم يبقى لهذا الصبي من ذكريات هذا اليوم المجهول سوى ذكرى السياج الطويل من القصب والذي كان يحيط بالبيت وليس
بينه وبين الباب إال خطوات قصار ,فهو -السياج -أطول من قامة الصبي قليال فال يستطيع أن يثب من فوقه ,وكان قصبه
متقارب لدرجة التالصق لدرجة تمنعه من االنسالل من بين قصبه ,وكان ممتدا عن شماله إلى حيث ال يعلم له نهاية ,وعن
يمينه إلى حيث قناة بعيدة ,كان لها في خياله تأثيرا عظيم .
وكذلك يذكر من ذلك اليوم األرانب التي كان يحسدها على قدرتها على الوثب خارج السياج ,أو االنسياب من بين
قصبه ,والخروج من البيت متى شاءت لتأكل ما وراءه من نباتات .ويذكر الصبي من هذه النباتات الكرنب خاصة .
أو قات التفكير وصوت الشاعر
وكذلك فإن الصبي كان يذكر من هذا اليوم أنه كان يحب الخروج من البيت بعد غروب الشمس ,وبخاصة بعد أن يتعشى
الناس ,فكان يعتمد على قصب السياج ,وتأخذه التأمالت واألفكار بعيدا عن أرض الواقع فال يرده إلى الواقع إال صوت
الشاعر الذي كان يجلس على شماله الصبي ,ويلتف حوله الناس يستمعون إلى إنشاده وحكاياته عن أبي زيد الهاللي
والزناتي خليفة ودياب .فتجد أن كل الناس سكوت فال تسمع لهم صوتا إال حين يستخفهم الطرب ,أو تستفزهم الشهوة ,
فيتمارون ويتخاصمون ,فيسكت الشاعر حتى يصمتوا بعد وقت طويل أو قصير ثم يكمل إنشاده بنغمة عذبة ال تكاد تتغير.
ذكريات أليمة
ويذكر الصبي أنه ما خرج يوما إلى السياج إال وشعر بحسرة الذعة ,وذلك أنه كان يعرف أنه بمجرد الخروج فإن أخته
ستقطع عليه نشوة استماعه إلى إنشاد الشاعر ,وذلك أنها ستدعوه للدخول فيأبى وبالتالي ستخرج إليه وتحمله بالقوة
وتجري' به إلى أمه ,حيث تضع رأسه على فخذي أمه فتفتح' له عينيه المظلمتين وتقطر فيهما ذلك السائل الذي يؤذي عينيه
وال يجدي في شيء ,وهو وإن كان يشعر بألم شديد إال أنه لم يكن يبكي ولم يكن يشكو ,وذلك أنه لم يرد أن يكون
كأخته الصغيرة التي دائما ما تبكي بكاء وتشكو .
ثم تنقله أخته إلى زاوية في حجرة صغيرة لكي ينام على حصير مبسوط في األرض فوقها لحافا وتلقى عليه لحافا آخر
وتتركه في حسراته ,حتى أنه من شدة الحسرة كان يمد سمعه كأنه يريد أن يخترق الحائط لعله يسمع بعضا من تلك
النغمات الحلوة التي يرددها الشاعر .
وال يصرفه عن تلك الحسرة إال النوم ,فما يشعر إال وقد استيقظ والناس نيام وإخوته بجانبه يغطون في النوم غطا
شديدا ,فيكشف اللحاف عن وجهه بين التردد والخوف ألنه كان يخاف أن ينام مكشوف الوجه.
أوهام وتصورات ومخاوف أثناء النوم
فقد كان الصبي الصغير واثقا بأنه لو كشف وجهه أو أخرج أحد أطرافه من تحت اللحاف لعبث بها أحد العفاريت التي تمأل
كل أرجاء البيت ,والتي ال تهبط تحت األرض إال بعد بزوغ الشمس فإذا جاء الليل وأوى' الناس إلى مضاجعهم وهدأت'
األصوات خرج العفاريت من تحت األرض ومألت الفضاء حركة وأضطرابا وتهامسا وصياحا .
االستيقاظ فجرا والضوضاء التي كان يصنعها
كان الصبي كثيرا ما يستيقظ فجرا فيسمع صياح الديكة والدجاج ويجتهد في أن يميز بين هذه األصوات ,فكان يرى أن
بعضها أصوات لديكة حقيقية والبعض اآلخر ما هو إال أصوات للعفاريت التي تقلد الديكة ,ولكنه لم يكن يخاف من أصوات
العفاريت ,وذلك أنها كانمت تأتيه من بعيد
ولكن خوفه األكبر إنما كان ينبع من تلك األصوات التي تصدر ضئيلة وضعيفة من زوايا الحجرة ,يمثل بعضها أزيز
المرجل ,يغلي على النار ,وأصوات حركة المتاع حينما ينقل من مكان آلخر ,وكذلك كان يخاف من صوت الحطب حينما
يقسم أو يتحطم .
بل إن الخوف وصل به إلى درجة توهم بعض األشياء التي لم يكن لها أساس' من الواقع ,فهو يتوهم هناك من يقف على
باب الحجرة يسده عليه سدا منيعا ,وهذا الشخص يقوم بحركات مختلفة وغريبة تشبه لحد كبير حركة المتصوفة في
حلقات الذكر .
3
هذه المخاوف واألشباح التي كان يشعر بها الصبي لم يجد له حصن منها سوى ذلك اللحاف الذي يلفه حول وجهه ,دون أن
يدع بينه وبين الهواء منفذ أو ثغرة ,فقد كان واثقا كل الثقة بأنه لو تر ثغرة ولو صغيرة فإن العفريت البد أن يدخل
منها العفريت يده إليه .
ولذلك كان يقضي ليله في هذه المخاوف واألوهام واألهوال إال حينما يغلبه النوم ,فينام قليال وسرعان ما يستيقظ ليكمل
رحلة المخاوف واألوهام ,وال تستقر من الخوف إال حينما يسمع أصوات النساء وهن يتغنين (اهلل ياليل اهلل )......فهنا
يعرف أن الفجر قد حضر وأن العفاريت قد هربت إلى تحت األرض وهنا يتحول هو إلى عفريت ,فيظل يتحدث غلى نفسه
بصوت عال ويتغنى بما يحفظ من أناشيد ويغمز إخوته حتى يوقظهم جميعا .ويظل يلعب معهم حتى تتعالى أصواتهم
وصيحاتهم ,وال يوقفهم عنها إال صوت الشيخ الذي استيقظ لصالة الفجر وقراءة ورده من القرآن وشرب القهوة ,فإذا ما
أغلق الباب وراء الشيخ بعد خروجه عادت الصيحات واللعب حتى يختلط بالطيور والماشية التي في البيت
اللغويــات
يرجِّح :يؤيد -تغشى :تغطي -حواشيه :جوانبه ،أطرافه م حاشية -يأنس :المراد يحس -السياج :السور ،ما
يحاط بالحديقة من حائط أو شوك ج أسياج ،أَسْوِجَة ،سُوج مادتها [س ي ج] -ينْسَلَّ من المكان :يخرج منه خُفْيَة
-ثناياه :داخله ،منعطفاته م ثنية -يعتمد :يستند -يستخفهم :يهزهم ،يثيرهم -يتمارون :يتجادلون -لغطهم :
ضجتهم ،جَلَبتهم ج أْلغاط -الثُمامة :عشب من الفصيلة النجيلية ج الثمام -تعـدو :تجري -تعمد :تقصد -يجدي :
ينفع ويفيد -بكَّاء شكَّاء :صيغة مبالغة بمعنى :كثير البكاء والشكوى -تَذَره :تتركه ،تدعه -الغطيط :صوت
النائم (الشخير) -تعمر أقطار البيت :تمأل نواحيه -أرجاءه :جوانبه م رجا -أوت :ذهبت ،اختفت -كهفها :أي مكان
غروبها -السُرُج :المصابيح م سِراج -يحفل :يهتم -يهابها :يخافها -المرجل :القدر وأزيزه صوته -ينقصم :
يتحطم وينكسر' -يدع :يترك -السَّحَر :آخرُ الليل قبيل الفجر ج أسحَار .بينما (السِّحْر) :كل أمر يخفي سببه
ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع .األوجال :المخاوف -بـزغ :ظهـر ،الح -استحال :تحوَّل -
العجيج :الصياح ورفع الصوت -دعاؤه :نداؤه ج أدعية -تخفت :تسكن وتضعف وتهـدأ -الوِرْد :جزء من القرآن أو
الذكر يتلوه المسلم ج أوراد -انسابت :جرت وجالـت وتحركت .
س&ج
س : 1ما اليوم الذي ال يتذكره طه بدقة ؟
جـ :أول يوم له خارج البيت انطبع في ذاكرته من ذكريات الطفولة و الحياة.
س :2متى كان يخرج الصبي (طه)من بيته ؟ وما األدلة التي ساقها ليرجح بها ظنه ؟
جـ :وقت خروج الصبي من بيته على أكبر ظنه فجراً أو عشاءً .
-األدلة التي ساقها على ذلك -:هواء ذلك اليوم كان بارداً -نوره كان هادئاً خفيفاً لطيفاً -لم يشعر الصبي من حوله
حركة يقظة قوية .
س : 3ما الذي كان يتذكَّره الصبي في طفولته ؟
- 1أسوار القصب العالية التي لم يكن يستطيع أن يتخطاها .
- 2األرانب التي كانت تخرج من الدار وتتخطى السياج بسهولة يحسدها عليها .
س : 4متى كان الصبي يفضل الخروج من الدار ؟
جـ :عندما تغرب الشمس ويتعشى الناس .
س : 5ما الذي كان يشد انتباه الصبي عند خروجه من الدار ويجعله مستمتعاً ؟
جـ :الذي كان يشد انتباه الصبي :صوت الشاعر الذي ينشد الناس في نغمة عذبة أخبار أبى زيد الهاللي وخليفة ودياب
س : 6ما الذي كان يخشاه الصبي عند خروجه ليالً لسماع الشاعر ؟
جـ :نداء أخته له للنوم ،ثم حمله ووضع القطرة في عينيه .
س : 7لماذا كان الصبي ال يشكو وال يبكى مع أنه يتألم ؟
3
جـ :ألنه كان يكره أن يكون كأخته الصغيرة بكّاء شكّاء (كثير البكاء والشكوى) .
س : 8لماذا كان الصبي يخاف أن ينام مكشوف الوجه ؟
جـ :خوفاً من أن يعبث به عفريت من العفاريت الكثيرة التي كانت تحيط بالبيت وتمأل أرجاءه ونواحيه .
س : 9ما المخاوف التي كانت تحيط بالطفل ليالً ؟
جـ :كانت هذه المخاوف خياالت العفاريت التي يتخيلها أشخاصاً أمامه قد تؤذيه ،أو أصوات الديكة التي كانت في الغالب
حقيقة أو بعضها التي كان يتخيلها عفاريت مشكلة بأشكال الديكة .
س : 10ما السبيل الذي اتخذه الصبي للخالص من مخاوفه التي تحيط به ليالً؟
جـ :السبيل أن يلتف في لحافه من الرأس إلى القدم دون أن يدع بينه وبين الهواء منفذاً أو ثغرة .
س : 11كيف كان الصبي يدرك بزوغ (ظهور) الفجر ؟
جـ :عندما يسمع أصوات النساء يغنين (اهلل يا ليل اهلل ، )....وهن عائدات إلى بيوتهن وقد مألن جرارهن بالمياه من
القناة (الترعة) .
س :12ما الذي يحدث عند استيقاظ الشيخ (والد الصبي) ؟
جـ :تنتهي الضوضاء و يختفي الضجيج والصياح والغناء وتهدأ الحركة ،حتى يتوضأ الشيخ ويصلي ويقرأ وِرْده ويشرب'
قهوته ويمضي إلى عمله .
حقيقة القناة
كان الصبي مطمأنا إلى أن الدنيا تنتهي عن يمينه بهذه القناة ,التي لم يكن بينه وبينها إال خطوات قليله.....ولم ال
تنتهي الدنيا بالنسبة لصبي أعمي عندها وهو ال يعرف عنها شيء ,فلم يكن يعرف أن عرض هذه القناة
ضئيل( صغير/ج/ضِئال ضُؤالء) بحيث يستطيع الشاب النشيط أن يقفز من إحدى حافتيها إلى الحافة األخرى ,كما لم يكن
يعرف أن حياة الناس والنبات والحيوان مستمرة فيما بعد القناة كما هي قبلها ,ولم يكن يعرف أن الرجل يستطيع أن
يعبرها دون أن يصل الماء إلى إبطيه (هو ما تحت ذراع اإلنسان عند ملتقى الكتف) ,وكذلك لم يمن يعرف أن الماء
ينقطع عن هذه القناة من وقت آخر فتصبح مجرد حفرة مستطيلة يستطيع الصبيان أن ينزلوا إليها فيبحثوا عن األسماك التي
ماتت بسبب انقطاع الماء عنها .
3
مخاطر على شاطئ القناة من كل ناحية
وهل كان يستطيع أن يبلو (يختبر) حقيقة القناة ؟ بالطبع ال فقد كانت القناة محفوفة (محاطة ) بالمخاطر عن يمينه
وشماله ,
فأما عن يمينه فقد كان هناك (العدويون) وهم قوم من الصعيد يعيشون في دار كبيرة يحرسها كلبان عظيمان ,ال ينقطع
نباحهما ,وقد كثر حديث الناس عن هذين الكلبين ,فال ينجو منهما أحد من المارة إال بعد عناء ومشقة .
وأما عن شماله فقد كان هناك قاتل يدعى (سعيد األعرابي) وامرأته (كوابس) ,وها مشهوران بشرهما ومكرهما
وحرصهما على سفك الدماء .وقد كانت امرأته تضع في إحدى فتحتي أنفها حلق كبير ,كانت دائما ما تتردد على بيت
صاحبنا فتقبله وتؤذيه بهذا الحق الكبير
لذلك لم يكن يستطيع أن يقترب من القناة ليعرف حقيقتها .ورغم ذلك فقد كان يجد في دنياه الضيقة كثير من ألوان
العبث والتسلية التي تمأل كل نهاره .
ذاكرة اإلنسان وأحداث الطفولة
ويتعجب الكاتب كل العجب من ذاكرة األطفال أو ذاكرة اإلنسان عموما ,وذلك أن اإلنسان كلما حاول أن يتذكر بعض أحداث
الطفولة فإنه يذكر بعضها واضحا جليا كأنه لم يمضي بينه وبين الحدث من الوقت شيء ,وبعض الذكريات األخرى تمحى
كأنها لم تكن .
فالصبي يذكر كل تلك األحداث من سياج وقناة وسعيد وامرأته كوابس ,ويذكر كذلك العدويين وكلبيهما ,ولكنه ال يذكر
أي شيء عن مصير كل ذلك ,كأنه نام ليلة وأصبح ال يجد شيء من هذه الذكريات ,ولكنه يجد أماكنها وقد أعيد تنظيمها
من جديد ,بيوت قائمة وشوارع منظمة تنحدر كلها من جسر القناة ممتدة امتدادا قصيرا من الشمال للجنوب ,ويذكر كثيرا
من األشخاص الذين سكنوا هذه األماكن من رجال ونساء وأطفال كانوا يعبثون في هذه الشوارع .
ومن ذكرياته أيضا أنه كان يستطيع أن يتقد يمينا وشمال إلى القناة دون أن يخشى سعيد وامرأته أو العدويين وكلبيهما ,
ويذكر كذلك أنه كان يقضي ساعات من نهاره على هذه القناة يستمتع بما يسمع من نغمات (حسن) الشاعر وهو يرفع الماء
بشادوفه ليروي األرض على الشاطئ األخر من القناة .
الصبي يعبر القناة
وكذلك يذكر أنه عبر القناة أكثر من مرة على كتف أحد إخوته ,دون أن يحتاج إلى خاتم سليمان ,وكان يذهب كثيرا
إلى ما وراء القناة ليأكل من شجر التوت المزروع هناك ,وكذلك فإنه يذكر أنه تقدم عن يمينه أكثر من مرة إلى حيث
حديقة (المعلم) فأكل من تفاحها اللذيذ ,وقطف له منها ريحان ونعناع .ولكنه عاجز كل العجز أن يتذكر كيف تحول
كل ذلك وأصبح على ما هو عليه اآلن .
اللغويـات
ضئيل :صغير ج ضِئال وضُؤَالء -الرخوة :اللينة × الصلبة -تعمره :تملؤه وتعيش فيه × تهجره -تُحْصَى :تُعَـد -
تزدرد :تبتلع ،تمص × تلفظ -المسحورون :الذين سحرهم الجن في أوهام الفالحين -طفوا :علوا وارتفعوا -يتنسمون :
يتشممون النسيم العليل -يسخِّر :يُذلل ،يُخضع -يتختَّم :يلبس الخاتم -األهوال :المخاوف المفزعة م هَول -يبلو :
يختبر ويجرب -محفوفاً :محاطاً ،مكتنف بـ -تروعه :تخيفه ،تفزعه -تختلف إلى الدار :تتردد عليها -استعراض :
استعادة -تنبسط' :تمتد وتتسع .
س&ج
س : 1كيف تخيّل الصبي صورة القناة (الترعة) في طفولته ؟
جـ :هي -في خياله الطفولي -عالم آخر تملؤه كائنات غريبة منها التماسيح التي تبتلع الناس ،والمسحورون الذين
سحرهم الجن ،واألسماك الضخمة التي تبتلع األطفال .
س : 2كيف أدرك الصبي حقيقة القناة فيما بعد ؟
3
جـ :وجد حقيقتها أنها صغيرة تستطيع أن تقفز من إحدى حافتيها إلى األخرى ،وأنها مجرد حفرة مستطيلة يلعب فيها
الصبيان ويبحثون في أرضها الرخوة عن صغار السمك الذي مات النقطاع الماء عنها .
س : 3لماذا كان الصبي يتمنى أن ينزل القناة ؟
جـ :لتزدرده (تبتلعه) سمكة ضخمة ،فيجد في بطنها خاتم سليمان الذي سيحقق له كل ما كان يتمناه -كما كان يتمنى
رؤية ما وراءها من األعاجيب .
س : 4ما المخاطر التي كان يخشاها الصبي من شاطئ القناة ؟
جـ :كانت المخاطر تحيط بالقناة فعن يمينها جماعة (العدويين) وكالبهم وشرورهم .وعن شمالها (سعيد األعرابي)
المعروف بشره ومكره ،وحرصه على سفك الدماء ،وامرأته (كوابس) .
س : 5وصف الصبي حياته بأنها كانت ضيقة قصيرة محدودة .علل .
جـ :ألن ذاكرة األطفال غريبة تتمثل بعض األحداث واضحة ،كأن لم يمضِ بينها وبينه من الوقت شيء .ثم يُمَحى منها
بعضها اآلخر كأن لم يكن بينها وبينه عهد .
-وجه الغرابة :أنه حين يستعرضها اإلنسان تمثل له بعض األحداث التي مرت به واضحة كأن لم يمض بينها وبينه وقت
طويل ،ثم يمحى منها البعض اآلخر كأن لم يكن بينها وبينه عهد .
3
س&ج
س : 1ما ترتيب الصبي بين أبناء أبيه عامة وإخوته خاصة ؟ أو كم كان عدد أفراد أسرته ؟
جـ :كان سابع ثالثة عشر من أبناء أبيه ،وخامس أحد عشر من أشقته (من األب و األم) ..ملحوظة :نستنتج' من ذلك أن
األخوة من األب فقط (من أم غير أمه) اثنان .
س : 2ما المكانة التي كان الصبي يحظى بها بين أفراد أسرته ؟كان الصبي يحظى بمكانة خاصة على الرغم من ضخامة عدد
أفراد األسرة .
س : 3ما الذي كان يجده الصبي من كل أمه وأبيه وإخوته وأخواته في تعاملهم معه ؟
جـ :كان يجد من أمه رحمة ورأفة ،وأحياناً منها اإلهمال والغلظة .
-كان يجد من أبيه لينًا ورفقًا ،ثم يجد اإلهمال أيضًا ،واالزْوِرار (االبتعاد) من وقت إلى وقت.
-كان يجد من إخوته وأخواته االحتياط في معاملته مما كان يسبب له ضيقاً .
س : 4لماذا كان احتياط إخوته وأخواته يؤذيه ؟
جـ :ألنه كان يجد فيه شيئًا من اإلشفاق مشوبًا بشيء من االزدراء (السخرية).
س :5لماذا كانت األم تحظر (تمنع) على الطفل أشياء تأذن فيها إلخوته ؟
جـ :كانت تفعل ذلك خوفاً عليه ؛ ألنه كان ال يقدر أن يقوم بما كانوا يقومون به وذلك لكف بصره .
3
(سورة الشعراء) ,فوقع عليه ذلك الطلب وقع الصاعقة التي أحرقته ,ولكنه فكر وتحفز ( تهيأ واستعد ) ثم استعاذ
باهلل من الشيطان الرجيم ,وسمى اهلل الرحمن الرحيم ,وقرأ (طسم) ثم بدأ يكررها ويكررها وال يتذكر ما بعدها ,
كل ما يتذكره أنها إحدى ثالث سور في القرآن تبدأ ب(طسم) ففتح عليه أبوه بما بعدها ولكنه لم يستطع أن يكمل السورة
.
فقال له أبوه إذا فاقرأ (سورة النمل) فتذكر أن أول (سورة النمل) كأول (سورة الشعراء) (طس) ولكنه أيضا لم يستطع
أن يتقدم خطوة واحدة لألمام ,وأخذ يردد هذا اللفظ ,ففتح عليه أبوه بما بعده فلم يستطع أن يكمل ,فقال له أقرأ
سورة القصص ,فتذكر أنها السورة الثالثة التي تبدأ ب(طسم) وأخذ يردد دون أن يقدر على إتمام ما بعدها .
ولم يفتح عليه أبوه هذه المرة بما بعدها ,فقد اكتفى بأن يقول له في هدوء " قم فقد كنت أحسب أنك حفظت القرآن "
فقام خجال يتصبب عرقا ,وراح الرجالن يلتمسان له األعذار بأنه مازال صغير ويشعر بالخجل .ولكن الصبي مضى ال يدري
من يلوم ,هل يلوم نفسه على نسيانه القرآن ؟ أم يلوم سيدنا الذي أهمله فلم يراجع معه ما حفظ ؟ أم يلوم أباه ألنه
امتحنه ؟
اللغويــات
يترضَّاه :يطلب رضاءه -شاحباً :متغير اللون ،باهتاً -زَرِي الهيئة :أي حقيرها -وقار :رزانة وحِلْم -كبراً :
تكبراً وافتخاراً × تواضعاً -خليقاً :جديراً ،مستحقاً ،أهالً له ج خُلُق ،خُلَقَاء -المشئوم :أي الشر -الخِزي :
العار ،الذل -الضعة :الهوان ،الدَنَاءة ،االنحطاط × العزة -تحفَّز :تهيأ واستعد -يلوم :يُؤاخِذ ويحاسب .
س&ج
س : 1أصبح الصبي شيخاً رغم صغر سنه .كيف ذلك ؟
جـ :ألنه حفظ القرآن الكريم ومَن حفظه فهو شيخ مهما يكن سنه .
س : 2ما أثر رضا سيدنا [محفظ القرآن] على الصبي ؟
جـ :كان إذا رضى عليه يناديه (يا شيخ طه) ،فيما عدا ذلك فقد كان يدعوه باسْمه ،وربما دعاه (بالواد).
س : 3ما الذي كان ينتظره الصبي من كلمة (شيخ) ؟
جـ :في أول األمر كان يعجب بلفظ (شيخ) إال أنه كان ينتظر شيئاً آخر من مظاهر المكافأة والتشجيع أن يكون شيخاً
حقًّاً فيتخذ العِمة والجُبَّة والقفطان زياً رسميّاً له .
س : 4لِمَ ذكر الصبي أنه لم يكن خليقاً (جديراً ،مستحقاً) بلقب الشيخ ؟
جـ :ألنه كان يذهب مهمل الهيئة إلى الكُتَّاب ،على رأسه طاقيته التي تنظف يوماً في األسبوع .
س : 5ما اليوم المشئوم في حياة الصبي بعد حفظه للقرآن الكريم ؟
جـ :يوم نسيانه ما حفظ من القرآن وعندما سُئِل عن سورة الشعراء أو النمل أو القصص فلم يقرأ أمام أبيه والضيفين إال
االستعاذة والبسملة و"طسم" ( .أول سورتي الشعراء -القصص) أو "طس" (أول النمل) .
س : 6صف حال الصبي بعد فشله في امتحان أبيه له .
جـ :قام خجالً يتصبب عرقاً ،ال يدرى أيلوم نفسه ألنه نسى القرآن ؟ أم يلوم سيدنا ألنه أهمله ؟ أم يلوم أباه ألنه
امتحنه ؟
3
وكنتُ قلقا عليك مخافة أن تزل(تخطأ) أو تنحرف وكنتُ أحصنك بالحي القيوم الذي ال تأخذه سنة وال نوم ,ح''تى انتهي
االمتحان ,وأنا أعفيك' اليوم من القراءة .
عهد بين سيدنا والصبي
ثم طلب سيدنا الصبي أن يأخذ عليه عهدا يحافظ عليه وأن يكون وفيا معه ,فال ينقض هذا العهد أبدا ,فق''ال الص''بي ل''ك
عليَّ أن أكون وفيا وال أنقض هذا العهد .فأخذ سيدنا بيد الصبي ,وهنا أحس الصبي بشيء غريب لم يحس مثله قط ,فقد
كان عريضا يترجرج (يهتز) مليء بالشعر وتغور (تدخل بسهوله ) فيه األصابع ,وما كان ذل''ك إال أن س''يدنا وض''ع ي''د
الصبي على لحيته وقال له هذه لحيتي أسلمك إياها وأريدك أال تهينها ,فقل معي "واهلل العظيم " ثالث''ا ,وح''ق الق''رآن
المجيد ال أهينها ,فأقسم الصبي كما أراد سيدنا .
فما فرغ من القسم حتى سأله سيدنا كم جزأ في القرآن ؟ فقال الصبي :ثالثون جزأ ,فق''ال س''يدنا وكم يوم'ا نش'تغل في
الكتاب ؟ قال الصبي خمسة أيام ,فقال سيدنا فإذا أردت أن تختم القرآن كل أسبوع فكم جزأ تقرأ ك''ل ي''وم ؟ فك''ر الص''بي
قليال ثم قال الصبي ستة أجزاء.
قال سيدنا إذا فتقسم لتتلون على العريف ستة أجزاء من القرآن كل يوم من أيام األسبوع ,على أن تكون هذه التالوة أول
ما تأتي من إلى الكتاب و فإذا انتهيت منها فال جناح علي''ك (ال ذنب وال إثم) تلعب وتله''و كم''ا تش''اء ,على أال تص''رف
(تشغل ) بقية الصبيان عن أعمالهم ,فتعهد
عهد آخر على العريف
ثم دعا سيدنا العريف و وأخذ عليه العهد ليسمعن من الصبي كل يوم ستة أجزاء من القرآن ,وأودعه شرفه وكرامة لحيت''ه
ومكانة (منزلة) الكتاب ,فقبل العريف الوديعة .وانتهى هذا المنظر وصبيان الكتاب ينظرون ويتعجبون مما يحدث أمامهم
اللغويــات
بيَّضت وجهي :أي أسعدتني -شرَّفت لحيتي :أي أكرمتني ورددت لي احترامي ووقاري -تزل :تغلط ،تسقط -استحياء
:خجل -يترجرج :يهتز -تغور فيه :تدخل في سهولة -العرِّيف :مساعد شيخ الكُتَّاب ج عُرَفاء -جُناح :إثم ،
ذنب .
س&ج
س : 1لماذا أقبل سيدنا محفِّظ القرآن من الغد إلى الكتاب مسروراً مبتهجاً ؟
جـ :ألن الصبي قد رفع رأسه أمام أبيه وهو يمتحنه في الحفظ .
س : 2ما الذي كان يقصده سيدنا بقوله للصبي ( :ولقد كنت تتلو القرآن باألمس كسالسل الذهب) ؟
جـ :يقصد بأنه أجاد الحفظ والتالوة (ورتل القرآن ترتيالً) .
س : 3ما العهد الذي أخذه سيدنا على (الصبي) و (العريف) ؟
جـ :العهد الذي أخذه سيدنا على (الصبي) :هو أن يتلو كل يوم ستة أجزاء من القرآن الكريم على العريف ،في كل يوم
من أيام العمل الخمسة ،ولتكوننَّ هذه التالوة أول ما يأتي به حين يصل إلى الكتاب .
-العهد الذي أخذه سيدنا على (العريف) :أن يُسَمِّع للصبي في كل يوم ستة أجزاء من القرآن الكريم .
س : 4ممَ كان صبيان الكتاب يعجبون ؟
جـ :كان الصبيان يعجبون من منظر الشيخ وهو يأخذ العهد على الصبي والعريف حيث وضع لحيته بين يدي الصبي وطلب
منه أن يقسم على أن يتلو على العريف كل يوم ستة أجزاء من األيام الخمسة التي يعمل فيها الكُتَّاب .
3
انقطع الصبي عن الكتاب فلم يعد يذهب إليه كما انقطع سيدنا عن البيت فلم يعد يأتي كما كان يفعل ,فالتمس (طلب) أب''و
الصبي فقيها جديدا ليحفظه القرآن ,فكان الصبي يتلو القرآن مع الفقيه الجديد ساعة أو ساعتين ثم يظل الصبي حرا يلعب
ويلهو بقية اليوم كما يشاء .حتى إذا جاء العصر حضر أصدقاء الصبي ورفاقه بعدما انصرفوا من الكتاب ,فيقصون عليه م''ا
كان يحدث من سيدنا ومن عريف الكتاب ,وهو يلهو (يعلب) بذلك الحديث ,ويظل يعبث بهم وبالكتاب وبسيدنا وبالعريف
الصبي يظهر ما كان يكتم من عيوب سيدنا والعريف
وظن الصبي أن األمر قد انبت (انتهي وانقطع) بينه وبين سيدنا وأنه لن يعود إلى الكتاب مرة أخ''رى ,ف''أطلق لس''انه في
الرجلين بطريقة شنيعة (فظيعة) وأخذ يظهر العيوب التي كان يكتمها عن العريف وسيدنا .
ولعل الذي دفعه إلى ذلك أنه ظن أن بينه ويبن السفر إلى القاهرة شهرا أو بعض شهر(أقل من شهر) ألن أخ''اه س''يعود من
القاهرة بعد أيام ليقضي أجازته وسيأخذه معه إلى األزهر الشريف
سعادة لم تتم
كانت السعادة تمأل قلبه ,فقد رأى في نفسه تفوقا على رفاقه وأترابه (أقرانه) ,فهو ال يذهب إلى الكتاب كم''ا ي''ذهبون
هم ,كما أنه يسعى إليه الفقيه في البيت سعيا ,وأكثر من ذلك أن''ه سيس''افر إلى الق''اهرة حيث يتعلم في األزه''ر ويك''ون
قريبا من أولياء اهلل الصالحين من أمثال (سيدنا الحسين والسيدة زينب وغيرهما الكثير) فقد كان ينظر إلى القاهرة على
أنها تمثل األزهر وأولياء اهلل الصالحين .
ولكن لم تدم السعادة كما كان يتوقع الصبي ,فسيدنا لم يطق صبرا على هذه المقاطعة ولم يحتمل انتصار الفقي''ه الجدي''د
عليه (السيد عبد الجواد) لذلك سعى إلى أبي الصبي بكل السبل ويتوسل بفالن وعالن حتى النت قناة الش''يخ (رض''ي وال''د
الصبي عن سيدنا)
الصبي يعود للكتاب للمرة الثالثة ليستعيد حفظ القرآن
وأمر الشيخ (والد الصبي) ابنه بأن يعود إلى الكتاب مرة أخرى ,ولكنه عاد إليه كارها مجبرا ,ألنه يعلم ما س''يجده عن''د
سيدنا والعريف من تعنيف ,فقد كان الصبيان ينقلون للعريف وسيدنا' كل ما يقوله الصبي عنهما ,فقد كانت أوقات الغداء
طوال هذا األسبوع شديدة صعبة على الصبي ,فقد كان العريف يعيد عليه ما كان يطلق به لسانه من ألف''اظ ,وك''ان س''يدنا
يلومه بشدة على أقواله الشنيعة فيهما .
دروس تعلمها الصبي من عودته للكتاب
تعلم الصبي كثيرا من الدروس في هذا األسبوع فقد تعلم االحتياط في األلفاظ ,وتعلم أنه من الخطل (قلة العق''ل وفس''اده)
والحمق(التهور) أن يطمئن اإلنسان لوعود الرجال ,فالشيخ قد أقسم بأغلظ األيمان أال يعود الصبي للكتاب أبدا ,وه''ا ه''و
قد عاد ,وكذلك سيدنا فقد كان يرسل الطالق واأليمان (القسم) وهو يعلم أنه كاذب ,فلم يعد هناك فرق بينهم''ا – الش''يخ
وسيدنا –
وكذلك الصبيان الذين يشتمون العريف وسيدنا حتى يسب ويشتم معهم ثم ينقلون حديثه لسيدنا والعريف ليتقربوا منهما,
وها هي أمه تضحك منه عندما اشتكى لها سيدنا ما قاله الصبي ,وأخوته يشمتون به ويعيدون عليه مقالة س''يدنا ليغيظ''وه
ويثيرون (يحركون) سخطه (غضبه)
ولكنه كان يتحمل كل ذلك ,في صبر وجلد (تحمل) ,فقد كان يعلم أنه سرعان ما يغادر تلك القرية إلى القاهرة وينس''ى
كل ذلك
اللغويــات
يختلف إلى :يتردد على -رفاقه :زمالؤه م رفيق -منصرفهم :وقت انصرافهم -انبتّ :انقطع وانتهى -شنيعاً :شديد
القبح -مجاور :أي يعيش بجوار األزهر -أترابه :أمثاله في السن وزمالؤه م تَرِب -القطيعة :الهجر × الوصل -
3
يتوسّل :يتقرّب -النت قناة الشيخ :المراد أنه رضى والده عن سيدنا بعد غضبه عليه -االحتياط :االحتراز ،
التحفّظ -الخطل :قلة العقل وفساده -الحمق :التهور وسوء التصرّف -يحنث :يكذب وال ينفّذ قسمه × يصدق -
األيمان :م يمين وهو الحلف -يغرون :يحرّضون -ظفروا منه :حصلوا منه -ابتغوا :طلبوا -يثيرون :يحركون .
س&ج
س : 1ما سبب انقطاع الصبي عن الكُتَّاب ؟ وما نتيجة ذلك ؟
جـ :ألن فقيهاً آخر يدعى الشيخ عبد الجواد كان يأتي إلى الصبي كل يوم في بيته ليقرأ عليه الصبي القرآن وليقرأ هو
نتيجة ذلك :أصبح الصبي حرًّا يعبث ويلعب في البيت متى انصرف عنه الفقيه الجديد. السورة يومياً .
س : 2ما الذي تخيَّله الصبي بعدما تغير الشيخ المحفِّظ له ؟
جـ :خُيِّل إليه أن األمر قد انقطع بينه وبين الكُتَّاب ومن فيه وأنه أصبح في حًِلّ'ًّ من عهده مع سيدنا والعريف .
س : 3صف سلوك الصبي مع رفاقه بعد انقطاعه عن الكتاب .
جـ :كان يلهو ويعبث بالكُتَّاب وبسيدنا وبالعريف إذ إنه كان يظهر من عيوبهما وسيئاتهما ما كان يخفيه قبل ذلك وكان
يطلق لسانه فيهما.
س : 4ما سبب التغيُّر عند الصبي في سلوكه ؟
جـ :ألنه علم بأنه سوف يسافر إلى القاهرة بعد شهر واحد مع أخيه األزهري حيث يلتحق باألزهر ويذهب إلى زيارة
األولياء
س : 5ما الذي تمثله القاهرة بالنسبة للصبي ؟
جـ :كانت القاهرة عنده مستقر األزهر ومشاهد' األولياء والصالحين .
س( : 6السعادة ال تدوم) . .وضح ذلك من خالل أحداث هذا الفصل .
جـ :بعدما اطمأن الصبي بأنه لن يعود إلى الكُتَّاب وسيدنا والعرِّيف وأنه سيسافر' إلى القاهرة حيث االلتحاق باألزهر
فوجئ بأنه والده قد أعاده إلى الكتاب فالقى فيه ما لم يكن يتوقعه من سيدنا وذلك بأن الرفاق قد نقلوا إليه كل ما كان
يحدث منه ويقوله عن سيدنا والعريف .
س : 7ما الذي فعله سيدنا مع الصبي بعد عودته إلى الكتاب ؟
جـ :لقد عاد الصبي إلى الكتاب كارهاً مقدراً ما سيلقاه من سيدنا وهو يقرئه القرآن للمرة الثالثة ،فكان سيدنا يحرمه
من الراحة في أوقات الغداء طوال األسبوع
س : 8ما الذي تعلمه خالل هذا األسبوع من عودته إلى الكتاب ؟
جـ :لقد تعلم الصبي االحتياط في اللفظ وتعلم أيضاً أن من الفساد والسفه االطمئنان إلى وعيد الرجال وما يأخذون
أنفسهم به من عهد.
س : 9وضح المقصود من قول الكاتب ( .إن من الخطل والحمق االطمئنان إلى وعيد الرجال وما يأخذون به أنفسهم من
عهد) .
جـ :المقصود من هذا الكالم :
- 1أن الشيخ قد أقسم أال يعود الصبي إلى الكتاب وها هو قد عاد .
- 2أن سيدنا يرسل الطالق واإليمان إرساالً وهو يعلم أنه كاذب .
- 3الصبيان يتحدثون فيشتمون له الفقيه والعريف ويغرونه بشتمهما ثم يتقربون بنقل الكالم لسيدنا والعريف .
- 4أمه تضحك منه وتحرض سيدنا عليه .
س : 10لم كان الصبي يحتمل هذا كله في صبر وجلد ؟
جـ :ألنه يدرك ويعلم أنه ليس بينه وبين فراق هذه البيئة كلها إال شهر أو بعض شهر .
3
سنة أخرى في القرية :
وها هو الشهر قد مضى وعاد أخوه األزهري ,ولكنه لم يأخذه معه كما كان يمني الصبي نفسه ,فقد كان صغيرا ومن
الصعب إرساله إلى القاهرة ,فلم يرغب أخوه في أن يحتمله ,فأشار عليهم بأن يبقى سنة أخرى في القرية ,يستعد فيها
لألزهر وللدراسة فيه ,وبقي الصبي دون أن يحفل (يهتم) أحد برضاه أو غضبه .
االستعداد لألزهر بحفظ األلفية ..
ورغم ذلك فقد تغير نمط حياته بعض الشيء فقد أشار عليه أخوه بأن يقضي السنة في االستعداد للدراسة باألزهر فأعطاه
كتابين ليحفظ األول ويقرأ ما يشاء من الثاني فكان األول هو األلفية (ألفية بن مالك في النحو) وهو ما ال بد عليه من
حفظه ,أما الثاني فكان (مجموع المتون) وطلب منه قراءته واستظهار (حفظ) ما استطاع منه .
وقد حفظ الصبي األلفية ,كما حفظ أشياء غريبة من الكتاب األخر لم يفهم منها شيء ,ومما حفظه من ذلك الكتاب
(الجوهرة – والخريدة – السراجية – الرحبية – والمية األفعال) هذا ما حفظه الصبي من الكتاب الثاني(مجموع المتون)
دون أن يفهم من هذه األشياء شيء وال حتى أسمائها .
فما الذي دفعه لحفظها ؟ ,لقد كان بقدر أن ذلك هو العلم ,الذي يجب أن يستعد به لألزهر ,كما أن أخاه حفظها
وفهمها ,فأصبح عالما له مكانة عالية بين جميع الناس ,الكل ينتظره ويتحدث بمقدمه إلى القرية ليقضي أجازته .
ولما جاء إلى القرية أقبل عليه الناس فرحين مبتهجين (مسرورين) ,وها هو الشيخ يشرب كالمه شربا ويقبله دون
مناقشة ,بل يعيده على الناس مفتخرا ومتباهيا' ,حتى أهل القرية كانوا يتوسلون إليه ليقرأ لهم درسا في التوحيد أو
الفقه ,وكذلك الشيخ كان يتوسل غليه بكل ما استطاع وما لم يستطع لكي يلقي عليهم خطبة الجمعة .
األخ األزهري واحتفال مولد النبي
كان ذلك اليوم يوم مشهود ,فقد لقي األزهري من الحفاوة والتكريم من أهل القرية ما لم ينله أي من شبان القرية ,فقد
كان الناس يتحدثون عن ذلك اليوم قبل مقدمه(مولد النبي) بأيام ,فقد اشترى أهل القرية للفتى األزهري قفطانا جديدا
ووجبة جديدة ,وطربوشا جديدا ومركوبا جديدا ,ولما أقبل ذلك اليوم وانتصف النهار اتجهت األسرة إلى طعامهم فلم
يأكلوا إال قليال .
ولبس الفتى األزهري ثيابه الجديدة ,وعمامة خضراء وألقى على كتفه شاال من الكشمير ,وظلت أمه تدعوا له وتتلوا
التعاويذ التي تحفظه ,وظل األب يدخ ويخرج فرحا بابنه وما يلقاه من أهل القرية .
وما أن خرج الفتى حتى حلمه جماعة من الناس ووضعوه على فرس كان ينتظره خارج البيت ,وطافوا به في القرية ,
وحوله الناس من كل مكان أمامه وخلفه وعن يمينه وشماله ,والبنادق طلق أعيرة النار في الهواء ,والناس تتغنى بمدح
النبي .
كل ذلك ألن أهل القرية اتخذوا من هذا التي األزهري خليفة ,وطافوا به في المدينة والقرى المجاورة ,وإنما حصل على
هذه المكانة ألنه أزهري قرأ العلم وحفظ األلفية والخريدة والجوهرة .
اللغويــات
اليسير :السهل × العسير -يحفل :يهتم -يستظهر :يحفظ ،يتلو -بد :مفر ،مهرب ج أبداد ،بِدَدَة -المتون :
أصول الكتب م المتن -تيه :زهو ،تباهٍ -يتوسلون :يرجون ،يتقرَّبون -يشرب كالمه شرباً :المراد اإلعجاب بكالمه
وسهولة ترديده -حفاوة :تكريم ،ترحيب -تَجِلَّة :تعظيم واحترام -إكبار :إجالل -التعاويذ :ما يتحصن به
اإلنسان م تعويذ ،تعويذة -السَرج :ما يوضع على ظهر الدابة للركوب (البردعة) ج سروج -يكتنفونه :يحيطون به
من كل جانب -يتأرَّج :يفوح ،يتعطر .
س&ج
س : 1هل تحقق حلم الصبي في أن يذهب مع أخيه للقاهرة ؟ ولماذا ؟
جـ :ال ،لم يتحقق حلمه وذلك ألنه كان صغيراً ولم يكن من اليسير إرساله إلى القاهرة ولم يكن أخوه يحب أن يحتمله .
س : 2بم أشار أخوه األزهري عليه أن يفعله خالل السنة التي تأجل فيها سفره لألزهر ؟
3
جـ :أن يبقى سنة يقضيها في االستعداد لألزهر وقد دفع (أعطى) إليه كتابين يحفظ أحدهما وهو ألفية ابن مالك ويتصفح
كتاب مجموع المتون .
س : 3طلب األخ األزهري من الصبي حفظ األلفية وحفظ بعض الفصول من كتاب (مجموع المتون) ؟ فما هذه الفصول ؟
جـ :الفصول هي (الجوهرة -الخريدة -الراجية -الرحبية -المية األفعال) .
س : 4ما صدى مسميات هذه الفصول على نفس الصبي ؟
جـ :كانت هذه المسميات تقع من نفسه مواقع زهو وإعجاب وذلك ألنه يقرر أنها تدل على العلم ،وهو يعلم أن أخاه قد
حفظها وفهمها فأصبح عالماً وظفر بهذه المكانة الممتازة في نفس أبويه وإخوته وأهل القرية جميعاً .
س : 5ما مظاهر فرحة أهل القرية بعودة األخ األزهر إليهم ؟
جـ :كانوا يتحدثون عن عودته قبلها بشهر ،حتى إذا جاء أقبلوا إليه فرحين مبتهجين متوسلين إليه أن يقرأ لهم درساً في
التوحيد أو الفقه وقد اشتروا له جبه جديدة وقفطاناً وطربوشاً ومركوباً وطافوا به البلدة في موكب عظيم .
س : 6ما مظاهر تعظيم األب البنه األزهري ؟
جـ :كان يتوسل إليه مُلِحاً مستعطفاً بإلقاء خطبة الجمعة على الناس باذالً ما استطاع وما لم يستطع من األماني .
س : 7لِمَ كان األزهري يلقى كل هذا اإلجالل والحفاوة من أسرته وأهل القرية جميعاً ؟
جـ :ألنه أزهري قد قرأ العلم وحفظ األلفية وكتاب (مجموع المتون) .
3
وكان حنفي المذهب ,ولم يكن في المدينة من أتباع أبي حنيفة كثيرون مما كان يغيظه ويدفعه إلعالء مذهب أبي حنيفة في
كل مجلس ,والحط من مذهب الشافعي ومالك ,فما كان من الناس إال أن يعفوا عليه ويضحكوا منه .
الثاني :إماما المسجد
كان شافعي المذهب وإمام السجد وصاحب الخطبة والصالة ,وكان معروفا بين الناس بالتقى والصالح والورع .ويعظمه
الناس إلى حد يشبه التقديس ,فيتبركون به ويلتمسون لديه شفاء مرضاهم ,وقضاء حوائجهم ,حتى أنه كاد يرى في
نفسه أنه ولى من أولياء اهلل الصالحين .
وقد ظل أهل المدينة يذكرونه بالخير والصالح حتى بعد موته و وكان كثير منهم يتحدثون بأنه حينما نزل قبره قال
بصوت سمعه المشيعون ( اللهم اجعله منزال مباركا ) ,وكان كثيرا منهم يتحدث عما رآه له في المنام من نعيم وجزاء عظيم
.
الثالث :الشيخ المالكي
عالم مالكي المذهب ,لم ينقطع للعلم ,فقد كان تاجرا ومزارعا ,وكان متواضعا يكتفي ببعض الدروس عن الدين وبخاصة
علم الحديث كلما سمح له وقته بذلك ,ولم يكن يحفل (يهتم) به إال فئة (جماعة) قليلة من أهل المدينة .
الرابع :الفتى األزهري (أخو الصبي )
كان قاضيا ممتازا ,وقد أسندت' الدولة له قضاء أحد األقاليم ,وكانت هناك منافسة شديدة بين الفتى األزهري والشيخ
(كاتب المحكمة) ,فقد كان الناس على عادتهم أن ينتخبوا خليفة لهم كل سنة ,فغاظه أن ينتخب الناس ذلك الفتى خليفة
دونه ,ولما تحدث الناس أن الفتى األزهري سيخطب الجمعة في المسجد لم يقل شيئا بل انتظر حتى جاء يوم الجمعة.
ولما أقبل الفتى ليصعد المنبر أسرع كاتب المحكمة إلى إمام المسجد وقال بصوت مسموع ,إن ذلك الشاب حديث السن وال
ينبغي أن يخطب الجمعة في مسجد فيه الشيوخ وأصحاب األسنان ( كبار السن) وهدد اإلمام بأنه لو سمح لذلك الشاب
بالخطبة فسوف ينصرف ,وأسرع ينادي في الناس أن من أراد أن تصح صالته وال تبطل فليتبعه .
اضطرب الناس بسبب تلك المقولة وأسرع إماما المسجد وصعد هو المنبر وألقى الخطبة وصلى بالناس حتى ال تحدث فتنة ,
وبذلك استطاع كاتب المحكمة أن يمنع الشاب األزهري من الخطبة تلك السنة .
وبذلك ضيع ذلك الكاتب على الشاب األزهري ,فرصة كان والده ينتظرها على أحر من الجمر ,كما ضاع على الفتى جهد
كبير بذله قبل ذلك بأيام في إعداد وحفظ الخطبة ,وقد كان ألقاها على والده أكثر من مرة ليطمأن أنه لن يخطئ .
وها هي أمه تخاف عليه من الحسد ,فما كاد يخرج لكي يلقى الخطبة ,إال وأسرعت ألقت جمرا في إناء ووضعت عليه من
أنواع البخور ثم ,قامت إلى كل غرفة تبخرها وتهمهم بكلمات ,لتحفظ ابنها من الحسد ,واستمرت كذلك حتى عاد و
فقامت تبخره تهمهم بهذه الكلمات
ودخل الشيخ وهو غاضب بشدة يلعن ذلك الرجل الذي أكل الحقد والحسد قلبه فمنع ابنه من إلقاء خطبة الجمعة .
العلماء غير الرسميين
لقد كان هناك كثيرا من العلماء المنبثين ( المنتشرين ) في المدينة وقراها (ج قرية) وريفها ,وكان لهم تأثير كبير
في دهماء الناس (عامة الناس× خاصة ) ,ومنهم الحاج الخياط الذي كان دكانه يشبه الكُتاب .
كان شحيحا (بخيال) ,ومتصال بشيخ من كبار أهل الطرق ,وكان يزدري (يحتقر) العلماء جميعا ,ألنهم يأخذون علمهم من
الكتب فقد كان يرى بأن العلم الصحيح هو ذلك الذي يأخذه اإلنسان عن الشيوخ ,ويُسمى بالعلم اللدني .
العلم اللدني :هو ذلك العلم الذي يلقيه اهلل في قلب اإلنسان عن طريق اإللهام ,دون الحاجة للكتب .
الصبي والعلماء
لقد استطاع الصبي أن يتردد على كل هؤالء العالء ويتعلم على أيديهم حتى جمع مقدارا ضخما من العلم ,يغلب عليه االختالف
االضطراب التناقض .وكان ذلك من أهم العوامل التي أثرت في تكوين الصبي العقلي ,حيث لم يخلُ عقله من التناقض
واالضطراب .
اللغويــات
3
يروح :يعود -يحفل :يهتم ،يبالي -فُطِروا :خُلِقوا -الدهش :الحيرة -جُلّة :عظماء م جليل -شِدْقه :جانب
الفم ج أَشْداق ،شُدوق -يحنقه :يغيظه -مّجد :عظّم × حقّر -غض :أنقص ،قلل ،عاب -المَوْجِدة :الغضب -
تهمهم :تتكلم كالماً خفياً ،تدعو اهلل -تياه :متكبِّر × متواضع -منبثين :منتشرين -دَهْماء :عامة الناس ج دُهْم
-تسلّطاً :تحكّما -الشح :البخل الشديد -يزدري :يحتقر × يحترم -العلم اللَّدُني :العلم الذي يصل صاحبه عن
طريق اإللهام اإللهي .
س&ج
س : 1وازن الكاتب بين نظرتي الريف والحضر للعلماء في عصره .وضح ذلك .
جـ :تختلف نظرتا الريف والحضر للعلماء في عصر الكاتب فبينما يحظى العلماء بالتقدير واإلجالل والمهابة واإلكبار نجد
العلماء في العواصم والمدن ال يكاد يشعر أحد غير تالميذهم .
س : 2الكاتب متأثر بنفسه الريف فيما يخص العلم والعلماء .وضح ذلك .
جـ :يبدو الصبي متأثراً بنفسية الريف حيث إنه يكبر العلماء كما يكبرهم الريفيون ،ويكاد يؤمن بأنهم خلقوا من طينة
نقية ممتازة غير الطينة التي خلق منها الناس جميعاً .
س : 3استطاع كاتب المحكمة (الحنفي المذهب) أن يحول بين الفتى األزهري وبين إلقاء خطبة الجمعة .وضح ذلك .
جـ :عندما علم هذا الكاتب بأن خطبة الجمعة ستكون من نصيب هذا الفتى األزهري إذا به ينهض حتى انتهى إلى اإلمام
فقال في صوت سمعه الناس إن هذا الشاب حديث السن وما ينبغي أن يصعد المنبر وال أن يخطب وال أن يصلى بالناس وفيهم
الشيوخ وكبار السن ولئن خليت بينه وبين المنبر والصالة ألنصرفن حتى إذا التفت الناس إليه من كان منكم حريصاً على أال
تبطل صالته فليتبعني فما كان من اإلمام إال أن نهض وألقى الخطبة وصلى بهم .
س : 4علمت األم أن ابنها سوف يلقى خطبة الجمعة فما مظاهر اهتمامها بذلك ؟
- 1كانت أمه مشفقة عليه من الحسد .
- 2نهضت إلى البخور وطافت به البيت حجرة حجرة وتهمهم بكلمات ال تُفْهَم
س : 5ماذا تعرف عن العالم الشافعي خطيب المسجد ؟
جـ :كان عالماً معروفاً بالتقى والورع يعظمه الناس ويتبركون به إلى حد يشبه التقديس إذ أنهم يلتمسون شفاء مرضاهم
وقضاء حاجاتهم عنده ويذكرونه بالخير .
س : 6كان في المدينة شيخ مالكي المذهب عرف بتواضعه وضح ذلك .
جـ :لقد كان هذا الشيخ عالماً ولم يتخذ العلم حرفة وإنما كان يعمل في األرض ويتجر ويذهب إلى المسجد فيؤدى الصالة
ويفقه الناس في دينهم متواضعاً غير متكبر عليهم .
س: 7صف موقف الحاج الخياط من العلماء مبينا ًموقف الناس منه.
جـ :كان الناس مجمعين على أنه شحيح بخيل .وكان هذا الحاج يحتقر العلماء جميعاً ؛ ألنهم يأخذون علمهم من الكتب ال
عن الشيوخ كما أنه كان يرى أن العلم الصحيح إنما هو العلم اللدني .
3
كان للصبي أخت صغيرة هي صغرى أبناء األسرة ,كانت في الرابعة من عمرها ,وكانت تتميز بخفة الروح ,فصاحة اللسان
, ,وطالقة الوجه (ظهر عليه عالمات الفرح) ,وكانت قوية الخيال ,فقد كانت تجلس أمام الحائط وتتحدث معه كما
تتحدث' أمها لمن يزورها بالبيت ,وكانت تسبغ على (تفيض وتضفي عليها) كل شيء صفة الحياة والشخصية ,فكانت تحول
كل لعبها إلى نساء ورجال تلعب معهم وتتحدث إليهم .
وقد كانت كل األسرة تشعر بلذة وفرح شديد أثناء سماعها لهذه األحاديث بين الفتاة والعرائس ,دون أن تشعر الفتاة أن
هناك من يراقبها ويسمع حديثها .
االستعداد للعيد
لم يكد تظهر بوادر (بشائر ومقدمات.م /بادرة) عيد األضحى حتى أخذت األم وأبنائها يستعدون فاألم :قامت
بتهيئة(تجهيز)الدار ,وإعداد الخبز والفطير .وأخوة الصبي أخذ (بدأ) كل منهم في االستعداد أيضا لهذا العيد ,
فيختلفون (يذهبون) إلى الخياط والحذاء(صانع األحذية) ويلهو الصغار بهذه التغيرات الطارئة على البيت بسبب قدوم
العيد .
أما الصبي فلم يحتاج لالختالف (التردد) إلى خيّاط أو حذاء ,وال حتى اللهو بهذه التغيرات الطارئة على الدار ,بل كان
يكتفي بأن يخلو إلى نفسه ويعيش في الخياالت التي كان يستمدها من القصص والكتب التي كان يقرأها ,ولذلك كان
يسرف (يزيد) في قراءتها .
إهمال األطفال في الريف
أقبلت بوادر العيد ,وأصبحت الفتاة ذات يوم تشعر بنوع من الفتور والهمود (الضعف والمرض ) ولم يلتفت إليها أحد ,
وهي عادة أهل الريف وبخاصة إذا كانت األسرة كثيرة العدد ,واألم تعمل بكثرة .
فهناك فلسفة آثمة (نظرة خاطئة) لنساء الريف تقوم على إهمال الصغار إذا اشتكوا ,فتعتمد نظرتهم على أن جميع
األطفال يشكون وما هي إال يوم وليلة ويفيق ويُبَلُّ (يُشفىَ) ,وإذا اهتمت به أمه فإنها تزدري الطبيب (تحتقره) أو
أنها تجهله (ال تعرفه) .وبالتالي تعتمد على آراء النساء وأشباه النساء ,وهي اآلراء التي أفقدت الصبي بصره قبل ذلك
وأفقدت' الطفلة حياتها فيما بعد.
فالطفلة ظلت مريضة ومحمومة (مصابة بالحمى)عدة أيام على فراشها في ناحية من نواحي الدار دون عناية حقيقية ,فما
تجد إال أمها أو أختها تدفع إليها شيئا من الطعام من حين آلخر .والحركة مستمرة في الدار التنظيف وتجهيز الفطير
والخبز واالستعداد للعيد .فالصبيان في لهوهم والشباب في ثيابهم الجديدة واألب يذهب ويروح ويجلس إلى أصحابه في
آخر النهار وأول الليل
شبح الموت يحلق على دار الصبي
ولما كان اليوم الرابع من مرض الفتاة توقف كل شيء ,وعرفت األم أن شبح الموت قد اقترب من البيت الذي لم يعرفه من
قبل فلم يدخل هذا الشبح ذلك البيت سابقا كما لم تعرف األم لذع (إحراقه وشدته)األلم الصحيح .كانت األم في عملها
وفجأة تسمع صياح ابنتها ,فتترك كل شيئا وتسرع إليها ,ويشتد صياح الفتاة ساعة بعد ساعة ,ويترك الجميع ما كانوا
يعملونه ,الصبيان يتركون لهوهم والشباب يتركون حديثهم ويترك األب أصدقائه ويسرع الجميع إليها ,ولكن ال جدوى
فما زال الصياح مستمر في شدة وألم ,األم تحاول أن تعطيها ألوان الدواء واألب (الشيخ) يذهب في ضعف شديد يصلي
ويدعو اهلل أن يزيل عن ابنته ,وما زال الصياح مستمر في شدة وألم .
الحزن يسيطر على األسرة
وجاء وقت العشاء ,فمدت األخت الكبرى المائدة وحضر الشيخ (األب) واألبناء ولكن لم تمد يد إلى الطعام فتفرق الجميع
ورُفعت المائدة كم وضعت ,فما زال الصياح مستمر ,واألم تحدق (تدقق النظر) في ابنتها حينا وترفع يدها إلى السماء
حينا آخر ,وقد كشفت رأسها ولم تكن من عادتها ,لكن أبواب السماء كانت قد أغلقت في ذلك اليوم ,فقد سبق القضاء
بما ال بد منه ,فاألم تتضرع' ,والشيخ يتلو القرآن ,والغريب أنه مع كل ذلك األلم والصياح لم يفكر أحد في األسرة
كلها في إحضار الطبيب .
الطفلة وسكرات الموت
3
وتقدم الليل فإذا بالفتاة تهدأ وأخذ صوتها يخفت (يضعف ويسكن) ,وسكن اضطرابها ,وتخيلت األم أن اهلل قد سمع
دعاءها وزوجها وقد انحلت األزمة ,ولكن هذا الحل كان حال نهائيا ,فقد رحم اهلل هذه الفتاة من األلم وكانت آياته في
ذلك هدوء االضطراب وخفوت الصوت ,وتخيلت األم أن ابنتها ستنام ,فهي في هدوء متصل ,ال صوت وال حركة وإنما هو
نفس خفيف يخرج بين شفتيها ثم يتوقف فجأة ,فقد فارقت الحياة .
مظاهر الحزن واأللم لوفاة الطفلة
والكاتب ال يعرف ما المرض الذي أصاب الفتاة ,وال يعرف كيف انتهت حياتها ,وقد ارتفع صوت آخر بالصياح والبكاء
إنها األم التي شعرت بجزع وهلع (حزن شديد) فقد أحست بالثكل (الموت والهالك وفقد الحبيب والولد) وانهمرت دموعها
حتى قطعت الدموع صوتها (حبسته ومنعته من االنطالق) وكانت تلطم خديها وتصك (تضرب) صدرها بيديها أما األب
فكان ال ينطق بكلمة واحدة ,وإنما تنهمر دموعه ,في حزن شديد وأسرع' ليتقبل العزاء من الجيران في صبر وجلد(تحمل)
أما األبناء اختلفوا فمنهم من قسا قلبه فنام ومنهم من رق قلبه فسهر الليل حزنا على أخته ثم كان يوم عيد األضحى ,
وقد أقبل األب ومعه بعض الرجال فأسرعوا وحملوا الفتاة إلى حيث مثواها األخير ,ويالها من ساعة حزن وبكاء حينما
عاد األب ظهرا بعدما وارى ابنته التراب!!!
المصائب تتوالى على األسرة
ومنذ ذلك اليوم اتصلت األواصر (الصالت) بين األحزان وبين هذه األسرة ,فبعد شهرا واحدا مات أبو الشيخ الهرم (الكبير
في السن) ,وما هي إال أشهر قليلة حتى فقدت األم أمها الفانية (التي بلغت أرذل العمر وعمرت طويال) ,فأصبح البيت ال
يعرف سوى الحداد الدائم المتصل ,وأصبح األلم والحزن يقفو (يتبع) بعضه بعضا منه الالذع (الشديد) ومنه الهادئ
اليوم الحزين
جاء يوم منكر حزين لم تعرف له األسرة مثيل والذي جعل حياتها كلها حزن متصل بال أفراح فقد قضى ذلك اليوم على األم
أن تلبس السواد طوال حياتها وأال تفرح إال بكت إثر(بعد) ضحكها ,وجعلها ال تعرف معنى الفرح ,وال تفارق الدموع
خديها ,وال تبتسم لعيد إال وهي كارهة راغمة (مكرهة,مجبرة) .
وباء الكوليرا ومرض أخيه الشاب
كان هذا اليوم هو يوم 21أغسطس سنة1902م ,فقد كان الصيف حزين منكر (غير محبب للنفس بسبب أحزانه) ,فقد
انتشر وباء (المرض الذي انتشر وتفشى) الكوليرا الذي فتك بأهل مصر (قتل على غرة) ,وقضى على أسر بكاملها ,
ودمر مدنا وقرى كاملة ,حتى أغلقت المدارس والكتاتيب وانبث (انتشر) األطباء ورسل مصلحة الصحة (وزارة الصحة) في
القرى والمدن ومعهم أدواتهم وخيامهم يحجزون فيها المصابين والمرضى
وكان من نتيجة ذلك أن الهلع (الفزع والخوف الشديد) قد أصاب الناس وهانت في أعينهم الدنيا ,حتى أن سيدنا أكثر من
كتابة الحجب والمخلفات (أدعية تكتب في الحجاب لمنع الشر) وبدأت' كل أسرة تتحدث عما أصاب األسر األخرى و وتنتظر
حظها من المصيبة ,
أما أم الصبي ,فقد أصابها الهلع المستمر ,تسأل نفسها ألف مرة في كل يوم بمن تنزل النازلة (المصيبة) من أبنائها
وبناتها ,حتى أتاها الجواب في أحب وأكثر أبنائها بر بوالديه
صفات الفتى أخي الصبي (المصاب بالكوليرا )
كان لألسرة فتى في الثامنة عشر من عمره حصل على البكالوريا (الثانوية العامة) وانتسب لمدرسة الطب ,فقد كان أنجب
أفراد األسرة وأذكاها وأرقها قلبا وأكثرهم برا بوالديه وأعطفهم على إخوته ,وكان سعيدا مبتهجا دائما .
وعندما انتشر الوباء اتصل بطبيب المدينة وكان يرافقه إلى حيث يذهب ,وكان يقول بأنه يتمرن على صنعته حتى جاء
يوم 20أغسطس 1902م.
ما الذي حدث في ذلك اليوم ؟
عاد الفتى على عادته مبتسما سعيدا والطف أمه وداعبها ,وقال بأن المدينة لم تصب اليوم إال بعشرين حالة فقط ,وأن
الوباء بدأ في االنحسار ,ولكنه شكا من بعض الغثيان (اضطراب في المعدة حتى تكاد تقيء) ثم خرج ألبيه فجلس معه
3
وحدثه كعادته ,وجاء أصدقائه فذهب معهم إلى حيث يذهبون كل ليلة عند شاطئ اإلبراهيمية ,ثم عاد إلى البيت وزعم
ألهله أن أكل الثوم يقي من هذا المرض فأكل الجميع إال أبيه وأمه فإنه فشل في إقناعهما بذلك .
ثم دخل الجميع للنوم ,فإذا بصيحة غريبة مألت إرجاء (نواحي ) البيت و فهب (استيقظ مسرعا) لها كل من في البيت ,
وأسرع' الجميع إلى دهليز(مدخل البيت ج /دهاليز) البيت متجهون إلى مصدر الصوت .
المرض واشتداده على الفتى
لقد أصيب الشاب بالمرض وقد كان يحاول جاهدا أن يكتم صوت القيء ,فقد قضى ساعة أو ساعين يخرج من الحجرة على
أطراف قدميه فيقيء ويعود دون أن يشعر به أحد فلما اشتد المرض لم يستطع أن يكتم صوته و فسمع الجميع هذه الحشرجة
(صوت يتردد في الحلق أثناء القيء) ففزعوا لها جميعا .
وهنا عرفت األم بمن تنزل النازلة ومن أبنائها سيصاب بهذا المرض اللعين ,ولم يستطع أن يفعل شيئا سوى أن يتمالك
نفسه في صبر وجلد ويدخل ابنه إلى حجرته وأمر بالفصل بينه وبين إخوته أسرع فأحضر جارين من جيرانه ثم أسرع إلى
الطبيب .
ماذا فعلت األم عندما علمت بمرض ابنها ؟
كانت أم الفتى مروعه (خائفة) مؤمنة جلدة ,تهتم بابنها ,حتى إذا توقف القيء أسرعت إلى الدهاليز فرفعت يديها
ووجهها إلى السماء وفنيت في الدعاء والصالة (اجتهدت واستغرقت في ذلك) ,فإذا سمعت حشرجة ابنها أسرعت إليه فوضعت
رأسه على صدرها وما زال لسانها يدعو اهلل أن يشفيه ويرحمه .
ولم تستطع أن تحول وتفصل' بين الفتى وإخوته ,فقد أسرع' الجميع إليه وأحاطوا به واجمين (اشتداد الحزن حتى منعهم
من الكالم) وهو يداعب أمه كلما انتهى القيء ,ويلعب مع صغار إخوته ,حتى أتي الطبيب فوصف ما وصف من دواء ثم
انصرف على أن يعود في الصباح فجلست األم في حجرة ابنها ,أما الشيخ بعدما انصرف الطبيب فقد جلس قريبا من الحجرة
ال يدعو وال يقرأ القرآن وال يتكلم مع أحد من الذين يتحدثون إليه .
احتضار االبن
أتى الصبح بعد ألى (جهد شديد) ,وأخذ الفتى يشكو ألما في ساقيه فيدلكها له أخواته ,وهو يشكو من شدة األلم ,
فمرة يتحمل ومرة يصيح من شدته وألمه .
وقد طلب الفتى بأن يُبرق(يرسل إليه برقيه ,تلغراف) إلى أخيه األزهري في القاهرة ليحضر وكذلك إلى عمه في أعلى
اإلقليم ,وكان يطلب الساعة من حين آلخر ,فقد كان يخشى أن يموت دون أن يراهما .
وبالفعل فالموت لم يمهله حتى يراهما فقد جاء الطبيب في الصباح ,وخرج وقد يئس من شفاء الصبي ,وقد أسر (تحدث
سرا) إلى الرجلين بأن الفتى يحتضر ,فأسرع' الرجالن حتى دخال على الفتى الحجرة وأمه عنده وكانت تلك أول مرة في
حياتها تظهر أمام الرجال
وكان الفتى في تلك اللحظات يتلوى من شدة األلم ويواسي أمه ويقول لها بأنه ليس أفضل من النبي الذي مات وأن الجميع
إلى زوال ثم يتجه إلى أبيه يريد أن يواسيه فال يجيب عليه الشيخ .
ثم ألقى نفسه على السرير وعجز عن الحركة ,وأخذ يئن (يحدث صوتا من شدة المرض)أنينا يخفت(يضعف) من وقت
آلخر ,حتى انتهى الصوت باضطراب قليل ورعشة قوية سارت في جسمه تبعها موت الفتى .
ثم أسرع' الرجالن فهيآه (جهّزاه للدفن) وعصّباه وألقيا على وجهه لثاما (رباط يشد على وجه الميت) ثم خرجا للشيخ .
وما هي إال ساعة حتى تم تجهيز الفتى للدفن ,وخرج به الرجال على أعناقهم لمثواه (مستقره) األخير ,وما كادوا
يخرجوا به حتى كان أول من لقي النعش ذلك العم الشيخ الذي كان الفتى يتمهل الموت حتى يراه .
أين كان الصبي ؟
لقد كان الصبي منزوٍ في أحد أركان الغرفة واجما كئيبا دهش يمزق الحزن قلبه ,حتى أنه ال ينسى أبدا تلك األنة التي
أرسلها الفتى نحيلة ضئيلة طويلة ثم سكت بعدها لألبد .
وظل في مكانه حتى أتى أحد الرجلين فجذبه بشدة ,وأخذه إلى مكان بين الناس فوضعه كما يوضع الشيء بال اهتمام .
أم الفتى
3
قامت أم الفتى ,وقد انتهى صبرها ووهى جلدها (ضعف تحملها وصبرها) ,فما كادت تقف حتى هوت (سقطت) فأسرع'
الرجالن وأسنداها ,وتمالكت نفسها حتى خرجت من الغرفة ,وبمجرد أن تجاوزتها حتى أطلقت شكاة (شكوى)وصيحة
عالية ال يذكرها الفتى إال انخلع قلبه من شدتها وشدة ألمها .
وقد ازدحم الناس خارج الدار يواسون الشيخ ,وأسرعت النساء إلى أم الفتى يواسين أمه ,والشيخ وزوجته مشغولون عن
كل هؤالء بالفتى وما يعانيه من آالم المرض .
استقرار الحزن في بيت الصبي ( ,تغير عادات األسرة)
فمن ذلك اليوم استقر الحزن العميق (الشديد) في بيت الصبي ,وأصبح الفرح واالبتهاج شيء يجب على الجميع من شبان
وصغار أن يتجنبه .
حتى أن الشيخ منذ ذلك اليوم تعود إذا جلس إلى مائدة الغداء أو العشاء أن يذكر ابنه الفتى ويبكيه ساعة أو بعض ساعة ,
وأمامه زوجته تعينه ,
واألبناء يحاولون تعزية هذين األبوين فال يبلغون منهما شيئا (ال يستطيعون) فيجهشون بالبكاء جميعا (يتهيئون ويهمون
بالبكاء) .
ومن ذلك اليوم تعودت تلك األسرة أيضا أن تعبر النيل إلى مقر الموتى من حين آلخر ,وكانت من قبل ذلك تعيب على من
يذهب لزيارة القبور .
وفاء الصبي ألخيه الشاب
لقد تغير الفتى منذ ذلك الحين فعرف اهلل حق المعرفة وحرص على التقرب إلى اهلل تعالى بكل ألوان الطاعة ,فأحيانا
بالصالة وأحيانا بالصدقة وأحيانا بتالوة القرآن .
وعرف الصبي من شيوخه أن اإلنسان يحاسب على أعماله من الخامسة عشر من عمره ,وهو يعلم أن أخيه من طالب المدارس
وكان مقصر بعض الشيء في وجباته الدينية ,وحسب الفترة بين موت أخيه وبداية محاسبته على أعماله فوجدها ثالثة
سنوات ألن الفتى مات في الثامنة عشر من عمره ,ولذلك فقد عاهد اهلل على أن يصلي الخمس كل يوم مرتين مرة له
ومرة ألخيه ,وأن يصوم شهر رمضان مرتين أيضا ,له وألخيه ,وعاهد اهلل على أن يكتم ذلك كله عن أسرته وأن يجعل
ذلك بينه وبين اهلل تعالى .
وكان من بره بأخيه بعد موته أنه أخذ عهد على نفسه أال يأكل من طعام أو فاكهة إال وأطعم منه فقير أو يتيم قبل أن
يأكل هو منه .
ويشهد اهلل أن الفتى ظل على عهده أشهرا ,و ما غير سيرته هذه إال عندما ذهب إلى األزهر
وقد عرف الصبي أيضا األرق (السهر) فكان دائما ما يذكر أخاه في سواد الليل فال يستطيع أن ينام ويظل يقرأ سورة
اإلخالص آالف المرات ويهبها ألخيه الشاب .وكذلك أخذ ينظم شعرا على نحو ما كان يقرأه في الكتب والقصص يعبر فيه
عن حزنه العميق على أخيه وال ينهي قصيدة إال وصلى فيها على النبي ( )ووهب هذه الصالة أيضا ألخيه .
وكذلك عرف الصبي األحالم المروعة (المخيفة) فقد كانت علة أخيه تتمثل له كل ليلة في منامه ويقظته ,واستمر هذا
الحال أعواما عديدة حتى أصبح الصبي فتى ورجال ,وهو ما زال كما هو من وفاء ألخيه ,يراه في المنام مرة في
األسبوع مرة واحدة على أقل تقدير .
وقد تعزي (تصبر) األخوة عن ذلك الفتى ,ونسيه من نسيه من أصحابه وأترابه (أقرانه وأصدقائه ) ,وكانت ذكراه ال
تزور الشيخ إال لماما (في بعض األحيان) ,ولكن لم يظل يذكره وسيظل يذكره إلى أن يموت إال اثنين هما أمه وهذا
الصبي (يقصد نفسه -طه حسين)
اللغويــات
فاترة :أي مملة -تسبغ :أي تضفي -بوادر :بشائر ،عالمات م بادرة -يبلّ من المرض :يُشَفى منه -شبحاً مخيفاً:
خيال الموت ج أَشباح و شُبوح -لذع :مرارة -واجمة :عابسة مُطرِقة ،ساكتة حُزْناً -مبهوتة :مندهشة' -
تحدق :تدقق النظر -تتضرع :تدعو ،تبتهل -الُثّ'ُّكل :فقد الحبيب -جزع :انعدام الصبر × الصبر -تولول :
تدعو بالويل -تخمش :تجرح -تصك صدرها :تضربه بقوة -نُكر :أي كره وصعوبة -وارى ابنته التراب :دفنها -
3
األواصر :الصالت و الروابط م اآلصرة -الشيخ الهرم :أي الذي بلغ أقصى الكبر -يقفو :يتبع -الالذع :المؤلم ،
المحرق -موتاً ذريعاً :أي سريعاً شنيعاً -النازلة :المصيبة الشديدة ج نازِالت ،نوازِل -وطأة الوباء :شدة
المرض -الدِّهْليز :المدخل بين الباب و وسط الدار ج الدهاليز -الحشرجة :تردد النفس في الحلق عند الموت -خليقاً
:جديراُ ،مستحقاً -بعد ألى :بعد مشقة -يتضوّر :يتلوي ،يتألم -األنة :اآلهة -وَهِي جَلَدُها :ضعف صبرها -
لثاماً :أي غطاء ج لثم -أطوار :مراحل م طور -لماماً :قليالً .
س&ج
س : 1كيف كان الصبي (طه) يقضّي أيامه ؟
جـ :بين البيت والكتَّاب والمحكمة والمسجد وبيت المفتش ومجالس العلماء وحلقات الذكر ,ال هي بالحلوة وال هي
بالمرَّة ،ولكنها تحلو حينا وتمر حينا آخر ،وتمضي فيما بين ذلك فاترة سخيفة.
س : 2لنساء القرى فلسفة آثمة في التعامل مع أطفالهم الذين يشكون من مرض ما .وضح .
جـ :الفلسفة اآلثمة :إذا اشتكى طفل فنادراً ما تعنى به أمه وخاصة إذا كانت األسرة كبيرة العدد و األم كثيرة العمل ،
إنما تتركه كي يشفى بنفسه ،وال تذهب به إلى طبيب ،وإذا عالجته فتعالجه بعلم النساء في الريف (الوصفات البلدية)
س : 3متى عرف الصبي األلم الحقيقي ؟ وما الذي اكتشفه عندئذ ؟
جـ :عرفه عندما فقد أخته الصغرى بالموت .واكتشف أن تلك اآلالم التي كان يشقي بها لم تكن شيئا .
س : 4بم وصف الصبي أخته ؟ وبم وصف طفولتها ؟
جـ :وصف الصبي أخته بأنها :خفيفة الروح -طلقة الوجه -فصيحة اللسان -عذبة الحديث -قوية الخيال .
-وصف طفولتها بأنها :طفولة لهو وعبث ,تجلس إلى الحائط فتتحدث' إليه كما تتحدث أمها إلى زائرتها ،وتبعث في كل
اللعب التي كانت بين يديها روحا قويا وتسبغ (تضفي)عليها شخصية .فهذه اللعبة امرأة وهذه اللعبة رجل ،وهذه اللعبة
فتى ،وهذه اللعبة فتاة ،والطفلة بين هؤالء األشخاص جميعا تذهب وتجيء ،وتصل بينها األحاديث مرة في لهو وعبث ،
وأخرى في غيظ وغضب ،ومرة ثالثة في هدوء واطمئنان.
س : 5لمَ عدّ طه حسين شقيقته ضحية اإلهمال ؟
جـ :عدّ طه حسين شقيقته ضحية اإلهمال ؛ ألن أحداً لم يهتم بها عندما ظهرت أعراض المرض عليها وظلت محمومة أياماً
،ولم يستدعِ' أحد الطبيب لعالجها .
س : 6حتى إذا كان عصر اليوم الرابع وقف هذا كله فجأة .وقف وعرفت أم الصبي أن شبحاً مخيفاً يحلق على هذه
الدار .. ..ما الشبح المخيف المقصود ؟الشبح المخيف هو شبح الموت الذي اختطف شقيقته .
س : 7ما الذي كان يفعله الشيخ واألم كلما ازداد صراخ الطفلة ؟
جـ :الشيخ كان يأخذه الضعف الذي يأخذ الرجال في مثل هذه الحال ،فينصرف مهمهما بصلوات وآيات من القرآن يتوسل
(يستنجد) بها إلى اهلل.أما األم فكانت جالسة واجمة تحدق' في ابنتها وتسقيها ألوانا من الدواء .
س : 8عاد الشيخ إلى داره مع الظهر وقد وارى ابنته في التراب ...منذ ذلك اليوم اتصلت األواصر بين الحزن وبين هذه
األسرة ...ماذا قصد الكاتب بهذه األواصر ؟
جـ :قصد الكاتب بهذه األواصر استمرار األحزان في البيت فقد خطف الموت بعد ذلك أباه الهرم (شديد الكبر) ،وما هي
إال أشهر أخرى حتى فقدت أمّ الصبي أمّها الفانية (الهالكة) ،ثم كانت الكارثة بفقد ابنها بداء الكوليرا .
س : 9ما اليوم الذي طبع األسرة بطابع الحزن الدائم ؟
جـ :كان هذا اليوم يوم الخميس 21أغسطس من سنة 1902عندما اختطف الموت ابنهم الذي كان يدرس بمدرسة
الطب بعد إصابته بمرض الكوليرا .
س : 10ما الذي تعوّد عليه الشيخ و أسرته عند كل غذاء و عشاء ؟
جـ :تعوّد الشيخ أالَّ يجلس إلى غدائه وال إلى عشائه حتى يذكر ابنه ويبكيه ساعة أو بعض ساعة ،وأمامه امرأته تعينه
على البكاء ،ومن حوله أبناؤه وبناته يحاولون تعزية هذين األبوين فال يبلغون منهما شيئا فيجهشون جميعا بالبكاء.من
3
ذلك اليوم تعودت هذه األسرة أن تعبر النيل إلى مقر الموتى من حين إلى حين ،وكانت من قبل ذلك تعيب الذين يزورون
الموتى.
س :11متى تغيّرت نفسية الصبي ؟ وما مظاهر ذلك التغيُّر ؟
جـ :تغيّرت نفسية الصبي منذ فقد شقيقه .
-مظاهر ذلك التغيُّر :تغيرت نفسية صبينا تغيرا تاما .عرف اهلل حقًّا وحرص على أن يتقرب إليه بكل ألوان التقريب:
بالصدقة وبالصالة حينًا آخر وبتالوة القرآن مرة ثالثة.
س : 12كيف فكّر الصبي في اإلحسان إلي أخيه الشاب بعد وفاته ؟
جـ :وذلك بأن يحط (يلق ويبعد)عن أخيه بعض السيئات ،فكان يصوم ويصلي و له و ألخيه ،وكان يقرأ سورة اإلخالص
آالف المرات ثم يهب ذلك كله ألخيه .
3
عاد الصبي خائب الظن إلى حجرة أخيه ,فقد كان يظن أن هناك فرق بين المدينة واألزهر ,وسأله أخوه عن دراسة
التجويد والقراءات ,فقال بأنه يتقن التجويد ’وال يحتاج القراءات في شيء ,ولكنه طلب أتن يدرس العلوم مثل الفقه
والنحو والمنطق والتوحيد
الصبي مع أخيه في درس الفقه
رفض األخ وقال له حسبك (يكفيك) يكفيك أن تدرس النحو والفقه في هذه السنة ,ثم استيقظ الفتى وأخوه من النوم
قبل صالة الفجر في اليوم التالي(السبت) فقال له أخوه إننا سنذهب اآلن لنصلي الفجر في مسجد كذا وسنحضر درسا ليس
لك ولمنه لي ,ثم عندما ينتهي أذهب بك إلى األزهر فألتمس لك شيخا من أصحابنا تختلف إليه (تتردد عليه) وتأخذ عنه
مبادئ العلم ,فسأله الصبي عن هذا الدرس الذي سيحضره فقال أخوه بملء فمه هو درس في الفقه عن ( ابن عابدين على
الدّرّ) .
شيخ أخيه عالم جليل تعرفه األسرة
سأل الصبي أخاه عن ذلك الشيخ ,فقال له أنه فالن ,فلم يعجبه ذلك الشيخ ,ألنه قد سمع اسمه آالف المرات من والده
الذي كان يفتخر بأنه عرف الشيخ فالن حينما كان قاضيا لإلقليم ,وكان دائما ما يسأل ابنه عنه كلما حضر من القاهرة .
وكانت أمه دائما ما تذكر هذا االسم ,وتذكر أنها عرفت زوجته ووصفتها بأنها فتاة هوجاء (حمقاء ج /هُوج وهوْجاوات
مذكرها أهوج ) ,وجلفة (جافة) فهي تتكلف زي أهل المدن وما هي من أهل المدن في شيء .
عالقة الفتى األزهري بالشيخ
لقد عرف الشيخ الفتى األزهري وجعله من أخص تالميذه ,فقد كان يحضر الفتى دروسه في المسجد ,ثم يذهب ليحضر
دروسه الخاصة في البيت ,كما أنه يساعده في تأليف كتبه الكثيرة وكان يحاول تقليده ألبيه فيضحك األب من ذلك
مفتخرا متعجبا .
وكان من أثر ذلك على األب انه كان يخرج ألصحابه فيحدثهم عن الشيخ وقرب ابنه منه ويقص عليهم ما يسمع في شيء من
االفتخار واإلعجاب الشديد.
اللغويــات
آثر :فضّل ،مصدرها إيثار -القُرْفُصَاء :أن يجلس الشخص ويلصق فخذيه ببطنه ويضم ساقيه بيديه -قادراً :
مستطيعاً × عاجزاً -تكلَّف االبتسام :تصنَّعه و تظاهر به -أرسل نفسه :تركها -طبيعة :سجية ،فطرة ج طَبَائِع
-تجويد القرآن :تحسين نطقه -حاجة :عوز ج حوائج -حسبك :اسم فعل بمعنى يكفيك -التمست :طلبت -تختلف
إليه :تتردد عليه وتتبعه -هوجاء :حمقاء طائشة ج هوج مذكرها أهوج -جلفة :فظة ،غليظة ،جافية -التيه :
العجب ،الفخار .
س&ج
س : 1بِمَ وعد الشيخ (األب) ابنه ؟ ولماذا لم يكن االبن (طه) مصدقاً أو مكذّباً لهذا الكالم ؟
جـ :وعده بأن يرسله إلى القاهرة مع أخيه ،ويصبح مجاورًا(منتسباً لألزهر الشريف).
-و لم يكن مصدقاً أو مكذّباً لهذا الكالم ؛ فكثيراً ما قال له أبوه مثل هذا الكالم ،وكثيرًا ما وعده أخوه األزهري مثل
هذا الوعد ،ثم سافر أخوه إلى القاهرة ،وبقي الصبي في المدينة يتردَّد بين البيت والكتَّاب والمحكمة ومجالس
الشيوخ.
س : 2بماذا كان يحلم الشيخ (األب) البنه طه و أخيه ؟
جـ :كان يحلم أن يرى طه عالماً من علماء األزهر ،وقد جلس إلى أحد أعمدته ومن حوله حلقة واسعة من طلبة العلم ..
أما األخ فكان يتمنى أن يراه قاضياً .
س : 3ما الذي كان يحزن الصبي(طه) وهو يتأهب للسفر إلى األزهر ؟
جـ :الذي كان يحزن الصبي هو تذكُّره لشقيقه الفقيد الذي توفي بداء الكوليرا .
س : 4لماذا عاد الصبي (طه) إلى حجرة أخيه خائب الظن ؟
3
جـ :ألنه لم يجد فرقاً بين ما سمعه في األزهر وما تعلمه في القرية من تجويد القرآن ودروس القراءات ؛ فالتجويد
يتقنه ،وأما القراءات فليس في حاجة إليها.
س : 5ماذا أراد الصبي (طه) أن يدرس في أول سنة له في األزهر ؟ و بمَ نصحه أخوه حينئذ ؟
جـ :أراد الصبي (طه) أن يدرس في أول سنة له في األزهر الفقه والنحو والمنطق والتوحيد
-وقد نصحه أخوه أن يدرس الفقه والنحو في أول سنة فقط .
حديث دار بين األب (طه حسين) وابنته (أمينة) عن طفولته وصباه ,وبخاصة عندما كان في الثالثة عشر من عمره .
اتهم األب ابنته بالسذاجة والطيبة ,ألنها في التاسعة من عمرها واألطفال في ذلك السن يعجبون بآبائه وأمهاتهم إعجابا
شديدا ,فيتخذون منهم مثال عليا في الحياة ,ويتأثرون(يقلدون ويقتدون) بهم في القول والفعل ,بل إن األطفال
يفخرون بهم أمام أقرانهم (مفرد قرن وهو المثيل والنظير) ,ويتخيلون أنهم في طفولتهم كانوا كما هم اآلن مثال عليا
وأسوة (قدوة) حسنة
نظرة الفتاة إلى أبيها
ترى أنه خير الرجال وأكرمهم ,كما كان خير األطفال وأكرمهم عندما كان صغيرا ,فهي تظن أتنه كان يعيش في صغره
كما تعيش هي اآلن في رفاهية ونعيم ,ولم تعلم أنه كان يبذل كثير من الجهد (المشقة) ما يطيق (يستطيع) ,و ماال
يطيق ,حتى بجبنها الحياة في مثل ظروفه عندما كان في مثل سنها .
األب يخفي الماضي المؤلم وكثيرا من فترات حياته عن ابنته
لقد حكا لها كثيرا من أطوار (مراحل مفرد طور ) حياته ولكنه أخفى عنها مراحل كثيرة أيضا ,و ما ذلك إال ألنه يخشى
أن يخيب ظنها وأمالها في أبيها ,كما كان يخشى أن يفتح عليها بابا من الحزن واأللم ,وهو يعتبره حراما أن يفتح عليها
مثل ذلك الباب الحزين في مثل سنها
ويخشى أن يملكها اإلشفاق وتأخذها' الرأفة بحال أبيها ,فتبكي بكاء شديدا أو أن تضحك من ذلك الحديث قاسية الهية دون
مراعاة له ,فهو يعرف طبيعة األطفال الذين يميلون للهو والعبث ,وهو ال يحب أن يضحك طفل من أبيه .
ولذلك آثر (فضل) أن يترك تلك المراحل المؤلمة حتى تتقدم بها السن (تكبر) وهنا تستطيع أن تقرأ وتفهم ما كان من
معاناته وآالمه في تلك الفترات ,وتستطيع أن تعرف مدى ما بذله من جهد من أجل إسعادها وتعرف مدى حبه الشديد لها .
3
ولكن تلك العيون كانت أيضا تبتسم له حين ترى تلك الحالة الرثة (البالية الحقيرة) ,وذلك البصر المكفوف ,فهو
مكفوف البصر واضح الجبين مبتسم الثغر(الفم ج ثغور) مسرع الخطى مع قائده إلى األزهر بال تردد ,كما ال تظهر على
وجهه تلك الظلمة التي تظهر على وجوه المكفوفين ,وكان في األزهر مصغيا (مستمع باهتمام) مبتسما ,ال يظهر عليه
األلم أو التبرم (الضيق والضجر) ,وال يظهر عليه اللهو رغم أن من حوله من صبيان كانوا يلهون ويلعبون من حوله أو
على األقل يشرئبون إليه (يتطلعون ويسعون ) .
اللغويــات
ساذجة :بريئة ،نقية × خبيثة -أقرانهم :زمالئهم ،أمثالهم م قِرن -الطَّوْر :المرحلة ج أطوار -يطيق :
يتحمل ،يقدر × يعجز -تجهشي بالبكاء :تهمي وتبدئي في البكاء -تربد :تحمر حمرة الغضب -لثماً :تقبيالً -
روعك :فزعك -أغريكِ :أحضك و أحرضكِ ،مادتها (غرو) -عباءة :رداء طويل واسع -استحال :تحوّل -حال
رثة :مهينة قبيحة -يشرئبون :يتطلعون -خليقة :جديرة -رغد :رزق واسع -يستأثر :يخص نفسه -البؤس :فقر
وشدة .
س&ج
س : 1لماذا أشفق الكاتب (طه) من مصارحة ابنته بحقيقة ما كان من طفولته وصباه ؟
3
جـ :وذلك حتى ال تتغير الصورة الجميلة التي كثيراً ما يرسمها األطفال عن آبائهم في تلك السن الصغيرة ،و حتى ال
يخيب كثيراً من ظنها ،أو يفتح إلى قلبها باباً من أبواب الحزن فيعكر صفو حياتها .
س : 2بمَ تفسر بكاء االبنة بعد سماع قصة أوديب ملكاً ؟
جـ :بكيت االبنة ألنها رأت أوديب الملك كأبيها مكفوفًا ال يبصر وال يستطيع أن يهتدي وحده .فبكيت ألبيها كما بكيت
لقصة أوديب .
س : 3بمَ وصف الكاتب (طه) هيأته وشكله حينما أرسل إلى القاهرة وهو في الثالثة عشرة من عمره ؟
جـ :كان نحيفًا شاحب اللون -مهمل الزيّ أقرب إلى الفقر منه إلى الغنى -يرتدي عباءة قذرة و طاقية تحوّل بياضها
إلى سواد قاتم -قميصه اتخذ ألوانًا مختلفة من كثرة ما سقط عليه من الطعام -حذاءه قديم مرقّع -واضح الجبين مبتسم
الثغر ال متألمًا وال متبرمًا وال مظهرًا ميالً إلى لهو -وال تظهر على وجهه هذه الظلمة التي تغشى عادة وجوه المكفوفين
.
س : 4ويل لألزهريين من خبز األزهر ..ماذا قصد الكاتب بهذه العبارة ؟
جـ :يقصد المعيشة السيئة ،حيث كان ذلك الخبز يجدون فيه ضروبًا من القش وألوانًا من الحصى وفنونًا من الحشرات
التي تجعل أكله عذاباً .
س : 5لماذا كان طه حسين يخفي عن أبويه ما كان فيه من حرمان أثناء دراسته في األزهر ؟
جـ :ألنه كان يرفق بهذين الشيخين ويكره أن يخبرهما بما هو فيه من حرمان ،فيحزنهما.
س : 6كان طه حسين يرى أن الناس ينظرون إليه بمنظارين .وضح .
جـ :كثير من الناس ما يثير من حسد وحقد وضغينة ،وآخرون ينظرون إليه برضا و تشجيع .
3
قضى الصبي في القاهرة أسبوعين أو أكثر وهو ال يعلم من أمره شيء سوى انه ترك الريف واتجه إلى القاهرة ,ليطيل
المقام فيها مختلفا(مترددا) إلى العلماء ,فهو يقضي بذلك أحد أطوراه (أحوال وهيئات) الثالث التي يتخيلها وال يحققها .
الطريق إلى بيت الصبي
كان الصبي يسكن بيتا غريبا ,ويسلك إليه طريقا غريبا أيضا ,فهو يميل إلى اليمين إذا عاد من األزهر ,فيدخل من باب
يفتح في النهار ويغلق في الليل ,وتفتح في وسطه فجوة(فتحة) ضيقة بعد صالة العشاء.
وإذا تجاوز هذا الباب يشعر عن يمينه بحرٍّ خفيف يبلغ (يصل) إلى صفحة (ناحية) وجهه اليمنى مصحوبا بدخان يصل إلى
خياشيمه (أقصى أنفه/م خيشوم) .وأحس من نفس المكان على يمينه بصوت غريب يثير العجب في نفسه كلما سمعه ,ولكنه
ينكره(يجهله) ويستحي (يخجل) أن يسأل عنه ,ولعل السبب في ذلك هو فقده لبصره وانشغال قائده باختيار المناطق
المستقرة في الطريق ليسهل عليه العبور فاستحى أن يسأله ,ويبدو أنه شعر بأن مصدر هذا الصوت معلوم للجميع فاستحى أن
يظهر جهله به وعجزه عن معرفة ماهيته ,ولكنه بعد أيام علم من أحاديث الناس بأن ذلك الصوت هو صوت قرقرة الشيشة,
التي يدخنها تجار الحي ويُعدها لهم صاحب المقهى ,وعلم أيضا أنها سبب ذلك الحر والدخان الذي كان يشعر بهما إذا دخل
من باب الحي .ثم يمضي الفتى في حذر شديد فاألرض لم تكن مستقرة ,ألن صاحب المقهى كان يكثر من صب الماء أمامه,
ثم يتجه إلى طريق آخر مكشوف ولكنها ضيقة وتنبعث منها روائح غريبة تكون خفيفة أول النهار وتكون شديدة عنيفة
حينما يتقدم النهار وتشتد' حرارة الشمس وقلما (قليل ونادرا) كان الطريق يستقيم أمامه فقائده كان ينحرف (يميل) به
ذات اليمين وذات الشمال لتفادي العقبات التي أمامه ,كما كان يصف له األبنية المرصوصة على جانبي الطريق ,والصبي
مازال يشم تلك الروائح الكريهة وكأنها تتجمع فوق رأسه كالسحاب المتراكم (المجتمع بعضه إلى بعض).
أصوات في الطريق
وكان يسمع في الطريق إلى البيت كثيرا من األصوات المختلفة ,فمرة يسمع أصوات النساء يتخاصمن ,وأوات الرجال يتنادون
في عنف ,ويتحدثون في رفق ,وأصوات األثقال تحط وتُعتل (تُحمل) ,وكذلك يسمع صوت السقا وهو يبيع الماء ,وصوت
الحوذي (سائق العربة) وهو يزجر (يصيح بشدة) حماره أو فرسه ,وكذلك صوت العربة تئز عجالتها أزا (صوت ناتج عن
شدة الحركة والغليان مصدرها أزا وأزيزا) ,وربما شق هذه األصوات صوت نهيق الحمار أو صهيل الفرس .
حال الفتي في الطريق للبيت
كان الفتى كلما مضى إلى البيت فإنه يسير مشرد الذهن (مفرق ,وغير منتبه) ,وقد أغفل (نسي) كل شيء حوله ,ولكنه
سرعان ما ينتبه ويعود لرشده إذا بلغ (وصل) إلى مكان بعينه حيث يسمع فيه أحاديث مختلطة ,تأتيه من باب مفتوح عن
شماله ,وهنا يعرف أنه سينحرف بعد خطوة أو خطوتين إلى الشمال ليصعد السلم الذي ينتهي به إلى مسكنه .
كيف وصف الصبي السلم ؟ ما المتاعب التي يواجهها الفتي في الصعود والنزول؟
3
كان السلم متوسط السعة ,فال هو ضيق وال شديد السعة ,وكانت درجاته مبنية من الحجر ,ولكن بسبب كثرة الصعود
والنزول عليه فقد أهمله السكان فلم يغسله أحد ولم ينظفه إنسان ,فتراكم عليه التراب الكثيف ,حتى تراكم على بعضه
فاختفى الحجر وتخيل' كل من صعد عليه بأنه يصعد أو ينزل على سلم من الطين .
عادة الصبي التي أهملها في مسكنه
لقد كان الصبي كلفا (مولعا ومغرما ومحبا) بإحصاء الدرج كلما صعد إلى سلم أو هبط منه ,ولكنه في هذا البيت أقام ما
شاء اهلل له دون أن يفكر ولو مرة واحدة في إحصاء درجاته ,ويبدو أن ذلك بسبب ما يعانيه من قذارة وروائح كريهة
تفوح على طول السلم ,باإلضافة إلى معاناته الشديدة في الطريق ,فال يجد متسعا في صدره ليحصى درجات السلم.
الطابق األول
علم الفتى بعدما صعد السلم مرتين أو مرات أنه إذا صعد درجات قليلة منه ,فال بد أن ينحرف قليال ليكمل الصعود ,ويترك
عن يمينه فجوة فال يلج (يدخل مصدرها ولوج) إليها مطلقا ألنه يعلم أنها تؤدي إلى الطابق األول من البيت وهو إنما
يسكن في الطابق الثاني .لم يكن يسكن هذا الطابق طالب العلم ,وإنما كان يسكنه أخالط (م /خَلط وهو الشيء يخلط مع
أشياء أخرى ,والمراد أنواع متعددة) من الباعة والعمال.
الطابق الثاني
ال يكاد الفتى يبلغ الطابق الثاني حتى تجد نفسه المكدودة (المتعبة والمرهقة) شيئا من الراحة ,لما وجده من هواء طلق
يتيح له التنفس بعد أن كاد يختنق من الروائح مألت هذا السلم القذر .كما كان يشعر بالراحة عندما يسمع صوت الببغاء
الذي ال ينقطع ,كأنه يشكوا إلى الناس من صاحبه الفارسي الذي يقسو عليه ويحبسه في القفص ليبيعه في يوم من األيام
لمن يدفع ثمنه ليسجنها هو األخر في قفص بغيض أخر ,فإذا ما قبض (استلم) ثمنها نقدا (× آجال) اشترى بدلها لتعاني
نفس معاناتها من سجن في قفص بغيض وانتظار لتنتقل من يد ألخرى ,وينتقل معها دعاؤها الحزين الذي يبهج الناس
ويفرحهم في كل مكان تكون فيه.
هناك عالقة بين الببغاء والفتى ,فما هي ؟ وأثر صوت الببغاء على الفتى
يرتبط الفتى بالببغاء في أن كالهما سجين ,فالببغاء سجين في القفص لدى صاحبه الفارسي ,والفتى سجين في الظالم ,وال
مفر لهما من هذا السجن الذي قُدر لهما .لم يكن يسكن الببغاء مع الفتى ولكنه كان يسكن مع صاحبه في بيت مجاور لبيت
الفتى .
وكان له أثر كبير في حياة الصبي ,فقد كان يشعره بالراحة ألنه وجد من يشاركه الحزن بسبب سجنه ,وكذلك كان الفتى
إذا صعد أعلى السلم وسمع صوت الببغاء عرف انه سينحرف إلى اليمين ليدخل طريقا ضيقا ويمر من أمام بيتين يسكنهما
رجالن من فارس ,أحدهما شابا واآلخر تقدمت به السن ,ويتصف أحدهما بالرقة واالنبساط ,واآلخر باالنقباض (االعتزال
واالنطواء)عن الناس والغلظة (القسوة والجفاء).
مكونات بيت الصبي
يدخل الصبي بيته ,الذي يتكون من غرفتين؛ األولى تشبه الدهليز (المدخل من الباب والدار) تجمعت فيها المرافق المادية
مثل األطعمة والمالبس ,وتمتد هذه الغرفة لتنتهي بأخرى غير مستقيمة تجمعت فيها المرافق العقلية فكانت غرفة الدرس
والحديث والسمر والقراءة والكتب ويكون فيها النوم والطعام ,وبها بعض أدوات الشاي وبعض رقائق الطعام.
مجلس الصبي
لم يختلف مجلس الصبي في هذه الغرفة عن أي غرفة دخلها قبل ذلك فبمجرد دخوله الغرفة يميل شماال ومشي خطوة أو
خطوتين فيجد حصيرا مبسوطا على األرض وعليه فراش قديم ولكنه قيم (جيد) ,ويسند ظهره إلى الحائط إثناء جلوسه,
وعليها يكون مجلسه بالنهار ومنامه بالليل حيث يُلقى إليه وسادة (ما يوضع تحت الرأس /ج /وسائد وسادات) يضع عليها
رأسه ولحافا (غطاء من القطن ج /لُحف) يلتف به ,وكان يحاذي (يوازي) مجلسه مجلس أخيه الشيخ.
مجلس أخيه الشيخ
3
كان يوازي مجلس الصبي مجلس أخيه الشاب ,وكان أرقى من مجلسه قليال أو كثيرا ,فكان يتكون من بساط على األرض وعليه
وألقي عليه بساط ال بأس به ,ثم ألقي على البساط فراش آخر من اللُّبد (بساط من الصوف /ج /ألباد ولبود) ثم ألقي
على اللبد حشية (فراش محشو) طويلة عريضة من القطن ثم من فوق هذه الحشية مالءة.
وعلى هذا الفراش كان يجلس األخ الشيخ وأصفيائه ( األصدقاء المخلصون /م /صفي) وكانوا يسندون ظهورهم إلى وسائد
قد رص على الحشية رصا ,فإذا جاء الليل استحال هذا المجلس إلى سرير ينام عليه الفتى الشيخ .
اللغويات
مختلفاً :متردداً -األطوار :المراحل ،األشكال م طور -فجوة :متسع بين شيئين ،ثغرة ج فجوات -خياشيمه :أي
أنفه -يُنكر الصوت :يجهله -قرقرة الشيشة' :صوتها -مصطخبة :مختلطة ،متصايحة ،عالية -األثقال تُعتل :تُحمل
-الحُوذِيّ :سائق العربة التي تجرها الخيول (العربجي) -أزاً :صوت االحتكاك -كَلِفاً :مغرماً ،محباً -يلج :
يدخل ،مادتها (ولج) -شراسة :سوء خلق -انقباض :اعتزال ،ابتعاد ،انطواء × انشراح -دعة :سكينة ،استقرار -
الدهليز :المدخل الممتد ما بين الباب ووسط' الدار ج الدهاليز -اللبد :الصوف -حشية :مرتبة ،وسادة ج حشايا -
أصفياء :أصدقاء مقربون م صَفَيّ .
س & جـ
س : 1كيف كان شعور الصبي وحاله أول ما نزل إلى القاهرة ؟لماذا ؟
جـ :كان الصبي يشعر بالغرابة في بداية حياته بالقاهرة فكل ما حوله غريب من أماكن وبشر وعادات .
س : 2ما مصدر الصوت الذي كان الصبي الذي كان يسمعه الفتى ؟ ولِمَ لم يسأل عنه ؟
جـ :مصدره ( قرقرة الشيشة ) التي يدخنها بعض تجار الحي .لم يسأل عنه استحياء أن يسخر أحد منه ،و رغبة منه أن
يصل إليه وحده .
س : 3وصف الكاتب طريق الفتى من بيته و العقبات التي كان يجدها .وضِّح ذلك .
جـ :عندما كان يتجاوز مكان القهوة ومكانها المسقوف المليئة أرضه بالماء من كثرة ما كان يصب فيه صاحب القهوة مـن
الماء ،كان يخرج إلى طريق مكشوفة ولكنها ضيقة قذرة تنبعث منها روائح كريهة للغاية ،ثم بعد هذه العقبة يستقبل
الطريق ترافقه الروائح المنكرة .
س : 4كانت األصوات التي تصل إلى سمع طه مختلفة أشد االختالف .وضِّح .
جـ :بالفعل كانت أصوات مختلطة مصطخبة من النساء والرجال وصوت السقاء يتغنى ببيع الماء وصوت الحوذي يزجر حماره
أو بغله ،وصوت العربة تئز عجالتها .
س : 5وكان صاحبنا يمضى بين هذا كله مشرد النفس قد غفل أو كاد يغفل عن كل أمره ...ليصعد في الـسلم الذي سينتهي به
إلى حيث يقيم وكان هذا السلم متوسطًا ليس بشديد السعة وال بشديد الضيق قد اتخذ درجه مـن الحجر .....
-وصف الكاتب السلم الذي كان يصعده الصبي في بيته وما فيه .وضح ذلك .
جـ :وصف الكاتب السلم بأنه كان ال يغسل وال ينظف كأنه سلم من طين ولم يخطر له أبداً أن يحصى درج هذا السلم
وعنـد صعوده بعض درجاته كان يعلم أنه وصل إلى الطبقة األولى من ذلك البناء وكان يسكنها أخالط من العمال والباعة .
ويمضى مصعدًا حتى يبلغ من خاللـه الطبقة الثانية حيث يسمع الببغاء التي كانت تئن كأنما تُشْهد الناس على ظلـم
صاحبها ( الفارسي) الذي سجنها ثم ينحرف نحو اليمين فيمر بطريق ضيقة أمام بيتين يـسكنهما رجـالن مـن فارس ،
أحدهما ال يزال شاباً فيه غلظة وشراسة واآلخر تقدمت به السن فيه رقة وتبسط' للناس .
3
أهم أطوار حياة الصبي في األزهر
عاش الصبي أثاء دراسته باألزهر في القاهرة ثالثة أطوار اختلف شعوره نحوها بين الراحة واألمان واالضطراب ,وهذه
األطوار هي:
الطور األول :حياته في غرفته( .حيث الوحدة والغربة والشعور بالوحشة).
الطور الثاني :الطريق بين البيت واألزهر( .وفيه الشعور باالضطراب والتشتت والتعب)
الطور الثالث :وهو أحب األطوار إليه وهو وجوده في األزهر للدراسة والعلم( .حيث المتعة واألمان والغرق في بحر العلم
الذي ليس له حد).
الطور األول :حياة الصبي في الغرفة
هنا يعيش الصبي في غرفته ويشعر بالغربة القاسية على قلبه ,وذلك ألنه ال يعرفها وال يعرف ما تشتمل عليه (تحتوي)
من أثاث ومتاع إال القليل القريب منه فقط .مما جعله يشعر طوال فترة إقامته فيها بأنه غريب عن الغرفة غريب عن
الناس واألشياء ,مما جعل صدره ضيقا بهذه الغرفة وبكل ما فيها حتى الهواء الذي يتنفسه شعر بأنه هواء ثقيل ال راحة
فيه وال حياة.
ولعل السبب في ذلك كله أن هذه الغرفة تختلف عن بيته الريفي الذي كان يعلم كل غرفاته وحجراته بما تحويه من أثاث
ومتاع وأشياء.
الطور الثاني :الطريق من البيت لألزهر
عاش في هذا الطور من حياته مفرق النفس (موزع النفس أي مشتت) يسيطر عليه شعور باالضطراب والحيرة الباهظة
( الشاقة) التي تفسد عليه أمره وحياته ,فتدفعه إلى التقدم لألمام في طريقه المادية وطريقه المعنوية بال هدى.
فقد كان مصروفا عن نفسه ( مشغوال) بتلك األصوات العالية والحركات المضطربة المختلفة من حوله ,بل كان مستخذيا في
نفسه ( يشعر بالخذي والمعرة -خجال) من اضطراب خطاه (خطواته – م/خطوة) وعجزة عن مجاراة مشيته الهادئة
الحائرة بمشية صاحبه المهتدية العارمة (الشديدة السريعة) العنيفة.
ما المقصود بالطريقة المادية والطريق المعنوية؟
الطريق المادية هي الطريق الذي يمشي فيه الكاتب من البيت لألزهر والعكس .أما الطريق المعنوية فهي أحواله النفسية
ومشاعره.
الطور الثالث :وجوده في األزهر
دلل على حب الصبي لطور حياته في األزهر؟
هو أحب أطوار حياته في القاهرة إليه ,فقد كان يجد فيه الراحة واألمان واالستقرار ,بل كان النسيم الذي يترقرق
( ينساب ويتحرك برقة) في صحن األزهر ويحيي وجهه ( يوجه التحية) كل صباح بعد الفجر يشبه قبالت أمه التي كانت
تطبعها على جبينه في الريف من حين آلخر حينما يمتعها بقصة من تلك القصص التي يقرأها أثناء عبثه(لهوه) في الكتب
أو حينما يقرأ عليها آيات القرآن الكريم ,أو حينما يخرج شاحبا (متغير اللون) من خلوته التي كان يقرأ فيها عدية يس
ويتوسل بها إلي اهلل ليقضى حاجته وأسرته( .عدية يس هي تالوة سورة يس عدة مرات).
أثر القبالت والنسيم على الصبي
لقد كانت قبالت أمه على خديه تنعش قلبه وتشيع في نفسه األمر واألمن والحنان ,وهو ما كان يتذكره ويشعر به كلما
أحس بذلك النسيم على خديه حيث يرده إلى الراحة بعد التعب وإلى الهدوء بعد االضطراب وإلى االبتسام بعد العبوس
(التجهم).
ما الذي قنع به الصبي من األزهر؟
مع الراحة الكبيرة واألمان الذي كان يشعر به الصبي في األزهر فإنه لم يعلم عن األزهر شيئا وترتيبه وشكله بل كان
يكفيه أن تمس قدماه الحافيتين أرض األزهر وأن يلمس وجهه ذلك النسيم المنعش وأن يحس أن األزهر نائما هادئا يريد
أن يستيقظ وينشط وتعود إليه نفسه من جديد.
مشاعر الصبي في األزهر؟
3
أثناء وجود الصبي في األزهر كان يشعر أنه في وطنه بين أهله وأصحابه فال يشعر بالغربة أو األلم بل كان يشتق قلبه
ألن يتلقى شيئا لم يعرفه من قل ولكنه أحبه لكثرة ما سمع اسمه من أهله وأصحابه وأراد أن يعرف ما وراء هذا االسم أال
وهو العلم.
العلم بحر واسع ال ساحل له
لقد سيطر على الصبي شعور غريبا قويا بأن هذا العلم ال حد له ,وأن الناس قد ينفقوا (يقضوا ويُفنوا) حياتهم كلها وال
يبلغون (يصلون ويحصلون)من هذا العلم إال أيسره (أقله)
وكان يريد أن يعيش حياته كلها يأخذ من هذا العلم ما استطاع حتى ولو كان ما يحصله طوال حياته هو أقل القليل ,فقد
سمع أباه وأصحابه يتكلمون عن هذا العلم بأنه بحر واسع ال ساحل له ,.وهو لم يأخذ هذه المقولة على أنها تشبيه أو
تجوز (تعبير غير حقيقي) بل أخذها على أنها حقيقة العلم التي ال جدال فيها .وقد جاء إلى القاهر ليلقي بنفسه في هذا
البحر فيشرب منه ما شاء اهلل ثم يموت فيه غرقا ,فالموت غرقا في بحر اعلم هو أحب موت إلى الرجل النبيل (الشريف
العظيم).
أثر هذه المقولة على الصبي
كلما فكر الصبي في هذه المقولة ومعناها امتألت نفسه بها حتى تمتلك هذه الفكرة كيانه ,وينسى بها غرفته الموحشة
والطريق المضطرب الملتوي ,بل وصل األمر ألن ينسى الريف بما فيه من لذة ومتعة وجمال ,وشعر بأنه لم يخطئ ولم
يغالي (يبالغ) عندما تعلق باألزهر واشتاق إليه ,وأصبح يضيق ( سأم ومل) باإلقامة في الريف .
األزهر بعد صالة الفجر
كان الصبي إذا دخل صحن األزهر فجرا وصعد درجاته األولى اليسيرة (القليلة) شعر بقلبه قد امتأل خشوعا وخضوعا
وامتألت نفسه إكبارا وإجالال لهذا المكان الطاهر .وكان يخفف من سرعته وخطاه(خطواته م/خطوة) وهو يمشي على الحصر
المبسوطة (المفروشة × المطوية) البالية (الرثة) التي تنفرج في بعض األحيان عن أرض األزهر الطاهرة فتسمح
للمصلين والساعين أن يمسوا أرضه الطاهرة كأنها تريد لهم الحصول على شيء من بركة هذا المكان الطاهر.
أحب لحظات الصبي في األزهر
وكانت تلك اللحظات هي أحب لحظاته في األزهر حيث ينفتل المصلون (ينصرف) من صالة الفجر ومازال النعاس في عيونهم
ليتحلقوا (يجلسون في حلقة) حول أعمدة المسجد منتظرين الشيوخ واألساتذة الذين يسمعون منهم درس الفقه أو درس
الحديث أو درس األصول أو....
فقد كان األزهر في هذه اللحظة هادئا ال يعقد (ال يظهر) فيه هذا الدوي (الصوت العالي) الذي يمأله منذ طلوع الشمس
حتى العشاء.
ماذا كان يسمع الفتى في هذه اللحظات؟
لم يكن يسمع هذا الصوت العالي الغريب الذي يمأل األزهر منذ طلوع الشمس حتى صالة العشاء وإنما كان يسمع األحاديث
يتهامس بها أصحابها أو فتى يقرأ القرآن في صوت هادئ معتدل أو مصلٍ لم يدرك الجماعة أو أدركها ولكنه يتنفل (يصلي
النافلة وهي ما زاد عن الفرض واألصل أنه ال صالة لنافلة بعد الفجر حتى يأتي وقت الضحى بعد شروق الشمس بحوالي
ثلث ساعة إال من فاتته السنة القبلية فإنه يصليها بعد الفجر أو بعد الضحا) وقد يسمع شيخا أو أستاذا يبدأ درسه بصوت
فاتر ( فيه ضعف مستحسن) حلو منكسر لم يطعم شيئا يبعث في جسمه النشاط والقوة
وتكون البداية عادة في صوت منكسر بقوله " بسم اهلل الرحمن الرحيم والحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على
أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ,قال المؤلف رحمه اهلل تعالي ونفعنا بعلمه آمين".......
أثر صوت الشيخ أو األستاذ على الطالب
يستمع الطالب للشيخ في هدوء وفتور (سكون) يشبهان هدوء الشيخ وفتوره.
موازنة الصبي بين حال الشيوخ والطالب في الفجر وبين حالهم في الظهر
3
كثيرا ما كان الفتى يوازن بين أصوات الشيوخ حين ينطقون بصيغة بداية الدرس في وقت الفجر وأصواتهم وهم ينطقون
بها في درس الظهر ,فكانت في الفجر فاترة حلوة مازال أثر النوم يظهر فيها ,أما في الظهر فقد أصواتهم قوية عنيفة
ممتلئة فيها بعض من كسل وتظهر امتالء البطون بطعام األزهريين من مُخلَالت وفول وأشباه ذلك من ألوان الطعام
وكان في صوت الفجر دعاء للمؤلفين بالرحمة يشبه االستعطاف ,وفي أصوات الظهر هجوم عنيف يكاد يكون عدوانا.
وكانت هذه الموازنة دائما ما تعجب الفتى وتثير في نفسه متاعا (سرورا) ولذة كبيرة.
أين يـجلس الصبي ليتلقى درسه؟
كان إذا دخل إلى األزهر فإنه يمشي مع صاحبه حتى يرقى درجتين يبتدئ' بهما اإليوان (الساحة الداخلية لألزهر) ثم
يجلسه بجوار عمود من أعمدة األزهر على كرسي مربوط بسلسلة غليظة ,ويطلب منه الجلوس واالنتظار ليسمع درس
الحديث ,ويطلب منه االنتظار حتى ينهي هو – صاحبه -درسه ثم يعود ليأخذه.
درس أصول الفقه لصاحب الفتى وقائده
كان درس صاحبه في أصول الفقه ,وكان أستاذه هو الشيخ راضي –رحمه اهلل -ويدرس له وللطالب كتاب التحرير للكمال بن
همام.
أثر درس أصول الفقه لصاحب الصبي على الصبي
كان الصبي كلما سمع هذه األلفاظ أصول الفقه ,الشيخ راضي ,التحرير ,الكمال بن همام يمتلئ قلبه ونفسه إجالال
ورهبا(خوفا) وشوقا لهذا العلم ,ثم يتساءل في نفسه ,من يكون هذا الشيخ راضي؟ وما هذا العلم المسمى أصول الفقه؟ وما
معنى هذه الكلمة التحرير؟ وما أعظم هذين االسمين الكمال بن همام!
ثم يتذكر بأن العلم بحر ال ساحل له ,ويظن بأن الخير كله في أن يغرق الرجل في هذا العلم حتى يموت.
مظاهر إجالل الصبي لعلم أصول الفقه وشوقه له
وكان يزداد يوما بعد يوم إجالال وشوقا لهذا العلم خصوصا أنه يسمع أخاه وأصحابه يطالعون (يقرءون) الدرس ويقولون
فيه كالما غريبا ولكنه حلو في نفسه.
بل كان من شدة شوقه لهذا العلم يتمنى أن تتقدم به السن ست أو سبع سنوات ليستطيع أن يفهم هذا العم ويحل ألغازه (ما
يعمى من الكالم) ويفك رموزه ويتصرف فيه مثل هؤالء الشبان البارعون ولكنه اآلن مضطر أن يسمع وال يفهم.
جملة تؤرق تفكير الصبي
لقد كان كثيرا ما يقلب الجمل التي يسمعها من أخيه وأصحابه في نفسه لعله يفهم ما ترمي إليه فال يصل لشيء ,حتى جاء
يوم سمع منهم كلمة (عبارة) أرقته ونغصت (كدرت× صفّت) عليه حياته ولياليه ,وأصبحت تدور في عقله كما يدور
هذيان الحمى( اضطراب عقلي مؤقت) في رأس المريض ,وصرفته عن بعض دروسه ,حتى أنه من شدة التفكير في هذه
الكلمة بعد أن كان يفهم دروسه األولى في غير مشقة ,أصبح ينصرف عن حديث الشيخ إلى التفكير فيما سمع من هؤالء
الشبان ,حتى أنها أيقظته معظم ليله.
وهذه الكلمة هي "والحق هدم الهدم" وبدأ يفكر ما معنى هذه الكالم؟ وكيف ينهدم الهدم (الباطل) وما شكل هذا الهدم؟
وكيف يكون الهدم حقا؟ وظل كذلك لم يصرفه عنها إال إشكال (مسألة علمية تحتاج فهم عميق) من إشكاالت الكفراوي
( عنوان كتاب في النحو مسمى باسم مؤلفه) ,وعلم يقينا بأن هذا العلم حقا بحر ال ساحل له.
المعنى المقصود من عبارة " الحق هدم الهدم " هو أن إزالة الباطل حق.
العنعنة ورواية الحديث
كان الصبي في درس الحديث يسمع للشيخ ويفهم منه في وضوح وجالء ,وال ينكر من درسه إال تلك األسماء الطويلة التي
تسقط على الطالب يتبع بعضها بعضا تسبقها كلمة "حدثنا" ويفصل بينها كلمة "عن".
ولم يكن يفهم معاني هذه األسماء وال أهمية تتابعها ولهذه العنعنة المملة ,ولكما بدأ الشيخ في روايته شعر بالملل وتمنى
أن تنقطع هذه العنعنة الطويلة وأن يصل إلى الحديث مباشرة ,فإذا حدث ذلك انتبه الصبي فسمعه وحفظه وفهمه ,وأعرض
عن تفسير الشيخ الذي كان يذكره بما كان يسمع في الريف من أمام المسجد ومن الشيخ الذي كان يعلمه أوليات (مبادئ
وأساسيات /م أولى) الفقه.
3
استيقاظ األزهر وضوضاء من فيه
وأثناء درس الصبي كان األزهر يستيقظ شيئا فشيئا ,وترتفع أصوات الشيوخ والطالب إلى حد العنف أحيانا ,والشيوخ
يرفعون أصواتهم لتصل إلى آذان الطالب ثم يضطرون إلى نطق تلك الصيغة التي يؤذن (تعلم وتخبر ) بانتهاء الدرس وهي
"واهلل أعلم"
وبعد انتهاء درس الفجر ينتظر الطالب درس الصباح وهو درس الفقه من الشيخ نفسه أو من غيره ,وهنا يأتي صاحب
الصبي ويأخذه بيده في غير كالم وينقله إلى مجلس آخر في غير رفق كأنه متاع ينقل ثم ينصرف عنه.
وقد فهم الصبي أنه قد انتقل إلى درس الفقه وانه سيسمع وسيفرغ منه (ينتهي) وسينصرف' الشيخ ويتفرق الطالب ويبقى
هو في مكانه ال يتحول عنه (ينصرف) حتى يأتي إليه صاحبه من سيدنا الحسين حيث يتلقى درسه في الفقه الذي كان
يلقيه عليه الشيخ بخيت رحمه اهلل .
وقد كان الشيخ بخيت يحب اإلطالة كما أن طالبه يلحون عليه في الجدال فلم يكن ينقطع (ينتهي) الدرس إال مع الضحى.
عودة الصبي إلى بيته
فإذا عاد إلي صاحبه أخذه في غير كالم بيده ومضى به يخرجه من األزهر حتى يرده إلى طوره الثاني فيقطع به الطريق
إلى طوره األول حيث غرفته التي يتهيأ معها الستقبال حظه ( نصيبه) من عذاب الوحدة والغربة
اللغويات
آثرها :أفضلها × أسوأها -األطوار :المراحل -مفرق النفس :مشتت -الباهظة :الشاقة -مستخذياً :خجالناً ،
مستحيّاً -العارمة :الشديدة -يترقرق :ينساب -أيسره :أقله – ينفتل :ينصرف -التنفُّل :صالة النوافل -الصوت
الفاتر :الضعيف -الليوان :الساحة الداخلية للمسجد ج لواوين -إجالل :تعظيم -يجادل :يناقش -طائل :فائدة -
النجباء :النابهون م نجيب -هذيان :اضطراب عقلي -إشكال :التباس في الفهم -حصير بال :قديم ممزق .
س & جـ
س : 1ما األطوار الثالثة التي ذكرها الكاتب لحياة الصبي في األزهر ؟
جـ :الطور األول :حياته في غرفته عندما ترك قريته وذهب إلى األزهر وكان يشعر في تلك الغرفة بالغربة ،لجهله
بما تحتويه إال القليل فكانت حياة ال راحة فيها فليس فيها إال األلم .
-الطور الثاني :حيث اختالط األصوات والحركات ،فقد كان حائرا في مشيته مستخذياً يالئم بين مشيته ومشية صاحبه
العارمة العنيفة .في طريقه من بيته إلى األزهر ،فكان فيه مشردا مضطربا كله حيرة ،وكان مشغوالً بمـا حولـه
-الطور الثالث :وهو في أروقة األزهر ،فكان يجد فيه الراحة واألمن والطمأنينة واالستقرار ،وكان النسيم الذي
يتنسمه مع صالة الفجر في األزهر يذكره بأمه ،ويشبه قبالتها في أثناء إقامته في الريف ،فكان ينعش قلبه ،ويعيد
إليـه الـسرور واالبتسام ،وكان يشعر أنه بين أهله سعيدا ؛ ألنه سيتلقى العلم في أروقة األزهر وكان يكفيه أن تمس
قدميه صحن األزهر .
س : 2ما أحب أطوار الحياة إلى الصبي ؟
طوره الثالث في أروقة األزهر الشريف .
س : 3بماذا كان الصبي يشعر و هو في غرفته ؟ و لماذا ؟
جـ :كان يشعر فيها بالغربة شعورا قاسيا ألنه ال يعرفها وال يعرف مما اشتملته من األثاث والمتاع إال أقله وأدناه إليه بعكس
حاله في بيته الريفي
س : 4لماذا كان الصبي مستخذياً (مستحياً) في نفسه ؟
جـ :كان مستخذيا في نفسه من اضطراب خطاه وعجزه من أن يالئم بين مشيته الضالة الحائرة الهادئة ومشية صاحبه
المهتدية العارمة العنيفة .
س : 5ما الذي كان الصبي يجده في طوره الثالث ؟
جـ :كان يجد راحة وأمناً وطمأنينة واستقراراً .
س : 6ما أثر نسيم الفجر في األزهر على الفتى ؟ وبماذا كان يشبّهه ؟
3
جـ :و كان نسيم الفجر في صحن األزهر يتلقى وجهه بالتحية فيمأل قلبه أمنا وأمال ويرده إلى الراحة بعد التعب وإلى
الهدوء بعد االضطراب وإلى االبتسام بعد العبوس .و كان يشبّهه بتلك القبالت التي كانت أمه تضعها على جبهته بين حين
وحين في أثناء إقامته في الريف حين يقرئها آيات من القرآن أو يمتعها بقصة مما قرأ في الكتب أثناء عبثه في الكتاب.
س :7لماذا شبه الصبي النسيم الذي يترقرق في صحن األزهر بقبالت األم على جبينه ؟
جـ :ألن ذلك النسيم أشبه بتلك القبالت التي كانت تنعش قلبه وتشيع في نفسه أمناً وأمالً وحناناً.
س : 8ما الذي كان يتشوق إليه الصبي وهو في األزهر ؟
جـ :كان يتشوق إلي العلم فقد كان يريد أن يبلغ من هذا العلم أكثر ما يستطيع أن يبلغ .
س : 9للكاتب رأي في مقولة (أن العلم بحر ال ساحل له) وضِّح .
جـ :بالفعل فلم يأخذ هذا الكالم على أنه تشبيه أو تجوُّز وإنما أخذه على أنه الحق كل الحق وأقبل إلى القاهرة وإلى
األزهر يريد أن يلقى نفسه في هذا البحر فيشرب منه ما شاء اهلل له أن يشرب ثم يموت فيه غرقاً.
س : 10كان تقدير الصبي لألزهر عظيماً .وضِّح سبب ذلك التقدير .
جـ :بالفعل فقد كان ينظر إليه نظرة إكبار وإجالل؛ ألنه موطن العلم و العلماء .
س : 11علل :كان الصبي يحب األزهر في اللحظة التي ينفتل (ينصرف) المصلون فيها بعد صالة الفجر .
جـ :ألن األزهر في هذه اللحظة هادئاً ال ينعقد فيه ذلك الدوي الذي كان يملؤه منذ تطلع الشمس إلى أن تصلى العشاء
وإنما كنت تسمع فيه أحاديث يتهامس بها أصحابها وربما سمعت فتى يتلو القرآن في صوت هادئ معتدل ،وربما سمعت
أستاذاً هنا أو هناك يبدأ درسه بهذا الصوت الفاتر صوت الذي استيقظ من نومه فأدى صالته ولم يطعم بعد شيئا يبعث في
جسمه النشاط والقوة .
س :12وازن الصبي بين أصوات الشيوخ في الفجر و في الظهر .وضِّح .
جـ :أصوات الفجر كانت فاترة حلوة فيها بقية من نوم .وأما أصوات الظهر فكانت قوية عنيفة ممتلئة فيها شيء من كسل
و كان في أصوات الفجر دعاء للمؤلفين يشبه االستعطاف وكان في أصوات الظهر هجوم على المؤلفين يوشك أن يكون
عدواناً
س : 13ما تأثير درس الفقه يدرسه الشيخ راضى على الصبي ؟ ومتى كان يزداد هذا التأثير ؟
جـ :كانت ألفاظ ذلك الكتاب الذي يدرسه الشيخ راضى كتاب التحرير للكمال بن الهمام تجعل قلبه يمتلئ رهباً ورغباً
ومهابة وإجالالً .و كان يزداد هذا التأثير ويعظم من يوم إلى يوم حين كان يسمع أخاه ورفاقه يطالعون الدرس قبل
حضوره فيقرءون كالما غريبا ولكنه حلو الموقع في النفس .
س : 14ماذا تمنى الصبي في ذلك الوقت ؟
جـ :تمنى أن تتقدم به السن ستة أعوام أو سبعة ليستطيع أن يفهمه وأن يحل ألغازه ويفك رموزه ،ويتصرف فيه كما كان
يتصرف فيه أولئك الشبان البارعون ويجادل فيه أساتذته كما كان يجادل فيه أولئك الشباب البارعون .
س : 15وقد سمع جملة بعينها شهد اهلل أنها أرقته غير ليلة من لياليه ونغصت عليه حياته غير يوم من أيامه. ..
ما الجملة التي أرقت تفكير الصبي ؟ و لمَ ؟ وما الذي صرفه عنها ؟
جـ :هذه الجملة التي نغصت عليه حياته هي ( و الحق هدم الهدم ) جعلته متيقظًا الليل كله ،ما معنى هذا الكـالم ؟ كيـف
يكون الهدم ؟ وما عسى أن يكون هذا الهدم ؟ وكيف يكون الهدم حقًا ؟ وصرف عنها ذات يوم بكتاب (الكفـراوي) في
النحو فأقبل عليه وفهمه وحاول فيه وأحس أنه يشرب من ذلك البحر الذي ال ساحل له وهو بحر العلم .
س : 16لماذا أنكر الصبي أسلوب العنعنة الذي كان يتبعه الشيوخ في دروسهم ؟
جـ :ألنه ممل و يجعل الشيخ يقطع الحديث وكان يتمنى أن تنقطع هذه العنعنة وأن يصل الشيخ إلى الحديث فإذا وصل إليه
سمعه الصبي ملقياً إليه نفسه كلها فحفظه وفهمه.
س : 17ما الذي كان يحدث للصبي بعد انتهاء درس الفجر ؟
3
جـ :كان يقبل على الصبي صاحبه(أخوه) فيأخذه بيده في غير كالم ويجذبه في غير رفق ،ويمضى إلى مجلس آخر فيضعه
فيه كما يضع المتاع وينصرف عنه ،ثم يبقى هو في مكانه ال يتحول عنه حتى يعود إليه صاحبه من سيدنا الحسين حيث
كان يسمع درس الفقه فيأخذه بيده في غير كالم ويجذبه في غير رفق ويمضى به حتى يخرجه من األزهر.
3
أصوات من الباب المفتوح ,وأثرها على الصبي
لقد كان يصل إلى الفتي من هذا الباب المفتوح أصوات أخيه وأصحابه وهم يضحكون ,ويصل إليه أصوات مصمتة تنبئه بأن
صاحب الشاي يحطم الحطب ليشعل النار .وكانت هذه األصوات التي تصل إليه تثير في نفسه الرغبة والرهبة ,وتثير في
نفسه من األمل واليأس ما يعنيه (يشق عليه) وما يضنيه ( يعذبه) ويمأل قلبه بؤسا وحزنا.
3
لقد كان يحضر له أخوه رغيف وقطع من الجبن المسمى الجبن الرومي أو قطعة من الحالوة الطحينية ,ثم ينصرف إلى
األزهر ليحضر درس األستاذ اإلمام .وكان الصبي إذا أكل مع أخيه فإنه يقلل من الطعام في بعض األحيان ولم يكن يسأله
أخوه عن ذلك .ولكنه إذا خال بالطعام فإنه يقبل عليه فيأكله كله إرضاءا ألخيه ,فال يترك منه شيئا حتى وإن لم يرغب فيه
مخافة أن يرى أخوه شيئا من الطعام فيظن به المرض أو الحزن ,وقد كان يبغض أن يثير في نفس أخيه القلق أوالهم .
صوت مؤذن المغرب
لقد كان صوت مؤذن المغرب يثير في نفسه الوحشة واإلحساس بالوحدة واأللم ألنه يعلم أن الليل قد أقبل عليه,وأن
الظلمة قد أخذت تكتنفيه (تحيط به) وأن المصباح مُطفأ .وقد كان يتمنى لو أن بعض المبصرين معه في الغرفة فيضيئوا
المصباح.
ما حاجة المكفوف للمصباح ليال؟
المبصرون يظنون خطأ أن المكفوف ال يحتاج إلى المصباح أو النور ,ولكنه كان يشعر بأن وقت الغروب كان يفرق تفرقة
غامضة بين الظلمة والنور ,ويجد في المصباح إذا أضيئ جليسا ومؤنسا له في وحدته.
ما أثر الظلمة في نفسه؟ ومن أين خرج هاذ األثر؟
لقد كان يرى في الظلمة وحشة ,يبدو أنها خرجت إلى نفسه من عقله الناشئ ومن حسه المضطرب.
ولقد كان يجد للظلمة صوتا يبلغ أذنيه كأنه طنين البعوض إال انه صوت غليظ بعض الشيء .كان هذا الصوت يصل أذنيه
فيؤذيهما وصل قلبه فيمأله روعا ( فزع وقلق) فيجلس القرفصاء ويعتمد بمرفقيه على ركبتيه ويخفي رأسه بين يديه,
ويسلم نفسه لهذا الصوت الذي كان يوقظه.
قارن بين سكون العصر وسكون' العشاء
سكون العصر يأخذ الصبي إلى الغفوة أو النوم العميق ,أما سكون العشاء فقد كان يضطره إلى اليقظة والقلق والفزع.
أصوات أخرى في الغرفة
لقد كان الصبي ]أنس صوت الظلمة فيألفه بعد قليل ,ولكن هناك الكثير من األصوات األخرى التي تفزعه وتروعه ,فقد
عرف أن هذه الغرفة من غرف األوقاف أي أنها طال عليها العهد وكثرت بها الشقوق وسكنت هذه الشقوق طوائف الحشرات
المختلفة ,وصغار الحيوانات.
وكانت هذه الحشرات والحيوانات الصغيرة إذا ما أقبل الليل تخرج من الشقوق تبعث أصواتا ضئيلة وتأتي' من الحركات
الخفيفة السريعة والحركات البطيئة ما يمأل قلب الصبي فزعا ,فإذا أقبل أخوه وأضاء المصباح انقطعت هذه األصوات كأنها
لم تكن.
وقد كان يخشى أن يذكر ذلك ألخيه ويطلب من أنه يضيء له المصباح فيسفه رأيه ( يحقر رأيه) ويظن بعقله وشجاعته
الظنون فكان يؤثر العافية ويكتم في نفسه.
صوت مؤذن العشاء
لقد كان لصوت مؤذن العشاء أثر طيب على نفس الصبي فهو يثير في نفسه أمال قصيرا يتبعه يأس طويل ,فهذا الصوت
ينبئه بانتهاء درس األستاذ الشيخ محمد عبده ,وأن أخاه سيأتي عما قريب ليضيء المصباح ,ويأخذ ما يشاء من كتب أو
طعام فيشيع في الغرفة شيء من األنس يطرد به وحدة الصبي وخوفه .ولكنه يعرف ان أخاه سيلقي له بوسادة ولحفا ليلتف
به وينام وينتظر األخ حتى يرى أخاه قد التف في اللحاف ,ويظن انه تركه ينام نوما هادئا ,ثم يطفئ المصباح مرة
أخرى ,ويغلق الباب ويدير المفتاح ويتركه ويذهب إلى أصدقائه ليشربوا الشاي ويدرسوا ويعدون درس الغد .وما يعلم
الشاب أنه ترك أخاه للرعب والفزع مرة ثانية منتظرا عودته بعد كل ذلك بعد ساعتين أو ثالث وهو يظن أن أخاه قد
استغرق في النوم الهانئ.
متى يطمئن الصبي ويسلم نفسه للنوم؟
لقد كان يشعر الفتي بالخوف والفزع حتى يعود إليه أخوه في آخر األمر بعد أن يذاكر ويدرس مع أصحابه وهو يظن أن
الصبي نائم ,ولم يكن يطمئن حتى يطفئ أخوه المصباح لينام هو اآلخر ,وهنا يحس الصبي باألمن والدعة ويصبح تفكيره
هادئا مطمئنا فينام وينعم بلذة النوم دون أن يشعر بلحظة نومه.
3
اللغويات
الرَّبْع :المنزل ج رباع ،ربوع ،أربع -التندر :السخرية -جاثم :جالس ج جُثَّم ،جاثمون -يُفْحمهم برأيه:
يسكتهم بالحُجّة -النِصاب :القدر -مطرقاً :صامتاً -يضنيه :يتعبه ،يؤلمه -خليقاً :جديراً ،مستحقاً -يُلمّ :
يأتي ويدخل -يتبلغ بها :يسد جوعه -يُؤثر العافية :يُفضل الراحة -الالذعة :المؤلمة الموجعة -حانوت :دكان -
الطارئون :المشترون -سذاجتها :بساطتها -المغازي :الغزوات -يبلو :يختبر -راغباً عنه :كارهاً له -راغباً
فيه :محباً له -يستنفده :يأكله -ينصرم :يذهب ،ينقضي -تنحدر الشمس :تميل ،تغيب -تكتنفه :تحيط به -
يكظم :يكتم ،يحبس .
س & جـ
س :1ما سر عذاب الصبي ؟
جـ :ألنه يبقى وحيداً النصراف أخيه عنه ،وذهابه إلى أحد غرف أصحابه في الربع يقضون الوقت في الراحة والتندر
بالشيوخ والطالب ،فتبتسم شفتاه ويحزن قلبه ،ألنه ال يستطيع أن يشارك كما كان يستطيع في الضحى أن يشارك .
س : 2لماذا فضّل الصبي الوحدة في غرفته بالرغم من رغبته في مجالسة الجماعة ؟
جـ :ألنه ال يستطيع أن يطلب من أخيه اإلذن له بذلك فهو يكتم حاجة عقله إلى العلم وحاجة أذنه إلى الحديث وحاجة
جسمه إلى الشاي وهو ال يستطيع أن يطلب ذلك ألن رد أخيه حتى لو كان رفيقًا أو عنيفًا فذلك سيؤذى نفسه ( وهذا يدل
على رهافة حسه).
س : 3فيمَ كانت الجماعة تقضي وقتها في المنزل ؟ ومتى كانوا يجتمعون حول شاي العصر ؟
جـ :كانوا يقضون وقتا طويال أو قصيرا في شيء من الراحة والدعابة والتندر بالشيوخ والطالب وكانت أصواتهم ترتفع
وضحكاتهم تدوي' في الربع
-وكانوا يجتمعون حول شاي العصر وما فيه من حديث هادئ منتظم ثم يستعيدون دروس الظهر ودرس المساء الذي يلقيه ا
ألستاذ(محمد عبده) في كتابه ( :دالئل اإلعجاز ) ...
س : 4علل :شدة حزن الصبي عندما كان يسمع أصوات مجلس الجماعة ترتفع وضِّحكاتهم تدوي' ؟
جـ :ألن كل هذه األصوات التي تنتهي إليه تثير في نفسه من الرغبة والرهبة ،ومن األمل واليأس ،ما يعنيه أو
يضنيه ،ويمأل قلبه بؤسا وحزنا ويزيد في بؤسه وحزنه أنه ال يستطيع حتى أن يتحرك من مجلسه .
س ..(: 5فكان يؤثر العافية ويبقى في مكانه ..ويردد في نفسه تلك الحسرات الالذعة ،وحسرات أخرى لم تكن أقل منها
لذعاً وإيالماً ،حسرات الحنين إلى منزله في قريته )...لم كان الصبي يزداد حسرة وهو يحن إلى منزله في قريته ؟ وما
ذكرياته هناك؟
جـ :كان يزداد حسرة لتذكره تلك الذكريات في قريته مع أهله وكذلك وهو عائد من الكتاب بعدما لعب وهو يمزح مع
أخواته ،وما كان يقصه على أمه من أحداث يومه ،وكذلك حانوت ( الشيخ محمد عبد الواحد) وأخوه الشاب ( الحاج
محمود ) فيجلس متحدثًا متندر.ا لما كان يسمعه من المشترين من الرجال والنساء من أحاديث ريفية ساذجة ،وكذلك
المصطبة المالحقة للدار وهو يسمع حديث أبيه مع أصحابه ،وأحيانا كان يخلو إلى رفيق من رفاقه وهما يتدارسان كتاباً
من كتب الوعظ أو قصة من قصص المغازى .
س : 6ما أثر صوت المؤذن على الصبي وهو سارح في تلك الذكريات ؟
جـ :كان صوت المؤذن يصرفه عن حسرته مع ذكرياته ،وكان ينكر صوت المؤذن أشد النكر ،فكان يذكره بصوت المؤذن
في بلدته ،وكان مؤذن قريته يسمح له باللعب واللهو فكم صعد المنارة مع المؤذن وكم أذن مكانه وشاركه في الدعاء بعد
اآلذان ،وكان يسكن الصبي بعد ذلك سكونًا متصالً لشدة ألمه وحسرته .
س : 7كان الصبي حريصاً أشد الحرص أال يثير في نفس أخيه هماً أو قلقاً .وضح ذلك .
3
جـ :كان أخوه يضع له طعامه وينصرف ليحضر درس األستاذ اإلمام ،فكان يقبل الصبي على طعامه راغباً عنه ،أو راغباً
فيه ،وكان يأتي عليه كله مخافة أن يعود أخوه ويراه لم يأكل فيظن به المرض أو يظن به الحزن .
س : 8كيف كان يعرف الصبي إقبال الليل ؟ وما شعوره فيه ؟
جـ :كان يعرف إقبال الليل من أذان المغرب .
-وكان يحس بظلمة متكاثفة فهو وحيد وكان يجد في الظلمة وحشة ،وكان يجد للظلمة صوتاً متصالً يشبه صوت البعوض
يبلغ أذنيه فيؤذيهما .
س : 9ما األصوات األخرى التي كانت تفزع الصبي ؟ ولم كان يخاف أن يتحدث عنها ؟
جـ :أصوات الحشرات التي في الشقوق وغيرها من صغار الحيوانات وكان ال يجرؤ أن يذكر ذلك ألحد مخافة أن يسفه
رأيه وأن يظن بعقله وشجاعته الظنون .
س : 10ما الذي كان يذهب عن الصبي الخوف ويجعله ينام آمناً ؟
جـ :عندما كان يعود أخوه من درس األستاذ اإلمام كان يشيع في الغرفة شيئًا من األنس وبعد ساعتين يعود ثانية بعدما
طعم وشرب الشاي وناظر أصحابه ،فيحس الصبي باألمان وينام نوماً لذيذًا .
عاش الصبي في الغرفة وحيدا معظم وقته يشعر بالغربة والوحشة ,والخوف ,ولم يكن يأنس ويأمن من الخوف إال في
وجود أخيه الشاب األزهري ,وخصوصا ليال .ولكن هذا األمان الذي يشعر به الصبي بوجود أخيه معه في الغرفة يزول في
الثلث األخير من الليل بسبب هذين الصوتين الغريبين.
الصوتان الغريبان
بعد هذا النوم اآلمن الهادئ يستيقظ الصبي على صوتين غريبين يردانه ( يرجعانه) إلى الخوف والفزع مرة أخرى ,ألنه
لم يكن يعلم عنهما شيء ,فأتعب نفسه في التفكير فيهما ,وهما ...صوت عصا غليظة تضرب األرض ضربا عنيفا.
وصوت إنساني متهدج ( متقطع) مضطرب مرجعا ( مرددا صوته ومترنما) ,ال هو غليظ وال هو نحيف ,يذكر صاحبه اهلل
ويسبحه ويحمده ويمد ذكره مدا طويال غريبا .وكان هذا الصوت الثاني ينشر االضطراب والقلق في الليل الساكن الهادئ,
وال يقطعه إال صوت تلك العصا الغليظة.
وقد كان يسمع الصبي الصوت يقترب منه قليال قليال ,ثم ينحرف ( يميل والمقصود يبتعد) ويضعف شيئا فشيئا ,حتى يكاد
ينقطع ,ثم يزداد قوة ووضوحا بعد ان نزل صاحبه سلم الربع واستقام له الطريق ,ثم يضعف حتى يختفي.
أثر الصوتين على الصبي
لقد ارتاع ( خاف وفزع) الصبي بسبب هذين الصوتين حين سمعهما أول مرة ,وأتعب نفسه في التفكير فيهما والبحث عن
مصدرهما ,ولكنه لم يصل إلى شيء ,ولم يكن يجرؤ على سؤال أخيه وال أصحابه عنهما ,ولذلك استمر في هذه الحيرة
طوال األسبوع األول ,يفقد أمانه الذي شعر به بوجود أخيه معه.
أثر صوت مؤذن الفجر في نفس الصبي
ولم يكن يعود الصبي إلى الطمأنينة واألمن إال حينما يسمع صوت مؤذن الفجر قبيل الفجر وهو يقول "الصالة خير من
النوم" ,وهنا يهب من نومه في رفق (قام من مكان نومه) ,بينا يهب أخوه في عنف وسرعة' وقوة ,وما هي إال لحظات
حتى يكونا على سلم الربع متوجهان إلى األزهر ليأخذ أحدهما درس الحديث واآلخر درس األصول.
3
جاءت ليلة الجمعة واستيقظ كالعادة في أول الثلث األخير من الليل وفي فزع وقلق من هذين الصوتين ,وعادت إليه
الطمأنينة مع صوت مؤذن الفجر كالعادة ,ولكنه في هذا اليوم لم يقم مترفقا ولم يقم أخوه من نومه عنيفا عجال ,فلم يكن
لهما في يوم الجمعة دروس في األزهر.
3
وهو من أهل اإلسكندرية حيث ولد فيها واحتفظ بما يتميز به أهلها من قوة وعنف وصراحة وظرف ,وكان له بيت في
القاهرة يغل عليه ( يدر عليه) بعض المال ,فسكن مع المجاورين ( طالب األزهر) في هذا الربع الذي لم يكن يسكنه
غيرهم ورجالن من فارس وهو ( الحاج علي الرزاز).
عالقة الحاج علي بالطالب
منذ أن استقر الحاج علي في غرفته في آخر الربع حتى استطاع أن يلفت أنظار الطالب بنوادره فأضحكهم وراقوه ( أعجبوه
) فاتصلت بينه وبينهم المودة المتينة النقية (الصافية × المكدرة) اتسمت بالظرف والرقة مع بعض التحفظ (االحتراز ).
ما سبب هذا التحفظ؟
لقد عرف الحاج علي عن الطالب حبهم للعلم وبعدهم عن العبث واللهو ,مما جعله يحبهم ,فإذا بدأ األسبوع كان يعتزلهم وال
يسعى إليهم كأنه ال يعرفهم إال إذا سعوا هم إليه وألحوا عليه في أن يشاركهم طعاما أو شراب الشاي.
الحاج علي ويوم الجمعة
فإذا جاء يوم الجمعة لم يمهلهم ( ينتظرهم) ولم يخل بينهم وبين راحتهم (لم يقلق راحتهم) حتى يرتفع الضحى ,ويتأكد
أنهم أخذوا ما يحتاجون من النوم والراحة.
وعندئذ' يبدأ بأقربهم إليه فيوقظه في عنف وضجيج ثم ينتقل إلى سائر الغرف ومعه من نبهه ( أيقظه) حتى ينتهي بغرفة
أخي الصبي فيوقظه كما أيقظ بقية الطالب ,والشباب من حوله يستقبلون يوم راحتهم (الجمعة) فرحين مبتهجين مبتسمين
للحياة كما ابتسمت هي لهم
طعام الجمعة
كان الشيخ علي هو المسئول عن تدبير طعامهم فيقترح عليهم طعام اإلفطار وقد يعده لهم في غرفته أو في غرفة أحدهم,
كما كان يقترح عليهم طعام العشاء ويشير عليهم بما يجب أن يصنعوه إلعداد طعام العشاء ,كما كان يشرف على إعداده
ويقوُّم (يصلح) منه ما يمكن أن يعوج.
إفطار الجمعة
يوم الجمعة هو يوم البطون ,لهؤالء الشبان ولهذا الشيخ الصديق ,فكانوا يجتمعون إلى إفطار غزير دسم صاحب,
قوامه(عماده ونظامه وتكوينه)الفول والبيض مع بعض الفطائر الجافة التي ادخروها مما كانت أمهاتهم تزودنهم به.
الفطير والشباب واألسرة
لقد كان الفطير للشباب طعام لذيذ يأكل في اإلفطار ,فيقضمونه قضما ويعبئون أفواههم بالشاي ليبله ويسهل عليهم بلعه,
أو يغمسونه في الشاي كما كان يوصيهم الشيخ علي الرزاز ,وهو يضحكون من دعابات الحاج علي دون تذكر آلبائهم أو
أمهاتهم وتحملهم الكد ( اإلرهاق) والتعب والدموع من أجل تحضيره لهم .أما بالسبة لآلباء فقد كان األب يجتهد لكسب
النقود التي تعين األم على صنعه وتهيئته وهي تتكلف الفرح ,رغم حزنها الصامت وهي تعبئه ودموعها المنهمرة وهي
تسلمه لمن يذهب به إلى االبن في القاهرة .أما الصبي فكثيرا ما كان يذكر مشاعر اآلباء كلما رأى تهافت هؤالء الشباب
على أكل الفطير.
طعام العشاء
لقد كان تدبير طعام العشاء مثير حقا ,فهم يتشاورون فيما بينهم في الدورة (اللقاء) الثانية أو الثالثة للشاي ,ولكنه
تشاور سريع بسيط ,فقد كان هذا العشاء لم يشذ (لم يخرج) عن لونين من ألوان الطعام وهما أما البطاطس في خليط من
الحم والطماطم والبصل ,وإما القرع في خليط من اللحم والطماطم والبصل وشيء من الحمص.
إعداد طعام العشاء
كانوا يتفقون على أقدار ما يشترون من هذه األشياء ثم يقدرون ثمنها ثم يخرج كل منهم حصته إال الشيخ على الذي كانوا
يخرجونه من هذه الغرامة ,ثم يدفعوا هذا النقد (المال) ألحدهم فيذهب لشراء الطعام ,وإذا عاد نهض أحدهم إلى موقده
فأوقد ناره من الفحم البلدي حتى إذا صفت جذوته ( جمرته الملتهبة /ج /جِذاء جُذي) أقبل على الطعام يهيئه ويضعه
على النار ثم يتركه وينضم إلى البقية الذين ينتظرونه وهم جلوس إلى الحاج علي أو يدرسون وهذا الطاهي يخطف نفسه
3
بين الحين واآلخر ليطمئن على الطعام ,والحاج علي يلقى عليه النصائح من وقت آلخر ليعده جيدا ,فإذا تم لهم نضج الطعام
اجتمعوا عليه وبدأ الشيخ علي يقسم بينهم الطعام بالعدل دون ظلم ألحد.
معركة الطعام
لقد كانت نار الفحم البلدي بطيئة طويلة البال حتى أن الطعام ينضح قرب المغرب ,فإذا تم ذلك اجتمعوا إلى المائدة وكل
منهم يسعى ألن يستوفي نصيبه من الطعام ,وكلهم يراقب أصحابه خوفا أن يسبقوه إلى شيء أو يشنطوا عليه ( يجوروا عليه
ويظلموه) ومع ذلك فالكل يستحي أن يظهر منه هذا الحرص ولكن الحاج علي كان يفضحهم بصراحته التي تغني عن
صراحتهم ,وتكشف عن حرصهم ,فكان يراقبهم جميعا وهو يقسم الطعام بينهم بالعدل حتى ال يجور أحدهم على اآلخر,
فكان يعلن ذلك صاخبا كعادته منبها أحدهم أنه يخدع نفسه عن قطعة البطاطس بقطعة لحم ,ومنبها آخر إلى أنه يسرف
على نفسه وعلى أصحابه فيما يغترف في هذه اللقمة الغليظة من سائل الطعام أو جامده ,وهو يطلق كلماته في هزل يضحكهم
ويسليهم دون أن يجرحهم أو يؤذي حياءهم.
الصبي ومعركة الطعام
كان الصبي إذا سمع مشاورة الشباب حول طعام العشاء فإنه يحس انقباضا وخجال ولكنه عندما تقدمت به السن أحس بحنان
لذكراه وتعجبا من نفسه.
أما أثناء الطعام فقد كان يجلس بينهم خجال وجال (خائف) مضطرب النفس في حركة يده ال يحسن ( ال يجيد) أن يقطع
لقمة خبز أو أن يغمسها في طبق أو أن يضعها في فمه ,وهو يظن أن عيونهم تلحظه ( تراقبه وتنظر إليه) وبخاصة عين
الشيخ علي ,فيؤدي ذلك الرتعاشه واضطرابه فيسقط المرق على ثوبه.
ولكن الصبي يظن أن هؤالء الشباب كانوا في شغل عنه بأنفسهم وضحكاتهم ,ويدلل على ذلك أنهم كانوا يفكرون فيه
ويحرضونه على الطعام بل غنه يقربون له ما ال تصل إليه يده مما يزيده اضطرابا وخجال.
ما أثر هذه المعركة على نفس الصبي أثناء وبعد العشاء؟
أثناء العشاء كانت هذه المعركة مصدر ألم واحزن لقلبه فكان يشعر باالضطراب والخجل مما يجعل يده ترتعش ويسقط
الطعام علي مالبسه ,أما بعد العشاء فقد كانت مصدر تسلية وسرور حيث كان كثيرا ما يضحك على هذه المعركة إذا خال
بنفسه وتذكر ما يفعله هؤالء الشباب.
أثر هذا الطعام على فقراء الربع
يظن الصبي أنه كان في هذا الربع من الزمالء والعمال ما تقصر أيديهم ( يمنعهم فقرهم) عن صنع طعام مماثل لهم أو
ألوالدهم ونساءهم ,ويظن كذلك أن هذا الحرمان كان ينقلب على هؤالء الرجال العمال من نسائهم هما ثقيال ,بل يظن أن
هؤالء المحرومين كانوا يجدون لهذه الروائح لذة مؤلمة أو ألما لذيذا لفقرهم وحرمانهم.
صفات الحاج علي الرزاز
لقد كان شيخا كبيرا يتكلف ( يتصنع) التقوى والروع ,وذلك انه كان يبدأ يومه بالتسبيح والتهليل في الثلث األخير من
الليل ,ثم يصلي الفجر جماعة في مسجد سيدنا الحسين ,ثم يرجع مغمغما مداعبا األرض بعصاه ويظل في غرفته فإذا وجبت
بقية الصلوات أداها في غرفته جاهرا بالتكبير والقراءة والتسبيح.
وكان إذا خال إلى أصحابه من الشباب على طعام أو شاي كان أسرع الناس خاطرا وأعظمهم نكتة وأطولهم لسانا وأخفهم
دعابة وأشدهم تتبعا لعيوب الناس ,وأعظمهم إغراقا في الغيبة ,ال يتحفظ في لفظه قط وال يتحرج أن يخرج كلمة نابية
أو حتى أشنع األلفاظ ,فكان غارقا في البذاءة واأللفاظ والمعاني والصور القبيحة.
الشباب وأخالق الحاج علي
كان الشباب يحبون الحاج على لهذا اللهو ,كأنه كان يخرجهم من أطوار الدر ويريحهم من جد العلم والدروس ,ويفتح لهم
بابا من اللهو ليس لهم أن يلجوه ( يدخلوه) حينما كانوا يخلون إلى أنفسهم ,بل لم يستطيعوا ذلك حينما كانوا يجلسون
إلى الحاج على فيصب عليهم هراءه (كالمه القبيح) بغير حساب.
3
فكانوا يسمعون منه ويضحكون له حتى تكاد جنوبهم تنقد ( تنشق وتتقطع) من الضحك ,ورغم ذلك لم يكونوا يعيدون
كلماته البذيئة (القبيحة الفاحشة) أو لفظا من ألفاظه النابية ,فقد كانوا يستمتعون بذلك اللهو من بعيد ,وال يبيحون
( يسحون) ألنفسهم وال تسمح لهم ظروفهم ان يقتربوا من ذلك اللهو القبيح.
اختلف الشباب عن كثير من زمالئهم فكيف كان ذلك؟
صحيح أن الشباب يسمعون للحاج علي ويضحكون من بذاءته وألفاظه الفاحشة إال أنهم امتازوا عن غيرهم من زمالئهم
وأقرانهم بكظم الشهوات ( إمساكها والتحكم فيها) ومعاملة النفس بشدة وقسوة تمكنهم من المضي في درسهم على وجهه
(كما ينبغي) وتردهم عن التورط( الوقوع) فيما سقط فيه الكثير من زمالئهم من العبث السهل الذي يفل العزم ( يضعفه,
ويكسره) ويفسد األخالق.
موقف الصبي من هذه الدعابات الفاحشة
لقد كان الصبي يسمع لذلك كله وستعجب ويسأل نفسه كيف يجتمع لهم طلب العلم والجد مع هذا التهالك ( اإلقبال الشديد)
على الهزل والتساقط على السخف (ألقاء النفس فيه) في غير تحفظ وال حيطة وعاهد' نفسه أنه إذا ما وصل إلى سن هؤالء
الشباب الذين يكبرهم (يعظمهم) ويقدر ذكاءهم أال يسير سيرتهم وأال يسقط تساقطهم.
نهاية وفراق :
عاش الجميع في سعادة أعواما طويلة مع هذا الشيخ وشب ( وصل سن الشباب) الصبي في هذه الحياة الضاحكة بفضل الحاج
علي على الرغم مما كان يعترضه من أسباب األلم واألسى .ثم تفرق الجميع وذهب كل منهم إلى وجهته ,وتركوا الربع
واستقروا في أطراف المدينة وقلت زياراتهم للشيخ ثم انقطعت.
موت الشيخ على الرزاز
وفي أحد األيام حمل أحد أفراد هذه الجماعة نعي الشيخ ,فحزنوا له جميعا ولكنه حزن لم يصعد إلى عيونهم وال حتى
وجوههم ,وأخبر أن آخر ما نطق به الشيخ وهو يحتضر هو دعاء ألخي الصبي
فرحم اهلل هذا الرجل ,فعلى الرغم من ظله الثقيل على نفس الصبي إال أن ذلك تحول بعد موته إلى حنانا عليه وطلب
للرحمة له.
اللغويات
صوت متهد :متقطع -الربع :المنزل ،الدار -كدأبه :كعادته -أناة :وقار وحلم -تقرع :تضرب ،تطرق -نبأة :
صوت ليس بشديد -يجأرون :يرفعون صوتهم -لبق :ظريف ،ذكي حسن التصرف -أعرض عن :انصرف ،ابتعد -
يغلّ :يدرّ عليه -صدوفهم :إعراضهم ،انصرافهم × إقبالهم -يتكلف :يتصنّع -الوَرَع :التقوى × الفجور -
الغيبة :ذكر عيوب اآلخرين -كلمة نابية :قبيحة ،خارجة عن الحد -البذاء :الذم واالحتقار -يلجوه :يدخلوه -
هُراء :كالم فاسد ،هزل -تنقد :تنشق -كلمة بذيئة :فاحشة قبيحة -الخليقة :الجديرة المستحقة -الشهوات :
الرغبات -التورُّط :الوقوع -يفل :يضعف -التهالك :التساقط و اإلقبال -الزَّاد :طعام المسافر ج أزْواد
وأَزْوِدَة -يقضمونه :يكسرونه -تسيغه :تستطعمه ،تتقبله -الجذوة :الجمرة المشتعلة ج جُذىّ ،جِذَاء -يشتطوا :
يتجاوزوا الحد -يجور :يظلم -ترمق :تنظر بحدة .
س & جـ
س : 1ما الصوتان الغريبان اللذان كانا يفزعان الصبي ؟
جـ :أحدهما صوت عصا غليظة تضرب األرض ضرباً عنيفًا ،واآلخر صوت إنساني
س : 2صف هذا الصوت اإلنساني .
صوت متهدج مضطرب ال هو بالغليظ وال هو بالنحيف يذكر اهلل ويسبح بحمده ويمد ذكره وتسبيحه مدا طويال غريبا .وهو
يبدو قويا فيذيع في الليل الهادئ شيئا يشبه االضطراب ..
س : 3ما تأثير هذا الصوت على الصبي في البداية ؟
جـ :وقد ارتاع وفزع الصبي لهذا الصوت أو لهذين الصوتين حين سمعهما ألول مرة وأتعب نفسه في التفكير فيهما والبحث
عن مصدرهما ولكنه لم يظفر من بحثه بطائل .
3
س : 4متى كانت الطمأنينة تعود إليه ؟رد األمن والطمأنينة إلى قلبه صوت المؤذن وهو ينادى :الصالة خير من النوم
س : 5كيف عرف مصدر الصوتين ؟ ومن صاحبهما ؟
جـ :عرفهما الصبي عندما تقدم الفتى ( أخو الصبي ) من الباب ليفتح فإذا بهذا الرجل وهو (الحاج على) الذي كان
يحدث هذه الجلبة ليفيق الشباب المجاورون .
س : 6اذكر أهم سمات الحاج علي مبيناً أهم التناقضات فيها .
جـ :كان شيخًا تقدمت به السن حتى تجاوز السبعين ،ولكنه كان محتفظًا بقوته وبقوة عقله ،فهو ماكر ،ماهر،
ظريف ،لبق ،وهو معتدل القامة شديد النشاط عنيف إذا تحرك عنيف إذا تكلم ،طويل اللسان متتبعاً لعيوب الناس عالي
الصوت دائماً ،وكان تاجرًا في األرز ولذلك سمى بالحاج (علي الرزاز) وعندما تقدمت به السن أعرض عن التجارة ،
وكان قد اتخذ غرفة في الربع ولم يكن يسكن في هذا الربع إال الشيخ والفارسيان .
س : 7ما العالقة التي كانت تربط بين ( الحاج على ) وشباب' األزهر ( المجاورين ) ؟
جـ :كان بينه وبين هؤالء الشباب مودة متينة فيها ظرف و رقة وتحفظ ،وما يزال كذلك حتى يبلغ غرفة أخي الصبي
فيوقظه والشباب من حوله فرحون يستقبلون يوم راحتهم مبتهجين .وكان يشاركهم في تدبير طعامهم ولهوهم البريء في
يوم الجمعة
س : 8علل :حرص (الحاج علي) على عدم االلتقاء بالطالب إال يوم الجمعة .
جـ :حتى يتركهم لعلمهم و درسهم فال يشغلهم .
س : 9ما الذي جعل الصبي يصف الحاج علي بتكلف (تصنّع) التقوى و الورع ؟
جـ :كان الصبي يرى أن " الحاج على " يتكلف التقوى والورع ويصطنع ذلك اصطناعاً و يبدأ ذلك بغزوته تلك في
الثلـث األخير من كل ليلة صائحاً يذكر اهلل ويسبحه ضارباً بعصاه حتى يبلغ مـسجد الحـسين ليـشهد صـالة الفجـر ،
وكـان يؤدى الصلوات كلها ويفتح باب غرفته جاهراً بالقراءة والتكبير ليسمعه أهل الربع جميعاً ،فإذا خال إلى أصحابه
فهو أسرعهم خاطراً وأطولهم لساناًً وأظرفهم نكتة ال يتحفظ في لفظ وال يتحرج من كلمة نابية ،وال يتردد في أن
يجرى على لسانه المنطلق دائما وبصوته المرتفع دائما أشنع األلفاظ ،وأشدها' إغراقا في البذاءة وأدلها على أبشع المعاني
وأقبح الصور..
س : 10لماذا كان الشباب يحبون الحاج علي ويقبلون عليه ؟
جـ :ألنه كان يريحهم مـن جـد العلم والدرس ،ومع ذلك كانوا ملتزمين ال يبيحون ألنفسهم أن يقولوا ذلك الذي يقوله
أو يعيدوه فهم يختلفون عن غيرهم بكظم الشهوات وأخذ النفس بألوان الشدة .
س : 11ما وجه العجب في طالب العلم كما يرى الصبي ؟
جـ :كان الصبي ال يعجبه الطالب اآلخرون فكيف يجمعون بين طلب العلم وبين الهزل والتـساقط ونوى أال يكون مثل هؤالء
الطالب في المستقبل.
س : 12وكانت نار الفحم البلدي بطيئة طويلة البال ،فكان ذلك يطيل لذة قوم ويمد ألم آخرين ..فسّر العبارة في ضوء
فهمك
جـ :بالفعل فهي مصدر لذة لمن يقومون بإعداده و تجهيزه فهم يمنون أنفسهم بعشاء لذيذ ستستقبله بطونهم الجائعة
-وهي مصدر ألم لهؤالء العمال الذين كانوا يسكنون الدور السفلي من الربع وكانت تقصر بهم ذات أيديهم عن أن يمتّعوا
أنفسهم وأبناءهم ونساءهم بمثل هذا الطعام .
س : 13كيف كانت معركة األكل الضاحكة مصدر ألم لنفس الصبي ؟
جـ :ألن الصبي خجل وجل مضطرب النفس مضطرب حركة اليد ال يحسن أن يقتطع لقمته وال يحسن أن يغمسها في الطبق ،
وال يحسن أن يبلغ بها فمه .يخيل إلى نفسه أن عيون القوم جميعاً تلحظه وأن عين الشيخ خاصة ترمقه في خفيه ،فيزيده
هذا اضطراباً وإذا يده ترتعش ،وإذا بالمرق يتقاطر على ثوبه وهو يعرف ذلك ويألم له وال يحسن أن يتقيه .
س : 14اختلفت أحاسيس الصبي نحو معركة الطعام الضاحكة بين حزن وفرح .اشرح ذلك .
3
جـ :بالفعل فهي إذا كانت قد آذته في أثناء الطعام فقدك أنت تسره وتسليه وتضطره أحيانا إلى أن يضحك وحده إذا خال
إلى نفسه بعد أن يشرب الجماعة شايهم وينتقلوا إلى حيث يدرسون أو يسمرون .
3
لقد كان لهذه المعاملة وهذا االجتهاد من هؤالء الطالب أكبر األثر في وصولهم لشيء من االمتياز بين زمالئهم ,حتى عرف
األزهر كله أنهم أنجب طالبه وأخلفهم (أجدرهم) بالمستقبل السعيد ,ومن أجل ذلك سعى إليهم األوساط (المتوسطون) من
الطالب الذين يلتمسون التفوق ,واالمتياز حين يعرف عنهم أنهم أصدقاؤهم وأصفياؤهم ,ويلتمسون بهم الوسيلة للتقرب من
كبار الشيوخ والعلماء واألساتذة.
وكان صاحبنا (ساكن الغرفة) من الطالب األوساط ,اتصل بهؤالء الشباب ليقول زمالؤه انه واحد منهم ,وليستطيع أن
يصحبهم في زياراتهم لألستاذ اإلمام أو الشيخ بخيت
أثر هذا الغرور واالمتياز على هؤالء الطالب
كان غرور الشباب يحبب إلى هذه الجماعة هذا النوع من االمتياز ,كما كان يهون عليهم قبول هؤالء الطفيليين في العلم من
ضعاف الطالب وأوساطهم ,كما كان يتيح لهم أن يحصوا (يقدروا) على هؤالء الطفيليين سخافاتهم وجهاالتهم وأغالطهم
الشنيعة ثم إذا خلوا إلى بعضهم ذكروا هذه السخافات وضحكوا منها.
كيف تعرف صاحبنا على هذه المجموعة
أكبر الظن أنه تعرف عليهم من خالل بعض الدروس ثم بدأ يدني ( يقرب) نفسه منهم حتى زارهم ثم أعجبه الربع
وجوارهم فاتخذ لنفسه غرفة بجوارهم ,وأصبح واحدا منهم يشاركهم في الدرس والشاي والزيارات ,ولكنه لم يفتح اهلل
عليه قط فيشاركهم في العلم والفهم واإليضاح واإلبانة (اإلفصاح).
حال الشاب الطفيلي (صاحبنا)
لقد كان هذا الشاب أوسع منهم يدا ,وأكثر منهم ماال ,وكان يقتر( يبخل) على نفسه إذا خال غليهم ,فإذا اتصل بأصحابه
وسع على نفسه وأنفق ,وإذا رأى بهم حاجة إلى المال لشراء كتاب أو أداء دين عاجل أو قضاء حاجة ملحة كان يقدم لهم ما
يحتاجون من المال في رفق وتلطف.
كيف قابل هؤالء الشباب إحسان صاحبنا؟
كانوا يشكرون' له هذا ولكن لم يكونوا يطيقون جهله ,وربما لم يملكوا أنفسهم فضحكوا من جهله في حضرته وردوا عليه
ردا عنيفا فيه كثير من االزدراء (االحتقار) القاسي ,ولكنه كان يقبل ذلك راضيا مبتسما ,ولم يغضب منهم يوما على كثرة
ازدرائهم له والغض منه (الحط من قدره)
ساكن الغرفة (صاحبنا) وعلم العروض
كان أجمل ما يتندرون عليه به علمه أو جهله بعلم العروض( وهو علم يدرس موسيقى الشعر) ,وجهله وعلمه أو جهله بهذا
العم هما سواء ,فقد كان يطالع معهم كتابا في النحو وكلما ظهر لهم شاهدا نحويا (دليل /ج /شواهد) حتى يكون أسرعهم
إلى رد هذا البيت الشاهد إلى أبحر الشعر (أوزان الشعر وتفعيالته التي تصنع موسيقى الشعر) ,وكان دائما ما يرد جميع
الشواهد إلى بحر البسيط ,حتى وإن كان البيت من بحر الطويل أو الوافر فهو عنده من بحر البسيط.
واألشد غرابة من ذلك أنه لم يكتف بإعالنه بأن هذا البيت الشاهد من بحر البسيط بل كان يسرع إلى تقطيعه ورده إلى
بحر البسيط مهما كان وزنه.
أثر جهل صاحبنا بالعروض على الطالب
كان كلما ورد بيتا شاهدا على قضية نحويا أسرع' برده إلى بحر البسيط وأسرع' إلى تقطيعه بغض النظر عن وزن البيت
طويال أم وافر أم غير ذلك ,مما كان يقطع على الطالب درسهم ويدفعهم إلى ضحك متواصل ال يتوقف .هذا األمر أطمع
الطالب في هذا الشاب حتى إذا ظهر لهم شاهدا أظهروا العجز في رده إلى بحره فأسرع ورده إلى البسيط ,ثم يزيدون
األمر فيظهرون العجز على تقطيع البيت فأسرع' في تقطيعه على وزن البسيط ,وهنا يستأنفون الضحك واالستهزاء به ,وهو
يلقاهم بوجه باسم رضٍ ال يعرف الغضب أو الغيظ
يأس صاحبنا
عاش صاحبنا مع الطالب سنوات طوال على هذا الحال ال يغضب منهم وال يغضبون منه ,حتى أحس أنه ليس من تلك الحلبة
(ميدان السباق في العلم) وال يستطيع مجاراتهم في ذلك الميدان ,فأصبح يتخلف عن الدرس قليال قليال ويتكلف التعالت
3
(م /تعلة وهي ما يتعلل به اإلنسان ويشتغل به) والمعاذير ( الحجج /م/معذرة) وأصبح ال يشاركهم إال الشاي والطعام
أحيانا ويشاركهم الزيارات دائما.
عطف صاحبنا على الصبي
وبعد ان تقدم به السن والدرس بدأ يظهر العطف على هذا الصبي وعرض عليه أن يقرأ معه الكتب وبدأ يعرض عن مشاركة
أقارنه وأنداده (أمثاله /م /قِرن – ند) إلى مشاركة هذا الغالم الناشئ ,وقرأ الغالم معه كتبا في الحديث والمنطق
والتوحيد ,ولكنه لم يجد في هذا الصبي غناء (نفعا) ولم يكن الغالم فارغا للضحك والتندر ,فهو ال يقدر على ذلك وال
يحبه ,فاحتال (تلمس حيله) صاحبنا في النهاية حتى تخلص من هذا الصبي ومضى لشانه.
االرتقاء االجتماعي للشباب
ظل الشاب محسوبا على األزهر رغم أنه ترك العلم أو تركه العلم ,ولكنه ظل مشاركا ألصحابه على الناحية االجتماعية من
حياتهم.
فقد ارتقت حياتهم االجتماعية بعض الشيء ,نتيجة فضل اهلل عليهم ثم ذكاؤهم وجهدهم وتفوقهم ورضا األستاذ اإلمام عنهم
وتقريبه لهم.
أثر هذا االرتقاء على الطالب وصاحبنا
ونتيجة لذلك فقد اتصل الطالب بأبناء األثرياء الذين كانوا يدرسون في األزهر ,فاتصلت الزيارات بينهم وبين الشباب
وصاحبهم معهم ,ترتقي حياته االجتماعية كما ارتقت حياتهم ,ولكنهم اختلفوا في الشعور بهذا االرتقاء :فالطالب لم يحسوا
بهذا االرتقاء وبالتالي لم يتحدثوا به ولم يتمدحوا به ,بل كانت نظرتهم له على أنه شيء طبيعي ومألوف نتيجة التعب
والجهد والتفوق .أما صاحبهم ,فقد رأى في هذا االرتقاء وهذه الزيارات المجد كل المجد وكان يستمد منه الغبطة (تمنى
النعمة من غير زوالها من عند صاحبها) والغرور ,ويستغله لبعض منافعه المادية أحيانا ويتحدث' به دائما إلى من أراد أن
يسمع له ومن لم يرد االستماع.
فراق الطالب
ومضت األيام وافترق الطالب وأخذ كل منهم طريقه في الحياة ,ولكن هذا الرجل (صاحبهم) لم ينساهم ولم يسمح لهم أن
ينسوه ,فإن كان عجز عن تتبعهم في العم فليتبعهم في شيء آخر ,فكان يزورهم وإن لم يزوروه ويلقاهم في زياراتهم
عند أصحاب المنزلة واألثرياء.
فضيحة ساكن الغرفة صاحب الطالب
خرج اإلمام محمد عبده من األزهر في محنة سياسة معروفة ,فاتصل صاحبنا باألستاذ وشيعته ( أتباعه وأنصاره) وكذلك
اتصل بخصومه وشيعتهم ,حتى أخذ األزهر يضطرب من هذه المحنة ودخلت السياسة في ذلك االضطراب واختصمت فيه
السلطتان ,فاتصل صاحبنا بالمضربين وشاركهم في اإلضراب ,واتصل بخصومهم مفشيا اسرارهم ,وذات يوم انكشف صاحبنا
وعُرف أنه متصل بالمحافظة فتقطعت كل الصالت بينه وبين أصدقائه قطعا عنيفا.
اللغويات
3
محصوراً :أي عاجزاً -تكلُّف :تصنُّع -ضنيناً :بخيالً ج أضناء -مطالعات :قراءات -نوَّه :أشار -أعياهم :
أعجزهم -أخلقهم :أجدرهم ،أحقهم -الطفيليين :الذين يفرضون انفسهم على الناس بدون دعوة -أغالط :األخطاء م
غلط -شنيعة :قبيحة ،كريهة -جنوبهم :أي قلوبهم -حاجة ملحّة :ضرورية -سُخْفه :ضعفه ،تفاهته -االزدراء :
التحقير -الغض منه :الحط من قدره -العروض :ميزان الشعر ج أعاريض -الحلبة :الميدان -المعاذير :األعذار و
الحجج م معذرة ،معذار -أقرانه :أصحابه م قرين -أنداد :أمثاله م ند -الغِبْطَة :السعادة -مضض :ألم -وجوم :
صمت وحزن
س & جـ
س : 1ما صفات الشاب الذي كان يسكن بجوار طه حسين في الربع ؟
جـ :كان من جيل ومن طبقة هؤالء الطالب ،وكان نحيف الصوت ،وكان ضيق العقل قليل الذكاء ومع ذلك كان واسع الثقة
طامع أشد الطمع في مستقبله ،وكان يشهد معهم كل الدروس عدا درس األصول ألنه يكون مع الفجر ،وهو يفضل النوم
والراحة .
س : 2كيف كان ذلك الشاب يتقرب إليهم ؟
جـ :كان يتقرب إليهم تارة بأن يشهد معهم درس الفقه ودرس البالغة ودرس األستاذ اإلمام ،وتارة يتردد عليهم ثم
اتخذ مسكناً بجوارهم ،وكان يكثر من زيارتهم ويمدهم بالمال إذا احتاجوا إلى شراء الكتب أو أداء دين عاجل أو قضاء
حاجة ملحة .
س : 3علل :تكاسُل' الشاب عن حضور درس األصول .
جـ :ألن هذا الدرس كان يقتضيه أن يخرج من غرفته مع الفجر وقد كان يفضل الراحة و النوم أكثر .
س : 4ما موقف اإلمام محمد عبده من كتب األزهر ؟ وكيف عبر عن ذلك ؟
جـ :كان اإلمام محمد عبده يرى أن كتب األزهر ومناهجه شديدة على الطالب و فيها جمود مما يجعل الطالب يضيقون بها
ضيقاً شديداً و تحتاج للتغيير .
-وقد دلهم على كتب قيمة في النحو والبالغة والتوحيد واألدب أيضاً .
س: 5لشيوخ األزهر موقف من تلك الكتب التي ينادي بها اإلمام محمد عبده .وضِّح .
جـ :كانوا يكرهونها ألنهم لم يألفوها ،وربما اشتد بغضهم ؛ ألن اإلمام هو الذي دل الطالب عليها ونوَّه بها.
س : 6ما الوسائل التي اتبعها الشباب األزهريون الذين يتحدث عنهم الكاتب للتميز في العلم ؟
جـ :كان هؤالء الشباب األزهريون يسارعون إلى شراء الكتب القيمة التي دلهم عليها الشيخ اإلمام ،ومن كان يعجز عن
شرائها يستعيرها من مكتبة األزهر ،كما اتفقوا على قراءة هذه الكتب مجتمعين ؛ ليتعاونوا على فهمها ألنهم كان لديهم
رغبة صادقة وعزيمة أكيدة على تحصيل العلم و االطالع و البحث .
س :7منِ الشيوخ األئمة الذين كان طالبهم يفخرون بهم ؟
جـ :كانوا يفخرون بتلمذتهم لألستاذ اإلمام وللشيخ بخيت وللشيخ أبى خطوة وللشيخ راضى وكانوا يملئون أفواههم بأنهم
تالميذ هؤالء األئمة وبأنهم من تالميذهم المقربين المصطفين .
س : 8دلل على حب طالب العلم لإلمام محمد عبده ورفاقه من علماء األزهر .
جـ :الدليل أنهم لم يكونوا يكتفون باالختالف (التردد)إلى هؤالء الشيوخ في دروسهم وإنما كانوا يزورون شيوخهم في
بيوتهم وربما شاركوهم في بعض البحث .
س : 9وما رأي الكاتب في هؤالء الطالب ؟ رأي الكاتب أنهم أنجب طالب األزهر وأجدرهم بالمستقبل السعيد .
س : 10علل :محاولة الطالب متوسطي المستوى االتصال بأنجب طالب األزهر .
جـ :ألنهم يلتمسون التفـوق واالمتياز في االتصال بهم واالمتياز حين يعرف الناس أنهم من أصدقائهم وأصفيائهم ،
ويلتمسون بذلك الوسيلة إلى أن يتصلوا بكبار الشيوخ وأئمة األساتذة .
س : 11لماذا اتصل هذا الشاب بهؤالء الطالب المتفوقين ؟
3
جـ :ليقول زمالؤه إنه واحد منهم وليستطيع بحكم هذه الصلة أن يصحبهم في زياراتهم لألستاذ اإلمام أو الشيخ بخيت
س : 12لماذا كان الطالب المتفوقين يقبلون مصاحبة الطالب الضعاف و المتوسطين ؟
جـ :إرضاء لغرورهم الذي يوضح لهم مدى تفوقهم عليهم ،ثم يتيح لهم بعد ذلك ،حين يخلون إلى أنفسهم وقد أحصوا
على هؤالء الزمالء الضعاف و المتوسطين جهاالتهم وسخافاتهم وأغالطهم الشنيعة ،أن يعيدوا ذلك وأن يضحكوا منه ملء
أفواههم وملء جنوبهم أيضا
س : 13ما الذي كان هذا الشاب يشارك فيه هؤالء الطالب المتفوقين ؟ وما الذي كان ال يشاركهم فيه ؟
جـ :كان يشاركهم في الدرس ويشاركهم في الشاي ،ويشاركهم في الزيارات ويشاركهم في بعض الشهرة .
-و لكن اهلل لم يفتح عليه بأن يشاركهم في العلم والفهم ،وفى اإلبانة واإليضاح
س : 14ما الذي كان ال يطيقه الطالب المتفوقون من هذا الشاب ؟
جـ :كانوا ال يطيقون جهله وربما لم يملكوا أنفسهم فضحكوا من هذا الجهل بمحضر منه ،وردوا عليه سخفه رداً عنيفاً فيه
كثير من االزدراء القاسي .
س : 15كيف كان هذا الشاب يقابل ضحك وسخرية هؤالء الطالب منه ؟
جـ :كان يقبل ذلك راضياً ويتلقاه باسماً فلم يغضب يوماً منهم .
3
تأثر الصبي بالربع (الدار وما حلوه /ج /أرباع – رباع) ومن فيه
لقد عاش الصبي في الربع وكبر فيه وتعلم فيه من شئون الحياة والناس وأخالقهم أشياء كثيرة ال تقل خطرا (أهمية
وقيمة) عما تعلمه في األزهر من فقه ونحو ومنطق وتوحيد.
متى بدأ الصبي دروس في األزهر؟
بدأ الصبي دروسه في األزهر بعد يومين أو ثالثة من وصوله إلى القاهرة .وقد أسلمه أخوه إلى أستاذ أزهري جديد ظفر
(نال وحصل) بدرجة األزهر أثناء الصيف وهو في سن األربعين من عمره ,وكان سيجلس مجلس األستاذ من صغار التالميذ
ألول مرة في حياته.
سمات األستاذ الجديد
كان األستاذ الجديد معروفا الذكاء والتفوق ,غلب (قهر) الحظ ونال درجة األزهر الثانية على الرغم من استحقاقه
لألولى ,ولكنه رضي وعد ذلك انتصارا كبيرا ,وإن شعر بأنه ظلم لما فقد الدرجة األولى.
وكان ذكاء األستاذ محصورا على العلم ,وإذا تجاوز للحياة العملية أصبح أكثر الناس سذاجة ,وكان مشهورا بين الطالب
والعلماء بحبه للذات (المتع) المادية متهالك(حريص) عليها ,ولكن لم يكن سبب هذا الحرص فساد خلقه أو دينه ولكنه
مزاجه فقط.
وكان كثير األكل محبا للحم ال يستطيع أن ينقطع عنه أو يسرف فيه (يفرط) ولو يوما وحدا ,مما كلفه عناء وتعب كثير.
وكان صوته متهدجا (متقطع) متكسرا يقطع الحروف وتنفرج شفتاه أكثر من الالزم أثناء كالمه فال يسمعه أحد إال وضحك
من صوته وانفراج شفتاه.
ما اسم الدرجة األزهرية التي حصل عليها األستاذ الجيد؟ وما أول شيء فعله؟
تسمى درجة األزهر بشهادة العالمية .وبمجرد أن حصل عليها أسرع' إلى شارة العلماء فاتخذها ولبس الفراجية (ثوب واسع
طويل األكمام يتزين به علماء الدين) على الرغم من أن العلماء لم يكونوا يتخذون هذه الشارة إال بعد أن يبعد عهدهم
بالدرجة وتعرف لهم سابقة وقدمه (السابقة في األول األقدمية) في العلم تيسر' لهم حياتهم المادية بعض الشيء.
أثر تسرع' األستاذ إلى الفراجية
تسرع' األستاذ ولبس الفراجية فضحك منه الجميع أصحابه من الطالب وأساتذته من العلماء ,وزادهم ضحكا أنه لبس الفراجية
ومشي حافيا في نعليه (يرتدي النعل بدون جوارب) زهدا منه فيها أو عجزا عنها,
األستاذ وهيبة العلماء
وكان يتصنع (يتظاهر بما ليس فيه) الوقار (الرزانة والحلم والعظمة) وهيبة العلماء إذا مشي في الشارع فيمشي متثاقال
متباطئا ,فإذا خطا عتبة األزهر (دخله) نسي كل ذلك وذهب وقاره وفارق أناته ومشى مهروال (مسرعا).
كيف عرف الصبي األستاذ الجديد؟
عرف الصبي رجله قبل أن يسمع صوته,وذلك أن األستاذ أقبل على مكان درسه ألول مرة مهروال فعثر بالصبي وكاد يسقط,
فقد داست قدماه بجلدهما الخشن يد الصبي حتى كادت أن تنقطع ,ثم مضى وأسند ظهره إلى العمود الذي طالما حلم أن
يسند ظهره إليه معلما.
منهج األستاذ الجديد
كان كغيره من أقرانه ( أمثاله /م /قِرن) بارع في العلوم األزهرية ساخطا على طريقة تعليمها ,فقد كان متأثرا باألستاذ
محمد عبده ,ولكنه تأثر لم يبلغ األعماق ,فلم يكن مجددا خالصا وال محافظا خالصا ,مما دفع الشيخ ينظرون إليه شزرا
(بمؤخرة العين) في ريبة وإشفاق.
كيف حاول األستاذ الجديد التجديد؟
في يومه األول وقبل أن يبدأ درسه األول أعلن لتالميذه أنه لن يقرأ عليهم كتاب (مراقي الفالح على نور اإليضاح) كما
يفعل الشيوخ للتالميذ المبتدئين ,ولكنه سيعلمهم الفقه في أكثر من كتاب بمقدار ما في كتاب (مراقي الفالح) ,وطلب منه
أن يسمعوا له وان يفهموا ويكتبوا ما يحتاجون إلى كتابته.
3
ما موقف الصبي من األستاذ الجديد؟
كان األستاذ يدرس للصبي الفقه والنحو ,فأما الفقه فكان درسه قيما ممتعا للفتى ,وكان كذلك في درس النحو فأصبح النحو
سهال يسيرا ,فلم يقرأ عليهم كتاب ( شح الكفراوي) ولم يعلمهم األوجه التسعة لقراءة (بسم اهلل الرحمن الرحيم) وال
إعرابها ,وإنما هيأهم ( أعدهم وجهزهم) للنحو تهيئة جيدة وعرفهم أقسام الكالم من اسم وفعل وحرف.
رأي أخي الصبي وجماعته عن األستاذ الجديد
سُئل الصبي أثناء شاي العصر عن األستاذ الجديد ومنهجه في النحو والفقه ,فأعاد عليهم ما سمعه منه فشعروا بالرضا عنه
وعن طريقته في التعليم.
الصبي ودرس الفقه والنحو
لم ينتسب الصبي إلى األزهر من أول يوم له فيه ,بل كان يحضر درسي النحو والفقه حضورا منتظما محتوما (واجبا),
ويستمع إلى درس الحديث فجرا أثناء انتظاره حتى يفرغ أخوه من درس أصول الفقه ويحين درس الفقه.
ما أُثر ذلك عليه؟
شعر الصبي بالضيق والحيرة حتى أنه سأل نفسه :متى ينتسب إلى األزهر ويصبح طالبا مقيدا في سجالته؟
بعد مدة جاء اليوم المشهود وأُنبئ (أُخبر) الصبي أنه سيذهب إلى امتحان حفظ القرآن الذي يوطئه (يهيئه) لالنتساب إلى
األزهر ,ولكنه عرف بأن االمتحان بعد ساعة واحدة ,فلم يكن مستعدا كما يجب ألنه لم يفكر أن يتلو القرآن منذ أن جاء
إلى القاهرة ,وشعر بخفقان (تحرك واضطراب) قلبه.
كيف دخل الصبي زاوية العميان؟
دخل الصيب زاوية العميان وهو خائف أشد الخوف مضطرب النفس ,ألنه لم يقرأ القرآن ولم يراجع ما حفظه منذ أن وصل
القاهرة ,ولكن بمجرد أن دنا واقترب من الممتحنين زال عنه هذا الخوف فجأة والسبب في ذلك :أنه عندما كان ينتظر
فراغ الممتحن من الطالب الذي أمامه ,سمع الممتحن يناديه باألعمى وقال له "اقترب يا أعمى" وهي جملة وقعت من أذنه
أسوا موقع ألنه لم يسمعها قبل ذلك من أحد فقد كان الجميع يتحرز من ذكر عاهته أمامه.
ما أثر هذه الكلمة على الصبي؟
لقد مألت هذه الكلمة قلبه حسرة وألما وتركت في نفسه خواطر الذعة وألما لم ينساهما قط ,ووقعت هذه الجملة من أذنه
أسوأ وقع ,ولوال أن أخاه أخذ بيده وقربه من هذا الممتحن لما صدق أنه المقصود بها.
لماذا شعر الصبي بهذه الحسرة؟
شعر الصبي بهذه الحسرة وهذا األلم ,ألنه سمع هذه الكلمة ألول مرة وألن أهله اعتادوا معه الحذر والرفق وكانوا يتجنبون
ذكر هذه اآلفة ,ومع ذلك فهو لم ينس آفته وكان يقدر من أهله تلك الرأفة.
كيف كان امتحان الصبي؟
طلب إليه أحد الممتحنين أن يقرأ سورة الكهف فما قرأ بعض اآليات ,حتى طلب منه أ ،يقرأ سورة العنكبوت ,وما كاد يقرأ
بعض آياتها األولى حتى قال له "انصرف يا أعمى فتح اهلل عليك"
أثر االمتحان على الصبي
تعجب الصبي من االمتحان وطريقته التي ال تصور شيئا وال تدل على حفظ ,وكان ينتظر أن تمتحنه اللجنة على أقل تقدير
كما كان يمتحنه أبوه أو شيخ الكتاب ,ولكنه انصرف راضيا عن النجاح ساخطا (كارها غاضبا) لممتحنيه محتقرا المتحانهما.
سوار الكشف الطبي
لم يخرج الصبي من لجنة االمتحان حتى عطف (مال) به أخوه إلى أحد أركانها فتلقاه أحد الفراشين أو (المشدين) فربط
حول معصم ذراعه اليمنى سوار من خيط جمع طرفيه بقطعة مختومة من الرصاص ,وقال انصرف فتح اهلل عليك.
ما داللة هذا السوار
لم يفهم الصبي معنى هذا السوار في بداية األمر ولكن أخاه أخبره أن هذا السوار سيظل حول معصمه أسبوعا كامال حتى يمر
أمام الطبيب الذي سيمتحن صحته ويقدر سنه ويطعمه التطعيم الواقي ضد الجدري.
3
اختلفت مشاعر الصبي بعد االمتحان .وضح.
لقد كان الغالم جديرا بأن يفرح ويبتهج بهذا السوار ألنه يدل على أنه مرشح لالنتساب لألزهر ,ألنه بذلك قد اجتاز
المرحلة األولى من مراحل االنتساب ,ولكن ظل أياما مصروفا عن هذا االبتهاج ومشغوال عنه بكلمة الممتحن التي ناداه بها.
كيف أمضى الصبي أسبوع السوار؟
أمضى الصبي هذا األسبوع كعادته يستيقظ على صوت الحاج علي فيذهب إلى األزهر مع الفجر ليأخذ درس الفقه ثم يعود
ويذهب مرة أخرى مع الظهر ليحضر درس النحو ,ثم يعود ,فيقضي وقته في مجلسه نائما أو قائما.
جاء يوم االمتحان الطبي والصبي يشفق (يخشى) أ ،يدعوه الطبيب كما دعاه الممتحن ,ولكن الطبيب لم يدعه ألنه لم يكن
يدعو أحدا وإنما دفعه أخوه للطبيب فخط خطوطا في ذراعه وقال خمسة عشرة ,وبذلك أصبح الصبي منتسبا لألزهر ومقيدا
في سجالته.
أثر امتحان الطبيب على الصبي
انتهى امتحان الطبيب وبذلك أصبح الصبي منتسبا لألزهر مقيدا في سجالته ,رغم أنه لم يكن قد بلغ السن التي ذكرها
الطبيب ,وعاد إلى غرفته وفي نفسه شك مؤلم ولكنه لذيذ في أمانة هؤالء الممتحنين وفي صدق هذا الطبيب.
اللغويات
خطراً :قيمة -السذاجة :البساطة -أدنى :أقرب مؤنثها دنيا -متهالك :مقبل في حرص شديد × مترفِّع -
اإلسراف :التبذير × التوفير ،االقتصاد -عناء :تعب و مشقة × راحة -الفراجية :ثوب واسع طويل الكمين يرتديه
علماء الدين -أناة :هدوء ووقار -مهروالً :مسرعاً × مبطئاً -شزراً :نظر بمؤخرة العين في استهانة -يختلف :
يتردد -محتوماً :واجباً الزماً -توطئة :تمهيداً -وجالً :خوفاً × اطمئناناً -اآلفة :العلة والمرض -يعطف :
يميل ويتجه -معصمه :رسغه ج معاصم -سوار :حلقة ج أسورة ،أساور .
س & جـ
س : 1للبيئة القاهرية و للبيئة األزهرية تأثير على طه حسين .وضِّح ذلك التأثير .
جـ :أكسبته البيئة القاهرية علماً بالحياة وشؤونها و األحياء و أخالقهم .
بينما البيئة األزهرية أكسبته العلم بالفقه والنحو والمنطق والتوحيد.
س : 2تحدّث عن الشيخ الجديد الذي أتى به األخ لشقيقه الصبي .
جـ :كان قد بلغ األربعين أو كاد يبلغها .وكان معروفا بالتفوق مشهورا بالذكاء وكان ذكاؤه مقصورا على العلم ،فإذا
تجاوزه إلى الحياة العملية فقد كان إلى السذاجة أدنى منه إلى أي شيء آخر .وكان يعرف بين أصدقائه الطالب والعلماء
بأنه محب لبعض لذاته المادية متهالك عليها وكان كثير األكل
عاشقاً للحم وال يستطيع أن ينقطع عن أكله واإلسراف فيه يوما واحدا .
س : 3متى كان يزداد ضحك وسخرية الطالب و الشيوخ من ذلك الشيخ ؟
جـ :عندما كان يتحدث ؛ ألن صوته كان غريباً متقطعاً متكسراً يقطع الحروف تقطيعاً غريباً كما أن شفتيه تنفرجان عن
كالمه أكثر مما ينبغي ،وأيضاً عندما ارتدي زي العلماء (الفراجية) بمجرد أن ظفر بدرجة العالمية .وزادهم ضحكا منه
وتندراً عليه أنه كان يلبس الفراجية ويمشى بال جورب في نعليه .
س : 4كيف كانت مشية ذلك الشيخ في الشارع ؟ وفي داخل أروقة األزهر ؟
جـ :كان يمشي في تثاقل و بطء متصنعاً وقار العلماء وجالل العلم فإذا دخل األزهر ذهب عنه وقاره و لم يمش إال
مهروالً .
س : 5عرف الصبي رجلي الشيخ قبل أن يعرف صوته ..وضِّح .
جـ :وذلك حينما اصطدم هذا الشيخ به وهو يسير مهروالً كما تعود أن يمشى فعثر بالصبي وكاد يسقط من عثرته ومست
رجاله العاريتان اللتان خشن جلدهما يد الصبي فكادت تقطعهما .
3
س : 6ما صفات الشيخ العلمية ؟
جـ :كان بارعاً في العلوم األزهرية كل البراعة ساخطا على طريقة تعليمها سخطاً شديداً .وقد بلغت تعاليم األستاذ
اإلمام قلبه فأثرت فيه ،ولكنها لم تصل إلى أعماقه ،فلم يكن مجددا خالصا وال محافظا خالصاً .
س : 7كيف كانت نظرة الشيوخ لهذا الشيخ ؟
جـ :كانوا ينظر ون إليه شزراً (أي في استهانة) ويتابعونه في شيء من الريبة واإلشفاق
س : 8خالف هذا الشيخ الشيوخ اآلخرين في طريقة تدريسه للفقه .وضِّح .
جـ :ألنه أعلن إلى تالميذه أنه لن يقرأ لهم كتاب (مراقي الفالح على نور اإليضاح) كما تعود الشيوخ أن يقرءوا للتالميذ
المبتدئين ،ولكنه سيعلمهم الفقه في أكثر من كتاب .
س : 9ما موقف شقيق الصبي وأصدقائه من هذا الشيخ ومنهجه ؟
جـ :رضيت هذه الجماعة عن الشيخ وعن منهجه وأقرت طريقته في التعليم .
س : 10ما اليوم المشهود الذي كان ينتظره الصبي ؟ وهل كان مستعداً له ؟
جـ :هو اليوم الذي أخبر فيه الصبي بعد درس الفقه أنه سيذهب إلى االمتحان في حفظ القران توطئة (تمهيداً)النتسابه
إلى األزهر .
-لم يكن الصبي قد استعد لهذا االمتحان ولو كان قد عرف من قبل لقرأ القرآن على نفسه مرة أو مرتين قبل ذلك
اليوم ،ولكنه لم يفكر في تالوة القرآن منذ وصل إلى القاهرة .
س:11ماذا كان شعور الصبي حينما أخبر بأنه سيمتحن في القرآن توطئة النتسابه في األزهر ؟
جـ :خفق قلبه وجال وسعى إلى مكان االمتحان في زاوية العميان خائفا أشد الخوف مضطرب النفس أشد االضطراب ،ولكنه
لم يكد يدنو من الممتحنين حتى ذهب عنه الوجل فجأة ،وامتأل قلبه حسرة وألما و ثارت في نفسه خواطر الذعة لم
يحسها قط
س : 12كيف كان وقع دعوة الممتحن للصبي بقوله :يا أعمى على نفسه ؟
جـ :وقعت من أذنه ومن قلبه أسوأ وقع ،ولوال أن أخاه أخذ بذراعه فأنهضه في غير رفق وقاده إلى الممتحنين في غير
كالم لما صدق أن هذه الدعوة قد سيقت إليه فقد تعود من أهله كثيراً من الرفق ال هذه الغلظة الشديدة .
س : 13ما نتيجة هذا االمتحان ؟ وما سر دهشة الصبي ؟
جـ :النجاح ،وقد دهش الصبي لهذا االمتحان ؛ ألنه ال يصور شيئاً وال يدل على حفظ وقد كان ينتظر علي أقل تقدير
أن تمتحنه اللجنة على
نحو ما كان يمتحنه أبوه الشيخ .ولكنه انصرف راضياً عن نجاحه ،ساخطاً على ممتحنيه ،محتقراً المتحانهما.
س : 14لماذا وُضِعَ حول معصمه سواراً ؟
جـ :كان يدل على أنه مرشح لالنتساب إلى األزهر قد اجتاز المرحلة األولى من مراحله .
س : 15ما الذي عكر ابتهاج الصبي بهذا السوار الجديد حول معصمه ؟
جـ :هو انشغاله الشديد بقول الممتحن له ( :أقبل يا أعمى ثم انصرف يا أعمى ).
س : 16كان للجنة امتحان القرآن واالمتحان الطبي أثرها البالغ في نفس الصبي .وضِّح .
جـ :وذلك ألن امتحان القرآن كان بسيطاً ال يظهر شيئاً كما أن الطبيب لم يكن صادقاً في كشفه عندما حدد سنه بخمسة
عشر سنة و هو كان في الثالثة عشر فقط .
3
أسباب مشقة الحياة
كانت هذه الحياة شاقة عليه وعلى أخيه معا ,فقد كان الصبي يستقل ما يقدم إليه من علم ويتشوق إلى أن يشهد ويبدأ من
الدروس أكثر من ذلك الذي كان يبدأ به حياته العليمة.
هذا باإلضافة إلى وحدته المستمرة في غرفته بعد درس النحو التي لم يعد يحتملها ,وكان يود (يتمنى ويرغب) أن
يتحرك أكثر مما يتحرك ويتكلم أكثر مما يتكلم ليتخلص من هذه الوحدة.
أما بالنسبة ألخيه فقد ثقل عليه اضطراره لقيادة الصبي مصبحا وممسيا ذاهبا وعائدا من األزهر كل يوم ,وثقل عليه أيضا
تركه ألخيه الصبي في الغرفة وحيدا معظم الوقت ,وأيضا ثقل عليه أن يهجر أصدقاءه ويتخلف عن درسه ليجلس مع الصبي
في غرفته.
كيف تعامل الصبي وأخوه مع المشكلة؟
لم يتحدث الصبي عن مشكلته هذه مع أحد حتى مع أخيه ,وكذلك لم يتحدث أخوه معه عليها ,ويبدو أنه تحدث مع أصدقائه
في هذه المشكلة أكثر من مرة.
متى وصلت المشكلة ألقصاها ؟
لقد وصلت المشكلة ألقصاها ذات ليلة ,عندما دُعي األخ وجماعته ليسْمُر (السمر حديث الليل) عند صديق سوري ال يسكن
الربع وال يسكن الحي ,وقبلت الجماعة دعوة الصديق ,وعادت' الجماعة من درس األستاذ اإلمام بعد العشاء ليتخفف كل منهم
مما يحمله من كتب وأوراق.
وهيأ (جهز) الفتي أخاه الصبي للنوم مثلما يفعل كل ليلة وأغلق عليه الباب ,ولكنه لم يكد يصل الباب حتى سيطر الحزن
على الصبي فغلبه البكاء فأجهش به (رفع صوته بالبكاء) ,ولكنه حاول أن يكظم (يكتم) صوته ما استطاع ,ويظن بأن أخاه
قد سمعه ولكنه لم يغير رأيه وأغلق الباب واستمر في طريقه.
كيف حاول الفتى أن يخفف عن أخيه الصبي؟
بكي الصبي ما أرضى نفسه وانقضت الليلة مثل كل ليلة ال يستطيع النوم إال بعد عودة أخيه ,ولكن في الصباح بعد أن عاد
الصبي من درس الفقه وأفطر قدم له أخوه ألوانا من الحلوى كان قد اشتراها له في أثناء عودته من سمره ,وهنا فهم
الصبي وفهم الفتى ولكن لم يتحدثا عن األمر.
س & جـ
س : 1لماذا كانت تلك الحياة شاقة على الصبي وعلى أخيه ؟
3
جـ :ألن الصبي كان يستقل ما كان يقدم إليه من العلم ويتشوق إلى أن يشهد أكثر مما كان يشهد من الدروس ،كما أن
وحدته في الغرفة بعد درس النحو قد ثقلت عليه حتى لم يكن يستطيع لها احتماال وكان يود لو استطاع الحركة أكثر مما
كان يتحرك والكالم أكثر مما كان يتكلم .
-أما أخوه فقد ثقل عليه اضطراره إلى أن يقود الصبي إلى األزهر وإلى البيت مصبحاً وممسياً .وثقل عليه أيضا أن يترك
الصبي وحده أكثر الوقت ،ولم يكن يستطيع أن يفعل غير هذا فلم يكن من الممكن وال من المالئم لحياته ودرسه أن يهجر
أصدقاء ويتخلف عن دروسه ويقيم في تلك الغرفة مالزماً للصبي مؤنساً له
س : 2ولكن المشكلة بلغت أقصاها ذات ليلة وانتهت إلى الحل بعد ذلك ..ما المشكلة المقصودة ؟ وكيف عبر الصبي عن تأثره
بهذه المشكلة ؟ وما الحل الذي انتهت إليه ؟
جـ :المشكلة المقصودة :مشكلة الوحدة القاسية التي يعانيها الصبي وعدم قدرة شقيقه على رعايته النشغاله بدروسه و
أصدقائه ،وقد بلغت أقصاها عندما خرج شقيقه ذات يوم ليسهر عند صديق سوري يسكن بعيداً فلم يتمالك الصبي نفسه
لدرجة أن الحزن قد غلب نفسه فأجهش ببكاء وصل إلى أذن أخيه .و الحل الذي انتهت إليه :وصلت رسالة تفيد بأن ابن
خالة الصبي و صديقه الحميم سيحضر إلى القاهرة طلباً للعلم وبذلك يجد الصبي مؤنسا ورفيقا له.
س : 3لقد حاول الشيخ الفتي أن يدخل السرور على شقيقه .فماذا فعل ؟
جـ :بأن اعتذر بطريق غير مباشر بشرائه ألواناً من الحلوى للصبي
س : 4ما مضمون الرسالة التي أسعدت الصبي و الفتى ؟
جـ :مضمونها أن ابن خالة الصبي و صديقه الحميم سيحضر إلى القاهرة طلباً للعلم وبذلك يجد الصبي مؤنسا ورفيقا له
ولن يبقى وحيداً بعد ذلك.
3
ذهب الصبي إلى األزهر فاستمع إلى درس الحديث والشيخ يتغنى به سندا (السند هو نسب الحديث لقائله ورفعه إليه) ومتنا
(المتن األصل الذي يشرح وتضاف إليه الحواشي) ولكنه لم يهتم بما يقول الشيخ ولم يلق له باال (اهتماما) قد كان
مشغوال بحضور صديقه.
ثم جاء درس الفقه فلم يجد مفرا من االستماع واالهتمام ألن أخاه أوصى به الشيخ الذي كان يحاوره ويناظره ويضطره
إلى االستماع والفهم.
كيف كان الصبي غرفته وقت الضحى؟
ثم عاد إلى الغرفة فأنفق (قضى) وقته في هدوء وقلق ,فقد كان هادئا في ظاهر األمر حتى ال يظهر( يطلع) أخوه أو
أحد من أصحابه على أن هناك شيء تغير فيه ,وكان قلقا في دخيلة نفسه (عمق /ج /دخائل) ألنه يتعجل الوقت ويستبطئ
العصر الذي سيصل فيه القطار إلى محطة القاهرة.
طريق ابن الخالة من المحطة إلى الربع
حينما دعا المؤذن لصالة العصر لم يبق على لقاء الصبي بابن الخالة إال وقت قصير تقطع فيه العربة النقل المسافة بين
المحطة والحي ,وتمر في طريقها بباب البحر فباب الشعرية وتنتهي إلى الباب الذي ستنعطف نحوه فتمر بين دخان القهوة
وقرقرة الشيشة.
وصول ابن الخالة
سمع الصبي قدمان تضربان أرض الربع ولم يتردد في معرفة صاحبهما ,فقد كان ابن خالته ,الذي ألقى عليه سالما ضاحكا
وتعانق وهما يضحكان.
وبدأ سائق العربة في نقل ما أحضرته األسرة من الطرف (المستحدث' من كل شيء/م /طرفة) والزاد.
ما الذي تأكد منه الصبي؟
تأكد الصبي أن العشاء هذه الليلة سيكون دسما ,وأن األصدقاء جميعهم سيشاركون فيه ,وانه لن يخلو الصبيان إلى بعضهما
حتى يقوم القوم ليشهدوا درس األستاذ اإلمام.
ما أثر وصول ابن الخالة على حياة الصبي؟
لقد كان البن الخالة أثر كبير في حياة الصبي ,فقد تغيرت حياته تغيرا شامال ,فذهبت عنه الوحدة والعزلة حتى أنه رغب
فيها في بعض األحيان ,وكثر عليه العلم حتى ضاق به أحيانا أخرى.
اللغويات
أثيراً :مفضّالً -يختلفان :يترددان -األصيل :الوقت قبيل الغروب ج آصال ،أَصَائِل ،أُصُل ،أُصْالن -يئن :يحين
-السند :إسناد الحديث لقائله -المتن :األصل الذي يُشْرَح ج متون -يناظره :يناقشه ويحاوره -الطرف :م
الطُّرْقَة ،وهي كل جديد مستحدث' -الزَّاد :طعام المسافر ج أزْواد وأَزْوِدَة .
س & جـ
س : 1لماذا وقع خبر حضور ابن الخالة من نفس الصبي موقعاً حسناً ؟
جـ :ألن ابن خالته هذا كان رفيق صباه وصديقه المفضّل الذي يلعب معه و يخرج معه ،وكانت أمانيهما وأحالمهما مشتركة
،كما أنه جاء في وقت صعب للصبي الذي كان في حاجة إليه فقد كان يعيش في وحدة قاسية و عزلة أزالها ابن الخالة
عندما جاء إلى القاهرة .
س : 2لماذا كان ابن خالة الصبي يعود إلى أمه محزوناً كئيباً ؟عندما كانا يفترقان .
س( : 3وقد أقبل الليل ومأل الغرفة بظلمته ،ولكن الصبي لم يسمع للظلمة في تلك الليلة صوتاً وال حديثاً ) ..ماذا يقصد
بصوت الظلمة هذا ؟
جـ :يقصد بصوت الظلمة صوت حشرات الغرفة والحيوانات الصغيرة التي كانت تجوب الغرفة ليالً ،وأصواتها مسموعة
وحركاتها محسوسة تثير الفزع .
س : 4ولقد أرق الصبي ليلته كلها ولكنه كان أرقاً ،فرحاً ،مبتهجاً ..
لماذا اختلف أرق هذه الليلة عن أرق الليالي السابقة ؟
3
جـ :ألن أرق الليالي السابقة كان مصدره الوحدة القاسية و الخوف و الفزع و العزلة اللعينة ،أما أرق هذه الليلة
فمحبوب ؛ ألن مصدره السرور و االبتهاج بمجيء صديق حبيب إلى قلبه .
س : 5كيف تغيرت حياة الصبي كلها منذ قدوم ابن خالته إلى القاهرة ؟
جـ :ذهبت عنه العزلة القاسية حتى رغب فيها أحيانا وكثر عليه العلم حتى ضاق به أحيانا أخرى.
3
لقد تعلم لصبي وابن خالته كيف يقتصدان ليمتعا أنفسهما بعض ما تتوق به النفس من طرائف (المستحدث' والغريب والطيب
من الطعام /م /طريفة × التالد والتليد) الطعام والشراب ,ومن ذلك .....
(البليلة) وكانا إذا خرجا مع باكرا وخرجا من الفجوة الضيقة من الباب المقفل ,واستدارا ليأخذا طريقهما إلى األزهر,
توقفا عند بائع البليلة التي كانا يحبانها حبا شديدا لكثرة ما أكال منها في الريف ,ولكثرة ما يوضع عليها من السكر
الذي يختلط بحبات البليلة ويذوب في مائها الحار ,ومن شدة حرارة الماء ال يكادان يسيغانه (يستعذبانه ويسهل مدخله في
الحلق).
( أثر البليلة على الصبيين)
فتطرد عنهما بقية النوم وتبث في جسميهما النشاط وتثير في أفواههما وأجوافهما لذة ومتعة ,وتُهيئهُما لدرس الفقه بعد
أن عمرت بطونهما ورءوسهما معا( .التين المرطب) ويُقدم عند الباعة في شارع سيدنا الحسين فيجلسان على مجلس ضيق
من الخشب مفروش بحصير ضيق أو غير مفروش في كثير من األحيان ,ولكنه وثير (ناعم لين) وينتظران البائع الذي
يقدم لهما التين المرطب في إناء صغير فيلتهمانه التهاما ثم يعبان نم مائه عبا ثم يأكالن ما تحته من زبيب في أناة
وهدوء( .الهريسة والبسبوسة) وفي بعض األحيان أثناء عودتهما من األزهر عصرا كانا يجوران على ثمن العشاء فيقفان
عن بائع الهريسة أو بائع البسبوسة ويأكالن ما يرضي لذتهما البريئة من هذين اللونين من الحلوى ,وكانا في ذلك
مطمئنين على طعام اإلفطار والعشاء.
مم تكون طعام اإلفطار؟ (كيف ينفق الصبيين القرش؟)
لقد كان تدبير طعام اإلفطار أمرا يسيرا ,فكان يكفيهما أن يقفا عند أحد باعة الفول النابت ومعهما الرغيفين ويدفعان له
(مليمين ونصف المليم) واشتريا بنصف مليم حزمة كراث ,فيقدم لهما البائع طبق ضخم عميق امتأل مرقا وسبحت فيه حبات
الفول ,فيغمسان رغيفهما في المرق ويتصيدان ما يستطيعان من حبات الفول ,ويلتهمان ما تحمله يدهما اليسرى من كراث.
وبانتهاء الرغيف والكراث يكونا قد امتآل أو كادا يكتظان (يمتآلن) فيقبل الصديق على ما تبقى من مرق فيعرض على
الصبي أن يشربه فيستحي الصبي أن يقبل فيضحك ابن الخالة ويشرب ما تبقى من المخرق حتى يعيده إلى البائع نظيفا.
متعة العقل بعد متعة البطن
وبعد أن أرضى الصبي وصديقه بطنيهما من طعام اإلفطار ,أسرعا إلى األزهر ليرضيا عقليهما من العلم ,فكان يحرص كل
الحرص على حضور درس الفقه والحديث على يد الشيخ المجدد المحافظ حرصا على رضا أخيه.
كيف كان يرضى الصبي أخاه ونفسه في ذات الوقت؟
كان إذا أفطر أسرع إلى األزهر وحافظ على درس الشيخ المجدد المحافظ (درس النحو الفقه) طاعة ألخيه وإرضاء لنفسه.
ولكنه كان يطمع في أن يسمع لغير هذا الشيخ وأن يذوق غير هذين اللونين من العلم ,وقد أتيح له ذلك بفضل هذه
الدروس التي تلقى على الطالب في الضحى بعد إفطارهما.
3
كان الصبي يرى في درسه األول تعلما لعلم النحو وذلك أن الشيخ الذي اختاره له أخوه كان يعلمهم مبادئ النحو
وأساسياته ,وأما في درسه الجديد فقد كان يلهو بالدرس والشيخ معا ,فكان يلهو في هذا الدرس باإلعراب المتصل الذي
ألح فيه الشارع على المنتن إلحاحا شديدا.
كما كان يلهو بهذا الشيخ الذي كان يقرأ المتن (األصل الذي يشرح منه) والشرح ويفسر ما يقرأ في صوت غريب يدفع
للضحك ,وذلك أنه كان يغنى وال يقرأ ,كما أن غناؤه لم يكن يصعد من صدره وإنما يهبط من رأسه ,وكان صوته غريبا
يجمع بين صلتين متناقضتين ,فهو أصم مكظوم (مملوء فمه) وفي ذات الوقت ممتدا عريضا.
صفات الشيخ الجديد
لقد كان الشيخ من أهل الصعيد بل هو من أقصى الصعيد لم يغير لهجته اإلقليمية في الكالم أو القراءة وال في الغناء ,وكان
غليظ الطبع يقرأ في عنف ويسأل في عنف ويرد علي طالبه في عنف ,وكان سريع الغضب ال يكاد يسأله أحد طالبه حتى
يشتم السائل فإن ألح عليه في السؤال لكمه بيده إذا كان قريبا وإن كان بعيدا رماه بحذائه الغريب.
حذاء الشيخ
كان حذاء الشيخ غليظا كصوته جافيا كثيابه وكان مليئا بالمسامير التي تحفظه من البلى (التلف) ,حتى أن الصبي كان
يفكر في مصير ذلك الطالب الذي يرمى بالحذاء في وجهه أو ما كشف من جسده.
أثر طبع وحذاء الشيخ على طالبه
لقد أشفق الطالب (خافوا) من سؤال الشيخ فخلوا (تركوا) بينه وبين القراءة والتفسير والتقرير والغناء ,ومن أجل ذلك
لم يضع وقت الشيخ وال وقت الطالب ,فقد بدأ سنته بشرح الكفراوي وأنهاها وقد أنهى شرح الكفراوي والشيخ خالد إال
كتابا واحدا من شرح الشيخ خالد ,وعلى النقيض نجد أن الشيخ المجدد المحافظ لم يكن قد تجاوز بطالبه األبواب األولى
من النحو.
أثر الشيوخ على حياة الصبي النحوية
قضى الصبي إجازة الصيف ثم عاد إلى األزهر فلم ير شيخه المجدد المحافظ ,وإنما سلك طريق سائر األزهريين فدرس في
الفقه شرح (الطائي على الكنز) وحضر في النحو (حاشية العطار على شرح األزهرية).
ويطالبنا الكاتب أال نستبق األحداث وأن نبقى معه في السنة األولى للصبي في األزهر.
فإذا انتهى من درس الضحى انتقل إلى درس الظهر ثم يعود إلى غرفته فيطالع مع صديقه دروس الغد كما يفعل أصحاب
الجد من الطالب ,وقد يمضي وقته في قراءة كتب مختلفة قد يقرأ ما فيها وقد ال يفهم.
عشاء الصديقين
إذا بدأت غروب الشمس أقبل الصديقان على العشاء بحسب ما بقي معهما من مال,
فإن تبقى معهما نصف قرش قسماه نصفين فاشتريا بنصفه شيئا من الحلوى الطحينية وينصفه اآلخر شيئا من الجبن وقطع
الحالوة ,وكانا يشعران بأن لهذا المزاج الغريب طعما لذيذا.
وإن ولم يتبق لهما إال ربع قرش بعد أن أسرفا' في شراء البليلة أو التين صباحا اشتريا به شيئا من الطحينة وصبا عليها
العسل األسود أو األبيض الذي كان يأتيهما من الريف.
فإن ولم يتبق شيئا بعد أن جارت البليلة أو التين أو كالهما على نقدهما ,لم يشعرا بالهم ,وذلك أنهما حفظا رغيفيهما
ويغمسانهما في صفيحة العسل األسود أو صفيحة العسل األبيض ,وذلك يجزئ(يكفي ويغني) عن الحالوة الطحينية والجبن
والطحينة.
وقد يبيحان ألنفسهما في هذا البؤس شيئا من الترف فيقسما الرغيف فيغمسا نصفه في العسل األسود والنصف اآلخر في
العسل األبيض.
درس المنطق
إذا ما صعد المؤذن إلى المئذنة ليؤذن للمغرب ,أسرع الصديقين إلى األزهر ليحضرا بعد الصالة درس المنطق كالكبار وهو
(متن السلم لألخضري).
شيخ درس المنطق
3
لم يكن شيخا بل كانا يحضران على يد طالب يرى في نفسه أنه عالم ,رغم أن األزهر لم يعترف له بالعالمية ,رغم طول
دراسته في األزهر وإلحاحه في طلبها ,ولكنه لم يظفر بها ,فلم يرض بحكم الممتحنين ولم ييئس فكان يطاولهم
(يجادلهم) بحضور الدرس واالمتحان ويغيظهم من جهة أخرى بجلوسه إلى أحد األعمدة بعد المغرب ومن حوله بعض الطالب
يقرأ عليهم كتابا في المنطق كما يقرأ العلماء الممتازون ,ولم يكن يقدر على تعليم المنطق إال هؤالء الممتازون من العلماء.
رأي الصبي في طالب الشيخ
يرى الصبي أن ذلك الطالب الشيخ لم يكن بارعا وال ماهرا في التعليم وأن جهله وعجزه يظهران لكل من يسمعه حتى لهؤالء
الطالب المبتدئين ,وكان حاد الطبع سريع الغضب ولكنه لم يكن يشتم أو يضرب لعدم حصوله على درجة العالمية ,والتي
تبيح له ضمنا ذلك.
ما رأي الصبي في درجة العالمية؟
رأى الصبي أن درجة العالمية كانت تمنح صاحباه ضمنا حق الشتم والضرب لطالبه.
من أين جاء هذا الطالب؟
جاء هذا الطالب من أقصى الصعيد فاحتفظ بلهجته ولم يغير منها شيء في حديثه أو قراءته.
تحذير أخو الصبي للصديقين من الطالب الشيخ
لقد سمع الصبي وصديقه كل هذه األمور عن ذلك الطالب الشيخ من أخيه ومن كبار الطالب ولكنهما لم يمتنعا عن الحضور
والمواظبة (المداومة) عليه.
فقد أرادا أن يقوال ألنفسهما أنهما يدرسان المنطق ,وليقوال ألنفسهما أنهما يذهبان لألزهر بعد صالة المغرب ويعودان منه
بعد العشاء كما يفعل الطالب الكبار والمتقدمون.
الصبي واإلجازة
جاء الصيف ومعه اإلجازة ولكن الصبي لم يشأ أن يعود إلى الريف ,وامتنع عن العودة ,وكان في ذلك صادقا متكلفا (مظهر
غير الحقيقة)
فكان صادقا ألنه أحب القاهرة وكلف بها (أولع بحبها) وشق عليه (صعب واشتد×سهل والن) فراقها والرحيل.
وكان متكلفا ,ألنه رأى ما يقوم به أهوه من إنفاق معظم اإلجازة في القاهرة ,فكانت األسرة تكبر' منه ذلك (تعظمه)
وتراه آية ودليل على الجد واالجتهاد ,فأراد أ ،يصنع ما يصنعه أخوه فتظن فيه األسرة والناس ما يظنوه في أخيه.
هل نفعه حبه أو تكلفه للبقاء في شيء؟
بطبيعة الحال لم ينفعه ذلك الحب أو ذلك التكلف ,فقد قرر األخ أن يرسله وصديقه إلى القرية ,فأخذتهما عربة من
عربات النقل ومعهما مالبسهما في حزمتين ,ثم أخذ لها تذكرتين' ثم وضعهما في القطار في عربات الدرجة الثالثة ,وانطلق
بهما القطار ,وبعد محطة أو محطتين نسي الصبي وصديقه القاهرة واألزهر والعلم وبدا يتذكران الريف ومتعته ونعيمه
اللغويات
أيسر :أبسط وأقل -مضجعه :مكان نومه ج مضاجع -اللبد :الصوف -جهرة :علناً -الخصبة :أي الثرية -تلبّث :
استقر -دأب :استمر -رواق :مكان الدراسة ج أروقة ،روق -يسيغانه :أي يشربانه -وثيراً :مريحاً ناعماً ج وثائر
-يعب الماء :يشربه -مرق :شُرْبة -يواظب :يداوم × ينقطع -جافياً :غليظاً -البلي :القدم -يطاولهم :
ينافسهم -أية :عالمة .
3
س & جـ
س : 1اتسعت دائرة الحياة عند الصبي بعد قدوم ابن خالته .وضِّح .
جـ :بالفعل فقد هجر الغرفة التي كان يبقى فيها وحيداً و أصبح ال يراها إال حين كان يجلس لإلفطار أو العشاء وحين
كان يأوي إلى مضجعه -أصبح يقضي يومه كله أو أكثره في األزهر وفيما حوله من المساجد التي كان يختلف (يتردد)
فيها إلى بعض الدروس .
س : 2لماذا عرف الصبي الربع أكثر مما كان يعرفه قبل أن يأتي ابن خالته ؟
جـ :ألنه أصبح يرى بعيني ابن خالته ما لم يكن يراه ،وعرف من شئون أهل الربع أكثر مما كان يعرف وسمع من
أحاديثهم أكثر مما كان يسمع و عاش جهرة بينهم بعد أن كان يعيش سرا.
س : 3ما العادة التي التزمها الصبي منذ أقبل ابن خالته ؟
جـ :العادة هي :قراءة الفاتحة كلما مر بمسجد سيدنا الحسين .
س:4ما مصروف الصبيين اليومي ؟ وما الجراية التي كان يأخذها الشيخ الفتى ويعطيها لهما ؟
جـ :كان قرشاً واحداً ،و الجراية كانت أربعة أرغفة .
س : 5كان الصبيان يحرصان على إرضاء أجسامهما أوالً .فماذا كانا يفعالن ؟
جـ :كانا في الصباح يقفان عند بائع البليلة فيأخذان منه قدراً من هذا الطعام الذي كانا يحبانه ثم يأكالن التين المرطب
،قبيل العصر يقفان عند بائع الهريسة ليرضيا لذاتهما البريئة إلى هذا اللون من الحلوى .
س : 6لماذا كان الصبي يحرص على أن يقبل على درس شيخه المجدد في الفقه والنحو ؟
جـ :حرصاً على طاعة أخيه من جهة وإرضاء لنفسه من جهة أخرى .
س : 7بمَ وصف الكاتب شيخ النحو في األزهر ؟
جـ :كان يقرأ في صوت غريب مضحك ،فهو لم يكن يقرأ وإنما كان يغنى وكان الشيخ على هذا كله غليظ الطبع يقرأ في
عنف ويسأل الطالب ويرد عليهم في عنف وكان سريع الغضب ،ال يكاد يسأل حتى يشتم فإن ألح عليه السائل لم يعفه من
لكمة إن كان قريباً منه ،ومن رمية بحذائه إن كان مجلسه منه بعيداً .وكان حذاء الشيخ غليظاً كصوته جافياً كثيابه .
س : 8ومن أجل ذلك أشفق الطالب من سؤال الشيخ وخلّوا بينه وبين القراءة والتفسير' ..
لماذا أشفق الطالب من سؤال الشيخ ؟
جـ :وذلك ليتجنبوا إيذاءه وضربه و شتمه المتكرر ،فقد كان سريع الغضب .
س : 9علل :حضور الصبيين درس المنطق رغم ضعف الشيخ علمياً .
جـ :ليقوال ألنفسهما إنهما يدرسان المنطق ،وليقوال ألنفسهما إنهما يذهبان إلى األزهر بعد صالة المغرب ويعودان منه
بعد صالة العشاء كما يفعل الطالب الكبار
س : 10علل :رغبة الصبي في قضاء اإلجازة في القاهرة .
جـ :ألنه أحب القاهرة وأصبح ال يطيق البعد عنها ،كما أنه أراد أن يصنع ما يصنعه أخوه -الذي يقضى أكثر إجازاته في
القاهرة -فيحظى بما كان أخوه يحظى به من تقدير والديه ؛ ألن ذلك في نظرهما دليل جد و اجتهاد .
3
,أسرعت األخت الصغرى تحمل الصبيان واحدا تلو اآلخر إلى مضاجعهم بعد أن تناوموا (تظاهروا بالنوم) واألم قد اضطجعت
على فراش من لبد تستريح من عناء اليوم ,ولكنها ال تستطيع بعد أن تجتمع بناتهما حولها يتحدثن كالعادة ,فإذا عاد
الشيخ أوت األسرة كلها إلى مضاجعها ,فال يسمع إال صوت الكالب وتصايح الديكة في الدار وفي أطراف القرية.
ما أثر وصول الصبيان على األسرة؟
لما دخل الصبيان على األٍسرة أصابها الوجوم (السكوت' على هم وحزن) ألنها لم تخبر بأنهما في الطريق فلم تعد لهما
طعاما خاصا وال حتى الطعام المألوف ,كما أنها لم ترسل إليهما أحدا ليستقبلهما في محطة القطار.
استقبال األسرة وأثره على الصبي
استقبلت األسرة استقباال لم يكن يتوقعه ,فقد كان ينتظر أن تستقبله األسرة كما تستقبل أخاه األزهري بحفاوة (مبالغ في
اإلكرام) وفرح واستعداد عظيم .وفقد نهضت األم وقبلته ثم ضمه أخواته إلى صدورهن ,وأعطاه أباه يده فقبلها ثم سأله
عن أخيه في القاهرة ,ثم أوت األسرة كلها إلى الفراش.
فقد خاب أمله في االستقبال والحفاوة ,ونام الصبي على مضجعه القديم وهو يكتم كثيرا من غيظه وكثيرا من خيبة األمل.
استقبال الناس للصبي
مضت الحياة في القرية كما هي قبل أن يذهب إلى القاهرة ,فأصبح كأنه لم يذهب إلى القاهرة ولم يتعلم في األزهر النحو
والفقه والحديث والمنطق.
فالناس لم يذهبوا إلى بيته ليسلموا عليه ويرحبوا به بل كانوا يقابلونه في الطريق بفتور وإعراض ,ويلقون عليه سؤالهم
ها أنت ذا؟ أعدت' من القاهرة؟ كيف أنت؟ ,ثم يسألونه عن أخيه الفتى األزهري .واضطر للعودة إلى الكتاب مرة أخرى
وعاد ليقبل يد سيدنا ويلقاه بالتحية واإلكرام ,ويضطر لسماع كالمه الفارغ الذي اعتاد أن يسمعه قبل ذهابه للقاهرة.
حتى التالميذ يلقونه كما كانوا وال يشعرون بأنه غاب عنهم سنة كاملة في القاهرة ,بل لم يسأله أحد منهم عما رآه أو
سمعه في القاهرة ,ولو سألوه ألخبرهم بالكثير.
أثر هذا االستقبال على الصبي
استقر في نفس الصبي أنه ما يزال ,كما كان قبل رحلته إلى القاهرة ,قليل الخطر (األهمية) ضئيل الشأن ,ال يستحق
عناية به وال سؤاال عنه ,فآذى ذلك غروره ,وقد كان غروره شديدا ,وزاده ذلك إمعانا (تأكيد) في الصمت وعكوفا
(إقباال على نفسه والتزاما) على نفسه وانصرافا إليها.
(كيف لفت الصبي أنظار الناس إليه؟) تمرد الصبي:
لم تمر أيام حتى غير الصبي رأي الناس فيه ولفتهم إليه ,ولكنه ليس لفت عطف أو شفقه أو مودة ,ولكنه لفت إنكار
وإعراض وازورار (ميل وانحراف)وأصبح ينكر ما كان يألفه وينكر ما كان يعرف ,ويتمرد (يعاند في إصرار وعصيان)
على من يظهر لهم اإلذعان (الخضوع واالنقياد) ,وقد كان صادقا في ذلك أول األمر فلما أحس منهم اإلنكار واالزورار
والمقاومة لما يقول ,تكلف العناد وغال (زاد) في الشذوذ (االنفراد ومخالفة الجماعة).
كيف تمرد الصبي على والده؟
وازداد األمر عندما سمع أباه يقرأ (دالئل الخيرات) كما كان يفعل دائما بعد صالة الصبح أو العصر ,فرفع كتفيه وهز رأسه
ثم ضحك ,وقال إلخوته "إن قراءة دالئل الخيرات عبث ال غناء فيه"
لم يهتم به إخوته ولم يلتفتوا له ,لكن أخته الكبرى زجرته (منعته ونهرته) زجرا عنيفا ,وسمعها الشيخ فلم يقطع
قراءته وإنما أتمها ثم أقبل على الصبي هادئا باسما يسأله ماذا كان يقول؟ فأعاد عليه كالمه ,فلما سمعه الشيخ هز كتفيه
وضحك ضحكة قصيرة وقال له في ازدراء "ما أنت وذاك! هذا ما تعلمته في األزهر؟ فغضب الصبي وقال ألبيه نعم وتعلمت
في األزهر أن كثيرا مما تقرؤه في هذا الكتاب حرام يضر وال ينفع ,فما ينبغي التوسل باألنبياء وال باألولياء ,وما ينبغي
أن يكون بين اهلل وبين الناس واسطة وإنما هذا لون من الوثنية
غضب الشيخ وتهديه للصبي
فلما سمع الشيخ ذلك غضب غضبا شديدا ولكنه كظم غيظه واحتفظ بابتسامته وقال قوال أضحك األسرة كلها حيث قال:
اخرس قطع اهلل لسانك ,وال تعد هذا الكالم وإني أقسم لئن فعلت ألمسكنك في القرية وألقطعنك عن األزهر وألجعلنك
3
فقيها تقرأ القرآن في المآتم والبيوت" ثم انصرف الشيخ تاركا األسرة تضحك من الصبي ,ولكن هذه القصة القاسية لم
تزد الصبي إال عنادا وإصررا.
هل استمر الشيخ يؤنب الصبي على كلماته؟
لم يستمر الشيخ في تأنيب الصبي وزجره على ما قال ,بل نسي ما قاله الصبي بعد ساعات وجلس الجميع للعشاء فسأله
الشيخ عن أيه الفتى األزهري .كان يحب الشيخ أن يسأل عن الفتى األزهري ,وكان يجد متعة ولذة في إعادة الحديث حوله
ابنه فكان يسأل عن حله ووقته كيف يقضي وأساتذته وكتبه وكل شيء ,فكان الفتى يخبره بما يريد ,ولكنه إذا ما أعاد
عليه نفس األسئلة مرة أخرى كان يبخل الصبي في اإلجابة فلم ينكر عليه ذلك صراحة أمام األبناء ولكنه كان يشكوه
لزوجته إذا ما خال بها.
ما شعور الشيخ وهو يسمع أحوال ابنه الفتى األزهري؟
لقد كان الشيخ يجد لذة في سماع إجابات الصبي عن أسألته المتكررة عن الفتى األزهري وشيوخه وكتبه وأحواله ,بل كان
يقص بعض هذا الحديث على أصحابه ويفتخر بابنه الذي يزور الشيخ بخيت واإلمام محمد عبده ,وكيف أنه يعترض على
شيوخه أثناء الدرس وإحراجه لهم فيتعدون عليه بالشتم والضرب أحيانا.
ما موقف الصبي من تكرار سؤال الشيخ عن الفتى األزهري؟
لقد كان الصبي سمحا طيعا ال يمتنع عن اإلجابة على أبيه وال يمل من تكرار األسئلة ,وكان يشعر بلذة أبيه ومتعته ورضاه
عن هذه األحاديث ولذلك كان يخترع ما لم يحدث ويحفظه حتى إذا ما عاد إلى أخيه األزهري في القاهرة قصه عليه.
سخرية الصبي في رده في تلك الليلة
وفي هذه الليلة جدد الشيخ سؤاله عن الفتى وحاله وكتبه وشيوخه فرد الفتى في خبث وكيد ,إنه يزور قبور األولياء
وينفق نهاره في قراءة كتاب (دالئل الخيرات)
وما أن أتم هذه الكلمات حتى أغرقت األسرة كلها في ضحك شديد شرق له الصغار (غُصُّوا به) بما كان في أفواههم من
طعام وشراب ,حتى أن الشيخ نفسه كان أسرعه إلى الضحك وأشدهم إغراقا فيه.
ما مصير نقد الصبي ألبيه؟
لقد استحال (تحول) نقد الصبي ألبيه على قراءة دالئل الخيرات والتوسل باألنبياء واألولياء موضوع لهو وعبث وفكاهة'
لألسرة أعواما وأعوام ,وعلى الرغم من أن األمر كان يحفظ الشيخ (يغضبه) ويؤذيه في نفسه وفيما ورثه من عادات
وتقاليد ,إال أنه يجد فيه لذة ومتعه تجعله يغري ابنه الصبي دائما لنقده والحديث في ذلك.
3
وصفوه بأنه ضال مضل تعلم على يد الشيخ محمد عبده صاحب اآلراء الفاسدة المضلة ,وحاول بعضهم أن يراه ويسمع منه
ويرد عليه ,فكانوا يذهبون إلى أبيه وأصحابه ويطلبن رؤية ابنه فيذهب الشيخ ويأتي بابنه من ملعبه في الدر مع إخوته,
فإذا سلم عليهم بدأ بعض القادمين الحديث معه بود ورفق ,فإذا اتصل الحديث واشتد' الموقف وصل الحديث إلى درجة
العنف ,كثيرا ما قام القادمون وانصرفوا غاضبين يستغفرون اهلل ويتعوذون به من الشيطان الرجيم.
أثر هذا الجدال على الشيخ وأصحابه؟
لم يدرس الشيخ أبو الصبي في األزهر وال أصحابه ولم يتفقهوا في الدين ولكنهم كانوا يرضون بهذه الخصومات وهذا
الجدال,ويعجبون به ويبتهجون بهذا الصراع بين ذلك الصبي النشء وهؤالء الشيوخ الشيِّب.
ولكن أبا الصبي كان أشدهم غبطة وسرورا ,ورغم انه لم يصدق كلمة واحدة مما قالها ابه في مسألة التوسل وعجز
األولياء عن إحداث الكرامات ( األشياء الخارجة عن المألوف يظهرها اهلل على يد أوليائه) ولكنه كان يحب أن يرى ابنه
محاورا مخاصما ظاهرا على محاوريه,ولذلك كان يتعصب به تعصبا شديدا ,وكان يسمع ويحفظ كل ما يقول الناس
ويخترعونه من أمر ابنه الغريب ,ثم يعود مساءا فيقص ما سمعه على زوجته راضيا حينا وساخطا حينا آخر.
كيف انتقم الصبي لنفسه من تلك القرية التي لم تستقبله كما كان يحب؟
لقد استطاع الصبي أن ينتقم لنفسه فخرج من عزلته وجعل الجميع يتحدث عنه ويفكر فيه داخل القرية والمدينة ,وتغيرت
مكانته في األسرة ,فلم يعد يهمله أبوه ولم تعرض عنه أمه وإخوته ,ولم تعد الصلة بينهم قائمة على الرحمة واإلشفاق بل
على شيء أكثر من ذلك في نفس الصبي وهو العلم.
هل نفذ الشيخ تهديده بحرمان الصبي من الزهر؟
بالطبع ال ,فقد انقطع النذير (اإلنذار بالشر) والتهديد الذي سمعه الفتى أول اإلجازة ,بأنه سيبقى في القرية وييصبح
فقيها يقرأ القرآن في المآتم والبيوت ,والدليل على ذلك أنه أصبح ذات يوم فنهض مع الفجر ونهضت األسرة كلها تودعه
وهو عائد إلى األزهر ,فقبلته أمه وهي تذرف الدمع على فراقه ,ثم أخذه أبوه وأجلسه وصاحبه في عربة القطار رفيقا
(لطيفا لين الجانب) وهو يسأل اهلل أن يفتح عليه.
كيف عاد الصبي للربع في القاهرة؟
أركبه أبوه القطار مع صاحبه وابن خالته ,ولما نزل في محطة القاهرة وجد أخاه ينتظره مبتسما له ثم حمل ما معه على
عربة نقل وأركبه بجانبه عربة ركوب وأعطى السائق عنوان الربع.
اللغويات
وجمت :سكتت -المألوف :المعتاد -حفاوة :ترحيب -إعراض :تجاهل -قليل الخطر :قليل القيمة -إمعان :مبالغة
وزيادة -عكوف :أي انطواء -ازورار :ابتعاد × اقتراب -ينبو :يشذ -اإلذعان :االنقياد والخضوع -غال :بالغ -
زجرته :نهرته ،نهته -يتوسّل :يتقرب -دهاء :أي مكر -يُحْفِظ :يغضب -شذوذ الصبي :خروجه عن الرأي
المألوف -التملق :النفاق ،المداهنة .
س & جـ
س : 1كيف استُقْبِل الصبي الشيخ حينما وصل إلى قريته لقضاء اإلجازة ؟ وما أثر ذلك االستقبال في نفسه ؟
جـ :لقد استُقْبِل استقباالً فاتراً فلم يجد من يستقبله في المحطة ،وعندما وصل إلى الدار مع صاحبه وجمت األسرة
لدخولهما ولم يلقيا الترحيب و الحفاوة .
أثره في نفسه :شعر بخيبة األمل الكبيرة و كتم في صدره كثيراً من الغيظ .
س : 2كيف كان الصبي يلقى سيدنا ؟
جـ :كان يلقى سيدنا بالتحية مضطراً ،ويقبل يده كما كان يفعل من قبل ويسمع منه كالمه الفارغ الكثير .فقد كان ال
يحمل له أي تقدير أو حب .
س : 3تحدث عن استقبال أهل القرية للصبي الشيخ .
جـ :لم يقبل أحد من أهل القرية على الدار ليسلم على الصبي الشيخ بعد أن عاد إليها وقد غاب عنها سنة إنما كان يلقاه
منهم هذا الرجل أو ذاك ،في فتور وإعراض و إذا حدثوه فللسؤال عن أخيه الشيخ فقط فهو بال قيمة في نظرهم .
3
س : 4كيف لفت الصبي انتباه أسرته و أهل قريته إليه وغيَّر رأيهم فيه ؟
جـ :وذلك بأن بدأ يتمرد على آرائهم و معتقداتهم التي كانوا يؤمنون بها وقد توارثوها عن اآلباء و األجداد ؛ ألنها في
رأيه ال تتفق مع تعاليم الدين اإلسالمي .
س : 5لماذا أنكر الصبي على أبيه قراءة (دالئل الخيرات) ،وزيارة القبور و األولياء ؟
جـ :ألنه ال فائدة منها وال تتفق مع تعاليم الدين اإلسالمي ،وال ينبغي أن يتوسل إنسان باألنبياء وال باألولياء ،وما
ينبغي أن يكون بين اهلل وبين الناس واسطة ،وإنما هذا لون من الوثنية .
س : 6ماذا كان رد فعل األب على هذا الكالم ؟
جـ :غضب الشيخ غضبا شديداً ولكنه كظم غضبه واحتفظ بابتسامته وقال فأضحك األسرة كلها( :اخرس قطع اهلل لسانك ،
ال تعد إلى هذا الكالم .وإني أقسم لئن فعلت ألمسكنك' في القرية ،وألقطعنك عن األزهر وألجعلنك فقيها تقرأ القرآن في
المآتم والبيوت) .ثم انصرف وتضاحكت األسرة من حول الصبي .
س : 7كان األب قاسياً على الصبي .فماذا كان رد فعل الصبي على هذه القسوة ؟
جـ :لم تزد هذه القصة على قسوتها الساخرة صاحبنا إال عنادا وإصراراً على آرائه
س : 8لماذا كان الشيخ يكثر من السؤال للصبي عن أحوال ابنه الشيخ الفتى ؟
جـ :ألن األب كان يجد لذة عظيمة في إلقاء هذه األسئلة وفى االستماع ألجوبتها ؛ ليعيد على أصحابه بعض ما كان ابنه
يقص عليه من زيارات الشيخ الفتى لألستاذ اإلمام والشيخ بخيت ومن اعتراض الشيخ الفتى على أساتذته في أثناء الدرس
وإحراجه لهم ،وردهم عليه بالعنف وبالشتم وبالضرب أحياناً
س : 9ماذا كان موقف أهل القرية من آراء ومقاالت الشيخ محمد عبده ؟ ولماذا ؟
جـ :رأوا أن مقاالت الشيخ محمد عبده ضارة وآراءه فاسدة مفسدة ،وتعاليمه باطلة ؛ ألنها هدمت كل معتقداتهم الخاطئة
المتوارثة عن األجيال السابقة و أنه أفسد هذا الصبي و جعله ضال مضل عاد إلى المدينة ليضلل الناس .
س : 10ما تأثير آراء الصبي على األب الشيخ و أصحابه ؟
جـ :وكان الشيخ وأصحابه من الذين لم يدرسوا في األزهر ولم يتفقهوا في الدين يرضون عن هذه الخصومات ويعجبون
بها ،ويبتهجون لهذا الصراع
الذي كانوا يشهدونه بين هذا الصبي الناشئ وهؤالء الشيوخ الشيب .وكان أبو الصبي أشدهم غبطة وسروراً .ومع أنه لم
يصدق قط أن التوسل باألولياء واألنبياء حرام ولم يطمئن قط إلى عجز األولياء عن إحداث الكرامات ،ولم يساير قط
ابنه فيما كان يقول من تلك المقاالت فقد كان يحب أن يرى ابنه محاورا مخاصماً ظاهراً على محاوريه ومخاصميه وكان
يتعصب البنه تعصباً شديداً.
س : 11كيف انتقم الصبي لنفسه من التجاهل الذي شعر به في بداية مجيئه للقرية ؟
جـ :انتقم لنفسه بأن شغل الناس في القرية والمدينة بالحديث عنه والتفكير فيه ،وتغير مكانه في األسرة ،مكانه
المعنوي إن -صح هذا التعبير -فلم يهمله أبوه ،ولم تعرض عنه أمه وأخوته ،ولم تقم الصلة بينهم وبينه على الرحمة
واإلشفاق بل على شيء أكثر وآثر (أفضل)عند الصبي من الرحمة واإلشفاق .
3
وسمع حديث األدب منهم عندما كانوا يتحدثون عن الشيخ (الشنقيطي) رحمه اهلل وحماية األستاذ اإلمام له وبره به (عطفه
عليه),وكان لهذا االسم األجنبي على سمع الصبي أثر غريبا ,وزاد من عجبه ما يسمعه من أعاجيب الشيخ وأطواره (أحواله)
الشاذة وآرائه التي تضحك قوم وتغضب آخرين.
صفات الشيخ الشنقيطي
تحدث الطالب الكبار عن هذا الشيخ وأنهم لم يروا قط ضريبا له (مثيال وشبيها ج/ضرباء وأضرب) في حفظ اللغة ورواية
الحديث سندا ومتنا عن ظهر قلب.
كذلك تحدثوا عن حدته وشدته وسرعة غضبه وانطالق لسانه بما ال يطاق من القول ,حتى اتخذوه مثال لحدة المغاربة
(أهل المغرب) ,وتحدثوا عن إقامته في المدينة ورحالته إلى قسطنطينية وزيارته األندلس.
وتحدثوا عن حياته العليمة وذكروا أن له مكتبة غنية بالمخطوطات والمطبوعات في مصر وفي أوربا ,وأنه يقضى أغلب
وقته في درا الكتب إما ناسخا أو قارئا ,فلم يكن يقنع بما ليده من مكتبة ضخمة.
أغرب عجائب الشيخ الشنقيطي
وكان للشيخ الشنقيطي قصة كبرى شغلت االس به وشغلته بالناس ,وكانت سببا لتعرضه لكثير من الشر واأللم ,وهذه القصة
تتعلق برأيه في أن (عمر) مصروف وليس ممنوعا من الصرف.
ما أثر الحديث عن كلمة (عمر) على الصبي؟
كان الصبي يسمع لهذا الكالم ولكنه لم يفهم منه شيئا في بداية األمر ,ولكن بعدما تقدم في درس النحو فهم المقصود من
هذه القضية بوضوح ,وذلك أنه درس الصرف والممنوع من الصرف.
مناظرة الشيخ الشنقيطي مع علماء األزهر
وذكر هؤالء الشباب أن جماعة من علماء األزهر تناظروا مع الشيخ الشنقيطي حول صرف كلمة (عمر) وضحكوا لما ذكروا تلك
المناظرة التي اجتمع فيها علماء األزهر وعلى رأسهم شيخ الجامع ليتحدثوا في قضية صرف (عمر) فرفض الشيخ الشنقيطي أن
يتحدث إليهم إال بعد أن يجلسوا منه مجلس التلميذ من األستاذ ,فلما تردد العلماء أسرع أحدهم في مكر وخبث وجلس بين يديه
متربعا على األرض ,ثم أخذ الشيخ يعرض رأيه فقال :انشد الخليل
قد قلت فيه غير ما تعلم يا أيها الرازي على عمرٍ
فأسرع' الشيخ الجالس مجلس التلميذ وقال ,لقد رأيت الخليل أمس وأنشدني' البيت هكذا :يأيها الرازي على عمرَ ...فقاطعه
الشيخ الشنقيطي مسرعا غاضبا وقال كذبت كذبت ,لقد مات الخليل منذ قرون فكيف يكون لقاء األموات؟ وبدأ يُشهد العلماء
على تعمد صاحبهم الكذب وجهله بالعروض والنحو ,فضحك القوم وقاموا دون ان يصلوا لحل في قضية صرف (عمر) أو
منعها.
أثر حديث الطالب الشباب عن هذه المناظرات على الصبي:
لقد كان الصبي يسمع لحديث الشباب حول الشيخ الشنقيطي فيحفظه ويجد لذة فيما فهم منه ,ويتعجب لما لم يفهم منه.
حفظ بعض المعلقات:
كان الشيخ الشنقيطي يقرأ على الطالب المعلقات ,فكان أخو الصبي وأصدقاءه يسمعون هذا الدرس يوم الخميس أو الجمعة من
كل أسبوع ,وألنهم يعدونه كما يعدون سائر دروسهم فقد سمع الفتى هذه المعلقات ألول مرة في حياته,
وعلى الرغم من انصرافهم عن هذا الدرس سريعا ألنهم لم يُسيغوه ,إال أن أخو الصبي ظل يحاول حفظ المعلقات فحفظ
معلقة امرئ القيس قفا نبك من ذكر حبيب ومنزل ...ومعلقة طرفة بن العبد.
كيف حفظ الصبي هذه المعلقات؟
كان هذا أول عهد الصبي بالمعلقات ,وكان أخوه يحفظ بصوت عالٍ فيسمع الصبي األبيات ويحفظها ,ثم أِشرك معه أخاه
الصبي في الحفظ حتى أتم حفظ معلقتي امرئ القيس وطرفة ,ولم يزد على ذلك وانصرف إلى دروسه األزهرية األخرى.
ما أثر حفظ المعلقتين على الصبي؟
صحيح أن الصبي حفظ المعلقتين حفظا تاما ,إال أنه لم يفهم منهما إال القليل.
الكبار ودرس اإلنشاء:
3
وكذلك كان هناك درس في صناعة اإلنشاء يلقيه شيخ سوري من خاصة األستاذ اإلمام ,مما دفع الطالب إلى االختالف إليه
وشراء الدفاتر وكتابة موضوعات اإلنشاء ,ولكنهم لم يلبثوا إال أن عدلوا عنه كما عدلوا عن درس الشنقيطي .
لماذا اهتم أخو الصبي بدروس الشنقيطي ودرس صناعة اإلنشاء؟
كانت هذه الدروس للشنقيطي وصناعة اإلنشاء للشيخ السوري دروس غير أساسية في األزهر ,بل كانت دروس إضافية
يؤيدها األستاذ اإلمام ويعلمها خاصته من الشيوخ ,ولهذا فقد أسرع' الطالب إلى االستماع إليها واالهتمام بها ,ولكنهم
تركوها ولم يهتموا بها بعد فترة قصيرة ألنها لم تكن دروس أساسية في األزهر.
كيف عرف الصبي فن المقامات؟
في أحد األيام دخل الشيخ الفتى إلى البيت ومعه كتاب مقامات الحريري ,وحاول أن يحفظها وكان يقرأ ويحفظ بصوت
مرتفع فكان الصبي يسمع يحفظ معه ,ثم أشرك الفتى أخاه الصبي في حفظ المقامات كما أشركه في حفظ المعلقات فحفظا معا
عشر مقامات ,ثم انصرف الشيخ الفتى عن المقامات إلى دروس التوحيد والفقه واألصول.
وفعل نفس الشيء مع مقامات بديع الزمان الهمذاني ,حفظ بعضها ثم أعرض عنها
كتاب نهج البالغة:
وأقبل الفتى الشيخ ومعه كتاب ضخم يسمى نهج البالغة ,والذي جمع فيه المؤلف (الشريف الرضي) كل خطب اإلمام علي بن
أبي طالب -رضي اهلل عنه وكرم وجهه -وقد شرحها األستاذ بنفسه فأقبل عليها الفتى فحفظ بعضها ومعه الصبي ,ثم أعرض
عنها كما أعرض عن غيرها.
قصيدة أبي فراس الحمداني
عرف الصبي قصيدة أبي فراس الحمداني التي يبدأها بقوله:
أما للهوى نهي عليك وال أمر؟! أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
وقد جاء بها أخوه مشطرة أو مخمسة ,وقد شطرها أو خمسها بعض األزهريين ,فجعل يقرأ القصيدة بصوت عالٍ ,ثم
أعرض عن القصيدة المشطرة والمخمسة ثم بدأ مع الصبي يحفظ القصيدة نفسها.
ولم يكن اهتمامه بها وذكره لها إال أن أحد أبياتها وقع من أذنه موقعا غريب فأخذ تفكيره ,وهو قول أبي فراس:
أرَىَ أنَّ دَارًا لَسْتُ مِنْ أهْلِهَا قَفْرُ بَدَوتُ وأهْلِي حَاضِرونَ ألنني
والذي أخذ تفكير الفتى في هذا البيت أنه قرأ (لَسْتُ) قراءة خاطئة فقد قرأها (السِّتِّ) فأصبح البيت بهذا الشكل
أرَىَ أنَّ دَارا (السِّتِّ) مِنْ أهْلِهَا قَفْرُ بَدَوتُ وأهْلِي حَاضِرونَ ألنني
وألنه قرأ البيت خطأ فلم يفهمه ,وكان يرى أنه من الغريب أن تأتي كلمة (الست) في الشعر العباسي ,ثم لما كبر وقرأ
البيت صحيحا ففهم معناه ,وكذلك علم أن هذه الكلمة (الست) قد استخدمها بعض الشعراء العباسيين المحدثين في أشعارهم
وفي النثر كذلك.
3
ولما سمعوا الشباب هذا الدرس الجديد لم يعودا إلى غرفاتهم إال بعد شراء ديوان الحماسة نفسه بعد أن فتنوا بهذا الدرس
(أعجبوا به) ولذلك فقد عزم الطالب على أن يحضروا الدرس وينتظموا فيه بل أسرع اخو الصبي كعادته دائما لشراء كتاب
(شرح التبريزي لديوان الحماسة) وجلده تجليدا ظريفا وزين به دوالبه
ثم بدأ يحفظ في الديوان ويشرك أخاه الصبي معه ,وقد يقرا عليه بعض من شرح التبريزي.
ما الذي أخذه الصبي على أخيه في قراءة شرح التبريزي لديوان الحامية؟
ولكن الفتى كان يقرأ الشرح على النحو الذي تقرأ عليه كتب األصول والفقه والتوحيد,ويتفهمه على نفس النحو ,وهو ما
لم يعجب الصبي فأحس بأن هذا الكتاب له طريقة مخالفة لقراءته والتعامل معه تختلف عن طريقة قراءة وفهم كتب
األصول والتوحيد والفقه.
انصراف الشباب عن درس المرصفي
انصرف الشباب عن درس األدب والحماسة بعد فترة قصيرة كما انصرفوا عن غيره من الدروس ألنهم رأوا أنه ال يقدم
جديدا وألنه ليس من الدروس األساسية في األزهر ,بل كان أحد تلك الدروس اإلضافية التي أنشأها' األستاذ اإلمام وسماها
بدروس العلوم الحديثة مثل الجغرافيا والحساب واألدب ,وكذلك تركوا الدرس ألن الشيخ كان يسرف في السخرية والعبث
فيغلوا (يتجاوز الحد ويبالغ) في العبث.
أسباب عبث الشيخ بالطالب
لم يكن عبث الشيخ طالبه إال بعد أن ساء الظن فيهم فرأى أنهم غير مستعدين لهذا الدرس الذي يحتاج إلى الذوق ,وال
يحتمل الفنقلة فلم يعترف بهم طالبا فعبث معهم ولم يهتم بهم.
كيف واجه الطالب هذا العبث
وكذلك ساء ظن الشباب به فرأوه غير متمكن من العلم الصحيح ,وغير بارع فيه ,ورأوا أنه صاحب شعر ينشد وكالم يقال,
ونكت تُضحِك ثم ال يبقى من ذلك كله شيء وقد حاولوا أن يحرصوا على حضور الدرس الن األستاذ يحميه وألنه كان
مقربا من اإلمام ينتهز الفرصة واألخرى لينشد قصيدة في مدح األستاذ اإلمام ويرفعها له ويمليها على الطالب فيسرع'
بعضهم في حفظها ,وكانت تعجبهم قصائده ألنها في مدح األستاذ اإلمام.
ولكنهم في نهاية األمر لم يقدروا على الصبر مع عبثه ولهوه بهم فانقطعوا عنه ,وعادوا إلى شايهم يستمتعون به في
الضحى .بعد أن انقطع الطالب عن الشيخ المرصفي انقطع عن الصبي ذكر األدب بعد أن حفظ من الحماسة جزءا صالحا.
الصبي والشيخ المرصفي( :كيف اتصل الصبي بالشيخ المرصفي؟)
ثم أشيع (انتشر) أن الشيخ المرصفي سوف يخصص يومين من كل أسبوع لقراءة (المفصل للزمخشري في النحو) فسعى الصبي
إلى هذا الدرس الجديد ,وبعد أن سمع للشيخ المرصفي مرة ومرة أحبه وكلف به حتى أنه حضر درس األدب أيضا الذي
يقرأه الشيخ ,والذي انقطع عنه أخوه وأصحابه.
قوة ذاكرة الحفظ لدى الصبي
كان الصبي قوي الذاكرة ال يسمع كلمة من الشيخ إال حفظها وال رأيا إال وعاه (فهمه) وال تفسيرا إال قيده (دونه وحفظه)
في نفسه ,حتى أنه في كثير من األحيان إذا ما تكررت كلمة فسرها' الشيخ من قبل أو قصة حكاها الشيخ سابقا كان يعيد
على الشيخ تفسيره للكلمة أو حكايته أو نقده لصاحب الحماسة أو لشرَّاحِها.
ما أثر قوة حفظ الصبي على الشيخ؟
لما رأى الشيخ من الصبي هذا الجد واالجتهاد اهتم به وأحبه حتى كلف به ,بل كان يوجه إليه الحديث خاصة أثناء الدرس,
ويدعوه فيصحبه بعد الدرس إلى باب األزهر ثم دعاه بعد ذلك إلى أن يصحبه في بعض (جزء) طريقه ,ثم دعاه أخيرا
إلى قهوة من القهوات المنتشرة حول األزهر ,حتى جلس معه ذات يوم منذ صليت الظهر حتى أذن للعصر فكان ذلك أول
عهد الصبي بالقهوات ,فعاد إلى بيته سعيدا مغتبطا شديد النشاط ,يتمتع باألمل
ما الذي دار من حديث على القهوة؟
انصب الحديث كله على األزهر وشيوخه وسوء المناهج التعليمية ,وكان الشيخ قاسيا جدا في هذا الموضوع ,وكان نقده
الذعا (موجعا) بل تعدى ذلك ألن شنَّع (فضح وشوه السمعه) بأساتذته وزمالئه من الشيوخ.
3
ما أثر هذا النقد الشديد على الفتى ومن معه من طالب؟
لقد وجد الشيخ في نفوس الطالب الجالسون معه على القهوة هوى واستحسان لما يقول ,أما الصبي فقد تأثرت نفسيته بهذا
النقد أبلغ تأثير.
حب الصبي لدرس األدب
لقد وصل األمر بالصبي إلى أنه فضل درس األدب على دروسه كلها ,بل تعدى األمر إلى أن فضل اثنين من تالميذ الشيخ
المقربين وجعلهم أخص الناس إليه وأقربهم إلى نفسه ,فكانوا يجتمعون كل ضحى فيسمعون للشيخ ثم يذهبون لدار الكتب
فيقرءون فيها األب القديم ثم يعودون بعد العصر لألزهر فيجلسون بين اإلدارة والرواق العباسي يتحدثون عن الشيخ وعما
قرءوه في دار الكتب ,ويعبثون بالطالب والشيوخ الداخلين والخارجين لألزهر ,فإذا ما صليت المغرب دخلوا الرواق العباسي
ليسمعوا للشيخ بخيت وهو يقرأ درس (تفسير القرآن) مكان األستاذ اإلمام بعدما توفي.
كيف يمكن تدريس األدب في رأي الكاتب؟
يرى الكاتب أن أفضل طريقة لتدريس األدب هي ما كان يقوم به الشيخ المرصفي في تفسير الحماسة أو تفسير الكامل,
فقد كان يبدأ بنقد حر للشاعر ثم للراوي ,ثمة للشارح ,ينقد اللغويين على اختالفهم.
ثم يقوم بامتحان للذوق لدى الطالب للتعرف على باطن الجمال في الشعر والنثر ,من خالل معرفة المعنى جملة وتفصيل,
والوزن والقافية...
ثم يجري اختبار للذوق الحديث في البيئة األزهرية ,ويقارن بين رقة الذوق القديم وغلظة الذوق األزهري الحديث,
وبين كاللة (ضعف) العقل األزهري وقوة العقل القديم .ثم ينتهي من ذلك كله إلى تحطيم كل القيود األزهرية والثورة
على الشيوخ في العلم والذوق وفي سيرتهم وأحاديثهم ,وكان محقا في كثير من األحيان ,ومسرف متجن في بعض األحيان
(مدعي بالباطل ما لم يعلوه)
ما أثر هذه الطريقة الجديدة على طالب األزهر؟
هذه الطريقة الجديدة الغريبة على طالب األزهر جعلتهم ينصرفون عن الشيخ بعد أن كانوا كثيرين في أول األمر ,فلم
يثبت معه إال هؤالء الثالثة (الصبي وأصحابه االثنان) فكوَّنوا عُصبة صغيرة وصل صوتها إلى األزهر كله وسمع بها
الطالب والشيوخ وباألخص كالمهم في نقد األزهر وثورتهم على تقاليده ,ونظمهم الشر هجاءا للشيوخ والطالب.
أثر ثورة الثالثة على األزهر؟
أصبحت هذه العصبة الصغيرة بغيضة (مكروهة)' إلى الشيوخ الطالب معا في وقت واحد.
الشيخ المرصفي أديب وعالم أزهري
لم يكن الشيخ المرصفي مجرد عالم أزهري ,بل كان أديبا أيضا مما دفعه أن يصطنع وقار العلماء ما دام في الزهر أو مع
الناس ,ولكنه إذا خال إلى أصدقائه وخاصته ,تحول إلى أديب يتحدث في حرية مطلقة عن كل إنسان وكل موضوع ,بل كان
يروي للمقربين منه سيرة الشعراء القدماء ما يثبت أنهم كانوا أحرار مثله ,يقولون كل شيء دون تحفظ (تقيد) وال
تنطع(تكلف ومغاالة).
لقد عظم هؤالء الثالثة شيخهم حتى اتخذوه مثال أعلى للصبر على المكروه وللرضا بالقليل والتعفف عما ال يليق بالعلماء
وأصحاب السلطان.
بيت الشيخ دليل صبره ورضاه
قلد لمس هؤالء الثالثة هذه الصفات في شيخهم ورأوها رأي العين عندما زاروه في بيته المتواضع في حارة (الركراكي)
فقد كان يعيش في أقصى الحارة ,في بيت قذر متهدم ,يبدأ بالباب ثم ممر ضيق قذر رطب تنبعث منه الروائح الكريهة,
وكان الممر خال من كل شيء إال دكة يجلس عليها مع أصحابه وطالبه هؤالء ,حتى انه يسند ظهره إلى الحائط الذي يتساقط
منه التراب.
وكان ينزل إليهم ليجلس معهم ويحدثهم باسما راضيا بعيدا عن التكلف ,فإذا كان مشغوال دعاهم ليصعدوا إليه على سلم
متهدم,ويسلكون دهليزا خاليا من كل شيء انتشرت فيه أشعة الشمس ,فإذا دخلوا غلى غرفته وجدوه جالس على األرض
3
منحني الظهر ومن حوله عشرات الكتب يبحث فيها عن مقطوعة شعر يريد أن يتمها أو بيت شعر يريد أن يفسره ,وعن
يمينه أدوات القهوة.
3
كان الطالب األزهريون ينظرون إليهم شزرا (بمؤخرة العين احتقارا وغضبا) ويتربصون بهم الدوائر (ينتظرون لهم
الهزيمة والسقطات).
وقد يقبل بعض من الطالب الناشئين يسمعون منهم ويتحدثون إليهم ويريدون أن يتعلموا منهم الشعر واألدب فيغيظ (يضايق
ويغضب) ذلك نظرائهم (زمالئهم) من الطالب الكبار ويزيدهم موجدة(غضبا وحقدا) عليهم وائتمارا عليهم( .إعداد
المؤامرات)
كتاب الكامل وتكفير' الحجاج
أثناء إعداد الطالب الثالثة لدرس الكامل للمبرد توقفوا عند هذه الجملة (ومما كفرت الفقهاء به الحجاج قوله" :والناس
يطوفون بقبر النبي ومنبره :إنما يطوفون برمة وأعواد) (رمة هي عظام بالية /ج /رمم رمام)
فأنكر صاحبنا (الفتى) أن يكون في كالم الحجاج ما يكفي لتكفيره ,وقال لقد أساء الحجاج أدبه وتعبيره ولكنه لم يكفر.
فلما سمع بعض الطالب ذلك أنكروه وتناقلوه عبر األزهر كله.
محاكة الطالب الثالثة
وأثناء مجلسهم حول الشيخ (عبد الحكيم عطا) دعاهم المشدين غلى حجرة شيخ األزهر ,فلما دخلوا غرفة الشيخ حسونة
وجدوا معه أعضاء مجلس إدارة األزهر الشريف وهم كبار العلماء ومنهم الشيخ بخيت والشيخ حسنين العدوي والشيخ راضي
وغيرهم.
ولقاهم الشيخ متهجما (عابس الوجه غضبان) وأمر رئيس المشدين رضوان أن يدعو من
عنده من الطالب ,فأقبل جماعة من الطالب األزهريين ولما سألهم الشيخ عما عندهم أقبل أحدهم اتهم هؤالء الطالب بالكفر
لمقالتهم في الحجاج ثم قص على مجلس إدارة األزهر األعاجيب من أمر هؤالء الثالثة.
وقد كان الفتى ماهرا حتى أنه أحصى على العلماء الكثير والكثير مما كان الطالب الثالثة يعبون به على الشيوخ مثل الشيخ
بخيت والشيخ محمد حسنين والشيخ الرفاعي .وشهد الطالب اآلخرون بصدق الفتى ضد هؤالء الثالثة.
فلما سألهم الشيخ عن ردهم عن هذه االتهامات ,لم ينكروا منها شيء ,فأسرع الشيخ ولم
يشأ أن يحاورهم ولكنه أمر رضوان رئيس المشدين ان يمحو أسماء هؤالء الثالثة من سجالت األزهر ألنه ال يريد مثل هذه
الكالم الفارغ ,ثم صرفهم في عنف ,فخرجوا وجلين (فزعين خائفين) ال يدرون ماذا يصنعون وال كيف يقصون هذه القصة
ألهلهم.
إلغاء درس الكامل
لم يتوقف األمر عند هذا الحد وال عند ضحك الطالب منهم وشماتة أكثرهم فيهم ,بل األمر إلى أن أمر شيخ األزهر بإلغاء
درس الكامل فلما أقبلوا بعد العشاء ليسمعوا درس الكامل للشيخ المرصفي وأقبل الشيخ بالفعل لقيه رضوان وأخبره في أدب
ولطف أن شيخ األزهر قد ألغى درس الكامل,وأنه ينتظره في مكتبه في الغد.
ما أثر هذا العقاب على الطالب والشيخ المرصفي؟
بالنسبة للشيخ المرصفي فخرج انصرف محزونا.
أما الطالب الثالثة فقد خرجوا خجلين وجلين والشيخ يسري عنهم (يهون علهيم) ثم خطر لهم أن يتوسلوا للشيخ بخيت
ليتوسط لهم عند شيخ الجامع ,فقال لهم الشيخ المرصفي (ال تفعلوا فلت تبلغوا من سعيكم شيئا) ولكنهم أصروا على ذلك.
فلما ذهبوا لبيت الشيخ بخيت عرفهم وتلقاهم ضاحكا فحاولوا الدفاع عن انفسهم فقال في فتور ولكنكم تدرسون الكامل
لمبرد وقد كان المبرد من المعتزلة فدرس كتابه إثم.
أثر كالم الشيخ على الطالب
لما سمعوا ذلك منه نسوا أنهم جاءوا مستعطفين فجادلوا الشيخ حتى أحفظوه (أغضبوه) وانصرفوا وقد مأله لغضب ومألهم
اليأس.
ورغم ذلك فقد تضاحكوا من الشيخ وأعادوا بعض كلماته وتفرقوا على عهد ان يخفوا األمر عن أهلهم حتى يقضي اهلل أمرا
كان مفعوال.
الشيخ المرصفي وتكليفه بدرس المغني البن هشام( :عقاب الشيخ المرصفي)
3
لما لقوا شيخهم المرصفي في الغد ,أخبرهم بأن شيخ األزهر ألغى درس الكامل وكلفه بقراءة المغنى البن هشام ,ونقله من
الرواق العباسي إلى عمود في داخل األزهر.
عبث المرصفي بشيخ األزهر
أسرع' الشيخ المرصفي وعبث بشيخ األزهر وادعى انه لم يخلق للعلم وال للمشيخة بل خلق ليبيع العسل األسود في سرياقوس,
وألن الشيخ حسونة فقد أسنانه فكان ينطق السين ثاء كما كان يتكلم لغة أهل القاهرة التي يغيرون فيها القاف إلى همزة,
وكان يمد الواو بين القاف والسين في كلمة سيرياقوس ,كما كان يتكلم هامسا ,فظل الطالب يتذكرون هذه الجملة التي
طبعوا بها الشيخ حسونة وهي (بائع العثل في ثرياؤوث)
صفات الشيخ حسونة
لقد كان الشيخ حسونة حقا شديدا حازما مهيبا (مخشي الجانب) صارما (جلدا شجاع حازما في أمره) حتى أن جميع شيوخ
األزهر ومنهم الشيخ المرصفي كانوا يخافونه.
مما دفع الشيخ المرصفي أن يأخذ كتاب المغنى البن هشام ويذهب به لتالميذه الذين ال يهتمون ماذا يقرأ الشيخ ,فالمهم أنه
يقرأ وهم يسمعون له ويقولوا له ما سمعوه منه.
ما الذي صدم الطالب الثالثة في الشيخ المرصفي؟
هم الفتى أن يقول ألستاذه المرصفي بعض الشيء عن سخطه وغضبه ما يحدث فرده الشيخ وأسكته' في رفق وهو يقو له (ال
أل عايزين ناكل عيش) فحزن الفتى حزنا عميقا لم يعرف له طعما منذ ضر إلى األزهر وانصرف هو وصاحباه يمألهم
الحزن العميق.
موقف الطالب الثالثة من العقوبة التي فرضها الشيخ حسونة
لم يقبل الطالب هذه العقوبة التي فرضه عليهم شيخ األزهر وفكروا كيف يرفعوا عن أنفسهم تلك العقوبة التي طنوا بأنها
ظالمة.
فآثر أحدهم العافية وفارق صاحبيه واتخذ لنفسه مجلسا في جامع المؤيد بمعزل من العدو والصديق حتى تهدأ األمور.
واآلخر قص على أبيه األمر وسعى أبوه في إصالح ما أفسده االبن.
ولم يفارق صاحبه ولم يعتزل وإنما كان يلقى صاحبه فيتخذان مجلسا بين الرواق العباسي واإلدارة ويمضيان وقتهما في
العبث بالشيوخ والطالب.
أما الفتى فلم يحتج أن يقص األمر على أخيه فقد وصله كل شيء ولكنه لم يعنفه وإنما قال له ( أنت وما تشاء فستجني
ثمرة هذا العبث وستجدها شديدة المرارة)
ولم يحاول الفتى أن يسعى إلى أحد ولم يتوسل إلى الشيخ بأحد ,وإنما كتب مقاال عنيفا يهاجم فيه األزهر كله وشيخ'
األزهر خاصة ويطلب حرية الرأي ,وقد دفعه لذلك أن الجريدة التي كتب فيها كان مديرها يدعو فيها كل يوم لحرية
الرأي.
مقابلة مدير الجريدة
ذهب صاحبنا إلى مدير الجريدة بمقالته فتلقاه لقاء حسنا فيه كثير من العطف واإلشفاق ,وقرأ المقال وضحك وهو يدفعه
إلى صديق معه ,فغضب ذلك الصديق مما قرأ وقال :لو لم تكن عوقبت عل ى ما جنبت من ذنب لكانت هذه المقالة وحدها
كافية لعقابك.
من ذلك الصديق؟
وقبل أن يحاول أن يدافع عن نفسه أسكته مدير الجريدة وقال إن الذي يكلمك هو (حسن بك صبري) مفتش العلوم
الحديثة باألزهر ,وسأله في رفق أتريد أن تشتم األزهر وشيخه أم أن ترفع عنك هذا العقاب؟ فرد وقال بل أريد رفع
العقاب وأن أستمتع بحقي من الحرية .فقال مدير الجريدة فدع لي إذن هذه القصة وانصرف راشدا.
بعد مدة قصيرة وبعد أ ،انصرف من الجريدة تبين لصاحبنا وصاحبيه أن شيخ األزهر لم يمح أسمائهم من األزهر بل أراد
بذلك تخويفهم حتى ال يعودوا لمثلها .
اتصال الفتى بالمدير الجريدة
3
ومنذ ذلك اللقاء اتصل الفتى بمدير الجريدة وعل يتردد عليه حتى جاء وقت كان يلقاه فيه كل يوم .وبذلك ظفر الفتى
بشيء تمناه كثيرا وهو أن يتصل بطائفة الطرابيش بعد أن سئم طائفة العمائم ,وذلك أن طائفة الطرابيش أرق منزلة
وثراء ,وهو فقير متوسط الحال في أسرته سيء الحال في القاهرة.
اللغويات
أطواره الشاذة :أحواله الغريبة -ضريباً :مثيالً ،شبيهاً -حدته :سرعة غضبه -الزاري :العاتب -يسيغوه :
يتقبلوه -فنقلة :كلمة منحوتة من :فإن قيل - ..تشنيعه :تقبيحه -كالل :ضعف -نفر :جماعة ،كل فرقة ما بين
الثالثة والعشرة ج أنفار -متنطعين :متكلفين غالة -التعفف :النزاهة -هشّ :ابتسم -يتهافتون :يتتابعون -
الثناء :المدح -المجون :الفساد والفُجر -شزراً :نظر بمؤخرة العين في استهانة -موجدة :غضباً -ائتمار :تشاور
في شأنهم -متجهم :عابس × مبتسم -سقط في أيديهم :أي اندهشوا وتحيروا -شماتة :الفرح بما يحدث لمن نكرههم
-جلية األمر :حقيقته -صارماً :قاطعاً -حسبهم :يكفيهم -رشداً :مهتدياً مستقيماً -الحائلة :الحاجزة المانعة .
س & جـ
س : 1كان لمشايخ األزهر دور واضح في إقبال الصبي على تعلم األدب .وضِّح ذلك
جـ :بالفعل فالشيخ الشنقيطي كان ال مثيل له في حفظ اللغة ورواية الحديث سنداً ومتناً عن ظهر قلب ؛ مما جعل الصبي
يُعجب به و يتتلمذ على يديه ،وحين سمع شرحه للمعلقات زاد إعجابه مما جعله يحفظ بعضها ،و كذلك الحال بالنسبة
لشرحه ديوان الحماسة الذي كان يلقيه الشيخ سيد المرصفي ،فقد حفظ الصبي قدراً البأس منه .
س : 2ما القصة التي شغلت الناس بالشيخ الشنقيطي وشغلته بهم ؟
القصة :رأيه في أن كلمة "عمر" مصروفة ال ممنوعة من الصرف .
س : 3كيف حفظ الصبي معلقتين و عشر مقامات من مقامات الحريري ؟ ومتى توقف الحفظ ؟
جـ :عن طريق ترديد أخيه بصوت مرتفع لهذه الدروس التي يدرسها فكان الصبي يسمع فيحفظ صامتاً .
-عندما انصرف الشيخ الفتى إلى األصول والفقه والتوحيد .
س : 4ما البيت الذي كان يقع في أذن الصبي موقعاً غريباً عندما كان يسمعه من أخيه ؟ ولماذا ؟
جـ :بيت ألبي أبي فراس يقول :بدوت وأهلي حاضرون ألنني أرى أن داراً لست من أهلها قفرُ
فقد قراه الشيخ الفتى واحفظه أخاه :ألنني أرى دار (السِّت)من أهلها قفر .فقد كان يرى غريباً أن تأتي كلمة الست في
بيت من الشعر .فلما تقدمت به السن وتقدمت به المعرفة أيضاً قرأ البيت على وجهه الصحيح ففهمه.
س : 5كيف كان اتصال الصبي باألدب في تلك الفترة ؟
جـ :كان اتصاله مضطرباً مختلطاً ،فقد جمع في نفسه أطرافاً من هذا الخليط من الشعر والنثر .ولكنه لم يقف عند
شيء من ذلك ولم يفرغ له ،وإنما كان يحفظ منه ما يمر به حين تتاح له الفرصة ،ثم يمضي لشأنه .
س : 6ما األسباب الحقيقية التي جعلت الفتى يفضّل درس الشيخ المرصفي ؟
جـ :األسباب :الطريقة التي يتبعها في تدريسه لفتت نظره و جذبت انتباهه -مساحة الحرية الواسعة التي كانت تمكنه
من القراءة و الشرح و التفسير لكل ما يدور حول النص بطريقة جعلته يعجب به ،ويؤثرها في التدريس على غيرها من
طرق شيوخ الزهر العقيمة في التدريس ،وعدم سماحهم بالمناقشة أو الحوار بل قد تصل األمور إلى التعدي بالضرب و
الشتم و السب مما يضطر الطالب إلى االكتفاء بالحفظ والتلقين ،حتى ولو كان بدون فهم أو إقناع .
س : 7لماذا أحب الطالب الشيخ المرصفي ؟
جـ :أحبوه ؛ ألنهم ورأوا فيه المثل األعلى للصبر على المكروه والرضا بالقليل ،والتعفف عما ال يليق بالعلماء من تقرب
إلى أصحاب السلطان .
س : 8متى انحرف الشيخ المرصفي عن الوفاء لألستاذ اإلمام ؟
جـ :حين تولى الشيخ الشربيني مشيخة األزهر ،فنظم الشيخ قصيدة يمدح فيها الشيخ الجديد ،وكان تلميذاً للشيخ محباً
له .وكان الشيخ الشربيني خليقاُ بالحب واإلعجاب .و أملى الشيخ المرصفي على تالميذه قصيدته التي سماها ثامنة
3
المعلقات :والتي عارض بها قصيدة طرفة .فلما فرغ من إمالئها ،والتف حوله تالميذه ،مضى في الثناء على أستاذه ،
وعرض باألستاذ اإلمام شيئاً ،فرده بعض تالميذه في رفق ،فارتد آسفاً خجالً واستغفر اهلل من خطيئته .
س : 9بمَ جهر الطالب تالميذ الشيخ المرصفي ؟
جـ :جهروا بقراءة الكتب القديمة وتفضيلها على الكتب األزهرية .فكانوا يقرءون كتاب سيبويه أو كتاب المفصل في
النحو ،ويقرءون كتاب عبد القاهر الجرجاني في البالغة ،ويقرءون دواوين الشعراء ال يتحرجون في اختيار هذه
الدواوين وال في الجهر بإنشاد ما كان فيها من شعر المجون يقولونه أحياناً في األزهر .ويقلدون هذا الشعر ويتناشدون
ما ينشئون من ذلك إذا التقوا .
س( : 10وشهد طالب آخرون بصدق هذا الطالب في كل ما قاله .وسئل الفتية فلم ينكروا مما سمعوا شيئاً .ولكن الشيخ لم
يحاورهم ولم يداورهم) .
-1ما الذي سمعه الفتية ؟ و عالم يدل عدم إنكارهم لما سمعوا؟
-2بم عاقب الشيخ الفتية ؟ وكيف حاول كل منهم رفع الظلم عن نفسه ؟
- 1سمعوا أحد الطالب يحصي على هؤالء الفتية كثيراً جداً مما كانوا يعيبون به الشيوخ األزهريين أصحاب المدرسة
القديمة في التعليم .
-يدل عدم إنكارهم لما سمعوا اعترافهم بصدق هذا الكالم .
- 2عاقب الشيخ الفتية بمحو أسماء هؤالء الطالب الثالثة من الدراسة باألزهر .
-و قد حاولوا رفع الظلم عن أنفسهم بأن ذهبوا إلى الشيخ بخيت ليستعطفوه ويوسطوه عند شيخ الجامع الذي ردهم في
فتور .ثم آثر العافية أحدهم وفارق صاحبيه واتخذ لنفسه مجلساً في جامع المؤيد بمعزل من العدو والصديق حتى تهدأ
العاصفة ،أما الثاني فقص األمر على أبيه ،وجعل أبوه يسعى في إصالح شأن ابنه سعياً رقيقاً .ولكن الفتى لم يفارق
صاحبيه ولم يعتزل عدواً وال صديقاً ،وإنما كان يلقى صاحبه كل يوم فيتخذان مجلسهما بين الرواق العباسي واإلدارة ،
ويمضيان فيما تعودا أن يمضيا فيه من العبث بالطالب والشيوخ .وأما صاحبنا فلم يسع إلى أحد ولم يتوسل إلى الشيخ بأحد
،وإنما كتب مقاالً عنيفاً يهاجم فيه األزهر كله وشيخ األزهر خاصة ويطالب بحرية الرأي.
س : 11ماذا فعل شيخ الجامع األزهر مع الشيخ المرصفي أيضاً ؟
جـ :استدعاه لمكتبه و حظر عليه قراءة الكامل ،وكلفه قراءة المُغْنى البن هشام ،ونقله من الرواق العباسي إلى عمود
في داخل األزهر . .
س : 12وما رأي الشيخ المرصفي في شيخ الجامع األزهر ؟
جـ :رأي الشيخ المرصفي في شيخ الجامع األزهر :انه لم يخلق للعلم وال للمشيخة ،وإنما خلق لبيع العسل األسود في
سرياقوس .
س : 13تغيَّرت نظرة الرفاق الثالثة إلى شيخهم المرصفى في آخر األمر.وضح ذلك ،وما أثر ذلك على نفس الفتى ؟
جـ :بالفعل فعندما اخذ يقرأ كتاب المغنى ،وذهب إليه تالميذه مطمئنين ،وما يعنيهم أن يقرأ الشيخ هذا الكتاب أو ذاك.
حسبهم أن يقرأ الشيخ وان يسمعوا منه ويقولوا له وقد سمعوا منه .فلما هَمَّ الفتى أن يقول له بعض الشيء أسكته في
رفق وهو يقول( :أل ،أل ،عاوزين نأكل عيش ) .ولم يعرف الفتى
انه حزن منذ عرف األزهر كما حزن حين سمع هذه الجملة من أستاذه ،فانصرف عنه ومعه صديقاه ،و قلوبهم يملؤها حزن
عميق.
س : 14كيف عرف شقيق الصبي ما حدث ؟ وماذا كان رد فعله ؟
جـ :انتهى األمر إليه عن طريق ال يعرفها .ولكنه لم يلمه ولم يعنف عليه ،وإنما قال له " :أنت وما تشاء فستجني
ثمرة هذا العبث وستجدها شديدة المرارة ".
س : 15ما رأي صديق مدير الجريدة في المقال الذي كتبه الصبي؟ وما صلته باألزهر ؟
جـ :رأيه :أن هذه المقالة الشديدة وحدها كافية لعقابه .و صلته باألزهر :كان مفتش العلوم الحديثة في األزهر
واسمه حسن بك صبري.
3
س : 16ما الذي اكتشفه الصبي و صاحباه في النهاية ؟
جـ :اكتشفوا أن شيخ الجامع لم يعاقبهم ولم يمح أسماءهم من سجالت األزهر ،وإنما أراد تخويفهم فقط.
س : 17ما الشيء الذي طالما تمناه الفتى و حصل عليه في مكتب مدير الجريدة ؟
جـ :تمنى أن يتصل ببيئة الطرابيش بعد أن سئم بيئة العمائم ،ولكنه اتصل من بيئة الطرابيش بأرقاها منزلة وأثراها
ثراء ،وكان وهو فقير متوسط الحال في أسرته ،سيئ الحال جداً في القاهرة .فأتاح له ذلك أن يفكر فيما يكون من
هذه الفروق الحائلة بين األغنياء المترفين والفقراء البائسين .
3