You are on page 1of 20

‫جامعة القادسية‬

‫كلية التربية‬
‫قسم اللغة العربية‬

‫الرمز الحيواني في ادب الجاحظ‬

‫بحث قدمه الطالب ‪:‬‬


‫جاسم شاهين كاظم‬
‫بإشراف‬
‫الستاذ الدكتور سعيد عدنان‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫مقدمة‬

‫البحث في كتابات الجاحظ يحتاج الى عظيم عناية و دقة فهم و يحتاج الى ان يتامل فيها المتامل‬
‫ويطيل اللبث عندها و الجاحظ بعد ذلك مؤسس للرمزية العربية حين نبه و دل على الرمزية في‬
‫صراع الكلبا و الثور في كثير من قصائد الجاهلية وكذلك القصائد الموية ‪.‬‬
‫فهل كان بعيدا عن الرمز في كتاباته و بالخاص كتابه الحيوان الذي وقف البحث عنده ؟ أي هل‬
‫كان واقفا مثلما وقف النقاد في زمانه ؟ ام ان له قدم سبق في الرؤية والذوق والبتكار‪ ،‬لعل‬
‫الجابة واضحة و لزمة فالرجل كان واعيا و هو يكتبا و كان خابي ار و متمرسا في الكتابة و الدبا‬
‫و البيان ‪.‬‬
‫و لقد قسمته الى مقدمة و تمهيد ومبحثين تناول التمهيد الرمز والسطورة و رمزية الحيوان في‬
‫الفكر العالمي القديم وتناول المبحث الول الجاحظ اول الرمزيين العربا وتناول المبحث الثاني‬
‫البعاد التي تنشأ منها والتي تدل عليها الرموز الحيوانية في نصوص الجاحظ‬
‫انني اعتذر سلفا عن العجالة التي كتبا بها و كثرة المشاغل و بالرغم من ان سيدي و استاذي‬
‫الدكتور سعيد عدنان قد تابعه شفاهيا مثلما تابع ما كتبه زملئي في الدرس ‪ ,‬ال انني اقول ان‬
‫ماورد فيه من اخاطاء هي لي وحدي‬
‫واخار دعوانا ان الحمد ل ربا العالمين‬

‫الباحث‬

‫تمهيد‬
‫الرمز والسطورة‬
‫تعددت التجاهات و النظريات فيما يتعلق بتصور التراكيبا الرمزية للسطورة التي كان من بينها‬
‫النظرية العقلية كما تمثلت عند كل من تيلور ‪ E.B.Taylor‬و فريزير ‪ J . frazer‬و‬
‫عندهما بدت الساطير تراكيبا عقلية مؤسسة على مقدمات خااطئة و تبعا لهذه النظرية اعتبر‬
‫العقل البدائي منطقيا بشكل جوهري ‪ ,‬و الى جانبا هذا التجاه ‪ ,‬نجد النظرية التطورية‬

‫‪2‬‬
‫الجتماعية ‪ ,‬و قد عارض بريل فيها النظرية العقلية ‪ ,‬و ذهبا في تحليله للوعي السطوري الى‬
‫انه سابق على المنطق ‪ ,‬و تتميز الرمزية السطورية بوصفها معينا ل ينضبا من الرموز التي‬
‫صاغها النسان خاصائص و سمات اصيلة‪ .‬و يمكن القول بان الرموز السطورية قد فسرت من‬
‫خالل هذا الصراع الطبيعة الحية في تقبلها و ثوران ظواهرها ‪ ,‬كما فسرت حقيقة الخاير و الشر ‪,‬‬
‫و التصورات المتعلقة بنشاة الكون ‪ .‬و قد ازكت طبيعة النسان السطوري بما انطوت عليه من‬
‫تركيبا سحري انفعالي ‪,‬‬
‫يجبا ان نعترف بصعوبة الفصل بين السطورة و الدين ‪ ,‬و ان التطابق و التداخال بين السطورة‬
‫و الدين ‪ ,‬يرجعان الى النشأة و الظهور ‪ ,‬حيث يمكن ان نلتمس الوحدة العينية التي انصهرت‬
‫فيها السطورة و الدين و اللغة و الفنون ‪ ,‬و التي اخاذت تنحل تدريجيا الى اشكال ثقافية مستقلة‬
‫‪ .‬و ليس من شك في ان الرمزية تطالعنا في كثير من الطقوس و الشعائر التي تدور حول‬
‫التكريس و التطهير و التحريم و اشكال الكفارات المتنوعة ‪ ,‬كما تكشف عن نفسها في التصورات‬
‫الخااصة بعبادة الطبيعة و تقديس مظاهرها ‪ .‬و في مقابل النطولوجيا القديمة التي تمثلت في‬
‫الرموز الدينية المشبعة بروح السطورة ‪ ,‬تشخاص النطولوجيا المعاصرة في الفلسفة الحديثة ‪.‬‬
‫و لم يعد العتقاد في اللوهية و القوى غير المنظورة مناط اهتمام النسان و مثار قلقه و تساؤله‬
‫‪ .‬ومن الجلي ان الرمز السطوري الى الطبيعة في الدين القديم ‪ ,‬كان يعكس انسجام النسان مع‬
‫الكون و مشاركته اياه ‪ .‬و يذهبا بعض الفلسفة و الدارسين في هذا الصدد الى ان السطورة‬
‫ليست مقصورة على عالم النسان القديم اذ قد وجدت في الديان العليا ذاتها ‪(1) .‬‬
‫اما الذين يرون في هذه الديان ما يسمى بانتصار اللوجوس على السطورة فل يخالو موقفهم من‬
‫تناقض بين ‪ ,‬تكشف عنه هذه الديان التي ما زالت تنطوي على كل شيء من تلك الرموز ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬ينظر‪ :‬الرمز الشعري عند الصوفية‪ 24/‬ـ ‪36‬‬
‫و من بين تلك الرموز المنصبغة بالخايال السطوري ‪ ,‬ما جاء تبري ار لظروف البيئة و المناخ ‪,‬‬
‫ففي منطقة ما بين النهرين ‪ ,‬اول البابليون هطول المطار و اهتزاز الرض بالنبات بعد قحط و‬
‫ظما شديدين ‪ ,‬بتدخال الطائر العملق الذي هبط لنقاذهم ‪ ,‬فغطى السماء بسحبا العاصفة‬
‫الداجية التي انسابت من جناحيه ‪ ,‬فالتهمت الثور السماوي الهائل الذي احرق المحاصيل‬
‫بانفاسه الساخانة ‪ ,‬اما الساطير المصرية القديمة ‪ ,‬فقد قدمت عددا من الرموز للسماء ‪ ,‬حيث‬
‫ظهرت في صورة بقرة ‪ ,‬في نقوش و تصاوير الجدران و المعابد و التوابيت ‪ ,‬و يبدو ان البقرة‬
‫كانت من صور السماء منذ عصور فجر التاريخ ‪ ,‬و لما كانت البقرة وفق اقدم النصوص في‬

‫‪3‬‬
‫المحيط الول ‪ ,‬فلعل فكرة نهوضها من المحيط لتكون السماء ‪ ,‬ان تكون اول قد وجدت قبل ان‬
‫تؤلف القصة الحالية و الصورة الرمزية الثانية زورق الشمس ‪,‬‬
‫و الصورة الرمزية الثالثة ‪ ,‬سقف تحمله دعائم اربع يحرس كل منها اله ‪ ,‬و تقوم ارجل البقرة‬
‫الربع هنا مقام اعمدة السماء الربعة ‪ .‬و ل جدال على حد ما يقول )) رودلف انتس (( في ان‬
‫المصريين منذ بداية تاريخاهم قد كانوا على علم بان ل سبيل الى فهم تصور السماء فهما مباش ار‬
‫عن طريق العقل و التجربة الحسية ‪ ,‬فكانوا يدركون انهم انما يستخادمون الرموز لجعلها ممكنة‬
‫الفهم في نطاق الحدود النسانية ‪(1) .‬‬
‫و اننا لنظفر في اساطير مصر القديمة ‪ )) ,‬بتصور خااص بالمحيط البدائي ‪ ,‬حيث برز التل‬
‫البدائي من الرض فوق سطح الماء ‪ ,‬و هو يحمل اول كائن حي ‪ ,‬و كان ذلك اما الثعبان الذي‬
‫كان يعتبر الجسد الولي لي اله اصيل في العصور التاريخاية ‪ ,‬او انه كان الجعل ‪ ....‬و من‬
‫تصورات الكائن الحي الول ‪ ,‬الضفدعة التي صارت في اعقابا ذلك رم از مسيحيا للبعث ( )‪(2‬‬
‫و قد وصف وندت ‪ Wundt‬التابو بانه اقدم مجموعة قانونية غير مدونة ‪ ,‬وانه يرجع الى‬
‫عصر ما قبل الديان ‪ ,‬و قد كانت الطبيعة التابوية للحيوان ‪ ,‬ترمز الى تحريم قتله او اكله ‪ ,‬و‬
‫يكون التابو من هذه الوجهة نواة الطوطمية ‪ ,‬و ثم امثلة كثيرة توضح التحريمات المرتبطة‬
‫بالطبيعة التابوية للحيوان ‪ ,‬نجدها شائعة لدى العربا في الجاهلية ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬ينظر‪:‬اساطير العالم القديم ‪،‬صموئيل كريمر ‪،‬ترجمة احمد عبد الحميد ‪19-17/‬‬
‫)‪ (2‬اساطير العالم القديم‪25/‬‬

‫و من هذه الطقوس التحريمية لديهم ‪ ,‬ما ابطله السلم و شنع عليه ‪ .‬و في القران بعض ايات‬
‫تشير الى هذه الشعائر ‪ ,‬منها قوله في سورة المائدة ـ اية ‪)) : 103‬مما مجمعمل اللهه ممن مبمحيمرةة مولم‬
‫صيلمةة مولم محاةم مولممكنِن النِمذيمن مكفمهروا ميافتمهرومن معملى اللمه االمكمذمبا موأماكثمهرههام لم مياعمقهلومن (( و قوله‬ ‫سآَمئبةة ولم و م‬
‫م م م م‬
‫شاء‬‫طمعهممها إملنِ ممن لن م‬ ‫ث محاجمر لنِ مي ا‬ ‫في سورة النعام ـ اية ‪ 138‬ـ ‪)) : 139‬مومقالهوا مهمذمه أمانمعامم مومحار م‬
‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬
‫سمياجمزيمهم مبمما مكاهنوا‬ ‫سمم ال له معلمايمها اافتمراء معلمايه م‬ ‫مبمزاعممهام موأمانمعامم هحررممات ظهههوهرمها موأمانمعامم لنِ مياذهكهرومن ا ا‬
‫صمة لرهذهكومرمنا موهممحنِرمم معملى أمازموامجمنا م إومان ميهكن‬ ‫م م‬ ‫مم‬ ‫ميافتمهرومن ‪ {138‬مومقالهوا مما مفي هب ه‬
‫طومن مهذه المانمعام مخاال م‬
‫صفمههام إمنِنهه محمكيمم معمليمم(( ‪.‬‬ ‫سمياجمزيمهام مو ا‬ ‫شمرمكاء م‬ ‫نِمايتمةة فمههام مفيمه ه‬

‫‪4‬‬
‫و شبيه بهذه التحريمات التابوية المرتبطة بالحيوان ‪ ,‬ما نجده في العهد القديم خااصا باشكال‬
‫الخاطر و القيود التي فرضها اله موسى على الشعبا اليهودي عندما كان يحيا حياة رعوية متنقلة‬
‫‪.‬‬
‫و الذي يبدو من تتبع تلك الطقوس انها تشير بما فيها من دللت ‪ ,‬الى نمط من انماط الثقافة‬
‫البدائية ‪ ,‬يسوده طابع سحري ‪ ,‬و تشوبه نظرة تعاطفية تتناول الطبيعة باسرها على انها نسق‬
‫روحي يؤثر و يتاثر بواسطة قوى خاارقة غير منظورة ‪.‬‬
‫و لقد كانت الديان العليا اكثر فهما لطبيعة الرمز و وظيفته من الديان البدائية و يبدو العهد‬
‫القديم من هذه الوجهة زاخا ار برموز وفيرة ‪ ,‬نسوق منها رم از ماخاوذا من سفر التكوين ‪.‬‬
‫الرمز قد ساقه فريزر ‪ Frazer‬معتمدا على ما جاء في سفر التكوين من ان الربا امر ابراهيم‬
‫قائل ‪ :‬لتضح لي ببقرة عمرها ثلث سنين و نعجة عمرها ثلث سنين و يمامة و حمامة صغيرة ‪.‬‬
‫فاخاذ ابراهيم البقرة و النعجة و الكبش ‪ ,‬و شطر كل منها الى شطرين ‪ ,‬اما اليمامة و الحمامة‬
‫فلم يشطرهما ‪ ,‬فلما غربت الشمس ‪ ,‬هنا اعلن الربا عهده لبراهيم ‪.‬‬
‫و على تلك الواقعة علق فريزر بان الربا استجابا للتقاليد الشرعية التي كان يتطلبها قانون‬
‫العبريين القدماء للتصديق على العهد ‪ .‬كان من عادة الطرفين المتعاهدين ان يذبحوا بقرة و‬
‫يشطروها الى شطرين ليمروا بينهما ‪.‬‬
‫و قد ذكر فريزر ان هناك نظريتين تفسران هذا المعنى الرمزي ‪ ,‬احدهما نظرية الجزاء ‪ ,‬و الخارى‬
‫تعرف بنظرية السر المقدس او نظرية التطهير ‪(1) .‬‬

‫ـــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬ينظر الغصن الذهبي‪ /‬ترجم باشراف احمد ابو زيد ط ‪1/89، 1971 1‬‬
‫و ذبح الضحية بناء على نظرية الجزاء ‪ ,‬ثم تقطيعها الى اجزاء ‪ ,‬يرمز الى الجزاء الذي سيحل‬
‫بمن سيخاون العهد او يحنث باليمين ‪ ,‬حيث يكون مصيره مصير الحيوان المقتول ‪.‬‬
‫فذبح الحيوان رمز الى ذبح الحانث باليمين ‪ ,‬و قد اشار فريزير بنظريته التطهير او السر‬
‫المقدس ‪ ,‬حيث افتراض ان مرور الجانبين بين اجزاء الحيوان المذبوح ‪ ,‬يرمز الى انتمائهم الى‬
‫حياة الحيوان الروحية )‪(1‬‬

‫‪5‬‬
‫ـــــــــــــــــ‬
‫)‪(1‬ينظر الغصن الذهبي‪1/83 /‬‬

‫المبحث الول‬
‫الجاحظ اول الرمزيين العربا‬

‫الجاحظ علم متفرد بين معاصريه وامام فذ من ائمة البيان ل يدانيه احد في اتقاد ذهنه واتساع‬
‫ثقافته ورجاحة عقله وجمال بيانه وسعة حفظه والحيوان كتابا الجاحظ الكبر وموسوعتة الشاملة‬
‫وهو اجل كتبه شانا ويعد صورة بارزة لثقافة عصره المتشعبة فقد حوى طائفة صالحة من‬
‫المعارف الطبيعية و المسائل الفلسفية وهو يملي على الناس روح عصره وما كان فيه من ادبا‬
‫وبجواره متعة الفوائد الدبية و المسائل الدينية واجمل النوادر والحكايات‬
‫ولما كان الغرض من تاليف الجاحظ لهذا الكتابا هو بيان ما في الحيوان من الحجج على حكمة‬
‫ال و قدرته الباهرة ‪ ,‬فقد رجع الى القران و فيه الكثير عن الحيوان و بعض سوره سميت باسماء‬
‫بعض الحيوانات و منها البقرة و النحل و العنكبوت و النمل و النعام و الفيل ‪ ,‬و قد استعان‬
‫الجاحظ بالشعر العربي ايضا لن العربا كما يقول قد ثقفوا معرفة الحيوان و برعوا في ذلك براعة‬
‫فائقة ‪ ,‬و قل معنى سمع في بابا معرفة الحيوان من الفلسفة و المتكلمين ال وهو ‪ ,‬او قريبا‬
‫منه في اشعار العربا )‪.(1‬‬
‫ان قدرة الجاحظ على صهر هذه المعلومات و بثها بهذا البيان الذي ل يزال يطربا له من اهل‬
‫زماننا و يمتعهم بالمتعة التي تلقفها به اهل القرن الثاني الهجري ‪ ,‬فالمعنى ما يزال مشحونا‬
‫بالطاقة و الحيوية و الجملة عنده جوهرة ل تزيدها اليام ال بريقا و توهجا و لمعانا ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫و كان الجاحظ ممنوعا ‪ ,‬بل قضى وط ار من حياته متخافيا ‪ ,‬و لبد له ان يكتبا و ان يقول و ان‬
‫يمرر ما يريد من فوق رؤوس رقباء زمانه و يحافظ على عنقه في لعبة اتقنها منذ صباه ‪ ,‬و لنه‬
‫كاتبا خاطير فقد كتبا ما يريده برموز و شفرات دون صراخ و دون ان يقطع حبله‬

‫ــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (1‬الحيوان ‪ 83 /3‬و ينظر ابو عثمان الجاحظ لمحمد عبد المنعم خافاجي ص ‪, 321‬‬
‫مصادر التراث العربي د‪ .‬عمر الدقاق م ‪86‬‬

‫مع الخاصوم ‪ ,‬و استطاع ان يفخار بالعربا على غيرهم في عز دولة ال ساسان و قسوتها ‪ ) ,‬و‬
‫ل تستطيع اليوم ال ان تعجبا من تلك المناظرات البريئة بين ) الكلبا و الديك ( التي مل بها‬
‫كتابا الحيوان فاذا اعدت قرأتها و عينيك على ما بين السطور و ليس على السطور نفسها و‬
‫جدت نصا ادبيا جادا يغوص في اعماق السياسة و يفاخار بين الجناس و القصائد و الثقافات و‬
‫يحتاط لنفسه و سلمته فيضع تلك المصائبا الناطقة الكفيلة بقطع اللسنة و الرزاق و العناق‬
‫في ارق الساليبا و اكثرها جاذبية و بعيدا عن الشبهات ( )‪(2‬‬
‫و المناظرة بين صاحبا الكلبا و صاحبا الديك اطول مناظرة في مجالها شغلت نحو مجلد و نصف‬
‫من كتابا الحيوان و قد بين غرضها انه بيان حكمة ال و تدبيره في الكلبا و الديك و ان يفكر‬
‫فيهما و يعتبر بهما و يسبح ال عندهما )‪ (3‬ال ان الخارين قالوا انها لبيان عادات العربا و‬
‫العجم و انها مناظرة ) بين الشعوبية و العربا اما الشعوبية فرمزهم الديك الذي يرمز في قراهم و‬
‫مدنهم و اما العربا فرمزهم الكلبا الذي ل يفارقهم في منازلهم و مراعيهم و الشعوبية التي تستقذر‬
‫الكلبا و حيوانات الصحراء مما جعل الجاحظ يعقد في حيوانه مناظرة اخارى بين البعير و الفيل‬
‫فدائما الشعوبية تتحرش بالعربا و تهجن حياتها و كل ما اتصل بها ‪ ,‬و كان الجاحظ اقام نفسه‬
‫رصدا لهم و من الممكن ان يكون من هذا البابا كتابه الزرع و النخايل الذي اهداه الى ابراهيم بن‬
‫العباس الصولي فالزرع رمز الحضارة و الشعوبية و النخايل رمز العربا و البادية و قد هاجم‬
‫الجاحظ الشعوبية م ار ار في كتابه البيان و التبيين اذ افرد لها فصل طويل في كتابات اخارى له‬
‫متعددة عن العربا و العجم ‪ ...‬فهو الذي اقام تلك المناظرة التي ظاهرها كلبا و ديك و باطنها‬
‫عربا و شعوبية و كان يتعصبا للعروبة في اعماقه مما جعله ينقض عن الكلبا كل مذامه و‬
‫مثالبه و يضفي عليه كثي ار من المحامد و المحاسن في حماسة بالغة ( )‪(4‬‬
‫ولكن الجاحظ ل يرى هذا الراي فهو يصرح قائل ) و ليس هذا الكتابا ) يرحمك ال ( في تفضيل‬
‫العجم على العربا و عدنان علي قحطان ( )‪(5‬‬

‫‪7‬‬
‫ــــــ‬
‫) ‪ (2‬اباء الحداثة العربية ‪ ,‬مدخال الى عوالم الجاحظ و الحلج و التوحيدي ‪ ,‬محي الدين‬
‫اللذقاني ‪. 20 /‬‬
‫) ‪ (3‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪222 / 1‬‬
‫) ‪ (4‬تاريخ الدبا العربي العصر العباسي الثاني ‪ /‬د ‪ .‬شوقي ضيف ‪ 598 /‬ـ ‪. 603‬‬
‫) ‪ (5‬الحيوان ‪. 7/7‬‬

‫فهل كان في هذا القول يريد ان يطرد اعين الرقباء و المترصدين ‪ ,‬ام انه حقيقة ما سعى اليه في‬
‫جميع ما سعى اليه في جميع ما كتبا من نبذ العصبية و التي يقول هلك بها عالم بعد عالم و ان‬
‫الحمية ل تبقي دينا ال افسدته و ل دنيا ال اهلكتها )‪(1‬‬
‫ان الصورة الرائعة التي رسمها الجاحظ لبي المبارك الصابي و هو يتغزل و يولع بالجمال و‬
‫يسمع نغمة المراة فظن ان كبده قد ذابت و يظن مرة اخارى انها قد انصدعت و يظن ثالثة ان‬
‫عقله قد اخاتلس و بالرغم من من انه كان خاصيا فهو يحن الى جمال المراة و سحرها ال ان محمد‬
‫عبد المنعم خافاجي يرى ان الجاحظ هنا كان يصور حرمانه هو في هذه الصور ‪.(3) .‬‬
‫و ل اظن انه اصابا في هذا الراي فالجاحظ كان قد ) تسرى بالمقدار الذي اسعفه عليه ماله و‬
‫اكمل الباقي بما كان يجود به عليه الصدقاء من الجواري و قد جعلته هذه البحبوحة الجنسية‬
‫الشرعية يعزف عن الزواج و عن تكوين اسرة تقليدية ( )‪(4‬‬
‫و اذا كانت السياسة فيها من الخاطر ما يخااف الجاحظ و غير الجاحظ الى ان يقول رم از و يكتم‬
‫س ار و ل يقول ما يريد فان الجاحظ كان متحرر العقل من ان يتحرج في ما ينقله فيقول دون‬
‫خاوف ) و بعض الناس اذا انتهى الى ذكر العورات ارتدع و اظهر التقزز و استعمل بابا التورع ‪,‬‬
‫و اكثر من تجده كذلك فانما هو رجل ليس معه من العفاف و الكرم و النبل و الوقار ال بقدر هذا‬
‫الشكل من التصنع و لم يكشف قط صاحبا رياء و نفاق ال عن لؤم مستفحل و نذالة متمكنة ( )‬
‫‪(2‬‬
‫و نخالص الى ان الجاحظ ربما كان يكتبا برمزية ليتحاش رقباء السياسة ‪ ,‬ال انه لم يكن يتحرج‬
‫ان يقول كل ما يشتهي من قول دون خاوف او وجل ‪ ,‬و اظن انه كان واعيا في نقده مثلما كان‬
‫واعيا في كتاباته وادبه و لهذا فان الجاحظ اول ناقد عربي ) يسجل ما للحيوان من قيمة رمزية‬
‫في احساس الشاعر بمعاني الحياة و الموت ( )‪ (5‬و ) اقدم من تنبه على ــــــــ‬
‫‪ .1‬ينظر ‪ :‬البيان و التبيين ‪12 / 3‬‬
‫‪ .2‬الحيوان ‪109 / 3‬‬
‫‪ .3‬ينظر ‪ :‬ابو عثمان الجاحظ ‪ 211 /‬و الحيوان ‪ 125 / 1‬ـ ‪128‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ .4‬اباء الحداثة العربية ‪37 /‬‬
‫‪ .5‬شعر الرثاء في العصر الجاهلي ‪ .‬د ‪ .‬مصطفى الشورى ‪65 /‬‬

‫جانبا رئيس من هذه الحقيقة ] حقيقة الدللة الرمزية [ حيث رصد في النماذج التي تاملها ان‬
‫قصة الثور تنتهي بمقتل الثور اذا كانت القصيدة في الرثاء و تنتهي بنجاته في سائر الغراض (‬
‫)‪. (11‬‬
‫لقد وقف الشاعر الجاحظ الناقد موقفا ينم عن قدرة فائقة في التحليل فقد تكررت صورة الثور و‬
‫الكلبا في كل رحلة و تكررت الرحلة في كل قصيدة طللية و تتكرر صورة الكلبا التي تهاجم‬
‫الثور و كان لبد ان يكتبا فيها النصر لحد الطرفين ‪ ,‬و لعل الناقد القديم لم ير فيها ال وصفا‬
‫مباش ار و ان هذا لم يكن ال تقليدا لل وائل ‪ ,‬و لكن الجاحظ يكشف عن ان هذه المعركة ذات‬
‫دللية رمزية تتصل اتصال مباش ار ببنية النص و يبدو ذلك واضحا من قوله اذا كان الشعر مرثية‬
‫او موعظة او مديحا )‪ (12‬يقول الجاحظ ‪:‬‬
‫) من عادة الشعراء اذا الشعر مرثية او موعظة ‪ ,‬ان تكون الكلبا التي تقتل بقر الوحش ‪ ,‬و اذا‬
‫كان الشعر مديحا و قال كأن ناقتي بقرة من صفاتها كذا ‪ ,‬ان تكون الكلبا هي المقتولة ‪ ,‬ليس‬
‫على ان ذلك حكاية عن قصة بعينها ‪ ,‬ولكن الثيران ربما جرحت الكلبا و ربما قتلتها واما في‬
‫أكثر ذلك فانها تكون هي المصابة و الكلبا هي السالمة و الظافرة و صاحبها الغانم ( )‪(3‬‬
‫ان هذا النص يشكل اعلنا عن ولدة الرمزية العربية في النقد التطبيقي و هذا الوعي النقدي‬
‫الذي يخارج عن اسار القراءات التقليدية للناقد المعاصر للجاحظ يدفع الى ان ننظر في التوظيف‬
‫للدللة الرمزية للحيوان في ادبا الجاحظ و بالخاص في كتابه الحيوان وهو ما يقف عنده البحث ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪(11‬قراءة معاصرة في نصوص من التراث الشعري د ‪ .‬محمود الجادر ‪. 43 /‬‬
‫)‪ (12‬ينظر ‪ :‬بنية القصيدة الجاهلية د ‪ .‬علي مراشدة ‪194 /‬‬
‫)‪ (13‬الحيوان ‪. 20 / 1‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫‪9‬‬
‫البعد الرمزي للحيوان‬
‫لما كان الجاحظ يملي على الناس روح عصره فهو ينقل ما يتعارفونه بينهم ثم يطرح رايه ان كان‬
‫له ذلك الراي ‪ ,‬فهو يشير للدللة الرمزية للحيوان عند العربا فيقول ) والعربا انما كانت تسمي‬
‫بكلبا و حمار و حجر و جعل حنظلة و قرد على التفاؤل بذلك و كان الرجل اذا ولد له ذكر خارج‬
‫يتعرض لزجر الطير و الفال فان سمع انسانا يقول حج ار او راى حج ار سمى ابنه به و تفاءل فيه‬
‫الشدة و الصلبة والبقاء و الصبر و انه يحطم ما لقى و كذلك ان سمع انسانا يقول ذئبا او راى‬
‫ذئبا تاول فيه الفطنة و الخابث و المكر و الكسبا و ان كان حما ار تاول فيه طول العمر و الوقاحة‬
‫و القوة و الجلد و ان كان كلبا تاول فيه الحراسة و اليقظة و بعد الصوت و الكسبا و غير ذلك ()‬
‫‪(1‬‬
‫و مثلما يتخايرون لبنائهم اسماء ذات دللة رمزية فانهم يتخايرون لحيواناتهم اسماء ذات دللة‬
‫رمزية ايضا ‪ ,‬ال ان البعض ل يحسن الخاتيار ) قال الشاعر و رأى رجل اسمه وثابا و اسم كلبه‬
‫عمرو فقال ‪:‬‬
‫من التوفيق اسبابا‬ ‫و لو هيأ له ال‬
‫و سمى الكلبا وثابا ( )‪(2‬‬ ‫لسمى نفسه عم ار‬
‫و لطول التجربة النسانية مع الحيوان صار لكل جنس من الحيوان صفة يعرف بها و صار‬
‫النسان يقرن بتلك الصفة بذلك الجنس فيقال ) اج ار من الليث و اجبن من الصقر و اسخاى من‬
‫لفظة و اصبر على الهون من كلبا واحذر من عقعق و ازهى من غرابا و اصنع من سرقة و‬
‫اظلم من حية و اغدر من الذئبا و اخابث من ذئبا خامر و اشدعداوة من عقربا و اروغ من ثعلبا‬
‫و احمق من حبارى و اهدى من قطاة و اكذبا من فاخاتة و الم من كلبا على جيفة و اجمع من‬
‫ذرة و اضل من حمار اهلي و اعق من ضبا و ابر من هرة و انفر من ظليم و اضل من ورل و‬
‫اضل من ضبا و اضل من الحية ( )‪(3‬‬
‫و لقد وقف البحث عند البعاد الرمزية التي ظهرت في نصوصية و التي نجد ثلثة ابعاد رئيسة‬
‫مكتنزة بالدللت و متداخالة و هي ‪:‬‬
‫ـــــــــ‬
‫الحيوان ‪. 324 / 1‬‬
‫الحيوان ‪194 / 2‬‬
‫الحيوان ‪220 / 1‬ـ ‪. 221‬‬

‫‪10‬‬
‫‪1‬ـ البعد السطوري ‪ :‬و فيه تمتزج الحقيقة التاريخاية بالخايال و الخارافة و يكون للديبا مجال‬
‫رحبا لتوظيف المتن السطوري ويمنح دللته الرمزية الى النص الموظف فيه و لعل الجاحظ‬
‫يسفه احيانا بعض هذه الساطير و يضعف بعضها احيانا اخار ‪.‬‬

‫‪2‬ـ البعد الديني ‪ :‬و فيه يوظف الجاحظ المام المعتزلي الثقافة السلمية و الدينية و التاريخاية‬
‫في نصوصه و يبث الكثير من معتقداته من خالل ادبه و مثلما وقف من الساطير كان له موقف‬
‫من اراء المفسرين الذين جانبوا الصوابا فيسخار و يه أز و ينكر ما يخاالف العقل ‪.‬‬

‫‪3‬ـ البعد الجتماعي ‪ :‬و فيه يوظف ما تعارف عليه المجتمع من رؤية للحيوان بامثالهم و‬
‫احاديثهم و فيه ينهل من حياة اجتماعية بصرية تشتبك فيها العروق من عربا و فرس و زنوج و‬
‫افارقة و لن البصرة نشأت عجو از ناضجة مكتملة ‪ ,‬تصطرع فيها العقائد و الفكار و كان‬
‫الخاوارج على اطرافها و فيها التشيع و العتزال و السنة و طوائف الديان الخارى و اهل الشك و‬
‫المجون و الزنادقة ‪ (1) .‬و فيها الترف و النعيم لدى الخااصة و الفقر و الشقاء لدى العامة فكثر‬
‫الرقيق و الجواري وشاع الغناء و ذاع اللهو ‪ ,‬و هذا كله انعكس في ادبا الجاحظ فنرى انه اخاذ‬
‫في توظيفه في الرمز الحيواني فصار اكبر حجما من البعدين السطوري و الديني و هو ما سنقف‬
‫عليه ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــ‬

‫)‪ (1‬محاضرات الستاذ الدكتور سعيد عدنان على طلبة الدكتوراه كلية التربية‬
‫‪13/12/2009‬‬

‫‪1‬ـ البعد السطوري ‪:‬‬


‫وضع الجاحظ يده على كنز من اساطير العربا من خالل ما وصل اليه من كتبا فهو ل يترك كتابا‬
‫وقع بيده ال استوفى قراءته حتى انه كان يكتري دكاكين الوراقين و يبيت فيه للنظر )‪(1‬‬

‫‪11‬‬
‫و من هذه الساطير التي نجدها في كتابا الحيوان اسطورة اولد السعلة ) و للناس في هذا‬
‫الضربا ضروبا من الدعوى و علماء السوء يظهرون تجويزها و تحقيقها كالذي يدعون من اولد‬
‫السعالى من الناس كما ذكروا عن عمرو بن يربوع و كما يروي ابو زيد النحوي عن السعلة التي‬
‫اقامت في بني تميم حتى ولدت فيهم فلما رات برقا يلمع من شق بلد السعالى حنت و طارت اليهم‬
‫( )‪ (2‬و قريبا من هذا ما ذكرته العربا من اسطورة ان جرهما كان من نتاج ما بين الملئكة و‬
‫بنات ادم و كان الملك من الملئكة اذا عصى ربه اهبطه في صورة رجل كما صنع بهاروت و‬
‫ماروت )‪(3‬‬
‫و من الساطير القريبة مما مضى ما يقوله الناس في البل ان فيها عرقا من سفاد الجن و ذهبوا‬
‫الى الحديث انهم كرهوا الصلة في اعطان البل لنها خالقت من اعنان الشياطين )‪ ) (4‬و زعم‬
‫ناس ان من البل وحشيا و كذلك الخايل ‪ ...‬فزعموا ان تلك البل تسكن ارض و بار لنها غير‬
‫مسكونة ‪ ...‬و قال اخارون هذه البل الوحشية هي الحوش و هي التي من بقايا ابل و بار فلما‬
‫اهلكهم ال تعالى كما اهلك المم مثل عاد و ثمود و العمالقة و طسم و جديس فبقيت ابلهم في‬
‫اماكنها التي ل يطورها انسي ‪ ,‬فان سقط الى تلك الجيزة بعض الخالعاء او بعض من اضل‬
‫الطريق حثت الجن في وجهه فان الح خابلته ( )‪(5‬‬
‫و هكذا فان البل الوحشية من بقايا القوام التي اهلكها ال و التي تحرسها الجن و اما البل غير‬
‫الوحشية فانها من سفاد الجن ‪.‬‬
‫و من هذا التزاوج بين المخالوقات و النسان ينقل الجاحظ اسطورة اخارى هي ) ان النسناس‬
‫ـــــــــــــ‬
‫‪ .1‬ينظر ‪ :‬معجم الدباء ‪75 / 16‬‬
‫‪ .2‬الحيوان ‪185 /1‬‬
‫‪ .3‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪187/ 1‬‬
‫‪ .4‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪152 / 1‬‬
‫‪ .5‬الحيوان ‪154 / 1‬‬

‫تركيبا ما بين الشق و النسان و يزعمون ان خالقا من وراء السد تركيبا من النسناس و الناس و‬
‫الشق و ياجوج و ماجوج و ذكروا عن الواق واق و الدوال باي انهم نتاج مابين بعض النبات و‬
‫الحيوان ( )‪(1‬‬
‫و يذهبا الجاحظ الى الدفاع عن اسطورة تلقح الجن و النس و يستشهد بالية ) و شاركهم‬
‫بالموال و الولد ( و بالية ) لم يطمثهن انس قبلهم ول جان ( و يقول فلو كان الجان ل يفتض‬
‫الدميات لما قال ال تعالى ذلك ‪(2) .‬‬

‫‪12‬‬
‫و يقف الجاحظ وقفات طوال ليصف الجن و اصنافهم و مراتبهم و طعامهم و شرابهم و ذبائحهم‬
‫و استضافتهم الناس و من خانقته و من قتلته و من استهوته و عملهم و رؤيتهم و مكالمتهم و‬
‫سماع اصواتهم و التحصن منهم و محالفتهم و مطاياهم و ثيابهم و مواضعهم و نارهم و جبلهم‬
‫و ابلهم و كلبهم و رماحهم و جنونهم و صرعهم و خاضوعهم لسليمان )‪(3‬‬
‫و من الرموز السطورية التي ترد في الحيوان ان مسخ الضبا و سهيل و هي اسطورة تقول‬
‫انهما كان ماكسين عشارين فمسخ ال الضبا في الرض و سهيل في السماء و قال في ذلك‬
‫الشاعر‬
‫و سهيل السماء عمدا يصغر )‪(4‬‬ ‫مسخ الضبا في الجدالة قوما‬
‫و يذهبا الجاحظ الى ان ) الحديث عن مسخ الضبا و الجري و عن مسخ الكلبا و الحكاة و ان‬
‫الحمام شيطان من جنس المزاح الذي كنا كتبنا به الى بعض اخاواننا ممن يدعى علم كل شيء‬
‫فجعلنا هذه الخارافات و هذه الفطن الصغار من بابا المسائل ( )‪(5‬‬
‫و يذكر من هذه الساطير احاديث المسخ و الجن و الغيلن و زواج السعلة و ابن يربوع و غيرها‬
‫ساخا ار مسته از‬
‫و من اساطير العربا ان الجن تصد البقر عن شربا الماء اذا وردت فيضربوا الثور ليقتحم الماء‬
‫لن البقر تتبعه و يصف الشاعر هذه السطورة مشبها نفسه بالثور الذي يضربا دون‬
‫ـــــــــــــ‬
‫‪ .1‬الحيوان ‪1/189‬‬
‫‪ .2‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪ 1/188‬ـ ‪189‬‬
‫‪ .3‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪217 /6 * 184 , 85 /4 * 207 , 131 /2 * 309 , 1/291‬‬
‫‪ .4‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪155 /6‬‬
‫‪ .5‬الحيوان ‪308 /1‬‬

‫ذنبا و الشاعر هو العشى ‪:‬‬


‫ل علم من امسي اعق و اصوبا‬ ‫فاني و ما كلفتموني و ربكم‬
‫و ما ذنبه ان عافت الماء مشربا‬ ‫لكالثور و الجني يضربا ظهره‬
‫و ما ان تعاف الماء ال ليضربا )‪(1‬‬ ‫و ما ذنبه ان عافت الماء باقر‬
‫و من الرموز السطورية العنقاء و السيمرغ و هما طائران اسطوريان يقول حسان ‪:‬‬
‫فاكرم بنا خاال و اكرم بنا ابنا‬ ‫ولدنا بني العنقاء و ابني محرق‬
‫و اسيافنا يقطرن من نجدة دما )‪(2‬‬ ‫لنا الجفنات العز يلمعن بالضحى‬

‫‪13‬‬
‫و من الساطير ذلك التواشج بين الشياطين و الشعراء و الجن فالشعراء كلبا الجن كما يراهم‬
‫العربا يقول ) عمرو بن كلثوم‬
‫و شذينا قتادة من يلينا‬ ‫و قد هرت كلبا الجن منا‬
‫فانهم يزعمون ان كلبا الجن هم الشعراء ( )‪ (3‬و انهم يزعمون ان مع كل فحل من الشعراء‬
‫شيطانا يقول ذلك الفحل على لسانه الشعر و ان لكل شيطانا اسما يعرف به فعمرو اسم شيطان‬
‫المخابل و مسحل شيطان العشى و عمرو شيطان الفرزدق و عنه يقول الشاعر ‪:‬‬
‫و خاالي همم صاحبا عمرو‬ ‫بنت عمرو و خاالها مسحل الخاير‬
‫فالجنية بنت عمروا و خاالها مسحل وهميم اسم الفرزدق الشاعر الذي شيطانه عمرو )‪(4‬‬
‫و من الرموز السطورية للطيور السمندل او السندل و هو طائر يدخال في اتون النار و يخارج و‬
‫ل تحترق له ريشة )‪ (5‬و الهامة و هي طائر يقف على القبور و ) ان صبيا من العرابا فيما‬
‫مضى من الدهر صاد هامة على قبر فظنها سمان فاكلها فغثت نفسه ( )‪(6‬‬
‫و) يزعمون ان القنزعة التي على راس ] الهدهد[ ثوابا من ال تعالى على ما كان من بره لمه‬
‫لن امه لما ماتت جعل قبرها على راسه فهذه القنزعة عوض عن تلك الوهدة ( )‪(7‬‬
‫ــــــــــــ‬
‫‪ .1‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪1/19‬‬
‫‪ .2‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪148 /8 , 121/ 7‬‬
‫‪ .3‬الحيوان ‪229 / 6‬‬
‫‪ .4‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪225 / 6‬‬
‫‪ .5‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪434 /6‬‬
‫‪ .6‬الحيوان ‪302 / 4‬‬
‫‪ .7‬الحيوان ‪510 / 3‬‬
‫و يذم الكلبا صاحبا الديك فيقول انها ل سبع و ل بهيمة و ل انسية و ل جنية و انها من الحن‬
‫دون الجن و انها مطايا الجن نوع من المسخ )‪(1‬‬
‫ومن الساطير عند العربا ان الديك خادعه الغرابا و تلعبا به و رهنه عند الحمار وهذه السطورة‬
‫تجعل من الغرابا انذل الطير وألمه ومن الديك انه غبي قليل المعرفة و الذكاء‪(2) .‬‬
‫و الغرابا رمز للتشاؤم و اشتقوا من اسمه الغربة و الغترابا و الغريبا و منها غرابا البين و كانوا‬
‫يتعايرون باكل لحم الغرابا قال الشاعر‬
‫شواء الناهضات مع الخابيص‬ ‫فما بالعار ما عيرتمونا‬
‫و ل سرطان انهار البريص )‪(3‬‬ ‫فما لحم الغرابا لنا بزاد‬

‫‪14‬‬
‫و هذا المعنى يجعلنا ننتقل الى البعد الجتماعي للرمز الحيواني ‪.‬‬

‫‪2‬ـ البعد الجتماعي‬


‫اظهر الجاحظ قدرة عجيبة في ابراز الرمز الحيواني في بعده الجتماعي الذي وقر في الذهان و‬
‫عرفه و ذكره بعضهم و نسيه البعض فهو يدل على رمزية كل حيوان بما اتصف به فيقول عن‬
‫الجمل انه وجد فيه اهتداؤه و غيرته و صولته و حقده و صبره على حمل الثقل ووجد في الذئبا‬
‫غدره و مكره و استرواحه و توحشه و شدة نكره فالجمل رمز الصبر و الذئبا رمز الغدر ‪ ,‬و الحية‬
‫رمز الظلم و الكذبا فيقال اظلم من الحية )‪ (4‬و الحمار رمز الجهل ) وضربا به المثل في الجهل‬
‫فقال تعالى ) كمثل الحمار يحمل اسفا ار ( فلو كان شيء من الحيوان اجهل بما في بطون السفار‬
‫من الحمار لضربا ال المثل به دونه ( )‪ (5‬و الغرابا رمز اللؤم و الضعف و مثله الكلبا رمز‬
‫اللؤم )‪ (6‬و خابث الطبع و سقوط الغدر يقول حمار عجرد في بشار‬
‫الكلبا في الخالق انت ل النسان‬ ‫يا ابن برد اخاسا اليك فمثل‬
‫ـــــــــــ‬
‫‪ .1‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪222 /1‬‬
‫‪ .2‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪319 /2‬‬
‫‪ .3‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪ 316 /2‬ـ ‪317‬‬
‫‪ .4‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪4/200‬‬
‫‪ .5‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪255 /2‬‬
‫‪ .6‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪316 /2‬‬
‫و اولى منه بكل هوان‬ ‫بل لعمري لنت شر من الكلبا‬
‫يا ابن الطيان ذي التبان )‪(1‬‬ ‫و لريح الخانزير اطيبا من ريحك‬
‫و من الرمزية قول الشاعر ‪:‬‬
‫يدس براسه في كل حجر‬ ‫ولست بثعلبا ان كان كون‬
‫فالثعلبا رمز للجبان الذليل ‪ ,‬و مما قيل في ذلة الثعلبا‬
‫لقد ذل من بالت عليه الثعالبا )‪(2‬‬ ‫اله يبول الثعلبان براسه‬
‫و الشاعر يشبه الخار بالنعامة اذا كلفه بامر فانه يعتل بعلة و ان كلفه بامر اخار اعتل باخارى ‪.‬‬
‫تصير الى الخابيث من المصير‬ ‫فانت كساقط بين الحشايا‬
‫تعاظمها اذا ما قيل طيري‬ ‫و مثل نعامة تدعى بعي ار‬
‫من الطير المربة بالركوبا‬ ‫فان قيل احملي قالت فاني‬

‫‪15‬‬
‫اشارة الى قولهم انما انت نعامة اذا قيل لها احملي قالت انا طائر و اذا قيل لها طيري قالت انا‬
‫بعير ‪ ,‬و النعامة لها قصة اخارى و هي انها تطلبا قرنين فرجعت مقطوعة الذنين فلذلك يسمونه‬
‫الضليم )‪(3‬‬
‫و من الرمزية الجتماعية ان الطيور الجوارح رمز لكثرة القتلى من العداء يقول النابغة‬
‫عصائبا طير تهتدي بعصائبا‬ ‫اذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم‬
‫و قال حميد بن ثور‬
‫من الطير ينظرن الذي هو صانع‬ ‫اذا ما غ از يوما رايت عصابة‬
‫و قال اخار‬
‫فهن يتبعنه في كل مرتحل )‪(4‬‬ ‫قد عود الطير عادات و ثقن بها‬
‫و يرمز للرض الكثيرة الخايرات بانها ) ارض ل يطير غرابها ( و اذا دخال الغرابا بارض خاصبا‬
‫فانه ل يخارج منها ‪ ,‬و يقال للرجل الذي يحصل على ما يريد انه وجد ) ثمرة الغرابا ( لنه يتخاير‬
‫اطيبا الثمر)‪(5‬‬
‫ـــــــــــــــ‬
‫‪ .1‬الحيوان ‪240 /1 :‬‬
‫‪ .2‬الحيوان ‪203 /6 :‬‬
‫‪ .3‬الحيوان ‪ 322 /4 :‬ـ ‪323‬‬
‫‪ .4‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪ 21 /7‬ـ ‪22‬‬
‫‪ .5‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪ 424 /3‬ـ ‪425‬‬
‫و ترمز الهرة الى البر باولدها فقالوا ) ابر من الهرة و اعق من ضبا ( و وجهوا اكل الهرة‬
‫اولدها على شدة الحبا لهم ‪ ,‬و يقول السيد الحميري برمزية اخارى في وصف السيدة عائشة‬
‫تزجى الى البصرة اجنادها‬ ‫جاءت مع الشقين في هودج‬
‫تريد ان تاكل اولدها‬ ‫كانها في فعلها هرة‬
‫وترمز الذئبة الى الحمق لنها تدع ولدها وترضع و لد الضبع فقيل )احمق من جهيزة ( )‪(1‬‬
‫ويرمز الطاووس للجمال و الزهو و سمي جيش ابن الشعث بالطواويس لكثرة من كان يجتمع‬
‫فيهم من الفتيان المنعوتين بالجمال )‪(2‬‬
‫و لعل من الرمز الحيواني ما يتصل بالطعام ففي المثل ) سمن كلبا في جوع اهله ( وذلك عندما‬
‫تمرض الحيوانات و تموت فياكلها يقول يقول الشاعر في ذم احدهم‬
‫فيهزل اهل الكلبا و هو سمين )‪(3‬‬ ‫فانت ككلبا السوء في جوع اهله‬

‫‪16‬‬
‫و من الرمزية اذا جاء الناس الخاير يقال قد اكلت الرض و احرنفشت العنز لخاتها و لحس‬
‫الكلبا الوضر‬
‫و احرنفاش العنز أن ينتفش شعرها و تنطح صاحبتها ‪ ,‬و لحس الكلبا الوضر لما يفضلون منه‬
‫لنهم في الجدبا ل يدعون للكلبا شيئا يلحسه )‪ (4‬و يرمز ابراز الكلبا الى الكرم و طلبا‬
‫الضياف و منعه يرمز للبخال قال الشاعر يهجو احدهم‬
‫و قدرك كالعذراء من دونها ستر)‪(5‬‬ ‫و تكعم كلبا الحي من خاشية القرى‬
‫و لعل استئناس الكلبا للنسان دليل على كثرة تردده على اصحابه فاذا كان الكلبا تملكه امراة‬
‫تعيش وحدها فالستئناس رمز الخايانة يقول هلل بن خاثعم‬
‫و اني لمشنؤ الى اغتيابها‬ ‫اني لعف عن زيارة جارتي‬
‫زؤ ار و لم تانس الي كلبها )‪(6‬‬ ‫اذا غابا عنها بعلها لم اكن لها‬
‫ـــــــــــــــ‬
‫ينظر ‪ :‬الحيوان ‪1/197‬‬
‫ينظر ‪ :‬الحيوان ‪2/245‬‬
‫ينظر ‪ :‬الحيوان ‪192 /1‬‬
‫ينظر ‪ :‬الحيوان ‪156 /2‬‬
‫ينظر ‪ :‬الحيوان ‪385 /1‬‬
‫ينظر ‪ :‬الحيوان ‪ 382 /1‬ـ ‪383‬‬

‫و اذا كان النسان جوادا فلكثرة توافد الناس اليه يصبح كلبه جبانا ل ينبح احدا و لهذا قال‬
‫الشاعر يمدح نفسه‬
‫جبان الكلبا مهزول الفصيل )‪(1‬‬ ‫و ما بك في من عيبا فاني‬
‫و قال حاتم الطائي‬
‫و شق على الضيف الغريبا عقورها‬ ‫اذا ما بخايل الناس هرت كلبه‬
‫جواد اذا ما النفس شح ضميرها‬ ‫فاني جبان الكلبا بيتي موطا‬
‫قليل على من يعتريها هريرها )‪(2‬‬ ‫و لكن كلبي قد اقرت و عودت‬
‫و هذا الحيوان الذي صار بجبنه رم از لكرم صاحبه هو المحروم الذي له الحق في اموال صاحبه‬
‫و هو ما نقف عليه و على غيره في البعد الديني ‪.‬‬

‫‪3‬ـ البعد الديني في الرمز الحيواني‬

‫‪17‬‬
‫قال بعض المفسرين في قوله تعالى ) و الذين في اموالهم حق معلوم للسائل و المحروم ( ان‬
‫المحروم هو الكلبا )‪(3‬‬
‫و قال الثوري عن ابن عباس قال قال على منبر البقرة ان الكلبا من الجن و ان الحسن من‬
‫صنعقة الجن فاذا غشيكم منها شيء فالقوا اليها شيئا او اطردوه فان له نفس سوء )‪(4‬‬
‫و زعم بعض المفسرين ان اهل سفينة نوح تاذوا بالفار فعطس السد عطسة فرمى من نخاريه‬
‫بزوج سنانير و سلح الفيل زوج خانازير قال كيسان ‪ :‬ينبغي ان يكون ذلك السنور ادم السنانير و‬
‫تلك السنور حواءها )‪(5‬‬
‫و يرمز الفيل الى ) اية في الجاهلية و ارهاصا للنبوة ( )‪ (6‬في اشارة الى حادثة فيل ابرهة‬
‫الحبشي ‪.‬‬
‫و ترمز الحمامة الى الطاعة و حسن الدللة حيث كانت دليل نوح بعد الطوفان و انها طلبت ــــــــــــ‬
‫‪ .1‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪384 /1‬‬
‫‪ .2‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪383 /1‬‬
‫‪ .3‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪193 /1‬‬
‫‪ .4‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪295 , 291 /1‬‬
‫‪ .5‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪146 /1‬‬
‫‪ .6‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪202 /7‬‬

‫الجعالة فاعطاها ال تلك الحلية و هي الطوق في عنقها و انها رجعت في رجليها من الطين‬
‫فعوضت خاضابا الرجلين )‪(1‬‬
‫والحية في الديانات السابقة هي التي ادخالت ابليس في جوفها و انها كانت في صورة جمل‬
‫فمسخاها ال عقوبة لها و ذكر الجاحظ ابياتا في هذه السطورة الدينية لمية بن ابي الصلت و‬
‫قال فان قلت ان امية كان اعرابيا و هذا من خارافات اعرابا الجاهلية فاني سانشدك لعدي بن زيد‬
‫و كان نصرانيا ديانا و ترجمانا و صاحبا كتبا ‪ ,‬و هكذا فان الحية مسخاها ال حين طاوعت عدوه‬
‫على وليه )‪(2‬‬
‫و من هنا فان ) في بعض كتبا النبياء ان ال تبارك و تعالى قال لبني اسرائيل ‪ :‬يا اولد الفاعي‬
‫( )‪ (3‬و رووا ان كعبا الحبار قال مكتوبا في التوراة ان الحية التي دخال فيه ابليس عوقبت‬
‫بعشر خاصال و من هذه العشرة التي عدها شق لسانها و يقول كعبا الحبار ان الحية كلما خاافت‬
‫من القتل اخارجت لسانها لتريهم العقوبة ‪(4) .‬‬

‫‪18‬‬
‫و من الرموز الحيوانية ذات الدللت الدينية الجتماعية ما تقوله العوام انه اذا كان في الدار‬
‫ديك ابيض افرق لم يدخاله شيطان و ان من اكل لحم سنور اسود لم يضره سحر )‪(5‬‬
‫و من الحاديث في الديك ) صرخ ديك عند النبي ) صلى ال عليه و اله و سلم ( فسبه بعض‬
‫اصحابه فقال ) صلى ال عليه و اله و سلم ( ‪ :‬ل تسبه فانه يدعو الى الصلة ( و في رواية‬
‫اخارى قال ) انه يؤذن للصلة ()‪(6‬‬
‫لقد وقف الجاحظ ساخا ار و منك ار لكثير من الوهام و يه أز من اقوال المفسرين الذين جانبوا الفهم‬
‫الصحيح لليات و هو ناقل لتراث امة في كل ما يدور بين ابنائها ‪ ,‬صوابا ام خاطا ‪ ,‬و لكنه يصرح‬
‫برايه دون ان تاخاذه فيه لومة لئم ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــ‬
‫‪ .1‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪195 /3‬‬
‫‪ .2‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪ 196 /4‬ـ ‪198‬‬
‫‪ .3‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪244 /4‬‬
‫‪ .4‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪200 /4‬‬
‫‪ .5‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪207 /2‬‬
‫‪ .6‬ينظر ‪ :‬الحيوان ‪258 /2‬‬

‫المصادر‬
‫‪ ‬اباء الحداثة العربية مدخال الى عوالم الجاحظ و الحلج و التوحيدي محي الدين‬
‫اللذقاني مؤسسة النتشار العربي بيروت ط ‪1998 /2‬‬
‫‪ ‬ابو عثمان الجاحظ محمد عبد المنعم خافاجي دار الكتابا اللبناني ط ‪/1‬‬
‫‪1973‬‬
‫ط‬ ‫‪ ‬اساطير العالم القديم د‪ .‬صموئيل كريم ترجمة احمد عبد الحميد يوسف‬
‫الهيئة المصرية العامة للكتابا ‪1974 /‬‬
‫‪ ‬البيان و التبيين الجاحظ تحقيق عبد السلم هارون ‪ /‬لجنة التاليف و النشر ‪/‬‬
‫القاهرة ‪1948 /‬‬
‫‪ ‬بنية القصيدة الجاهلية د‪ .‬علي مراشدة عالم الكتبا الحديث ‪ /‬الردن ‪2006‬‬
‫‪ ‬تاريخ الدبا العربي ‪ /‬العصر العباسي الثاني د‪ .‬شوقي ضيف دار المعارف‬
‫مصر ط ‪1975 /2‬‬

‫‪19‬‬
‫تحقيق عبد السلم محمد‬ ‫‪ ‬الحيوان ‪ .‬ابو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ‬
‫هارون مكتبة مصطفى البابي الحلبي مصر ط ‪1943 /1‬‬
‫‪ ‬الرمز الشعري عند الصوفية د‪ .‬عاطف جودل نصر دار الندلس بيروت ط ‪/ 3‬‬
‫‪1983‬‬
‫‪ ‬شعر الرثاء في العصر الجاهلي د‪ .‬مصطفى الشورى الشركة المصرية العالمية‬
‫ط ‪1995 / 1‬‬
‫‪ ‬الغصن الذهبي ‪ /‬ج فريزر ترجم باشراف د‪ .‬احمد ابو زيد ط ‪1971‬‬
‫‪ ‬قراءة معاصرة في نصوص من التراث الشعري د‪ .‬محمود الجابر دار الشؤون‬
‫الثقافية ‪ /‬بغداد ‪2002‬‬
‫‪ ‬معجم الدباء) إرشاد الريبا ( ياقوت الحموي دار المشرق ‪ /‬بيروت‬
‫دار الشرق بيروت ط ‪1972 /3‬‬ ‫‪ ‬مصادر التراث العربي ‪ .‬د‪ .‬عمر الدقاق‬

‫‪20‬‬

You might also like