‫التنازع في العمل‬

‫‪ ‬ال خالف بين البصريين والكوفيين أنه يجوز إعمال كل واحد من العاملين في ذلك االسم الظاهر ولكن اختلفوا في‬
‫شرح ابن عقيل‬ ‫األولى منهما‪ .‬فذهب البصريون إلى أن الثاني أولى به لقربه منه‪.‬وذهب الكوفيون إلى أن األول أولى به لتقدمه‪/.‬‬
‫‪474‬‬

‫ولكل فريق من الفريقين مستند من السماع عن العرب‪/.‬‬

‫ثم إنه قد يوجد في الكالم ما يوجب إعمال الثاني كما في قولك‪ :‬ضربت بل أكرمت زيدا‪ ،‬وقد يوجد فيه ما يوجب‬
‫إعمال االول كما في قولك‪ :‬ال أكرمت وال قدمت زيدا‪.‬‬
‫‪ ‬فلما تعذرت المطابقة مع اإلضمار وجب اإلظهار فتقول أظن ويظناني أخا زيدا وعمرا أخوين فزيدا وعمرا أخوين‬
‫مفعوال أظن والياء مفعول يظنان األول وأخا مفعوله الثاني وال تكون المسألة حينئذ من باب التنازع ألن كال من العاملين‬
‫عمل في ظاهر وهذا مذهب البصريين‪.‬‬

‫وأجاز الكوفيون اإلضمار مراعى به جانب المخبر عنه فتقول أظن ويظناني إياه زيدا وعمرا أخوين وأجازوا أيضا الحذف‬
‫شرح ابن عقيل ‪480‬‬ ‫فتقول أظن ويظناني زيدا وعمرا أخوين‪.‬‬

‫(الكهف‪)96:‬‬ ‫غ َعلَْي ِه قِطْرا}‬

‫‪ ‬التنازع عبارة‪ :‬عن توجه عاملين إلى معمول واحد‪ .‬قل الموضح أي فعلين متصرفين كـ آتوني أُفْ ِر ْ‬
‫اء َك َموئِال أو اسم وفعل كذلك‪ .‬نحو‪َ :‬ها ُؤ ُم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أج ْرتُه َفلَ ْم أتَّخ ْذ إِالَّ َفنَ َ‬ ‫أو اسمين يشبهانهما كقوله‪َ /:‬ع ِه ْد ُ‬
‫ت ُمغيثاً ُم ْغنياً َم ْن َ‬
‫اق َْر ُؤوا كِتَابِيَ ْه} (الحاقة‪ )19:‬وقوله‪ :‬يشبهانهما‪ ،‬أي في العمل ال في التصرف كما قاله شارحه لئال ينافيه تمثيله بهاؤم‬
‫اقرؤوا}‪ .‬فإنه اسم فعل جامد بمعنى خذوا تنازع هو واقرؤوا في كتابيه فأعمل فيه الثاني‪ ،‬وحذف ضميره من األول‬
‫حاشية الخضري‪471‬‬ ‫لكونه فضلة‪ ،‬والميم عالمة‪ /‬الجمع‪ ،‬والهمزة بدل من كاف الخطاب ‪.‬‬

‫فلم جزمت الفعل وهما في محل جزم بأن‪ ،‬وال بين‬

‫‪ ‬فال تنازع بين حرفين‪ ،‬وال حرف وغيره‪ .‬وأما نحو‪ :‬فإن لم تفعلوا‪َ /،‬‬
‫فعلين جامدين أو فعل جامد وغيره ألن الجامد لضعفه‪ /‬ال يفصل من معموله‪ ،‬والفصل الزم في التنازع عند إعماله األول‪.‬‬
‫فإذا بطل أعماله لذلك بطل التنازع إذ من شرطه جواز إعمال كل منهما‪ .‬ومن هذا يؤخذ منع زيد أفضل وأكرم من‬
‫عمرو‪ .‬ألنه ال يفصل بين أفعل ومن بأجنبي قال الروداني‪ :‬ما لم يتأخر الجامد عن غيره‪ ،‬وإال جاز لعدم فصله سواء أعمل‬
‫حاشية الخضري ‪472‬‬ ‫األول أم الثاني كاعجبني ولست مثل زيد‪.‬‬
‫‪‬التنازع عبارة‪ :‬عن توجه عاملين إلى معمول واحد‪ .‬ظاهره منع التنازع فيما يتعد الثنين أو ثالثة وهو رأي‪ .‬وصحح في التسهيل والجامع‬
‫صالَ ٍة‬
‫كل َ‬
‫الجواز‪ ،‬وقد يتعدد المعمول‪ /‬لغيره كما يزيد العامل‪ /‬عن اثنين‪ ،‬وقد اجتمعا في حديث‪« :‬تُ َسبِّ ُحو َن وتَ َكِّب ُرو َن َوتَ ْح َم ُدو َن َد ُب َر ِّ‬
‫ين» فتنازع الثالثة في الظرف‪ .‬وهو دبر والمصدر وهو ثالثاً الخ فأعمل األخير‪ ،‬وحذف الضميرين من األولين لكونهما‬ ‫ِ‬
‫ثَالَثاً َوثَالَث َ‬
‫فضلتين أي‪ :‬تسبحون فيه إياها‪ ،‬وتكبرون فيه إياها‪ .‬ولو أعمل غير األخير لذكر الضميرين فيما بعد العامل ألن الفضلة ال تحذف إال من‬
‫حاشية الخضري ‪473‬‬ ‫األول على المختار‪.‬‬