You are on page 1of 66

Gamal Ali El-Dahshan

Volume (3) No. (4) 2020

‫ سيناريوهات استشرافية‬:‫مستقبل التعليم بعد جائحة كورونا‬

‫ مجال عىل خليل الدهشان‬/‫د‬.‫أ‬

http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3

105
International Journal of Research in Educational Sciences
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫مستقبل التعليم بعد جائحة كورونا‪ :‬سيناريوهات استرشافية‬

‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬

‫أستاذ أصول الرتبية والعميد السابق لكلية الرتبية جامعة املنوفية‪ ،‬وعضو اللجنة العلمية الدائمة لرتقية‬
‫االساتذة واالساتذة املساعدين ختصص اصول الرتبية والتخطيط الرتبوي‪ ،‬باملجلس األعىل‬
‫للجامعات‪ ،‬مرص‪g_eldahshan@yahoo.com ،‬‬

‫‪https://orcid.org/0000-0002-4366-1242‬‬

‫قبلت للنرش يف ‪2020/7/15‬م‬ ‫قدمت للنرش يف ‪2020/5/ 1‬م‬


‫ملخص‪ :‬اذا كان التفكري يف تعليم املستقبل رضورة يف كل االوقات‪ ،‬فانه يكون اكثر رضورة يف ظل‬
‫االزمات‪ ،‬وانطالقا من االزمة التعليمية التي اوجدهتا جائحة كورونا‪ ،‬بحرمان املاليني من التواجد يف‬
‫املؤسسات التعليمية‪ ،‬تعد من اخطر االزمات التي واجهها العامل ونظمه التعليمية‪ ،‬فان االمر يتطلب‬
‫رضورة اعادة التفكري يف نظام التعليم بعد و باء كورونا‪ ،‬وبناء عىل املوارد التعليمية التي نملكها لتعليم‬
‫طال بنا وتكوينهم للمستقبل الذي نتصوره‪ ،‬مستقبل العيش املشرتك عىل هذا الكوكب‪ ،‬مع رضورة‬
‫التفكري بطريقة علمية وبتقنيات واليات دراسة املستقبل‪ ،‬ودراسة كل السيناريوهات املستقبلية واملتوقعة‬
‫يف مرحلة التعايش مع تلك اجلائحة و ما بعدها‪ .‬فعىل الرغم من خطورة جائحة كورونا وانعكاساهتا‬
‫اخلطرية عىل التعليم التي عاشتها كل الدول‪ ،‬و دفعت العامل إىل أن يراجع الكثري من فرضياته وأولوياته‪،‬‬
‫والذى ظهر ذلك يف النقاش الكبري الذي أحدثته اجلائحة بني املفكرين واملثقفني واألكاديميني حول‬
‫حتليل جمتمع اجلائحة وما ورائه‪ ،‬اال ان ما يشغل املربني من املعلمني واولياء االمور والطالب هو ما‬
‫الذي سيكون عىل ه املستقبل فيام يتعلق بحال التعليم ما بعد كورونا وما هي السيناريوهات املتوقعة‬
‫وافضل هذه السيناريوهات واملتطلبات الالزمة لتنفيذ ذلك السيناريو‪ ،‬وهو ما تسعى الورقة البحثية اىل‬
‫تناوله من خالل حماولة االجابة عن التساؤل الرئيس التايل‪ :‬ما الرؤية املستقبلة للتعليم‪ ،‬يف مرحلة ما‬
‫بعد كورونا؟ ويتفرع عن ذلك التساؤل الرئيس التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪106‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫‪ ‬ما أبرز التحديات التي واجهت التعليم‪ ،‬يف ظل ازمة كورونا حتى ظل جتربة التعليم عن بعد؟‬
‫‪ ‬ما أبرز التوقعات حول حال التعليم‪ ،‬ما بعد كورونا؟‬
‫‪ ‬ما احللول املختلفة التي يمكن استخدامها للتغلب عىل التحديات التي يمكن ان توجه التعليم‬
‫ما بعد كورونا؟‬
‫‪ ‬ما السيناريوهات املختلفة للتعليم‪ ،‬يف مرحلة ما بعد كورونا؟‬

‫الكلامت الداللية‪ :‬مستقبل التعليم‪ ،‬جائحة كورونا‪ ،‬سيناريوهات استرشافية‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪107‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫ مجال عىل خليل الدهشان‬/‫د‬.‫أ‬
‫م‬2020 )4( ‫) العدد‬3( ‫املجلد‬

The future of education after the Corona pandemic: Prospective


scenarios

Prof.Dr. Gamal Ali El-Dahshan


Professor of “Foundation of Education", and the former Dean, College of Education,
Menoufia University, Egypt, g_eldahshan@yahoo.com
https://orcid.org/0000-0002-4366-1242
Received in 1st May 2020 Accepted in 15th Jul 2020
Abstract: If thinking about teaching the future is a necessity at all times, then it is more
necessary in light of crises, and starting from the educational crisis created by the
Corona pandemic, by depriving millions of presence in educational institutions, it is
one of the most serious crises faced by the world and its educational systems, then the
matter requires necessity Rethinking the education system after B. Coruna, and based
on the educational resources that we have to educate us and create them for the future
that we envision, the future of co-existence on this planet, with the need to think in a
scientific way and with the techniques and mechanisms of studying the future, and
studying all future and expected scenarios at a stage Living with that pandemic and
beyond. In spite of the seriousness of the Corona pandemic and its serious reflection on
the education experienced by all countries, it pushed the world to review many of its
assumptions and priorities, which appeared in the great debate that the pandemic caused
among intellectuals, intellectuals, and academics about analyzing the pandemic society
and beyond, but what occupies Educators, teachers, parents, and students is what the
future will be in relation to the state of education beyond Corona and what are the
expected scenarios and the best of these scenarios and the requirements necessary to
implement that scenario, which is what the research paper seeks to address by trying to
answer the following main question: What is the vision Receiving education after
Corona period ? The main question is subdivided into the following sub-questions:
 What are the most prominent challenges that faced education in light of the
Corona crisis, even under the experience of distance education?

http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3

108
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
Gamal Ali El-Dahshan
Volume (3) No. (4) 2020

 What are the most prominent expectations about the state of education after
Corona?
 What are the different solutions that can be used to overcome the challenges
that can guide post-Corona education?
 What are the different scenarios for education in the post-Corona period?

Key words: corona virus pandemic, Corona crisis, distance education, scenarios,
education

http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3

109
International Journal of Research in Educational Sciences
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫مقدمة‬
‫قبل ظهور جائحة كورونا‪ -‬كوفيد ‪ -19‬كان العامل يعيش حالة من الرخاء واالستقرار‪ ،‬بحيث‬
‫استطاع اإلنسان أن يطوع الطبيعة خلدمته ورفاهيته‪ ،‬بل واعتقد اإلنسان أنه استطاع أن يسيطر عىل‬
‫الطبيعة‪ ،‬وظن اإلنسان أنه أذكى خملوق عىل وجه األرض‪ ،‬يف ظل التطبيقات املختلفة للثورة الصناعية‬
‫األرض‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫والذكاء االصطناعي واألمتتة وتعلم اآلالت‪ ،‬وتذكرنا اآلية القرآنية )‪…..‬حتَّى إِ َذآ َأ َخ َذ ِ‬
‫َ‬
‫ال َأ ْو ََّن َ ًارا َف َج َع ْلنَا َها َح ِصيدً ا ك ََأن َّمل ْ َت ْغ َن‬
‫َاهآ َأ ْم ُرنَا َل ْي ً‬ ‫زُ ْخر َفها وازَّ ين َْت و َظن َأ ْه ُلهآ َأَّنم َق ِ‬
‫ون عىل َهآ َأت َ‬
‫اد ُر َ‬ ‫َ َّ َ َّ ُ ْ‬ ‫ُ َ َ َّ‬
‫ال ِم وَي ِدي من ي َشآء إِ َىل ِِص ٍ‬ ‫ات ل ِ َق ْو ٍم َي َت َفك َُّر َ‬
‫س كَذل ِ َك ُن َفص ُل اآلي ِ‬
‫اط‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫الس َ َ َ ْ‬ ‫ون* َواَّللَُّ َيدْ ُعو إِ َىل َد ِار َّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫بِاأل ْم ِ‬

‫ُّم ْست َِقي ٍم) يونس (‪)24‬‬


‫وفجأة استيقظ العامل عىل كابوس جائحة كرونا‪ ،‬عندما اعلنت الصني تفشى هذا الفريوس‬
‫القاتل رسيع االنتشار بتاريخ ‪ 31‬ديسمرب من عام ‪2019‬م‪ ،‬بدأ ظهوره يف مدينة ووهان‪ ،‬ومل متض ثالثة‬
‫أشهر حتى انترش هذا الفريوس يف شتى بقاع األرض‪ ،‬وأجربنا عىل تغيري نمط حياتنا إىل حياة جديدة مل‬
‫نعهدها من قبل‪ ،‬وفرض حجر ًا صحي ًا‪ ،‬وتسبب يف كساد اقتصاد دول العامل‪ ،‬وفقدان الوظائف يف بعض‬
‫الدول‪ ،‬وِصح دونالت ترامب رئيس الواليات املتحدة األمريكية يف مقابلة صحفية “أن الفريوسات‬
‫أصبحت أذكى بكثري من أسالفها”‪ ،‬كام أعلنت منظمة الصحة العاملية بأن اكتشاف لقاح أو عالج‬
‫لفريوس كورونا‪ -‬كوفيد ‪ -19‬قد حيتاج وقت ًا طوي ً‬
‫ال‪.‬‬

‫فقد اندلع فريوس كورونا من بؤرة "ووهان" يف وسط الصني‪ ،‬ليجتاح بعد عدة أسابيع العامل‪،‬‬
‫بل وحتول لوباء يامثل الطاعون واجلذام يف العصور الوسطى‪ ،‬حيث أدى اىل إصابة أكثر من مخسة ماليني‬
‫من البرش ووفاة ما يقارب ‪ 350‬ألف منهم‪ ،‬وانتشاره فيام يقرب من ‪ .205‬منهم نحو ‪ 83‬مليون طالب‬
‫مدريس يف الدول العربية (باإلضافة إىل أعداد املترسبني من التعليم واملتوقفني عنه بفعل احلروب‬
‫والرصاعات الدائرة رحاها خالل العقد املايض)‪ ،‬وذلك بحسب "اليونسكو" (منظمة األمم املتحدة‬
‫للعلم والثقافة)‪.‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪110‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫لقد أصبح العامل كله يف حالة طوارئ نتيجة فايروس كوفيد ‪ 19‬املعروف باسم كورونا‪ ،‬الذي‬
‫تسبب يف زلزال عاملي وحالة من اهللع واخلوف النتشاره بشكل رسيع ومرعب وصل إىل أغلب مناطق‬
‫العامل‪ ،‬خاصة يف ظل انعدام اللقاح املناسب ملعاجلة املصابني الذين لألسف أَّنى الفريوس حياة‬
‫بعضهم‪ ،‬ودعوة العديد من الدول واملنظامت اىل وضع اسرتاتيجياهتا املناسبة للتعايش مع وجود هذا‬
‫الوباء‪.‬‬
‫وانعكس األمر يف تعليق الرحالت اجلوية‪ ،‬وتأثر قطاع كبري مثل السياحة بغالبية الدول‪،‬‬
‫وإغالق املدارس واملصانع ومعظم أنشطة احلياة يف العامل‪ ،‬وامتد ليغلق مدنًا كربى عىل أفرادها خشية‬
‫تفيش الفريوس إىل حد مرحلة انعدام السيطرة‪ ،‬كام فتح الباب لتوقع سيناريوهات َّناية العامل بعدما‬
‫تتوقف احلياة نتيجة النتشار ذلك الوباء‪ ،‬وال سيام يف غضون املرحلة الراهنة التي مل يتوصل خالهلا إىل‬
‫مصل يقيض عىل ذلك الفريوس‪.‬‬
‫وقد انعكست اثار هذا الفريوس بآثاره املدمرة عىل كل جوانب احلياة يف العامل‪ ،‬ومل ينجو التعليم‬
‫منها بل انه كان من أكثر القطاعات تأثرا بتلك الكارثة‪ ،‬والذى صفته املديرة العامة لليونسكو أودرى‬
‫أزوالى بقوهلا "مل يسبق لنا ابدا أن شهدنا هذا احلد من االضطراب يف جمال التعليم "‪ ،‬فقطاع التعليم‬
‫كان من أوائل القطاعات التي تأثرت باجلائحة الصحية احلالية‪ ،‬وتطلبت اختاذ إجراءات رسيعة‪ ،‬فقد‬
‫أغلقت املدارس يف أكثر من ‪ 177‬دولة يف مجيع أنحاء العامل‪ ،‬مما أثر عىل نحو ‪ 1.3‬مليار طالب‪ ،‬أي ما‬
‫يعادل نحو ‪ 72.4 %‬من إمجايل الطالب املسجلني يف املدارس واجلامعات يف العامل‪ ،‬وف ًقا ملنظمة األمم‬
‫املتحدة للرتبية والعلم والثقافة )اليونسكو‪(.‬‬
‫وقد ارتبطت أزمة وباء كورونا بإجراءات غري مسبوقة مثل اإلغالق العام يف ٍ‬
‫عدد غري قليل من‬
‫دول العامل والتزام ماليني األشخاص منازهلم وتعطل املدارس والكثري من األنشطة االقتصادية‪ ،‬وبرز‬
‫ٍ‬
‫لكثري من هذه املشكالت من التواصل االجتامعي مع األصدقاء وأفراد األرسة‬ ‫ٍ‬
‫كحل أسايس‬ ‫اإلنرتنت‬
‫إىل العمل عن ُبعد والتعلم عرب اإلنرتنت‪.‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪111‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫وقد وقف وراء اغالق املدارس واجلامعات جمموعة من املربرات املرشوعة من أبرزها ما ذكره‬
‫(ايمن حسني) فيام ييل‪:‬‬
‫‪ -1‬ان نتائج الدراسات واألبحاث الطبية التي توافرات‪ ،‬والتي حدَّ دت خصائص هذا الفريوس‪،‬‬
‫أشارت إىل سهولة انتقاله وانتشاره بني البرش باالختالط والتفا ُعل‪ ،‬واكدت عىل ان طبيعة‬
‫انتشار الفريوس الذي نحن بصدد مواجهته غري معروفة‪ ،‬إذ خيرتق كورونا اجلسد خفية‪،‬‬
‫وينتقل من جسد آلخر قبل أن تظهر أعراضه‪ ،‬وقد ال تظهر أبدً ا‪ ،‬إنه أشبه بعدو خفي خيوض‬
‫حرب عصابات سالحها التغلغل خلسة بني الناس‪ ،‬يكر ويفر بموجات متفرقة‪ ،‬وما أن ختمد‬
‫رشارته بمكان حتى تشب أخرى‪ ،‬احلرب ضده غري متكافئة‪ ،‬إذ يكشف مكامن ضعفنا‬
‫بانتهازية أكثر مما نحن نكشفه‪ ،‬ويباغتنا يف أبسط أنشطتنا كاملصافحة والعناق وملس األوجه‬
‫واألسطح‪ ،‬ويزدهر يف التجمعات العامة والعائلية واملساكن املكتظة‪ ،‬يتفشى فيها بتسارع‬
‫يزرع اهللع يف نفوس الناس‪.‬‬
‫‪ -2‬غياب األدوية الف ّعالة واللقاح الذي أشارت منظمة الصحة العاملية إنه لن يكون متوافر ًا قبل‬
‫كحد أدنى‪ ،‬وإن بدأت بعض الدول يف اختباره‪.‬‬‫عام ٍ‬

‫‪ -3‬طبيعة العملية الرتبوية التعليمية والتي عامد حلظاهتا (التفا ُعل)‪ ،‬حيث التفا ُعل التقليدي‬

‫ال عن ازدحام الصفوف واالستخدام املُ ِّ‬


‫تكرر لدورات املياه والتي‬ ‫وجه ًا لوجه غري حمُ َّبذ‪ ،‬فض ً‬
‫مجيعها يمكن أن تكون ِ‬
‫عوامل ُمس ّهلة لنرش الفريوس ونقله‪.‬‬
‫بل ان االمر ال يتوقف عىل االنشطة الرتبوية بل يمتد اىل االنشطة االخرى ومن بينها االنشطة‬
‫االقتصادية‪ ،‬فاملعروف أن طبيعة النشاط االقتصادي هي املخالطة بني الناس‪ ،‬إذ يتفاوض البائع‬
‫واملشرتي وتنتقل النقود والسلع من يد ألخرى‪ ،‬ويتحرك الناس والبضائع بحرية‪ ،‬وتنترش املعلومات‬
‫رأسا عىل عقب‪،‬‬
‫وتتالقى األفكار وتتشكل الرشاكات‪ ،‬وتنتقال ألوبئة القادرة عىل قلب قوانني االقتصاد ً‬
‫ليصبح التباعد والتعطيل وتقييد احلركة هي السياسة االقتصادية األحصف‪.‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪112‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫‪ -4‬أن رسم حلول تربوية ف ّعالة يف وجه هذه األزمة يبدو صعب ًا‪ ،‬خاصة يف بلدان العامل التي تفتقد‬
‫إىل التكنولوجيات وتعتمد عىل أسس تقليدية قديمة يف التعليم ونقل املعرفة (الطباشري‬

‫والكالم املُ َّ‬


‫جرد)‪.‬‬

‫‪ -5‬أن استعامل التكنولوجيا أصبح جزء ًا مه ًام من ثقافة أي جمتمع تربوي‪ّ .‬‬
‫ولعل من أهم مميزات‬
‫استخدامها يف سياق التعليم املدريس واجلامعي‪ ،‬تعزيز التدريس والتدريب الذايت وإثراء‬
‫املعرفة وتطوير املهارات العلمية والقانونية واملدنية‪ ،‬وبالطبع تعزيز اإلبداع والعمل التعاوين‬
‫التواصل والعمل يف جمموعات واالنفتاح عىل العامل والثقافات األخرى‪ .‬إال أن‬
‫ُ‬ ‫وال ُقدرة عىل‬
‫هذه النتائج تبقى نسبية وتتالعب هبا عوامل متعدّ دة أكاديمية وفنية وقانونية‪.‬‬
‫ولعلنا يف ظل ذلك نتساءل ماذا لو مل نتمكن من احتواء كورونا؟ ماذا لو اندلعت موجات‬
‫ٍ‬
‫تفش جديدة؟ أو اشتد املرض جمد ًدا يف الشتاء تزامنًا مع اإلنفلونزا؟ تلك احتامالت ال يستبعدها علامء‬
‫الوبائيات حتى وإن اجتزنا املنحنى األول‪ ،‬فهل ستغلق البلد وتعطل مؤسساته واقتصاده مع كل موجة؟‬
‫وهل يستطع االفراد متل الكلفة االقتصادية والصحية والتعليمية املرتتبة عىل ذلك؟ وهل نحن‬
‫مستعدون للعيش يف ظل حالة االضطراب تلك ملدة طويلة؟ ام توجد طرق اخرى وسيناريوهات‬
‫للتعامل كل االحتامالت التي يمكن ان ترتتب عىل تلك اجلائحة وما بعدها؟‬
‫والواقع ان اغالق املدارس تسبب يف العديد من السلبيات حددهتا منظمة اليونسكو‪ ،‬يف توقف‬
‫التع ّلم‪ ،‬بسبب حرمان األطفال والشباب من فرص التعلم عند إغالق املدارس‪ ،‬خاصة أولئك الذين‬
‫ينتمون إىل الفئات الفقرية‪ ،‬الذين حيظون بفرص تعليمية أقل خارج املدرسة‪, ،‬احلرمان من التغذية‬
‫املجانية التي توفرها املدارس‪ ،‬وعدم استعداد األهل خاصة حمدودي الدخل لتعليم أوالدهم عن بعد‬
‫أو يف املنزل‪ ،‬عدم املساواة يف إمكانية االنتفاع بمنصات التع ّلم الرقمية‪ ،‬التفاوت يف رعاية‬
‫األطفال بسبب اضطرار بعض األهايل إىل ترك األبناء والذهاب إىل العمل‪ ،‬التكلفة االقتصادية‬
‫الباهظة ‪:‬من املمكن أال يتمكن األهل العاملون من تأدية عملهم عندما ُتغلق املدارس بسبب تفرغهم‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪113‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫لرعاية أطفاهلم‪ ،‬مما يتسبب يف تراجع الدخل‪ ،‬العزلة االجتامعية حيث يفقد الكثري من األطفال والشباب‬
‫عالقاهتم االجتامعية بسبب إلغاء املدارس‪.‬‬

‫وقد نصحت منظمة اليونسكو الدول املترضرة برضورة اللجوء إىل التعليم عن بعد للحد من‬
‫االضطراب الذي سوف يتعرض له الطالب والعملية التعليمية ككل‪ ،‬وأشارت عرب موقعها اإللكرتوين‬
‫إىل أن التعلم عن بعد واللجوء ألسلوب التعلم عرب اإلنرتنت سوف يساعد يف إيقاف انتشار فريوس‬
‫كورونا وتأمني استمرار اخلدمات األساسية يف جمال التعليم‪ ،‬كام نصحت املنظمة مجيع من َيتم بالعملية‬
‫التعليمية برضورة البقاء عىل اتصال مع الطالب وتقديم الدعم النفيس هلم وجتنب وقوعهم يف العزلة‪،‬‬
‫وكذلك تأمني استمرار الدراسة بموجب املناهج الدراسية‪ ،‬وتيسري التعلم عن طريق توفري مواد إضافية‬
‫للقراءة والتعليم للطالب‪.‬‬

‫كام طرحت اليونسكو وسائل ملساعدة املؤسسات والدول التي ترغب يف العمل بنظام التعليم‬
‫عن بعد‪ ،‬وذلك من خالل توفري نامذج للتطبيقات التي يمكن من خالهلا إجراء االتصاالت مع الطالب‬
‫مثل تطبيق سكايب وتطبيق هانج أوت‪ ،‬والتطبيقات التي توفر مواد للقراءة وتعلم اللغة للطالب‪،‬‬
‫واملواقع التي توفر خدمات التعلم عن بعد مثل املوقع العريب “إدراك“‪ ،‬باإلضافة إىل املواقع التي يمكن‬
‫للطالب احلصول عىل فيديوهات تعليمية من خالهلا مثل يوتيوب‪.‬‬

‫إذ حتولت تطبيقات ذكية إىل منصات تعليمية يف عرص الفريوس التاجي‪ ،‬وشهدت رشكات‬
‫التقنية وحلول التعليم رواج ًا كبري ًا يف جمتمع التعليم‪ ،‬تفاع ً‬
‫ال مع املبادرات‪ ،‬وحلول التعلم اجلديدة‪.‬‬

‫وتباينت آراء الطلبة وأولياء األمور‪ ،‬حول جدية تلك املنصات‪ ،‬وما تقدمه من حمتوى تعليمي‪،‬‬
‫إذ يرى البعض أن حمتواها العلمي يتامشى مع معايري وآليات تطبيق التعلم عن بعد‪ ،‬يف خمتلف مراحل‬
‫التعليم‪ ،‬فيام أكد البعض اآلخر أَّنا تسببت بوجود حالة ارتباك‪ ،‬الختالف طرائق التدريس‪ ،‬وطرح‬
‫االفرتاضية‪.‬‬ ‫الواجبات واحللول املقرتحة‪ ،‬مقارنة بام يدرسه الطلبة يف املدارس‬
‫ويرى تربويون أَّنا وسائل مساعدة للطلبة‪ ،‬وأولياء األمور‪ ،‬الستيعاب املحتوى التعليمي‪ ،‬والتعامل‬
‫معه‪ ،‬السيام يف املواد العلمية (العلوم‪ ،‬والفيزياء‪ ،‬والكيمياء واالحياء والرياضيات)‪ ،‬ولكن ينبغي أن‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪114‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫تكون هناك فرق رقابة لتلك املنصات‪ ،‬للتعرف إىل املحتوى وطرائق التدريس املتبعة‪ ،‬حتى لو كانت‬
‫جمانية‪.‬‬

‫وبدا اجلميع يثريون العديد من التساؤالت‪ ،‬هل يودع العامل العريب التعليم التقليدي بمكوناته‬
‫الكالسيكية‪ ،‬حيث املدرسة واملعلم والطالب والسبورة واالختبار الورقي‪ ،‬وداع ًا بائن ًا ال رجعة فيه؟‬
‫هل يشهد عرصا ميالد ًا قوي ًا وتوثيق ًا عتيد ًا للتعليم عن بعد‪ ،‬حيث الرقمنة والتقنية عامده‪ ،‬والعامل‬
‫االفرتايض عتاده؟ هل ينزلق يف مرحلة حرجة حيث جيل بأكمله من أنصاف املتعلمني أو املترسبني حتت‬
‫وطأة الفريوس؟ هل خترج الدول بحلول غري تقليدية‪ ،‬ال سيام يف ظل الفجوة الرقمية وهوة اإلمكانات‬
‫وأولوية املتطلبات املتأرجحة بني الصحة والتعليم واإلعاشة يف زمن "كورونا"؟‬

‫مشكلة الدراسة وأسئلتها‬


‫اثارت االحداث االخرية والتي كان من تبعاهتا اغالق املدارس واجلامعات واجلدل مرة اخرى‬
‫حول جدوى وفاعلية استخدام التكنولوجيا يف عمليتي التعليم والتعلم سواء كان يف التعليم قبل‬
‫اجلامعي ام التعليم اجلامعي‪ ،‬ولكننا يف هذه اللحظات التارخيية التي نعيشها من عمر االنسانية‪ ،‬والتي‬
‫قد تكون مربكة لكل من املعلم والطالب واملؤسسة التعليمية واولياء االمور‪ ،‬ربام نكون ألول مرة (‬
‫ومن باب الرضورة ) مضطرين الستكشاف اباد متعددة للتعاطي مع هذه التكنولوجيا ال كمشاهدين‬
‫وال بل كمشاركني وفاعلني‪ ،‬وربام تقودنا االزمة كام قادت جمتمعات كثرية اىل اعادة تقييم رؤانا‬
‫واختياراتنا املستقبلية‪.‬‬
‫الناس أنفسهم يف منازهلم طوعًا‪ ،‬ويتبعون تعليامت‬
‫ُ‬ ‫فألول مرة يف تاريخ البرشية‪ ،‬حيجر‬
‫احلكومات وإرشاداهتا‪ ،‬عرب وسائل اإلعالم‪ ،‬باعتبار أن منازهلم هي األماكن األكثر أمانًا حلاميتهم من‬
‫وصول فريوس كورونا إليهم‪ ،‬وبمعنى آخر‪ ،‬الناس يقبلون باالعتقال الذايت‪ً ،‬‬
‫بدال عن االعتقال األمني‬
‫املتعارف عىل ه يف األنظمة االستبدادية‪.‬‬
‫ومع دخول العامل الشهر اخلامس لتفيش فريوس كورونا‪ ،‬ويف ظل ما اكده العلامء من أنّه ال يوجد‬
‫أمل يف القضاء أو االنتهاء من أزمة فريوس كورونا بشكل َّنائي وإىل األبد‪ ،‬فان خطة التعايش مع هذا الوباء‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪115‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫أصبحت أمر رضوري إلنقاذ االقتصاد الوطني والعاملي‪ ،‬بدأ العامل يتجه للمرحلة الثانية يف التعامل مع‬
‫الوباء‪ ،‬وهي مرحلة "التعايش"‪ ،‬التي تتنبأ بعودة للحياة اليومية‪ ،‬مع فريوس بال لقاح‪ ،‬فقد ِصح جني‬
‫تيش‪ ،‬مدير معهد األكاديمية الصينية للعلوم الطبية‪ ،‬بأنه "من املحتمل جدا أن يكون كورونا وبا ًء‬
‫يتعايش معه البرش لفرتة طويلة‪ ،‬ويصبح موسميا ومستمرا بالتواجد داخل األجسام البرشية"‪ ،‬وعىل‬
‫البرشية التعايش مع كورونا الستحالة القضاء عىل ه َّنائيا‪ ،‬لريسخ فكرة التعايش مع الوباء‪ ،‬من خالل‬
‫قيام بعض الدول بتخفيف اإلغالقات‪ ،‬ورفع القيود عىل التجارة‪ ،‬وعىل احلركة‪ ،‬من دون االستناد‬
‫النخفاض حقيقي يف أرقام اإلصابات‪ ،‬السامح للفريوس باالنتشار بطريقة مراقبة‪ ،‬بني الفئات األصغر‬
‫سنا من السكان‪ ،‬سيكون بمثابة طريقة أفضل للتعامل معه‪ ،‬لتكوين ما يعرف بـ"مناعة القطيع"‪ ،‬بدال‬
‫من االستمرار يف أوامر اإلغالق‪.‬‬

‫يف حني جلات دول اخرى اىل التخفيف اجلزئي واستثناء بعض القطاعات كام حدث يف مرص‪،‬‬
‫حيث اكدت وزيرة الصحة املرصية‪ ،‬عىل رضورة عدم السامح لعدد من الكيانات واجلهات بالعودة‬
‫للعمل مرة أخرى أثناء جائحة كورونا وهى األماكن الرتفيهية‪ ،‬اجلامعات واملدارس ورياض األطفال‬
‫واحلضانات‪ ،‬املطاعم‪ ،‬اجلنازات وقاعات االفراح واالحتفاالت‪ ،‬صاالت التامرين واللياقة البدنية‬
‫والنوادي الرياضية واالسرتاحات املغلقة باألندية ؛ وذلك لوجود خطر شديد لنقل العدوى وانتشارها‪،‬‬
‫يأيت ذلك ضمن اخلطة الكاملة التي نرشهتا وزارة الصحة التعايش مع فريوس كورونا املستجد‪ ،‬والتي‬
‫من املقرر بدء العمل هبا مطلع شهر مايو املقبل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ببساطة تشري إىل ممارسة احلياة بشكل طبيعي‪ ،‬بحيث يصاب معظم ‪" Herd immunity‬مناعة القطيع" تستند اسرتاتيجية‬

‫ويقوم ‪ .‬أفراد املجتمع بالفريوس‪ ،‬وبالتايل تتعرف أجهزهتم املناعية عىل الفريوس‪ ،‬ومن ثم حتاربه إذا ما حاول مهامجتها جمددا‬

‫عىل حصول غالبية السكان (‪ 60‬يف املئة إىل ‪ 80‬يف املئة) عىل مناعة أو مقاومة للفريوس من خالل اإلصابة بالعدوى ثم‬

‫التعايف منها‪.‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪116‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫وإذا كان التغيري القادم سيكون هائال يف كل املجاالت‪ ،‬وعامل ما بعد كورونا لن يكون كسابقه‪،‬‬
‫فكذلك التعليم بعد كورونا لن يكون مثل ما كان قبلها وقبل اغالق املدارس واجلامعات‪ ،‬فان االمر‬
‫يستلزم رضورة حماولة استرشاف سامت عامل وتعليم ما بعد كورونا حتى نتمكن من صياغة سياسات‬
‫علمية مناسبة للتعامل مع هذا املستقبل الغامض وحتى تكون عملية االسترشاف تلك عملية علمية‬
‫ومنهجية‪ ،‬كام جيب عىل كل املؤسسات التعليمية واملسؤولني عن التعليم أن ُيفكروا بجدية أين موقعهم‬
‫يف التعليم ما بعد كورونا‪ ،‬وهل يمكن االستغناء عنهم؟ واالستعداد لذلك وما جيب علينا أن نعمل‬
‫لتغيري نمط تعليمنا‪ ،‬لنستطيع التكيف مع البيئة اجلديدة للتعليم‪.‬‬

‫وتبحث الدول يف خضم محاية حياة مواطنيها عن سبل تاليف حالة الشلل التي قد تصل إليه يف‬
‫إطار مواجهتها لكورونا إلغالق املدارس وعدم ذهاب الطالب واملعلمني اليها‪ ،‬ودراسة كل التداعيات‬
‫التي أحدثتها األزمة الراهنة وسبل حتويل املخاطر والتحديات احلالية إىل فرص ختدم متطلبات النمو‬
‫االقتصادي والتعليمي‪ ،‬ومتهد الطريق لالنتقال إىل نموذج اقتصادي وتعليمي أكثر مرونة واستدامة‪،‬‬
‫وجاء عىل رأس ذلك ما يقوم به قطاع الرتبية يف عدة دول؛ من خالل إطالق منصات إلكرتونية لتقديم‬
‫الدروس عن بعد ووصوهلا اىل التالميذ وهم يف منازهلم يف حماولة لتوفري اخلربات التعليمية رغم ظروف‬
‫االغالق والبقاء يف املنازل‪.‬‬
‫وقد سارعت احلكومات إلجياد بدائل يف ظل أزمة الوباء املسترشي يف ربوع البالد‪،‬‬
‫وكان التعليم عن ُبعد هو طوق النجاة للطالب الذين فرضت عىل هم أزمة كورونا املكوث‬
‫بالبيوت‪ ،‬نتيجة تعليق الدراسة باملدارس واجلامعات للحد من تفيش الفريوس وتطبيق إجراءات‬
‫التباعد االجتامعي‪.‬‬

‫لقد م َّثلت أزمة كورونا نقطة حتول جديدة وغري مسبوقة يف تاريخ مؤسسات التعليم يف العامل‬
‫للتعاطي مع هذه األزمة؛ حيث اضطرت مؤسسات التعليم يف العامل إىل اللجوء للتعليم عن ُبعد خالل‬
‫فرتة اإلغالق؛ التي فرضتها احلكومات للحفاظ عىل حياة اجلامهري‪ ،‬وهذا بدوره خلق واقعا جديدا‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪117‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫سيدفع القائمني عىل التعليم إىل إعادة النظر يف منظومة التعليم العايل من حيث فلسفته وأهدافه ونظمه‬
‫ومناهجه ووسائله وأنشطته‬
‫أن أزمة كورونا‪ ،‬فرضت واجبات جمتمعية عىل املجتمع وأفراده‪ ،‬فقد جاءت املبادرات للحفاظ‬
‫عىل استمرارية التعليم‪ ،‬من خالل حتويل عددا من التطبيقات الذكية اىل منصات تعليمية يف عرص جائحة‬
‫كورونا‪ ،‬ودراسة مدى استفادة الطلبة من املحتوى الذي تطرحه ومدى مالءمته للمناهج‪ ،‬ومعايري‬
‫وزارة الرتبية والتعليم يف الدولة‪.‬‬

‫وقد شكل التحول الرقمي عامال رئيسيا لترسيع االستجابة الدولية للتصدي لوباء كورونا‬
‫املستجد‪ ،‬ففي الوقت الذي تتكاتف فيه دول العامل للتعامل مع تداعيات انتشار فريوس كورونا املستجد‬
‫"كوفيد‪ ،"19-‬والعمل عىل إجياد حلول للتحديات التي فرضها هذا الوباء عىل خمتلف القطاعات‬
‫التنموية وأوهلا القطاعات الصحي واالقتصادي والتعليمية‪ ،‬وبرز بوضوح الدور اجلوهري‬
‫للتكنولوجيات الرقمية والسياسات ذات الصلة يف التصدي للتحديات النامجة عن هذه األزمة‪.‬‬
‫وقد عمدت العديد من الدول إىل اختاذ قرارات آنية لضامن استمرارية تعليم الطالب‪ ،‬وذلك‬
‫بالتحول إجبار ًيا إىل أساليب التعليم اإللكرتوين والتعويل عىل منصات التعلم عن بعد‪ ،،‬فبني ليلة‬
‫وضحاها تبدلت مالمح التعليم‪ ،‬إذ تنازلت املؤسسات التعليمية عن أبرز أركان العمل املدريس‬
‫املعتادة‪ ،‬تاركة ما كانت تشتمل عىل ه من استيقاظ صباحي‪ ،‬وزي موحد‪ ،‬وطابور يومي‪ ،‬وانضباط‬
‫صفي وخالفه‪ ،‬ومل يبق من شكل التعليم املعهود إال أداة التوجيه املعريف‪« :‬املعلومات» التي تفرضها‬
‫املدرسة عىل الطالب عرب موقعها اإللكرتوين‪ ،‬وعن بعد‪ ،‬دون أي اشرتاطات تقيده بالوقت أو حتدد له‬
‫املكان الذي يتعلم منه‪.‬‬

‫أما يف ما يتعلق بمصري االختبارات الفصلية والنهائية‪ ،‬فهناك عدة توجهات واضحة بعدم‬
‫إجرائها‪ ،‬واالكتفاء بتقييم املعلم ألداء الطالب خالل الفصل الدرايس‪ ،‬مع قدرة الطالب عىل حتسني‬
‫فرص تفوقه بإنجاز الفروض املنزلية‪ ،‬عالوة عىل منحه حق االستئناف ملراجعة درجته لدى معلمه يف‬
‫حال عدم رضاه‪ ،‬وهو ما ذهبت إليه عدة دول مثل كندا وهولندا وإسبانيا وفرنسا واململكة املتحدة‪.‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪118‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫وإذا كنا قد شهدنا مجيع ًا عامل ما قبل كورونا‪ ،‬وها نحن نشهد عامل كورونا‪ ،‬فان علينا ان‬
‫نستخلص من تلك التجربة بعض االستنتاجات منها‪ ،‬ونحاول أن نستشف املرحلة املقبلة بناء عىل‬
‫طريقة االستقراء‪ ،‬من خالل استنتاجات مرحلة كورونا‪ ،‬حيث أثبتت اجلائحة أن سياسة العزل ممكنة‪،‬‬
‫وال تأخذ بعد ًا كارثي ًا كام كنا نتصور‪ ،‬وذلك بفضل الرقمنة من جهة‪ ،‬واخلدمات اللوجستية املتطورة من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬فقد ث ُبت نجاح الكثري من اخلدمات اإللكرتونية مثل التعليم‪ ،‬واملؤمترات‪ ،‬والتجارة‪،‬‬
‫واإلدارة‪ ،‬واحلكومة اإللكرتونية‪ ،‬وغريها‪ .‬ومتت برهنة جدواها االقتصادية وحفاظها عىل اخلصوصية‪.‬‬
‫والستخالص الدروس ونحن نتطلع إىل مستقبل التعليم بعد ‪ ،Covid-19‬فإننا نتساءل ما هي‬
‫الدروس املستفادة من التحديات التي واجهتها خالل هذا االضطراب؟ كيف نضمن أن أي‬
‫سيناريوهات ملستقبل التعليم تكون أكثر شموالً وتقلل من فجوات التعليم والتعلم؟ بالنظر إىل هذه‬
‫التحديات واألسئلة‪َ ،‬يدف هذا احلوار عرب اإلنرتنت يف املنطقة العربية‪ ،‬الذي تم تنظيمه بالتعاون مع‬
‫مقر اليونسكو ومكتب اليونسكو يف بريوت (املكتب اإلقليمي للتعليم) واملركز اإلقليمي للتخطيط‬
‫الرتبوي (‪ ،)RCEP‬إىل استكشاف وحتليل اخلطط واالسرتاتيجيات املقرتحة لتأطري رؤية التعليم بعد‬
‫‪.Covid-19.‬‬
‫ويف ضوء ذلك تم صياغة مشكلة الدراسة يف التساؤل الرئيس التايل‪:‬‬
‫ما السيناريوهات املتوقعة واالسترشافية للتعليم يف مرحلة ما بعد كورونا؟‬
‫وتتطلب االجابة عىل ذلك االجابة عن التساؤالت التالية‪:‬‬
‫ما أبرز التحديات التي واجهت التعليم يف ظل ازمة كورونا حتى ظل جتربة التعليم عن بعد؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما أبرز التوقعات حول حال التعليم ما بعد كورونا؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما احللول املختلفة التي يمكن استخدامها للتغلب عىل التحديات التي يمكن ان توجه التعليم‬ ‫‪-‬‬
‫ما بعد كورونا؟‬
‫ما السيناريوهات املختلفة للتعليم يف مرحلة ما بعد كورونا؟‬ ‫‪-‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪119‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫ويف ضوء ذلك سوف سارت الدراسة وفق اخلطوات التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬استعراض التحديات التي واجهت التعليم يف ظل ازمة كورونا‪.‬‬


‫متر هبا دول العامل بسبب انتشار مرض كوفيد‪19-‬‬ ‫يف ّ‬
‫ظل الظروف الطارئة التي مرت والزالت ّ‬
‫(فريوس كورونا)‪ ،‬والذي أ ّدى إىل إغالق املدارس يف معظم الدول العربية‪ ،‬تع ّطلت الدروس بصفة‬
‫ك ّلية أو جزئية يف عدد منها كاململكة العرب ّية السعود ّية‪ ،‬دولة اإلمارات العربية املتّحدة‪ ،‬اجلمهورية‬
‫اللبنانية‪ ،‬دولة الكويت‪ ،‬ودولة البحرين‪ ،‬ومرص… وغريها‪.‬‬
‫ومل يكن امام تلك الدول بدا من االعتامد عىل التعليم عن ُبعد وعرب اإلنرتنت لضامن توفري‬
‫التعليم خالل فرتة إغالق املدارس‪ ،‬يف ظل وجود ‪ 826‬مليون تلميذ (‪ 50‬يف املائة) من الذين ال يزالون‬
‫خارج املدرسة بسبب أزمة تفيش فريوس كورونا ال يمكنهم الوصول إىل كمبيوتر‪ ،‬و‪ 706‬مليون طفل‬
‫(‪ 43‬يف املائة) يفتقرون إىل اتصال باإلنرتنت و‪ 56‬مليون طفل يعيشون يف مناطق ال تغطيها شبكات‬
‫املحمول‪.‬‬
‫واضطر املسؤولون يف الوزارة واجلامعات اىل قبول التعليم عن بعد كجزء من عمليات التعليم‬
‫والتعلم‪ ،‬وهذا بدوره سيؤدي اىل اضطرار الكليات واالقسام والتدريسيني إىل التفكري والنظر يف أي‬
‫جزء من املنهج التعليمي‪ ،‬سيتم تقديمه عرب املحارضات الصفية وأي جزء سيتم تقديمه عرب اإلنرتنت‪،‬‬
‫سيحدث هذا بالرغ م من معارضة كثري من الطلبة هلذا النوع من التعليم‪ ،‬وبالرغم من ضعف معارف‬
‫اطراف العملية التعليمية حول اساليبه وطرق استخداماته‪ ،‬وقلة خربهتم بالتدريس عرب االنرتنت‪ ،‬والن‬
‫احلاجة أم االخرتاع‪ ،‬فقد بدأت إعالنات الدورات التدريبية ملنصات التعليم عن بعد تغرق مواقع‬
‫التو اصل االجتامعي داعية تلك االطراف للمشاركة وتعلم هذه التكنولوجيا اجلديدة‪.‬‬

‫لكن رغم احلاجة املاسة إىل التعليم عن بعد يف زمن كورونا‪ّ ،‬إال أن هناك انتقادات ّ‬
‫مطولة من‬
‫خرباء يف الرتبية هلذه التقنيات‪ ،‬بل إن دراسة ملركز السياسات الوطنية التعليمية يف الواليات املتحدة‬
‫أوصت عام ‪ 2019‬بوقف أو تقليل املدارس الرقمية فيها حتى يتم التأكد من أسباب ضعف مردودها‬
‫الذي ظهر جلي ًا يف خالصات الدراسة‪ ،‬مقارنة باملدارس التقليدية‪.‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪120‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫ان نقل التعليم الصفي او اجلامعي اىل تعليم الكرتوين او تعليم عن بعد‪ ،‬ال يكون بضغطة زر‬
‫متى نشاء واين نشاء‪ ،‬وانام جيب االستعداد املسبق ملثل هذه النقلة النوعية والتي ال يمكن ان تتم بني ليلة‬
‫وضحاها‪.‬‬
‫فاألبحاث والدراسات تشري اىل ان حتويل ساعة صفية واحدة من النظام التقليدي اىل النظام‬
‫االلكرتوين تستغرق من الوقت ما يزيد عن عرشات الساعات الفعلية يقوم هبا املعلم‪ ،‬لذلك فان‬
‫احلديث عن ان هناك خطة بديلة لنقل التعليم الصفي اىل التعليم عن بعد يف حال انتشار وباء فريوس‬
‫كورونا‪ ،‬يستلزم من صانعي القرار اخلاص بذلك الوعي بمداخل وخمارج التعليم االلكرتوين‬
‫واملتطلبات الالزمة لنجاحه وحتقيق اهدافه‪ ،‬اعتامدا عىل النظريات احلديثة يف تصميم املواد للتعليم‬
‫االلكرتوين‪.‬‬
‫كام اشارت تلك الدراسات اىل ان التعليم االلكرتوين ليس فقط وضع املادة (بصيغة نص او يب‬
‫دي اف) يف روابط ولصقها عىل املواقع االلكرتونية‪ ،‬ثم يطلب من الطالب القراءة فحسب‪ ،‬وانام اعقد‬
‫من ذلك بكثري‪ ،‬بام يساعد يف إطالق العنان للطالب لكي يفكر ويتفاعل ويشارك يف تصميم معرفته‬
‫اخلاصة‪ ،‬فكانت احلاجة ملحة جد ًا التباع نظريات التعليم احلديثة لتصميم املواد للتعليم االلكرتوين‪.‬‬
‫هذه النظريات تقوم عىل ثالثة حماور للتأكد من ان املادة املعطاة اونالين يمكن ان تساعد الطلبة‬
‫باخلروج بنتائج تعليم مرضية وطويلة األمد‪ ،‬وهذه املحاور تتمثل فيام ييل‬
‫املحور األول هو احلضور الذهني‪ ،‬وهو ما يستلزم رضورة ان يتم تصميم املادة والفعاليات‬
‫التعليمية املرتبطة هبا‪ ،‬بشكل يمكن الطالب من طرح مشكلة ما واكتشاف احللول املناسبة هلا‪ ،‬وذلك‬
‫عن طريق احلوار والتواصل بني أعضاء املجتمع الدرايس (الصف او املجموعة) الكتشاف حلول ممكنة‪،‬‬
‫ثم جتميع تلك املعلومات وإعادة طرحها عىل شكل حلول مناسبة ومتعددة‪.‬‬
‫وتلك الطريقة تضمن ان الطلبة توصلوا حلل املشكلة بأنفسهم واَّنم تعلموا من طريقة تفكري‬
‫االخرين‪ ،‬ويمكن ان يكون ذلك ممكنا عن طريق انشاء منصات للتواصل (ملتقيات النقاش) بني الطلبة‬
‫ملناقشة األسئلة املعدة مسبق ًا من قبل معلم املادة‪.‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪121‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫اما املحور الثاين (حمور حضور التعليم) ويتلخص يف رضورة ان تكون الوسائل واألنشطة‬
‫التعليمية قد تم تصميمها من قبل معلم املادة وكذلك حضور املعلم حللقات النقاش وتواجده ملتابعة‬
‫النقاشات‪ ،‬والتأكد من اَّنا تسري ضمن احلدود التعليمية املرسومة هلا‪ ،‬وبام يضمن تفاعل الطالب مع‬
‫بعضهم البعض ومع املادة‪.‬‬

‫اما املحور الثالث والذي يعد من اهم حماور الدراسة اونالين‪ ،‬فهو (حمور احلضور االجتامعي)‪،‬‬
‫ويتمثل يف ان املعلم مع الطلبة جيب ان يكونوا "حارضين" لدعم بعضهم البعض يف عملية التعليم‬
‫والتعلم‪ ،‬بام يقلل من الشعور بالعزلة ويعزز من التشاركية يف اإلجابة عن التساؤالت ويعزز الثقة باملادة‬
‫املعطاة وكذلك حيسن من األداء الذهني‪.‬‬

‫فال وجود للتعليم اإللكرتوين بدون املعلم الواعي‪ ،‬فالتعليم اإللكرتوين هو وسيلة لنقل‬
‫املعلومة وتبقى احلاجة ملحة اىل املعلم كخبري يف موضوع املادة املعطاة‪ ،‬دون االكتفاء‪ ،‬بوضعها بشكل‬
‫نص (بصيغة يب دي أف) عىل املوقع اإللكرتوين‪ ،‬كام ان طرق التدريس عن طريق اإلنرتنت ختتلف‬
‫اختال ًفا جذر ًيا عن طرق التدريس التقليدية‪ ،‬ولذلك فانه من الرضوري ان يكون معلمي املستقبل‬
‫مسلحني بالعلم باملادة املعطاة او املحتوى‪ ،‬وكذلك بأساليب التدريس احلديثة باستخدام التكنولوجيا‬
‫واإلنرتنت‪.‬‬

‫ويف ظل ما اكده العلامء من أنّه ال يوجد أمل بالقضاء أو االنتهاء من أزمة فريوس كورونا بشكل َّنائي‬
‫وإىل األبد‪ ،‬والبد من التعايش معه‪ ،‬ان خطة التعايش مع هذا الوباء أصبحت أمر رضوري إلنقاذ‬
‫االقتصاد الوطني والعاملي‪ ،‬حيث بدأ العامل يتجه للمرحلة الثانية يف التعامل مع الوباء‪ ،‬وهي مرحلة‬
‫"التعايش"‪ ،‬التي تتنبأ بعودة للحياة اليومية‪ ،‬مع فريوس بال لقاح‪ ،‬فقد ِصح جني تيش‪ ،‬مدير معهد‬
‫األكاديمية الصينية للعلوم الطبية‪ ،‬بأنه "من املحتمل جدا أن يكون كورونا وبا ًء يتعايش معه البرش لفرتة‬
‫طويلة‪ ،‬ويصبح موسميا ومستمرا بالتواجد داخل األجسام البرشية"‪ ،‬عىل البرشية التعايش مع كورونا‬
‫الستحالة القضاء عىل ه َّنائيا‪ ،‬لريسخ فكرة التعايش مع الوباء‪ ،‬من خالل قيام بعض الدول بتخفيف‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪122‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫اإلغالقات‪ ،‬ورفع القيود عىل التجارة‪ ،‬وعىل احلركة‪ ،‬وعىل املؤسسات التعليمية والطالب واملعلمني‪،‬‬
‫اصبح من الرضوري يف جمال التعليم اللجوء اىل التعليم عن بعد‪.‬‬
‫والواقع ان جتربة االعتامد عىل التعليم عن بعد كبديل او حتى مكمل للتعليم التقليدي ما بعد‬
‫كورونا‪ ،‬ستواجهها حتديات عديدة تتمثل فيام ييل‪:‬‬
‫القصور الواضح يف الوفاء بمتطلبات التحول من التعليم التقليدي اىل التعليم عن بعد‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫إن التعليم عن بعد ال يقتيض فقط قدرة وفهم املدرس والطالب فقط‪ ،‬وإنام ينبغي توفر بنية‬
‫وقت واحد‪،‬‬‫معلوماتية‪ ،‬تتضمن سريفرات إنرتنت قوية يمكن لعدد كبري من الطلبة الدخول إليها يف ٍ‬

‫كذلك قوة اإلنرتنت يف البيوت‪ ،‬فإن مل تكن هذه العوامل موجودة‪ ،‬فلن تتم عملية التعليم عن بعد أو‬
‫ستتم بصعوبة‪ ،‬ان التعلم عن بعد حيتاج بنية حتتية لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت وأنظمتها‪ ،‬بام يف‬
‫ذلك الربامج واألجهزة وتأمني الشبكات واملواقع وغريها‪ ،‬وهو ما تفتقده العديد من املؤسسات‬
‫التعليمية يف الوطن العريب خاصة غري النفطية‪ ،‬فاملؤسسات التعليمية التي ليست لدَيا هذه البنية القوية‬
‫ال يمكنها التحول الفجائي إىل نظام التعلم عن بعد‪".‬‬

‫فعىل الرغم من أن التعلم عن بعد الناجح يف العامل أتى بعد تراكم جتارب عىل مدار سنوات‪،‬‬
‫وتطور يف فكرته‪ ،‬فقد جاءت جائحة كورونا لتجرب بعض البلدان العربية عىل انتقال مفاجئ نحو التعليم‬
‫عن بعد‪ ،‬وحاولت الوزارات املعنية تسهيل العملية بخلق منصات للتعليم اإللكرتوين‪ ،‬اال ان العديد‬
‫من الدول مل ختترب سابق ًا التقنيات التي يتيحها التعليم اإللكرتوين‪ ،‬وال تزال التجارب العربية متواضعة‬
‫جدا‪ ،‬وال ترتكز الناجحة منها جزئي ًا ّإال يف بعض الدول النفطية الغنية‪ ،‬بل مل تستطع دول عربية كثرية‬
‫حتى إدخال التعليم عن بعد يف النظام اجلامعي‪ ،‬اضافة اىل ضعف عدم ضعف اعداد وتدريب اعضاء‬
‫اهليئة التعليمية للتعليم عن بعد‪ ،‬حتى التدريب الذي تم هلم جاء شكليا‪ ،‬إذ ينحرص ّ‬
‫جل التدريب عىل‬
‫وجل املبادرات الرقمية التي كانت تتم بني املدرسني‬ ‫ّ‬ ‫التعامل داخل الفصل الدرايس التقليدي‪،‬‬
‫خيص الثقافة الرقمية للتالميذ‪ ،‬فغالب ًا ما تركز املناهج التقليدية‬ ‫ٍ‬
‫تطوعية‪ ،‬وهناك حتد آخر ّ‬
‫والتالميذ كانت ّ‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪123‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫عىل برامج بسيطة مثل أوفيس‪ ،/ Office‬مقارنة مع مناهج دول متقدمة تتيح للتالميذ دروس ًا جد متقدمة‬
‫يف املجال الرقمي‪.‬‬

‫إضافة إىل ان العديد من الطالب غري متحمسني لتجربتهم عرب اإلنرتنت‪ ،‬فقد قالت احدى‬
‫الطالبات عن جتربتها خالل الفرتة املاضية اننا “مل نتعلم الكثري هذا العام‪ ،‬كنا أقرب لفئران التجارب‬
‫الختبار كيفية التفاعل مع التعلم عرب اإلنرتنت‪ ،‬ولذلك‪ ،‬ال ينبغي أن يستمر ذلك ليصبح الوضع الشائع‬
‫يف العام املقبل‪ ،‬أمتنى أن نحصل عىل تعليم مؤهل بشكل أفضل‪”.‬‬
‫التعلم عن بعد نخبوي‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫فبسبب ضعف األوضاع املعيشية جلزء كبري من السكان وعدم وصول تغطية االنرتنت إىل كل‬
‫املناطق يف البالد‪ ،‬االمر الذي يمكن ان يؤدى اىل تقوية التفاوت الطبقي بني السكان‪ ،‬فأبناء الطبقة الغنية‬
‫يتوفرون عىل التجهيزات املطلوبة‪ ،‬وباستطاعتهم حتى االستفادة من دروس خصوصية داخل منازهلم‬
‫يف أوقات احلجر الصحي (رغم حماولة عدة بلدان منع هذه الدروس خالل هذه الفرتة)‪ ،‬وهو ما ُحيرم‬
‫منه أبناء الطبقة الفقرية الذين ال جيدون سوى املدارس العمومية ألجل التع ّلم‪.‬‬
‫التفاعلية يف التعليم‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫يمكن ان تكون بعدا غائبا وحتديا يف حال االخذ بنظام التعليم عن بعد‪ ،‬حيث يرى البعض أن‬
‫االفتقار للنواحي الواقعية يف عملية التعليم يعترب أهم عيوب هذا األسلوب يف التعليم‪ ،‬الذي حيتاج يف‬
‫بعض األحيان للمسات إنسانية بني املعلم واملتعلم‪ ،‬فمن الصعب إيصال األحاسيس عرب الوسائط‬
‫النصية الفورية كالغضب مثال‪ ،‬ولكن ليست مستحيلة‪ ،‬ففي التعليم التقليدي (وجها لوجه) يرى‬
‫الطالب بعضهم لبعض‪ ،‬ويعرف بعضهم البعض معرفة جيدة‪ ،‬ويتفاعلون مع املعلم خالل العملية‬
‫التعليمية‪ ،‬ويف التعليم التقليدي يعترب وجود الطالب يف قاعة الدرس حضور ًا حتى لو كان صامت ًا‪ ،‬أما‬
‫يف التعليم االلكرتوين فإن الطالب الذي حيرض وال يشارك فكأنه غري حارض ولكن السؤال كيف نجعل‬
‫كل هذا التعارف والتفاعل حيدث عندما يكون االتصال مقترص ًا عىل النص أو الصوت عرب شاشة‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪124‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫احلاسب فقط؟‪ ،‬إن التفاعل بني الطلبة واملرشفني عىل هم يف فضاء جامعي حقيقي صغري‪ ،‬يمكن ان يتم‬
‫بصورة طبيعية من خالل االعتامد عىل العديد من قنوات االتصال اإللكرتونية‪.‬‬
‫مجود نظم التعليم وضعف تقبلها لكل جديد بسهولة ويرس‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫أن نظم التعليم يف هذه الدول "جامدة بشكل كبري"‪ ،‬وتعاين عدة مشاكل منها الرتكيز عىل‬
‫الشهادات أكثر من املهارات ‪ ،‬واحلرص الزائد عىل االنضباط‪2 ،‬بام يؤدي إىل "التحفيظ والتعلم السلبي‬
‫من طرف املعلم دون مشاركة فعالة من جانب الطالب‪ ،‬كام ان اهليكل التنظيمي ملؤسساتنا التعليمية ال‬
‫يساعد عىل حتقيق هذا التغيري يف طرق التعليم والتعلم‪ ،‬حيث انه تارخييا يعترب اهليكل التنظيمي اهلرمي‬
‫من بني أكرب العوائق التي حتول دون تغيري هادف‪ ،‬هذا هو احلال بالتأكيد ملا نشهده اليوم مع “نظام‬
‫املقررات املبني عىل الوحدات” والذي حتول اىل نظام الكورسات الفصيل بسبب احلواجز االكاديمية‬
‫والوظيفية بني الكليات واألقسام‪ ،‬وبني هيئة التدريس واإلدارة‪ ،‬وفرضه بالقوة وبدون جتربته‪ ،‬كام كان‬
‫مقررا له يف السابق‪ ،‬كام ان هناك حواجز أخرى يمكنها ان تكون حجر عثرة امام خلق التآزر الالزم‬
‫إلنجاح نظام متداخل وفعال من التعليم الصفي والتعليم االلكرتوين‪.‬‬
‫اضافة اىل غياب الترشيعات الداعمة للتعليم اإللكرتوين‪ ،‬ففي معظم دول املنطقة‪ ،‬ال جييز قانون‬
‫التعليم عن بعد أو تقييم مثل هذا التعلم‪ ،‬ففي خضم األزمة الراهنة‪ ،‬يتم التغايض من قبل احلكومات‬
‫عن هذه القضايا القانونية للسامح للجامعات باستمرار برامج التدريس اخلاصة هبا عرب اإلنرتنت‪،‬‬
‫ترسع يف إجراء تغيريات يف القوانني الوطنية اخلاصة بذلك‪.‬‬
‫ونأمل إن تلك األزمة قد ّ‬
‫حتدى التقويم واالمتحانات‪:‬‬ ‫‪-5‬‬

‫حيث تعترب االمتحانات مسألة شائكة من أكثر التحديات التي ستواجه التعليم يف ظل كرونا‬
‫وما بعدها‪ ،‬إذ ألغت العديد من الدول بالفعل االمتحانات النهائية يف اجلامعات ومددت تعليق األنشطة‬

‫يف هذا اإلطار فقد وقع الرئيس ترامب يف ‪ 26‬يونيه ‪ 2020‬عىل امرا تنفيذيا يعتمد املهارات بدال من الشهادات يف التوظيف‬ ‫‪2‬‬

‫احلكومي من خ الل حتديث التوظيف الفيدرايل للعثور عىل مرشحني يتمتعون بالكفاءات واملعرفة ذات الصلة‪ ،‬بدال من‬
‫جمرد التوظيف بناء عىل الشهادات‪.‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪125‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫التعليمية عىل الصعيد املحيل‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬قال املجلس األعىل للجامعات يف مرص وجه املجلس‬
‫اجلامعات اىل االستعاضة عن االمتحانات الشخصية بورقة بحثية أو امتحانات عرب اإلنرتنت خاصة يف‬
‫السنوات غري النهائية‪.‬‬
‫حيث يتجه األساتذة إىل استخدام املشاريع املشرتكة واالمتحانات الشفوية واألوراق البحثية‬
‫لتقييم الطالب نظر ًا لعدم القدرة عىل إجراء امتحانات تقليدية بسبب وباء فريوس كورونا املستجد‪.‬‬

‫والواقع انه اذا كان التعليم عرب اإلنرتنت خمتلف عن التعليم التقليدي من ثم جيب أن ختتلف‬
‫تبع ًا لذلك عملية التقويم واالمتحانات اخلاصة به‪ ،‬من حيث الرتكيز عىل وسائل التفكري املنطقي وليس‬
‫احلفظ‪ ،،‬وحماولة وضع ضوابط صارمة لضامن أن يتم ذلك بطريقة صحيحة‪ ،‬والتأكد أن من أدى‬
‫متطلبات تلك االمتحانات هو الطالب نفسه وليس أي شخص آخر‪ ،‬كام أن شبكة اإلنرتنت تكتظ‬
‫بالبحوث واألوراق اجلاهزة "للنسخ واللصق" وهي بأعداد ال حدود هلا وتشكل نسبة كبرية من املواد‬
‫املنشورة عىل الشبكة بأرسها‪ ،‬وعىل هذا األساس يستطيع الطالب الغش وانتحال بحوثهم من اإلنرتنت‬
‫بحيث تبدو سليمة من الناحية األكاديمية متام ًا كأي بحث يتم إعداده بكل أمانة‪.‬‬
‫كام ان تقييم اجلوانب العملية والشفوية يف املقررات وتقييم املهارات اخلاصة هبا‪ ،‬يعد أخطر‬
‫التحديات التي تواجه التقييم عن بعد‪ ،‬فبالرغم من التطور الواضح يف التقييم اإللكرتوين وميكنة‬
‫التقويم ووجود برجميات عديدة تتعلق باالمتحانات االلكرتونية وبنوك االسئلة‪ ،‬اال ان تقييم اجلانب‬
‫العميل الزال يشكل حتديا يواجه الدول العربية يف هذا الصدد‪ ،‬وهو ما دعا الكثري من الدول اىل تأجيل‬
‫تقويم هذا اجلانب اىل َّناية العام الدرايس امال يف حتسن الظروف يف مواجهة تلك اجلائحة‪.‬‬
‫أن تقييم تعلم الطالب أصبح من أبرز التحديات الواجب التغلب عىل ها‪ ،‬حيث يواجه‬
‫املعلمون يف مجيع أنحاء املنطقة العربية حتد ًيا جديدً ا يتمثل يف كيفية إجراء امتحانات لتقييم ما تعلمه‬
‫الطالب بعد التحول نحو التعليم اإللكرتوين يف أعقاب إغالق مجيع اجلامعات تقري ًبا هبدف وقف‬
‫انتشار فريوس كورونا اجلديد‪.‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪126‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫كان الدافع األول للعديد من املعلمني إجراء اختبارات عرب اإلنرتنت بذات الطريقة التي كانوا‬
‫يعتمدوَّنا يف الفصل الدرايس‪ ،‬حيث اعتادوا تقييم طالهبم عرب اختبارات حتريرية تعترب درجاهتا النهائية‬
‫معيار النجاح أو الرسوب‪ ،‬لكن املدرسني رسعان ما اكتشفوا وجود مشاكل تعرتض تلك الفكرة‪ ،‬من‬
‫أمهها إمكانية الغش‪ .‬ومشاكل التحقق من املصداقية‪”.‬‬
‫مع ذلك هناك عدد متزايد من التقنيات التي يتم تطويرها للتحقق من هوية الشخص الذي‬
‫اختبارا عرب اإلنرتنت‪ ،‬يشمل ذلك تقنيات التعرف عىل الصورة والصوت وقزحية العني‪ ،‬من‬
‫ً‬ ‫جيري‬
‫خالل امتحانات الكامريا املتزامنة‪ ،‬وان كان البعض ُينظر إليها عىل أَّنا "تطفلية"‪ ،‬ويف املقابل يرى‬
‫البعض اَّنا يمكن أن تكون أكثر فائدة إذا ما تم تصميمها بشكل صحيح‪ … .‬ويف وجود عقلية خمتلفة‪،‬‬
‫كام ان بعض الباحثني يقومون بتطوير تطبيقات باستخدام الذكاء االصطناعي للتحقق مما إذا كانت‬
‫ضغطات املفاتيح للشخص الذي خيضع لالختبار تتطابق مع تلك التي تم تسجيلها مسب ًقا للطالب‬
‫املعني‪ .‬ومن ناحية ثالث البد من تغيري اسئلة التقييم واالمتحانات‬
‫ومن ناحية أخرى يرى البعض أن االنرتنت يتيح للطالب الفرصة لكي يمتحنوا أنفسهم يف أي‬
‫وقت‪ ،‬ويف جو خال من أي خماطرة أو توتر‪ ،‬فاالختبارات احلالية متثل يف كثري من األحيان عامل إحباط‬
‫للكثري من الطالب‪ ،‬بل وقد تولد لدى الطالب موقفا سلبيا جتاه التعليم كله‪ ،‬أما االمتحان املدار ذاتياـ‬
‫الذي يتم أثناء التعلم عرب االنرتنت‪ ،‬فهو يعد شكال من أشكال استكشاف الذات‪ ،‬جزءا اجيابيا من‬
‫عملية التعلم‪ ،‬ولن يستدعى خطأ ما تأنيبا قاسيا‪ ،‬بل سيحفز النظام إىل مساعدة الطالب عىل التغلب عىل‬
‫سوء فهمه‪ ،‬وستكون هناك خشية اقل من االختبار الرسمي ومفاجآت أقل‪ ،‬إذ أن االمتحان الذايت‬
‫املتنامي باستمرار سيكسب كل طالب إحساسا أفضل بأين يقف بالضبط‪.‬‬
‫صعوبة ضبط عملية التعليم عرب االنرتنت عىل مستوى واسع يف ظل االعداد الكبرية‪:‬‬ ‫‪-6‬‬

‫فبالنظر إىل عدد التالميذ ومدى التزام أوليائهم بمتابعتهم يف هذه املرحلة‪ ،‬خاصة أننا نتحدث‬
‫عن بيوت لكل واحد منها ظروفه وإمكانياته‪ ،‬وهذا فعال سيخلق نوعا من البلبلة وحيتاج إىل دراسة‬
‫مركزة تنظر يف التعليم الرقمي عن بعد‪ ،‬وكشف آثاره وإجيابياته وسلبياته قبل إطالقه‪ ،‬لكن كام ظهور‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪127‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫الفريوس بصورة مفاجأة‪ ،‬انتشاره برسعة فائقة‪ ،‬دفع برسعة البحث عن خمرج لتجنب اثاره‪ ،‬وتوفري‬
‫بديل عن احلرمان من التعليم بسبب اغالق املدارس‪ ،‬وضياع سنة دراسية بأكملها‪.‬‬

‫نقص الوعي والتصور املتكامل عن التعليم عن بعد لدى كل أطراف العملية التعليمية‪:‬‬ ‫‪-7‬‬

‫اذ ال بد من أن نعرتف أننا لسنا مستعدين للتعامل الفعال مع هذا التحول يف نمط التعليم عن‬
‫بعد‪ ،‬وبالتايل تكمن أوىل التحديات التي نواجهها يف غياب الوعي الكامل أو اجلزئي عن ماهية التعليم‬
‫عن بعد‪ ،‬وبالتايل ال بد أن نبدأ كأولياء أمور ومعلمني يف تثقيف أنفسنا بأنفسنا عن ماهية التعليم عن‬
‫بعد‪.‬‬
‫لعل ذلك يتطلب رضورة أن نراجع تصوراتنا عن التعليم‪ ،‬فقد ساد يف القرنني املاضيني أن‬
‫التعليم هو مسؤولية املدرسة واملدرس‪ ،‬وهو ما يتم بداخل الصفوف التعليمية‪ ،‬ولكن يف حقيقة األمر‬
‫فإن االنخراط يف العملية التعليمية التقليدية والذهاب بصورة منتظمة للمدرسة يف حد ذاته ال يعترب‬
‫تعلي ًام‪.‬‬

‫أن التعليم ليس قائ ًام عىل وجود مدرسة أو صفوف دراسية تقليدية‪ ،‬ولكنه عملية ممتدة ويمكن‬
‫–وخصوصا يف ظل األزمة– أن يكون للبيت واألهل دور فعال يف تعليم أبنائهم من خالل‪ ،‬إتاحة‬
‫الفرصة للتطبيق العميل واحليايت ملا تعلموه يف مدارسهم‪ ،‬تعلم مهارات ومعارف جديدة‪ ،‬ويف هذا‬
‫تعليام‬
‫اإلطار البد ان نشري اىل أن “ما تم يف اثناء فرتة كورونا يف كثري من احلاالت … مل يكن بالرضورة ً‬
‫إلكرتون ًيا أكثر من كونه تسليم لذات املواد (التقليدية) عرب منصة افرتاضية للتعلم اإللكرتوين قاعدة‬
‫تربوية خمتلفة‪ ”.‬والبد ان تضع املؤسسات التعليمية هذا التحذير يف االعتبار‪ ،‬والتفكري يف أساليب‬
‫التدريس والتوصيل والتقييم وحتسينها لتكون أكثر مالءمة وفعالية يف وضع التعلم اإللكرتوين‪.‬‬

‫ويف اإلطار البد ان نشري اىل انخفاض مستوى الوعي املعلومات وانتشار ما يسمى باألمية‬
‫املعلوماتية يف املجتمعات العربية‪ ،‬يعد من أبرز التحديات التي يمكن ان تواجه نجاح التعليم عن بعد‪،‬‬
‫وقد اشارت العديد من الدراسات اىل إن نقص املهارات املعلوماتية مثل اللغوية واإللكرتونية‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪128‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫والتنظيمية والتحليلية والتقييمية واالختيارية للمعلومات ومصادرها املختلفة عند أطراف العملية‬
‫التعليمية هي أحد أهم أسباب األمية املعلوماتية‪.‬‬
‫وهنا ينبغي ان نشري اىل ان االمر ال يتعلق فقط بتعلم مجيع األدوات الرقمية‪ ،‬بل برضورة االنتباه‬
‫إىل كيفية استخدام كل أداة للغرض الصحيح يف الوقت املناسب‪ ،‬ومعرفة الوقت الذي ال يتوجب فيه‬
‫استخدام التكنولوجيا األكثر تعقيدً ا‪ ،‬واالكتفاء بمجرد إرسال رسالة عرب الربيد اإللكرتوين أو إجراء‬
‫مكاملة هاتفية‪.‬‬
‫فعىل الرغم من أن مؤسسات التعليم قد حققت إنجازا مقبوال يف جمال نرش واستخدام‬
‫التكنولوجيا‪ ،‬إال أنه ما زال أمامها الكثري للقيام به‪ ،‬ال بد أن يتوجه الرتكيز بصفة متجددة إىل نوعية‬
‫التكنولوجيا الواجب اقتنائها وتعلمها والتدريب عىل ها واألسلوب األمثل يف تشغيلها واالستفادة‬
‫منها‪.‬‬

‫التحول إىل التعليم عرب اإلنرتنت يزيد من حدة عدم املساواة وتكافؤ الفرص التعليمية يف املنطقة‬ ‫‪-8‬‬

‫العربية‪:‬‬
‫حيث سيتسبب التحول األخري نحو التعليم عرب اإلنرتنت‪ ،‬بسبب انتشار وباء كورونا املستجد‪،‬‬
‫يف زيادة عدم املساواة يف الوصول إىل التعليم بني التالميذ يف املنطقة يف ظل تباين واقع انتشار ورسعة‬
‫شبكة اإلنرتنت لكل دولة‪ ،‬إضافة إىل إمكانية امتالك حواسب شخصية وهواتف ذكية‪ ،‬وهو ما‬
‫سيتسبب يف زيادة حدة الفجوة الرقمية وانعدام املساواة يف إمكانات االتصال باإلنرتنت وتداعياهتا‪:‬‬
‫فقرا التي تزيد‬
‫حيث يفتقر ‪ 3.7‬مليار شخص إىل االتصال باإلنرتنت‪ ،‬ويعيش أغلبهم يف البلدان األكثر ً‬
‫فيها احلاجة إىل نرش معلومات صحيحة حول فريوس كورونا املستجد‪ ،‬كيفية الوقاية منه‪.‬‬
‫وتظهر أمهية اإلنرتنت مع االجتاه إىل التعلم عرب اإلنرتنت بسبب إغالق املدارس يف ٍ‬
‫كثري من‬
‫دول العامل ووجود أكثر من مليار طفل خارج الفصول الدراسية‪ ،‬حيث ُيواجه ماليني األطفال‬
‫صعوبات يف استكامل تعليمهم ‪ ،‬يمكن أن يساهم التعليم عن بعد يف تقوية التفاوت الطبقي بني السكان‪،‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪129‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫فأبناء الطبقة الغنية يتوفرون عىل التجهيزات املطلوبة‪ ،‬وباستطاعتهم حتى االستفادة من دروس‬
‫خصوصية داخل منازهلم يف أوقات احلجر الصحي (رغم حماولة عدة بلدان منع هذه الدروس خالل‬
‫هذه الفرتة)‪ ،‬وهو ما ُحيرم منه أبناء الطبقة الفقرية الذين ال جيدون سوى املدارس العمومية ألجل‬
‫التع ّلم‪ ،‬كام توجد إشكالية أخرى تتع ّلق باألطفال الذين يعانون مشاكل يف النظر أو السمع‪ ،‬إذ مل يتم بعد‬
‫توفري حل تقني يتيح هلم كذلك االستفادة من التعليم عن بعد‪ ،‬وإن كانت مشكلة التجهيزات وولوج‬
‫االنرتنت مطروح ًا يف املدن‪ ،‬فهو يزداد حدة يف األرياف‪ ،‬خاصة أَّنا ال تتوفر عىل شبكة اتصال قوية‬
‫باإلنرتنت‪.‬‬
‫ضعف التزام الطالب واولياء امورهم بمتابعة برامج التعليم عن بعد‪:‬‬ ‫‪-9‬‬

‫يعترب هذا من أكرب التحديات ألنه من غري املنطقي توقع أن األبناء سوف يتقبلون بسهولة فكرة‬
‫"البقاء يف املنزل" يف بيوهتم‪ ،‬فقد كانت املدرسة يف النهاية متنفس للتعرف عىل األقران وقضاء الوقت‬
‫املمتع معهم‪ ،‬وبالتايل ال بد من توقع املقاومة – العنيفة – من قبل األبناء هلذا التحول‪.‬‬
‫ويف النهاية نرى ان التعليم عن بعد يمكن ينجح أكثر وحيقق اهدافه يف ظل ازمة كورونا "لو‬
‫توفرت الرشوط إلنجاحه‪ ،‬ومنها توفر تكوين مسبق لدى أطراف العملية التعليمية يف جمال التعليم عن‬
‫بعد‪ ،‬وكذا استعداداهتم وهتيئتهم ملثل هذا النوع من التعلم‪ ،‬وتوفري البنية التحتية والرقمية الالزمة‬
‫لنجاحه‪ ،‬اعادة النظر يف كل جوانب النظام التعليمي العريب ليتواءم مع متطلبات ذلك النوع من التعليم‪.‬‬
‫واضافة اىل ان فكرة التعلم عن بعد والتعليم اإللكرتوين ليس موضوعا جديدا‪ ،‬هو معروف من‬
‫عقود‪ ،‬كام أن التوجه نحو التعليم الرقمي مل يكن شيئا غريبا‪ ،‬بل كان متوقع احلصول ولكن كورونا‬
‫عجلت يف ظهوره ودفع به إىل الواجهة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفرص التي اتاحتها اجلائحة التي يمكن استغالهلا واالستفادة منها يف مرحلة ما بعد اجلائحة‪.‬‬
‫واذا كان معنى «األزمة» يف اللغة الصينية يشري اىل اَّنا خطرا وفرصة يف آن واحد‪ ،‬ف"من رحم‬
‫االزمة تلوح الفرصة"‪ ،‬و "كل حمنة وراءها منحة"‪ ،‬فكثريا ما تؤدي االزمات متمثلة يف احلروب‬
‫واألوبئة‪ ،‬بجانب نتائجها الكارثية‪ ،‬اىل نتائج يف صالح البرشية بصورة اكتشافات علمية واخرتاعات‪،‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪130‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫واألهم من ذلك منهجيات وأساليب جديدة‪ ،‬فعندما أودت اإلنفلونزا اإلسبانية بني عامي ‪-1918‬‬
‫‪ 1920‬بحياة ‪ 100‬مليون شخص يف مجيع أنحاء العامل‪ ،‬أدت إىل االعرتاف بالتمريض كمهنة للنساء‪،‬‬
‫واىل استخدام األقنعة واكتشاف لقاح اإلنفلونزا‪ ،‬وأدت احلرب العاملية األوىل والثانية إىل اخرتاع‬
‫اجلراحة التجميلية‪ ،‬والفوالذ املقاوم للصدأ‪ ،‬وساعات املعصم‪ ،‬والرادارات‪ ،‬وأجهزة االتصال‬
‫الالسلكية‪ ،‬وأجهزة الرؤية الليلية‪ ،‬والرشيط الالصق‪ ،‬والصواريخ‪ ،‬والتكنولوجيا النووية‪ .‬وأدت أزمة‬
‫النفط يف أوائل السبعينيات إىل البحث عن مصادر بديلة وطاقة متجددة‪ .‬هذا لربام جيعلنا نعتقد بأنه عند‬
‫انتهاء احلرب ضد الفريوس ستظهر بعض النتائج اإلجيابية للبرشية‪ .‬ال اعرف بالضبط ماذا سيحصل‬
‫أيضا فرصة لكي نفكر يف استخدام أمثل وأكثر مرونة للتكنولوجيا‪،‬‬
‫لكن حلظات األزمات واالوبئة توفر ً‬
‫واالعتامد عىل العلم بدالً من االعتقاد األعمى‪ ،‬وعىل التعاون بدالً من التحامل‪ ،‬والرعاية الصحية‬
‫واالقتصاد وأنامط احلياة الصديقة للبيئة‪.‬‬
‫فقد وفرت جائحة كرونا فرصا عديدة يمكن تناوهلا عىل النحو التايل‪:‬‬
‫‪ .1‬التأكيد عىل امهية ورضورة تقديم بدائل تعليمية لضامن استمرار العملية التعليمية وقت‬
‫االزمات‪ ،‬يسبقها هتيئة امليدان هلذا النوع اجلديد من البدائل التي تقع حتت ما يسمى بالتعليم‬
‫عن بعد او التعلم مدى احلياة او التعلم املدمج‪ ،‬وتقديم حزمة من احللول ملساعدة الطالب‬
‫والطالبات عىل مواصلة تعليمهم‪.‬‬
‫لقد دفعتنا اجلائحة اىل القفز خطوة لألمام وجعلتنا نتبنى صيغا من التعليم والتعلم كنا ال نعرتف‬
‫هبا‪ ،‬وال زالنا نتشكك يف قيمتها وجدواها وننظر اليها نظرة دونية يف أفضل االحوال‪.‬‬
‫ان وباء كورونا‪ ،‬أرسع وترية عدم االعتامد عىل نموذج التعليم التقليدي‪ ،‬وهو التعليم املرصيف‬
‫او البنكي الذي منح‪ ،‬ملدة طويلة‪ ،‬امهية كبرية لتلقني املعلومات وختزينها‪ ،‬وهو نمط التعليم الذي مل يعد‬
‫يالئم طبيعة العرص وحاجاته‪ ،‬انه نموذج التعليم الذي الزال ُيعشعش يف العديد من مؤسساتنا‬
‫التعليمية‪ ،‬فهو وليد الثورة الصناعية االوىل‪ ،‬والعامل يعيش الثورة الصناعية الرابعة‪ ،‬وهي ثورة تدخلت‬
‫فيه التكنولوجيا يف جمال التعليم‪ ،‬وستستمر يف القيام بدور رئييس يف تعليم االجيال القادمة‪.‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪131‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫لفتت اجلائحة االنظار اىل امهية تنمية وتطوير البنية التحتية والتكنولوجية للمؤسسات‬ ‫‪.2‬‬
‫التعليمية خاصة يف الدول النامية‪ ،‬وتوافر البنى التحتية املناسبة من منصات احلوسبة وغرف‬
‫التدريس االفرتاضية‪ ،‬أو لناحية تأهيل اجلسم التعليمي ومتكينه من خوض غامر التكنولوجيا‬
‫الرقمية يف التعليم‪ ،‬أو لناحية االستثامر يف املنصات التعليمية‪ .‬كذلك‪ ،‬برز دور لذوي‬
‫الطالب‪ ،‬خصوص ًا أن التعليم عن بعد يفرتض أن يكون هؤالء أكثر انخراط ًا يف العملية‬
‫التعليمية بأكملها‪.‬‬
‫‪ .3‬اعادة االعتبار للعلم والبحث العلمي‪ :‬فلقد أجربت جائحة كرونا الناس بالفعل عىل اعادة‬
‫االعتبار للعلم واحرتام أمهية اخلربة وعىل نبذ القيم الفاسدة واخلرافات‪ .‬كان من السهل‬
‫االستسالم اىل اخلرافة‪ ،‬والسخرية من األفكار العلمية حتى انتشار الوباء‪ ،‬وبدء البحث عن‬
‫دواء ولقاح‪ ،‬وبعد ذلك بدأ الناس باالستامع اىل رأي العلامء وأصحاب االختصاص‪ ،‬فأثبت‬
‫العلم مرة أخرى انه الرتياق املضاد للتسمم باجلهل واخلرافات‪.‬‬

‫فقد اظهرت جائحة كورونا أن "املعرفة العلمية" لدى اجلمهور واإلعالم العريب "ناقصة‬
‫جد ًا"‪ ،‬كام أظهرت "غياب املرجعيات العلمية املؤسسية" يف العامل العريب‪ ،‬االمر الذي يدعو إىل رضورة‬
‫دور" تفعيل املؤسسات العلمية‪ ،‬وإجراء استبيانات ملعرفة مدى انتشار الثقافة العلمية‪ ،‬وإضافة مادة‬
‫حول الثقافة العلمية يف الثانوية العامة‪.‬‬
‫‪ .4‬توجيه انظار كل املعنيني بالعملية التعليمية اىل رضورة تفعيل استخدام التكنولوجيا يف التعليم‬
‫من خالل التعليم عن بعد والتعليم املدمج وحتويل عدد من املنصات االلكرتونية اىل منصات‬
‫تعليمية‪ ،‬إن انتشار التعليم عن بعد يف زمن الكورونا سيجعل من هذا النمط التعليمي ثورة‬
‫يف العملية الرتبوية مستقبال وسيساهم مع بقية القطاعات يف بناء أسس النظام العاملي اجلديد‬
‫نظام ما بعد الكورونا‪ ،‬والذى اثبتت جتربته اثناء االزمة انه ُيساعد املتعلم يف االعتامد عىل‬
‫النفس والبحث عن املعلومة من خالل مصادر خمتلفة‪ ،‬أضافة إىل أنه يمنح القدرة عىل التعامل‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪132‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫مع وسائل تعليمية وتكنولوجية خمتلفة قد ال تتعامل معها بنفس الطريقة من خالل التعليم‬
‫التقليدي ‪.‬‬

‫فالعودة إىل التعليم التقليدي لن تكون خطوة مقنعة مستقبالً يف ظل توافر القدرة عىل نقل املحتوى‬
‫التعليمي إىل الطلبة عن بعد من دون إلزامهم بالقدوم إىل املدرسة‪ .‬كذلك‪ ،‬فرضت األزمة عىل ذوي الطلبة أن‬
‫يلعبوا أدوار ًا أكثر فاعلية يف جممل العملية التعليمية‪ ،‬وستظل تأثريات مثل هذا التحول ماثلة يف املستقبل"‪ ،‬ان‬
‫إدخال التكنولوجيا كمكون رضوري بالتعليم أصبح ال خالف عىل ه‪ ،‬بل انه أصبح خيار الرضورة‬
‫الذي ال بديل عنه يف كل الدول العربية‪.‬‬
‫ويف هذا اإلطار البد ان نشري اىل ان التكنولوجيا اداة وليست هدفا‪ ،‬وانه عندما تدخل‬
‫التكنولوجيا يف أي جمال من املجاالت ومن بينها التعليم‪ ،‬يكون هذا إما لرفع الكفاءة أو لزيادة الفاعلية‪،‬‬
‫أي ان نصل اىل النتائج بشكل أرسع أو اننا سنصل إىل نتائج أفضل أو بتكلفة أقل‪ ،‬أو أن نكون حمظوظني‬
‫ونصل إىل االثنني معا‬
‫اظهرت اجلائحة احلاجة اىل وضع معايري لضامن جودة تنفيذ التقنيات التدريسية واملنصات‬ ‫‪.5‬‬
‫التعليمية اجلديدة يف التعليم‪ ،‬والتي ستكون رشطا لتنفيذ السياسات اجلديدة يف التعليم‬
‫والتعلم وقت االزمات‪ ،‬فقد اظهرت تلك اجلائحة امهية ان نتجاوز مفهوم االتاحة يف التعليم‬
‫اىل مفهوم اجلودة املقرون بالعدالة‪ ،‬والعدالة هنا ختتلف عن املساواة وانام تعنى تلبية‬
‫احتياجات التالميذ واملدارس االقل حظا وتقديم التعليم الشامل للجميع بمختلف‬
‫احتياجاهتم ومكاَّنم يف السلم االجتامعي واالقتصادي‪.‬‬
‫إن نجاح أي نظام تعليمي وتدريبي يعتمد بشكل كبري عىل التزامه بشكل كبري بمعايري جودة‬
‫متفق عىل ها حمليا أو عامليا‪ ،‬ويف جمال التعليم االفرتايض يأخذ هذا األمر أمهية خاصة لتباعد املتعلم عن‬
‫املعلم‪ ،‬والن مفهوم التعليم اإللكرتوين مفهوم أو أسلوب تعلم جديد نسبي ًا يف العامل العريب وبحاجة إىل‬
‫اعتامدية واعرتاف رسمي من قبل اجلهات احلكومية بالنسبة للشهادات املمنوحة عن طريق التعليم‬
‫اإللكرتوين وذلك إلعطائها املصداقية‪ ،‬حيث أن هناك ختوف لدى كثري من الناس من عدم اعرتاف‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪133‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫اجلهات املختصة أو اعتامدها للشهادات املمنوحة عن طريق التعليم اإللكرتوين‪ ،‬فعمليات االعتامد‬
‫املوثوق املالئم‪ ،‬وكذلك عمليات التقويم‪ ،‬حيتاج إليها للتأكيد للعامة عىل أن املقررات والربامج‬
‫والشهادات التي تقدمها األنامط اجلديدة من مؤسسات التعليم عن بعد وصيغه تتوافق واملواصفات‬
‫األكاديمية واملهنية املعمول هبا‪.‬‬
‫لفتت اجلائحة النظر اىل امهية ورضورة االعرتاف بالشهادات التي تعتمد عىل الدراسة عن‬ ‫‪.6‬‬
‫بعد وخاصة تلك التي متنحها اجلامعات العاملية الرصينة‪ ،‬وهو ما يتطلب رضورة تعديل‬
‫وتطوير القوانني واللوائح املنظمة للتعليم بام يدعم ذلك‪ ،‬ويف هذا االطار فقد وافق جملس‬
‫الوزراء املرصي عىل القرار رقم ‪ 1200‬لسنة ‪ 2020‬بتعديل بعض احكام الالئحة بتعديل‬
‫بعض أحكام الالئحة التنفيذية لقانون تنظيم اجلامعات‪ ،‬الصادر بالقانون رقم ‪ 49‬لسنة‬
‫‪ 1972‬فيام خيص إجازة تدريس املناهج الدراسية الكرتوني ًا بنظام التعليم عن بعد‪ ،‬وفق ًا‬
‫لطبيعة الدراسة يف الكليات واملعاهد املختلفة‪ ،‬وكذا عقد االمتحانات الكرتونيا متى توافرت‬
‫للكلية واملعهد البنية التحتية واالمكانات التكنولوجية التي متكنها من ذلك‪ ،‬وقد أتى ذلك يف‬
‫ضوء التعامل مع التحديات التي فرضتها أزمة انتشار فريوس "كورونا "املستجد‪ ،‬وهو ما‬
‫استوجب رضورة اللجوء إىل نظام التعليم عن بعد‪ ،‬وكذا إجراء االختبارات الكرتوني ًا‬
‫بحسب طبيعة الدراسة بالكليات واملعاهد املختلفة‪ ،‬متى توافرت للكلية أو املعهد البنية‬
‫التحتية واإلمكانات التكنولوجية التي متكنها من ذلك‪.‬‬

‫وال شك أن تغيريا كبريا يف النصوص القانونية والالئحية البد أن يطرأ بحيث يسقط رشط‬
‫احلضور بنسبة ‪ %75‬للسامح بدخول االمتحان املقررات النظرية‪ ،‬وبحيث يسمح بتقديم العروض‬
‫التقديمية واألدائية (مقاطع الفيديو) كأعامل فصلية أو مرشوعات َّنائية‪ ،‬ويتم تقليص نسبة الدرجات‬
‫املخصصة لالختبارات ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫اكدت اجلائحة امهية ورضورة االستفادة من اليث االذاعي والتليفزيوين يف تقديم اخلدمات‬ ‫‪.7‬‬
‫التعليمية من خالهلا خاصة يف املناطق التي يتوافر فيها االنرتنت بصورة جيدة‪ ،‬ففي ظل عدم‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪134‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫قدرة رشائح غري قليلة من التالميذ والطالب عىل النفاذ إىل املنصات التعليمية اإللكرتونية‬
‫والتي مثلت حجر عثرة أمام التوسع يف تطبيق هذه الصيغة التعليمية‪ ،‬اصبح من الرضوري‬
‫العودة إىل الوسائل التقليدية لنرش التعليم التي تسيدت املوقف لنحو أربعني عاما ( القنوات‬
‫التلفزيونية األرضية واملحطات اإلذاعية املوجهة) تبدو حال مناسبا وأكثر فاعلية للتغلب عىل‬
‫تلك املعوقات‪ ،‬من خالل إعادة تفعيل تلك القنوات وتطوير براجمها لتصبح عالية‬
‫االستقطاب متعددة الوسائط أو ما يعرف بدروس املووكس ‪ ،MOOCs‬كام يمكن التنسيق‬
‫مع اجلهاز القومي لتنظيم االتصاالت إلتاحة باقات خمفضة جدا(مدعومة من الدولة)‬
‫لإلنرتنت للطالب بموجب خطابات القيد الدرايس‪ ،‬والتنسيق مع اجلهات الدولية املانحة‬
‫ورجال األعامل لتوفري أجهزة حاسوب شخصية رخيصة بالتقسيط‪.‬‬

‫لفتت االنظار اىل االهتامم بالبحوث التطبيقية وتوجيه مزيد من االهتامم لإلنفاق عىل البحث‬ ‫‪.8‬‬
‫العلمي‪ ،‬ورضورة ان تقوم الدول‪ ،‬كردة فعل عىل فشل اجلامعات يف تقديم مسامهات‬
‫اكاديمية وبحثية تتعلق بجائحة الكورونا‪ ،‬اختاذ تدابري ترشيعية جديدة للضغط عىل اجلامعات‬
‫لالنفتاح عىل االبتكار والرشاكة املستمرة يف نقل املعرفة مع أصحاب العمل‪ ،‬واملجتمعات‬
‫املحلية‪ ،‬واملنظامت غري احلكومية وما إىل ذلك‪ ،‬وإعطاء اهتامم أكرب باملشاريع العلمية للطالب‪،‬‬
‫وتعزيز تعليم الكبار يف اجلامعات‪ ،‬والتواصل مع اجلامعات الغربية فستضطر اجلامعات‬
‫والكليات االهلية القريبة عن بعضها يف املوقع عىل االندماج‪ ،‬وعىل خفض األجور والتكيف‬
‫مع الوضع اجلديد الذي حيتم االستثامر يف البحث العلمي‪ ،‬وتطوير الرشاكة بني القطاعني‬
‫العام واخلاص‪.‬‬

‫‪ .9‬لفتت اجلائحة النظر اىل التأكيد عىل دور االرسة واملنزل يف تربية ابناءهم والقيام بدورهم املهم‬
‫واألسايس يف ظل حتول التعليم من املدرسة اىل املنزل‪ ،‬ورضورة القيام بدورهم كعامل مكمل‬
‫للجهود التي تبذهلا املدرسة جتاه املادة الدراسة التي تقدم هلم من خالل املنصات التعليمية‬
‫املرتبطة بالتعليم عن بعد‪.‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪135‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫‪ .10‬اظهرت اجلائحة احلاجة اىل تقديم تعليم مهني مرن للطالب استنا ًدا إىل برنامج لبناء‬
‫الكفاءات‪ - ،‬خاصة يف ظل التوجه نحو اعداد االفراد من خالل مدخل تنمية املهارات التي‬
‫هي تغري دائم وفق طبيعة العرص وتغري أطلس املهن والوظائف ‪ -‬فمن األفضل ان يتم دمج‬
‫فرصا أكرب لتطوير طبيعة الدراسة‬
‫التعليم عرب اإلنرتنت مع التعليم املهني‪ ،‬ألن هذا سيتيح ً‬
‫املهنية‪ ،‬ولكن ما هو أكثر أمهية هو جتويد الدراسات بإدخال رشكاء خمتلفني يف عملية الدراسة‪.‬‬

‫‪ .11‬اكدت اجلائحة عىل امهية ورضورة ادخال مقررات هدفها األسايس تنمية مهارات التعلم‬
‫الشخيص‪ ،‬والتعلم الرقمي والتعليم املهني‪ ،‬وكذلك احلاجة اىل تقديم خدمات استشارية‬
‫واسعة للتعلم الرقمي والوظيفي لكل أطراف العملية التعليمية من طالب ومعلمني وإداريني‬
‫واولياء امور‪.‬‬
‫‪ .12‬اكدت اجلائحة احلاجة اىل اساليب ونظم امتحانات وتقويم جديدة تتناسب وطبيعة التعليم‬
‫اإللكرتوين من خالل ميكنة اساليب التقويم واالعتامد عىل اساليب االمتحانات االلكرتونية‬
‫وبنوك االسئلة للمقررات الدراسية والتصحيح اآليل وغريها‪.‬‬

‫‪ .13‬أكدت اجلائحة عىل أمهية دور االرسة يف متابعة تعلم أبناءها‪ ،‬ورضورة توعيتهم‪ ،‬وحاجتهم‬
‫إىل التأقلم مع كل ما هو جديد والقيام بالدوار اجلديدة التي فرضتها طبيعة املرحلة‪ ،‬فمسئولية‬
‫االرسة باتت مضاعفة يف ظل تطبيق التعلم عن بعد واصبحت العمود الفقري له‪ ،‬ألَّنا متثل‬
‫جهة االرشاف عىل الطالب اثناء تلقيه الدروس عرب منصات التعلم عن بعد‪ ،‬وان نجاح التعلم‬
‫عن بعد مرهون بمدى جدية اولياء االمور يف التعامل مع هذه احلالة الطارئة‪ ،‬والسعي‬
‫إلنجاحها ‪ ،‬من خالل احلرص عىل تنفيذ كافة التعليامت‪ ،‬وغرس قيمة التعلم يف نفوس‬
‫املتعلمني ورضورة توعيتهم بأمهية االلتزام بالدراسة‪.‬‬
‫‪ .14‬أبرزت اجلائحة احلاجة إىل خرجيني ملهن ووظائف ترتبط باملستقبل خاصة اضافة اىل املزيد من‬
‫خرجيي التخصصات الصحية‪ … .‬ستشهد تطبيقات الذكاء االصطناعي‪ /‬الروبوتات يف‬
‫الصحة والطب املزيد من الطلب‪ ،‬فقد اظهرت ازمة كورونا‪ ،‬أمهية الطب والعالج داخل ًيا‪،‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪136‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫وأننا ندفع ثمن خطط تعليمية ومنها تقليص أعداد طالب الطب واألساتذة وضعف مرتباهتم‬
‫حتى وصل العجز احلكومي من األطباء إىل ‪ %50‬وشكلت احلكومة قبل األزمة احلالية (جلنة‬
‫قومية حلل املشكلة) التي نتجت أصال من سوء خطط تعليمية وسياسية يف املايض‪ ،‬لذلك‬
‫فاإلصالح واإلنفاق حتمي لضامن استمرارية الوطن حكاما وحمكومني!‪ ،‬باإلضافة إىل ذلك‪،‬‬
‫سيكون هناك طلب عىل ختصصات مثل التجارة اإللكرتونية واقتصاديات الصحة وإدارة‬
‫سلسلة التوريد العاملية‪”.‬‬

‫‪ .15‬التعجيل بتعديل املناهج واملقررات وحتويلها اىل صيغة الكرتونية‪ ،‬تلك املقررات التي يتم‬
‫تقديمها بصوره كامله عن طريق الشبكة العنكبوتية للطالب الذين ال حيرضون املحارضات‬
‫التقليدية والتي تكون وجها لوجه مع املدرس‪ ،‬ومجيع حمتويات املقرر جيب أن تتوفر بصوره‬
‫متكاملة عن طريق الشبكة العنكبوتية‪ ،‬وغالبا ما يقدم املقرر االلكرتوين حمتوى تعليمي‬
‫شخيص وشامل وديناميكي و يساهم يف تطوير جمتمعات املعرفة وربط املتعلمني واملامرسني‬
‫باخلرباء‪ ،‬كام ان هناك مقررات يتم تقديمها عىل جهاز الكمبيوتر باستخدام برجميات الوسائط‬
‫املتعددة وال تشرتط أن يكون هناك اتصال بشبكة اإلنرتنت‪ ،‬ومقررات أخرى يتم نرشها عىل‬
‫شبكة اإلنرتنت وتعتمد عىل مهارات استخدام اإلنرتنت يف دراسة املقرر‪.‬‬

‫فقد أصبح التعليم االلكرتوين رضورة وليس كامليات ملواكبة تطور تكنولوجيا التعليم يف العامل‬
‫ولتوفري فرص التعليم للفئات املختلفة من الطالب‪ .‬ومن خالل مراكز التعليم االلكرتوين املتواجدة‬
‫حاليا يف اجلامعات ومن خالل إنتاج املقررات االلكرتونية يتم حتقيق األهداف اآلتية‪ :‬تصميم وإنتاج‬
‫املقررات االلكرتونية‪ ،‬حتفيز الطالب وأعضاء هيئة التدريس للمشاركة يف األنشطة االلكرتونية‬
‫واملجتمع االلكرتوين الذي أصبح حولنا يف كل مكان‪ ،‬وابتكار أفكار جديدة ختدم املجتمع االلكرتوين‪.‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪137‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫ثالثا‪ :‬احللول املختلفة التي يمكن استخدامها للتغلب عىل التحديات التي يمكن ان توجه التعليم ما بعد‬
‫كورونا‪:‬‬
‫يف ضوء ما تم خالل فرتة معايشة العامل جلائحة كورونا وما شهدته املؤسسات التعليمية من‬
‫اضطراب وتغريات اثناء اجلائحة وجتارب الدول املختلفة يف هذا الصدد ظهرت جمموعة من احللول‬
‫والتوجهات متثلت يف احللول التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬التوسع يف التعليم عن بعد وتكنولوجيا املعلومات‪ ،‬والتوسع يف استخدام املنصات التي يمكن‬
‫تقديم الدروس من خالهلا‪ ،‬والتوسع يف مكينة االمتحانات من خالل التوسع يف انشاء بنوك‬
‫لألسئلة وتطبيق التصحيح اآليل واالمتحانات االلكرتونية‪ ،‬والعمل عىل ربط املؤسسات‬
‫التعليمية املدارس واجلامعات بشبكة اتصاالت موحدة وربط املؤسسات املتناظرة بشبكات‬
‫انرتنت فيام بينها وذلك لتبادل اخلربات واملعلومات‪ ،‬حيث اصبح التعلم عن بعد ‪(Distance‬‬

‫)‪Learning‬املوضوع األكثر تداوالً بعد موضوع كورونا ومستجداهتا‪ ،‬ويسميه البعض التعلم‬
‫)‪ (Internet- Bsaed-Learning‬أو ‪(Computer-Mediated‬‬ ‫اإللكرتوين )‪(E-Learning‬أو‬
‫)‪Communication‬أو التعلم عرب االنرتنت‪ ،‬وهناك من يعتقدون أَّنا كلامت مرتادفة‪ ،‬إال أن‬
‫احلقيقة هي أن التعلم االلكرتوين أو عرب االنرتنت ما هو إال أحد وسائل التعلم والتعليم عن‬
‫بعد‪ ،‬وليس مرادف ًا له‪.‬‬
‫درج أن يكون التعلم عن بعد تعلي ًام مكمالً‪ ،‬وأن يكون بعد استكامل مرحلة تعليمية معينة‪،‬‬
‫وقد ُ‬
‫مث ً‬
‫ال بعد االنتهاء من الثانوية العامة‪ ،‬ومع دخول أزمة كورونا وما اقتضته من حجر منزيل‪ ،‬وجد‬
‫املعلمون واملتعلمون أنفسهم سواء يف املدارس أو اجلامعات عىل حد سواء مبعدين قرص ًا‪ ،‬عن قاعات‬
‫الدراسة‪ ،‬ووسائل التواصل املتاحة أمامهم ال تتعدى اهلواتف الذكية‪ ،‬واحلواسيب وشبكة االنرتنت‪،‬‬
‫مما استدعى تطبيق حلول رسيعة‪ ،‬ونامذج ومالئامت متعددة ومتنوعة للتعلم ‪.‬األمر الذي اضطر طريف‬
‫املعادلة التعليمية (املعلم والطالب) إىل نوع جديد من التعليم والتعلم مل يألفه الطرفان من قبل‪.‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪138‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫ويف هذا اإلطار البد من دراسة التجارب الناجحة يف هذا املجال وحماولة االستفادة منها‪ ،‬مع‬
‫التأكيد عىل أنه البد من البدء باعتامد نمط التعليم اجلديد‪ ،‬سواء أكان تعلي ًام عن بعد أم تعلي ًام إلكرتوني ًا‪،‬‬
‫أم تعلي ًام مدجم ًا‪ ،‬ووضع أساليب االختبارات والتقويم‪ ،‬وكذلك تغيري السياسات والترشيعات داخل‬
‫الوزارة أو املؤسسة العتامد هذا النمط من التعليم‪ ،‬وأول هذه الترشيعات هو االعرتاف بام ُيسمى‬
‫بالتعليم عن بعد أو التعليم اإللكرتوين‪ ،‬أو التعليم املدمج‪ ،‬أو التعليم باستخدام الروبوت‪.‬‬

‫‪ -2‬تطوير البنية التحتية والتكنولوجية وهو ما يطلب رضورة حتديث البنية التحية باملؤسسات‬
‫خاصة يف املناطق الريفية والفقرية حتى يمكنهم احلصول عىل اخلدمات املقدمة عن طريق‬
‫التعليم عن بعد‪ ،‬والتوجه نحو زيادة االستثامرات لتحديث البنية التحتية التكنولوجية‬
‫وتوصيل االنرتنت وتوفري التميل الالزم الستكامل تغطية املحافظات بكابالت االلياف‬
‫الضوئية لزيادة رسعته‪ ،‬وذلك يف ظل التوجه املحىل والدويل نحو التعلم عن بعد ملوجهة‬
‫جائحة كورونا او أي ظواهر مشابه‪.‬‬
‫‪ -3‬توفري مزيد من اإلجراءات االحرتازية الصحية وتوعية االفراد بأمهية ورضورة االلتزام هبا‪،‬‬
‫ولعل ذلك يتطلب ان تقوم االجهزة االعالمية بدورها يف هذا املجال‪ ،‬اضافة اىل توفري‬
‫البيانات واملعلومات العلمية الصحية عن الفريوس وكيفية مواجهته ويتم ان يتم ذلك من‬
‫خالل تضمني تلك املعلومات يف املقررات واألنشطة يف املراحل التعليمية املختلفة وباملستوى‬
‫والطريقة التي تتفق وخصائص كل مرحلة‪.‬‬
‫‪ -4‬رسعة عقد الدورات التدريبية ألعضاء هيئة التدريس باملدارس واجلامعات إلدارة املناهج‬
‫الدراسية وفقا للصيغة التي سوف تتبناها كل دولة سواء كان تعليم عن بعد او تعليم خمتلط‬
‫او هجني‪ ،‬وترقية مهاراهتم يف إعداد الدروس واملحارضات والعروض وكذلك اعداد‬
‫االختبارات‪ ،‬ومهارات التواصل واإلرشاد من بعد‪ ،‬والتوجه نحو تدريب املعلمني عىل‬
‫استخدام التكنولوجيا احلديثة يف التعليم‪ ،‬والتوسع يف نامذج املحاكاة التكنولوجية لبعض‬
‫االنشطة لتدريب املعلمني يف املجاالت عالية اخلطورة ويف االزمات‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪139‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫( ‪Blended‬‬ ‫‪ -5‬االستعانة بالبث اإلذاعي والتليفزيوين التوسع فيام يسمى بالتعليم املزيج‬
‫‪ )Learning‬الذي جيمع بني التوسع يف برامج التعليم املستمر والتعلم مدى احلياة من خالل‬
‫اتساع نظرتنا للتعلم ليشمل ويستغرق كل حياة االفراد ويصبح مبدا مؤسسا تنتظم يف اطاره‬
‫كل اشكال التعليم والتعلم النظامي والالنظامي وغري النظامي التي يتعرض هلا االفراد طوال‬
‫حياهتم‪ .‬ويمكن أن يتم ذلك من خالل إعادة تفعيل تلك القنوات وتطوير براجمها لتصبح‬
‫عالية االستقطاب متعددة الوسائط أو ما يعرف بدروس املووكس ‪ ،MOOCs‬كام يمكن‬
‫التنسيق مع اجلهاز القومي لتنظيم االتصاالت إلتاحة باقات خمفضة جدا (مدعومة من‬
‫الدولة) لإلنرتنت للطالب بموجب خطابات القيد الدرايس‪ ،‬والتنسيق مع اجلهات الدولية‬
‫املانحة ورجال األعامل لتوفري أجهزة حاسوب شخصية رخيصة بالتقسيط‪.‬‬

‫لقد ثبت ان التع ّلم املدمج هو مستقبل التعليم يف املدارس واجلامعات حول العامل‪ ،‬فقد خلصت‬
‫عدد كبري من الدراسات التحليلية املنشورة يف السنوات العرش األخرية التي حللت مئات الدراسات‬
‫عن فاعلية التعلم املدمج إىل أن التع ّلم املدمج أكثر أو عىل األقل مساو يف الفاعلية للتعلم التقليدي‪ ،‬وقد‬
‫توصلت دراسة حديثة أجرهتا جمموعة الـ ‪EDUCAUSE‬األمريكية‪ ،‬وشملت ‪ 213‬معهد ًا وجامعة يف‬
‫أمريكا إىل أن التع ّلم املدمج أصبح فعلي ًا هو نظام التعليم السائد يف هذه املؤسسات التعليمية‪ ،‬وغالبية‬
‫الطالب يرون أن التع ّلم املدمج يدعم بصورة فعالة طريقة تعلمهم‪.‬‬

‫وتؤكد منظمة اليونسكو عىل أن التع ّلم املدمج منهج ًا قي ًام للمساعدة يف تعزيز التعلم وحيقق‬
‫هدف التنمية املستدامة الرابع املعروف باسم التعليم‪ ، Education 2030‬وهو ضامن التعليم اجليد‬
‫واملنصف وفرص التع ّلم مدى احلياة يف مجيع أشكال التعليم الرسمي وغري الرسمي‪ .‬كام يشري تقرير‬
‫الرابطة األوروبية للتعليم اجلامعي عن ُبعد )‪ (EADTU‬إىل زيادة عدد اجلامعات التي تتبع نموذج التع ّلم‬
‫املدمج يف تعليمها‪ .‬ويرجع ذلك لزيادة استخدام التكنولوجيا يف التعليم‪ ،‬وارتفاع مستوى املهارات‬
‫التقنية لدى كل من املدرسني والطلبة‪ .‬وهو كذلك التوجه السائد يف التعليم العايل ألن اجلامعات ال‬
‫حتبذ فكرة التخيل عن التع ّلم املبارش (وجه ًا لوجه) يف براجمها‪ ،‬وخاصة برامج البكالوريوس واملاجستري‪،‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪140‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫كام ذكر ذات التقرير أن التع ّلم املدمج هو النموذج املثايل ملواجهة ازدياد عدد الطلبة املنتسبني يف‬
‫مؤسسات التعليم العايل‪ ،‬كام يساهم يف زيادة مستوى جودة العملية التعليمية‪ .‬والذي أميل إليه أن هذا‬
‫النوع‪.‬‬

‫‪ -6‬االرساع بتحويل املقررات الدراسية اىل مقررات الكرتونية لتتناسب مع متطلبات التعليم عن‬
‫بعد‪ ،‬فمع زيادة آليات‪ ،‬واجراءات التباعد االجتامعي‪ ،‬واجلسدي التي تتخذه احلكومات من‬
‫أجل تفادى اإلصابة بفريوس كوفيد ‪ ،99‬ومع غلق املدارس‪ ،‬واجلامعات ازدادت أمهية‬
‫التعليم‪ ،‬والدراسة من بعد‪ ،‬وبدأت الدعوة إىل حتويل املقررات الدراسية إىل مقررات‬
‫إلكرتونية من أجل التواصل احليوي‪ ،‬والفعال مع الدارسني سواء يف املدارس أو اجلامعات ‪.‬‬

‫وبدأت اجلامعات يف إنشاء منصات للتقارب االفرتايض بني االدارات‪ ،‬وبني املتعلمني‪ ،‬ورفع‬
‫املقررات اإللكرتونية‪ ،‬واالختبارات‪ ،‬واألنشطة الدراسية‪ ،‬والواجبات عىل املنصات‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬كام بدأت املدارس‪ ،‬واجلامعات توفر املكتبات اإللكرتونية إلجراء األبحاث‬
‫العلمية املتنوعة‪ ،‬وتقديم خدمات بحثية كثرية‪ ،‬كام توفرت املعامل االفرتاضية اخلاصة‬
‫باألبحاث املعملية‪ ،‬والعلوم‪ ،‬واالستكشافات‪ ،‬واجراء التجارب من خالل االختبارات‬
‫االفرتاضية‪.‬‬
‫لقد اظهرت جائحة كورونا حاجتنا اىل نظام تعليمي جديد يوجه اىل املستقبل ويكون قادر عىل‬
‫مواجهة متغرياته والتي قد يكون من بينها ظهور الكوارث واالزمات‪ ،‬أطلق عىل ها بيداجوجى ‪،4.0‬‬
‫هذا النظام يقوم عىل افرتاضات اساسية يوضحها الشكل التايل‪:‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪141‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫رابعا‪ :‬السيناريوهات املختلفة للتعليم‪ ،‬يف مرحلة ما بعد كورونا‪:‬‬


‫غريت املجتمعات وعرقلت األعامل وجعلت اجلميع يفكر‬
‫إذا كانت جائحة كورونا العاملية قد ّ‬
‫يف شكل وصورة مستقبلهم‪ ،‬فان ما يشغل الرتبويني وكل املنظامت املحلية واالقليمية الدولية االن هو‬
‫حماول التنبؤ بام سيكون عىل ه مستقبل التعليم ما بعد كورونا وحماولة االستعداد له‪ ،‬وتقديم‬
‫سيناريوهات مستقبلية‪ ،‬من خالل إعادة التفكري يف املامرسات التعليمية والنظر يف نامذج تعليمية وتعلمية‬
‫جديدة‪.‬‬
‫ومن هذا املنطلقات عقدت العديد من الندوات واملؤمترات لتناول تلك القضية كان من‬
‫احدثها تلك الندوة التي ن ّظم مكتب اليونسكو اإلقليمي للرتبية يف الدول العربية –بريوت‪ ،‬بالرشاكة‬
‫مع اليونسكو باريس واملركز اإلقليمي للتخطيط الرتبوي‪ ،‬يف ‪ 16‬حزيران‪/‬يونيو ‪ 2020‬مناقشة اقليمية‬
‫عربية عرب اإلنرتنت حول مستقبل التعليم بعد جائحة كورونا‪ ،‬هدفت الندوة اىل تسليط الضوء عىل‬
‫التحديات التي تواجه نظم التعليم يف ما يتعلق بضامن استمرارية تعلم التالميذ والدروس املستفادة‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪142‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫خالل أزمة كورونا‪ ،‬واىل التعمق يف اخلطط واالسرتاتيجيات املقرتحة وحتليلها لتحديد إطار لرؤية‬
‫التعليم بعد جائحة كورونا‪.‬‬
‫وكذلك الندوة التي نظمها معهد التخطيط القومي بمرص كبيت خربة وطني وكمركز فكر‬
‫جلميع اجهزة ومؤسسات الدولة بصفة عامة ووزارة التخطيط والتنمية االقتصادية بصفة خاصة حتت‬
‫عنوان البنية التحتية التكنولوجية والتحول الرقمي وادواره املستقبلية يف التعليم يف ظل جائحة كرونا‬
‫وما بعدها‪ ،‬اضافة اىل الدراسات التي تناولت االزمة من خالل حتليل االبعاد املختلفة لتلك اجلائحة‬
‫العاملية‪ ،‬والتداعيات املحتملة هلا عىل مرص يف ظل كورونا وما بعدها‪ ،‬وطرح بدائل للسياسات املختلفة‪،‬‬
‫واملبنية عىل سيناريوهات حمتملة يف آجال زمنية معينة‪ ،‬بغرض دعم صانعي السياسات ومتخذي القرار‪.‬‬
‫إضافة اىل املؤمتر االفرتايض الدويل الذي عقدته جامعة حلوان يوم اخلميس ‪ 4‬يونيه حتت عنوان‬
‫"جائحة فريوس كورونا املستجد‪ ..‬حتديات وممارسات متعددة التخصصات" وبمشاركة أساتذة من‬
‫جامعات دولية ومرصية‪ ،‬هبدف توفري منصة للعلامء والباحثني‪ ،‬هبدف حتقيق تبادل املعرفة والرؤى حول‬
‫وباء كورونا‪ ،‬واستعراض األبحاث اجلارية التي يقوم هبا األساتذة والباحثني باجلامعة‪ ،‬وعرض أهم‬
‫التوجهات البحثية املستقبلية‪ ،‬بام حيقق هدف التعاون البحثي بني اجلهات والفروع العلمية املختلفة حمل ًّيا‬
‫مشريا إىل األمهية القصوى للتعاونات البحثية يف كل املجاالت‪.‬‬
‫ً‬ ‫وعامل ًّيا‪،‬‬
‫وكذلك الندوة التي نظمها احتاد اجلامعات العربية عرب برنامج الزووم وذلك يوم األحد املوافق‬
‫‪ 2020/6/28‬حول التجارب الرائدة يف التعليم عن بعد يف اجلامعات العربية يف زمن كورونا هبدف‬
‫التعرف عىل أفضل املامرسات اجليدة يف التعلم عن بعد من حيث اجلاهزية التقنية العامة لتوصيل‬
‫املعلومات للطلبة من قبل املحارضين ومشاركة الطلبة وعقد االمتحانات وطرق التقييم‪.‬‬

‫ان صعوبة التكهن بالتطورات املستقبلية جلائحة كورونا وما بعدها يف ظل الفشل يف التوصل‬
‫اىل لقاح هلذه اجلائحة والدعوة اىل التعايش مع اجلائحة جعلت اجلميع يسعى اىل طرح سيناريوهات‬
‫حمتملة بحسب التطورات املتوقعة للجائحة وامكانية التعايف منها‪ ،‬حيث ُيعد السيناريو وص ًفا لوضع‬
‫مستقبيل ممكن أو حمتمل أو مرغوب فيه‪ ،‬مع توضيح املسار أو املسارات التي يمكن أن تؤدي إىل هذا‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪143‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫الوضع املستقبيل‪ ،‬وذلك انطال ًقا من الوضع الراهن أو من وضع ابتدائي مفرتض‪ ،‬فهو يمثل أداة جتريبية‬
‫لتحديد السياسات البديلة‪ ،‬ويعطي فرصة كبرية للخيال وإطالق الذهن؛ هبدف استكشاف كل‬
‫االحتامالت التي يمكن أن يتضمنها املستقبل‪ ،‬ولكن تظل الرضورة أن يكون هذا اخليال يف إطار النسق‬
‫الكيل للمجتمع‪.‬‬
‫ويف البداية وقبل عرض السيناريوهات املتعلقة بمستقبل التعليم يف البالد العربية واالسالمية‬
‫البد من التأكيد عىل ان تلك السيناريوهات سوف ترتبط ارتباطا مبارشا بالسيناريوهات املرتبطة بتك‬
‫اجلائحة بصفة عامة التي اشارات العديد من الدراسات اىل اَّنا يمكن ان تتضمن ثالثة سيناريوهات‬
‫هي‪:‬‬
‫السيناريوي املتفائل سيناريو التحول اجلوهري او االبتكاري‪ :‬وهو السيناريو التي يبنى عىل‬ ‫‪-1‬‬

‫احتامل انحسار الفريوس اما بسبب النجاح يف طرق الوقاية والتطبيق الناجح لسياسة التباعد‬
‫وتقليل فرص العدوى واالصابة‪ ،‬ام يكون بسبب نجاح جهود العلامء والباحثني يف التوصل‬
‫اىل عالج ولقاح ناجح يف عالج املرىض واملصل للوقاية ومنح االفراد املناعة التي حتول دون‬
‫االصابة به بشكل يصل بعدد االصابات اىل الدرجة صفر وتنحرص جهود الدول اىل عالج‬
‫املصابني وتطعيم اجلميع وانتشار ما يسمى باملناعة الطبيعية او مناعة القطيع‪.‬‬
‫‪ -2‬السيناريو املعدل املرجى او االمتدادي‪ :‬ويتمثل يف انحسار الفريوس خالل فرتة زمنية قد متتد‬
‫اىل عام عىل االكثر يكون قد تم خالل ذلك تعود االفراد وتوافقهم من اجراءات التباعد‬
‫االجتامعي واالعتياد عىل ها بالشكل الذي يؤدى اىل تقليل عدد االصابات او عىل االقل ثبتها‬
‫وتسري االعامل مع مراعاة االجراءات االحرتازية التي حتددها اجلهات الصحية والطبية‬
‫وتلتزم هبا املؤسسات املجتمعية بالشكل الذي حيدث نوعا من املوائمة بني الوقاية والتقليل‬
‫من احتامالت االصابة عدم تعطيل املؤسسات املجتمعية الصناعية واالنتاجية والتعليمية‪.‬‬
‫‪ -3‬السيناريو املتحفظ او املتشائم او سيناريو االَّنيار‪ :‬وهو يقوم عىل فرضية استمرار االزمة‬
‫وتداعياهتا يف ظل عدم التوصل اىل لقاح او عالج هلذا الفريوس اللعني واحتامل ان يقوم بتطور‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪144‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫نفسه وظهور انواع جديدة ومتحورة منه‪ ،‬حتديد ًا‪ُ ،‬تكسب اجلائحة صفة الديناميكية الرسيعة‬
‫التي تضعنا أمام مستجدات شبه يومية‪ ،‬كام تضفي عىل املرحلة القادمة نوع من الغموض‪،‬‬
‫ومن هنا‪ .‬ينبغي اآلن عدم االكتفاء بمعاجلة العواقب املهمة ألول مرحلة من الوباء‪ ،‬بل التثبت‬
‫أيضا من أن البلد مهيأ بالشكل املناسب الحتواء مرحلة ثانية‪ ،‬او حتوله إىل جائحة عاملية‪ ،‬حيث‬
‫أنه مزيج من ‪ 3‬فريوسات خاصة "أن العلم ال يستطيع أن يصدر قرارا َّنائيا حول شدة املوجة‬
‫الثانية‪ ،‬كام أن ختفيف القيود قد جيعل البعض يشعرون باإلحساس الزائف باألمان‪ ،‬ولكن‬
‫دراسة الفريوسات املعروفة أثبتت أن طفراهتا وموجاهتا التالية مل تكن أرشس من األوىل‪ ،‬ان‬
‫ازمة كورونا ازمة غري مسبوقة وسوف تستغرق فرتة تعايف ربام تطول اىل سنوات‪ ،‬وتعتمد‬
‫الفرتة املطلوبة للتعايف والعودة إىل الوضع شبه الطبيعي يف قطاع التعليم بشكل كبري عىل تطبيق‬
‫احلكومات لتدابري واجراءات احرتازية متناسقة وتتوافق مع مستوى اخلطر‪ ،‬فهي تتسم بأربع‬
‫صفات استثنائية مميزة متنحها عام سبقها تتمثل يف النطاق اجلغرايف‪ ،‬فقد اختذت بعد ًا عاملي ًا يكاد‬
‫ال يستثني أي ًا من البلدان‪ ،‬رسعة االنتشار وسهولته‪ ،‬القدرة الفائقة للفريوس عىل التكيف مع‬
‫املضادات‪ ،‬التزامن مع طفرة شاملة يف الرقمنة‪.‬‬
‫السيناريوهات املتعلقة بنظم التعليم (البالد العربية واالسالمية كمثال)‪.‬‬
‫انطالقا من امهية التعليم ودوره يف املجتمع‪ ،‬فإن األمر يتطلب رضورة أن تقوم احلكومات باختاذ‬
‫التدابري التي تتناسب مع مستوى انتشار الفريوس وحماولة التوازن بني الطلب برضورة احلجر الصحي‬
‫واغالق املؤسسات التعليمية‪ ،‬وبني احلاجة اىل فتحها إلجراء التدريبات العملية واالنشطة وبعض‬
‫االمتحانات‪ ،‬من خالل الدراسة يف املؤسسات بعض الوقت يف حماول للجمع بني التعليم عند بعد‬
‫والتعليم وجها لوجه‪ ،‬من خالل ما يسمى بالتعليم املزيج او املدمج‪ ،‬حيث أثبتت اجلائحة أن سياسة‬
‫العزل ممكنة‪ ،‬وال تأخذ بعد ًا كارثي ًا كام كنا نتصور‪ ،‬وذلك بفضل الرقمنة من جهة‪ ،‬واخلدمات اللوجستية‬
‫املتطورة واإلجراءات االحرتازية من جهة أخرى‪ ،‬ولعل يف نجاح جتربة امتحانات الثانوية العامة يف‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪145‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫مرص وامتحانات السنوات النهائية باجلامعة واسرتار االجتامعات ومناقشة الرسائل العلمية خري مثال‬
‫عىل ذلك‪.‬‬
‫ويف ضوء ما تم عرضه من سيناريوهات حول جائحة كورونا يمكننا عرض سيناريوهات‬
‫مستقبل التعليم يف الدول العربية واالسالمية عىل النحو التايل‪:‬‬
‫‪ -1‬السيناريو املتفائل او اجلوهري او االبتكاري‪:‬‬
‫وصف السيناريو‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫يقوم هذا السيناريو عىل تصور او امل نزوح الفريوس وتعايف الدولة الكامل منه‪ ،‬حيث يتمثل‬
‫يف اختفاء الفريوس او القضاء عىل ه بسبب اكتشاف عالج ناجع له والتوصل اىل مصل بغرض عالجي‪،‬‬
‫أو لتحقيق وقاية رسيعة‪ ،‬او النجاح يف التوصل اىل لقاح يساعد جهاز املناعة يف اجلسم عىل التعرف عىل‬
‫مسببات األمراض مثل الفريوسات أو البكترييا ومكافحتها‪.‬‬
‫ونتيجة اىل ذلك يتم الغاء احلجر املنزيل واجراءات التباعد االجتامعي وغريها من االجراءات‬
‫االحرتازية‪ ،‬ويعود املجتمع اىل ممارسة انشطته املختلفة كام كانت من قبل‪ ،‬والتي يكون من بينها االنشطة‬
‫التعليمية‪ ،‬وذلك بإعادة افتتاح املؤسسات التعليمية التي تم اغالقها اثناء فرتة انتشار الفريوس وعودة‬
‫الطالب اىل مدارسهم وجامعتهم‪.‬‬
‫ويف ظل عودة احلياة إىل طبيعتها قبل «كورونا»‪ ،‬ستقوم وزارة الرتبية والتعليم بوضع خطة‪،‬‬
‫تتضمن دمج التعليم املبارش واالفرتايض او التعليم عن بعد‪ ،‬بنسب حمددة‪ ،‬إذ قد تكون نسبة التعليم‬
‫املبارش ‪ ،%80‬واالفرتايض ‪ ،%20‬وذلك حتى نستطيع مواكبة التطور التكنولوجي والتحول إىل التعليم‬
‫الرقمي يف الدولة‪.‬‬
‫الفرضيات األساسية للسيناريو‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫اعادة افتتاح املؤسسات التعليمية نظرا لعدم وجود الفريوس وعودة احلياة اىل ما قبل‬ ‫‪-‬‬
‫ظهور الفريوس‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪146‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫التوسع يف استخدام التكنولوجيا يف التعليم يف ظل تطور البنية التحتية يف املؤسسات‬ ‫‪-‬‬


‫والتي متت خالل فرتة انتشار اجلائحة‪.‬‬
‫انتشار التعلم اهلجني أو املختلط الذي جيمع بيمن التعليم عن بعد والتعلم وجها‬ ‫‪-‬‬
‫لوجه‪.‬‬
‫اكتساب كل اعضاء اهليئة التعليمية من معلمني وطالب للكفايات الالزمة للتوسع‬ ‫‪-‬‬
‫يف توظيف التكنولوجيا يف التعليم‪.‬‬
‫االعرتاف بنظام التعليم عن بعد واعتامد شهاداته وتغري نظرة املجتمع له‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االوضاع املجتمعية الداعمة للسيناريو‪:‬‬ ‫ج‪-‬‬

‫اختفاء الفريوس ووصول عدد االصابات اىل الصفر‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫عودة احلياة اىل شبه ما كانت عىل ه قبل ظهور كورونا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وجود بنية حتتية تقنية وتكنولوجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعود عىل االجراءات االحرتازية وااللتزام هبا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫انتشار ثقافة داعمة لكل االنامط اجلديدة من التعليم مثل التعليم عن بعد والتعلم‬ ‫‪-‬‬
‫املدمج والتعلم مدى احلياة‪.‬‬
‫توثيق الصلة بني مؤسسات التعليم النظامية وغري النظامية والالنظامية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تداعيات السيناريو‪:‬‬ ‫د‪-‬‬

‫عودة التعليم باملؤسسات التعليمة إىل الوضع الذي كان عىل ه قبل كورونا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫زيادة الوعي بأمهية وجود انامط جديدة من التعليم غري النظامي والالنظامي بجانب‬ ‫‪-‬‬
‫التعليم النظامي‪.‬‬
‫تغيري النظرة إىل التعليم عن بعد واعتبار نمط مكمل وموازى للتعليم وجها لوجه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توجيه مزيد من االهتامم بتطوير البنية التكنولوجية باملؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪147‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫االهتامم بإدخال املوضوعات التي تتعلق بالتكنولوجيا وعلوم املستقبل وإدارة‬ ‫‪-‬‬
‫االزمات يف برامج التعليم‪ ،‬وكذلك برامج إعداد املعلمني وتدريبهم‪.‬‬
‫‪ -2‬السيناريو االمتدادي‪:‬‬
‫وصف السيناريو‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫ويقوم هذا السيناريو عىل افرتاض استمرار األوضاع كام هي يف ظل عدم التوصل اىل عالج‬
‫للفريوس ووجود زيادة ولو طفيفة يف عدد املصابني بسبب استمرار وجود الفريوس او حتوره وظهور‬
‫سالالت جديدة منه‪ ،‬وعدم التزام الكثريين باإلجراءات االحرتازية رغم اجتاه احلكومات اىل التشديد‬
‫املؤسسات‬
‫‪3‬‬
‫عىل اإلجراءات االحرتازية وتطبيق سياسة مناعة القطيع ‪ ،‬ويف ظل ذلك سيستمر اغالق‬
‫التعليمية مع االستمرار يف بعض االنشطة والتي من بينها بعض االمتحانات الرضورة مثل امتحانات‬
‫اجلانب العميل من املقررات التي يصعب اجراءها عن بعد وميكنها‪ ،‬من خالل االمتحانات االلكرتونية‬
‫والتصحيح اآليل وبنوك االسئلة‪ ،‬والتوسع يف التعليم اإللكرتوين والتعليم عن بعد وغريه من صور‬

‫ظهر هذا املصطلح العلمي عام ‪1923‬كاحد االسرتاتيجيات لعالج فريوس احلصبة‪ ،‬يف منتصف مارس من عام ‪،2020‬‬ ‫‪3‬‬

‫ظهر مصطلح "مناعة القطيع" ‪ Herd immunity‬أو "املناعة بالعدوى" ‪ ،Immune infection‬وذلك بالتزامن مع دعوة رئيس‬
‫الوزراء الربيطاين بوريس جونسون إىل اتباع هذه االسرتاتيجية يف مواجهة فريوس كورونا املستجد‪ .‬تقوم سياسة مناعة‬
‫القطيع عىل حتصني الناس وإكساهبم مناعة ضد مرض معني وهذا من خالل طريقتني‪:‬‬
‫تطعيم جزء كبري من السكان ضد مرض ما وهو ما يعرف باللقاح‪ ،‬حيث يكون اللقاح مكون ًا من فريوسات ميتة‬ ‫‪‬‬

‫أو ضعيفة لكنها كافية لتكوين ذاكرة لدى جهاز املناعة عند اإلنسان ضد املرض من دون إصابة اجلسم باملرض‬
‫وبالتايل إكساب اجلسم مناعة ضد املرض‪.‬‬
‫يف حالة عدم توفر اللقاح يتم ترك املرض ينترش بني الناس دون حماولة حرصه أو منع انتشاره حتى يصيب املرض‬ ‫‪‬‬

‫نسبة معينة من السكان "ثلثي السكان" ومن ثم يقوم جهاز املناعة عند من أصيبوا بتكوين أجسام مضادة ضد‬
‫املرض وإنشاء ذاكرة مناعية بعد الشفاء وعندها يتوقف املرض عن االنتشار حتى لو مل يكن مجيع السكان قد‬
‫طوروا ذاكرة مناعية له‪ ،‬وهذه هي الطريقة التي استخدمتها بريطانيا يف مواجهة فايروس كورونا‪ ،‬وعدلت عنها‪،‬‬
‫ألسباب علمية واخالقية‪.‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪148‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫التعليم التعلم املستمر ومدى احلياة‪ ،‬وادخال مقررات تتعلق بالرتبية الصحية وكيفية مكافحة العدوى‬
‫والتغذية العالجية وغريها‪.‬‬
‫ب‪ -‬الفرضيات االساسية للسيناريو‪:‬‬
‫استمرار اغالق املؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التوسع يف برامج التعليم عن بعد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حتويل الربامج واملقررات الدراسية اىل مقررات الكرتونية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫انشاء او التعاقد عىل منصات تعليمية حملية وعاملية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توفري املزيد من ادوات االجراءات الصحية االحرتازية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التأكيد عىل الدور الفاعل لألرسة يف متابعة تعليم ابنائهم من برامج التعليم عن بعد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ج ‪ -‬االوضاع املجتمعية الداعمة للسيناريو‪:‬‬
‫استمرار اغالق العديد من املؤسسات التعليمية وافتتاحها للرضورة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االعرتاف بالتعليم عن بعد باعتباره رضورة يف ظل سياسة احلجر الصحي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تطوير البنية التحتية والتكنولوجية الرضورية لنجاح برامج التعليم عن بعد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تفعيل دور البث اإلذاعي والتليفزيوين وتوظيفه يف تقديم الربامج التعليمية خاصة يف‬ ‫‪-‬‬
‫املناطق التي ال تتوافر فيها خدمة االنرتنت‪.‬‬
‫د‪ -‬تداعيات السيناريو‪:‬‬
‫استمرار االثار السلبية التي ترتبت عىل جائحة كورونا وان قلت نسبيا بسبب التقدم يف تفعيل‬ ‫‪-‬‬
‫االجراءات االحرتازية‪.‬‬
‫استمرار معاناة بعض القطاعات والفئات خاصة العاملة املوسمية خاصة اولياء االمور ممن‬ ‫‪-‬‬
‫هلم طالب باملدارس واملعلمني‪.‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪149‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫استمرار االرضابات يف العملية التعليمية واحلرمان من اخلدمات التعليمية خاصة يف املناطق‬ ‫‪-‬‬
‫النائية والفقرية واألطفال من ذوي االحتياجات اخلاصة‪ ،‬اضافة اىل احلرمان من ممارسة‬
‫االنشطة‪.‬‬
‫‪ -3‬السيناريو األول وهو السيناريو املتشائم او سيناريو االَّنيار‪:‬‬
‫وصف السيناريو‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫هذا السيناريو يتمثل يف استمرار وباء «كوفيد‪ »19-‬والدعوات اىل رضورة التعايش معه‪،‬‬
‫واستمرار اغالق املؤسسات التعليمية وحرمان االطفال والطالب احلضور اىل املدارس‪،‬‬
‫حيث وسيكون التعليم عن بعد مطبق بنسبة كاملة‪ ،‬والذي يعتمد عىل التكنولوجيا حمورا‬
‫للتعليم يف الدولة يف تلك الفرتة‪ ،‬وتستند فكرة التعايش عىل توفري كافة السبل املمكنة‬
‫من أجل التأقلم مع الوباء اجلديد‪ ،‬واختاذ كافة التدابري الالزمة من قبل الدول واالفراد‪،‬‬
‫واحلكومات من أجل التزام الشعوب باإلجراءات االحرتازية املتنوعة للوقاية من‬
‫الفريوس‪.‬‬
‫الفرضيات االساسية للسيناريو املتشائم‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫استمرار اغالق املدارس ومنع جتمعات الطالب واملعلمني باملؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التأكيد عىل الدور الرتبوي لألرس واملتمثلة يف متابعة تواصل ابنائهم من املنصات‬ ‫‪-‬‬
‫التعليمية وما تقدمه هلم دروس وتكليفات منزلية‪.‬‬
‫االعرتاف بالتعليم عن بعد واعتبار بديل إجباري للتعلم يف االزمات والكوارث يف حالة‬ ‫‪-‬‬
‫مع ابنائهم من التواجد يف مدارسهم وجامعاهتم‪.‬‬
‫تفعيل نظم االمتحانات واساليب التقويم االلكرتونية من التقنيات التكنولوجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االهتامم باخلدمات الصحية العالجية والوقائية يف املجتمع واملؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪150‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫االوضاع املجتمعية الداعمة للسيناريو‪:‬‬ ‫ج‪-‬‬

‫اكتساب خربات عديدة من جانب الدول واالفراد يف التعامل مع اجلائحة‪ ،‬خاصة فيام‬ ‫‪-‬‬
‫يتعلق بالتعليم‪.‬‬
‫السعي الدائم من جانب العلامء والباحثني للتوصل اىل لقاحات وامصال وادوية للتعامل‬ ‫‪-‬‬
‫مع الفريوس‪.‬‬
‫التشديد عىل رضورة التزام كل افراد املجتمع باإلجراءات االحرتازية للوقاية من العدوى‬ ‫‪-‬‬
‫من خالل استخدام املظهرات والكاممات ومنع التجمعات يف كافة املناسبات االفراح‬
‫والتعازي وغريها‪ ،‬واللجوء اىل العزل املنزيل للحاالت املصابة ويف حالة غري خطرية‬
‫وتوفري االدوية هلا‪.‬‬
‫االهتامم بالرعاية الصحية وتوفري مستلزمات املستشفيات وانشاء املستشفيات امليدانية‬ ‫‪-‬‬
‫وتزويدها باحتياجاهتا‪.‬‬
‫التواصل الدائم مع املجتمعات املختلفة وحماولة االستفادة من خرباهتا يف كل ميادين‬ ‫‪-‬‬
‫التعامل مع الفريوس‪.‬‬
‫تداعيات السيناريو‪:‬‬ ‫د‪-‬‬

‫تتمثل تداعيات ذلك يف عدة امور خطرية من بينها‪:‬‬


‫استمرار اغالق الدارس وحرما االطفال والطالب من ممارسة االنشطة الرياضية‬ ‫‪-‬‬
‫واالجتامعية‪.‬‬
‫حرمان طالب املدارس واجلامعات من التفاعل املبارشة مع معلميهم وزمالئهم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حدوث خلل وصعوبات يف اجراء التدريبات العملية واكتساب املهارات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ظهور مشكالت عديدة عند اجراء عمليات التقويم واالمتحانات يف ظل نظام التعليم‬ ‫‪-‬‬
‫عن بعد‪ ،‬يف ظل ضعف االمكانات والربجميات الالزمة إلجرائها الكرتونيا‪.‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪151‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫يف النهاية‪:‬‬
‫نرى انه أيا كان السيناريو املتوقع حدوثه ويف ظل التطور التكنولوجي فان تبنى قضية التعليم‬
‫عن بعد سيكون مطلبا اساسيا يف الفرتة القادمة خاصة يف الدول النامية واملناطق الريفية والفقرية‬
‫واملحرومة من فرص التعليم اجليد‪.‬‬

‫كام اننا نرى أن أزمة جائحة كورونا اظهرت مدى قدرة الدول عىل تطوير نظمها التعليمية‪،‬‬
‫للتعامل مع املستجدات املتسارعة والظروف الطارئة‪ ،‬ورضورة العودة إىل مسار حتسني التع ُّليم بوترية‬
‫أرسع‪ ،‬وان عىل األنظمة التعليمية مثلام تفكر يف التصدي هلذه األزمة‪ ،‬فأَّنا ينبغي ان تفكر أيض ًا يف كيفية‬
‫اخلروج منها وهي أقوى من ذي قبل‪ ،‬وبإدراك واضح ملدى إحلاح احلاجة إىل سد الفجوات يف فرص‬
‫التعليم‪ ،‬ويف احلاجة املستمرة اىل تطوير نظمها التعليمية يف ضوء حتديات ومتغريات املستقل‪ ،‬واعتبار‬
‫التعليم اإللكرتوين رضورة ملحة ألي نظام تعليمي يف العامل‪ ،‬وعىل مسؤويل التعليم رسعة اختاذ قرار‬
‫باعتباره او التعليم املدمج ضمن وسائل التعليم االساسية يف الظروف العادية‪ ،‬واعتبار التعليم‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪152‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫االلكرتوين أداة رئيسة يف اوقات الكوارث واالزمات‪ ،‬وينبغي أن تكون البيئة التعليمية االلكرتونية‪،‬‬
‫بيئة تشاركية مرنة‪ ،‬تشجع عىل التعلم الذايت وتساعد عىل تشارك اخلربات واألفكار بني املتعلمني‪ ،‬وانه‬
‫مع زيادة آليات‪ ،‬واجراءات التباعد االجتامعي‪ ،‬واجلسدي التي تتخذه احلكومات من أجل تفادى‬
‫اإلصابة بفريوس كوفيد‪ ، 99‬ومع غلق املدارس‪ ،‬واجلامعات ازدادت أمهية التعليم‪ ،‬والدراسة من‬
‫بعد‪ ،‬وبدأت الدعوة إىل حتويل املقررات الدراسية إىل مقررات إلكرتونية من أجل التواصل احليوي‬
‫والفعال مع الدارسني سواء يف املدارس أو اجلامعات‪ ،‬وبدأت املدارس واجلامعات يف إنشاء منصات‬
‫للتقارب االفرتايض بني االدارات‪ ،‬وبني املتعلمني‪ ،‬ورفع املقررات اإللكرتونية واالختبارات‪،‬‬
‫واألنشطة الدراسية‪ ،‬والواجبات عىل املنصات اإللكرتونية‪ ،‬كام بدأت املدارس‪ ،‬واجلامعات توفر‬
‫املكتبات اإللكرتونية إلجراء األبحاث العلمية املتنوعة‪ ،‬وتقديم خدمات بحثية كثرية‪ ،‬كام توفرت‬
‫املعامل االفرتاضية اخلاصة باألبحاث املعملية‪ ،‬والعلوم‪ ،‬واالستكشافات‪ ،‬واجراء التجارب من‬
‫خالل االختبارات االفرتاضية‪.‬‬
‫باإلضافة اىل كل ذلك فإننا نؤكد ان تزايد االهتامم والتطوير بتقنيات التعليم والعمل والتعليم‬
‫عن بعد وحماولة تطويرها‪ ،‬اظهر جليا عدم االستعداد املناسب لدى كثري من دول العامل لتطبيق التعليم‬
‫عن بعد‪ ،‬وضعف البنية التحتية هلا‪ ،‬رغم أن مؤرشات أمهيتها تزايدت خالل آخر عرشة أعوام‪ ،‬وكان‬
‫من الواضح أَّنا هي املستقبل‪ ،‬إال أن االستثامر فيها لدى الدول العربية بالذات كان ضعيفا‪ ،‬حيث‬
‫االجتاه إىل التعليم التقليدي هو املسيطر وعدم التبني اجليد لتقنيات التعليم عن بعد‪ ،‬أعتقد أَّنا اآلن‬
‫فرصة لكثري من املستثمرين واملطورين ليعملوا عىل تطوير برامج متطورة يف هذا املجال‪ ،‬فقد أدرك‬
‫اجلميع احلاجة إليها‪.‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪153‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫املراجع‬
‫‪ .1‬العيسوي‪ ،‬ابراهيم‪ .)2020( .‬الدراسات املستقبلية ومرشوع مرص ‪ – 2020‬القاهرة – مركز‬
‫الدراسات السياسية واالسرتاتيجية باألهرام ‪.2020 -‬‬
‫‪ .2‬املشاري‪ ،‬أمحد‪ .)2020( .‬تعليم كوروين إلكرتوين‪ :‬ماذا يدرس الطالب يف زمن اجلائحة؟ متاح‬
‫‪https://manshoor.com/science/alternative-teaching-methods-during-‬‬ ‫عىل‬
‫‪coronavirus/‬‬
‫‪ .3‬أوزو‪ ،‬أمحد‪ .)2020( .‬التعليم والتعلم ما بعد كورونا وجتديد النموذج البيداجوجى ‪ -‬الورشة‬
‫االقليمية عرب اإلنرتنت حول مستقبل التعليم بعد جائحة كورونا‪ ،‬مكتب اليونسكو اإلقليمي‬
‫للرتبية يف الدول العربية –بريوت‪ ،‬بالرشاكة مع اليونسكو باريس واملركز اإلقليمي للتخطيط‬
‫الرتبوي‪ ،‬يف ‪ 16‬حزيران‪/‬يونيو ‪.2020‬‬
‫‪ .4‬ابراهيم‪ ،‬أدهم‪ .)2020( .‬مستقبل التعليم ما بعد كورونا ‪ -‬احلوار املتمدن‪-‬العدد‪- 6528 :‬‬
‫‪.4 / 4 / 2020‬‬
‫‪ .5‬عزام‪ ،‬اسامعيل‪ .)2020( .‬هل تنجح دول عربية يف إنقاذ التعليم من كورونا عرب اإلنرتنت؟‬
‫‪https://www.dw.com/ar/‬هل‪-‬تنجح‪-‬دول‪-‬عربية‪-‬في‪-‬إنقاذ‪-‬التعليم‪-‬من‪-‬‬ ‫عىل‬ ‫متاح‬
‫كورونا‪-‬عبر‪-‬اإلنترنت‪a-53052208/‬‬
‫‪ .6‬االسيسكو واالليسكو ومكتب الرتبية العريب لدول اخلليج يتفقون عىل اليات ملواجهة تداعيات‬
‫عىل‬ ‫متاح‬ ‫‪-‬‬ ‫اجلائحة‬ ‫بعد‬ ‫ما‬ ‫ملرحلة‬ ‫واالستعداد‬ ‫كورونا‬
‫‪www.icesco.org/blog/2020/04/22/‬اإليسيسكو‪-‬واأللكسو‪-‬ومكتب‪-‬الرتبية‪-‬الع‪/‬‬
‫‪ .7‬الفقي‪ ،‬آمال ابراهيم؛ والفقي‪ ،‬حممد كامل‪ .)2020( .‬املشكالت النفسية املرتتبة عىل جائحة‬
‫فريوس كورونا املستجد ‪) 19‬بحث وصفي استكشايف لدى عينة من طالب وطالبات‬
‫اجلامعة بمرص) ‪ -‬املجلة الرتبوية – كلية الرتبية جامعة سوهاج – العدد‪ – 75‬يوليو ‪2020‬‬
‫ص ص ‪.22-1‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪154‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫‪ .8‬األمانة العامة الحتاد اجلامعات العربية‪ .)2020( .‬لندوة التفاعلية عن االجتاهات والتحديات‬
‫وأفضل املامرسات للتعلم عن بعد زمن جائحة كورونا بعنوان "التجارب الرائدة يف التعلم‬
‫عن بعد يف اجلامعات العربية يف زمن جائحة الكورونا "وذلك يوم األحد املوافق‬
‫‪ 2020/6/28‬الساعة ‪ 12‬ظهرا بتوقيت عامن عىل برنامج الزووم‪.‬‬

‫هارغريفز‪ ،‬آندي‪ .)2020( .‬طريق التعليم الوعر‪ 19 :‬نصيحة للرتبويني خالل أزمة «كورونا»‬ ‫‪.9‬‬
‫‪ -‬ترمجة ابراهيم احلوطي متاح عىل ‪https://manshoor.com/science/teaching-kids-at-‬‬
‫‪home-during-the-coronavirus-crisis/‬‬
‫‪ .10‬رسالن‪ ،‬ايامن‪ .)2020( .‬التعليم ما بعد كورونا ‪ -‬جريدة الرشوق – عدد االثنني ‪ 30‬مارس‬
‫‪.2020‬‬
‫‪ .11‬حسني‪ ،‬أيمن‪ .)2020( .‬يف زمن كورونا‪ ..‬التعليم عن ُبعد ليس هدية متاح عىل‬
‫‪https://www.almayadeen.net/articles/blog/1390358/%D9%81%D9%8A-‬‬
‫‪%D8%B2%D9%85%D9%86-‬‬
‫‪%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7---‬‬
‫‪ .12‬العيسى‪ ،‬إيناس عبد احلميد‪ .)2020( .‬بني ازمة التعليم عن بعد متاح عىل‬
‫‪https://qudsn.net/post/174824/%D8%A8%D9%8A%D9%86-‬‬
‫‪%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%85-‬‬
‫‪%D8%B9%D9%86-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-‬‬
‫‪%D9%88%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-‬‬
‫‪%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7‬‬
‫‪ .13‬احلداد‪ ،‬بسمة؛ وزكي‪ ،‬أمحد ناِص‪ )2020( .‬أ‪ .‬البنية التحتية التكنولوجية والتحول الرقمي‬
‫وأدواره املستقبلية يف التعليم يف ظل جائحة كورونا – معهد التخطيط القومي – القاهرة –‬
‫مايو ‪.2020‬‬
‫‪ .14‬احلداد‪ ،‬بسمة؛ وزكي‪ ،‬أمحد ناِص‪ )2020( .‬ب‪ .‬التداعيات املحتملة ألزمة كورونا عىل‬
‫االقتصاد املرصي "‪ ،‬البنية التحتية التكنولوجية والتحول الرقمي وأدواره املستقبلية يف‬
‫التعليم يف ظل جائحة كورونا – معهد التخطيط القومي – القاهرة – مايو‪ .‬ص ص ‪.16 -1‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪155‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫‪ .15‬رمضان‪ ،‬بسمة‪ .)2020( .‬يف عرص فريوس كورونا‪ ..‬هل حيل التعليم البديل األزمة؟ متاح عىل‬
‫‪http://zedni.com/%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85/%D8‬‬
‫‪ .16‬بولغ‪ ،‬بورتون‪)2020( .‬أ‪ .‬االمتحانات النهائية واستئناف الدراسة‪ :‬هاجس اجلامعات العربية‬
‫متاح عىل ‪ https://www.al-fanarmedia.org/ar/contributor/‬بورتون‪-‬بولغ‬
‫‪ .17‬ولغ‪ ،‬بورتون‪)2020( .‬ب‪ .‬االمتحانات ومنع الغش‪ :‬حتديات التحول نحو التعليم اإللكرتوين‬
‫‪https://www.al-‬‬ ‫عىل‬ ‫متاح‬
‫‪fanarmedia.org/ar/2020/05/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%85%d8%aa%d8‬‬
‫‪%ad%d8%a7%d9%86%d8%a7%d8%aa-‬‬
‫‪ .18‬جامعة حلوان‪ .)2020( .‬املؤمتر االفرتايض الدويل حتت عنوان "جائحة فريوس كورونا‬
‫املستجد‪ ..‬حتديات وممارسات متعددة التخصصات"‪ 4 -‬يونية ‪.2020‬‬
‫‪ .19‬يونس‪ ،‬مجال الدين توفيق؛ وعزام‪ ،‬حممود رمضان‪ .)2020( .‬مستوى الثقافة العلمية لدى‬
‫طالب الدبلوم العام بكلية الرتبية جامعة املنيا‪ .‬كلية الرتبية جامعة املنيا‪.‬‬
‫‪ .20‬الدهشان‪ ،‬مجال عىل‪ .)2020( .‬ازمة التعليم والتعلم يف ظل كورونا االفق والتحديات‪.‬‬
‫‪https://awa2el.net/ar/news/%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85-‬‬
‫‪%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%85-‬‬
‫‪%D9%81%D9%8A-‬‬
‫‪ .21‬الدهشان‪ ،‬مجال عىل‪ .)2020( .‬التعليم ما بعد جائحة كورونا‪ ،‬التحديات والفرص‪ ،‬ورقة عمل‬
‫مقدمة اىل املؤمتر الدويل الرابع لتطوير التعليم العريب‪ " ،‬ادارة التعليم اإللكرتوين رضورة‬
‫حتمية حلل املشكالت التعليمية النامجة عن ازمة كورونا "‪ ،‬االفاق‪ ،‬الرؤى‪ ،‬التطلعات‪،‬‬
‫التحديات‪ ،‬احللول – الذي نظمته اكاديمية رواد التميز للتدريب واالستشارات والتنمية‬
‫البرشية عرب تطبيق زووم يف الفرتة من ‪ 6-4‬يوليو ‪.2020‬‬
‫‪ .22‬الدهشان‪ ،‬مجال عىل‪ .)2020( .‬اعرف عدوك‪ :‬هل تصلح اسرتاتيجية مناعة القطيع للتعامل مع‬
‫جائحة كورونا؟ ‪http://www.worldofculture2020.com/?p=12017‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪156‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫‪ .23‬الدهشان‪ ،‬مجال عىل‪ .)2007( .‬اجلـامعة االفرتاضية‪ ،‬أحد األنامط اجلديدة يف التعليم اجلامعي‪،‬‬
‫ورقة عمل مقدمة إىل املؤمتر القومي الرابع عرش ملركز تطوير التعليم اجلامعي "أفاق جديدة‬
‫يف التعليم اجلامعي العريب" يف الفرتة من‪25‬ـ ‪26‬نوفمرب‪2007‬بدار الضيافة بجامعة عني‬
‫شمس‬
‫‪ .24‬الدهشان‪ ،‬مجال عىل‪ :.)2020( .‬الطالق الوجداين واحلجر املنزيل يف ظل كورونا متاح عىل‬
‫‪http://www.worldofculture2020.com/?p=7807‬‬
‫‪ .25‬الدهشان‪ ،‬مجال عىل‪ .)2020( .‬جائحة كورونا )‪ (COVID-19‬وخماطر العزلة االجتامعية‬
‫‪https://nesral3roba.com/%d8%ac%d8%a7%d8%a6%d8%ad%d8%a9-‬‬ ‫ألبنائنا‬
‫‪%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a7-‬‬
‫‪ .26‬الدهشان‪ ،‬مجال عىل‪ .)2020( .‬دور الذكاء االصطناعي يف مواجهة جائحة كورونا يف مرحلة‬
‫التعايش معها‪ .‬مقبول للنرش باملجلة الرتبوية لكلية الرتبية جامعة سوهاج ‪.2020‬‬
‫‪ .27‬الدهشان‪ ،‬مجال عىل؛ ومحد‪ ،‬حممد مصطفى‪ .)2020( .‬سيناريوهات "جوديت" اهليكلية للتنبؤ‬
‫بمستقبل منظومة التعليم العايل يف مرص يف ضوء حتديات الثورة الصناعية الرابعة‪ :‬دراسة‬
‫استرشافية – بحث مقبول للنرش باملجلة الرتبوية لكلية الرتبية جامعة سوهاج –اكتوبر‬
‫‪.2020‬‬
‫‪ .28‬الدهشان‪ ،‬مجال عىل‪ .)2020( .‬دور تطبيقات الذكاء االصطناعي يف مواجهة جائحة كورونا ‪-‬‬
‫جملة كلية الرتبية ‪ -‬جامعة العريش – العدد الثالث والعرشين – يوليو ‪.2020‬‬
‫‪ .29‬زيدان‪ ،‬حسني حسني‪ .)2020( .‬مشكالت ومعوقات استخدام التقويم اإللكرتوين يف ظل‬
‫جائحة فريوس كورونا واليات تطويرها من وجهة نظر معلمي املرحلة الثانوية ‪ -‬ورقة عمل‬
‫مقدمة اىل املؤمتر الدويل الرابع لتطوير التعليم العريب‪ " ،‬ادارة التعليم اإللكرتوين رضورة‬
‫حتمية حلل املشكالت التعليمية النامجة عن ازمة كورونا "‪ ،‬االفاق‪ ،‬الرؤى‪ ،‬التطلعات‪،‬‬
‫التحديات‪ ،‬احللول – الذي نظمته اكاديمية رواد التميز للتدريب واالستشارات والتنمية‬
‫البرشية عرب تطبيق زووم يف الفرتة من ‪ 6-4‬يوليو ‪.2020‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪157‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫‪ .30‬سافيدرا‪ ،‬خايمي‪ .)2020( .‬التعليم يف زمن فريوس كورونا‪ :‬التحديات والفرص متاح عىل‬
‫‪https://blogs.worldbank.org/ar/education/educational-challenges-and-‬‬
‫‪opportunities-covid-19-pandemic‬‬
‫‪ .31‬العميان‪ ،‬خلود‪ .)2020( .‬كيف ستغري قطاع التعليم يف الرشق االوسط بعد كورونا متاح عىل‬
‫‪https://economyplusme.com/35147/‬‬
‫‪ .32‬فائق‪ ،‬رشا؛ وعبد اجلليل‪ ،‬طارق‪ .)2020( .‬التحول إىل التعليم عرب اإلنرتنت يفاقم عدم املساواة‬
‫‪https://www.al-‬‬ ‫عىل‬ ‫متاح‬ ‫العربية‬ ‫املنطقة‬ ‫يف‬
‫‪fanarmedia.org/ar/2020/04/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%8‬‬
‫‪8%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85-‬‬
‫‪ .33‬نصار‪ ،‬سامي‪ .)2020( .‬بيداجوجيا ‪ 4.0‬يف مواجهة ‪ 19‬كوفيد ‪ -‬الورشة االقليمية عرب اإلنرتنت‬
‫حول مستقبل التعليم بعد جائحة كورونا‪ ،‬مكتب اليونسكو اإلقليمي للرتبية يف الدول‬
‫العربية –بريوت‪ ،‬بالرشاكة مع اليونسكو باريس واملركز اإلقليمي للتخطيط الرتبوي‪ ،‬يف ‪16‬‬
‫حزيران‪/‬يونيو ‪2020‬‬
‫‪ .34‬عودة‪ ،‬سليامن‪ .)2020( .‬االستاذ كورونا يعيد صياغة مستقبل التعليم متاح عىل‬
‫‪https://www.awalan.com/Article/3617/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%‬‬
‫‪B3%D8%AA%D8%A7%D8%B0-‬‬
‫‪%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-‬‬
‫‪ .35‬الطويل‪ ،‬سمرية‪ .)2020( .‬االرسة العمود الفقري للتعليم عن بعد متاح عىل‬
‫‪https://kenanahnews.com/?p=78830‬‬
‫‪ .36‬ناثان‪ ،‬سينثيل‪ .)2020( .‬ما مستقبل التعليم العايل بعد أزمة فريوس كورونا؟ متاح عىل‬
‫‪https://www.al-‬‬
‫‪fanarmedia.org/ar/2020/05/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A‬‬
‫‪8%D9%84-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85-‬‬
‫‪ .37‬بديوي‪ ،‬صالح‪ .)2020( .‬أفاق ورؤية العامل بعد كورونا باخليمة اخلرضاء‪ ..‬خرباء‪ ،‬العامل جيمع‬
‫املعلومات والبيانات ونتائج البحوث لصياغة خطط املستقبل ‪ -‬متاح عىل‬
‫‪https://lusailnews.net/article/society/qatari/19/05/2020/%D8%A7%D9%84%‬‬
‫‪D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-‬‬
‫‪%D9%8A%D8%AC%D9%85%D8%B9-‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪158‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
‫‪Gamal Ali El-Dahshan‬‬
‫‪Volume (3) No. (4) 2020‬‬

‫‪ .38‬الرشيد‪ ،‬ضاري سليامن‪ .)2020( .‬ما بعد املنحنى‪ :‬خارطة طريق للتعايش مع «كورونا» متاح‬
‫عىل ‪https://manshoor.com/world/plan-to-live-with-coronavirus/‬‬

‫‪ .39‬الفيفي‪ ،‬عافية‪ .)2020( .‬تعليمنا ما بـعـد كـورونـا‪ ..‬لألفـضـل متاح عىل جريدة الرياض –‬
‫عدد االثنني ‪ 27‬شعبان ‪1441‬هـ ‪ 20 -‬أبريل ‪2020‬م‪.‬‬
‫‪ .40‬عمران‪ ،‬عائشة‪ .)2020( .‬كورونا وباء‪ ...‬ودروس ‪ --‬نرشة التجديد الرقمي – املعهد العايل‬
‫للتجديد العريب ‪ -‬املغرب ‪ 2020 -‬ص ص ‪.4- 2‬‬
‫‪ .41‬الربدي‪ ،‬عبد اَّلل بن عبدالرمحن‪ .)2020( .‬العامل بعد كورونا ‪ -‬جريدة االقتصادية عدد‬
‫عىل‬ ‫متاح‬ ‫‪2020‬‬ ‫أبريل‬ ‫‪8‬‬ ‫|االربعاء‬
‫‪https://www.aleqt.com/2020/04/08/article_1800106.html‬‬
‫‪ .42‬اجلوهري‪ ،‬عصام حممد‪ .)2020( .‬تأثري فريوس كورونا املستجد عىل صناعة تكنولوجيا‬
‫املعلومات يف مرص‪ :‬الفرص والتهديدات" – معهد التخطيط القومي – القاهرة – مايو‬
‫‪.2020‬‬
‫‪ .43‬أبوقرين‪ ،‬عنرت عبدالعال‪ .)2020( .‬عامل ما بعد كورونا‪ ...‬رؤية استرشافية متاح عىل‬
‫‪https://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=24042020&id=49‬‬
‫‪67370c-2b1e-4a03-87a2-ec3676e96904‬‬
‫كوفيد ‪19‬‬ ‫‪ .44‬حممود‪ ،‬فاطمة الزهراء سامل‪ .)2020( .‬التباعد االجتامعي وآثاره الرتبوية يف زمن‬
‫املستجد (الكورونا(‪ -‬املجلة الرتبوية – كلية الرتبية جامعة سوهاج – العدد‪ – 75‬يوليو‬
‫‪ 2020‬ص ص ‪.22-1‬‬
‫‪ .45‬جماهد‪ ،‬فايزة امحد احلسيني‪ .)2020( .‬التعليم االلكرتوين ومواجهة تداعيات جائحة كورونا يف‬
‫التعليم‪ ،‬الواقع واملأمول والفرص‪ ،‬ورقة عمل مقدمة اىل املؤمتر الدويل الرابع لتطوير التعليم‬
‫العريب‪" ،‬ادارة التعليم اإللكرتوين رضورة حتمية حلل املشكالت التعليمية النامجة عن ازمة‬
‫كورونا "‪ ،‬االفاق‪ ،‬الرؤى‪ ،‬التطلعات‪ ،‬التحديات‪ ،‬احللول – الذي نظمته اكاديمية رواد‬
‫التميز للتدريب واالستشارات والتنمية البرشية عرب تطبيق زووم يف الفرتة من ‪ 6-4‬يوليو‬
‫‪.2020‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪159‬‬
‫‪International Journal of Research in Educational Sciences‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫‪ .46‬قرار رئيس جملس الوزراء املرصي رقم ‪ 1200‬لسنة ‪ 2020‬بتعديل بعض احكام الالئحة‬
‫التنفيذية لقانون تنظيم اجلامعات – اجلريدة الرسمية – العدد ‪ 24‬مكرر ب يف ‪ 15‬يونية‬
‫‪.2020‬‬
‫‪ .47‬العويف‪ ،‬ماجد بن عواد‪ .)2020( .‬كورونا تغري بوصلة احلياة متاح عىل ‪https://www.new-‬‬
‫‪educ.com/author/dr-majed-alaoufi‬‬
‫‪ .48‬إبراهيم‪ ،‬حممد‪« .)2020( .‬تطبيقات ذكية» تتحول ملنصات تعـليميـة فــي عصــر «كورونـــا»‬
‫‪http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/66fd650e-3757-44bb-87d0-‬‬ ‫متاح عىل‬
‫‪807a5e1fd39a‬‬
‫‪ .49‬حمروس‪ ،‬حممد األصمع‪ .)2020( .‬تأصيل نظرية تربوية معاِصة إلدارة جائحة فريوس‬
‫كورونا – املجلة الرتبوية – كلية الرتبية جامعة سوهاج – العدد ‪ 75‬ص ص ‪500 -463‬‬
‫‪DOI: 10.12816/EDUSOHAG. 2020‬‬
‫‪ .50‬الربيعي‪ ،‬حممد‪ .)2020( .‬التعليم العايل ما بعد جائحة الكورونا متاح عىل‬
‫‪https://www.iraqicp.com/index.php/sections/platform/35162-2020-04-20-18-‬‬
‫‪29-55‬‬
‫‪ .51‬خشبة‪ ،‬حممد ماجد‪" .)2020( .‬مفاهيم وسياقات يف أزمة فريوس كورونا املستجد ‪COVID-‬‬

‫‪ – 19‬معهد التخطيط القومي – القاهرة – ابريل ‪.2020‬‬


‫‪ .52‬ناجح‪ ،‬حممد‪ .)2020( .‬أزمة التعليم العريب يف زمن جائحة كورونا ‪ -‬نرشة التجديد الرقمي –‬
‫املعهد العايل للتجديد العريب ‪ -‬املغرب ‪ 2020 -‬ص ص ‪.8- 5‬‬
‫‪ .53‬مركز مكافحة الفريوسات واألوبئة بجيانغسو – الصني بالتعاون مع دار نرش العنقاء التعليمية‬
‫بجيانغسو‪ :‬دليل الوقاية من فريوس كوفيد ‪ – 19‬للموظفني واماكن العمل – ترمجة اميمة‬
‫مصطفي مراجعة امحد السعيد ‪ -‬بيت احلكمة لالستثامرات الثقافية – القاهرة ‪.2020‬‬
‫‪ .54‬شلبي‪ ،‬منى‪ .)2020( .‬التحول الرقمي يف التعليم عن بعد رضورة فرضتها كورونا متاح عىل‬
‫‪https://elaph.com/author/mona-chalabi.html‬‬
‫‪ .55‬مؤسسة ديب للمستقبل تقرير« احلياة بعد كوفيد‪ :19-‬مستقبل التعليم»‪ ،‬متاح عىل‬
‫‪https://www.dubaifuture.gov.ae/wp-content/uploads/reports/DFF-Covid19-‬‬
‫‪Future-of-Education-Ara.pdf‬‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪160‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
Gamal Ali El-Dahshan
Volume (3) No. (4) 2020

‫ جريدة الرشوق – القاهرة – اخلميس‬:‫ أزمة التعليم وفرض املستقبل‬.)2020( .‫ نانيس‬،‫ خليل‬.56
.2020 ‫ مارس‬26
‫ هل التجربة يف البالد العربية متاح‬،‫ التعليم عن بعد يف زمن كورونا‬.)2020( .‫ هاجر‬،‫ العيادي‬.57
‫عىل‬
https://arabradio.us/reports/%D9%91%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B
9%D9%84%D9%91%D9%85-%D8%B9%D9%86-
‫ التعلم عن ُبعد» يف مواجهة «كورونا املستجد متاح عىل‬.)2020( .‫ هاين‬،‫ زايد‬.58
https://www.scientificamerican.com/arabic/articles/news/distance-learning-
versus-covid19/

http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3

161
International Journal of Research in Educational Sciences
‫ مجال عىل خليل الدهشان‬/‫د‬.‫أ‬
‫م‬2020 )4( ‫) العدد‬3( ‫املجلد‬

References

Abhim, Muhammad. (2020). "Intelligent applications" transform into educational


platforms in the era of "Corona" available at
http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/66fd650e-3757-44bb-87d0-
807a5e1fd39a
Abu Qurain, Antar Abdel Aal. (2020). The post-Corona world... forward-looking vision
is available at
https://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=24042020&id=4
967370c-2b1e-4a03-87a2-ec3676e96904
Al-Awfi, Majid bin Awad. (2020). Corona Change Life Compass is available at
https://www.new-educ.com/author/dr-majed-alaoufi
Al-Ayadi, Hajar. (2020). Distance education in the time of Corona, is experience in
Arab countries available at
https://arabradio.us/reports/%D9%91%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%
B9%D9%84%D9 % 91% D9% 85-% D8% B9% D9% 86-
Al-Dahshan, Jamal Ali. (2007). The virtual university, one of the new patterns in
university education, a working paper submitted to the fourteenth national
conference of the Center for the development of university education, "New
horizons in Arab university education" in the period from 25-26 November
2007 at the guesthouse of Ain Shams University
Al-Dahshan, Jamal Ali. (2020).: Emotional Divorce and Home Stone under Corona is
available at http://www.worldofculture2020.com/?p=7807
Al-Dahshan, Jamal Ali. (2020). Corona pandemic (COVID-19) and the risks of social
isolation for our children
https://nesral3roba.com/%d8%ac%d8%a7%d8%a6%d8%ad%d8%a9-
%d9%83%d9%88%d8 % b1% d9% 88% d9% 86% d8% a7-
Al-Dahshan, Jamal Ali. (2020). Education beyond the Corona pandemic, challenges
and opportunities, a working paper presented to the Fourth International
Conference on the Development of Arab Education, "E-learning
management is an imperative to solve educational problems resulting from

http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3

162
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
Gamal Ali El-Dahshan
Volume (3) No. (4) 2020

the Corona crisis", horizons, visions, aspirations, challenges, solutions -


organized by the Academy of Excellence Pioneers For training, consulting
and human development through the application of Zoom in the period from
4-6 July 2020.
Al-Dahshan, Jamal Ali. (2020). Know your enemy: Is the herd immunity strategy
suitable for dealing with the Corona pandemic?
http://www.worldofculture2020.com/?p=12017
Al-Dahshan, Jamal Ali. (2020). Teaching and learning crisis in light of SK horizon and
challenges.
https://awa2el.net/ar/news/%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84% D9% 8A% D9% 85-%
D9% 88% D8% A7% D9% 84% D8% AA% D8% B9% D9% 84% D9% 85-
% D9% 81% D9% 8A-
Al-Dahshan, Jamal Ali. (2020). The role of artificial intelligence in facing the Corona
pandemic in the stage of coexistence with it. Accepted for publication in the
educational journal of the Faculty of Education, Sohag University 2020.
Al-Dahshan, Jamal Ali. (2020). The role of artificial intelligence applications in facing
the Corona pandemic - Journal of the Faculty of Education - Al-Areesh
University - No. 23 - July 2020.
Al-Dahshan, Jamal Ali; And Hamad, Muhammad Mustafa. (2020). "Judit" structural
scenarios to predict the future of higher education system in Egypt in light
of the challenges of the fourth industrial revolution: a prospective study - an
acceptable research for publication in the educational journal of the Faculty
of Education, Sohag University - October 2020.
Al-Essa, Enas Abdel Hamid. (2020). The distance education crisis is available at
https://qudsn.net/post/174824/%D8%A8%D9%8A%D9%86-
%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-% D8% A7% D9% 84% D8%
AA% D8% B9% D9% 84% D9% 85-% D8% B9% D9% 86-% D8% A8%
D8% B9% D8% AF-% D9% 88 % D8% A3% D8% B2% D9% 85% D8%
A9-% D9% 83% D9% 88% D8% B1% D9% 88% D9% 86% D8% A7

http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3

163
International Journal of Research in Educational Sciences
‫ مجال عىل خليل الدهشان‬/‫د‬.‫أ‬
‫م‬2020 )4( ‫) العدد‬3( ‫املجلد‬

Al-Faki, Amal Ibrahim; And the jurist, Muhammad Kamal. (2020). Psychological
problems arising from the outbreak of the Corona virus emerging 19
(descriptive exploratory research among a sample of male and female
students of the university in Egypt) - the educational journal - the Faculty of
Education, Sohag University - No. 75 - July 2020 p. 1-22.
Al-Mashari, Ahmed. (2020). Koronian E-Learning: What do students study in a
pandemic? Available at https://manshoor.com/science/alternative-teaching-
methods-during-coronavirus/
Al-Rabdi, Abdullah bin Abdul Rahman. (2020). The World After Corona - The
Economic Newspaper Number | Wednesday 8 April 2020 is available at
https://www.aleqt.com/2020/04/08/article_1800106.html
Al-Rashid, Dari Suleiman. (2020). Beyond the curve: a roadmap for coexistence with
"Corona" is available at https://manshoor.com/world/plan-to-live-with-
coronavirus/
Al-Rubaie, Muhammad. (2020). Higher education beyond the Corona pandemic is
available at https://www.iraqicp.com/index.php/sections/platform/35162-
2020-04-20-18-29-55
Al-Taweel, Samira. (2020). Family backbone for distance education is available at
https://kenanahnews.com/?p=78830
Azam, Ismail. (2020). Will Arab countries succeed in saving education from Corona
via the Internet? Available at https://www.dw.com/en/ Will Arab countries
succeed in saving education from Corona via the Internet / a-53052208
Bedawi, Salah. (2020). Horizons and seeing the world after Corona in the green tent..
Experts, the world collects information, data and research results to
formulate future plans - available at
https://lusailnews.net/article/society/qatari/19/05/2020/%D8%A7%D9%
84% D8% B9% D8% A7% D9% 84% D9% 85-% D9% 8A% D8% AC%
D9% 85% D8% B9-

http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3

164
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
Gamal Ali El-Dahshan
Volume (3) No. (4) 2020

Bulg, Burton. (2020) a. Final exams and resumption of study: The obsession of Arab
universities is available at https://www.al-fanarmedia.org/ar/contributor/
Burton-Bulg
Dubai Future Foundation: The report “Life After Covid-19: The Future of Education”,
available at https://www.dubaifuture.gov.ae/wp-
content/uploads/reports/DFF-Covid19-Future-of-Education-Ara. pdf
Egyptian Prime Minister Decision No. 1200 of 2020 amending some provisions of the
executive regulations of the Law on Organizing Universities - The Official
Gazette - No. 24 bis on June 15, 2020.
El-Essawy, Ibrahim. (2020). Future studies and Egypt 2020 project - Cairo - Al-Ahram
Center for Political and Strategic Studies - 2020.
El-Gohary, Essam Mohamed. (2020). Corona's new effect on the IT industry in Egypt:
opportunities and threats ”- National Planning Institute - Cairo - May 2020.
Federico Biagi: What are the priorities that educational systems should focus on in
developing their plans and programs in the future?، The Future of Education
after Covid-19 , UNESCO – Webinar 16/06/2020
Fifi, wellness. (2020). Our education after Corona.. for the best is available on Al-
Riyadh newspaper - the number of Monday 27 Shaaban 1441 AH - 20 April
2020 AD.
General Secretariat of the Federation of Arab Universities. (2020). For the interactive
seminar on trends, challenges and best practices for distance learning, the
time of the Corona pandemic, entitled "Pilot experiences in distance learning
in Arab universities in the time of the Corona pandemic", on Sunday,
6/26/2020 at 12:00 pm Oman time on the Zoom program.
Hargraves, Andy. (2020). The Rugged Path of Education: 19 Advice for Educators
During the Corona Crisis - Ibrahim Al Houti's translation is available at
https://manshoor.com/science/teaching-kids-at-home-during-the-
coronavirus-crisis/
Helwan University. (2020). The International Virtual Conference entitled "The Corona
Virus Pandemic: Multidisciplinary Challenges and Practices" - 4 June 2020.

http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3

165
International Journal of Research in Educational Sciences
‫ مجال عىل خليل الدهشان‬/‫د‬.‫أ‬
‫م‬2020 )4( ‫) العدد‬3( ‫املجلد‬

Hussein, Ayman. (2020). In the time of Corona... distance education is not a gift
available at
https://www.almayadeen.net/articles/blog/1390358/%D9%81%D9%8A-
%D8%B2%D9%85%D9%86- % D9% 83% D9% 88% D8% B1% D9%
88% D9% 86% D8% A7 ---
Ibrahim, Adham. (2020). The future of education beyond Corona - Civilized Dialogue
- Issue: 6528 - 4/4/2020.
Imran, Aisha. (2020). Corona epidemic... and lessons - Digital Renewal Bulletin - High
Institute for Arab Renewal - Morocco - 2020, pp. 2-4.
ISESCO, ALESCO and the Arab Bureau of Education for the Gulf States agree on
mechanisms to face the repercussions of Corona and prepare for the post-
pandemic stage - available at www.icesco.org/blog/2020/04/22/ ISESCO-
ALESCO-and the Bureau of Education-General /
Jiangsu Anti-Virus and Epidemiology Center - China in cooperation with the Jiangsu
Educational Phoenix Publishing House: Covid Virus Prevention Manual 19
- For Employees and Workplaces - Translation by Omaima Mustafa Review
by Ahmed Al-Saeed - House of Wisdom for Cultural Investments - Cairo
2020.
Khalil, Nanees. (2020). Education crisis and imposing the future: Al Shorouk
newspaper - Cairo - Thursday 26 March 2020.
Khashaba, Mohamed Majed. (2020). Concepts and contexts in the emerging COVID-
19 virus crisis - National Planning Institute - Cairo - April 2020.
Licks, Burton. (2020) B. Examinations and Fraud Prevention: The Challenges of
Transition to E-Learning is available at https://www.al-
fanarmedia.org/en/2020/05/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%85 % d8%
aa% d8% ad% d8% a7% d9% 86% d8% a7% d8% aa-
Mahmoud, Fatima Al-Zahra Salem. (2020). Social Divergence and its Educational
Effects in the Time of Covid 19 The New (Krona) - The Educational Journal
- Faculty of Education, Sohag University - No. 75 - July 2020, pp. 1-22.

http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3

166
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
Gamal Ali El-Dahshan
Volume (3) No. (4) 2020

Mahrous, Muhammad Al-Asma '. (2020). Establishing a contemporary educational


theory to manage the Corona Virus pandemic - Educational Journal - Sohag
University Faculty of Education - No. 75, pp. 463-500 DOI: 10.12816 /
EDUSOHAG. 2020
mourning, Basma; And Zaki, Ahmed Nasser. (2020) a. Technological infrastructure
and digital transformation and its future roles in education in light of the
Corona pandemic - National Planning Institute - Cairo - May 2020.
mourning, Basma; And Zaki, Ahmed Nasser. (2020) b. The possible repercussions of
the Corona crisis on the Egyptian economy ", technological infrastructure
and digital transformation and its future roles in education in light of the
Corona pandemic - the National Planning Institute - Cairo - May. Pp. 1- 16.
Mujahid, Faiza Ahmed Al-Hussaini. (2020). E-learning and facing the repercussions of
the Corona pandemic in education, reality, aspirations and opportunities, a
working paper submitted to the Fourth International Conference on the
Development of Arab Education, "E-learning management is an imperative
to solve educational problems resulting from the Corona crisis", horizons,
visions, aspirations, challenges, solutions - which Organized by the
Excellence Pioneers Academy for Training, Consulting and Human
Development through the Zoom application from 4-6 July 2020.
Nagah, Muhammad. (2020). The crisis of Arab education in the time of the Corona
pandemic - Digital Innovation Bulletin - The Higher Institute for Arab
Renewal - Morocco - 2020, pp. 5-8.
Nassar, Sami. (2020). Pedagogy 4.0 versus 19 Covid - Regional online workshop on
the future of education after the Corona pandemic, UNESCO Regional
Office for Education in the Arab States - Beirut, in partnership with
UNESCO Paris and the Regional Center for Educational Planning, on 16
June 2020
Nathan, Senthil. (2020). What is the future of higher education after the Corona virus
crisis? Available at https://www.al-
fanarmedia.org/en/2020/05/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%

http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3

167
International Journal of Research in Educational Sciences
‫ مجال عىل خليل الدهشان‬/‫د‬.‫أ‬
‫م‬2020 )4( ‫) العدد‬3( ‫املجلد‬

A8%D9%84-%D8%A7% D9% 84% D8% AA% D8% B9% D9% 84% D9%
8A% D9% 85-
Ozu, Ahmed. (2020). Post-Corona teaching and learning and the renewal of the
pedagogical model - Regional online workshop on the future of education
after the Corona pandemic, UNESCO Regional Office for Education in the
Arab Countries - Beirut, in partnership with UNESCO Paris and the
Regional Center for Educational Planning, on 16 June 2020.
Ramadan, Basma. (2020). In the era of Corona Virus.. Is alternative education solving
the crisis? Available at
http://zedni.com/%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9-
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9% 84% D9% 8A% D9% 85
/% D8
Return, Solomon. (2020). Professor Corona reformulating the future of education is
available at
https://www.awalan.com/Article/3617/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8
%B3%D8%AA%D8%A7%D8%B0 -% D9% 83% D9% 88% D8% B1%
D9% 88% D9% 86% D8% A7-
Ruslan, Iman. (2020). Post-Corona Education - Al-Shorouk Newspaper - Monday,
March 30, 2020.
Savedra, Jaime. (2020). Education in Corona's Time: Challenges and Opportunities is
available at https://blogs.worldbank.org/ar/education/educational-
challenges-and-opportunities-covid-19-pandemic
Shalaby, Mona. (2020). Digital transformation in distance education is a necessity
imposed by Corona available at https://elaph.com/author/mona-chalabi.html
Super, bribes; And Abdul Jalil, Tariq. (2020). The shift to online education exacerbates
inequality in the Arab region is available at https://www.al-
fanarmedia.org/en/2020/04/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9
% 88% D9% 84-% D8% A5% D9% 84% D9% 89-% D8% A7% D9% 84%
D8% AA% D8% B9% D9% 84% D9% 8A% D9% 85-

http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3

168
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬
Gamal Ali El-Dahshan
Volume (3) No. (4) 2020

The Blind, Immortality. (2020). How will you change the education sector in the
Middle East after Corona is available at https://economyplusme.com/35147/
Younis, Jamal Al-Din Tawfiq; And Azzam, Mahmoud Ramadan. (2020). The level of
scientific culture among general diploma students, Faculty of Education,
Minia University. Faculty of Education, Minia University.
Zayed, Hani. (2020). Distance learning “in the face of” the new Corona is available at
https://www.scientificamerican.com/arabic/articles/news/distance-learning-
versus-covid19/
Zidan, Hussein Hussein. (2020). Problems and obstacles to using the electronic
calendar in light of the Corona virus pandemic and the mechanisms for
developing it from the point of view of secondary school teachers - a working
paper submitted to the Fourth International Conference on the Development
of Arab Education, "E-learning management is an imperative necessity to
solve educational problems resulting from the Corona crisis", horizons,
visions, aspirations , Challenges, Solutions - Organized by the Pioneers of
Excellence Academy for Training, Consulting and Human Development
through the application of Zoom in the period from 4-6 July 2020.

http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3

169
International Journal of Research in Educational Sciences
‫أ‪.‬د‪ /‬مجال عىل خليل الدهشان‬
‫املجلد (‪ )3‬العدد (‪2020 )4‬م‬

‫‪http://dx.doi.org/10.29009/ijres.3.4.3‬‬

‫‪170‬‬
‫املجلة الدولية للبحوث يف العلوم الرتبوية‬

You might also like