You are on page 1of 14

‫الباب الثانـي‬

‫املركب الوصفي‬

‫أ‪ .‬تعريف املركب الوصفي‬


‫ضعاً أو ََت ِويالً إىل‬‫ود ابال ْشتِ َقاق َو ْ‬‫صُ‬‫املركب الوصفي ُه َو يكون االسم اتبع املَْق ُ‬
‫ج‬ ‫يما لَهُ تَعلُّ ٌق به‪َ ،‬‬‫ِ‬ ‫كمل مْتبوعه َ ِ‬ ‫االسم السابق؛ والذي ي ِ‬
‫وَير ُ‬ ‫بداللَته على َمعىن فيه‪ ،‬أو ف َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫العلَم وقوله‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫ص َار التَّعيني به أ َََتَّ من َ‬‫ابملَْقصود مثل الصديق فإنَّه كان ُم ْشبَقاً ُُثَّ َغلَب َح ََّّت َ‬
‫ب َم ٍال‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫"مرْر ُ ِ‬
‫َيت غُالماً ذا َمال" أي صاح َ‬ ‫"رأ ُ‬ ‫ت بَر ُج ٍل َك ِرٍمي" أو ََب ِويالُ حنو‪َ :‬‬ ‫ضعاً" حنو َ َ‬
‫"و ْ‬‫َ‬
‫هذهِ األَمثِلَة‪ ،‬واملر ُاد ب َقولِه فيما له تَ َعلُّ ٌق به حنو‬
‫اهر يف ِ‬
‫ٌ‬
‫بداللَة على معىن فيه ظَ ِ‬
‫َْ‬ ‫واملر ُاد َ‬
‫ُ‬ ‫‪14‬‬ ‫الصانِع امل ِ‬ ‫ُ‬
‫اه ُر أبوه"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫ر‬‫"حض‬ ‫لك‪:‬‬ ‫قو‬
‫َ‬
‫املوصوف إذا كان معرفة كان الصفة معرفة‪ ،‬املوصوف إذا كان نكرة كان الصفة‬
‫فحينئذ ال يتصف النكرة ابملعرفة‪ ،‬وال يتصف املعرفة ابلنكرة ال‬ ‫ٍ‬ ‫نكرة وال َيتلفان‪،‬‬
‫َيتلفان‪ ،‬ال بد من احتادمها تعريفاً وتنكرياً‪ ،‬وهذا قول مجاهري النحاة‪ ،‬خالفاً لألخفش‬
‫كما سيأيت؛‪ 15‬املقصود هبذا القول‪ ،‬أن الصفة يتبع موصوفه يف تعريفه وىف تنكريه‪ ،‬وهذا‬
‫يعين شبه جممع عليه الثاين‪ ،‬شبه جممع عليه‪ ،‬ومل َيالف إال األخفش فقد خالف خمالفة‬
‫يسرية ال أريد التطويل يف احلديث عنها وعند الرجوع إىل كتاب معاين القرآن وجدان فيه‬
‫غري ما ينسبون؛ وكذلك‪ ،‬إن الصفة يتبع موصوفه يف حمله الثالث رفعا ونصبا وجرا‪.‬‬
‫ب‪ .‬أنواع املركب الوصفي وإعرابه‬
‫حنن نضع التوابع يف املالحق ألهنا ال ترتبط بنوع اجلملة على النحو الذي اقتضاه‬
‫منهج الكتاب‪ ،‬وأنت تعرف اآلن أن اجلملة العربية تتكون من أركان أساسية هي اليت‬

‫‪14‬خالد اجلرجاوي األزهري‪ ،‬شرح التصريح على التوضيح أو التصريح مبضمون التوضيح يف النحو‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪ ،‬اجلزء الثاين (بريوت‪-‬لبنان‪ :‬دار الكتب العلمية‪1421 ،‬ه‪2000-‬م)‪ ،‬ص‪108 .‬‬
‫‪15‬أبو عبد هللا‪ ،‬أمحد احلازمي‪ ،‬شرح ألفية ابن مالك‪( ،‬مصدر الكتاب‪ :‬دروس صوتية قام بتفريغها موقع‬
‫الشيخ احلازمي)‪ ،‬ف‪ ،89 .‬ص‪5 .‬‬

‫‪10‬‬
‫‪11‬‬

‫تسمى العمد؛ كاملبتدأ واخلرب يف اجلملة االمسية‪ ،‬والفعل والفاعل أو انئبه يف اجلملة‬
‫الفعلية‪ ،‬وتتكون من فضالت تزيد على هذه األركان؛ كاملفاعيل واحلال والتمييز‪ .‬ولقد‬
‫وضح لك أن العمد والفضالت هلا شخصية إعرابية هي الرفع يف املبتدأ والنصب يف‬
‫املفعول مثال‪ ،‬أما التوابع اليت حنن بصددها فليست هلا مثل هذه الشخصية؛ إذ هي اتبعة‬
‫‪16‬‬
‫ملتبوعها يف إعراهبا من رفع أو نصب أو غريمها‪ .‬وميكن تقسيمها على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ .1‬املركب الوصفي احلقيقي‪.‬‬
‫املركب الوصفي احلقيقي هو الذي يتصف امسا سابقا عليه‪ ،‬ويتبعه يف كل شيء؛‬
‫يف التذكري والتأنيث‪ ،‬ويف التعريف والتنكري‪ ،‬ويف اإلفراد والتثنية واجلمع‪ ،‬ويف اإلعراب‪،‬‬
‫‪17‬‬
‫الطالب اجملتهدون‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اجملتهد‪ ،‬جنحت الطالبةُ اجملتهدةُ‪ ،‬جنح‬
‫ُ‬ ‫الطالب‬
‫ُ‬ ‫جنح‬
‫يف املركب الوصفي احلقيقي أمور قد تكون يف الرتكيب وهي التالية‪:‬‬
‫أ) قد يكون الصفة مصدرا بشروط أمها أن يكون فعله ثالثيا‪ ،‬وأال يكون ميميا‪ ،‬فيلتزم‬
‫اإلفراد والتذكري‪ ،‬أي أنه ال يطابق املوصوف إال يف اإلعراب ويف التعريف والتنكري‪،‬‬
‫عدل‬
‫حكام ٌ‬‫عدل‪ ،‬هؤالء ٌ‬ ‫حاكم ٌ‬‫مثل هذا ٌ‬
‫ب) إذاكان املوصوف مجع مذكر غري عاقل‪ ،‬فإن صفته جيوز أن يكون مفردا مؤنثا ومجع‬
‫عاليات هذه‬
‫ٌ‬ ‫بيوت‬
‫بيوت عاليةٌ‪ ،‬هذه ٌ‬‫مؤنث ساملا‪ ،‬ومجع تكسري مؤنثا‪ ،‬مثل‪ :‬هذه ٌ‬
‫بيوت عو ٍال‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ج) إذا كانت املوصوف متييزا بعد العدد "‪ "99-11‬أي مفردا منصواب‪ ،‬فإنه جيوز يف‬
‫الصفة أن يكون مفردا‪ ،‬وأن يكون مجعا‪ ،‬مثل جنح أربعة عشر طالبا جمتهدا جنح‬
‫ين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أربعة عشر طالبا جمتهد َ‬

‫‪16‬عبده الراجحي‪ ،‬التطبيق النحوي‪ ،‬الطبعة األوىل (الناشر‪ :‬مكتبة املعارف للنشر والتوزيع الطبعة‪،‬‬
‫‪1420‬ه‪1999 -‬م)‪ ،‬ص‪373 .‬‬
‫‪17‬سعيد األفغاين‪ ،‬املوجز يف قواعد اللغة العربية‪ ،‬الطبعة األوىل (بريوت – لبنان‪ :‬دار الفكر‪1424 ،‬ه ‪-‬‬
‫‪ ،)2001‬ص‪353 .‬‬
‫‪12‬‬

‫‪ .2‬املركب الوصفي السبيب‬


‫املركب الوصفي السبيب هو ال يتصف االسم السابق عليه على وجه احلقيقة‬
‫"وإن كان يسمى يف االصطالح النحوي موصوف أيضا"‪ ،‬لكنه ينعت امسا ظاهرا‬
‫أييت بعده‪ ،‬ويكون مرفوعا به مشتمال على ضمري يعود على االسم السابق‪ ،‬وهذا‬
‫االسم األخري هو الذي يسمى السبيب؛ ألنه يتصل ابلسابق بسبب ما‪ ،‬الرجل جمته ٌد‬
‫‪18‬‬
‫ابنُه‪ .‬فكلمة جمتهد وقعت صفة‪ ،‬واالسم السابق هو املوصوف‪ ،‬ابنه‪ :‬فاعل‪.‬‬
‫مرفوعا كان‬
‫ً‬ ‫املركب الوصفي السبيب يُعرب على حسب الذي قبله فإن كان‬
‫جمرورا كان الصفة‬
‫منصواب‪ ،‬وإن كان ً‬
‫ً‬ ‫منصواب كان الصفة‬
‫ً‬ ‫مرفوعا‪ ،‬وإن كان‬
‫الصفة ً‬
‫جمرورا مع التنبيه أن املركب الوصفي السبيب يتبع ما قبله فقط ابإلعراب وابلتعريف‬
‫ً‬
‫فاعال إن كان الصفة‬
‫والتنكري‪ ،‬ويعرب االسم الذي أييت بعد املركب الوصفي السبيب ً‬
‫اسم فاعل أو صيغة مبالغة ويُعرب انئب فاعل إن كان النعت السبيب اسم مفعول‪،‬‬
‫‪19‬‬
‫ومن األمثلة على ذلك‪.‬‬
‫املركب الوصفي السبيب يتصف املوصوف "أي االسم السابق" يف شيئني‪،‬‬
‫اإلعراب والتعريف والتنكري ويتصف االسم الالحق يف شيء واحد هو التذكري‬
‫الرجل جمتهدة ابنتُه‪.‬هناك أمور أخرى اليت قد تكون‬
‫الرجل جمته ٌد ابنُه ٌ‬
‫والتأنيث‪ ،‬مثل ٌ‬
‫املركب الوصفي‪ ،‬وهي التالية‪:‬‬
‫أ) إذا كان االسم الالحق مفردا أو مثىن وجب إفراد النعت‪ ،‬مثل الرجل جمتهد ابنه‬
‫والرجل جمتهد ابناه‪.‬‬
‫ب) إذا كان االسم الالحق مجع مذكر ساملا‪ ،‬أو مجع مؤنث ساملا‪ ،‬فاألفضل أن يكون‬
‫النعت مفردا‪ ،‬مثل الرجل خملص حمبوه والرجل جمتهدة بناته‪.‬‬

‫‪18‬حممد علي الصبان‪ ،‬حاشية الصبان على شرح األمشوىن أللفية ابن مالك‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬اجلزء الثالث‬
‫(بريوت‪-‬لبنان‪ :‬دار الكتب العلمية‪1417 ،‬ه‪1997-‬م)‪ ،‬ص‪82 .‬‬
‫‪19‬هباء الدين عبد هللا بن عقيل‪ ،‬شرح ابن عقيل‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬اجمللد الثالث ( القاهرة‪-‬مصر‪ :‬دار‬
‫الرتاث ‪2005‬م ) ص ‪195-193‬‬
‫‪13‬‬

‫ت) إذا كان مجع تكسري إنه جيوز يف النعت اإلفراد أو اجلمع‪ ،‬مثل الوطن كرمي أبناؤه‪.‬‬
‫هناك تقسيم أخر يف مركب الوصفي الذي يكون يف حبثه‪ ،‬وهو التايل‪:‬‬
‫‪ .1‬صفة املفردة‬
‫هذا الصفة اليت جيب أن يكون من األمساء املشتقة العاملة‪ ،‬أو مما يؤول مبشتق‪ .‬ومن‬
‫األمساء اليت تقع صفة ألهنا تؤول مبشتق وهي التالية‪:‬‬
‫أ) اسم اإلشارة‪ ،‬مثل كافأت الطالب هذا؛ هذا‪ :‬ها حرف تنبيه‪ ،‬وذا اسم إشارة مبين‬
‫على السكون يف حمل نصب صفة‪.‬‬
‫ب) اسم املوصول الذي يبدأ هبمزة وصل‪ ،‬مثل جنح الطالب الذي اجتهد الذي اسم‬
‫موصول مبين على السكون يف حمل رفع صفة‪.‬‬
‫ج) العدد‪ ،‬مثل كافأت طالاب مخسة؛ مخسة صفة منصوب ابلفتحة الظاهرة‪.‬‬
‫د) املضاف‪ ،‬ويكون معناها وصف املوصوف َبنه وصل إىل الغاية يف معىن املضاف إليه‪،‬‬
‫مثل أكرمته إكراما َح َّق إكرام‪.‬‬
‫‪ .2‬صفة اجلملة‬
‫صفة اجلملة اليت إذا وقعت اجلملة اخلربية بعد نكرة حمضة أعربت نعتا‪ ،‬أو بعد‬
‫نكرة غري حمضة جاز إعراهبا نعتا‪ ،‬بشرط أن ترتبط بضمري يعود إىل املوصوف‪ ،‬مثل‬
‫مسعت مغنيا صوته مجيل؛ اجلملة االمسية "صوته مجيل" يف حمل نصب صفة‪ .‬مسعت طالبا‬
‫يقرأ؛ اجلملة الفعلية "يقرأ" يف حمل نصب نعت‪ 20.‬هناك أمور أخرى قد تكون الصفة‬
‫اجلملة‪ ،‬وهي التالية‪:‬‬
‫أ) إذا وقع شبه اجلملة بعد نكرة حمضة فإنه يتعلق مبحذوف صفة‪ ،‬مثل هذا رجل من مصر؛‬
‫‪21‬‬
‫شبه اجلملة "من مصر" متعلق مبحذوف نعت لرجل‪.‬‬

‫‪20‬حممد علي الصبان‪ ،‬حاشية الصبان على شرح األمشوىن أللفية ابن مالك‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬اجلزء الثالث‬
‫‪ ،‬ص‪92 .‬‬
‫‪21‬حممد علي الصبان‪ ،‬حاشية الصبان على شرح األمشوىن أللفية ابن مالك‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬اجلزء الثالث‪،‬‬
‫ص‪105 .‬‬
‫‪14‬‬

‫ب) إذا تقدم الصفة على املوصوف فإنه ال يسمى صفة يف االصطالح النحوي ولكن وقع‬
‫أمران آخران‪:‬‬
‫‪ .1‬كان معرفتني أعرب الصفة حسب موقعه اجلديد يف الكالم‪ ،‬وأعرب املنعوت‬
‫بدال جنح اجملتهد زيد؛ جنح فعل ماض مبين على الفتح‪ .‬اجملتهد فاعل مرفوع‬
‫ابلضمة الظاهرة‪ ،‬زيد‪ :‬بدل مرفوع ابلضمة الظاهرة‪.‬‬
‫‪ .2‬وإن كاان نكرتني نصب النعت على احلال مثل جنح جمتهدا طالب؛ جنح فعل‬
‫ماض مبين على الفتح‪ ،‬جمتهدا حال منصوب ابلفتحة الظاهرة‪ ،‬طالب فاعل‬
‫مرفوع ابلضمة الظاهرة‪.‬‬
‫وجد الباحث يف البحث هدفني للمركب الوصفي؛ أحدمها يفيد الصفة حنواًّي‬
‫وال َيلو أسلوب من أساليبه‪ ،‬مع النحو التايل‪:‬‬
‫جيلوه أكثر‬
‫‪ .1‬توضيح املعارف‪ ،‬إذا كان املوصوف معرفة‪ ،‬كانت مهمة الصفة أن َ‬
‫الكاتب مفكٌِر‬ ‫العقاد‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ب َبمري الشعراء سنة ‪ 1927‬و ُ‬ ‫الشاعر لُق َ‬
‫ُ‬ ‫لنا؛ مثل شوقي‬
‫عظيم أجاد كتابةَ العبقر ِ‬
‫ًّيت اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .2‬ختصيص النكرات‪ ،‬إذا كان املوصوف نكرة‪ ،‬كانت مهمة الصفة ختصيصه‪ ،‬مبعىن‬
‫التقليل من إهبامه‪ ،‬وتقريبه نوعا ما من الوضوح؛ مثل حيتاج العلم إىل قلب مفتوح‬
‫وعقل متفتح‪.‬‬
‫‪ .3‬اإلابع أو القطع؛ إذا كان املوصوف معلوماً بدون الصفة أن يعرب الصفة مبناسبة‬
‫املوصوف على أنه خرب مبتدأ حمذوف وينصب بفعل حمذوف؛ مثل احلمد هلل‬
‫احلمد‬
‫احلميد أو َ‬
‫ُ‬
‫الثاين يفيد معاين أُخر يعين ٍ‬
‫معان بالغية ومعاين صفة ال حنوية وهي مع النحو‬ ‫َ‬
‫التايل‪:‬‬
‫ب األخالق‪.‬‬ ‫صديق كرميُ النفس طي ُ‬
‫ٌ‬ ‫‪ .1‬املدح؛ مثل يل‬
‫‪15‬‬

‫ائر املطيل واملضيف البخيل ومن ذلك يف‬ ‫َّيف الثقيل والز َ‬
‫أحتقر الض َ‬
‫‪ .2‬الذم؛ مثل ُ‬
‫بداية القراءة‪" :‬أعوذ ابهلل من الشيطان الرجيم"‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ألبناء‬ ‫‪ .3‬الرتحم واالستعطاف؛ مثل انظروا إىل هذا املتَّه ِم املظلوم‪ ،‬فإنه ٌ‬
‫أب‬
‫مساكني‪.‬‬
‫َ‬
‫الدابر املنقضي‬
‫س ُ‬ ‫‪ .4‬التوكيد؛ إذا كان معىن الصفة مستفادا من املوصوف‪ ،‬مثل ْأم ِ‬
‫اح َدةٌ} ‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫زمانُه ال يعود‪ ،‬وقي القرآن الكرمي {فَإِ َذا نُِف َخ ِيف ُّ‬
‫الصوِر نَ ْفخةٌ و ِ‬
‫ِ‬
‫األغنياء الصغ ِري منهم والكبري‪،‬‬ ‫الناس الفقر ِاء و‬
‫‪ .5‬التعميم؛ مثل تُطَب ُق العدالةُ على ِ‬
‫عباده الطائعني والعاصني الساعيةَ‬ ‫يرزق َ‬ ‫ومن ذلك ما ورد يف األثر "إن هللا ُ‬
‫أجسامهم"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أقدامهم الساكنةَ‬
‫ُ‬
‫قاهري وريفي‪ ،‬أو قرأت كتابني حنواًّي وأدبياا‪.‬‬ ‫ٌّ‬ ‫‪ .6‬التفصيل؛ مثل زارين صديقان‬
‫بصدقة قَلِيلَ ٍة أو َكثرية‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫َّق‬
‫اإلهبام؛ مثل تَصد ْ‬
‫‪ْ .7‬‬
‫حمتال‪،‬‬
‫علب"‪ ،‬أي ٌ‬
‫رجل ثَ ٌ‬
‫أيت رجالً أسداً‪ ،‬أي شجاعاً‪ ،‬و"فال ٌن ٌ‬ ‫‪ .8‬التشبيه؛ مثل ر ُ‬
‫ِ‬
‫ابالحتيال‪.‬‬ ‫وصف‬
‫الثعلب يُ ُ‬
‫و ُ‬
‫اج ٍد‬
‫‪ .9‬إخراج للشك؛ مثل مررت برج ٍل راك ٍع ال س ِ‬
‫َ‬ ‫ََْ ُ ُ َ‬ ‫ْ ٌ‬
‫‪ .10‬صفات ظاهرة اثبتة؛ جنو الطويل والقصري‪ ،‬واألسود واألمحر‪.‬‬
‫‪ .11‬صفات ابطية؛ مثل الشجاع واجلنان والكرمي‪.‬‬
‫‪ .12‬صفات مكتسبة؛ مثل العامل والفارس واملاهر‪.‬‬
‫‪ .13‬فعل املنعوت؛ مثل القائم والقاعد والكاتب‪.‬‬
‫‪ .14‬نسبة املنعوت؛ سواء أكان من جهة جنسيته أو وطنه مثل املصري والسوري‪،‬‬
‫سواء أكان من جنس عائلته مثل القرشي والتميمي‪.‬‬
‫‪ .15‬صناعة املنعوت؛ مثل اخلياط والتاجر واملعلم‪.‬‬
‫‪ .16‬نوع املنعوت؛ مثل الكليات العلمية والكليات النظرية‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫‪ .17‬صفات نسبية املنعوت؛ مثل الصغري والكبري‪ ،‬ومعىن بسبية املنعوت وصفه حنو‬
‫األول والثاين‪ ،‬وكذلك مقارنته بغريه كأن نقول" املتشاهبات املتغايرات‪.‬‬
‫‪ .18‬الغرض من إجياد الصفة؛ مثل مقاعد للقتال‪.‬‬
‫‪ .19‬مكان املوصوف؛ مثل رسول من عند هللا‪ ،‬أحياء عند رهبم‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ .20‬لون املوصوف؛ مثل اليد البيضاء والشجرة احلمراء‪.‬‬

‫هناك الفصول اليت تبحث املركب الوصفي عند الشيخ خالد عبد هللا بن أيب بكر بن‬
‫حممد اجلرجاوي األزهري وزين الدين املصري؛‪ 23‬فهي التايل‪:‬‬

‫‪ .1‬جيب موافقة النعت ملا قبله‬


‫فيما هو موجود فيه من أوجه اإلعراب الثالثة"‪ :‬الرفع والنصب واجلر‪" ،‬ومن‬
‫يدا‬
‫التعريف والتنكري‪ ،‬تقول" يف التعريف‪" :‬جاءين زيد الفاضل" برفعهما "ورأيت ز ً‬
‫الفاضل" بنصبهما "ومررت بزيد الفاضل" جيرمها "و" تقول يف التنكري‪" :‬جاءين رجل‬
‫فاضل"‪ ،‬ورأيت رجال فاضال‪ ،‬ومررت برجل فاضل‪.‬‬
‫إلفراد والتثنية واجلمع والتذكري والتأنيث‪ ،‬فإن رفع الصفة" احلقيقي أو اجملازي‬
‫أيضا‪ .‬ونعين ابلوصف احلقيقي أن جيري على من‬ ‫"ضمري املوصوف املسترت وافقه فيها" ً‬
‫هو له‪ ،‬حنو‪ :‬جاءتين امرأة كرمية‪ ،‬ورجل كرمي‪" ،‬ورجالن كرميان‪ ،‬ورجال كرام"‪ ،‬ففي الصفة‬
‫يف اجلميع ضمري مسترت يعود على املوصوف ابعتبار حاله يف التذكري والتأنيث والتثنية‬

‫‪22‬إبراهيم بركات‪ ،‬النحو العريب‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬اجمللد اخلامس ( القاهرة‪-‬مصر‪ :‬دار النشر للجامعات )‬
‫ص ‪8-6‬‬
‫‪23‬خالد األزهري‪ ،‬شرح التصريح على التوضيح أو التصريح مبضمون التوضيح يف النحو‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫اجلزء الثاين (بريوت‪-‬لبنان‪ :‬دار الكتب العلمية‪2000 ،‬م‪1421-‬ه)‪ ،‬ص‪125-110 .‬‬
‫‪17‬‬

‫واجلمع‪" .‬وكذلك" تقول يف التعريف‪ :‬جاءتين املرأة الكرمية والرجالن الكرميان والرجال‬
‫الكرام‪.‬‬
‫أما الصفة اجملازي أن جيري على غري من هو له إذا حول اإلسناد عن الظاهر إىل‬
‫ضمري املوصوف‪ ،‬وجر الظاهر ابإلضافة إن كان معرفة‪ ،‬ونصب على التمييز إن كان‬
‫نكرة حنو‪":‬جاءتين امرأة كرمية األب" ابإلضافة "أو كرمية أاب" ابلتمييز‪" ،‬وجاءين رجالن‬
‫كرميا األب"؛ ابإلضافة؛ "أو كرميان ًأاب"؛ ابلتمييز‪" ،‬وجاءين رجال كرام األب" ابإلضافة‬
‫"أو كرام ًأاب" ابلتمييز‪.‬‬
‫يوافق الصفة موصوفه يف اإلفراد والتثنية واجلمع‪ ،‬والتذكري والتأنيث‪ ،‬مع موافقته له‬
‫يف أوجه اإلعراب الثالثة‪ ،‬ويف التعريف والتنكري‪ .‬وتكمل له املوافقة يف أربعة من عشرة‪،‬‬
‫"ألن الصفة يف ذلك كله رافع لضمري املوصوف املسترت" أصالة أو حتويال‪ ،‬ويستثىن من‬
‫ذلك شيئان‪:‬‬
‫أ) الصفة ابسم التفضيل إذا استعمل ب "من" أو أضيف إىل نكرة‪ ،‬فإنه يلزمه اإلفراد‬
‫والتذكري‪ ،‬ومل يوافق يف التأنيث والتثنية واجلمع‪ ،‬حنو‪ :‬مررت برجل أفضل من زيد‪،‬‬
‫وبرجلني أفضل من زيد‪ ،‬وبرجال أفضل من زيد‪.‬‬
‫ب) الصفة مبا يستوي فيه املذكر واملؤنث من األوصاف اآلتية على وزن فعول مبعىن فاعل‬
‫وفعيل مبعىن مفعول‪ ،‬إذا كان جارًًّي على موصوفه حنو‪ :‬رجل صبور‪ ،‬وامرأة صبور‪،‬‬
‫ورجل قتيل‪ ،‬وامرأة قتيل‪.‬‬
‫إن رفع الصفة االسم الظاهر أو رفع الضمري البارز أعطي الوصف حكم الفعل‪،‬‬
‫ومل يعترب حال املوصوف يف اإلفراد والتذكري‪ ،‬والتأنيث والتثنية واجلمع‪ ،‬قيل يف الوصف إذا‬
‫رفع الظاهر‪" :‬مررت برجل قائمة أمه"‪ ،‬بتأنيث قائمة‪ ،‬ألهنا مسندة إىل األم‪ ،‬وإن كان‬
‫مذكرا‪" ،‬وابمرأة قائم أبوها" بتذكري قائم‪ ،‬ألنه مسند إىل األب‪ ،‬وإن كان‬
‫املوصوف ً‬
‫‪18‬‬

‫املوصوف مؤنثًا‪" ،‬كما قيل" يف الفعل‪" :‬قامت أمه" يف املثال األول‪" ،‬وقام أبوها" يف‬
‫املثال الثاين‪.‬‬
‫قيل يف مجع التذكري‪ ،‬حنو‪ :‬مررت برجال قائم آابؤهم‪ ،‬إبفراد قائم‪ ،‬وإن كان‬
‫مجعا‪ ،‬كما يف الفعل‪ :‬قام آابؤهم إبفراد الفعل عن عالمة اجلمع‪.‬‬
‫املوصوف ً‬
‫اتبعا جلمع ك ما‬
‫إفراد الصفة من تكسريه‪ ،‬وفصل آخرون فقالوا‪ :‬إن كان الصفة ً‬
‫مررت برجال قيام آابؤهم‪ ،‬فالتكسري أفصح‪ ،‬وإن كان ملفرد أو مثىن ك ما مررت برجل‬
‫قاعد غلمانه‪ ،‬وبرجلني قاعد غلماهنما‪ ،‬فاإلفراد‪ ،‬أفصح‪ .‬واتفق اجلميع على أن اإلفراد‬
‫أفصح من مجع السالمة‪.‬‬
‫الصفة إذا رفع الضمري البارز‪ ،‬جاءين غالم امرأة ضاربته هي‪ ،‬وأمة رجل ضارهبا‬
‫هو‪ ،‬كما تقول‪ :‬ضربته هي وضرهبا هو‪ ،‬وجاءين غالم رجلني ضاربه مها‪ ،‬كما تقول‪:‬‬
‫ضربه مها‪ ،‬ومن قال‪ :‬ضرابه مها قال‪ :‬ضارابه مها‪.‬‬
‫‪ .2‬األشياء اليت يتصف هبا أربعة‬
‫أ‪ .‬املشتق‬
‫هو يف األصل ما أخذ من لفظ املصدر للداللة على معىن منسوب إىل املصدر‪،‬‬
‫"واملراد به" هنا "ما دل على حدث وصاحبه" ممن قام به الفعل أو وقع عليه‪" ،‬كما‬
‫ضارب" من أمساء الفاعلني "ومضروب" من أمساء املفعولني‪ ،‬وما كان مبعنامها‪ .‬فمما هو‬
‫مبعىن اسم الفاعل أمثلة املبالغة‪ ،‬ك ما ضراب‪" ،‬و" الصفة املشبهة حنو‪" :‬حسن‪ ،‬و" اسم‬
‫التفضيل املبين من فعل الفاعل حنو‪" :‬أفضل"‪ ،‬ومما هو مبعىن اسم املفعول ك ما قتيل مبعىن‬
‫مقتول‪ ،‬واسم التفضيل املبين من فعل املفعول حنو‪ :‬أجن؛ من عمرو‪ ،‬وخرج من ذلك ما‬
‫نقضا‪.‬‬
‫اشتق لزمان أو مكان أو آلة‪ ،‬فإنه ال ينعت به‪ ،‬فال يرد ً‬
‫‪19‬‬

‫ب‪ .‬اجلامد املشبه للمشتق يف املعىن‬


‫اسم اإلشارة تتصف به املعارف حنو‪ :‬مررت بزيد هذا‪ ،‬وذو مبعىن صاحب‬
‫يتصف هبا النكرات حنو‪ :‬مررت "برجل ذي مال؛ وأمساء النسب ينعت هباالنكرات‬
‫واملعارف‪ ،‬حنو‪ :‬مررت برجل دمشقي‪ ،‬وابلرجل الدمشقي‪ ،‬بفتح امليم وجيوز الكسر‪.‬‬
‫هذه األنواع الثالثة أفادت من املعىن ما يفيده املشتق‪ ،‬ألن لفظة هذا معناها‬
‫احلاضر‪ ،‬ولفظة ذي مال معناها صاحب مال‪ ،‬ولفظة دمشقي معناها‪ :‬منسوب إىل‬
‫دمشق‪ ،‬فلما أفادت ما يفيده املشتق من املعىن صح النعت هبا‪ .‬ويقاس على هذه األمثلة‬
‫ما أشبهها‪ ،‬فيقاس على اسم اإلشارة مجيع املوصوالت إال من وما وعلى ذي الصاحبية‪،‬‬
‫ذوالطائية وفروعها‪ ،‬وعلى املنسوب ابلياء حنو‪ :‬متار واتمر ومتر‪ ،‬مما هو منسوب إىل التمر‬
‫فيهن‪ .‬وأما األمساء املكانية حنو‪:‬مررت برجل هنا أو هناك أو ُث فمتعلقة مبحذوف صفة‬
‫ل رجل‪ ،‬ألهنا ظروف وليس صفات‪.‬‬
‫ج‪ .‬مما يتصف به "اجلمل"‪.‬‬
‫للصفة هبا ثالثة شروط؛ شرط يف املوصوف وهو أن يكون نكرة إما لفظًا ومعىن‬
‫اَّللِ} [البقرة‪ ،]281 :‬فجملة "ترجعون" يف موضع‬ ‫{واتَّ ُقوا يَ ْوًما تُ ْر َجعُو َن فِ ِيه إِ َىل َّ‬
‫حنو َ‬
‫"يوما" وهو نكرة لفظًا ومعىن‪ ،‬والرابط بينهما الضمري اجملرور ب في؛ أو نكرة‬ ‫نصب صفة ً‬
‫معىن ال لفظًا‪:‬وهو االسم املعرف ب أل اجلنسية‪ ،‬حنو‪ :‬وهو رجل من بين سلول؛ وشرط‬
‫مذكورا إذا مل يكن بعض اسم متقدم جمرور‬
‫ً‬ ‫آخر يف املوصوف ابجلملة‪ ،‬وهو أن يكون‬
‫ب من أو يف‪ ،‬وشرطان يف اجلملة فهي التايل‪:‬‬
‫‪ )1‬أن تكون مشتملة على ضمري يربطها ابملوصوف‪ ،‬إما ملفوظ به‪ ،‬كما تقدم" يف‬
‫قوله تعاىل‪َ :‬واتَّ ُقوا يَ ْوًما تُ ْر َجعُو َن فِ ِيه إِ َىل َّ‬
‫اَّللِ" (البقرة‪.)281 :‬‬
‫‪ )2‬أن تكون اجلملة خربية‪ ،‬أيك حمتملة للصدق والكذب"‪.‬‬
‫‪20‬‬

‫ال جتوز الصفة ابجلملة الطلبية واإلنشائية فال يقال‪:‬مررت برجل اضربه‪ ،‬وال‪:‬‬
‫قاصدا إلنشاء البيع" ال األخبار بذلك‪ ،‬ألن الطلب واإلنشاء ال‬
‫مررت بعبد بعتكه‪ً ،‬‬
‫خارجي هلما يعرفه املخاطب فيتخصص به املوصوف؛ ألن القول كثر إضماره يف الكالم‪،‬‬
‫قوما أضافوه فأطالوا عليه حَّت دخل‬
‫"كقوله" وهو العجاج؛ على ما قيل؛ يذكر أن ً‬
‫الليل‪ُ ،‬ث جاءوا بلنب خملوط ابملاء حَّت صار لونه يف العشية يشبه لون الذئب؛ فظاهره أن‬
‫مجلة االستفهام وهي‪ :‬هل رأيت الذئب قط‪.‬‬
‫مساعا‬
‫د‪ .‬مما يتصف به املصدر ً‬
‫أمل شروطه فهي التايل‪:‬‬
‫‪ )1‬أن ال يؤنث وال يثىن وال جيمع‬
‫‪ )2‬أن يكون مصدر ثالثي أو بزنة مصدر ثالثي‬
‫‪ )3‬أن ال يكون ميمياا‬
‫‪ )4‬اسم مصدر فإن فعله أفطر‪ ،‬وهو كثري ومع كثرته يقتصر فيه على السماع‪.‬‬
‫وهناك الفصول اليت يبحث أيضا املركب الوصفي عند الشيخ أيضا؛‪ 24‬فهي التايل‪:‬‬
‫أ) إن تعددت املوصوف‪ ،‬فتارة تكون لواحد واترة تكون لغريه‪ ،‬فإن كانت لواحد‬
‫فسيأيت الكالم عليها يف فصل َيصها‪ ،‬وإن كانت لغري واحد فهي على ضربني‪:‬‬
‫جمموعا من غري تفريق‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ )1‬أن يكون املوصوف مثىن أو‬
‫‪ )2‬أن يكون مفرقًا‪ ،‬وتفريقه إما لكون التثنية واجلمع ال يتأتيان فيه‪ ،‬فيقوم العطف‬
‫مقامهما‪ ،‬وإما لتعدد عامل املوصوف‪.‬‬

‫‪24‬خالد األزهري‪ ،‬شرح التصريح على التوضيح أو التصريح مبضمون التوضيح يف النحو‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫اجلزء الثاين (بريوت‪-‬لبنان‪ :‬دار الكتب العلمية‪2000 ،‬م‪1421-‬ه)‪ ،‬ص‪138-127 .‬‬
‫‪21‬‬

‫جمموعا من غري تفريق؛ واحتد معىن الصفة ولفظه‪ ،‬استغين‬


‫ً‬ ‫ب) إن كان املوصوف مثىن أو‬
‫ابلتثنية واجلمع عن تفريقه ابلعطف حنو‪ :‬جاءين رجالن فاضالن‪ ،‬ورجال فضالء‪.‬‬
‫ج) إن اختلف معىن الصفة ولفظه ك ما العاقل والكرمي‪ ،‬أو لفظه دون معناه ك ما الذاهب‬
‫واملنطلق‪ ،‬أو معناه دون لفظه ك ما الضارب‪ ،‬من الضرب ابلعصا وحنوها‪ ،‬والضارب‬
‫من الضرب‪ ،‬يف األرض‪ ،‬أي السري فيها‪ ،‬وجب التفريق فيها ابلعطف‪ ،‬ألنه أصل‬
‫التثنية واجلمع‪ ،‬ابلواو خاصة‪ ،‬ألهنا األصل يف ذلك‪.‬‬
‫احدا‬
‫د) إذا تعددت املصوف‪ ،‬مع تفريق املوصوف‪ ،‬فإن كان العامل فيها و ً‬
‫ه) إن احتد العامل فاإلتباع‪ ،‬حنو‪ :‬مررت بزيد وعمرو العاقلني‪ ،‬ومررت بشيخ وطفل‬
‫وعجوز وجلوس‪ ،‬ألن العطف مبثابة التثنية واجلمع‬
‫عمرا الظريفني‪ ،‬فالقطع‬
‫و) إن اختلف واختلف نسبة العامل إليهما‪ ،‬حنو‪ :‬ضرب زيد ً‬
‫عمرا الكرميان‪ ،‬فالقطع عند البصريني‪ ،‬وإتباع األخري‬
‫ز) إن احتدت‪ ،‬حنو‪ :‬خاصم زيد ً‬
‫عند الفراء‪ ،‬وإتباع األول عند الكسائي‪ ،‬وإتباع أيهما شئت عد ابن سعدان‬
‫متعددا و"احتد لفظ النعت‪ ،‬فإن احتد معىن العامل وعمله" ولفظه أو‬
‫ً‬ ‫ح) إن كان العامل‬
‫جنسه "جاز اإلتباع مطل ًقا" سواء كان املتبوعان مرفوعني بفعلني أو خربي مبتدأين‬
‫أو منصوبني أو خمفوضني‪ .‬فمثال ما احتد عمله ومعناه ولفظه‪ :‬ذهب زيد وذهب‬
‫عمرا الظريفني‬
‫يدا‪ ،‬ورأيت ً‬
‫عمرو العاقالن‪ ،‬وهذا زيد وهذا عمرو الفاضالن‪ ،‬ورأيت ز ً‬
‫ومررت بزيد ومررت بعمرو الكرميني‪.‬‬
‫عمرا الفاضلني‪ ،‬أو اختلفا‬
‫ط) إن اختلفا يف املعىن والعمل واللفظ‪ ،‬حنو‪ :‬جاء زيد ورأيت ً‬
‫عمرا العاقلني‪ ،‬أو اختلف املعىن‬
‫يف املعىن واجلنس واللفظ ك ‪ :‬هذا انصر زيد وَيذل ً‬
‫فقط حنو‪ :‬جاء زيد ومضى عمرو الكاتبان‪ ،‬أو" اختلف "العمل فقط؛ حنو‪ :‬هذا مؤمل‬
‫عمرا؛ ابلنصب‪" .‬الشاعران‪ ،‬وجب القطع" عن املتبوع إما ابلرفع‬
‫زيد؛ ابجلر؛ وموجع ً‬
‫‪22‬‬

‫على إضمار مبتدأ‪ ،‬أو ابلنصب على إضمار فعل‪ .‬وميتنع اإلتباع ألنه يؤدي إىل‬
‫تسليط عاملني خمتلفي املعىن أو العمل على معمول واحد من جهة واحدة‪ ،‬بناء على‬
‫أن العامل يف املوصوف هو العامل يف الصفة‪ ،‬وهو الصحيح‪.‬‬
‫ي) إذا احتد العامالن معىن وعمال فال حمذور يف اإلتباع‪ ،‬ألن العاملني من جهة املعىن‬
‫شيء واحد‪ ،‬فنزال منزلة العامل الواحد عند اجلمهور‪ .‬واحلاصل أن صور العاملني‬
‫أربع‪:‬‬
‫يدا ومررت بعمرو‬
‫(‪ )1‬أن َيتلف العامالن يف املعىن والعمل حنو‪ :‬رأيت ز ً‬
‫عمرا‬
‫(‪ )2‬أن َيتلف العمل حنو‪ :‬مررت بزيد ولقيت ً‬
‫(‪ )3‬أن َيتلف املعىن فقط حنو‪ :‬وجد زيد على عمرو‬
‫(‪ )4‬أن يتحدا معىن وعمال وحتته صوراتن‬
‫(‪ )5‬أن يتحدا لفظًا أو ال‪ ،‬حنو‪ :‬جاء زيد وجاء عمرو العاقالن فيجوز فيها اإلتباع‪،‬‬
‫كيدا؛‪ .‬والثانية حنو‪ :‬جاء زيد وأتى عمرو‬
‫وقيده ابن السراج َبن يقدر الثاين تو ً‬
‫الظريفان‪ ،‬فأجاز اجلمهور فيها اإلتباع‬
‫(‪ )6‬إن اختلفا مثل هذا زيد وجاء عمرو الظريفان‪ ،‬ومررت بزيد وهذا عمرو‬
‫عمرا يف الدار القائمان‪ ،‬فذهب اجلمهور إىل منع‬
‫يدا وإن ً‬‫الظريفان‪ ،‬ولقيت ز ً‬
‫اإلتباع واألخفش واجلرمي إىل جوازه‬
‫معلوما بدون النعت حقيقة أو ادعاء‪،‬‬ ‫ً‬ ‫(‪ )7‬إذا مل تتكرر النعوت وكان املوصوف‬
‫جاز إتباعه وقطعه ما مل يكن جملرد التوكيد حنو‪" :‬نَ ْفخةٌ و ِ‬
‫اح َدةٌ" (احلاقة‪،)13 :‬‬‫َ َ‬
‫أو ملتزم الذكر حنو‪ :‬اجلماء الغفري‪ ،‬أو جارًًّي على مشار إليه حنو‪ :‬هبذا الرجل‪،‬‬
‫فال جيوز القطع يف شيء منها‬
‫‪23‬‬

‫(‪ )8‬إذا تكررت الصفة لواحد‪ ،‬فإن تعني مسماه بدوهنا جاز إتباعها كلها وقطعها"‬
‫كلها واجلمع بينهما أي بني القطع واإلتباع‪ ،‬بشرط تقدمي الصفة ‪ ،‬املتبع على‬
‫النعت املقطوع‪" ،‬وذلك كقولك خرنق"‪ ،‬بكسر اخلاء املعجمة والنون بينهما‬
‫راء ساكنة‪ ،‬بنت هفان القيسية أخت طرفة بن العبد ألمه‪ ،‬ترثي زوجها بشر‬
‫بن عمرو بن مرثد‪ ،‬ومن قتل معه من بنيه وقومه‬

You might also like