You are on page 1of 4

‫الدرس الخامس‪:‬‬

‫ظن وأخواتها‬

‫تعريفها‪ :‬هي أفعال تدخل على الجملة االسمية‪ ،‬فترفع اسما لها على الفاعلية‪ ،‬وتنصب المبتدأ والخبر على أنهما‬
‫مفعوالن‪ ،‬وتنقسم إلى قسمين‪ :‬أفعال القلوب وأفعال التحويل‪.‬‬

‫مثال‪' :‬ظننت الرجل قائما'‪ ،‬أصل الجملة ( الرجل قائم)‪ :‬مبتدأ وخبر‪ ،‬فلما دخلت ( ظن) على الجملة االسمية‪،‬‬
‫رفعت الضمير المتصل على أنه فاعل‪ ،‬ونصبت المبتدأ والخبر على المفعولية‪.‬‬

‫أفعال القلوب‪ :‬وسميت كذلك لتعلقها بالقلب‪ ،‬وهي تنقسم إلى قسمين‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ ‬ما يدل على اليقين‪ :‬وهي خمسة‪ :‬رأى وعلم ووجد ودرى وتعلم)‪ ،(1‬وأضاف بعضهم ألفى‪.‬‬

‫أمثلة‪:‬‬

‫‪ ‬إنهم يرونه)‪ (2‬بعيدا ونراه قريبا‪ :‬األول بمعنى (ظن)‪ ،‬والثانية بمعنى ( علم)‪ ،‬وكالهما ينصب مفعولين‪( :‬‬
‫الهاء‪ -‬بعيدا)‪ ( ،‬الهاء‪ -‬قريبا)‪.‬‬
‫‪ ‬فإن علمتموهن مؤمنات ( هن‪ -‬مؤمنات)‪.‬‬
‫‪ ‬وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين ( أكثر‪ -‬فاسقين)‪.‬‬
‫‪ ‬تعلم شفاء النفس قهر عدوها‪ :‬بمعنى ( اعلم)‪ :‬فعل أمر بمعنى اعلم ( شفاء‪ -‬قهر)‪.‬‬
‫‪ ‬ما يدل على الرجحان‪ :‬وهي ثمانية‪ :‬خال‪ ،‬وظن وحسب وزعم وعد وحجا وجعل وهب‪.‬‬

‫أمثلة‪:‬‬

‫‪ ‬وإني ألظنك يا فرعون مثبورا ( الكاف‪ -‬مثبورا)‪.‬‬


‫‪ ‬خلت زيدا أخاك ( زيدا‪ -‬أخا)‪.‬‬

‫)‪ (1‬تعلم بمعنى اعلم‪ ،‬وهو فعل أمر مالزم لهذه الصفة‪.‬‬
‫)‪ (2‬تسمى ( رأى) في اآلية القلبية‪ ،‬ألنها الرؤية قلبية أي بالبصيرة‪ ،‬وأما ( رأى) البصرية فإنها تتعدى إلى مفعول واحد‪ ،‬مثل‪ :‬رأيت‬
‫الرجل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬حسبت التقى والجود خير تجارة ( التقى‪ -‬خير)‪.‬‬
‫‪ ‬زعمت الدرب سهال ( الدرب‪ -‬سهال)‪.‬‬
‫‪ ‬فال تعدد المولى شريكك في الغنى ( المولى‪ -‬شريك)‪.‬‬
‫‪ ‬قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة حتى ألمت بنا يوما ملمات (أبا‪ -‬أخا)‪.‬‬
‫‪ ‬وجعلوا المالئكة الذين هم عند الرحمن إناثا ( المالئكة‪ -‬إناثا)‪ ( .‬جعل بمعنى اعتقد)‪.‬‬
‫وإال فهبني امرأ هالكا ( الياء‪ -‬امرأ)‬ ‫‪ ‬فقلت أجرني أبا مالك‬
‫أفعال التحويل‪ :‬وتأتي بمعنى (صير)‪ ،‬وهي سبعة‪ :‬صير‪ ،‬جعل‪ ،‬وهب‪ ،‬تخذ‪ ،‬اتخذ‪ ،‬ترك‪ ،‬رد‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫أمثلة‪:‬‬

‫‪ ‬صيرت الحق باطال ( الحق‪ -‬باطال)‪.‬‬


‫‪ ‬وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ( الهاء‪ -‬هباء)‪.‬‬
‫‪ ‬وهبني اهلل فداك ( الياء‪ -‬فدا)‬
‫‪ ‬لتخذت عليه أجرا‪.‬‬
‫‪ ‬واتخذ اهلل إبراهيم خليال ( إبراهيم‪ -‬خليال)‪.‬‬
‫‪ ‬وتركنا بعضهم يومئد يموج في بعض ( بعض‪ -‬جملة ( يموج‪.))...‬‬
‫ورد وجوههن البيض سودا‬ ‫‪ ‬فرد شعورهن السود بيضا‬
‫( وجوه‪ -‬سودا)‪.‬‬ ‫( شعور‪ -‬بيضا)‬

‫أحكام هذه األفعال‪:‬‬

‫تنقسم أفعال القلوب إلى قسمين‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫‪ -‬متصرفة‪ :‬وهي ما عدا ( هب وتعلم) ففيها الماضي والمضارع واألمر‪ ،‬واسم الفاعل واسم المفعول‪ ،‬تقول‪:‬‬
‫(ظن يظن ظن ظان مظنون)‪ ،‬ويثبت لها من العمل ما يثبت للماضي‪.‬‬
‫‪ -‬غير متصرفة‪ :‬وهي هب وتعلم‪ ،‬فال يستعمل منها إال صيغة األمر‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اختصت األفعال القلبية المتصرفة بالتعليق واإللغاء‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ ‬أما التعليق‪ :‬فهو ترك العمل لفظا دون المعنى لمانع‪ ،‬والموانع عشرة‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬الم االبتداء‪ :‬ظننت لزيد قائم‪.‬‬
‫‪ -‬االستفهام‪ :‬وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون‪.‬‬
‫‪ -‬ما النافية‪ :‬علمت ما زيد ناجح‪.‬‬
‫‪ -‬الم جواب القسم‪ :‬علمت لينتصرن الحق‪.‬‬
‫‪ ‬وأما اإللغاء‪ :‬فهو ترك العمل لفظا ومعنى في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا تأخرت عن معموليها‪ :‬القمر ساطع ظننت ( القمر ساطع‪ :‬مبتدأ وخبر)‪.‬‬
‫‪ -‬إذا توسطت بين معموليها‪ :‬جاز اإلعمال واإللغاء‪ ،‬واإللغاء أفضل‪،‬‬

‫القمر ظننت ساطع‬ ‫القمر ظننت ساطعا‬ ‫مثل‪:‬‬

‫ملحوظة‪ :‬قد يحذف مفعوال ( ظن وأخواتها) من السياق‪ ،‬إذا دل عليهما دليل‪،‬‬

‫مثل‪ :‬هل ظننت محمدا قائما؟‪ ،‬فتجيب‪ :‬ظننت‪.‬‬

‫تطبيقات‪:‬‬

‫أعرب هذه األمثلة إعرابا تفصيليا‪ ،‬وهل األفعال عاملة أم ملغية؟‪:‬‬

‫‪ ‬واتخذ اهلل إبراهيم خليال‪.‬‬


‫‪ ‬وإني ألظنك يا فرعون مثبورا‪.‬‬
‫‪ ‬وإن أدري لعله فتنة لكم‪.‬‬
‫‪ ‬القمر ظننت منير‪.‬‬
‫‪ ‬ولقد علموا لمن اشتراه ما له في اآلخرة من خالق‪.‬‬
‫‪ ‬ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم ال يرجعون‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫بعض األمثلة المحلولة‪:‬‬

‫‪ ‬واتخذ اهلل إبراهيم خليال‪.‬‬


‫‪ -‬اتخذ‪ :‬فعل ماض مبني على الفتح من أخوات ظن‪.‬‬
‫‪ -‬اهلل‪ :‬فاعل مرفوع وعالمة رفعه الضمة‪.‬‬
‫‪ -‬إبراهيم‪ :‬مفعول به أول منصوب‪.‬‬
‫‪ -‬خليال‪ :‬مفعول به ثان منصوب‪.‬‬
‫القمرَ ظننت منيرا‬ ‫‪ ‬القمرُ ظننت منيرٌ‪.‬‬
‫‪ -‬القمر‪ :‬مبتدأ مرفوع‪ ،‬إللغاء عمل ( ظن) بسبب توسطها بين معموليها‪ ،‬ويجوز نصبها على أنها مفعول به‬
‫أول‪.‬‬
‫‪ -‬ظننت‪ :‬فعل ماض مبني على السكون التصاله بضمير الرفع المتحرك‪ ،‬والتاء فاعل‪.‬‬
‫‪ -‬منير‪ :‬خبر مرفوع‪ ،‬إللغاء عمل ( ظن)‪ ،‬ويجوز نصبها على أنها مفعول به ثان‪،‬‬

‫واإللغاء أفضل من اإلعمال‪.‬‬

‫‪ ‬وإن أدري لعله فتنة لكم‪ :‬علق عمل ( أدري) لوجود ( لعل)‪.‬‬
‫‪ ‬ولقد علموا لمن اشتراه ما له في اآلخرة من خالق‪ :‬الفعل ( علم) علق عمله‪ ،‬لوجود الم االبتداء‪.‬‬
‫‪ ‬ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم ال يرجعون‪( :‬يرى) غير عاملة ( أي معلقة) لوجود‬
‫كم الخبرية‪.‬‬

‫‪4‬‬

You might also like