‫احكام الفاعل‬

‫‪ :‬فاعل هذه األفعال نوعان‬

‫ظاهرمعرف بأل اجلنسيّة‪ ،‬اليت تفيد االستغراق‪( #‬أي ‪ :‬مشول اجلنس) حقيقة‪ ,‬او‬
‫ّ‬ ‫األول‪ :‬اسم‬
‫ّ‬
‫‪.‬اسم مضاف إىل ما اقرتان‪ #‬هبا‪ ,‬او مضاف اىل اسم اضيف اىل مقرتن هبا‬

‫‪:‬مثال‬
‫نعم التلميذ زهري‬

‫بئس الشراب اخلمر‬

‫بئس مثوى املتكرّب ين‬

‫واحلق أن (أل)‪ ,‬اليت تسبق فاعل هذه األفعال‪ ,‬للجنس على سبيل االستغراق‪ #‬حقيقة‪ ,‬كما (‬
‫ق ّدمنا‪ .‬فهي مفيده لالحاطة والشمول حقيقة ال جمازا‪ ،‬فيكون اجلنس كله ممدوحاً أو مذموماً‪،‬‬
‫‪.‬واملخصوص مندرج حتت اجلنس‪ ،‬فيشمله املدح أو الذم‬

‫فإذا قلت ‪(( :‬الرجل زهري)) فاملدح قد وقع أوال على جنس الرجل كله على سبيل الشمول‬
‫حقيقة‪ .‬مث على سبيل املخصوص باملدح‪ ،‬وهو زهري‪ ،‬فيكون‪ #‬املخصوص‬

‫قد مدح مرتني‪ :‬مرة مع غريه‪ ،‬لدخوله يف عموم اجلنس‪ ،‬ألنه فرد من أفراد ذلك اجلنس‪ ،‬ومرة‬
‫يسمى املخصوص‬
‫‪.‬على سبيل التخصيص‪ ،‬ألنه قد خص بالذكر‪ .‬ولذلك ّ‬
‫والغرض من جعلها لال ستغراق والشمول على سبيل احلقيقة هو املبالغة يف إثباب املدح‬
‫للممدوح ((الذم للمذموم‪ ،‬جبعلك املدح والذم للجنس‪ ،‬الذي هو املخصوص‪ #‬فرد منه‪ .‬مث يأيت‬
‫‪.‬املخصوص مبيناً املدار من االمجال يف مدح اجلنس على سبيل احلقيقة‬

‫ولك أن جتعل (أل) هذه لإلستغراق ال على سبيل احلقيقة‪ #.‬بل على سبيل اجملاز‪ .‬مدعياً أن هذا‬
‫تفرق يف غريه من الكماالت أو النقائص‪ #‬فإن قلت‪ (( :‬نعم‬
‫املخصوص هو مجيع اجلنس جلمعه ما َّ‬
 ‫الرجل زهري))‪ ،‬فقد جعلت زهرياً هو مجيع اجلنس مبا لغة‪ ،‬ال ستغراقه مجيع كماالته‪ ،‬ومل تقصد‬
‫من ذلك إالّ مدحه‪ .‬ونظري ذلك أن تقول‪ (( :‬أنت الرجل))‪ ،‬اي اجتمعت فيك كل صفات‬
‫‪.‬الرجال‬

‫بأل اجلنسيّ ِة‪ #،‬فيكون‪#‬‬

‫عرف ِّ‬
‫أريد به اجلنس ال العهد مقام امل َّ‬
‫وقد يقوم اإلسم املوصول‪ ،‬إذا َ‬
‫ُ‬
‫اخلري زهريٌ)) و ((بئس من خيون أمته‬
‫يفعل َ‬‫فاعالً هلذه األفعال‪ ،‬كما تكون هي‪ ،‬حنو‪ (( :‬نعم الذي ُ‬
‫فال ٌن))‬

‫فيصح أن(‬
‫ُ‬ ‫فإن اال سم املوصول‪ ،‬إذا مل يريد به املهد‪ ،‬بل أريد به العموم‪ ،‬أشبه املقرتن‪ #‬بأل اجلنسية‬
‫‪).‬تسند إليه هذه األ فعال‪ ،‬كما تسند إىل املقرتن‪ #‬بأل اجلنسية‬

‫الثاني ‪ :‬أن يكون فاعلُها ضمرياً مسترتاً م َفسراً بنكر ٍة منصوبة على التّمييز‪ِ ،‬‬
‫واجبة التأخري عن‬ ‫ُ ّ‬
‫إفرادا وتثنيةً ومجعاً وتذكرياً وتأنيثاً‪ #.‬ويأيت‬ ‫ٍ‬
‫الفعل والتقدمي على املمدوح أو املذموم‪ ،‬مطابقة هلما ً‬
‫بعد ذلك املخصوص‪ #‬باملدح أو ال ّذم مرفوعاً على االبتداء‪ ،‬واجلملة قبله خربه‪ ،‬حنو‪(( :‬نعم رجالً‬
‫زهريٌ))‬
‫فاعل ٍ‬
‫مقرتن هبا‪ ،‬فتقول‬ ‫فاعل ٍ‬
‫مقرتن ِب (أل)‪ ،‬لذا جيوز حتويله إىل ٍ‬ ‫والتميز هنا حُمَ َّو ٌل عن ٍ‬
‫ُ‬
‫‪((.‬نعم الرجل زهريٌ))‬

‫وقد تكون النكرةُ كلمة (ما) – اليت هي اسم نكرة مبعىن ((شيء)) – فتكون‪ #‬يف موضع ٍ‬
‫نصب‬ ‫ٌ‬
‫‪.‬على التمييز‪ ،‬على ما اختاره احملققون‪ #‬من النّحاة‬